السبت، 27 يناير 2024

ج6.ج6.. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني {من 3250 الي 4129.}

ج6.{ {من 3250 الي 4129.}}

ج6.. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها 

السيئ في الأمة

المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ)

وعمارة القرشي؛ قال الأزدي:

" ضعيف جداً"؛ كما في "الميزان" و "لسانه".

والهيثم بن سهل التستري؛ ضعفه الدارقطني. وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد:

"ضرب إسماعيل القاضي على حديث الهيثم بن سهل عن حماد، وأنكر عليه".

كذا في "الميزان"، وكأنه يشير إلى هذا الحديث.

وبالجملة: فالحديث منكر لا يصح بهذه الطرق لشدة ضعفها، وقد ذكره السيوطي في "اللآلي" (1/ 153) في جملة أحاديث ساكتاً عن إسناده، كلها في إكرام ذي الشيبة المسلم.ومنها حديث أبي موسى الأشعري مرفوعاً بلفظ:

"لإن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المسقط".

أخرجه أبو داود وغيره، وإسناد حسن عندي؛ كما في "المشكاة" وغيره.

3250 - (سارعوا في طلب العلم، فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة) .

ضعيف جداً

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 188) من طريق عبد الله بن ميمون: حدثنا جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الله بن ميمون هو القداح؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (2/ 21) :

"يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجاز المقلوبات".

وقال الحاكم:

"روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة".

وقال الحافظ في "التقريب" مخلصاً أقوال الحفاظ فيه:

"منكر الحديث، متروك".

3251 - (عمل قليل في سنة، خير من كثير في بدعة) .

ضعيف

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (1/ 257) من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته يحيى هذا؛ قال الحافظ في "التقريب":

"متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع".

وأبوه قريب منه، فقد قال فيه الإمام أحمد:

"أحاديثه مناكير، لا يعرف".

وقد روي من طريق أخرى عن الحسن البصري مرفوعاً، وموقوفاً.

أما المرفوع؛ فرواه معمر عن زيد عنه.

أخرجه عبد الرزاق (11/ 291/ 20568) .

وزيد هذا لم أعرفه، ويحتمل أنه الذي روى عنه حماد بن زيد، قال الحافظ:

"مقبول".

وأما الموقوف؛ فيرويه حزم بن أبي حزم القطعي عنه.

أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 72) ، وحزم هذا فيه ضعف.

3252 - (رحم الله المتسرولات) .

ضعيف جداً

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 473) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: حدثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي: حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان: حدثنا بشر بن الحكم: حدثنا عندالمؤمن بن عبيد الله: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على باب من أبواب المسجد مرت امرأة على دابة، فلما حاذت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وتكشفت، فقيل: يا رسول الله! إن عليها سراويل، فقال: ... فذكره. وقال البيهقي:

"وروي عن خارجة كذلك؛ عن محمد بن عمرو كذلك".

قلت: خارجة هذا هو ابن مصعب؛ متروك، وكذبه ابن معين، والله أعلم بحال الإسناد الذي لم يسقه إليه.

لكن متابعه عبد المؤمن بن عبيد الله - والظاهر أنه السدوسي - ثقة؛ كما قال ابن معين وغيره، وبشر بن الحكم ثقة من شيوخ الشيخين، فالسند حسن إن صح السند إلى بشر؛ فإني لم أعرف اللذين دونه، وقد سكت عنه السيوطي في

"اللآلي" (2/ 262) وتبعه ابن عراق في الفصل الثاني من كتابه "تنزيه الشريعة".

ثم أتبعه السيوطي بذكر رواية الدارقطني في "الأفراد" بسنده عن نصر بن حماد: حدثنا عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة به. إلا أنه زاد:

"من النساء".

وسكت عنه السيوطي وابن عراق ايضاً فما أحسنا! لأن عمرو بن جميع سيىء الحال؛ قال الذهبي:

"كذبه ابن معين، وقال الدارقطني وجماعة: متروك. وقال ابن عدي: كان يتهم بوضع الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث".

ونصر بن حماد؛ قال في "التقريب":

"ضعيف أفرط الأزدي فزعم أنه يضع".

وذكره السيوطي أيضاً من طريق الصباح بن مجاهد عن مجاهد مرسلاً.

كذا الأصل (ابن مجاهد) وأظنه محرفاً، والصواب (ابن مجالد) وهو ضعيف جداً؛ اتهمه الذهبي بوضع حديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".

وحديث الترجمة أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" أيضاً من حديث علي رضي الله عنه، وقد سبق تخريجه وبيان علته، والرد على رد السيوطي على ابن الجوزي، وأن للحديث علة أخرى لم يتعرضوا لذكرها؛ فانظره برقم (601) . وقد ختم السيوطي كلامه في هذا الحديث بطرقه بقوله:

"وبمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن. والله أعلم".

كذا قال، ولسنا ممن يوافقه على ذلك لشدة ضعفها كما تقدم.

3253 - (مسألة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة، وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل، وإن طالب العلم والمرأة المطيعة لزوجها، والولد البار بوالديه يدخلون الجنة مع الأنبياء بغير حساب) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 255-256) من طريق أبي بكر محمد بن الحسن النقاش: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع ظاهر البطلان كل رجال إسناده ثقات رجال الصحيح، وضعه عليهم النقاش هذا؛ فإنه كذاب كما قال الذهبي تبعاً لبعض من سلف من الأئمة، وله ترجمة سيئة في "تاريخ بغداد" و "الميزان" و "اللسان" وغيرها.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للنقاش هذا والرافعي، وسكت عنه كما هي غالب عادته.

3254 - (صاحب الصف، وصاحب الجمع، لا يفضل هذا على هذا، ولا هذا على هذا. كأنه يريد صف القتال) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 265) من طريق محمد بن الحسين بن عبد الملك أبي نصر المعروف بـ (حاجي) البزار القزويني في "معجم شيوخه": أنبأ أحمد بن علي بن عمر بن محمد بن أبي رجاء: حدثنا سعيد بن محمد بن نصر أبو عمرو: حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم: حدثنا محمد بن عثمان: حدثنا أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن ثوبان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من فوق محمد بن عثمان ثقات من رجال "التهذيب"، ومن دونه لم أعرفهم.

وسعيد بن محمد بن نصر أبو عمرو قزويني، ترجمه الرافعي في "تاريخه" (2/ 46) برواية عبد الواحد بن محمد بن أحمد وجماعة. كذا قال، لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كما هي عادته. لكن قال الذهبي في "الميزان":

"لا يدرى من هو؟! ".

ونقل الحافظ في "اللسان" عن "طبقات همذان" لصالح بن أحمد أنه قال:

"شيخ ليس بذاك".

وأما أحمد بن علي بن عمر؛ فقد ترجمه الرافعي أيضاً (2/ 205) برواية الخليلي الحافظ في "مشيخته" فقط.

3255 - (إن ملكاً موكل بالقرآن، فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه، قومه الملك ورفعه) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "التاريخ" (1/ 267) تعليقاً فقال في ترجمة محمد بن الحسين بن محمد.. الشعيري أبي بكر:

"وروى عنه الحافظ أبو سعيد السمان (بسنده) عن المعلى بن هلال عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المعلى بن هلال؛ قال الذهبي في "الميزان":

"رماه السفيانان بالكذب. وقال ابن المبارك وابن المديني: كان يضع الحديث. وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب والوضع ... ".

ثم ساق له الذهبي أحاديث تدل على كذبه، آخرها هذا الحديث، رواه البخاري في "الضعفاء" بإسناده عن المعلى به.

والحديث مما سود به السيوطي جامعه "الصغير" و "الكبير" أيضاً (7105) !! وتناقض فيه المناوي؛ فإنه مع كونه أعله في "الفيض" بتكذيب السفيانين للمعلى، اقتصر في "التيسير" على قوله: "إسناده ضعيف"!

وإن من غرائب الشيخ الغماري التي لا تنتهي، أنه لم يتعقب المناوي في تناقضه المذكور، ولا صرح بوضع الحديث، ولا أنكر على السيوطي تسويده لكتابه به! وبالتالي لم يورده في رسالته "المغير". وإنما سود نحو صفحتين في بيان أوهام المناوي في بعض الأنساب، والانكار عليه تعجبه من عدم عزو السيوطي الحديث لـ "ضعفاء البخاري" بقوله: "على أن "ضعفاء البخاري" ليس هو بأشهر من "تاريخ قزوين" للرافعي بين أهل الحديث"! فهل يقول هذا محدث بل حافظ منصف؟!

3256 - (رهان الخيل طلق. يعني: حلال) .

ضعيف

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (1/ 270) من طريق يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه عبيدة أو حميدة، وعن عمه بن عبد الله بن أبي طلحة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن عبد الرحمن - وهو خالد الدالاني؛ وهو بكنيته أشهر - قال في "التقريب":

"صدوق يخطىء كثيراً، وكان يدلس".

ويحيى بن إسحاق بن عبد الله وعمه عمر بن عبد الله ثقتان؛ لكنه مرسل.

وعبيدة أو حميدة لا يعرف حالها كما قال الحافظ، لكنها متابعة من عمر بن عبد الله كما ترى.

والحديث عزاه السيوطي لسمويه والضياء عن رفاعة بن رافع، وسكت المناوي عن إسناده وقال:

"ورواه أبو نعيم في (الصحابة) من رواية يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها مرفوعاً"!

وقد عرفت أن أمه لا يعرف حالها، فلا ينفعه أنه رواه عنها عن أبيها موصولاً، وأبوها اسمه عبيد بن رفاعة؛ قال الحافظ:

"ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووثقه العجلي".

3257 - (أربعون رجلاً أمة، ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله لهم، وغفر له) .

موضوع بهذا اللفظ

علقه الرافعي في "تاريخه" (1/ 278) في ترجمة محمد بن خرشيد أبي بكر الأقطع، فذكر أن الحافظ الخليلي روى في "مشيخته" عنه بسنده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود: أنه كان إذا كان في جنازة ووضع السرير قبل أن يصلي عليه؛ استقبل الناس

بوجهه ثم قال: يا أيها الناس! إنكم جئتم شفعاء لميتكم؛ فاشفعوا؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته عبد الملك هذا؛ فإنه كذاب كما قال يحيى وغيره.وقد تقدم له أحاديث.

ويغني عن الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه".

رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (99) .

فكأن هذا الكذاب حرف هذا الحديث، أو تحرف عليه على الأقل لشدة غفلته، وقلة عنايته بحفظ الحديث؛ فوقع في الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونسب إليه ما لم يقل. نسأل الله السلامة.

3258 - (الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 291) في ترجمة محمد ابن روشنائي أبي بكر بن أبي الفرج الهمداني عن الإمام أبي محمد النجار جزءاً من الحديث فيه روايته عن السيد أبي حرب العباسي بسنده عن أبي جعفر محمد ابن المفضل الزاهد - أتت عليه مئة وثلاثون سنة -: أنبأ أبو العباس هرمزدان الكرماني الجيرفتي:حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم بمرة، من دون أنس لم أعرفهم جميعاً! وبيض له المناوي في كتابيه؛ فلم يتكلم عليه بشيء سوى أنه قال:

"ورواه عن أنس الديلمي، لكن بيض ولده لسنده".

وكذلك سكت عنه الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 83) ، غير أنه قال:

"قال النجم: رواه الرافعي في (أماليه) عن أنس".

3259 - (سورة الكهف تدعى في التوراة: الحائلة؛ تحول بين قارئها وبين النار) .

ضعيف جداً

أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 475/ 2448) والرافعي (1/ 300) من طريق الخليلي محمد بن عبد الرحمن الجدعاني عن سليمان بن مرقاع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عباس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ سليمان بن مرقاع؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (2/ 143) :

"منكر الحديث، ولا يتابع في حديثه".

ومحمد بن عبد الرحمن الجدعاني؛ قال الحافظ في "القريب":

"متروك الحديث ". وبه أعله البيهقي فقال:

"تفرد به محمد بن عبد الرحمن هذا، وهو منكر".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" و "الصغير" للبيهقي في "الشعب"، وزاد في الأول: "وضعفه البيهقي، والخليلي في (الإرشاد) ".

3260 - (سورة (يس) تدعى في التوراة: المعمة؛ تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا، وتدفع عنه أهاويل الآخرة..) الحديث.

ضعيف جداً

أخرجه العقيلي في ترجمة سليمان بن مرقاع الجندعي من "ضعفائه" (2/ 143) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 481/ 2465) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عنه عن هلال عن الصلت: أن أبا بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وساقه السيوطي في "الجامع الكبير" بطوله وقال:

"رواه الحكيم والبيهقي في "الشعب" وضعفه".

قلت: وأعله بمثل ما أعل الذي قبله، وقال أيضاً:

"وهو منكر".

3261 - (إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صلة الرحم تزيد في العمر، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن قول (لا إله إلا الله) تدفع عن قائلها تسعة وتسعين باباً من البلاء أدناها الهم) .

منكر

أخرجه الرافعي (1/ 429) معلقاً، وابن عساكر موصولاً في "تاريخ دمشق" (13/ 172) من طريق أبي علي الحداد قال: أنبأ أبو بكر محمد ابن علي الجوزداني المقرىء: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى

 

(7/257)

 

 

- بالرقة -: حدثنا أبي: حدثنا جدي داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ أحمد بن محمد بن عيسى فمن فوقه إلى عيسى بن علي لم أجد لهم ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (6630) لابن عساكر أيضاً، وسكت عنه المناوي في "الفيض"، وأما في "التيسير" فقال:

"إسناده ضعيف" ولم يبين العلة، فكأن ذلك مشياً مع القاعدة المعروفة فيما تفرد به ابن عساكر وأمثاله. لكنه قال في "الفيض":

"ورواه الطبراني في "الأوسط" عن معاوية بن حيدة بسند ضعيف".

قلت: هذا حديث آخر يلتقي في بعض فقراته مع هذا، ويختلف في بعض آخر، كما سترى في الحديث التالي.

لكن الشطر الأول من الحديث صحيح إلى "مصارع السوء"؛ لشواهده، وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1908) .

وللحديث شاهد واه من حديث بهز بن حكيم عن أبيع عن جده مرفوعاً به. مع اختلاف في بعض الجمل، منها الأخيرة.

3262 - (إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صله الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر.

وأكثروا من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فإنها كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء، أدناها الهم) .

منكر

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 53/ 2/ 929) من طريق

 

(7/258)

 

 

عمرو قال: حدثنا صدقة عن الأصبغ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وقال:

"لم يروه عن بهز إلا الأصبغ، ولا عن الأصبغ إلا صدقة، تفرد به عمرو".

قلت: وهو ابن أبي سلمة وهو التنيسي، وهو ثقة من رجال الشيخين.

والعلة ممن فوقه: إما صدقة - وهو ابن عبد الله أبو معاوية السمين -؛ فإنه ضعيف.

وإما من شيخه الأصبغ؛ قال الهيثمي (8/ 194) :

"غير معروف".

وروى الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" الشطر الثاني منه بنحوه، وقد تكلمت على إسناده في "الصحيحة" (4/ 37) تحت الحديث (1528) .

وانظر الحديث الذي قبله؛ فإن شطره الأول صحيح لشواهده.

3263 - (كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والمشيمة، والقلفة) .

منكر

أخرجه الرافعي في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم أبي إبراهيم القطان (1/ 455) بسنده عن أبي محمد سعيد بن عبد الفريابي بـ (سرخس) : حدثنا مالك بن سليمان - هروي -: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً.

قلت: ولم يذكر في أبي إبراهيم هذا - كما هي غالب عادته - جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/259)

 

 

والفريابي هذا لم أعرفه.

لكن مالك بن سليمان الهروي قال العقيلي (4/ 173) :

"في حديثه نظر".

قال الذهبي:

"وكذا قال السليماني، وضعفه الدارقطني".

وروى الطبراني طرفاً منه من حديث وائل بن حجر بسند فيه علل ثلاث؛ وقد بينتها فيما تقدم برقم (2357) .

3264 - (تنظفوا بكل ما استطعتم، فإن الله بنى الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف) .

موضوع

علقه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 176) من طريق أبي الصعاليك محمد بن عبيد الله بن يزيد الطرسوسي في "جزء من حديثه": حدثنا أبو علي الحسن بن محمد: حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي: حدثنا محمد بن يعلى الكوفي: حدثنا عمر بن صبح عن أبي سهل عن الحسن عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمر بن صبح؛ قال الحافظ:

"متروك، كذبه ابن راهويه".

ومحمد بن يعلى الكوفي ضعيف.

وأبو علي الحسن بن محمد لم أعرفه.

 

(7/260)

 

 

وكذلك أبو الصعاليك الطرسوسي، وإليه عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" وقال فيه:

"وسنده واه".

ووقع في "الفتح الكبير" (الطرطوسي) وهو خطأ، لا أدري أهو من الطابع أم من مؤلفه؟

واعلم أن هذا الحديث هو أصل ذاك الحديث الذي تداولته الألسنة وذكره الغزالي في "الإحياء" (1/ 49) بلفظ:

"بني الدين على النظافة".

فقال مخرجه الحافظ العراقي:

"لم أجده هكذا، وفي "الضعفاء" لابن حبان من حديث عائشة:

"تنظفوا فإن الإسلام نظيف". وللطبراني في "الأوسط" بسند ضعيف جداً من حديث ابن مسعود: المظافة تدعو إلى الإيمان".

قلت: وفات العراقي حديث أبي هريرة؛ فإنه أقرب إلى لفظ حديث "الإحياء" كما هو ظاهر.

وتمام حديث عائشة:

"ولا يدخل الجنة إلا [كل] نظيف".

أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 57) من طريق نعيم بن المورع عن هشام بن عروة عن أبيه عنها.

أورده في ترجمة نعيم هذا، وقال:

"يروي عن الثقات العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

 

(7/261)

 

 

وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش:

"روى عن هشام أحاديث موضوعة".

وقال ابن عدي في "الكامل" (7/ 2481) :

"ضعيف يسرق الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ".

قلت: فلا يبعد أن يكون سرق هذا الحديث من عمر بن صبح. والله أعلم.

وأما لفظ حديث ابن مسعود؛ فهو أتم مما ذكره العراقي، وفيه (إبراهيم بن حيان) الذي في الحديث الآتي بعده.

(تنبيه) : حديث عائشة بطرفه الأول عزاه الشيخ القرضاوي في تعليقه على كتابه "الحلال والحرام" (ص79-الطبعة الثالثة عشرة) لابن حبان! وهذا خطأ قبيح لا يليق بأهل العلم؛ لأن من المعروف عندهم أن إطلاق العزو لابن حبان يعني أنه رواه في "صحيحه"، وقد عرفت أنه إنما أخرجه في "ضعفائه"، وقد كنت نبهت على هذا في تخريجي لهذا الكتاب الذي كنت سميته "غاية المام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" رقم (71) . وقد أخر المكتب الإسلامي طبع كتابي هذا عن أصله "الحلال والحرام" عدة سنين؛ لأسباب الله أعلم بها، ثم المؤلف والناشر! وكان ذلك حاملاً للناشر على أن يدلس على القراء ويوهمهم بأن التخريج الذي هو في تعليق الطبعة المذكورة (13) هو من صنعي، فطبع على الوجه الأول تحت اسم المؤلف القرضاوي ما نصه:

"الطبعة الثالثة عشرة. تخريج المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني"!

وذلك سنة (1400هـ -1980م) . وهذا كذب وزور!

فلما راجعته في ذلك في مكتبه في بيروت أجاب بقوله - وهو غير مكترث بما فعل -:

 

(7/262)

 

 

"خطأ من بعض الموظفين"!

ثم تبين فيما بعد أنه تعمد ذلك ترويجاً للكتاب! ولقد آذاني بذلك كثيراً؛ فإنه نسب إلي كل الأخطاء العلمية الحديثية التي وقعت في كتاب الشيخ القرضاوي، وكنت بينتها في تخريجي إياه، وهذا هو المثال بين يديك، وقد تكاثر إيذاؤه لي في الآونة الأخيرة، وبخاصة بعد هجرتي من دمشق إلى عمان، في تعليقاته وتصرفاته بكتبي تصرفاً لا يرضاه ذو عقل ودين. والله المستعان.

3265 - (انقوا أفواهكم بالخلال؛ فإنها مسكن الملكين، الحافظين الكاتبين، وإن مدادهما الريق، وقلبهما اللسان، وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم) .

موضوع

أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص264) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 184) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 20/ 1) من طريق إبراهيم بن حيان بن حكيم بن سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ: حدثنا أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته إبراهيم بن حيان هذا؛ قال ابن عدي في "الكامل" (1/ 253) :

"مدني ضعيف الحديث".

ثم ساق له حديثين آخرين ثم قال:

"وهذان الحديثان مع أحاديث أخرى بالأسانيد التي ذكرها إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة".

وأما حيان بن حكيم، وحكيم بن سويد، وسويد بن علقمة، ثلاثتهم لم أجد

 

(7/263)

 

 

لهم ترجمة، ويظهر لي أنهم لا يعرفون؛ من سلالة مجهولة، فقد ذكروا جدهم سويد بن علقمة في "الصحابة"؛ ومع ذلك قالوا فيه:

"مجهول لا يعرف"!

وقال أبو نعيم في "المعرفة" (1/ 302/ 2) :

"عقبه بـ (أصبهان) ، من ولده إبراهيم بن حيان".

قلت: وأما قول السيوطي في "الجامع الكبير": "رواه الديلمي عن إبراهيم ابن حيان من ولد سعد بن معاذ عن أبيه عن جده سعد بن معاذ"؛ فهو غير ظاهر؛ لأن سعد بن معاذ ليس له ذكر على أنه راوي الحديث، فإن إسناده انتهى إلى سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ كما تقدم، فسعد بن معاذ هو جد سويد الأدنى كما ترى، ولم تصل الرواية إليه، فتأمل.

ومن أحاديث إبراهيم هذا؛ ما يأتي عقب هذا.

وسيأتي له حديث آخر في التخليل بسند آخر له برقم (5277) وفيه "النظافة تدعو إلى الإيمان"، وقد وقع فيه للمناوي بعض الأوهام، أقره الشيخ الغماري على بعضها!

3266 - (إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام، وضلت الأسباب، وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله، وذلك قوله: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف / 67] ) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الأخبار" (1/ 301) في ترجمة حيان بن حنظلة من طريق إبراهيم عنه بإسناده في الحديث الذي قبله، مع بيان أن آفته إبراهيم هذا، وأن من فوقه لا يعرفون.

 

(7/264)

 

 

3267 - (سوداء ولود خير من حسناء لا تلد؛ إني مكاثر بكم الأمم، حتى السقط يظل محبنطئاً على باب الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أنا وأبواي، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أنا وأبواي، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أنا وأبواي، فيقال له: ادخل أنت وأبواك) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (300) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم58) ، وتمام في "الفوائد" (ق228/ 1-2) ، وابن عساكر (4/ 333/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (19/ 416/ 1004) من طرق عن يحيى بن درست عن علي بن ربيع (وقال بعضهم: علي بن الهيثم، وقال غيره: علي بن نافع) عن بهز ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً. وقال العقيلي:

"علي بن نافع مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد أصلح من هذا".

ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" وسماه علي بن الربيع وقال:

"هذا منكر لا أصل له، ولما كثرت المناكير في رواياته بطل الاحتجاج به".

قلت: وقد وجدت لطرفه الأول شاهداً، ولكنه لا يساوي فلساً، لأنه يرويه عبد الله بن محمد بن سنان: حدثنا إبراهيم بن الفضل - وهو ابن أبي سويد -: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي عن أم سلمة مرفوعاً به.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144) .

قلت: وآفته ابن سنان هذا؛ وهو الروحي الواسطي؛ قال ابن حبان وأبو نعيم: "كان يضع الحديث".

 

(7/265)

 

 

وفي فضل السقط وإدخاله أبويه الجنة؛ حديثان آخران، أحدهما عن علي، والآخر عن معاذ، أخرجهما ابن ماجه (1608و1609) بسندين ضعيفين؛ كما بينته في "المشكاة" (1757) ، و"الترغيب" (3/ 92) ، ولا أدري إذا كان العقيلي عنى أحدهما بقوله المتقدم: "بإسناد أصلح من هذا" أو غيرهما.

ثم بدا لي أنه يعني حديثاً آخر من رواية عبادة بن الصامت مخرج في "أحكام الجنائز" (53-54) ؛ وبه صححت حديث معاذ، فذكرته في "صحيح ابن ماجه" (1315) .

(تنبيه) : قوله: (سوداء) كذا في جميع المصادر التي خرجت الحديث منها وعزوته إليها، من مخطوط ومطبوع، وكذلك أورده السيوطي في "الجامع الصغير"، فقال المناوي:

"كذا في النسخ، والذي رأيته في أصول صحيحة مصححة بخط الحافظ ابن حجر من "الفردوس": (سوآء) على وزن (سوعاء) ، وهي القبيحة الوجه، يقال: رجل أسوأ، وامرأة سوآء. ذكره الديلمي".

قلت: وهكذا على الصواب أورد الحديث أبو عبيد في "الغريب" (ق25/ 1) معلقاً، وقال:

"قال الأموي: (السوآء) : القبيحة، يقال للرجل من ذلك: (أسوا) ". قال أبو عبيد:

"وكذلك كل كلمة أو فعلة قبيحة، فهي سوآء".

وكذا في "النهاية". والله أعلم.

 

(7/266)

 

 

3268 - (من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي مسلماً فصلى في الصف الثاني أو الثالث؛ أضعف الله له الأجر) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 32/ 2/ 533-بترقيمي) من طريق الوليد بن الفضل العنزي، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 20) من طريق أصرم بن حوشب، قالا - والسياق لأصرم -: حدثنا نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال الطبراني:

طلا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الوليد بن الفضل".

قلت: وهو متهم بالوضع؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 82) :

"روى عن عبد الله بن إدريس وأهل العراق المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة".

ثم ساق له الحديث الآتي عقب هذا.

وقال الحاكم، وأبو نعيم، وأبو سعيد النقاش:

"روى عن الكوفيين الموضوعات".

إلا أنه لم يتفرد به خلافاً لقول الطبراني؛ فقد تابعه أصرم بن حوشب - كما رأيت - وهو مثله بل شر منه؛ فقد قال يحيى:

"كذاب خبيث".

رواه ابن حبان (1/ 181) عنه وقال فيه:

"كان يضع الحديث على الثقات".

 

(7/267)

 

 

وتقدمت له بعض الأحاديث الدالة على وضعه.

3269 - (كان يبعث رجالاً إلى البلدان يدعون الناس إلى الإسلام، فقال رجل: لو بعث أبا بكر وعمر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر وعمر لا غنى عنهما، إن أبا بكر وعمر في الإسلام بمنزلة السمع والبصر من الإنسان) .

موضوع بهذا التمام

أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 82) من طريق الوليد بن الفضل عن عبد الله بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال: ... فذكره في ترجمة الوليد هذا.

وقد اتهمه ابن حبان وغيره بالوضع كما تقدم في الحديث الذي قبله.

 

(7/268)

 

 

3270 - (يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر به من شاهق إلى شاهق، أو من حجر إلى حجر؛ كالثعلب بأشباله، قالوا: متى يكون ذلك؟ قال: في آخر الزمان؛ إذا لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله، فإذا كان كذلك حلت العزبة.

قالوا: أنت تأمرنا بالتزويج؛ فكيف تحل العزبة؟ قال:

يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه؛ إن كان له أبوان، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن زوجة ولا ولد، فعلى يدي الأقارب والجيران؛ يعيرونه بضيق المعيشة، حتى يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها) .

 

(7/268)

 

 

منكر.

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 21و186) من طريق أحمد بن عبد الرحمن المخزومي: حدثنا عبد الحميد بن يحيى عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسل: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الحسن هو البصري، وهو مع تدليسه الذي اشتهر به لم يذكروا له رواية عن ابن مسعود.

ومبارك بن فضالة يدلس أيضاً.

وعبد الحميد بن يحيى؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (3/ 40) :

"مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه".

ثم ساق له من روايته عن عبد الله بن زيد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"غط رأسك من الناس، وإن لم تجد إلا خيطاً"!

وأحمد بن عبد الرحمن المخزومي لم أعرفه.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" لأبي نعيم في "الحلية"، والبيهقي في "الزهد"، والخليلي، والرافعي عن ابن مسعود.

وهو في "الزهد الكبير" (ق49/ 2) من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً؛ كما في "معجم الحديث" الذي عامته من مخطوطات الظاهرية. لكن لم أكن نقلت فيه إسناده من تحت المبارك، ولا لفظه بتمامه، وليس عندي الآن نسخة من "الزهد" لأعود إليه.

ثم رأيته في "الزهد" (436-مطبوع) فإذا هو من طريق جامع بن سوادة

 

(7/269)

 

 

عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن المبارك به.

قلت: وجامع بن سوادة: ضعيف متهم، كما في "اللسان".

وأما أبو نعيم فأخرجه في "الحلية" (1/ 25) من طريق إسحاق بن وهب: حدثنا عبد الملك بن يزيد: حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: ... فذكره مرفوعاً إلى قوله: "من حجر إلى حجر".

وبهذا السند ساق قبله عن ابن مسعود قال:

"إذا أحب الله عبد اً اقتناه لنفسه، ولم يشغله بزوجة ولا ولد".

هكذا وقع فيه موقوفاً على ابن مسعود، ويبدو أنه سقط من الناسخ أو الطابع رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه كذلك رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 278) من طريق أبي نعيم.

وكذلك عزاه إليه الذهبي في ترجمة عبد الملك بن يزيد من "الميزان"، وتبعه العسقلاني في "اللسان"، وأعلاه بعبد الملك بن يزيد هذا؛ فقالا:

"روى عن أبي عوانة بخبر باطل في ترك التزوج، لا يدرى من هو؟ ".

ثم ساقاه من طريق صاحب "الحلية" بإسناده المتقدم مرفوعاً. وفيه: "إسحاق بن وهب العلاف".

وهو إسحاق بن وهب بن زياد العلاف أبو يعقوب الواسطي. ولقد أخطأ ابن الجوزي خطأ فاحشاً حين أعل الحديث به بقوله:

"هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال الدارقطني: إسحاق بن وهب كذاب متروك، حدث بالأباطيل".

 

(7/270)

 

 

وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 180) .

وقد التبس عليهما الأمر؛ فإن الذي قال فيه الدارقطني ما نقله عنه إنما هو إسحاق بن وهب الطهرمسي كما تراه في "الميزان" و "اللسان".

وأما إسحاق بن وهب العلاف فهو ثقة من شيوخ البخاري، ولا علاقة له بهذا الحديث الباطل.

نعم، لقد تعقب السيوطي ابن الجوزي في حديث آخر ساقه من رواية الطبراني بسنده عن أبي عنبة الخولاني مرفوعاً بلفظ:

"إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً ابتلاه، وإذا ابتلاه اقتناه لنفسه. قالوا: يا رسول الله! وما اقتناه؟ لا يترك له مالاً ولا ولداً".

وفيه اليمان بن عدي نسبه أحمد إلى الوضع.

كذا قال ابن الجوزي، فقال السيوطي:

"ضعفه أحمد والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق".

قلت: هذا نقله السيوطي من "ميزان الذهبي"، ولا يكفي في رد قول ابن الجوزي وما نسبه لأحمد، ولم أر أحداً ذكره عنه غيره، والمعروف عنه التضعيف فقط. والله أعلم.

وفي الحديث علة أخرى؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 291) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه إبراهيم بن محمد شيخ الطبراني، ضعفه الذهبي، ولم يذكر سبباً، وبقية رجاله موثقون".

قلت: بلى؛ قد ذكر السبب، وهو أنه قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة: حدثنا

 

(7/271)

 

 

إسماعيل بن عياش بسنده عن ابن عمر مرفوعاً بحديث ذكره، وقال:

"فالمعروف بهذا الحديث هو عبد الوهاب بن الضحاك، لا ابن نجدة".

وهذا يعني أنه خطأ في إسناده فذكر ابن نجدة - وهو ثقة - مكان ابن الضحاك - وهو متروك -، ولذا قال الذهبي فيه:

"غير معتمد".

قلت: وهذا مما لا ينبغي التوقف فيه؛ لأن الرجل مع هذا الخطأ الفاحش الذي اكتشفه الذهبي قد أورده الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 167/ 1) ، ولم يسق له سوى حديث واحد، فهو مستور غير معروف. والله أعلم.

3271 - (إن أبا بكر يتأول الرؤيا، وإن الرؤيا الصالحة حظ من النبوة) .

منكر

أخرجه البزار (3/ 11/ 2120) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 313/ 7057) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة: حدثنا خبيب عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب به مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

1- سليمان بن سمرة مجهول الحال.

2- خبيب بن سليمان مجهول العين.

3- جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي؛ كما في "التقريب".

وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 173) :

"رواه الطبراني والبزار، وإسناده ساقط. وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه".

قلت: وهذا من أوهامه رحمه الله؛ فإسنادهما واحد كما ترى.

 

(7/272)

 

 

وذكره السيوطي في "الزيادة" بلفظ:

"أمرت أن أولي الرؤيا أبا بكر". وقال:

"رواه (فر) عن سمرة".

قلت: وما أراه إلا محرفاً من هذا. والله أعلم.

3272 - (دخلت الجنة فرأيت جارية أدماء لعساء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس؛ فخلق له هذه) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 34-35) في ترجمة محمد بن موسى القزويني، من رواية جعفر بن أحمد بن علي القمي الرازي في "فضائل جعفر بن أبي طالب" بإسناده عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه عن عباية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره:

قلت: هذا إسناد مظلم؛ من دون إسحاق بن جعفر لم أعرفهم، والقزويني لم يذكر الرافعي في ترجمته سوى هذا الحديث، مما يدل على جهالته، فإن سلم ممن فوقه فهو آفته.

ثم هو إلى ذلك مرسل؛ فإن عباية تابعي، ولكني أخشى أن يكون سقط منه صحابيه؛ فقد قال السيوطي في "الجامع الكبير" (13958) :

"رواه جعفر بن أحمد القمي في "فضائل جعفر بن أبي طالب"، والرافعي بسند جعافرة عن آبائهم إلى عبد الله بن جعفر".

وذكر نحوه في "الجامع الصغير".

 

(7/273)

 

 

وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم عليه بشيء! مع أن القاعدة في مثله أن يضعفه، وهذا ما كنت فعلته في "ضعيف الجامع"، والآن وقد وقفت على إسناده المظلم، وتأملت متنه، فبدا لي أنه موضوع. والله أعلم.

3273 - (المتقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم زيادة، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد) .

موضوع

رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 47) تعليقاً عن الخليلي بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد: حدثني عم أبي: إسحاق بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم. ومتن منكر موضوع؛ من دون موسى بن جعفر بن محمد لم أعرفهم.

والجملة الأخيرة منه رواها عمرو بن جميع - وهو متهم - عن جعفر بن محمد به. وسيأتي تخريجه برقم (3850) ، وأنه روي موقوفاً على جعفر بن محمد ابن علي.

 

(7/274)

 

 

3274 - (إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه؛ نظر الله إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها؛ تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 47) معلقاً عن ميسرة بن

 

(7/274)

 

 

علي في "مشيخته" بسنده عن الحسين بن معاذ الخراساني عن إسماعيل بن يحيى التيمي عن مسعر بن كدام عن العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته التيمي هذا؛ كان يضع الأحاديث وله أباطيل وبلايا تقدم بعضها.

والحسين بن معاذ قريب منه؛ قال الخطيب:

"ليس بثقة، حديثه موضوع".

والحديث بيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم عليه بشيء، ومن المآسي قول المعلق على "الجامع الكبير" للسيوطي:

"رمز في "الجامع الصغير" لصحته"!

وسببه الجهل بأن رموز الجامع لا قيمة لها مطلقاً كما نبهنا على ذلك مراراً!! ومن الغرائب أن الشيخ الغماري - مع علمه وتوسعه في نقد المناوي وتشنيعه عليه بسبب أوهامه - يشايعه في الاعتداد برموز "الجامع"! ثم هو قد فاته أن الحديث موضوع، فلم يتعقب تبييض المناوي له، ولا أورده في "المغير"!!

3275 - (ارحموا حاجة الغني، فقال رجل: وما حاجة الغني؟ قال: الرجل المسر يحتاج، فصدقة الدرهم عليه عند الله بمنزلة سبعين ألفاً) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 48) معلقاً عن الخليلي الحافظ بسنده عن علي بن محمد بن مهرويه: حدثنا محمد بن يحيى الطوسي بـ

 

(7/275)

 

 

(قزوين) : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره في ترجمة محمد بن يحيى الطوسي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. فهو الآفة؛ إذ روى مثل هذا الحديث الباطل الواضح بطلانه بهذا الإسناد الصحيح: الفريابي ... إلخ.

أو الآفة الراوي عنه: ابن مهرويه؛ فقد أورده في "اللسان" وقال:

"قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل همذان": سمعت منه مع أبي، وكان يأخذ الدراهم على نسخة الرضا، وتكلموا فيه، ومحله الصدق".

وله ترجمة في "تاريخ قزوين" (3/ 416) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه أيضاً جرحاً ولا تعديلاً. وما في "اللسان" منقول من "تاريخ بغداد" (12/ 69-70) ، وقد وقع فيه التحريف يصحح من "اللسان".

ثم رأيت الخطيب قد أخرج الحديث في "تاريخ بغداد" (13/ 322-323) من طريق أخرى عن ابن مهرويه القزويني به. وقال:

"غريب جداً من حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، ومن حديث الثوري عن الأعمش، لا أعلم رواه غير محمد بن يحيى الطوسي عن الفريابي".

3276 - (إذا صليتم الفرض فقولوا عقب كل صلاة عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ يكتب له من الأجر كأنما أعتق رقبة) .

منكر

أخرجه الرافعي في "التاريخ" (2/ 118) معلقاً من طريق أبي نصر محمد بن أحمد الجرجاني: حدثنا أبي: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي:

 

(7/276)

 

 

حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: حدثنا شعبة: حدثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره في ترجمة إبراهيم بن علي بن أحمد الجرجاني.

قلت: ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كغالب عادته، فهو مجهول. ومثله محمد بن أحمد الجرجاني وأبوه.

ومن فوقه ثقات رجال الشيخين غير الفضل بن الحباب؛ قال أبو علي الخليلي:

"احترقت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب".

قلت: فإن لم يكن الوهم منه، فهو ممن دونه؛ فإن الحديث قد صح عن شعبة به دون قوله: "إذا.. عقب كل صلاة"، فقال الطيالسي في "مسنده" (740) : حدثنا شعبة بلفظ:

"من قال لا إله إلا الله ... عشر مرات كن له عدل نسمة أو رقبة".

وكذلك أخرجه أحمد (4/ 285و304) من طرق أخرى عن شعبة به. وأخرجه هو وابن حبان (2327) ، والحاكم (1/ 501) من طريقين آخرين عن طلحة بن مصرف به. وزاد ابن حبان:

"يحيي ويميت".

ولا تثبت في هذا الحديث كما لم تثبت الزيادة الأولى.

نعم ثبتت زيادة ابن حبان مع تقييد التهليل عشراً بما بعد صلاة الصبح

 

(7/277)

 

 

والمغرب في أحاديث يرتقي ذلك بمجموعها إلى مرتبة الصحة؛ ولذلك أوردت بعضها في "صحيح الترغيب" (472-475) .

3277 - (من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة: (قل هو الله أحد) ثم وهب أجره للأموات؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 297) من طريق داود بن سليمان الغازي: أنبأ علي بن موسى الرضا: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الغازي هذا، قال الذهبي في "الميزان":

"كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا.."

قلت: وقد توبع من كذاب مثله، أو سرقه أحدهما من الآخر، فانظر: "أحكام الجنائز" (ص193) .

والحديث أورده العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 272) من رواية الرافعي عن علي، وسكت عنه!

 

(7/278)

 

 

3278 - (كان من دعائه: اللهم اغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وكرمني بالتقوى، وجملني بالعافية) .

ضعيف

علقه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 324) من طريق إبراهيم

 

(7/278)

 

 

ابن يزيد عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: ... فذكره مرفوعاً.

أورده في ترجمة أحمد بن ربيعة بن علي.. العجلي القزويني، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وإنما ساق له هذا الحديث.

وإبراهيم بن يزيد لم أعرفه، وليس هو الخوزي المتروك؛ فإنه أعلى طبقة منه.

3279 - (ليلة عرج بي إلى السماء بكت علي الأرض، فأنبت الله من بكاء الأرض (الكبر) وهو (الأصف) ؛ فمن أراد أن يشم بكاء الأرض فليشم (الكبر) ، فلما رفعت إلى ربي فحياني بالرسالة، وفضلني بالنبوة، وأكرمني بالشفاعة، وفرض علي الخمسين صلاة، هبطت من سماء إلى سماء، فلما جزت إلى سماء الدنيا تصببت عرقاً، فانصب عرقي على الأرض، فأنبت الله من عرقي الورد الأحمر؛ فمن أراد أن يشم عرقي، فليشم الورد الأحمر) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 326-327) من طريق أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري بسنده عن سهل بن صقير: حدثنا موسى بن عبد ربه: سمعت علي بن أبي طالب يقول:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"أخرجه المستغفري في "كتاب طب النبي - صلى الله عليه وسلم -"، هذا آخر حديث من الكتاب".

قلت: وهو حديث باطل ظاهر البطلان، في أحاديث من أمثاله أوردها ابن

 

(7/279)

 

 

الجوزي في "الموضوعات" (3/ 61-62) قال فيها:

"هذه الأحاديث كلها محال".

والمتهم عندي بهذا الحديث سهل بن صقير؛ فقد قال فيه الخطيب:

"يضع الحديث".

وموسى بن عبد ربه لم أجد من ذكره.

وقد سرق هذا الحديث الوضاع المشهور الحسن بن علي العدوي؛ فرواه عن بعضهم عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي رضي الله عنه به مختصراً.

أخرجه في ترجمته ابن عدي (2/ 753-754) وقال:

"وهذا موضوع على أهل البيت".

ووافقه ابن الجوزي، وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 275) ؛ لكنه عقب عليه بحديث الرافعي هذا وسكت عنه!!

3280 - (اختنوا أولادكم يوم السابع؛ فإنها أطهر، وأسرع نباتاً للحم) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 340و3/ 58-59) معلقاً من طريق داود بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا؛ بروايته عن آبائه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا موضوع؛ آفته الغازي هذا، وقد تقدمت له عدة أحاديث.

 

(7/280)

 

 

3281 - (الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن؛ لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له، وذلك أن يحيى بن زكريا عليهما السلام ضمه القبر ضمة في أكلته الشعير) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 352) معلقاً من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ثور عن خالد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إسماعيل هذا، وهو ابن أبي زياد الشقري الخراساني؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"قال ابن معين: كذاب".

والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير"؛ فأورده من رواية الرافعي عن معاذ دون قوله: "وذلك أن يحيى ... " إلخ. وأما في "الجامع الكبير" فأورده (11167) بتمامه!!

وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم على إسناده بشيء؛ إلا أنه نقده من حيث متنه فقال:

"وهذا يعارض خبر: "أكثر عذاب القبر من البول" و "عامة عذاب القبر من البول".

وهذه معارضة غير صحيحة؛ لأن ضمة القبر غير عذاب القبر، كما يدل عليه أحاديث ضم القبر لسعد معاذ، وللصبي، وانظر "الصحيحة" (1695و2164) .

 

(7/281)

 

 

والحديث الذي ذكره المناوي صحيح، ورد عن جمع من الصحابة باللفظين اللذين ذكرهما، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (1/ 310/ 280) . ويشهد له حديث "الصحيحين":

"أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، وأما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة".

رواه الشيخان وهو مخرج في المصدر السابق (283) .

والحديث من موضوعات "الجامع" التي غفل عنها الشيخ الغماري، فلم يتعقبه على المناوي في "الحاوي"، ولا على السيوطي في "المغير"!!

3282 - (كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين يسمعونه من الرحمن يتلوه عليهم) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 403) من طريق إبراهيم بن محمد المقدمي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه علل:

الأولى: إسماعيل بن رافع؛ ضعيف جداً، قال الذهبي في "المغني في الضعفاء":

"ضعفوه جداً، قال الدارقطني والنسائي: متروك".

الثانية: محمد بن عبد الرحمن - هو العبد ي كما في ترجمة إسماعيل من "تهذيب الكمال" -؛ قال في "الجرح والتعديل":

 

(7/282)

 

 

"سمع من محمد بن علي، روى عنه روح بن عبادة".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

الثالثة: إبراهيم بن محمد المقدمي؛ لم أقف له على ترجمة.

3283 - (الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي) .

موضوع

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 47/ 47) ، والبزار (1/ 379/ 802) من طريق محمد بن الحسن المدني: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن يعقوب بن عتبة عن عروة عن عائشة رحمة الله عليها قالت:

لما توفي عبد الله بن أبي بكر بكي عليه، فخرج أبو بكر رضي الله عنه فقال: إني أعتذر لكم من شأن أولاء؛ إنهن حديث عهد بجاهلية، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال البزار:

"لا نعلمه مرفوعاً عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، وعبد الحكيم مدني مشهور صالح الحديث، ويعقوب مشهور، ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة؛ لين الحديث".

كذا قال! وهو أسوأ مما ذكر - وإن قلده الهيثمي فقال في "المجمع" (3/ 16) :

"رواه البزار وأبو يعلى، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف"؛ فقد قال فيه ابن معين:

"كذاب خبيث". وقال أحمد بن صالح المصري:

"كان يضع الحديث". وقال أبو داود:

 

(7/283)

 

 

"كذابا المدينة: محمد بن الحسن بن زبالة، ووهب بن وهب أبو البختري".

وإن مما يدل على وضع هذا الحديث وبطلانه بهذا اللفظ: "يصب عليه الحميم"؛ أنه صح عن غير واحد من الصحابة بلفظ: "يعذب" فقط. رواه الشيخان وغيرهما وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص40و41) .

3284 - (إياكم وبكاء اليتيم؛ فإنه يسري في الليل والناس نيام) .

ضعيف جداً

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 1018/ 2503) من طريق موسى بن يحيى بن أبي عيسى: حدثنا عمرو بن الحصين: أخبرنا علي ابن الحسين: أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمرو بن الحصين واه جداً متروك، تقدمت له أحاديث كثيرة.

وعلي بن الحسين لم أعرفه.

ومثله موسى بن يحيى بن أبي عيسى. والله أعلم.

والحديث أشار إلى تضعيفه المنذري (3/ 231/ 16) .

 

(7/284)

 

 

3285 - (الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته) .

موضوع

أخرجه أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (144/ 1/ رقم118) من طريق حسان بن غالب: حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن القاسم ابن محمد عن عائشة مرفوعاً.

 

(7/284)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته حسان هذا؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (1/ 271) :

"يقلب الأخبار على الثقات، ويروي عن الأثبات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به بحال، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. روى عن مالك ... ".

ثم ساق له حديثاً موضوعاً على مالك، كما ساق له الذهبي والعسقلاني موضوعات أخرى، وقال الحاكم:

"له عن مالك أحاديث موضوعة".

وابن لهيعة مع ضعفه المعروف لا يتحمل هذا الحديث.

3286 - (طالب العلم كالغادي والرايح في سبيل الله) .

موضوع

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 142/ 2) من طريق أبي نعيم معلقاً عنه قال:

حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا: حدثنا عثمان بن عبد الله: حدثنا رشدين عن أبي سفيان عن عبد الله بن [أبي] الهذيل عن عمار بن ياسر: ... فذكره.

هكذا في النسخة المصورة لم يرفعه، فلا أدري أسقط رفعه منها، أم هكذا الأصل، ولعل الأول أرجح، فقد أورده السيوطي في "جامعيه" من رواية الديلمي عن عمار وأنس، وليس من عادته أن يورد فيه إلا المرفوع.

ثم تنبهت لشيء جعلني أرجح أنه غير مرفوع عن عمار، ومرفوع عن أنس. فقد أتبعه الديلمي بإسناد آخر متصل منه إلى محمد بن أحمد بن محمد المديني بـ (فسطاط مصر) : حدثنا الهيثم بن أحمد بن عبد الله بن زيد: حدثنا نصر بن محمد السليطي: حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نحوه) .

 

(7/285)

 

 

قلت: وفي إسناد الموقوف عثمان بن عبد الله الأموي؛ قال ابن عدي:

"يروي الموضوعات عن الثقات".

ورشدين - وهو ابن سعد - فيه ضعف.

وأبو سفيان لم أعرفه.

وفي إسناد المرفوع من دون حميد لم أعرفهم؛ ومن المحتمل أن محمد بن أحمد بن محمد هو أبو الفتح المصري المترجم في "تاريخ بغداد" (1/ 354-355) و "الميزان" وقال:

"متهم في كتابة التسميع، وكان من طلبة الحديث".

والحديث مما بيض له المناوي في كتابيه، فلم يتكلم على إسناده بشيء!

وإن من غرائب الغماري أن تعقب المناوي في خطئه في ادعائه أن الديلمي روى المرفوع من طريق أبي نعيم. نعم؛ إنه زاد عليه فساق إسناده الموقوف والمرفوع! ولكنه شاركه في السكوت عن إسناد الحديث! فماذا استفاد القراء من السوق المقرون بالصمت؟!

3287 - (يقول الله تعالى: يا ابن آدم! ما تنصفني، أتحبب إليك بالنعم، وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عند كل يوم وليلة بعمل قبيح! يا ابن آدم! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف؛ لسارعت إلى مقته!) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 4) ، والديلمي (4/

 

(7/286)

 

 

257-زهر الفردوس) من طريق داود بن سليمان الغازي: حدثني علي بن موسى الرضا.. (قلت: فساق إسناده عن آبائه عن علي رضي الله عنه) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الغازي هذا، وهو شيخ كذاب كما تقدم مراراً. لكن تابعه أحمد بن علي بن مهدي الرقي: حدثنا أبي: حدثنا علي بن موسى الرضا به.

أخرجه الديلمي، وكذا نظيف المصري في "الفوائد" (ق106/ 2) ، ومن طريقه أبو نصر الغازي في "جزء من الأمالي" (ق78/ 1) وزاد:

"تفعل الكبائر أو ترتكب الكبائر ثم تتوب إلي فأقبلك إذا خلصت نيتك، وأصفح عما مضى من ذنوبك، وأدخلك جنتي وأجعلك في جواري، سوءة (!) لإقامتك على قبيح فعالك".

لكن الرقي هذا وأبوه لم أعرفهما، ولعل أحدهما سرقه من الغازي؛ فإن لوائح الوضع والصنع على الحديث ظاهرة.

3288 - (كان يتوضأ من الحدث، ومن أذى المسلم) .

باطل

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 8) معلقاً من طريق داود بن المحبر: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم -.. (فذكره)

قال لأنس: وأنتم؟ قال: ونحن.

قلت: وهذا باطل ظاهر البطلان، وهو من موضوعات داود هذا؛ فإنه مشهور بالوضع، كما تقدم مراراً.

 

(7/287)

 

 

3289 - (من صلى صلاة الفجر، ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس؛ كان له حجاب من النار أو ستر من النار) .

موضوع

أخرجه القزويني في "تاريخه" (3/ 7) من طريق خالد بن يزيد: حدثنا سفيان الثوري عن ابن طريف - يعني سعداً - عن عمير بن مأمون: سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب: سمعت أبي علياً رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: هذا موضوع؛ آفته خالد بن يزيد - وهو العمري المكي -؛ قال الذهبي:

"كذبه أبو حاتم ويحيى، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات".

وسعد بن طريف مثله؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 357) :

"كان يضع الحديث على الفور".

قلت: فأحدهما هو الفاعل!

وعمير بن مأمون - ويقال: مأموم - لم يوثقه غير ابن حبان، وقد قال الدارقطني:

"ابن مأموم لا شيء! ".

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" عن علي، وسقط من نسختنا المصورة مخرجه.

ثم انحصرت الآفة في سعد بن طريف؛ فقد رأيت الحديث في "مسند البزار" بواسطة "كشف الأستار" (4/ 17) قال:حدثنا محمد بن موسى الحرسي: حدثنا هبيرة بن محمد العدوي: حدثنا سعد الحذاء عن عمير بن المأموم قال: أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي، فشهدت معه صلاة

 

(7/288)

 

 

الصبح في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصبح ابن الزبير قد أولم، فأتى رسول ابن الزبير فقال: يا ابن رسول الله! إن ابن الزبير أصبح قد أولم، وقد أرسلني إليك، فالتفت إلي فقال: هل طلعت الشمس؟ قلت: لا أحسب إلا قد طلعت، قال: الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها. قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"من صلى الغداة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، جعل الله بينه وبين النار ستراً".

ثم قال: قوموا فأجيبوا ابن الزبير، فلما انتهينا إلى الباب تلقاه ابن الزبير على الباب فقال: يا ابن رسول الله! أبطأت عني هذا اليوم؟ فقال: أما إني قد أجبتكم وأنا صائم، قال: فها هنا تحفة، فقال الحسن بن علي: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"تحفة الصائم الزائر أن يغلف لحيته ويجمر ثيابه ويذرر" (1) .

قال: قلت: يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعد علي الحديث، قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو علماً مستطرفاً، أو كلمة تزيده هدى أو ترده عن ردى، او يدع الذنوب خشية أو حياء".

وقال البزار:

"لا نحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، وعمير بن المأموم لا نعلم روى عنه إلا سعد بن طريف".

__________

(1) أي يطيب، من (الذريرة) ، وهو نوع من الطيب مجموع من أخلاط، كما في " النهاية ".

 

(7/289)

 

 

قلت: وبسعد هذا أعله الهيثمي فقال (10/ 106) :

"وهو متروك".

لكن الراوي عنه هبيرة العدوي؛ قال في "الميزان":

"قال ابن معين: لا شيء".

ومثله عمير عند الدارقطني كما تقدم، والعجب من إيراد ابن حبان إياه في "الثقات" (5/ 256) مع إشارته إلى تفرد سعد بن طريف بالوراية عنه، وقد اتهمه بالوضع كما رأيت! كما بينته في كتابي "تيسير الانتفاع".

ومحمد بن موسى الحرسي لين كما في "التقريب".

وجملة "تحفة الصائم ... "، قد رواها الترمذي وغيره، وقد مضى تخريجها برقم (2596) .

3290 - (ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ماكره) .

موضوع

رواه الرافعي في "تاريخه" (3/ 87) من طريق داود بن سليمان عن الرضا أحاديث، وفيها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وداود هذا - وهو الغازي - كذاب؛ كما تقدم مراراً، أقربها الحديث (3287) .

والحديث مما سود به السيوطي كتابه "الجامع الصغير" فأورده فيه من رواية الرافعي عن علي، وكنت رمزت له بالضعف في "ضعيف الجامع" (رقم4939) بناء على القاعدة: أن ما رواه الرافعي - ومن نحا نحوه - ضعيف، والآن وقد وقفت على إسناده فقد رجعت عن التضعيف إلى الوضع لرواية هذا الكذاب إياه، وإن

 

(7/290)

 

 

كان الشطر الأول منه قد صح من طرق أخرى كما كنت نبهت عليه في التعليق على "ضعيف الجامع".

3291 - (دخلت الجنة فرأيت في عارضتي الجنة مكتوباً ثلاثة أسطر بالذهب - لا بماء الذهب -:

السطر الأول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والسطر الثاني: ما قدمنا وجدنا، وما أكلنا ربحنا، وما خلفنا خسرنا.

والسطر الثالث: أمة مذنبة ورب غفور) .

منكر

رواه الرافعي في "تاريخه" (3/ 91) معلقاً بإسناد مظلم عن علي ابن عاصم عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: ومع ظلمة إسناده، وجهالة من دون ابن عاصم من رواته؛ فإن ابن عاصم هذا قد تكلم فيه من قبل حفظه وإصراره على خطئه، وذكر له ابن عدي مناكير، وهذا منها بلا شك إن سلم ممن دونه.

 

(7/291)

 

 

3292 - (لا تقتل المرأة إذا ارتدت) .

موضوع

أخرجه الدارقطني في "سننه" (3/ 117/ 118) من طريق عبد الله بن عيسى الجزري: أخبرنا عفان: أخبرنا شعبة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الدارقطني:

"عبد الله بن عيسى هذا كذاب يضع الحديث على عفان وغيره، وهذا لا

 

(7/291)

 

 

يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا رواه شعبة".

وأقره الذهبي في "الميزان"، وذكر أن هذا الحديث من مصائبه، ووافقه العسقلاني. وقال الجورقاني في كتابه "الأباطيل والمناكير" (2/ 170) :

"هذا حديث باطل.."، ثم ذكر كلام الدارقطني.

وعاصم - وهو ابن أبي النجود - في حفظه ضعف.

وقد خولف الجزري في رفع هذا الحديث؛ فقال عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 177/ 18731) : عن الثوري عن عاصم به، موقوفاً على ابن عباس.

وهذا إسناد حسن في الظاهر، لكن قد أخرجه الدارقطني من طريق أبي يوسف محمد بن بكر العطار الفقيه: أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان عن أبي حنيفة عن عاصم بن أبي النجود به، فبين سفيان - وهو الثوري - وعاصم أبو حنيفة، وفيه ضعف من قبل حفظه، وقد أشار هذا سفيان نفسه كما يأتي عن البيهقي. لكن العطار هذا؛ قال الذهبي:

"لا يدرى من ذا؟ ".

وأقره الحافظ في "اللسان".

قلت: لكنه لم يتفرد به؛ فقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 139/ 9043) : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ووكيع عن أبي حنيفة به.

أخرجه البيهقي (8/ 203) ، وعقب عليه بما رواه بسنده عن عبد الرحمن بن مهدي قال: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة؟ فقال:

"أما عن ثقة فلا ".

 

(7/292)

 

 

قلت: فرجع الأثر إلى عن أبي حنيفة، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الجورقي عقب الحديث وقال: "وأبو حنيفة متروك الحديث". ومن شاء استيعاب أقوال حفاظ الأئمة فيه فليرجع إلى ما تقدم ذكره تحت الحديث (458) ؛ فإنك ستعلم حينئذ مبلغ تعصب ابن التركماني في قوله تحت هذا الأثر في "الجوهر النقي":

"وإن ضعفوا هذا الأثر من أجل أبي حنيفة، فهو وإن تكلم فيه بعضهم، فقد وثقه كثيرون، وأخرج له ابن حبان في "صحيحه"، واستشهد به الحاكم في "المستدرك"، ومثله في دينه وورعه وعلمه لا يقدح فيه كلام أولئك"!

قلت: هذا تعطيل لعلم الجرح تعصباً للإمام؛ فإن الجرح لا ينظر فيه إلى دين المجروح وورعه وعلمه، وإنما إلى حفظه وضبطه لرواياته بعد أن تثبت عدالته، ولا شك عندي في عدالته، ولكن الضبط والحفظ شيء آخر، وهذا ما لم يعرف به الإمام رحمه الله، بل عرف بنقيضه.

ومن التعصب وقلب الحقائق أنه أشار إلى تقليل عدد المتكلمين فيه بقوله: "بعضهم"، وكثرة الموثقين، والحقيقة على العكس من ذلك تماماً، كما يشهد بذلك ما ذكرته تحت الحديث المشار إليه آنفاً.

وأما قوله: "واستشهد به الحاكم"؛ فهو إذا صح عليه لا له؛ لأن الاستشهاد بالراوي غير الاحتجاج به كما هو مقرر في هذا العلم الشريف.

وأما قوله: "وأخرج له ابن حبان في صحيحه"؛ فهو مدسوس في نقدي، وإن صح فيكون على سبيل الاستشهاد لا الاحتجاج (1) ، والدليل على ذلك أن

__________

(1) ثم تأكدت من دس ذلك بأمور كثيرة، منها: أن أحدا ممن ترجم له رحمه الله لم يذكر ذلك، ولم يرد له ذكر في فهرس " صحيح ابن حبان / الإحسان " طبع المؤسسة، ولا ادعى ذلك أحد من المتعصبة غير ابن التركماني عفا الله عنا وعنه.

 

(7/293)

 

 

ابن حبان لم يورده في كتابه "الثقات" على تساهل شرطه فيه كما هو معلوم عند النقاد، بل هو على العكس من ذلك فقد أورده في كتابه الآخر: "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" وقد أساء القول فيه، وكان مما قال (3/ 63) :

"وكان رجلاً جدلاً، ظاهر الورع، لم يكن الحديث صناعته، حدث بمئة وثلاثين حديثاً مسانيد، ما له في الدنيا غيرها، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثاً؛ إما أن يكون قلب إسناده، أو غير متنه من حيث لا يعلم، فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار".

ولذلك علق عليه محققه بثلاث صفحات ملؤها قلب الخقائق، والاحتجاج بما لم يصح من أقوال الأئمة، والإعراص عن أقوالهم الثابتة عنهم في الإمام رحمه الله، واعتبار الأئمة المتكلمين فيه من المتعصبين ضده على قاعدة: (رمتني بدائها وانسلت) !

واعلم أن هناك حديثاً خلاف حديث الترجمة: أن امرأة ارتدت عن الإسلام، فأمر - صلى الله عليه وسلم - أن تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت.

أخرجه الدارقطني وغيره، وإسناده ضعيف، وقد تكلمت عليه في "الإرواء" (2472) وذكرت له بعض المتابعات والطرق، فلعله لذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح" (12/ 268) ، فإن ثبت قامت به الحجة، وإلا ففي عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدل دينه فاقتلوه" كفاية.

رواه البخاري وأصحاب السنن وغيرهم، وهو في "الإرواء" (2471) .

 

(7/294)

 

 

3293 - (من كتب (يس) ثم شربها؛ دخل جوفه ألف نور، وألف رحمة، وألف بركة، وألف دواء، أو خرج منه ألف داء) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 96) بإسناد له مظلم عن الأحوص بن حكيم عن أبي عون عن إسماعيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا متن باطل ظاهر البطلان والوضع، وقد يكون الواضع ممن دون الأحوص؛ لأن هذا وإن كان ضعيفاً؛ فإنه لم يتهم بالوضع؛ وإن قال فيه ابن حبان (1/ 175) :

"يروي المناكير عن المشاهير، وكان ينتقص علي بن أبي طالب، تركه يحيى القطان وغيره".

قلت: فقد تكون الآفة ممن فوقه:

أ - إما من شيخه أبي عون؛ فإنه غير معروف؛ أورده الدولابي في "الكنى" فقال (2/ 48) :

"أبو عون الأنصاري يحدث عنه الأحوص بن حكيم".

وسماه في كنى "اللسان": عمرو بن عمرو. وقال في الأسماء:

"عمرو بن عمرو بن عون بن تميم أبو عون الأنصاري، روى عنه سعيد بن عفير؛ مجهول".

قلت: وهو من زوائده على "الميزان"، وقد سقط من الطابع حرف (ز) قبل الاسم في "الأسماء" و "الكنى"، الذي يشير به المؤلف إلى أنه من زياداته على "الميزان".

ب - وإما من الحارث الأعور؛ فقد اتهمه بعضهم بالكذب.

 

(7/295)

 

 

وأبو إسحاق - وهو السبيعي - وإن كان اختلط، فإنه مما يستبعد نسبة هذا الحديث الباطل إليه، فالجناية من شيخه أو ممن دونه حسبما شرحت. والله أعلم.

3294 - (من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة. ومن علق فيه قنديلاً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يطفأ ذلك القنديل. ومن بسط حصيراً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن ينقطع ذلك الحصير.

ومن أخذ منه القذاة بقدر ما تقذى منه العين كان له كفلان من الأجر) .

موضوع

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (131/ 136) من طريق عمرو بن صبح أبي عثمان التيمي: حدثنا عاصم بن سليمان عن ثور عن مكحول عن الوليد بن العباس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 126) ، والرافعي في "تاريخه" (4/ 17) لكن وقع فيها (صبيح) ولعله الصواب؛ فإنه كذلك وقع في "الجرح والتعديل" ولم يزد على قوله:

"روى عن عاصم بن سليمان الكوفي".

كذا وقع هنا (الكوفي) وهو تحريف (الكوزي) ، وعلى الصواب وقع في ترجمته؛ أعني: عاصماً هذا، وهو كذاب متهم بالوضع؛ روى ابن أبي حاتم عن عمرو بن علي أنه كان كذاباً، يحدث بأحاديث ليس لها أصول، كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وعن أبيه:

 

(7/296)

 

 

"ضعيف الحديث، متروك الحديث". وقال ابن عدي (5/ 1877) :

"يعد فيمن يضع الحديث". وقال ابن حبان:

"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب....".

ثم ساق له هذا الحديث. وقال الذهبي عقبه:

"فعلمنا بطلان هذا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات ولم يوقد في حياته في مسجده قنديل، ولا بسط فيه حصير، ولو كان قال لأصحابه هذا لبادروا إلى هذه الفضيلة".

ولقد صدق رحمه الله.

والوليد بن العباس لم أجد له ترجمة.

والحديث رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 130) معلقاً من طريق أخرى عن شافع بن محمد بن أبي عوانة: حدثنا مكحول به.

وشافع هذا لم أعرفه، وكذا من دونه، وأخشى أن يكون سقط منه علة الحديث: عاصم؛ فإن الطبعة سيئة جداً، ومحققه رافضي لا معرفة عنده بهذا الفن، وقد سقط منها جملة القنديل، فقد ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" بتمامه من رواية الرافعي وحده عن معاذ. والله أعلم.

ولفقرة القنديل منه طريق أخرى، أخرجها ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (10/ 86/ 2) عن يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ: حدثنا محمد بن الخضر: حدثنا محمد بن سلم عن خالد بن يوسف: حدثنا عبد الرحمن بن خالد: أخبرني أبو بريدة عن ابي الأسود الديلي عن معاذ بن جبل به.

 

(7/297)

 

 

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ كل من دون أبي الأسود لم أعرفهم؛ غير يعقوب الواعظ، فقال الخطيب في "التاريخ" (14/ 294) :

"في حديثه وهم كثير".

ثم روى عن أبي محمد غلام الزهري أنه قال فيه:

"ليس بالمرضي".

وساق له الدارقطني حديثاً في "غرائب مالك" وقال:

"باطل بهذا الإسناد".

ذكره في "اللسان".

ولها مع فقرة الحصير شاهد من حديث علي مرفوعاً، يرويه هانىء بن المتوكل: حدثنا خالد بن حميد عن مسلمة بن علي عن عبد الله بن مروان عن نعمة ابن دفين عن أبيه عنه.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 273-274) .

قلت: وهذا إسناد مظلم هالك، مسلسل بالعلل:

الأولى والثانية: نعمة بن دفين وأبوه؛ لم أجد لهما ترجمة.

الثالثة: عبد الله بن مروان، هو أبو علي الدمشقي؛ قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 250) :

"حدث عنه سليمان بن عبد الرحمن بأحاديث مناكير، ولا أعلم حدث عنه غير سليمان هذا، وقال: وكان ثقة".

ثم ساق له حديثاً بلفظ محفوظ بغير إسناده، ثم قال:

 

(7/298)

 

 

"وقد روى سليمان عنه غير ما ذكرت، وأحاديثه فيها نظر".

وأورده ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 36) ، وكناه بـ (أبو شيخ الخراساني) ، وساق له الحديث المذكور، وأنكر إسناده وقال:

"يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد بطريق آخر يشتبه على من الحديث صناعته، لا يحل الاحتجاج به".

وهنا غريبة تلفت النظر؛ فقد أورد ابن حبان في "ثقاته" (عبد الله بن مروان أبو شيخ الحراني) ، عن شيخين آخرين، وراويين عنه غير سليمان بن عبد الرحمن، وقال (8/ 345) :

"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره".

ونقله عنه الحافظ في "اللسان" زيادة منه على أصله "الميزان"، في ترجمة (أبي علي الخراساني) ، فهل هذا (الخراساني) هو غير (أبي علي الحراني) لاختلاف الشيوخ والرواة عنه عند ابن حبان، أم هو هو لكن وقع في نسبته تحريف، وتناقض فيه ابن حبان كما يقع ذلك منه أحياناً؟ هذا ما لم يتبين لي الآن، فمن كان عنده فليفدنا إياه، وجزاه الله خيراً.

ومن أوهام الذهبي - وتبعه عليه العسقلاني - أنه ذكر في ترجمته الأولى أنه روى عن (ابن جريج) ، وهو إنما روى عن ابن أبي ذئب كما تقدم.

الرابعة: مسلمة بن علي، وهو متروك، تقدمت له أحاديث كثيرة، فمن شاء راجع فهارس الرواة في المجلدات السابقة المطبوعة.

الخامسة: هانىء بن المتوكل، قال ابن حبان (3/ 97) :

 

(7/299)

 

 

"كان يدخل عليه لما كبر فيجيب، فكثر المناكير في روايته، فلا يجوز الاحتجاج به بحال".

وساق له الذهبي عدة مناكير، وتقدم بعضها، فانظر رقم (1077و1522) .

بقي شيء هام، وهو أن الجملة الأولى من الحديث فيها عدة أحاديث صحيحة، خرجت بعضها في:تمام المنة" (ص289) .

3295 - (من سمع خيراً فأفشاه كان كمن عمل به، ومن سمع شراً فأفشاه كان كمن عمل به) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 131) معلقاً من طريق أبي الفتح بن الحسين بإسناده عن أبي عبد الله بن صبيح عن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم ضعيف؛ ما بين الأنصاري وأبي الفتح لم أعرفهم.

وأبو الفتح هو محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، ترجمه الخطيب فقال (2/ 244) :

"في حديثه غرائب ومناكير، وكان حافظاً صنف كتباً في علم الحديث، وسألت ابن علان عنه؟ فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث، وأثنى عليه، سألت أبا بكر البرقاني عنه؟ فأشار إلى أنه كان ضعيفاً، وقال: ورأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأساً ويتجنبونه".

وأورده الذهبي في "المغني" وقال:

"تكلم في الجرح والتعديل، وله مناكير، ضعفه البرقاني، وقال ابن الجوزي:

 

(7/300)

 

 

كانوا يضعفونه".

وأما في "التذكرة" فقال بعد أن حكى قول البرقاني فيه، وتوهين من وهنه:

"قلت: له مصنف كبير في "الضعفاء"، وهو قوي النفس في الجرح، وهاه جماعة بلا مستند طائل"!

وأما عبد الرحمن الأنصاري فلا يعرف، أورده في "اللسان" وساق له حديثاً من روايته عن أبي هريرة اختلف عليه، وقال:

"قال الأزدي: وكلا الإسنادين غير قائم".

ولم يذكر فيه توثيقاً.

وأورده في "الجرح والتعديل" وقال:

"روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.."، وساق له حديثاً، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. والله أعلم.

والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية الرافعي هذه.

3296 - (شر الناس الضيق على أهله. قالوا: وكيف يكون ضيقاً على أهله؟ قال: الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته، وهرب ولده، وفر عبد هـ، فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 259/ 1-2/ 8962) : حدثنا مطلب: حدثنا محمد بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يزيد بن الصلت عن يزيد بن حمران عن لقيط بن الحارث عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عبد العزيز".

 

(7/301)

 

 

قلت: هو الرملي الواسطي من شيوخ البخاري؛ على ضعف فيه.

وعبد الله بن يزيد بن الصلت، لم يذكروا له راوياً غير الرملي هذا فهو مجهول؛ لكن قال ابن أبي حاتم:

"سألت أبي عنه؟ فقال: متروك الحديث. وسألت أبا زرعة؟ فقال: منكر الحديث".

وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (8/ 25) :

"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الله بن يزيد بن الصلت وهو متروك".

ويزيد بن حمران لم أجد له ذكراً.

ولقيط بن الحارث؛ الظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل":

"لقيط، أبو المشا، روى عن أبي أمامة، روى عنه الجريري وقرة بن خالد".

ووقع في "ثقات ابن حبان" (5/ 344) :

"لقيط بن المثنى أبو المثنى ... ".

ثم قال:

"يخطىء ويخالف".

3297 - (ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة، لله تعالى في كل ساعة منها ست مئة ألف عتيق من النار، كلهم قد استوجبوا النار) .

ضعيف جداً

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 278) من طريق

 

(7/302)

 

 

أبي يعلى الخليلي الحافظ: حدثنا زيد بن الحباب عن المعتمر بن نافع عن أبي عبد الله العنزي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وعلقه البخاري في ترجمة المعتمر هذا عن زيد بن الحباب به باختصار أوله، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، لكن أورده الذهبي في "الميزان" و "المغني" وقال:

"قال البخاري: منكر الحديث".

وزاد الحافظ في "اللسان":

"وتبعه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات".. وقال: ربما خالف".

وذكره ابن أبي حاتم برواية نصر بن علي أيضاً، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وقال البخاري عقب الحديث:

"العنزي: هو - عندي - ميمون المكي".

قلت: ولم يذكره في "الأسماء" لا هو ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان. نعم في "التهذيب":

"ميمون المكي؛ روى عن ابن الزبير وابن عباس، وعنه عبد الله بن هبيرة السبائي المصري".

قلت: ومع كون هذا أعلى طبقة من العنزي هذا؛ فهو مجهول لا يعرف؛ كما في "الميزان" و "التقريب".

 

(7/303)

 

 

3298 - (ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة إلا كتب له بها حجة مقبولة مبرورة، قيل: يا رسول الله! وإن نظر إليه في اليوم مئة ألف مرة؟ قال: وإن نظر) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 423) من طريق أحمد بن عبيد: أنبأ محمد بن مقاتل: حدثنا مهران بن أبي عمر العطاردي عن بحر السقا عن الحكيم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..

ذكره في ترجمة علي بن معاذ أبي الحسين القزويني، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كعادته الغالبة؛ إلا أنه قال:

"وليس هو علي بن معاذ القزويني الذي روى عن أحمد بن إدريس عن ... عن نوح بن أبي مريم عن أسامة بن شريك قال: كان رجل له صحبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له (سخط) فقال: يا محمد إلى ما تدعو ... "، الحديث، وهو حديث ظاهر البطلان كحديث الترجمة.

ولا أدري ممن الآفة؛ فكل من بين عكرمة وأحمد بن عبيد معروفون بالضعف، ولكن ليس فيهم متهم بالوضع إلا أن يكون محمد بن مقاتل - وهو الرازي لا المروزي -؛ فقد قال فيه البخاري:

"لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أروي عنه".

وأما أحمد بن عبيد الراوي عنه فلم أعرفه، ويحتمل أن يكون محرفاً من أحمد بن علي؛ فقد ذكره الحافظ في الرواة عن محمد بن مقاتل الرازي ونسبه (الأسعدي) ، وقد ذكره في هذه النسبة ابن ماكولا في "الإكمال" (1/ 156) وقال:

 

(7/304)

 

 

"لاأعلم إلى شيء نسب، روى عنه الطبراني".

وتبعه ابن نقطة - كما في الهامش - فقال:

"وهو وهم لا أدري كيف وقع؟ وقد وقع لي خمس نسخ بمعجم الطبراني الصغير.. وفي كلهم (الإسفنذي) ... ".

قلت: وكذا هو في النسخة المطبوعة منه في الهند (ص12) وغيرها، وهو في "الروض النضير" برقم (365) . وله في "المعجم الأوسط" أحاديث أخرى (1758-1780بترقيمي) ، وقد وثقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 307) .

(تنبيه) : هذا الحديث مع ما عرفت من حال إسناده الواهي، فإن السيوطي لما أورده في "الجامع الصغير" من رواية الرافعي هذه، فإنه لم يورده بشطره الثاني الدال على بطلانه من حيث لفظه ومتنه. والله المستعان. ولعل ذلك كان من أسباب سكوت المناوي عنه في "شرحيه".

ثم رأيت الحديث في "مكارم الأخلاق" لابن أبي الدنيا (52/ 215) : حدثنا الحسن بن يوسف بن يزيد: أخبرنا بقية بن الوليد عن عمار بن عبد الملك عن بحر السقاء به.

قلت: وعمار بن عبد الملك؛ قال الذهبي:

"أتى بعجائب، قال الأزدي: متروك الحديث".

وهو راوي حديث "من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم".

وقد مضى برقم (1876) .

وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه.

 

(7/305)

 

 

والحسن بن يوسف بن يزيد لم أعرفه، إلا أن يكون الذي في "تاريخ بغداد" (7/ 455) :

"الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن أبو علي المعروف بأخي الهرش حدث عن بقية بن الوليد. روى عنه العباس بن محمد الدوري وأبو بكر بن أبي الدنيا".

ثم ساق له حديثاً آخر سأخرجه قريباً إن شاء الله برقم (3318) .

وقد تقدم هذا الحديث برقم (2716) وسيأتي برقم (6237) ؛ ولا يخلو كل من فائدة، والله الموفق.

3299 - (إن أهون الخلق على الله العالم يزور العمال) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 450-451) عن كتاب "الترهيب عن القراء الفسقة والتحذير عن العلماء السوء"، للحافظ أبي الفتيان الدهستاني - بخطه - من طريق محمد بن إبراهيم الشامي: حدثنا أبو عصام رواد (الأصل: رقاد) بن الجراح العسقلاني عن بكير الدامغاني عن محمد بن قيس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الشامي هذا؛ قال ابن حبان:

"كان يضع الحديث".

وقال الدارقطني:

"كذاب".

 

(7/306)

 

 

قلت: وتقدمت له أحاديث تدل على كذبه، وهذا منها، وهو مما سود به السيوطي "الجامع الكبير" و "الزيادة على الجامع الصغير"!

3300 - (يؤتى بمداد طالب العلم يوم القيامة ودم الشهداء، فيوزنان؛ فلا يفضل هذا على هذا، ولا هذا على هذا) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 481) معلقاً بالسند عن عبد الملك بن مسلمة المقرىء عن عبد الله بن عقبة عن مشرح بن هاعان عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ قال ابن حبان (2/ 134) :

"عبد الملك بن مسلمة شيخ يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن".

وفي "الميزان" و "اللسان":

"روى عن الليث وابن لهيعة، قال ابن يونس: منكر الحديث".

ثم ذكر قول ابن حبان.

وعبد الله بن عقبة هو ابن لهيعة، نسب لجده، وهو ضعيف من قبل حفظه.

وقد روي الحديث بإسناد أوهى منه نحوه بلفظ:

"فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء".

وسيأتي الكلام عليه برقم (4832) (1) .

__________

(1) إلى هنا تمت مراجعة الوالد لهذا المجلد المراجعة النهائية، وذلك في أشهره الأخيرة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله خيراً بما قدم وأعطى، وإنا لله وإنا إليه راجعون. أم عبد الله.

 

(7/307)

 

 

3301 - (إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمد! نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك علي) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 481) من طريق داود بن سليمان: حدثنا علي بن موسى الرضا (بإسناده عن آبائه) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وهذا موضوع ظاهر الوضع؛ آفته داود بن سليمان الغازي وهو كذاب، وقد تقدمت له أحاديث.

 

(7/308)

 

 

3302 - (المؤذن عمود الله، والإمام نور الله، والصفوف أركان الله، فأجيبوا عمود الله، واقتبسوا بنور الله، وكونوا من أركان الله) .

موضوع ظاهر الوضع والركة!

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 491) معلقاً من طريق ميسرة بن علي في "مشيخته" بسنده عن محمد بن أحمد بن هارون الكوفي: حدثنا عبيد بن آدم العسقلاني عن أبيه عن محمد بن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع على عبيد بن آدم؛ فإنه ثقة، وكذا من فوقه، وهم بريئون من هذه الركاكة الصريحة في الوضع. والآفة من محمد بن أحمد بن هارون هذا، وأظنه (الريوندي) الذي في "الميزان"؛ قال:

"شيخ لأبي عبد الله الحاكم متهم بالوضع".

والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" (11575) من رواية الديلمي عن أبي سعيد، وفي إسناده من لم أعرفهم؛ كما يظهر من إسناده الذي ساقه

 

(7/308)

 

 

المعلق على "الفردوس" (4/ 194) ، ولم يتكلم عليه بشيء، وأنا أظن أن فيه سقطاً. والله أعلم.

3303 - (إذا رضي الرجل عن الرجل وهديه وسنته فإنه مثله) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 21) من طريق يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يزيد بن عياض هذا؛ قال الحافظ في "التقريب":

"كذبه مالك وغيره".

 

(7/309)

 

 

3304 - (صدق، بأبي بكر وعمر يتمم الله عز وجل هذا الدين) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 24) من طريق ابن شاهين عن إسحاق بن إبراهيم: حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد: حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب عن دحية بن خليفة رضي الله عنه قال:

وجهني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق، فناولته كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقبل خاتمه ووضعه تحت شيء كان عليه قاعداً، ثم نادى، فاجتمع البطارقة وقومه، فقام على وسائد بنيت - وكذلك يفعل فارس والروم، ولم يكن منابر - فخطب أصحابه فقال:

هذا كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بشرنا به المسيح، من ولد إسماعيل بن إبراهيم، فنخروا نخرة، فأومى بيده: أن اسكتوا، ثم قال: إنا نجربكم كيف نصركم للنصرانية! قال:

 

(7/309)

 

 

فبعث من الغد ستراً فأدخلني بيتاً فيه ثلاث مئة عشرة صورة، فإذا هي صور الأنبياء والمرسلين، قال: انظر إلى صاحبك من هؤلاء، قال: فرأيت صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه ينظر، قلت: هذا! قال: صدقت. فقال:

صورة من هذا عن يمينه؟ قلت: رجل من قومه يقال له: أبو بكر الصديق. قال: فمن ذا عن يساره؟ قلت: رجل من قومه يقال له:عمر بن الخطاب. قال: إنا نجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتمم الله عز وجل هذا الدين.

فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: أبو معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف، أسن واختلط".

الثانية: عمر بن إبراهيم بن خالد، أبو حفص يعرف بـ (الكردي) ، ترجمه الخطيب في "التاريخ" وقال (11/ 202) :

"وكان غير ثقة، يروي المناكير عن الأثبات؛ قال أحمد بن محمد بن سعيد (يعني ابن عقدة) : ضعيف".

وذكر له الذهبي بعض المنكرات، وقال:

"وقال الدارقطني: كذاب خبيث".

الثالثة: إسحاق بن إبراهيم، وهو ابن سنين الختلي؛ قال الدارقطني:

"ليس بالقوي". وفي موضع آخر: "ضعيف".

وعزا هذين القولين في "الميزان" للحاكم، ووهمه في "اللسان"؛ لأنه في

 

(7/310)

 

 

"تاريخ ابن عساكر" (2/ 712) عن الدارقطني، وكذلك في "تاريخ بغداد" (6/ 381) بالأول من القولين. ثم إن الحافظ ذكر عن الخطيب توثيقه إياه، وليس ذلك في "تاريخه" وإنما هو رواية لابن عساكر عنه.

3305 - (يا علي! إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفيها حين تجلس، واغسل رجليها، وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين لوناً من الفقر، وأدخل فيها سبعين لوناً من البركة، وأنزل سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس، ثثناثر بركتها كل زاوية من بيتك) . وللحديث بقية.

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 42) من طريق إسحاق ابن نجيح عن خصيف عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع باطل ظاهر البطلان؛ آفته إسحاق بن نجيح وهو الملطي، كذاب وضاع، لا بارك الله فيه.

 

(7/311)

 

 

3306 - (من صلى عشرين ركعة بين العشاء الآخرة والمغرب، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) ؛ حفظه الله في نفسه، وولده، وأهله، وماله، ودنياه وآخرته) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 60) من طريق أبي هدبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ وضعه أبو هدبة - واسمه إبراهيم بن هدبة -، وهو

 

(7/311)

 

 

كذاب مكشوف الحال؛ قال ابن حبان (1/ 114-115) :

"دجال من الدجاجلة، وكان رقاصاً بالبصرة، يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها، فلما كبر جعل يروي عن أنس ويضع عليه".

ثم ساق له نماذج من أحاديثه عن أنس، وقال:

"لا أصل لها من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

3307 - (إن يوشع بن نون دعا ربه: اللهم! إني أسألك باسمك الزكي الطاهر المطهر المقدس المخزون الرحيم الصادق، عالم الغيب والشهادة، بديع السماوات والأرض ونورهن وقيمهن، ذي الجلال والإكرام، حنان، جبار، نور، قدوس، حي لا يموت، قال: هذا ما دعاه به فحبست الشمس) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 64/ ترجمة المحسن بن الحسن الراشدي) بسنده عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد المخزومي: حدثنا المضاء بن الجارود: حدثنا عبد العزيز (الأصل: عبد الله) بن زياد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد العزيز بن زياد لم أعرفه.

والمضاء بن الجارود؛ قال الذهبي في "المغني":

"لا يدرى من هو؟ ".

وكذا قال في "الميزان"، ولكنه استدرك فيه بأنه روى عنه اثنان، وقال أبو حاتم:

"محله الصدق".

 

(7/312)

 

 

قلت: ونص كلامه في "الجرح" (4/ 1/ 403) :

"شيخ دينوري ليس بمشهور، محله الصدق".

ولم يورده ابن حبان في "الثقات". وعقب الحافظ في "اللسان" على الذهبي بقوله:

"ورأيت له خبراً منكراً أخرجه الإمام الرافعي في "تاريخ قزوين" ... "، ثم ذكر هذا.

وأقره السيوطي في "ذيل اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (ص156) ، وقد ساقه من رواية أبي الشيخ بسنده عن إسحاق بن الفيض: حدثنا المضاء ابن الجارود به.

ووافقهما ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 327و335) ، ولكنه أفاد بما نقله عن الحافظ العراقي أنه قال في حديث آخر:

"عبد العزيز بن زياد مجهول، وهو منقطع بينه وبين أنس".

3308 - (لا تلعنوا الحاكة؛ فأن أول من حاك أبوكم آدم) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 65) من طريق علي بن عيسى: حدثنا علي بن عاصم عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته علي بن عاصم، قال الذهبي في "المغني": "حافظ مشهور، ضعفوه وكان مكثراً". وقال الحافظ في "التقريب":

"صدوق يخطىء ويصر".

 

(7/313)

 

 

وعلي بن عيسى لم أعرفه، ولكنه قد توبع، فأورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص146) برواية الديلمي بإسناده عن أبي الحسن عبد الرحمن بن المغيرة: حدثنا سويد بن سعيد الدقاق: حدثنا علي بن عاصم. وقال السيوطي:

"قال في "الميزان" سويد بن سعيد الدقاق لا يكاد يعرف، روى عن علي ابن عاصم خبراً منكراً. قلت (السيوطي) : الظاهر أنه هذا الخبر".

قلت: ويؤكد ذلك أن الحافظ قال في ترجمة الدقاق هذا:

"وذكره الخطيب في "المتفق والمفترق" فقال: روى عن علي بن عاصم حديثاً منكراً رواه عنه عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة البغدادي".

قلت: فهو هذا، والله أعلم، لكن قد تعقب السيوطي ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 280) بقوله:

"قلت: فإذا كان منكراً فحسب فلا ينبغي أن يذكر في الموضوعات؛ على أن الحافظ ابن حجر قال في "التقريب" في سويد: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء ويغرب".

قلت: قوله: في "التقريب" سبق قلم، أو خطأ مطبعي، والصواب: "التهذيب"، وأما في "التقريب" فقال:

"لين الحديث".

وهو في "ثقات ابن حبان" (8/ 295) كما في "التهذيب" لكنه سمى أباه: (سعدان الطحان) ، وقال:

"وهو الذي يقال له: سويد بن سعيد السوائي".

وأقول: وقد فاتهم جميعاً أن العلة من علي بن عاصم للمتابعة المذكورة من علي بن عيسى. والله أعلم.

 

(7/314)

 

 

3309 - (يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة، فمن أدركهم فلا يكونن لهم عريفاً، ولا جابياً، ولا خازناً، ولا شرطياً) .

منكر

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 284) من طريق عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي: أخبرنا داود بن سليمان المروزي: حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير داود بن سليمان المروزي؛ فإن لم يكن هو سليمان بن داود الغازي القزويني الوضاع الذي تقدمت له أحاديث فلم أعرفه.

وعبد الله بن أحمد، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:

"مستقيم الحديث".

قلت: وروى عنه جمع، انظر "تيسير الانتفاع".

 

(7/315)

 

 

3310 - (من قال في يوم مئة مرة: "لا إله إلا الله الحق المبين" كان له أماناً من الفقر، واستجلب به الغنى، وأمن من وحشة القبر، واستقرع باب الجنة) .

منكر

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 358) ، والماليني في "الأربعين" (ق40/ 1) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 65) من طريق الفضل بن غانم: حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. قال الفضل بن غانم:

 

(7/315)

 

 

"والله! لو ذهبتم إلى اليمن في هذا الحديث كان قليلاً".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الفضل هذا؛ روى الخطيب عن ابن معين أنه قال:

"ضعيف ليس بشيء".

"ليس بالقوي".

وذكر في "اللسان" عن الدارقطني أنه قال:

"كل من رواه عن مالك ضعيف".

3311 - (أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ من مالك، وذكر الله على كل حال) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 69-70) من طريق أبي القاسم الأنماطي: أنبأنا أبو إبراهيم المزني: حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: ساقه في ترجمة محمود بن إلياس القاضي الديلمي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وفوقه من لم أعرفهم، ومنهم أبو القاسم الأنماطي؛ فإنهم لم يذكروه في "الكنى" ولا في نسبته "الأنماطي". والله أعلم.

وأما أبو إبراهيم المزني فهو إسماعيل بن يحيى الفقيه صاحب الإمام الشافعي، وهو صدوق كما في "الجرح"، ومن فوقه أعلام لا يسأل عن مثلهم.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (3369) من رواية الديلمي

 

(7/316)

 

 

عن علي رضي الله عنه نحوه بتقديم الجملة الأخيرة على ما قبلها. وفاته أن أبا نعيم الأصبهاني أخرجه في "أخبار أصبهان" (1/ 178-179) ، وأن الديلمي رواه من طريقه (1/ 59/ 1) ، أخرجه من طريق إبراهيم بن ناصح: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

أورده أبو نعيم في ترجمة إبراهيم هذا، وقال:

"أبو بشر الأصبهاني، صاحب مناكير، متروك الحديث".

قلت: وأورده أبو الشيخ أيضاً في "طبقات الأصبهانيين" وقال (186/ 186) :

"كان يحدث بالبواطيل، متروك الحديث".

والحارث هو الأعور، وهو ضعيف، وقد اتهم بالكذب.

3312 - (أحب الأعمال إلى الله ذكر الله. قلنا: ومن الغزو في سبيل الله؟ قال: نعم، ولو ضرب بسيفه الكفار حتى يختصب دماً؛ لكان ذاكر الله أفضلهم درجة) .

باطل

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 178) من طريق إبراهيم ابن ناصح بن حماد الأصبهاني: حدثنا النضر بن شميل: حدثنا مسعر بن كدام عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: قلنا: يا رسول الله! أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "ذكر الله ... " الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف بمرة؛ عطية العوفي ضعيف، لكن المتهم به إبراهيم هذا؛ فإنه متروك الحديث كما تقدم في الحديث الذي قبله، وأنه يروي البواطيل.

 

(7/317)

 

 

وإن مما يؤيد بطلان هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما العمل في أيام أفضل منها هذه (يعني عشر ذي الحجة) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد؛ إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

رواه البخاري وغيره، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (890) .

قلت: ففيه التصريح بتفضيل المجاهد الشهيد على كل عمل صالح، ومنه الذكر في عشر ذي الحجة، ففي غيره من باب أولى.

3313 - (يوقف صاحب الدين إذا وفد أهل الجنة الجنة؛ فيقف حتى يلجمه العرق؛ إما من حساب، وإما من عذاب) .

باطل

اخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 178) من طريق إبراهيم ابن ناصح: حدثنا إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ وإبراهيم بن ناصح وإن كان متروكاً يروي البواطيل، فإن شيخه إسماعيل بن يحيى - وهو التيمي - أشهر بذلك منه؛ فإنه كذاب يضع الحديث، وقد ذكر له ابن عدي غير ما حديث من أباطيله.

 

(7/318)

 

 

3314 - (إن لله عباداً يضن بهم عن البلاء، يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية، ويدخلهم الجنة في عافية) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 87) من طريق أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد: حدثنا محمد بن الحارث بن راشد: حدثنا يحيى بن راشد (الأصل: أسد) عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

 

(7/318)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يحيى بن راشد - وهو المازني البصري - ضعيف؛ كما في "التقريب".

وأبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد لم أعرفه، وأخشى أن يكون وقع فيه تحريف.

3315 - (لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول) .

منكر

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 430) : أخبرنا شبابة بن سوار قال: أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال: لما دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعداً قال: ... فذكره.

قلت: وهذا مع كونه مرسلاً؛ فأبو معشر ضعيف كما تقدم قريباً (رقم3304) .

وقد وصله بعض الضعفاء وغير من لفظه؛ فقد أورده الرافعي في ترجمة مسلم بن زياد الجعفي من "تاريخ قزوين" (4/ 93) بلفظ (من أثر الهول) !

كذا وقع في النسخة (الهول) مكان (البول) ، ولا أدري أهو تصحيف أو خطأ مطبعي؛ فإن النسخة سيئة جداً كما تقدم التنبيه على ذلك مراراً؛ قال الرافعي:

"بغدادي قدم (قزوين) ، قال الخليلي الحافظ: ويقال: عمرو بن زياد، باهلي، مولى لهم، كان يضع الحديث: حدثنا الحسن بن عبد الرزاق ... (قلت: فساق إسناده إلى) مسلم بن زياد: حدثنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ... فذكره".

 

(7/319)

 

 

قلت: وباسمه الثاني أورده ابن أبي خاتم وقال (3/ 234) عن أبيه:

"قدم الري فرأيته ووعظته، فجعل يتغافل كأنه لا يسمع، كان يضع الحديث، قدم قزوين، فحدثهم بأحاديث منكرة، أنكر عليه علي الطنافسي، وقدم الأهواز فقال: أنبأنا يحيى بن معين! هربت من الجنة! فجعل يحدثهم ويأخذ منهم، فأعطوه مالاً، وخرج إلى خراسان وقال: أنبأنا من ولد عمر! وخرج إلى قزوين وكان على قزوين رجل باهلي، واكن كذاباً أفاكاً؛ كتبت عنه، ثم رميت به".

وبهذا ترجمه الخطيب في "تاريخه" (12/ 204-205) ، وله ترجمة مبسطة في "اللسان"، ولم يعرفه ابن حبان فوثقه (8/ 488) . وانظر "تيسير الانتفاع".

ثم إن الحديث قد صح من طرق بشطره الأول، وهو مخرج في "الصحيحة" (1695) و (3345) .

3316 - (من صلى علي في كتاب؛ لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2/ 693/ 1670) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 107) بإسناد فيه من لم أعرفه عن عبد السلام بن محمد المصري: حدثنا سعيد بن عفير: حدثني محمد بن إبراهيم بن أمية القرشي عن عبد الرحمن بن عبد الله - الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فإنه مع الجهالة التي أشرت إليها، فإن عبد السلام بن محمد الراوي عن سعيد بن عفير؛ قال الدارقطني:

 

(7/320)

 

 

"ضعيف جداً، منكر الحديث".

وقال الخطيب:

"صاحب مناكير".

ومحمد بن إبراهيم بن أمية القرشي؛ الظاهر أنه محمد بن إبراهيم القرشي الذي في "الميزان" و "اللسان" عن رجل، وعنه هشام بن عمار؛ قال الذهبي:

"فذكر خبراً موضوعاً في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي".

ثم ساق لهالحديث الآتي برقم (3593) .

وذكر الحافظ عن العقيلي أنه قال فيه: "مجهول".

قلت: وليس له ذكر في باب (المحمدين) من النسخة المطبوعة. والله سبحانه وتعالى أعلم. وهو في مخطوطة الظاهرية (ص369) ، وليست تحت يدي الآن لأحدد مكانه منها، وإنما نقليه من الحديث المشار إليه آنفاً، فقد كنت خرجته وأنا في دمشق.

وحديث أبي هريرة هذا معروف برواية بشر بن عبيد الدارسي؛ وهو مع كونه منكر الحديث بين الضعف جداً؛ كما قال ابن عدي في "الكامل" (2/ 447-448) ، وكذبه الأزدي كما في "الميزان" و "اللسان"؛ فقد اختلف عليه في إسناده؛ فقال إسحاق بن وهب العلاف: أخبرنا بشر بن عبيد الله الدارسي قال: أخبرنا حازم بن بكر عن يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة به.

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 99/ 1/ 2023 بترقيمي) : حدثنا أحمد (يعني بن محمد الصيدلاني البغدادي) قال: أخبرنا إسحاق.. وقال:

 

(7/321)

 

 

"لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق".

قلت: وهو ثقة من شيوخ البخاري، وليس من شيوخ الطبراني كما يتوهم مما وقع في "اللآلي" (1/ 304) ، وهو غير إسحاق بن وهب الطهرمسي الكذاب خلافاً لظن ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 228) ، وإنما العلة من شيخه الدارسي، وقد عرفت حاله.

وحازم بن بكر لم أجد له ترجمة.

وشيخه يزيد بن عياض كذبه مالك وغيره، فإعلاله به أولى؛ لأن الدارسي قد توبع كما يأتي. وقد رواه محمد بن عبد الله بن حميد البصري - ولم أجد له ترجمة أيضاً -: حدثنا بشر بن عبيد به.

أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" كما في "اللآلي"، وفيه قال بشر بن عبيد: وحدثنا محمد بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الرحمن الأعرج به.

ورواه النميري في "الأعلام" بسنده عن هانىء بن يحيى: حدثنا يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج به.

ثم رواه الخطيب من طريق محمد بن مهدي بن هلال - ولم أعرفه -: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الثقفي عن عبد الرحمن بن عمر عن أبي هريرة.

وهذه متابعة من عبد الرحمن بن محمد الثقفي لا يفرح بها، وإن سكت عنها السيوطي ثم ابن عراق (1/ 261) ؛ لأن الثقفي هذا؛ قال في "الميزان" و "اللسان":

 

(7/322)

 

 

"قال البخاري: فيه نظر".

وهذا معناه أنه شديد الضعف؛ كما هو معلوم عن البخاري في اصطلاحه هذا ونحوه.

ثم إن الراوي عنه ابن خنيس؛ قال الحافظ:

"مقبول".

قلت: فمثل هذه المتابعة الواهية لا تعطي الحديث شيئاً من القوة ولا تخرجه عن كونه موضوعاً. وهو ما صرح به ابن الجوزي ثم الذهبي والعسقلاني في ترجمة بشر بن عبيد، خلافاً لما جنح إليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" تبعاً للحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 309) فإنه قال:

"أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الثواب"، والمستغفري في "الدعوات" من حديث أبي هريرة بسند ضعيف"!

ومن التحقيق المتقدم يتبين لك خطأ المعلق على "المعجم الأوسط" (2/ 496) ، فإنه بعد أن حكى عن الهيثمي أنه قال في الدارسي: "كذبه الأزدي وغيره"، وعن الحافظ قوله في يزيد بن عياض: "كذبه مالك وغيره"؛ بعد هذا كله أتبعه بقوله:

"فالحديث ضعيف كما جاء في "ميزان الاعتدال" (1/ 320) و "لسان الميزان" (2/ 26) في ترجمة بشر بن عبيد الدارسي".

قلت: والذي عندهما في هذه الترجمة إنما هو أن الحديث موضوع كما سبق مني، فلعل المعلق أراد أن يقول: "موضوع" فسبقه القلم فكتب: "ضعيف"، وإلا فالسياق والسباق يبطلان قوله هذا كما هو ظاهر بأدنى تأمل.

 

(7/323)

 

 

ثم إن السيوطي ساق للحديث شاهداً من رواية أبي القاسم الأصبهاني (رقم1672) من طريق كادح بن رحمة: حدثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب".

فتعقبه ابن عراق بقوله:

"قلت: كادح بن رحمة ونهشل بن سعيد كذابان، فلا يصلح شاهداً. قال ابن قيم الجوزية: وروي من كلام جعفر بن محمد، وهو أشبه. والله أعلم.

3317 - (سمعت جبرائيل يقول: سمعت ميكائيل يقول: سمعت إسرافيل يقول: قال الله تعالى:

هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فأكرموه بهما ما صحبتموه) .

باطل

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 114) من طريق أبي عبد الله بن عبد الواحد الدقاق الحافظ بسنده عن محمد بن هارون الأنصاري: سمعت منصور بن إبراهيم القزويني: سمعت إسماعيل بن توبة: سمعت إسماعيل بن جعفر: سمعت حميد الطويل: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"قال أبو عبد الله الدقاق: هذا حسن من هذا الطريق، وهو مما يدخل في المسلسلات".

 

(7/324)

 

 

قلت: ولا وجه لتحسينه إلا لو كان سالماً ممن دون ابن توبة، وهيهات! فإن محمد بن هارون الأنصاري؛ قال عبد العزيز الكناني:

"كان يتهم".

ولذلك أورده الذهبي في "المغني في الضعفاء".

وقال الحافظ في "اللسان":

"وقد وجدت له حديثاً منكراً أخرجه تمام في "فوائده"..".

قلت: وقد سبق برقم (3196) .

وشيخه منصور بن إبراهيم القزويني، ذكره الرافعي بهذا الحديث، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً كغالب عادته، لكن أورده الذهبي في "الميزان" وقال:

"لا شيء، سمع منه أبو علي بن هارون بمصر حديثاً باطلاً".

قلت: وأنا أظن أنه يشير إلى هذا الحديث، خلافاً للحافظ؛ فإنه ذكر أنه أشار إلى حديث أبي الدرداء؛ قال:

سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القرآن؟ فقال: هو كلام الله غير مخلوق (1) .

أورده ابن عساكر في ترجمة أبي علي بن هارون.

قلت: هو محمد بن هارون كما في إسناد حديث الترجمة و "الميزان" وليس هو في "المحمدين" من النسخة المصورة في المدينة. والله أعلم.

وقد روي الحديث من طريق أخرى مختصراً بلفظ:

__________

(1) قلت: وهذا ذكره الرافعي في " تاريخه " (4 / 116) من طريق داود بن سليمان بن أبي سليمان: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي الدراداء به.

 

(7/325)

 

 

"جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! إن الله استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما".

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (1/ 491/ 1182و2/ 135/ 1519) بإسناده عن عمران بن حصين؛ وفيه من كان يضع الحديث.

وأخرجه الطبراني عنه نحوه بإسناد آخر، فيه كذاب، وقد تقدم تخريجهما برقم (1282) ، وفيه أيضاً أبو عبيدة سعيد بن زربي، اتهمه ابن حبان بالوضع.

3318 - (ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنيين، فيقولان: اللهم لا نعلم إلا خيراً، إلا قال الله للملائكة: اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما، وغفرت ما لا يعلمان) .

منكر بلفظ رجلين

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 455-456) من طريق أبي علي الحسن بن يوسف أخي الهراش (الأصل: أخبرنا الهراش) جار أحمد بن حنبل: حدثنا بقية بن الوليد: حدثني الضحاك بن حمرة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره؛ في ترجمة الحسن بن يوسف هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد مضى له حديث آخر تحت الحديث (3298) . وإنما علة هذا الحديث الضحاك بن حمرة؛ أورده الذهبي في "المغني" وقال:

"قال النسائي وغيره: ليس بثقة".

وقد روي الحديث بإسناد خير من هذا من طريق ثابت عن أنس بلفظ:

".. فيشهد له اربعة".

وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي!

 

(7/326)

 

 

وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ:

"ثلاثة أهل أبيات..".

أخرجه أحمد، وفيه شيخ من أهل العلم لم يسم.

لكن يشهد للفظ الأول من الحديث ما رواه البخاري وغيره عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:

"أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قلنا: واثنان؟ قال: واثنان". ثم لم نسأله في الواحد.

وهو وما قبله مخرج في "أحكام الجنائز" (ص45) .

3319 - (إن لله عز وجل خلقاً خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 358/ 13334) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 225) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا أحمد بن طارق الوابشي: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال أبو نعيم:

"حديث غريب من حديث زيد عن ابن عمر، لم يروه عنه إلا ابنه عبد الرحمن، وما كتبناه إلا من حديث أحمد بن طارق".

قلت: يبدو أنه غير معروف، فلم نجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي، ولا ذكره السمعاني في مادة (الوابشي) من "أنسابه". فالله أعلم به.

وقد تابعه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري: حدثنا عبد الرحمن بن زيد

 

(7/327)

 

 

ابن أسلم به.

أخرجه ابن عدي (ق217/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 117-118/ 1007و1008) ، وابن عساكر (15/ 273/ 2) .

ولكنها متابعة واهية لا تسمن ولا تغني من جوع؛ فإن الغفاري هذا قال الحافظ:

"متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع".

وشيخه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك أيضاً.

ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلم فيه، وقد مشاه بعضهم.

ورواه جهم بن عثمان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعاً.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (1/ 23) ، وعيسى بن علي الوزير في "ستة مجالس من الأمالي" (ق189/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 14) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 308) وقال:

"قال أبي: هذا حديث منكر. وجهم مجهول". وقال الذهبي:

"لا يدرى من ذا؟ وبعضهم ضعفه".

وللحديث شاهد من رواية أحمد بن الأزهر: حدثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

أخرجه الديلمي في "مسنده" (1/ 2/ 244) ، وعزاه السيوطي في "الكبير" (6972) لأبي الشيخ في "الثواب".

وعلة هذا إبراهيم بن الحكم؛ قال الذهبي في "المغني":

 

(7/328)

 

 

"تركوه، وقل من مشاه على ضعفه".

وأحمد بن الأزهر أخو محمد بن الأزهر، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 44) وقال:

"كان ينتحل مذهب أهل الرأي، يخطىء ويخالف".

(تنبيه) : الحديث ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ:

"إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس.." الحديث، وعزاه للطبراني في "الكبير" وهو عنده باللفظ المذكور أعلاه، وقد رأيته قد عزاه في "الجامع الكبير" (6921) لابن عساكر، فغلب على ظني أن هذا اللفظ له. والله أعلم.

وذكر له (6970) شاهداً من رواية ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن الحسن مرسلاً.

3320 - (ما من مولود إلا وينثر عليه من تراب حفرته) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 137) من طريق احمد بن الحسن: حدثنا أبو عاصم النبيل: حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسولالله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. قال أبو عاصم: فلم نجد لأبي بكر وعمر فضيلة أفضل من هذه لأنهما من طينة النبي - صلى الله عليه وسلم -!

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أحمد بن الحسن هذا - وهو ابن أبان الأيلي المصري -؛ قال ابن حبان (1/ 149) :

"كذاب دجال من الدجاجلة، يضع الحديث على الثقات وضعاً". وأطال ترجمته في "الميزان" و "اللسان".

 

(7/329)

 

 

وتابعه محمد بن نعيم قال: حدثنا أبو عاصم به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 280) : حدثنا القاضي محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي قال: حدثنا محمد بن نعيم به. وقال:

غريب من حديث ابن عون عن محمد، لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة".

قلت: هذا مما لا شك فيه، ولكن من يكون محمد بن نعيم الراوي عنه، وما حاله؟ فإني لم أعرفه، ويحتمل أن يكون الأصل (محمد بن أبي نعيم) وعليه يكون محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي الهذلي؛ فإنه من هذه الطبقة، وله ترجمة في "التهذيب"، وقال في "التقريب":

"صدوق، لكن طرحه ابن معين".

والقاضي محمد بن إسحاق لم أعرفه أيضاً.

(فائدة) : أحمد بن الحسن الأيلي هذا؛ قد أخرجه له الطبراني حديثاً آخر غير هذا في "المعجم الصغير" و "الأوسط"، ومع شهرته بالوضع لم يعرفه الهيثمي (2/ 298) ! انظر "الروض النضير" (1155) .

وحديث الترجمة أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 328) من حديث ابن مسعود، وأعله بأن فيه مجاهيل. وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 310) بطريق الأيلي ومحمد بن نعيم، فلم يصنع شيئاً وإن تبعه ابن عراق!

وأما حديث "دفن في الطينة التي خلق منها"، فهو شيء آخر لا علاقة له

 

(7/330)

 

 

بحديث الترجمة، وهو حسن عندي بمجموع طرقه، وهو مخرج في "الصحيحة" (1858) .

3321 - (نعم المرء بلال، لا يتبعه إلا مؤمن، وهو سيد المؤذنين) .

ضعيف جداً

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 138) من طريق ميسرة بن علي القزويني في "مشيخته" بسنده عن يزيد بن هارون: حدثنا أبو أمية البصري: حدثنا القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وزاد:

"والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة".

قلت: وهذا إسناد واه؛ أبو أمية هذا؛ قال أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 14/ 1-2) :

"وهو إسماعيل بن يحيى، ويقال: ابن يعلى الثقفي البصري.. ليس بالقوي، روى عنه زيد بن الحباب ويزيد بن هارون.. قال ابن معين: ليس بشيء".

وقال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 147) :

"تفرد بالمعضلات عن الثقات؛ حتى إذا سمعها من العلم صناعته لم يشك أنها موضوعة، لا تحل الرواية عنه إلا للخواص".\

وضعفه الدارقطني أيضاً كما في "الميزان".

والحديث أخرجه البزار (3/ 254/ 2693) ، والطبراني في "الكبير" (5/

 

(7/331)

 

 

237/ 5119) ، والحاكم (3/ 285) من طرق عن يزيد بن هارون: أنبأنا حسام بن مصك عن قتادة عن القاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم به. وقال الحاكم:

"تفرد به حسام".

قلت: وبه أعله الهيثمي فقال (9/ 300) :

"وهوضعيف".

وكذا قال الحافظ ولكنه زاد:

"يكاد أن يترك".

وقال الذهبي في "المغني":

"قال الدارقطني: "متروك"، وقال يحيى: "لا شيء"، وتركه أحمد".

والقاسم بن ربيعة مجهول، وهو القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن القانف الثقفي. انظر "تيسير الانتفاع".

ورواه سليمان بن داود الشاذكوني: حدثنا سهل بن حسام بن مصك: حدثني أبي عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم به.

أخرجه الطبرانب (5118) .

وهذه الرواية موافقة لرواية أبي أمية البصري؛ لكن الشاذكوني متهم بالوضع. وسهل بن حسام ذكره ابن أبي حاتم (2/ 1/ 197) برواية أخرى عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

(تنبيه) : وإنما لم أذكر الزيادة مع الحديث لأنها صحت من حديث معاوية رضي الله عنه. رواه مسلم (2/ 5) ، وأبو عوانة (1/ 133) وغيرهما.

 

(7/332)

 

 

3322 - (سموا السقط يثقل الله به ميزانكم؛ فإنه يأتي يوم القيامة ويقول: أي رب! أضاعوني فلم يسموني) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "التاريخ" (4/ 144) معلقاً من طريق ميسرة ابن علي في "مشيخته" بإسناده من طريق أبي هدبة قال: سمعت أنساً يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو هدبة؛ فقد كان كذاباً دجالاً من الدجاجلة كما تقدم ذكره عن الأئمة تحت الحديث (3306) وغيره.

وهو من الأحاديث الكثيرة الموضوعة التي شحن السيوطي بها كتابه "الجامع الصغير"! وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم على إسناده بشيء.

وقد روي من طريق آخر عن أبي هدبة بلفظ آخر سيأتي برقم (6563) .

 

(7/333)

 

 

3323 - (وضع - صلى الله عليه وسلم - قلنسوة وصلى عليها) .

ضعيف جداً

أخرجه القزويني في "تاريخ قزوين" (4/ 145) معلقاً من طريق محمد بن موسى الحرشي: حدثنا أرطاة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وضع..

قلت: وهذا ضعيف جداً؛ آفته أرطاة هذا - وهو ابن الأشعث العدوي -؛ قال ابن حبان (1/ 180) :

"يروي عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال، روى عن الأعمش عن شقيق عن أبي هريرة مرفوعاً: الغنم بركة والإبل عز لأهلها.." الحديث، ويأتي تخريجه بعد هذا إن شاء الله تعالى.

 

(7/333)

 

 

3324 - (أيما عبد أو امرأة، قال أو قالت لوليدتها: يا زانية، ولم تطلع منها على زنى؛ جلدتها وليدتها يوم القيامة؛ لأنه لا حد لهن في الدنيا) .

موضوع

أخرجه الحاكم (4/ 370) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنه زار عمة له، فدعت له بطعام، فأبطأت الجارية، فقالت: ألا تستعجلي يا زانية! فقال عمرو: سبحان الله! لقد قلت أمراً عظيماً، هل اطلعت منها على زنى؟ قالت: لا والله، فقال عمرو رضي الله عنه: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد" ورده الذهبي بقوله:

"قلت: بل عبد الملك متروك باتفاق، حتى قيل فيه: دجال".

قلت: وقد اتهمه الحاكم نفسه فقال في "المدخل":

"روى عن أبيه أحاديث موضوعة"! فكأن الحاكم نسي. وقال ابن حبان: "كان يضع الحديث".

 

(7/334)

 

 

3325 - (ما من ورقة من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 140/ 2892) : حدثنا أحمد بن داود المكي: حدثنا حفص بن عمر المازني: حدثنا أرطاة بن الأشعث العدوي: حدثنا بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي قال:

دخلت على محمد بن علي بن حسين وعنده ابنه، فقال: هلم إلى الغداء. فقلت: قد تغديت يا ابن رسول الله! فقال: إنه هندباء! قلت: يا ابن رسول الله!

 

(7/334)

 

 

وما في الهندباء؟ قال: حدثني أبي عن جدي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) .

ثم أتى بدهن، فقال: ادهن. فقلت قد ادهنت يا ابن رسول الله! قال: إنه بنفسج. قلت: وما في البنفسج؟ قال: حدثني أبي عن جدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضل ولد عبد المطلب على سائر قريش، وإن فضل دهن البنفسج كفضل الإسلام على سائر الأديان".

قلت: وهذا حديث موضوع، ويد الصنع والتركيب فيه ظاهرة، وفيه آفات:

الأولى: بشر بن عبد الله هذا؛ فإنه شيعي غير معروف، والحافظ لما أورده في "اللسان" لم يزد على قوله:

"ذكره الطوسي في الرواة عن أبي جعفر الباقر، وولده جعفر الصادق رحمة الله عليهما، وقال: هو من رجال الشيعة".

فيحتمل أن يكون هو الذي وضعه لما هو معلوم عن الشيعة أنهم أكذب الطوائف إلا من عصم الله، وقد صرح الحافظ في ترجمة أرطاة: أنه مجهول.

الثانية: أرطاة بن الأشعث؛ فإنه هالك، وهاه ابن حبان كما تقدم في الحديث الذي قبله. وفي ترجمته ساق الحافظ حديثه هذا وقال:

"حديث منكر كأنه موضوع".

قلت: هو موضوع كما جزم به غير واحد على ما يأتي.

الثالثة: حفص بن عمر المازني. قال الحافظ في "اللسان":

"لا يعرف".

وقد قبله الضعفاء، وأسقط من إسناده (أرطاة) - وهو محمد بن يونس

 

(7/335)

 

 

السامي -: حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف - بصري -: حدثنا عمر بن حفص المازني عن بشر بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن علي مرفوعاً بالحديثين دون القصة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 204) وقال:

"حديث غريب من حديث جعفر، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".

ومن طريق أبي نعيم وغيره رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 298-299) وقال:

"عمر بن حفص قال أحمد: خرقنا حديثه. ومحمد بن يونس الكديمي؛ قال ابن حبان: كان يضع الحديث. ورواه مسعدة بن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلاً.. (فذكر حديث الترجمة) .

قال أحمد: مسعدة ليس بشيء خرقنا حديثه منذ دهر وقال الأزدي: "متروك".

ثم ساق ابن الجوزي، ومن بعده السيوطي في "اللآلي" (2/ 222-223) من طرق أخرى لا يصح منها شيء ألبية، وقد ذكر السيوطي نفسه في "الجامع الكبير" في موضعين منه:

"وقال ابن كثير في "جامع المسانيد": منكر جداً. وقال ابن دحية: موضوع من جميع طرقه".

3326 - (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها) .

باطل

رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 172) معلقاً في ترجمة نوح

 

(7/336)

 

 

ابن إسماعيل بن إبراهيم القزويني القاضي أبي الحسن - ولم يذكر فيه جرحاً - بإسناده عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكاتب المعروف بـ (المفجع) : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن معاذ الأخفش ابن أخي عبد الله بن عبد الوهاب الحجي: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري: حدثنا حماد بن سلمة قال: قال لي شيخ من قريش:

كنت عند الأعمش، فأجرى ذكر الحسن بن عمارة، فقال الأعمش: ظالم ولي المظالم، ما للحائك والحديث؟ قال: فأتيت الحسن بن عمارة؛ فأخبرته الخبر، فقال: يا غلام! علي بمنديل وأثواب، فوجه بها إلى الأعمش. قال: فأتيت الأعمش، فأجريت ذكر الحسن بن عمارة، فقال الأعمش: بخ بخ حبذا الحسن ابن عمارة!

قال: قلت: يا أبا محمد! قلت بالأمس ما قلت، وتقول اليوم ما تقول؟ فقال:

حدثنا خيثمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا حديث موضوع على الأعمش رحمه الله، وقصة باطلة، المتهم بوضعها الشيخ القرشي، وأنا أظن أنه إسماعيل بن أبان الغنوي، نسبة إلى (غني) ، وهو غني بن يعصر ينتهي نسبه إلى مضر التي منها قريش كما هو معلوم، وإسماعيل هذا كان يضع على الثقات، والمشهور عنه أنه يرويه عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود مكان أبي هريرة. هكذا رواه جمع عنه، وقد تقدم تخريجه برقم (600) من رواية جمع من الأئمة الحفاظ.

وأما رواية أبي هريرة هذه، فالطريق إلى الشيخ القرشي مظلم؛ فالحسين بن

 

(7/337)

 

 

معاذ الأخفش، قال في "الميزان":

"ذكره الخطيب، وما ذكره بجرح ولا تعديل، بل ساق له خبراً منكراً اضطرب في إسناده، وهو خبر باطل".

ثم ذكر حديث المناداة يوم القيامة: "يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة عليها السلام".

وقد سبق تخريجه برقم (2688) .

و (المفجع) لم أجد له ترجمة.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (13192) للعسكري في "الأمثال" عن ابن عمر. فمن المحتمل أن يكون من رواية الغنوي أيضاً وأنه كان يسنده تارة عن ابن مسعود، وتارة عن أبي هريرة، وأخرى عن ابن عمر، وذلك من تمام كذبه! والله أعلم.

3327 - (من صلى الخمس فليس من الغافلين) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 305-306) : حدثنا علي بن محمد الفقيه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد: حدثنا محمد بن يعقوب أبو عبد الله الرازي: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ليس فيهم من ينبغي النظر فيه سوى محمد بن يعقوب هذا؛ فإن أبا نعيم أورد الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو علة الحديث؛ فإن من فوقه ثقات من رجال "التهذيب".

 

(7/338)

 

 

وإسحاق بن إبراهيم - وهو أبو عثمان التيمي المعدل - ترجمه أبو نعيم (1/ 220-221) فقال فيه:

"ثقة مأمون. توفي سنة (340) ".

وعلي بن محمد الفقيه يعرف بـ (ماذشاه) ، قال أبو نعيم (2/ 24) :

"كان من شيوخ الفقهاء أحد أعلام الصوفية.. جمع بين علم الظاهر والباطن (!) لا تأخذه في الله لومة لائم، كان ينكر على المتشبهة بالصوفية وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه.. توفي سنة (414) ".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للديلمي عن أبي هريرة، ولا أستبعد أن يكون في "مسنده" من طريق أبي نعيم نفسه؛ فإنه كثير الرواية عنه إسناداً تارة، وتعليقاً تارة، ولم أره في أصله المطبوع: "الفردوس". والله أعلم.

3328 - (من نظر إلى عورة أخيه متعمداً؛ لم يتقبل الله له صلاة أربعين ليلة) .

منكر

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 308) بسنده عن عثكل ابن عبد الله الفرغاني: حدثنا عبد الرحمن بن واقد: حدثنا زهير بن محمد: حدثنا الربيع ابن محمد عن محمد سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم ضعيف؛ الربيع بن محمد وعثكل بن عبد الله لم أجد لهما ترجمة.

وعبد الرحمن بن واقد: إن كان البغدادي؛ فهو صدوق يلغط. وإن كان

 

(7/339)

 

 

البصري؛ فهو مقبول عند الحافظ. والله أعلم.

ثم رأيت في "الميزان":

"عثكل عن الحسن بن عرفة، بخبر منكر".

فيحتمل أن يكون هو الفرغاني هذا؛ فإنه من طبقته. والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" لابن عساكر فقط عن أبي هريرة.

ثم رأيته قد أورده في "ذيل الموضوعات" (ص131) من رواية الديلمي بإسناده عن هارون بن محمد النيسابوري عن الربيع بن صبيح عن محمد بن سيرين به. وقال:

"هارون هو أبو الطيب كذاب".

3329 - (إن لله سبحانه ديكاً أبيض، جناحاه موشيان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ، جناح بالمشرق، وجناح بالمغرب، رأسه مثني تحت العرش، قوائمه في الهواء، يؤذن في كل سحر، فيسمع تلك الصيحة أهل السماوات والأرض إلا الثقلين: الجن والإنس، فعند ذلك تجيبه ديوك الأرض، فإذا دنا يوم القيامة قال الله تعالى: ضم جناحيك، وغض صوتك، فيعلم أهل السماوات والأرض إلا الثقلين أن الساعة قد اقتربت) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 315) من طريق أبي العباس أحمد بن محمد البغدادي: حدثنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث - عن

 

(7/340)

 

 

رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان وغيره عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن عبد الله عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله معروفون، وبعضهم بالضعف مشهورون، مثل عبد الله بن صالح ورشدين بن سعد، فإن هذا أدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث؛ كما في "التقريب"، فلا أدري إذا كان هذا الحديث من تخاليطه أو من عبد الله بن صالح الكاتب؛ فقد تكلموا فيه كثيراً، وذكروا له حديثاً، لكنهم لم يتهموه به، وإنما اتهموا به خالد بن نجيح وهو جار له كان يضع الحديث في كتب الشيخ، ويكتب بخط يشبه خط الشيخ. ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم الشيخ أنه خطه فيحدث به كما أفاده ابن حبان، وهو في نفسه سليم الناحية، ولهذا قال أبو حاتم:

"والأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس. ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلاً صالحاً".

قلت: فيمكن أن يكون هذا الحديث مما افتعله هذا الكذاب ودسه في كتاب عبد الله بن صالح، ثم رواه دون أن يتنبه له.

هذا إن سلم من الراوي عن أبي العباس أحمد بن محمد البغدادي فإني لم أعرفه، وفي "تاريخ بغداد" وغيره بهذا الاسم والكنية جماعة بغداديون، أو نزلوا بغداد لم يتبين لي من هو منهم. والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي "الجامع الكبير" (6957) لأبي الشيخ عن ابن عمر.

 

(7/341)

 

 

3330 - (والذي بعثني بالحق! لا يعذب الله تعالى يوم القيامة من رحم اليتيم، وألان له الكلام، ورحم يتمه وضعفه، ولم يتطاول على جاره بفضل أعطاه الله.

والذي بعثني بالحق! لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته، ويعطيها إلى غيرهم، والذي نفسي بيده! لا ينظر الله إليه يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 382/ 8823) ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب" (1019/ 2505) بسنده عنه قال: أخبرنا المقدام بن داود: أخبرنا خالد بن نزار الأيلي: أخبرنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: عبد الله بن عامر الأسلمي؛ قال الذهبي في "المغني":

"ضعفه غير واحد".

ولذا قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

الثانية: خالد بن نزار الأيلي، مختلف فيه، قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

الثالثة: المقدام بن داود؛ تكلم فيه أبو حاتم وغيره، وقال النسائي:

"ليس بثقة". انظر: "اللسان".

ومما تقدم نعلم ما في قول المنذري في "الترغيب" من الإجمال في تخريجه

 

(7/342)

 

 

بقوله (2/ 33و3/ 231) :

"رواه الطبراني، ورواته ثقات، وعبد الله بن عامر الأسلمي قال أبو حاتم: ليس متروك".

قلت: وهذا إنما يعني أنه ضعيف، لكنه لا يترك، ولذلك قال الهيثمي (3/ 117) "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف".

3331 - (إذا رأيت أخاك قتيلاً أو مصلوباً فصل عليه) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 261و323و349) - ومن طريقه الديلمي في "مسنده" (1/ 57/ 1) -، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (281/ 363) معلقاً من طريق المعلى بن هلال عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المعلى هذا؛ قال الحافظ في "التقريب":

"اتفق النقاد على تكذيبه".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1839) للديلمي وحده عن ابن عمر!

 

(7/343)

 

 

3332 - (من مشى في حاجة أخيه المسلم حتى يقضيها له؛ أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك إن كان صباحاً حتى يمسي، وإن كان مساء حتى يصبح، ولا يرفع قدماً إلا كتب له به حسنة، ولا يضع قدماً إلا حط عنه به خطيئة، ويرفع له درجة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 332-333) من

 

(7/343)

 

 

طريق جعفر بن ميسرة عن ابن عمر وأبي هريرة قالا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا آفته جعفر هذا - وهو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي - وهو متهم؛ فقد قال فيه البخاري وأبو حاتم وابن عدي:

"منكر الحديث" زاد أبو حاتم: "جداً".

(تنبيه) : الذي في كتب الرجال أنه يروي عن أبيه ميسرة عن ابن عمر. فالظاهر أنه قد سقط من "الأخبار" قوله: "عن أبيه". والله سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه أيضاً الخرائطي في "مكارم الأخلاق" كما في "الجامع الكبير" وليس هو في القطعة المطبوعة من "المكارم".

3333 - (من زار العلماء فكأنما زارني، ومن صافح العلماء فكأنما صافحني، ومن جالس العلماء فكأنما جالسني، ومن جالسني في الدنيا أجلس إلي يوم القيامة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 364) من طريق يعرب ابن خيران: حدثنا محمد بن الفضل بن العباس البلخي - بسمرقند -: حدثنا أبو محمد حمد بن نوح: حدثنا حفص بن عمر العدني عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد واه؛ حفص بن عمر العدني أورده الذهبي في "المغني" وقال.

"قال النسائي: ليس بثقة"

 

(7/344)

 

 

وقال ابن عدي في "الكامل" (2/ 794) وقد ساق له أحاديث بإسناده هذا:

"وهذه الأحاديث عن الحكم بن أبان، يرويها عن حفص بن عمر العدني، والحكم بن أبان وإن كان فيه لين، فإن حفصاً هذا ألين منه بكثير، والبلاء من حفص لا من الحكم".

قلت: ومحمد بن الفضل البلخي، قال الذهبي في "الميزان":

"لا أعرفه".

لكن ذكر الحافظ في "اللسان" أن ابن طرخان ضعفه جداً، وأن الدارقطني ضعفه.

وحمد بن نوح لم أجد له ترجمة.

ويعرب بن خيران مثله، إلا أن أبا نعيم أورده لهذا الحديث، وكناه (أبو يشجب) وسمى جده (داهراً) .

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص35) من رواية أبي نعيم هذه وبإسناده، ثم أعله بقوله:

"حفص كذبه يحيى بن يحيى النيسابوري، وقال البخاري: منكر الحديث".

وأقره ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 54و272-273) .

ولست أدري إذا كان ما حكاه من التكذيب والإنكار ثابتاً عن هذين الإمامين، فإني لم أجد ذلك في شيء من كتب الرجال التي عندي كـ "التهذيب" وغيره. والله أعلم.

 

(7/345)

 

 

3334 - (بحسب امرىء من الإيمان أن يقول: رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً) .

منكر بهذا اللفظ

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 229-230/ 7468) : حدثنا محمد بن شعيب، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً وقال:

"لم يروه عن هشام إلا محمد بن عمير الرازي".

قلت: قد ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 27) وقال:

".. بن أبي الغريق الهمداني الكوفي..".

وذكر أنه روى عنه ابن نمير وأبو نعيم.

وكذا في "تاريخ البخاري" و "الجرح والتعديل"لابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 53) برواية الطبراني هذه، ونقل كلامه المذكور، وعقب عليه بقوله:

"قلت: ذكره ابن حبان في الثقات". ولم يزد. وهو شديد الثقة بتوثيق ابن حبان حتى بالمجهولين من ثقاته، وهذا مجهول الحال عندي، فحديثه يتحمل التحسين. والله أعلم.

لكن فاته إعلاله بالراوي عنه (أحمد بن إبراهيم) وهو (النرمقي) كما جاء هكذا منسوباً في حديث آخر له في "المعجم الصغير" (1) ، لكن وقع فيه محرفاً إلى (الزمعي) ، حتى في الطبعة الجديدة منه تحقيق الشيخ محمد شكور (2/

__________

(1) وهو في " الروض النضير " برقم (281)

 

(7/346)

 

 

131) ، ولم يعلق عليه بشيء كما هي عادته! وعلى الصواب وقع في الحديث المشار إليه في "أخبار أصبهان" (2/ 252) من روايته عن الطبراني.

وقد ذكره السمعاني تحت هذه النسبة، وقال (5/ 480) :

" ... بفتح النون والميم بينهما الراء، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى (نرمق) ، وهي قرية من قرى (الري) يقال لها: (نرمه) ، منها (أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي) ، يروي عن سهل بن عبد ربه السندي. روى عنه محمد ابن المرزبان الأدمي الشيرازي، شيخ أبي القاسم الطبراني".

قلت: وابن المرزبان هذا له ذكر تحت الحديث الآتي برقم (3420) :

وأما (محمد بن شعيب) شيخ الطبراني في هذا الحديث، فقد قال الهيثمي في "المجمع" (1/ 265) - وقد خرج له حديثاً آخر من رواية الطبراني في "الأوسط" (وهو فيه برقم 7485) -:

"ورجاله موثقون، إلا شيخ الطبراني محمد بن شعيب؛ فإني لم أعرفه".

فأقول: بل هو معروف، ومترجم في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (4/ 276/ 518) ، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم (2/ 252) ، وأورده الشيخ الأنصاري في كتابه المفيد "البلغة" (ص289/ 568) ، وروى له الطبراني في "الأوسط" (ج8) ثلاثةً وثلاثين حديثاً.

ويغني عن هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -:

"من قال: رضيت بالله رباً.." الحديث وفيه: "وجبت له الجنة".

وهو مخرج في "الصحيحة" (334) .

 

(7/347)

 

 

3335 - (أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: (إن الله عنده علم الساعة، مينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير)) .

شاذ أوله

أخرجه أحمد (2/ 86) : حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 198/ 2) من طريق الإمام أحمد.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري في تفسير لقمان (8/ 395-فتح) من طريق ابن وهب: حدثني عمر بن محمد بن زيد أن أباه حدثه به بلفظ:

"خمس لا يعلمهن إلا الله.."، دون قوله: "أوتيت". وقال الحافظ:

"هكذا قال ابن وهب (يعني في الإسناد) ، وخالفه أبو عاصم فقال: عن عمر بن محمد بن زيد عن ابن عمر. أخرجه الإسماعيلي، فإن كان محفوظاً احتمل أن يكون لعمر بن محمد فيه شيخان: أبوه وعم أبيه".

قلت: وخالفهما شعبة فقال - كما تقدم -: عن عمر بن محمد بن زيد: أنه سمع أباه محمداً ... كما في رواية أحمد هذه ولم يقف الحافظ عليها، ولعلها أصح من رواية الاثنين؛ فإنها من جهة توافق رواية أبي عاصم في قوله: "عمر بن محمد بن زيد"، فباجتماعهما تترجح على رواية ابن وهب، ومن جهة أخرى

 

(7/348)

 

 

تخالفها في قوله: "عن سالم" بدل: "عن أبيه". والله أعلم.

ولرواية سالم أصل كما يأتي، فقد رواه ابن شهاب عنه عن أبيه مرفوعاً به دون "أوتيت".

أخرجه البخاري أيضاً (8/ 219) ، وأحمد (2/ 122) ، والطبراني (3/ 194/ 2) .

وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1809) : حدثنا ابن سعد عن الزهري به بلفظ:

"أتي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس، ثم تلا هذه الآية ... ".

وهذا إسناد صحيح أيضاً، لكن قال الحافظ:

"وأظنه دخل له متن في متن؛ فإن هذا اللفظ أخرجه ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن ابن مسعود نحوه".

قلت: وأخرجه أيضاً أحمد (1/ 386و438و445) ، والطبري في "تفسيره" (11/ 401/ 13305) ، وأبو يعلى (5153) ، والحميدي (124) من هذا الوجه، وفيه ضعف؛ لأن عبد الله بن سلمة قال الحافظ:

"صدوق تغير حفظه".

وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعاً به دون الزيادة؛ أخرجه البخاري (2/ 435) ، وأحمد (2/ 24و52و58) من طريق سفيان عن عبد الله بن دينار عنه.

وجملة القول؛ أن هذه الزيادة "أوتيت"، لم يطمئن القلب لثبوتها، وإن كان إسنادها صحيحاً كما تقدم؛ لتفرد الراوي بها دون سائر الطرق، ولعدم وجود الشاهد المعتبر لها، فهي شاذة. وخفي هذا على المعلق على "مسند أبي يعلى"،

 

(7/349)

 

 

فجعل حديث ابن عمر من رواية الطيالسي والبخاري الأخيرة شاهداً لحديث ابن مسعود الذي فيه الزيادة المنكرة. وكثيراً ما يقع له مثل هذا الخلط، وهو مما يدل على حداثته في هذا العلم.

3336 - (أوحى الله إلى داود: قل للظلمة: لا يذكروني؛ فإني أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم) .

ضعيف

أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 420/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 328) من طريق الحاكم: حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن محمويه الفارسي: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا مؤمل بن إسماعيل: حدثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله عن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس مرفوعاً، ولم يرفعه البيهقي.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ؛ كما في "التقريب"، ولعل الاضطراب في رفعه منه، والوقف بالحديث أشبه؛ لأنه بالإسرائيليات أليق.

نعم رواه سعيد [بن] رحمة قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش مرفوعاً.

أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في "الفوائد" (19/ 1) .

لكن سعيداً هذا قال ابن حبان:

"لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات".

 

(7/350)

 

 

3337 - (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك، وأما انقطاعك إلي فتعززت بي: فماذا عملت فيما لي عليك؟ قال: يا رب! وماذا لك علي؟ قال: هل واليت لي ولياً أو عاديت لي عدواً؟!) .

ضعيف

رواه أبو القاسم إسماعيل الحلبي في "حديثه" (ق112/ 1-2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 316-317) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 202) من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري: حدثنا محمد بن محمد بن أبي الورد قال: حدثنا سعيد بن منصور: حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حميد الأعرج ضعيف.

وخلف بن خليفة، قال الحافظ: "صدوق اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد".

وبقية الرجال ثقات غير ابن أبي الورد فلم أجد من وثقه، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (3/ 201) بأنه كان حسن الطريقة، مشهوراً بالفضل معروفاً بالعبادة، وأسند أحاديث قليلة. مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين ومائتين.

وأما قول المناوي:

"وفيه علي بن عبد الحميد، قال الذهبي: مجهول".

فهو وهم من المناوي؛ لأن علي بن عبد الحميد الغضائري هو غير علي بن عبد الحميد المجهول، فقد ترجمه الخطيب (12/ 29-30)

 

(7/351)

 

 

وقال: وكان ثقة مات ثلاث عشرة وثلاث مئة. وقال فيه السمعاني في "الأنساب":

"وكان من الصالحين الزهاد الثقات".

3338 - (أوصاني الله بذي القربى، وأمرني أن أبدأ بالعباس) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 334) من طريق محمد بن عزيز: حدثني سلامة بن روح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: قال عبد الله بن ثعلبة رضي الله عنه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: سكت عليه الحاكم، وإسناده ضعيف، وفيه علل:

الأولى: عبد الله بن ثعلبة - وهو ابن صعير -؛ قال الحافظ:

"له رؤية، ولم يثبت له سماع".

الثانية: سلامة بن روح؛ قال الحافظ:

"صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع من عمه عقيل بن خالد".

الثالثة: محمد بن عزيز؛ قال الحافظ:

"فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة".

 

(7/352)

 

 

3339 - (إن أوثق الدعاء أن تقول: اللهم! أنت ربي، وأنا عبد ك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، رب اغفر لي) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (667) من طريق محمد بن مسلم عن ابن أبي حسين قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة مرفوعاً.

 

(7/352)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير محمد بن مسلم - وهو الطائفي -؛ قال الحافظ:

"صدوق يخطىء". ولذلك روى له مسلم متابعة.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية محمد بن نصر في "الصلاة" عن أبي هريرة بلفظ: "أوفق الدعاء ... "، وزاد بعد قوله: "واعترفت بذنبي":

"يا رب فاغفر لي ذنبي، إنك أنت ربي، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

ولم يتكلم على إسناده المناوي بشيء!

وانظر: "ضعيف أبي داود" (271) .

3340 - (أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم وأن لا يضربهم فيذلهم ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يخصيهم فيقطع نسلهم) .

ضعيف

أخرجه البيهقي (8/ 161) من طريق شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شهر بن حوشب سيىء الحفظ.

 

(7/353)

 

 

3341 - (أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: يا خليلي! حسن خلقك ولو مع الكفار؛ تدخل مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه: أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "الأربعين الصوفية" (55/ 1) ، وابن عساكر

 

(7/353)

 

 

(2/ 172/ 2) ، وأبو مطيع المصري في "الأمالي" (2/ 36/ 2) ، والأصبهاني في "الترغيب" (118/ 1) ، والرافعي في "تاريخه" (2/ 331) عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن أبي أمية بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً.

ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في "الأربعين في أخلاق الصوفية" (3/ 1) وعنه ابن عساكر عن سليمان بن الربيع الخزاز: أخبرنا كادح بن رحمة عن أبي أمية ابن يعلى به.

وقد وجدت له طريقاً أخرى؛ فقال أبو منصور بن زياد في "الأربعين" (194/ 2) : حدثنا أبو الحسين الحسن بن محمد بن داود: حدثنا يعرب بن خيران: حدثنا جعفر بن محمد: حدثنا عباس الترقفي: حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، دون قوله: "تدخل مداخل الأبرار" و "أن أدنيه من جواري".

قلت: الإسناد الأول ضعيف؛ أبو أمية بن يعلى، ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: "لا تحل الرواية عنه إلا للخواص".

ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي ضعيف؛ كما في "التقريب" وغيره.

وهو متابع (عند الأولين) لكادح بن رحمة - وهذا كذاب -.

والراوي عنه سليمان بن الربيع الخزاز؛ قال الذهبي:

"أحد المتروكين".

والطريق الأخرى من دون الترقفي لم أعرفهم؛ وأبو منصور بن زياد نفسه كان شيخ الصوفية في زمانه؛ توفي سنة 418، ولم أجد من أفصح عن حاله في

 

(7/354)

 

 

الحديث، فالله اعلم به.

وأخرجه ابن عساكر أيضاً من طريق عثمان بن عمرو الدباغ: أخبرنا ابن علاثة عن الأوزاعي به.

وابن علاثة هو محمد بن عبد الله، صدوق يخطىء؛ كما في "التقريب".

وعثمان بن عمرو الدباغ؛ قال الذهبي: وهاه الأزدي.

والحديث عزاه السيوطي للطبراني في "الأوسط"، وقال المناوي:

"وضعفه المنذري، ولم يوجهه، وقال الهيثمي: فيه مؤمل بن عبد الرحمن وهو ضعيف".

قلت: وفاته أن شيخه أبا أمية أضعف منه!

ومن طريق الطبراني أخرجه أبو مطيع المصري.

3342 - (إنها حبة أبيك ورب الكعبة!) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (4898) ، وأحمد (6/ 130) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه - وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين - قالت: قالت أم المؤمنين:

دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معندنا زينب بنت جحش، فجعل يصنع شيئاً بيده، فقلت بيده، حتى فطنته لها، فأمسك، وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها، فأبت تنتهي، فقال لعائشة: سبيها، فسبتها، فغلبتها، فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقال: إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم، وفعلت، فجاءت فاطمة فقال لها: (فذكره) . فانصرفت، فقالت له: إني قلت له: كذا وكذا، فقال لي: كذا وكذا، قال: وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي

 

(7/355)

 

 

- صلى الله عليه وسلم -، فكلمه في ذلك".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن جدعان. وامرأة أبيه أم محمد مجهولة لم يوثقها أحد.

3343 - (إني أشهد عدد تراب الدهناء أن مسيلمة كذاب) .

ضعيف

أخرجه ابن حبان وابن أبي عاصم وابن السكن والطبراني من طريق حاجب بن قدامة عن عيسى بن خثيم عن وبر بن مشهر الحنفي أنه أخبره أن مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف الحنفي حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال وبر: وهما كانا أسن مني، فتشهدا، ثم شهدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رسول الله، وأن مسيلمة من بعده! قال: فأقبل علي فقال: "بم تشهد يا غلام؟ " فقال: أشهد بما شهدت به، وأكذب بما كذبت به. قال: فإني.... (فذكره) . قال وبر: شهدت بما شهدت به. فأمر بهما فأخرجا، وأقام وبر بن مشهر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعلم القرآن حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجع صاحباه. كذا في "الإصابة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن خثيم، وحاجب بن قدامة، أوردهما ابن أبي حاتم (3/ 1/ 274و1/ 2/ 284) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن حبان فذكرهما في "الثقات" (1/ 162و2/ 67) .

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 183-184) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 153-154/ 412) .

 

(7/356)

 

 

3344 - (أول ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عنه الصلوات الخمس) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 233) من طريق أبي غسان مالك بن يحيى السوسي: حدثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن بلال عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من دون الأوزاعي لم أجد من ترجمهما.

وبلال هو ابن سعد بن تميم الأشعري، وهو ثقة.

والحديث عزاه السيوطي للحاكم في "الكنى" عن ابن عمر بزيادة طويلة. ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

 

(7/357)

 

 

3345 - (أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان، شرب الخمر، وملاحاة الرجال) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 303) من طريق عمرو بن واقد: حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن يونس بن حبيش عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمرو بن واقد متروك كما في "التقريب". ويونس بن حبيش لم أعرفه.

أورده الهيثمي في "المجمع" (5/ 53) من رواية أبي الدرداء أو معاذ بن جبل مرفوعاً وقال:

 

(7/357)

 

 

"رواه البزار والطبراني وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك رمي بالكذب، وقال محمد بن المبارك الصوري: كان صدوقاً، ورد قوله، والجمهور ضعفوه".

ثم رأيت الحديث في "زوائد البزار" (ص162) من طريق عمرو بن واقد عن إسماعيل بن عبد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، ويونس عن أبي إدريس عن معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وقال:

"لا نعلم يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد، وعمرو ليس بالقوي، ومن عداه ثقات".

قلت: فتبين لي في إسناد "الحلية" سقطاً وتحريفاً، وأن صوابه:

".... عن أم الدرداء [عن أبي الدرداء] ، وعن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ ... ".

3346 - (إني دخلت الكعبة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي [من بعدي] ) .

ضعيف

رواه أبو داود (2029) ، والترمذي (1/ 165) ، وابن ماجه (3064) ، والحاكم (1/ 479) ، والبيهقي (5/ 159) ، وأحمد (6/ 127) كلهم من طريق إسماعيل بن عبد الملك عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع إليها وهو كئيب فقال: ... فذكره. وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!

 

(7/358)

 

 

قلت: وإسماعيل بن عبد الملك صدوق كثير الوهم؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

3347 - (أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة) .

ضعيف

رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص50) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 11/ 2) عن قزعة بن سويد قال: أخبرنا داود بن أبي هند قال: مررت على غاز بالجديلة فقال: سمعت أبا هريرة يقول: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهو إسناد ضعيف؛ من أجل قزعة هذا، قال الحافظ:

"ضعيف".

وله طريق آخر في "مسند أبي يعلى" (11/ 6634) ، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 321) - فيه -:

".. وفيه أشعث بن بزار، وهو متروك".

ثم هناك (الرجل الغازي) الذي لقيه بجديلة،؛ فهو مجهول.

 

(7/359)

 

 

3348 - (أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون؟ فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبيناً، لكنهم قد سألوا نبيهم، فقالوا: أرنا الله جهرة؟! علي بأعداء الله، إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي الدرمك) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 234) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال:

قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل يعلم نبيكم عدد

 

(7/359)

 

 

خزنة جهنم؟ قالوا: لا ندري، حتى نسأل نبينا، فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد غلب أصحابك اليوم! قال: وبم غلبوا؟ قال: سألهم يهود: هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم؟ قال: فما قالوا؟ قال: قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا، قال (فذكره) . فلما جاؤوا، قالوا: يا أبا القاسم! كم عدد خزنة جهنم؟ قال: "هكذا وهكذا، في مرة عشرة، وفي مرة تسع"، قالوا: نعم، قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما تربة الجنة؟ " قال: فسكتوا هنيهة، ثم قالوا: أخبرنا يا أبا القاسم! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخبز من الدرمك". وقال:

"هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد".

قلت: وهو ضعيف. قال الحافظ: "ليس بالقوي".

(فائدة) : الدرمك: هو الدقيق الحواري كما في "النهاية" لابن الأثير. ولهذه الجملة الأخيرة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً نحوه، متفق عليه، ولذلك كنت أخرجتها في "الصحيحة" (1438) .

3349 - (إنه سيأتيكم أقوام من بعدي يطلبون العلم، فرحبوا بهم، وحبوهم، وعلموهم) .

موضوع

أخرجه ابن ماجه (248) عن المعلى بن هلال عن إسماعيل قال: دخلنا على الحسن نعوده حتى ملأنا البيت، فقبض رجليه، ثم قال: دخلنا على أبي هريرة نعوده حتى ملأنا البيت فقبض رجليه، ثم قال: دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ملأنا البيت، وهو مضطجع لجنبه، فلما رآنا قبض رجليه ثم قال: ... فذكره.

 

(7/360)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته المعلى بن هلال كذبه أحمد وابن معين وغيرهما ونسبه إلى وضع الحديث غير واحد.

وإسماعيل - وهو ابن مسلم المكي - ضعيف.

3350 - (اهرق الخمرة، واكسر الدنان) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 262-تحفة) من طريق ليث عن يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة أنه قال: يا نبي الله إني اشتريت خمراً لأيتام في حجري؟ قال: ... فذكره. وقال:

"روى الثوري هذا الحديث عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس: أن أبا طلحة كان عنده. وهذا أصح من حديث الليث".

ثم اسنده عن الثوري به بلفظ:

"قال أنس: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيتخذ الخمر خلاً؟ قال: لا".

 

(7/361)

 

 

3351 - (أهل البدع شر الخلق والخليقة) .

ضعيف

رواه أبو علي الختلي الحربي في جزء من "الأمالي" (2/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 291) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 90و158) معلقاً من طرق، وابن عساكر (19/ 236/ 2) عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: حدثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"تفرد به المعافى عن الأوزاعي بهذا اللفظ، رواه عيسى بن يونس عن الأوزاعي نحوه".

 

(7/361)

 

 

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون ولولا أني أخشى أن يكون قتادة لم يسمعه من أنس لحكمت عليه بالصحة.

3352 - (أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن) .

ضعيف

أخرجه الطبراني، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 247) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 75) من طريق عن شريك عن خلف بن حوشب عن ميمون بن مهران قال: قلت لأم الدرداء: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً؟ قالت: سمعته يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شريك هو ابن عبد الله القاضي، وهو ضعيف لسوء حفظه. وقال ابن أبي حاتم عقبه:

"رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. ورواه شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. قال أبي: كل هذا صحيح إلا حديث خلف بن حوشب؛ فإن أم الدرداء هذه لم تسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً".

قلت: وخلف ثقة، فالعلة من الراوي عنه كما ذكرنا.

وفيه علة أخرى في المتن، وهي أن حديث عمرو بن دينار وشعبة اللذين أشار إليهما ابن أبي حاتم لفظه: "أثقل" بدل: "أول". وهو الصحيح، وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (784و875) .

 

(7/362)

 

 

3353 - (أول من اختضب بالحناء والكتم إبراهيم خليل الرحمن، وأول من اختضب بالسواد فرعون) .

ضعيف

رواه الديلمي في "المسند" (1/ 1/ 6) من طريق عبد الله بن

 

(7/362)

 

 

موسى الخلمي: حدثنا منصور مولى عمار عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال ابن حجر:

"قلت...." وبيض له!

قلت: وهذا إسناد مظلم لم أعرف الخلمي هذا ولا أورده ابن الأثير في "اللباب"، ولم أطل الآن أصله "الأنساب"، وما أظنه فيه.

ومنصور مولى عمار، ظنه المناوي منصور بن عمار الزاهد فقال:

"وفيه منصور بن عمار. قال العقيلي: فيه تجهم. وقال الذهبي: له مناكير".

قلت: وهذا وهم؛ فإن صاحب هذا الحديث منصور مولى عمار، وذاك منصور ابن عمار. ثم إن المولى تابعي كما ترى. وابن عمار من طبقة شيوخ أحمد ودون الخلمي هذا، فاختلفا.

3354 - (ألا احتطت يا أبا بكر؛ فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع) .

ضعيف بتمامه

أخرجه الترمذي (4/ 160-تحفة) ، والطحاوي في "المشكل" (4/ 125و126) ، والطبري في "تفسيره" (21/ 12) ، والحربي في "الغريب" (5/ 76/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 355) ، وأبو نعيم في "تاريخ الأصبهان" (2/ 324) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي: حدثني ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر في مناحبة (الم. غلبت الروم) : ... فذكره.

 

(7/363)

 

 

قال الجمحي: المناحبة: المراهنة.

وقال الترمذي:

حديث غريب حسن من هذا الوجه".

قلت: الجمحي هذا لم تثبت عدالته وإن وثقه ابن حبان؛ فقد قال ابن معين: "لا أعرفه". وقال ابن عدي:

"مجهول". وقال الدارقطني:

"ليس بالقوي". وقال غيره: محله الصدق.

لكنه قد توبع على أصل الحديث، يرويه أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (الم. غلبت الروم) قال:

غلبت، وغلبت. قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنهم سيغلبون". قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا؛ فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال ألا جعلتها إلى دون - قال: أراه قال: العشر - قال: قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: (الم. غلبت الروم) إلى قوله: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) ".

أخرجه الترمذي، وأحمد (1/ 276و304) ، والطبري (21/ 12) ، وابن

 

(7/364)

 

 

عساكر (1/ 357) ، وكذا الحاكم (2/ 410) ، وقال:

"صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة".

وله شاده من حديث دينار بن مكرم الأسلمي قال:

"لما نزلت (الم. غلبت الروم. في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين) ، فكانت فارس يوم هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب، وذلك قول الله تعالى: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) فكانت قريش تحب ظهور فارس؛ لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة (الم. غلبت الروم. في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين) . قال ناس من قريش لأبي بكر: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال: وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكر والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين؟ فسم بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه، قال: فسموا بينهم ست سنين. قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسميته ست سنين؛ لأن الله تعاى قال: (في بضع سنين) [4/الروم] .قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير".

 

(7/365)

 

 

أخرجه الترمذي، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص329) من طريق ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة بن الزبير عنه، وقال:

"حديث صحيح حسن غريب".

قلت: إسناده حسن.

وله شواهد أيضاً مرسلة عن قتادة وجابر بن زيد عند الطبري، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عند ابن عساكر.

وبالجملة: فحديث الترجمة صحيح دون قوله: "ألا احتطت يا أبا بكر"؛ لفقدان الشاهد. والله أعلم.

3355 - (ألا أخبرك بتفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله) ؟ قلت: بلى، يا رسول الله، فقال: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، هكذا أخبرني بها جبريل يا ابن أم عبد) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص186) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 362) من طريق الفضل بن شخيت قال: حدثنا صالح بن بيان قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف جداً، أورده العقيلي في ترجمة صالح بن بيان السيرافي وقال فيه:

"الغالب على حديثه الوهم، ويحدث بالمناكير عمن لا يحتمل".

 

(7/366)

 

 

وقال عقب الحديث:

"ولا يتابع عليه بهذا اللفظ إلا ممن دونه أو مثله".

وأورده الخطيب في ترجمة الفضل بن شخيت، وروى عن ابن معين أنه قال فيه:

"كذاب، ما سمع من عبد الرزاق شيئاً، لعن الله من يكتب عنه من صغير أو كبير، إلا أن يكون لا يعرفه".

هذا ولعل العقيلي أشار بكلامه السابق إلى ما رواه البزار في "مسنده" (4/ 14/ 3083) قال: حدثنا عبيد الله - رجل من ولد المغيرة بن مسلم، جليساً كان لإبراهيم بن محمد التيمي، وكان رجلاً له ستر وأمانة -، قال: حدثنا موسى بن داود عن المسعودي به.

ثم رواه من طريق عبد الله بن خراش بن حرشب عن المسعودي عن القاسم ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود، ولم يقل: "عن القاسم عن أبيه".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع انقطاعه، فإن عبد الله بن خراش ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب؛ كما في "التقريب".

ومع ضعفه فقد خالفه أيضاً موسى بن داود: لكني لم أدر أهو الضبي الطرسوسي الثقة، أم موسى بن داود الكوفي الراوي عن حفص بن غياث، وعنه عمرو بن علي. قال أبو حاتم:

"مجهول".

وعبيد الله شيخ البزار لم أعرفه.

 

(7/367)

 

 

وجملة القول؛ أن الحديث يظل ضعيفاً؛ من أجل المسعودي لاختلاطه. والله سبحانه وتعالى أعلم.

3356 - (ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقول: اللهم! إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلي الله عليع وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (4/ 266) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كثير، لم نحفظ منه شيئاً، قلنا: يا رسول الله! دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، قال: ... فذكره، وقال:

"هذا حديث حسن غريب".

قلت: بل ضعيف لاختلاط ليث بن أبي سليم.

 

(7/368)

 

 

3357 - (ألا أرقيك برقية بها جبريل عليه السلام؟ بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، فرقى بها ثلاث مرات) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3524) ، والحاكم (2/ 541) ، وأحمد (2/ 446) عن عاصم عن زياد بن ثويب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فقال: ... فذكره.

 

(7/368)

 

 

سكت عنه الحاكم والذهبي، وهو ضعيف الإسناد؛ زياد هذا مجهول؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 526) : "روى عنه عاصم بن عبيد الله". ولم يزد، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"!

وعاصم بن عبيد الله ضعيف.

والحديث رواه النسائي أيضاً في "عمل اليوم والليلة" (552/ 1003) ، ثم أخرج هو (558/ 1021) ، والبخاري في "التاريخ" (3/ 292) ، وابن حبان (343/ 1417-موارد) ، وأحمد (6/ 332) من طريق أزهر بن سعيد الحرازي عن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة قالت لي:

ألا أرقيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى. قالت: "بسم الله أرقيك.." إلخ،دون قول: "من شر النفاثات ... " إلخ، وزاد:

"أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت".

قلت: ورجاله ثقات، غير أن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 93) ، ولم يذكر له راوياً غير أزهر هذا، وكذلك فعل البخاري وابن أبي حاتم، ولذلك قال الذهبي في "الميزان":

"تفرد عنه أزهر بن سعيد الحزاري".

قلت: فهو في عداد المجهولين.

وأما قول الحافظ في "التهذيب":

"ذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وقال: روى عنه سعيد المقبري والحارث بن أبي ذباب"!

 

(7/369)

 

 

فهذا القول منه خطأ على ابن حبان؛ لأنه إنما قال ذلك في ترجمة (عبد الرحمن بن مهران) (5/ 106) . فالظاهر أنه نشأ ذلك من انتقال بصره من ترجمة إلى أخرى.

3358 - (ألا هل مشمر للجنة! فإن الجنة لا خطر لها، هي - ورب الكعبة! - نور تتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة خضيرة، وحبرة ونعمة في محلة عالة بهية! قالوا: نعم يا رسول الله؛ نحن المشمرون لها. قال: قالوا: إن شاء الله) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (4332) ، وابن حبان (2620) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 21-22) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (43-45) ، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 257/ 2) ، وابن عساكر (8/ 231/ 1و12/ 10/ 2و16/ 13/ 1) ، والحربي في "الغريب" (5/ 166/ 1) ، والضياء في "صفة الجنة" (3/ 88-89) ، وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد" (88/ 1) :

عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى: حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول مرفوعاً. وقال الحنائي:

"غريب لا يعرف.. وسليمان بن موسى متكلم فيه".

قلت: والضحاك المعافري قال الذهبي في "الميزان":

"لا يعرف، ما روى عنه سوى محمد بن مهاجر الأنصاري"

قلت: فهو علة الحديث

 

(7/370)

 

 

وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً مختصراً بلفظ:

"ألا مشمر لها (يعني الجنة) ! ورب الكعبة! ريحانة تهتز، ونور يتلألأ، ونهر مطرد، وزوجة لا تموت، في خلود ونعيم في مقام أبد".

أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (5/ 1) عن عبد الرزاق: حدثنا إبراهيم بن ميمون حدثني عبد الله بن طاوس عن أبيه.

وهذا سند جيد إذا كان السند إلى عبد الرزاق صحيحاً، فليراجع؛ فإن الأصل لا تطوله يدي الآن.

ثم راجعناه؛ فإذا في سنده - إليه - أحمد بن محمد بن عبيد الله، وهو راو غير ثقة، بل اتهمه بعض أهل العلم؛ كما في "الميزان"، (1/ 142) .

والحديث - من هذا الطريق - في "تاريخ بغداد" (4/ 252) .

3359 - (يا بريدة! ألا أعلمك كلمات: من أراد الله به خيراً علمه إياهن ثم لم ينسهن أبداً؟ قل: اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي، اللهم! إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فأغنني) .

موضوع

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 64-65) ، والطبراني في "الأوسط" - والسياق له -، والحاكم (1/ 527) من طريق أبي داود الأعمى عن بريدة الأسلمي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". وقال الذهبي متعقباً عليه:

"قلت: أبو داود الأعمى متروك الحديث".

 

(7/371)

 

 

وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 182) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف جداً".

وذكره في مكان آخر (10/ 179) عن عبد الله بن عمرو قال: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا أعلمك ... " الحديث، وقال:

"رواه الطبراني، وفيه أبو داود الأعمى، وهو متروك".

قلت: كذبه قتادة والساجي وغيرهما، وقال الذهبي: "يضع".

ورواه أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (104/ 1) من طريق غسان بن مالك: أخبرنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي: أخبرنا محمد بن رستم الثقفي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخاله الأسود بن وهب: ... فذكره إلى قوله: "منتهى رضائي"، وزاد:

"وبلغني الذي أرجو من رحمتك، واجعل لي وداً في صدور الذين آمنوا، وعهداً منك".

وهذا موضوع؛ آفته عنبسة بن عبد الرحمن القرشي؛ فإنه كان يضع الحديث كما قال أبو حاتم.

وشيخه محمد بن رستم لم أجد من ذكره.

وغسان بن مالك قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 50) عن أبيه:

"ليس بقوي، بين في حديثه الإنكار".

3360 - (ألا أدلكم على أشدكم؟ أملككم لنفسه عند الغضب) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (1/ 5/ 1و6/ 1) عن

 

(7/372)

 

 

شعيب بن بيان الصفار عن عمران القطان عن قتادة عن أنس:

أن النبي مر على قوم يرفعون حجراً، فقال: ما هذا؟ قالوا: يا رسول الله! حجر كنا نسميه في الجاهلية حجر الأشداء، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد فيه ضعف، شعيب بن بيان الصفار، قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

3361 - (إياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكون من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد، فمن الشيطان) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2694) ، وأحمد (1/ 237-238و335) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال:

لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأة: هنيئاً لك يا ابن مظعون الجنة، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرة غضبان، قالت: يا رسول الله! فارسك وصاحبك! قال: "ما أدري ما يفعل به"، فشق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يعد من خيارهم حتى توفيت رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون". قال: وبكت النساء على رقية، فجعل عمر ينهاهن أو يضربهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مه يا عمر! ثم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف، يوسف بن مهران لين الحديث.

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف.

 

(7/373)

 

 

3362 - (أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولي فهي زانية) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 312) عن محمد بن

 

(7/373)

 

 

عبد الرحمن الطبري: حدثنا الحسين بن إسماعيل بن خالد الطبري: حدثنا يوسف بن سعيد أبو المثنى عن أبي عصمة عن مقاتل بن حيان عن قبيصة بن ذؤيب عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو عصمة واسمه نوح بن أبي مريم؛ قال ابن المبارك:

"كان يضع كما يضع المعلى بن هلال". وقال أبو علي النيسابوري:

"كان كذاباً".

وكذبه ابن عيينة. وقال أبو سعيد النقاش:

"روى الموضوعات". وقال مسلم والدارقطني:

"وضع حديث فضائل القرآن".

والخطيب أورده في ترجمة محمد بن عبد الرحمن الطبري، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

3363 - (أيما راع استرعى رعيته، فلم يحفظها بالأمانة والنصيحة، ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 127) من طريق عبد الله ابن محمد بن يعقوب بن الحارث البخاري: حدثنا خالد بن تمام الأسدي: حدثنا سليمان الشاذكوني: حدثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

 

(7/374)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الشاذكوني؛ كذبه أحمد وابن معين وجزرة وغيرهم.

وخالد بن تمام الأسدي لم أعرفه.

وابن الحارث البخاري، قال الخطيب:

"صاحب عجائب ومناكير وغرائب، وليس بموضع الحجة".

ثم روى عن أبي زرعة أنه قال: "ضعيف".

وفي "الميزان" أنه متهم بوضع الحديث.

3364 - (إذا أعتق الرجل أمته، ثم تزوجها بمهر جديد؛ كان له أجران) .

ضعيف بهذا التمام

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1/ 243/ 1194) ، وأحمد (4/ 408) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد على شرط البخاري، وقد علقه في "صحيحه" في "النكاح" منه على أبي بكر بن عياش. قال الحافظ في "شرحه":

"وهو أحد الحفاظ المشهورين في الحديث، وقد احتج به البخاري، ووصله من طريقه أيضاً الحسن بن سفيان وأبو بكر البزار في "مسنديهما" عنه، وأخرجه الإسماعيلي عن الحسن، ويحيى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده" عن أبي بكر، ولم يقع لابن حزم إلا من رواية الحماني فضعفه به، ولم يصب! وذكر أبو نعيم أن أبا بكر تفرد به عن أبي حصين. وذكر الإسماعيلي أن فيه اضطراباً على

 

(7/375)

 

 

أبي بكر بن عياش، وكأنه عنى في سياق المتن، لا في الإسناد، وليس ذلك الاختلاف اضطراباً؛ لأنه يرجع إلى معنى واحد، وهو ذكر المهر".

قلت: لكن ابن عياش هذا وإن احتج به البخاري فقد تكلم فيه من قبل حفظه، وقال الذهبي في "الميزان":

"أحد الأئمة الأعلام، صدوق، ثبت في القراءة، لكنه في الحديث يغلط ويهم".

قلت: وعليه؛ فذكر المهر في هذا الحديث خطأ منه؛ لأنه قد صح من طرق عن السعبي حدثني أبو بردة به مرفوعاً بلفظ:

"ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ... ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران". فلم يذكر المهر.

أخرجه البخاري في "العلم" وغيره، ومسلم في "الإيمان" (1/ 93) ، وأحمد (4/ 395و398و402و405و415) .

وإذا كان أبو بكر قد تفرد بهذه الزيادة دون الإمام الشعبي الثقة الحجة، فتكون زيادة غير ثابتة، بل هي منكرة أو شاذة - على الأقل -، لمخالفة أبي بكر من هو أوثق منه بدرجات.

(تنبيه) : هذا الحديث عزاه السيوطي للطبراني في "المعجم الكبير"!

3365 - (أيتها الأمة! إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون، ولكن انظروا كيف تعلمون فيما تعلمون) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 132-133) من طريق

 

(7/376)

 

 

يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وقال:

"لا أعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا يحيى بن عبد الله بن موهب المدني".

قلت: وهو متروك، وأفحش الحاكم، فرماه بالوضع كما في "التقريب".

وأبوه عبد الله بن عبد الله بن موهب لا يعرف؛ كما قال الذهبي.

3366 - (أيما امرىء اقتطع حق امرىء بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 69/ 2) ، والحاكم (4/ 294) من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر: أخبرني عبد الله بن ثعلبة قال: سمعت عبد الرحمن بن كعب يقول: سمعت أباك ثعلبة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.

قلت: رجاله ثقات غير عبد الله بن ثعلبة، فلم أجد له ترجمة، وليس هو في الرواة عنه عبد الحميد بن جعفر هذا وقال:

"ولم يدركه".

وكيف يصح هذا القول وعبد الحميد بن جعفر قد صرح بالتحديث عنه في كل من الطريقين المشار إليهما، فهذا دليل صريح على أن عبد الله بن ثعلبة في هذا الإسناد هو غير عبد الله بن ثعلبة بن صعير. ويؤيده أن الطبراني بعد أن ذكر في

 

(7/377)

 

 

" معجمه " ثعلبة أبو عبد الله الأنصاري، وساق له هذا الحديث ذكر بعد أربعة تراجم "ثعلبة بن صعير العدوي". وساق له حديث الزهري عنه في صدقة الفطر. والله أعلم.

3367 - (أيها الناس! اتقوا الله، فوالله! لا يظلم مؤمن مؤمناً إلا انتقم الله منه يوم القيامة) .

ضعيف جداً

أخرجه عبد بن حميد في "منتخب المسند" (126/ 1-مصورة المكتب) عن أبي جعفر الرازي عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به، وفيه قصة في القصاص بالسوط.

وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو هارون - وهو العبد ي - متروك.

وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ.

 

(7/378)

 

 

3368 - (أيها الناس! لا تعلقوا علي بواحدة، ما أحللت إلا ما أحل الله، وما حرمت إلا ما حرم الله) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 256) : أخبرنا محمد بن عمر: حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - في مرضه الذي توفي فيه -: ... فذكره.

ثم رواه بهذا الإسناد عن سليمان وعاصم بن عمر عن يحيى بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة، محمد بن عمر - وهو الواقدي - متهم بالكذب. والإسناد الثاني مرسل.

 

(7/378)

 

 

3369 - (لا تكتحل وأنت صائم، واكتحل ليلاً، الإثمد يجلو البصر، وينبت الشعر) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 398) ، وأبو داود (1/ 273-طبع التازي) ، والبيهقي (4/ 262) من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده - وكان أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمسح على رأسه - وقال: ... فذكره، ولفظ أبي داود:

"أمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال: ليتقه الصائم". وقال:

"قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر. يعني: حديث الكحل".

قلت: ومن أجله خرجته هنا، وإلا فالشطر الثاني من الحديث صحيح؛ له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً في آخر حديث: "البسوا من ثيابكم البياض....". وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص62) .

وعلة الحديث من النعمان بن معبد؛ فإنه لا يعرف.

وابنه مختلف فيه.

 

(7/379)

 

 

3370 - (الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب) .

موضوع

أخرجه ابن عدي في ترجمة الواقدي من "الكامل" (368/ 1) عنه: حدثنا عبد الله بن المنيب عن عثيم بن كثير بن كليب الجهني عن أبيه عن جده - وله صحبة - قال: ... فذكره مرفوعاً في جملة أحاديث له، وقال في آخرها:

"وهذه الأحاديث التي أمليتها للواقدي - والتي لم أذكرها - كلها غير

 

(7/379)

 

 

محفوظة، والبلاء منه، وهو بين الضعف". وقال الحافظ:

"متروك مع سعة علمه".

قلت: وقد كذبه جماعة من الأئمة، منهم أحمد والشافعي والنسائي وغيرهم.

والحديث قال الهيثمي (8/ 149) :

"رواه الطبراني، وفيه الواقدي، وهو ضعيف"!

3371 - (بخل الناس بالسلام) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 403) من طريق النعمان بن عبد الله: حدثنا أبو ظلال عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"بخل الناس". قالوا: يا رسول الله! بم بخل الناس؟ قال: "بالسلام".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو ظلال - واسمه هلال بن أبي هلال القسملي - ضعيف. والنعمان بن عبد الله مجهول.

 

(7/380)

 

 

3372 - (بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب نفاق) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني (3/ 117/ 2) عن أبي حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء:

الأول: جابر بن يزيد - وهو الجعفي - وهو ضعيف، اتهمه بعضهم.

الثاني: عمرو بن شمر - وهو الجعفي الكوفي - واه جداً. قال البخاري:

 

(7/380)

 

 

"منكر الحديث". وقال الحاكم:

"كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي، لا يرويها عنه غيره".

وأبو حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي، هو عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن عائذ المدني أبو حفص المؤذن، فقوله في هذا الإسناد: "ابن يزيد" لعله أحد أجداده، وهو لين.

والحديث رواه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ق24/ 1-2) من طريق الطبراني وقال:

"حديث حسن، ورجاله ثقات".

وتلقى ذلك عنه تلميذه الحافظ الهيثمي فقال في "المجمع" (10/ 227) :

"رواه الطبراني، ورجاله ثقات"!

ولعل سبب خطأ العراقي أنه سقط من قلمه الضعيفان الأولان من إسناد الحديث، فظهر سالماً منهما، ومن الممكن حينئذ تحسينه، وأما مع ثبوتهما فيه فالتحسين أبعد ما يكون عن الصواب.

وأما الهيثمي؛ فلعله لم يمعن النظر في إسناده، وقنع بتقليد شيخه فيه. لا سيما وقد نقل المناوي عنه أنه قال في محل آخر:

"فيه من لم أعرفهم"!

وقد يخطر في البال أن يكون عنى إسناداً غير هذا؛ فليس فيه من لا يعرف، ولكني قد بحثت عنه في "المعجم"، فلم أر فيه غير المذكور أعلاه. والله أعلم.

 

(7/381)

 

 

3373 - (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس! إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله عز وجل على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلاً فاجراً جريئاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه) .

ضعيف

رواه أحمد في المسند (3/ 37و41و58) ، والحاكم (2/ 67) كلاهما من طريق أبي الخطاب عن أبي سعيد. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.

قلت: كيف وأبو الخطاب هذا مجهول؛ كما قال الذهبي نفسه في "الميزان"، وتبعه الحافظ في "التقريب"؟!!

 

(7/382)

 

 

3374 - (يا أبا الحسن! أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما في صدرك؟ قال: أجل يا رسول الله! فعلمني. قال: إذا كان ليلة الجمعة، فإذا استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر -، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: (سوف أستغفر لكم ربي) . يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة - فإن لم تستطع، فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة (يس) ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و (حم) الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و (الم. تنزيل) السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و (تبارك) المفصل، فإذا فرغت من

 

(7/382)

 

 

التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله وصل علي، وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين، والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.

اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام! أسألك يا الله يا رحمان بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.

اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام! أسألك يا الله يا رحمان بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني؛ فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يا أبا الحسن! فافعل ذلك ثلاث جمع، أو خمس، أو سبع؛ تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق! ما أخطأ مؤمناً قط.

قال عبد الله بن عباس: فوالله! ما لبث علي إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول

 

(7/383)

 

 

الله! إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات، أو نحوهن. وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية، أو نحوها، وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: مؤمن - ورب الكعبة -! يا أبا الحسن) .

منكر.

أخرجه الترمذي (2/ 275) ، والحاكم (1/ 316-317) ، والأصبهاني في "الترغيب" (127/ 2) ، وابن عساكر في "جزء أخبار حفظ القرآن" (ق84/ 2-86/ 1) ، والضياء في "المختارة" (65/ 64/ 1-2) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:

بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم".

قلت: كذا وقع في طبعة بولاق والدعاس: "حسن ... ": وقد نقل الحافظ ابن عساكر عبارة الترمذي المذكورة دون لفظة: "حسن" وكذلك الحافظ الضياء، وهو الأقرب إلى الصواب واللائق بهذا الإسناد؛ فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية كما سيأتي، فهو علة الحديث، وإن خفيت على كثير كالحاكم وغيره؛ فإنه قال:

 

(7/384)

 

 

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". وتعقبه الذهبي بقوله:

"هذا حديث شاذ، أخاف أن لا يكون (كذا ولعل الصواب: أن يكون) موضوعاً، وقد حيرني والله جودة سنده"!

قلت: وكأن الحافظ الذهبي رحمة الله تعالى لم يتذكر قوله في "الميزان":

"قلت: إذا قال الوليد: عن ابن جريج، أو: عن الأوزاعي؛ فليس بمعتمد؛ لأنه يدلس عن كذابين، فإذا قال: حدثنا؛ فهو حجة، وقال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن السفر حديث الأوزاعي، وكان ابن السفر كذاباً، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي. وقال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت:للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي! قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيى، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع: عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الأوزاعي: قرة، فما يحملك على ذلك؟

قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء (!) .

قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء [أحاديث] مناكير، فأسقطتهم وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات ضعف الأوزاعي! فلم يلتفت إلى قولي".

قلت: ومعنى هذا الذي رواه الهيثم بن خارجة - وهو ثقة من شيوخ البخاري - أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية أيضاً، وهو أن يسقط من سنده غير شيخه ولذلك قال الحافظ فيه: "ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية".

وبناء عليه فقول الذهبي في صدر كلامه عن الوليد: ".... فإذا قال: حدثنا (ابن جريج) ، فهو حجة" فيه قصور لا يخفى، فالصواب اشتراط تصريحه

 

(7/385)

 

 

بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك إسناد هذا الحديث صحيحاً، لكون الوليد قد قال فيه: حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء؛ فدلسه الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى. وقد وافق الذهبي في هذه الغفلة الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص92) فتبعه! مع جزمه بأن الحديث بين الغرابة بل النكارة.

وأما قول الضياء عقب الحديث:

"وقد ذكر شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح لتفرد الوليد ابن مسلم به. وقال: قال علماء النقل: كان يروي عن الأوزاعي أحاديث، هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي، مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها عن الأوزاعي عنهم. قلت (القائل هو الضياء) : وهذا القول لم يذكر شيخنا من قاله، وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في "صحيحيهما" ... وقد رواه الطبراني من غير حديثه".

قلت: قد عرفت من قال ذلك من المتقدمين، ومنهم الإمام الدارقطني؛ فإنه قال كما في "التهذيب":

"كان الوليد يرسل؛ يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء ... "، إلخ ما نقله عن ابن الجوزي.

وأما اتفاق الشيخين على إخراج حديثه، فلعلهما لا يخرجان له إلا ما اطمأنا من تدليسه. على أن في الطريق إليه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وليس من رجال الشيخين، ثم هو صدوق يخطىء؛ كما في "التقريب"، فيحتمل أن يكون

 

(7/386)

 

 

على "الفوائد المجموعة" (ص43) .

وأما رواية الطبراني فمما لا يفرح به! لأنها من طريق محمد بن إبراهيم القرشي: حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس به، نحوه.

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (572) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 144/ 2) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 2/ 369 / 1) في ترجمة القرشي: وعلقه من الطريق الأولى ثم قال:

"ليس يرجع من هذا الحديث إلى صحة، وكلا الحديثين ليس له أصل، ولا يتابع عليه".

وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي، وهو وضاع دجال.

ومن طريقه أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (ق235/ 1-2) وقال:

"وهذا حديث منكر، وأبو صالح هذا رجل مجهول وحديثه هذا يشبه حديث القصاص".

والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من الوجهين، وسلم له السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 67) إعلاله الطريق الأولى بتدليس الوليد تدليس التسوية، وأخذ يناقشه في زعمه أن هشام بن عمار تفرد به عن الوليد، والحقيقة أنه ليس كذلك كما سبق. ولكن ما الفائدة من هذه المناقشة ما دامت العلة كامنة فيمن فوقه! ولعل ابن الجوزي أراد أن يقول: تفرد به الوليد، فوهم فكتب: تفرد به هشام.

وجملة القول؛ أن هذا الحديث موضوع كما قال الذهبي في "الميزان"، وقال أيضاً: وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم. وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب

 

(7/387)

 

 

أيضاً: وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم. وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب حين أورده في "الموضوعات"، ومن تعقبه، فلم يأت بشيء يستحق النظر فيه.

3375 - (بئس الكسب أجر الزمارة، وثمن الكلب) .

موضوع بهذا اللفظ

رواه ابو نعيم في "المنتخب من حديث يونس بن عبيد" (143/ 1) : حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم: حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي: حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد: حدثنا ربعي بن علية عن يونس ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته ابن مقسم هذا، وهو أحمد بن محمد بن الحسن ابن يعقوب بن مقسم المقرىء أبو الحسن العطار. ترجمه الخطيب (4/ 429) وقال:

"كان يظهر النسك والصلاح، ولم يكن في الحديث ثقة. قال أبو القاسم الأزهري: كاك كذاباً. وقال ابن أبي الفوارس: كان سيىء الحال في الحديث، مذموماً ذاهباً، لم يكن بشيء ألبتة".

ومن فوقه كلهم ثقات، فهو الآفة.

 

(7/388)

 

 

3376 - (بئس الشعب جياد - مرتين أو ثلاثاً -! قالوا: وبم ذاك يا رسول الله؟ قال: تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين) .

ضعيف

رواه البخاري في "التاريخ الصغير" (176) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص125) ، وابن عدي (353/ 1) ، وابن شاذان في "الثامن من أجزائه" (4/ 2) ، وأبو الحسن الحربي في "الأمالي" (1/ 2) عن رباح بن

 

(7/388)

 

 

عبيد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال العقيلي:

"لا يحفظ إلا عن رباح هذا، قال البخاري فيه: لا يتابع عليه، وقال أحمد: منكر الحديث".

وقال ابن عدي (353/ 1) :

"لا أعلم يرويه غير هشام بن يوسف عن رباح".

قلت: وهشام بن يوسف - وهو الصنعاني - ثقة، فالآفة من رباح.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (8/ 7) وقال:

"وهو ضعيف".

3377 - (البربري لا يجاوز إيمانه تراقيه) .

منكر

رواه أبو بكر المقرىء الأصبهاني في "الفوائد" (13/ 176/ 2) عن الحسين بن الحكم الحيري: حدثنا إسماعيل - يعني: ابن صبيح - عن خالد - يعني: ابن عجلان - عن إياس بن معاوية بن قرة قال: قال أبو هريرة: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ خالد بن عجلان والحسين بن الحكم الحيري لم أجد من ترجمهما.

ثم هو منقطع؛ فإن إياس بن معاوية بن قرة، لم يذكروا له رواية عن الصحابة سوى أنس بن مالك، ومع ذلك قال ابن حبان: "إن صح سماعه منه".

وله طريق أخرى؛ يرويه عبد الله بن نافع قال: حدثني ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال:

 

(7/389)

 

 

جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أين أنت؟ "، قال: بربري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم عني"، قال بمرفقه كذا، فلما قام عنه أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم".

أخرجه أحمد (2/ 367) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن نافع - وهو ابن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني - قال الحافظ:

"ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لين".

وأما قول الهيثمي في "المجمع" (4/ 234) :

"رواه أحمد وفيه عبد الله بن نافع وهو متروك. وقال ابن معين: يكتب حديثه. وصالح مولى التوأمة قد اختلط".

قلت: ابن نافع الصائغ لا أعلم أحداً تركه، فالظاهر أن الهيثمي ظن أنه عبد الله بن نافع مولى ابن عمر. فقد تركه غير واحد، ولكن ليس هو صاحب هذا الحديث، بل هو الصائغ كما ذكرنا.

وصالح مولى التوأمة قد قال غير واحد: إن ابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه. لكن قال أحمد: "سمع ابن أبي ذئب من صالح أخيراً، وروى عنه منكراً".

3378 - (البركة في صغر القرص، وطول الرشا، وقصر الجداول) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 1/ 18) عن محمد بن يونس القيسي عن

 

(7/390)

 

 

عبد الله بن حمزة عن ابن أبي فديك عن داود بن الحصين عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته محمد بن يونس القيسي - كذا -، وفي "اللآلي" (2/ 217) و "فيض القدير": "العبسي"! وأيهما كان، فأنا أظنه محمد بن يونس الكديمي، وهو متهم بالوضع، وعبد الله بن حمزة الظاهر أنه أخو إبراهيم بن حمزة الزبيري. قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 39) :

"أدركته، توفي قبل قدومنا المدينة بأشهر، روى عنه محمد بن إسحاق بن راهويه".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية أبي الشيخ عن ابن عباس، والسلفي في "الطيوريات" عن ابن عمر.

قلت: فما أحسن بإيراده؛ فإن حديث ابن عباس عرفت ما فيه. وحديث ابن عمر أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" بدون إسناد، وقال (2/ 292) :

"قال النسائي: هذا الحديث كذب".

ولم يتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 217) بشيء إلا أنه قال:

"أخرجه السلفي في الطيوريات".

ثم ساق إسناده: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري: حدثنا عبد الله بن أبي سعد: حدثنا أبو سليمان يحيى بن أيوب: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن أبي بكر عن برد عن نافع

 

(7/391)

 

 

عن ابن عمر.

ولم يتكلم عليه بشيء، فكأنه أقر ابن الجوزي على وضعه، ويؤيده أنه لم يورده في كتابه الآخر "التعقبات على الموضوعات" (ص30-32) .

وأقول: شيخ الطيوري عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال فيه الحافظ أبو عبد الله بن منده: "منكر الحديث".

وعبد الله بن أبي سعد وشيخه أبو سليمان لم أعرفهما، لكنهما قد توبعاً؛ فقال الطبراني في "مسند الشاميين" (ص67) : حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي له ترجمة في "التاريخ" (5/ 434) .

3379 - (البزاق، والمخاط، والحيض، والنعاس، في الصلاة من الشيطان) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (969) عن شريك عن أبي اليقظان عن عدي ابن ثابت عن أبيه عن جده مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: جهالة ثابت والد عدي؛ قال الحافظ:

"مجهول الحال".

كذا قال، وحقه أن يقول: "مجهول"، فقط؛ لأنه لا يعرف إلا بابنه؛ كما قال الذهبي، ومجهول الحال في المصطلح: من روى عنه اثنان فأكثر، فتأمل.

الثانية: ضعف أبي اليقظان - واسمه عثمان بن عمير -؛ قال الحافظ:

 

(7/392)

 

 

"ضعيف، واختلط، وكان يدلس".

وقال البوصيري في "الزوائد" (ق64/ 2) :

"وقد أجمعوا على ضعفه".

قلت: ولم يعله بغيره!

الثالثة: ضعف شريك - وهو ابن عبد الله القاضي -؛ فإنه سيىء الحفظ.

الرابعة: الاختلاف في صحبة والد ثابت، وقد اختلفوا في اسمه على خمسة أقوال أو أكثر، وقال الحربي: ليس لجد عدي بن ثابت صحبة.

والحديث أخرجه الترمذي أيضاً (2/ 125) من هذا الوجه، لكن بلفظ:

"العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان". وقال:

"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان، وسألت محمد بن إسماعيل عن عدي عن ثابت عن أبيه عن جده، قلت له: ما اسم جد عدي؟ قال: لا أدري. وذكر عن يحيى بن معين، قال: اسمه دينار".

3380 - (الأمن والعافية مغبون فيهما كثير من الناس) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 153/ 1) ، وابن عدي (124/ 1) من طريق هارون بن حيان الرقي عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع؛ آفته الرقي هذا؛ قال

 

(7/393)

 

 

الدارقطني:

"ليس بالقوي". وقال الحاكم:

"كان يضع الحديث". وقال البخاري:

"في حديثه نظر".

3381 - (البكاء من الرحمة، والصراخ من الشيطان) .

ضعيف

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 138-139) من طريق ابن لهيعة عن بكر بن عبد الله الأشج:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى على إبراهيم ابنه، فصرخ أسامة بن زيد، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: رأيتك تبكي! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ولأن عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ.

 

(7/394)

 

 

3382 - (البلاء موكل بالقول) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (2/ 8/ 1) : حدثنا عبد الله ابن أبي بدر: حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن الحسن مرفوعاً.

وقد رواه وكيع في "الزهد" (2/ 66/ 1) : حدثنا جرير بن حازم به.

قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل، وقد وصله البيهقي في "الشعب" (2/ 66/ 1) من طريق أبي جعفر بن أبي فاطمة: حدثنا أسد بن موسى: حدثنا جرير ابن حازم عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعاً به، فقال: "قال أبو عبد الله الحافظ (يعني الحاكم) : تفرد به أبو جعفر بن أبي فاطمة المصري".

 

(7/394)

 

 

قلت: لم أجد له ترجمة.

ورواه العقيلي في "الضعفاء" (438) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 161) ، والخطيب في "التاريخ" (13/ 279) عن نصر بن باب عن الحجاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً، وقال:

"نصر بن باب لا يعرف إلا به، قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال الذهبي: ليس بثقة".

قلت: ورواه وكيع في "الزهد" عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: ... فذكره موقوفاً عليه.

ورجاله ثقات لكنه منقطع بين إبراهيم وابن مسعود، إلا أنه قد قال إبراهيم: "إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله؛ فهو الذي سمعت: وإذا قلت: قال عبد الله؛ فهو عن غير واحد".

وعلى هذا فالإسناد صحيح.

ومن هذا الوجه أخرجه السرقسطي في "غريب الحديث" (2/ 51/ 2) .

ورواه ابن عدي (302/ 2) ، والبيهقي، وابن عساكر (15/ 171/ 1) عن محمد بن أبي الزعيزعة عن عطاء عن أبي الدرداء مرفوعاً، وقال:

"ابن الزعيزعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه".

وقال ابن حبان:

"دجال من الدجاجلة".

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف مرفوعاً، صحيح موقوفاً.

وقد روي الحديث بزيادة فيه بلفظ:

 

(7/395)

 

 

"البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء: والله لا أفعله؛ إلا ترك الشيطان كل شيء وولع به حتى يؤثمه".

موضوع. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 389) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) ، والديلمي (2/ 1/ 20) عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع آفته؛ عبد الملك هذا؛ قال يحيى:

"كذاب". وقال ابن حبان:

"يضع الحديث". وقال السعدي:

"دجال كذاب". وذكر الذهبي أن هذا الحديث من بلاياه!

والجملة الأولى منه أخرجها القضاعي من طريق محمد بن يحيى بن عيسى البصري: أخبرنا: عبد الأعلى بن حماد النرسي قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب عن حذيفة مرفوعاً.

3383 - (البيت الذي يذكر الله فيه ينير لأهل السماء كما تنير النجوم لأهل الأرض) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 21) عن الحسن بن عمارة عن طلحة عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه سابط بن أبي حميضة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته الحسن بن عمارة، وهو متروك؛ كما في "التقريب".

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم كما في ترجمة سابط بن حميضة من "الإصابة" وقال:

 

(7/396)

 

 

"وإسناده ضعيف (!) وقد قيل: إن عبد الرحمن بن سابط هذا هو ابن عبد الله بن سابط، وأن الصحبة والرواية لأبيه عبد الله بن سابط، وبذلك جزم البغوي".

والحديث عزاه السيوطي للبيهقي في "الشعب" عن عائشة نحوه.

ثم طبع كتاب "شعب الإيمان"، فرأيت الحديث فيه (2/ 341/ 1982) . قال:أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي: حدثنا أبو بكر بن قريش: حدثنا الحسن بن سفيان: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة مرفوعاً بلفظ:

"البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض".

وهذا إسناد جيد إن ثبتت عدالة وحفظ أبي بكر بن قريش؛ فإني لم أعرفه، وكذلك الراوي عنه.

3384 - (تبدأ الخيل يوم وردها) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن ماجه (2484) ، والبخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 315) معلقاً عن أبي الجعد عبد الرحمن بن عبد الله عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته كثير هذا؛ فإنه متهم. قال البوصيري في "الزوائد" (ق173/ 2) :

"هذا إسناد ضعيف (!) ؛ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف كذبه

 

(7/397)

 

 

الشافعي وأبو داود، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب".

قلت: وأبوه: عبد الله بن عمرو مجهول، قال الذهبي: ما روى عنه سوى ابنه كثير.

قلت: ونحوه أبو الجعد عبد الرحمن بن عبد الله؛ فإنه لم يرو عنه سوى اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو مجهول الحال.

(تنبيهان) :

الأول: هكذا وقع الحديث في "التاريخ" بلفظ: "تبدأ"، ووقع في ابن ماجه "يبدأ". وهو خلاف ما في "التهذيب" و "الزيادة على الجامع"؛ فإنهما عزياه إليه باللفظ الأول. وفي "النهاية":

"الخيل مبدأة يوم الورد. أي: يبدأ بها في السقي قبل الإبل والغنم، وقد تحذف الهمزة فتصير ألفاً ساكنة".

والآخر: قال السندي في "حاشية ابن ماجه": "في "الزوائد": في إسناده عمرو بن عوف ضعيف. وفيه حفيده كثير بن عبد الله، قال الشافعي:....". إلخ ما تقدم.

قلت: وهذا مع عدم وروده في النسخة المخطوطة التي نقلت منها النص السابق؛ فإنه خطأ فاحش؛ لأن عمرو بن عوف صحابي معروف. ولعله أراد أن يقول: عبد الله بن عمرو بن عوف فسقط من قلمه: "عبد الله بن"، فظهر الخطأ. لكن يرد عليه قوله: "وفيه حفيده كثير...."؛ فإن كثيراً هذا هو ابنه. فتأمل.

 

(7/398)

 

 

ثم رأيت الحديث في "كامل ابن عدي" (6/ 62-63) من هذه الطريق وقال: "وعامة ما يرويه كثير لا يتابع عليه".

3385 - (تنزل القرآن فهو كلام الله عز وجل) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 327/ 1-النسخة القديمة) ، وابن عدي (296/ 1) عن بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ موسى بن أبي حبيب ضعفه أبو حاتم، ولم يلق الحكم بن عمير كما قال الذهبي، فهو منقطع.

وعيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - متروك.

وبقية مدلس وقد عنعنه.

(تنبيه) : قوله: "تنزل" كذا وقع في النسخو المشار إليها من "المعجم". وهي نسخة عتيقة صحيحة، بين راويها والمؤلف شخص واحد. وفي نسخة أخرى (1/ 156/ 1) : "ينزل". والأول أصح. وفي ابن عدي: "نزل". وقد تصحف هذا على الحافظ السيوطي فذكره في "الزيادة على الجامع الصغير" (73/ 1) بلفظ:

"تبرك بالقرآن....".

وفي "الجامع الكبير" (1/ 396/ 1) بلفظ:

"تبارك بالقرآن ... "!

 

(7/399)

 

 

3386 - (تجب الصلاة على الغلام إذا عقل، والصوم إذا أطاق، وتجري عليه الشهادة والحدود إذا احتلم) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن عدي (50/ 2) من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً. وقال:

"جويبر؛ الضعف على حديثه ورواياته بين".

قلت: وهو ضعيف جداً كما قال الحافظ.

والضحاك - وهو ابن مزاحم - لم يسمع من ابن عباس.

والحديث عزاه السيوطي للموهبي وحده في "العلم"، ففاته هذا المصدر العالي.

 

(7/400)

 

 

3387 - (تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 27/ 2) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 255) عن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال:

"يا رسول الله! ما جزاء الحمى؟ قال: ... " فذكره، فقال أبي:

"اللهم! إني أسألك حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك، ولا خروجاً إلى بيتك، ولا مسجد نبيك. قال: فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ معاذ بن محمد وأبوه وجده مجاهيل. قال ابن المديني:

 

(7/400)

 

 

"لا نعرف محمداً هذا، ولا أباه، ولا جده في الرواية، وهذاإسناد مجهول".

3388 - (إن هؤلاء النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم، صف عن يمينهم، وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 77/ 1) من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً وقال:

"لم يروه عن يحيى إلا سليمان".

قلت: وهو ضعيف جداً؛ فقد قال البخاري: "منكر الحديث". قال الذهبي:

"وقد مر لنا أن البخاري قال: من قلت فيه: منكر الحديث؛ فلا تحل رواية حديثه".

 

(7/401)

 

 

3389 - (تحروا الدعاء في الفيافي) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 343) عن عبيد بن محمد الصنعاني: حدثنا عبد الله بن قريش الصنعاني: حدثنا أبو مطر - واسمه منيع - عن مالك ابن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ منيع هو ابن ماجد بن مطر، ترجمه في "اللسان" بما يعطي أنه ضعيف.

 

(7/401)

 

 

وعبد الله بن قريش كذا في الأصل. وفي "اللسان": "فراس" مكان: "قريش" ابن عم وهب بن منبه، ولم أجد له ترجمة.

وعبيد بن محمد الصنعاني مجهول؛ كما في "اللسان" عن ابن القطان.

(تنبيه) : هكذا وقع الحديث في "الحلية". وعزاه السيوطي إليه بلفظ:

"تحروا الدعاء عند فيء الأفياء"! .

وتعقبه المناوي بقوله:

"كذا في نسخ الكتاب. والذي وقفت عليه في نسخ "الحلية": تحروا الدعاء في الفيافي".

قلت: وفي معنى لفظ السيوطي حديث آخر مضى برقم (2636) .

3390 - (تبارك مصرف القلوب) .

ضعيف

رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 302/ 1) عن محمد بن خالد ابن عثمة: حدثني موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنيب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بيت زيد بن حارثة فاستأذن، فأذنت له زينب ولا خمار عليها، فألقت كم درعها عن رأسها، فسألها عن زيد، فقالت: ذهب قريباً يا رسول الله! قالت: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله همهمة، قالت: فاتبعته فسمعته يقول: (فذكره) فما زال يقولها حتى تغيب.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مرسل، وعبد الرحمن بن عبد الله بن المنيب لم أجد له ترجمة. وسائر رجاله موثقون.

وحديث الترجمة أورده السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" من رواية

 

(7/402)

 

 

الطبراني عن أم سلمة. ولم أره في "مجمع الزوائد" لنتعرف به علته.

3391 - (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (3/ 21/ 1) عن محمد بن يحيى الأنصاري عن منصور بن المعتمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإعضاله؛ فإن منصور بن المعتمر إنما يروي عن التابعين.

 

(7/403)

 

 

3392 - (تحفة المؤمن في الدنيا الفقر) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 46) من طريق ابن السني عن عثمان بن خرزاذ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار: حدثنا مسرة بن صفوان عن أبي حاجب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد فيه جهالة؛ أبو حاجب ومسرة بن صفوان لم أعرفهما. وأما السخاوي فقد قال في "المقاصد" (ص141-طبع الهند) :

"وسنده لا بأس به، وهو عند الديلمي أيضاً عن ابن عمر بسند ضعيف جداً".

وأما المناوي فقال في شرحه على "الجامع":

"وفيه يعقوب بن الوليد المدني، قال الذهبي في "الضعفاء": كذبه أحمد والناس. وقال السخاوي: حرف اسمه على بعض رواته فسماه إبراهيم. وللحديث طرق كلها واهية".

 

(7/403)

 

 

قلت: ويعقوب هذا ليس في إسناد الديلمي كما ترى، إلا أن يكون سقط من النسخة أو من قلمي، وهو بعيد جداً، كيف لا، ولو كان ثابتاً فيه لما قال السخاوي: لا بأس به، لعله في إسناد حديث ابن عمر الذي ضعفه السخاوي جداً. والله أعلم.

(تنبيه) : كلام السخاوي الذي نقلته آنفاً، حكاه المناوي تحت حديث: "تحفة المؤمن الموت"، من قول الحافظ العراقي! فلا أدري هل الوهم من المناوي أم السخاوي، والأول هو الأقرب. والله أعلم.

3393 - (تحفة الملائكة تجمير المساجد) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 47) من طريق أبي الشيخ معلقاً عن محمد ابن أحمد بن الحارث: حدثنا أبي: حدثنا حريث مؤذن مسجد بني أمية عن الحسن عن سمرة مرفوعاً.

قلت: إسناده ضعيف؛ الحسن - وهو البصري - مدلس وقدعنعنه.

وحريث - وهو ابن السائب التميمي المؤذن -، قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

ومحمد بن أحمد بن الحارث وأبوه لم أعرفهما.

 

(7/404)

 

 

3394 - (تخيروا لنطفكم؛ فإن النساء تلدن أشباه إخوانهن وأشباه أخواتهن) .

موضوع

رواه ابن عدي (304/ 2) ، وعنه ابن عساكر (15/ 134/ 2) عن عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً.

 

(7/404)

 

 

أورده في ترجمة عيسى هذا في جملة أحاديث ثم قال:

"وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد". وروى عن ابن معين أنه قال:

"هو ليس بشيء". وعن البخاري:

"صاحب مناكير"، وفي موضع آخر: "منكر الحديث". والنسائي:

"متروك الحديث".

قلت: وقال ابن حبان:

"يروي أحاديث كلها موضوعات". ولهذا لم يحسن السيوطي بإيراده الحديث في "الجامع الصغير" من رواية ابن عدي هذه!

ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده في "المعرفة" (2/ 299/ 1) لكنه قال: سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عنها بلفظ:

"تخيروا لنطفكم، وانظروا أين تضعونها؛ فإن النساء....".

3395 - (تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشف الله ضركم وينصركم على أعدائكم، ويثبت عند الشدائد أقدامكم) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 36) عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ ميسرة بن عبد ربه كذاب مشهور كما قال الذهبي. وقد سرقه منه بعض المتهمين بالكذب، فرواه أبو الحسين البوشنجي في "جزء من حديثه" (116/ 1-2) عن عيسى بن أبان - العبد الصالح - عن

 

(7/405)

 

 

عبد المنعم عن الفرج بن فضالة عن عمر بن سليمان به، دون الشطر الثاني منه.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ عبد المنعم هذا إما ابن إدريس اليماني، وإما ابن بشير المصري، وكلاهما متهم بالكذب، والمصري متهم بالوضع أيضاً.

والفرج بن فضالة ضعيف.

وعيسى بن أبان لم أعرفه الآن.

3396 - (تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 9) ، والحاكم (4/ 405) - واللفظ له -؛ والطيالسي (686) ، وعنه أحمد (4/ 369) من طريق خالد الحذاء عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم مرفوعاً. وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب صحيح"! وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي، وهو من عجائبه؛ فإن الجمهور قد ذهبوا إلى تضعيف ميمون هذا، ولم يخالف فيه غير ابن حبان، ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه! على أنه قد اضطرب في متنه:

فرواه خالد عنه هكذا. وقال قتادة عنه بلفظ:

"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب".

أخرجه الترمذي وصححه أيضاً!

 

(7/406)

 

 

3397 - (الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك) .

ضعيف

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 349) من طريق محمد بن

 

(7/406)

 

 

إسحاق عن الزهري وعكرمة بن خالد وعاصم بن عمر بن قتادة قالوا:

وقدم الأشعريون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم خمسون رجلاً، فيهم أبو موسى الأشعري وإخوة لهم، ومعهم رجلان من عك، وقدموا في سفن في البحر، وخرجوا بجدة، فلما دنوا من المدينة جعلوا يقولون:

غداً نلقى الأحبة * * * محمداً وحزبه

ثم قدموا فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره بخيبر. ثم لقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوا وأسلموا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله فيه عنعنة ابن إسحاق.

3398 - (ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله عز وجل، وما أشركت أمة حتى يكون بدء شركها التكذيب بالقدر) .

ضعيف

رواه ابن أبي عاصم في "السنة" رقم (322-بتحقيقي) ، والطبراني في "الصغير" (220) ، والمخلص في "حديثه" كما في "المنتقى منه" (12/ 16/ 1) ، وتمام (124/ 2) ، والآجري في "الشريعة" (ص191) ، واللالكائي في "السنة" (1/ 142/ 2) ، وابن عساكر (2/ 211/ 1) و (13/ 193/ 2و15/ 172/ 1) ، والباغندي في مسند "عمر بن عبد العزيز" (ص10) عن عمر بن يزيد النصري عن عمرو بن مهاجر - صاحب حرس عمر بن عبد العزيز - عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن القاسم عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً.

ثم رواه اللالكائي من طريق آخر عن سلمة بن علي أن الزبيدي حدثه أن الزهري حدثه عن عمر بن عبد العزيز مرفوعاً.

 

(7/407)

 

 

وهو - على إرساله - شديد الضعف؛ فمسلمة بن علي الخشني متروك.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يحيى بن القاسم وأبوه لا يعرفان، أوردهما ابن أبي حاتم (3/ 2/ 111و4/ 2/ 182) بهذه الرواية، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.

وكذلك أوردهما ابن حبان في "الثقات" (1/ 185و2/ 302) !

وعمر بن يزيد النصري - بالصاد المهملة، ووقع في "الميزان" و "اللسان" بالمعجمة، وهو خطأ - قال العقيلي في "الضعفاء" (ص289) :

"يخالف في حديثه". وقال ابن حبان:

"يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل".

وأورده أيضاً في "الثقات" (2/ 198) وقال:

"من أهل الشام، يروي عن الزهري، روى عنه عمر بن واقد، في روايته أشياء، وعمر بن واقد لا شيء".

وقد وثقه دحيم، وذكره أبو زرعة الدمشقي في ثقات الشاميين، ولعلهما أعرف به من غيرهما؛ فقد قيل: أهل مكة أدرى بشعابها.

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 204) :

"رواه الطبراني في "الكبير" و "الصغير" وفيه عمر بن يزيد النصري - من بني نصر - ضعفه ابن حبان، وقال: يعتبر به".

وروى الآجري (ص193) عن بقية بن الوليد عن يحيى بن مسلم عن بحر السقا عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

 

(7/408)

 

 

"ما كانت زندقة إلا كان أصلها التكذيب بالقدر".

وهذا إسناد واه جداً، بحر - وهو ابن كنيز السقاء - متروك؛ كما في "المجمع" (7/ 206) . وقال الحافظ: "ضعيف".

ويحيى بن مسلم؛ قال الذهبي:

"شيخ من أشياخ بقية، لا يعرف، ولا يعتمد عليه، وخبره باطل"، ثم ساق له حديثاً آخر.

وبقية مدلس معروف.

3399 - (ترك السلام على الضرير خيانة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 45) عن كثير بن أبي صابر: حدثنا سفيان ابن عيينة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه.

وكثير بن أبي صابر لم أعرفه.

 

(7/409)

 

 

3400 - (تزوجوا النساء؛ فإنهن يأتينكم بالمال) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 2/ 1) : أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه مرفوعاً.

وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (180/ 203) من طريق آخر عن أبي أسامة.

قلت: وهذا سند مرسل صحيح. وقد وصله أبو السائب سلم بن جنادة فقال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً به.

 

(7/409)

 

 

أخرجه البزار (ص142-زوائده) ، والحاكم (2/ 161) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 147) ، والديلمي (1/ 1/ 29) ، وقال الحاكم:

"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لتفرد سلم بن جنادة بإسناده، وسلم ثقة مأمون"، ووافقه الذهبي!

قلت: وفيه أمران:

الأول: أن ابن جنادة لم يخرج له من الستة سوى الترمذي وابن ماجه، فليس هو على شرط الشيخين.

والآخر: أن ابن جنادة - وإن كان ثقة - فهو ربما خالف؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، وقد خالف ابن أبي شيبة - وكذا غيره - في إسناده، كما يشعر به قول الهيثمي أو الحافظ في "زوائد البزار":

قلت: "رواه غير واحد مرسلاً، ولا نعلم أحداً ذكر عائشة إلا أبو أسامة".

كذا في النسخة وهي رديئة جداً، ولعل الأصل "أبو السائب"؛ فهو الذي تفرد بذكر عائشة فيه، على أنه لم يثبت على ذلك؛ فقد ذكر الخطيب بعد أن أخرجه من طريق الحسين المحاملي عن أبي السائب به:

"قال أبو السائب: سلم بن جنادة - في موضع آخر - عن هشام عن أبيه، وليس عن عائشة".

قلت: فقد اتفق أبو السائب مع الثقات على إرساله، فهو الصواب.

وعليه؛ فالحديث علته الإرسال. وجرى الهيثمي على ظاهر إسناده فقال في "مجمع الزوائد" (4/ 255) :

"رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح خلا سلم بن جنادة (الأصل مسلم بن جياد) وهو ثقة".

 

(7/410)

 

 

وأما قول المناوي عقبه:

"قال المصنف: وله شواهد، منها خبر الثعلبي عن ابن عجلان أن رجلاً شكى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفقر، فقال: عليك بالباءة".

فهذا مع أنه معضل، فلا ندري ما حال الإسناد إلى ابن عجلان.

وأما الشواهد الأخرى، فلم أستحضر حتى الآن شيئاً منها. وما إخال فيها ما يصلح شاهداً. ولعل منها ما أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (200) من طريق حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ:

"عليكم بالتزويج؛ فإنه يحدث الرزق".

وحسين بن علوان كذاب وضاع.

وفي الباب: "التمسوا الرزق في النكاح"، وهو ضعيف مضى برقم (2487) .

3401 - (تزوجوا في الحجر الصالح؛ فإن العرق دساس) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 1/ 30) عن الموقري عن الزهري عن أنس مرفوعاً.

قلت: هذا موضوع؛ آفته الموقري - واسمه الوليد بن محمد - اتفقوا على تضعيفه، بل قال محمد بن عوف:

"كذاب". وقال ابن حبان:

"روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط، وكان يرفع المراسيل، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

 

(7/411)

 

 

ومنه تعلم تساهل الحافظ العراقي في اقتصاره على تضعيف هذا الإسناد، فقال في "تخريج الإحياء" (2/ 38) :

رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس. وروى أبو موسى المديني في كتاب "تضييع العمر والأيام" من حديث ابن عمر: "وانظر في أي نصاب تضع ولدك؛ فإن العرق دساس"، وكلاهما ضعيف.

والحديث رواه ابن عدي أيضاً من طريق الموقري كما في "المناوي".

3402 - (تسعة أعشار الرزق في التجارة، والجزء الباقي في السابياء) .

ضعيف

رواه أبو عبيد في "الغريب" (52/ 2) : حدثنا هشيم قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي يرفعه.

قال هشيم: يعني بـ (السابيا) : النتاج.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله؛ نعيم بن عبد الرحمن الأزدي أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 461) بهذه الرواية عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فقال:

"روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل، وروى عن أبي هريرة. روى عنه داود بن أبي هند".

وقد تابعه يحيى بن جابر الطائي، وهو ثقة من أتباع التابعين.

أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" كما في "الجامع"؛ قرنه بنعيم بن عبد الرحمن الأزدي.

 

(7/412)

 

 

3403 - (تسمونهم محمداً ثم تسبونهم!!) .

ضعيف

رواه أبو يعلى في "مسنده" (166/ 2) عن الطيالسي، وكذا البزار (ص243) ، والحاكم (4/ 293) ، والحافظ ابن بكير في "فضائل من اسمه أحمد ومحمد" (59/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 286) ، والعقيلي في "الضعفاء" (94) ، وابن عدي (66/ 2) عن الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس مرفوعاً، وقال البزار:

"لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحكم، وهو بصري لا بأس به، وضعفه جماعة".

قلت: ضعفه أبو الوليد، وقال النسائي:

"ليس بالقوي". ووثقه ابن معين، وقال أحمد: "لا بأس به". وقال ابن عدي:

"هو عندي ممن لا بأس به، يكتب حديثه".

وقال الحافظ في "التقريب":

"صدوق له أوهام".

وساق له الذهبي هذا الحديث في مناكيره، وقال في "تلخيص المستدرك" - عقب قول الحاكم: "تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت" -:

"قلت: الحكم وثقه بعضهم، وهو لين".

 

(7/413)

 

 

3404 - (تعلموا مناسككم؛ فإنها من دينكم) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 28) من طريق الطبراني: حدثنا الحسين ابن المتوكل: حدثنا سريج بن النعمان: حدثنا جعفر بن يزيد عن عبادة بن نسي

 

(7/413)

 

 

عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف، وجعفر بن يزيد لم أعرفه.

والحسين بن المتوكل - وهو ابن أبي السري - ضعيف؛ كما في "التقريب".

والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر عن أبي سعيد. قتعقبه المناوي بأنه خرجه أيضاً الطبراني وأبو نعيم. ولم يتكلم على إسناده بشيء!

ورواه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ 437/ 1) ، ووقع فيه: (جعفر بن زيد) . ولم أعرفه أيضاً.

3405 - (بعثت إلى الناس كافة، فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب، فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش، فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم، فإن لم يستجيبوا لي فإلى وحدي) .

موضوع

أخرجه ابن سعد (1/ 191-192) : أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي: حدثني أبو عتبة إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي -؛ كذاب.

ثم هو مرسل.

 

(7/414)

 

 

3406 - (هلاك أمتي في العصبية، والقدرية، والرواية من غير ثبت) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 111/ 1) ، والعقيلي

 

(7/414)

 

 

في "الضعفاء" (ص452) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (326) ، وأبو العباس الأصم في "حديثه" (3/ 145/ 1) ، (رقم75-منسوختي) ، وأبو الحسن القاضي الشريف في "المشيخة" (2/ 188) ، وأبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1/ 9/ 1-2) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص113) ، وابن عدي في مقدمة "الكامل" (ص227-طبع بغداد) ، واللالكائي في "السنة" (1/ 144/ 2) من طرق عن هارون بن هارون عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 49) - وكذا العقيلي - من طريق بقية ابن الوليد قال: حدثنا هارون بن هارون أبو العلاء الأزدي عن عبد الله بن زياد عن مجاهد به. وقال العقيلي:

"هذا أشبه؛ لأن عبد الله بن زياد بن سمعان يحتمل".

قلت: يعني - والله أعلم - أن ابن سمعان متهم بالكذب، فهو يحتمل هذا الحديث المنكر أن يكون هو الذي رواه، فهو آفته، وليس هو هارون بن هارون؛ فإنه لم يتهم، وكان ضعيفاً. وابن سمعان كذبه مالك وأحمد وابن معين وغيرهم. ولذلك أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال:

"موضوع؛ ابن سمعان كذاب، وهو المتهم به".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 263) بما أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن إبراهيم الشامي: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعاً به وقال:

"سويد ضعيف".

 

(7/415)

 

 

كذا قال، والشامي شر منه، فما كان ينبغي السكوت عنه، ولذلك تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" فقال:

"قلت: لكن الراوي له عن سويد محمد بن إبراهيم الشامي كذاب، فخرج عن الاستشهاد به".

ومن هذا الوجه رواه ابن عدي أيضاً (ص229) .

وجملة القول؛ أن ابن الجوزي قد أصاب في حكمه على الحديث بالوضع. والله أعلم.

وقد رواه هارون بن هارون على وجه آخر فقال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن رفعه؛ فأرسله.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (186-زوائده) .

وهذا الاضطراب مما يؤكد ضعف هارون هذا، والله أعلم.

3407 - (تعلموا العلم ثم اعملوا به، فوالله لا تؤجروا حتى تعملوا به، إن العلماء سمتهم الرعاية، وإن السفهاء سمتهم الرواية) .

ضعيف جداً

رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (3/ 16/ 2) عن نصر بن الحسين البخاري: حدثنا عيسى بن موسى (غنجار) عن محمد بن الفضل ابن عطية عن أبان بن صالح عن الحسن عن انس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن الفضل بن عطية، قال الحافظ:

"كذبوه".

 

(7/416)

 

 

والشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية أبي الحسن ابن الأخرم المديني في "أماليه" عن أنس، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

وقد وقفت على إسناده في "فوائد ابن عليك النيسابوري" (241/ 1) أخرجه من طريق الحسين بن داود البلخي: حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي: حدثنا أبو هاشم الأبلي عن أنس به.

وأخرجه ابن عساكر (15/ 128/ 2) عن أبي الدرداء مرفوعاً، وفيه عثمان ابن فائد: حدثنا بكر بن خنيس، وكلاهما ضعيف.

وروي من طريق أخرى عن بكر بن خنيس بإسناده عن معاذ بن جبل، وهو مخرج في "تخريج اقتضاء العلم العمل" (رقم 7و8) .

3408 - (تعلموا من أمر النجوم ما تهتدوا به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم ثم انتهوا، ومن الأنساب ما تصلوا به أرحامكم ثم انتهوا) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 27) من طريق ابن السني معلقاً عن هانىء ابن يحيى عن مبارك بن فضالة عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ مبارك بن فضالة صدوق، ولكنه يدلس ويسوي.

وهانىء بن يحيى - وهو أبو مسعود السلمي -، قال ابن حبان في "الثقات":

"يخطىء".

 

(7/417)

 

 

والحديث عزاه السيوطي لابن مردويه والخطيب في "كتاب النجوم" عن ابن عمر بالشطر الأول منه، وذكر المناوي أن عبد الحق قال:

"ليس إسناده مما يحتج به". وقال ابن القطان:

"فيه من لا أعرفه".

قال المناوي: "لكن رواه ابن زنجويه من طريق آخر، وزاد: وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم انتهوا".

قلت: ثم رأيت قول عبد الحق المذكور في كتابه "الأحكام" (ق8/ 1-2) .

رواه من طريق أبي نعيم بسنده عن هانىء بن يحيى به مختصراً دون الجملة الوسطى.

3409 - (تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله، ثم تعمل برهة بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تعمل بالرأي، فإذا عملوا بالرأي، فقد ضلوا وأضلوا) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1404) ، وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 134) عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ عثمان هذا هو الوقاصي، قال الحافظ:

"كذبوه".

لكن أخرجه ابن عبد البر من طريق محمد بن الليث قال: حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا حماد بن يحيى الأبح عن الزهري به.

 

(7/418)

 

 

وهذا إسناد ضعيف؛ الأبح هذا، صدوق يخطىء.

وجبارة ضعيف.

ومحمد بن الليث هو أبو بكر الجوهري، وثقه الخطيب (3/ 196) .

وأخرجه في كتابه "الفقيه والمتفقه" (ق107/ 2) من الوجهين.

وقال ابن قدامة في "المنتخب" (ق200/ 1) .

قال عبد الله: "عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة الكوفي، منها هذا الحديث، فأنكره أبي جداً".

قلت: هذا ذكره عبد الله في كتاب أبيه "العلل ومعرفة الرجال" (6/ 156-160) ، وفيه زيادة بعد قوله: جبارة الكوفي، وهي:

"فقال في بعضها: هي موضوعة أو هي كذب منها: ... " إلخ.

3410 - (تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطب: عند التقاء الصفين في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة) .

ضعيف جداً

أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (79/ 1) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: سمعته يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وقال:

"هذا حديث غريب، أخرجه البيهقي في "المعرفة"، وأشار إليه في "السنن"، وإلى ضعفه بعفير بن معدان، وهو شامي ضعيف، وللحديث شاهد ... ".

 

(7/419)

 

 

ثم ساقه من طريق الطبراني في "الدعاء": حدثنا سعيد بن سنان: حدثنا عمرو ابن عوف: حدثنا حفص بن سليمان عن عبد العزيز بن رفيع عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه مرفوعاً: "تفتح أبواب السماء لخمس ... "؛ فذكر نحوه، لكن ذكر: "الأذان" بدل: "الإقامة"، ولم يذكر رواية الكعبة، وزاد: "ولقراءة القرآن، ولدعوة المظلوم"، وسنده ضعيف أيضاً من أجل حفص.

وذكره الهيثمي في "المجمع" (10/ 155) وقال:

"رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو مجمع على ضعفه".

قلت: ومن طريقه رواه أبو الفرج المقرىء في "الأربعين في فضل الجهاد" (رقم8) .

3411 - (ترفع البركة من البيت إذا كانت فيه الكناسة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 47) من طريق أبي نعيم: حدثنا علي بن أحمد ابن نصر: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح التمار: حدثنا عبد الواحد بن غياث: حدثنا حماد عن حميد عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ التمار وابن نصر لم أعرفهما.

وعبد الواحد بن غياث (وفي الأصل: عتاب، وهو خطأ) ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 1/ 23) وقال:

"روى عنه أبو زرعة، وسئل عنه فقال: صدوق".

ومن فوقه من رجال مسلم.

 

(7/420)

 

 

3412 - (تعوذوا بالله من ثلاث فواقر: جار سوء إن رأى خيراً كتمه، وإن رأى شراً أذاعه، وزوجة سوء إن دخلت عليها لسنتك، وإن غبت عنها خانتك، وإمام سوء إن أحسنت لم يقبل، وإن أسأت لم يغفر) .

ضعيف جداً

أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 495) ، والبيهقي في "الشعب"، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 48) ، والذهبي في "الميزان" من طريق أشعث بن بزار: حدثنا علي بن زيد عن عمارة بن قيس مولى الزبير عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمارة هذا أورده البخاري في "التاريخ" ثم ابن أبي حاتم (3/ 1/ 368) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف.

وأشعث بن بزار، قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال النسائي:

"متروك الحديث".

 

(7/421)

 

 

3413 - (تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن؛ فقد أطفأ نورك لهبي) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"، وتمام في "الفوائد" (143/ 2) ، والنعالي في "حديثه" (135/ 2) ، والماليني في "الأربعين" (12/ 9) ،

 

(7/421)

 

 

وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (227/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 329) عن منصور بن عمار: أخبرنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية مرفوعاً.

وكذا رواه أبو نعيم في "الأمالي" (161/ 1) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (32/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 339-340) ، وابن عدي (334/ 2) وقال:

"لا يرويه عن بشير بن طلحة غير منصور بن عمار، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وخالد بن دريك لم يسمع من يعلى".

قلت: وقد اضطرب منصور بن عمار في إسناده، فرواه تارة هكذا.

وقال مرة: عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن خالد بن دريك به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 233) .

ومرة قال: عن خالد بن دريك به. فأسقط الواسطة بينه وبين خالد.

أخرجه الخطيب أيضاً (5/ 194) .

وهذا الاختلاف مما يدل على ضعف الحديث، وعدم راويه إياه، والله أعلم.

وقال البيهقي: "تفرد به سليم بن منصور، وهو منكر".

3414 - (تمام البر أن تعمل في السر عملك في العلانية) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 283/ 3420) عن أبي صالح: حدثنا

 

(7/422)

 

 

ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن أبي مالك الأشعري قال: قلت: يا رسول الله! ما تمام البر؟ قال:

"أن تعمل...." الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة وابن أنعم، وكذا عتبة بن حميد، ولكنه خير منهما.

وقال الهيثمي (10/ 290) :

"رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لم يتعمد الكذب، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم".

ثم ذكره عن أبي عامر السكوني مثله وقال:

"رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد أيضاً".

قلت: ومن طريق السكوني أورده السيوطي في "الجامع"، فتعقبه المناوي بطريق أبي مالك الأشعري فقال: "ولو ضمه المصنف له لأحسن".

وهذا عندي لا شيء، ما دام أن الطريقين مدارهما على ابن زياد الضعيف! وغالب الظن أنه اضطرب في إسناده: فتارة قال: أبو مالك الأشعري، وأخرى: أبو عامر السكوني.

ثم وقفت على إسناد الطبراني عن أبي عامر السكوني، فإذا هو من طريق ابن لهيعة أيضاً يرويه يحيى بن بكير: حدثنا ابن لهيعة بإسناده المتقدم، إلا أنه قال: عن أبي عامر السكوني.

أخرجه الطبراني في "كنى المعجم الكبير" (22/ 317/ 800) .

 

(7/423)

 

 

ويبدو أن هذا من تخاليط ابن لهيعة بعد احتراق كتبه؛ فإن أبا صالح الحراني - واسمه عبد الغفار -، ويحيى بن بكير ثقتان، ففي رواية الأول قال: أبو مالك الأشعري، واسمه الحارث، وفي رواية الآخر قال: أبو عامر السكوني، وهذا أقرب إلى الصواب، فقد تابعهما ابن وهب: أخبرنا ابن لهيعة به، إلا أنه قال: أبو عامر الأشعري.

أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" في ترجمة أبي عامر الأشعري عن عبد الله بن هاني، وقيل: عبيد بن هاني.

قلت: وهذا أصح؛ لأن ابن وهب صحيح الحديث عن ابن لهيعة.

3415 - (تكون لأصحابي هنيهة يغفرها الله لهم لصحبتي إياهم، يقتدي بهم من بعدهم يكبهم الله في النار على وجوههم) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 125) عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبي: حدثنا أشهب بن عبد العزيز: حدثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الجهني: حدثني حذيفة بن اليمان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ.

وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي - وهو ابن وهب بن مسلم المصري الملقب بـ (بحشل) -، قال الحافظ:

"صدوق تغير بآخرة".

قلت: وقد توبع كما يأتي.

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 234) :

 

(7/424)

 

 

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه إبراهيم بن أبي الفياض، قال ابن يونس: يروي عن أشهب مناكير. قلت: وهذا مما رواه عن أشهب".

قلت: لكنه قد توبع من الوهبي كما رأيت ومن غيره كما يأتي، فالعلة من ابن لهيعة.

وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه بلفظ:

"تكون لأصحابي زلة يغفرها الله تعالى لهم؛ لسابقتهم معي".

رواه ابن عساكر؛ كما في "الجامع الكبير" (1/ 412/ 2) عن محمد ابن الحنيفة عن أبيه.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (211/ 2) عن منصور بن عمار: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة مرفوعاً بهذا اللفظ.

وابن لهيعة ضعيف كما عرفت، ومثله منصور بن عمار، وقد خولف في إسناده كما رأيت.

ثم رأيت الحديث عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/ 413) من طريق أبي طاهر العلوي عن ابن أبي فديك بسنده عن محمد ابن الحنفية عن أبيه، وأبو طاهر العلوي اسمه (أحمد بن عيسى) . وهو كذاب؛ كما قال الدارقطني.

3416 - (تمام النعمة: دخول الجنة، والفوز من النار) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (725) ، والترمذي (3/ 268) ، وأحمد (5/ 231) من طريق أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج عن معاذ قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة! قال: "هل

 

(7/425)

 

 

تدري ما تمام النعمة"؟ قال: (فذكره) .

ثم مر على رجل يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال: "قد سألت ربك البلاء، فسله العافية".

ومر على رجل يقول: يا ذا الجلال والإكرام! قال: "سل". وقال الترمذي: "حديث حسن".

قلت: ورجاله ثقات معروفون غير أبي الورد هذا لم يوثقه أحد، وأشار الدارقطني إلى جهالته بقوله:

"ما حدث عنه غير سعيد بن إياس الجريري".

لكنه تعقب بأنه روى عنه أيضاً شداد بن سعيد الراسبي، وشداد فيه ضعف، وقال الحافظ:

"أبو الورد بن ثمامة ... مقبول".

3417 - (تمعددوا، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة) .

ضعيف جداً

رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "الأدب" (1/ 136/ 2) وفي "المسند" أيضاً (2/ 12/ 2) ، وعنه الرامهرمزي في "الأمثال" (124/ 1) : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن رجل من أسلم يقال له: ابن أدرع مرفوعاً.

ورواه أبو الحسن محمد بن أحمد الزعفراني في "فوائد أبي شعيب" (ق78/ 1) ، وابن عساكر (9/ 52/ 1) عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن ابن أبي حدرد مرفوعاً، وقال ابن عساكر:

 

(7/426)

 

 

"كذا أخرج البغوي هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد معتقداً أن ابن أبي حدرد هو عبد الله، إنما هو القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، ابنه، كذلك رواه صفوان بن عيسى ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبد الله بن سعيد المقبري، فيكون الحديث مرسلاً؛ لأن القعقاع لا صحبة له".

ومن طريقه رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 136/ 2) وقال: (القعقاع بن أبي حدرد) .

قلت: وعبد الله هذا متروك.

وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 265) .

"رواه البغوي والطبراني من حديث عبد الله بن أبي حدرد مرفوعاً، وفيه اختلاف، ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة، وكلاهما ضعيف".

قلت: وقد أطال الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (1/ 316-317) الكلام في بيان الاختلاف المشار إليه في إسناده، تبعاً لأصله، ثم قال:

"ومداره على عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف".

قلت: بل هو ضعيف جداً كما ذكرنا، وإليه الحافظ بقوله في ترجمته:

"متروك".

فالاضطراب المشار إليه هو منه، لا من الرواة عنه.

 

(7/427)

 

 

3418 - (تواضعوا لمن تعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمون، ولا تكونوا من جبابرة العلماء، فيغلب جهلكم علمكم) .

ضعيف جداً

رواه الخطيب في "الجامع" (1/ 350/ 809) ، والديلمي (2/ 1/ 36) من طريق ابن السني عن حجاج بن نصير عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عباد بن كثير - وهو البصري - متروك.

وحجاج بن نصير ضعيف. لكن هذا توبع عند الخطيب دون قوله: "فيغلب جهلكم علمكم".

ونقل المناوي عن الذهبي أنه قال:

"رفعه لا يصح، وروي من قول عمر، وهو الصحيح".

 

(7/428)

 

 

3419 - (تواضعوا، وجالسوا المساكين، تكونوا من كبراء الله، وتخرجوا من الكبر) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 197) عن خالد بن يزيد العمري: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، وقال:

"غريب من حديث نافع وعبد العزيز، لا أعام رواه عنه غير خالد بن يزيد العمري".

قلت: كذبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبان:

"يروي الموضوعات عن الأثبات".

 

(7/428)

 

 

3420 - (كان إذا دهن لحيته بدأ بعنفقته) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 306/ 7625) : حدثنا محمد بن المرزبان قال: حدثنا محمد بن مقاتل الرازي قال: حدثنا عيسى ابن إبراهيم القرشي عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عائشة قالت: ... فذكره. وقال:

"لم يروه عن الزهري إلا الحكم بن عبد الله، تفرد به عيسى بن إبراهيم".

قلت: وهو متروك؛ كما قال النسائي، وهو ابن طهمان الهاشمي. قال البخاري والنسائي:

"منكر الحديث". وقال أبو حاتم:

"متروك الحديث".

وشيخه مثله، بل شر منه، قال أحمد:

"أحاديثه كلها موضوعة".

وكذبه السعدي وأبو حاتم، وتركه جماعة. وقال ابن حبان (1/ 248) :

"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات".

ومحمد بن مقاتل الرازي - وهو غير المروزي - ضعيف، قال الذهبي في "الميزان":

"تكلم فيه ولم يترك".

وأما (محمد بن المرزبان) شيخ الطبراني، فلم أجد له ترجمة، ويظهر أنه من شيوخه المعروفين؛ فقد رأيت الطبراني قد روى عنه في "الأوسط" (27) حديثاً (ج8رقم7616-7633) .

 

(7/429)

 

 

ومع كل تلك العلل المتقدمة اقتصر الهيثمي بإعلاله بـ (الحكم بن عبد الله) فقط، فقال (5/ 170) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه (الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي) ؛ ضعيف جداً، قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة".

3421 - (تهادوا تحابوا، وهاجروا تورثوا أولادكم مجداً، وأقيلوا الكرام عثراتهم) .

ضعيف جداً

رواه أبو الشيخ في "الأمثال" (77/ 125) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 150-151) ، والقضاعي (55/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (38/ 79-80) عن المثنى أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً.

ثم رواه هو والدولابي (1/ 143) من هذا الوجه مختصراً بلفظ:

"تهادوا تزدادوا حباً". قال الهيثمي (4/ 146) :

"والمثنى أبو حاتم لم أجد من ترجمه. وكذا عبيد الله بن العيزار".

قلت: أما المثنى فهو المثنى بن بكر العبد ي العطار أبو حاتم البصري: عن بهز ابن حكيم لا يتابع على حديثه؛ كما قال العقيلي في "الضعفاء" (ص409) . وقال الدارقطني:

"المثنى بن بكر متروك".

 

(7/430)

 

 

3422 - (تهادوا؛ فإنه يضعف الحب، ويذهب بغوائل الصدر) .

ضعيف

رواه القضاعي (56/ 1) عن هلال بن العلاء قال: أخبرنا أبو سلمة

 

(7/430)

 

 

التبوذكي قال: حدثتنا حبابة بنت عجلان عن أمها أم حفصة عن صفية بنت جرير عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حبابة هذه قال الذهبي:

"لا تعرف، ولا أمها، ولا صفية، تفرد عنها التبوذكي".

ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 132/ 393) وعنه الديلمي (2/ 1/ 37) .

3423 - (التثاؤب الشديد والعطسة الشديدة من الشيطان) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (258) عن عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو بن قيس عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو ابن قيس - وهو العسقلاني -؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 245) عن أبيه:

"مجهول".

ثم إن الحديث منقطع؛ فإن ابن صيفي إنما يروي عن التابعين، ولم يذكروا له رواية عن الصحابة.

 

(7/431)

 

 

3424 - (التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل، ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلاً بغير ظلم) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 52) عن أحمد بن عبد الرحمن الرقي:

 

(7/431)

 

 

حدثنا هشام بن عمار: حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وهذه منها؛ فإن محمد بن عجلان مدني.

وهشام بن عمار فيه ضعف من أجل أنه كان يتلقن.

3425 - (التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله عز وجل) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 1/ 53) عن بشر بن الحسين: حدثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعاً.

قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ بشر بن الحسين واه جداً؛ قال البخاري:

"فيه نظر". وقال الدارقطني:

"متروك". وقال أبو حاتم: "يكذب على الزبير".

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن أبي الدنيا في "الغضب" عن محمد بن عميرة العبد ي مرفوعاً، بزيادة:

"والعفو لا يزيد العبد إلا عزاً، فاعفوا يعزكم الله. والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله عز وجل".

والعبد ي هذا لم أعرفه، ويغلب على الظن أنه من مجاهيل التابعين أو أتباعهم.

 

(7/432)

 

 

3426 - (التسبيح والتكبير أفضل من الصدقة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 1/ 45) من طريق أبي حيان: حدثنا أبو بكر ابن معدان: حدثنا محمد بن عبد الرحيم عن يحيى بن غيلان عن فضيل بن سليمان: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات غير أن فضيل بن سليمان سيىء الحفظ؛ قال الحافظ:

"صدوق، له خطأ كثير".

 

(7/433)

 

 

3427 - (التيمم ضربتان: ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 199/ 2) ، والحاكم (1/ 179) عن علي بن ظبيان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الله بن عمر هو العمري المكبر، ضعيف سيىء الحفظ، ووقع في "المستدرك": "عبيد الله بن عمر" مصغراً، ولعله خطأ مطبعي.

وعلي بن ظبيان ضعيف جداً. قال ابن معين:

"كذاب خبيث". وقال البخاري:

"منكر الحديث". وقال النسائي:

"متروك الحديث".

 

(7/433)

 

 

وله طريق أخرى، يرويه قرة بن سليمان: حدثنا سليمان بن داود الجزري: سمعت سالماً ونافعاً يحدثان عن ابن عمر به.

أخرجه البزار (ص37) وقال:

"الحفاظ يوقفونه على ابن عمر، على أن محمد بن ثابت العصري قد رواه عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قال الشيخ الهيثمي:

"سليمان؛ قال أبو زرعة: متروك".

وكذا قال في "مجمع الزائد" (1/ 262-263) .

قلت: وقرة بن سليمان؛ قال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث".

ثم ذكره من حديث أبي أمامة أيضاً، وقال:

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه جعفر بن الزبير، قال شعبة فيه: وضع أربع مئة حديث".

وحديث محمد بن ثابت العصري، أخرجه أبو داود وغيره، وأعلوه بالنكارة، كما بينت في "ضعيف أبي داود" (58) .

(تنبيه) : عزا السيوطي حديث الترجمة للطبراني من حديث أبي أمامة، وأحمد من حديث عمار بن ياسر! فأوهم أن الحديث عند أحمد بالضربتين، وإنما هو عنده بالضربة الواحدة للوجه والكفين. وهو كذلك في "الصحيحين" وغيرهما؛ كما بينته في "صحيح أبي داود" (343-362) .

ورواه ابن خزيمة أيضاً بلفظ أحمد. انظر: "الصحيحة" (694) .

 

(7/434)

 

 

وروى الحديث البزار (1/ 159/ 313) من طريق الحريش بن الخريت عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعاً مثله.

والحريش هذا ضعيف؛ كما قال الحافظ.

3428 - (كان ينهى إذا دعي الرجل إلى الطعام أن يدعو معه أحداً إلا أن يأمره أهل الطعام) .

ضعيف

أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 78/ 1246) من طريق يوسف ابن خالد: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة: حدثنا خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سمرة عن سمرة بن جندب مرفوعاً به. وقال البزار:

"لانعلمه عن سمرة إلا بهذا الإسناد".

قلت: وهو إسناده هالك؛ فيه بعض المجهولين والضعفاء، وأسوؤهم يوسف بن خالد - وهو السمتي -، وبه أعله الحافظ في "مختصر الزوائد" فقال (1/ 467) :

"ويوسف تالف".

وأما الهيثمي فقال في "مجمع الزوائد" (4/ 55) :

"رواه الطبراني في "الكبير" والبزار، وإسناده ليس بالمطروح".

كذا قال! وجرى على ظاهر كلامه الشيخ حبيب الأعظمي، فقال في تعليقه على "كشف الأستار":

"مع أن في إسناده يوسف بن خالد السمتي".

قلت: والهيثمي إنما يعني إسناد الطبراني؛ فإنه من غير طريق السمتي،

 

(7/435)

 

 

ولكنه وهم في التعبير، وأخر المتقدم، فوقع الأعظمي في الوهم وكان الصواب أن يقال:

"رواه البزار والطبراني، وإسناده ... ".

ليعود الضمير إلى أقرب مذكور: (الطبراني) ، فيرجع إليه الأعظمي فيجد إسناده ليس بالمطروح! كما قال الهيثمي، ولكن هذا يتطلب منه بحثاً وتعباً وجهداً، وهذا مما لم يظهر أثره ألبتة في تعليقاته على (الكتاب) ، إنما هي مجرد نقل لكلام الهيثمي من كتابه "مجمع الزوائد" إلى كتابه الآخر "كشف الأستار"!!

والطبراني قد أخرج الحديث في "المعجم الكبير" (7/ 310/ 7071/ 2) ، وأحال بلإسناده على الحديث (7061) ، ورواه من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة به.

فقد تابع يوسف بن خالد السمتي محمد بن إبراهيم هذا، أورده ابن حبان في "الثقات" (9/ 58) وقال:

"لا يعتبر بما انفرد من الإسناد".

قلت: وهذا من غرائب ابن حبان، فإذا كان هذا الرجل عنده لا يعتبر به فكيف مع ذلك يكون ثقة لديه؟! بل هو مجهول من المجاهيل الذين يوثقهم، ولو تفرد بالرواية عنه واحد كهذا؛ فإنهم لم يذكروا له راوياً سوى (مروان بن جعفر) الراوي لهذا الحديث عنه.

ثم إن شيخه جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وخبيب بن سليمان؛ مجهول لا يعرف.

 

(7/436)

 

 

وأبوه سليمان بن سمرة؛ مجهول الحال.

3429 - (ثلاث ساعات للمرء المسلم، ما دعا فيهن إلا استجيبت له، ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثماً: حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى يسكت، وحين يلتقي الصفان حتى يحكم الله بينهما، وحين ينزل المطر حتى يسكن) .

موضوع بهذا السياق

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 320) من طريق الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجاء عن أمه عمرة عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وآفته الحكم هذا؛ فقد قال أحمد:

"أحاديثه كلها موضوعة". وقال النسائي وجماعة:

"متروك الحديث".

 

(7/437)

 

 

3430 - (ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذت إلا بالسهام عليها؛ حرصاً على ما فيهن من الخير والبركة: التأذين للصلوات، والتهجير إلى الجمعة، والصلاة في أول الصفوف) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 57) معلقاً على أبي الشيخ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن: حدثنا أحمد بن الوليد بن برد: حدثنا ابن أبي فديك عن هارون بن هارون عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ هارون بن هارون - وهو القرشي المدني -

 

(7/437)

 

 

متفق على تضعيفه، بل قال ابن حبان:

"كان يروي الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به".

3431 - (ثلاث من فعلهن أطاق الصيام: من أكل قبل أن يشرب، وتسحر، وقال) .

ضعيف

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 55) من طريق أبي الشيخ عن إسماعيل بن يزيد: حدثنا أبو داود: حدثنا سلام بن مسكين عن قتادة عن أنس مرفوعاً.

ثم ذكر أن الحاكم رواه عن محمد بن الحجاج بن عيسى: حدثنا القعنبي عن سلمة بن وردان عن أنس، إلا أنه قال:

"ويمس شيئاً من الطيب" مكان: "القيلولة".

قلت: سلمة بن وردان ضعيف، ومحمد الحجاج بن عيسى لم أعرفه.

وإسماعيل بن يزيد - وهو ابن حريث القطان أبو أحمد - اختلط في آخر أيامه، فلا تطمئن النفس للاحتجاج بحديثه حتى يتبين أنه حدث به قبل اختلاطه، وهيهات!

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف من الطريقين، على اختلاف في متنهما.

والحديث عزاه السيوطي للبزار عن أنس. ولم أره في "زوائده" ولا في "مجمع الزوائد" للهيثمي. فالله أعلم.

 

(7/438)

 

 

3432 - (ثلاث من حفظهن فهو وليي حقاً، ومن ضيعهن فهو عدوي حقاً: الصلاة، والصيام، والجنابة) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 13/ 2) : حدثنا مقدام بن داود: حدثنا أسد بن موسى: حدثنا عدي بن الفضل عن حميد عن أنس مرفوعاً. وقال:

"لم يروه عن حميد إلا عدي، تفرد به أسد".

قلت: هو صدوق، وإنما الآفة من شيخه عدي بن الفضل - وهو التيمي أبو حاتم البصري -؛ فإنه متروك؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وقول الهيثمي (1/ 293) : "ضعيف" فيه تساهل.

والمقدام بن داود ليس بثقة كما قال النسائي، لكن ظاهر كلام الطبراني المذكور أنه لم يتفرد به. والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي لسعيد بن منصور أيضاً عن الحسن مرسلاً، وقد وصله ابن أبي ثابت في "حديثه" (1/ 126/ 2) من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس به.

والمبارك ضعيف.

وقد وجدت له طريقاً أخرى عند ابن عدي (237/ 1) عن عبيد الله بن تمام عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً به وقال:

"عبيد الله، فيما يرويه مناكير، وهذا لا يتابعه عليه أحد من الثقات".

 

(7/439)

 

 

3433 - (ثلاث وثلاث وثلاث، فثلاث لا يمين فيهن، وثلاث المعلون فيهن، وثلاث أشك فيهن. فأما الثلاث التي لا يمين فيهن: فلا يمين مع والد، ولا المرأة مع زوجها، ولا المملوك مع سيده. وأما المعلون فيهن: فمعلون من لعن والديه، ومعلون من ذبح لغير الله، ومعلون من غير تخوم الأرض، وأما الثلاث التي أشك فيهن: فلا أدري أعزير كان نبياً أم لا، ولا أدري ألعن تبعاً أم لا، قال: ونسيت، يعنى: الثالثة) .

ضعيف

رواه لوين في "أحاديثه" (31/ 1-2) : حدثنا حبان بن علي عن محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً. ومن طريق لوين ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 408-دمشق) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حبان بن علي - وهو العنزي - ضعيف.

ومثله شيخه محمد بن كريب.

والثلاث الأخيرات قد صح فيهن حديث أبي هريرة، وفيه ذكر ذي القرنين بدل عزير، وأن الثالثة: "ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا"، فانظر: "الصحيحة" (2217) .

 

(7/440)

 

 

3434 - (ثلاثة أصوات يباهي الله بها الملائكة: الأذان، والتكبير في سبيل الله، ورفع الصوت بالتلبية) .

ضعيف

أخرجه أبو القاسم بن الوزير في "الأمالي" (14/ 2) ، والديلمي (2/ 64) ، والحافظ ابن حجر في "المسلسلات" (111/ 2) عن معاوية بن

 

(7/440)

 

 

عمرو: حدثنا رشدين عن قرة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً، وقال الحافظ:

"حديث غريب".

قلت: يعني ضعيف؛ فأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

وقرة - وهو ابن عبد الرحمن - ضعيف لسوء حفظه.

وكذلك رشدين - وهو ابن سعد -.

وأما معاوية بن عمرو فهو أبو عمرو البغدادي المعروف بابن الكرماني، وهو ثقة من رجال الستى.

وأما قول المناوي: "أنه معاوية بن عمرو البصري، قال الذهبي في "الضعفاء": واه"؛ خطأ منه؛ لأن البصري هذا متأخر الطبقة، يروي عن سفيان بن عيينة المتوفى سنة (198) . ولم يذكروا له رواية عن رشدين بن سعد. والله أعلم.

3435 - (ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله تعالى، أن تعفو عن من ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك) .

ضعيف جداً

رواه أبو الحسن النعالي في "جزء من حديثه" (127/ 1) ، وعنه الخطيب في "تاريخه" (1/ 329) ، وعنه الديلمي (2/ 65) عن إبراهيم بن سليمان الزيات: حدثنا عبد الحكم عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عبد الحكم - وهو ابن عبد الله القسملي البصري -؛ قال البخاري:

"منكر الحديث".

وإبراهيم بن سليمان الزيات مختلف فيه وقد توبع: أخرجه ابن عدي (ق

 

(7/441)

 

 

313/ 1) من طريق عمرو بن منصور: حدثنا عبد الحكم بن عبد الله به. وقال:

"عبد الحكم عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه".

3436 - (ثلاث إذا رأيتهن بعد ذلك تقوم الساعة: خراب العامر، وإعمار الخراب، وأن يكون الغزو نداء، وأن يتمرس الرجل بأمانته تمرس البعير بالشجرة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 56) من طريق أبي نعيم عن الطبراني: حدثنا أبو شعيب: حدثنا البابلتي: حدثنا الأوزاعي: حدثني محمد بن خراشة: حدثني عروة بن محمد السعدي عن أبيه محمد بن عطية عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن خراشة لا يعرف؛ كما قال الذهبي.

والبابلتي - واسمه عبد الله بن يحيى - ضعيف؛ كما في "التقريب".

ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (100/ 1) لكنه لم يذكر في إسناده ابن خراشة.

ثم أخرجه من طريق يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد عن أبيه مثله.

ويحيى بن حمزة ثقة، وقد أرسله، وكذلك أورده السيوطي في "الجامع" من رواية ابن عساكر عن محمد بن عطية السعدي.

 

(7/442)

 

 

ومحمد بن عطية قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق، من الثالثة، مات على رأس المئة، ووهم من زعم أن له صحبة".

3437 - (ثلاث في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: واصل الرحم، يزيد الله في رزقه، ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً فقالت: لا أتزوج أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاماً فأضاف ضيفه، وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين، فأطعمهم لوجه الله) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 62) عن أبي الشيخ معلقاً بسنده عن الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، يزيد الرقاشي ضعيف.

والهيثم بن جماز متروك.

 

(7/443)

 

 

3438 - (ثلاث يجلين البصر: النظر الخضرة، وإلى الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 57) عن الحاكم تعليقاً: حدثنا محمد بن حدر الوراق: حدثنا علي بن محمد القباني: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي: حدثنا يحيى بن أيوب المقابري: حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

قال: وقال الخطيب من طريق الحاكم: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن

 

(7/443)

 

 

هارون: حدثنا أحمد بن عمر بن عبيد الزنجاني - ببغداد -: سمعت أبا البختري القاضي.... عن جده علي بن أبي طالب مثله وقال:

"وفي الباب عن ابن عباس وأبي سعيد".

قلت: إسناد ابن عمر ضعيف، عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي؛ قال ابن معين في "أخبار أصبهان" (2/ 52) :

"قدم أصبهان، وحدث بها، في حديثه نكارة".

قلت: ومن دونه لم أعرفهما.

وإسناد علي باطل؛ آفته أبو البختري القاضي، واسمه وهب بن وهب كذاب.

وشيخ الحاكم متهم بالوضع كما قال الذهبي.

والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من هذه الطريق، وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 115) بالطريق التي قبلها - وقد عرفت وهاءها -. وبغيرها من الطرق الواهية؛ مثل ما ساقه من رواية أبي الحسن الفراء في "فوائده" - تخريج السلفي بسنده عن عبد الله بن عباد العبد ي عن إسماعيل بن عيسى عن أبي هلال الراسبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بلفظ:

"ثلاث يزدن في قوة البصر....." الحديث. وقال:

"أبو هلال اختلف فيه، فوثقه أبو داود وأبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي".

قلت: لو سلم من غيره لكان الإسناد حسناً، لكن في الطريق إليه عبد الله ابن عباد، قال الذهبي: "ضعيف، وقال ابن حبان: روى عنه أبو الزنباع روح بن الفرج نسخة موضوعة".

 

(7/444)

 

 

والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (91/ 1) عن عبد الله بن عباس موقوفاً عليه الصواب.

3439 - (ثلاث يدخلون الجنة بغير حساب: رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلفاً، ورجل لم ينصب على مستوقده قدران، ورجل دعا بشراب فلم يقل له: أيهما تريد) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 60) عن أبي الشيخ معلقاً: حدثنا الوليد بن أبان: حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي: حدثنا محمد بن عمران بن الحكم: حدثنا منصور بن عمار: حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء: منصور بن عمار وابن لهيعة ودراج.

لكن أخرجه أبو نعيم في "أحاديث أبي القاسم الأصم" (8/ 1) من طريق عمران بن هارون: أخبرنا ابن لهيعة به.

والدشتكي متهم؛ كما في "اللسان" (3/ 711) .

وعمران هذا، قال الذهبي: "صدقه أبو زرعة، ولينه ابن يونس".

 

(7/445)

 

 

3440 - (ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والدعاء في الرخاء) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 59) عن أبي الشيخ معلقاً: حدثنا أبو العباس الهروي: حدثنا محمد بن عبد الملك المروزي: حدثنا أبو صالح: حدثني

 

(7/445)

 

 

الليث بن سعد: حدثني خالد بن يزيد عن محمد بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: ... وذكره موقوفاً عليه.

ثم أخرجه الديلمي بإسناده عن أبي يزيد البسطامي؛ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن أبي هلال التيمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر الحديث.

قلت: أبو هلال التيمي لم أعرفه، وغالب لظن أنه تابعي.

وابن لهيعة ضعيف.

ومثله عبد الله بن عبد الوهاب - وهو الخوارزمي -، وقد مضى في الحديث الذي قبل هذا بحديث.

وقد خالفهما أبو صالح عن الليث عن خالد بن يزيد عن محمد بن عبد الله عن عمران موقوفاً.

وهذا أصح، على ضعف في أبي صالح كاتب الليث.

3441 - (ثلاث من الميسر: الصفير بالحمام، والقمار، والضرب بالكعاب) .

ضعيف

رواه أبو داود في "المراسيل" (350/ 518) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (34/ 2) بسند صحيح عن يزيد بن شريح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: ويزيد بن شريح هذا حمصي تابعي، وثقه ابن حبان وقال الدارقطني:

 

(7/446)

 

 

" يعتبر به ".

3442 - (ثلاث تُصَفِّينَ لك وُدَّ أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه) .

منكر.

رواه البخاري في " التاريخ " (4 / 1 / 352) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (199 / 1 - 2) ، وتمام في " الفوائد " (65 / 1) ، وأبو الحسين ابن المنقور في " الخماسيات " (152 / 2) ، وأبو بكر اليزدي في " مجلس من الأمالي " (69 / 1) ، وأبو عبد الله بن منده في " الأمالي " (37 / 2) / والحاكم (3 / 429) والضياء في " المنتقى من مسموعاته في مرو " (33 / 1) ، وكذا ابن عساكر (4 / 300 / 1 و 11 / 52 / 2) عن موسى بن عبد الملك بن عمير عن شيبة الحجبي عن عمر مرفوعا. وقال ابن منده:

" غريب من حديث موسى لم نكتبه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وموسى هذا ضعيف؛ قال الذهبي:

" ضعفه أبو حاتم وذكره البخاري في كتاب الضعفاء "، ثم ساق له هذا الحديث ثم قال: " قال أبو حاتم: هذا منكر، وموسى، ضعيف ".

وأشار المنذري (3 / 266) لضعفه.

والحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 262) وقال عن أبيه:

" هذا حديث منكر، وموسى ضعيف الحديث ".

ورواه أبو الشيخ في " الفوائد " (80 / 1) من طريق إسماعيل بن عمرو: ثنا شريك عن أبي المحمل البكري عن الحسن عم مر بن الخطاب قال:. . . فكره موقوفا عليه

 

(7/447)

 

 

وكذلك رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " (17) عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر، به.

وابن عساكر (13 / 69 / 2) عن هشام بن عمار: نا شهاب بن خراش عن عمه وغيره عن عمر موقوفاً.

3443 - (ثلاث يحبهن الله: تعجيل الفطر، وتأخير السحور، وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (284) عن إبراهيم بن المختار قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن يعلى عن أبيه عن جده يعلى بن مرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمر بن عبد الله بن يعلى؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

وإبراهيم بن المختار صدوق ضعيف الحفظ.

لكنه قد توبع من قبل أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء عن عمر بن عبد الله ابن يعلى به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 100/ 1) وقال:

"تفرد به أبو زهير".

قلت: وهو صدوق، لكنه لم يتفرد به؛ كما يدلك على ذلك رواية العقيلي.

وأخرجه الديلمي (2/ 67) .

 

(7/448)

 

 

3444 - (ثلاثة من قالهن دخل الجنة: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض، وهي الجهاد في سبيل الله) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 14) عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ.

وسائر رجاله ثقات.

 

(7/449)

 

 

3445 - (ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيء من علمه، وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا، والآخر للآخرة؛ آثر أمر الآخرة على الدنيا) .

ضعيف

عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن عساكر عن أبي هريرة، وقد وجدته عند من هو أعلى طبقة منه، وهو الحافظ أبو بكر النيسابوري؛ رواه في "الفوائد" (141/ 1) ، وعنه الديلمي (2/ 54) : حدثنا أبو زرعة: حدثنا عمر ابن علي الكندي قال: حدثنا الصباح بن محارب عن سالم - يعني: المرادي - عن حميد الحمصي عن أبي عمرو الشيباني عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حميد الحمصي - ويقال: حميد بن أبي حميد - مجهول؛ كما في "التقريب".

وسائر الرجال ثقات من رجال "التهذيب" غير الكندي، وهو صدوق؛ كما قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 125) عن أبيه وأبي زرعة.

 

(7/449)

 

 

3446 - (ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة: رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد إلا الله فيقوم فيصلي، فيقول الله عز وجل لملائكته: ألا أرى عبد ي هذا يعلم أن له ربا يغفر الذنوب، فانظروا ما يطلب! قال: فيقول الملائكة: أي رب! رضاءك ومغفرتك. فيقول تبارك وتعالى: اشهدوا أني قد غفرت له.

ورجل يقوم من الليل، فيقول الله تعالى: أليس قد جعلت الليل سكناً والنوم سباتاً فقام عبد ي هذا يصلي ويعلم أن له رباً، قال: فيقول الله لملائكته: انظروا ما يطلب عبد ي هذا! قال: فتقول الملائكة: يا رب! رضاك ومغفرتك. قال: فيقول عز وجل: اشهدوا أني قد غفرت له.

ورجل يكون معه فئة، فيفر عنه أصحابه، ويلبث هو مكانه، قال: فيقول تعالى لملائكته: انظروا ما يطاب عبد ي هذا! قال: فيقول الملائكة: يا رب! بذل مهجة نفسه لك يطلب رضاك، فيقول الله عز وجل: اشهدوا أني قد غفرت له) .

ضعيف جداً

رواه ابن منده في "معرفة الصحابة" (13/ 2) ، وموفق الدين بن قدامة في "الثاني من الفوائد" (ورقة11/ 2) عن أبان عن أنس عن ربيعة بن وقاص مرفوعاً. وقال ابن منده:

"حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو ضعيف جداً؛ أبان هذا هو ابن أبي عيلش، وهو متروك؛ كما قال الحافظ في "التقريب". فقوله في "الإصابة":

 

(7/450)

 

 

"إسناده ضعيف" تقصير أو تسامح في التعبير.

3447 - (ثلاثة هم حُدَّاثُ الله يوم القيامة: رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزناً قط، ورجل لم يخلط كسبه برباً قط) .

ضعيف جداً

رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 263) و "أخبار أصبهان" (2/ 294) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ 286/ 1) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد: حدثني أحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو جعفر بن كمونة: حدثنا نصر بن مرزوق: حدثنا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن: حدثنا محمد بن منصور عن أبي الفرج هو النضر بن محرز، قال ابن حبان:

"منكر الحديث جداً". وقال العقيلي:

"لا يتابع على حديثه".

ومحمد بن منصور وأحمد بن إبراهيم أبو جعفر بن كمونة لم أعرفهما.

 

(7/451)

 

 

3448 - (أشرت بالرأي. قاله للحباب بن المنذر في قصة بدر) .

ضعيف على شهرته في كتب المغازي

أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 405) : أخبرنا أبو بكر بن دريد: أخبرنا أبو طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي في "كتاب المغازي":

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزل دون بدر؛ وأتاه خبر قريش، استشار الناس، فأشار عليه

 

(7/451)

 

 

أصحابه، ثم قال الحباب بن المنذر: يا نبي الله! أرأيت هذا المنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه، أم هو الحرب والمكيدة؟ قال:

"بل هو الحرب والمكيدة".

قال: فإن هذا ليس لك بمنزل، فانهض حتى نأتي أدنى قليب إلى القوم، فننزله، ثم نغور ما سواه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فذكره) ، فنهض وسار حتى أتى أدنى ماء إلى القوم، وأمر بالقلب فغورت، وبني حوضاً على القليب.

قلت: وهذا إسناد معضل، أبو طلحة الخزاعي من شيوخ النسائي، وقال: "لا بأس به"، وروى عنه غيره من الثقات، فلا أدري لم قنع الحافظ بقوله فيه: "مقبول"، ولم يوثقه!

وقد كنت أخرجت الحديث في تخريجي لكتاب "فقه السيرة" للغزالي من طرق أخرى، ومصادر أشهر وأعلى، وليس في شيء منها ما يتقوى الحديث به، وآثرت تخريجه هنا من هذا المصدر لعزته، وغرابة إسناده.

3449 - (ثلاثة نفر، كان لأحدهم عشرة دنانير، فتصدق منها بدينار، وكان لآخر عشرة أواق، فتصدق منها بأوقية، وآخر كان له مئة أوقية، فتصدق بعشرة أواق، قال - صلى الله عليه وسلم -: هم في الأجر سواء. كل قد تصدق بعشر ماله. قال الله عز وجل: (لينفق ذو سعة من سعته) [الطلاق: 7] ) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 292/ 3439) وفي "مسند

 

(7/452)

 

 

الشاميين" (ص331) : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش: حدثني أبي: حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن ابي مالك الأشعري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع بين شريح والأشعري، وقد بينت ذلك بتفصيل في الحديث الآتي برقم (5606) .

الثانية: ضعف محمد بن إسماعيل، وبه وحده أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (3/ 111) :

" ... وفيه ضعف".

الثالثة: هاشم بن مرثد الطبراني، أورده الذهبي في "الميزان" فقال:

"هاشم بن مرثد الطبراني، عن آدم. قال ابن حبان: ليس بشيء".

ولذلك أورده في "الضعفاء".

ولم أره في "المجروحين" لابن حبان في باب الهاء، فلعله أورده في مكان آخر منه أو من غيره لمناسبة ما، ولكن الحافظ ابن حجر لم يورده أيضاً في الباب المذكور، وهو على شرطه. والله أعلم.

وقد روي الحديث عن علي رضي الله عنه قال:

جاء ثلاثة نفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهم: يا رسول الله! كانت لي مئة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير. وقال الآخر: يا رسول الله! كان لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار. وقال الآخر: كان لي دينار فتصدقت بعشره. فقال

 

(7/453)

 

 

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"كلكم في الأجر سواء،كلكم تصدق بعشر ماله".

أخرجه أحمد (1/ 96) ، والبزار (1/ 448/ 946) من طريق سقيان الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عنه. وقال البزار:

"لا نعلمه يروى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد عن علي".

قلت: وهو ضعيف أيضاً؛ علته الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور -، وهو ضعيف؛ كذبه غير واحد من الأئمة، انظر "الكامل" لابن عدي (2/ 604) و "الضعفاء" للعقيلي (1/ 208) .

ثم إن أبا إسحاق وهو السبيعي كان مدلساً، ولذلك قال أبو خثيمة: كان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق: "سمعت الحارث".

3450 - (ثلاثة لا يجيبهم ربك عز وجل: رجل نزل بيتاً خرباً، ورجل نزل على طريق السبيل، ورجل أرسل دابته ثم جعل يدعو الله أن يحسبها) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (9/ 492/ 1) عن صدقة عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائد مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: الإرسال؛ فإن ابن عائذ - واسمه عبد الرحمن - قال الحافظ

 

(7/454)

 

 

في "التقريب": "ثقة، من الثالثة وهم من ذكره في الصحابة".

الثانية: صدقة - وهو ابن عبد الله - قال الحافظ: "ضعيف".

3451 - (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 202/ 1) عن الحسين بن واقد عن صالح مولى بني مازن عن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: صالح هذا لم أجد له ذكراً.

 

(7/455)

 

 

3452 - (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: حر باع حراً، وحر باع نفسه، ورجل أبطل كراء أجير حتى جف رشحه) .

ضعيف

رواه الجرجاني في "تاريخ جرجان" (144) من طريق أبي بكر الإسماعيلي بسنده عن بقية بن الوليد عن بكر بن خنيس عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ بكر بن خنيس فيه ضعف.

وبقية مدلس وقد عنعنه.

 

(7/455)

 

 

3453 - (ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل إذا قام بالليل يصلي، والقوم إذا صفوا في الصلاة، والقوم إذا صفوا في قتال العدو) .

ضعيف

أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص18-19) ، وأحمد (3/

 

(7/455)

 

 

80) ، وابن ماجه (200) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (460) ، والآجري في "الشريعة" (ص278-279) ، وابن أبي شيبة (7/ 145/ 1) ، والبيهقي في "الأسماء" (ص472) ، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 109/ 2) عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري يرفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي.

وقد رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الكنود عن عبد الله بن مسعود موقوفاً عليه نحوه، دون ذكر الخصلة الثانية.

أخرجه الآجري، وسنده من طريق أبي الكنود حسن.

وقد روي الحديث من طريق أخرى أتم منه، ولفظه:

"إن الله ليضحك إلى ثلاثة نفر: رجل قام في جوف الليل وأحسن الطهور وصلى، ورجل - أحسبه - كان في كتيبة فانهزمت وهو على فرس جواد، لو شاء أن يذهب لذهب".

أخرجه البزار في "مسنده" (1/ 344) : حدثنا محمود بن بكر بن عبد الرحمن: حدثني أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، ليس فيه دون الصحابي ثقة غير عيسى بن المختار، فعطية ومحمد بن أبي ليلى ضعيفان.

وشيخ البزار - محمود بن بكر - وأبوه لم أجد لهما ترجمة.

3454 - (ثلاثة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 63) من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن

 

(7/456)

 

 

إبراهيم بن عمرو بن يوسف بن أبي ظبية: حدثني أبي عن جدي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون عطاء لم أعرفهم.

3455 - (ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد، وشجاع، وعالم) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 107-108) من طريق إبراهيم بن زياد - سبلان -: حدثنا عباد بن عباد: حدثنا يونس - وهو ابن عبيد - عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"صحيح الإسناد على شرطهما، وهو غريب شاذ، إلا أنه مختصر من الحديث الأول، شاهد له".

قلت: عباد بن عباد هذا هو الأرسوفي الزاهد، ولم يخرج له الشيخان شيئاً، وهو ثقة، لكنه سيىء الحفظ، وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء"، وقال:

"كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والضبط، فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم، حتى كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك".

قلت: وهذا الحديث مما يدل على سوء حفظه؛ فإنه حديث طويل في نحو صفحة لم يحفظ منه إلا هذا القدر! وبالمعنى لا باللفظ! وهو مخرج في "تخريج الترغيب" (1/ 29-30) و "اقتضاء العلم العمل" (رقم107) .

ثم إن إبراهيم بن زياد لم يخرج له البخاري.

 

(7/457)

 

 

3456 - (ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة: السقارون وهم الكذابون، والخيالون وهم المستكبرون، والذين يكنزون البغضاء

 

(7/457)

 

 

لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم حلفوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطأ، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعاً، والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوا بأيمانهم وإن لم يكن لهم بذلك حق، والمشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، والباغون البراء الدحضة أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل) .

ضعيف. رواه ابن عساكر (2/ 243/ 2) عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن الوضين بن عطاء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إعضاله فالصنعاني هذا لم يوثقه أحد، وقال ابن عساكر: "ولا أعرف له رواية عن الوضين بن عطاء".

وقد سبق الحديث أخصر منه بلفظ: "أبغض خليقة الله ... ".

وقد أورده السيوطي في "الجامع الصغير" باللفظ الذي هنا من رواية أبي الشيخ في "التوبيخ" وابن عساكر عن الوضين، ولم يعله هو والمناوي إلا بالإرسال!

3457 - (ثمن الجنة لا إله إلا الله) .

ضعيف

رواه المحاملي في "الأمالي" (4/ 54/ 1) ، وأبو محمد الطامذي في "الفوائد" (110/ 1-2) عن محمد بن سنان القزاز: حدثنا قريش بن أنس: حدثنا حبيب الشهيد قال سمعت المنذر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

ثم رواه من طريق روح: حدثنا حبيب بن الشهيد عن الحسن من قوله، ولم يرفعه، قال والطامذي: وهو الصحيح.

وكذلك رواه موقوفاً عليه الضياء المقدسي في الثالث من "الأحاديث

 

(7/458)

 

 

والحكايات" (38/ 2) .

قلت: ومحمد بن سنان القزاز ضعيف.

ورواه ابن عدي (325/ 1) عن موسى بن إبراهيم: حدثنا بن زيد وعلي بن عاصم عن حميد عن أنس مرفوعاً. وقال:

"وموسى بن إبراهيم بين الضعف".

قلت: وهو المروزي، متروك.

ورواه الديلمي (2/ 69) عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل: حدثنا أحمد بن أبي إياس: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن الشهيد عن أنس به وزاد:

"وثمن النعمة الحمد لله".

قلت: وأحمد بن أبي إياس لم أعرفه.

ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (9/ 1) عن محمد بن مروان: حدثنا أسيد بن زيد عن طعمة الجعفري عن أبان عن أنس قال:

جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما ثمن الجنة؟ قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ أبان - وهو ابن أبي عياش - متروك.

وأسيد بن زيد، قال الحافظ:

"ضعيف، أفرط ابن معين فكذبه، وما له في البخاري سوى حديث واحد مقرون بغيره".

ثم رواه أبو نعيم بسند صحيح عن الحسن موقوفاً عليه، وهو الصواب.

 

(7/459)

 

 

3458 - (ثمن القينة حرام، وغناؤها حرام، والنظر إليها حرام، وثمنها مثل ثمن الكلب، وثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمه على السحت فالنار أولى به) .

ضعيف

رواه الطبراني (رقم87) عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد ابن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف من أجل النوفلي، قال الحافظ:

"لين الحديث". وقال الهيثمي (4/ 91) :

"وهو متروك، ضعفه جمهور الأئمة، ونقل عن ابن معين في رواية: لا بأس به، وضعفه في أخرى".

 

(7/460)

 

 

3459 - (ثمن الكلب خبيث، وهو أخبث منه) .

ضعيف جداً

رواه الحاكم (1/ 155) ، وعنه البيهقي (1/ 19) من طريق يوسف ابن خالد عن الضحاك بن عثمان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً، وقال الحاكم:

"رواته كلهم ثقات، فإن سلم من يوسف بن خالد السمتي فإنه صحيح على شرط البخاري".

ورده الذهبي بقوله:

"يوسف واه". وقال البيهقي:

"وغيره أوثق منه". وقال الذهبي في "مختصره" (1/ 4/ 1) :

"قلت: بل واه جداً".

 

(7/460)

 

 

3460 - (الثالث ملعون. يعني: على الدابة) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير": حدثنا المقدام بن داود:

 

(7/460)

 

 

حدثنا أسد بن موسى: حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن المهاجر بن قنفذ قال:

رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة على دابة، فقال: ... فذكره.

كذا في "اللآلي المصنوعة" (2/ 133) ذكره شاهداً لحديث زاذان بمعناه، أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال:

"منقطع الإسناد". فتعقبه السيوطي بقوله:

"قلت: له طريق متصل"، ثم ساقه.

وأقول: هذا لا يصلح شاهداً لشدة ضعفه، فإن إسماعيل بن مسلم - وهو المكي - ضعيف.

والمقدام بن داود قال النسائي:

"ليس بثقة".

فالعجب مما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال: "ورجاله ثقات" ثم أقره، وبنى عليه قوله، ولم يصب ابن الجوزي بإيراده في "الموضوعات"!

3461 - (الثوم والبصل والكراث سك إبليس) .

ضعيف

رواه الروياني في "مسنده" (30/ 215/ 2) ، وزاهر الشحامي في "السباعيات" (ج6/ 8/ 1) عن عبد العزيز بن عبد الصمد: حدثني صاحب لنا يقال له: أبو سعيد - ثقة - عن أبي غالب عن أبي أمامة رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعيد هذا؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه. قال الهيثمي (2/ 18) :

"رواه الطبراني في "الكبير" وأبو سعيد. لم أجد من ترجمه".

 

(7/461)

 

 

والسك: طيب معروف، وهو عربي، والمراد أن هذا طيبه الذي يحب ريحه، ويميل إليه.

3462 - (جالس الكبراء، وسائل العلماء، وخالط الحكماء) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني في "الكبير" (22/ 125/ 323و324) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (39/ 2) عن عبد الملك بن حسين - وهو النخعي - عن سلمة بن كهيل عن أبي جحيفة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الملك بن حسين النخعي يكنى بأبي مالك، وهو بها أشهر، قال الحافظ: "متروك".

وتابعه محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا إبراهيم بن زكريا البزار قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن سلمة بن كهيل به.

أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص54-المنيرية) .

لكن الكديمي وضاع.

وعبد الله بن عثمان بن عطاء وأبوه - وهو الخراساني - ضعيفان.

والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (1/ 125) هكذا مرفوعاً، وقال:

"رواه الطبراني في "الكبير" من طريقين، إحداهما هذه، والأخرى موقوفة، وفيه عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، وهو منكر الحديث، والموقوف صحيح الإسناد".

قلت: الموقوف عند الطبراني (22/ 133/ 354) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن أبيه عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: ... فذكره موقوفاً.

 

(7/462)

 

 

وهذا إسناد صحيح كما قال، رجاله ثقات رجال مسلم إن سلم من عنعنة زكريا ابن أبي زائدة؛ فإنه كان يدلس؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص176) .

3463 - (جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث ما تكون) .

ضعيف

رواه البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 185) ، والبزار (3201) ، والمحاملي في "الدعاء" (31/ 2) ، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 150/ 1) عن قتادة بن الفضل بن عبد الله بن قتادة الرهاوي: حدثني الفضل بن عبد الله بن قتادة عن هشام بن قتادة عن قتادة قال: لما عقد لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومي أخذت بيده فودعته، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال البغوي:

"هذا حديث حسن غريب".

قلت: بل إسناده ضعيف؛ لأن الفضل بن عبد الله بن قتادة. أورده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 116) هكذا:

"الفضل بن قتادة عن عمه هشام بن قتادة. روى عنه ابنه قتادة بن الفضل".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وإنما هو الفضل بن عبد الله بن قتادة، كما في إسناد الحديث. ولم يورده ابن أبي حاتم مطلقاً،وأورده ابن حبان في "الثقات" (2/ 240) كما أورده البخاري! وهو عمدة الهيثمي في توثيق رجاله، فقد قال في "مجمع الزوائد" (10/ 131) :

 

(7/463)

 

 

"رواه الطبراني والبزار، ورجالهما ثقات".

قلت: وتوثيق ابن حبان عند التفرد مما لا يعتد به؛ لما عرف به من التساهل؛ كما شرحه الحافظ في مقدمة "لسان الميزان".

وقتادة بن الفضل، قال فيه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 135) عن أبيه: "شيخ"، ووثقه ابن حبان أيضاً، لكن روى عنه جمع من الثقات.

3464 - (جلساء الله غداً أهل الورع والزهد في الدنيا) .

ضعيف جداً

رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (159/ 2) ، وأبو منصور معمر بن أحمد في "الأربعين" (3/ 1) ، والسلفي في "معجم السفر" (214/ 1-2) ، والديلمي (2/ 75) عن عيسى بن إبراهيم عن مقاتل بن قيس الأزدي عن علقمة بن مرثد عن سلمان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - قال البخاري والنسائي:

"منكر الحديث".

ومقاتل بن قيس قال الذهبي:

"ضعفه الأزدي".

وتابعهما سليمان بن عمرو عن الجريري عن علقمة به.

أخرجه أبو علي النيسابوري في جزء من "فوائده" (68/ 1-2) .

لكن سليمان بن عمرو - وهو أبو داود النخعي - كذاب.

 

(7/464)

 

 

ورواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في "الفوائد" (2/ 225/ 2) عن أبي هريرة من قوله، وسنده ضعيف.

3465 - (جنان الفردوس أربع، ثنتان من ذهب، حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة، آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن، ثم يصدع بعد ذلك أنهاراً) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي (529) ، وأحمد (4/ 416) ، والدارمي (2/ 333) عن أبي قدامة الحارث بن عبيد الإيادي قال: حدثنا أبو عمران - يعني الجوني - عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحارث بن عبيد ضعيف لسوء حفظه، وقد خالفه عبد العزيز بن عبد الصمد فقال: حدثنا أبو عمران الجوني به، دون قوله في أوله: "جنان الفردوس أربع"، وفي آخره: "وهذه الأنهار تشخب ... ".

أخرجه البخاري (3/ 345و4/ 466) ، ومسلم (1/ 112) ، والترمذي (2/ 86) وصححه، وابن ماجه (186) ، وأحمد في رواية (4/ 411) وابن حبان (7342) من طريق أخرى عن المغيرة بن شعبة.

فالحديث صحيح بدون هاتين الزيادتين. والله أعلم.

 

(7/465)

 

 

3466 - (جمال الرجل فصاحه لسانه) .

موضوع

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 2) عن أحمد بن

 

(7/465)

 

 

عبد الرحمن بن الجارود الرقي:أخبرنا هلال بن العلاء الرقي قال: أخبنا محمد بن مصعب قال: أخبرنا الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته ابن الجارود هذا، قال الذهبي:

"قال الخطيب كان كذاباً، ومن بلاياه قال:حدثنا هلال بن العلاء....".

قلت: فساق هذا الحديث.

ومحمد بن مصعب هو القرقسائي، صدوق كثير الغلط.

وقد روى الحديث من طريق أخرى مرسلاً بلفظ:

"الجمال في الرجل اللسان".

رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (3/ 20) ، والحاكم (3/ 330) ، وابن عساكر (8/ 471/ 1-2) من طريق موسى بن داود: أخبرنا الحكم بن المنذر عن عمر ابن بشر الخثعمي عن أبي جعفر محمد بن علي قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وله ضفيرتان وهو أبيض بض، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - تبسم، فقال له العباس ما أضحكك يا رسول الله أضحك الله سنك؟! فقال: "أعجبني جمالك يا عم النبي"، فقال العباس: ما الجمال في الرجل؟ قال: "اللسان".

وقال الذهبي:

"مرسل".

قلت: وعمر بن بشر والحكم بن المنذر لم أعرفهما.

ورواه القاسم بن ثابت السرقسطي (2/ 27/ 2) من طريق العمري عن الهيثم بن عدي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري مرسلاً به.

 

(7/466)

 

 

قلت: والهيثم بن عدي كذاب؛ كما قال أبو داود وغيره.

3467 - (جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعون) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 77) من طريق ابن لال: حدثنا أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان القزويني: حدثنا علي بن أبي طاهر: حدثنا هارون بن عيسى بن إبراهيم الهاشمي: حدثنا أحمد بن عبد الأعلى: حدثنا أبو عبد الله اليشكري: حدثنا ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون ميمون بن مهران لم أعرف منهم أحداً سوى هارون بن عيسى، وهو مترجم في "تاريخ بغداد" (14/ 28) وقال:

"وذكره الدارقطني، فقال: ليس بالقوي".

 

(7/467)

 

 

3468 - (لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم؛ فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) [الحديد: 27] ) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (4904) ، وأبو يعلى (3694) عن عبد الله بن وهب قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء أن سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإذا هو يصلي صلاة خفيفة دقيقة، كأنها صلاة مسافر أو قريباً منها، فلما سلم قال أبي: يرحمك الله! أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شيء تنفلته؟ قال: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما أخطأت إلا شيئاً

 

(7/467)

 

 

سهوت عنه. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ... فذكره.

ثم غدا من الغد فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: نعم، فركبوا جميعاً، فإذا هم بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا، خاوية على عروشها، فقال: أتعرف هذه الديار؟ فقلت: ما أعرفني بها وبأهلها، هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد؛ إن الحسد يطفىء نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.

وهذا إسناد يحتمل التحسين، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير سعيد ابن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وقد روى عنه خالد بن حميد المهري أيضاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 354) ، وفي "التقريب" "مقبول"، يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث؛ كما نص عليه في المقدمة.

ومما يلفت إليه النظر أن داود أورد الحديث على اختصاره في "باب في الحسد" من "كتاب الأدب" مع أنه ليس في روايته ذكر الحسد في الحديث، فكأنه بذلك أشار إلى وروده في غير روايته. والله أعلم.

هذا؛ وقد ذكر النابلسي في "الذخائر" (1/ 29رقم 244) أن أبا داود أخرجه في الصلاة وفي الأدب عن أحمد بن صالح، وقد فتشت عنه في "الصلاة" فلم أجده.

ثم رأيت الحافظ المزي ذكر في "التحفة" (1/ 236) أنها في نسخة ابن العبد، فراجعه.

والحديث ساقه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 256) بتمامه من رواية أبي يعلى، ثم قال:

 

(7/468)

 

 

"ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وهو ثقة".

وقد توهم بعضهم أنه ليس على شرط "المجمع"؛ لإخراج أبي داود إياه، فلفت نظره إلى الزيادة التي عند أبي يعلى دون أبي داود - في بعض النسخ -، مع أنه أشار إليها - كما تقدم -، فاستحسن ذلك، جزاه الله خيرا.

3469 - (جعل الله الخير كله في الربعة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 76-77) عن ابن لال معلقاً عن صبيح بن عبد الله الفرغاني: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي: حدثنا جعفر بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ جعفر بن محمد الظاهر أنه ابن خالد بن الزبير ابن العوام القرشي، قال البخاري:

"لا يتابع على حديثه". وقال الأزدي:

"منكر الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات".

وصبيح بن عبد الله الفرغاني؛ قال الخطيب:

"صاحب مناكير".

 

(7/469)

 

 

3470 - (جهد البلاء: قلة الصبر) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 77) من طريق إسماعيل الصابوني عن محمد ابن جمعة: حدثنا مسلم بن جنادة: حدثنا وكيع: حدثنا شعبة عن عبد الحميد ابن كرديد عن ثابت عن أنس مرفوعاً.

 

(7/469)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن جمعة ومسلم بن جنادة لم أجد لهما ترجمة. ونقل المناوي عن الصابوني أنه قال:

"لم يروه عن وكيع مرفوعاً إلا مسلم بن جنادة".

قلت: فأشار الصابوني إلى إعلاله بالوقف؛ وهو الأشبه.

والحديث عزاه السيوطي لأبي عثمان الصابوني أيضاً في "المئتين".

ثم رأيته في "ثقات ابن حبان" (7/ 119) من طريق سلم بن جنادة به. فتبين أن "مسلم" محرف "أسلم"، وأسلم - أيضاً - محرف من (سلم) ، وهو ثقة ربما خالف؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وقد خولف؛ فأخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 50) من طرق أخر عن شعبة به موقوفاً. ورجاله ثقات، فتأكد وقفه.

(تنبيه) : اختلف المصادر التي رجعنا إليها في لفظة: "قلة"، فوقع هكذا في "مسند الفردوس"، وفي "الجامع الصغير" معزواً إليه وإلى الصابوني. لكن وقع في "الجامع الكبير" معزواً إليهما بلفظ: "قتل". وكذا وقع "ثقات ابن حبان" و "فردوس الديلمي" المطبوع (2/ 110/ 2582) ، ومن الغريب أنه وقع في فهرسه الذي وضعه السعيد (ص108) : "قلة". ولم يتيسر لي ترجيح أحدهما على الآخر. لعدم توفر مصادر مخطوطة أو مصورة ليصار إليها.

3471 - (الجبروت في القلب) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 82) عن ابن لال معلقاً عن محمد بن عبد الملك عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن عبد الملك - وهو الأنصاري -، قال أحمد:

 

(7/470)

 

 

"يضع الحديث ويكذب". وقال البخاري:

"منكر الحديث".

3472 - (الجلاوزة، والشرط، وأعوان الظلمة كلاب النار) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 21) من طريق محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث طاوس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي".

قلت: وهو صدوق يخطىء؛ كما في "التقريب".

وتحته جماعة لم أجد من ترجمهم.

والحديث عزاه المناوي للديلمي أيضاً، ولم أره في "زهر الفردوس".

 

(7/471)

 

 

3473 - (الجلوس مع الفقراء من التواضع، وهو من أفضل الجهاد) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 82) من طريق السلمي بسنده عن محمد بن علي بن الأشعث: حدثنا جعفر بن محمد العلوي: حدثنا مسلم بن إبراهيم ابن؟ : حدثنا عروة بن سـ بن طاهر بن عبيد الله عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، وآفته السلمي - واسمه محمد بن الحسين الصوفي -؛ كان يضع الحديث.

ومحمد بن علي بن الأشعث لم أعرفه.

وجعفر بن محمد العلوي الظاهر أنه الذي في "الميزان":

"جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي عن يزيد بن هارون

 

(7/471)

 

 

وأبي نعيم وغيرهما. روى عنه شريح بن عبد الكريم وغيره. قال الجورقاني في كتاب "الأباطيل": مجروح".

3474 - (البركة في الغنم والجمال في الإبل) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 1/ 18) عن علي بن أبي الأزهر: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن: حدثنا ابن وهب: حدثنا أبو أسلم صالح عن أنس مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو أسلم صالح لم أعرفه.

وأحمد بن عبد المؤمن - وهو أبو جعفر الصوفي - قال مسلمة بن قاسم: "ضعيف جداً".

 

(7/472)

 

 

3475 - (الجن لا تخبل أحداً في بيته عتيق من الخيل) .

موضوع

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 433) من طريق سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده عريب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي، قال الحافظ:

"متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع".

ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني. ورواه ابن قانع عنه به إلا أنه قال: "عمرو ابن عريب" بدل: "يزيد بن عبد الله بن عريب".

 

(7/472)

 

 

قال العلائي:

"وهذا اختلاف شديد مع ما في روايته من الجهالة. يعني: عبد الله ويزيد وعمراً"؛ كذا في "اللسان".

وذكر أنه أخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج عن بقية عن عبد الله بن عريب به.

قلت: وبقية مدلس، وأبو عتبة ضعيف.

3476 - (الجنة بالمشرق) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 79) من طريق الحاكم: حدثنا محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد بن عطاء الفقيه: حدثنا إبراهيم بن علي النيسابوري: حدثنا الحسين بن إسحاق البصري: حدثنا محمد بن الزبرقان عن يونس بن عبيد [عن الحسن] عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا حديث باطل؛ آفته الحسين هذا؛ فإنه لا يعرف، وقد ذكر له الحافظ في "اللسان" هذا الحديث بلفظ:

"إن الشمس بالجنة، والجنة بالمشرق" وقال:

"أورده الجورقاني في كتاب "الأباطيل" وقال: الحسين مجهول".

قلت: والظاهر أن أصل الحديث من الإسرائيليات؛ فقد رأيت في "حادي الأرواح" لابن القيم (1/ 109) أثراً رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبد الله ابن عمرو قال:

"الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كل عام مرة، وإن أرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة".

 

(7/473)

 

 

وفسره ابن القيم بأن الجنة المعلقة بقرون الشمس ما يحدثه الله سبحانه وتعالى بالشمس في كل سنة مرة من أنواع الثمار والفواكه والنبات، جعله الله تعالى مذكراً بتلك الجنة وآية دالة عليها كما جعل هذه النار مذكرة بتلك، وإلا فالجنة التي عرضها السماوات والأرض ليست معلقة بقرون الشمس، وهي فوق الشمس وأكبر منها، وقد ثبت في "الصحيحين" عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع. والله أعلم.

قلت: فكيف يعقل أن تكون الجنة - وهذه بعض أوصافها - بالمشرق؟! اللهم إلا أن يراد به معنى مجازي. أي بلاد المشرق كالعراقين وما ولاهما، وهو الذي استظهره المناوي فرع التصحيح، والحديث ليس بصحيح.

3477 - (الجنة دار الأسخياء) .

ضعيف

أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص59) ، وأبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (28/ 2) ، وابن عدي (535/ 2) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 345-346) ، والقضاعي (1-2/ 2) ، والديلمي (2/ 79) من طريق جحدر بن عبد الرحمن بن الحارث البكري: حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً. وقال الطبراني:

"لم يروه عن الأوزعي إلا بقية غير جحدر بن عبد الله الرحبي". وقال ابن عدي:

"وهذا الحديث [ما] رواه عن بقية غير جحدر، وجحدر سرقه، وهو بين الضعف جداً".

قلت: وجحدر لقبه، واسمه أحمد. قال الحافظ:

 

(7/474)

 

 

"وذكره ابن حبان في "الثقات"، فكأنه ما عرفه؛ لأنه سمى أباه عبد الله ابن الحارث، وقال: لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا ... (فذكر هذا الحديث) وقال عقبه: هذا حديث منكر".

قلت: وبقية مدلس، وقد عنعنه، فإن ثبت عنه، فلعله تلقاه عن بعض الضعفاء أو المجهولين؛ فقد رأيته من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي قال: حدثنا الأوزاعي به.

أخرجه الشريف أبو القاسم الحسيني في "الأمالي" (55/ 2) .

ويحيى هذا قال الحافظ: "ضعيف".

ومن طريق عبد ربه بن سليم عن الأوزاعي به.

أخرجه أبو القاسم الختلي في "الديباج" (168/ 1) ، وابن شاهين في "الترغيب" (297/ 1) .

وعبد ربه بن سليم؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 44) عن أبيه:

"شيخ مجهول".

وروي من حديث أنس مرفوعاً بزيادة:

"الجنة مأوى الأسخياء، الجنة مأوى الأسخياء".

أخرجه ابن عدي (325/ 2) عن محمد بن مسلمة: حدثنا موسى الطويل عنه وموسى هذا؛ قال ابن حبان:

"روى عن أنس أشياء موضوعة".

 

(7/475)

 

 

ثم رأيت ابن حبان أورد الحديث في "الثقات" (8/ 35) في ترجمة أحمد ابن عبد الله بن الحارث: جحدر قال: "يروي عن بقية، لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا حديثاً واحداً".

ثم ساق له هذا الحديث وقال:

"حديث منكر! أحاديث بقية ليست بنقية".

3478 - (حب أبي بكر وعمر من الإيمان، وبغضهما من الكفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم من الكفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله، ومن حفظني فيهم فلا لعنه الله) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 84) ، وابن عساكر في "التاريخ" (13/ 35/ 1) عن علي بن الحسن الشامي: حدثنا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر مرفوعاً به، وفي رواية لابن عساكر:

"من حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع؛ آفته الشامي هذا؛ قال ابن عدي:

"جميع أحاديثه بواطيل، وهو ضعيف جداً".

وقال الذهبي:

"وهو في عداد المتروكين".

وخليد بن دعلج ضعيف.

والحسن وهو - البصري - مدلس.

 

(7/476)

 

 

والحديث أخرجه ابن عدي (124/ 2) ، وابن عساكر (9/ 301/ 2) عن محمد بن عبد الرحمن الحماني - أخو عبد الحميد - قال: حدثنا أبو إسحاق الحميسي عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك مرفوعاً به دون قوله: "وحب العرب ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحميسي هذا اسمه خازم بن الحسين، قال ابن معين:

"ليس بشيء". وقال ابن عدي:

"عامة حديثه لا يتابعه أحد عليه، وأحاديثه شبه الغرائب، وهو ضعيف يكتب حديثه".

ومحمد بن عبد الرحمن الحماني لم أجد له ترجمة.

ثم أخرجه ابن عساكر من طريق الحماني: أخبرنا أبو إسرائيل عن علي بن زيد عن أنس مرفوعاً به دون قوله: "ومن سب ... ".

والحماني هذا إن كان محمداً المذكور فلم أعرفه كما سبق. وإن كان أخاه عبد الحميد ففيه كلام.

وأبو إسرائيل هو إسماعيل بن خليفة العبسي، ضعيف لسوء حفظه.

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف أيضاً.

3479 - (حب الثناء من الناس يعمي ويصم) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 84) عن علي بن محمد بن عامر: حدثنا حميد عن عبد الرحمن بن عبد الله: حدثنا خداش بن مخلد: حدثنا الفضل بن عيسى عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عباد بن منصور.

 

(7/477)

 

 

والفضل بن عيسى - وهو الرقاشي -، قال الحافظ:

"منكر الحديث".

ومن دونهما لم أعرفهم.

والحديث ضعف إسناده الحافظ العراقي أيضاً في "تخريج الإحياء" (3/ 241) .

3480 - (حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا، وتناكحوا تكثروا؛ فإني مباه بكم الأمم) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 83) عن محمد بن سنان بن يزيد القزاز: حدثنا محمد بن الحارث الحارثي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن عبد الرحمن البيلماني متروك. وأبوه عبد الرحمن ضعيف.

ومثله محمد بن سنان بن يزيد القزاز.

والشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية عبد الرزاق عن صفوان بن سليم مرسلاً.

أخرجه (6/ 173/ 10391) من طريق ابن جريج قال: أخبرت عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال.

والشطر الآخر له شاهد من حديث أنس وغيره، مخرج في "آداب الزفاف" بلفظ:

 

(7/478)

 

 

"تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة". انظره (ص89و132)

3481 - (حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من سبعين حجة) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 188) عن الطبراني بسنده عن محمد بن عمر الكلاعي: حدثنا مكحول عن ابن عمر مرفوعاً، وقال:

"غريب من حديث مكحول وابن عمر، لم نكتبه إلا من حديث الكلاعي".

قلت: وهو منكر الحديث جداً؛ كما قال ابن حبان.

ومكحول عن ابن عمر منقطع كما قال أبو زرعة.

وأخرج البزار (2/ 258/ 1651) عن عنبسة بن هبيرة الطائي: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"غزوة خير من أربعين حجة، وحجة الإسلام خير من أربعين غزوة"، وقال:

"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم حدث عن عنبسة إلا محمد بن سليمان، وثقه ابن حبان".

قلت: وهذا التوثيق من تساهله المعروف، ولذلك لم يعتد به الذهبي، فقال في عنبسة:

"مجهول". وسبقه أبو حاتم، وأشار البزار إلى جهالته.

 

(7/479)

 

 

3482 - (إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستقبض ولده ولا أحداً؛ قريباً ولا بعيداً؛ فإنه إن فعل كان بمنزلة من سرق) .

موضوع

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (210/ 1) عن علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي: حدثني أبي: حدثنا أبو يوسف عن أبان عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبنا - وهو ابن أبي عياش البصري -، وهو متروك؛ اتهمه شعبة بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

والراوي عنه أبو يوسف لم أعرفه.

ومثله علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي.

وأما ابنه فيحتمل أنه الذي في "الميزان":

"عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن خلف بن خليفة وغيره، منكر الحديث، وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع".

قلت: وفي معناه أحاديث أخرى ضعيفة ومنكرة، فانظر الحديث المتقدم (3428) و "الإرواء" (7/ 15-16) .

 

(7/480)

 

 

3483 - (حرمت على النار ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله عز وجل، وعين سهرت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله) .

ضعيف

رواه أبو القاسم القشيري في "الأربعين" (158/ 1) عن محمد ابن يونس الكديمي: حدثنا عبد الله بن محمد الباهلي: حدثنا أبو حبيب العنزي: حدثنا بهز ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً.

 

(7/480)

 

 

ومن طريق القشيري رواه البغوي في "شرح السنة" (4/ 207/ 2) .

والكديمي متهم بالوضع.

وله شاهد من حديث أبي ريحانة رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 158-159) عن عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن سمير الرعيني أنه سمع أبا علي التجيبي أنه سمع أبا ريحانة يقول، مرفوعاً به، دون الجملة الثالثة، فلم يذكرها ابن سمير.

لكن أخرجه الدارمي (2/ 203) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 28) ، والحاكم (2/ 83) - وعنه البيهقي (9/ 149) - من هذا الوجه وزادا في آخره:

"وقال الثالثة فنسيتها. قال أبو شريح بعد ذلك: وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله". زاد الدارمي: "أو عين فقئت في سبيل الله".

وهذه الزيادة شك من بعض الرواة. وإلا صار العدد أربعاً.

وأخرجه أحمد (4/ 134) دون الزيادة في آخره، والنسائي (2/ 56) مقتصراً على الجملة الثانية.

3484 - (حرمة الجار على الجار كحرمة دمه) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 88) عن أبي الشيخ معلقاً عن محمد بن سليمان بن أبي داود: حدثني أبي عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سليمان بن أبي داود الحراني قال الذهبي في "الضعفاء":

 

(7/481)

 

 

"ضعفوه".

3485 - (حريم البئر مد رشائها) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/ 96) عن منصور بن صقير: حدثنا ثابت بن محمد عن نافع أبي غالب عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ كما قال البوصيري في "الزوائد" (154/ 1) وبين سببه فقال:

"ثابت بن محمد انقلب على ابن ماجه، وصوابه محمد بن ثابت؛ كما ذكره الذهبي في "الكاشف"، وقد ضعفوه. ومنصور متفق على ضعفه".

قلت: ومحمد بن ثابت هو العبد ي، قال الحافظ:

"صدوق لين الحديث".

ثم روى ابن ماجه بهذا الإسناد عن ثابت بن محمد العبد ي عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:

"حريم النخلة مد جريدها".

وروى له شاهداً بمعناه عن إسحاق بن يحيى بن الوليد عن عبادة بن الصامت مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف أيضاً منقطع؛ إسحاق هذا مجهول الحال، ولم يسمع من عبادة؛ كما في "التقريب".

وقد صح ما يؤيده، فأخرج أبو داود (2/ 123) عن أبي سعيد الخدري قال:

"اختصم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان في حريم نخلة؛ فأمر بها فذرعت

 

(7/482)

 

 

فوجدت سبعة أذرع، (وفي رواية: فوجدت خمسة أذرع) ؛ فقضى بذاك".

وإسناده صحيح.

3486 - (حزقة حزقة، ارق عين بقة) .

ضعيف

رواه البخاري في "الأدب المفرد" (249) ، وابن أبي شيبة (12/ 101) مختصراً، والطبراني (1/ 260/ 2) ، وعنه ابن عساكر (4/ 252/ 1) عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال:

سمعت أذناي وأبصرت عيناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بكفيه جميعاً حسناً أو حسيناً وقدماه على قدمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: (فذكره) . فيرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال له: "افتح"، قال: ثم قبله، ثم قال: "اللهم أحبه فإني أحبه".

قلت: ورجاله كلهم ثقات معرفون غير أبي مزرد والد معاوية واسمه عبد الرحمن بن يسار؛ أشار الذهبي إلى جهالته بقوله:

"تفرد عنه ولده عبد الرحمن".

ثم رواه الطبراني (1/ 260/ 2) من طريق أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي: حدثنا بن أبي فديك: حدثنا المتوكل بن موسى عن محمد بن مسرع عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه بلفظ:

"ارق بأبيك أنت عين بقة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن مسرع والمتوكل بن موسى لم أعرفهما. وقد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في "المجمع" (3/ 180) :

 

(7/483)

 

 

"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم".

وقال في الإسناد الذي قبله:

"رواه الطبراني، وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ومما تقدم تعلم أن قول الشيخ عبد الله الغماري في رسالته التي سماها "إعلام النبيل بجواز التقبيل" (ص6) :

"وروى الطبراني بإسناد جيد كما قال الدميري في "حياة الحيوان" عن أبي هريرة ... "؛ فذكر الحديث باللفظ الأول، إلا أنه قال في آخره:

"اللهم! من أحبه فإني أحبه"!

وهذا خطأ من بعض نساخ "مجمع الهيثمي" زاد فيه اسم: "من"؛ فقلده الغماري لأنه يحوش من هنا وهناك! ولا يرجع إلى الأصول كالمصادر المذكورة أعلاه.

ثم إن معناه ركيك إلا بتقدير "أحب من أحبه" أو نحوه. وقد رواه البخاري (5884) من طريق آخر عن أبي هريرة في قصة أخرى مختصرة في الحسن دون شك، وفيه:

فالتزمه فقال: "اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب من يحبه".

وكذا رواه مسلم (7/ 130) ، وابن حبان (6924) .

وأخرجه في "الأدب المفرد" (1183) ، والحاكم (3/ 178) ، وأحمد (2/

__________

(1) (ج 1 / 226 - 227) ، وهو فقيه شافعي، وليس معروفا بتخريج الأحاديث ونقدها، فالعجب ممن يدعي الاجتهاد في الحديث أن يقلد مثله!!

 

(7/484)

 

 

532) من طريق أخرى عنه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي! وإنما هو حسن فقط.

3487 - (حسب امرىء من البخل أن يقول: آخذ حقي كله، ولا أدع منه شيئاً) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 90) عن هلال بن العلاء: حدثنا أبي عن أبيه عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ العلاء والد هلال: هو العلاء بن هلال بن عمر ابن هلال بن أبي عطية الباهلي أبو محمد الرقي؛ قال أبو حاتم:

"منكر الحديث؛ ضعيف الحديث، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة"، وقال النسائي:

"روى عن أبيه غير حديث منكر، فلا أدري منه أتي أو من أبيه".

وأما هلال بن عمر الرقي جد هلال بن العلاء، فقال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 78) عن أبيه:

"ضعيف الحديث".

 

(7/485)

 

 

3488 - (حجج تترى، وعمر نسق؛ تنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكبر خبث الحديد) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 92) من طريق الدارقطني بسنده عن محمد بن أبي حميد عن عامر بن عبد الله بن الزبير - قال محمد: لا أعلم إلا عن عروة - عن عائشة مرفوعاً.

 

(7/485)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن أبي حميد ضعيف؛ كما في "التقريب".

والحديث أورده السيوطي في "الجامع" بلفظ:

"حجج تترى وعمر نسقاً يدفعن ميتة السوء، وعيلة الفقر" وقال:

"رواه عبد الرزاق عن عامر بن عبد الله بن الزبير مرسلاً، والديلمي عن عائشة".

وأنت ترى أن لفظ الديلمي مخالف لهذا اللفظ الذي ساقه، وأظنه لفظ عبد الرزاق المرسل.

3489 - (حسبي رجائي من خالقي، وحسبي ديني من دنياي) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 54) عن بقية عن إبراهيم بن أدهم: حدثني أبو ثابت قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"كذا رواه عن أبي ثابت، فأرسله".

قلت: وهو مع إرساله ضعيف؛ لأن بقية مدلس، وقد عنعنه.

 

(7/486)

 

 

3490 - (حسن الخلق خلق الله الأعظم) .

موضوع

رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 74/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 175) عن عمرو بن الحصين: أخبرنا إبراهيم بن عطاء عن يزيد بن عياض عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمار بن ياسر مرفوعاً، وقال ابن منده:

"تفرد به إبراهيم"

 

(7/486)

 

 

قلت: وهو صدوق. لكن الآفة من شيخه يزيد بن عياض - وهو ابن جعدبة -؛ فقد كذبه مالك وغيره؛ كما في "التقريب".

وعمرو بن الحصين متروك، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وبه فقط أعله الهيثمي (8/ 20) .

3491 - (حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع القضاء السوء) .

ضعيف جداً

رواه ابن عساكر (5/ 327/ 2) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغساني: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن محمد الأنطاكي البزاز - قدم علينا دمشق -: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري: أخبرنا ابن ناجية: أخبرنا محمد بن المثنى: أخبرنا محمد بن خالد بن عثمة: أخبرنا عبد الله بن محمد المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ عبد الله بن محمد بن المنكدر لم أجد له ترجمة، وقد ذكر الحافظ في الرواة عن أبيه محمد بن المنكدر أخويه يوسف والمنكدر، أما هو فلم يتعرض له بذكر، فهذا يشعر بأنه غير معروف. والله أعلم.

ومن دون ابن ناجية لم أعرفهم غير علي بن أحمد بن زهير التميمي، قال الذهبي: "ليس يوثق به، قال أبو القاسم ابن صابر: كان غير ثقة".

 

(7/487)

 

 

3492 - (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 67/ 2) ، وأبو

 

(7/487)

 

 

الغنائم النرسي في "فوائد الكوفيين" (25/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 104و4/ 237) ، والخطيب في "التاريخ" (6/ 334و13/ 21) ، والقضاعي (58/ 1) ، وعنهما ابن الجوزي في "العلل المنتاهية" (2/ 2) من طريق موسى ابن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الأوسط" أيضاً (1/ 85/ 1) من "الجمع بينه وبين الصغير" وقال:

"لم يروه عن الحكم إلا موسى".

قلت: وهو متروك؛ كما قال الهيثمي (3/ 64) ، ولذلك قال ابن الجوزي: "لا يصح".

وله شاهد عن الحسن البصري مرسلاً، وهو الأشبه.

أخرجه أبو داود في "المراسيل".

وله طرق أخرى تجدها في "المقاصد" للسخاوي.

3493 - (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقاً، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقاً. فأما الجار الذي له حق واحد؛ فالجار المشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان؛ فالجار المسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق؛ فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام، وحق الجوار، وحق الرحم.

وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها) .

 

(7/488)

 

 

ضعيف.

أخرجه البزار (2/ 380) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (ص476) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 207) عن عبد الرحمن بن فضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر بن عبد الله مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"حديث غريب".

قلت: وهو مسلسل بالعلل:

الأولى: عنعنة الحسن البصري؛ فإنه كان مدلساً.

الثانية: عطاء الخراساني، وهو مدلس أيضاً وسيىء الحفظ، قال الحافظ:

"صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس".

الثالثة: عبد الرحمن بن فضيل لم أعرفه، وفي "اللسان":

"عبد الرحمن بن الفضل يأتي في ترجمة عبيد الله بن ضرار".

قلت: وفي ترجمة عبيد الله المذكور، إنما جاء فيها أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وأنه متروك. فكأن الحافظ لما أحال على هذه الترجمة لم يقع بصره على اسم "أحمد"، وظن أنه عبد الرحمن بن الفضل، فأحال عليه، والله أعلم.

والحديث رواه سويد بن عبد العزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً به نحوه، وفي أوله زيادة، تقدم تخريجها برقم (2587) .

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (ص469) ، والخرائطي في "المكارم" (2/ 237) .

وعطاء هذا هو الخراساني المذكور في الطريق الأولى، وقد عرفت حاله.

 

(7/489)

 

 

وابنه عثمان ضعيف أيضاً.

ومثله سويد بن عبد العزيز.

(تنبيه) : من أوهام بعض الدكاترة! حول هذا الحديث قول الدكتورة السودانية المعلقة على "مكارم الأخلاق" في تخريجه:

"ذكره المنذري في "الترغيب"، وأشار إلى رواية أخرى للحديث، منها رواية الطبراني عن معاوية بن أبي (كذا) حيدة، وأبو (كذا) الشيخ ابن حبان (!) في كتاب "التوبيخ" عن معاذ بن جبل".

فأقول فيه أمور:

الأول: إيهام القراء أن المنذري أشار إلى أن حديث معاوية بن حيدة ومعاذ بن جبل حديث الترجمة، وليس كذلك؛ فإن المنذري إنما ساق حديث (عمرو بن شعيب) عقب الزيادة التي سبقت الإشارة إلى تخريجها دون حديث الترجمة.

الثاني: أنها ذكرت إشارة المنذري عقب حديث (عمرو بن شعيب) في "المكارم"، وفيه حديث الترجمة، فأوهمت هي إيهاماً آخر أن حديث معاوية ومعاذ فيهما حديث الترجمة كما هو في حديث عمرو في "المكارم"، وهذا وهم فاحش!! . وإنما يقع مثل هذا ممن لا تحقيق عندهم، ويقنعون بالرجوع إلى الفروع دون الأصول!

الثالث: كان على الدكتورة مكان ما تقدم عنها أن تفيد القراء عن تضعيف المنذري للحديث، بتصديره إياه بقوله: "وروي عن عمرو بن شعيب ... "، بديل إيهامهما القراء أن الحديث قوي بحديثي معاوية ومعاذ، والمنذري الذي أشار إليهما لم يقو الحديث بهما!!

 

(7/490)

 

 

3494 - (حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إن أدرك) .

ضعيف جداً

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (ق62/ 2) ، والديلمي (2/ 86-87) من طريق أبي نعيم معلقاً عنه عن أبي هارون السندي عن الحسن ابن عمارة عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً. الحسن بن عمارة متروك.

والحديث عزاه السيوطي لأبي نعيم أيضاً في "الحلية"، لم أره في فهرسه. والله أعلم.

ونحوه ما رواه الأصبهاني في "الترغيب" (62/ 2) من طريق عبد الله بن عبد العزيز قال: أخبرني أبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:

"إن من حق الولد على ولده أن يحسن أدبه، وأن يحسن اسمه، وأن يعظه (وفي رواية: أن يفقهه) إذا بلغ".

وعبد الله هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد، قال ابن الجنيد: "لا يساوي شيئاً، يحدث بأحاديث كذب".

وروى سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:

"إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، وأن يحسن أدبه".

أخرجه البزار (2/ 411/ 1984) وقال:

 

(7/491)

 

 

"تفرد به عبد الله بن سعيد، ولم يتابع عليه".

قلت: وهو متروك؛ كما في "المجمع" (8/ 47) .

وأخوه سعد بن سعيد لين الحديث، كما في "التقريب".

ووقع في رواية محمد بن مخلد الدوري في "جزئه": (عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد) كما في "المداوي" (2/ 547) للشيخ الغماري، من طريق علي بن شاذان عنه. وقال الشيخ:

"علي بن شاذان ضعفه الدارقطني"، فقوله: (عبد المجيد) مكان (عبد الله) خطأ منه أو من النساخ، أو هو العكس. والله أعلم.

3495 - (حق الولد على والده أن يعلمه كتاب الله، والسباحة، والرمي، وأن يورثه طيباً) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 184) ، والديلمي (2/ 86) عن الجراح بن منهال عن الزهري عن أبي سليم مولى أبي رافع عن أبي رافع مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو سليم مولى أبي رافع لم أعرفه.

والجراح بن منهال؛ قال البخاري ومسلم:

"منكر الحديث". وقال ابن حبان:

"كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر".

ومن هذا الوجه أخرجه أبو محمد الجوهري في "مجلسان من الأمالي" بالشطر الأول منه.

 

(7/492)

 

 

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 401) من طريق بقية عن عيسى بن إبراهيم عن الزهري به، وقال:

"عيسى بن إبراهيم يروي ما لا يتابع عليه".

3496 - (حلق القفا من غير حجامة مجوسية) .

ضعيف

رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (62/ 2) : أخبرنا محمد بن الوليد: أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن: أخبرنا الوليد بن مسلم: حدثني سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حلق القفا للحجامة.

فذكرته لابن أبي السري فقال: أخبرنا عمر بن عبد الواحد عن روح بن محمد عن قتادة عن الحسن عن عمر بن الخطاب مرفوعاً به.

قال ابن أبي السري فذكرته للوليد فقال: حدثنا رجل عن قتادة عن الحسن عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حلق القفا من غير حجامة.

قال ابن أبي السري: فكنا نرى أن الوليد دلسه عن عمر بن عبد الواحد.

قلت: وهذا إسناد ضعيف بلفظيه؛ لأن مدارهما على الحسن - وهو البصري - وهو مدلس، فروايته الأولى عن أنس عن عمر، علتها العنعنة، وروايته الأخرى عن عمر منقطعة؛ لأنه لم يسمع منه. وفيها أيضاً روح بن محمد ولم أعرفه، وفي الأولى سعيد بن بشير، وهو ضعيف.

والحديث أخرجه ابن عساكر أيضاً في "التاريخ" (16/ 47/ 2) بالروايتين دون قوله: "قال ابن أبي السري: فذكرته للوليد، فقال....".

 

(7/493)

 

 

3497 - (حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 140/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر (19/ 223/ 2) عن إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري: حدثني عبد الله بن ماهان الأزدي: حدثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع: حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي عن أبيها مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن ماهان لم أجد له ترجمة.

وإسحاق بن إبراهيم هو ابن سعيد الصواف المدني مولى مزينة، وهو ضعيف؛ كما قال الهيثمي (7/ 161) .

وقد روي من حديث أبي هريرة رفعه بلفظ:

"النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة، والشهداء قواد أهل الجنة، وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة".

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 65) عن خالد بن محمد أبي وائل: حدثنا عون بن عمارة: حدثنا حفص بن جميع عن عبد الكريم عن شهر بن حوشب عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالضعفاء من شهر إلى عون، وعبد الكريم هو ابن أبي أمية البصري.

وخالد بن محمد أبو وائل لم أعرفه.

أخرجه في "أخبار أصبهان" (2/ 323) من طريق مجاشع بن عمرو: حدثنا الليث بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثل حديث شهر بتقديم وتأخير.

 

(7/494)

 

 

ومجاشع قال الذهبي في "المغني":

"قال ابن حبان: يضع الحديث".

3498 - (أبد المودة لمن وادك؛ فإنها أثبت) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (117/ 66) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ق110/ 1-2بغية الباحث) من طريق داود بن رشيد: حدثنا عمر بن حفص عن أبي محمد الأنصاري الساعدي عن يزيد عن أبي حميد الساعدي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لم أعرف أحداً ما بين أبي حميد وداود بن رشيد، وإلى ذلك أشار الهيثمي في "المجمع" بقوله (10/ 282) :

"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم".

وعمر بن حفص، وقع في مطبوعة "الإخوان" (محمد بن جعفر) ! فالله أعلم بالصواب، فلم أجد الآن ما يساعد على الترجيح، وقال المعلق عليه: "لم أجده". وكذلك قال في (أبي محمد الأنصاري) .

وشيخه (يزيد) هو ابن زيد الأنصاري مولى بني ساعدة، كما ذكر الحافظ المزي في الرواة عن أبي حميد الساعدي. ووقع في "الإخوان": (يزيد بن أبي يزيد) ، فأظنه خطأ، وذكر المعلق عليه أنه (يزيد بن أبي يزيد الضبعي) مولاهم الثقة، وليس هو؛ فإنه ليس من هذه الطبقة، وليس له رواية عن أحد من الصحابة، إنما روايته عن التابعين.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 4) للطبراني في "المعجم

 

(7/495)

 

 

الكبير" أيضاً، ولأبي الشيخ في "الثواب"، فلعله إذا طبع هذا ومسند أبي حميد من "المعجم الكبير" يبدو لنا شيء مما يساعد على التصويب والتحقيق.

3499 - (الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة، والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة من حسنات الحرم) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 98) عن عبد الله بن محمد بن ربيعة: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن مسلم الطائفي ضعيف سيىء الحفظ.

وعبد الله بن محمد بن ربيعة - وهو القدامي - ضعيف جداً، قال الذهبي:

"أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب". وقال الحاكم والنقاش:

"روى عن مالك أحاديث موضوعة".

وقد رواه ابن عدي عنه بلفظ آخر مضى ذكره في الحديث (496) .

ورواه غيره عن الطائفي بلفظ مغاير له، فراجعه هناك.

 

(7/496)

 

 

3500 - (الحاج في ضمان الله مقبلاً ومدبراً؛ فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله له بذلك سيئاته، وكان له بكل قدم يرفعه ألف درجة، وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 98) عن عبد الله بن محمد بن يعقوب:

 

(7/496)

 

 

حدثنا العباس بن عبد العزيز القطان: حدثنا سليمان بن عبد الله عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛آفته عبد الله بن محمد بن يعقوب - وهو الحارثي -؛ قال أبو سعيد الرواس:

"يتهم بوضع الحديث". وهو الذي جمع مسنداً لأبي حنيفة رحمه الله تعالى.

وشيخه العباس بن عبد العزيز لم أعرفه، وكذا سليمان بن عبد الله.

والحديث لوائح الوضع ظاهرة عليه.

__________

انتهى بحمد الله وفضله المجلد السابع من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ".

ويليه إن شاء الله تعالى المجلد الثامن، وأوله الحديث:

3501 - (كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) .

" وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

 

(7/497)

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

مقدمة الناشر

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد؛

فهذا هو المجلد الثامن من "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله رحمة واسعة- وهو واحد من أربعة عشر مجلداً من هذه "السلسلة الضعيفة"، وتضم سبعة آلاف حديث تقريباً، طُبع نصفها، ونسأل الله أن ييسر إخراج بقيتها في أقرب وقت وعلى أحسن صورة ممكنة بفضله وكرمه.

وهذا الثامن منها- كسابقِهِ- يتضمن خمس مئة حديث لا يصح، وقد يسَّر الله إخراجه وتهيئته للطبع بالاستعانة ببعض طلاب العلم جزاهم الله خيراً، وقد بُذل في تهيئته للطبع جهد مضاعف، نظراً لكونه أول مجلد يُهيّأ للطبع دون مراجعة الشيخ له، واطلاعه عليه ومتابعته خطوة خطوة.

وبهذه المناسبة نقول: إننا حرصنا كل الحرص على إخراج هذا المجلد مطابقاً لأصله الذي خَطه الشيخ رحمه الله بيده، دون زيادة أو نقصان، إلا ما لا بد منه في كتاب مخطوط يُعد للطباعة. ومن الناحية العلمية فقد اضطررنا في بعض المواطن لوضع هوامش، تبين أموراً لا بد منها يجدها القارئ في مواضعها من الكتاب مذيَّلة باسم (الناشر، بالإضافة إلى صنع الفهارس العلمية المتنوعة

__________

 

[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]

هذه ملاحظات على المجلد الثامن وقفت عليها في موقع ثمرات المطابع - جزاهم الله خيرا - وأحببت إضافتها هنا تنبيها للقارئ

أسامة بن الزهراء - فريق عمل الموسوعة الشاملة

___________

التقويم:

لا شك أن مثل هذه الكتب لابد أن يتعامل معها طالب العلم بدقة وانتباه، لأنها مسودات للشيخ لم يعدها للنشر بل لم يذكر عن الشيخ أنه أذن بطبعها على حالتها بعد وفاته لا سيما مع ما عرف عن الشيخ من الدقة في إخراجه لكتبه ومراجعته لها خاصة عندما كثر حاسدوه فضلاً عن الآراء العلمية التي قد تراجع الشيخ عنها سواء في حكمه على حديث أو على رجل أو قاعدة في الجرح والتعديل تغير اجتهاده فيها فكل هذا يؤثر في الحكم على الحديث، فما هو موجود في هذا الكتاب قد لا يجزم بأنه ما استقر عليه رأي الشيخ.

الملاحظات:

- يظهر من خلال تتبع منهج إخراج هذا المجلد بالمقارنة مع المجلد التاسع التباين الواضح في منهج وطريقة إخراج الكتاب مما يجعلنا نظن أن الذي أخرج هذا المجلد غير من أخرج المجلد التاسع فلذا سنذكر الملاحظات على هذا المجلد على حده:

1- عدم ذكر الناشر لاسماء محققي الكتاب ليكون لهم الغنم إن أصابوا والغرم إن أخطأوا.

2- التصرف في نص الكتاب بما ينافي ما خطوه لأنفسهم من منهج وله مثالان:

أ/ في ص 173 حذف حديث رقم (3697) لتراجع الشيخ عن تضعيفه ونقله له في السلسلة الصحيحة، وهذا التصرف لا ينبغي أيضاً فلو أبقوا الحديث ونبهوا على تراجع الشيخ لكان أولى كما فعل 9/444.

ب/ في ص238 حذف حديث رقم (3763) لتكراره مع أنه من المفترض تركه كما هو ومن ثم التنبيه على ذلك في الحاشية، بخلاف من أخرج الجزء التاسع فقد أبقوا على حديث رقم 4324 مع تكراره برقم 4104 وهذا هو المنهج السديد لأن التخريج الآخر لن يخلو غالباً من زيادة فائدة وإن لم يكن فلينبه.

3- هناك بعض التعليقات العلمية الجيدة مثل:

أ/ تصحيح خطأ في اسم راوي ص212.

ب/ عزو حديث قال الشيخ لم يجده في فهرس الحلية ص22.

ج/ التنبيه على تراجع الشيخ في حكمه على بعض الرجال وذلك في موضعين ص191، وص193، ولكن الملاحظ أنهم لم يلتزموا ذلك المنهج في التعليق على كل الكتاب.

4- عدم استطاعتهم قراءة جزء من حديث رقم (3906) ولو رجعوا للمصدر الذي خرجه الشيخ منه لوجدوه وهو متيسر.

 

(8/3)

 

 

للكتاب على نحو ما كانت تُصنع في حياة الشيخ رحمه الله تعالى.

والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه، وأن ينفع به الأمة، ويكتب الأجر للشيخ رحمه الله.

ولا يفوتنا هنا أن نشكر كل من كانت له يد في إخراج هذا الكتاب، سائلين الله أن يجزيهم خير الجزاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الناشر

 

(8/4)

 

 

3501 - (كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/ 328) عن أبي هلال، عن قتادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ... فذكره.

وهذا مرسل، وأبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي؛ صدوق فيه لين.

 

(8/5)

 

 

3502 - (كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إني أسالك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر القدر، ومن سوء الحشر) .

ضعيف الإسناد

أخرجه أحمد (5/ 329) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا عبد العزيز بن عمر: حدثني من لا أتهم من أهل الشام، عن عبادة بن الصامت قال: ... فذكره مرفوعاً.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير تابعيه؛ فإنه لم يسم، فهو مجهول، غير أن الراوي عنه ذكر أنه غير متهم عنده، والله أعلم. وفي "المجمع" (10/ 139) :

"رواه عبد الله والطبراني، وفيه راو لم يسم".

قلت: وهو في نسختنا من "المسند" من رواية عن أبيه، فليس هو من زياداته على أبيه كما يفيده صنيع الهيثمي هذا، ويؤيد ما في نسختنا أن السيوطي عزاه أيضاً لـ "المسند". والله أعلم.

 

(8/5)

 

 

3503 - (كان إذا رأى الهلال قال: اللهم! اجعله هلال يمن وبركة) .

ضعيف الإسناد

أخرجه ابن السني (رقم 634) من طريق أبي المقدام، عن

 

(8/5)

 

 

الوليد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف؛ أبو المقدام هو هشام بن زياد أخو الوليد بن زياد؛ وهو متروك؛ كما في "التقريب"، وقد روي من غير طريقه كما يأتي قريباً. وهو:

3504 - (كان إذا رأى الهلال قال: اللهم! أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن) .

ضعيف الإسناد

أخرجه ابن السني (رقم 639) عن الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن شيخ من أشياخهم، عن أبي فروة حدير السلمي.

وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الشيخ الذي لم يسم، وبقية رجاله موثقون.

وله شاهد موقوف عنده أيضاً (رقم 640) من طريق معاوية بن صالح، عن أبي عمر الأزدي (وفي نسخة: أبي عمرو الأنصاري) ، عن بشير مولى معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهم حدير أبو فروة (وفي نسخة: فورة) يقولون إذا رأوا الهلال: اللهم! اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام، والأمن والإيمان، والمعافاة والرزق الحسن.

وأبو عمر الأزدي - وأبو عمرو الأنصاري - وشيخه بشير؛ لم أعرفهما.

وروى الطبراني في "الأوسط" عن عبد الله بن هشام قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر: اللهم! أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ورضوان من الرحمن، وجواز من الشيطان.

قال الهيثمي: "وإسناده حسن"، وعلى هامشه ما نصه:

"قلت: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف. ابن حجر".

 

(8/6)

 

 

3505 - (كان إذا رأى الهلال قال: ربي الله، آمنت بالذي أبداك ثم يعيدك) .

ضعيف الإسناد جداً

أخرجه ابن السني (رقم 638) من طريق محمد بن عمر الأسلمي: حدثنا عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن عمر هو الواقدي، وهو ضعيف بل متروك، وعبد الحميد بن عمران وعبد الرحمن بن ثوبان؛ لم أجد من ذكرهما.

 

(8/7)

 

 

3506 - (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك - ثلاث مرات -، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا) .

ضعيف الإسناد

أخرجه أبو داود (2/ 328) من طريق قتادة: أنه بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ... إلخ.

وهذا إسناد مرسل، ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وقد روي موصولاً؛ أخرجه ابن السني (رقم 636) من طريق معمر بن سهل: حدثنا عبيد الله بن تمام، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً به.

وهذا إسناد ضعيف؛ معمر بن سهل هو الأهوازي، ذكره الذهبي فيمن روى عن ابن تمام هذا، ولم أجد له ترجمة، وابن تمام؛ ضعفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما.

 

(8/7)

 

 

3507 - (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، ثم قال: اللهم! إني أسالك من خير هذا الشهر وخير القدر، وأعوذ بك من شره - ثلاث مرات -) .

ضعيف الإسناد

روي من حديث رافع بن خديج؛ قال في "المجمع" (10/ 139) : "رواه الطبراني، وإسناده حسن".

كذا قال! ولعله لشواهده السابقة؛ وإلا فإن إسناده استقلالاً لا يحتمل التحسين، وإسناده في "معجم الطبراني الكبير" هكذا: حدثنا أحمد بن عمرو البزار: حدثنا محمد بن موسى الحرشي: أخبرنا ميمون بن زيد، عن ليث، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء؛ محمد بن موسى الحرشي لين كما في "التقريب"، وميمون بن زيد (ويقال: ابن يزيد) ؛ لينه أبو حاتم الرازي كما في "الميزان"، وليث هو ابن أبي سليم قال الحافظ: "اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه؛ فترك"، وأما أحمد بن عمرو البزار؛ فهو الحافظ المشهور صاحب "المسند" المعروف به.

 

(8/8)

 

 

3508 - (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك فعدلك) .

ضعيف الإسناد

روي من حديث أنس؛ قال في "المجمع":

"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أحمد بن عيسى اللخمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

قلت: أحمد بن عيسى هذا هو الخشاب؛ كذلك جاء منسوباً في "عمل اليوم

 

(8/8)

 

 

والليلة" لابن السني (رقم 637) ؛ وهو التنيسي، وهو معروف بالضعف الشديد؛ قال ابن عدي: "له مناكير"، وقال الدارقطني: "ليس بالقوي"، وقال ابن طاهر: "كذاب يضع الحديث"، وذكره ابن حبان في "الضعفاء".

وزاد ابن السني في آخر الحديث: "فتبارك الله أحسن الخالقين".

3509 - (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا، أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره) .

ضعيف السند

روي من حديث عبد الله بن مطرف قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقل الناس غفلة، كان إذا رأى ... إلخ.

أخرجه ابن السني (641) : أخبرنا حامد بن شعيب: حدثنا سريج بن يونس: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري: حدثني شيخ، عن حميد بن هلال، عنه. قال سريج: فقيل لمروان: فسم الشيخ، فقال: أخذنا حاجتنا منه ونعطيه بقوله.

قلت: ولم أفهم معنى هذا الكلام ولا مراده؛ فليتأمل.

وإسناده ضعيف؛ جهالة الشيخ الذي لم يسم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن شعيب؛ وهو حامد بن محمد بن شعيب البلخي، وثقه الدارقطني وغيره، وله ترجمة في "تاريخ بغداد" (8/ 169) ، فليرجع إليها من شاء.

وبالجملة؛ فهذه طرق كثيرة يثبت بها أنه عليه السلام كان يدعو إذا رأى الهلال، وأما بماذا كان يدعو؟ فهذا مما اختلفت فيه الأحاديث؛ على ما في أسانيدها من ضعف كما علمت، والذي تطمئن إليه النفس وينشرح له الصدر

 

(8/9)

 

 

ثبوت الدعاء عنه عليه السلام بـ: (اللهم! أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خير ورشد) ؛ لورود ذلك في عدة طرق، وأما بقية الأدعية فشاذة منكرة؛ لم يأت ما يدعمها ويأخذ بعضدها، فالأولى الاكتفاء بهذا القدر من الدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم وجدت الحديث في "الكفاية" (474) للخطيب، من طريق حامد بن محمد بن شعيب به، وله عنده زيادة في الدعاء إذا أمسى وإذا أصبح، وقال في آخره: "ونغطيه بهواه" كذا! ولم أفهمه أيضاً.

3510 - (كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم! إني أسالك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر القدر، وأعوذ بك من شر يوم المحشر) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 44/ 2) ، وعنه أحمد (5/ 329) ، والطبراني، وعنه عبد الغني المقدسي في "السنن" (297/ 2) : حدثنا محمد بن بشر: أخبرنا عبد العزيز بن عمر قال: حدثني من لا أتهم، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الواسطة بين عبد العزيز بن عمر - وهو ابن عبد العزيز - وعبادة.

 

(8/10)

 

 

3511 - (الحباب شيطان) .

ضعيف

رواه ابن سعد (3/ 541) بأسانيد صحيحة، عن عروة، وأبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم، والشعبي؛ ثلاثتهم مرفوعاً.

 

(8/10)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله.

وكذلك رواه ابن وهب في "الجامع" (ص7) عن ابن أبي هلال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للحباب بن عبد الله بن أبي سلول - وكان يكنى به -: "دع اسم الحباب؛ فإنه اسم شيطان".

قلت: وهذا مرسل أيضاً، بل معضل؛ فإن ابن أبي هلال - واسمه سعيد - من السادسة عند ابن حجر.

ثم رواه عن ابن شهاب مرسلاً أو معضلاً نحوه.

ثم رواه (ص11) : حدثني ابن سمعان، عن محمد بن المنكدر مرسلاً نحوه.

وهذا مع إرساله؛ فيه ابن سمعان، وهو متروك.

وله شاهد موصول في "مجمع الزوائد" (8/ 50) ، لكن فيه متروك.

وقد أشار الخطابي في "المعالم" (7/ 256) ، ثم المنذري في "الترغيب" (3/ 87) إلى ضعف الحديث.

ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 372-373) من طريق يسار بن السائب، عن عامر الشعبي مرسلاً.

ثم رواه (1/ 374-375) من طريق عطاء بن السائب، عن الشعبي به.

ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (11/ 40/ 19849) عن معمر، عن الزهري مرسلاً.

وعنه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 412) ، لكنه قال: عن معمر، عن هشام بن عروة مرسلاً.

 

(8/11)

 

 

3512 - (الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا) .

موضوع

رواه أبو عثمان البحيري في "الفوائد" (43/ 1) عن محمد بن أحمد ابن حمدان: حدثنا صالح بن بشر: حدثنا أبو معاوية، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ ابن حمدان هذا كذاب؛ كما قال الذهبي، وقال ابن ابن عدي: "يضع الحديث، وسمعت أبا عروبة يقول: لم أر في الكذابين أصفق وجهاً منه".

 

(8/12)

 

 

3513 - (الحجامة في الرأس شفاء من سبع - إذا ما نوى صاحبها -: من الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس ووجع الأضراس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه) .

موضوع

رواه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 123/ 1334) ، والطبراني (11/ 29/ 10938) عن عمر بن رياح: أخبرنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعاً. ومن هذا الوجه رواه ابن عدي (246/ 1) ، وقال:

"عمر بن رياح يروي البواطيل عن ابن طاوس ما لا يتابعه أحد عليه، والضعف بين على حديثه".

وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب".

ثم رواه الطبراني (3/ 122/ 1) ، وكذا العقيلي (ص29) ، وابن عدي (272/ 2) ، وابن جرير الطبري في "التهذيب" (2/ 104/ 1269) من طريق قدامة

 

(8/12)

 

 

ابن محمد الأشجعي قال: حدثنا إسماعيل بن شبيب الطائفي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به مختصراً.

وإسماعيل هذا واه؛ كما قال الذهبي، وقال النسائي: "متروك الحديث".

والأشجعي؛ صدوق يخطىء.

وروى الحاكم (4/ 210) عن أبي موسى عيسى بن عبد الله الخياط، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ:

"المحجمة التي في وسط الرأس من الجنون والجذام والنعاس، وكان يسميها منقذة". وقال:

"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: عيسى في "الضعفاء" لابن حبان وابن عدي".

قلت: قال فيه ابن عدي (296/ 2) :

"عامة ما يرويه لا يتابع عليه".

3514 - (الجهاد أربع: أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، والصدق في مواطن الصبر، وشنآن المنافقين، فمن أمر بالمعروف شد عضد المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسقين، ومن صدق في مواطن الصبر فقد قضى ما عليه، ومن شنأ الفاسقين غضب لله، وغضب الله له) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 10-11) عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن محمد بن سوقة، عن الحارث، عن علي مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث محمد، تفرد به الوصافي".

 

(8/13)

 

 

قلت: وهو ضعيف، ومثله الحارث وهو الأعور.

3515 - (حق الزوج على امرأته أن لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلت ذلك كان له الأجر، وعليها الوزر، ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم تؤجر، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها الملائكة؛ ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تؤوب أو ترجع، قيل: وإن كان ظالماً؟ قال: وإن كان ظالماً) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1594-ترتيبه) ، ومن طريقه البيهقي (7/ 272) ، عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن امرأة أتته فقالت: ما حق الزوج على امرأته؟ قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف مختلط كما تقدم مراراً.

وقد روي الحديث بنحوه من طريق أخرى من حديث ابن عباس نحوه، وفيه بعض ما في هذا وزيادة عليه، وفيه أن المرأة قالت:

"لا جرم، لا أتزوج أبداً".

أخرجه البزار (2/ 177/ 1464) ، وأبو يعلى (4/ 340/ 2455) من طريق خالد ابن عبد الله الواسطي، عن حسين بن قيس، عن عكرمة عنه.

قلت: وحسين هذا هو الملقب بـ (حنش) ، وهو متروك كما قال الحافظ في "التقريب"، وإلى ذلك يشير الذهبي في "الكاشف":

 

(8/14)

 

 

"قال البخاري: لا يكتب حديثه".

وبه أعله الهيثمي، ولكنه قال (4/ 307) :

"رواه البزار، وفيه حسين بن قيس المعروف بـ (حنش) ، وهو ضعيف، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله ثقات".

وأشار المنذري إلى تضعيف الحديث بتصديره إياه في "الترغيب" (3/ 77) بقوله: "روي" وقال:

"رواه الطبراني".

وما أظن هذا العزو إلا وهماً؛ فإني لم أجده في (مسند عكرمة عن ابن عباس) في "المعجم الكبير"، ولا في "الأوسط"، ولا في "الصغير". والله أعلم.

هذا؛ وقد خلط المعلق على "مسند أبي يعلى" بين الحديثين أو الطريقين عن ابن عباس، فأوهم القراء أنهما يدوران على لفظ حديث (الحنش) ! ولم يشر أدنى إشارة إلى اختلاف متنيهما بنحو ما سبقت الإشارة إليه، مما قد يفسح المجال لمن لا يعلم أن يقوي أحدهما بالآخر، وإن كان هناك ما يمنع من ذلك - حتى ولو كان متنهما واحداً -، ألا وهو شدة ضعف (الحنش) .

3516 - (الحجامة في الرأس من: الجنون والجذام، والبرص والنعاس، والضرس) .

ضعيف

رواه الطبراني (12/ 291/ 13150) وفي "الأوسط" (1/ 277/ 2 رقم 4686) عن عبد الله بن محمد العبادي: أخبرنا مسلم بن سالم: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً.

 

(8/15)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلم بن سالم هو الجهني، قال أبو داود: "ليس بثقة"، وبه أعله الهيثمي كما يأتي.

والعبادي بضم العين المهملة، أورده السمعاني في هذه النسبة، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول، ولم أره عند غيره.

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 93) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مسلمة بن سالم الجهني، ويقال: مسلم ابن سالم، وهو ضعيف".

قلت: وفاته أنه في "كبير الطبراني" أيضاً.

وقد روي من حديث ابن عباس أيضاً مرفوعاً به.

أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 104) ، والطبراني (11/ 187/ 11446) مختصراً من طريق إسماعيل بن شيبة، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إسماعيل بن شيبة - ويقال: ابن شبيب الطائفي - قال الذهبي:

"واه".

ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه، هذا أحدها.

وروي من حديث أبي سعيد أيضاً بزيادة في آخره، ومن طريق أخرى عن ابن عباس أيضاً، وقد مضى تخريجهما قريباً برقم (3513) .

ومن حديث أم سلمة مرفوعاً به؛ إلا أنه قال: "والصداع" مكان: "والضرس".

 

(8/16)

 

 

أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 299/ 667) عن الحارث بن عبيد، عن المغيرة بن حبيب، عن مولى لأم سلمة، عنها.

قلت: وأخرجه الطبري في "التهذيب" (2/ 124/ 1336) بسند ضعيف؛ عن الحارث بن عبيد الأنماري، عن أبي المغيرة بن صالح، عن مولى لأم سلمة به؛ إلا أنه قال:

" ... من الصداع والدوار ووجع الضرس، قال: وعد أشياء كثيرة".

وأنا أظن أن (الأنماري) محرف من (الإيادي) ، وهو صدوق يخطىء، وأبو المغيرة بن صالح، أظنه خطأ من الطابع أو الناسخ، والصواب: "المغيرة أبي صالح"؛ فإن المغيرة بن حبيب عند الطبراني كنيته أبو صالح، قال ابن حبان في "الثقات": "يغرب". والمولى مجهول لم يسم.

(تنبيه) : حديث أم سلمة هذا مما فات الهيثمي فلم يورده في "مجمع الزوائد" وهو على شرطه.

3517 - (الحجامة في الرأس هي المغيثة، أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية) .

ضعيف جداً

رواه ابن سعد (1/ 447) : أخبرنا عمر بن حفص، عن أبان، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمر بن حفص - وهو أبو حفص العبد ي -، وأبان - وهو ابن أبي عياش -؛ متروكان.

وروى (1/ 446) عن عقيل، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن

 

(8/17)

 

 

سعد بن أبي وقاص: أنه وضع يده على المكان الناتىء من الرأس فوق اليافوخ، فقال: هذا موضع محجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يحجم، قال عقيل: وحدثني غير واحد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسميها المغيثة.

قلت: وهذا سند ضعيف لإعضاله، ورجاله كلهم ثقات.

ثم روى عن المسعودي، عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسط رأسه وكان يسميها منقذاً.

3518 - (الحجامة يوم الأحد شفاء) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 99) من طريق ابن السني، عن موسى بن محمد: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته موسى هذا - وهو ابن محمد بن عطاء الدمياطي المقدسي -؛ وكان يضع الحديث؛ كما قال ابن حبان وغيره.

والمنكدر بن محمد بن المنكدر لين الحديث، وبه فقط أعله المناوي! فقصر.

والحديث عزاه السيوطي لعبد الملك بن حبيب أيضاً في "الطب النبوي"، عن عبد الكريم الحضرمي معضلاً.

قلت: وهو مع إعضاله واه بمرة؛ لأن عبد الملك هذا قال فيه الذهبي:

"كثير الوهم، صحفي، وكان ابن حزم يقول: ليس بثقة".

 

(8/18)

 

 

3519 - (الحج جهاد كل ضعيف، وجهاد المرأة حسن التبعل) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (2902) ، وأحمد (6/ 294و303) ، والقضاعي في

 

(8/18)

 

 

"مسند الشهاب" (9/ 1) من طريق القاسم بن الفضل، عن محمد بن علي، عن أم سلمة مرفوعاً بالشطر الأول.

ثم رواه القضاعي بتمامه من طريق إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا علي بن حرب قال: أخبرنا موسى بن داود قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عامر ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن علي مرفوعاً، في حديث طويل.

وكتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على الهامش:

"ضعيف". وعلى الطريق الأولى:

"سنده منقطع".

قلت: ووجه الأول؛ أن محمد بن علي - وهو أبو جعفر الباقر - لم يسمع من أم سلمة؛ كما قال أحمد وأبو حاتم.

ووجه الآخر؛ أن ابن لهيعة سيىء الحفظ، لكنه شاهد لا بأس به للطريق الأولى، فيتقوى به الشطر الأول من الحديث. والله أعلم.

3520 - (الحج والعمرة فريضتان، لا يضرك بأيهما بدأت) .

ضعيف

رواه الدارقطني (ص282) ، والحاكم (1/ 471) ، وابن الغطريف في "جزء من حديثه" (53/ 1 مجموع13) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 70/ 1) عن محمد بن كثير الكوفي قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن ابن سيرين، عن زيد بن ثابت مرفوعاً. وقال الحاكم:

"والصحيح عن زيد بن ثابت قوله". ووافقه الذهبي.

ثم ساقه الحاكم - وكذا الدارقطني - من طريق هشام بن حسان، عن محمد

 

(8/19)

 

 

ابن سيرين به موقوفاً نحوه.

قلت: وإسناد الموقوف صحيح، والمرفوع ضعيف؛ لأن محمد بن كثير الكوفي ضعيف؛ كما في "التقريب"، وقال فيه البخاري: "منكر الحديث".

وإسماعيل بن مسلم؛ الظاهر أنه المكي الضعيف، فإن كان العبد ي؛ فهو ثقة.

وأخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص127) ، وعنه الديلمي (2/ 97) من طريق عبد الله بن صالح قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً به، دون قوله: "لا يضرك..".

قلت: وهذا سند ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة وعبد الله بن صالح.

ويعارضه حديث عن الحجاج بن أرطأة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العمرة أواجبة هي؟ فقال:

"لا، وأن تعتمر خير لك".

والحجاج بن أرطأة مدلس، وقد عنعنه.

3521 - (الحديث عني ما تعرفون) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 108) عن إبراهيم بن محمد، عن صالح ابن كيسان، عن إسماعيل بن محمد، عن ابن المسيب، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.

 

(8/20)

 

 

3522 - (الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت) .

موضوع

الديلمي (2/ 109) عن أبي سهل اليمامي: حدثنا أحمد بن يوسف العجلي: حدثنا يونس بن مرداس - وكان خادماً لأنس - قال: كنت جالساً يمين أنس وأبي هريرة، فسمعت أبا هريرة يقول: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو سهل اليمامي، واسمه أحمد بن محمد بن عمر بن يونس بن القاسم الحنفي؛ كذبه أبو حاتم وابن صاعد وسلمة بن شبيب.

واللذان فوقه لم أعرفهما.

 

(8/21)

 

 

3523 - (الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 101) عن محمد بن محمد بن سليمان الواسطي: حدثنا هشام بن عمار، عن مخيس بن تميم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مخيس بن تميم مجهول؛ كما قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 442) عن أبيه.

وهشام بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه.

 

(8/21)

 

 

3524 - (الحق بعدي مع عمر حيث كان) .

موضوع

رواه العقيلي في "الضعفاء" (363) عن القاسم بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس؛ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

ثم رواه هو، والبخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 114) ، وابن عساكر (13/ 13/ 1)

 

(8/21)

 

 

من طريق آخر، عن القاسم به؛ إلا أنه قال، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ، قال:

"قال علي بن المديني: هوعندي عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاء الخراساني؛ لأن عطاء الخراساني مرسل عن عبد الله بن عباس. والله أعلم".

وقال الذهبي:

"وأخاف أن يكون كذباً مختلفاً".

وأقره الحافظ في "اللسان".

والحديث أخرجه الديلمي أيضاً (2/ 272) .

3525 - (الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك) .

ضعيف

أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 18) عن عمرو بن حمزة، عن صالح المري، عن الحسن، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن هو البصري، وهو مدلس.

وعمرو بن حمزة - وهو العبسي -؛ ضعيف. ومثله صالح المري.

والحديث عزاه السيوطي لابن عدي، و "لحلية أبي نعيم"، ولم أره في فهرسها.

 

(8/22)

 

 

3526 - (الحكمة عشرة أجزاء، تسعة منها في العزلة، وواحد في الصمت) .

ضعيف جداً

رواه ابن عدي (6/ 2434) ، والبيهقي في "الزهد الكبير"

 

(8/22)

 

 

(16/ 1) (95/ 127ط) ، والديلمي (2/ 102) عن سليمان بن عبد الملك، عن عمه محرز بن هارون، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وقال البيهقي:

"إسناده ضعيف، ومتنه مرفوع منكر".

قلت: وآفته محرز بن هارون؛ قال الحافظ ابن حجر:

"متروك".

وسليمان بن عبد الملك؛ لم أجد له ترجمة.

3527 - (الحليم رشيد في الدنيا، رشيد في الآخرة) .

ضعيف

رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/ 311) ، والديلمي (2/ 107) عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد الرقاشي ضعيف، والربيع بن صبيح سيىء الحفظ.

(تنبيه) : كذا وقع في المصدرين المذكورين: "رشيد"، ووقع في "الجامع الصغير" من رواية الأول منهما، و"الجامع الكبير" من روايتيهما بلفظ: "سيد"، فالظاهر أنه تصحف على السيوطي. والله أعلم.

 

(8/23)

 

 

3528 - (الحمد لله رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده) .

ضعيف

رواه البغوي في "شرح السنة" (144/ 2) ، والديلمي (2/ 103) عن

 

(8/23)

 

 

عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن قتادة: أن عبد الله بن عمرو قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات؛ لكن قتادة لم يسمع من ابن عمرو؛ كما يقتضيه قول الحاكم فيه:

"لم يسمع من صحابي غير أنس".

3529 - (الحمد على النعمة أمان لزوالها) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 103) عن يزيد بن سليمان: حدثنا بكير بن مسعدة، عن عاصم بن مرة، عن أبي سعد، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون عمر - رضي الله عنه - لم أعرفهم.

 

(8/24)

 

 

3530 - (النفقة في الحج مثل النفقة في سبيل الله، الدرهم بسبع مئة) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 53) ، وأحمد (5/ 354-355) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (97/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 110/ 2) ، ومشرق بن عبد الله في "حديثه" (64/ 2) ، والبيهقي في "السنن" (4/ 332) و "الشعب" (3/ 481/ 4124-4126) ، وابن عساكر في "أربعين الجهاد" (الحديث30) ، والضياء في "النتقي من مسموعاته بمرو" (29/ 1) من طرق عن عطاء بن السائب، عن [أبي] زهير، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً به.

ولم يذكر بعضهم [أبي] ، وبعضهم لم يذكر زهيراً أيضاً، فجعله عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن بريدة، وبعضهم أدخل بينهما علقمة بن مرثد، وهي رواية

 

(8/24)

 

 

ابن الأعرابي، ورواية للطبراني وقال:

"تفرد به عطاء".

قلت: وكان قد اختلط، ولعل هذا الاضطراب منه.

وأبو زهير هذا اسمه حرب بن زهير، وفي ترجمته أورد البخاري هذا الحديث وقال:

"قال علي (هو ابن المديني) : أراه أبو زهير الضبعي الذي روى عنه عطاء بن السائب عن ابن بريدة عن أبيه".

وكذا في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 249) وقال:

"واختلف عن عطاء فيه على وجوه شتى".

قلت: وقد بينها البخاري تحت ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول، وأما ابن حبان؛ فأورده في "الثقات" (2/ 65) ؛ على قاعدته!

وقد روي عنه من طريق أخرى على وجه آخر، أخرجه البخاري، وكذا الطبراني أيضاً (6/ 324/ 5690) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (248/ 2) من طريقه وطريق سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، عن محمد بن بشر، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي عن أنس مرفوعاً به.

وهذا ضعيف أيضاً؛ لجهالة حرب بن زهير كما سبق، ومثله يزيد بن زهير الضبعي؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 262) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان؛ فذكره أيضاً في "الثقات" (1/ 260) ، وقد خفي حالهما على

 

(8/25)

 

 

الهيثمي، فقال في حديث بريدة (3/ 208) :

"رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه (أبو زهير) ولم أجد من ذكره"!

وقال في حديث أنس:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفه"!

وكأنه يشير إلى أبي زهير، أو حرب بن زهير، وشيخه يزيد بن زهير الضبعي، وقد عرفت أنهما مترجمان عند البخاري وابن أبي حاتم بما يدل على جهالتهما، ولذلك؛ فما أحسن المعلق على "مجمع البحرين" في تعقبه الهيثمي في حديث أنس إذ قال (3/ 182) :

"قلت: رجال الإسناد كلهم معروفون؛ إلا أن الحسين بن عبد الأول ضعيف؛ لكن تابعه علي بن المديني، عند البخاري في "تاريخه"، فالحديث إسناده حسن"!

كذا قال! وعمدته توثيق ابن حبان! وكأنه تجاهل تساهله في توثيق المجهولين دون الحفاظ النقاد كما هنا!

وتبعه في التحسين المعلقون الثلاثة على "الترغيب"، ولكن بطريقة أخرى وأسلوب يشعر من لم يعرف بعد اعتداءهم على هذا العلم أنهم لم يشموا رائحته بعد؛ فقد قالوا تحت حديث بريدة (2/ 124) :

"حسن، رواه أحمد (5/ 355) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 208) : رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو زهير، ولم أجد من ذكره".

فسلموا بقول الهيثمي المستلزم ضعف الحديث، ومع ذلك حسنوه!

 

(8/26)

 

 

فجمعوا بين النقيضين، ولو أنهم قالوا: حسن لغيره؛ كما قالوا فيما يأتي؛ لكان خطؤهم أخف، ولكنهم لجهلهم لا يدرون ما يخرج من أفواههم!

وقالوا في حديث أنس الذي يلي حديث بريدة:

"حسن بشاهده المتقدم، قال الهيثمي.."، فذكروا ما سبق نقله عنه، فجهلوا أن الحديث الأول فيه عطاء بن السائب وكان اختلط، ومع ذلك اضطرب في إسناده، وأن مداره على زهير أو أبي زهير المجهول، وكذلك جهلوا أن مدار الحديث الآخر على حرب بن زهير وشيخه، وأنهما مجهولان، وخلاصة ما صنعوا أنهم حسنوا الضعيف بنفسه، لمجيئه بوجه آخر عنه!

3531 - (الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها) .

ضعيف

رواه أحمد (4/ 70) ، والطبراني (1/ 51/ 1) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (ج1/ 8/ 1) ، وابن أبي الدنيا في "المرض" (2/ 186) ، وابن عساكر (18/ 119/ 1) ، والضياء في "المختارة" (1/ 456) عن سلم بن قتيبة: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أوسط قال: خطبنا خالد بن عبد الله القسري فحدثنا، عن أبيه، عن جده أسد بن كرز مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة عبد الله القسري، وهو ابن يزيد بن أسد ابن كرز، أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 199) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعليه؛ فضمير "جده" يعود إلى عبد الله لا إلى خالد بن عبد الله؛ كما يقتضيه ظاهر السياق.

وله شاهد من حديث عائشة، أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (160/ 2) : حدثنا هاشم بن الوليد قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن عمر بن

 

(8/27)

 

 

قيس، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم، عنها مرفوعاً به.

لكن عمر بن قيس هذا؛ الظاهر أنه المكي المعروف بـ (سندل) ، وهو متروك؛ كما في "التقريب".

3532 - (الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة) .

ضعيف جداً

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (7/ 1-2) عن أحمد ابن رشد الهلالي قال: أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن الحسن بن صالح، عن الحسن بن عمرو، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً، رجاله ثقات غير الهلالي هذا؛ اتهمه الذهبي بأنه اختلق خبراً باطلاً في ذكر بني العباس، وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"، وهذه علة هذا الحديث، وأما ابن طاهر؛ فأعله بالحسن بن صالح وقال:

"تركه يحيى القطان وابن مهدي"، نقله المناوي عنه، ثم بنى عليه، فقال:

"فقول شارحه العامري: إنه صحيح خطأ صريح".

قلت: والحسن هذا هو ابن صالح بن حي؛ ثقة، احتج به مسلم وغيره، ومن جرحه لم يأت بحجة. وانظر الحديث الآتي (6143) ؛ ففيه زيادة في التخريج وبيان أوهام لبعض العلماء.

 

(8/28)

 

 

3533 - (الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض للمؤمن) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (165/ 2) ، وأبو نعيم

 

(8/28)

 

 

في "الطب" (ق99/ 2) من طرق، عن الحسن مرفوعاً.

ثم رواه ابن أبي الدنيا (168/ 1) ، والقضاعي (7/ 1) من طريق أخرى عن يونس، عن الحسن به وزاد:

"يحبس عبد هـ إذا شاء، ثم يرسله إذا شاء، فقروها بالماء".

ورواه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (ج1/ 69/ 2) عن بشر بن المفضل، عن يونس، عن الحسن به.

ووصله أبو نعيم من طريق علي بن زيد، عن أنس بن مالك به؛ دون قوله: "للمؤمن".

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف.

ورواه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (16/ 1) عن أبي عاصم العباداني عبد الله بن عبيد المراري: حدثنا بحير بن هارون، عن أبي يزيد المدني، عن عبد الرحمن بن المرفع قال:

لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وهم في ألف وثمان مئة؛ فقسمها على ثمانية عشر سهماً وهي مخضرة من الفواكه، فوقع الناس في الفاكهة فمغثتهم الحمى، فشكوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... فذكره؛ وزاد:

"وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم؛ فبردوا لها الماء في الشنان وصبوا عليكم - يعني: بين المغرب والعشاء -"، ففعلوا، فذهب عنهم.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (ج2 باب ما جاء في استئذان الحمى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) .

 

(8/29)

 

 

3534 - (الحمى سجن الله في الأرض، وهو حظ المؤمن من النار) .

ضعيف جداً

رواه ابن منده في "المعرفة" (5/ 2) عن محمد بن جامع العطار قال: أخبرنا عبيس بن ميمون، عن قتادة بن دعامة السدوسي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"هكذا رواه محمد بن جامع فقال: عن أبيه، ورواه سليمان الشاذكوني عن عبيس فقال: عن قتادة عن أنس".

قلت: ومحمد بن جامع العطار متروك الحديث؛ كما قال ابن عبد البر، لكن الشاذكوني شر منه؛ فإنه متهم بالوضع.

ومدار الحديث من الوجهين على عبيس بن ميمون، وهو متروك الحديث؛ كما قال الفلاس. وقال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 34) عن أبيه:

"ضعيف الحديث، منكر الحديث".

 

(8/30)

 

 

3535 - (الحمى شهادة) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 105) عن أبي أيوب الخبائري: حدثنا موسى بن محمد: حدثنا الوليد بن محمد الموقري؛ عن الزهري، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته موسى بن محمد، وهو الدمياطي البلقاوي؛ كذبه أبو زرعة وغيره، وقريب منه شيخه الموقري، وقد كذبه ابن معين، وبه أعله المناوي، وفاته قول الذهبي في آخر ترجمته:

"ولموسى بن محمد البلقاوي عنه بلايا، لكن الآفة من البلقاوي، وإن كان الموقري مجمعاً على ضعفه".

 

(8/30)

 

 

وقريب منهما أبو أيوب الخبائري، واسمه سليمان بن سلمة؛ قال ابن الجنيد:

"كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا".

3536 - (من أحب رجلاً لله، فقال: إني أحبك في الله، فدخلا جميعاً الجنة، فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر؛ ألحق بالذي أحب لله) .

ضعيف

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1/ 296/ 332) ، والبزار في "مسنده" (4/ 230/ 3599-كشف) - والسياق له -، والطبراني في "المعجم الكبير" (13/ 28/ 55) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد هو الأفريقي؛ كما صرحت به رواية عبد بن حميد، قال الذهبي في "الكاشف":

"ضعفوه".

وقال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف في حفظه".

فقول المنذري في "الترغيب" (4/ 46/ 9) :

"رواه البزار بإسناد حسن"!

غير حسن، وإن تابعه الهيثمي كعادته (10/ 279) .

 

(8/31)

 

 

3537 - ((الحواميم) ديباج القرآن) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 106) عن أبي نعيم، عن أبي الشيخ بسنده، عن

 

(8/31)

 

 

عثمان البري: حدثنا عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد القدوس بن حبيب؛ فإنه كذاب كما قال ابن المبارك، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث.

وعثمان - وهو ابن مقسم البري -؛ ضعيف.

وأخرج الحاكم (2/ 437) بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود قال: ... فذكره موقوفاً عليه، وهذا هو الصواب.

3538 - ((الحواميم) روضة من رياض الجنة) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 106) عن مجاعة بن الزبير، عن أبان، عن سعد بن أبي الحسن، عن سمرة بن جندب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبان هو ابن أبي عياش، وهو متروك، ومجاعة بن الزبير؛ فيه ضعف.

 

(8/32)

 

 

3539 - (الحور العين خلقن من الزعفران) .

ضعيف

أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (28/ 2) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (71/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 99) من طريق الحارث بن خليفة: حدثنا شعبة، عن ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحارث بن خليفة قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 74) عن أبيه:

"مجهول".

 

(8/32)

 

 

ثم أخرجه أبو نعيم من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.

وهذا إسناد واه؛ عبيد الله بن زحر وعلي ين يزيد؛ ضعيفان، وتركهما ابن حبان.

ثم رواه هو، والضياء المقدسي في "صفة الجنة" أيضاً (81/ 2) ، كلاهما من طريق الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري: حدثني الليث ابن ابنة الليث بن أبي سليم قال: حدثتني عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي أمامة به. وقال الطبراني:

"لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به علي بن الحسن بن هارون".

قلت: ولم أعرفه، وقد خولف في سنده، فقال أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (69/ 1) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد: أخبرنا محمد بن عيسى الطباع، عن عائشة بنت يونس بسندها المذكور، عن مجاهد من قوله.

قلت: وهذا أصح من الذي قبله؛ فإن الطباع ثقة من رجال مسلم، ومحمد ابن أحمد بن الوليد ثقة أيضاً مترجم في "تاريخ بغداد" (1/ 367-368) .

على أن مدار الإسنادين - المرفوع والمقطوع - على عائشة بنت يونس، ولم أجد من ذكرها، عن زوجها ليث بن أبي سليم، وكان قد اختلط.

3540 - (خلق الحور العين من تسبيح الملائكة، فليس فيهن أذى، وقال الله: (إنا أنشأناهن إنشاءً. فجعلناهن أبكاراً. عرباً) [الواقعة: 35 - 37] عواشق لأزواجهن) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 127) عن عمر بن الخطاب: حدثنا محمد بن

 

(8/33)

 

 

عبد العزيز بن خالد: حدثنا العباس بن الوليد: حدثنا عبد الله بن هارون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن هارون لم أعرفه، وفي طبقته أربعة:

الأول: الفروي المدني، له مناكير، وطعن فيه ابن عدي.

الثاني: حجازي، لا يعرف.

الثالث: الصوري، لا يعرف أيضاً.

الرابع: البجلي، ليس بالقوي.

فالله أعلم أيهم هو؟

والعباس بن الوليد لم أعرفه أيضاً، وفي طبقته جماعة أيضاً تراهم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 214-215) ، ومحمد بن عبد العزيز بن خالد لم أعرفه أيضاً.

وبالجملة؛ فالحديث منكر المتن، وإسناده مظلم.

3541 - (الحياء عشرة أجزاء؛ فتسعة في النساء، وواحد في الرجال، ولولا ذلك ما قوى الرجال على النساء) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 107) عن الحسن بن قتيبة: حدثنا عبيد الله بن زياد النحوي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الحسن بن قتيبة قال الذهبي:

"هالك، قال الدارقطني: متروك الحديث".

وعبيد الله بن زياد النحوي؛ لم أعرفه.

 

(8/34)

 

 

3542 - (خالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله، وحمزة أسد الله وأسد رسوله، وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله وأمين رسوله، وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن، وعبد الرحمن بن عوف من تجار الرحمن عز وجل) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 133) عن أحمد بن عمران البغدادي: حدثنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن شاهين: حدثنا الحسن بن الفضل أبو علي الزعفراني: حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، قال ابن المنادي:

"الحسن بن الفضل أبو علي الزعفراني أكثر الناس عنه، ثم انكشف، فتركوه، وخرقوا حديثه، مات سنة 258".

ولقد أخطأ المناوي خطأ فاحشاً حين أعله بقوله:

"وفيه أحمد بن عمران، قال البخاري: يتكلمون فيه".

فإن هذا الذي قال فيه البخاري ما ذكر متقدم الطبقة على أحمد بن عمران البغدادي راوي الحديث، وحسبك دليلاً على ذلك أن شيخ شيخه الحسن بن الفضل توفي سنة (258) كما سبق، أي بعد موت البخاري بسنتين!

ثم إن أحمد بن عمران البغدادي لعله المترجم في "تاريخ بغداد" (4/ 333-334) بأنه "أبو بكر المعدل، يعرف بالسوسنجردي. حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي".

ثم ذكر أنه ولد سنة (261) ، وتوفي سنة (336) .

 

(8/35)

 

 

3543 - (خدر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات) .

موضوع

رواه ابن عدي (308/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (ص12) عن محمد بن عمر بن واقد: أخبرني أخي شملة بن عمر بن واقد: أخبرنا عمر بن شيبة بن أبي كثير الأشجعي، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ آفته محمد بن عمر بن واقد؛ وهو الواقدي المؤرخ المشهور، وهو متروك متهم بالكذب.

وأخوه شملة بن عمر بن واقد؛ لم أجد له ترجمة.

وعمر بن شيبة بن أبي كثير الأشجعي؛ مجهول؛ كما قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 115) عن أبيه، وتحرف على بعض المحدثين فقال: "كثير بن شيبة" قال الذهبي:

"وإنما هو عمر لا كثير، وهذا الحديث معروف به وهو منكر، وعده ابن عدي من أفراد الواقدي".

 

(8/36)

 

 

3544 - (خذ الحب من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (1599) ، وابن ماجه (1814) ، والحاكم (1/ 388) ، والبيهقي (4/ 112) من طريق أبي داود والحاكم، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل؛ فإني لا أتقنه".

 

(8/36)

 

 

قال الذهبي عقبه:

"قلت: لم يلقه".

وبين ذلك ابن التركماني، فقال في "الجوهر النقي":

"قلت: هو مرسل؛ لأن عطاء ولد سنة تسع عشرة، فلم يدرك معاذاً؛ لأنه توفي سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس".

3545 - (خص البلاء بمن عرف الناس، وعاش فيهم من لم يعرفهم) .

ضعيف

رواه أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (95/ 2) ، وعنه القضاعي (48/ 1) : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي: أخبرنا هارون بن سليمان: أخبرنا خلف بن سهل: أخبرنا يوسف بن عدي: أخبرنا عثمان بن سماك، عن محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه.

وعثمان بن سماك؛ مجهول لا يعرف؛ كما قال العقيلي.

والحديث أخرجه الديلمي (2/ 127) عن عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عمر قال: ... فذكره موقوفاً عليه.

وإسناده ضعيف أيضاً؛ جبير بن نفير في سماعه من عمر نظر؛ كما قال في "التهذيب".

وعبد الله بن صالح كاتب الليث؛ فيه ضعف.

 

(8/37)

 

 

3546 - (خصلتان لا يحل منعهما: الماء والنار) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الصغير" (ص141) ، وكذا البزار (1324-كشف) كلاهما، عن الحسن بن أبي جعفر، عن بديل بن ميسرة العقيلي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعاً. وقال البزار:

"لا نعلمه إلا عن أنس من هذه الطريق، والحسن ضعيف".

قلت: وقال ابن أبي حاتم (1/ 278) عن أبيه:

"هذا حديث منكر".

وله شاهد من حديث عبد الله بن سرجس قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت بين قميصه وجلده فقبلت منه موضع الخاتم، فلت: ما الذي لا يحل منعه؟ قال: "الملح"، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "الماء والنار".

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 147/ 2) عن موسى بن أيوب النصيبي: حدثنا يحيى بن سعيد العطار الحمصي، عن المثنى بن بكر، عن عاصم الأحول عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ المثنى بن بكر متروك؛ كما قال الدارقطني.

ويحيى بن سعيد العطار؛ ضعيف.

 

(8/38)

 

 

3547 - (خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 255) عن إسماعيل بن يحيى: حدثنا مسعر، عن عطية، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث مسعر، تفرد به إسماعيل".

 

(8/38)

 

 

قلت: وهو كذاب؛ قال صالح جزرة: كان يضع الحديث. وقال الحاكم: روى عن مالك ومسعر وابن أبي ذئب أحاديث موضوعة.

3548 - (خلق الإنسان والحيات سواء، إن رآها أفزعته، وإن لدغته أوجعته، فاقتلوها حيث وجدتموها) .

ضعيف جداً

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1477-ترتيبه) : حدثنا شيبان، عن جابر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل الحيات؟ فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ جابر هو ابن يزيد الجعفي، ذكره الحافظ المزي في شيوخ شيبان هذا، وهو ابن عبد الرحمن النحوي، والجعفي؛ ضعيف جداً، متهم بالكذب.

والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 129/ 2) من طريق عبد الله بن عمران: حدثنا أبو داود: حدثنا عمران، عن جابر به. كذا قال: "عمران"، وعليه قال:

"لم يروه عن جابر إلا عمران، ولا عنه إلا أبو داود، تفرد به عبد الله بن عمران".

قلت: ولا أدري إذا كانت الرواية وقعت للطبراني هكذا، فقال ما قال، أو أنه تحرف على الناسخ فقال: "عمران" مكان: "شيبان"، وهذا هو الأرجح عندي.

لكن قول الطبراني "تفرد به عبد الله بن عمران"، إنما هو على ما أحاط به علمه، وإلا؛ فقد تابعه يونس بن حبيب وهو راوي "المسند" عن الطيالسي، وتابعه أيضاً معاوية بن هشام وآدم - وهو ابن أبي إياس - جميعاً عن شيبان به.

 

(8/39)

 

 

أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 538/ 764) .

3549 - (خلق الله الجن على ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف كبني آدم؛ عليهم الحساب والعقاب. وخلق الله الإنس على ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم؛ لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، قال الله تعالى: (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ، وصنف أجسادهم كأجساد بني آدم، وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) .

ضعيف

رواه أبو الشيخ في "التاريخ" (ص106) وفي "العظمة" (12/ 23/ 1) ، وأبو بكر الذكواني في "الأمالي" (94/ 2) عن أبي فروة يزيد بن سنان قال: حدثني أبو المنيب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن سنان ضعيف.

وأبو المنيب اسمه عبيد الله بن عبد الله؛ وهو صدوق يخطىء.

 

(8/40)

 

 

3550 - (خلق الله الخلق، فكتب آجالهم، وأعمالهم، وأرزاقهم) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 211) عن عمر بن صالح بن عيسى المدائني: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز صادرا: أخبرنا بشر بن المفضل: حدثنا عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن عبد العزيز صادرا؛ كذا وقع في

 

(8/40)

 

 

الموضع المشار إليه من "التاريخ" في موضعين منه، ووقعت ترجمة عبد الرحمن عنده (10/ 257) "ابن صادر" في موضعين أيضاً، وذكر أنه روى عنه جماعة، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وعمر بن صالح بن عيسى المدائني؛ مجهول أيضاً، وفي ترجمته ساق الخطيب هذا الحديث؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

3551 - (خللوا بين أصابعكم، لا يخللها الله عز وجل يوم القيامة في النار) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن السماك في "الأول من الرابع من حديثه" (ق102/ 1) ، والدارقطني في "السنن" (ص35) من طريق يحيى بن ميمون بن عطاء، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

والدارقطني أيضاً، وأبو حامد الحضرمي في "حديثه" (163/ 2) من طريق عمر بن قيس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً به نحوه.

قلت: وهذا حديث ضعيف جداً؛ لأن يحيى بن ميمون وعمر بن قيس - وهو المكي المعروف بـ "سندل" - متروكان، وقد كذبهما بعضهم.

 

(8/41)

 

 

3552 - (خمس من الإيمان؛ من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له: التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله، والتفويض إلى أمر الله، والتوكل على الله، والصبر عند الصدمة الأولى. ولم يطعم امرؤ حقيقة الإسلام حتى يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم، قال قائل: يا رسول الله! أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه

 

(8/41)

 

 

ويده، وعلامات كمنار الطريق: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحكم بكتاب الله، وإطاعة النبي الأمي، والتسليم على بني آدم إذا لقيتموهم) .

ضعيف جداً

أخرجه البزار (7) عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، وقال:

"علته سعيد بن سنان".

قال الشيخ الهيثمي:

"فإنه لا يحتج به".

قلت: بل هو متروك.

3553 - (خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة: زوجة صالحة، وبنون أبرار، وحسن مخالطة الناس، ومعيشة في بلده، وحب آل محمد) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 128) من طريق أبي نعيم، عن هلال بن العلاء: حدثنا أبي: حدثنا أبو إسحاق - شيخ كان معنا في السفينة -، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن زيد بن أرقم مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف العلاء - وهو ابن هلال بن عمر الباهلي -؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، وشيخه أبو إسحاق؛ لم أعرفه.

 

(8/42)

 

 

3554 - (خمس يعجل لصاحبهن العقوبة: البغي، والغدر، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، ومعروف لا يشكر) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 130) عن ابن لال، عن محمد بن كثير ابن مروان: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن كثير بن مروان متروك؛ كما في "التقريب".

 

(8/43)

 

 

3555 - (خمسة لا جمعة عليهم: المرأة، والمسافر، والعبد، والصبي، وأهل البادية) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 128-129) عن حفص بن سالم السمرقندي: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً.

ومن طريق إبراهيم بن حماد مولى هاشم بن المسور بن مخرمة: حدثنا مالك بن أنس به.

قلت: وهذا ضعيف جداً؛ آفته حفص بن سالم (كذا الأصل، وفي كتب الرجال: سلم) السمرقندي، يكنى بأبي مقاتل، قال الذهبي:

"وهاه قتيبة شديداً، وكذبه ابن مهدي".

وقال الحاكم والنقاش:

"حدث عن مسعر وأيوب وعبيد الله بأحاديث موضوعة".

 

(8/43)

 

 

وقد تابعه في الطريق الأخرى إبراهيم بن حماد، ولكنه ضعيف، ولعله سرقه منه؛ فقد أخرجه من طريقه: الدارقطني في "الغرائب" وقال:

"تفرد به إبراهيم، وكان ضعيفاً".

كذا قال! وكأنه لن يطلع على الطريق الأولى.

3556 - (خمروا وجوه موتاكم، ولا تشبهوا باليهود) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 122/ 1) ، وعنه الضياء في "المختارة" (63/ 14/ 1-2) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: أنبأنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي: أخبرنا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً.

ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 238) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي: حدثنا حفص بن غياث به.

وأخرجه الدارقطني (287) ، والبيهقي (3/ 394) من طريق الأزدي به.

وأعله البيهقي بالإرسال تبعاً لأحمد، فذكر عنه أنه قال:

"هذا أخطأ فيه حفص فرفعه، وحدثني حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء مرسلاً". قال البيهقي:

"وكذلك رواه الثوري وغيره عن ابن جريج مرسلاً. وروي عن علي بن عاصم عن ابن جريج كما رواه حفص، وهو وهم".

 

(8/44)

 

 

3557 - (خيار المؤمنين القانع، وشراركم الطامع) .

ضعيف جداً

رواه القضاعي (103/ 2) عن العباس بن الهيثم، عن أبي

 

(8/44)

 

 

همدان، عن منصور بن المعتمر، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة مرفوعاً.

ثم رواه من طريق عمرو بن بكر السكسكي، عن الزهري، عن محمد بن كعب به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو همدان الظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 456) :

"أبو همدان بن هارون. قال ابن معين: كذاب".

وعمرو بن بكر السكسكي؛ متروك.

3558 - (خيار أمتي؛ الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، والذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به، وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب، ويتشدقون في الكلام) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 120) ، والحفاظ عبد الغني المقدسي في "الثالث والتسعين من تخريجه" (44/ 1) عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم اللخمي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ورجاله ثقات.

 

(8/45)

 

 

3559 - (إن خيار أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك ثبج أعوج، ليسوا مني، ولست منهم) .

ضعيف جداً

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 180) عن يزيد بن

 

(8/45)

 

 

ربيعة، عن زيد بن واقد، عن بسر بن أبي أرطأة، عن عبد الله بن واقد السعدي مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته يزيد هذا؛ فإنه متروك، وبه أعله الهيثمي كما نقله المناوي، وأقره.

3560 - (خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 110/ 2) ، والطبري في "التهذيب" (مسند عمر-1/ 260/ 434) عن عبد الرحمن بن حرملة، أنه سمع رجلاً يسأل سعيد بن المسيب: أتم الصلاة وأصوم في السفر؟ قال: لا، قال: فإني أقوى على ذلك؟ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوى منك، كان يقصر الصلاة في السفر ويفطر، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

ورواه أبو العباس الأصم في "حديثه" (ج2رقم26) من طريق آخر عن ابن حرملة به. مقتصراً على المرفوع فقط.

قلت: وهذا سند صحيح مرسل.

وقد روي موصولاً عن جابر - رضي الله عنه -، أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 151) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه" (11/ 1) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 255) ، وعبد الغني المقدسي في "السنن" (ق62/ 2) من طريق عبد الله بن صالح قال: حدثنا إسرائيل، عن خالد العبد، عن محمد بن المنكدر عنه. وقال البخاري:

"خالد العبد منكر الحديث".

 

(8/46)

 

 

3561 - (خير أبواب البر الصدقة) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 178/ 2) : حدثنا أبو زكريا الدينوري البصري: أخبرنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي: أخبرنا خالد الحذاء، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن محمد بن ثواب الحصري ترجمه الخطيب في "التاريخ" (9/ 94-95) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأبو زكريا الدينوري البصري؛ لم أعرفه.

ولعل الهيثمي أشار إليهما حين قال (3/ 110) :

"رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه".

وعبد العزيز بن عبد الله القرشي هو أبو القاسم المدني الفقيه، وهو ثقة من شيوخ البخاري.

 

(8/47)

 

 

3562 - (خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 116) من طريق أبي نعيم، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ عباد بن يعقوب وعمرو بن ثابت رافضيان، أوردهما الذهبي في "الضعفاء والمتروكين"، فقال في الأول منهما:

"قال ابن حبان: رافضي داعية". وقال في الآخر:

"تركوه، رافضي. قاله أبو داود".

 

(8/47)

 

 

3563 - (خير الدعاء الاستغفار، وخير العبادة قول لا إله إلا الله) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 116-117) من طريق الحاكم، عن أبي البختري: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو البختري - واسمه وهب بن وهب -؛ وكان يضع الحديث كما قال أحمد. وقال ابن معين:

"كان يكذب عدو الله".

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (رقم528-بترقيمي) ، ومع ذلك أورده في "الجامع الصغير"! وفي "الكبير" أيضاً (1/ 518) من رواية الحاكم في "تاريخه".

 

(8/48)

 

 

3564 - (خير الدواء: السعوط واللدود، والحجامة، والمشي) (1) .

ضعيف

رواه الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل في "الأمالي" (2/ 2) بسند صحيح، عن أبي السفر، عن الشعبي مرفوعاً (1) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله.

وأبو السفر اسمه سعيد بن محمد؛ وهو ثقة.

__________

(1) قال الشيخ أبو القاسم: " السعوط ما يجعل في الأنف، واللدود ما يجعل في أحد شقي الفم، والمشي شرب الدواء المسهل، واسم الدواء: " المشيّ " بتشديد الياء ".

 

(8/48)

 

 

3564/ 2 - (خير الرجال رجال الأنصار، وخير الطعام الثريد) (1) .

ضعيف

رواه الديلمي، عن أبي نعيم، عن عبد الله بن الأشعث بن سوار، عن أبيه، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الأشعث بن سوار قال الحافظ:

"ضعيف".

وابنه عبد الله؛ شبه مجهول؛ أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 8) ولم يذكر عنه رواياً غير جعفر بن عون، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

__________

(1) تكرر هذا الرقم خطأً، وقدر الله وما شاء فعل

 

(8/49)

 

 

3565 - (خير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 117) عن أبي الشيخ معلقاً، عن الحسن ابن عمارة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الحسن بن عمارة متروك.

 

(8/49)

 

 

3566 - (خير العبادة أخفها) .

موضوع

رواه القضاعي (100/ 1) عن سلام المدائني قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن، عن زياد بن أبي مريم، عن عثمان بن عفان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ آفته سلام المدائني، وهو ابن سليم الطويل؛ كذاب متهم بالوضع.

وشيخه أبو عبد الرحمن؛ أظنه زيد بن أبي الحواري؛ ضعيف.

 

(8/49)

 

 

وزياد بن أبي مريم؛ لم يدرك عثمان بن عفان.

3567 - (خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله وأنفعه) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 118) عن يونس بن محمد: حدثنا إبراهيم بن الوليد الجصاص: حدثنا غسان بن مالك: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن: حدثنا أبو زكريا اليمان، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته عنبسة بن عبد الرحمن، وهو متروك، رماه أبو حاتم بالوضع.

وغسان بن مالك؛ قال أبو حاتم:

"ليس بالقوي".

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (650) ، ومع ذلك أودعه في "الجامع الصغير"، فتناقض!

 

(8/50)

 

 

3568 - (خير الناس؛ مؤمن فقير يعطي جهده) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 113) من طريق أبي نعيم، وهذا في "أخبار أصبهان" (1/ 217) عن عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع آفته ابن الضحاك هذا؛ قال أبو حاتم:

"كذاب". وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 167) :

"رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" بسند ضعيف".

 

(8/50)

 

 

كذا قال! ونقل المناوي عنه أنه قال: "ضعيف جداً". وهذا أقرب إلى حال عبد الوهاب الكذاب.

وروي من طريق أخرى عن عبد الله بن دينار به، لكن مختصراً، وقد مضى (2852) .

3569 - (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أراذل) .

ضعيف

رواه الطبراني (1/ 224/ 2) ، والحاكم (3/ 191) من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة - وهذا في "المصنف" (12/ 176/ 12458) - عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات رجال الشيخين غير جد عبد الله بن إدريس؛ واسمه يزيد بن عبد الرحمن الأودي؛ وثقه ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غير اثنين من الثقات، وكأنه لذلك لم يوثقه الحافظ، بل قال:

"مقبول".

يعني عند المتابعة، ولم أجد له متابعاً على قوله: "أراذل"، فهو منكر. والله أعلم.

وقال الهيثمي (10/ 20) :

"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة. والله أعلم".

قلت: كأنه لم يتنبه أن بينهما يزيد الأودي والد إدريس، فتنبه.

 

(8/51)

 

 

ثم ذكره نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وزاد في آخره:

"إلى يوم القيامة"، وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه داود بن يزيد الأودي، وهو ضعيف".

نعم؛ أخرج الطبراني (10/ 114/ 10058) من طريق الأجلح، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً به. وزاد بعد القرن الثالث:

"ثم يجيء قوم لا خير فيهم".

قلت: وهذا إسناد حسن. وأصله في "الصحيحين"، وقد مضى (700) .

وفي الحديث علة أخرى، وهي ذكر القرن الرابع في خير الناس، وفي ثبوت هذه الزيادة نظر؛ لأن الأحاديث الصحيحة لم يرد فيها ذكر القرن الرابع جزماً، بل على الشك؛ كما في حديث عمران؛ قال عمران:

"فلا أدري أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قرنه مرتين أو ثلاثة"، أخرجه الشيخان وغيرهما، وكأنه لذلك لم يقطع الحافظ بصحته، بل أعله بعلة أخرى فقال (7/ 6) - بعد أن عزاه لابن أبي شيبة والطبراني -:

"ورجاله ثقات؛ إلا أن جعدة مختلف في صحبته".

كذا قال! ورجح في "التهذيب" أنه جعدة بن هبيرة المخزومي، وجزم في "الإصابة" بأن أمه أم هانىء بنت أبي طالب، وأن له رؤية بلا نزاع؛ لأنه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال البخاري:

"له صحبة".

وبالجملة: فعلة الحديث عندي:

 

(8/52)

 

 

أولاً: جهالة حال يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وتوثيق العجلي وابن حبان إياه مما لا يرفعها عندي؛ لتساهلهما في التوثيق؛ كما هو معروف عند أهل العلم، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب" كما سبق.

ثانياً: زيادة القرن الرابع فيه؛ فإني لم أرها في شيء من الأحاديث الصحيحة على كثرتها، وقد خرجت طائفة طيبة منها في "الروض النضير" (347) ، وفي بعضها ما ذكرت من الشك في الرابعة، ومثله لا يمكن القضاء عليه إلا بزيادة من ثقة حافظ، وهذا مما لم أجده، اللهم إلا في رواية من حديث النعمان بن بشير، تفرد بها عاصم ابن بهدلة، وفي حفظه ضعف؛ كما تقدم في تخريج حديث ابن مسعود في "الصحيحة" (700) ، ثم وجدت عاصماً قد رواه على الصواب دون زيادة "القرن الرابع" في رواية عنه عند أحمد (4/ 276) ، والبزار (3/ 290/ 2767) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 177) . وكذلك وقعت هذه الزيادة في رواية لأحمد (1/ 378) عن ابن مسعود، وهي شاذة عندي؛ لأنها لم ترد في "الصحيحين"، ولأن في رواية لأحمد (1/ 434) : "ثلاثاً أو أربعاً"، هكذا على الشك، وهي رواية لمسلم (7/ 185) بنحوه، وأحمد أيضاً (1/ 417) .

وقد وقع مثل هذا الاضطراب في حديث بريدة الأسلمي، يرويه عنه عبد الله ابن مَوَلَة (1) قال:

كنت أسير مع بريدة الأسلمي، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم.." الحديث.

__________

(1) بفتحات؛ كما في " التقريب "

 

(8/53)

 

 

أخرجه أحمد (5/ 357) : حدثنا عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة به. وقال عفان مرة:

"القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".

هكذا وقع فيه في الرواية الأولى أربعة قرون، وفي المرة الأخرى خمسة قرون!

وهكذا وقع في "مجمع الزوائد" (10/ 19) من رواية أحمد، وهذا اضطراب ظاهر!

وقد خولف عفان في روايتيه، فقال أحمد (5/ 350) : حدثنا إسماعيل، عن الجريري به؛ إلا أنه قال:

"خير أمتي قرني منهم، ثم الذين يلونهم. قال: ولا أدري أذكر الثالث أم لا؟ ".

قلت: وهذه الرواية أصح من الأوليين؛ لأن إسماعيل - وهو ابن علية - ثقة حافظ من رجال الشيخين، بخلاف حماد بن سلمة؛ فإنه لم يحتج به مسلم إلا من روايته عن ثابت، ولم يحتج به البخاري أصلاً، وذلك؛ لأن في حفظه كلاماً، فروايته عند مخالفة من هو أوثق منه وأحفظ مرجوحة. ولا يمكننا أن ننسب هذا الاضطراب إلى الجريري - واسمه سعيد بن إياس - بحجة أنه كان اختلط؛ لأن كلاً من حماد وإسماعيل قد رويا عنه قبل الاختلاط.

نعم؛ يمكن عزو ذلك إلى عبد الله بن مولة شيخ أبي نضرة، فإنه لا يعرف؛ كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "الميزان":

"ما روى عنه سوى أبي نضرة".

 

(8/54)

 

 

وتوثيق ابن حبان إياه مما لا قيمة له؛ لما عرف من تساهله في التوثيق، حتى إنه ليوثق من يصرح فيه بمثل قوله: "لا أعرفه ولا أعرف أباه"! كما أثبته بالنقل عن كتابه "الثقات" في غير هذا الموضع، ولذلك؛ لم يوثقه الحافظ، وإنما قال فيه: "مقبول". يعني عند المتابعة، ولم يتابع من ثقة إلا على القرن الثالث الذي شك فيه في رواية إسماعيل، بخلاف القرن الرابع؛ فإنه لم يرد إلا مشكوكاً فيه كما تقدم، وأما القرن الخامس فهو منكر؛ لعدم وروده مطلقاً في شيء من طرق الحديث التي وقفت عليها إلا في هذه الطريق الواهية، ولا تغتر بقول الهيثمي عقبها - وبعد أن ساق الروايات الثلاث -:

"رواها كلها أحمد وأبو يعلى باختصار، ورجالها رجال الصحيح".

فإن عبد الله بن مولة ليس من رجال "الصحيح" أولاً، ثم هو لا يعرف ثانياً؛ كما بينته آنفاً. ولعله التبس عليه بعبد الله بن حوالة الصحابي المشهور، وإن كنت أستبعد هذا؛ فإن محقق كتاب "المجمع" الذي وقع في هذا الالتباس، قد بين أن الهيثمي ذكره على الصواب؛ فجاء هذا المحقق فأفسده وجعله "عبد الله بن حوالة"، وعلق عليه بقوله: "في الأصل مولة"! وقد اغتر بهذا التصحيح صديقه وزميله في التتلمذ على الشيخ الكوثري؛ ألا وهو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كما يأتي.

(تنبيه) : أخذ بعض متعصبة الحنيفة الهنود من حديث جعدة بن هبيرة أن مراسيل القرن الرابع حجة، فقال في كتابه "قواعد في علوم الحديث" (ص450) بعد أن نقل كلام الحافظ فيه، ورجح صحبة جعدة:

"وعلى هذا؛ فيجوز لنا أن نحتج بمراسيل القرن الرابع أيضاً؛ لاشتراكهم مع الثالث في العلة التي بها قبلنا مراسيلهم"!

 

(8/55)

 

 

وعلق عليه الشيخ أبو غدة متعقباً له - على خلاف عادته -، فقال:

"قلت: هذا توسع غير ناهض؛ فقد جاء ذكر الخيرية للقرن الخامس أيضاً كما في "مجمع الزوائد" (10/ 19) من حديث (عبد الله بن حوالة) . رواه أحمد وأبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح".

قلت: وهذا التعقب وإن كان في نفسه صحيحاً عندنا لموافقته مذهب المحدثين في ترك الاحتجاج بالمرسل - سوى مرسل الصحابي - على ما هو مشروح في علم المصطلح؛ فإن لنا عليه مؤاخذات:

الأولى: أن مؤلف "القواعد" لما ذكر من قبل (ص138) أن المختار عند الحنيفة قبول مرسل أهل القرن الثاني والثالث، لم يعلق عليه أبو غدة، بل تلقاه بالتسليم؛ لأنه مذهبه! بل زاد على ذلك، فاستدل له بحديث البخاري: "خير أمتي قرني ... " الحديث؛ بالإضافة إلى استدلال المؤلف على ذلك بالإجماع والمعقول، وكل ذلك مردود عند التحقيق، وليس هذا محل بيان ذلك، فإذا كان استدلال المؤلف واستشهاد المعلق صحيحاً، فيلزمهما طرد هذا الاستدلال، وهذا ما صنعه المؤلف حينما عثر على حديث جعدة بن هبيرة، فاستدل به على الاحتجاج بمرسل القرن الرابع أيضاً كما سبق، فقول الشيخ:

"هذا توسع غير ناهض"؛ نقض لما سلم به هناك؛ لأن الدليل واحد، بل كان الواجب عليه أن يلزم المؤلف بالاحتجاج بمرسل القرن الخامس أيضاً بنفس الدليل الذي استدل به للقرن الرابع وهو حديث بريدة، وإلا؛ كان المؤلف متناقضاً، ولكن المؤلف طرد استدلاله، وأما المعلق فهو الذي تناقض!

والحق؛ أن الحديث ليس له علاقة بتوثيق أهل القرون الثلاثة بالمعنى الذي

 

(8/56)

 

 

يريده أهل الحديث؛ وهو إثبات العدالة التي تنافي الكذب والفسق أولاً، والحفظ والضبط الذي ينافي سوء الحفظ المستلزم لضعف حديث صاحبه ثانياً، وإنما هو يثبت لهم العدالة فقط، وفي الجملة لا في التفصيل، فالاستدلال به على إثبات العدالة لكل فرد من أفراد تلك القرون مما لا يخفى فساده على أهل العلم، وأما إثبات الأمر الثاني وهو الحفظ والضبط؛ فهيهات هيهات.

الثانية: أنه قلد محقق "مجمع الزوائد" في جعله الحديث من رواية عبد الله ابن حوالة، وتحريفه - بجهله - الأصل الذي كان فيه عبد الله بن مولة، والأول صحابي، والآخر تابعي مجهول، (ذلك مبلغهم من العلم) .

الثالثة: تصحيحه الحديث بجزمه به في قوله: "فقد جاء.."، وهو حديث ضعيف مضطرب، ولو كان عنده ذرة من المعرفة بهذا العلم الشريف؛ لكان مجرد نظره في اختلاف ألفاظ الحديث - وقد ذكرها كلها صاحب "المجمع" - كافياً له في دفعه إلى إمعان النظر فيها وترجيح الراجح منها على المرجوح، ولكن أنى له ذلك، وهو لا يعرف من هذا العلم إلا مجرد النقل والتقليد تقليداً أعمى؛ كما يدل على ذلك تعاليقه الكثيرة على الكتب التي يقوم بطبعها، بل وتحقيقها زعم!!

الرابعة: تقليده الهيثمي في قوله: "رجاله رجال الصحيح"، وابن مولة ليس من رجال "الصحيح" كما سبق، ولعل قول الهيثمي هذا هو الذي غره فصحح الحديث - وهو من جهله بهذا العلم - ثم اعترض به على المؤلف، وإن كان الاعتراض نفسه وارداً عليه ولازماً له كما بينا.

وقد وقع المؤلف نفسه في مثل هذا الاغترار؛ فإنه اكتفى في تصحيح الحديث

 

(8/57)

 

 

للاستلال به على ما ذهب إليه من الأخذ بمرسل القرن الرابع - بقول الحافظ: "رجال ثقات؛ إلا أن جعدة مختلف في صحبته". ففهم من قوله: "رجاله ثقات" أنه يساوي قوله لو قال: "إسناده صحيح"، لولا الاختلاف الذي ذكره، وما دام أن الراجح عند المؤلف أنه صحابي؛ فالإسناد صحيح! وقد عرفت ما فيه من الجهالة والمخالفة للأحاديث الصحيحة التي اتفقت على إثبات القرن الثالث، والشك في الرابع، فلا يزول هذا الشك بزيادة رجل مجهول الحال لم يوثقه إلا متساهل بالتوثيق كما سبق!

ثم جدت أمور لابد من النظر فيها، وبيان ما يجب حولها، فأقول:

أولاً: حديث بريدة الأسلمي المتقدم برواية أحمد عن عفان، وفيه ذكر القرن الرابع، وقد أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في "المصنف" (12/ 177/ 1/ 12463) : حدثنا عفان به. إلا أنه وقع فيه: ".. مع أبي بردة الأسلمي.." كذا: أبي بردة! ولعله خطأ مطبعي أو نسخي؛ فإنه لا وجود لأبي بردة الأسلمي في الصحابة، فلعله في الأصل: "أبي برزة الأسلمي" فإنه صحابي معروف، وقد وقع كذلك عند بعض رواته كما يأتي، لكن قد أخرجه ابن حبان، في أول المجلد الثامن من كتابه "الثقات" من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا عفان به، مثل رواية أحمد: ".. بريدة الأسلمي.."، فهذا يؤكد خطأ ما في "المصنف".

لكن؛ قد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 415/ 7420) : حدثنا العباس ابن الوليد النرسي: حدثنا عبد الأعلى أبو محمد السامي: حدثنا سعيد - يعني الجريري - ... فساق إسناده المتقدم، ولكنه قال: "أبو برزة الأسلمي"! وليس هذا خطأ مطبعياً؛ فإنه كذلك في بعض المخطوطات، ويؤيد ذلك أنه في جملة أحاديث

 

(8/58)

 

 

ساقها أبو يعلى في "مسند أبي برزة الأسلمي"، فإذن يمكن أن يعتبر هذا اضطراباً آخر من عبد الله بن مولة فإن السند إليه بهذا صحيح أيضاً، فكما اضطرب في متن الحديث كما تقدم، فكذلك اضطرب في إسناده أيضاً، فمرة قال: "بريدة الأسلمي"، ومرة قال: "أبو برزة الأسلمي"!

بل إنه اضطرب في متنه على وجه آخر؛ فإنه لم يذكر القرن الرابع، بل شك في القرن الثالث، فقال كما قال إسماعيل ابن علية في روايته المتقدمة: "ولا أدري أذكر الثالث أم لا؟ ".

فهذا مما يؤكد ضعف الحديث وضعف رواية عبد الله بن مولة، وخطأ من صحح حديثه هذا؛ كما يأتي بيانه فيما يلي:

ثانياً: قال ابن حبان عقب الحديث:

"هذه اللفظة: "ثم الذين يلونهم" في الرابعة، تفرد بها حماد بن سلمة وهو ثقة مأمون، وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات..".

قلت: لا شأن لحماد في هذه الزيادة، كما لا شأن له بالزيادة الأخرى: "ثم الذين يلونهم" في الخامسة، كما تقدم في الرواية الأخرى عند أحمد، فتنبه، وإنما هو اضطراب من عبد الله بن مولة كما تقدم.

على أنه يمكن أن ينسب إلى حماد نفسه شيء من هذا الاختلاف؛ فإني وجدت الطحاوي قد روى الحديث في "مشكل الآثار" (3/ 177) من طريق عفان عنه بإسناده، لم يذكر القرن الرابع مطلقاً، وفي حماد كلام يسير في حفظه إلا في روايته عن ثابت - كما تقدم -، فقد يكون منه بعض هذا الاختلاف، إلا؛ فهو من عفان أو من دونه، وهذا مما أستبعده. والله أعلم.

 

(8/59)

 

 

ثالثاً: قد عرفت مما تقدم أن عبد الله بن مولة مجهول، وأنه علة هذا الحديث، ولم يتنبه لهذا المعلق على "مسند أبي يعلى"، فقال:

"إسناده صحيح"!

وركن في ذلك إلى قول الذهبي في ابن مولة في "الكاشف":

"صدوق".

وقول الحافظ في "التقريب":

"مقبول".

وليس يخفى على أحد أنه لا حجة له في شيء من ذلك، أما قول الحافظ، فظاهر لكل من يعرف اصطلاح الحافظ في هذه اللفظة: "مقبول"، فإنه يعني أنه مقبول عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث، وعليه؛ فالحديث لين؛ لأنه لا متابع له أولاً، ثم هو قد اضطرب في إسناده ومتنه ثانياً كما سبق بيانه، فأنى لحديثه الصحة؟!

وأما قول صاحب "الكاشف" فيه: "صدوق"؛ فهو في الحقيقة يكشف عن وهم لا وجه له أهل العلم، ومنهم الذهبي نفسه؛ فقد صرح - كما تقدم - بأنه ما روى عنه سوى أبي نضرة، فلعل الوهم من بعض الناسخين؛ فإن المعروف عندي عن الذهبي أنه إنما يقولها في التابعي المستور الذي روى عنه جمع من الثقات، وهذا على الغالب، وأما مجهول العين كهذا؛ فلا.

رابعاً: ثم إن حديث داود بن يزيد الأودي المتقدم قد رأيته في "معجم الطبراني الأوسط" (2/ 34/ 2/ 5606) من طريق عقبة بن مكرم قال: حدثنا يونس

 

(8/60)

 

 

ابن بكير، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه يزيد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به؛ وقال:

"لم يروه عن داود الأودي إلا يونس بن بكير، تفرد به عقبة".

كذا قال! وقد رواه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 276/ 2643) من طريق عبيد بن يعيش، عن يونس بن عبيد به. ثم رواه من طريق أبي نعيم، عن داود ابن يزيد الأودي، عن أبيه، عن جعدة بن هبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر: "ثم الرابع.."، وقال:

"وأبو نعيم أحفظ من يونس، وليس لجعدة صحبة".

قلت: كذا وقع في رواية أبي نعيم: "داود بن يزيد"، فإذا صح هذا فهو متابع لإدريس بن يزيد الأودي في روايته المتقدمة، فهو مما يرجح رواية أبي نعيم هذه، وأن الحديث حديث جعدة بن هبيرة، وليس حديث أبي هريرة، وقد عرفت مما سلف أن يزيد الأودي مجهول الحال، فالإسناد ضعيف على كل حال، صحت صحبة جعدة أو لم تصح، والله أعلم.

خامساً: ذكر الهيثمي في "المجمع" (10/ 20) حديث أبي برزة الأسلمي مختصراً جداً بلفظ:

"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".

وقال:

"وإسناده حسن. رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".

فأقول: أخشى أن يكون قوله: "وإسناده حسن" مقحماً من بعض النساخ؛

 

(8/61)

 

 

لأنه ينافي قوله: "فيه من لم أعرفه"، كما ينافي أسلوبهالعام في كلامه على الأحاديث؛ فإن عادته الغالبة أن يخرج، ثم يتكلم على الإسناد تصحيحاً وتضعيفاً. والله أعلم.

ثم إنني أخشى أن يكون مداره على عبد الله بن مولة المجهول كما تقدم، والمجلد الذي فيه مسند أبي برزة - واسمه نضلة - من "المعجم الكبير" للطبراني لم يطبع بعد، فما أمكنني الوقوف على إسناده فيه.

3570 - (خير أمراء السرايا؛ زيد بن حارثة، أقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية) .

موضوع

أخرجه الحاكم (3/ 215) عن الحسين بن الفرج: حدثنا محمد بن عمر: حدثني عائذ بن يحيى، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه مرفوعاً به. وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: في سنده الواقدي".

قلت: وهو متهم بالكذب كما تقدم مراراً، والراوي عنه الحسين بن الفرج؛ قال في "الميزان":

"قال ابن معين: كذاب يسرق الحديث، ومشاه غيره، وقال أبو زرعة: ذهب حديثه".

قال الحافظ في "اللسان":

"وقوله: "مشاه غيره" ما علمت من عنى".

 

(8/62)

 

 

3571 - (خير أمتي: الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصروا) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (46/ 1من ترتيبه) عن عبد الله بن يحيى بن معبد المراري: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً. قال الطبراني:

"لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة، تفرد به المراري".

قلت: ولم أجد من ترجمه.

وابن لهيعة؛ ضعيف، وبه أعله الخيثمي (2/ 157) .

وأبو الزبير؛ مدلس، وقد عنعنه.

 

(8/63)

 

 

3572 - (خير أمتي أولها وآخرها، وفي وسطها الكدر) .

ضعيف

عزاه السيوطي للحكيم الترمذي عن أبي الدرداء مرفوعاً، وسكت عليه شارحه المناوي، وكأنه لم يقف على سنده، وقد وقفت عليه؛ فقال أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (189/ 2) : "وقال محمد بن علي الترمذي رحمه الله: حدثنا الحسين بن عمر بن شقيق البصري: حدثنا سليمان بن طريف، عن مكحول، عن أبي الدرداء مرفوعاً به".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ مكحول لم يسمع من أبي الدرداء.

ومن دونه لم أجد من ترجمهما.

 

(8/63)

 

 

3573 - (خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر. رضي الله عنهما) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (17/ 375/ 2) عن عبد الرحمن بن جبلة: أخبرنا بشر ابن سريج قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: سمعت علياً والزبير قالا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره في ترجمة وراد بن جهير؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

قلت: فهو ضعيف الإسناد.

وبشر بن سريج؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 1/ 375) برواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وعبد الرحمن بن جبلة؛ لم يذكر فيه أيضاً (2/ 2/ 221) جرحاً ولا تعديلاً؛ ولكنه قال: "روى عنه أبو زرعة". وهو لا يروي إلا عن ثقة كما هو معلوم.

 

(8/64)

 

 

3574 - (خير خصال الصائم السواك) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (1678) ، والمخلص في "العاشر من حديثه" (216/ 2) ، وابن شاذان في "الخامس من المنتقى من حديثه" (239/ 2) ، وأبو حفص الكتاني في "حديثه" (142/ 2) ، والدارقطني (ص22) ، والبيهقي في "سننه" (4/ 272) من طريقين عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة مرفوعاً. وقال البيهقي:

"مجالد غيره أثبت منه".

وتعقبه ابن التركماني بقوله:

 

(8/64)

 

 

"قلت: ظاهر هذا اللفظ توثيق مجالد، فإن قصد ذلك فقد ناقض هذا في "باب الغنيمة لمن شهد الوقعة" فقال: "مجالد ضعيف"، وإن قصد بذلك تضعيفه، فقد أخطأ في عبارته؛ فضعفه بلفظ يقتضي التوثيق، ومجالد وإن تكلموا فيه فقد وثقه بعضهم، وأخرج له مسلم في "صحيحه"".

قلت: المتقرر فيه أنه لا يحتج به؛ قال الذهبي:

"فيه لين". وقال الحافظ:

"ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره".

ولذلك؛ لم يحتج به مسلم، وإنما روى له مقروناً كما في "الترغيب" (4/ 291) ، فإطلاق ابن التركماني عزوه إليه إنما هو من تعصبه لمذهبه وعلى البيهقي. والله المستعان.

3575 - (خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم) .

ضعيف

روي من حديث واثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس.

1- أما حديث واثلة؛ فيرويه عنبسة بن سعيد قال: حدثنا حماد مولى بني أمية، عن جناح مولى الوليد، عنه مرفوعاً.

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ق355/ 1) ، وتمام في "الفوائد" (190/ 2) ، وعنه ابن عساكر (2/ 119/ 2) ، وابن شاهين في "الترغيب" (ق292/ 2) ، والدينوري في "المجالسة" (8/ 191/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 37) ،

 

(8/65)

 

 

والبيهقي في "الشعب" (2/ 472/ 2) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 141/ 2) من طرق عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ حماد قال الأزدي:

"متروك".

ومن فوقه وتحته ضعيفان. وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 270) :

"رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه من لم أعرفه"!

2- أما حديث أنس؛ فيرويه الحسن بن أبي جعفر: حدثنا ثابت البناني، عن أنس به.

أخرجه ابن عدي (87/ 1) ، وأبو علي الهروي في الجزء الثاني من الجزء الأول من "الفوائد" (1/ 2) ، وابن الديباجي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 81/ 1) ، وأبو نعيم في "الأخبار" (2/ 37) ، والقضاعي (102/ 2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن بن أبي جعفر قال الحافظ:

"ضعيف الحديث مع عبادته وفضله". وقال الهيثمي:

"رواه الطبراني والبزار [3219] ، فيهما الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف".

3- وأما حديث ابن عباس؛ فيرويه محمد بن يزيد: حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات: حدثنا بحر بن كنيز، عن يحيى بن [أبي] كثير، عن عكرمة عنه.

أخرجه البيهقي.

قلت: وهذا سند ضعيف، مسلسل بالضعفاء؛ بحر بن كنيز فمن دونه.

 

(8/66)

 

 

ومحمد بن يزيد الظاهر أنه أبو عبد الله بن أبي فروة الرهاوي.

4- وأما حديث عمر؛ فيرويه إبراهيم بن حيان الأنصاري: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر عنه مرفوعاً.

أخرجه ابن عدي (8/ 1) ، وقال بعد أن ساق لإبراهيم هذا حديثاً آخر:

"وهذان الحديثان مع أحاديث غيرهما بالأسانيد التي ذكر إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة مناكير، وهكذا سائر أحاديثه".

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف؛ لأن هذه الطرق شديدة الضعف كما رأيت، وخيرها طريق أنس، ولو رأينا له شاهداً ضعفه مثله لحسنته. والله أعلم.

3576 - (خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 115/ 286) من طريق أبي نعيم، عن عمرو بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمرو بن خالد، وهو أبو يوسف الأعشى الأسدي الكوفي؛ قال أبو نعيم الأصبهاني:

"روى عن هشام بن عروة موضوعات". قال ابن حبان:

"يروي عن الثقات الموضوعات، لا تحل الرواية عنه".

ثم ساق في ترجمته هذا الحديث؛ وقال:

"وهو بهذا الإسناد باطل موضوع، والبلاء من أبي يوسف".

 

(8/67)

 

 

3577 - (خيركم أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (11/ 232/ 1) عن مالك بن مغول قال: أخبرت عن الحسن قال: قالوا: يا رسول الله من خيرنا؟ قال: "أزهدكم..". الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، الحسن هو ابن أبي الحسن البصري.

 

(8/68)

 

 

3578 - (خيركم خيركم للمماليك) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 112) من طريق الطبراني، عن عبد الملك بن زيد، عن مصعب بن مصعب، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مصعب بن مصعب قال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات".

وعبد الملك بن زيد؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"ضعفوه".

 

(8/68)

 

 

3579 - (سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (5/ 35) ، وأبو نعيم في "الطب" (ق1-2-المنتقى منه) من طريق سعيد بن عنبسة: حدثنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد: حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً.

 

(8/68)

 

 

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ سعيد بن عنبسة هو الرازي أبو عثمان الخراز؛ قال ابن الجنيد:

"كذاب". وقال أبو حاتم:

"كان لا يصدق".

وأبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي؛ وفيه ضعف؛ قال الحافظ:

"صدوق فيه لين". وقال الهيثمي (5/ 35-36) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سعيد بن عبية القطان، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر".

كذا قال! وكأنه تحرف عليه أو على ناسخ أصله اسم "عنبسة" إلى "عبية" فلم يعرفه. وإنما هو "عنبسة" كما وقع عند أبي نعيم، وقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن أبي عبيدة الحداد.

ولكنه لم يتفرد به؛ فقد أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (3/ 40/ 1) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 51/ 1) عن أحمد بن خليل القومسي: حدثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي: حدثنا أبو هلال محمد بن سليم الراسبي به. دون قوله "في الدنيا والآخرة".

لكن القومسي هذا كذاب؛ كما قال ابن أبي حاتم، وضعفه أبو زرعة.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5/ 92/ 5904) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا....

قلت: فساق إسناده إلى العباس بن بكار: حدثنا أبو هلال الراسبي به. وقال:

 

(8/69)

 

 

"ورواه جماعة عن أبي هلال الراسبي، تفرد به أبو هلال".

وأقول: هو مع ضعفه؛ فالطرق إليه واهية كما تقدم، والسلمي هذا متهم بوضع الأحاديث للصوفيه!

وقد وجدت لبعضه شواهد، فروى أيوب بن محمد الوزان الثقفي: أخبرنا سلام ابن سليمان الثقفي، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً به. دون الفقرة الثالثة.

أخرجه أبو عبد الله الخلال في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه" (47/ 1) .

وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ فإن أبا جعفر هو محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر، لم يدرك جده علياً رضي الله عنه.

وابن إسحاق؛ مدلس وقد عنعنه.

وسلام بن سليمان الثقفي؛ ضعيف.

وروى البيهقي (5902) عن روح بن عبادة: حدثنا المجاشعي هشام بن سلمان: حدثنا يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعاً بلفظ:

"خير الإدام اللحم، وهو سيد الإدام".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ يزيد الرقاشي ضعيف جداً.

والمجاشعي؛ قال الذهبي: "صدوق، ضعفه موسى بن إسماعيل المنقري".

وروى أبو نعيم في "الطب" كما في "الجزء الذي انتقاه القلانسي منه" أيضاً

 

(8/70)

 

 

عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي: حدثنا أبي: حدثنا علي بن موسى، عن آبائه بلفظ:

"سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم".

قلت: والطائي هذا اتهمه الذهبي بالوضع، ونحوه في "اللآلي" (2/ 240) .

ثم رأيت الحديث في "شعب الإيمان" (1/ 215/ 1) من طريق الغلابي: حدثنا الحسن بن حسان وعلي بن أبي طالب البزار قالا: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة به.

لكن الغلابي هذا وضاع.

ورجعت إلى مصورة "الأوسط" بواسطة فهرسي، فرأيت الحديث فيه رقم (7630) : حدثنا محمد بن شعيب (هو الأصبهاني) : أخبرنا سعيد بن عتبة القطان: حدثنا أبو عبيدة الحداد.. إلخ، وقال:

"تفرد به سعيد".

كذا قال! وقد عرفت ما فيه.

فأقول الآن: قد توقفت عن الجزم بالتحريف المتقدم حتى يأتي له شاهد.

3580 - (خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ؛ الذي لا أهل له ولا ولد) .

باطل

رواه عباس الترقفي في "حديثه" (1/ 2) : حدثنا رواد بن الجراح، عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً. ومن طريق الترقفي رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (180/ 2) ، وكذا أبو القاسم المهراني في "الفوائد المنتخبة"

 

(8/71)

 

 

(2/ رقم11- من نسختي) ، وابن عدي (141/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (6/ 198و11/ 225) ، وابن عساكر (2/ 131/ 2و6/ 143/ 1) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1) ، وقال المهراني:

"هذا حديث غريب من حديث سفيان بن سعيد الثوري، تفرد بروايته رواد عن الثوري، وقد رواه عنه غيره".

ورواه العقيلي أيضاً (137) من طريق رواد به، وروى عن الإمام أحمد أنه قال في رواد:

"لا بأس به، صاحب سنة؛ إلا أنه حدث عن سفيان بأحاديث مناكير"، ثم ساق له هذا الحديث وقال:

"حديث باطل".

وكذا قال الذهبي. وقال ابن أبي حاتم (2/ 420) :

"قال أبي: هذا حديث منكر".

وقال في مكان آخر (2/ 132) كما قال أحمد:

"هذا حديث باطل".

ونقل الذهبي في "الميزان" عن أبي حاتم أنه قال:

"منكر لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي: أن رجلاً جاء إلى رواد، فذكر له هذا الحديث، فاستحسنه وكتبه، ثم حدث به بعد، يظن أنه من سماعه".

قلت: وذلك لأنه كان اختلط.

 

(8/72)

 

 

وقد روى نحو هذا الذي قاله أبو حاتم ابن جرير الطبري في "تفسيره" تحت حديث آخر ضعفه ابن كثير به، سيأتي تخريجه برقم (6550) .

قلت: وقد روي موقوفاً، فقال الحاكم في "المستدرك" (4/ 486) : أخبرنا أبو عبد الله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة: حدثنا الحسن بن الوليد: حدثنا سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:

"يأتي على الناس زمان يغبط فيه الرجل لخفة حاله، كما يغبط الرجل اليوم بالمال والولد".

قال: فقال له رجل: أي المال يومئذ خير؟ قال: "سلاح صالح، وفرس صالح، يزول معه أينما زال". وقال:

"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"! وكذا قال الذهبي في "تلخيصه"!

وفيه نظر، بل هو إسناد ضعيف مظلم، وبيان ذلك من وجوه:

الأول: أن أبا الزعراء اثنان؛ متقدم، واسمه عبد الله بن هاني الكندي الأسدي، أبو الزعراء الكبير، له رواية عند الترمذي وغيره، عن ابن مسعود وهو صدوق؛ كما قال أبو حاتم.

وأما المتأخر فاسمه: عمرو بن عمرو، ويقال: ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي الأصغر، وهو مجهول لا يعرف، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" هو والذي قبله، على أنه قد ذكرهما في الطبقة الثالثة، مشيراً بذلك إلى انقطاعه، وقد ذكروا في ترجمته أنه لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل.

 

(8/73)

 

 

لكن الحديث هنا من رواية سفيان، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، وهذا مما لا يعرف؛ لأنه على ذلك يكون الراوي عنه إنما هو عمرو بن عمرو المتأخر طبقة؛ فقد ذكروهما في الرواة عن أبي الزعراء المتأخر طبقة، وقد قال الحافظ المزي (16/ 242) :

"وأما أبو الزعراء الأكبر هذا؛ فلا تعرف له رواية إلا عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب، ولا يعرف له راو؛ إلا سلمة بن كهيل، ولم يدركه سفيان بن عيينة، ولا أحد من أقرانه".

قلت: ولعل العلة في هذا الخلط من الآتي ذكره، وهو:

الوجه الثاني: (محمد بن إبراهيم بن أرومة) ؛ فقد جهدت في البحث عن ترجمة له، دون الوقوف عليها، مع أنهم قد ترجموا لأبيه (إبراهيم بن أرومة) ، وهو الأصبهاني الحافظ، كما ترجموا للراوي عنه شيخ الحاكم (أبي عبد الله الصفار) ، انظر "تاريخ الإسلام" (25/ 179) ، و "تذكرة الحفاظ" (2/ 628) .

ثم إن (الحسن بن الوليد) ، كذا وقع في "المستدرك"، وله ترجمة قصيرة في "أخبار أصبهان" لم أتمكن منها من الحكم عليه بأنه هو؛ بينما جاء في "تهذيب الكمال" (6/ 495-496) :

الحسين بن الوليد القرشي مولاهم، أبو علي، ويقال: أبو عبد الله الفقيه النيسابوري. ثم ذكر في شيوخه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

ومن هذا التحقيق يتبين أن العلامة (سراج الدين) المعروف بـ (ابن الملقن) ؛ إنما لم يورد هذا الحديث في كتابه "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم" لأنه لم يضعه هو ليستدرك على المختصر كما هو صريح عنوان الكتاب.

 

(8/74)

 

 

وقد اغتر بالتصحيح المتقدم بعض الكتاب من المغرب في كلمة نشرتها له جريدة "المسلمون" بتاريخ السبت 28/ذي الحجة 1418 العدد (690) ، والكلمة نافعة لكنه تسرع، فقال بعد أن نقل تصحيح الحاكم والذهبي:

"وهذا من الموقوف الذي له حكم الرفع؛ إذ لا مجال للرأي فيه".

قلت: وهذا فيه نظر لو صح، فكيف وفيه ما علمت من العلل.

3581 - (خيركن أطولكن يداً) .

موضوع

أخرجه أبو يعلى (13/ 7430) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 6) عن أم الأسود، عن منية، من حديث أبي برزة قال:

[كان] للنبي - صلى الله عليه وسلم - تسع نسوة، فقال يوماً: ... فذكره، فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار! قال:

"لست أعني هذا، ولكن أصنعكن يدين".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة منية هذه؛ قال الذهبي:

"تفردت عنها أم الأسود". ولهذا قال الحافظ:

"لا يعرف حالها".

قلت: فما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال: "إسناده حسن". ليس بحسن، لا سيما والمحفوظ في هذه القصة أنه قال لهن: "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً".

أخرجه البخاري (1/ 359) ، ومسلم (7/ 144) ، والنسائي (1/ 352) ، وأحمد (6/ 121) من طرق عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.

وفي رواية مسلم أنها زينب بنت جحش، وهو الصواب.

 

(8/75)

 

 

وفي رواية البخاري أنها سودة بنت زمعة، وهي وهم كما حققه الحافظ في "الفتح"، ووقع له وهم نبهت عليه تحت الحديث (6335) .

ثم رأيت كلام الهيثمي في "المجمع" ونصه (9/ 248) :

"رواه أبو يعلى، وإسناده حسن؛ لأنه يعتضد بما يأتي".

يعني الحديث المشار إليه الآتي عن ميمونة بلفظ:

"أولكن ترد علي الحوض أطولكن يداً".

وهو حديث موضوع؛ فيه مجمع على تركه، وهو مسلمة بن علي الخشني؛ قال الهيثمي: "وهو ضعيف".

وقد ترتب من تساهل الهيثمي هذا وتسامحه في اقتصاره على تضعيفه فقط للخشني أن اعتبر بعضهم حديثه هذا شاهداً لحديث الترجمة! فقد عزاه الحافظ في "المطالب العالية" (1/ 257/ 879) لـ "مسند أبي بكر بن أبي شيبة"، فعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بقوله:

"لم يحكم البوصيري عليه بشيء، بل قال: له شاهد من حديث عائشة"!

وسكت عليه الشيخ ولم يتعقبه بشيء، بل إنه لما أعاده الحافظ في مكان آخر (4/ 131/ 4146) علق عليه مقوياً له بقول الهيثمي المذكور آنفاً! وهذا من شؤم التساهل في النقد!

ولم يتنبه لهذا المعلق على مسند "أبي يعلى"، فقال (13/ 425) - وهو يترجم لمنية -:

"ما رأيت فيها جرحاً، ولم ترو منكراً، فهي على شرط ابن حبان، وقد حسن

 

(8/76)

 

 

الحافظ في "المسند" إسنادها".

ثم نقل كلام الهيثمي في هذا الحديث، وفي حديث ميمونة الآتي.

وقد خفي عليه - لأنه حديث عهد بهذا العلم - أن الحديث منكر جداً، بل موضوع؛ لمخالفته لحديث عائشة المذكور، وذلك من ناحيتين:

الأولى: في لفظه؛ فإن فيه: "أسرعكن.."، فهو من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - العلمية، وفي هذا "خيركن.."، فهو من الفضائل، فشتان ما بينهما! والمقصود بالحديث زينب رضي الله عنها على الأصح، كما يأتي بيانه تحت حديث ميمونة (6335) ، وعائشة أفضل كل زوجاته - صلى الله عليه وسلم - وخيرهن، كما هو معلوم.

والأخرى: أن فيه أنهن كن يقسن أيديهن بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -، وفي هذا أنهن فعلن ذلك بحضرته - صلى الله عليه وسلم -، فأي نكارة أصرح من هذه؟!

وأما قوله: "وقد حسن الحافظ في "المسندة" إسنادها".

فلا أدري ما مستنده في ذلك، وهو يعني "مسندة المطالب العالية"؛ فإن نسخة المكتبة المحمودية من "المسندة" (ق35/ 1و171/ 1) ليس فيها التحسين المذكور، ويستبعد مثله عن الحافظ!

3582 - (خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآخرها فيهم عيسى ابن مريم، وبين ذلك ثبج أعوج ليسوا مني، ولست منهم) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 123) : حدثنا أحمد بن إسحاق: حدثنا عبد الله بن سليمان: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني: حدثنا الفريابي،

 

(8/77)

 

 

عن الأوزاعي، عن عروة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله. وعروة هو ابن رويم اللخمي، وهو ثقة كثير الإرسال. ومن دونه ثقات أيضاً؛ غير أحمد بن إسحاق؛ فلم أعرفه.

3583 - (خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً من حج، أو مفطراً من رمضان) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 114) من طريق أبي نعيم، عن سلمة بن سواية، عن ابن حدر الكلبي، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

وسلمة بن سواية. لم أعرفه.

ومثله ابن حدر الكلبي.

لكن ذكر المناوي أن في إسناد الديلمي "أبو جناب الكلبي، ضعفه النسائي والدارقطني". فالظاهر أنه تحرف على الناسخ، فكتب "ابن حدر"، وإنما هو "أبو جناب".

 

(8/78)

 

 

3584 - (خيرهن أيسرهن صداقاً) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (135) ، وابن حبان في "صحيحه" (1255-زوائده) ، والطبراني (3/ 109/ 2) عن رجاء بن الحارث، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: ورجاله ثقات غير رجاء بن الحارث؛ فقال الذهبي: "ضعفه ابن معين وغيره". وقال العقيلي::حديثه ليس بالقائم"، وقال عن هذا الحديث:

 

(8/78)

 

 

"ولا يتابع عليه إلا من جهة مقاربة، وقد روي نحو هذا اللفظ بإسناد غير هذا فيه لين أيضاً، والرواية الصحيحة حديث محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر".

قلت: ولعل الإسناد الآخر الذي أشار إليه العقيلي هو من طريق جابر بن يزيد الجعفي؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 281) :

"رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقد وثقه شعبة والثوري، وفي الآخر رجاء بن الحارث، ضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما ثقات".

3585 - (خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة؛ لأنها أعم وأكفى، أترونها للمتقين؟! لا، ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/ 583) ، وابن أبي داود في "البعث" (86/ 45) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (1/ 158/ 1) ، وأبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (175/ 2) ، وأبو علي إسماعيل الصفار في "حديث عبد الله المخرمي" (116/ 2) من طريق أبي بدر: حدثنا زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

قلت: وهذا إسناد حسن فيما يبدو، رجاله ثقات رجال مسلم، وفي أبي بدر - واسمه شجاع بن الوليد بن قيس السكوني - كلام يسير من جهة حفظه، وقال الحافظ:

"صدوق، ورع، له أوهام".

 

(8/79)

 

 

قلت: وإني لأخشى أن يكون قد وهم في إسناد هذا الحديث؛ فقد خولف فيه؛ فقال الحسن بن عرفة في "جزئه" (رقم94-منسوختي) ، وعنه ابن أبي داود في "البعث" (رقم44) ، والعسكري في "التصحيفات" (1/ 316) ، ورزق الله التميمي في "جزئه" (154/ 1) : حدثني عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

ومن طريق ابن حرب أخرجه المخلص أيضاً.

وعبد السلام ثقة حافظ محتج به في "الصحيحين".

وقال الإمام أحمد (2/ 75) : حدثنا معمر بن سليمان الرقي أبو عبد الله: حدثنا زياد ابن خيثمة، عن علي بن النعمان بن قراد، عن رجل، عن عبد الله بن عمر به.

وهكذا رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (791-بتحقيقي) .

وبالجملة؛ فالحديث لم يطمئن القلب لصحته؛ لاضطراب الرواة في إسناده على زياد بن خيثمة، على هذه الوجوه الثلاثة، والوجهان الأخيران أرجح عندي؛ لأن راوي الأول منهما أوثق من راوي الوجه الأول منها. وكذلك راوي الوجه الثالث ثقة؛ وهو معمر بن سليمان الرقي، وقد اختلف هذان الثقتان أيضاً؛ فقال الأول منهما: "زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد عن عبد الله بن عمر". وخالفه الآخر، فقال: "علي بن النعمان بن قراد" بدل: نعمان بن قراد. ثم أدخل بينه وبين ابن عمر رجلاً لم يسمه. وقد رجح العلامة أحمد شاكر ثبوت كل من الوجهين، وأطال الكلام في ذلك، فإن صح ذلك فالعلة عندي جهالة النعمان هذا؛ فقد قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 446) :

"النعمان بن قراد، ويقال: علي بن النعمان بن قراد، روى عن ابن عمر،

 

(8/80)

 

 

روى عنه زيادة بن خيثمة". وأما ابن حبان فأورده على قاعدته في "ثقات التابعين" (1/ 239) ، واعتمده الشيخ أحمد شاكر، فصحح الحديث لذلك، فلم يصب، ولعله استروح لقول الحافظ المنذري في "الترغيب" (4/ 221) :

"رواه أحمد والطبراني، وإسناده جيد"!

قلت: وكل ذلك ذهول عن قاعدة ابن حبان في توثيقه المجهولين كما بينه الحافظ في مقدمة "اللسان". وزدناه بياناً في "الرد على التعقيب الحثيث"، فتذكر هذا؛ فإنه مهم.

نعم؛ للحديث أصل من طريق أخرى عن أبي موسى مرفوعاً به، دون قوله "لأنها أعم ... " إلخ.

أخرجه أحمد (4/ 404) من طريق عاصم، عن أبي بردة عنه به؛ وفيه قصة.

وهذا إسناد حسن.

وتابعه حمزة بن علي بن مخفر، عن أبي بردة به؛ وزاد:

"وعلمت أنها أوسع لهم".

أخرجه أحمد أيضاً (4/ 415) .

وحمزة هذا مجهول.

وتابعهما عبد الملك بن عمير؛ عن أبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى عنه.

أخرجه ابن أبي عاصم (821) .

وله شاهد من حديث عوف بن مالك الأشجعي، وهو مخرج في "الروض النضير" (1019) ، و "تخريج المشكاة" (5600) .

 

(8/81)

 

 

وآخر من مرسل الحسن البصري مرفوعاً.

أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1625) بسند صحيح عنه.

3586 - (خير سليمان بين الملك والمال والعلم، فاختار العلم، فأعطي الملك والمال؛ لاختياره العلم) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 127) عن محمد بن تميم، عن حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع. آفته محمد بن تميم، والظاهر أنه الفارياناني؛ اسم قرية كما في "معجم البلدان" لياقوت، وهو كذاب يضع الحديث؛ كما قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 343) . وقال الحاكم: كذاب خبيث.

وحفص بن عمر العدني؛ ضعيف.

والحكم بن أبان؛ صدوق له أوهام.

 

(8/82)

 

 

3587 - (الحظ الحسن يزيد الحق وضوحاً) .

ضعيف

رواه السلفي في "أحاديث وحكايات" (79/ 1) عن أحمد بن عبيد ابن ناصح أبو جعفر: حدثنا ابن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الكلبي أو ابنه، وهو هشام بن محمد بن السائب؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"تركوه كأبيه، وكانا رافضيين".

 

(8/82)

 

 

قلت: وأبوه شر منه، قال الذهبي: "كذبه زائدة وابن معين وجماعة".

وله شاهد من حديث أنس، أخرجه الخطيب في "الجامع" (4/ 154/ 2) عن عاصم بن مهاجر الكلاعي، عن أبيه: قال الحسن، عن أنس مرفوعاً.

ومن هذا الوجه رواه أبو الحسين الأبنوسي في "الفوائد" (25/ 2) لكن ليس عنده "قال الحسن ... ".

وكذلك رواه الثعلبي في "تفسيره" (3/ 149/ 1) ، وكذلك رواه الديلمي (2/ 137/ 1) ؛ إلا أنه قال: "عن أبيه، عن سلمة، وكانت له صحبة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ عاصم بن مهاجر وأبوه وسلمة؛ مجهولون لم يترجموهم؛ سوى قول الذهبي في الأول منهم - وقد ساق له هذا الحديث كما رواه الأبنوسي والثعلبي -:

"هذا خبر منكر". ولم يزد هو ولا الحافظ ابن حجر على ذلك شيئاً!

3588 - (الخلق الحسن زمام من رحمة الله) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 135) من طريق الحاكم: حدثنا أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان: حدثنا محمد بن حامد أبو بكر النيسابوري الهروي: حدثنا الذهلي: حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان الثوري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبي موسى مرفوعاً.

قلت: أورده البيهقي في "الشعب" من طريق محمد بن حامد هذا، وقال:

"وهم فيه هذا الشيخ، وليس له من هذا الوجه أصل".

كذا في "لسان الميزان".

 

(8/83)

 

 

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي الشيخ في "الثواب" عن أبي موسى. فتعقبه المناوي بقوله:

"وأخرجه الحاكم والديلمي والبيهقي في "الشعب" باللفظ المزبور عن أبي موسى المذكور من طريقين، وقال: كلا الإسنادين ضعيف".

قلت: وإطلاقه العزو إلى الحاكم يشعر بأنه أخرجه في "المستدرك"، وما رأيته فيه. والله أعلم.

3589 - (الخلق الحسن لا ينزع إلا من [ولد] حيضة، أو ولد زنية) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 135) عن علي بن محمد بن مهرويه: حدثنا السليل بن موسى، عن أبيه موسى بن السليل الصنعاني، عن أبيه، عن بشر ابن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وبه:

"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف بشر بن رافع.

والسليل بن موسى وأبوه وجده؛ لم أعرفهم.

وعلي بن محمد بن مهرويه؛ قال الحافظ في "اللسان":

"قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل همذان":

تكلموا فيه، محله عندنا الصدق".

 

(8/84)

 

 

3590 - (الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) .

ضعيف جداً

أبو يعلى في "مسنده" (163/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (8/ 18/ 2) ، والحارث في "مسنده" (221 من زوائده) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ورقة 167 وجه 2) وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (22/ 1) ، وأبو الحسن القزويني في "الأمالي" (185/ 2) ، وأبو بكر الخبائري في "الأمالي" (16/ 1) من طريق يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت، عن أنس.

وهكذا رواه ابن النقور في "القراءة على الوزير أبي القاسم" (2/ 20/ 1) ، والباطرقاني في "مجلس من الأمالي" (رقم4- من نسختي) ، وكذا المخلص في "المجلس الأول من المجالس السبعة" (48/ 2) ، وأبو القاسم بن الوزير في "الأمالي" (15/ 1) ، والقضاعي (106/ 2) ، ونصر المقدسي في "الأربعين" (رقم11) وقال:

"حديث حسن المتن غريب الإسناد، تفرد به يوسف بن عطية الصفار".

قلت: وهو متروك؛ كما قال الحافظ في "التقريب". وذكر له الذهبي هذا الحديث من مناكيره.

وروي من حديث ابن مسعود، أخرجه الهيثم بن كليب في "المسند" (52/ 1) : حدثنا ابن أبي العوام: حدثنا أبي: أخبرنا سعيد بن محمد الوراق، عن موسى ابن عمير مولى آل جعدة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 61/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (6/ 341) ، والخطيب (6/ 334) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 28) من طريق أخرى عن ابن عمير به.

 

(8/85)

 

 

وكذا رواه الضياء في "المنتخب من مسموعاته بمرو" (135/ 2) ، وكذا أبو نعيم في "الحلية" (4/ 237) وقال:

"تفرد به موسى".

قلت: هو أبو هارون الكوفي؛ متروك أيضاً، وقد كذبه أبو حاتم.

وروي من حديث أبي هريرة بلفظ:

"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله".

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 136) بإسناده المتقدم في الحديث الذي قبله، وهو واه كما سلف.

(تنبيه) : سكت الحافظ السخاوي عن إسناد حديث ابن مسعود، فاغتر به الشيخ عبد الله الغماري فجوده! وقد كنت انتقدته مع أشياء أخرى في تعليقي على رسالة العز بن عبد السلام "بداية السول"، فتراجع عنه بمكر وخبث في رسالة له أسماها: "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع"! وحمل مسؤولية خطئه الحافظ السخاوي، فرددت عليه، وبينت جنفه وظلمه في مقدمة المجلد الثالث من هذه "السلسلة"، فراجعها إن شئت تعرف من جهل هذا الغماري وبهته وسوء خلقه وسلاطة لسانه ما لا يخطر على بال أحد. والله المستعان.

وإنما يثبت من هذا الحديث ما جاء في بعض طرقه التي ذكرها السخاوي بلفظ:

"خير الناس أنفعهم للناس".

ولذلك خرجته في "الصحيحة" (427) .

 

(8/86)

 

 

3591 - (داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة؛ تدفع عنكم الأعراض والأمراض) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 140) عن محمد بن يونس: حدثنا بدل بن المحبر: حدثنا هلال بن مالك الهوائي، عن يونس بن عبيد، عن، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن يونس وهو الكديمي؛ فإنه متهم بالوضع.

وهلال بن مالك الهوائي لم أجد له ترجمة، ولا عرفت هذه النسبة، وهي مهملة حسبما تراءى لي بواسطة القارئة للأفلام.

ونقل المناوي عن البيهقي أنه قال:

"منكر بهذا الإسناد".

 

(8/87)

 

 

3592 - (دثر مكان البيت، فلم يحجه هود ولا صالح؛ حتى بوأه الله لإبراهيم عليه السلام) .

منكر

أخرجه ابن عدي (3/ 2) ، والديلمي (2/ 144) من طريق الزبير بن بكار: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن شهاب، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"إبراهيم هذا؛ فال البخاري: بمشورته جلد مالك، منكر الحديث". قال ابن عدي:

"عامة ما يرويه مناكير، كما قال البخاري، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق".

 

(8/87)

 

 

قلت: إبراهيم هذا ليس هو الذي قال فيه البخاري: "بمشورته جلد مالك".

وإنما قال ذلك في أبيه محمد بن عبد العزيز، ذكره في ترجمته من "التاريخ الكبير" (1/ 167) ، وفيه قال "منكر الحديث"، وكذلك نقله عنه في "الميزان". وأما ابنه إبراهيم فلم يذكر البخاري في ترجمته من "التاريخ" (1/ 1/ 322) ما نقله ابن عدي عنه إطلاقاً. وإنما قال فيه: "وفيه نظر". ونقل الذهبي في "الميزان" عنه أنه قال: "سكتوا عنه، وبمشورته جلد مالك"، وهذا وهم فيما أرى، سلفه في الشطر الثاني منه ابن عدي. وأما قوله: "سكتوا عنه"؛ فإنما قاله البخاري في يعقوب بن محمد، والظاهر أنه أخو إبراهيم، ونص البخاري في ترجمة إبراهيم:

"سمع منه إبراهيم بن المنذر، وفيه نظر، ويعقوب بن محمد - وهو أراه ابن أبي ثابت - سكتوا عنه، ويقال لأبي ثابت: عبد العزيز بن عمران".

هذا نص كلامه، وهو ظاهر فيما ذكرنا. والله أعلم.

3593 - (دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها أهل اليمن، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 229) ، والديلمي (2/ 142) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 107) عن أبي عيسى حمزة بن الحسين بن عمر السمسار: حدثنا الحكم بن عمرو الأنماطي: حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: آفته القرشي هذا كما قال الذهبي، وهو مجهول كما قال العقيلي في "الضعفاء" (ص369) .

وأما قول المناوي:

 

(8/88)

 

 

"وفيه حمزة بن الحسين السمسار. قال الذهبي في "الضعفاء": حمزة بن الحسين الدلال عن ابن السماك. قال الخطيب: كذاب".

قلت: فهو وهم فاحش! اختلط عليه ترجمة بأخرى؛ فإن راوي هذا الحديث هو السمسار، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (8/ 181) وقال:

"وكان ثقة. مات سنة 328".

وأما حمزة بن الحسين الدلال الذي نقل ترجمته عن الذهبي؛ فقد ترجمه الخطيب أيضاً (8/ 185) وذكر أنه كتب عنه وترجم له بما يدل على سوء حاله، وأنه كان يغير السماعات، ولكنه لم يصرح فيه بقوله: كذاب. مات سنة (330) .

3594 - (درهم أعطيه في عقل أحب إلي من مئة في غيره) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 186/ 1) : أخبرنا محمد بن الحارث الجميلي: أخبرنا صفوان بن صالح: أخبرنا الوليد بن مسلم: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك مرفوعاً، وقال:

"لم يروه عن إسحاق إلا عبد الله (كذا) تفرد به الوليد".

قلت: وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية كما في "التقريب"، وشيخه عبد الصمد قال الذهبي:

"فيه جهالة، قال أبو حاتم: شيخ مجهول"، وأما ابن حبان فأورده في "الثقات" على قاعدته! لكنه قال (1/ 137-138) :

"يعتبر بحديثه من غير رواية معان بن رفاعة عنه".

 

(8/89)

 

 

وصفوان بن صالح ثقة ولكنه يدلس أيضاً تدليس التسوية.

والجميلي لم أجد له ترجمة.

وقد خولفاً في اسم هذا المجهول. فقال العقيلي في "الضعفاء" (ص255) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي قال: حدثنا دحيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد السلام بن علي السلامي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به؛ إلا أنه قال:

"خمسة" بدل "مئة".

أورده العقيلي في ترجمة عبد السلام هذا، وقال:

"لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به". وقال الذهبي:

"لا يدرى من هو، والخبر منكر"، يعني هذا، وأقره الحافظ. .

والحديث عزاه السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" لأبي يعلى بلفظ "لدرهم"، ولم أره في "مسنده"، ولا عزاه إليه الهيثمي في "المجمع" (6/ 292) فقد قال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الصمد بن عبد الأعلى؛ قال الذهبي: فيه جهالة".

3595 - (درهم الرجل ينفق في صحته خير من عتق رقبة عند موته) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 144) عن أبي الشيخ معلقاً، عن سليمان ابن سلمة الخبائري: حدثنا يوسف بن السفر (الأصل: القاسم) : حدثنا

 

(8/90)

 

 

الأوزاعي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ سليمان بن سلمة الخبائري؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"متروك".

قلت: ومثله شيخه يوسف بن السفر، وبه فقط أعله المناوي، فقصر.

3596 - (درهم حلال يشتري به عسلاً ويشرب بماء المطر؛ شفاء من كل داء) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 22) ، وعنه الديلمي (2/ 143-144) : حدثنا علي بن محمد: حدثنا أبو زرعة الموصلي تريك بن مناس ابن يعقوب: حدثنا يوسف بن رزيق الموصلي: حدثنا عمي: حدثنا حميد، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

أورده في ترجمة علي بن محمد هذا - وهو ابن أحمد بن حسنويه - أبو بكر الضراب؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومن بينه وبين حميد؛ لم أعرفهم.

 

(8/91)

 

 

3597 - (دعاء المحسن إليه للمحسن لا يرد) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 140) عن الحارث بن مسكين، عن ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك.

 

(8/91)

 

 

3598 - (دعوة في السر تعدل سبعين في العلانية) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 141) عن أبي الشيخ معلقاً، عن أبان، عن الحسن، عن بعض الصحابة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبان هو ابن أبي عياش؛ متروك.

 

(8/92)

 

 

3599 - (دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 39) عن ابن لال معلقاً، عن محمد بن أبي هارون: حدثنا منصور بن الحارث: حدثنا خالد بن وهب، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون إسحاق لم أجد لهم ترجمة.

والحديث أخرجه البزار أيضاً (3695-كشف الأستار) من طريق هانىء بن المتوكل: حدثنا عبد الله بن سليمان: عن إسحاق به، ولفظه:

"ينادي مناد: دعوا الدنيا ... " الحديث. وقال:

"لا نعلمه إلا من هذا الوجه، وعبد الله حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ولم نعلم رواه عنه إلا هانىء، وهو ضعيف".

ونحوه في "مجمع الزوائد" (10/ 254) .

ومضى تخريجه برقم (1691) بأبسط مما هنا، مع الرد على المناوي في تحسينه إياه!

 

(8/92)

 

 

3600 - (دعوا صفوان؛ فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب) .

ضعيف

رواه الهيثم بن كليب في "المسند" (24/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 166) عن عامر بن صالح، عن أبيه، عن الحسن، عن سعد قال: شكى رجل صفوان بن المعطل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله إن صفوان هجاني، قال: وكان يقول الشعر فقال: ... فذكره.

ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر (8/ 176/ 1) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن - وهو البصري - مدلس وقد عنعنه.

وعامر بن صالح - هو ابن رستم -؛ قال الحافظ:

"صدوق سيىء الحفظ، أفرط فيه ابن حبان".

ومن طريقه: رواه الطبراني، وقال: "سعد مولى أبي بكر" كما في "المجمع" (9/ 363-364) ، وقال:

"وعامر بن صالح بن رستم وثقه واحد، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح".

كذا قال! وصالح بن رستم صدوق كثير الخطأ أيضاً؛ كما في "التقريب".

والحديث عزاه في "الجامع الكبير" (2/ 31/ 2) لأبي يعلى، والحاكم في "الكنى"، والضياء عن سفينة، ولم يذكره الهيثمي من حديثه أصلاً، كما عزاه السيوطي لأبي يعلى أيضاً عن سعد، ولم أره في "مسنده" (2/ 439) عنه. والله أعلم.

 

(8/93)

 

 

3601 - (دعوا لي أصحابي وأصهاري، لا تؤذوني فيهم، فمن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله تخلى الله منه، ومن تخلى الله منه أوشك أن يأخذه) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 175) عن إبراهيم بن أبي يحيى: حدثنا يزيد بن هارون: أنبأنا الفضيل بن مرزوق، عن محمد بن خالد، عن رجل من الأنصار، حدثنا صاحبنا أنس بن مالك مرفوعاً به.

أورده في ترجمة إبراهيم هذا؛ وسمى أباه يزيد بن عبد الله الباهلي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والفضيل بن مرزوق فيه ضعف؛ مع كونه من رجال مسلم.

ومحمد بن خالد هو الضبي الكوفي؛ صدوق.

والرجل الأنصاري؛ مجهول.

والحديث أخرج الطرف الأول منه ابن عساكر (8/ 349/ 1) من طريق وكيع، عن فضيل بن مرزوق به؛ أنه أسقط منه محمد بن خالد.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 209) من طريق أخرى عن المعافى بن عمران معضلاً به، وزاد:

"فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

ولهذه الزيادة شواهد كنت خرجتها من أجلها في "الصحيحة" برقم (2340) .

 

(8/94)

 

 

كما أن للطرف الأول منه (دعوا لي أصحابي) شواهد بعضها صحيح، سبق تخريجها هناك (1923) .

ثم وجدت له شاهداً آخر من حديث أنس. رواه البزار (2779) بسند صحيح عنه.

3602 - (دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 114/ 2) عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن أبي بكر - وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة -؛ ضعيف؛ كما في "التقريب"، و "المجمع" (10/ 152) .

وقد مضى الحديث من طريق أخرى ضعيفة جداً بلفظ:

"خمس دعوات يستجاب لهن.." الحديث رقم (1364) .

لكن الشطر الأول له شاهداً يتقوى بها، فراجعها في "الصحيحة" (رقم 767) .

والشطر الثاني أيضاً له شاهداً؛ لكن دون قوله: "ليس بينهما وبين الله حجاب. فانظر "الصحيحة" أيضاً (1339) .

 

(8/95)

 

 

3603 - (دعهن يا عمر؛ فإن العين دامعة، والفؤاد مصاب، والعهد قريب) .

ضعيف

رواه النسائي (1/ 263) ، وابن ماجه (1587) ، وابن خزيمة في

 

(8/95)

 

 

"حديث علي بن حجر" (4/ 188/ 2) ، وابن حبان (747) ، وأحمد (2/ 110و273و333و408و444) عن محمد بن عمرو بن عطاء:

أنه كان جالساً مع ابن عمر في السوق ومعه سلمة بن الأزرق جالس إلى جنبه، فمر بجنازة يتبعها بكاء، فقال ابن عمر: لو ترك أهل هذا الميت البكاء عليه لكان خيراً لميتهم، قال سلمة بن الأزرق: يا أبا عبد الرحمن أتقول هذا؟ قال: نعم؛ أقوله، قال: فإني سمعت أبا هريرة ومات ميت من آل مروان فاجتمع النساء يبكين عليه، قال مروان: قم يا عبد الملك فانههن أن يبكين، قال أبو هريرة: دعهن يا عبد الملك؛ فإنه مات ميت من آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجتمع النساء يبكين عليه، فقام عمر بن الخطاب ينهاهن ويطردهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. فقال ابن عمر: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم؛ قال يأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: فالله ورسوله أعلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير سلمة بن الأزرق؛ قال الذهبي:

"لا يعرف".

قلت: وقد سقط من الإسناد عند بعضهم، ومنهم الحاكم في "المستدرك" (1/ 381) ، فجرى على ظاهره، فقال:

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!!

3604 - (دم عمار ولحمه؛ حرام على النار أن تأكله أو تمسه) .

ضعيف

رواه البزار (3/ 51) ، وابن عساكر (12/ 314/ 1) عن عبيد بن حماد: أخبرنا عطاء بن مسلم الخفاف، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أوس بن أوس قال: كنت عند علي، فسمعته يقول: ... فذكره مرفوعاً.

 

(8/96)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسحاق هو السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله؛ مدلس وقد عنعنه.

وعطاء بن مسلم الخفاف؛ قال الحافظ:

"صدوق يخطىء كثيراً".

وعبيد بن حماد لم أعرفه، لكن الظاهر أنه لم يتفرد به؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 295) :

"رواه البزار [3/ 251/ 2684] ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف لا يضر".

قلت: ولعل البعض الذي أشار إليه هو الخفاف المذكور، فإذا كان كذلك فضعفه يضر كما يستفاد من حكم الحافظ السابق عليه.والله أعلم.

والحديث لم أره في "زوائد البزار"، ونسخته سيئة؛ فيها بياضات كثيرة. والله أعلم.

ثم طبع بعد ذلك "كشف الأستار عن زوائد البزار" للهيثمي، فإذا هو فيه (3/ 251/ 2684) من الطريق نفسها، وقال البزار:

"لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى أبو إسحاق عن أوس شيئاً وهم فيه، عطاء لم يكن بالحافظ، وليس به بأس".

ومنه تبينت أن طريق البزار لا تختلف عن طريق الطبراني، وأن عبيد بن حماد الذي لم أعرفه؛ سببه أن اسم أبيه محرف من (جناد) ، وعبيد بن جناد، قال أبو حاتم:

"صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 432) .

 

(8/97)

 

 

3605 - (دوروا مع القرآن حيثما دار) .

ضعيف

رواه الواحدي في "الأوسط" (1/ 221/ 1) عن آدم بن موسى بن عمران الدلاهنجي: حدثنا أبو محمد جعفر بن علي الخوارزمي: حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر العلوي: حدثنا عمي موسى بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن أبي سهيل بن مالك، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ موسى بن جعفر الظاهر أنه ابن إبراهيم الجعفري، قال العقيلي:

"في حديثه نظر".

ومن دونه لم أعرفهم.

وأخرجه الحاكم (2/ 148) من طريق مسلم الأعور، عن خالد العرني، عن حذيفة مرفوعاً. وسكت عليه، وقال الذهبي:

"قلت: مسلم بن كيسان تركه أحمد وابن معين".

 

(8/98)

 

 

3606 - (دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 143) عن أبي الشيخ معلقاً، عن عمير بن عمران: حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا حديث باطل؛ آفته عمير بن عمران؛ وهو الحنفي؛ قال ابن عدي:

"حدث بالبواطيل".

وابن جريج وأبو الزبير؛ مدلسان.

 

(8/98)

 

 

وأخرجه ابن النجار من طريق نصر بن طريف، عن ابن جريج به؛ إلا أنه قال: "قوام" بدل "دين". وقد مضى برقم (370) .

3607 - (الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك؛ فاقتله) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 326) ، والبيهقي (8/ 341) عن محمد بن كثير السلمي، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً. وقال البيهقي:

"قال أبو أحمد بن عدي: "محمد بن كثير السلمي منكر الحديث". وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد. وهو إن صح؛ فإنما أراد - والله أعلم - أنه يأمره بالخروج، فإن لم يخرج فله ضربه، وإن أتى الضرب على نفسه".

 

(8/99)

 

 

3608 - (الداعي والمؤمن في الأجر شريكان، والقارىء والمستمع في الأجر شريكان، والعالم والمتعلم في الأجر شريكان) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 147) عن إسماعيل الشامي، عن جويبر بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إسماعيل هذا، وهو ابن أبي زياد الشامي؛ واسم أبيه مسلم، قال الدارقطني:

"متروك، يضع الحديث"، كذا في "الميزان" و "اللسان"؛ إلا أنه سقط منه لفظ "يضع".

وقال في "الضعفاء":

"كذاب".

 

(8/99)

 

 

وجويبر بن سعيد؛ متروك.

3609 - (الدعاء مفتاح الرحمة، والوضوء مفتاح الصلاة، والصلاة مفتاح الجنة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 146) عن محمد بن علي بن الحسين الهمذاني: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا عبد الله بن عبيد الله المقري: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون ابن جريج لم أعرفهم؛ غير الهمذاني؛ أورده الذهبي في "الميزان"، وقال:

"قال الإدريسي: كان يجازف في الرواية في آخر أيامه".

وذكر الحافظ في "اللسان" عن الخطيب أنه بغدادي ومن كبار الصوفية.

ولم أجد ترجمته في "تاريخه"، فلعلها مما سقط من النسخة المطبوعة منه.

 

(8/100)

 

 

3610 - (الدعاء يرد البلاء) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 147) عن أبي الشيخ معلقاً، عن السري بن سليمان، عن الرجاجي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الرجاجي لم أعرفه، ولا أدري إلى أي شيء نسبته، ولعل في الأصل تحريفاً.

وكذلك لم أعرف السري بن سليمان هذا.

 

(8/100)

 

 

3611 - (الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة، وذلك قول الله تعالى: (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون)) .

موضوع

أخرجه ابن شاهين في "رباعياته" (ق172/ 1) ، وأبو عبد الله الفلاكي في "الفوائد" (88/ 2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (99) ، والديلمي من طريق أبي الشيخ (2/ 149) ؛ كلهم عن عمر بن يحيى بن نافع قال: حدثنا العلاء بن زيدل، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العلاء بن زيدل؛ قال ابن المديني:

"كان يضع الحديث". وقال ابن حبان:

"روى عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل ذكره إلا تعجباً". وقال البخاري:

"منكر الحديث".

وعمر بن يحيى بن نافع؛ لم أعرفه.

والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق ابن عدي، ثم قال:

"موضوع، والمتهم به العلاء بن زيدل".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 443) بأن له شواهد، وتبعه على ذلك ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 379-380) ، وليس بشيء؛ كما سيأتي التحقيق فيما ذكره.

والحديث أورده الحافظ السخاوي في "القتاوى الحديثية" (ق193/ 1) من رواية الديلمي، ثم قال:

"لا يصح". ثم ذكر نحوه عن ابن عباس موقوفاً، ثم قال:

 

(8/101)

 

 

"لا يصح أيضاً، وبه جزم ابن كثير، قال: وكذا كل حديث ورد فيه تحديد وقت يوم القيامة على التعيين؛ لا يثبت إسناده".

قلت: ومن ذلك ما روى ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 114-115) ، والديلمي (2/ 149) ، وكذا الطبراني، وأبو نعيم في "المعرفة"، وأبو علي ابن السكن كما في "الفتاوى الحديثية" (ق93/ 1) للحافظ السخاوي من طريق سليمان بن عطاء القرشي الحراني، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي، عن ابن زمل مرفوعاً؛ قال في حديث طويل:

"النيا سبعة آلاف سنة، بعثت - أو قال: أنبأنا - في آخرها ألفاً".

قال السخاوي:

"ولكن ابن عطاء هذا منكر الحديث، بل قال ابن حبان: إنه يروي الموضوعات. وقال: ابن زمل لا أعتمد على إسناد خبره هذا. مع أنه أثبت صحبته! وقال ابن السكن: إسناده ضعيف. وأما الذهبي؛ فإنه ذكر ابن زمل في "الميزان"، وقال: إنه لا يكاد يعرف، وليس بمعتمد. وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في (الموضوعات) ".

قلت: وفي قوله: إن ابن حبان أثبت صحبة ابن زمل نظر؛ فقد نقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" عنه أنه قال في "الثقات":

"يقال: له صحبة".

فهذا إلى نفي الصحبة عنه أقرب من إثباتها له كما لا يخفى. ولعل السخاوي لم يتنبه لقوله: "يقال"، فوقع في الإشكال.

 

(8/102)

 

 

ثم وجدت الحافظ نفسه في "الإصابة" عن ابن حبان أنه قال:

"عبد الله بن زمل له صحبة، لكن لا أعتمد على إسناد خبره". فالظاهر أن ابن حبان هو نفسه متردد فيه، فتارة يجزم بصحبته، وتارة يشك فيها. والله أعلم.

وفي اسم ابن زمل ثلاثة أقوال ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وقال:

"الصواب منها أنه عبد الله".

قلت: وابن الجوزي إنما أورد الحديث في "الموضوعات" من طريق العلاء عن أنس، فتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 443) بطريق ابن زمل هذه، واقتصر على تضعيفها، وهي شر من ذلك؛ كما سلف بيانه من كلام الحافظ السخاوي، وبطريق أخرى نقلها من "تاريخ ابن عساكر" من طريق شقيق بن إبراهيم الزاهد، عن أبي هاشم الأبلي، عن أنس مرفوعاً بلفظ:

"عمر الدنيا سبعة آلاف سنة"، وقال:

"وأبو هاشم ضعيف".

وهذا فيه تساهل لا يخفى على أهل العلم؛ فإن أبا هاشم هذا - واسمه كثير ابن عبد الله - قد قال فيه البخاري:

"منكر الحديث"، وقال النسائي:

"متروك الحديث".

وهذا معناه أنه شديد الضعف، وعند البخاري في منتهى الضعف كما هو معلوم من أسلوبه، فمثل هذه الشواهد الشديدة الضعف لا ينقذ الحديث من الوضع.

 

(8/103)

 

 

ثم استشهد السيوطي بحديث أبي هريرة، أخرجه الحكيم الترمذي من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد عنه. وقال:

"وليث لين".

قلت: وليث كان اختلط، ومع ذلك فما أظن السند إليه يصح.

ثم ساق بعض الآثار الموقوفة عن ابن عباس وبعض التابعين، وصححه عن ابن عباس، وفي الاستدلال به على صحة الحديث نظر؛ لأنه موقوف، ومن المحتمل أن يكون ابن عباس تلقاه من بعض مسلمة أهل الكتاب، بل هذا هو الظاهر من بعض الطرق عنه؛ فروى الحافظ ابن منده: يحيى في "جزء من الأمالي" (ق255/ 2) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي بكر، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال:

"قالت [يهود] : إنما الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس يوم القيامة بكل ألف سنة يوم من أيام الدنيا يوماً واحداً، وإنما هي سبعة أيام! فأنزل الله (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) ، فأخبر الله تعالى أن الثواب في الخير والشر معهم أبداً". وقال:

"رواه أبو كريب عن يونس، ولم يذكر فيه: "فأخبرهم الله ... "، ورواه إبراهيم ابن سعد وغيره عن محمد بن إسحاق نحوه".

قلت: وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (1410) : حدثنا أبو كريب به؛ إلا أنه قال: "حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت" بدل "محمد ابن أبي بكر".

وكذلك رواه (1411) من طريق سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني

 

(8/104)

 

 

محمد بن أبي محمد به؛ لكنه لم يقل "مولى زيد بن ثابت".

قلت: فالظاهر أن ما في "الأمالي": "محمد بن أبي بكر" تحريف من بعض النساخ؛ فإني لم أجده هكذا في شيء من كتب الرجال، بل على الصواب ذكره في "التهذيب" و "الميزان" تبعاً لابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 88) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي:

"لا يعرف". والحافظ:

"مجهول".

وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"!

وقد وجدت له طريقاً أخرى، عند الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 111/ 2) عن محمد بن حميد الرازي: أخبرنا سلمة بن الفضل: عن محد بن إسحاق، عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عباس به؛ دون قوله: "فأخبر الله ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق.

وضعف محمد بن حميد الرازي.

وسلمة بن الفضل - وهو الأبرش -؛ قال الحافظ:

"صدوق كثير الخطأ".

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 314) بهذه الرواية، لكن سقط من الطابع أو الناسخ عزوها للطبراني والكلام عليها.

ومن هذا التخريج يتبين أن تصحيح السيوطي لحديث ابن عباس هذا الموقوف غير صحيح أيضاً. والله المستعان.

 

(8/105)

 

 

ثم رجعت إلى رسالته العجيبة المسماة بـ "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف"، فالتقطت منها الفوائد الآتيه:

الأولى: أن حديث شقيق الزاهد المتقدم من رواية ابن عساكر هي من طريق أبي علي الحسين (الأصل: الحسن! وهو خطأ) بن داود البلخي: حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد ...

فأقول: إن البلخي هذا متهم بالوضع؛ قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد" (8/ 44) :

"لم يكن ثقة؛ فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، أكثرها موضوع". ثم ساق له حديثاً آخر (1) وقال:

"إنه موضوع، رجاله كلهم ثقات؛ سوى الحسين بن داود".

وقال الحاكم في "التاريخ":

"روى عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم؛ كمثل ابن المبارك وأبي بكر ابن عياش وغيرهما، وله عندنا عجائب يستدل بها على حاله".

الفائدة الثانية: أن حديث ليث المتقدم أيضاً من رواية الحكيم الترمذي هو من طريق معلى (الأصل: يعلى! وهو خطأ أيضاً) بن هلال، عن ليث ...

قلت: والمعلى هذا؛ قال الحافظ في "التقريب":

"اتفق النقاد على تكذيبه".

قلت: فسقط بهذا التحقيق صلاحية الاستشهاد بهذين الحديثين، وأنهما

__________

(1) هو حديث: " أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك ".

 

(8/106)

 

 

موضوعان كحديث الترجمة، فالعجب من السيوطي كيف استساغ الاستشهاد بهما، وفي إسناديهما الكذابان المذكوران، بل إنه طوى ذكرهما أصلاً في "اللآلي"، وسكت عن بيان حالهما في "الكشف"!

الفائدة الثالثة: أن الواقع يشهد ببطلان هذه الأحاديث؛ فإن السيوطي قرر في الرسالة المذكورة بناء عليها وعلى غيرها من الأحاديث والآثار - وجلها واهية - أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمس مئة سنة، وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مئة وعشرين سنة!

أقول: ونحن الآن في سنة (1391) ، فالباقي لتمام الخمس مائة إنما هو مئة سنة وتسع سنوات، وعليه تكون الشمس قد طلعت من مغربها من قبل سنتنا هذه بإحدى عشرة سنة على تقرير السيوطي، وهي لما تطلع بعد! والله تعالى وحده هو الذي يعلم وقت طلوعها، وكيف يمكن لإنسان أن يحدد مثل هذا الوقت المستلزم لتحديد وقت قيام الساعة، وهو ينافي ما أخبر الله تعالى من أنها لا تأتي إلا بغتة؛ كما في قوله عز وجل: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة، يسألونك كأنك حفي عنها، قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [الأعراف: 187] .

ومع مخالفة هذه الأحاديث لهذه الآية وما في معناها، فهي مخالفة أيضاً لما ثبت بالبحث العلمي في طبقات الأرض وآثار الإنسان فيها أن عمر الدنيا مقدر بالملايين من السنين، وليس بالألوف!

3612 - (الدنيا حلوة رطبة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 148) من طريق الحاكم: حدثنا أبو جعفر

 

(8/107)

 

 

الوراق: حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس السمناني: حدثنا الفضل بن سهل الأعرج: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا الثوري، عن الزبير بن عدي، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير السمناني هذا؛ فلم أعرفه.

ومثله شيخ الحاكم أبو جعفر الوراق، وقد تتبعت شيوخ الحاكم الذين كنوا بهذه الكنية: "أبي جعفر" في "المستدرك" في المجلد الأول منه، فوجدت فيهم:

1- محمد بن صالح بن هانىء: ص 4و18و27و35و56و71و75و84و124و126و135و138و139و151و165و175و185و190و200و201و205و216و254و260و289و291و295و301و305و309و322و354و365و378و390و401و404و412و413و417و423و436و454و464 - 466و475و501و512و513و527و531و540و541و542و544و554و559 - 561و570و571و574.

2- أحمد بن عبيد الهمذاني الحافظ: ص 28و237و372و444و550.

3- محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي: ص 61و137و170و181و189و216و243و297و313و326و462و470و525و552و556و566.

4- محمد بن أحمد بن سعيد الرازي (65) .

5- محمد بن علي بن رحيم الشيباني الكوفي: ص 163و199و207و208و279و415و428و453و486و510و553و558.

6- عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن منصور البغدادي: ص 179و326.

 

(8/108)

 

 

قلت: فهؤلاء كل شيوخ الحاكم الذين رأيتهم في الجزء المذكور من "المستدرك"، ولكنهم لم يوصفوا بـ "الوراق" (ص522) ، ولكنه لم يكنه مطلقاً، فقلت: لعله هو أبو جعفر الوراق شيخه في هذا الحديث، وسواء كان هو أو غيره، فيبدو لي أنه من شيوخه المستورين الذين لم يكثر عنهم، ولم يحتج بهم في "صحيحه: المستدرك"، والله أعلم.

وقد صح الحديث بلفظ "خضرة" بدل "رطبة"، فانظر "الصحيحة" (1592) .

3613 - (من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً، أحداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له كفواً أحد - عشر مرات، كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 259) ، وأحمد (4/ 103) من طريق الخليل ابن مرة، عن الأزهر بن عبد الله، عن تميم الداري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الترمذي:

"هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث. قال محمد بن إسماعيل: هو منكر الحديث".

قلت: وقول البخاري هذا يعني أنه في أشد درجات الضعف عنده، فاعلمه.

وقال الحافظ في ترجمته من "التقريب":

"ضعيف".

وساق له الذهبي في ترجمته عدة أحاديث أنكرت عليه؛ هذا أحدها.

 

(8/109)

 

 

3614 - (الدنيا مسيرة خمس مئة سنة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 149) عن إسحاق بن زريق بن سليمان: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني: حدثنا يزيد بن عمرو، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن عمرو لم أعرفه، ولعله من الشيوخ المجهولين الذين أكثر من الرواية عنهم عثمان بن عبد الرحمن الحراني هذا؛ وهو الطرائفي؛ فقد قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":

"صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين".

وإسحاق بن زريق، كذا الأصل، والظاهر أنه تحريف؛ ففي "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 220) .

"إسحاق بن زيد بن عبد الكبير الخطابي، هو ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب الحراني. روى عن محمد بن سليمان بن أبي داود وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وعمه سعيد بن عبد الكبير، سمع منه أبي بحران".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فالظاهر أنه هو صاحب هذا الحديث.

 

(8/110)

 

 

3615 - (..............................................) (1) .

__________

(1) كان هنا الحديث: " الدنيا ملعون ما فيها. . . " وهو مذكور في " الصحيحة " تحت الحديث (2797) كشاهد حسن لحديث الترجمة.

 

(8/110)

 

 

3616 - (الدنيا لا تصفو لمؤمن، كيف وهي سجنه وبلاؤه) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 148) عن ابن لال معلقاً، عن داود بن

 

(8/110)

 

 

عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن صالح بن قيس، عن عامر بن عبد الله، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ صالح بن قيس لم أعرفه.

وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي؛ متروك.

وداود بن عبد الله هو أبو سليمان الجعفري المدني؛ صدوق ربما أخطأ.

3617 - (الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 148) من طريق السلمي، عن محمد بن الحجاج الحضرمي: حدثنا السري بن حيان: حدثنا عباد بن عباد: حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: هذا موضوع؛ آفته السلمي - وهو أبو عبد الرحمن الصوفي -؛ كان يضع الأحاديث للصوفية.

والسري بن حيان؛ ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 284) برواية ثقة آخر، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومجالد - وهو ابن سعيد -؛ ليس بالقوي.

 

(8/111)

 

 

3618 - (الديك الأبيض الأفرق حبيبي، وحبيب حبيبي جبرائيل، يحرس بيته وستة عشر بيتاً من جيرته، أربعة عن اليمين، وأربعة عن الشمال، وأربعة من قدام، وأربعة من خلف) .

موضوع

رواه العقيلي في "الضعفاء" (47) عن أحمد بن محمد بن أبي بزة

 

(8/111)

 

 

قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم قال: حدثنا الربيع ابن صبيح، عن الحسن، عن أنس مرفوعاً. وقال:

"أحمد هذا منكر الحديث، ويوصل الأحاديث".

وهو أحمد بن محمد بن عبد الله البزي المقري المكي.

والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية العقيلي، وأقره السيوطي في "اللآلي" (رقم2115) بخصوص هذا المتن، ووافقه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (325/ 2) ، وابن القيم كما يأتي.

وللحديث طريق أخرى عن أنس بلفظ:

"الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي".

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص213 من زوائده) : حدثنا عبد الرحيم ابن واقد: حدثنا عمرو بن جميع: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعن أبان، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.

قلت: وهذا موضوع أيضاً؛ آفته عمرو بن جميع فقد كذبه ابن معين، وقال ابن عدي:

"كان يتهم بالوضع".

وعبد الرحيم بن واقد؛ مجهول.

وأبان عن أنس؛ هو ابن أبي عياش؛ متروك.

وقد رواه ابن واقد بإسناد آخر بلفظ:

"الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، يحرسك وصاحبه وسبع دور

 

(8/112)

 

 

حولها"، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيته معه في بيته.

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (213 من زوائده) : حدثنا عبد الرحيم بن واقد: حدثنا وهب: حدثنا طلحة بن عمرو، عمن حدثه، عن أبي زيد الأنصاري مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع أيضاً؛ طلحة بن عمرو متروك.

ووهب؛ الظاهر أيضاً أنه ابن وهب بن كثير أبو البختري المدني؛ وهو كذلك وضاع، وكأنه لذلك لم ينسبه ابن واقد تدليساً وتعمية لحاله. وقد عرفت أن ابن واقد مجهول.

وشيخ طلحة الذي لم يسم قد جاء مسمى من طريق أخرى؛ يرويها محمد ابن أبي السري: حدثنا محمد بن حمير: حدثنا محمد بن مهاجر، عن عبد الملك بن عبد الله، به عن أبي زيد الأنصاري، دون قوله: "يحرسك وصاحبه وسبع دور حولها".

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (ص286) .

وعبد الملك هذا؛ لم أعرفه.

ومحمد بن أبي السري - وهو ابن المتوكل بن عبد الرحمن يعرف بابن أبي السري -؛ ضعيف؛ فإنه وإن كان صدوقاً فله أوهام كثيرة؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وقد روي من حديث أثوب بن عتبة مرفوعاً بلفظ:

"الديك الأبيض صديقي". فذكر من فضله.

 

(8/113)

 

 

رواه ابن قانع (1/ 11/ 1) عن هارون بن نجيد، عن جابر بن مالك، عن أثوب بن عتبة مرفوعاً.

قال الحافظ العراقي في "ذيله على الميزان": رجال إسناده كلهم معروفون؛ غير جابر بن مالك وهارون بن نجيد، فآفته أحدهما، وقال الدارقطني: لا يصح إسناده، وقال ابن ماكولا: لا يثبت. والله أعلم. كذا في "تنزيه الشريعة" (326) .

وقال العلامة ابن القيم في رسالته "المنار" (ص54-56 طبع دار القلم) في "فصل - 8 -" الذي عقده من الفصول الدالة على وضع الحديث:

"ومنها سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه ... "، ثم ذكر بعض الأمثلة على ذلك منها حديث: "لا تسبوا الديك؛ فإنه صديقي ... " وغيره، ثم قال:

"وبالجملة؛ فكل أحاديث الديك كذب؛ إلا حديثاً واحداً: إذا سمعتم صياح الديكة؛ فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكاً".

قلت: وفاته حديث آخر، وهو حديث: "لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة". وهو حديث صحيح.

3619 - (الدين هم بالليل، مذلة بالنهار) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 152) عن حسن بن يحيى - قاضي مرو -، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ حسن بن يحيى هذا هو الخشني الخراساني؛ مختلف فيه، وقد تركه الدارقطني وابن حبان وغيرهما. وفي "التقريب":

"صدوق كثير الغلط".

 

(8/114)

 

 

وقد مضى له حديثان، أحدهما موضوع، فانظر رقم (200و201) .

3620 - (الدين ينقص من الدين والحسب) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 152) عن الحكم بن عبد الله الأيلي، عن القاسم، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الحكم بن عبد الله الأيلي؛ وهو متهم بالوضع كما تقدم مراراً، حتى قال أحمد:

"أحاديثه كلها موضوعة".

 

(8/115)

 

 

3621 - (ذاكر الله في رمضان مغفور له، وسائل الله فيه لا يخيب) .

موضوع

رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 97/ 2 من الجمع بين المعجمين) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق182/ 1) عن عبد الرحمن بن قيس الضبي: حدثنا هلال بن عبد الرحمن، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً، وقال:

"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، وتفرد به عبد الرحمن بن قيس".

قلت: وهو متروك، كذبه أبو زرعة وغيره؛ كما في "التقريب".

ومن طريقه: أخرجه ابن لال في "حديثه" (ق114/ 2-115/ 1) ، وابن عدي (ق232/ 1) ، وقال:

"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".

قلت: وشيخه هلال بن عبد الرحمن - وهو الحنفي - قريب منه؛ فقد قال

 

(8/115)

 

 

العقيلي في ترجمته:

"منكر الحديث". ثم ساق له ثلاثة أحاديث، وقال:

"كل هذا مناكير لا أصول لها، ولا يتابع عليها".

وبه وحده أعله الهيثمي في "المجمع" (3/ 143) ، فقصر. وعزاه المنذري في "الترغيب" (2/ 73) للبيهقي أيضاً والأصبهاني؛ وأشار إلى تضعيفه.

3622 - (...............................................) (1) .

__________

(1) الحديث (3622) " ذمة المسلمين واحدة. . . ". نقل إلى الصحيحة (3948) .

 

(8/116)

 

 

3623 - (ذنب العالم واحد، وذنب الجاهل ذنبان، قيل: ولم يا رسول الله؟ قال: العالم يعذب على ركوبه الذنب، والجاهل يعذب على ركوبه الذنب وتركه العلم) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 159) عن محمد بن الصلت، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ جويبر - وهو ابن سعيد -؛ متروك.

والضحاك لم يلق ابن عباس.

ومحمد بن الصلت هو - فيما أرجح - أبو يعلى البصري التوزي؛ صدوق يهم.

 

(8/116)

 

 

3624 - (ذنب عظيم لا يسأل الناس الله المغفرة منه. قيل: يا رسول الله! ما هو؟ قال: حب الدنيا) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 160) عن أحمد بن إبراهيم بن كثير: حدثنا

 

(8/116)

 

 

موسى بن داود: حدثنا خالد أبو عبد الرحيم، عن محمد بن عمير بن عطارد مرفوعاً.

قلت: هذا إسناد ضعيف مرسل؛ محمد بن عمير بن عطارد، قال العسقلاني:

"أرسل شيئاً، قال ابن حبان في "الثقات": روى عنه أبو عمران الجوني. وقال ابن منده في "الصحابة": ذكر في الصحابة، ولا يصح له صحبة ولا رؤية. قلت: الصحبة بعيدة".

وأحمد بن إبراهيم بن كثير؛ لم أعرفه.

3625 - (ذو الدرهمين أشد حساباً من ذي الدرهم، وذو الدينارين أشد حساباً من ذي الدينار) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 157) من طريق الحاكم، عن عمرو بن عبد الغفار: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته عمرو بن عبد الغفار، قال الذهبي:

"قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن عدي: اتهم بوضع الحديث".

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (555) من طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر موقوفاً عليه.

وإسناده صحيح.

 

(8/117)

 

 

3626 - (ذو السلطان وذو العلم أحق بشرف المجلس) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 157) عن إسحاق بن إبراهيم بن صفوان بن

 

(8/117)

 

 

سليم، عن رجل، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الرجل الذي لم يسم.

وإسحاق بن إبراهيم؛ هو ابن سعيد الصواف المدني، وهو لين الحديث؛ كما قال الحافظ تبعاً لأبي حاتم. وقال أبو زرعة:

"منكر الحديث".

وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"!

3627 - (الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يضاعف على الذكر الذي تسمعه الحفظة بسبعين ضعفاً) .

ضعيف جداً

رواه ابن شاهين في "الترغيب" (286/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 330-هندية) عن محمد بن حميد الرازي: حدثنا إبراهيم بن المختار: حدثنا معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ ابن يحيى وابن المختار وابن حميد، ثلاثتهم ضعفاء، وأولهم أشدهم ضعفاً. وأعله المناوي في "الفيض" بابن المختار وحده! وعزاه تبعاً لأصله "الجامع" للبيهقي فقط.

 

(8/118)

 

 

3628 - (الذكر خير من الصدقة، والذكر خير من الصيام) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 160) عن أبي الشيخ معلقاً، عن زكريا بن يحيى المصري: حدثنا خالد بن عبد الدائم، عن نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.

 

(8/118)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته خالد بن عبد الدائم، أو الراوي عنه زكريا بن يحيى المصري، وهو يحيى الوقار؛ فإنه من الكذابين الكبار. قال الذهبي في ترجمة خالد:

"روى عنه زكريا الوقار وحده، فلعل الآفة من زكريا. وقال ابن حبان: يلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة".

"روى عن نافع بن يزيد موضوعات. وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة. وقال أبو الفضل بن طاهر: متروك الحديث".

3629 - (الذنب شؤم على غير فاعله، إن عيره ابتلي به، وإن اغتابه أثم، وإن رضي به شاركه) .

رواه الديلمي (2/ 160) عن أبي عبد الله النيسابوري: حدثنا عيسى بن موسى الزبيدي: حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الزبيدي هذا والنيسابوري؛ لم أعرفهما.

 

(8/119)

 

 

3630 - (خير الصدقة المنيحة، تغدو بأجر، وتروح بأجر، ومنيحة الناقة كعتاقة الأحمر، ومنيحة الشاة كعتاقة الأسود) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 358و483) عن فليح، عن محمد بن عبد الله ابن حصين الأسلمي، عن عبيد الله بن صبيحة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبيد الله بن صبيحة مجهول الحال، لم يوثقه

 

(8/119)

 

 

غير ابن حبان، ووقع عنده (1/ 113) : "عبد الله" بغير تصغير. قال الحافظ في "التعجيل" (ص272) :

"وكذا ذكره البخاري. وذكره ابن أبي حاتم في حرف الصاد من آباء من اسمه عبيد الله بالتصغير، وبيض ابن أبي حاتم، فلم يترجم له، فكأنه كان اسمه عبد الله - مكبراً - وقد يصغر".

قلت: ولم أره في حرف الصاد من الآباء المشار إليهم في النسخة المطبوعة من "الجرح والتعديل".

ثم إن اسم أبيه في "الثقات" "صبيح أو صبيح".

ومحمد بن عبد الله بن الحصين الأسلمي؛ أورده ابن حبان أيضاً في "الثقات"، وقال (2/ 259) :

"يروي عن سعيد بن المسيب. روى عنه عبد الرحمن بن حرملة".

وقال في "التعجيل":

"وعنه ابن إسحاق وقال: كان صواماً قواماً".

وفليح هو ابن سليمان الخزاعي أو الأسلمي؛ احتج به الشيخان، لكن قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق كثير الخطأ".

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 133) :

"رواه أحمد، وفيه عبد الله بن صبيحة، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه

 

(8/120)

 

 

كلاماً! وبقية رجاله ثقات".

كذا قال. وقد علمت مما سبق ما في هذا الإطلاق من التساهل.

3631 - (رأس العقل بعد الإيمان بالله: التودد إلى الناس) .

ضعيف

أخرجه البزار (ص239) ، وعلي بن الحسن العبد ي في "حديثه" (158/ 1) من طريق ابن أبي الدنيا؛ كلاهما عن عبد الله بن عمرو القيسي - وقال الآخر: الحنفي -: حدثنا علي بن زيد، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال البزار:

"رواه هشيم عن علي بن زيد عن سعيد مرسلاً، وعبيد (كذا) الله بن عمرو ليس بالحافظ، ولا سيما إذا خالف الثقات".

قلت: ولم أجد له ترجمة.

وقد أخرجه ابن عدي (ق315/ 2) من طريق شيخ البزار فيه، وهو عمر بن حفص الشيباني، وكذا القضاعي (147/ 1) عنه؛ إلا أنه قال: "عبيد بن عمرو"، وترجمه ابن عدي بالحنفي البصري، وقال عقب الحديث:

"وهذا منكر المتن".

وهكذا أوردوه في "الميزان" و "اللسان". وقال الدارقطني:

"ضعيف".

قلت: فلعل الصواب في إسناد البزار والعبد ي "عبيد الله"، بتصغير "عبيد"؛ كما وقع في كلام البزار عقب الحديث، ثم قيل فيه: "عبيد" اختصاراً؛ كما في أمثاله، فوقع كذلك في "كامل ابن عدي" والله أعلم.

 

(8/121)

 

 

وقد تابعه أشعث بن براز: حدثنا علي بن زيد به. وزاد:

"وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، ولن يهلك امرؤ بعد المشورة، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وأول ما يأذن الله عز وجل في هلاك المرء إعجابه برأيه؛ أو قال: اتباعه هواه".

أخرجه ابن عدي (23/ 2) ، وقال:

"أشعث بن براز؛ عامة ما يرويه غير محفوظ، والضعف بين على رواياته".

وروى الشطر الأول منه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (8/ 226/ 2) ؛ إلا أنه سقط منه ذكر أبي هريرة؛ فأرسله.

وتابعه هشيم بن بشير عن علي بن زيد به، دون قوله: "وصنائع ... ".

أخرجه أبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (ق175/ 1) ؛ وكذا ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص76/ 17) لكنه لم يذكر أبا هريرة في إسناده، بل أرسله.

وهكذا رواه ابن عساكر (2/ 276/ 1) عن إبراهيم بن موسى، عن ابن جدعان، عن سعيد مرسلاً به.

وروي الحديث عن أنس مرفوعاً؛ مثل حديث الترجمة.

أخرجه المحاملي في "الأمالي" كما في "جزء فيه من أماليه وأمالي الصفار" (ق4/ 1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 201/ 2) من طريق الوليد بن محمد، عن الزهري عنه.

والوليد هذا هو الموقري البلقاوي؛ متروك متهم.

 

(8/122)

 

 

ووجدت له طريقاً أخرى أخرجها أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (20/ 2) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (32/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 255/ 8061) عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي قال: حدثنا أبي، عن يونس بن عبيد الله، عن الحسن عنه.

وهذا إسناد مظلم؛ من دون الحسن لم أعرفهم، وفي "لسان الميزان":

"إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي، ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية، رواها عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي عنه، فهو المتهم بها أو شيوخه المجهولون".

قلت: فمن المحتمل أن يكون هو العمي هذا.

وجملة القول أن الحديث ضعيف؛ مداره على ابن جدعان، واضطربوا عليه في إسناده ومتنه، ولأن الشواهد المذكورة لا تجبر ضعفه؛ لشدة ضعفها.

ورواه أبو داود النخعي، عن أبي الجويرية، عن ابن عباس مرفوعاً به؛ إلا أنه قال:

"مداراة الناس في غير ترك الحق".

أخرجه ابن عدي (153/ 2) ، وقال:

"هذا مما وضعه أبو داود النخعي".

ورواه الحسين بن المبارك: حدثنا بقية: حدثنا ورقاء بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً؛ مختصراً بلفظ:

"رأس العقل التحبب إلى الناس".

 

(8/123)

 

 

أخرجه ابن عدي أيضاً (97/ 2) ، وقال:

"هذا منكر بهذا الإسناد، والحسين هذا حدث بأسانيد ومتون منكرة عن أهل الشام".

وذكر أنه متهم، وساق له حديثاً آخر قال فيه: إنه كذب.

3632 - (رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى: الحياء وحسن الخلق) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 172) عن يحيى بن راشد الأسلمي: حدثنا عبد الله بن هلال المازني: حدثنا موسى بن أنس، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن هلال المازني لم أعرفه.

ويحيى بن راشد الأسلمي؛ الظاهر أنه أبو سعيد المازني البصري، وهو ضعيف كما في "التقريب".

 

(8/124)

 

 

3633 - (رأيت لأبي جهل عذقاً في الجنة، فلما أسلم عكرمة بن أبي جهل؛ قال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] : يا أم سلمة! هذا هو) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 243) من طريق محمد بن سنان القزاز: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا المطلب بن كثير: حدثنا الزبير بن موسى، عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... : فذكره. وقال:

"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:

 

(8/124)

 

 

"قلت: لا؛ فيه ضعيفان".

قلت: الأول: يعقوب بن محمد الزهري؛ أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:

"ضعفه أبو زرعة، وقال أحمد: ليس بشيء".

وقال الحافظ:

"صدوق، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء".

والآخر: محمد بن سنان القزاز، ولكن الظاهر أنه لم يتفرد به؛ فقد قال البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 412-الطبعة الثانية) : وقال يعقوب بن محمد: حدثنا المطلب بن كثير.... فإن كان البخاري لم يسمعه من يعقوب؛ فالأقرب أنه سمعه عنه من غير طريق القزاز؛ فإنه من طبقة البخاري؛ بل هو متأخر الوفاة عنه، ولم يذكروه في شيوخه.

والزبير بن موسى؛ هو ابن ميناء، روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وقال الحافظ:

"مقبول".

3634 - (رب اغفر وارحم، واهدني السبيل الأقوم) .

ضعيف

أخرجه أحمد (6/ 303و315-316) ، وأبو يعلى (ق315/ 1) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن، أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن - وهو البصري -؛ مدلس وقد عنعنه.

 

(8/125)

 

 

وعلي بن زيد؛ وهو - ابن جدعان - ضعيف.

والحديث قال الهيثمي (10/ 174) :

"رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين حسنين"!

كذا قال! ولم أره عندهما إلا بالإسناد الواحد المتقدم الضعيف!

3635 - (رحم الله عبد الله بن رواحة. كان ينزل في السفر عند كل وقت صلاة) .

ضعيف

رواه عبد الرزاق في "الأمالي" (2/ 37/ 1) : أخبرني أبي قال: أخبرني هارون بن قيس قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:

1- هارون بن قيس؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 94) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات" (2/ 297) .

2- والد عبد الرزاق، اسمه همام بن نافع الصنعاني؛ قال الذهبي:

"ما علمت عنه راوياً سوى ولده، وهو قديم الوفاة، روى الكوسج عن ابن معين: ثقة. وقال العقيلي: أحاديثه غير محفوظة".

3- الإرسال؛ فإن سالم بن عبد الله - وهو ابن عمر بن الخطاب - تابعي، وقد رواه بعض الضعفاء عنه عن أبيه كما يأتي.

والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (ج2/ 55/ 1) عن عبد الرزاق به.

 

(8/126)

 

 

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 194/ 2/ 2) عن محمد بن أبي السري العسقلاني: أخبرنا عبد الرزاق به؛ إلا أنه قال: عن سالم، عن أبيه مرفوعاً.

وابن أبي السري: هو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم، قال الحافظ:

"صدوق عارف، له أوهام كثيرة".

ورواه بقية، عن ابن مبارك، عن همام بن نافع به موصولاً؛ مثل رواية ابن أبي السري.

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 101/ 1) .

وبقية؛ مدلس وقد عنعنه، وابن المبارك هو عبد الله الإمام.

3636 - (رب طاعم شاكر أعظم أجراً من صائم صابر) .

موضوع

رواه القضاعي (115/ 1) عن بكر بن مضر قال: أخبرنا بشر بن إبراهيم، عن محمد بن أبي ذئب، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته بشر بن إبراهيم، قال ابن عدي:

"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات، وكل ما ذكرته عنه بواطيل وضعها على شيوخه، وكذلك سائر أحاديثه التي لم أذكرها موضوعات عن كل من روى عنهم". وقال ابن حبان:

"كان يضع الحديث على الثقات".

وقد مضى له حديث برقم (494) .

 

(8/127)

 

 

3637 - (رأيت ليلة أسري بي مكتوباً على باب الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر، فقلت لجبريل: ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده شيء، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة) .

ضعيف جداً

رواه ابن ماجه (2/ 81) ، وأبو القاسم الشهرزوري في "الأمالي" (179/ 2) ، ومحمد بن سليمان الربعي في "جزء من حديثه" (218/ 1) ، وابن عدي (114/ 2) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 112/ 990) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (3/ 285/ 3566) ، وأبو نعيم في "جزء من الأمالي" (2/ 2) عن خالد بن يزيد، عن أبيه، عن أنس مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"هذا الحديث إنما يعرف من حديث يزيد بن أبي مالك، ولم يروه عنه إلا ابنه خالد".

قلت: وهو ضعيف، وقد اتهمه ابن معين؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وأبوه فيه ضعف من قبل حفظه، وقال ابن الجوزي:

"وهذا لا يصح، قال أحمد: خالد ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة".

قلت: والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" (رقم2961-ضعيف الجامع) للطبراني من حديث أبي أمامة! وهو من أوهامه، فاتني أن عليه هنا في "ضعيف الجامع"، كما فات ذلك المناوي؛ فإنه عند الطبراني في "الكبير" (7976) مختصر بلفظ:

"دخل رجل الجنة، فرأى على بابها مكتوباً: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر". ثم خرجته في الصحيحة (3407) .

 

(8/128)

 

 

ولفظه في "الجامع":

"دخلت الجنة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل! كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه".

وإنما رواه بهذا اللفظ والتمام ابن الجوزي في "العلل" (2/ 112/ 989) ، وقال:

"لا يصح، قال يحيى: مسلمة بن علي؛ ليس بشيء، وقال الرازي: لا يشتغل به. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهماً".

وذكره بنحو هذا اللفظ وبتمامه الدكتور البوطي في كتابه "قبس من نور محمد - صلى الله عليه وسلم -" (1701) معزواً للطبراني أيضاً، وقلده في ذلك المسمى عزالدين بليق في كتابه "منهاج الصالحين" (849) ، وكم في هذين الكتابين من أوهام وأكاذيب، وأحاديث ضعيفة وموضوعة، أنا الآن في صدد بيانها رداً على بليق في (جريدة الرأي) الأردنية.

3638 - (رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام) .

ضعيف

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (48/ 1) عن محمد بن عبد الله الرقاشي، والديلمي (2/ 169) عن عمرو بن عون قالا: أخبرنا رياح بن عمرو: حدثني أبو بحر رجل من بني فارس، عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب، عن أبي أيوب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو سورة بن أخي أبي أيوب الأنصاري؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

 

(8/129)

 

 

ورياح بن عمرو؛ صدوق كما قال أبو زرعة، لكن اتهمه أبو داود بالزندقة.

وأبو بحر هذا؛ لعله عبد الرحمن بن عثمان البكراوي؛ فإنه من هذه الطبقة، وهو ضعيف أيضاً.

3639 - (رحم الله رجلاً غسلته امرأته، وكفن في أخلاقه) .

موضوع

أخرجه البيهقي في "سننه" (3/ 397) من طريق الحكم بن عبد الله الأزدي: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً. وقال:

"هذا إسناد ضعيف".

قلت: بل هو موضوع آفته الحكم بن عبد الله وهو الأيلي؛ قال أحمد:

"أحاديثه كلها موضوعة". وقال النسائي والدارقطني وجماعة:

"متروك الحديث".

 

(8/130)

 

 

3640 - (رحم الله الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن ماجه (165) عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ كثير هذا متروك.

وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 25- دار العربية) :

"هذا إسناد ضعيف؛ فيه كثير بن عبد الله، وهو متهم، رواه البخاري ومسلم من حديث زيد بن أرقم بلفظ:

 

(8/130)

 

 

"اللهم اغفر للأنصار.."، والباقي نحوه، وهو في "جامع الترمذي" من حديث أنس كما هو في "الصحيحين"، وقال: حسن غريب من هذا الوجه".

ويؤخذ عليه أمران:

الأول: أن حديث أنس أخرجه البخاري أيضاً (4906) ، ومسلم (7/ 173) .

والآخر: أن حديث زيد بن أرقم لم يخرجه البخاري، وإنما هو من أفراد مسلم دونه، وأخرجه الترمذي أيضاً (3898) وقال:

"حديث حسن صحيح".

3641 - (رحم الله حارس الحرس) .

ضعيف

أخرجه الدارمي (2/ 203) ، وابن ماجه (2769) ، والحاكم (2/ 86) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (ص2و11) ، والعقيلي في "الضعفاء" (459) ، والروياني في "مسنده" (10/ 65/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 90) عن صالح بن محمد بن زائدة، عن عمر بن عبد العزيز (زاد بعضهم: عن أبيه) ، عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، ولسنا نراه كذلك، بل هو ضعيف لأمرين:

الأول: أن صالحاً هذا ضعيف؛ كما جزم به الحافظ في "التقريب"، وقد أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء والمتروكين" وقال:

"قال أحمد: ما أرى به بأساً. وقال الدارقطني وجماعة: ضعيف".

والآخر: أن صالحاً مع ضعفه اضطرب الرواة عليه في إسناده، فبعضهم ذكر فيه: "عن أبيه" كما رأيت، وبعضهم لم يذكره، وهذا هو الذي رجحه العقيلي وقال:

 

(8/131)

 

 

"ولم يسمع عمر من عقبة".

قلت: فهو منقطع أيضاً، فأنى له الصحة؟!

ومن ذلك؛ ما أخرجه ابن عساكر في ترجمة قيس بن الحارث الغامدي (14/ 437-المصورة) من طريق سعيد بن عبد الرحمن: أخبرني صالح بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث أنه أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا مرسل؛ قيس هذا ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" (5/ 309) .

3642 - (إن أخونكم عندي من يطلبه - يعني: العمل -، فعليكم بتقوى الله عز وجل) .

منكر

أخرجه أحمد (4/ 393و411) من طريقين، عن سفيان، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أخيه، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:

قدم رجلان معي من قومي، قال: فأتيا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخطبا وتكلما، فجعلا يعرضان بالعمل، فتغير وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو رؤي في وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 82) عن يحيى، عن سفيان به.

وذكر فيه خلافاً على إسماعيل بن أبي خالد، فأدخل بعضهم بينه وبين أخيه، وقال بعضهم: "أبيه" - بشر بن قرة، وقال:

"ولا يصح عن أبيه".

 

(8/132)

 

 

قلت: ومع هذا الاختلاف في إسناده، ففيه مجهولان: بشر بن قرة، ويقال: قرة ابن بشر، وأخو إسماعيل بن أبي خالد؛ كما هو مبين في "ضعيف أبي داود" (508) .

ثم إن المتن منكر؛ فقد صح عن أبي بردة، عن أبي موسى بلفظ آخر، وقد خرجته في "الصحيحة" (3092) .

والحديث أورده السيوطي في "الجامعين" عن أبي موسى بلفظ:

"اتقوا الله؛ فإن أخونكم عندنا من طلب العمل".

وقال: "رواه (طب) ".

وكذا في "كنز العمال" (6/ 92/ 14983) . وقال المناوي في "فيض القدير":

"ورمز المؤلف لحسنه"!

كذا قال! مع أنه ذكر في المقدمة أنه لا يوثق برموز السيوطي لأسباب ذكرها، فلعل ذلك ليس على إطلاقه. وبناء على هذا الرمز كنت أوردت الحديث في "صحيح الجامع" (102) للقاعدة التي كنت ذكرتها في مقدمته، والآن وبعد ما تبين لي إسناد الحديث وعلته، فلينقل إلى "ضعيف الجامع".

ثم إنني قد فتشت عن الحديث في "مجمع الزوائد" واستعنت عليه بالفهارس، فلم أعثر عليه، وقد بيض لمرتبته المناوي في كتابه الآخر: "التيسير". والله أعلم.

3643 - (رحماء أمتي أوساطها) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 177) عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عثمان بن عطاء ضعيف.

 

(8/133)

 

 

وأبوه عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني -؛ صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس؛ كما في "التقريب".

3644 - (رد سلام المسلم على المسلم صدقة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 174-175) عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إبراهيم - وهو ابن مسلم - لين الحديث؛ كما في "التقريب". وقال الذهبي في "الضعفاء":

"ضعفوه".

 

(8/134)

 

 

3645 - (ركعتان في جوف الليل يكفران الخطايا) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 176) من طريق الحاكم، عن أحمد بن محمد ابن الأزهر: حدثنا علي بن سلمة: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن هذا قال الحاكم:

"الغالب على رواياته المناكير".

وابن الأزهر؛ ضعيف الحديث؛ كما قال الدارقطني.

 

(8/134)

 

 

3646 - (ركعتان من رجل ورع خير من ألف ركعة من مخلط) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 175) عن معلى بن مهدي: حدثنا يوسف ابن ميمون الجهني: حدثنا زياد بن ميمون، عن أنس مرفوعاً.

 

(8/134)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته زياد بن ميمون، وهو الثقفي الفاكهي؛ كذاب.

ويوسف بن ميمون إن كان أبا خزيمة الصباغ؛ فقد قال أبو حاتم:

"ليس بالقوي، منكر الحديث جداً، ضعيف".

وإن كان القرشي؛ فهو مجهول؛ ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 230) من رواية أبي مالك النخعي عنه.ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وبعضهم جعل هذين الاثنين واحداً. والله أعلم.

3647 - (ركعتان من الضحى تعدلان عند الله بحجة وعمرة متقبلتين) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 175) عن أبي الشيخ معلقاً، عن معلى بن مهدي: حدثنا يوسف بن ميمون الجهني: حدثنا زياد بن ميمون، عن أنس مرفوعاً.

قلت: هذا موضوع؛ إسناده إسناد الذي قبله.

 

(8/135)

 

 

3648 - (ركعتان يركعها العبد في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم) .

ضعيف

رواه ابن المبارك في "الزهد" (رقم1289) ، وابن نصر في "قيام الليل" (صفحة36) ، وكذا ابن أبي الدنيا (ج/ 2 ورقه 49/ 1 من مجموع 132) عن حسان بن عطية مرسلاً.

ورجاله ثقات، وعلته الإرسال.

 

(8/135)

 

 

3649 - (روحوا القلوب ساعة بساعة) .

ضعيف

رواه أبو بكر الذكواني في "اثنا عشر مجلساً" (21/ 1) ، والضياء في "جزء من حديثه" بخطه (1/ 1) عن الموقري، عن الزهري، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ فإن الموقري هذا متروك كما قال الحافظ، وقال الذهبي:

"مجمع على ضعفه"، واسمه الوليد بن محمد.

لكن عزاه السيوطي لأبي داود في "مراسيله" عن الزهري، مرسلاً، فإن كان من غير هذه الطريق؛ فلعله يكون أصح.

 

(8/136)

 

 

3650 - (رياض الجنة المساجد) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 177) عن أبي الشيخ معلقاً، عن ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن حميد بن علقمة، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وحميد هذا؛ لم أجد له ترجمة.

 

(8/136)

 

 

3651 - (ريح الجنة يوجد من مسيرة خمس مئة عام، ولا يجد ريح الجنة من طلب الدنيا بعمل الآخرة) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 173) عن يحيى بن يمان بسنده، عن ابن عباس مرفوعاً، وفيه قصة لم أتمكن من قراءتها ولا قراءة تمام الإسناد بواسطة القارئة؛ لسواد ران على الصفحة.

قلت: ويحيى بن يمان؛ صدوق عابد يخطىء كثيراً، وقد تغير؛ كما في "التقريب".

 

(8/136)

 

 

وبيض له المناوي في "فيض القدير"، فلم يتكلم على إسناده بشيء! وأما في "التيسير"، فقال: "إسناده ضعيف" ولم يزد، فكأنه على قاعدة السيوطي أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف؛ وهي صحيحة على الغالب. والله أعلم.

3652 - (ريح الجنوب من الجنة، وهي الريح اللاقح، وهي الريح التي ذكر الله في كتابه، وفيها منافع للناس، والشمال من النار، تخرج فتمر بالجنة، فيصيبها لفحة منها؛ فبردها هذا من ذاك) .

ضعيف جداً

رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/ 22) ، والديلمي (2/ 174) عن عبيس بن ميمون، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبيس بن ميمون وأبو المهزم؛ متروكان. واقتصر الحافظ ابن كثير (2/ 249) على قوله: "إسناد ضعيف"!

 

(8/137)

 

 

3653 - (الرؤيا ستة: المرأة خير، والبعير خوف، واللبن الفطرة، والخضرة الجنة، والسفينة نجاة، والتمر رزق) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 174) عن أبي يعلى: حدثنا رجل من أهل الشام: كنا جلوساً عند عمر بن عبد العزيز، فجاء رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين! ها هنا رجل رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام عمر، وقمنا معه، قال: أنت رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: هل سمعت منه شيئاً؟ قال: نعم؛ سمعته يقول: ... فذكره.

قلت: كذا في الأصل: أبو يعلى يقول: حدثنا رجل من أهل الشام.... ليس بينه وبين الرجل الذي رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الرجل الشامي، فالظاهر

 

(8/137)

 

 

أن فيه سقطاً بينهما؛ واسطتان أو أكثر.

والسند ضعيف؛ لجهالة الشامي.

3654 - (الربوة هي الرملة) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/ 20) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 198- طبع دمشق) من طريق رواد بن الجراح: حدثنا عباد أبو عتبة الخواص قال: حدثنا يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن وعلة، عن كريب قال: ما أدري [عدد] ما حدثنا مرة البهزي، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن الربوة ...

ثم أخرجه ابن عساكر من طريقين آخرين، عن عباد بن عباد أبي عتبة به. وزاد:

"وذلك؛ أنها تسيل مغربة ومشرقة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عباد هذا، قال الحافظ:

"صدوق يهم، أفحش ابن حبان، فقال: يستحق الترك".

وقد أشار ابن جرير إلى ضعف الحديث.

 

(8/138)

 

 

3655 - (الرجل أحق بصدر دابته وفراشه، والصلاة في بيته؛ إلا إماماً يجتمع الناس [عليه] ) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الكبير" والحافظ ابن حجر في "الأربعين العاليات" (رقم 36) من طريق صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد، عن محمد بن علي بن الحسين قال: خرجت أمشي مع جدي الحسين إلى [أرضه التي بظاهر الحرة] (1) .

__________

(1) بياض في الأصل، وتكملته من " معجم الطبراني " كما سيأتي.

 

(8/138)

 

 

فأدركنا ابن النعمان بن بشير على بغلة له، فنزل عنها وقال للحسين: أركب أبا عبد الله، فأبي، فلم يزل يقسم عليه حتى قال: أما إنك قد كلفتني ما أكره، ولكن سأحدثك: حدثتني أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. فاركب أنت على صدر الدابة وسأرتدف، فقال ابن [بشير] : صدقت فاطمة، حدثني أبي النعمان بن بشير وهو ذا حي بالمدينة، بمثل حديث فاطمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزاد فيه: "إلا أن يأذن له"، فلما حدثت ابن النعمان هذا الحديث ركب الحسين السرج وركب ابن النعمان خلفه. وقال الحافظ:

"هذا حديث غريب، تفرد بسياقه هكذا صدقة، وهو ابن عبد الله السمين؛ ضعيف، وتابعه الحكم بن عبد الله الأيلي عن محمد بن علي بن الحسين؛ إلا أنه خالف صدقة في بعض السياق؛ حديث:

"الرجل أحق بصدر دابته" جاء من طريق قيس بن سعد بن عبادة وبريدة بن الحصيب وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن حنظلة وغيرهم، وأمثلها حديث بريدة؛ رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم".

قلت: ومتابعة الحكم - المشار إليها - عند الطبراني في "المعجم الكبير" (1025) ، انظر "الإرواء" (494) .

3656 - (الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2387) ، والبيهقي (6/ 181) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال البيهقي:

"وإبراهيم ضعيف عند أهل العلم بالحديث، وعمرو بن دينار عن أبي هريرة

 

(8/139)

 

 

منقطع، والمحفوظ عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر قال: من وهب هبة، فلم يثب؛ فهو أحق بهبته؛ إلا لذي رحم".

ثم ساق إسناده بذلك إلى عمرو، ثم قال:

"قال البخاري: هذا أصح".

3657 - (الرحمة تنزل على الإمام، ثم على من على يمينه، الأول الأول) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 178) عن أبي الشيخ معلقاً، عن صالح بن زياد: حدثنا عمر بن جرير: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ عمر بن جرير لم أعرفه، وغالب الظن أنه عمرو، سقطت الواو من الناسخ أو مني، وهو عمرو بن جرير أبو سعيد البجلي؛ كذبه أبو حاتم، وقال الدارقطني: "متروك الحديث".

وصالح بن زياد؛ لعله الناجي، ذكره ابن أبي حاتم (2/ 1/ 404) من رواية أبي عاصم النبيل عنه؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(8/140)

 

 

3658 - (الرزق إلى أهل بيت فيهم السخاء أسرع من الشفرة في سنام البعير) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 270) ، والديلمي (178) عن الحسن بن محمد بن أبي هريرة: حدثنا أبو مسعود: أنبأنا عبد الرحمن بن قيس، عن صالح بن عبد الله القرشي، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً. أورده أبو نعيم في

 

(8/140)

 

 

ترجمة ابن أبي هريرة هذا؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

قلت: وإسناده هالك بمرة؛ عبد الرحمن بن قيس هو أبو معاوية الضبي الزعفراني، قال الحافظ:

"متروك. كذبه أبو زرعة وغيره".

وصالح بن عبد الله القرشي؛ لم أعرفه.

وأبو الزبير مدلس.

ورواه ابن عساكر (4/ 207/ 1) عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم بن التيهان، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وقال:

"قوله: ابن التيهان وهم فاحش! فإن أبا الهيثم بن التيهان صحابي، وإنما هذا: أبو الهيثم سليمان بن عمرو العتواري الليثي، مصري. وهذا الحديث غريب".

وأخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 120) من طريق محمد بن هشام الثقفي: حدثنا نضر بن فضالة: حدثنا أبو معاوية، عن صالح بن أبي الأخضر، عن أبي الزبير به.

ونضر هذا وشيخه؛ لم أعرفهما.

3659 - (الرضاع يغير الطباع) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 179) عن مسلمة بن علي، عن ابن جريج، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلمة بن علي - وهو الخشني -؛ متروك.

 

(8/141)

 

 

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (رقم217- منسوخة المكتب الإسلامي) ، وعنه القضاعي في "مسند الشهاب" (ق4/ 2) عن أبي مروان عبد الملك بن مسلمة: أخبرنا صالح بن عبد الجبار، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً به.

وهذا إسناد واه؛ ابن جريج مدلس.

وصالح بن عبد الجبار؛ شبه مجهول؛ قال الذهبي:

"أتى بخبر منكر جداً، رواه ابن الأعرابي (ثم ساق هذا وقال عقبه:) وفيه انقطاع، وعبد الملك مدني ضعيف".

3660 - (الركن يمان) .

ضعيف جداً

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 55) عن بكار قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً به. وقال:

"ليس يثبت؛ بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين، قال البخاري: يتكلمون فيه".

 

(8/142)

 

 

3661 - (الرهن بما فيه) .

ضعيف

رواه ابن عدي (14/ 1) : حدثنا الساجي قال: سمعت إسماعيل ابن أبي عباد الذارع يقول: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً.

ثم رواه من طريق أخرى عن إسماعيل به، وقال "

"وإسماعيل بن أبي عباد لا أعرفه إلا بهذا الحديث، وهو حديث معضل بهذا الإسناد، سمعت زكريا الساجي يضعفه".

 

(8/142)

 

 

وروى له ابن حزم حديثاً آخر، وقال:

"هذا حديث موضوع، وإسماعيل ساقط".

وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (8/ 101) ، وسمى أباه "أمية القماقمي"، والحديث الآخر تقدم برقم (2894) .

3662 - (الرمي خير ما لهوتم به) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 179) عن عبد الرحمن بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتقد رجلاً، فقال: "أين فلان؟ "، فقال قائل: ذهب يلعب، فقال: "ما لنا وللعب"، فقال رجل: يا رسول الله! ذهب يرمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ليس الرمي بلعب، الرمي خير....".

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العمري هذا؛ قال أحمد:

كان كذاباً. وتركه غيره.

 

(8/143)

 

 

3663 - (زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى؛ فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز؛ لعل ذلك يحزنك؛ فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 377و4/ 330) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 15/ 9291) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، عن أبي مسلم الخولاني، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره؛ إلا أنه قال في الموضع الأول:

 

(8/143)

 

 

"في ظل الله يتعرض كل خير"، وقال فيه:

"رواته عن آخرهم ثقات". وقال في الموضع الآخر:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي هنا، وأما هناك؛ فتعقبه بقوله:

"قلت: لكنه منكر، ويعقوب هو القاضي أبو يوسف؛ حسن الحديث، ويحيى لم يدرك أبا مسلم، فهو منقطع، أو أن أبا مسلم رجل مجهول".

وأبو يوسف القاضي؛ أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:

"قال البخاري: تركوه، وقال الفلاس: كان كثير الغلط صدوقاً". قلت: ولعل قول الفلاس هذا، هو أعدل الأقوال فيه. والله أعلم.

لكن تبين لي فيما بعد أنه ليس (أبا يوسف القاضي) ، وإنما هو الدورقي الحافظ، وسيأتي تحقيق ذلك برقم (7138) .

ولقد أبعد البيهقي النجعة! فقال عقب الحديث:

" (يعقوب بن إبراهيم) هذا أظنه المدني المجهول، وهذا متن منكر".

قلت: وهذا منه عجب! وذلك؛ لأن المدني هذا متقدم على الدورقي؛ روى عن هشام بن عروة! هذا من جهة، ومن جهة أخرى: لم يذكروه في الرواة عن (يحيى بن سعيد) وهو: القطان، وإنما ذكروا فيهم (يعقوب بن إبراهيم الدورقي) .

ومثله قول الذهبي: "أن أبا مسلم رجل مجهول"!

فإنه يدفعه أن في الإسناد نفسه أنه الخولاني، وهو ثقة من رجال مسلم. والله أعلم.

 

(8/144)

 

 

وإنما العلة الانقطاع بينه وبين (يحيى بن سعيد) ؛ كما سيأتي تحقيقه تحت الرقم المذكور آنفاً.

وخفي هذا التحقيق على الحافظ العراقي، فجود إسناد الحاكم في "تخريج الإحياء" (4/ 490) ! وتعقبه العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (10/ 362) بكلام الذهبي والبيهقي؛ دون أن يبين ما فيه من الخطأ!

3664 - (أشعرت أن العبد إذا خرج يزور أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك، يقولون: اللهم! صله كما وصل فيك، فإن استطعت أن تفعل ذلك، فافعل، وفي لفظ:

يا أبا رزين! زر في الله؛ فإن العبد إذا زار أخاه في الله وكل الله به سبعين ألف ملك؛ فإن كان صباحاً صلوا عليه حتى يمسي، وإن كان مساء صلوا عليه حتى يصبح، فإن قدرت أن تعمل جسدك في ذلك؛ فافعل) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 204-205) عن سلم بن قادم: حدثنا بقية: حدثني عبد الله بن أبي موسى، عن عطاء الخراساني، عن أبي رزين العقيلي باللفظ الأول.

ومن طريق إبراهيم بن إسحاق الضبي: حدثنا علي بن هاشم: حدثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي رزين باللفظ الثاني.

وهذا إسناد ضعيف من الطريقين؛ لأن مدارهما على عطاء الخراساني؛ وهو صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس.

 

(8/145)

 

 

وفي الطريق الأولى: سلم بن قادم؛ قال ابن حبان في "الثقات":

"يخطىء".

وفي الطريق الأخرى: عثمان بن عطاء؛ وهو ضعيف أيضاً. وإبراهيم بن إسحاق الضبي، قال الأزدي:

"يتكلمون فيه، زائغ عن القصد". قال الحافظ في "اللسان":

"ذكره مسلمة في "الصلة"، وقال: روى عنه بقي بن مخلد فهو ثقة عنده. وعندي أنه الذي قبله تصحف الصيني بالضبي".

قلت: والصيني الذي قبله في "اللسان"؛ قال الدارقطني:

"متروك الحديث".

3665 - (زكاة الفطر على الحاضر والبادي) .

ضعيف

أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 173) من طريق المعتمر بن سليمان، عن علي بن صالح، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"قال أبو عيسى الترمذي: سألت محمداً يعني البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب".

قلت: وعلي بن صالح - وهو أبو الحسن العابد -؛ قال أبو حاتم:

"مجهول".

وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"! وقال الذهبي:

"قال ابن الجوزي: ضعفوه. قلت: لا أدري من هو؟ ".

 

(8/146)

 

 

قلت: وقد خالفه بعض الثقات؛ منهم عبد الوهاب بن عطاء فقال: أنبأ ابن جريج قال: قال عمرو بن شعيب: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره.

أخرجه الدارقطني (ص 220) ، والبيهقي، وقال:

"وكذلك رواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو منقطعاً".

قلت: وصله الدارقطني (ص 220) عن عبد الرزاق به.

وله شاهد يرويه يحيى بن عباد السعدي - وكان من خيار الناس -: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس:

"أن رسول الله أمر صارخاً ببطن مكة ينادي؛ أن صدقة الفطر حق واجب على كل مسلم، صغير وكبير، ذكر وأنثى، حر أو مملوك، حاضر أو باد، صاع من شعير أو تمر".

أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 172) وقال:

"وهذا حديث ينفرد به يحيى بن عباد عن ابن جريج هكذا، وإنما رواه غيره عن ابن جريج عن عطاء من قوله في "المدين"، وعن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في سائر ألفاظه".

ثم ساقه من طريق عبد الوهاب بن عطاء المتقدمة، عن ابن جريج، عن عمرو به.

قلت: ويحيى بن عباد السعدي مجهول؛ كما في "التقريب".

وله طريق أخرى عند الدارقطني، عن الواقدي: حدثنا عبد الحميد بن عمران، عن ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس به.

لكن الواقدي؛ متروك متهم.

 

(8/147)

 

 

3666 - (زكاة الفطر على كل حر وعبد، وذكر وأنثى، صغير وكبير، فقير وغني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح) .

ضعيف

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 320) ، والدارقطني في "سننه" (ص 224) ، والبيهقي (4/ 164) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة قال: ... فذكره موقوفاً عليه، قال معمر: وبلغني أن الزهري كان يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قلت: وهذا إسناد صحيح إلى أبي هريرة موقوفاً، وضعيف مرفوعاً؛ لانقطاعه بين معمر والزهري.

 

(8/148)

 

 

3667 - (زمزم حنفة من جناح جبريل) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 183) عن إبراهيم بن سليمان: حدثنا الحارث بن شبل: حدثتنا أم النعمان، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن شبل؛ بصري، قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 77) عن أبيه:

"منكر الحديث، ليس بالمعروف".

وعن ابن معين:

"ليس بشيء".

وإبراهيم بن سليمان؛ لم أعرفه، وفي الرواة جمع بهذا الاسم، لم يتميز عندي إذا كان أحدهم.

 

(8/148)

 

 

3668 - (زوال الشمس دلوكها) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 185) عن محمد بن عمر، عن عمر بن قيس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي، أو شيخه عمر بن قيس، وهو أبو جعفر المعروف بـ "سندل"؛ فإنهما متروكان؛ كما في "التقريب"، والأول كذبه الإمام أحمد وغيره.

 

(8/149)

 

 

3669 - (زوجوا أبناءكم وبناتكم. قيل يا رسول الله! فكيف بناتنا؟ قال: حلوهن الذهب والفضة، وأجيدوا لهن الكسوة، وأحسنوا إليهن بالنحلة؛ ليرغب فيهن) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 181) عن أحيد بن علي بن الحسن القاضي الربذي: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الأبلي بالأبلة: حدثنا أبو عاصم: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وإسناده ضعيف؛ من دون أبي عاصم لم أعرفهما. وأعله المناوي بعبد العزيز بن أبي رواد؛ وليس بشيء.

 

(8/149)

 

 

3670 - (زودوا موتاكم لا إله إلا الله) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 182) عن يزيد بن عبد الملك، عن يزيد بن رومان، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن عبد الملك - وهو النوفلي -؛ قال الحافظ:

"ضعيف".

 

(8/149)

 

 

ورومان أبو يزيد؛ لم أر من ذكره، وأخشى أن يكون مقحماً أو وهماً في الإسناد، فإنهم لم يذكروا في ترجمة ابنه يزيد أنه روى عن أبيه، بل إنهم قالوا: أرسل عن أبي هريرة.

3671 - (زين الحاج أهل اليمن) .

ضعيف

رواه الخطيب في "التخليص" (117/ 1) عن محمد بن أيوب: أخبرنا معاذ بن محمد بن حيان الهذلي: حدثني أبي، عن جدي قال: كنا عند عبد الله بن عمر، فذكروا حج أهل اليمن وما يصنعون فيه، فسبهم بعض القوم، فقال ابن عمر: لا تسبوا أهل اليمن وما يصنعون؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: معاذ هذا؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (ص 418) :

"في حديثه نظر، ولا يتابع على رفع حديثه".

وأبوه محمد؛ لم أر من ذكره.

وحيان الهذلي؛ قال ابن حبان في "الثقات" (1/ 48- طبع الهند) :

"والد سليم بن حيان، يروي عن أبي هريرة. روى عنه سليم بن حيان".

قلت: واسم والد حيان بسطام البصري. وقد أشار الذهبي إلى أنه مجهول بقوله في "الميزان":

"تفرد عنه ابنه"؛ يعني سليماً. وهذا الحديث يرويه عنه ابنه محمد كما ترى، فإن كان محفوظاً؛ فيكون له راو وابن آخر.

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 55) عن حيان بن بسطام

 

(8/150)

 

 

الهذلي قال: كنا عند عبد الله بن عمر، فذكروا حاج اليمن ... الحديث مثله، وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير"، وإسناده حسن؛ فيه ضعفاء وثقوا"!

3672 - (زينوا العيدين بالتهليل، والتقديس، والتحميد، والتكبير) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 288) ، وزاهر الشحامي في "تحفة العيد" (ق193/ 1 ورقم19- منسوختي) ، وأبو الحسن النرسي في "حديث أبي محمد بن معروف" (130-131) عن علي بن الحسن الشامي قال: حدثنا سفيان ابن سعيد، عن أيوب بن أبي تميمة، عن أبي قلابة. وسفيان، عن حميد الطويل وعاصم الأحول، عن أنس مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"غريب من حديث الثوري وأبي قلابة وأيوب؛ لم نكتبه إلا من حديث علي ابن الحسن الشامي نزيل مصر، تفرد به وبغيره عن الثوري".

قلت: يشير بذلك إلى أنه ضعيف، بل هو أسوأ حالاً، فقد قال الدارقطني:

"يكذب، يروي عن الثقات بواطيل". وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش:

"روى أحاديث موضوعة".

 

(8/151)

 

 

3673 - (زينوا مجالسكم بالصلاة علي، فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 180) عن محمد بن الحسن النقاش، عن الفضل بن عبد الرحمن، عن القاسم بن الحسين، عن نافع، عن نعيم المخزومي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

 

(8/151)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته النقاش هذا، قال الذهبي في "الميزان":

"كذاب".

ومن فوقه إلى مالك، لم أعرفهم.

وأما المناوي فذكر أن في إسناده - غير النقاش - عبد الرحمن بن غزوان والحسين بن عبد الرحمن، وهذان مما لا ذكر لهما في هذا الإسناد، ومن المحتمل أن الحسين محرف عن "الفضل" أو العكس. والله أعلم.

وقد سئل السيوطي رحمه الله عن هذا الحديث؟ فأجاب بأنه ضعيف كما في "الحاوي للفتاوي" له (2/ 106-107) ، وفيه تساهل كبير؛ لا يخفى على من عرف حال النقاش المذكور.

3674 - (الزائر أخاه المسلم الآكل من طعامه أعظم أجراً من المزور المطعم في الله عز وجل) .

باطل

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 21) ، والديلمي (2/ 187) من طريق عامر بن محمد أبي نصر الكوار البصري: حدثني أبي، عن جدي قال:

زار ثابت ويزيد الرقاشي أنس بن مالك، فلم يجداه في بيته، فلما جاء أظهر لهما الغضب وقال: ألا قلتما لي حتى أعدلكما؟ ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عامر هذا؛ قال الذهبي:

"بصري لا يعرف، وخبره باطل عن أبيه عن جده عن أنس ... ".

قلت: فذكر هذا، وأقره الحافظ في "اللسان"؛ إلا أن فيه "المصري" بدل

 

(8/152)

 

 

"بصري"، وكأنه محرف، فما في "الميزان" مطابق لما في المصدرين المذكورين للحديث.

3675 - (الزاني بحليلة جاره؛ لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه، ويقول له: ادخل النار مع الداخلين) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 186) من طريق الخرائطي؛ هذا في "مساوىء الأخلاق" (224/ 491) : حدثنا عمر بن مدرك أبو حفص القاص: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ابن لهيعة، عن ابن أنعم، عن أبي الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن أنعم - واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم -، وابن لهيعة - واسمه عبد الله -.

لكن شيخ الخرائطي (عمر بن مدرك) أسوأ منهما؛ فقد قال ابن معين فيه:

"كذاب".

رواه الخطيب (11/ 212) بإسناده عنه، وروى عن غيره أنه قال:

"سمعت أبا حفص القصاص يقول في قصصه: "حدثنا أبو المغيرة" ولم يدركه".

وأعله المناوي في "فيض القدير" بابني لهيعة وأنعم!

(تنبيه) : وقع في إسناد "المساوىء" خطأ مطبعي فاحش في اسم الصحابي والتابعي؛ هكذا: "ابن عبد الجليل عن عبد الرحمن بن عمرو"! فصححته من "الديلمي" وكتب الرجال، كما تحرف اسم الصحابي في "الجامع الكبير" (1/ 418) إلى "ابن عمر"! وفي "الجامع الصغير" "عمرو"!

 

(8/153)

 

 

وكذا في شرحه "الفيض"، وقيده بـ "ابن العاص"! وأما في متنه فوقع على الصواب: "ابن عمرو".

3676 - (الرفق فيه الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 117/ 1) عن عمرو بن ثابت، عن عمه، عن أبي بردة، عن جرير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمرو بن ثابت قال الحافظ:

"ضعيف".

وعمه؛ لم أعرفه.

وإنما أوردت الحديث من أجل الشطر الأول منه، وإلا؛ فالشطر الآخر صحيح من حديث عبد الرحمن بن هلال، عن جرير - رضي الله عنه -؛ رواه مسلم وغيره، وقد خرجته في تعليقي على "الإحسان" رقم (549) .

 

(8/154)

 

 

3677 - (الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة) .

ضعيف

أخرجه ابن عدي (72/ 1) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 278/ 2) عن ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ.

 

(8/154)

 

 

3678 - (سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له) .

ضعيف جداً

رواه العقيلي في "الضعفاء" (351) ، والديلمي (2/ 210) عن عمرو بن الحصين: حدثنا الفضل بن عميرة القيسي، عن ميمون بن سياه، عن

 

(8/154)

 

 

أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ... فذكره مرفوعاً. وقال العقيلي:

"الفضل بن عميرة لا يتابع على حديثه هذا، ويروى من غير هذا الوجه بنحو هذا اللفظ بإسناد أصلح من هذا".

قلت: وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"! ورده الذهبي بقوله:

"بل هو منكر الحديث".

وذكره الساجي في "الضعفاء" أيضاً، وقال:

"في حديثه ضعف، وعنده مناكير".

وعمرو بن الحصين؛ متروك.

ورواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 331) من طريق حفص بن خالد، عن ميمون بن سياه، عن عمر به.

وحفص هذا؛ مجهول؛ كما في "الميزان".

قلت: والإسناد الأصلح الذي أشار إليه العقيلي لم أعرفه، وقد أورد السيوطي كل أو جل ما روي في معناه في تفسير قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ... ) الآية، وليس في شيء منها ما يشهد لقوله: "وظالمنا مغفور له"؛ إلا حديث أنس عند ابن النجار؛ فإنه بهذا اللفظ، والله أعلم.

ولعله يشير إلى ما أخرجه الحاكم (2/ 426) من طريق جرير: حدثني الأعمش، عن رجل قد سماه، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت

 

(8/155)

 

 

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله عز وجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال:

"السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب، والظالم لنفسه يحاسب حساباً يسيراً، ثم يدخل الجنة". وقال:

"وقد اختلفت الروايات عن الأعمش في إسناده؛ فروي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ثابت عن أبي الدرادء. وقيل: عن الثوري - أيضاً - عن الأعمش. وقيل: عن شعبة عن الأعمش عن رجل من ثقيف عن أبي الدرداء قال: ذكر أبو ثابت عن أبي الدرادء. وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن له أصلاً".

قلت: ولكن مدارها كلها إما على رجل لم يسم؛ فهو مجهول، وإما على أبي ثابت؛ فهو مجهول أيضاً؛ أورده ابن أبي حاتم في "الكنى" برواية الأعمش عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

3679 - (ساعات الأذى في الدنيا، يذهب بساعات الإثم في الآخرة) .

ضعيف

رواه ابن شاهين في "الترغيب" (298/ 1) ، وعنه الديلمي (2/ 206) عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري: حدثنا عثم بن عبد الله القرشي: حدثنا رقبة العبد ي - يعني ابن مصقلة -، عن الحسن وثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الأنصاري هذا قال العقيلي:

"منكر الحديث". ثم ذكر له حديثاً آخر، وقال:

 

(8/156)

 

 

"وهذا حديث باطل ليس له أصل، وليس هذا الشيخ ممن يقيم الحديث".

وعثم بن عبد الله القرشي لم أعرفه. ووقع في "الديلمي": عثمان بن عنبسة ابن عنبسة. ولم أجده أيضاً.

وقد روي من طريق أخرى عن الحسن مرسلاً نحوه، وسيأتي تخريجه في الذي بعده.

3680 - (ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا) .

ضعيف جداً

رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (161/ 1) ، وتمام في "فوائده" (2/ 63/ 2) من طريق الهيثم بن الأشعث الصنعاني، عن فضال بن جبير الغداني، عن بشير بن عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه، عن جده مرفوعاً. ومن هذا الوجه رواه الخطيب في "التلخيص" (71/ 2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري لا يعرف، وقد أغفلوه، فلم يذكروه حتى ولا في الرواة عن أبيه أبي أيوب الأنصاري.

وابنه بشير؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "اللسان":

"مجهول، روى حديثه البيهقي في "الشعب"، وابن أبي الدنيا في "الأمراض والكفارات". يعني هذا.

وفضال بن جبير الغداني، قال ابن حبان:

"لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها، يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس من حديثه". وقال ابن عدي:

"أحاديثه غير محفوظة".

 

(8/157)

 

 

والهيثم بن الأشعث مجهول أيضاً كما قال الذهبي.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 149) مصدراً إياه بصيغة التمريض (روي) .

وقد روي عن الحسن مرسلاً بلفظ: " ... الأذي ... " بدل: "الأمراض"، والباقي مثله سواء.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص 5) : حدثني أبو جعفر أحمد بن سعد: أنبأنا قران بن تمام، عن أبي بشر الحلبي عنه.

وهذا مع إرساله؛ فأبو بشر الحلبي لم أعرفه. وسائر رجاله ثقات.

ثم رأيته في "مسائل الإمام أحمد" لابنه صالح (ص 127) ؛ قال أحمد: حدثنا قران به.

3681 - (ساعة السبحة؛ حين تزول الشمس عن كبد السماء، وهي صلاة المخبتين، وأفضلها في شدة الحر) .

ضعيف جداً

رواه ابن شاهين في "الترغيب" (282/ 1) عن هشام بن عبد الملك أبي تقى: حدثنا عتبة بن السكن: حدثنا الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عوف بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عتبة بن السكن؛ قال البيهقي في "السنن" (7/ 243) :

"قال أبو الحسن الدارقطني: عتبة متروك الحديث". قال البيهقي:

"عتبة بن السكن منسوب إلى الوضع". ثم قال في حديث آخر ساقه له:

 

(8/158)

 

 

"وهذا باطل لا أصل له".

3682 - (ساعة في سبيل الله خير من سبعين حجة) .

ضعيف

رواه الديلمي (206) من طريق أبي يعلى: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا أبو توبة: حدثنا محمد بن بكير الهلالي، عن طاوس ومكحول، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ محمد بن بكير الهلالي لم أعرفه، وفي "الميزان":

"محمد بن بكر بن الفضل الهلالي، عن محمد بن أبي الشوارب. قال ابن غلام الزهري: ليس بالمرضي".

قلت: وليس به؛ فإنه متأخر جداً عن هذا؛ فإن أبي الشوارب - وهو محمد بن عبد الملك - توفي سنة (244) ، فهو من طبقة شيوخ أبي يعلى، فالمترجم من طبقة أبي يعلى نفسه، بينما يوجد بينهما في هذا الحديث واسطتان كما ترى. والله أعلم.

 

(8/159)

 

 

3683 - (سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم) .

ضعيف

رواه الترمذي (3/ 172) ، والحاكم (2/ 546) ، وأحمد (5/ 9 و 10-11) ، ومن طريقه ومن طريق الطبراني أيضاً: الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (3/ 2) ، وأبو بكر الشافعي في "حديثه" (12/ 2) ، وابن سعد (1/ 42) ، وابن عدي (120/ 2) ، وابن عساكر (17/ 335/ 2) كلهم من طريق الحسن، عن سمرة مرفوعاً. وقال العراقي تبعاً للترمذي:

"هذا حديث حسن"، وقال الحاكم:

 

(8/159)

 

 

"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!

قلت: وفيه نظر بين؛ لأن في سماع الحسن من سمرة خلافاً معروفاً، ثم هو مدلس وقد عنعنه. فلو سلمنا صحة سماعه من سمرة في الجملة، فعنعنته هذه تعل الحديث وتصيره ضعيفاً.

وفي رواية للترمذي بلفظ: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله تعالى: (وجعلنا ذريته هم الباقين) قال: "حام، وسام، ويافث"؛ بالثاء.

وقد روي الحديث بلفظ أتم، وهو:

"ولد لنوح ثلاثة: سام، وحام، ويافث، فولد سام: العرب وفارس والروم، والخير فيهم، وولد يافث: يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد حام: القبط والبربر ولا خير فيهم".

رواه البزار (29) ، وأبو بكر الزبيري في "جزء من فوائده" (25/ 2) ، وعنه ابن عساكر (17/ 335/ 2) عن محمد بن يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. ورواه من هذا الوجه البزار في "مسنده" (29) ، وقال:

"تفرد به يزيد بن سنان، وتفرد به ابنه عنه، ورواه غيره مرسلاً، وإنما جعله من قول سعيد بن المسيب".

وقال الهيثمي: "يزيد ضعفه يحيى وجماعة، ووثقه أبو حاتم".

وذكره الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى فضل العرب" (4/ 1) ، ثم قال:

 

(8/160)

 

 

"قلت: قد ورد من غير طريق يزيد بن سنان، رواه ابن عدي في "الكامل"، وابن عساكر من رواية سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وسليمان بن أرقم متروك الحديث، ورواه ابن عدي أيضاً في "الكامل" في ترجمة يزيد بن سنان أيضاً، وقال النسائي: "عامة حديثه غير محفوظ"، وقال: "يزيد بن سنان متروك". انتهى. ولا يصح هذا الحديث عن أبي هريرة من سائر طرقه، وهو مخالف لحديث سمرة، وحديث سمرة أولى بالصواب. والله أعلم".

قلت: وحديث سمرة المشار إليه تقدم بلفظ: "سام أبو العرب ... "، وهو منقطع الإسناد، فراجعه.

وحديث سليمان بن أرقم في "الكامل" (154/ 1) وقال فيه:

"عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد".

3684 - (سافروا مع ذوي الجدود والميسرة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 189) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن: حدثنا الحسين بن القاسم: حدثنا إسماعيل بن أبي زياد، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته إسماعيل بن أبي زياد، وهو متهم.

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 124-125) رقم (586-بترقيمي) ، وقال:

"إسماعيل كذاب، والحسين وإبراهيم مجروحان".

 

(8/161)

 

 

قلت: ثم غفل؛ فأورده في "الجامع الصغير" من رواية الديلمي نفسه!

3685 - (سأل - صلى الله عليه وسلم - جبريل عن هذه الآية: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) [الزمر: 68] : من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء يتقلدون أسيافهم حول العرش) .

ضعيف جداً

رواه الواحدي في "تفسيره" (4/ 18/ 2) عن محمد بن إسحاق الرملي: أخبرنا هشام بن عمار: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.

ورواه الديلمي (2/ 192) من طريق بقية بن الوليد: حدثنا عمر بن محمد به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمر بن محمد هو ابن صبهان الأسلمي أبو جعفر المدني؛ وهو متروك الحديث، كما قال النسائي وأبو حاتم والدارقطني، وقال البخاري:

"منكر الحديث". وضعفه آخرون.

وقد عزاه لأبي يعلى السيوطي في "الجامع"، وابن كثير أيضاً في "التفسير" (7/ 267) ، لكن وقع فيه "عمرو بن محمد"، وبناء عليه لم يعرفه، فقال عقبه:

"رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش؛ فإنه غير معروف".

ثم وجدت شيئين يرجحان أن ما في "تفسير ابن كثير" خطأ مطبعي:

أحدهما: أنه وقع على الصواب في طبعة مصطفى محمد منه (4/ 64) .

 

(8/162)

 

 

والآخر: أن الحافظ ابن حجر ساق الحديث من رواية أبي يعلى أيضاً في "المطالب العالية المسندة" (2/ 45/ 2) ؛ كما في "تفسير ابن كثير" طبعة مصطفى.فيتعجب من الحافظ ابن كثير كيف لم أعرفه! ولعل السبب أنه وقع في "تهذيب شيخه المزي": "عمر بن صبهان"؛ منسوباً إلى جده، وقال: "ويقال: عمر بن محمد بن صبهان الأسلمي".

ثم داخلني شك في كون (عمر) هذا هو (ابن صبهان الأسلمي) ؛لأنني وجدت أنه قد شاركه في الرواية عن زيد بن أسلم (عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي) ، وعنه أيضاً إسماعيل بن عياش كما في "تهذيب المزي"، ولم أجد حتى الآن ما يعين المراد منهما.

وقد خالف إسماعيل وبقية أبو أسامة؛ فقال: عن عمر بن محمد به؛ دون قوله: "يتقلدون أسيافهم..".

أخرجه الحاكم (2/ 453) وصححه، ووافقه الذهبي، والعسقلاني في "الفتح" (11/ 371) . وفي رواية أبي يعلى زيادة في المتن؛ ستأتي فيما بعد (5437) .

3686 - (سبحان الله! فأين الليل إذا جاء النهار!) .

ضعيف

رواه الطبري (ج7 رقم7831 صفحة209) قال: حدثني يونس قال:أخبرنا ابن وهب قال:أخبرني مسلم بن خالد، عن ابن خثيم، عن سعيد ابن أبي راشد، عن يعلى بن مرة قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمص، شيخاً كبيراً قد فند. قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب هرقل، فناول الصحيفة رجلاً عن يساره. قال: قلت: من صاحبكم الذي يقرأ؟ قالوا: معاوية. فإذا كتاب صاحبي: إنك كتبت تدعوني إلى الجنة عرضها

 

(8/163)

 

 

السماوات والأرض أعدت للمتقين، فأين النار؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن أبي راشد مجهول، لم يذكروا عنه راوياً غير ابن خثيم هذا، واسمه عبد الله بن عثمان، بل صرح في "الميزان" أنه لم يرو عنه غيره، فقوله في "الكاشف": "صدوق"؛ ليس كما ينبغي، وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات" (1/ 86) على قاعدته في توثيق المجهولين، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب"، وإنما قال:

"مقبول" يعني عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث.

ومسلم بن خالد: هو الزنجي، وفيه ضعف من قبل حفظه، قال الحافظ:

"فقيه، صدوق، كثير الأوهام".

وقد خالفه من هو مثله، وهو يحيى بن سليمان؛ فقال: عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التنوخي رسول هرقل ... فأسقط من الإسناد يعلى بن مرة.

أخرجه أحمد (3/ 441-442) .

ويحيى بن سليمان: هو ابن يحيى بن سعيد الجعفي؛ قال الحافظ:

"صدوق يخطىء". وهو من شيوخ البخاري.

ثم وجدت له شاهداً من حديث أبي هريرة، عند البزار (3/ 43) ، خرجته في (الصحيحة2892) دون القصة، والله أعلم.

 

(8/164)

 

 

3687 - (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، في ذنب المؤمن؛ كالآكلة في جنب ابن آدم) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 207-208) من طريق ابن السني: حدثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي: حدثنا أبو سالم العلاء بن مسلمة، عن علي بن عاصم، عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العلاء بن مسلمة، وهو الرواس، ترجمة الخطيب (12/ 242) ، وروى عن الأزدي الحافظ أنه قال:

"رجل سوء لا يبالي ما روى وعلى ما أقدم، لا يحل لمن عرفه أن يروي عنه".

وقال ابن حبان:

"يروي الموضوعات عن الثقات". وقال ابن طاهر:

"كان يضع الحديث".

والحديث عزاه السيوطي لابن السني، ورمز لحسنه كما قال المناوي! فإن صح ذلك عن السيوطي؛ فذلك من أوهامه الفاحشة، ومن أجل ذلك وغيره لا يوثق برموزه، كما شرحته في مقدمة "صحيح الجامع الصغير" و "ضعيفه".

 

(8/165)

 

 

3688 - (سبحي الله عشراً، واحمديه عشراً، وكبريه عشراً، ثم سليه حاجتك، يقول: نعم، نعم) .

ضعيف

أخرجه النسائي (1/ 191) ، والترمذي (1/ 96) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (850) ، وابن حبان (2342) ، والحاكم (1/ 255 و 318) ، وأحمد (3/ 120) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن

 

(8/165)

 

 

أنس بن مالك قال:

جاءت أم سليم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي، قال: ... فذكره، وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب". وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"،ووافقه الذهبي.

وأقول: هو كما قالا؛ لولا أن عكرمة بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه، كما أشار إليه الحافظ بقوله:

"صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب".

قلت: فبحسب مثله أن يكون حسن الحديث، وأما الصحة؛ فلا. وهذا إذا لم يخالف من هو أوثق منه وأحفظ، وليس الأمر كذلك هنا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1/ 85) :

"قلت: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: رواه الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أم سليم - وهو مرسل. وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار".

قلت: فمن صححه أو حسنه جرى على ظاهر إسناده المتصل، ولم يعلم هذه العلة التي نبه عليها الحافظ رحمه الله تعالى، وهي علة قادحة عند أهل الحديث، وهي الإرسال.

نعم؛ قد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس مسنداً، ولكنها واهية لا تقوم بها حجة؛ لأن راويه عبد الرحمن بن إسحاق، عن حسين بن أبي سفيان، عنه قال:

 

(8/166)

 

 

رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سليم وهي تصلي في بيتها، فقال: "ياأم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشراً ... " الحديث مثله.

أخرجه أبة يعلى (7/ 4292) ، والبزار (ص 299-زوائده) من طريق محمد ابن فضيل عنه. وتابعه القاسم بن مالك عنه.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 191) عن أبي زرعة قال: حدثنا فروة ابن أبي المغراء، عن القاسم بن مالك به. قال:

"رواه عامر بن سعيد عن القاسم به؛ إلا أنه قال: سعيد بن أبي حسين. بدل حسين بن أبي سفيان، وأشار أبو زرعة إلى أن (حسين بن أبي سفيان) أرجح.

قلت: وحسين هذا ضعفه البخاري جداً؛ فقال في "التاريخ":

"فيه نظر". وقال في "الضعفاء":

"حديثه ليس بالمستقيم".

وضعفه جمع آخر من الأئمة. وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"!

وعبد الرحمن الراوي عنه؛ هو أبو شيبة الواسطي، ضعيف جداً، نقل النووي الاتفاق على تضعيفه، وجزم الهيثمي في "المجمع" (10/ 101) بأنه ضعيف، وتبعه الحافظ في "التقريب". واقتصر الأول عليه في إعلال الحديث! وفاته أن شيخه مثله في الضعف.

وقد صح الحديث نحوه بأتم منه دون قوله: "ثم سليه حاجتك.."، وهو مخرج في "الصحيحة" (3338) .

 

(8/167)

 

 

3689 - (سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله) .

ضعيف

رواه ابن منده (2/ 67/ 1) : أخبرنا سليمان بن أحمد: أخبرنا أحمد بن بشر ابن رشدين المصري: أخبرنا أبو صالح الحراني: أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي معشر الحميدي، عن عمرو بن سعوي اليافعي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو معشر الحميدي لم أعرفه.

وابن لهيعة؛ سيىء الحفظ.

وابن رشدينت المصري - وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري -؛ ضعيف، بل اتهمه بالكذب. ووقع في الأصل: "ابن بشر"، فلعله خطأ من الناسخ.

 

(8/168)

 

 

3690 - (سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، قالوا: ومن هم؟ قال: هم الذين لا يكتوون، ولا يرقون، ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) .

منكر بذكر (ولا يرقون)

رواه المخلص في "العاشر من حديثه" (213/ 2) : حدثنا أبو إسماعيل بن العباس الوراق: حدثنا حفص بن عمرو أبو عمرو الربالي البصري - قراءة علينا - قال: حدثنا أبو سحيم المبارك بن سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

 

(8/168)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ المبارك هذا متروك؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، ومن طريقه رواه البزار أيضاً كما في "المجمع" (10/ 408) ؛ إلا أنه وقع - فيه وكذا في "كشف الأستار" (4/ 208/ 3545) -: "ولا يكوون" بدل: "ولا يرقون"، وكلاهما منكر مخالف لحديث ابن عباس وغيرهما، في "الصحيحين" وغيرهما بمعناه؛ دون هذين اللفظين.

وقد صح عندهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرقي ويكوي، في غير ما حديث صحيح.

ولا يخدج فيما ذكرت ما وقع في رواية لمسلم في حديث ابن عباس المشار إليه آنفاً من الجمع بين (لا يرقون ولا يسترقون) ؛ فإنها رواية شاذة، أخطأ فيها أحد رواته عنده، فغير الحديث فزاد وأنقص؛ زاد (لا يرقون) ، وأسقط (لا يكتوون) !! خلافاً لرواية الجماعة لحديث ابن عباس الذين رووه بلفظ:

"لا يسترقون، ولا يكتوون..".

وإن مما يؤكد الشذوذ المذكور، مخالفته لسلئر الأحاديث الواردة في الباب، مثل حديث عمران بن حصين عند مسلم وأبي عوانة وغيرهما، وحديث ابن مسعود عند البخاري في "الأدب المفرد" وغيره، فليس فيهما الجمع بين اللفظين المذكورين، بل إنهما وفق حديث ابن عباس عند الجماعة. فذلك كله يؤكد شذوذ لفظ "لا يرقون"، مع مخالفته للسنة العلمية كما تقدم.

وقد كنت ذكرت شيئاً من هذا التحقيق في بعض التعليقات أكثر من مرة. ثم جاءت هذه المناسبة فزدته بياناً، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.

 

(8/169)

 

 

3691 - (ستشرب من بعدي أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم) .

ضعيف

رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 198/ 2) عن سليمان بن داود، عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه نافع بن كيسان أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ...

قلت: ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"؛ كما في "الإصابة"، في ترجمة نافع بن كيسان.

وهذا إسناد ضعيف؛ أيوب بن نافع لم أعرفه، ولا وجدت له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي.

وسليمان بن داود كثير، فيهم الثقة والضعيف، فلم يتبين عندي.

وعزاه السيوطي لابن عساكر عن كيسان.

 

(8/170)

 

 

3692 - (ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف، والصوم في يوم صيف، وحسن الصبر عند المصيبة، وترك المراء وإن كنت محقاً، وتبكير (الأصل: تذكر) الصلاة في يوم الغيم، وحسن الوضوء في أيام الشتاء) .

ضعيف

أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (1/ 20/ 1) ، والديلمي (2/ 211) عن بحر بن كنيز السقا، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي مالك قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ بحر بن كنيز قال الحافظ:

"ضعيف".

 

(8/170)

 

 

ثم أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ:

"ست من كن فيه كان مؤمناً: إسباغ الوضوء، والمباردةإلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في شدة الحر، ... " والباقي مثله.

قلت: وهذا ضعيف جداً؛ إسحاق - وهو ابن عبد الله بن أبي فروة - متروك.

وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ:

"ست من كن فيه بلغ حقيقة الإيمان: ضرب أعداء الله بالسيف، وابتدار الصلاة في اليوم الدجن، وإسباغ الوضوء عند المكاره، وصيام في الحر، وصبر عند المصائب، وترك المراء وأنت صادق".

أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (98/ 2) عن منصور بن بشير: حدثنا أبو معشر المدني، عن يعقوب بن أبي زينب، عن عمر بن شيبة قال:

دخلوا على أبي سعيد الخدري، فقالوا: حدثنا عن رسول الله حديثاً ليس فيه اختلاف، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مجهول؛ عمر بن شيبة أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 115) :

"عمر بن شيبة بن أبي كثير مولى أشجع، روى عن نعيم المجمر وسعيد المقبري، روى عنه أبو أويس المدني، سألت أبي عنه، فقال: مجهول".

فإن كان هو هذا؛ فهو منقطع؛ لأن بينه وبين أبي سعيد: سعيد المقبري.

ويعقوب بن أبي زينب؛ مجهول أيضاً.

وأبو معشر المدني - واسمه نجيح - ضعيف.

 

(8/171)

 

 

3693 - (ست خصال من السحت: رشوة الإمام؛ وهي أخبث ذلك كله، وثمن الكلب، وعسب الفرس، ومهر البغي، وكسب الحجام، وحلوان الكاهن) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 210) من طريق محمد بن يحيى (وهو ابن منده) : حدثنا يوسف بن موسى المروذي: حدثنا أيوب بن محمد الوراق: حدثنا الوليد بن الوليد الدمشقي: حدثنا ثابت بن سويد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الوليد بن الوليد الدمشقي قال الدارقطني وغيره:

"منكر الحديث"، وفي رواية عنه: "متروك". وأما أبو حاتم فقال:

"صدوق".

وتناقض ابن حبان، فأورده في "الثقات"، وأورده في "الضعفاء"، وأورد له خبراً عن عائشة قال فيه:

"لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقال أبو نعيم: روى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثابت موضوعات.

ومن دونه؛ لم أعرفهما، وكذلك ثابت بن سويد.

 

(8/172)

 

 

3694 - (ستة أشياء تحبط الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق، وقسوة القلب، وحب الدنيا، وقلة الحياء، وطول الأمل، وظالم لا ينتهي) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 211) عن محمد بن يونس الكديمي، عن

 

(8/172)

 

 

الضحاك بن مخلد، عن سعدان بن بشر، عن مخلد بن خليفة، عن عدي بن حاتم مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الكديمي، وهو وضاع.

3695 - (سترة الإمام سترة من خلفه) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (31/ 2 من ترتيبه) عن سويد بن عبد العزيز، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك مرفوعاً. وقال:

"لم يروه عن عاصم إلا سويد"

قلت: وهو لين الحديث؛ كما قال الحافظ.

 

(8/173)

 

 

3696 - (ستكون فتن؛ يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويسمي كافراً؛ إلا من أحياه الله بالعلم) .

ضعيف جداً

رواه ابن ماجه (3954) ، وابن عساكر (17/ 413/ 1) من طريق علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن أنه حدثه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ علي بن يزيد - وهو الألهاني - متروك؛ كما قال الدارقطني، وقال البخاري: "منكر الحديث".

 

(8/173)

 

 

3697 - (..........................................) (1) .

__________

(1) الحديث رقم (2697) : " ستكون هجرة. . . " نقل إلى الصحيحة (3203) . (الناشر)

 

(8/173)

 

 

3698 - (سجدتا السهو بعد التسليم، وفيهما تشهد وسلام) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 207) عن يحيى بن العلاء: حدثنا عبد الملك

 

(8/173)

 

 

ابن مسلم اللخمي، عن أبي قيس، عن أبي هريرة وعبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يحيى بن العلاء؛ فإنه كذاب يضع الحديث كما قال أحمد.

وعبد الملك بن مسلم اللخمي؛ لم أعرفه.

3699 - (سطع نور في الجنة، فرفعوا رؤوسهم، فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها) .

موضوع

رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 374) وفي "صفة الجنة" (71/ 1) ، وابن عدي (ق112-113) ، والديلمي (2/ 216) عن حلبس الكلابي: حدثنا سفيان الثوري: حدثنا مغيرة: حدثنا إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"حديث منكر".

قلت: وقال الذهبي:

"هذا باطل". ذكره في ترجمة حلبس هذا؛ وقال فيه:

"متروك الحديث، قال ابن عدي: منكر الحديث".

واتهمه ابن الجوزي بوضع حديث.

 

(8/174)

 

 

3700 - (سعة في الرزق، وردع سنة الشيطان؛ الوضوء قبل الطعام وبعده) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 217) عن عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا بقية بن الوليد: حدثنا سعيد بن عمارة: حدثنا الحارث بن نعمان: سمعت أنس ابن مالك يقول: ... فذكره مرفوعاً.

 

(8/174)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته عبد الوهاب بن الضحاك؛ قال أبو حاتم:

"كذاب".

وسعيد بن عمارة والحارث بن نعمان؛ ضعيفان.

3701 - (سفر المرأة مع عبد ها ضيعة) .

ضعيف

رواه البزار في "الكشف" (1076) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (18/ 1) : أخبرنا محمد (يعني: ابن إسماعيل الترمذي) : أخبرنا هاشم بن عمرو: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني بزيع بن عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً. ورواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 112/ 2) من طريق آخر عن ابن عياش به، وقال:

"لم يروه عن نافع إلا بزيع، تفرد به إسماعيل".

قلت: وهو ثقة في الشاميين، ضعيف في غيرهم، ولم يظهر لي عن أيهم روايته هذه، فإن شيخه بزيع بن عبد الرحمن؛ لم أجد من ذكر بلده، وقد أورده ابن حبان في "الثقات" (2/ 32) وقال:

"يروي عن سوادة، روى عنه إسماعيل بن عياش".

وقد ضعفه أبو حاتم كما في "الميزان"، وساق له هذا الحديث.

ثم رأيت الحديث في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 298) من هذا الوجه، وقال:

"قال أبي: هذا حديث منكر، ويرويه ضعيف الحديث".

 

(8/175)

 

 

3702 - (سلم علي ملك، ثم قال: لم أزل أستأذن ربي في لقائك، حتى كان هذا أوان أذن لي، وإني أبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك) .

ضعيف

أخرجه ابن منده في "المعرفة" (2/ 27/ 1) ، والديلمي (2/ 217) عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث: حدثت عن عبد الرحمن بن حباب الأشعري، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري - وكانت له صحبة - قال:

كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ومعه ناس من أهل المدينة، وهم من أهل النفاق، فإذا سحاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لعنعنة ابن إسحاق، والانقطاع بين عبد الرحمن ابن الحارث وعبد الرحمن الأشعري، وهذا لم أعرفه. واسم ابيه لم يتبين لي بواسطة (القارئة) هل هو "حباب" أم "خباب".

 

(8/176)

 

 

3703 - (سلمان سابق فارس) .

ضعيف

رواه ابن سعد (7/ 318) ، وعنه ابن عساكر (7/ 203/ 1) : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن يونس، عن الحسن مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات إلا أنه مرسل؛ لأن الحسن - وهو البصري - كثير الإرسال، وقال بعض الأئمة:

"مراسيله كالريح"!

 

(8/176)

 

 

3704 - (سلمان منا أهل البيت) .

ضعيف جداً

روي من حديث عمرو بن عوف، وأنس بن مالك، والحسين

 

(8/176)

 

 

ابن علي بن أبي طالب، وزيد بن أبي أوفى.

1- أما حديث عمرو؛ فيرويه حفيده كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة، عام ذكرت الأحزاب خطة المذابح، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقالت الأنصار: لا؛ بل سلمان منا! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 82-83 و 7/ 318-319) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (21/ 85) ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص 25) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 260-261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 54) ، ومن طريقه وطريق ابن سعد: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 409) ، والحاكم (3/ 598) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 418) من طرق عن كثير..

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ لأن كثيراً هذا متروك؛ قال الذهبي في "الكاشف":

"واه، قال أبو داود: كذاب".

قلت: وكأنه لذلك سكت عنه الحاكم ولم يصححه كعادته، وأما الذهبي فقال في "تلخيصه":

"قلت: سنده ضعيف".

والحق ما ذكرته، وهو الذي يقتضيه قول الذهبي المتقدم، ويؤيده قوله في "سير الأعلام" (1/ 540) بعد أن ساق الحديث:

"كثير متروك".

 

(8/177)

 

 

2- وأما حديث أنس؛ فيرويه جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا النضر بن حميد، عن سعد الإسكاف، عن محمد بن علي، عنه مرفوعاً به.

أخرجه البزار في "مسنده" (3/ 184/ 2524) عنه به، وفيه قصة، وزاد في آخره: "فاتخذه صاحباً". ثم قال:

"لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه إلا جعفر عن النضر، والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث".

كذا قال، وحالهما أسوأ مما قال؛ فإن سعداً هذا - وهو ابن طريف -؛ قال الحافظ في "التقريب":

"متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضياً".

والنضر؛ قال البخاري:

"منكر الحديث".

وبه أعله الهيثمي؛ فقال (9/ 118) :

"رواه البزار، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".

وقد اضطرب في إسناده هو أو شيخه سعد، فجعل الحسين بن علي مكان أنس، وهو التالي:

3- قال أبو يعلى في "مسنده" (12/ 142/ 6772) : حدثنا الحسن بن عمر ابن شقيق الجرمي: حدثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد الكندي، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: ... فذكره بتمامه. وهكذا أخرجه ابن عساكر (7/ 410-411) عنه، ورواه

 

(8/178)

 

 

أبو الشيخ أيضاً (24-25) من طريق أبي يعلى، ولكنه لم يسق القصة، ولا الزيادة. وقال الهيثمي (9/ 117) :

"رواه أبو يعلى، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".

قلت: وشيخه مثله كما تقدم بيانه في الذي قبله.

4- وأما حديث زيد بن أبي أوفى؛ فيرويه مشرق بن عبد الله في "حديثه" (62/ 2) وابن عساكر (7/ 412) من طريق محمد بن إسماعيل بن مرداتي، عن أبيه إسماعيل: حدثني سعد بن شرحبيل، عنه به في حديث طويل.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً من رجاله.

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف جداً، وبخاصة الزيادة التي في آخره، فإنها ليست في الحديث الأول مع شدة ضعف إسناده.

نعم؛ قد صح الحديث موقوفاً على علي رضي الله عنه من طرق عنه؛ فها أنا أذكرها إن شاء الله تعالى.

الطريق الأولى: عن أبي البختري قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن سلمان، قال أدرك العلم الأول، والعلم الآخر، بحر لا ينزح قعره، هو منا أهل البيت.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 148/ 12380) ، وابن سعد (2/ 346 و 4/ 85) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 187) ، وابن عساكر (7/ 411 و 415) .

وإسناده صحيح على شرط الشيخين، واسم أبي البختري سعيد بن فيروز.

الثانية: عن زاذان قال:

 

(8/179)

 

 

سئل علي عن سلمان الفارسي؟ فقال: ذاك أمير منا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؛ علم العلم الأول، وأدرك العلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً لا ينزف.

أخرجه ابن سعد (4/ 85-86) ، والبغوي كما في "مختصر المعجم" (9/ 134/ 2) ، ومن طريقه وطريق غيره: ابن عساكر (7/ 416) .

ورجاله ثقات.

الثالثة: عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود عنه.

أخرجه البغوي وابن عساكر، وكذا أبو نعيم مقروناً بالطريق الثانية.

وله عن علي طريق آخر موقوفاً عليه مختصراً في أثناء حديث لعبد الله بن سلام بلفظ: دعوه فإنه رجل منا أهل البيت. وسنده حسن.

3705 - (سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش) .

ضعيف

رواه أبو الفرج الإسفرائيني في "جزء أحاديث يغنم بن سالم" (26/ 2) عن أبي حفص عمر بن الحسن بن الزبير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو حفص عمر بن الحسن بن الزبير وأبوه؛ لم أجد من ذكرهما.

ورواه الروياني في "مسنده" (226/ 2) ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب "العرش" (108/ 2) ، والحاكم (2/ 371) عن جعفر بن الزبير، عن القاسم،

 

(8/180)

 

 

عن أبي أمامة مرفوعاً؛ دون الشطر الثاني، وقال الحاكم:

"لم نكتبه إلا من هذا الإسناد، ولم نجد بداً من إخراجه".

وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: جعفر هالك".

ومن طريقه: أخرجه الطبراني بتمامه؛ كما في "المجمع" (10/ 398) وقال:

"وهو متروك".

والشطر الأول من الحديث له شاهد عن العرباض، فراجع "المجمع".

3706 - (سمى هارون ابنيه: شبراً وشبيراً، وإني سميت ابني الحسن والحسين، كما سمى به هارون ابنيه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 101/ 2778) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 147) ، والديلمي (2/ 217) من طريق يحيى الحماني: حدثنا عمرو بن حريث، عن برذعة بن عبد الرحمن، عن أبي الخليل، عن سلمان الفارسي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ برذعة بن عبد الرحمن؛ قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين":

"منكر الحديث بمرة".

وعمرو بن حريث؛ مجهول؛ كما قال ابن عدي، وقال البخاري عقبه:

"إسناده مجهول".

 

(8/181)

 

 

وعمرو بن حريث؛ مجهول؛ كما قال ابن عدي، وقال البخاري عقبه:

"إسناده مجهول".

قلت: وفي معناه ما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (823) ، وابن حبان (2227) ، والحاكم (3/ 165 و 180) ،وأحمد (1/ 98) ، والطبراني (1/ 100/ 2773) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء، عن علي قال:

لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"أروني ابني، ما سميتموه؟ ". قال: قلت: حرباً، قال:

"بل هو حسن". فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"أروني ابني ما سميتموه؟ ". قال: قلت: حرباً. قال:

"بل هو الحسين". فلما ولد الثالث سميته حرباً، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"أروني ابني ما سميتموه؟ ". قلت: حرباً! قال:

"بل هو محسن"، ثم قال:

"سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر". وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد".

ثم أخرجه الطيالسي (129) ، والحاكم (3/ 168) من طريقين آخرين، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء به. وقال الحاكم أيضاً:

"صحيح الإسناد"! وسكت الذهبي هنا، وأحال به على الموضع الأول، وهناك وافقه على التصحيح، وهذا منه عجيب!! فإن هانئاً هذا لم يرو عنه غير أبي

 

(8/182)

 

 

إسحاق وحده، ولازمه أنه مجهول، وهذا ما صرح به الإمام ابن المديني، كما صرح بذلك الذهبي نفسه وغيره. وقال الشافعي:

"لا يعرف، وأهل العلم بالحديث لا يثبتون حديثه لجهالة حاله"؛ كما في "التهذيب"، فلا ينفعه بعد ذلك قول النسائي فيه:

"ليس به بأس"، وبالأولى أن لا ينفعه ذكر ابن حبان إياه في "الثقات"؛ لاشتهاره بتساهله في التوثيق، ولذلك لم يسع الحافظ في "التقريب" إلا أن يقول فيه:

"مستور"! وكأنه غفل عن هذا فقال في ترجمة (المحسن) من "الإصابة" - بعد ما عزاه لأحمد -:

"إسناده صحيح"! واغتر به محقق "تحفة المودود" (132) ، فسكت عليه!!

وأيضاً فأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس مختلط وقد عنعنه، فأنى للحديث الصحة؟!

وله طريق أخرى عند الطبراني (2777) عن يحيى بن عيسى الرملي التميمي: أخبرنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي:

كنت رجلاً أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين، وقال - صلى الله عليه وسلم -:

"إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون: شبراً وشبيراً".

قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ سالم بن أبي الجعد عن علي مرسل؛ كما قال أبو زرعة.

 

(8/183)

 

 

والرملي صدوق يخطىء؛ كما قال الحافظ:

ثم أخرج هو (2778) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 147) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل: أخبرنا عمرو بن حريث: أخبرنا برذعة بن عبد الرحمن، عن أبي الخليل، عن سلمان مرفوعاً:

"سميتهما - يعني: الحسن والحسين - بابني هارون: شبراً وشبيراً".

وقال البخاري عقبه:

"إسناده مجهول".

قلت: يشير إلى برذعة وعمرو؛ قال الذهبي في الأول منهما:

"عن أنس، له مناكير، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به".

وعمرو بن حريث؛ قال ابن عدي:

"مجهول".

قلت: ويعارض ما تقدم حديثان:

الأول: ما رواه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي: حدثنا عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن محمد بن علي رضي الله عنه عن، علي رضي الله عنه: أنه سمى ابنه الأكبر حمزة، وسمى حسيناً جعفراً، باسم عمه، فسماهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسناً وحسيناً.

أخرجه الطبراني (رقم-2780) وغيره، كما بينته في "الصحيحة" (2709) .

 

(8/184)

 

 

قلت: وسنده حسن؛ لولا أن محمد بن علي - وهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - لم يسمع من جده علي رضي الله عنه. ورواه الحاكم (4/ 277) .

وابن زرارة؛ صدوق، وخالفه العلاء الرقي فقال: (حدثنا عبيد الله ... عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن علي) .

أخرجه الحاكم (4/ 277) وقال:

"صحيح الإسناد"، ورده الذهبي بقوله:

"قلت: قال أبو حاتم: العلاء منكر الحديث".

والثاني: ما رواه محمد بن فضيل، عن علي بن ميسر، عن عمر بن عمير، عن عروة بن فيروز، عن سورة بنت مشرح قالت:

كنت فيمن حضر فاطمة رضي الله عنها حين ضربها المخاض في نسوة، فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"كيف هي؟ ". قلت: إنها لمجهودة يا رسول الله! قال:

"فإذا هي وضعت فلا تسبقيني فيه بشيء". قالت: فوضعت، فسروه، ولففوه في خرقة صفراء، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"ما فعلت؟ ". فقلت: قد ولدت غلاماً وسررته ولففته في خرقة! قال:

"عصيتيني؟ " قالت: أعوذ بالله من معصيته ومن غضب رسوله! قال:

"ائتني به"، فأتيته، فألقى عنه الخرقة الصفراء، ولفه في خرقة بيضاء، وتفل فيه، وألبأه بريقه، فجاء علي رضي الله عنه، فقال:

 

(8/185)

 

 

"ما سميته يا علي؟ ". قال: سميته جعفراً يا رسول الله! قال:

"لا، ولكن حسن، وبعده حسين، وأنت أبو حسن الخير".

رواه الطبراني في "الكبير" (3/ 23/ 2542 و 24/ 311/ 786) .

قلت: وهذا إسناد مسلسل بالمجهولين: علي بن ميسر فمن فوقه.

وقد ساقه الذهبي في ترجمة ابن ميسر إلى ابن فيروز؛ وقال:

"إسناده مظلم، والمتن باطل".

ونقل ابن حجر في "الإصابة" عن ابن عبد البر أنه قال:

"إسناده مجهول".

وقال الهيثمي (9/ 175) :

"رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمر بن فيروز وعمر بن عمير، ولم أعرفهما، وبقية رجاله وثقوا".

وأقول: فيه ملاحظتان:

الأولى: أنني لم أره عند الطبراني إلا بالإسناد المذكور في الموضعين المشار إليهما.

والأخرى: قوله: "عمر بن فيروز"؛ لعله خطأ من الناسخ، والصواب: "عروة بن فيروز"؛ كما في "المعجم" في الموضعين أيضاً، ومن العجيب أن صاحبنا الأخ حمدي السلفي نقله عنه في الموضعين دون أن يتنبه لمخالفته لما في "المعجم"!

 

(8/186)

 

 

(تنبيه) : ادعى الشيخ عبد الحسين الشيعي في كتابه "المراجعات" ص (145) أن الحاكم صحح هذا الحديث على شرط الشيخين، مشيراً إلى الجزء الثالث والصفحتين السابقتين. وهذا كذب؛ ولم أقتصر على قولي: "خطأ" كما هو الواجب عادة؛ لأني بلوت عليه الكذب المذكور في غير ما حديث واحد؛ فانظر الحديث الآتي برقم (4892) .

3707 - (سموه بأحب الأسماء إلي: حمزة بن عبد المطلب) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 196) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

ولد لرجل منا غلام، فقالوا: ما نسميه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: يعقوب ضعيف".

قلت: وقد خالفه يوسف بن سلمان المازني؛ فقال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمع رجلاً بالمدينة يقول:

جاء جدي بأبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هذا ولدي، فما أسميه؟ قال:

"سمه بأحب الناس إلي: حمزة بن عبد المطلب".

أخرجه الحاكم، وأشار إلى تجهيل المازني هذا؛ فقال:

"قد قصر هذا الراوي المجهول برواية الحديث عن ابن عيينة، والقول فيه

 

(8/187)

 

 

قول يعقوب بن حميد".

قلت: وهذا مسلم لو كان المازني مجهولاً كما قال، وليس كذلك؛ فقد قال أبو حاتم:

"شيخ". وقال النسائي:

"مشهور، لا بأس به".

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مسلمة:

"بصري ثقة".

فتجهيل الحاكم إياه في مقابلة هؤلاء الأئمة الموثقين غير مقبول، ولهذا قال الحافظ فيه:

"صدوق".

وعليه؛ فروايته هي المقدمة على رواية يعقوب، وقد رأيت الذهبي قد جزم بضعفه، وهو وإن كان عندي خيراً من ذلك، إلا أنه لا يخلو من ضعف في حفظه، وإليه أشار الحافظ حين قال فيه:

"صدوق، ربما وهم".

فيكون الحديث من منكراته التي تفرد بها، بل وخالف من هو أرجح منه سياقاً ومتناً، ومما يؤيد هذا أنه قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن". رواه مسلم وغيره، فيبعد جداً أن يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء خلاف ما أخبر به عن ربه؛ فتأمل.

 

(8/188)

 

 

ثم وجدت ما يشهد لرواية المازني، وهو ما أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 73-74) من طريق قيس بن الربيع، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل من الأنصار، عن أبيه قال:

"ولد لي غلام...."، الحديث مثل لفظ المازني.

وقيس بن الربيع؛ وإن كان سيىء الحفظ، فلا بأس به في المتابعات والشواهد.

3708 - (سمي رجب لأنه يترجب فيه خير كثير لشعبان ورمضان) .

موضوع

رواه أبو محمد الخلال في "فضل رجب" (11/ 1) عن الحارث بن مسلم، عن زياد بن ميمون، عن أنس مرفوعاً.

قلت: زياد بن ميمون كذاب، مضى مراراً.

والحارث بن مسلم؛ مجهول.

 

(8/189)

 

 

3709 - (سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) .

ضعيف جداً

رواه الدامغاني في "الأحاديث والحكايات" (1/ 110/ 1) عن محمد بن عرعرة بن البرند: حدثنا سكين بن أبي سراج أبو عمرو الكلابي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً. ورواه عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (87/ 2) : حدثنا داود بن محبر: حدثنا سكين به.

قلت: وسكين بن أبي سراج؛ قال ابن حبان:

"يروي الموضوعات". وقال البخاري: "منكر الحديث".

 

(8/189)

 

 

وله طريق آخر؛ رواه العقيلي في "الضعفاء" (436) ، والديلمي (2/ 207) من طريق أبي نعيم: حدثنا أبو داود: حدثنا النضر بن معبد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة يرفعه، وقال:

"النضر بن معبد أبو قحذم؛ لا يتابع عليه، قال يحيى: ليس بشيء".

وقال النسائي:

"ليس بثقة".

3710 - (سوء المجالسة فحش، وشح، وسوء خلق) .

ضعيف

أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (668) : أخبرنا عتبة بن أبي حكيم، عن سليمان بن موسى يرفع الحديث قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ سليمان بن موسى؛ صدوق فقيه في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل.

وعتبة بن أبي حكيم؛ صدوق يخطىء كثيراً؛ كما في "التقريب".

 

(8/190)

 

 

3711 - (سيأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور، فمن أدرك منكم ذلك الزمان؛ فليختر العجز على الفجور) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 438) ، وأحمد (2/ 278 و 447) ، وأبو يعلى (4/ 1516) من طرق عن داود بن أبي هند قال: أخبرني شيخ [من بني ربيعة بن كلاب] : سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ... فذكره. وقال الحاكم:

 

(8/190)

 

 

"صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، والشيخ الذي لم يسم هو سعيد بن أبي جبيرة".

ثم ساقه من طريق عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند، عنه به.

قلت: وابن أبي جبيرة هذا لم أعرفه.

وروى البيهقي في "الزهد الكبير" (ق 29/ 2) عن مكي بن إبراهيم: حدثنا داود ابن أبي هند قال:

نزلت جديلة قيس، فإذا إمامهم رجل أعمى يقال له: أبو عمر، فسمعته يقول: ... فذكره.

قلت: وأبو عمر هذا؛ لم أعرفه أيضاً.

3712 - (سيأتي على أمتي زمان تكثر فيه القراء، وتقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المنافق والكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 457) من طريق دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.

وهذا منه عجب؛ فقد أورد دراجاً هذا في "الضعفاء والمتروكين"، وقال:

"ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير" (1) .

__________

(1) هذا اجتهاد الشيخ - رحمه الله - قديماً، وآخر الأمرين منه تمشية رواية دراج إلا عن أبي الهيثم، فانظره في " الصحيحة " تحت رقم (3350، 3470، 3479) . الناشر

 

(8/191)

 

 

3713 - (سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به، أو درهم حلال، أو سنة يعمل بها) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 370 و 7/ 127) ، وابن عساكر (4/ 210/ 2) عن روح بن الصلاح: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً. وقال:

"غريب؛ تفرد به روح بن صلاح".

قلت: وهو ضعيف؛ كما قال ابن عدي.

 

(8/192)

 

 

3714 - (سيخرج أهل مكة، ثم لا يعبر بها، أو لا يعبر بها إلا قليل، ثم تمتلىء، وتبنى، ثم يخرجون منها، فلا يعودون فيها أبداً) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 23) : حدثنا حسن: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا أبو الزبير، عن جابر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

ثم أخرجه (3/ 347) : حدثنا موسى: حدثنا ابن لهيعة به، بلفظ:

"سيخرج أهل مكة منها، ثم لا يعمروها، أو لا تعمر إلا قليلاً، ثم تعمر وتمتلىء وتبنى ... " إلخ.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

وأخرجه أبو يعلى (610) [المقصد العلي] .

 

(8/192)

 

 

3715 - (سيخرج ناس إلى المغرب، يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 424) : حدثنا حسن بن موسى: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا الحارث بن يزيد، عن أبي مصعب قال:

قدم رجل من أهل المدينة شيخ، فرأوه مؤثراً في جهازه، فسألهم (كذا ولعله: فسألوه) ، فأخبرهم أنه يريد المغرب، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فذكره) .

ثم أخرجه (2/ 177) بإسناده المذكور، عن الحارث بن يزيد، عن جندب بن عبد الله: أنه سمع سفيان بن عوف يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ونحن عنده:

"طوبى للغرباء"، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: "أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم"، قال:

وكنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً آخر حين طلعت الشمس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"سيأتي أناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشمس"، قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: "فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره، يموت أحدهم وحاجته في صدره، يحشرون من أقطار الأرض".

ثم أخرجه (2/ 222) : حدثنا قتيبة: حدثنا ابن لهيعة به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ، ولعل روايته لهذا الحديث عن شيخ واحد بإسنادين من وجهين مما يدل على قلة ضبطه وسوء حفظه (1) .

__________

(1) هذا اجتهاد الشيخ - رحمه الله - قديماً، وآخر الأمرين منه تجويد رواية قتيبة عن ابن لهيعة؛ كما في الصحيحة " (6 / 55، 560، 825 و 7 / 356) . الناشر

 

(8/193)

 

 

3716 - (سيدرك رجلان من أمتي عيسى ابن مريم، ويشهدان قتال الدجال) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 544) من طريق ابن خزيمة، والديلمي (2/ 202) عن عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: منكر، وعباد ضعيف".

قلت: والواقع أكبر شاهد على بطلان هذا الحديث.

 

(8/194)

 

 

3717 - (سيكون أقوام من أمتي يتغلطون فقهاءهم بعضل المسائل، أولئك شرار أمتي) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني في "الكبير" (146/ 2) ، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 125/ 1) ، والآجري كما في "الكواكب الدراري" (1/ 31/ 2) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (162/ 1) عن يزيد بن ربيعة: حدثنا أبو الأشعث، عن ثوبان مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ يزيد هذا ليس بثقة، وقد مضت له عدة أحاديث بهذا السند.

 

(8/194)

 

 

3718 - (سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك، يقتل بعضهم عليه بعضاً) .

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 263) ، وأبو يعلى (95/ 1-مصورة المكتب الثانية)

 

(8/194)

 

 

عن إسرائيل، عن سماك، عن ثروان بن ملحان قال:

كنا جلوساً في المسجد، فمر علينا عمار، فقلنا له: حدثنا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير ثروان هذا؛ فقال ابن المديني:

"لا نعلم أحداً حدث عن ثروان غير سماك".

قلت: ومع ذلك؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (1/ 27-هند) وقال العجلي:

"كوفي تابعي ثقة"، وهما عمدة الهيثمي في قوله (7/ 293) :

"رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير ثروان، وهو ثقة"!

3719 - (سيكون بعدي بعوث كثيرة، فكونوا في بعث خراسان، ثم انزلوا في مدينة مرو؛ فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة، ولا يصيب أهلها سوء أبداً) .

ضعيف جداً

رواه أحمد في المسند (5/ 357) ، وابن عدي (28/ 2) عن أوس بن عبد الله بن بريدة: حدثني سهل بن عبد الله، عن جده مرفوعاً. وذكره ابن قدامة في "المنتخب" (10/ 195/ 1) من طريق حنبل، عن أحمد من هذا الوجه، ثم قال:

"قال أبو عبد الله: هذا حديث منكر".

 

(8/195)

 

 

قلت: وكذا قال الذهبي: إنه منكر، وبه يشعر كلام ابن عدي حيث قال عقب الحديث:

"وأوس في بعض أحاديثه مناكير".

قلت: وضعفه البخاري جداً بقوله:

"فيه نظر". وقال الدارقطني:

"متروك".

وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (221) نقلاً عن خط الشيخ تقي الدين القلقشندي:

"وقد حسن هذا الحديث الحافظ أبو الفضل شيخنا لأجل المتابعة، وفيه نظر؛ فإن حساماً ليس من قبيل من يحسن الحديث بمتابعته".

3720 - (سيكون بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل، لا يعطون أحداً شيئاً إلا أخذوا من دينه مثله) .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (3/ 633-634) عن حسان بن غالب: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه مرفوعاً.

قلت: سكت عنه هو والذهبي! وهذا من عجائبهما؛ فإن الذهبي أورد حسان ابن غالب هذا في "الميزان"، وقال:

"متروك، ذكره ابن حبان فقال: شيخ من أهل مصر يقلب الأخبار، ويروي

 

(8/196)

 

 

عن الأثبات الملزقات، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. قال الحاكم: له عن مالك أحاديث موضوعة".

وساق له الحافظ في "اللسان" حديثين آخرين، ونقل عن الدارقطني أنه قال:

"إنهما حديثان موضوعان".

ومن طريقه: أخرجه الطبراني كما في "مجمع الهيثمي" (5/ 246) ، وقال:

"وهو متروك".

وابن لهيعة؛ ضعيف.

3721 - (سيكون في آخر الزمان ذئبان القراء، فمن أدرك ذلك الزمان؛ فليتعوذ بالله من شرهم) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 35-36) : حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن البطال، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد العاقب قال: حدثنا سالم، عن عبد الرحمن بن عبيد، عن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً، وقال:

"غريب من حديث سليمان، لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ، أفادناه عنه أبو الحسن الدارقطني الحافظ".

قلت: وهذا الشيخ المصيصي؛ قال ابن أبي الفوارس:

"كان فيه تساهل".

ومن بينه وبين سليمان - والظاهر أنه الأعمش -؛ لم أعرفهم.

 

(8/197)

 

 

3722 - (سيكون من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق! ما هو دونه) .

ضعيف

رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 236/ 2) عن حنين بن علي الكندي مولى جذع، عن الأوزاعي، عن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جده مرفوعاً.

وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ 200/ 2) من هذا الوجه؛ إلا أنه وقع فيه: "الحسين بن علي الكندي مولى ابن خديج"، وسواء كان الصواب هذا أو ذاك، فإني لم أعرفه، وكذلك لم أعرف قيس بن جابر ومن فوقه.

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 190) عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده مرفوعاً به. وقال:

"رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم".

وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" إليه أيضاً عن جاجل الصدفي.

ومعنى هذا أن اسم جد قيس بن جابر: جاجل، ولم أجد من ذكر ذلك، وفي "الإصابة":

"جاجل أبو مسلم الصدفي".

ثم ساق له حديثاً آخر من طريق محمد بن مسلم بن جاجل، عن أبيه، عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال:

"قال أبو نعيم: ليست له عندي صحبة.....".

فهل هو هذا أو غيره؟ فليحقق في ذلك من كان يهمه الأمر.

 

(8/198)

 

 

3723 - (سيقتل بـ (عذرا) ناس، يغضب الله لهم وأهل السماء) .

ضعيف

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ 137/ 1) من طريق يعقوب (وهو ابن سفيان) : حدثني حرملة: أنبأنا ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال:

دخل معاوية على عائشة، فقالت: ما حملك على قتل حجر وأصحابه؟! فقال: يا أم المؤمنين! إني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة، وبقاءهم فساداً للأمة، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة، فلم يرفعه".

ثم ساق إسناده إلى ابن المبارك عن ابن لهيعة: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال: أن معاوية حج، فدخل على عائشة ... الحديث مثله؛ إلا أن فيه أن عائشة قالت: لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء ... الحديث نحوه.

قلت: ورجاله ثقات؛ لأن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة: عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقري، وهذا الحديث من رواية الأولين عنه؛ إلا أن علته الانقطاع بين أبي الأسود - واسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني - وعائشة؛ فإنه لم يدرك عائشة؛ فإنه من أتباع التابعين.

ومثله: سعيد بن أبي هلال (ووقع في الأصل: بلال) ؛ لم يدركها أيضاً. ولذلك جزم الحافظ في ترجمة حجر بن عدي من "الإصابة" بانقطاع سنده.

 

(8/199)

 

 

3724 - (سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن ماجه (2/ 311) عن سليمان بن عطاء الجزري:

 

(8/199)

 

 

حدثني مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلمة بن عبد الله مجهول.

وسليمان بن عطاء؛ ضعيف اتفاقاً، وقال البخاري في "التاريخ" (2/ 2/ 29) :

"في حديثه مناكير".

وقال الحافظ في "التقريب":

"منكر الحديث".

والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، وقال:

"لا يصح، قال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة، فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي" بقوله (2/ 224) :

"قلت: سليمان روى له ابن ماجه، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير. وقال الحافظ ابن حجر: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع؛ فإن مسلمة غير مجروح، وسليمان بن عطاء ضعيف. والله أعلم.

وقد روي الحديث من طرق أخرى واهية نحوه كما سبق بيانه برقم (3579) .

ثم رواه ابن ماجه بالإسناد المتقدم بلفظ:

ما دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدي له لحم قط إلا قبله.

 

(8/200)

 

 

3725 - (سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 307) عن يحيى بن عنبسة المصيصي: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يحيى هذا؛ قال ابن حبان:

"دجال وضاع". وقال الدارقطني:

"دجال يضع الحديث".

لكن الشطر الأول من الحديث صحيح له طرق عدة عن جمع من الصحابة، وقد خرجت طائفة منها في "الأحاديث الصحيحة" (824) .

 

(8/201)

 

 

3726 - (سيد الأيام يوم الجمعة، وأعظمها عند الله، وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر؛ إلا هن يشفقن من يوم الجمعة) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 430) ، وابن ماجه (1/ 336) ، وأبو نعيم (1/ 336) من طريق زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن أبي لبابة بن عبد المنذر مرفوعاً.

 

(8/201)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني -؛ قال الحافظ:

"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه".

قلت: وقد اضطرب في إسناده ومتنه، فرواه مرة هكذا، ومرة قال: عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شرحبيل: أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة:

أن رجلاً من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير؟ قال: "فيه خمس خلال...." الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 284) ، والبزار في "مسنده" (1/ 294/ 615) من طريق أبي عامر: حدثنا زهير عنه.

وتابعه إبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي -: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل به.

أخرجه الشافعي (424) : أخبرنا إبراهيم بن محمد به.

قلت: لكن إبراهيم هذا متروك.

ثم ترجح عندي بعد زمان مديد أن الاضطراب ليس من زهير بن محمد، وذلك؛ لأن الرواة عنه لهذا الحديث ليسوا من الشاميين الذين روايتهم عنه غير مستقيمة، وإنما هو من رواية العراقيين عنه، وهما اثنان:

 

(8/202)

 

 

الأول: (أبو عامر) ، واسمه عبد الله بن عمرو، وهو العقدي، وهو بصري ثقة.

والآخر: (يحيى بن أبي بكير) ، وهو كوفي ثقة. ومن طريقه: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) أيضاً، وعنه تلقاه ابن ماجه.

وكلاهما روياه عن زهير بإسناده الأول المنتهي إلى أبي لبابة بن عبد المنذر.

والأول منهما هو الذي رواه عنه بإسناده الآخر المنتهي إلى سعد بن عبادة.

وعلى هذا، فلا مجال لتعصيب الاضطراب بزهير بن محمد، فلا بد من إعادة النظر فيمن فوقه. ففعلت، فوجدت شيخه في الإسنادين عبد الله بن محمد بن عقيل، فوقفت عنده؛ لأنه متكلم في حفظه، والذي استقر عليه رأي الحفاظ كالبخاري وغيره: أن يحتج بحديثه في مرتبة الحسن، إلا إذا ظهر فيه علة منه أو من غيره. وقد وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد أشار إلى علة الحديث بأسلوبه العلمي الدقيق الخاص، وأنها ليست من زهير بن محمد، فقال في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه، ساق فيها حديثه هذا في "التاريخ" (2/ 2/ 44) من ثلاثة وجوه:

1- عن سعيد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد] بن سعد، عن أبيه، عن جده سعد بن عبادة.

2- وقال زهير بن محمد: عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعيد (1) ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

__________

(1) كذا في الأصل والظاهر (سعد) . كذا في هامش الأصل، وهو الصواب بلا ريب، فقد جاء هكذا على الصواب في الموضع الثاني المشار إليه في الأعلى.

 

(8/203)

 

 

3- وقال عبيد الله بن عمرو: عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل - من ولد سعد -، عن سعد بن عبادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) .

ثم أعاد البخاري هذا في ترجمة شرحبيل بن سعد (2/ 2/ 251) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وكذلك سكت عنه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 339) ، فلم يذكر فيه شيئاً، وأما ابن حبان؛ فذكره على قاعدته المعروفة في "الثقات" (4/ 364) ، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه، فقال في "الكاشف":

"وثق"!

وأشار الحافظ إلى تليينه بقوله في "التقريب":

"مقبول".

يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث عند التفرد، وما ذلك إلا لجهالته عنده.

والمقصود أن الإمام البخاري رحمه الله أشار إلى إعلال الحديث، باضطراب ابن عقيل في روايته إياه على هذه الوجوه الثلاثة التي رواها عنه أولئك الثلاثة: سعيد بن سلمة - وهو ابن أبي الحسام - وزهير بن محمد، وعبيد الله بن عمرو - وهو الرقي -، وثلاثتهم ثقات في الجملة، فلا يمكن والحالة هذه نسبة هذا الاختلاف على ابن عقيل إليهم، وبخاصة الرقي منهم؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين، بل هو من ابن عقيل نفسه؛ لما عرفت من الضعف الذي في حفظه.

ومن المقرر في علم مصطلح الحديث أن من أنواع الحديث الضعيف: الحديث المضطرب، وذلك؛ لأن تلون الراوي في روايته الحديث إسناداً ومتناً؛ واضطرابه فيه؛ دليل على أنه لم يتقن حفظه، ويحسن ضبطه، وهذا لو كان ثقة، فكيف إذا

__________

(1) وصله الطبراني (6 / 23 / 5376) من طريقين عن عبيد الله

 

(8/204)

 

 

كان متكلماً في حفظه كابن عقيل هذا؟ فكيف إذا كان اضطرابه شمل المتن أيضاً؟! فإنه لم يذكر في رواية البخاري المتقدمة عن سعيد بن سلمة قوله في آخر الحديث:

"ما من ملك مقرب ... " إلخ.

وجملة القول؛ أن الحديث قد تفرد بروايته عبد الله بن محمد بن عقيل، واضطرب في إسناده اضطراباً شديداً، وفي متنه. فهو ضعيف بهذا السياق التام، وقد صح نحوه من حديث أبي هريرة؛ دون تلك الزيادة في آخره، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (961) ، وساعة الإجابة منه متفق عليها بين الشيخين.

هذا؛ وقد كنت حسنت الحديث في بعض تعلقاتي تبعاً للبوصيري في كتابه "الزوائد" ومشياً مع ظاهر إسناده عند ابن ماجه، والآن وقد تيسر لي تحقيق القول في إسناده ومتنه؛ فقد وجب علي بيانه أداءاً للأمانة العلمية، داعياً: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) .

3727 - (سيد الشهور رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة) .

ضعيف

رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (40/ 1) ، والبزار (960-كشف) ، والديلمي (2/ 203) وابن عساكر في "التاريخ" (8/ 483/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبد الملك، عن صفوان ابن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن عبد الملك - وهو النوفلي -؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

 

(8/205)

 

 

وروي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به؛ دون الشطر الثاني، وزاد:

"وسيد الأيام يوم الجمعة".

أخرجه عبد الغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2) عن عيسى الأصم، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن هبيرة بن يريم عنه.

وعيسى الأصم؛ لم أعرفه. وقد خولف في إسناده؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/ 2 و 9/ 1) من طريقين آخرين، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود.

وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي؛ عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: ... فذكره موقوفاً عليه.

3728 - (سيد الناس آدم، وسيد العرب محمد، وسيد الروم صهيب، وسيد الفرس سلمان، وسيد الحبشة بلال، وسيد الجبال طور سيناء، وسيد الشجر السدر، وسيد الأشهر المحرم، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام القرآن، وسيد القرآن البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس كلمات، في كل كلمة خمسون بركة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 204-205) من طريق ابن السني: حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي: حدثنا سليمان بن جذام: حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد القدوس، عن مجالد، عن الشعبي، عن مكحول، عن رجل قال:

كنا جلوساً في حلقة عمر، نتذاكر فضائل القرآن إذ قال رجل: خاتمة براءة،

 

(8/206)

 

 

وقال آخر: خاتمة بني إسرائيل، وقال آخر: خاتمة (كهيعص) ، وقال آخر: خاتمة (يس) و (تبارك) ، وفي القوم علي بن أبي طالب لا يحير جواباً، إذ قال: يا أمير المؤمنين! فأين أنت عن آية الكرسي؟ فقال عمر: يا أبا حسن! حدثنا بما سمعت فيها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، ولوائح الوضع عليه ظاهرة.

ومحمد بن عبد القدوس؛ مجهول؛ قاله ابن منده.

ومجالد - وهو ابن سعيد، ليس بالقوي.

وسليمان بن جذام، والنهاوندي؛ لم أعرفهما.

3729 - (السائحون هم الصائمون) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/ 335) عن جنيد بن حكيم الدقاق: حدثنا حامد ابن يحيى البلخي: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السائحين، فقال: "هم الصائمون". وقال:

"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، على أنه مما أرسله أكثر أصحاب ابن عيينة، ولم يذكروا أبا هريرة في إسناده"! ووافقه الذهبي!

أقول: وليس صحيح الإسناد؛ بله على شرط الشيخين؛ فإن البلخي هذا، وإن كان ثقة؛ فلم يخرج له الشيخان شيئاً.

والدقاق؛ قال الدارقطني:

"ليس بالقوي". فأنى له الصحة!

 

(8/207)

 

 

وقد روي من طريق أخرى: أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17287) ، والعقيلي في "الضعفاء" (113) ، وابن عدي (69/ 2) عن حكيم بن خذام أبي سمير قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً به. وقال ابن عدي:

"لم يرفعه عن الأعمش غير حكيم".

كذا قال! وحكيم متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم. وتابعه أبو ربيعة زيد ابن عوف: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش به مرفوعاً.

أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 58) .

لكن زيد بن عوف؛ متروك أيضاً. ثم قال العقيلي:

"يروى عن أبي هريرة موقوف".

قلت: وصله ابن جرير في "تفسيره" (17288) بسند صحيح عنه موقوفاً، وهو الأصح؛ كما قال السيوطي في "الدر" (4/ 248) .

ثم أخرجه هو (17289 و 17290) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 25/ 1) بسند حسن عن ابن مسعود موقوفاً.

3730 - (السباع حرام. يعني المفاخرة بالجماع) .

منكر

رواه أحمد (3/ 29) ، والعقيلي في "الضعفاء" (130) عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعاً. وقال:

"لا يعرف إلا به" يعني دراجاً، وروي عن أحمد أنه قال:

"أحاديثه مناكير".

 

(8/208)

 

 

قلت: وابن لهيعة ضعيف أيضاً، لكن تابعه منصور بن أبي الأسود، عن دراج به. أخرجه الدولابي (2/ 157) ، والحسن بن موسى عند أبي يعلى في "مسنده" (ق 87/ 1و2) وعمرو بن الحارث عند البيهقي (7/ 194) . فالعلة من دراج.

(تنبيه) : لفظ الحديث عند الدولابي: "السباع" بالسين المهملة والباء الموحدة. ووقع عند الآخرين بلفظ: "الشياع" بالشين المعجمة والمثناة التحتية. قال في "النهاية":

"قال أبو عمر: إنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة. وإن كان محفوظاً؛ فلعله من تسمية الزوجة شاعة".

3731 - (السخاء خلق الله الأعظم) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 219) عن أبي الشيخ معلقاً: حدثنا محمد بن حمزة: حدثنا عمر بن سهل النيسابوري: حدثنا عثمان بن يحيى، عن محمد ابن عبد الملك، عن أبي سليمان الحمصي، عن السفيانين والحمادين، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون السفيانين لم أعرف أحداً منهم، ويخيل إلي أنه إسناد مختلق؛ فإنه لا يوجد في روايات الثقات - فيما أعلم - الجمع بين السفيانين والحمادين في سند واحد. والله أعلم.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 142) ، وعنه الديلمي من طريق عمران بن عبد الله المجاشعي: حدثنا إبراهيم بن سليمان العبد ي: حدثنا يزيد بن عياض بن جعدبة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمار بن ياسر مرفوعاً به.

 

(8/209)

 

 

ويزيد بن عياض؛ كذبه مالك وغيره.

ومن دونه؛ لم أعرفهما.

وأخرجه أبو الحسن بن عبد كويه في "ثلاثة مجالس" (13/ 1) عن الحسن ابن يزيد السواق، عن عبد الله بن عبد الله المجاشعي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري به.

والأيلي هذا؛ قال الحافظ:

"ثقة؛ إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ".

قلت: لكن من دونه لم أعرفهما أيضاً.

3732 - (السكينة مغنم، وتركها مغرم) .

ضعيف جداً

أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (33/ 1) ، والديلمي (2/ 220) عن الحاكم معلقاً، عن سفيان بن وكيع: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ سفيان بن وكيع أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:

"قال أبو زرعة: كان يتهم بالكذب".

وقال الحافظ في "التقريب":

"كان صدوقاً؛ إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح؛ فلم يقبل؛ فسقط حديثه".

 

(8/210)

 

 

3733 - (السلام اسم من أسماء الله عظيم، جعله ذمة بين خلقه، فإذا سلم المسلم على المسلم؛ فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 218) عن الحسن بن سعيد الموصلي: حدثنا إبراهيم: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إبراهيم هذا - وهو ابن حيان بن حكيم الأوسي المدني - يروي عن الحمادين: حماد بن زيد وحماد بن سلمة؛ قال ابن عدي:

"أحاديثه موضوعة".

والحسن بن سعيد؛ ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 324-325) وقال:

"توفي سنة اثنتين وتسعين ومئتين". ولم يذكر فيه جرحاً.

وأعله المناوي بعطاء بن السائب واختلاطه! فلم يصنع شيئاً؛ لأن الآفة ممن دونه كما عرفت.

 

(8/211)

 

 

3734 - (السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا) .

موضوع

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (16/ 2) عن أبي فروة الرهاوي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته طلحة بن زيد - وهو القرشي الدمشقي -؛ قال الحافظ:

 

(8/211)

 

 

وأبو فروة الرهاوي؛ هو محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد؛ وهو ضعيف كأبيه.

3735 - (السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض، ويرفع للوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقاً، كلهم عابد مجتهد) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 220) عن أبي الشيخ معلقاً: حدثنا الحسن بن علي: حدثنا العباس بن عبد الله: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى: حدثنا سليمان بن رجاء، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي بصيرة العبد ي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي بكر الصديق مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سليمان بن رجاء مجهول.

وأبو بصيرة (1) - كذا في النسخة - ولم أره هكذا في شيء من كتب التراجم، وإنما فيها أبو بصير العبد ي، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 348) جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات".

ومع ضعف إسناد الحديث؛ فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة. والله أعلم.

__________

(1) الصواب أنه " أبو نُصَيْرَةَ " بالنون مصغراً؛ انظر: " تبصير المنتبه " (4 / 1421) . (الناشر) .

 

(8/212)

 

 

3736 - (السنة سنتان: سنة في فريضة، وسنة في غير فريضة، السنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله؛ أخذها هدى وتركها ضلالة، والسنة التي ليس أصلها في كتاب الله؛ الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة) .

موضوع

هو من حديث أبي هريرة، قال الهيثمي (1/ 172) :

 

(8/212)

 

 

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وقال: "لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد، تفرد به عبد الله بن الرومي"، ولم أر من ترجمه".

قلت: وعلى هامشه ما نصه - وظني أنه من تعليقات الحافظ ابن حجر عليه -:

"فائدة: عبد الله هو ابن محمد، ويقال: ابن عمر اليمامي، يعرف بابن الرومي، وثقه أبو حاتم وغيره".

قلت: ترجمة هذا في "التهذيب"، وهو من شيوخ مسلم، وفيها أن أبا حاتم قال: "صدوق". ولم أرها في "الجرح والتعديل"، بل فيه (2/ 2/ 157) :

"عبد الله بن محمد اليمامي البكري، روى عن آدم بن علي الشيباني. روى عنه عبيد بن إسحاق العطار. سمعت أبي يقول: هو مجهول".

قلت: وعيسى بن واقد؛ لم أجد له ترجمة، ولعله الذي أراده الهيثمي بقوله: "لم أر من ترجمه"، لكن قصرت عنه عبارته! وهو ظاهر ما نقله عنه المناوي، فإنه قال:

"قال الطبراني: لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد. قال الهيثمي: ولم أر من ترجمه".

ثم إن الحديث ظواهر الوضع والصنع عليه لائحة، وهو بتعابير الفقهاء أشبه منه بألفاظ النبوة والرسالة. كيف وهو يتضمن القول بأن هناك سنة ليس لها أصل في كتاب الله تعالى، وهو قول مرجوح، يرده قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه) !

 

(8/213)

 

 

3737 - (السنة سنتان: سنة من نبي مرسل، وسنة من إمام عادل) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 222) عن علي بن عبد ة: حدثنا شعبة، عن الحكم بن مقسم، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته علي بن عبد ة، قال الذهبي:

"كذاب، قال الدارقطني: كان يضع الحديث".

قلت: وهو علي بن الحسن، ويقال: ابن أبي الحسن المكتب.

 

(8/214)

 

 

3738 - (السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن، فتعلموها؛ فإن تعلمها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 226) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي، عن أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إسماعيل هذا، قال الدارقطني:

"يضع الحديث".

 

(8/214)

 

 

3739 - (السيوف أردية المجاهدين) .

ضعيف

رواه المحاملي في "الأمالي" (8/ رقم42) : أخبرنا عبد الله بن شبيب: أخبرنا ذؤيب بن عمامة السهمي: أخبرنا الوليد بن مسلم: أخبرنا زهير بن محمد، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت مرفوعاً.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" من هذا الوجه إلا أنه قال: عن

 

(8/214)

 

 

الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً.

وهذا سند ضعيف؛ زهير بن محمد - وهو الخراساني - سيىء الحفظ، ونحوه السهمي. وابن شبيب واه.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 29/ 1) عن الأحوص بن حكيم قال: حدثني راشد بن سعد، عن عروة بن الزبير قال: كان يقال: ... فذكره.

وعن الربيع، عن الحسن قال: ... فذكره مرفوعاً.

وهذا إسناد مرسل ضعيف؛ الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ.

3740 - (إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً؛ فإنه ليس أحد يقتل في سبيل الله إلا ابتدرت له ثنتان من الحور العين، فإذا استشهد؛ كان أول قطرة تقع من دمه؛ كفر الله عنه كل ذنب، ويمسحان الغبار عن وجهه، ويقولان: قد آن لك، ويقول هو: قد آن لكما) .

ضعيف بهذا السياق

أخرجه البزار (ص 183-184/ زوائده) من طريق أبي يحيى التيمي عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال الهيثمي عقبه:

"أبو يحيى التيمي هو إسماعيل بن إبراهيم؛ ضعيف جداً".

وقال الحافظ ابن حجر عقبه:

"والحديث مرسل كما ترى".

 

(8/215)

 

 

قلت: كذا في النسخة المصورة، وهي سيئة جداً، ولعل الأصل: "كما سترى"؛ لأنه بعد هذه رواية أخرى من طريق العباس بن الفضل الأنصاري: حدثني القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار - رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقينا عدونا، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، فقال:

"يا أيها الناس! إنكم قد أصبحتم ... " فذكره (1) . وقال عقبه:

"والعباس أيضاً ضعيف، وحديثه أولى بالصواب".

قلت: فهذا يدل على ما ذكرته من أن الأصل: "كما سترى"، وإلا؛ ففي الرواية الأولى تصريح يزيد بن شجرة بسماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو صح السند بذلك إلى يزيد؛ لكان هذا هو الصواب، ولكان قول من جزم بصحبة يزيد بن شجرة هو الراجح، ولكن أنى ذلك وفي الطريق أبو يحيى التيمي؛ وهو ضعيف جداً كما سبق، بل هو كذاب؟!!

لكن قد جاء بإسناد آخر خير منه، فقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 146/ 1) : حدثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال:

إنها قد أصبحت عليكم [وأمست] من بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غداً؛ فقدماً قدماً؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين، فإن تأخر استترن منه،

__________

(1) ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (91 / 1) ؛ لكن تصحفت فيه (جدار) إلى (جابر) !

 

(8/216)

 

 

وإن استشهد كان ... " الحديث.

ففي هذا أيضاً التصريح بسماع يزيد بن شجرة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك أورده عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (65/ 2) من طريق ابن أبي شيبة، لكن يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - سيىء الحفظ؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف، كبر، فتغير، فصار يتلقن".

ولذلك؛ لم يحتج به الشيخان، وإنما أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم مقروناً. على أنه قد روي عنه موقوفاً لم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزاد في آخره:

ثم يكسى مئة حلة ليس من نسخ بني آدم، ولكن من نبت الجنة، لو وضعن بين إصبعين لوسعنه، وكان يقول: نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة.

قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 294) :

"رواه الطبراني من طريقين، رجال أحدهما رجال (الصحيح) ".

قلت: وهو كما قال؛ بل هو إسناد صحيح، فانظر "الصحيحة" (2672) .

وقد وجدت لآخره شاهداً قوياً مرفوعاً، ولذلك خرجته في "الصحيحة" (2672) ، ولسائره متابع قوي؛ أخرجه الحاكم (3/ 494) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (298-299/ 617) من طريق شعبة، عن منصور: سمع مجاهداً يحدث، عن يزيد بن شجرة الرهاوي وكان من أمراء الشام، وكان معاوية يستعمله على الجيوش، فخطبنا ذات يوم، فقال: ... فذكر الخطبة، وفيها الزيادة التي عند الطبراني دون المرفوعة، وفيه زيادات أخرى ذكر طرفاً منها المنذري في "الترغيب" (2/ 195) . وإسناده صحيح.

 

(8/217)

 

 

وروى بعضه نعيم بن حماد في "زياداته" على ما رواه المروزي عن ابن المبارك في "الزهد" (رقم 330) قال ابن المبارك: أنبأنا رجل، عن منصور به.

3741 - (شاهد الزور مع العشار في النار) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 229) عن الحسين بن إسحاق العجلي، عن جعفر بن محمد الرقي، عن محمد بن حذيفة الأسدي - وكان ثقة - قال: أقمت على سفيان بن عيينة سنتين، فقال لنا ذات يوم ونحن حوله: اكتبوا: زياد بن علاقة، سمع المغيرة بن شعبة: شاهد الزور ... كذا الأصل، ليس فيه أنه رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون محمد بن حذيفة الأسدي؛ لم أعرفهما، وأحدهما هو القائل عنه: "وكان ثقة"، ولا عبرة بذلك لجهالته، لا سيما وهو مجروح عند الأئمة؛ فقد ضعفه أبو حاتم، وجرحه ابن حبان، وقال:

"روى عن سفيان ... (فذكره مرفوعاً وقال:) وهذا باطل، وما سمع زياد بن علاقة هذا، ولا عند سفيان عن زياد سوى أربعة أحاديث معروفة".

 

(8/218)

 

 

3742 - (شباب أهل الجنة: الحسن، والحسين، وابن عمر، وسعد ابن معاذ، وأبي بن كعب) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 235) عن عمر بن محمد بن الحسن: حدثنا أبي: حدثنا أبو شيبة، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو شيبة اسمه يوسف بن إبراهيم الجوهري الواسطي، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب".

 

(8/218)

 

 

وعمر بن محمد بن الحسن؛ لم أجد له ترجمة، والظاهر أنه غير معروف؛ فإن أباه محمد بن الحسن - وهو الواسطي المزني - ثقة معروف؛ له ترجمة في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 226) ؛ ومع ذلك فلم يذكر في الرواة عنه ابنه هذا.

3743 - (شرار أمتي من يلي القضاء، إن اشتبه عليه لم يشاور، وإن أصاب بطر، وإن غضب عنف، وكاتب السوء كالعامل به) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 230) عن عبد الله بن أبان، عن هاشم بن محمد، عن عمر بن أبي بكر، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمر بن أبي بكر - وهو الموصلي العدوي -؛ ضعفه أبو زرعة، وقال أبو حاتم:

"متروك، ذاهب الحديث".

وهاشم بن محمد وهو الربعي؛ قال العقيلي:

"لا يتابع على حديثه". وقال ابن حبان في "الثقات":

"ربما أخطأ".

وعبد الله بن أبان وهو الثقفي؛ لا يعرف؛ كما قال الذهبي.

 

(8/219)

 

 

3744 - (شر البيت الحمام، تعلو فيه الأصوات، وتكشف فيه العورات. فقال رجل: يا رسول الله! يداوى فيه المريض، ويذهب فيه الوسخ، فقال: فمن دخله؛ فلا يدخل إلا مستتراً) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 103/ 1) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي:

أخبرنا الصلت بن مسعود الجحدري: حدثنا يحيى بن عثمان التيمي، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير يحيى بن عثمان التيمي؛ فهو ضعيف؛ كما في "التقريب".

وقد صح مختصراً بلفظ: "اتقوا بيتاً يقال له الحمام ... ".

وهو مخرج في "إرواء الغليل" (2649) ، و "تخريج الكلم الطيب" (ص 128) .

 

(8/220)

 

 

3745 - (شوبوا شيبكم بالحناء؛ فإنه أسرى لوجوهكم، وأطيب لأفواهكم، وأكثر لجماعكم، الحناء سيد ريحان أهل الجنة، الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (2/ 207/ 2 و 228/ 1-2 و 10/ 18/ 1-2) عن عبد السلام بن العباس بن الزبير: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن [بن عبد الله] الدمشقي: أخبرنا إبراهيم بن أيوب الدمشقي - وكان رجلاً صالحاً -، عن إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، عن أبي عبد الملك الأزدي، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ أبو عبد الملك الأزدي؛ لم أجد من ذكره، وقد راجعت له كتاب "الثقات" لابن حبان، فلم يذكره، ومثله عبد السلام هذا، لم أجد من ترجمه، وكذا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي، لكن لا يبعد أن يكونه الذي في "الميزان" و "لسانه":

"عبد الرحمن بن عبد الله بن ربيعة الدمشقي عن معروف الخياط، قال ابن معين: لا أعرفه"، وقد ساق في ترجمته هذا الحديث، ولم يزد!

 

(8/220)

 

 

وأما إبراهيم بن أيوب الدمشقي؛ فقال أبو حاتم:

"لا أعرفه". وضعفه غيره.

وبالجملة؛ فهو سند مسلسل بمن لا يعرف غير إبراهيم بن عبد الحميد؛ فقال أبو زرعة:

"ما به بأس". كما رواه ابن عساكر عنه، وفي ترجمته روى هذا الحديث، ومن روايته أورده السيوطي في "الجامع"، وقال المناوي:

"وفيه من لا يعرف".

(تنبيه) : "شربوا"، كذا في نسختنا بالراء، وفي "اللآلي" (2/ 270-271) من طريق ابن عساكر هذه "شوبوا" بالواو، وكذلك أورده في "الجامع الصغير"، فالظاهر أنه كذلك في بعض نسخ "التاريخ".

وأخرجه ابن الضريس في "الثالث من حديثه" (157/ 1) ، والديلمي (2/ 227) ، وابن عساكر (2/ 96/ 2) عن أبي عبد الله أحمد بن محمد عبد الرحمن الكناني الخولاني: حدثني أبي، عن جدي، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به. وقال ابن عساكر:

"هذا حديث منكر".

أورده في ترجمة الكناني هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأما أبوه وجده؛ فلم أعرفهما، فهو إسناد مظلم.

والحديثان أوردهما السيوطي في "اللآلي" (2/ 270 و 271) ، ولم يتكلم على إسنادهما. وقال المناوي في شرح حديث أنس من "الجامع":

"وفيه من لا يعرف".

 

(8/221)

 

 

3746 - (شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي (2/ 233-234) عن هشام بن خالد: حدثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الخشني هذا متروك، كما مضى مراراً، وتقدمت له بعض الأحاديث الموضوعة التي يستدل بها على حاله، فانظر الحديث (200 و 201) ، ويبدو لي أن هذا من موضوعاته.

 

(8/222)

 

 

3747 - (شفاعتي لأمتي: من أحب أهل بيتي، وهم شيعتي) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 146) من طريق القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده محمد بن عمر، عن أبيه عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف؛ قال الخطيب في ترجمة القاسم بن جعفر هذا من "التاريخ" (12/ 443) :

"حدث عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير".

 

(8/222)

 

 

3748 - (شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة، ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض؛ لأنهم حسد) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 228) عن أبي إسحاق الطالقاني: حدثنا

 

(8/222)

 

 

عبد الملك بن أبي جامع الغنوي، عن أبي هارون الغنوي، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده مرفوعاً.

قلت: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الحاكم بإسناده، عن أبي إسحاق الطالقاني به وقال:

"قال الحاكم: ليس هذا من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإسناده فاسد من أوجه كثيرة يطول شرحها. قال المؤلف: منها أن في إسناده مجاهيل وضعفاء منهم أبو هارون".

قلت: يعني العبد ي، وهو متروك. لكن وقع في "الديلمي" (الغنوي) كما ترى، فإن كان محفوظاً فالعهدة على من دونه؛ لأنه ثقة واسمه: إبراهيم بن العلاء، أخرج له البخاري.

3749 - (شيئان لا أذكر فيهما: الذبيحة والعطاس، هما مخلصان لله تبارك وتعالى) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 235) من طريق ابن لال بسنده، عن المنهال بن بحر: حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته نهشل - وهو ابن سعيد الورداني -؛ قال الحافظ:

"متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه".

والحسن بن أبي جعفر - وهو الحفري -؛ ضعيف الحديث مع عبادته وفضله.

والمنهال بن بحر؛ مختلف فيه، فقال العقيلي:

 

(8/223)

 

 

"في حديثه نظر". وأشار ابن عدي إلى تليينه.

وقال أبو حاتم:

"ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات".

3750 - (شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة؛ يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب، راع للخيل، علامة سوء في قوم ظلمة) .

منكر

أخرجه الحاكم (4/ 521) ، وأحمد (1/ 179) ، والحميدي (1/ 39/ 74) ، وعنه الفسوي في "المعرفة" (3/ 315) ، وأبو يعلى (1/ 225) ، وابن أبي عاصم (2/ 448/ 920) ، والبزار (2/ 361/ 1854) من طريق العلاء بن أبي العباس - وكان شيعياً -، عن أبي الطفيل، عن بكر بن قرواش: سمع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: ما أبعده من الصحة وأنكره؟! ".

قلت: وعلته بكر هذا؛ قال في "الميزان":

"لا يعرف، والحديث منكر". يعني هذا، وأقره الحافظ في "اللسان".

(تنبيه) : سياق الحديث للحاكم، لكن فيه أخطاء صححتها من "الجامع الصغير"، وسياقه عند أبي يعلى مختصر، وعند أحمد مختصر جداً.

وقال الهيثمي (6/ 234) :

"رواه أبو يعلى، وأحمد باختصار، والبزار، ورجاله ثقات".

 

(8/224)

 

 

وقال في مكان آخر (10/ 73) :

"رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات، وفي بكر بن قرواش خلاف لا يضر".

وأقول: لا داعي لتخصيص رجال أحمد بالتوثيق؛ فإن رجال الآخرين كذلك. ولكن إطلاق التوثيق على جميع الرجال فيه نظر؛ فإن بكر بن قرواش لم يوثقه غير ابن حبان (4/ 75) ، والعجلي فقال (85/ 163-تاريخ الثقات) :

"تابعي من كبار التابعين من أصحاب علي، وكان له فقه، ثقة".

وهذا التوثيق من تساهلهما المعروف، ولذلك لم يلتفت إليه الحفاظ المتأخرون كالذهبي والعسقلاني، يضاف إلى ذلك تضعيف العقيلي إياه بذكره في كتاب "الضعفاء" (1/ 151) وقوله في حديثه هذا:

"لا يعرف إلا عن بكر بن قرواش".

وحكى نحوه عن البخاري، عن علي بن المديني.

وكذلك قال ابن عدي في "الكامل" (2/ 29) . وهؤلاء هم الذين عناهم الهيثمي بقوله: "وفي بكر خلاف لا يضر"، فهو مردود.

3751 - (الشاة بركة، والبئر بركة، والتنور بركة، والقداحة بركة) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 496) عن أحمد بن نصر الذارع: حدثنا أبو علي زفر بن وهب بن عطاء الأصبهاني: حدثنا محمد بن حرب النشائي قال: حدثنا داود بن محبر: حدثنا صغدي بن سنان أبو معاوية البصري، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً.

 

(8/225)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ فيه آفات:

الأولى: صغدي بن سنان؛ قال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث". وقال ابن معين:

"ليس بشيء".

الثانية: داود بن المحبر؛ وضاع معروف.

الثالثة: زفر بن وهب؛ أورده الخطيب في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.

الرابعة: أحمد بن نصر الذارع؛ قال الخطيب:

"ليس بحجة". وفي "الميزان":

"أتى بمناكير تدل على أنه ليس بثقة، قال الدارقطني: دجال".

ثم ذكر له حديثين من أباطيله. ولذلك قال المناوي بعد أن ذكر نحو ما تقدم؛ منتقداً السيوطي في إيراده الحديث:

"وبه يعرف أن سند الحديث عدم".

قلت: وللجملة الأولى منه متابع من طريق عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثنا صغدي بن عبد الله، عن قتادة به.

أخرجه العقيلي (ص 192) في ترجمة صغدي بن عبد الله هذا؛ وقال:

"حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به".

يعني هذا، ثم قال:

 

(8/226)

 

 

"وفيه رواية من غير الوجه فيها لين".

قلت: لعله يشير إلى ما أخرجه هو (ص 29) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (573) من طريق إسماعيل بن سلمان، عن أبي عمر البزار، عن محمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً بلفظ:

"الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، والثلاث بركات".

أورده العقيلي في ترجمة إسماعيل بن سلمان هذا، وهو الأزرق، وقال:

"قال ابن معين: ليس بشيء".

وفي "الميزان":

"قال ابن نمير والنسائي: متروك".

(تنبيه) : هذا الحديث أعله المناوي بأن "فيه صغدي بن عبد الله، قال في "الميزان": له حديث منكر. قال العقيلي: لا يعرف إلا به، ومتنه: الشاة بركة.. ثم ساقه إلى آخر ما هنا".

قلت: وهذا وهم فاحش! فإن صغدي بن عبد الله ليس له ذكر في إسناد حديث علي هذا، وإنما هو في حديث أنس الذي قبله، ومتنه: "الشاة بركة" فقط، ليس فيه ما بعده كما رأيت!!

3752 - (الشاة من دواب الجنة) .

ضعيف جداً

رواه ابن ماجه (2306) ، وابن عدي (152/ 2) عن زربي، عن ابن سيرين، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"زربي؛ أحاديثه وبعض متون أحاديثه؛ منكرة".

 

(8/227)

 

 

قلت: وقال ابن حبان:

"منكر الحديث على قلته"، وضعفه البخاري جداً، فقال:

"فيه نظر".

3753 - (الشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده، فمن خرج من الشام إلى غيرها؛ فبسخطه، ومن دخلها من غيرها؛ فبرحمة) .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (4/ 509) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 107) من طريق الطبراني - وهذا لفظه - عن أبي عائذ عفير بن معدان: أنه سمع سليم بن عامر الكلاعي يحدث، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: كلا، وعفير هالك".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 59) :

"رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف".

وفي رواية له عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ:

"صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، وليدخلن الجنة منكم من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب".

قال الهيثمي: "وفيه عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي، وهو ضعيف".

 

(8/228)

 

 

قلت: وأخرجه ابن عساكر، عن الطبراني أيضاً عنه، عن القاسم، عن أبي أمامة به.

3754 - (الشاهد: يوم عرفة ويوم جمعة، والمشهود: هو الموعود يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/ 519) ، وعنه البيهقي (3/ 170) من طريق شعبة قال: سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان، عن عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة - أما علي فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما يونس فلم يعد أبا هريرة - في هذه الآية (وشاهد ومشهود) [البروج: 3] قال: ... فذكره. وقال الحاكم:

"حديث شعبة عن يونس بن عبيد صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وهو موقوف. وأما علي بن زيد فقد رفعه كما رأيت، لكنه ضعيف لا يحتج به، لا سيما إذا خالف الثقة يونس بن عبيد.

وقد روي الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ آخر مخالف للفظ الترجمة، وهو الأرجح؛ لأن له شاهداً من حديث أبي مالك الأشعري كما خرجته في "الصحيحة" (1502) .

 

(8/229)

 

 

3755 - (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) [آل عمران: 31] .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (2/ 290) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 368)

 

(8/229)

 

 

عن عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: عبد الأعلى؛ قال الدارقطني: ليس بثقة". وقال في "الكاشف":

"واه".

ومن طريقه: أخرجه العقيلي أيضاً في "الضعفاء" (453) ، وقال:

"جاء بأحاديث منكرة، ليس منها شيء محفوظ".

قلت: لكن لشطره الأول بعض الشواهد؛ فروى حسان بن عباد البصري قال: حدثني أبي، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز وعكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً:

"الشرك أخفى في أمتي من دبيب الذر على الصفا، وليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة".

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 36-37 و 114) ، وقال:

"تفرد به عباد البصري، وعنه ابنه حسان".

قلت: لم أجد له ترجمة.

وأما أبوه عباد؛ فهو ابن صهيب البصري؛ أحد المتروكين، مترجم في "الميزان" و "اللسان".

وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري، مخرج في "الترغيب" (1/ 39) .

 

(8/230)

 

 

وآخر من حديث أبي بكر الصديق نحوه.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (716) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (381) ، وابن بطة في "الإبانة" (6/ 53/ 2) عن ليث بن أبي سليم، قال البخاري في روايته عنه: أخبرني رجل من أهل البصرة قال: سمعت معقل بن يسار - ولم يذكر ابن بطة الرجل البصري - وقال ابن السني: عن أبي مجلز، عن حذيفة، كلهم - عن أبي بكر الصديق.

وليث ضعيف مختلط، وقد اختلف عليه في إسناده كما ترى.

وأخرجه أبو يعلى (1/ 20-21) من طرق أخرى عنه، عن أبي محمد - ولعله مصحف من أبي مجلز -، عن حذيفة به.

وجملة القول؛ أن الشطر الأول من الحديث صحيح لهذه الشواهد والطرق، وسائره ضعيف لخلوه من الشاهد. والله أعلم.

ثم وجدت لحديث أبي بكر طريقاً أخرى؛ يرويه شيبان بن فروخ: حدثنا يحيى ابن كثير، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عنه.

أخرجه أبو نعيم (7/ 112) ، وقال:

"تفرد به عن الثوري يحيى بن كثير".

قلت: وهو أبو النضر البصري؛ ضعيف.

3756 - (الشرود يرد. يعني البعير الشرود) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (6135) ، والدارقطني (ص 298-299) ، والبيهقي

 

(8/231)

 

 

(5/ 322-323) من طرق عن عبد السلام بن عجلان، عن أبي يزيد المدني، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن عجلان هذا قال أبو حاتم:

"يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:

"يخطىء ويخالف".

ونقل المناوي عن ابن حجر أنه قال فيه:

"ضعيف".

3757 - (الشرب من فضل وضوء المؤمن فيه شفاء من كل داء، أدناها الهم) .

موضوع

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (322/ 2) ، والديلمي (2/ 236) عن محمد بن إسحاق العكاشي: حدثنا الأوزاعي، عن مكحول (زاد الأول: والقاسم بن مخيمرة وعبد الله بن أبي لبابة وحسان بن عطية جميعاً) ، عن أبي أمامة وعبد الله بن عمر وجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً به.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العكاشي هذا، وهو محمد بن الحسن العكاشي؛ وهو ممن يضع الحديث على الثقات كما قال ابن حبان. وقوله في الإسناد: ابن إسحاق. لعله تحريف من النساخ، أو أن إسحاق أحد أجداده. والله أعلم.

 

(8/232)

 

 

3758 - (الحلف حنث أو ندم) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 303) عن بشار بن كدام السلمي، عن محمد ابن زيد، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:

 

(8/232)

 

 

"قد كنت أحسب برهة من دهري بشار هذا أخو مسعر، فلم أقف عليه، وهذا الكلام صحيح من قول ابن عمر".

ثم ساق إسناده إلى عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

"إنما اليمين مأثمة أو مندمة".

قلت: إسناد المرفوع ضعيف؛ لأن بشار بن كدام ضعيف؛ كما قال أبو زرعة، وتبعه الحافظ في "التقريب".

3759 - (الشفق: الحمرة، فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة) .

ضعيف

أخرجه الدارقطني في "سننه" (ص 100) ، والبيهقي (1/ 373) ، والديلمي (2/ 141) من طريق عتيق بن يعقوب: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال الدارقطني في كتابه "غرائب مالك" - كما في "نصب الراية" - (1/ 233) :

"حديث غريب، ورواته كلهم ثقات".

قلت: وعتيق هذا؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 46) ، وقال:

"سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن عتيق الزبيري حفظ "الموطأ" في حياة مالك". ولم ذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأورده الذهبي في "الميزان"، وذكر توثيق الدارقطني إياه وبلاغ أبي زرعة. وزاد عليه ابن حجر في "اللسان" أن ابن حبان ذكره في الطبقة الرابعة من "الثقات"، وأن الدارقطني في "الرواة عن مالك" وهمه في حديث آخر رواه عن مالك.

 

(8/233)

 

 

ويتخلص عندي أن الرجل ثقة له أوهام، فلا يحتج به إذا خالفه من هو أحفظ منه، وقد خولف في رفعه كما يأتي، وتابعه من هو مثله أو دونه؛ فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر من طريق أبي حذافة: حدثنا مالك به. وقال:

"وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك، وكلاهما غريب، وحديث عتيق أمثل إسناداً". قال الحافظ في "التلخيص" (65) :

"وقد ذكر الحاكم في "المدخل" حديث أبي حذافة، وجعله مثالاً لما رفعه المجروحون من الموقوفات".

قلت: يشير إلى تجريح أبي حذافة - واسمه أحمد بن إسماعيل السهمي -، وقد ضعفه غير واحد، وقال ابن خزيمة:

"كنت أحدث عنه، إلى أن عرض علي من روايته عن مالك ما أنكره قلبي، فتركته". وقال ابن عدي:

"حدث عن مالك وغيره بالأباطيل".

أما المخالفة التي أشرنا إليها؛ فهي أن عبيد الله بن عمر رواه، عن نافع، عن ابن عمر قال: "الشفق: الحمرة". رواه البيهقي.

وتابعه العمري عن نافع به. أخرجه الدارقطني. ولا شك أن هذا أصح إسناداً من المرفوع، ولذلك قال البيهقي عقبه:

"والصحيح موقوف". قال:

"وكذلك رواه عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر موقوفاً".

ثم رواه بسنده عن ابن عباس مثله موقوفاً، وقال:

 

(8/234)

 

 

"وروينا عن عمر وعلي وأبي هريرة أنهم قالوا: الشفق الحمرة".

لكن ذكر الحافظ أن ابن خزيمة أخرجه من طريق أخرى عن محمد بن يزيد - وهو الواسطي -، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو رفعه:

"ووقت صلاة المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق" الحديث. قال ابن خزيمة:

"إن صحت هذه اللفظة، تفرد بها محمد بن يزيد، وإنما قال أصحاب شعبة فيه: (فور الشفق) مكان: (حمرة الشفق) . قلت: محمد بن يزيد صدوق".

قلت: وهو في "صحيح مسلم" (2/ 104) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة بلفظ:

"ثور الشفق".

ورواه أحمد (6993) : حدثنا يحيى بن أبي بكير: حدثنا شعبة به؛ بلفظ:

"نور الشفق". وهو عند مسلم من هذا الوجه، لكنه لم يسق لفظه.

وقد تابعه همام، عن قتادة به؛ بلفظ:

"ما لم يغب الشفق".

أخرجه مسلم، وأحمد (6966 و 7077) وغيرهما.

ويبدو مما سبق أن قوله في حديث ابن عمرو: "حمرة الشفق" وهم من محمد ابن يزيد الواسطي، لكن الظاهر أنه وهم لفظي؛ إذ أنه في معنى اللفظين الآخرين: "ثور الشفق" و: "نور الشفق"، ولا يكون ذلك إلا في حمرة الشفق؛ ضرورة أن الشفق لغة: هو الحمرة في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة أو إلى قريبها، أو إلى قريب العتمة، ولذلك أجاب العلامة الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 175)

 

(8/235)

 

 

على تضعيف البيهقي رفع الحديث بقوله:

"قلت: البحث لغوي، والمرجع فيه إلى أهل اللغة، وابن عمر من أهل اللغة وقح العرب؛ فكلامه حجة، وإن كان موقوفاً عليه".

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف المبنى صحيح المعنى. والله أعلم.

3760 - (الشقي كل الشقي: من أدركته الساعة حياً لم يمت) .

موضوع

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (23/ 2) عن هاشم بن القاسم الحراني قال: أخبرنا يعلى بن الأشدق بن جراد بن معاوية العقيلي - ويكنى بأبي الهيثم -، عن عمه عبد الله بن جراد مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يعلى بن الأشدق. قال الحافظ في ترجمة الحراني المذكور من "التقريب":

"صدوق تغير، وله سماع من يعلى بن الأشدق؛ ذاك المتروك الذي ادعى أنه لقي الصحابة".

وقال ابن حبان:

"وضعوا له أحاديث، فحدث بها ولم يدر، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، لا يصدق".

 

(8/236)

 

 

3761 - (الشمس والقمر وجوههما إلى العرش، وأقفاؤهما إلى النار) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 237-238) من طريق الطبراني: حدثنا العباس بن الفضل: حدثنا سعيد بن سليمان النشيطي: حدثنا شداد بن سعيد

 

(8/236)

 

 

الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ آفته النشيطي هذا؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 26) :

"قال أبي: لا نرضاه، وفيه نظر. وقال أبو زرعة: نسأل الله السلامة! فقلت: هو صدوق؟ قال: نسأل الله السلامة! وحرك رأسه وقال: ليس بالقوي".

وقال أبو داود:

"لا أحدث عنه".

ولذلك؛ جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ضعيف. وأما قول الذهبي في ترجمته من "الميزان":

"صويلح"؛ ففيه بعد. وأقرب منه إلى الصواب قوله في "الضعفاء":

"ليس بالقوي". ونقل المناوي عنه أنه قال فيه:

"ضعيف". وفي "الضعفاء" له:

"ضعفوه".

والعباس بن الفضل؛ قال المناوي:

"فإن كان الموصلي؛ فقد قال ابن معين: ليس بثقة، وإن كان الأزرق البصري؛ فقد قال البخاري: ذهب حديثه. وقد أوردهما الذهبي معاً في (الضعفاء) ".

قلت: ليس هو أحد هذين؛ إنما هو العباس بن الفضل الأسفاطي؛ فقد أورده الحافظ في الرواة عن النشيطي في "التهذيب". وأورده ابن الأثير في "اللباب"

 

(8/237)

 

 

(1/ 43) وقال: "سمع أبا الوليد الطيالسي وعلي بن المديني وغيرهما. روى عنه أبو القاسم الطبراني".

قلت: وروى عنه - أيضاً - أحمد بن عبيد؛ كما في "سنن البيهقي" (5/ 75) ، وروى الطبراني له حديثاً في "المعجم الصغير" (ص 194) ، ولم أر من تكلم فيه بجرح أو توثيق، فهو من شيوخ الطبراني المستورين.

3762 - (الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيته) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 237) ، ومحمد بن حمزة الفقيه في "أحاديثه" (216/ 2) عن أبي بكر أحمد بن علي بن إسماعيل الناقد: حدثنا معاذ بن المثنى: حدثنا مسدد: حدثنا عبد الله بن داود، عن مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ أحمد بن علي بن إسماعيل هذا؛ لم أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر.

ومن فوقه ثقات، وأعله المناوي بعبد الله بن داود وشيخه! فلم يصنع شيئاً؛ فإنهما ثقتان من رجال البخاري.

 

(8/238)

 

 

3763 - (.....................................) (1) .

__________

(1) كان هنا الحديث: " خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين. . . "، وهو الآتي برقم (3779) ، فحذفناه من هنا لتكراره. (الناشر) .

 

(8/238)

 

 

3764 - (خدمتك زوجك صدقة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 133) عن محمد بن عبد الوهاب الدعلجي: حدثنا عبد الله بن إبراهيم: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن صفوان بن سليم، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قالت امرأة: ليس لي مال أتصدق، ولا أخرج من بيت زوجي، فأعين الناس في حوائجهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن مسلم الطائفي قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

وعبد الله بن إبراهيم؛ لم أعرفه، ويحتمل أنه الغفاري المدني، وهو متهم.

ومحمد بن عبد الوهاب الدعلجي؛ الظاهر أنه الذي في "اللسان":

"محمد بن عبد الوهاب الجاري من أهل بغداد. يروي عن محمد بن مسلم الطائفي. وعنه أبو القاسم البغوي وغيره. ربما أخطأ؛ قاله ابن حبان (الثقات) ".

 

(8/239)

 

 

3765 - (ما من مسلم يعمل ذنباً إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء من تلك الساعات؛ لم يوقفه عليه، ولم يعذب يوم القيامة) .

موضوع

أخرجه الحاكم (4/ 262) عن سعيد بن سنان: حدثتني أم الشعثاء، عن أم عصمة العوضية - وكانت قد أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"! ووافقه الذهبي!

 

(8/239)

 

 

قلت: وهو عجيب منه؛ فإن سعيد بن سنان هذا - وهو أبو مهدي الحمصي - أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء والمتروكين"، وقال:

"هالك"! وقال الحافظ:

"متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع".

وقد ثبت الحديث بلفظ: "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء ... " بنحوه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - فانظر "الصحيحة" (1209) .

3766 - (الشيخ في بيته كالنبي في قومه) .

موضوع

أخرجه ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين": حدثنا علي بن أحمد ابن حاتم القرشي: حدثنا عثمان بن محمد بن حشيش القيرواني: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً به. أورده في ترجمة ابن غانم هذا، وقال:

"يروي عن مالك ما لم يحدث به مالك قط، لا يحل ذكر حديثه والرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار".

قلت: وقد تعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 154) بأن ابن غانم هذا مستقيم الحديث؛ كما قال الذهبي في "الكاشف"، وبأنه ورد من حديث أبي رافع.

قلت: أما ابن غانم؛ فيبدو من ترجمته في "التهذيب" أنه رجل فاضل ثقة، وأن من ضعفه كابن حبان، ومن جهله كأبي حاتم؛ لم يعرفه. ولذلك قال الحافظ في "التهذيب" عقب الحديث:

 

(8/240)

 

 

"وهذا موضوع، ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل؛ لأنه جليل القدر ثقة، لا ريب فيه، ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه".

وقال الذهبي في "الميزان" عقب الحديث:

"قلت: لعل الآفة من عثمان صاحبه".

قلت: وهو الذي أجزم به؛ فإن عثمان هذا؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال؛ اللهم إلا في "اللسان"؛ فقد استدركه على "الميزان"، ولكنه لم يزد في ترجمته على قوله:

"له ذكر في ترجمة عبد الله بن محمد بن غانم".

يعني من "الميزان"، ولم يذكر الذهبي فيه غير ما نقلته عنه آنفاً من أن الآفة من عثمان.

فهذا كله يشعر بأن الرجل غير معروف عندهم، وإلا؛ لذكروا شيئاً من أحواله، فالعجب أن لا يحمل عليه في هذا الحديث، وتعصب الآفة بشيخه.

على أن القرشي شيخ ابن حبان لم أجد له ترجمة أيضاً، لكن يغلب على الظن أنه معروف لديه؛ فإنه بشيوخه هو أعرف بهم من غيرهم.

وأما حديث أبي رافع؛ فهو:

"الشيخ في أهله، كالنبي في أمته".

أخرجه الديلمي (2/ 237) معلقاً على أبي عبد الرحمن السلمي بسنده، عن محمد بن عبد الملك الكوفي: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن رافع ابن أبي رافع، عن أبيه مرفوعاً.

 

(8/241)

 

 

قلت: وهذا موضوع أيضاً؛ آفته محمد بن عبد الملك هذا؛ وهو القناطيري، قال الذهبي في "الميزان":

"روى حديثاً باطلاً (فذكر هذا) ساقه ابن عساكر في "معجمه" وقال: قيل له القناطيري؛ لأنه كان يكذب قناطير".

ونقل ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 208) عن الحافظ العراقي أنه قال في "تخريج الإحياء":

"إسناده ضعيف". ثم قال ابن عراق:

"كذا في "التخريج الصغير"، لكنه قال في "الكبير": فيه محمد بن عبد الملك القناطيري ... "، ثم ذكر ما تقدم عن الذهبي.

وأخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 95-96) معلقاً من طريق الخليلي الحافظ في "مشيخته" بإسناد آخر، عن محمد بن عبد الملك الكوفي به.

3767 - (الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم) .

ضعيف

أخرجه البزار (رقم1698) ، وعنه الديلمي (2/ 238) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن الأصم: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته عبد العزيز هذا، قال الذهبي:

"فيه جهالة". وأعله الهيثمي (2585) بابن أبي الزناد وحده فقصر.

وقال البزار:

 

(8/242)

 

 

"حديث ابن حرملة لا نعلم رواه إلا ابن أبي الزناد، ولم نسمعه بهذا الإسناد إلا من ابن أبي الحنين، وقد رواه غير ابن أبي الزناد عن ابن حرملة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده".

قلت: وهذا هو الصواب؛ فإنه رواه مالك عن ابن حرملة به نحوه، وهو مخرج في "الصحيحة" (62) ، و "صحيح أبي داود" (2346) .

3768 - (صبحوا بالصبح؛ فإنه أعظم للأجر) .

موضوع بهذا اللفظ

أخرجه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (10/ 87/ 2-88/ 1) عن منصور بن عبد الله الخالدي: أنبأ عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المخرمي: حدثنا شبابة بن سوار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر الصديق، عن بلال مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الخالدي هذا؛ فإنه كذاب كما في "الميزان" عن أبي سعيد الإدريسي.

ومن فوقه ثقات.

والمحفوظ إنما هو من رواية أيوب بن سيار، عن ابن المنكدر به، ولفظه:

"أسفروا بالفجر ... ". والباقي مثله.

أخرجه البزار (ص 43) ، وقال:

"وأيوب ضعيف".

ومن طريقه: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 51/ 2) بلفظ:

"يا بلال! أصبحوا بالصبح ... ".

 

(8/243)

 

 

وهو بلفظ الإسفار صحيح لغيره؛ فإنه جاء من حديث أبي رافع وغيره، وهو مخرج في "الإرواء" (258) ، و "المشكاة" (614) .

3769 - (صالح المؤمنين: أبو بكر وعمر) .

موضوع

رواه الطبراني (3/ 79/ 2) ، وأبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في "جزء من فوائده" (2/ 2) ، والواحدي في "تفسيره" (4/ 153/ 1) عن عبد الرحيم ابن زيد العمي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) [التحريم: 4] قال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العمي هذا؛ قال الحافظ في "التقريب":

"كذبه ابن معين".

وقد سرق هذا الحديث بعض الكذابين الآخرين، ولكنه خصه بعلي بن أبي طالب!

أخرجه ابن أبي حاتم، وقال الحافظ ابن كثير:

"إسناده ضعيف، وهو منكر جداً".

 

(8/244)

 

 

3770 - (صفتي أحمد المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، يجزي بالحسنة الحسنة، ولا يكافىء بالسيئة، مولده بمكة، ومهاجره طيبة، وأمته الحمادون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضؤون أطرافهم، أناجيلهم في صدورهم، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال، قربانهم الذي يتقربون به إلي دعاؤهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 61-62) عن إسماعيل بن عبد الحميد بن

 

(8/244)

 

 

عبد الرحمن بن فروة: أخبرنا أبي، عن أبي هارون (اسمه مروان) ، أن سنان بن الحارث حدثه، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله ابن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سنان بن الحارث ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 254) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فهو مجهول الحال. وذكره ابن حبان في "الثقات".

ومن دونه؛ لم أعرفهم.

3771 - (صغروا الخبز، وأكثروا عدده؛ يبارك لكم فيه) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 247) من طريق أبي بكر الإسماعيلي، - وهو في "المعجم" (69/ 2) -، والأزدي في "الضعفاء والمتروكين" من طريقين، عن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا جابر بن سليم الأنصاري، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة مرفوعاً.

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الأزدي، وقال:

"موضوع؛ جابر بن سليم منكر الحديث".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 216) بما في "لسان الميزان" في ترجمة جابر هذا:

"قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: سمعت منه، وهو شيخ ثقة مدني حسن الهيئة. (قال:) وهذا الخبر منكر لا شك فيه، وقد أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" من هذا الوجه، فلعل الآفة ممن دونه".

 

(8/245)

 

 

قلت: غالب الظن أنها من قبل عبد الله بن إبراهيم، وأنه أبو محمد الغفاري المدني، وهو متروك؛ نسبه ابن حبان إلى الوضع، كما في "التقريب".

ثم ذكر له السيوطي شاهداً من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ:

"قوتوا طعامكم؛ يبارك لكم فيه".

أخرجه البزار (ص 161) من طريق بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب عنه، وقال:

"قال إبراهيم (يعني ابن عبد الله، شيخه) : سمعت بعض أهل العلم يفسره يقول: هو تصغير الأرغفة". وقال البزار:

"لا نعلم يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن من أسانيد أهل الشام".

قلت: كذا قال! وفيه تساهل لا يخفى؛ فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط، وبقية بن الوليد؛ مدلس وقد عنعن. وقال الهيثمي (5/ 35) :

"رواه البزار والطبراني، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات". كذا قال! وبقية معروف الحال كما ذكرنا، فلعله عند الطبراني من غير طريقه.

والتفسير الذي حكاه إبراهيم عن بعض أهل العلم ذكره ابن الأثير عن الأوزاعي. ثم قال:

"وقال غيره: هو مثل قوله: كيلوا طعامكم".

 

(8/246)

 

 

3772 - (صفوا كما تصف الملائكة عند ربهم، قالوا: يا رسول الله! كيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: يقيمون الصفوف، ويجمعون مناكبهم) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 32/ 1) : حدثنا موسى: حدثنا حاتم: حدثنا سعيد، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:

"لم يروه عن عطاء إلا سعيد".

قلت: وهو سعيد بن راشد المازني السماك؛ قال البخاري:

"منكر الحديث"، وقال النسائي:

"متروك".

ومن دونهما؛ لم أعرفهما.

وأما الهيثمي؛ فكأنه لم يعرف الذي قبلهما؛ فقال (2/ 90) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفه، ولم أجد ترجمته".

وأنا لم أجد في الرواة المشهورين عن عطاء ممن يسمى سعيداً غير ابن راشد هذا، فغلب على ظني أنه هو. والله أعلم.

 

(8/247)

 

 

3773 - (صل الصبح، والضحى؛ فإنها صلاة الأوابين) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 150-151) ، وابن عدي (ق 175/ 2) ، وأبو عبد الله الصاعدي في "السداسيات" (3/ 2) ، وزاهر بن طاهر الشحامي في "سداسياته" (287/ 2) من طريقين، عن سعيد بن زون، عن أنس مرفوعاً؛ بحديث طويل فيه هذا. وقال العقيلي:

 

(8/247)

 

 

"وهذا المتن لا يعرف له طريق عن أنس يثبت".

قلت: وسعيد هذا؛ قال النسائي:

"متروك". وقال أبو حاتم:

"ضعيف جداً". وقال الحاكم:

"روى عن أنس بن مالك أحاديث موضوعة". وكذا قال النقاش.

قلت: وقد وجدت له متابعين كثيرين:

الأول: عويد بن أبي عمران، عن أبيه، عنه.

أخرجه ابن عدي (260/ 2) ، وابن عساكر (3/ 79/ 1-2) . وقال ابن عدي:

"عويد؛ الضعف على حديثه بين".

الثاني: علي بن الجند، عن عمرو بن دينار، عنه.

أخرجه العقيلي (ص 294) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 134 و 2/ 163) . وقال العقيلي:

"علي بن الجند مجهول، حديثه غير محفوظ. وهذا الحديث يروى عن أنس من غير هذا الوجه بأسانيد لينة".

الثالث: الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي، عن أنس.

أخرجه العقيلي (43) ، وابن عدي (29/ 2) ، وقال الأول:

"لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا، قال البخاري: منكر الحديث. ولهذا الحديث عن أنس طرق، ليس فيها وجه يثبت".

 

(8/248)

 

 

الرابع: عن بكر الأعنق، عن ثابت، عنه.

أخرجه العقيلي (54) ، وقال:

"ليس لهذا المتن إسناد صحيح، قال البخاري: وبكر لا يتابع عليه".

الخامس: اليسع بن زيد القرشي: حدثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الطويل، عنه.

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (410) .

واليسع هذا؛ لم أعرفه. ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في "طرق حديث أنس هذا" (ق 22/ 2) :

"واليسع مجهول، وأظنه الذي ضعفه الدارقطني، كأنه ذكر في "الضعفاء": اليسع بن إسماعيل عن ابن عيينة ضعيف. فلعل إسماعيل جده. وهو آخر من زعم أنه سمع من سفيان بن عيينة، وعاش إلى سنة ست وثمانين ومئتين".

وبالجملة؛ فجميع هذه الطرق ضعيفة، وبعضها أشد ضعفاً من بعض، فلم تطمئن النفس لتقوية الحديث بمجموعها، لا سيما وفيها الأمر بصلاة الضحى، ولم أر له شاهداً معتبراً إلا في رواية ضعيفة السند عن أبي هريرة، والمحفوظ الذي أخرجه الشيخان وغيرهما عنه بلفظ:

"أوصاني"، وهو مخرج في "صحيح سنن أبي داود" (1286) ، وله فيه (1287) شاهد من حديث أبي الدرداء.

وأما أن صلاة الضحى هي صلاة الأوابين؛ فهو ثابت من حديث زيد بن أرقم، رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة" (1164) .

 

(8/249)

 

 

وقد قال الحافظ في آخر تخريجه لهذا الحديث - بعد أن ساق له عشر طرق، ليس في الكثير منها ذكر لصلاة الضحى، ومع ذلك فلم يصرح بتقوية الحديث بمجموع العشر -:

"وإذا تأملت ما جمعته؛ عرفت أن طرق هذا الحديث كلها واهية، لكن الحديث إذا تعددت طرقه، واختلفت مخارجه؛ أشعر بأن له أصلاً، ولا سيما إذا كان في باب الترغيب؛ فإن أهل العلم احتملوا في ذلك ما لم يحتملوه في باب الحلال والحرام".

3774 - (صلوا ركعتي الضحى بسورتيها: (والشمس وضحاها) ، و (الضحى)) .

موضوع

أخرجه الروياني في "مسنده" (10/ 58/ 1) ، والديلمي (2/ 242) عن مجاشع بن عمرو: حدثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي الخير اليزني، عن عقبة بن عامر مرفوعاً. وزاد الروياني:

"قال عقبة: من فعل ذلك؛ غفر له".

قلت: وهذا موضوع؛ آفته مجاشع هذا؛ قال ابن معين:

"قد رأيته أحد الكذابين".

 

(8/250)

 

 

3775 - (صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله أو يموت) .

ضعيف جداً

رواه أبو محمد الأردبيلي في "الفوائد" (188/ 1) ، وأبو جعفر الرزاز في "حديثه" (4/ 76/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 312) عن بقية بن

 

(8/250)

 

 

الوليد: حدثنا أبان بن عبد الله، عن خالد بن عثمان، عن أنس بن مالك، عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبان بن عبد الله: الظاهر أنه الشامي الذي روى عن عاصم بن محمد العمري وثور بن يزيد. قال الأزدي:

"تركوه".

وخالد بن عثمان؛ لم أعرفه، وفي "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 163) و "جرح ابن أبي حاتم" (1/ 2/ 244) - والسياق للأول -:

"خالد بن عثمان المزني، سمع عبد الرحمن بن أبي عائشة، روى عنه موسى ابن إسماعيل، يعد في البصريين".

قلت: وابن أبي عائشة هذا إنما يحدث عن التابعين كما قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 274) ، فإذا كان المترجم هو هذا المزني الذي روى عن ابن أبي عائشة؛ فيكون الحديث منقطعاً بينه وبين أنس، بل معضلاً.

3776 - (أيما رجل طلق امرأته ثلاثاً عند الأقراء أو ثلاثاً مبهمة؛ لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 133/ 1) ، والبيهقي في "سننه" (7/ 336) عن محمد بن حميد الرازي: أخبرنا سلمة بن الفضل، عن عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:

كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي - رضي الله عنه -، فلما قتل علي - رضي الله عنه - قالت: لتهنئك الخلافة! قال: بقتل علي تظهرين الشماتة؟!

 

(8/251)

 

 

اذهبي فأنت طالق، يعني ثلاثاً، قال: فتفعلت بثيابها، وقعدت حتى قضت عدتها، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها، وعشرة آلاف صدقة، فلما جاءها الرسول قالت: (متاع قليل من حبيب مفارق) ، فلما بلغه قولها، بكى، ثم قال: لولا أني سمعت جدي؛ أو حدثني أبي، أنه سمع جدي يقول: (فذكره) لراجعتها. وقال البيهقي:

"وكذلك روي عن عمرو بن شمر، عن عمران بن مسلم وإبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة".

قلت: وقال الكوثري في رسالته "الإشفاق" (ص 28) - بعد ما عزاه للطبراني والبيهقي - عقبه:

"وإسناده صحيح، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه: (بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة) " (1) .

ولم يتعقبه بشيء؛ مما يدل على أنه موافق له على التصحيح، وهذا أمر عجيب، لا سيما من ابن رجب؛ فإن الإسناد لا يحتمل التحسين، فضلاً عن التصحيح! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في "التقريب"، بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح؛ فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 339) :

"رواه الطبراني، وفي رجاله ضعف، وقد وثقوا".

فإن قال قائل: أفلا يتقوى الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي؟

__________

(1) ونقله عنه أيضا ابن عبد الهادي في " سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث " (ق 206 / 2)

 

(8/252)

 

 

فأقول: كلا؛فإن عمراً هذا كذاب يروي الموضوعات عن الثقات؛ فلا يستشهد به ولا كرامة.

واعلم أنه لا يوجد حديث صحيح صريح في إيقاع الطلاق بلفظ ثلاثاً - ثلاثاً، فلا تغتر بكلام الكوثري في كتابه "الإشفاق"؛ فإنه غير مشفق على نفسه؛ فإنه يتفق مع انحرافه عن السنة؛ كتأويله حديث ابن عباس في "صحيح مسلم" على أنه في غير المدخول بها! ومن أراد مفرق الحق في هذه المسألة فليراجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم وغيرها من أئمة السنة والذابين عنها.

3777 - (خذل عنا؛ فإن الحرب خدعة) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 109/ 226) ، وأبو عوانة (4/ 82) ، والديلمي (2/ 111-112) عن يعقوب بن محمد: حدثنا عبد العزيز بن عمران: حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي، عن أبيه، عن أمه بنت نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيها قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت الزهري المدني، وهو متروك.

ومن فوقه لم أعرفهم، وبنت نعيم اسمها زينب، ونعيم صحابي مشهور قالوا: وهو الذي أوقع الخلاف بين الحيين (قريظة وغطفان) في وقعة الخندق، فخالف بعضهم بعضاً ورحلوا عن المدينة، والقصة رواها ابن إسحاق بغير إسناد؛ وفيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "فخذل عنا إن استطعت؛ فإن الحرب خدعة". انظر "تاريخ ابن كثير" (4/ 111) ، ورواها الطبري (1/ 114/ 236) عن الزهري مرسلاً؛ دون حديث الترجمة.

 

(8/253)

 

 

(تنبيه) : "إبراهيم بن صابر" هكذا وقع في "تهذيب الطبري"، ووقع في "مسند أبي عوانة": "..هانىء" مكان "صابر"، وفي "الديلمي": "جابر". وهذا تحريف شديد، أضاع علينا معرفة هوية إبراهيم هذا، وقد ذكر الحافظ المزي في شيوخ عبد العزيز بن عمران ثلاثة باسم إبراهيم:

الأول: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.

الثاني: إبراهيم بن حويصة.

الثالث: إبراهيم بن أبي الصقر.

ولم أعرف من هؤلاء إلا الأول؛ وهو أشهلي أنصاري مولاهم، ولم يذكروا له رواية عن أبيه، ثم هو ضعيف. والله أعلم.

واعلم أنني إنما خرجت الحديث هنا من أجل طرفه الأول: "خذل عنا"، وإلا؛ فبقيته صحيح، بل متواتر، أخرجه ابن جرير عن عشرة من الصحابة، وبعضها في "الصحيحين"، وخرجه السيوطي في "الجامع الصغير" عن أربعة عشر صحابياً، ليس فيهم أبو الطفيل وأسماء بنت يزيد، وقد أخرجهما الطبري، فيصير العدد (16) . وقد أخرجته عن بعضهم في "الروض النضير" (770) ، وغيره، فانظر "صحيح الجامع الصغير" (3171) .

ثم وقفت على الكتاب الذي سماه مؤلفه الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله: "تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني"! ومما قواه هذا الحديث! فقد ساقه من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 445-446) من طريق أحمد بن عبد الجبار: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق قال: فحدثني رجل، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال:

 

(8/254)

 

 

جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ ولم يعلم بي أحد من قومي، فمرني أمرك ... إلخ.

قلت: كذا صورة الأصل، وهي بخطه؛ كما أخبرني من أهداه إلي، وهذا من أوهامه رحمه الله! لأنه كان عليه أن يذكر جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لنعيم بن مسعود؛ لأن موضع استشهاده أو انتقاده علي إنما هو فيه، وهو:

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا ما استطعت؛ فإنما الحرب خدعة". فانطلق نعيم بن مسعود ... الحديث.

قلت: فهنا محل تلك اللفظة: "إلخ" كما هو ظاهر.

ثم ساقه من رواية البيهقي أيضاً من الطريق ذاتها، عن ابن إسحاق قال: حدثنا يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت:

كان نعيم بن مسعود رجلاً نموماً، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ... ، فذكر القصة مختصرة جداً، وفيه:

فلما ولى نعيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الحرب خدعة".

وقال الدويش عقبه:

"وهذا إسناد حسن، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 403) بأطول من هذا، وسكت عليه. والله أعلم".

كذا قال! غفر الله له، وفيه أوهام عجيبة!

أولاً: قوله: "وقد أشار إليه الحافظ.." إلى قوله: "وسكت عنه".

فأقول: الذي سكت عنه الحافظ ليس هذا الذي ساقه الدويش من رواية

 

(8/255)

 

 

البيهقي عن عبد الله بن كعب المرسلة، ورواية عروة عن عائشة المسندة، وإنما سكت عن رواية ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 247-250) مطولة جداً، ساقها الحافظ ملخصة، وسبب سكوته واضح؛ لأن ابن إسحاق لم يسندها، فهي ظاهرة الإعضال، ككثير من روايات سيرته؛ كما هو معروف عند أهل العلم.

ثانياً: قوله: "وهذا إسناد حسن"! خطأ واضح؛ لأنه إن أراد به الطريق الأول الذي فيه موضع الشاهد: "خذل عنا"؛ ففيه ثلاث علل:

الأولى: الإرسال؛ لأن عبد الله بن كعب بن مالك تابعي لم يدرك القصة.

والثانية: فيه الرجل الذي لم يسم!

والثالثة: أحمد بن عبد الجبار - وهو العطاردي -؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

وإن أراد به الطريق الآخر؛ فليس فيه موضع الشاهد أولاً، ثم هو من طريق أحمد بن عبد الجبار الضعيف ثانياً. وإذا كان مدار الطريقين عليه؛ فعدم ذكره في الطريق الآخر موضع الشاهد إن كان قد حفظه؛ فهو يدل على ضعف الشاهد، وإن كان لم يحفظه؛ فهو يدل على ضعفه هو؛ لأنه مرة ذكره، ومرة لم يذكره.

وبالجملة؛ فانتقاد الرجل تضعيفي للحديث برواية البيهقي هذه على ما فيها من الاضطراب والضعف؛ لهو من الأدلة الكثيرة على أنه لا يحسن هذه الصناعة الحديثية، ولا الكتابة فيها.

3778 - (نهى عن الفهر) .

ضعيف جداً

أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 128-129)

 

(8/256)

 

 

من طريق سعد بن طريف: حدثني عمير بن مأمون، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى.. إلخ.

قلت: وهذا إسناد واه جداً إن لم يكن موضوعاً؛ آفته سعد بن طريف؛ قال ابن حبان:

"كان يضع الحديث على الفور".

وضعفه غيره جداً، وتقدمت له أحاديث أقربها تناولاً (رقم1578 و 1789) .

(فائدة) : فسر العسكري (الفهر) بقوله:

"أن يجامع امرأة، ثم يتحول عنها إلى أخرى، فينزل".

وفي "النهاية":

"أفهر الرجل: إذا جامع جاريته وفي البيت أخرى تسمع حسه، وقيل: ... ".

ثم ذكر ما تقدم عن العسكري، فأشار إلى توهينه، مع أن صاحب "القاموس" لم يذكر غيره. والله أعلم.

3779 - (خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد - صلى الله عليه وسلم -) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 184) عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبي اليقظان عمران بن عبد الله، عن ربيعة السعدي قال:

أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته يقول: ... فذكره مرفوعاً.

 

(8/257)

 

 

سكت عليه الحاكم والذهبي، وكأنه لجهالة بعض رواته؛ فإن أبا اليقظان هذا لم أجد له ترجمة لا في الكنى، ولا في الأسماء. وفي الطريق إليه سعيد بن عجب الأنباري؛ ولم أعرفه أيضاً.

3780 - (ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب) .

موقوف

أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (رقم 123) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 216) عن بقية بن الوليد: حدثنا بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان: حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أبو عثمان، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: ... فذكره موقوفاً.

قلت: وهذا إسناد جيد؛ رجاله ثقات، وبقية قد صرح بالتحديث.

قلت: والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" دون "الكبير" من رواية أبي نعيم وحده، وصنعيه يشعر بأنه عنده مرفوع، ولم أره عنده إلا في الموضع المشار إليه موقوفاً، ويؤيد الوقف وروده كذلك موقوفاً في "الزوائد"، فالله أعلم؛ أهو وهم من السيوطي، أم رواية أخرى عند أبي نعيم؟! والأول أرجح. والله أعلم.

 

(8/258)

 

 

3781 - (صلوا في مرابض الغنم ولا توضؤوا من ألبانها، ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضؤوا من ألبانها) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 28-29) عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير مرفوعاً.

 

(8/258)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات لولا عنعنة الحجاج بن أرطاة؛ فإنه كان مدلساً.

3782 - (صلوا من الليل أربعاً، صلوا ولو ركعتين، ما من أهل بيت يعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد: ياأهل البيت! قوموا لصلاتكم) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 44/ 1) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 41) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (3/ 62) عن أبي عامر المزني، عن الحسن مرسلاً مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إرسال الحسن - وهو البصري - إياه، فإن روايه عنه ضعيف، واسمه صالح بن رستم؛ قال الحافظ:

"صدوق، كثير الخطأ".

 

(8/259)

 

 

3783 - (صلاة الهجير من صلاة الليل) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني في "الكبير" (23/ 2) : أخبرنا المقدام بن داود: أخبرنا ذؤيب بن عمامة السهمي: حدثنا سليمان بن سالم مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده مرفوعاً، فسألت عبد الرحمن بن عوف عن الهجير؟ فقال: إذا زالت الشمس.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وهو إلى ذلك منقطع؛ فإن حميد بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه؛ على القول الصحيح من وفاته.

وسليمان بن سالم مولى عبد الرحمن بن عوف؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 119-120) عن أبيه: "شيخ".

 

(8/259)

 

 

وذؤيب بن عمامة؛ قال الذهبي:

"ضعفه الدارقطني، ولم يهدر".

والمقدام بن داود؛ قال النسائي:

"ليس بثقة"، وقال ابن يونس وغيره:

"تكلموا فيه".

ولذلك قال المنذري (1/ 203) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفي سنده لين".

وأما قول الهيثمي (2/ 221) :

" ... ورجاله موثقون". فليس تحته كبير طائل، بل قد يفهم منه من لا علم عنده بأنه معنى قولهم: "رجاله ثقات"! . وليس كذلك، فلو أنه صرح بعلته القادحة لكان أولى، وهي عندي الانقطاع، وضعف المقدام.

3784 - (صمت تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو طاهر الأنباري في "مشيخته" (152/ 1) ، والديلمي (2/ 253) عن الربيع بن بدر، عن عوف الأعرابي، عن أبي المغيرة القواس، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته الربيع بن بدر، وهو متروك.

 

(8/260)

 

 

3785 - (لعنت المرجئة على لسان سبعين نبياً. قيل: وما المرجئة؟ قال: قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 180/ 1473) من طريق زيد بن أبي موسى، عن أبي غانم، عن أبي غالب، عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو غانم هو يونس بن نافع الخراساني، قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

وزيد بن أبي موسى؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 573) عن أبيه:

"لا أعرفه".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للحاكم في "تاريخه" عن أبي أمامة.

وللشطر الأول منه شاهد من حديث معاذ بن جبل مرفوعاً.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (325-بتحقيقي) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 117/ 232) ، وفيه عنعنة بقية؛ وهو مدلس.

وشاهد آخر عن أبي هريرة، فيه من في حفظه ضعف، وهو مخرج هناك في "ظلال الجنة" (1/ 143) .

 

(8/261)

 

 

3786 - (صوت الديك صلاته، وضربه بجناحيه ركوعه وسجوده، ثم تلا: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الآية [44/الإسراء] ) .

موضوع

أخرجه أبو علي الصواف في "الفوائد" (165/ 1) ، والديلمي (2/ 250)

 

(8/261)

 

 

عن أبي نعيم معلقاً: من طريق عمرو بن جميع، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عائشة مرفوعاً به.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمرو بن جميع، كذبه ابن معين. وقال ابن عدي:

"كان يتهم بالوضع". وقال البخاري:

"منكر الحديث".

والحديث عزاه السيوطي: لأبي الشيخ في كتاب "العظمة" عن أبي هريرة، وابن مردويه عن عائشة. ورواه عنها أيضاً أبو نعيم في "جزء الديك" كما في "الجامع الكبير". وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "المنار" رقم (79) :

"كل أحاديث الديك كذب إلا حديثاً واحداً: إذا سمعتم صياح الديكة؛ فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكاً".

قلت: وإلا حديث: "لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة"؛ فإنه صحيح الإسناد كما حققته في "المشكاة" و "صحيح الترغيب والترهيب" و "الصحيحة".

ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحارث في "مسنده" (106/ 1-زوائده) : حدثنا عبد الرحيم بن واقد: حدثنا عمرو بن جميع: حدثنا أبان، عن أنس بن مالك به؛ دون الآية.

3787 - (صوموا، ووفروا أشعاركم؛ فإنها مجفرة) .

ضعيف

رواه أبو عبيد في "الغريب" (73/ 1) بسند صحيح، عن الحسن مرسلاً.

 

(8/262)

 

 

قلت: وهذا ضعيف لإرساله، وعزاه السيوطي لـ "مراسيل أبي داود".

(فائدة) : قال صاحب "القاموس المحيط": "طعام مجفر ومجفرة - بفتحهما -: يقطع عن الجماع، ومنه قولهم: الصوم مجفرة للنكاح".

3788 - (صلاة الأوابين، أو قال: صلاة الأبرار ركعتين (!) إذا دخلت بيتك، وركعتين (!) إذا خرجت) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1279) : أخبرنا الأوزاعي: أخبرني عثمان بن أبي سوادة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا ضعيف لإرساله، ورجاله ثقات.

 

(8/263)

 

 

3789 - (الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 258) عن بقية: حدثني أبو مسكين الجزري: حدثنا إسماعيل بن نشيط، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إسماعيل بن نشيط - وهو العامري -؛ قال أبو حاتم:

"ليس بالقوي". وضعفه الأزدي. وقال البخاري:

"في إسناده نظر".

وأبو مسكين الجزري؛ قال أبو حاتم (4/ 2/ 447) :

"مجهول، والحديث الذي رواه كأنه موضوع". وقال محمود بن غيلان:

"ضرب أحمد وابن مغيرة وأبو خيثمة على حديثه، وأسقطوه".

 

(8/263)

 

 

3790 - (الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، إذا قام قام، وإذا صلى صلى، وإذا نام نام، وإذا أحدث أحدث: ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 257-258) عن عمر بن مدرك: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن مقاتل، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته مقاتل - وهو ابن سليمان البلخي المفسر -؛ فإنه كذاب. أو عمر بن مدرك؛ فإنه كذاب أيضاً؛ كما قال ابن معين.

ومحمد بن إبراهيم؛ لم أعرفه، ويغلب على الظن أنه محرف من "مكي بن إبراهيم"؛ فقد ذكروه في شيوخ ابن مدرك، وهو ثقة.

 

(8/264)

 

 

3791 - (الصبر ثلاثة: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر على المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاث مئة درجة؛ بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ست مئة درجة؛ ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له سبع مئة درجة؛ ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش مرتين) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "الصبر" (43/ 1) ، وعنه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 59) عن يحيى بن سليم الطائفي: حدثني عمر بن يونس، عمن حدثه، عن علي مرفوعاً.

 

(8/264)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة شيخ عمر بن يونس.

وعمر (وفي ذم الهوى: عمرو) بن يونس؛ لم أعرفه؛ إلا أن يكون اليمامي.

والطائفي سيىء الحفظ.

وقد خالفه عمرو بن علي؛ فقال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي: حدثنا مدرك بن محمد السدوسي، عن رجل يقال له: أبا علي (كذا) ، عن علي به نحوه.

أخرجه الديلمي (2/ 259) من طريق أبي الشيخ معلقاً.

ومدرك هذا وشيخه (أبا بوعلي) ؛ لم أعرفهما.

ثم أخرجه الديلمي من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي به.

والحارث؛ ضعفوه.

وأبو إسحاق - وهو السبيعي -؛ مختلط مدلس.

3792 - (الصبر رضا) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 259) عن بقية بن الوليد، عن إسماعيل بن عياش، عن عاصم (1) بن رجاء بن حيوة، عن أبي عمران، عن أبي سلام الحبشي، عن ابن غنم، عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة بقية؛ فإنه مدلس.

__________

(1) الأصل (عن) ! والتصحيح من كتب الرجال.

 

(8/265)

 

 

وعاصم بن رجاء بن حيوة؛ صدوق يهم؛ كما في "التقريب".

ثم أخرجه من طريق أبي الشيخ، عن هشام بن عمار: حدثنا محمد بن شعيب، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً بلفظ: "ضياء".

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أن هشاماً كان كبر فصار يتلقن؛ كما في "التقريب"، فيخشى أن يكون قد لقن هذا الحديث بهذا الإسناد الصحيح.

3793 - (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من البدن) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 260) عن أبي أمية: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني: حدثنا الأوزاعي: حدثنا العلاء بن خالد القرشي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ الرقاشي واه.

والعلاء بن خالد القرشي هو الواسطي، ويقال: البصري؛ قال الحافظ:

"ضعيف، رماه أبو سلمة (موسى بن إسماعيل) بالكذب، وتناقض فيه ابن حبان".

واللذان دون الأوزاعي؛ فيهما ضعف.

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" عن علي موقوفاً عليه، وسنده منقطع؛ كما بينته في التعليق عليه، رقم الحديث (130-طبع المطبعة العمومية بدمشق) .

 

(8/266)

 

 

3794 - (الصبر والاحتساب هن عتق الرقاب، ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 156/ 1) عن سليمان ابن سلمة الخبائري: أخبرنا بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، عن الحكم بن عمير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عيسى بن إبراهيم: هو ابن طهمان الهاشمي؛ متروك. ومثله الخبائري، بل هذا كذبه ابن جنيد، وذكر له الذهبي حديثاً موضوعاً على مالك.

وبقية؛ مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون بينه وبين عيسى بن إبراهيم من هو شر من ابن إبراهيم، فدلسه!

(تنبيه) : هكذا وقع الحديث في "المعجم" المحفوظ في الظاهرية: "هن عتق الرقاب". ووقع في "الجامع الصغير" معزواً إليه بلفظ: "أفضل من عتق.."، ولعله الصواب.

 

(8/267)

 

 

3795 - (لأبشرنك بها يا علي! فبشر بها أمتي من بعدي: الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبر الوالدين، وصلة الرحم؛ تحول الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 145) : حدثنا سليمان بن أحمد: حدثنا الحسن بن جرير الصوري: حدثنا إسماعيل بن أبي الزناد - من أهل وادي القرى -: حدثني إبراهيم - شيخ من أهل الشام -، عن الأوزاعي قال:

 

(8/267)

 

 

قدمت المدينة، فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن قوله عز وجل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ؟ فقال: نعم، حدثنيه أبي، عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قال: سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ... فذكره، وقال:

"غريب، تفرد به إسماعيل بن أبي الزناد، وإبراهيم بن أبي سفيان. قال أبو زرعة: سألت أبا مسهر عنه، فقال: من ثقات مشايخنا وقدمائهم".

قلت: إبراهيم بن أبي سفيان؛ لم أجد من ترجمه، وقد راجعت له "تاريخ ابن عساكر" (2/ 157-289) ، فلم أره فيه. فليراجع له "تاريخ دمشق" لأبي زرعة الدمشقي؛ فإنه هو المذكور في كلام أبي نعيم. والله أعلم.

وإسماعيل بن أبي الزناد؛ لم أعرفه أيضاً. لكن جاء في ترجمة الحسن بن جرير الصوري من "تاريخ ابن عساكر" (4/ 211/ 2) أن من شيوخه إسماعيل بن أبي أويس، فالظاهر أنه هو المذكور في إسناد هذا الحديث، تحرف اسم أبيه على ناسخ "الحلية" أو طابعها، وابن أبي أويس من رجال الشيخين، ولكنه قد تكلم فيه غير واحد من قبل حفظه.

والحسن بن جرير؛ ترجمه ابن عساكر برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

3796 - (خزائن الله عز وجل الكلام، وإذا أراد شيئاً يقول له: كن، فيكون) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (27/ 2) عن حبان، عن أغلب ابن تميم، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً.

 

(8/268)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أغلب بن تميم قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال ابن معين:

"ليس بشيء"، وفي رواية:

"ليس بثقة".

وحبان هو ابن أغلب بن تميم؛ وهاه أبو حفص الفلاس، وقال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث".

3797 - (الصدقة تسد سبعين باباً من السوء) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 221/ 2) ، وعنه الديلمي (2/ 258) ، وابن شاهين في "الترغيب" (306/ 2) ، وابن عدي (73/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 68) كلهم عن جبارة بن المغلس: أخبرنا حماد بن شعيب، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"حماد بن شعيب ممن يكتب حديثه مع ضعفه".

قلت: هو ضعيف اتفاقاً، بل هو عند البخاري متهم؛ فقد قال عنه:

"فيه نظر". وبه أعله الهيثمي (3/ 109) .

وجبارة بن المغلس؛ ضعيف أيضاً.

 

(8/269)

 

 

3798 - (الصدقات بالغدوات؛ يذهبن بالعاهات) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 258-259) ، وأبو الحسن الخرقي المالكي في "الفوائد" (5-6) عن الوليد بن حماد الرملي: حدثني أحمد بن أبي بكر

 

(8/269)

 

 

البغدادي: حدثنا عمرو بن قيس البصري: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً. وقال الخرقي:

"قال جعفر الأندلسي الحافظ: هذا حديث بصري غريب من حديث ثابت ابن أسلم عن أنس، تفرد به حماد بن سلمة، ولم نجد عنه إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو ضعيف؛ عمرو بن قيس البصري لم أعرفه، وفي الرواة جماعة يسمون: عمرو بن قيس، لكن ليس فيهم من ذكر أنه بصري.

وأحمد بن أبي بكر البغدادي؛ لم أعرفه أيضاً، وليس هو في "تاريخ بغداد".

والوليد بن حماد الرملي؛ أورده في "اللسان" وساق له حديثاً غير هذا عن شيخ آخر له مجهول، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول أيضاً.

3799 - (الصفرة خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب الكافر) .

موضوع

رواه الطبراني في "الكبير"، وعنه عبد الغني المقدسي في "السنن" (182/ 2) ، والحاكم (3/ 536) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد الله الكلاعي، عن أبي عبد الله القرشي، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً. وقال الذهبي في "تلخيصه":

"قلت: حديث منكر، والقرشي نكره ابن عيينة".

قلت: وقال الحافظ في "اللسان":

"وقد أخرج الحديث المذكور: الحاكم في "المستدرك"، وهو من جملة خطئه".

وأورده ابن أبي حاتم في ترجمة سالم بن عبد الله هذا؛ إلا أنه قال:

 

(8/270)

 

 

"الكلابي" بدل: "الكلاعي" وهو خطأ مطبعي، ثم قال:

"وهو حديث منكر شبه الموضوع، وأحسبه من أبي عبد الله القرشي الذي لم يسم".

وسالم هذا هو أبو المهاجر الجرزي الرقي؛ وهو ثقة؛ كما قال الحافظ، وخطأ الذهبي في سوقه هذا الحديث في ترجمته من "الميزان"، وأفاد أن الحمل فيه على القرشي؛ كما يشعر به كلام أبي حاتم. وقال الذهبي:

"هذا خبر باطل". وأقره الحافظ.

وروى أبو عمار هاشم بن غطفان، عن عبد الله بن هداج، عن أبيه - وكان أبوه أدرك الجاهلية - قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد خضب بالصفرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خضاب الإسلام"، وجاء رجل خضب بالحمرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خضاب الإيمان".

أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 249) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 14/ 1) ، وكذا البغوي وابن السكن كما في "الإصابة".

قلت: وهذا إسناد مجهول؛ عبد الله بن هداج وأبو عمار؛ أوردهما ابن أبي حاتم (2/ 2/ 195 و 4/ 2/ 413) بهذه الرواية، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.

3800 - (الصلاة تسود وجه الشيطان، والصدقة تكسر ظهره، والتحابب في الله والتودد في العمل يقطع دابره؛ فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 254) عن عبد الله بن محمد بن وهب:

 

(8/271)

 

 

حدثنا إسماعيل بن بويه: حدثنا زافر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن أبي عبد الله الصنعاني، عن عطاء، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته ابن وهب هذا - وهو الدينوري -؛ أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:

"تركه الدارقطني".

وزافر بن سليمان؛ ضعيف.

وثابت البناني - كذا وقع في الأصل - وفي نقل المناوي: "ثابت الثمالي"، وهو أقرب إلى الصواب؛ وهو ضعيف جداً؛ كما قال الذهبي.

وأبو عبد الله الصنعاني؛ لم أعرفه.

3801 - (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، وأداء الأمانة؛ كفارة لما بينهما. قال أبو أيوب: وما أداء الأمانة؟ قال: غسل الجنابة؛ فإن تحت كل شعرة جنابة) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (598) ، والسراج في "مسنده" (10/ 93/ 2) ، وابن نصر في "الصلاة" (107/ 1) عن يحيى بن حمزه، عن عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني طلحة بن نافع قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عتبة بن أبي حكيم قال الحافظ:

"صدوق يخطىء كثيراً".

 

(8/272)

 

 

قلت: ولذلك لم يعتمدوا عليه في تصريحه بتحديث طلحة بن نافع عن أبي أيوب؛ فقال ابن أبي حاتم في "المراسيل": قال أبي:

"لم يسمع طلحة بن نافع من أبي أيوب".

ومما سبق تعلم الجواب عن قول البوصيري في "الزوائد" (42/ 1) :

"وفيما قاله أبو حاتم نظر؛ فإن طلحة بن نافع وإن وصفه الحاكم بالتدليس فقد صرح بالتحديث، فزالت تهمة تدليسه، وهو ثقة؛ وثقه النسائي والبزار وابن عدي وأصحاب "السنن الأربعة". وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه".

قلت: ووجه الجواب المشار إليه إنما هو ما عرفت من سوء حفظ عتبة، فإذا كان الحافظ أبو حاتم يجزم بعدم سماع طلحة من أبي أيوب؛ فليس من المعقول تخطئته بتصريح سيىء الحفظ عنه بالتحديث كما لا يخفى.

3802 - (الصلاة خلف رجل ورع مقبولة، والهدية إلى رجل ورع مقبولة، والجلوس مع رجل ورع من العبادة، والمذاكرة معه صدقة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 255) عن عبد الله بن مالك: حدثنا عبد الصمد ابن حسان، عن سفيان، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء بن عازب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومتن موضوع؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة، وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه.

وعبد الله بن مالك؛ الظاهر أنه الهروي؛ قال النباتي:

"لا أعرفه".

 

(8/273)

 

 

3803 - (الصلاة على ظهر الدابة في السفر هكذا، وهكذا، وهكذا، وهكذا) .

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 413) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 47/ 1) عن يونس بن الحارث قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يونس بن الحارث؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف". وقال الهيثمي (2/ 162) :

"ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان وابن عدي وابن معين في رواية".

 

(8/274)

 

 

3804 - (الصلاة علي نور على الصراط، ومن صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة؛ غفرت له ذنوب ثمانين عاماً) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 255) من طريق الدارقطني؛ عن عون بن عمارة: حدثنا سكن البرجمي، عن الحجاج بن سنان: عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وقال الدارقطني في "الأفراد"، - ونحوه في "زهر الفردوس" للحافظ -:

"تفرد به حجاج بن سنان عن علي بن زيد، ولم يروه عن حجاج إلا السكن ابن أبي السكن" كذا في "فيض القدير" - للمناوي -، ثم قال:

"قال ابن حجر في "تخريج الأذكار": والأربعة ضعفاء. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر، وضعفه ابن حجر".

قلت: في هذا التضعيف نظر من حيث شموله السكن هذا؛ فإني لم أره في

 

(8/274)

 

 

"الميزان" ولا في "اللسان"، بل إن ابن أبي حاتم لما ترجمه (2/ 1/ 288) روى عن ابن معين أنه قال:

"صالح". وعن أبيه:

"صدوق".

فمثله لا يضعف عادة.

ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في ترجمة حجاج بن سنان من "اللسان":

"وجدت له حديثاً منكراً، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من رواية عون بن عمارة، عن زكريا البرجمي، عنه، عن علي بن زيد (قلت: فساقه كما تقدم، ثم قال:) وسيأتي في ترجمة زكريا البرجمي".

ثم أعاد الحديث تبعاً لأصله: "الميزان" في ترجمة زكريا بن عبد الرحمن البرجمي، وقال: "لينه الأزدي".

قلت: فاختلف نقل الحافظ عن الدارقطني عما وقع في رواية الديلمي، وفي نقل المناوي عنه. فلعل الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار" نقل الحديث عن الدارقطني كما نقله في "اللسان" عن زكريا البرجمي؛ فضعفه على هذا، ولم يتنبه المناوي لهذا الاختلاف بين نقله ونقل الحافظ، فنتج منه تضعيف الصدوق.

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف، لكن الأمر يتطلب تحقيقاً خاصاً في تحديد اسم البرجمي هذا؛ هل هو زكريا أم السكن. ولعلنا نوفق لمثله فيما بعد إن شاء الله تعالى.

والحديث رواه منصور بن صقير: حدثنا سكن بن أبي السكن، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره مرسلاً، وزاد:

 

(8/275)

 

 

"ومن أدركه الموت وهو في طلب العلم؛ لم تكن بينه وبين الأنبياء في الجنة إلا درجة واحدة".

أخرجه يوسف بن عمر القواس في "حديثه" (ق 69/ 1-2) .

ومنصور بن صقير؛ ضعيف أيضاً؛ كما في "التقريب"، وقد خالف عون بن عمارة في إسناده، وعون ضعيف أيضاً كما تقدم، فلا يسوغ الترجيح بينهما، إلا أنه على ضعفهما؛ فقد اتفقا على أن راوي الحديث هو السكن وليس زكريا. والله أعلم.

3805 - (الصلاة عماد الدين، والجهاد سنام العمل، والزكاة بين ذلك) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 255) عن أحمد بن طارق: حدثنا حبيب أخو حمزة: عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: الحارث - وهو الأعور -، قال الزيلعي:

"ضعيف جداً".

الثانية: أبو إسحاق - وهو السبيعي -؛ مدلس وكان اختلط.

الثالثة: حبيب - وهو ابن حبيب الزيات -؛ قال الذهبي:

"وهاه أبو زرعة، وتركه ابن المبارك".

الرابعة: أحمد بن طارق؛ لم أجد له ترجمة.

ومن طريق حبيب أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (252/ 1) .

 

(8/276)

 

 

3806 - (الصلاة في المسجد الجامع؛ تعدل الفريضة حجة مبرورة، والنافلة كحجة متقبلة، وفضل الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمس مئة صلاة) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 22/ 1) ، والديلمي (2/ 257) عن يوسف بن زياد، عن نوح بن ذكوان، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ يوسف بن زياد - وهو أبو عبد الله البصري -؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال الدارقطني: "هو مشهور بالأباطيل".

ونوح بن ذكوان؛ ضعيف؛ كما قال الحافظ، وبه أعله الهيثمي؛ فقال في "المجمع" (2/ 46) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه نوح بن ذكوان؛ ضعفه أبو حاتم".

 

(8/277)

 

 

3807 - (من لعق الصفحة، ولعق أصابعه؛ أشبعه الله في الدنيا والآخرة) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 260/ 653) : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي: حدثنا محمد بن مصفى: حدثنا بقية: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن رجل من قريش، عن رجل قد سماه، عن العرباض بن سارية مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ لجهالة الرجلين اللذين لم يسميا.

 

(8/277)

 

 

ومحمد بن عبد الرحمن؛ هو القشيري، قال ابن عدي (6/ 2261) :

"روى عنه بقية وغيره، منكر الحديث".

ثم ساق له ستة أحاديث كلها من رواية بقية عنه، ثم قال:

"هذه الأحاديث كلها مناكير بهذا الإسناد، ومنها ما متنه منكر، ومحمد هذا مجهول، وهو من مجهولي شيوخ بقية".

وقال الذهبي:

"وفيه جهالة، وهو متهم، ليس بثقة، وهو محمد بن عبد الرحمن المقدسي الراوي عن عبد الملك بن أبي سليمان، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي: كذاب متروك الحديث".

وكذا قال الدارقطني: "متروك الحديث".

إذا عرفت هذا؛ فقول الهيثمي (5/ 28) ومن تبعه:

"رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق، وضعفه الذهبي".

فيه ذهول عن العلل التي فوقه! والله ولي التوفيق.

(تنبيه) : وقع في "المعجم": (الصفحة) ! وهو تصحيف (الصحفة) .

3808 - (الصلاة قربان كل تقي) .

ضعيف

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (17/ 1) عن ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن علي مرفوعاً:

 

(8/278)

 

 

قلت: وابن لهيعة سيىء الحفظ. لكن في حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً.

" ... الصلاة قربان".

أخرجه أحمد (3/ 399) . لكن في رواية عنده (3/ 321) :

" ... الصلاة قربان - أو قال: - برهان" على الشك، فلا يصلح الاستشهاد به، لا سيما وفي حديث أبي مالك الأشعري:

" ... والصلاة نور، والصدقة برهان ... ".

أخرجه مسلم وغيره، وقد خرجته في "مشكلة الفقر" (59) .

3809 - (الصلاة ميزان، فمن أوفى؛ استوفى) .

ضعيف

رواه الديلمي (2/ 256) عن الحاكم معلقاً، عن محمد بن الحارث مولى بني هاشم: حدثنا يحيى بن منبه، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون موسى لم أعرفهما.

وأخرج ابن المبارك في "الزهد" (1192) عن رجل، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال سلمان:

"الصلاة مكيال فمن أوفى؛ أوفى له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين".

وهذا إسناد موقوف ضعيف.

 

(8/279)

 

 

3810 - (الصوم يذبل اللحم، ويبعد من حر السعير، إن لله مائدة عليها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 95/ 2) من طريق عبد المجيد بن كثير الحراني: حدثنا بقية بن الوليد: حدثني أبو بكر العنسي: حدثنا أبو قبيل المصري، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو بكر العنسي مجهول؛ قاله ابن عدي. قال الحافظ:

"وأنا أحسب أنه ابن أبي مريم الذي تقدم".

قلت: يعني أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي؛ وهو ضعيف لاختلاطه.

وأما عبد المجيد بن كثير الحراني؛ فلم أعرفه، وبه أعله الهيثمي، فقال (3/ 182) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد المجيد بن كثير الحراني، ولم أجد له ترجمة".

قلت: وفاته إعلاله بالعنسي أيضاً.

والحديث أورده في "الجامع" من رواية ابن بشران أيضاً في "أماليه"، وزاد في أوله: " الصوم يدق المصير و ... ".

 

(8/280)

 

 

3811 - (الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (1/ 531) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 292/ 3577 و 3578) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) عن موسى بن عبيدة، عن جمهان، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل موسى بن عبيدة؛ وهو متفق على تضعيفه.

والجملة الأولى رويت من طريق أخرى، عن رجل من بني سليم، عند الترمذي (3514) . فانظر "المشكاة" (296) .

 

(8/281)

 

 

3812 - (ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل، وفي داره كلبة مجح، فقالت الكلبة: والله! لا أنبح ضيف أهلي، قال: فعوى جراؤها في بطنها، قال: قيل: ما هذا؟ قال: فأوحى الله عز وجل إلى رجل منهم: هذا مثل أمة تكون من بعدكم، يقهر سفهاؤها حلماءها) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 170) عن أبي عوانة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ لولا أن عطاء بن السائب كان قد اختلط، وقد سمع منه أبو عوانة قبل وبعد الاختلاط، فلا يحتج بحديثه كما قال ابن معين.

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 280) :

 

(8/281)

 

 

"رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط".

قلت: والبزار أخرجه (4/ 131/ 3372) من طريق أبي حمزة السكري، عن عطاء بن السائب به.

وأبو حمزة السكري - واسمه محمد بن ميمون المروزي -؛ لم يذكر أيضاً في جملة الذين سمعوا من عطاء قبل الاختلاط، بل إنه هو نفسه قد ذكره ابن القطان الفاسي فيمن اختلط! كما في "التهذيب"، وهو مما فات ابن الكيال، فلم يذكره في كتابه الجامع: "الكواكب النيرات".

وتابعه جرير، عن عطاء به.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (474) .

وجرير - وهو ابن عبد المجيد - ممن سمع منه بعد الاختلاط.

وإن مما يؤكد أنه حدث بهذا الحديث في اختلاطه: اضطرابه في متنه؛ فأبو عوانة قال عنه:

"فأوحى الله إلى رجل منهم".

وجرير قال عنه:

"فذكروا لنبي لهم"!

وأبو حمزة قال عنه:

"فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك مثلاً".

ثم إن هذا وأبا عوانة رفعا الحديث عنه، وجرير أوقفه.

 

(8/282)

 

 

فهذا الاضطراب مما يؤكد ضعف الحديث، ولعل أصله من الإسرائيليات، وهم فيه عطاء فرفعه أحياناً. والله أعلم.

3813 - (ضالة المؤمن العلم، كلما قيد حديثاً طلب إليه آخر) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 275) من طريق ابن لال، عن عبد الرحمن بن علي، عن الحسن بن سفيان، عن الحسن بن عمر، عن قيس، عن عبد الوهاب، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد هالك، ومتن موضوع؛ آفته عبد الوهاب هذا - وهو ابن مجاهد بن جبر المكي -؛ أجمعوا على ترك حديثه؛ كما قال ابن الجوزي، بل كذبه الثوري.

 

(8/283)

 

 

3814 - (ضع إصبعك السبابة على ضرسك؛ ثم اقرأ: (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ... ) [يس: 77] ) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 274) عن الحسين بن علوان: حدثنا عمر ابن صبح، عن مقاتل بن حيان، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل اشتكى ضرسه: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع، وهو مما شان به السيوطي "جامعه الصغير"، ولم يصنه! فقد أورده هو نفسه في "ذيل الأحاديث الموضوعة" من رواية الديلمي هذه، وقال (ص 22) :

"الحسين بن علوان، وعمر بن صبح؛ مشهوران بالوضع".

 

(8/283)

 

 

3815 - (يا أنس! ضع بصرك موضع سجودك) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 274) عن أبي نعيم بسنده، عن الربيع ابن بدر بسند، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الربيع بن بدر؛ متروك.

 

(8/284)

 

 

3816 - (ضعي يدك عليه، ثم قولي ثلاث مرات: بسم الله، اللهم! أذهب عني شر ما أجد، بدعوة نبيك الطيب، المبارك المكين عندك، بسم الله) .

موضوع

أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 91) عن عبد الرحمن ابن عمرو بن جبلة: حدثنا عمرو بن النعمان، عن كثير أبي الفضل: أخبرني أبو صفوان - شيخ من أهل مكة -، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

خرج علي خراج في عنقي، فتخوفت منه، فأخبرت به عائشة، فقالت: سلي النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فسألته، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الرحمن بن عمرو (ووقع في الأصل: عمر! وهو خطأ) ، قال أبو حاتم:

"كان يكذب، فضرب على حديثه"، وقال الدارقطني:

"متروك يضع الحديث".

وكثير أبوالفضل هو ابن يسار؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 158) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وترجمه ابن حجر في "التعجيل" برواية جمع من الثقات عنه، وقال:

 

(8/284)

 

 

"ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وكأنه لم يقف على كلام البخاري".

يعني ما أخرجه البخاري، عن ابن أبي الأسود، عن روح قال: حدثنا كثير بن يسار أبوالفضل - وأثنى عليه سعيد بن عامر خيراً -، سمع ثابتاً.

وأبو صفوان المكي؛ لم أجد له ترجمة.

3817 - (ضمن الله خلقه أربعاً: الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، والغسل من الجنابة، وهن السرائر التي قال الله تعالى: (يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9] ) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 275) من طريق ابن لال، عن محمد بن عبد الرحمن الشامي: حدثنا أبو علي الحنفي: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته محمد بن عبد الرحمن الشامي، وهو القشيري الكوفي؛ كما في ترجمة أبي علي الحنفي؛ واسمه عبيد الله بن عبد المجيد في "تهذيب المزي" (2/ 442/ 1-2) ، قال الذهبي:

"فيه جهالة، وهو متهم، ليس بثقة".

 

(8/285)

 

 

3818 - (الضحك في المسجد ظلمة في القبر) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 276) عن عثمان بن عبد الله القرشي، عن مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته القرشي هذا، قال ابن عدي:

 

(8/285)

 

 

"يروي الموضوعات عن الثقات". وقال الحاكم:

"حدث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة؛ حدثونا الثقات من شيوخنا، والحمل فيها عليه".

3819 - (الضحك ينقض الصلاة، ولا ينقض الوضوء) .

ضعيف جداً

أخرجه الدارقطني في "السنن" (ص 63) ، وعنه الديلمي (2/ 276) عن المنذر بن عمار: أخبرنا أبو شيبة، عن يزيد أبي خالد، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعاً. وعلقه البيهقي في "سننه" (1/ 145) ، وقال:

"وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان؛ ضعيف، والصحيح أنه موقوف".

قلت: كذلك رواه شعبة، عن يزيد أبي خالد به موقوفاً.

أخرجه الدارقطني والبيهقي.

ويزيد أبو خالد هذا؛ لم أعرفه، وقد ذكر البيهقي أنه يزيد بن خالد، فلعله الذي في "الميزان" و "اللسان":

"يزيد بن خالد. شيخ لبقية، لا يدرى من هو". لكن تابعه الأعمش، عن أبي سفيان به.

أخرجه الدارقطني، والبيهقي.

وأبو شيبة؛ متروك الحديث، كما في "التقريب".

 

(8/286)

 

 

3820 - (الصمت زين العالم، وستر الجاهل) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 271) معلقاً عن أبي الشيخ: عن زافر بن

 

(8/286)

 

 

سليمان قال: قال ابن أبي بردة، عن أبي عبد محرز بن زهير الأسلمي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ زافر بن سليمان أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال:

"قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه". وقال الحافظ:

"صدوق كثير الأوهام".

3821 - (الصمت سيد الأخلاق.. الحديث، وفيه قصة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 271) عن سعيد بن ميسرة، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ سعيد بن ميسرة؛ قال ابن حبان:

"يروي الموضوعات". وقال الحاكم:

"روى عن أنس موضوعات". وكذبه يحيى القطان.

 

(8/287)

 

 

3822 - (طالب العلم طالب الرحمن، طالب العلم ركن الإسلام، ويعطى أجره مع النبيين) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 269) عن أبي القاسم إسحاق بن عبد المقرىء الشروطي: حدثنا الوليد بن عبد الله بن الحسن بن نصر بن هارون الوليدي: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسعود: حدثنا أبو حجر عمرو بن رافع البجلي، عن منصور، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون أبي حجر؛ لم أعرفهم، ومنصور هو ابن سعد البصري، صاحب اللواء؛ ثقة من رجال البخاري.

 

(8/287)

 

 

3823 - (طالب العلم لله؛ كالغادي والرائح في سبيل الله) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 369) عن رشدين، عن أبي سفيان، عن عبد الله بن الهذيل، عن عمار بن ياسر: طالب العلم ... كذا الأصل، ليس فيه رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثم أخرجه من طريق الهيثم بن أحمد بن عبد الله بن زيد: حدثنا نصر بن محمد السليطي: حدثنا حميد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... نحوه.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون حميد؛ لم أعرفهما.

ورشدين في الطريق الأولى: هو ابن سعد؛ ضعيف.

 

(8/288)

 

 

3824 - (طعام الجواد دواء، وطعام البخيل داء) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 262-263) عن الحاكم معلقاً: حدثنا الحسين ابن داود العلوي: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الروزني: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن شعيب: حدثنا محمد بن معمر البحراني (الأصل: الحراني) : حدثنا روح بن عبادة: حدثنا الثوري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف؛ آفته أحمد بن محمد بن شعيب؛ اتهمه الذهبي بهذا الحديث. وقال:

"إنه كذب". وقال الحافظ:

"وهو حديث منكر".

 

(8/288)

 

 

وأخرجه الخطيب في "المؤتلف" من طريق أخرى عن أحمد بن شعيب.

ووجدت له طريقاً أخرى عن مالك؛ فقال أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (45/ 1) : أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن: حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الكرجي: حدثنا محمد بن الحسن بن سعيد بن أبان الأنصاري: حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي: حدثنا مالك بن أنس به؛ بلفظ:

"طعام السخي دواء، وطعام الشحيح داء".

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون التنيسي؛ لم أعرفهم.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية الخطيب في "كتاب البخلاء" وأبي القاسم الخرقي في "فوائده" عن ابن عمر؛ بلفظ أبي عثمان البجيرمي.

3825 - (طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة: التسبيح والتقديس، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس؛ أذهب الله عنه الجوع، فلم يخش جوعاً) .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (4/ 511) عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: كلا؛ فسعيد متهم تالف".

 

(8/289)

 

 

3826 - (طلب الحلال واجب على كل مسلم) .

منكر

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 277-278) : حدثنا

 

(8/289)

 

 

مسعود بن محمد الرملي قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريت (1) ، عن أنس ابن مالك مرفوعاً به. وقال:

" ... تفرد به محمد بن أبي السري".

قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه، قال الحافظ:

"صدوق، له أوهام كثيرة".

ومن فوقه ثقات، لكن فيه علتان أخريان:

الأولى: الانقطاع بين أنس والزبير بن خريت؛ فإن الزبير هذا لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، وإنما عن التابعين، مثل ابن سيرين وغيره، ولذلك؛ أورده ابن حبان في "ثقات أتباع التابعين" (6/ 332) .

والأخرى: عنعنة بقية؛ فإنه مشهور بالتدليس. فالعجب بعد هذا كيف قال المنذري (3/ 12/ 2) ، - وتبعه الهيثمي (10/ 291) -:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن إن شاء الله".

واختصر الهيثمي كلمة "إن شاء الله"!

وقلدهما المعلقون الثلاثة على طبعتهم الجديدة لكتاب "الترغيب والترهيب" (2/ 533) ، ذلك مبلغهم من التحقيق والعلم!!

وشيخ الطبراني مسعود بن محمد الرملي؛ لم أجد له ترجمة، ولا في "تاريخ ابن عساكر"، وقد روى له الطبراني عشرين حديثاً (8604-8624) هذا أحدها،

__________

(1) الأصل: (الحارث) ، والتصويب من كتب الرجال.

 

(8/290)

 

 

والذي قبله أخرجه في "المعجم الصغير" أيضاً (رقم1018-الروض النضير) ، وكناه بـ (أبي الجارود) . وقد كنت نقلت عن "مجمع الهيثمي" حديثاً شاهداً في "الصحيحة" رقم (343) قال في تخريجه:

"رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد، وهو ضعيف".

والآن؛ يتبين لي أن هذا التضعيف وهم منه، لعله اختلط عليه بغيره؛ فإن جل اعتماده في ترجمة المتأخرين من الشيوخ - كشيوخ الطبراني - إنما هو "ميزان الاعتدال" للذهبي، وليس هو فيه، ولا في كتاب شيخ الهيثمي الحافظ العراقي:"ذيل الميزان"، نعم؛ فيه "مسعود بن محمد بن علي.. أبو سعيد الجرجاني ... مات سنة 416". فأخشى أن يكون التبس عليه بهذا، وهو مترجم في "الميزان" أيضاً، لكن باختصار عما في "الذيل"، وفيه من الفائدة ما ليس في ذاك.

ومن أجل ما تقدم جزم الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 88) بأن إسناده ضعيف.

وقد تابع ابن أبي السري عمران بن أبي عمران الرملي قال: حدثنا بقية: حدثني جرير بن حازم به.

أخرجه ابن شاذان في "المشيخة" (1/ 90/ 2) ، وأبو جعفر الرزاز في "ستة مجالس من الأمالي" (ق 232/ 2) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق 43/ 1) .

قلت: ولا يفرح بهذه المتابعة؛ لأن عمران هذا، قال الذهبي:

"عن بقية بن الوليد، وأتى بخبر كذب، فهو آفته".

 

(8/291)

 

 

قال الحافظ في "اللسان":

"لم أقف على الحديث المذكور".

قلت: يحتمل أنه يعني هذا. والله أعلم.

وإذا عرفت هذا؛ فتصريح عمران بتحديث بقية مما لا قيمة له.

3827 - (طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد في سبيل الله عز وجل) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 268) عن محمد بن تميم السعدي: حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته السعدي هذا، قال ابن حبان وغيره:

"كان يضع الحديث"، وقال الحاكم:

"كذاب خبيث".

وحفص بن عمر - وهو ابن ميمون العدني -؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". وقد أعل به السيوطي حديثاً آخر له، أورده في "ذيل الموضوعات" (ص 35) فقال:

"كذبه يحيى بن يحيى النيسابوري، وقال البخاري: منكر الحديث".

ولم أجد هذا في ترجمة العدني فيما عندي من المصادر، فالظاهر أنه اختلط عليه ترجمته بترجمة أخرى؛ فقد رأيت مثلاً في ترجمة حفص بن عمر بن أبي العطاف السهمي مولاهم المدني من "التهذيب":

"قال البخاري: منكر الحديث، رماه يحيى بالكذب".

 

(8/292)

 

 

ولينظر: هل أراد بقوله (يحيى) النيسابوري هذا، أم يحيى بن معين كما أظن، أم غيرهما؟

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات"، وقال (ص 43) :

"محمد بن تميم؛ وضاع".

قلت: ومع ذلك سود به "الجامع الصغير"!

3828 - (طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة، وطلب العلم يوماً خير من صيام ثلاثة أشهر) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 268) عن نهشل بن سعيد الترمذي، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: هذا موضوع؛ آفته نهشل هذا، قال السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 41) :

"نهشل كذاب".

قلت: ومع ذلك سود به "الجامع الصغير"!

 

(8/293)

 

 

3829 - (طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 264) عن العباس بن عبد الواحد: حدثنا يعقوب بن جعفر: سمعت أبي: حدثني أبي، عن جده، عن ابن عباس مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ لم أعرف أحداً من رجاله.

 

(8/293)

 

 

3830 - (طوبى: شجرة غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت بالحلي والحلل، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة) .

موضوع

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (13/ 88) : حدثنا الحسن بن شبيب قال: حدثنا محمد بن زياد الجريري، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرة، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الحسن بن شبيب؛ قال ابن عدي:

"حدث بالبواطيل عن الثقات".

والجريري؛ لم أعرفه.

وفرات؛ فيه كلام.

 

(8/294)

 

 

3831 - (طوبى لمن أسكنه الله إحدى العروسين: عسقلان، أو غزة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 270) عن إسماعيل بن عياش: حدثني سعيد ابن يوسف، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه؛ مسلسل بالضعفاء: مصعب بن ثابت فمن دونه، لكن سعيد بن يوسف حمصي، وإسماعيل بن عياش ثقة في الشاميين، فالعلة ممن فوقه.

 

(8/294)

 

 

3832 - (من لا يستحي من الناس؛ لا يستحي من الله) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 149/ 1/ 7301) من طريق محمد بن يزيد الأسفاطي: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الأنصاري: حدثنا

 

(8/294)

 

 

داود بن مطرف، عن أبيه قال:

إنا مع أنس بن مالك، فاستقبله الناس قد انصرفوا من الجمعة، فدخل داراً وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الله بن إبراهيم الأنصاري؛ قال الحافظ في "التقريب":

"متروك، نسبه ابن حبان إلى الوضع".

وقال الحاكم:

"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة".

قلت: وداود بن مطرف - وهو ابن عتبة أبو مطرف -؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 234) ، وقد روى عنه جماعة؛ فهو صدوق؛ كما في كتابي "تيسير الانتفاع".

لكن أبوه مطرف مجهول؛ لم يرو عنه غير ابنه داود، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 183) !

وأما محمد بن يزيد الأسفاطي؛ فهو صدوق؛ كما في "الجرح".

قلت: وخفي على الهيثمي ترجمة هؤلاء الرواة وبخاصة الأنصاري منهم؛ فقال في "المجمع" (8/ 27) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه جماعة لم أعرفهم"!

وتعقبه المناوي؛ فقال في "الفيض":

"ولعل المصنف (يعني السيوطي) عرفهم حيث رمز لحسنه"!

 

(8/295)

 

 

واغتر برمزه في "التيسير"؛ فقال:

"وإسناده حسن"!!

فأقول: أنى له الحسن وفيه ذاك المتهم، ومطرف المجهول؟! وقد نبهناك مراراً أن رموز السيوطي في "الجامع الصغير" لا يعتمد عليها؛ لأسباب كنت شرحتها في مقدمة كتابي: "صحيح الجامع" و "ضعيف الجامع"، والغريب أن المناوي نبه على ذلك في أول شرحه: "الفيض"!

ثم رأيته في كثير من الأحاديث يذكر رمز السيوطي لبعض الأحاديث، فكأنه نسي ما كان ذكره في المقدمة، بل ويقلده في ذلك، كما في هذا الحديث، وليته كان مصيباً!

3833 - (طوبى لمن بات حاجاً، وأصبح غازياً؛ رجل مستور، ذو عيال متعفف قانع باليسير من الدنيا، يدخل عليهم ضاحكاً، ويخرج عليهم ضاحكاً، فوالذي نفسي بيده! إنهم هم الحاجون الغازون في سبيل الله عز وجل) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 270) من طريق أحمد بن عمران بن موسى ابن عمران البلخي - من حفظه -: حدثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع عندي؛ آفته ابن موسى هذا، وغالب ظني أنه الذي في "الميزان":

"أحمد بن أبي عمران الجرجاني. حدث عنه أبو سعيد النقاش، وحلف أنه يضع الحديث.. هو ابن موسى".

 

(8/296)

 

 

قال في "اللسان":

"وأعاده بعد أوراق، فقال: أحمد بن موسى أبو الحسن الفرضي. مات سنة ستين وثلاث مئة. قال الحاكم: كان يضع الحديث ... ".

3834 - (طوبى لمن ترك الجهل، وآتى الفضل، وعمل بالعدل) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 221) : حدثنا إبراهيم بن عبد الله: حدثنا محمد بن إسحاق: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، ورجاله ثقات على ضعف يسير في هشام ابن سعد، غير إبراهيم بن عبد الله؛ فلم أعرفه. ومحمد بن إسحاق؛ هو أبو العباس السراج الحافظ.

 

(8/297)

 

 

3835 - (طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن ذل في نفسه، وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) .

ضعيف

رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (232/ 2) ، وعنه القضاعي (51/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (5/ 68-69) و "الصغير" (3/ 225 و 4/ 243) ، وابن عساكر (16/ 296/ 1) ، وتمام في "الفوائد" (2530/ 2) ، وعنه ابن عساكر (17/ 387/ 1) عن نصيح الشامي، عن ركب المصري مرفوعاً. ومن هذا الوجه رواه ابن بشران

 

(8/297)

 

 

في "الأمالي" (2/ 3/ 2) ، وعبد الغني المقدسي في "العلم" (11/ 1-2) ، وقال:

"هو حديث غريب".

قلت: يعني ضعيف، وذلك؛ لجهالة نصيح الشامي، ومن الغريب أن المؤلفين في تراجم رجال الحديث أغفلوه، فلم يترجموه، فليس هو في "الميزان" ولا في "اللسان" ولا في غيرهما؛ إلا البخاري؛ فإنه أورده في "التاريخ" (4/ 2/ 136) ، ولم يزد فيه على قوله:

"عن ركب المصري. روى عنه مطعم بن المقدام".

ولذلك؛ جزم الحافظ وغيره بضعف إسناده.

وأما ركب المصري؛ فأوردوه في "الصحابة"، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 508) :

"كندي، له حديث واحد حسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيه آداب وحض على خصال من الخير والحكمة والعلم. ويقال: إنه ليس بمشهور في الصحابة، وقد أجمعوا على ذكره فيهم. روى عنه نصيح العنسي".

وقوله: "حديث حسن". قالوا: إنه يعني حسن لغة ولفظاً، ولذلك قال المناوي:

"رمز المصنف لحسنه اغتراراً بقول ابن عبد البر: "حسن"، وليس بحسن؛ فقد قال الذهبي في "المهذب": ركب يجهل، ولم يصح له صحبة، ونصيح ضعيف".

قلت: ومما يؤيد ما قالوا؛ أن ابن عبد البر أورد في "الجامع" (1/ 54-55) حديثاً آخر، ثم قال عقبه:

"وهو حديث حسن جداً، ولكن ليس إسناده بالقوي".

 

(8/298)

 

 

وله شاهد، ولكنه واه جداً مع اختصاره؛ لفظه:

"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعدل عنها إلى البدعة".

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 384) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 355) ، والديلمي (2/ 261) عن محمد بن الحسن بن قتيبة: حدثنا محمد ابن [أبي] السري: حدثنا عبد العزيز بن عبد المجيد: حدثنا أبان، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبان هو ابن أبي عياش؛ متروك.

وابن أبي السري - وهو محمد بن المتوكل أبو عبد الله بن أبي السري -؛ ضعيف من قبل حفظه.

وقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" مطولاً من هذا الوجه، وتبعه على وضعه جمع؛ كما بينته في "الرد على عزالدين بليق" برقم (272) ، وأوله هذا الحديث المطول:

"يا أيها الناس! كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الموت على غيرنا كتب ... " الحديث.

وله طريق أخرى؛ يرويه الوليد بن المهلب الأردني: حدثنا النضر بن محرز بن نضر، عن محمد بن المنكدر، عن أنس قال: ... فذكره مرفوعاً أخصر منه؛ وفيه حديث الترجمة.

أخرجه البزار (3225) ، وابن عدي في "الكامل" (7/ 81-82) في ترجمة الوليد هذا، وقال:

"أحاديثه فيها بعض النكرة".

 

(8/299)

 

 

وفي "الميزان":

"لا يعرف، وله ما ينكر".

وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات" (9/ 226) !

ولعل الأولى إعلال الحديث بالنضر بن محرز؛ فقد أورده ابن حبان في ترجمته من "الضعفاء" (3/ 50) وقال:

"منكر الحديث جداً، وهو الذي روى عن محمد بن المنكدر عن أنس.. (فذكر الحديث) ؛ إنما روى هذا أبان عن أنس".

وكذلك فعل الذهبي، وقال بعد أن ساقه:

"تفرد به الوليد، وهو متكلم فيه، والنضر مجهول".

وروى ابن عساكر في ترجمة النضر (17/ 570) عن الدارقطني أنه قال:

"منكر الحديث".

وكذا قال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 342) .

3836 - (طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 261) عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، عن عبد الله بن حنطب بن الحارث مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن البيلماني؛ متروك.

وعبد الله بن حنطب؛ مختلف في صحبته.

ورواه البيهقي في "الشعب" (7/ 125/ 9724) عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث.

 

(8/300)

 

 

ولم أعرف أبا الحويرث.

ويغني عنه حديثان في "الترغيب" (4/ 100) .

3837 - (طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن والفرائض والعلم) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 261) عن أبي إسحاق الطيان: حدثنا الحسين ابن القاسم: حدثنا إسماعيل بن أبي زياد: حدثنا يونس، عن الزهري، عن [سعيد بن المسيب] ، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ قال السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 36) :

"إسماعيل كذاب. والحسين والطيان مجروحان".

قلت: ومع ذلك أورده في "الجامع الصغير"؛ الذي ذكر في مقدمته أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع!

 

(8/301)

 

 

3838 - (طهور الطعام يزيد في الطعام والدين والرزق) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 263) معلقاً، عن أبي الشيخ بسنده، عن يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد مرفوعاً.

قلت: آفته يعلى هذا؛ أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين"، وقال:

"قال البخاري: لا يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال ابن حبان: لا يحمل الرواية عنه".

وفي "اللسان":

 

(8/301)

 

 

"قال ابن حبان: وضعوا له أحاديث، فحدث بها ولم يدر"!

3839 - (طول القنوت في الصلاة يخفف سكرات الموت) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 91) ، والديلمي (2/ 263) عن أحمد بن محمد بن عمر: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سعيد اليمامي: حدثنا القاسم بن اليسع المديني، عن أبيه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً.

أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد هذا - وهو أبو سهل اليمامي -؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والثلاثة فوقه؛ لم أعرفهم.

 

(8/302)

 

 

3840 - (طينة المعتق من طينة المعتق) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 264) من طريق أحمد بن إبراهيم البزوري: حدثنا أبو القاسم البغوي: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: كنت ذات يوم بإزاء المأمون فقال: سمعت أبي قال: سمعت جدي يحدث، عن أبيه، عن ابن عباس: ... فذكره، وفيه قصة.

ثم أخرجه من طريق ابن لال بسنده: عن محمد بن عبد الرحمن النجاشي: حدثنا أبي، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس به.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ محمد بن عبد الرحمن النجاشي وأبوه؛ لم أعرفهما، و (النجاشي) ليس واضحاً في الأصل.

وسليمان بن علي؛ مقبول عند الحافظ.

 

(8/302)

 

 

وأحمد بن إبراهيم البزوري؛ قال الذهبي:

"لا يدرى من هو، وأتى بخبر باطل".

ثم ساق له هذا الخبر من طريق ابن شاهين عنه، لكن وقع عنده: "سمعت جدي عن ابن عباس"؛ ليس بينهما "عن أبيه"، فصار منقطعاً، ولذلك قال الذهبي عقبه:

"هذا - كما ترى - منقطع".

قال الحافظ عقبه:

"فلعل المهدي أو المنصور سمعه من شيخ كذاب، فأرسله عن ابن عباس، فيتخلص بهذا البزوري من العهدة".

قلت: لعل الطريق الأخرى تخلصه من العهدة.

ومن الغريب أن السيوطي أورد الحديث من الطريق الأولى في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (رقم 934) ، وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (401/ 2) وأعلاه بجهالة البزوري؛ وقول الذهبي في حديثه: "باطل". ثم تناقض السيوطي؛ فأورده في "الجامع الصغير" من رواية ابن لال وابن النجار والديلمي عن ابن عباس!

3841 - (الطاهر النائم كالصائم القائم) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 265) من طريق أبي صالح، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عبد الرحمن بن حسان، عن عمرو بن حريث مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، ونحوه أبو صالح؛ واسمه عبد الله بن صالح.

 

(8/303)

 

 

3842 - (الطهور ثلاثاً ثلاثاً واجبة، ومسح الرأس واحدة) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 265) عن أبي شيخ عبد الله بن مروان الحراني، عن موسى بن أعين، عن الثوري، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي حية بن قيس، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومتن باطل.

أما الإسناد؛ فله علتان:

الأولى: عنعنة الحراني هذا؛ فقد قال ابن حبان في "الثقات":

"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره".

قلت: وقد عنعنه هنا؛ فلا يعتبر به.

والأخرى: عنعنة أبي إسحاق الهمداني - واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي -؛ فإنه مدلس أيضاً، وقد كان اختلط، لكن سماع الثوري منه قبل الاختلاط.

وأما المتن؛ فهو ظاهر البطلان؛ لمعارضته ما ثبت في "البخاري" وغيره؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرة مرة.

 

(8/304)

 

 

3843 - (الطوفان: الموت) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير في "التفسير" (13/ 14996) ، والديلمي (2/ 265-266) عن أبي هشام الرفاعي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: حدثنا المنهال بن خليفة، عن الحجاج، عن الحكم بن ميناء، عن عائشة مرفوعاً.

 

(8/304)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالضعفاء: المنهال بن خليفة، ويحيى بن يمان، وأبو هشام الرفاعي - واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي - ثلاثتهم ضعفاء.

والحجاج - وهو ابن أرطاة -؛ مدلس وقد عنعنه.

3844 - (ظهر المؤمن حمى، إلا في حد من حدود الله تعالى) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 266) من طريق الطبراني، عن أحمد ابن رشدين: حدثنا خالد بن عبد السلام: حدثنا الفضل بن المختار، عن عبيد الله ابن موهب، عن [عصمة] بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته الفضل بن المختار؛ جاء في "الميزان" و "اللسان":

"قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل".

ثم ساق له أحاديث؛ قال عقبها:

"فهذه أباطيل وعجائب". ثم ساق له آخر، ثم قال:

"وهذا يشبه أن يكون موضوعاً".

وأحمد بن رشدين؛ ضعيف.

 

(8/305)

 

 

3845 - (الظلمة وأعوانهم في النار) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 266) عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن مروان مولى حذيفة، عن أبيه، عن حذيفة مرفوعاً.

 

(8/305)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عنبسة هذا؛ فإنه كان يضع الحديث؛ كما قال أبو حاتم وغيره.

3846 - (أمرت أن أحدث عن ملك في السماء، ما بين عاتقه إلى منتهى رأسه كطيران ملك سبع مئة عام، وما يدري أين ربه؟ فسبحانه) .

منكر

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (93/ 2) عن محمد بن إسحاق، عن الفضل (الأصل: الفضيل) بن عيسى، عن عمه يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن أبان ضعيف، ومثله ابن أخيه الفضل ابن عيسى؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"ضعفوه". وقال الحافظ:

"منكر الحديث".

قلت: وقد صح الحديث من رواية جابر رضي الله عنه مرفوعاً نحوه؛ دون قوله:

"وما يدري أين ربه".

فهي زيادة منكرة، وهو مخرج في "الصحيحة" (151) .

 

(8/306)

 

 

3847 - (العرش من ياقوتة حمراء، وإن ملكاً من الملائكة نظر إليه وإلى عظمه، فأوحى عز وجل إليه: إني قد جعلت فيك قوة سبعين ألف ملك لكل ملك سبعين ألف جناح فطر، فطار الملك بما فيه من القوة والأجنحة ما شاء الله أن يطير، فوقف، فنظر، فكأنه لم يسر!) .

موضوع

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (43/ 1) عن عمر بن حريز، عن

 

(8/306)

 

 

إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي رحمه الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف؛ عمر بن حريز لم أجد له ترجمة.

ثم تبين أنه محرف، وأن الصواب "عمرو بن جرير" كما حققه الأخ الفاضل رضا الله المباركفوري في تعليقه على كتاب: "العظمة" (2/ 631) ، وذكر أن عمراً هذا قال فيه أبو حاتم:

"كان يكذب"، وقال الددارقطني:

"متروك الحديث".

وأقول: روى له ابن عدي في "الكامل" (3/ 149) ثلاثة أحاديث بإسناده الواحد عن جرير مرفوعاً، وهي ظاهرة النكارة، وقال ابن عدي:

"وهذه الأحاديث غير محفوظة، وله غيرها، وهي مناكير السند والمتن".

وقد ساق الذهبي في ترجمته من "الميزان" الأحاديث المشار إليها، ثم قال عقبها:

"فهذه أباطيل".

وأقره الحافظ في "اللسان"، وذكر أنها من رواية أحمد بن عبيد أبي عصيدة، وكأنه يشير إلى ضعفه، وقد قال عنه في "التقريب":

"لين الحديث".

والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير"، ولم يورد إلا الجملة الأولى منه، فلم يذكر قصة الملك! ومن الغريب أنه لم يورده مطلقاً في "الجامع الكبير"، وكان هو به أولى؛ لأنه لم يصنه عما تفرد به كذاب أو وضاع كما ادعاه في

 

(8/307)

 

 

"الجامع الصغير"، وإن كان لم يستطع الوفاء به، فكان "الجامع الكبير" أولى به؛ لأنه حشد فيه مثل هذا من الموضوعات، وقد مضى منها الشيء الكثير.

3848 - (سبقكما بها الدوسي) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 508) عن حماد بن شعيب، عن إسماعيل بن أمية: أن محمد بن قيس بن مخرمة حدثه:

أن رجلاً جاء زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة؛ فإنه بينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعوا الله تعالى ونذكر ربنا؛ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جلس إلينا، قال: فجلس وسكتنا، فقال:

"عودوا للذي كنتم فيه". قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤمن على دعائنا، قال: ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم! إني أسألك مثل الذي سأل صاحباي هذان، وأسألك علماً لا ينسى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"آمين"، فقلنا: يا رسول الله! ونحن نسأل الله علماً لا ينسى. فقال: ... فذكره. وقال:

"صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي، فقال:

"قلت: حماد ضعيف".

قلت: وضعفه البخاري جداً؛ فقال:

"فيه نظر". وقال مرة: "منكر الحديث".

 

(8/308)

 

 

3849 - (عاشوراء يوم التاسع) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 322) عن أبي أمية بن يعلى، عن سعيد المقبري، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا متن موضوع، وإسناده ضعيف جداً؛ آفته أبو أمية هذا؛ قال ابن حبان:

"لا يحل الرواية عنه". وضعفه الدارقطني.

وأما أن متنه موضوع؛ فواضح من تواتر أنه اليوم العاشر في أحاديث عدة في صيامه - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء، وأمره به، والحض عليه، وبيان فضل صيامه، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، كلها مجمعة على أن عاشوراء هو يوم العاشر من محرم الحرام.

ولعل أصل الحديث موقوف رفعه أبو أمية؛ فقد أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 59) من طريق الحكم بن الأعرج، عن ابن عباس قال:

هو يوم التاسع.

وإسناده صحيح.

وروى أيضاً من طريق عبد الله بن عمير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع". يعني يوم عاشوراء. وهكذا أخرجه مسلم (3/ 151) من طريق ابن أبي شيبة.

ومن الظاهر أن قوله: "يعني يوم عاشوراء" إنما هو تفسير من بعض الرواة، ولعله ابن عباس نفسه، ويؤيده رواية الحكم عنه الموقوفة، وقد أخرجها مسلم عن

 

(8/309)

 

 

ابن أبي شيبة أيضاً بلفظ: قال:

انتهيت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: إذا رأيت هلال المحرم؛ فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً. قلت: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم؟ قال: نعم.

قال الشوكاني رحمه الله تعالى (4/ 206) :

"أرشد ابن عباس السائل له إلى اليوم الذي يصام فيه، وهو التاسع، ولم يجب عليه بتعيين يوم عاشوراء أنه اليوم العاشر؛ لأن ذلك مما لا يسأل عنه، ولا يتعلق بالسؤال عنه فائدة، فابن عباس لما فهم من السائل أن مقصوده تعيين اليوم الذي يصام فيه؛ أجاب عليه بأنه التاسع. وقوله "نعم" بعد قول السائل: أهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم؟ بمعنى: نعم هكذا كان يصوم لو بقي؛ لأنه قد أخبرنا بذلك، ولا بد من هذا؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - مات قبل صوم التاسع".

قلت: وهذا أحسن ما قيل في تأويل قول ابن عباس هذا، وبه تجتمع الأحاديث ويزول التعارض الظاهر منها.

ومما يؤكد أن يوم عاشوراء هو العاشر حتى عند ابن عباس نفسه؛ هو سبب ورود حديث ابن عمير المتقدم؛ فقد أخرج مسلم من طريق أخرى عن ابن عباس قال:

حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء،وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصاري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فهذا نص من ابن عباس على أن التاسع هو غير عاشوراء، فثبت بطلان حديث الترجمة. والله أعلم.

 

(8/310)

 

 

وعلى ضوء تأويل الشوكاني لقول ابن عباس المتقدم: "هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم"، يمكن تأويل قوله الذي قبله في عاشوراء: "هو يوم التاسع"؛ أي بدءاً، وبعده عاشوراء. والله أعلم.

ومما يشهد لبطلان حديث الترجمة: ما رواه البزار في "مسنده" (1/ 492/ 1051-كشف) : حدثنا عمرو بن عثمان: حدثنا أبو عاصم: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر.

قال الحافظ ابن حجر في "مختصر الزوائد" (1/ 406/ 672) :

"إسناده صحيح". وقال البزار:

"لا نعلمه رواه بهذا اللفظ إلا ابن أبي ذئب".

3850 - (عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 290) عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمرو بن جميع؛ كذبه ابن معين. وقال ابن عدي:

"كان يتهم بالوضع"، وقال البخاري:

"منكر الحديث".

قلت: وخالفه سعد الإسكاف؛ فرواه عن أبي جعفر محمد بن علي قال: ... فذكره موقوفاً عليه.

 

(8/311)

 

 

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 183) ، ولعله الصواب؛ وإن كان سعد هذا متروكاً، ورماه ابن حبان بالوضع.

ثم رأيته في "تاريخ قزوين" للرافعي (2/ 47) من طريق محمد بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر بن محمد: حدثني عم أبي إسحاق بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن علي به مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون موسى بن جعفر لم أعرفهم، ومضى برقم (3273) .

3851 - (عاشوراء عيد نبي كان قبلكم، فصوموا أنتم) .

ضعيف

أخرجه البزار (1046-كشف) من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إبراهيم الهجري لين الحديث.

 

(8/312)

 

 

3852 - (عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك، يذهب بالحفر، وينزع البلغم، ويجلو البصر، ويشد اللثة، ويذهب بالبخر، ويصلح المعدة، ويزيد في درجات الجنة، وتحمده الملائكة، ويرضي الرب، ويسخط الشيطان) .

ضعيف

أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 47) من طريق أبي محمد الحكمي، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وأبو محمد الحكمي؛ لم أجد من ذكره.

 

(8/312)

 

 

وقد روي الحديث من طريق أخرى؛ فقال ابن عدي (122/ 2) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغزي: حدثنا محمد بن أبي السري: حدثنا بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس مرفوعاً به نحوه.

وهذا سند ضعيف؛ الخليل بن مرة ضعيف، وضعفه البخاري جداً.

وبقية؛ مدلس، وقد عنعنه.

ومحمد بن أبي السري - وهو ابن المتوكل بن عبد الرحمن العسقلاني -؛ قال الحافظ:

"صدوق عارف له أوهام كثيرة".

وروي عن عائشة، أخرجه البزار (1/ 243/ 499) من طريق السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق عنها.

وهذا إسناد ضعيف جداً؛ السري هذا متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

3853 - (ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) .

ضعيف جداً

رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (2/ 194/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (4/ 434) ، والقاضي أبو عبد الله الفلاكي في "فوائده" (89/ 2) ، والجرجاني (284-285) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 56) ، والخطيب في "التاريخ" (1/ 266) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني: حدثنا عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً.

 

(8/313)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ متروك.

والحماني؛ فيه ضعف؛ لأنه كان يسرق الحديث، واقتصر المنذري على إعلال الحديث عليه فقصر! فقال في "الترغيب" (2/ 240) :

"رواه الطبراني والبيهقي من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني، وفي متنه نكارة".

وقد تابعه أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به.

أخرجه الخطيب (10/ 265) .

وعبد الرحمن بن واقد؛ لحاله كالحماني، قال ابن عدي:

"حدث بالمناكير عن الثقات، يسرق الحديث".

قلت: فلا أدري أيهما سرقه من الآخر!

وله عن ابن عمر طريق أخرى في "أوسط الطبراني" عن مجاشع بن عمرو، عن داود بن أبي هند، عن نافع عنه.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته مجاشع بن عمرو؛ قال ابن معين:

"أحد الكذابين".

وقد روي الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم، كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون: لا إله إلا الله، والناس بهم".

 

(8/314)

 

 

أخرجه الخطيب (5/ 305) ، وابن عساكر (10/ 440-441 طبع دمشق) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي: حدثنا محمد بن سعيد الطائفي: حدثنا ابن جريج، عن عطاء عنه.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ محمد بن سعيد هذا ذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال:

"لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن ابن جريج عن عطاء". فذكر هذا الحديث، وقال:

"وهذا خبر باطل". وقال أبو نعيم:

"روى عن ابن جريج خبراً موضوعاً".

قلت: ولعله يشير إلى هذا.

3854 - (إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يكره) .

ضعيف

رواه ابن المبارك في "الزهد" (رقم 695) : أنبأ معمر قال: سمعت ابن عبد الرحمن الجحشي - قال ابن صاعد: وهو سعيد - يقول: سمعت أبا بكر ابن حزم يقول: فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد مرسل حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير سعيد بن عبد الرحمن الجحشي، وهو صدوق؛ كما في "التقريب".

وقد روي موصولاً، أخرجه الديلمي (1/ 2/ 318) معلقاً، عن ابن لال، عن ابن أخي ابن وهب: حدثني عبد الله بن محمد بن المغيرة: حدثنا سفيان

 

(8/315)

 

 

الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعاً به.

وهذا إسناد ضعيف جداً؛ ابن المغيرة هذا ضعفوه، وقال العقيلي:

"حدث بما لا أصل له". وساق له الذهبي أحاديث، وقال:

"وهذه موضوعات".

وقال الحافظ العراقي في "تاريخ الإحياء" (2/ 157) :

"رواه أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف، ورواه الحاكم وصححه من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف، ورواه الحاكم وصححه من حديث ابن عباس: إنكم تجالسون بينكم بالأمانة".

قلت: وحديث ابن عباس هذا؛ لم أره حتى الآن في "المستدرك" لننظر في سنده، ومهما يكن من أمر؛ فإن الطرف الأول من الحديث المرسل يتقوى بحديث ابن عباس هذا، وبحديث جابر مرفوعاً بلفظ:

"المجالس بالأمانة ... " وسنده ضعيف أيضاً؛ كما تقدم بيانه (1909) .

3855 - (عجلوا بالركعتين بعد المغرب، فإنهما ترفعان مع المكتوبة) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 31) ، وابن عدي (ق 144/ 2) ، والديلمي (2/ 278) عن محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن أبي غالب، عن حذيفة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن الفضل - وهو ابن عطية -؛ متروك.

وزيد العمي؛ ضعيف.

 

(8/316)

 

 

ولذلك قال ابن نصر:

"هذا حديث ليس بثابت".

3856 - (عجلوا صلاة النهار في يوم الغيم، وأخروا المغرب) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة (2/ 30/ 2) : حدثنا وكيع قال: أخبرنا حسن بن صالح، عن عبد العزيز بن رفيع مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات، وهو مرسل.

 

(8/317)

 

 

3857 - (عد الآي في الفريضة والتطوع) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 356) عن الحسن بن حماد - سجادة -: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن أبي سعيد الشامي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو سعيد الشامي - وهو عبد القدوس بن حبيب الوحاظي - وهو كذاب؛ كما قال ابن المبارك، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث.

والحماني؛ كان يسرق الحديث.

والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 473-474) من هذا الوجه، لكن بلفظ مخالف له، فقال:

"عد الآي في التطوع، ولا تعده في الفريضة".

وكذا لفظه في "المقصد العلي" (1/ 180/ 414) ، وكذا في "المجمع":

 

(8/317)

 

 

"وفيه أبو يحيى التميمي الكوفي، وهو ضعيف".

ولفظه في "المطالب العالية" (1/ 143/ 525) مثله إلا أنه قال: "لا الفريضة"، لم يقل: "ولا تعده". وهو أقرب إلى الصواب لغة؛ لأن (الآي) جمع، ويمكن تأويله بإعادة الضمير إلى المعنى أي (المذكور) ، لكن مثله يقال إذا صح الحديث، وهيهات!

ثم إن إعلال الهيثمي إياه بـ (أبي يحيى التميمي الكوفي) ، فيه نظر من وجهين:

الأول: أنه وقع في "مسند أبي يعلى" (أبو يحيى الكوفي) ، فظنه غير (الحماني) - وكنية هذا أيضاً أبو يحيى الكوفي -، فقال في إعلاله ما تقدم! فوهم، وأضاف إلى كنيته على سبيل البيان نسبة (التميمي) ، وهو خطأ مطبعي فيما أظن، صوابه: التيمي، واسمه (إسماعيل بن إبراهيم، أبو يحيى التيمي) ، وهو ضعيف حقاً، لكن الصواب أنه (أبو يحيى الحماني) لتصريح رواية الخطيب باسمه، ولأن (سجادة) من الرواة عنه، وليس له رواية عن (أبي يحيى التيمي) .

والآخر: أنه لم يعل الحديث بأبي سعيد الشامي، فالظاهر أنه لم يعرفه، وإلا؛ فإعلال الحديث به أولى؛ لشدة ضعفه. وهذا ما وقع فيه المعلق على "مسند أبي يعلى"؛ فقال في أول تخريجه عليه:

"إسناده ضعيف؛ لجهالة أبي سعيد الشامي (!) ، وباقي رجاله ثقات، وأبو يحيى الكوفي؛ هو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وقد وهم الدكتور نايف الدعيس، فظنه إسماعيل بن إبراهيم الأحول".

قلت: هذا الدكتور تبع في هذا الوهم الهيثمي كما هو ظاهر مما تقدم، وتبعه أيضاً المعلق الآخر على "المقصد العلي"، وهو المدعو (سيد كسروي حسن) (1/ 180) ، وقلد المعلق على "أبي يعلى"، فقال:

 

(8/318)

 

 

"وأبو سعيد الشامي؛ مجهول؛ قاله ابن حجر في "التقريب" (2/ 428) ".

قلت: وعذر هذا وذاك في هذا التجهيل؛ أنهما استقربا ترجمته من "التقريب"، فوجدا فيه التجهيل، فوقفا عنده؛ لأنه ليس في حفظهما أن هناك رواياً آخر بهذه الكنية؛ هو أشهر من هذا بالرواية عن مكحول، وبرواية الشيوخ عنه، وهو عبد القدوس بن حبيب، ولو أنهما توسعاً قليلاً في البحث لوجدا في "كنى اللسان" (6/ 384/ 595) ما يدلهما على ذلك!

وأما المجهول؛ فلم يرو عنه غير عتبة بن يقظان مع ضعفه، ولذلك لم يذكره المزي في الرواة عن مكحول، وإنما ذكر عبد القدوس، وكذلك الذهبي لم يذكر إلا هذا فيمن يكنى بـ (أبي سعيد) في كتابه "المقتنى"، وهو في ذلك تابع للدولابي في "الكنى" (1/ 187) ، وقال:

"متروك الحديث".

ولأبي أحمد الحاكم في "كناه" (1/ 174/ 1) ، وقال:

"ذاهب الحديث".

وعلى هذا؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا والذي روى عنه عتبة واحداً. والله أعلم.

وإن من تفاهة التخريج، وقلة فائدة التسويد؛ أن المعلق على "مسند أبي يعلى" سود قرابة صفحتين في نقل أقوال العلماء المختلفة في سماع مكحول من واثلة، ثم مال إلى قول الحافظ: إنه سمع منه، فإن مثل هذا البحث إنما يفيد إذا كان السند إلى مكحول ثابتاً، وتوقفت تقوية الحديث على إثبات سماعه من الصحابي، أما والسند إليه ضعيف بل هالك!

 

(8/319)

 

 

وأيضاً؛ فإنما يفيد ذلك لو ثبت سماعه منه، إذا لم يرم بالتدليس، وقد قال فيه ابن حبان في "الثقات" (5/ 446) :

"ربما دلس".

وذكره الحافظ في (الطبقة الثالثة) من "المدلسين".

3858 - (عدد درج الجنة، عدد آي القرآن، فمن دخل الجنة من أهل القرآن؛ فليس فوقه درجة) .

منكر

أخرجه الديلمي (2/ 291-292) من طريق الحاكم، عن محمد ابن روح: حدثنا الحكم بن موسى: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً. ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 2/ 156/ 2) وقال:

"قال الحاكم: إسناد صحيح، ولم يكتب المتن إلا به، وهو من الشواذ".

وذكره السيوطي في "الفتاوي" (2/ 259) ، وأقره!

قلت: بل هو منكر؛ علته محمد بن روح - وهو أبو عبد الله القتيري المصري -؛ قال ابن يونس:

"منكر الحديث".وكذا قال الذهبي في "الضعفاء". وقال الدارقطني:

"ضعيف".

 

(8/320)

 

 

3859 - (عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي إليك) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 279) عن محمد بن خزيمة، عن هشام بن

 

(8/320)

 

 

عمار، عن سعيد بن يحيى، عن هشام بن عروة، عن رجل من الأنصار - يقال له: قيس - قال: أخبرني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن خزيمة هذا هو أبو بكر القرشي؛ قال ابن عساكر:

"أحاديثه تدل على ضعفه".

ورواه البخاري في "التاريخ"، والبيهقي في "الشعب" عن أيوب بن ميسرة مرسلاً؛ كما في "الجامع الصغير".

ثم رأيته في "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 1/ 410) ، وأحمد في "العلل" (1/ 97/ 578) من طريق وكيع، عن هشام بن عروة، عن أيوب بن ميسرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" رواية عباس الدوري (2/ 57) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (6/ 260) ، وكذا الخطيب في "الموضح" (1/ 246 و 247) ، وقال البيهقي:

"مرسل جيد".

قلت: إن كان يعني المتن؛ فلا كلام، وإن كان يعني السند؛ ففيه نظر؛ لأن أيوب بن ميسرة - الذي أرسله - ليس بالمشهور؛ فإنه لم يرو عنه غير هشام بن عروة؛ كما في "التاريخ" و "الجرح والتعديل" و "ثقات ابن حبان" (4/ 27) ؛ فإنهم جميعاً لم يذكروا له راوياً غير هشام، فهو في عداد المجهولين.

والحديث ذكره البيهقي أيضاً في كتاب "الآداب" (ص 126) ، فقال:

 

(8/321)

 

 

"وروينا عن أيوب بن ميسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً أنه قال: ... (فذكره) ".

ثم رأيته في "مصنف ابن أبي شيبة" (6/ 551) قال: حدثنا هشام، عن أيوب بن ميسرة به! كذا فيه، ولعله سقط منه "وكيع".

3860 - (عربوا العربي، وهجنوا الهجين، للفرس سهمان، وللهجين سهم) .

ضعيف

أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (12/ 228/ 1-2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (66/ 10) ، والبيهقي في "السنن" (9/ 51-52) ؛ كلاهما من طريق ابن عدي - وهو في "الكامل" (1/ 171) -؛ كلاهما عن أحمد بن أبي أحمد الجرجاني: حدثنا حماد بن خالد: حدثنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أحمد بن أبي أحمد الجرجاني؛ قال ابن عدي:

"أحاديثه ليست بمستقيمة".

ومن فوقه ثقات؛ على اختلاف في صحبة حبيب بن مسلمة. وقال البيهقي عقبه:

"كذا رواه أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ساكن حمص، عن حماد بن خالد موصولاً، ورواه الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة، عن حماد منقطعاً، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أبي بشر - وهو العلاء -، عن مكحول مرسلاً. وهذا منقطع، ولا تقوم به حجة".

قلت: ومداره موصولاً ومرسلاً على العلاء بن الحارث، وكان اختلط.

 

(8/322)

 

 

3861 - (عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها إلى آخرها، فقال رجل: عرض عليك من خلق، فكيف من لم يخلق؟ فقال: صوروا لي في الطين، حتى لأنا أعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 149/ 2) ، والديلمي (2/ 301) عن أبي بكر الحنفي: أخبرنا داود بن الجارود، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً.

ثم قال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: أخبرنا عقبة بن مكرم الضبي: أخبرنا يونس بن بكير، عن زياد بن المنذر، عن أبي الطفيل به.

قلت: وزياد بن المنذر؛ كذبه يحيى بن معين؛ كما في "التقريب".

وتابعه في الطريق الأولى: داود بن الجارود، ولم أعرفه.

 

(8/323)

 

 

3862 - (عرف الحق لأهله) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 255) ، وأحمد (3/ 435) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 42/ 2) عن محمد بن مصعب: حدثنا سلام بن مسكين والمبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بأسير، فقال: اللهم! إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: ابن مصعب ضعيف"، فأصاب.

 

(8/323)

 

 

وأخرجه الضياء في "المختارة" (1/ 463) من طريق الطبراني، ثم قال:

"ومحمد بن مصعب تكلم فيه يحيى بن معين وغيره، وقال الإمام أحمد: لا بأس به". وقال الحافظ:

"صدوق كثير الغلط".

قلت: والحسن - وهو البصري -؛ مدلس؛ وقد عنعنه عندهم جميعاً.

3863 - (عرفة يوم يعرف الناس) .

ضعيف

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص 93) ، والدارقطني (257) ، والديلمي (2/ 292) عن العوام بن حوشب: حدثني السفاح بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد مرفوعاً.

قلت: وهذا مرسل ضعيف؛ والسفاح بن مطر لم يوثقه غير ابن حبان، وروى عنه اثنان.

ثم أخرج له الدارقطني شاهداً من طريق الواقدي: أخبرنا ابن أبي سبرة، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي، عن أبيه مرفوعاً به.

لكن الواقدي كذاب، وشيخه ابن أبي سبرة نحوه - وهو أبو بكر بن عبد الله ابن محمد بن أبي سبرة -؛ قال الحافظ:

"رموه بالوضع".

 

(8/324)

 

 

3864 - (عزمة على أمتي أن لا يتكلموا في القدر، ولا يتكلم في القدر إلا شرار أمتي في آخر الزمان) .

موضوع

رواه ابن عدي (234/ 2) عن عبد الرحمن بن القطامي: حدثنا

 

(8/324)

 

 

أبو المهزم، عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال:

"وأبو المهزم في عداد الضعفاء، ولعل إنكار هذا الحديث منه، لا من عبد الرحمن".

قلت: هو متروك؛ كما في "التقريب".

ومثله أو شر منه: عبد الرحمن بن القطامي، وساق له الذهبي هذا الحديث في ترجمته؛ وقال:

"قال الفلاس: لقيته، وكان كذاباً". وقال البزار:

"ضعيف الحديث جداً، متروك".

والشطر الأول من الحديث يرويه محمد بن خالد البصري أبو بكر قال: نبأنا عمر بن منيع، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 189) ، والديلمي (2/ 293) .

قلت: وعمر بن منيع؛ لم أعرفه.

ومحمد بن خالد البصري أبو بكر، لعله الذي في "التهذيب":

"محمد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي، مولاهم أبو بكر الضرير البصري، سكن بغداد، روى عن أبيه وإسماعيل ابن علية وابن مهدي ... روى عنه ابن ماجه وإبراهيم الحربي وابن خزيمة ... ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب عن أبيه".

لكن وقع في "الديلمي": "محمد بن خالد المزني"، وعنه محمد بن عوف.

ولم يذكروا في ترجمته أنه مزني ولا في الرواة عنه ابن عوف هذا. والله أعلم.

 

(8/325)

 

 

وأما قول المناوي بعد عزوه للخطيب:

"وفيه محمد بن خالد البصري، قال الذهبي: قال أبو حاتم: منكر الحديث.. وفيه أيضاً محمد بن الحسين الدوري؛ قال الذهبي: اتهم بالوضع، وأورده ابن الجوزي في "الواهيات" وقال: لا يصح".

قلت: فهذا من الأوهام العجيبة!! فليس في "ميزان الذهبي" ولا في "ضعفائه" ذكر لهذين الرجلين البتة، والظاهر أنهما اشتبها عليه بغيرهما. والله أعلم.

ثم رأيت الحديث في "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1/ 150) رواه من طريق ابن عدي، ثم قال:

"هذا حديث موضوع، وأبو المهزم ليس بشيء، والقطامي؛ قال الفلاس: كان كذاباً".

ثم روى (1/ 147) حديث ابن عمر من طريق الخطيب بإسناده عنه، وقال:

"لا يصح؛ فيه مجاهيل".

(تنبيه) : هكذا نقلت من مخطوطة "الكامل" في المكتبة الظاهرية: "عزمة"؛ وكذلك هو في "الجامع الصغير" و "الكبير" للسيوطي من رواية ابن عدي، وفي "التاريخ" من حديث ابن عمر.

ووقع في الطبعات الثلاث لـ "الكامل": "عزمت" بالتاء المفتوحة؛ أي: بصيغة الماضي المتكلم، وكذلك وقع في "العلل" من رواية ابن عدي والخطيب، ولم ترد هذه اللفظة مطلقاً في "الميزان" و "اللسان"، ولعل ذلك كان اختصاراً من المؤلف.

وسقط حرف (لا) من الطبعات الثلاث، ومن المصورة التي عندي، ففسد

 

(8/326)

 

 

المعنى كما هو ظاهر، ولم يتنبه لهذا الخطأ الفاحش من وضع "الفهرس" لـ "الكامل"، وسموه بـ "معجم الكامل"، فأورده فيه (ص 199) كما هو في "كاملهم"! وتحرف لفظ "القدر" الأول في المصورة إلى "القرآن"؛ فصار الحديث فيها: "عزمت على أمتي أن يتكلموا في القرآن، ولا.." إلخ!

3865 - (عشرة أبيات بالحجاز أبقى من عشرين بيتاً بالشام) .

ضعيف

رواه الحسن بن علي الأهوازي في "عقد أهل الإيمان" (4/ 193/ 1) عن يعلى بن عبيد قال: أخبرنا أبو بكر المديني، عن عمر أو عن أشياخه، عن معاوية مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون معاوية لم أعرفهم.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 53) :

"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم".

 

(8/327)

 

 

3866 - (عضة نملة أشد على الشهيد من مس السلاح، بل هو أشهى عنده من شراب بارد لذيذ في يوم صائف) .

ضعيف

أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (61/ 255/ 2) من طريق حرملة بن يحيى: حدثنا سعيد بن سابق: حدثني خالد بن حميد، عن مسلم ابن عبيد الله، عن محمد بن زيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً.

ثم أخرجه من طريق الحسن بن علي: حدثنا سعيد بن سابق السلولي من الرشيد -: أخبرنا خالد بن حميد المهري، عن مسلم بن عبد الله ومحمد بن زيد، عن سعيد بن جبير به، وقال:

 

(8/327)

 

 

"كذا، وأراه خطأ، والصواب: مسلم، عن محمد بن زيد. والله أعلم".

قلت: ورجاله ثقات؛ غير مسلم بن عبيد الله؛ فلم أعرفه، ومن المحتمل أن يكون هو مسلم بن عبيد الله القرشي، وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وقيل: عبيد الله بن مسلم، على القلب، وهو الأشهر؛ كما في "التقريب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فإن يكن هو؛ فهو في نقدي مجهول. والله أعلم.

وسعيد بن سابق؛ هو الرازي، والد محمد بن سعيد بن سابق، وهو مترجم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 30-31) برواية جمع عنه، وقال عن أبيه:

"كان حسن الفهم بالفقه، وكان محدثاً".

وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 361) .

والحديث رواه الديلمي (2/ 93/ 1) من طريق أبي الشيخ معلقاً عليه قال: حدثنا ابن أبي عاصم: حدثنا الحسين بن علي: حدثنا سعيد بن العباس السلولي: حدثنا خالد بن حميد، عن محمد بن يزيد، عن سعيد بن جبير به.

3867 - (عفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب بن الحارث!) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 299/ 4987-بترقيمي) ، ومن طريقه الديلمي (2/ 150/ 1-2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 19) من طريق عيسى بن إبراهيم البركي قال: حدثنا سعيد بن عبد الله قال: أخبرنا نوح بن ذكوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني رجل مقراف للذنوب؟ قال: "فتب إلى الله يا حبيب"! قال: يا رسول الله! إني أتوب ثم

 

(8/328)

 

 

أعود! قال: "فكلما أذنبت فتب". قال: يا رسول الله! إذن؛ تكثر ذنوبي! قال: ... فذكره. وقال الطبراني:

"لا يروى عن هشام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن إبراهيم".

قلت: قال الذهبي في "الميزان":

"صدوق، له أوهام".

ونحوه قول الحافظ:

"صدوق ربما وهم".

وسعيد بن عبد الله - وهو (الجنابي) ؛ كما في رواية لأبي نعيم، و (أبو المفلس) ؛ كما في "الديلمي" -؛ لم أجد له ترجمة.

ونوح بن ذكوان؛ قال الذهبي في "الكاشف":

"واه".

وقال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 200) .

3868 - (علم الإسلام الصلاة، فمن فرغ لها قلبه وحاذ عليها بحدها ووقتها وسننها فهو مؤمن) .

ضعيف

رواه ابن عدي (207/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (11/ 109) عن حمزة الزيات، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً. ومن هذا

 

(8/329)

 

 

الوجه روى القضاعي (6/ 2/ 2) الجملة الأولى منه، وقال الخطيب:

"هذا الحديث غريب جداً، لم أكتب إلا من حديث علي بن عمر الختلي بإسناده".

قلت: هو عند ابن عدي من غير طريق الختلي، وعلة الحديث أبو سفيان هذا - واسمه طريف بن شهاب -؛ روى ابن عدي تضعيفه عن جمع، وساق له أحاديث منكرة، هذا أحدها. وقال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

وحمزة؛ هو ابن حبيب الزيات؛ قال الحافظ:

"صدوق ربما وهم".

ومن طريقه: أخرجه أيضاً أبو الشيخ في "الطبقات" (ص 159) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 196) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (33/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (8/ 2/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 271) ، والخطابي في "غريب الحديث" (53/ 2-54/ 1) ؛ كلهم عن حمزة به. وقال الخطابي:

"والمشهور من هذا: "حافظ عليها"، فإن صح قوله: "حاذ"؛ فمعناه ومعنى الأول سواء، يقال: حاذ على الشيء إذا حافظ عليه".

(تنبيه) : قال المناوي بعد عزوه للخطيب وغيره:

"وفيه أبو يحيى القتات أورده الذهبي في "الضعفاء"، ومحمد بن جعفر المدائني أورده فيهم، وقال أحمد: لا أحدث عنه أبداً، وقال مرة: لا بأس به".

قلت: القتات ليس له ذكر فيه البتة كما ترى، ومحمد بن جعفر متابع عليه عند بعضهم!!

 

(8/330)

 

 

3869 - (عبد الرحمن بن عوف يسمى الأمين في السماء) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 299) عن علي بن عبد الرحمن البكاري، عن الحضرمي، عن بن زياد الطوسي، عن الهيثم بن جميل، عن فرات بن السائب، عن مهران بن ميمون، عن ابن عمر، عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فرات بن السائب متروك.

ومن دون الهيثم بن جميل؛ لم أعرفهم.

وابن زياد لم أتمكن من قراءة اسمه من (الفلم) . والله أعلم.

 

(8/331)

 

 

3870 - (عبد الله بن عمر من وفد الرحمن، وعمار بن ياسر من السابقين، والمقداد بن الأسود من المجتهدين) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 299) عن الزعفراني البوصرائي: حدثنا عبد الله بن عمرو: حدثنا عبد الوارث، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع ظاهر الوضع؛ آفته البواصرائي هذا؛ واسمه الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني، وهو متروك الحديث؛ كما في "الأنساب" و "اللباب" وغيرهما.

 

(8/331)

 

 

3871 - (علامة حب الله حب ذكره، وعلامة بغض الله بغض ذكره) .

ضعيف

أخرجه الختلي ابن الجنيد في "محبة الله تعالى" (ق 71/ 1) ، وأبو محمد بن أبي شريح الأنصاري في "الأحاديث المئة" (223/ 1) ، وأبو بكر الجنازي في "الأمالي" (9/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح معاني الآثار" (2/ 2) من طرق، عن زياد بن ميمون، عن أنس مرفوعاً.

 

(8/331)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ زياد بن ميمون هو أبو عمار الثقفي الباهلي، قال يزيد ابن هارون:

"كان كذاباً". وقال البخاري:

"تركوه".

لكن أخرجه السلفي في "معجم السفر" (94/ 2) عن ابن إبراهيم ذي النون المصري: حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس به.

قلت: وذو النون هذا؛ اسمه ثوبان بن إبراهيم، قال الدارقطني:

"روى عن مالك أحاديث فيها نظر".

قلت: والظاهر أن هذا منها. وقال الجوزقاني:

"كان زاهداً، ضعيف الحديث".

3872 - (علم لا ينفع وجهالة لا تضر. يعني علم الأنساب) .

ضعيف

رواه ابن وهب في "الجامع" (ص 4-5) بسند حسن، عن زيد بن أسلم قال: قيل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بم؟ "، قيل: بأنساب الناس، قال: ... فذكره.

قلت: وهذا ضعيف لإرساله.

وقد روي موصولاً؛ من طريق بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه.

وبقية؛ مدلس، وقد عنعنه.

 

(8/332)

 

 

3873 - (على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) فإنه يقول: آمين آمين!) .

ضعيف جداً

رواه أبو نعيم (5/ 82) ، والخطيب (12/ 287) ، والجرجاني (312) ، وابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 56/ 1) عن محمد بن الفضل: حدثني كرز، عن طاوس، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ محمد بن الفضل - هو ابن عطية -؛ متروك.

وكرز؛ هو ابن وبرة، روى عنه الثوري وجماعة ذكرهم في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 170) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(8/333)

 

 

3874 - (على المقتتلين أن ينحجزوا، والأول فالأول، وإن كانت امرأة) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (4538) ، والنسائي (2/ 246) من طريق الأوزاعي، أنه سمع حصناً، أنه سمع أبا سلمة، يخبر عن عائشة به مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حصن هذا؛ قال الدارقطني:

"شيخ، يعتبر به". وقال ابن القطان:

"لا يعرف حاله". وهذا معنى قول أبي حاتم ويعقوب بن سفيان:

"لا أعلم أحداً روى عنه غير الأوزاعي".

وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"!

 

(8/333)

 

 

3875 - (على الوالي خمس خصال: جمع المال من حقه، ووضعه في حقه، وأن يستعين على أمورهم بخير من يعلم، ولا يجمرهم فيهلكهم، ولا يؤخر أمر يوم لغد) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (ص 67) ، وابن أخي ميمي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 83/ 1) عن جعفر بن مرزوق، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً. وقال العقيلي:

"جعفر بن مرزوق؛ روى أحاديث مناكير لا يتابع فيها على شيء، منها هذا الحديث". وقال أبو حاتم:

"شيخ مجهول، لا أعرفه".

 

(8/334)

 

 

3876 - (علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة مغزلها، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 277) من طريق سليم (الأصل: سليمان) بن عمرو الأنصاري، عن عم أبيه، عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سليم بن عمرو الأنصاري مجهول؛ قال الذهبي:

"روى عنه علي بن عياش خبراً باطلاً، وليس هذا بمعروف".

ثم ساق له هذا الحديث.

ولهذا؛ قال السخاوي في "المقاصد" - وتبعه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 68) -:

"وسنده ضعيف".

 

(8/334)

 

 

3877 - (علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل) .

ضعيف جداً

رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 401/ 8774) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1) من طريق أحمد بن عبيد: حدثنا أبي قال: حدثني قيس، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعاً. وقال البيهقي:

"عبيد العطار؛ منكر الحديث".

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ فيه ثلاث علل:

1- عبيد - وهو ابن إسحاق العطار -؛ قال النسائي والأزدي:

"متروك الحديث"، وضعفه يحيى، وقال البخاري:

"عنده مناكير"، وقال الدارقطني:

"ضعيف"، وقال ابن عدي:

"عامة حديثه منكر". وأما أبو حاتم فرضيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:

"يغرب".

2- قيس - وهو ابن الربيع -؛ وهو ضعيف لسوء حفظه.

3- ليث - وهو ابن أبي سليم -؛ وكان قد اختلط.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية البيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عمر. فتعقبه شارحه المناوي بقوله:

"وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، بل تعقبه بما نصه: عبيد العطار منكر الحديث. اهـ".

 

(8/335)

 

 

3878 - (علموا بنيكم الرمي؛ فإنه نكاية للعدو) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 277) عن منذر بن زياد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المنذر هذا؛ فإنه كان كذاباً؛ كما قال الفلاس. واتهمه غيره بالوضع، وذكر له في "اللسان" بعض موضوعاته.

 

(8/336)

 

 

3879 - (علموا رجالكم سورة (المائدة) ، وعلموا نساءكم سورة (النور)) .

ضعيف

قال في "الجامع": رواه سعيد بن منصور في "سننه"، والبيهقي في "الشعب" [ (2/ 478/ 2454) معلقاً،] عن مجاهد مرسلاً. ورمز له بالضعف.

قلت: وذلك لإرساله، لكن قال المناوي:

"ظاهر صنيع المصنف أنه لا علة فيه غير الإرسال، والأمر بخلافه؛ ففيه عتاب بن بشير، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: مختلف في توثيقه. وخصيف ضعفه أحمد وغيره".

قلت: وفي "التقريب":

"خصيف صدوق سيىء الحفظ خلط بآخره، وعتاب بن بشير صدوق يخطىء".

فهو خير من الذي قبله؛ فالحمل عليه فيه أولى، مع ملاحظة علة الإرسال.

ولشطره الثاني شاهد بسند ضعيف جداً بل موضوع؛ يأتي في: "لا تسكنوهن الغرف".

 

(8/336)

 

 

وروى البيهقي (2/ 472/ 2437) عن أبي عطية الهمداني قال:

كتب عمر بن الخطاب:

تعلموا سورة (براءة) ، وعلموا نساءكم سورة (النور) ، وحلوهن الفضة.

ورجاله ثقات؛ غير شيخ البيهقي أبي نصر بن قتادة؛ فلم أعرفه، وقد سماه في بعض المواطن بـ "عمر بن عبد العزيز بن قتادة"، وتارة يقول: ".. ابن عمر بن قتادة".

انظر الصفحات التالية من الجزء الأول (227 و 439 و 444) والجزء الثاني (35 و 546) من "شعب الإيمان"، ومع ذلك فقد جهدنا في أن نجد له ترجمة فلم نوفق.

3880 - (علموا نساءكم سورة (الواقعة) ، فإنها سورة الغنى) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 278) عن علي بن الحسن بن حبيب: حدثنا موسى بن فرقد البصري، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ من دون أنس لم أعرفهما.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير"، وفي "الدر المنثور" (6/ 153) ساكتاً عليه من رواية الديلمي. وعزاه لابن مردويه عن أنس بلفظ:

"سورة (الواقعة) سورة الغنى، فاقرأوها، وعلموها أولادكم".

 

(8/337)

 

 

3881 - (عليك بالإياس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع؛ فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما تعتذر منه) .

ضعيف بتمامه

أخرجه الروياني في "مسنده" (267/ 1) ، والحاكم (4/ 326-327) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (ق 13/ 2) ، والديلمي (2/ 286) ، والضياء

 

(8/337)

 

 

في "الخامس من الحكايات المنثورة" (113/ 1) عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (كذا قال الحاكم، وقال الآخرون: إسماعيل الأنصاري) ، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أوصني وأوجز، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي على ما في نسختنا من "تلخيصه". وأما المناوي فقال - تعليقاً على قول السيوطي: "رواه الحاكم عن سعد" -:

"ظاهر صنيع المصنف أنه سعد بن أبي وقاص؛ فإنه المراد عندهم إذا أطلق، لكن ذكر أبو نعيم أنه سعد أبو محمد الأنصاري غير منسوب، وذكر ابن منده أنه سعد بن عمارة، قال الحاكم: "صحيح"، وتعقبه الذهبي بأن فيه محمد بن سعد المذكور؛ وهو مضعف. وقال السخاوي: فيه أيضاً محمد بن حميد؛ مجمع على ضعفه".

قلت: وفيما نقله عن الذهبي من تضعيف محمد بن سعد؛ فيه نظر من وجهين:

الأول: أنه إن كان يعني محمد بن سعد بن أبي وقاص؛ فإنه لم يرد له ذكر في كلام المناوي؛ إلا أن يعني المذكور في إسناد الحديث، وحينئذ؛ فهو وهم فاحش؛ لأن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثقة من رجال الشيخين، فيبعد أن يعنيه الذهبي.

والآخر: إن كان يعني محمد بن سعد أبي محمد الأنصاري، أو محمد بن سعد بن عمارة، فإني لم أعرفهما، وليس في الرواة محمد بن سعد بن عمارة، وفيهم غير واحد: محمد بن سعد الأنصاري، فلم يتميز عندي. وفي "الإصابة":

 

(8/338)

 

 

"سعد والد محمد الأنصاري. ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق ... ". ثم ذكر الحديث هذا، وقال:

"قال ابن الأثير: تقدم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة. ونقل عن أبي موسى أن إسماعيل هذا هو ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص. قلت: إن كان كما قال أبو موسى؛ فمن نسبه أنصارياً غلط. وأما قول ابن الأثير: إن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة؛ فذلك بسند آخر، وفي كل من الحديثين ما ليس في الآخر".

قلت: ويؤيد ما قاله أبو موسى؛ رواية الحاكم التي وقع فيها أنه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، ولكن لا يبعد عندي أن يكون هذا الاختلاف من محمد بن أبي حميد الراوي له عن إسماعيل؛ فإنه ضعيف اتفاقاً، فمن ضعفه في حفظه، وقلة ضبطه؛ أنه كان تارة ينسبه أنصارياً، ولا يسمي أباه وجده، وتارة يسميهما، ولا ينسبه أنصارياً!

وجملة القول؛ أن علة الحديث محمد بن أبي حميد هذا، ولعله المضعف الذي عناه الذهبي في نقل المناوي، لكن تحرف على بعض النساخ "ابن أبي حميد" إلى "ابن سعد"، وهذا احتمال قوي عندي. والله أعلم.

وقد أشار المنذري إلى خطأ الحاكم في تصحيحه لحديثه، فقال في "الترغيب" بعد أن حكاه عنه (2/ 12) :

"كذا قال".

وله شاهد؛ إلا فقرة الطمع، مخرج في "الصحيحة" (401) .

 

(8/339)

 

 

3882 - (على النساء ما على الرجال؛ إلا الجمعة، والجنائز، والجهاد) .

موضوع

أخرجه عبد الرزاق في آخر "الجهاد" من "المصنف" عن عبد القدوس قال: سمعت الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع، مع أنه مرسل؛ فإن عبد القدوس - وهو ابن حبيب الكلاعي الشامي -؛ قال عبد الرزاق:

"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: كذاب، إلا لعبد القدوس". وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث.

 

(8/340)

 

 

3883 - (على مثل جعفر فلتبك الباكية) .

ضعيف

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3/ 550/ 6666) عن رجل من أهل المدينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمه أسماء بنت عميس قالت:

لما أصيب جعفر، جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال:

"يا أسماء! لا تقولي هجراً، ولا تضربي صدراً"، قالت: وأقبلت فاطمة وهو يقول: يا ابن عماه! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، قالت: ثم عاج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله، فقال:

"اصنعوا لآل جعفر طعاماً؛ فقد شغلوا اليوم".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الرجل المدني.

والشطر الأخير منه؛ أخرجه عبد الرزاق أيضاً (6665) بسند آخر كالترمذي وغيره، عن عبد الله بن جعفر به نحوه.

 

(8/340)

 

 

والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات"، وسمى الرجل المدني، ولكن إسناده واه بمرة، فقال (8/ 281-282) : أخبرنا محمد بن عمر: حدثني مالك، عن (الأصل: ابن) أبي الرجال، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أم عيسى بنت الجزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس به.

ومحمد بن عمر - وهو الواقدي -؛ كذاب، فلا يعتمد على تصريحه بأن الرجل هو أبو الرجال، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري النجاري، عن على أنه قد خالف في إسناده كما هو واضح.

3884 - (عليك بالبز، فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وخصب) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 152) عن عبد الله بن مروان ابن أبي عصمة: حدثنا زيد بن حريش الأهوازي: حدثنا عمرو بن سفيان قال: حدثني محمد بن ذكوان: حدثني ابن لأبي هريرة، أنه سمع جده أبا هريرة يقول: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -: بم تأمرني أن أتجر؟ قال: "عليك بالبز"، ثم سأله: بم تأمرني أن أتجر (ثلاثاً) ، قال: ... فذكره.

أورده في ترجمة ابن أبي عصمة هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وزيد بن الحريش؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 561) ، فقال:

"روى عن عمران بن عيينة. روى عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني".

وقال ابن القطان:

"مجهول الحال".

 

(8/341)

 

 

وعمرو بن سفيان؛ لم أعرفه، وأستبعد أن يكون الثقفي، بل يغلب على الظن أنه محرف من "عمران بن عيينة"؛ فإنهم لم يذكروا للأهوازي شيخاً غيره.

وابن عيينة هذا؛ صدوق له أوهام.

ومحمد بن ذكوان؛ إن كان البصري الأزدي؛ فضعيف. ونحوه ابن أبي صالح السمان. وإن كان بياع الأكسية؛ فثقة.

وابن أبي هريرة هذا؛ لم أعرفه.

3885 - (ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر) .

ضعيف

أخرجه المحاملي في "الأمالي" (3/ 92/ 2) عن موسى بن هلال، عن أبي إسحاق الهمداني، عن هبيرة بن يريم، عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي وهو ثقة؛ لكنه مدلس مختلط.

وموسى بن هلال - وهو النخعي -؛ قال أبو زرعة:

"ضعيف الحديث".

 

(8/342)

 

 

3886 - (عليك بحسن الخلق؛ فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 376) عن عبد الغفار أبي مريم قال: حدثني الحكم، عن ميمون، عن معاذ قال:

بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فلم يزل يوصيني حتى [كان] آخر ما أوصاني قال: ... فذكره.

 

(8/342)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الغفار - وهو ابن القاسم أبو مريم الأنصاري -؛ قال الذهبي:

"رافضي ليس بثقة، قال علي بن المديني: كان يضع الحديث".

ومن طريقه: أخرجه الطبراني أيضاً؛ كما في "مجمع الزوائد" (8/ 25) ، وقال الهيثمي:

"وهو وضاع".

3887 - (رحم الله عيناً بكت من خشية الله، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 142-143) عن محمد بن عبد الله الجهبذي: حدثنا شعيب بن حرب: حدثنا سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث الجهبذي".

قلت: وهو ضعيف؛ كما قال الدارقطني.

(تنبيه) : الجهبذي بكسر الجيم وسكون الهاء بعدها باء موحدة مكسورة ثم ذال معجمة، نسبة إلى "الجهبذ"، حرفة معروفة في نقد الذهب، وقد وقع في "اللسان": "الجهدي"، وهو خطأ مطبعي، وقد أشار فيه إلى أن المترجم في "الميزان"، ولم أره فيه. والله أعلم.

 

(8/343)

 

 

3888 - (رحم الله قوماً يحسبهم الناس مرضى، وما هم بمرضى) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (92) : أخبرنا المبارك بن فضالة،

 

(8/343)

 

 

عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع كونه مرسلاً؛ لأن الحسن هو البصري؛ فإن الراوي عنه المبارك بن فضالة؛ كان يدلس ويسوي؛ كما في "التقريب".

وقد رواه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 11-12) عن الحسن بأتم منه موقوفاً عليه، ولعله الصواب.

3889 - (الرفق يمن، والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، إن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه، والخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، ولو كان الحياء رجلاً لكان صالحاً، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً سوءاً، وإن الله لم يخلقني فحاشاً) .

ضعيف أو أشد

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 157) ، وابن عدي (358/ 2) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 459/ 1) و "الأسماء" (ص 155) من طريق أبي غرارة محمد بن عبد الرحمن التيمي قال: أخبرني أبي، عن القاسم، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف أو أشد؛ فإن عبد الرحمن التيمي - وهو ابن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة -؛ ضعيف.

وولده أبو غرارة؛ قال الحافظ:

"بكسر المعجمة وتخفيف الراء - الجدعاني، وقيل: إن أبا غرارة غير الجدعاني، فأبو غرارة لين الحديث، والجدعاني متروك".

 

(8/344)

 

 

والحديث أورده ابن عدي فيما أنكر على غرارة، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 153) عن أبيه:

"هذا حديث منكر بهذا الاسناد".

قلت: وقد خفيت هذه العلة القادحة على المناوي، فأخذ يعل الحديث بتجهيل من ليس يجهل؛ بل هو من الثقات الحفاظ، فقال - تعليقاً على قول السيوطي في "الجامع": "رواه البيهقي في "الشعب" عن عائشة" -:

"وفيه موسى بن هارون؛ قال الذهبي في "الضعفاء": مجهول".

قلت: هذا خراساني روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد؛ كما في "الميزان"، وليس هو الذي في إسناد البيهقي؛ فقد أخرجه من طريق أبي طاهر المحمد أبادي: حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله - ببغداد -: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عباس بن عثمان الشافعي: حدثنا أبو غرارة ...

فهذا كما ترى دون الخراساني في الطبقة، ثم هو مكنى بأبي عمران، وهو البزار المعروف والده بالحمال، وهو مترجم في "تاريخ بغداد" (13/ 50-51) ترجمة حسنة، وفي "التهذيب" أيضاً، وحسبك فيه قول الحافظ في "التقريب":

"ثقة حافظ كبير، بغدادي".

على أنه لم يتفرد به؛ فقد أخرجه ابن عدي من غير طريقه! وأخرج الخرائطي جملة منه من طريق أخرى عن الشافعي، وقد مضى إسناده.

ولفقرة الحياء طريق آخر عن عائشة مرفوعاً، وهو ضعيف أيضاً، وهو مخرج في "الروض النضير" (832) .

 

(8/345)

 

 

وروي بلفظ:

"إن الحياء والحلم لو كانا أيما رجلين، وإن الفحش والبذاء لو كانا رجلين كانا شر رجلين".

أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (234/ 2) من طريق حبان بن حبان، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف؛ حارثة قال الحافظ:

"ضعيف".

وحبان بن حبان؛ لم أعرفه.

ورواه صبح بن دينار البلدي: حدثنا المعافى بن عمران: حدثنا إسرائيل وسفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عنها مرفوعاً بلفظ:

"لو كان الصبر رجلاً؛ لكان رجلاً كريماً".

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (ق 297/ 2) ، وابن شاذان الأزجي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 105/ 2) ، والأصبهاني في "الترغيب" (201/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 290) وقال:

"غريب من حديث الثوري، تفرد به المعافى عنه".

قلت: هو ثقة من رجال البخاري، وكذا من فوقه، وإنما العلة في الراوي عنه: صبح بن دينار البلدي؛ فإنه غير معروف، وقد أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 192) من أجل حديث خالف فيه الثقات؛ مما يدل على أنه لم يحفظ.

 

(8/346)

 

 

وفقرة الحياء والفحش؛ رويت من طرق أخرى عن عائشة - رضي الله عنها - سيأتي تخريجها برقم (5943) ، وفقرة الفحش خاصة مخرجة في "الصحيحة" (537) .

والطرف الأول من الحديث: "الرفق يمن، والخرق شؤم"؛ له طريق آخر عنها، يرويه الحسن بن الحكم بن طهمان: حدثني عبد الرحمن بن أبي مليكة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً.

والحسن هذا؛ قال الذهبي في "الميزان":

"تكلم فيه ولم يترك".

وله شاهد واه جداً، يرويه محمد بن الحسن - وهو الشيباني صاحب أبي حنيفة -، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 245/ 1/ 4243) ، وقال:

"لم يروه عن المعلى إلا محمد".

قلت: قال الذهبي:

"ضعفه النسائي من قبل حفظه".

قلت: والآفة من شيخه المعلى بن عرفان؛ فإنه متروك، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (8/ 19) .

3890 - (زني شعر الحسين، وتصدقي بوزنه فضة، وأعطي القابلة رجل العقيقة) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 179) من طريق حسين بن زيد العلوي، عن

 

(8/347)

 

 

جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر فاطمة رضي الله عنها، فقال: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: لا".

قلت: والعلة من حسين بن زيد فإنه مختلف فيه، قيل لأبي حاتم: ما تقول فيه؟ فحرك يه وقبلها. يعني: تعرف وتنكر. وقال ابن عدي:

"أرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدت في حديثه بعض النكرة". وقال ابن المديني:

"فيه ضعف". وقال ابن معين:

"لقيته ولم أسمع منه، وليس بشيء". ووثقه الدارقطني.

3891 - (قال الله عز وجل: إن أوليائي من عبادي، وأحبائي من خلقي؛ الذين يذكرون بذكري، وأذكر بذكرهم) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 6) عن رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد التجيبي، عن أبي منصور مولى الأنصار، أنه سمع عمرو بن الجموح مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ أبو منصور - وفي نسخة: منصور -؛ لم أعرفه.

وعبد الله بن الوليد، ورشدين بن سعد؛ ضعيفان.

 

(8/348)

 

 

3892 - (السخاء شجرة في الجنة، وأغصانها في الأرض، فمن تعلق بغصن منها جره إلى الجنة، والبخل شجرة في النار، وأغصانها في الأرض، فمن تعلق بغصن منها جره إلى النار) .

ضعيف

روي من حديث جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري.

1- أما حديث جابر؛ فيرويه عاصم بن عبد الله: حدثنا عبد العزيز بن خالد، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 92) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 136) عن أحمد بن الخطاب بن مهران أبي جعفر التستري: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي: حدثنا عاصم بن عبد الله به، وقال أبو نعيم:

"تفرد به عبد العزيز، وعنه عاصم".

قلت: عبد العزيز؛ روى عنه جمع، وقال أبو حاتم:

"شيخ".

وعاصم بن عبد الله؛ ضعيف.

والخوارزمي؛ قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 52) :

"في حديثه نكارة".

والتستري مستور، وفي ترجمته أورد الخطيب هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والحديث؛ قال المناوي:

"قال ابن الجوزي: موضوع؛ عاصم ضعيف، وشيخه كذاب".

 

(8/349)

 

 

كذا قال! وأقره! وشيخ عاصم عبد العزيز بن خالد؛ لم يكذبه - بل لم يطعن فيه - أحد، فالظاهر أنه اختلط عليه بغيره من المتروكين؛ كابن عمران الأتي.

2- وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه عبد العزيز بن عمران، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن الأعرج عنه.

أخرجه الخطيب (1/ 253) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عبد العزيز بن عمران - وهو المعروف بابن أبي ثابت -؛ متروك.

وشيخه إبراهيم؛ ضعيف.

وغفل عن هذا ابن الجوزي، ثم المناوي، فقال هذا الأخير:

"قال مخرجه البيهقي: وهو ضعيف. وقال ابن الجوزي: لا يصح؛ داود ضعيف"!

كذا قال! وداود من رجال الشيخين، وقال الحافظ:

"ثقة؛ إلا في عكرمة".

قلت: فالعلة ممن دونه كما ذكرنا.

3- وأما حديث أبي سعيد؛ فيرويه محمد بن مسلمة الواسطي: حدثنا يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي سعيد الخدري.

أخرجه الخطيب أيضاً (3/ 306) ، وساق بعده للواسطي هذا حديثاً آخر، وقال عقبه:

 

(8/350)

 

 

"هذا الحديث باطل موضوع، ورجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن مسلمة، والذي قبله أيضاً منكر (يعني حديث الترجمة) ، ورجاله كلهم ثقات، رأيت هبةالله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: محمد بن مسلمة ضعيف جداً".

وقال في مطلع ترجمته:

"في حديثه مناكير بأسانيد واضحة".

وللحديث طرق أخرى، وكلها ضعيفة؛ كما قال الحافظ العراقي وغيره، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، فما أبعد.

3893 - (عليك يا ابن مظعون بالصيام؛ فإنه مجفرة له) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 287) من طريق الطبراني، عن إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها، عن أبيه عثمان بن مظعون أنه قال:

يا رسول الله! إني رجل يشق علي هذه العزوبة في المغازي، فائذن لي في الخصاء فأختصي، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل، وعبد الملك؛ ضعيفان.

 

(8/351)

 

 

3894 - (عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة؛ فإنه دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء؛ من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"، وابن السني، وأبو نعيم في "الطب"،

 

(8/351)

 

 

عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً؛ كما في "الجامع الكبير" للسيوطي (10/ 14/ 28133) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الحميد هو ابن زياد بن صيفي بن صهيب؛ أورده الذهبي في "الميزان" هكذا؛ وقال:

"قال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض".

وقال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 13) عن أبيه:

"هو شيخ". وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب":

"لين الحديث". وأما شيخه الهيثمي؛ فوثقه؛ كما يدل عليه قوله في تخريج الحديث (5/ 94) :

"رواه الطبراني، ورجاله ثقات"!

وكأنه اعتمد على توثيق ابن حبان المذكور.

3895 - (عليكم بالسراري؛ فإنهن مباركات الأرحام) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 163/ 2) عن عمرو بن الحصين: أخبرنا محمد بن عبد الله بن علاثة: أخبرنا عثمان بن عطاء الخراساني، عن عطاء، عن مالك بن يخامر، عن أبي الدرداء مرفوعاً. وقال:

"لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو".

قلت: وهو متهم بالوضع، وقال الهيثمي (4/ 258) ؛ ثم العسقلاني: "متروك".

وابن علاثة؛ فيه ضعف.

 

(8/352)

 

 

وعثمان بن عطاء الخراساني؛ ضعيف.

وأبوه عطاء؛ ضعيف أيضاً؛ لسوء حفظه وتدليسه.

والحديث رواه أبو داود أيضاً في "مراسيله" (205) ، والعدني، عن رجل من بني هاشم مرسلاً؛ كما في "الجامع الصغير".

وفي إسناد "المراسيل" عنعنة بقية، والزبير بن سعيد؛ ضعيف.

ثم وجدت له شاهداً من حديث أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ:

"عليكم بأمهات الأولاد؛ فإنهن مباركات الأرحام".

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 324) ؛ فقال: حدث إبراهيم بن نائلة: حدثنا مسور مؤذن مسجد الجامع بالمدينة: حدثنا غالب بن فرقد: حدثنا كثير بن سليم عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ كثير بن سليم - وهو المدائني -؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال ابن حبان:

"يروي عن أنس ما ليس من حديثه، ويضع عليه".

وغالب بن فرقد؛ ترجمه أبو نعيم في "الأخبار" (2/ 149) ، وساق له بعض الأحاديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومسور - وهو ابن يزيد أبو حامد -؛ أورده أبو نعيم، وفي ترجمته ذكر هذا الحديث ولم يزد؛ فهو مجهول.

 

(8/353)

 

 

3896 - (لتكن عليكم السكينة. (وفي رواية:) عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (521) : حدثنا شعبة، عن ليث، عن أبي بردة، عن أبي موسى:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليه بجنازة يسرعون بها المشي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره بالرواية الأولى.

وهكذا أخرجه ابن ماجه (1479) ، وأحمد (4/ 403 و 412) من طرق أخرى، عن شعبة به.

ثم أخرجه الطيالسي (522) : حدثنا زائدة، عن ليث به، بالرواية الأخرى، ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 22) ، وأشار إلى تضعيفه بقوله:

"إن ثبت".

قلت: وعلته ليث - وهو ابن أبي سليم -؛ فإنه ضعيف.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير"؛ جامعاً بين الروايتين في سياق واحد بلفظ:

"عليكم بالسكينة، عليكم بالقصد ... ".

وعزاه للطبراني في "الكبير"، والبيهقي، فلا أدري إذا كان السيوطي هو الذي جمع بين الروايتين، أو هكذا هو عند الطبراني، ولم أره في "مجمع الزوائد" للهيثمي، ولعله لم يورده عمداً؛ لأنه عند ابن ماجه بالرواية الأولى، ثم إن

 

(8/354)

 

 

السيوطي ذكر هذه الرواية في محلها من حرف اللام، واقتصر في عزوها على أحمد؛ وهو قصور.

ثم إن الحديث مخالف بظاهره للأحاديث الآمرة بالإسراع بالجنازة؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أسرعوا بالجنازة ... "، وهي مذكورة في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها" (71-72) .

3897 - (إن لله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى) .

منكر بهذا السياق

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (رقم482) من طريق عمر بن حفص بن غياث: أخبرنا أبي: أخبرنا الأعمش: أخبرنا أبو إسحاق: أخبرنا أبو مسلم الأغر قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان: قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ظاهرة الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن في عمر بم حفص بن غياث شيء من الضعف؛ كما ينبئك به الحافظ ابن حجر في "التقريب"؛ فقال في عمر:

"ثقة؛ ربما وهم". وقال في حفص:

"ثقة فقيه؛ تغير حفظه قليلاً في الآخر".

وساق له في "التهذيب" عدة أحاديث خطأه فيها، أحدها من روايته عن الأعمش.

وأنا أقطع بأن هذا الحديث مما أخطأ في لفظه؛ لمخالفة الثقات إياه فيه؛ فقد رواه جماعة، عن أبي مسلم الأغر بإسناده بلفظ:

 

(8/355)

 

 

"إن الله عز وجل يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول؛ نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر".

فليس فيه: "أن الله يأمر منادياً ينادي يقول"، بل فيه أن الله هو القائل: "هل من.."، وفيه نزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، وهذا ما لم يذكره حفص بن غياث، فدل على أنه لم يحفظه، فالظاهر أنه لم يحدث به من كتابه، وإنما من حفظه فوهم.

وها أنا أذكر من وقفت عليه من الثقات الذين خالفوه؛ فرووه بذكر نزول الرب إلى السماء، وأنه هو سبحانه القائل، كما ذكرنا:

1- شعبة بن الحجاج. فقال الطيالسي في "مسنده" (2232 و 2385) : حدثنا شعبة قال: أخبرنا أبو إسحاق قال: سمعت الأغر به.

ومن طريق الطيالسي: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" (2/ 288) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (450) . وأخرجه مسلم (2/ 176) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (83) ، وأحمد (3/ 34) من طريق أخرى، عن شعبة به.

2- منصور - وهو ابن المعتمر الكوفي -، عن أبي إسحاق به.

أخرجه مسلم، وأبو عوانة، وابن خزيمة (84) .

3- فضيل - وهو ابن غزوان الكوفي -، عنه.

أخرجه أبو عوانة.

4- أبو عوانة - وهو الوضاح بن عبد الله اليشكري -، عنه به.

أخرجه أحمد (2/ 383 و 3/ 43) .

 

(8/356)

 

 

5- معمر - وهو ابن راشد البصري -، عنه.

أخرجه أحمد أيضاً (3/ 94) من طريق عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (11/ 293-294) -.

6- إسرائيل، وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

أخرجه ابن خزيمة.

قلت: فهذه ستة طرق، وكلهم ثقات أثبات رووه باللفظ المخالف للفظ حفص ابن غياث، فثبت وهمه فيه.

وكان يمكن أن يقال: لعل الوهم من أبي إسحاق - وهو السبيعي -؛ فإنه كان اختلط، على تدليس فيه، لولا أنه قد صرح بالتحديث في رواية شعبة الأولى عنه، ثم هو روى عنه قبل الاختلاط، فانتفى الاحتمال المذكور، ولزم الخطأ حفص بن غياث.

وإن مما يؤكد وهمه؛ أنه قد تابعه محاضر - وهو ابن المورع -، وهو ثقة من رجال مسلم قال: حدثنا الأعمش به نحوه؛ إلا أنه لم يذكر في إسناده أبا سعيد الخدري.

أخرجه أبو عوانة عقب سوقه حديث شعبة، ولم يسق لفظه، وإنما قال: "بنحوه"، وأخرجه ابن خزيمة، فساق لفظه.

ومما يؤكد خطأ اللفظ المذكور ونكارته؛ أن الحديث قد جاء من طرق أخرى كثيرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً باللفظ المحفوظ نحوه. وقد خرجت سبعة منها في "إرواء الغليل" (450) ، اثنتان منها "الصحيحين"، وأخريان في "صحيح مسلم"، وسائرها في "مسند أحمد" وغيره.

 

(8/357)

 

 

وللحديث باللفظ الصحيح شواهد كثيرة خرجت بعضها هناك؛ من حديث جبير بن مطعم، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، ولذلك جزم ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 129) بتواتره.

ونحو هذا الحديث في النكارة؛ ما أخرجه أحمد (4/ 22) من طريق علي بن زيد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً بلفظ:

"ينادي مناد كل ليلة: هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن هو البصري، وهو مدلس وقد عنعنه.

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ ضعيف.

ولفظه هذا أقل نكارة من الأول؛ لأنه ليس فيه ذكر آمر ومأمور، بل قوله: "ينادي ... "؛ لا ينافي أن يكون هو الله تبارك وتعالى كما في الروايات الصحيحة، بل هذا هو الذي ثبت عن ابن جدعان نفسه في رواية عنه، أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 89) من طريق حماد بن سلمة عنه. ومن هذا الوجه أخرجه أحمد، فالظاهر أن ابن جدعان - لسوء حفظه - كان الحديث عنده غير مضبوط لفظه، فكان يرويه تارة باللفظ المحفوظ، وتارة باللفظ المنكر.

ثم رأيت للحديث طريقاً آخر، خرجته في "الصحيحة" (1073) .

واعلم أن الذي حملني على تخريج هذا الحديث في هذا الكتاب أمران اثنان:

الأول: أني رأيت الحافظ ابن حجر - عفا الله عنا وعنه - قد ساقه من الطريقين: طريق النسائي عن الأغر ... ، وطريق أحمد عن عثمان بن أبي

 

(8/358)

 

 

العاص؛ مقوياً به تأويل بعض النفات لنزول الرب سبحانه وتعالى تأويلاً منكراً، ينافي سياق كل الطرق الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال في "الفتح" (3/ 25) :

"وقد حكى أبو بكر بن فورك: أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول، أي ينزل ملكاً، ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر ... وفي حديث عثمان بن أبي العاص: "ينادي مناد: هل ... " الحديث. قال القرطبي: وبهذا يرتفع الإشكال. ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني: ينزل الله إلى السماء الدنيا: فيقول: "لا يسأل عن عبادي غيري"؛ لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور"!

كذا قال الحافظ عفا الله عنه! فلقد سلك في كلامه هذا على الحديث مسلك أهل الأهواء والبدع من حيث الرواية والدراية. أما الرواية؛ فإنه سكت عن إسناد الحديثين؛ مع أنه يعلم مخالفتهما للروايات الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول الرب تعالى إلى السماء الدنيا، وقوله هو نفسه: "هل من ... "، لما رأى أن فيهما تقوية لتأويل المبتدعة للحديث.

وأما الدراية؛ فلا يخفى ضعف بل بطلان التأويل المذكور إذا ما قورن بالروايات الصحيحة للحديث، التي منها رواية رفاعة التي أشار إليها ابن حجر، ولفظها:

"إذا مضى شطر الليل - أو قال: ثلثاه -؛ ينزل الله إلى سماء الدنيا، ثم يقول: لا أسال عن عبادي غيري: من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يدهوني فأجيبه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر".

فكيف لا يعكر على ذلك التأويل الذي ذكره قوله في هذا الحديث: "ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري"! لأن ضمير قوله: "ثم يقول" بعود على تأيلهم، إلى الملك الذي زعموا أنه المفعول المحذوف؛ لضبطهم لفظ "ينزل" على

 

(8/359)

 

 

البناء للمجهول؟! بل كيف لا ينافي هذا التأويل تمام الحديث في جميع طرقه وألفاظه التي ذكرت أن الله سبحانه هو الذي يقول: "من ذا الذي يسألني فأعطيه ... إلخ". فهل الملك هو الذي يعطي ويستجيب الدعاء ويغفر الذنوب؟! سبحانك هذا بهتان عظيم! ولقد أبطل التأويل المذكور شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من وجوه في كتابه "حديث النزول" (ص 37-42طبع المكتب الإسلامي) ، منها ماأشرت إليه من أن الملك ليس له أن يقول ما ذكرناه من الحديث. وقال شيخ الإسلام عقبه:

"وهذا أيضاً مما يبطل حجة بعض الناس (كأنه يشير إلى ابن فورك) ؛ فإنه احتج بما رواه النسائي في بعض طرق الحديث: "أنه يأمر منادياً فينادي"؛ فإن هذا إن كان ثابتاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الرب يقول ذلك، ويأمر منادياً بذلك، لا أن المنادي يقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ "، ومن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المنادي يقول ذلك؛ فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه - مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفاً عن سلف - فاسد في المعقول، يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين، كما روى بعضهم: "ينزل" بالضم، وكما قرأ بعضهم: (وكلم الله موسى تكليماً) (1) ، ونحو ذلك من تحريفهم اللفظ والمعنى".

قلت: فقد أشار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى شكه في ثبوت رواية النسائي هذه، فهذا الشك من الشيخ، وسكوت الحافظ عليها، مما حملني على تحقيق القول فيها؛ لأن السكوت لا يجوز، والشك يشعر بأن الشيخ لم يكن على بينة من حالها، وإلا؛ لبادر إلى إنكارها. ولم يكن به من حاجة إلى الجمع بينها وبين اللفظ المحفوظ المستفيض.

__________

(1) كما في نقل الزمخشري (المعتزلي) في " كشافه " (1 / 582)

 

(8/360)

 

 

والأمر الآخر: أن الكوثري المشهور بعدائه الشديد للسنة وأهلها؛ قد ذكر في تعليقه على "الأسماء والصفات" (ص 450) أن الحافظ عبد الحق قد صحح الحديث بهذا اللفظ. فأحببت أن أتثبت من أمرين:

أولهما: هل هذا العزو لعبد الحق صحيح؟ فإن الكوثري لا يوثق بكثير مما ينقله؛ لأنه يدلس.

وثانيهما: إذا كان العزو صحيحاً، فهل هو مصيب فيه أم لا؟

فأقول: أما الأمر الثاني؛ فقد سبق بيانه بما لا تراه في غير هذا الموضع، وعرفت أن الحديث بهذا اللفظ منكر لا يصح.

وأما الأمر الأول؛ فقد تبين لي أن العزو لا يصح أيضاً، إلا بشيء من الغفلة أو التدليس، وإليك البيان:

اعلم أن الحديث أورده الحافظ عبد الحق في "أحكامه" (1) ، ومنه عرفت إسناده كما سبق، فتمكنت بذلك من دراسته والكشف عن علته، ومن المعروف عند المشتغلين بالحديث - ومنهم الكوثري - أن الحديث الذي يورده عبد الحق في كتابه المذكور ساكتاً عليه فهو صحيح عنده؛ كما نص عليه، استجاز الكوثري أن يعزو إليه تصحيحه إياه، فغفل - وهذا ليس بعيداً عنه -، أو دلس - وهذا ما عهدناه منه غير مرة -، وسواء كان هذا أو ذاك؛ فإن القاعدة المذكورة ليست على إطلاقها عند

__________

(1) منه نسخة في " الظاهرية " لكن عنوانها: " الأحكام الكبرى "، وهي عندي " الوسطى "؛ لأنها مجردة الأسانيد، أما " الكبرى "؛ ففيها الأسانيد من مسلم والدراقطني وغيرهما من المخرجين منهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، يثبتها المؤلف كما وقعت في كتبهم. ولا مجال للقول الآن بأكثر من هذا.

 

(8/361)

 

 

الحافظ الإشبيلي؛ فقد قال بعد ما نقلته عنه:

"والحديث السقيم أكثر من أن أتعرض له، أو أشتغل به، وبعض هذه الأحاديث المعتلة ورد من طريق واحدة، فذكرته منها، وربما بينته".

قلت: فأفاد بهذا النص، أنه قد يذكر الحديث المعلول؛ ولا يبين علته إلا نادراً وفي حالة واحدة، وهي حين يكون من طريق واحدة وإسناد واحد فيذكره، ولا يبين علته، وقد يبين. فإذن؛ سوقه الحديث بإسناده عند مخرجه إشارة منه إلى أنه معلول، وهذا هو بعينه ما صنعه الحافظ الإشبيلي رحمه الله؛ فإنه ساق الحديث بإسناده عند النسائي كما تقدم، فكان ذلك دليلاً واضحاً عند العارفين باصطلاحه أنه معلول عنده، وذلك ينافي الصحة، لا سيما وقد أتبعه بسوقه لرواية مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً باللفظ المحفوظ. فلو لم يذكر الحافظ هذا الاصطلاح في المقدمة؛ لكان سوقه حديث النسائي بإسناده وحديث مسلم بدون إسناده؛ أوضح إشارة للعاقل اللبيب أن الإسناد علة، فتنبه لها (1) . فكيف وهو قد لفت النظر إلى هذا تصريحاً في المقدمة؟!!

فتجاهل هذا كله الكوثري، وعزا إلى الحافظ تصحيحه للحديث، وليس كذلك، بل هو عنده معلول، كما بينت، وكشفنا لك عن العلة فيما سبق من هذا التخريج. والله تعالى هو الموفق لا رب سواه.

ثم اعلم أن نزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، هو صفة

__________

(1) قلت: وهذا ما صنعه الحافظ في " مختصر الأحكام " (ق 60 / 2) فإنه ساق الحديث بإسناد النسائي على خلاف عادته، ثم ساق حديث مسلم. ويؤكد لك ما ذكرته أن الحافظ في كتابه الثالث: " التهجد " (ق 129 / 2) حذف هذا الحديث المعلول، مع أنه ساق اللفظ المحفوظ بأربع روايات عند مسلم.

 

(8/362)

 

 

من صفات أفعاله عز وجل؛ كاستوائه على عرشه، ومجيئه يوم القيامة، الثابتين في نصوص القرآن الكريم، يجب الإيمان والإذعان له على ما يليق بذاته تعالى؛ دون تعطيل أو تشبيه؛ إذ الصفة يقال فيها ما يقال في ذاته تعالى؛ فكما أننا نؤمن بذاته دون أن نكيفها، فكذلك نؤمن بصفاته كلها - ومنها النزول وغيره - دون أن نكفيها، فمن نفى نزوله تعالى حقيقة على ما يليق به بطريق التأويل؛ لزمه أن ينفي وجود ذات الله تعالى بنفس الطريق، وإلا؛ فهو متناقض؛ كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في عديد من كتبه مثل "شرح حديث النزول"، و "التدمرية"، و "الحموية" ونحوها.

ويعجبني بهذه المناسبة ما ذكره البيهقي في "الأسماء" (ص 453) بعد أن روى عن عبد الله بن المبارك أنه سئل: كيف ينزل؟ قال: ينزل كما يشاء. قال: قال أبو سليمان رحمه الله (يعني الخطابي) :

"وإنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما شاهده من النزول؛ الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت، وهذا صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا يستولي عليه صفات الأجسام؛ فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده، وعطفه عليهم، واستجابته دعاءهم، ومغفرته لهم، يفعل ما يشاء، لا يتوجه على صفاته كيفية؛ ولا على أفعاله كمية. سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . قال: وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره، وأن لا نكشف عن باطنه، وهو من جملة المتشابه. ذكره الله في كتابه فقال: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) الآية؛ فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل، والمتشابه يقع به الإيمان والعلم الظاهر، ويوكل باطنه إلى

 

(8/363)

 

 

الله عز وجل، وهو معنى قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله) ، وإنما حظ الراسخين أن يقولوا: (آمنا به كل من عند ربنا) . وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن؛ كقوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر) ، وقوله: (زجاء ربك والملك صفاً صفاً) ، والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه".

إذا عرفت هذا؛ فعليك بطريقة السلف؛ فإنها أعلم وأحكم وأسلم، ودع طريقة التأويل التي عليها الخلف الذين زعموا: "أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم"؛ فإنه باطل من القول، وفيه ما لا يخفى من نسبة الجهل إلى السلف، والعلم إلى الخلف!! وسبحان الله كيف يصدر مثل هذا القول ممن يؤمن بفضائل السلف التي لا تخفى على أحد، وراجع بيان بطلان هذا القول في كتب ابن تيمية، أو في مقدمتي لـ "مختصر العلو للعلي العظيم" للحافظ الذهبي؛ باختصاري وتقدمتي التي أنا على وشك الانتهاء منها بفضله تعالى وكرمه.

ثم طبع والحمد لله سنة (1401) في المكتب الإسلامي ببيروت.

(تنبيه) : علق الدكتور فاروق حمادة على الحديث في "عمل اليوم والليلة" (ص 340) ، فقال:

"وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" 11/ 444".

وهذا التخريج؛ تعليقه على هذا الحديث المنكر، وهو خطأ محض - وأرجو أن لا يكون مقصوداً وتدليساً من هذا الدكتور - وذلك؛ لأن الحديث المشار إليه في "المصنف" من طريق ابن شهاب الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والأغر أبو عبد الله صاحبا أبي هريرة: أن أبا هريرة أخبرهما، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

 

(8/364)

 

 

قال: ... فذكر الحديث باللفظ المحفوظ في "الصحيحين" وغيرهما، كما سبقت الإشارة إليه، وهو المخرج في "الإرواء" بالرقم المذكور آنفاً من الطريق الأولى عن أبي هريرة عن ابن شهاب به؛ إلا أنه لم يذكر في سنده أبا سعيد الخدري (ج 2/ 195-196) . فهذا لفظ وطريق غير لفظ وطريق حديث الترجمة، فهل خفي ذلك على الدكتور، أم تجاهله لغاية في نفسه! أرجو أن يكون الأمر الأول، ولكن كيف يمكن هذا وهو قد علق أيضاً على اللفظ المحفوظ عن الزهري وقد أخرجه النسائي أيضاً برقم (480) ؛ فقال الدكتور:

"هذه الرواية موافقة لمسلم والبخاري وعبد الرزاق في "المصنف" 10/ 444".

فكيف يصح عزو اللفظ المنكر واللفظ المحفوظ مع اختلاف إسناديهما إلى "مصنف عبد الرزاق"؛ وهو إنما رواه بالسند الصحيح باللفظ المحفوظ، وهل يمكن أن تخفى هذا على الدكتور؟! .

وأريد هنا - أيضاً - أن أكشف عن تدجيل أحد المعلقين على كتاب ابن الجوزي "دفع شبه التشبيه"؛ وهو الذي لقبه أحدهم بحق بـ "السخاف"؛ فإنه تجاهل الطرق المتواترة في "الصحيحين" وغيرهما؛ المتفقة على أن الله عز وجل هو الذي ينزل، وهو الذي يقول: "من يدعوني.. من يستغفرني.. من يسألني"؛ فعطل هذه الدلالة القاطعة الصريحة بقوله (ص 192) : إن المراد بالحديث أن الله ينزل ملكاً! تقليداً منه لابن حجر في "الفتح" (3/ 30) ، وقوى ذلك برواية النسائي المنكرة هذه، ولو أن هذا المتجاهل اكتفى في التقليد على ما في "الفتح"؛ لهان الأمر بعض الشيء، ولكنه أخذ يرد علي بالباطل تضعيفي لرواية النسائي هذه؛ بتحريفه لكلامي أولاً، وبالافتراء علي ثانياً؛ فاسمع إليه كيف يقول:

 

(8/365)

 

 

"وقد زعم أن حفص بن غياث تغير حفظه قليلاً". فأقول غاضاً النظر عن مناقشته في قوله: "زعم"!

أولاً: قوله: "رواية حفص عن الأعمش كانت في كتاب.." إلخ. تدليس خبيث على القراء، وكذب على الحافظ المزي والحافظ العسقلاني؛ فإن الذي في "تهذيبيهما": "أنه كان عند عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش"! فهذا شيء، وكون حديثه هذا المنكر كان في كتابه شيء آخر، كما لا يخفى على القراء.

ثانياً: قوله: "فلا يضرها اختلاط حفص بأخرة على تسليم وقوعه"!

فأقول: يلاحظ أنه بتغيير لفظة "الاختلاط" مكان قولي: "تغير"، يدل على شيئين أحلاهما مر:

الأول: أنه لا يفرق بين اللفظين، وأن حكم من تغير من الثقات حكم من اختلط منهم عنده، وهذا هو اللائق بجهله وتعلقه بهذا العلم!! والواقع أن التغير ليس جرحاً مسقطاً لحديث من وصف به، بخلاف من وصف بالاختلاط، والأول يقبل حديث من وصف به؛ إلا عند الترجيح كما هنا، وأما من وصف بالاختلاط؛ فحديثه ضعيف؛ إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط.

والآخر: أنه تعمد التغيير المذكور تضليلاً وتمهيداً للاعتذار عن قوله: "على تسليم وقوعه"!

 

(8/366)

 

 

فإذا تنبه لتلاعبه بالألفاظ وقيل له: كيف تنكر تغيره وفي "التهذيبين" نقول صريحة عن الأئمة بوصفه بذلك؟ أجاب: بأنني عنيت الاختلاط وهذا غير مسلم به!

وإذا قيل له: البحث في التغير - وهذا مما يمكن إنكاره -؛ قال: قد أجبت عنه بأن الحديث في كتاب حفص!! وقد يبدو أن هذا الكلام فيه تكلف ظاهر في تأويل تغييره المذكور، فأقول: هو كذلك، ولكنه لا بد من هذا عند افتراض أنه تعمد التغيير، وإلا؛ فالاحتمال أنه أتي من قبل جهله هو الوجه.

رابعاً: لو فرض أن حفص بن غياث لم يرم بالتغير وكان كسائر الثقات الذين لم يرموا بجرح مطلقاً؛ فحينئذ يرد حديثه هذا بالشذوذ؛ لمخالفته لأولئك الثقات الستة الذين رووه بنسبة النزول إلى الله صراحة، وقوله عز وجل: "من يدعوني.. من يستغفرني.." إلخ.

راجع: "تفسير القرطبي" (4/ 39) ، و "أقاويل الثقات" (ص 205) .

3898 - (إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار. يعني: أطفال المشركين) .

موضوع

أخرجه أحمد (6/ 208) عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن بهية، عن عائشة:

أنها ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطفال المشركين، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ بهية - بالتصغير - لا تعرف.

ويحيى بن المتوكل؛ متفق على تضعيفه، بل قال عمرو بن علي الفلاس:

"فيه ضعف شديد". وقال ابن حبان:

 

(8/367)

 

 

"ينفرد بأشياء ليس لها أصول، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة".

قلت: فقول الحافظ فيه في "التقريب": "ضعيف" فيه قصور، بل هو أسوأ من ذلك، والصواب قوله في "الفتح" (3/ 195-بولاق" بعد أن ساق الحديث:

"وهو حديث ضعيف جداً؛ لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية؛ وهو متروك".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (2/ 233-234- دار العروبة) بعد أن ذكر الحديث بنحوه:

"وهذا الحديث كذب موضوع عند أهل الحديث، ومن هو دون أحمد من أئمة الحديث يعرف هذا فضلاً عن مثل أحمد".

قلت: وإنما جزم شيخ الإسلام بوضعه - وإن كان السند لا يقتضي ذلك -؛ لمنافاة متنه للمقطوع به في الإسلام من الأدلة الكثيرة القاضية بعدم التكليف إلا بعد البلوغ، وقيام الحجة؛ كما في قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء: 15] ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ ... " الحديث (1) .

(تنبيه) : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث من مسند خديجة رضي الله عنها، ولم أقف عليه عنها، وإنما رواه عبد الرزاق من طريق أبي معاذ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: سألت خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين؟ فقال: "هم مع آبائهم ... " الحديث، وليس فيه التصريح بأنهم في النار. قال الحافظ (3/ 196) :

"وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم، وهو ضعيف".

__________

(1) وهو حديث صحيح، مخرج في " الإرواء " (297) وغيره.

 

(8/368)

 

 

ثم إن حديث الترجمة ذكره الحافظ من رواية أحمد بلفظ أتم مما تقدم عنه، فإنه قال:

"وروى أحمد من حديث عائشة: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ولدان المسلمين؟ قال: "في الجنة". وعن أولاد المشركين؟ قال: "في النار". فقلت: "يا رسول الله! لم يدركوا الأعمال؟! قال: ربك أعلم بما كانوا عاملين، لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار".

ولم أره في "مسند أحمد" بهذا التمام، وظني أنه في "الكامل" لابن عدي، فليراجع في ترجمة ابن المتوكل هذا، فإن نسخة الظاهرية منه فيها خرم.

3899 - (إن الجنة عرضت علي، فلم أر مثل ما فيها، وإنها مرت بي خصلة من عنب، فأعجبتني، فأهويت إليها لآخذها، فسبقتني، ولو أخذتها لغرستها بين ظهرانيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنة، واعلموا أن الكمأة دواء العين، وأن العجوة من فاكهة الجنة، وأن هذه الحبة السوداء التي تكون في الملح؛ اعلموا أنها دواء من كل داء إلا الموت) .

ضعيف الإسناد

أخرجه أحمد (5/ 351) : حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا صالح - يعني: ابن حيان - عن ابن بريدة، عن أبيه: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اثنين وأربعين من أصحابه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في المقام وهم خلفه جلوس ينتظرونه، فلما صلى أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئاً، ثم انصرف إلى أصحابه، فثاروا، وأشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، فقال: "رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئاً؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ... فذكره.

 

(8/369)

 

 

وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال الستة غير صالح بن حيان وهو القرشي الكوفي؛ وهو ضعيف؛ كما في "التقريب".

وقد رواه عنه مختصراً زهير بن معاوية، فانقلب عليه اسمه، فقال: عن واصل ابن حيان البجلي: حدثني عبد الله بن بريدة به. فانظر (الكمأة دواء العين) تحت الحديث (863) من "الصحيحة".

وقد أورده الهيثمي في "المجمع" بهذا التمام، ثم قال (5/ 87) :

"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن الإمام أحمد قال: سمع زهير من واصل بن حيان وصالح بن حيان، فجعلهما واصلاً (1) .

قلت: واصل ثقة، وصالح بن حيان ضعيف، وهذا الحديث من رواية واصل في الظاهر، والله أعلم. وقد رواه باختصار من رواية صالح أيضاً".

قلت: هذه الرواية المختصرة ليست من رواية صالح عند أحمد، بل هي رواية زهير المعلة عن واصل بن حيان، واستظهاره أن الحديث من رواية واصل الثقة خلاف الظاهر عندي؛ فإن الذي قال "عن واصل" إنما هو زهير بن معاوية، وقد حكموا بخطئه؛ كما بينت ذلك في المكان المشار إليه من "الصحيحة".

3900 - (إن الحجامة أفضل ما تداوى به الناس) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 209) عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن قيس: حدثنا أبو الحكم البجلي - وهو عبد الرحمن بن أبي نعم - قال: دخلت على أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو يحتجم، فقال لي: يا أبا الحكم! احتجم، فقلت: ما احتجمت قط، قال: أخبرني أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: أن جبريل عليه السلام أخبره ... به.

__________

(1) تنظر كلمة ابن معين - في هذا - في " تهذيب التهذيب ".

 

(8/370)

 

 

وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كذا قالا!

وقد أورد الهيثمي الحديث في "المجمع" (5/ 91) وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن قيس النخعي؛ ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقال ابن حبان في "الثقات":

"يخطىء ويخالف".

قلت: فهو - على هذا - ضعيف.

3901 - (أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: من داوم على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة؛ أعطيته أجر المتقين وأعمال الصديقين) .

منكر جداً

رواه الثعلبي في "تفسيره" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ كما في "شرح البخاري" للعيني (3/ 204) .

قلت: وسكت عليه! ولوائح الوضع ظاهرة عليه في نقدي.

ثم رأيت الحديث قد أورده ابن كثير في "التفسير" (1/ 307) ، فقال: قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرىء بسنده، عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. وقال ابن كثير:

"وهذا حديث منكر جداً".

قلت: وآفته محمد بن الحسن هذا - وهو أبو بكر النقاش المفسر -، وهو كذاب كما في "الميزان" و "اللسان"، يرويه بإسناد له، عن زياد بن إبراهيم: أخبرنا أبو

 

(8/371)

 

 

حمزة السكري، عن المثنى، عن قتادة، عن الحسن عنه.

وزياد هذا؛ لم أعرفه.

ثم رأيت الحديث قد أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 165/ 2) من طريق أخرى، عن زياد النميري: حدثنا أبو حمزة به.

وزياد النميري من طبقة التابعين مع ضعف فيه؛ فما أظنه إلا محرفاً.

لكن المثنى بن الصباح ضعيف مختلط، فإن سلم ممن دونه فهو الآفة.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 41) في ترجمة خالد بن الحسين أبي الجنيد الضرير البغدادي قال: حدثنا حماد الربعي، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً به، وله عنده تتمة.

وروى ابن عدي، عن يحيى بن معين قال:

"أبو الجنيد الضرير؛ ليس بثقة".

ثم ساق له أحاديث هذا أحدها، ثم قال:

"وله غيرها، وعامتها عن الضعفاء، أو قوم لا يعرفون، فالبلاء منه أو من غيره".

وحماد الربعي؛ من أولئك المجاهيل الذين أشار إليهم ابن عدي. وقال الذهبي في "الميزان" و "الضعفاء":

"لا يعرف".

وفي الباب حديث آخر جيد خرجته في "الصحيحة" (972) .

 

(8/372)

 

 

3902 - (يا أيها الناس! ما بالكم أسرعتم في حظائر يهود! ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم حمر الأهلية والإنسية، وخيلها وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/ 144) ، وأحمد (4/ 90) واللفظ له من طريق محمد بن حرب الخولاني: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى ابن المقدام، عن ابن المقدام، عن جده المقدام بن معدي كرب قال: غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة، فقرم أصحابي إلى اللحم، فقالوا: أتأذن أن نذبح رمكة له؟ قال: فحبلوها، فقلت: مكانكم حتى آتي خالد بن الوليد فأسأله عن ذلك، فأتيته فأخبرته خبر أصحابي، فقال:

غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة خيبر؛ فأسرع الناس في حظائر يهود، فقال: يا خالد! ناد في الناس: إن الصلاة جامعة، لا يدخل الجنة إلا مسلم"، ففعلت فقام في الناس، فقال: ... فذكره.\

وهذا سند ضعيف؛ من أجل يحيى بن المقدام. قال البخاري:

"فيه نظر"، وقال ابن حبان في "الثقات":

"يخطىء"، وفي "التقريب":

"لين".

والحديث أخرجه الطبراني في "معجمه" أيضاً، عن أبي سلمة به. وأخرجه أيضاً، عن سعيد بن غزوان، عن صالح به؛ كما في "نصب الراية" (4/ 196) .

ورواه الدارقطني في "سننه" (546) عن ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى به

 

(8/373)

 

 

نحوه. وروى عن موسى بن هارون أنه قال:

"لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده، وهذا حديث ضعيف". وقال الواقدي:

"لا يصح هذا؛ لأن خالداً أسلم بعد فتح خيبر".

قلت: ولهذه القصة شاهد في الجملة فانظر: "أيحسب أحدكم متكئاً"، وراجع أيضاً: "منعني ربي".

3903 - (قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على جبريل: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال لي جبريل: هكذا أخذت عن ميكائيل، وأخذها ميكائيل عن اللوح المحفوظ) .

ضعيف

أخرجه ابن الجوزي في "مسلسلاته" (ق 14/ 2) ، وعنه الجزري في "النشر في القراءات العشر" (1/ 244-245) من طريق أبي عصمة محمد بن أحمد السجزي قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن عجلان بن عبد الله الزنجاني: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي عثمان سعيد بن عبد الرحمن الأهوازي: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على محمد بن عبد الله بن بسطام: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على يعقوب بن إسحاق الحضرمي (قلت: فذكر إسناده مسلسلاً بقراءة: أعوذ بالله السميع العليم، والأمر بقراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) : قرأت على سلام أبي المنذر: قرأت على عاصم بن أبي

 

(8/374)

 

 

النجود: قرأت على زر بن حبيش: قرأت على عبد الله بن مسعود، فقال لي: قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: ... فذكره.

وأخرجه الشيخ محمد بن عبد الباقي الأيوبي في "المناهل المسلسلة" (ص 76-78) ، والشيخ عبد الحفيظ الفاسي في "الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المتسلسلات" (ص 95-96) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثعلبي: قرأت على أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي: قرأت على أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد بالبصرة: قرأت على أبي محمد عبد الله بن عجلان الزنجاني به. وعلقه الجزري فقال (1/ 243) :

"وقد روى أبو الفضل الخزاعي، عن المطوعي، عن الفضل بن الحباب، عن روح بن المؤمن ... "، وقال الجزري عقبه:

"حديث غريب جيد الإسناد من هذا الوجه".

قلت: هذا مسلم لو سلم ممن دون الفضل بن الحباب، وليس كذلك؛ فإن المطوعي متكلم فيه، واسمه الحسن بن سعيد بن جعفر أبو العباس، قال الذهبي في "الميزان":

"حدث عنه أبو نعيم الحافظ، وقال: في حديثه وفي روايته لين. وقال أبو بكر بن مردويه: ضعيف".

وساق له الحافظ في "اللسان" حديثاً، وبين أنه أخطأ في إسناده مرتين، فراجعه، وذكر أنه كان رأساً في القراءات، وقد ترجمه الجزري في "غاية النهاية في طبقات القراء"، وقال (1/ 213) :

"إمام عارف، ثقة في القراءة".

 

(8/375)

 

 

فأشار إلى أنه ليس ثقة في الرواية، وهو ما صرح به أبو نعيم وابن مردويه كما تقدم، فلا تنافي بين قول الجزري وقوليهما، خلافاً لما ظنه الأيوبي في "مناهله".

على أنه قد فاته أن الراوي عنه ضعيف أيضاً، وهو أبو الفضل الخزاعي، واسمه محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل؛ أورده الذهبي أيضاً، فقال:

"ألف كتاباً في قراءة أبي حنيفة، فوضع الدارقطني خطه بأن هذا موضوع لا أصل له. وقال غيره: لم يكن ثقة".

وقال الخطيب في "تاريخه" (2/ 158) :

"كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات، ورأيت له مصنفاً يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة، فيه عدة من الأجزاء، فأعظمت ذلك واستنكرته، حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطاً قبيحاً، ولم يكن على ما يرويه مأموناً. وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتاباً في الحروف، ونسبه إلى أبي حنيفة. قال أبو العلاء: فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت؛ بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك وخرج من بغداد إلى الجبل. ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل، وسقطت هناك منزلته".

ولم يعبأ بهذا كله العلامة الجزري، فوثق الخزاعي، وليس له ذلك، بعدما علمت من حاله وتخليطه واستنكار الخطيب عليه، ونسبة أبي العلاء الواسطي وغيره إياه إلى الوضع على أبي حنيفة، وأما قول الجزري:

"قلت: لم تكن عهدة الكتاب عليه، بل على الحسن بن زياد كما تقدم (يعني في ترجمته الحسن هذا، وهو اللؤلؤي: ج1ص213) ، وإلا؛ فالخزاعي إمام جليل من أئمة القراء الموثوق بهم. والله أعلم".

 

(8/376)

 

 

وأقول: هذا تكلف ظاهر في الدفاع عن الرجل؛ لأن الحمل في الكتاب على اللؤلؤي؛ كان يفيد في تبرئة الخزاعي من عهدته لو أنه كان في كلام الواسطي بيان أنه من روايته عنه، أما والأمر ليس كذلك؛ فلا فائدة من الحمل فيه على اللؤلؤي، بل هذا يحمل عهدة كتابه، والخزاعي يحمل عهدة كتابه الذي وضعه هو على أبي حنيفة، ولو الأمر كما أراده الجزري؛ لكان الخزاعي نفسه تبرأ من عهدة الكتاب وألصقها باللؤلؤي الذي زعم الجزري أنه رواه عنه، ولم يكن به حاجة أن يفر من بغداد إلى الجبل.

ومما يدلك على ضعف هذا الرجل واستكثاره من الأسانيد؛ أنه رواه مرة عن المطوعي بإسناده المتقدم، ومرة أخرى قال: قرأت على أبي الحسين عبد الرحمن ابن محمد بسنده المتقدم أيضاً؛ من رواية أبي إسحاق الثعلبي عنه. ومن أبو الحسين هذا؟ الله أعلم به.

فإن قيل: قد تابعه أبو عصمة محمد بن أحمد السجزي؛ كما في رواية ابن الجوزي المذكورة في أول هذا التخريج.

فأقول: لا قيمة لمثل هذا المتابعة؛ لأن أبا عصمة هذا مجهول لم نجد له ترجمة في شيء من المصادر التي تحت أيدينا.

ومثله: أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن الأهوازي، ومحمد بن عبد الله ابن بسطام؛ لم أعرفهما.

وأما أبو محمد عبد الله بن عجلان بن عبد الله الزنجاني؛ فقد أورده الجزري في "طبقاته" (1/ 433) من رواية الحسين بن محمد بن حبش فقط عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول أيضاً.

 

(8/377)

 

 

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف؛ لأن مدار الطريق الأولى على مجهولين، والطريقين الأخريين على أبي الفضل الخزاعي وهو متهم، كما تقدم، فلا يصلح شاهداً للطريق الأولى، فلا يغتر أحد بقول الفاسي وغيره؛ أن طرقه تقوت بتعددها؛ لأن شرط التقوية بكثرة الطرق مفقود هنا لوجهين:

الأول: أنه لا طرق هنا، وإنما هما طريقان فقط؛ كما تبين من هذا التخريج.

والآخر: أن من شروط التقوية؛ أن لا يشتد الضعف، وهذا منفي هنا لما عرفت من حال الخزاعي. والله تعالى هو الموفق لا رب سواه.

(تنبيه) : سلام أبو المنذر الذي في إسناد هذا الحديث؛ هو ابن سليمان المزني أبو المنذر القارىء النحوي؛ وهو حسن الحديث، وقع في رواية الجزري في موضعين منه "سلام بن المنذر"، وهو خطأ مطبعي؛ فقد ترجمه في محله منه (1/ 309) على الصواب، لكن وقع فيه وصفه بـ (الطويل) ، وهذا خطأ منه، بدليل أنه قال فيه: "ثقة جليل، ومقرىء كبير". والطويل ليس كذلك؛ بل هو متروك، ثم إن الصواب في اسم والد الطويل أنه (سلم) كما جزم به الحافظ في "التهذيب".

وذكر في ترجمة الأول عن ابن حبان أنه قال:

"وليس هذا بسلام الطويل؛ ذاك ضعيف، وهذا صدوق".

ولهذا؛ رأيت التنبيه على ذلك. والله تبارك وتعالى الموفق.

3904 - (كان إذا انصرف من صلاته مسح جبهته بيده اليمنى وقال: باسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم! أذهب عني الهم والحزن) .

ضعيف

أخرجه أسلم الواسطي في "تاريخه" (ص 161) عن محمد بن يزيد،

 

(8/378)

 

 

عن عنبسة بن عبد الواسطي، عن عمرو بن قيس قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، وعمرو بن قيس جمع من التابعين فمن دونهم، ولم أعرف هذا من بينهم.

وعنبسة بن عبد الواسطي؛ لم أجده.

والحديث أسنده ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (110) من طريق سلام المدائني، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك مرفوعاً به.

وهذا إسناد هالك؛ سلام بالتشديد - وهو ابن سلم الطويل المدائني -؛ متروك متهم بالكذب والوضع.

3905 - (عليكم بالصدق؛ فإنه باب من أبواب الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 82) من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة: حدثنا حبيب بن مزيد الشني قال: حدثني ربيعة بن مرداس قال: سمعت عمرو بن يزيد يقول: سمعت أبا بكر يقول: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته ابن جبلة هذا؛ قال أبو حاتم:

"كان يكذب"، وضرب على حديثه. وقال الدارقطني:

"متروك يضع الحديث".

ومن بينه وبين أبي بكر؛ لم أعرفهم.

وقد ثبت الحديث من طرق عن أبي بكر الصديق ليس فيها ذكر الأبواب، وإنما بلفظ: "في الجنة"، و: "في النار"، وهي مخرجة في "الروض النضير" رقم (917) .

 

(8/379)

 

 

3906 - (عليكم بالقرآن؛ فإنه كلام رب العالمين، هو....... (1) ، واعتبروا بأمثاله) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 280) عن محمد بن يونس: حدثنا غانم بن الحسين بن صالح السندي: حدثنا مسلم بن خالد المكي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً.

ثم أخرجه، وابن المحب محمد بن أحمد في كتاب "صفات رب العالمين" (19/ 1) من طريق أخرى، عن محمد بن يونس: حدثنا غانم بن الحسين بسند الذي قبله؛ إلا أنه قال: عن جابر، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً بلفظ:

"عليكم بالقرآن، فاتخذوه إماماً وقائداً؛ فإنه كلام رب العالمين الذي بدأ منه، وإليه يعود".

قلت: محمد بن يونس هذا هو الكديمي؛ وهو كذاب وضاع.

__________

(1) هنا جملة غير مقروءة. (الناشر)

 

(8/380)

 

 

3907 - (عليكم بالقناعة، فإن القناعة مال لا ينفد) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 256) :

"وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي؛ وهو متروك". قال المناوي:

"ومن ثم قال الذهبي: وإسناده واه".

قلت: وخالد هذا؛ متهم بالوضع، ووصفه الذهبي في "الكنى" بـ "الكذاب".

 

(8/380)

 

 

وللشطر الثاني منه طريق آخر مثل هذا في شدة الضعف، يرويه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو المدني: حدثني المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجزء الثاني من القناعة" (ق 60/ 2) ، والعقيلي في "الضعفاء" (197) ، وابن شاهين في "الترغيب" (ق 300/ 1) ، وأبو عبد الله الفلاكي في "الفوائد" (90/ 2) ، وأبو القاسم القشيري في "الأربعين" (154/ 2) ، والبيهقي في "الزهد" (88/ 104) ، وقال العقيلي:

"عبد الله بن إبراهيم الغفاري كان يغلب على حديثه الوهم، وفيه رواية من وجه آخر فيها لين أيضاً".

قلت: بل الغفاري هذا متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، حتى إن الحاكم قال فيه:

"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة".

قلت: ومن هؤلاء الضعفاء شيخه المنكدر، ولذلك قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 106) عن أبيه:

"هذا حديث باطل".

وأما الوجه الآخر اللين الذي أشار إليه العقيلي؛ فأظنه يعني ما أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 5/ 1) و (1/ 7/ 2 من النسخة الأخرى المغربية) : أنبأنا أبو عمرو رفاعة بن عمر بن أبي رفاعة: أخبرنا أحمد بن الحسين السدوسي - إملاءً من حفظه: أخبرنا ابن منيع: أخبرنا علي بن عيسى المخرمي: أخبرنا خلاد، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً بالشطر الثاني أيضاً.

 

(8/381)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف؛ علي بن عيسى قال الحافظ في "التقريب":

"مقبول". ومن دونه غير ابن منيع؛ لم أجد من ترجمهم.

3908 - (عليكم بالكحل؛ فإنه ينبت الشعر، ويشد العين) .

ضعيف جداً

عزاه السيوطي في "الجامع" للبغوي في مسند عثمان عنه، وقد أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (10/ 98/ 2) عن البغوي: حدثنا محمد بن سنان: حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن عبد الملك، عن الفرافصة، عن عثمان بن عفان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: فرافصة هذا - وهو ابن عمير الحنفي -؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 92) :

"روى عنه القاسم بن محمد وعبد الله بن أبي بكر".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فهو مجهول الحال، ولعله في "ثقات ابن حبان"، فليراجع.

الثانية: عثمان بن عبد الملك - وهو المكي المؤذن -؛ قال الحافظ:

"لين الحديث".

الثالثة: محمد بن سنان - وهو ابن يزيد القزاز أبو بكر البصري -؛ وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ، وكذبه أبو داود وغيره.

 

(8/382)

 

 

3909 - (عليكم بالهليلج الأسود، فاشربوه؛ فإنه من شجرة من شجر الجنة، طعمه مر، وهو شفاء من كل داء) .

موضوع

أخرجه الحاكم (4/ 404) ، والديلمي (2/ 84) عن سيف بن محمد

 

(8/382)

 

 

ابن أخت سفيان الثوري، عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: سيف وهاه ابن حبان".

قلت: هو أسوأ حالاً مما تفيده هذه العبارة عند ابن حبان وغيره؛ فقد قال ابن حبان في "الضعفاء":

"كان شيخاً صالحاً متعبد اً؛ إلا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير، كان ممن يدخل عليه، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع".

وكذبه جمع، وقال أحمد:

"كان يضع الحديث". والذهبي نفسه قال في "الضعفاء":

"قال أحمد وغيره: كذاب".

3910 - (عليكم بركعتي الضحى؛ فإن فيهما الرغائب) .

ضعيف جداً

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 124) عن إبراهيم بن سليمان الزيات: حدثنا عبد الحكم، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الحكم هذا هو ابن عبد الله صاحب أنس، قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال ابن عدي:

"عامة ما يرويه لا يتابع عليه".

 

(8/383)

 

 

وإبراهيم بن سليمان الزيات؛ قال ابن عدي:

"ليس بالقوي". واتهمه بسرقة الحديث.

قلت: وقد توبع وخولف، فانظر الحديث الذي بعده.

3911 - (عليكم بركعتي الفجر؛ فإن فيهما الرغائب) .

ضعيف جداً

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "جزء فيه أحاديث عوالي مستخرجة من مسند الحارث" (213/ 1) قال: أخبرنا يعلى - يعني ابن عباد -: حدثنا شيخ لنا يقال له عبد الحكم قال: حدثنا أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً، عبد الحكم - وهو ابن عبد الله -؛ قال البخاري:

"منكر الحديث".

ويعلى بن عباد؛ ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 291) .

وقد اقتصر السيوطي في عزو الحديث على الحارث فقط، وسكت المناوي عليه، فلم يتكلم على إسناده بشيء.

وقد وجدت له طريقاً أخرى؛ أخرجه ابن عساكر في "الرابع من التجريد" (22/ 2) من طريق شيبان بن فروخ: أخبرنا نافع - يعني ابن عبد الله أبا هرمز -، عن أنس مرفوعاً به.

قلت: وهذا كالذي قبله في شدة الضعف؛ فإن نافعاً أبا هرمز كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم:

"متروك، ذاهب الحديث".

 

(8/384)

 

 

وروي من حديث ابن عمر وله عنه طرق:

الأولى: عنت عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء: أنبأنا جابر بن يحيى الحضرمي، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عنه بلفظ:

"لا تدعوا اللتين قبل صلاة الفجر؛ فإنه فيهما الرغائب".

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 407-408) : حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي: حدثنا عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي.

قلت: وهذا إسناد مظلم:

1- ليث بن أبي سليم؛ ضعيف كان اختلط.

2- جابر بن يحيى الحضرمي؛ لم أجد له ترجمة، وقد ذكره الحافظ المزي في شيوخ (عبد الرحمن بن مغراء) .

3- عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي، ذكره السمعاني في هذه النسبة (الدبيلي) بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء. وكذا في "المشتبه" وفروعه، وذكروا أنه روى عنه إبراهيم بن موسى التوزي.

قلت: وإبراهيم هذا؛ ثقة مترجم في "تاريخ بغداد" (6/ 187-218) .

هكذا حال هذا الإسناد في نقدي، وأما الهيثمي؛ فقال (2/ 217-218) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحيم بن يحيى، وهو ضعيف".

كذا قال! وأنا أظن أنه يعني الذي في "الميزان":

"عبد الرحيم بن يحيى الأدمي عن عثمان بن عمارة؛ بحديث في الأبدال اتهم به، أو عثمان، يأتي في ترجمة عثمان".

 

(8/385)

 

 

وهناك ساق حديث الأبدال بسنده عنه: "حدثنا عثمان بن عمارة: حدثنا المعافى ابن عمران، عن سفيان بسنده، عن عبد الله ... ".

فهذا الأدمي غير الدبيلي نسبة وطبقة؛ فإنه متأخر عنه، والله أعلم.

الطريق الثانية: عن أيوب بن سلمان - رجل من أهل صنعاء -، عن ابن عمر بحديث أوله: "من جالت شفاعته دون حد من حدود الله ... " الحديث، وفي آخره:

"وركعتا الفجر حافظوا عليهما، فإنهما من الفضائل".

أخرجه أحمد (2/ 82) عن النعمان بن الزبير عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أيوب بن سلمان الصنعاني لا يعرف إلا بهذه الرواية، ولم يترجمه أحد من المتقدمين، ولم يزد الحافظ في "التعجيل" - وقد أشار إلى هذه الرواية - على قوله:

"فيه جهالة".

وكذلك صنع في "اللسان"؛ إلا أنه قال:

"لا يعرف حاله".

قلت: ومع هذا؛ فقد تساهل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله؛ فقال في تعليقه على "المسند" (7/ 291) :

"إسناده صحيح"!

واغتر به المعلق على "عوالي الحارث" (ص 37) . ثم تكلم الشيخ على رجاله موثقاً، ولما جاء إلى هذا الراوي المجهول قال:

 

(8/386)

 

 

"لم أجد له ترجمة إلا في "التعجيل" (47) قال: "فيه جهالة". وإنما صححت حديثه بأنه تابعي مستور لم يذكر بجرح، فحديثه حسن على الأقل، ثم لم يأت فيه بشيء منكر انفرد به، كما سيأتي، فيكون حديثه هذا صحيحاً".

قلت: وهذا من غرائبه؛ فإن الحديث قد جاء من طرق ثلاثة أخرى عن ابن عمر، ومن حديث أبي هريرة أيضاً، وهي مخرجة في "الإرواء" (7/ 349-351) ، و "الصحيحة" (437) ، وليس في شيء منها جملة الركعتين، فهي معلولة بتفرد هذا المجهول بها، مع مخالفته لتلك الطرق، فتكون زيادة منكرة، مع فقدانها لشاهد معتبر، فحديث أنس ضعيف جداً، كما سبق، وطريق مجاهد هذه مظلمة السند، مع اختلاف لفظهما عن لفظ "المسند":

"فإنهما من الفضائل".

ولفظهما كما ترى:

"فإن فيهما الرغائب".

وروي عن ابن عمر بلفظ:

"عليك بركعتي الفجر؛ فإن فيهما فضيلة".

قال المنذري في "الترغيب" (1/ 201) :

"رواه الطبراني في (الكبير) ".

ولم يذكر علته، ولكنه أشار إلى تضعيفه مع الألفاظ الأخرى المتقدمة بتصديره إياها بلفظ "روي".

وبين علته الهيثمي؛ فقال (2/ 217) :

 

(8/387)

 

 

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه محمد بن البيلماني، وهو ضعيف".

قلت: هو أسوأ من ذلك؛ فقد قال البخاري وغيره:

"منكر الحديث".

واتهمه ابن حبان وغيره بالوضع، وهو راوي حديث:

"عليكم بدين العجائز".

وقد مضى في المجلد الأول برقم (54) .

ولم أجد الحديث في المجلد (12) الذي فيه أحاديث ابن عمر، فالظاهر أنه في المجلد الذي بعده، ولم يطبع بعد.

3912 - (عليكم بصلاة الليل ولو ركعة) .

ضعيف

رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (16) ، والطبراني (3/ 125/ 1) عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل الحسين هذا، وهو الهاشمي المدني، قال الحافظ:

"ضعيف".

وقد جاء عن ابن عباس بلفظ آخر؛ فقال مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

تذكرت صلاة الليل، فقال بعضهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

 

(8/388)

 

 

"نصفه، ثلثه، ربعه، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة".

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 312-313) : حدثنا هارون بن معروف: أخبرنا وهب: حدثني مخرمة بن بكير به.

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وقد احتج برواية مخرمة عن أبيه في غير موضع من "صحيحه"، وقد قال الحافظ فيه:

"صدوق، وروايته عن أبيه وجادة من كتابه؛ قاله أحمد وابن معين وغيرهما. وقال ابن المديني: سمع من أبيه قليلاً".

قلت: والمثبت مقدم على النافي؛ فإن لم يثبت سماعه منه؛ فروايته من كتاب أبيه من أقوى الوجادات، كما لا يخفى، ومثل هذه الوجادة حجة؛ كما هو مقرر في محله من علم المصطلح.

والحديث أشار المنذري (1/ 219) إلى تقويته، وقال:

"رواه أبو يعلى، ورجاله محتج بهم في "الصحيح"، وهو بعض حديث".

وكذا قال الهيثمي (2/ 252) ؛ إلا أنه لم يقل: "وهو بعض حديث"، وهو الصواب؛ فإن الحديث عند أبي يعلى كما ذكرته، وكذلك أورده المنذري. والله أعلم.

ثم ظهر لي أن إسناه منقطع، لأن (بكيراً) وهو ابن عبد الله بن الأشج والد (مخرمة) لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، بل إن ابن حبان ذكره في "ثقات أتباع التابعين" (6/ 105) ، وقال: "مات سنة (122) ". بل قال الحاكم كما في "تهذيب الحافظ":

"لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء، وإنما روايته عن التابعين".

 

(8/389)

 

 

3913 - (علي بن أبي طالب باب حطة، من دخل فيه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 297) عن حسين الأشقر: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعاً.

ذكره الذهبي في ترجمة (حسين الأشقر) من "الميزان"، وقال:

"وهذا باطل".

وذكر له آخر، وقال:

"قال ابن عدي: البلاء من الحسين".

 

(8/390)

 

 

3914 - (علي بمنزلة رأسي من بدني) .

ضعيف

رواه الخطيب (7/ 12) ، وعنه ابن عساكر (12/ 150/ 1) عن أبي القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب: حدثنا عنبس بن إسماعيل: حدثنا أيوب بن مصعب الكوفي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء مرفوعاً. وقال الخطيب:

"لم أكتبه إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو مظلم؛ فإن من دون إسرائيل؛ لم أعرفهم، وقد أورده الخطيب في ترجمة أيوب بن يوسف؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكر المناوي عن ابن الجوزي أنه قال:

"وفي إسناده مجاهيل".

 

(8/390)

 

 

وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 298-مختصره) من طريق حسين الأشقر: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً.

وحسين - وهو ابن الحسن الأشقر -، وقيس بن الربيع؛ ضعيفان.

3915 - (علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككواكب الصبح لأهل الدنيا) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 298) عن يحيى بن الفاطمي: حدثنا إبراهيم بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي؛ وهو متروك.

ويحيى بن (كذا الأصل بياض، أو فيه كلمة لم ينكشف لي بالمجهر أو القارئة) ، وقد قال المناوي:

"قال ابن الجوزي في "العلل": حديث لا يصح؛ فيه يحيى الفاطمي؛ متهم، وإبراهيم بن يحيى؛ متروك".

قلت: ولم أجد في الرواة يحيى الفاطمي. والله أعلم.

 

(8/391)

 

 

3916 - (عمر سراج أهل الجنة) .

باطل

رواه الحسن بن عرفة (5) ، وعنه ابن شاهين في "شرح السنة" (19/ 62/ 1) ، والثقفي في "الفوائد الثقفيات" (ج1 رقم 33) ، والبزار (2502-كشف) ، والخطيب (12/ 49) ، وابن عساكر (13/ 22/ 2) : حدثني عبد الله بن

 

(8/391)

 

 

إبراهيم الغفاري المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً:

رواه عنه إسماعيل بن محمد الصفار في "جزئه" (88/ 1 مجموع22) ، وكذا ابن بشران في "الأول من الفوائد المنتقاة" (283/ 2) ، وعلي بن بلبان في "الأحاديث العوالي" (ج3/ 25/ 2) وقال:

"تفرد به الغفاري". ومن طريقه رواه ابن عدي (217/ 1) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 489) ، وقال ابن عدي:

"عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".

قلت: ونسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث. وقال الحاكم:

"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة".

قلت: وهذا منها؛ فإن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متهم أيضاً. وقال الذهبي:

"حديث باطل".

ثم رواه ابن عساكر من طريق محمد بن عمر بإسنادين له، أحدهما عن الصعب بن جثامة، والآخر عن أبي هريرة مرفوعاً.

ومحمد هذا هو الواقدي، وهو كذاب، وقد تفرد به كما قال أبو نعيم في "الحلية" (6/ 333) ، ولذلك لم يحسن السيوطي حين أورد الحديث في "الجامع" من رواية البزار عن ابن عمر، وأبي نعيم في "الحلية" عن أبي هريرة، وابن عساكر عن الصعب بن جثامة. وهذا يوهم أن ابن عساكر لم يروه من حديث أبي هريرة، وليس كذلك كما سبق.

 

(8/392)

 

 

3917 - (عمل قليل في سنة؛ خير من عمل كثير في بدعة) .

ضعيف

رواه القضاعي (103/ 1) عن حزم بن أبي حزم قال: سمعت الحسن يقول: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

ورواه ابن بطة في "الإبانة" (2/ 107/ 1) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن.

وفيه موسى بن سهل الوشاء؛ وهو ضعيف.

ثم رواه (2/ 115/ 2) بسند صحيح، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن.

ورواه هو (116/ 1) ، والهروي (51/ 1) من طريقين، عن عوف، عن الحسن مرفوعاً. فهو عنه صحيح.

ثم رواه ابن بطة من طريق قتادة قال: قال ابن مسعود: ... فذكره موقوفاً عليه، وهو منقطع.

ورفعه الديلمي (2/ 289) من طريق علي بن محمد المنجوري، عن أبان بن يزيد، عن قتادة، عن ابن مسعود رفعه.

والمنجوري هذا؛ ضعفه الدارقطني. وقال الخليلي في "الإرشاد":

"ثقة يخالف في بعض حديثه".

قلت: وهو بمعنى ما صح عن ابن مسعود قال:

"الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في بدعة".

أخرجه الدارمي (1/ 72) ، والحاكم (1/ 103) ، والبيهقي (3/ 19) . وقال الحاكم:

 

(8/393)

 

 

"صحيح على شرطهما". ووافقه الذهبي.

وقد تقدم تخريجي الحديث من "تاريخ قزوين" للرافعي (1/ 257) من حديث أبي هريرة بسند ضعيف جداً، فيما تقدم برقم (3251) .

وخلاصة القول في هذا الحديث: صحته مقطوعاً على الحسن، وموقوفاً - بنحوه - على ابن مسعود، وضعفه مرفوعاً، والله أعلم.

3918 - (عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه، وخلط الإيمان بلحمه ودمه، يزول مع الحق حيث زال، وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (15/ 312/ 1) عن أبي سنان: أخبرنا الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال: وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس فقلنا له: ياأمير المؤمنين! حدثنا عن عمار بن ياسر قال: ذاك امرؤ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو سنان هذا هو عيسى بن سنان؛ وهو لين الحديث كما في "التقريب".

 

(8/394)

 

 

3919 - (عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 208) من طريق حامد بن شعيب البلخي: حدثنا سريج بن يونس: حدثنا الحارث بن مرة قال: حدثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

 

(8/394)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أورده في ترجمة الحارث هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ويزيد الرقاشي؛ معروف بالضعف.

والبلخي نسب إلى جده؛ فإنه حامد بن محمد بن شعيب أبو العباس البلخي المؤدب؛ ترجمه الخطيب (8/ 169) ، ووثقه.

3920 - (عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة؛ حسن ثناء الناس عليه) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 291 و 294) عن محمد بن الحسن الأسدي، عن محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن محمد بن كثير المصيصي كثير الغلط؛ كما في "التقريب".

ومحمد بن الحسن الأسدي هو الذي يلقب بـ "التل"؛ وهو صدوق فيه لين؛ كما قال الحافظ، وهو من رجال البخاري، وأما قول المناوي:

"قال الذهبي: قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به".

فهو من أوهام المناوي؛ لأن الذهبي إنما ذكر قول ابن حبان هذا في ترجمة محمد بن الحسن الأزدي المهلبي؛ عن مالك، فهذا متقدم على الأسدي؛ فإنه من طبقة الأوزاعي، والأسدي متأخر عنه؛ فإنه يروي عن المصيصي الراوي عن الأوزاعي.

 

(8/395)

 

 

3921 - (عودوا المريض، وأجيبوا الداعي، وأغبوا في العيادة، إلا أن يكون مغلوباً فلا يعاد، والتعزية مرة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 279) عن أبي عصمة، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو عصمة - واسمه نوح بن أبي مريم -؛ وهو وضاع.

 

(8/396)

 

 

3922 - (عودوا قلوبكم الترقب، وأكثروا التفكر والاعتبار) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 278) عن يحيى بن سعيد العطار: أخبرنا عيسى بن إبراهيم القرشي، عن موسى بن أبي حبيب، عن عمه الحكم ابن عمير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ موسى بن أبي حبيب وعيسى بن إبراهيم القرشي؛ كلاهما ذاهب الحديث؛ كما قال أبو حاتم.

ويحيى بن سعيد العطار؛ ضعيف.

 

(8/396)

 

 

3923 - (عورة الرجل على الرجل كعورة الرجل على المرأة، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 180) ، والديلمي (2/ 295) عن إبراهيم بن علي الرافعي: حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن أبيه، عن جده مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

 

(8/396)

 

 

"قلت: الرافعي ضعفوه". وقال الحافظ:

"ضعيف".

3924 - (عموا بالسلام، وعموا بالتشميت) .

ضعيف

رواه تمام الرازي في "جزء إسلام زيد بن حارثة" (7/ 2) ، وعنه ابن عساكر (14/ 390/ 1) عن إسحاق بن وهب العلاف الواسطي: حدثنا أبو مروان يحيى بن زكريا الغساني: حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً. وقال ابن عساكر:

"كذا وجدته بخط تمام، وهو وهم وصوابه: يحيى بن أبي زكريا".

قلت: وهو ضعيف؛ كما في "التقريب".

 

(8/397)

 

 

3925 - (عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنائز) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 291) من طريق أبي الشيخ، عن محمد ابن الفضل، عن أبي عبد الله القرشي، عن أبي مجلز، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، آفته محمد بن الفضل - وهو ابن عطية -؛ متروك.

وأبو عبد الله القرشي؛ الظاهر أنه جليس جعفر بن ربيعة؛ وهو مجهول.

 

(8/397)

 

 

3926 - (عليكم بسيد الخضاب الحناء؛ يطيب البشرة ويزيد في الجماع) .

موضوع

رواه الروياني في "مسنده" (25/ 141/ 2) ، وابن شاذان في "الفوائد

 

(8/397)

 

 

المنتقاة" (2/ 105/ 1) ، والديلمي (2/ 284) من طرق، عن معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -: حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي رافع قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً جالساً إذ مسح بيده على رأسه، ثم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ آفته معمر هذا؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 373) عن أبيه:

"رآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه، فقال: ما يقعدك؟ قلت: أنتظر الشيخ أن يخرج. فقال: هذا كذاب، كان يحيى بن معين يقول: ليس بشيء، ولا أبوه بشيء. قال أبو حاتم:

كان أبوه ضعيف الحديث، فكان لا يترك أباه بضعفه حتى يحدث عنه ما يزيد نفسه ويزيد أباه ضعفاً".

وقال في ترجمة أبيه (4/ 1/ 2) :

"قال أبي: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، ذاهب".

ولذا؛ نقل المناوي عن ابن العربي أنه قال:

"حديث لا يصح".

3927 - (العافية عشرة أجزاء؛ تسعة منها في الصمت، والعاشر اعتزالك عن الناس) .

ضعيف جداً

رواه السلفي في "الطيوريات" (204/ 1) عن يوسف بن سعيد

 

(8/398)

 

 

ابن مسلم: أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي: أخبرنا يوسف بن السفر، عن عبد الرحمن ابن عبد الله، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ يوسف بن السفر؛ متروك متهم بالكذب والوضع.

وأخرجه الديلمي (2/ 310) من طريق محمد بن عمر بن حفص: حدثنا إسحاق بن الفيض: حدثنا أحمد بن جميل، عن السلمي، عن الخطاب، عن داود بن سريج، عن ابن عباس به.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً منهم.

3928 - (العالم إذا أراد بعلمه وجه الله؛ هابه كل شيء، وإذا أراد أن يكثر به الكنوز؛ هاب من كل شيء) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 309) عن أحمد بن محمد بن مهدي الأهوازي، عن الحسن بن عمرو القيسي المروزي، عن مقاتل بن صالح الخراساني، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون حماد بن سلمة؛ لم أعرفهم. وأما المناوي؛ فقال:

"وفيه الحسن بن عمرو القيسي؛ قال الذهبي: مجهول".

قلت: كأنه يعني الحسن بن عمرو الذي روى عن النضر بن شميل، وهو محتمل، ولكن لم يذكر أنه قيسي. والله أعلم.

 

(8/399)

 

 

3929 - (العالم والعلم في الجنة، فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة، وكان العالم في النار) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 308) عن الحسن بن زياد: حدثنا سليمان ابن عمرو، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته سليمان (ووقع في الأصل: سلمان) بن عمرو؛ وهو أبو داود النخعي، وهو كذاب.

والحسن بن زياد؛ الظاهر أنه اللؤلؤي الكوفي الفقيه، كذبه ابن معين وأبو داود وغيرهما.

وقد روي بإسناد آخر، من طريق محمد بن القاسم بن زكريا: أخبرنا عباد ابن يعقوب: أخبرنا أبو داود، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه عفيف الدين أبو المعالي في "فضل العلم" (113/ 1) .

وهذا سند واه؛ صالح مولى التوأمة كان اختلط.

وأبو داود؛ لم أعرفه، ولعله الطيالسي.

ومحمد بن القاسم، قال الذهبي:

"تكلم فيه، وقيل: كان مؤمناً بالرجعة".

 

(8/400)

 

 

3930 - (العبد عند ظنه بالله - عز وجل -، وهو مع أحبابه يوم القيامة) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن عدي (383/ 2) ، وأبو بكر الذكواني في "اثنا

 

(8/400)

 

 

عشر مجلساً" (12/ 2) ، والديلمي (2/ 312) من طريق أبي الشيخ، كلهم، عن موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ موسى بن مطير؛ قال الذهبي:

"واه، كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك ... ". وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى هذا منها:

"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".

3931 - (العبد من الله؛ وهو منه ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 312) من طريق أحمد بن سليمان بن زبان: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا ابن جابر، عن محمد بن واسع، عن أبي الدرداء، أنه كتب إلى سليمان:

يا أخي! أنبئت أنك اشتريت خادماً، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ ابن زبان هذا؛ قال الذهبي:

"يروي عن هشام بن عمار، اتهم في اللقاء، وهاه الكتاني، وقال عبد الغني ابن سعيد المصري: ليس بثقة".

وهشام بن عمار؛ فيه ضعف.

وقد وجدت له إسناداً آخر، هو خير من هذا، أخرجه الدينوري في "المنتقى

 

(8/401)

 

 

من المجالسة" (ق 16/ 2 نسخة حلب) - ومن طريقه: ابن عساكر في "تاريخه" (13/ 754) -: حدثنا أبو قلابة: حدثنا داود بن عمرو: أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام الصنعاني، عن محمد بن واسع الأزدي به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن واسع، قال ابن المديني:

"ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة"، انظر "تهذيب المزي" (26/ 578) .

وأبو قلابة - واسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي - قال الحافظ:

"صدوق يخطىء، تغير حفظه لما سكن بغداد".

وسائر رجاله ثقات إن كان داود بن عمرو هو أبا سليمان الضبي البغدادي، وإن كان غيره فلم أعرفه.

وأعله المناوي بابن عياش فقط، وليس بشيء؛ فإنه ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها، وعزاه تبعاً لأصله لسعيد بن منصور والبيهقي في "الشعب"، وزاد عليه: والديلمي. ولم يتكلم على إسناده خاصة بشيء، وقد عرفت وهنه.

وهذا كله إن كان الدينوري لم يتفرد بتخريجه كما يشعره صنيع المناوي، وإلا؛ فهو - أعني الدينوري - متهم.

ثم وقفت عليه في "زهد ابن الأعرابي" (112) من طريق سعيد بن منصور، وكذا البيهقي في "الشعب" (7/ 379-380) ، وابن عساكر (13/ 755) من طريق إسماعيل بن عياش به.

وله عندهم طريق أخرى عن أبي الدرداء مرفوعاً به؛ لا تصح.

 

(8/402)

 

 

3932 - (العتل الزنيم: الفاحش اللئيم) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (29/ 16) عن معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية قال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العتل الزنيم؟ قال: "الفاحش اللئيم".

قال معاوية: وثني عياض بن عبد الله الفهري، عن موسى بن عقبة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك.

قلت: وهذان إسنادان مرسلان، والأول حسن.

والآخر قريب منه؛ فإن الفهري هذا مع كونه من رجال مسلم؛ ففيه لين؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وقد رواه ابن أبي حاتم أيضاً من الطريقين المذكورين؛ كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في "تفسيره"، وعزاه السيوطي إليه من طريق موسى بن عقبة فقط! وتعقبه المناوي من وجهة أخرى، فقال:

"وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأعلى ولا أحق بالعزو من ابن أبي حاتم، ولا مسنداً، وهو ذهول عجيب! فقد خرجه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال ابن منده: وله صحبة".

قلت: هو عند أحمد (4/ 227) بغير اللفظ المرسل، وبسند ضعيف أيضاً؛ لأنه من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعاً:

"هو الشديد الخلق، المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشراب، الظلوم للناس، رحب الجوف".

 

(8/403)

 

 

قلت: وهذا كما ترى حديث آخر، ليس فيه "الفاحش اللئيم"، ثم إن شهر ابن حوشب ضعيف لسوء حفظه، فلو كان لفظه بلفظ حديث الترجمة، لكان شاهداً لا بأس به. فتأمل.

وقد ذكره السيوطي من رواية ابن مردويه، عن أبي الدرداء مرفوعاً نحوه، وزاد:

"جموع للمال، منوع له".

ولم يتكلم المناوي عليه بشيء.

3933 - (العجم يبدأون بكبارهم إذا كتبوا، فإذا كتب أحدكم إلى أحد؛ فليبدأ بنفسه) .

موضوع

أخرجه العقيلي (ص 390) ، والديلمي (2/ 318) عن محمد بن عبد الرحمن القشيري، عن مسعر بن كدام، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال العقيلي:

"لا يعرف إلا به". يعني القشيري هذا، وقال فيه:

"حديثه منكر، ليس له أصل، ولا يالبع عليه، وهو مجهول بالنقل".

كذا قال، وكأنه خفي عليه؛ فقد قال فيه أبو حاتم:

"كان يفتعل الحديث". ولذلك قال فيه الذهبي في "الضعفاء":

"متهم". ونقله المناوي، وقال عقبه:

"وفي الباب: ابن عباس، وجابر، وأبو ذر، وأنس ... ".

 

(8/404)

 

 

ويعني في مطلق الكتابة إلى العجم، ولا يعني المعنى الكامل الذي تضمنه هذا الحديث والأمر فيه، فتنبه.

3934 - (العجوة من فاكهة الجنة) .

ضعيف

رواه ابن عدي (198/ 1) عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه مرفوعاً، وقال:

"صالح بن حيان؛ عامة ما يرويه غير محفوظ". وفي "الميزان":

"ضعفه ابن معين، وقال مرة: ليس بذاك، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة"، ثم ساق له أحاديث، هذا أولها.

وقال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

قلت: وقد صح الحديث بدون لفظة "فاكهة"، فانظره في "المشكاة" (4235) .

 

(8/405)

 

 

3935 - (العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل لحمه، ويحسا من مرقه) .

ضعيف

أخرجه الضياء في "المختارة" (60/ 232/ 2) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً. وقال:

"عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد؛ قال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي.

 

(8/405)

 

 

وتكلم فيه أبو حاتم البستي، ووثقه يحيى بن معين، وروى له مسلم".

قلت: وقال الحافظ في "التقريب":

"صدوق يخطىء، أفرط ابن حبان فقال: متروك".

وقال الساجي:

"روى عن ابن جريج أحاديث لم يتابع عليها".

وابن جريج على جلالته؛ مدلس وقد عنعنه.

واعلم أن الشطر الأول من الحديث قد صح من حديث أبي هريرة وغيره، وهو مخرج في "المشكاة" (4235) .

وأما الشطر الآخر منه؛ فمنكر عندي؛ لضعف إسناده، ولمخالفته الحديث الصحيح بلفظ:

"شفاء عرق النسا؛ ألية شاة عربية تذاب، ثم تقسم ثلاثة أجزاء، يشربه ثلاثة أيام على الريق؛ كل يوم جزءاً".

وهو مخرج في "الصحيحة" (1899) من حديث أنس بن مالك.

ومن الغرائب؛ أن حديث الترجمة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 63/ 12481) و "الأوسط" (3/ 362/ 3406) و "الصغير" (ص 69-هند) ، ثلاثتهم بإسناد واحد، عن عبد المجيد به، دون الجملة المنكرة منه، بل زاد في "الصغير":

"تجزأ ثلاثة أجزاء ... " إلخ، مثل حديث أنس!!

وبهذه الزيادة ذكره الهيثمي (5/ 88-89) وعزاه للثلاثة!

 

(8/406)

 

 

3936 - (العدل حسن، ولكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن، ولكن في الأغنياء أحسن، والورع حسن، ولكن في العلماء أحسن، والصبر حسن، ولكن في الفقراء أحسن، والتوبة حسن، ولكن في الشباب أحسن، والحياء حسن، ولكن في النساء أحسن) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 313) : أخبرنا حمد بن نصر: أخبرنا أبو الفرج بن أبي سعيد الوراق: حدثنا عبد الرحمن بن حمادي: حدثنا علي بن محمد الأديب: حدثنا عبد الله بن زيد الدقيقي: حدثنا إبراهيم بن الحسين: حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري: حدثنا وهيب بن الورد: حدثنا أبو الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله قال:

دخلت على علي بن أبي طالب، فقلت: ما علامة المؤمن؟ قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ما علامة المؤمن؟ قال:

"ستة أشياء حسن، ولكن في ستة من الناس أحسن، العدل حسن ... "، الحديث.

قلت: وهذا متن باطل؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة، وإسناده مظلم؛ من دون إبراهيم بن الحسين لم أعرفهم. وأبو الزبير مدلس.

ومن الغريب أن المناوي بيض له، فلم يتكلم على إسناده ومتنه بشيء!

 

(8/407)

 

 

3937 - (العرف ينقطع فيما بين الناس، ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 316) عن إسحاق بن محمد بن إسحاق

 

(8/407)

 

 

العمي: حدثنا أبي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إسحاق هذا؛ قال الحافظ في "اللسان":

"اتهمه البيهقي في (شعب الإيمان) ".

وذهل المناوي عن هذه العلة القادحة، وجاء بعلة لا تساوي حكايتها، فقال:

"وفيه يونس بن عبيد، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: مجهول".

قلت: يونس المجهول هو غير يونس بن عبيد الذي في إسناد هذا الحديث؛ فإن الأول أقدم من هذا؛ فإنه كوفي، روى عن البراء بن عازب.

وأما هذا؛ فهو بصري، ودون الأول في الطبقة، يروي عن التابعين، وهو مكثر عن الحسن البصري.

3938 - (إن العشر: عشر الأضحى، والوتر: يوم عرفة، والشفع: يوم النحر) .

منكر

أخرجه أحمد (3/ 327) ، والبزار (2286-كشف) ، وابن جرير (30/ 108 و 109) عن زيد بن الحباب: حدثنا عياش بن عقبة: حدثني خير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه معلول بعنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس.

ثم رأيت الحافظ ابن كثير عزاه للنسائي [في "الكبري" (6/ 514) ] أيضاً، وابن أبي حاتم، ثم قال:

"وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة". وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 137) ، وقال:

 

(8/408)

 

 

"رجاله رجال "الصحيح"؛ غير عياش بن عقبة، وهو ثقة".

قلت: وقد كشفنا لك عن العلة، والحمد لله على توفيقه.

والحديث عزاه السيوطي للحاكم أيضاً، ولم أره الآن في "مستدركه".

ولكن وقع في "المستدرك" (2/ 522) رواية عن ابن عباس بلفظ: ((والفجر) قال: فجر النهار، (وليال عشر) قال: عشر الأضحى) .

والله أعلم.

3939 - (العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع) .

ضعيف جداً

أخرجه الخطيب (4/ 436) ، وابن عبد البر في "الجامع" (1/ 23) من طريق معلى بن مهدي: حدثنا سوار بن مصعب، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: ليث - وهو ابن أبي سليم -؛ ضعيف لاختلاطه.

الثانية: سوار بن مصعب؛ ضعيف جداً؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال النسائي وغيره:

"متروك".

الثالثة: معلى بن مهدي؛ مثله، قال البخاري أيضاً:

"منكر الحديث". وقال النسائي:

"متروك الحديث".

 

(8/409)

 

 

وقال الهيثمي (1/ 130) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه سوار بن مصعب، وهو ضعيف جداً".

ثم روى ابن عبد البر (1/ 23) عن بشر بن إبراهيم قال: حدثنا خليفة بن سليمان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة مرفوعاً؛ إلا أنه قال: "خير" بدل: "أفضل".

قلت: وهذا موضوع؛ آفته بشر بن إبراهيم، وهو الأنصاري البصري المفلوج أبو عمرو؛ قال ابن عدي:

"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات". وقال ابن حبان:

"كان يضع الحديث على الثقات".

وقد روي من حديث عبادة بن الصامت بزيادة في متنه، ويأتي تخريجه بعد ثلاثة أحاديث.

3940 - (العلم أفضل من العمل، وخير الأمور أوساطها، دين الله بين الفاتر والغالي، والحسنة بين السيئتين، لا ينالها إلا بالله، وشر السير الحقحقة) .

موضوع

رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 289/ 2) عن الحكم بن أبي خالد الفزاري، عن زيد بن رفيع، عن سعد الجهني، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته الحكم هذا، وهو ابن ظهير؛ كما جزم به ابن معين، وقال:

 

(8/410)

 

 

"كذاب". وقال صالح جزرة:

"كان يضع الحديث". وقال ابن حبان:

"كان يشتم الصحابة، ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، وهو الذي روى عن عاصم عن زر عن عبد الله [مرفوعاً] : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه! ".

وزيد بن رفيع؛ مختلف فيه، وغفل المناوي عن الحكم، فأعله بزيد هذا، فقال بعد أن عزاه - تبعاً لأصله - للبيهقي في "الشعب":

"فيه زيد بن رفيع؛ أورده الذهبي في (الضعفاء) ".

3941 - (العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري) .

موقوف

أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً، عن أبي نعيم بسنده الصحيح، عن عمر بن عصام - وكان من كبار أصحاب مالك بن أنس -[، عن مالك] ، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً عليه.

قلت: ورجاله ثقات كلهم غير عمر بن عصام؛ أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 128) بهذا الأثر؛ وقال:

"روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، وسليمان بن محمد اليساري".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقد توبع، فقال ابن عبد البر في "الجامع" (2/ 24) :

"ورواه أبو حذافة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر".

ورواه سعيد بن داود بن زنبر، عن مالك بن أنس، عن داود بن الحصين، عن طاوس، عن عبد الله بن عمر به موقوفاً.

 

(8/411)

 

 

أخرجه ابن عبد البر.

قلت: وابن زنبر هذا؛ صدوق له مناكير عن مالك.

وبالجملة؛ فالحديث ثابت عن ابن عمر موقوفاً عليه، وقد رفعه بعضهم من طريق أبي حذافة المدني المتقدم.

أخرجه هكذا الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 28) ، وقال عقبه:

"هذا لم يصح مسنداً، ولا هو مما عد في مناكير أبي حذافة السهمي، فما أدري كيف هذا؟! وكأنه موقوف".

3942 - (العلم حياة الإسلام، وعماد الإيمان، ومن علم علماً أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة، ومن تعلم علماً يعمل به؛ كان حقاً على الله أن يعلمه علماً لم يكن يعلمه) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً عن أبي الشيخ بسنده، عن بقية، عن أبي مكرم بن حميد، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ جويبر متروك.

وأبو مكرم بن حميد؛ لم أعرفه، ولعله من شيوخ بقية المجهولين.

وبقية مدلس، وقد عنعنه.

 

(8/412)

 

 

3943 - (العلم خير من العمل، وملاك الدين الورع، والعالم من يعمل) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً عن أبي الشيخ: حدثنا عبد الله

 

(8/412)

 

 

ابن محمد بن زكريا: حدثنا سعيد بن يحيى: حدثنا.... (1) ، عن أبي عبد الرحمن، عن العلاء، عن مكحول، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً.

قلت: هذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن يحيى هو الطويل الأصبهاني، قال أبو حاتم:

"لا أعرفه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو نعيم:

"يعرف بسعدويه؛ صدوق".

وأبو عبد الرحمن هذا؛ لم أعرفه.

3944 - (العلم دين، والصلاة دين، فانظروا ممن تأخذون هذا العلم، وكيف تصلون هذه الصلاة، فإنكم تسألون يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 305) عن الحجاج، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحجاج هو ابن أرطاة؛ مدلس وقد عنعنه. ودونه من لم أعرفه.

__________

(1) هنا اسم لم أتمكن من قراءته

 

(8/413)

 

 

3945 - (العلم علمان: فعلم ثابت في القلب؛ فذاك العلم النافع، وعلم في اللسان؛ فذاك حجة الله على عباده) .

منكر مرفوعاً

أخرجه إسماعيل الصفار أبو علي في "حديثه" (ق 12/ 2) ، وابن بشران في "الأمالي" (22/ 61/ 2) ، وأبو عبد الرحمن السلمي في "الأربعين

 

(8/413)

 

 

الصوفية" (4/ 1) ، والديلمي (2/ 305) عن عبد السلام بن صالح، عن يوسف ابن عطية، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً.

قلت: عبد السلام بن صالح - وهو أبو الصلت الهروي -؛ قال الحافظ:

"صدوق، له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاب".

ويوسف بن عطية؛ متروك.

ثم رأيت في مسودتي؛ أن الحافظ ابن رجب قال:

"هذا لا يثبت مرفوعاً، وأبو الصلت الهروي متروك، ويوسف بن عطية ضعيف، ولكن هذا كلام الحسن رضي الله عنه، روي عنه من غير وجه".

قلت: أخرجه الدارمي (1/ 102) عن فضيل بن عياض، والمروزي في "زوائد الزهد" (1161) عن عباد بن العوام؛ كلاهما، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به. وكذا رواه الصفار وابن بشران.

قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد.

وخالفهما يحيى بن يمان فقال: عن هشام، عن الحسن، عن جابر مرفوعاً. فوصله بذكر جابر فيه.

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 346) .

ووصله ضعيف لا يصح؛ لأن ابن يمان يخطىء كثيراً، وكان قد تغير؛ كما قال الحافظ، ولا أدل على خطئه من مخالفته للثقتين المذكورين؛ فضيل بن عياض وعباد بن العوام اللذين أرسلاه، وهو وصله!

وقد تابعهما على إرساله: أبو معاوية، عن الحسن به.

 

(8/414)

 

 

أخرجه ابن عبد البر (1/ 190) .

فثبت يقيناً أن وصل ابن اليمان إياه خطأ، فقول المنذري في "الترغيب" (1/ 61) :

"إسناده حسن" غير حسن، وكذا قول العراقي في "تخريجه" (1/ 52) :

"إسناده جيد" غير جيد.

وقد رواه الدارمي أيضاً: أخبرنا مكي بن إبراهيم: حدثنا هشام، عن الحسن قال: ... فذكره موقوفاً عليه. وكذلك رواه أبو الحسن بن الصلت (2/ 1) موقوفاً.

ولعله أصح، وهو الذي رجحه الحافظ ابن رجب كما تقدم، والله أعلم.

3946 - (العلم ميراثي، وميراث الأنبياء قبلي، فمن كان يرثني؛ فهو معي في الجنة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 304) عن أبي مقاتل، عن أبي حنيفة، عن إسماعيل بن عبد الله، عن أبي صالح، عن أم هانىء مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 39) ، وقال:

"أبو مقاتل السمرقندي كذبه ابن مهدي، وقال السليماني: هو في عداد من يضع الحديث".

قلت: وهو صاحب كتاب "العالم والمتعلم".

وإسماعيل بن عبد الله؛ لم أعرفه. وكذا وقع في "الذيل": إسماعيل بن عبد الله. وأما المناوي فقال:

 

(8/415)

 

 

"وفيه إسماعيل بن عبد الملك، قال الذهبي: قال النسائي: غير قوي".

كذا قال! وابن عبد الملك هذا لم أعرفه، وليس هو في سند الديلمي. والله أعلم.

3947 - (العلم والمال يستران كل عيب، والجهل والفقر يكشفان كل عيب) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 306) عن الرشيد: حدثني أبي، عن جدي، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون علي بن عبد الله بن عباس؛ لا يعرف حالهم في الرواية مع شهرتهم بالملك والخلافة، وظاهره الانقطاع؛ فإن جد الرشيد هو أبو جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس؛ وأبو جعفر لا يعرف بالرواية عن جده علي بن عبد الله. والله أعلم.

 

(8/416)

 

 

3948 - (العلم لا يحل منعه) .

ضعيف

رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (9/ 2) عن أبي فضيل عبيد ابن محمد العسقلاني: أخبرنا عمر بن صدقة - إمام أنطاكية - قال: أخبرنا عمر بن شاكر، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"أي شيء لا يحل منعه؟ ". فقال بعضهم: الملح، وقال آخر: النار، فلما أعياهم قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذلك العلم.." الحديث. وقال بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب -:

"واه".

 

(8/416)

 

 

قلت: وعلته عمر بن شاكر؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 115) عن أبيه:

"ضعيف الحديث، يروي عن أنس المناكير".

ومن دونه؛ لم أعرفهما.

ولفظ الترجمة من الحديث؛ أخرجه الديلمي (2/ 304) عن يزيد بن عياض: حدثنا الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وابن عياض؛ كذبه مالك وغيره؛ كما قال الحافظ.

والحديث عزاه السيوطي للديلمي فقط!

3949 - (العلماء أمناء أمتي) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 207) عن إسماعيل بن علي السعري، عن حماد بن مسعدة، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير إسماعيل بن علي السعري؛ فلم أعرفه، ولا تبينت لي هذه النسبة من الأصل، وما أثبته هو أقرب صورة تطابق الأصل. ودونه من لم أعرفه أيضاً.

ثم روى من طريق عيسى بن إبراهيم، عن الحكم الأيلي، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل مرفوعاً بلفظ:

"العالم أمين الله في الأرض".

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ عيسى بن إبراهيم - وهو الهاشمي -؛ هالك، ومثله الحكم الأيلي. وقد تقدم هذا تحت الحديث (2670) .

 

(8/417)

 

 

3950 - (العلماء ثلاثة: رجل عاش به الناس وعاش بعلمه، ورجل عاش به الناس وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 307) ، والضياء في "المنتقى من حديث أبي نعيم الأزهري" (283/ 2) : حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الضبي: حدثنا محمد بن شعيب البلخي: حدثنا إسماعيل بن نصر الوائلي: حدثنا خالد العبد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته خالد العبد - واسم أبيه: عبد الرحمن -، قال الذهبي:

"تركه غير واحد، ورماه عمرو بن علي بالوضع، وكذبه الدارقطني".

ويزيد الرقاشي؛ ضعيف.

 

(8/418)

 

 

3951 - (العلماء مصابيح الجنة، وورثة الأنبياء) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 306) عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الواسطي - واسمه عمرو بن خالد -؛ قال الحافظ:

"متروك، ورماه وكيع بالكذب".

قلت: وأما الجملة الثانية منه؛ فلها أصل في حديث أبي الدرداء المخرج في "المشكاة" (212) ، و"الترغيب" (1/ 53) من طريقين عنه، أحدهما حسن، ونقل المناوي عن الحافظ أنه قال:

"وهو حديث صحيح".

 

(8/418)

 

 

3952 - (العلماء ورثة الأنبياء، يحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 206) عن محمد بن إسحاق البكائي، عن محمد بن مطرف، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسحاق هو السبيعي؛ وهو مدلس مختلط.

وشريك؛ ضعيف سيىء الحفظ.

ومحمد بن إسحاق البكائي؛ لم أعرفه.

وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (1/ 46-ط) عن محمد بن مطرف السعدي به.

وعزاه الحافظ في "تخريج الكشاف" (124/ 117) لأبي نعيم في "فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف".

وقد ثبت الحديث مفرقاً دون قوله: "يحبهم أهل السماء". فانظر "التعليق الرغيب" (1/ 53/ 2) ، و "الصحيحة" (3024) .

 

(8/419)

 

 

3953 - (العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة الزكاة من الصيام) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 311) عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ جويبر متروك.

والضحاك؛ لم يسمع من ابن عباس.

 

(8/419)

 

 

3954 - (العيادة فواق ناقة) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (182/ 1) قال: حدثني أيوب بن الوليد الضرير قال: حدثنا شعيب بن حرب قال: حدثنا أبو علي بن العنزي قال: حدثنا إسماعيل بن القاسم، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ إسماعيل بن القاسم لم أعرفه.

وأبو علي بن العنزي: هو حبان بن علي العنزي، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب".

وأيوب بن الوليد الضرير؛ ترجمه الخطيب (7/ 10-11) وذكر أنه مات سنة ستين؛ يعني ومئتين، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(8/420)

 

 

3955 - (العيدان واجبان على كل حالم من ذكر وأنثى) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 317) عن عمرو بن شمر، عن محمد بن سوقة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمرو بن شمر هذا؛ قال ابن حبان:

"رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات". وقال البخاري:

"منكر الحديث". وقال النسائي والدارقطني وغيرهما:

"متروك الحديث".

قلت: وهذا حال الحديث من حيث الرواية، وإلا؛ فمعناه صحيح؛ يدل عليه أمور، منها: أمره - صلى الله عليه وسلم - النساء أن يخرجن إلى المصلى، ومن كانت لا جلباب لها

 

(8/420)

 

 

تعيرها جارتها من جلبابها، حتى الحيض منهن أمرن بالخروج؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين. فهذا من أقوى الأدلة على وجوب صلاة العيدين عليهن، وإذا كان هذا هو الحكم عليهن؛ فكيف الرجال؟!

3956 - (العينان دليلان، والأذنان قمعان، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والكبد رحمة، والطحال ضحك، والرئة نفس، والكليتان مكر، والقلب ملك، فإذا صلح الملك صلحت رعيته، وإذا فسد الملك فسدت رعيته) .

ضعيف جداً

رواه أبو الشيخ في "كتاب العظمة" (22/ 1) وفي "طبقات الأصبهانيين" (ص 250-ظاهرية) عن هشام بن محمد بن السائب: حدثنا أبو الفضل العبد ي من آل حرب بن مسقلة -: حدثنا عطية، عن أبي سعيد قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته هشام هذا، وهو الكلبي الأخباري النسابة المشهور، قال الدارقطني وغيره:

"متروك". وقال ابن عساكر:

"رافضي، ليس بثقة".

 

(8/421)

 

 

3957 - (غبار المدينة شفاء من الجذام) .

منكر

أخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي" (ق 51/ 2) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 393) ، وابن النجار في "أخبار مدينة الرسول" (ص 28-الثقافة) من طريق أبي غزية محمد بن موسى، عن عبد العزيز بن عمران، عن

 

(8/421)

 

 

محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن خارجة، عن [إسماعيل بن] محمد بن ثابت ابن قيس بن شماس، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علل:

الأولى - وهي الأقوى -: أبو غزية؛ قال البخاري:

"عنده مناكير".

وقال ابن حبان (2/ 289) :

"كان ممن يسرق الحديث، ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات، حتى إذا سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المعتمد لها".

الثانية: عبد العزيز بن عمران - وهو ابن أبي ثابت الزهري -؛ متروك؛ كما في "التقريب" و "المغني"، مات سنة (197) .

الثالثة: محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن خارجة؛ لم أعرفه.

الرابعة: إسماعيل بن محمد بن ثابت؛ مجهول، لم يذكر البخاري وابن أبي حاتم في ترجمته راوياً عنه غير الزهري، وأما ابن حبان فترجمه في "الثقات" برواية (أبي ثابت ولد ثابت بن قيس) . وكذا ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة (أبي ثابت) نفسه.

وأما أبوه (محمد بن ثابت بن قيس بن شماس) ؛ فتناقض فيه ابن حبان؛ فأورده في "الصحابة" (3/ 364) ، وأورده في "التابعين" (5/ 355) ، وقد قال ابن منده:

"لا تصح له صحبة" كذا في "الإصابة"، وجزم به في "التهذيب"، فالحديث

 

(8/422)

 

 

مع ذاك الضعف الشديد والعلل الأربع مرسل غير مسند، وقد علقه ابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 57/ 1) عن ثابت بن قيس - يعني والد محمد - فوهم هو؛ أو من نقل عنه.

ثم عرفت من أين أتي؛ فقد رأيته في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" (2/ 132/ 2) من الطريق المتقدم، لكن وقع فيه:

"عن جده ثابت"!

واعتمده السيوطي في هذا الخطأ في "الجامع الصغير"؛ فإنه قال:

"أبو نعيم في "الطب" عن ثابت بن قيس بن شماس"!

وهذا خلاف ما تقدم نقله عنه وعن غيره، وكأنه جاءه الخطأ من السرعة في تلخيصه لتخريجه إياه في "الجامع الكبير"؛ فإنه فرق فيه بين رواية أبي نعيم ورواية الديلمي؛ فقال:

"أبو سعيد في "مشيخته"، والرافعي عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه، والديلمي، عن إسماعيل، عن جده ثابت".

وهذا هو الصواب. ولم يتنبه لهذا المناوي في شرحه "الفيض"، فجرى فيه على أن الحديث لأبي نعيم والديلمي عن ثابت! وقلده في ذلك الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 78) ، والمعلق على "الفردوس" (3/ 101) !! وقد وقع فيه أن الحديث عن قيس بن شماس!!

وقد روي الحديث من وجهين آخرين واهيين:

أحدهما: من طريق القاسم بن عبد الله العمري، عن أبي بكر بن محمد، عن سالم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره بلفظ:

 

(8/423)

 

 

"يبرىء من الجذام".

أخرجه أبو نعيم أيضاً.

وهذا مع كونه مرسلاً أيضاً، فإن السند إليه واه بمرة؛ القاسم هذا قال الحافظ الذهبي في "المغني":

"قال أحمد: كذاب يضع الحديث".

والآخر: رواه الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" قال: حدثني محمد بن حسن، عن إبراهيم قال: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره بلفظ:

".. يطفىء الجذام". كما في "الحجج المبينة" للسيوطي (72/ 1) .

وهذا إسناد واه جداً كسابقه، بل هو معضل؛ فإن إبراهيم هذا هو ابن علي ابن حسن بن علي بن أبي رافع المدني مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف، من التاسعة".

والراوي عنه (محمد بن الحسن) هو ابن زبالة؛ قال الحافظ أيضاً:

"كذبوه، من كبار العاشرة".

وأنكر من كل ما سبق ما جاء في "الترغيب" للمنذري (2/ 145) :

"وعن سعد - رضي الله عنه - قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غباراً، فخمر بعض من كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنفه، فأزال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللثام عن وجهه، وقال:

 

(8/424)

 

 

"والذي نفسي بيده! إن في غبارها شفاء من كل داء، قال: وأراه ذكر: ومن الجذام والبرص".

ذكره رزين العبد ري في "جامعه"، ولم أره في الأصول".

قلت: وصدقه الحافظ الناجي في "عجالة الإملاء" (ق 136/ 2) ، وفي ذلك إشارة إلى أنه لا أصل له؛ كما قاله ابن الجوزي فيما نقلوا عنه، ولا يحضرني الآن مصدره.

وإذا عرفت أن طرق الحديث ضعيفة جداً مع إرسالها وإعضالها، وفقدان الشاهد الصالح لها؛ يتبين لك جهل المعلقين على "الترغيب" (2/ 191) بقولهم:

"حسن بشواهده"!

فإنه لا يخفى على المبتدئين في هذا العلم؛ أنه يشترط في الشواهد أن لا يشتد ضعفها! وإن مما يؤكد جهلهم أنهم أتبعوا قولهم المذكور بقول الحافظ الناجي في المكان الذي أشرت إليه:

"وقد روى الحافظ أبو نعيم في "الطب" من حديث ثابت (!) بن قيس بن شماس مرفوعاً.. (فذكر الحديث) ، وروي أيضاً مرسلاً من حديث سالم: أنه يبرىء من الجذام. وروي أيضاً من حديث عائشة قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فقال: والله! إن تربتها ميمونة".

قلت: وقد عرفت مما تقدم الضعف الشديد الذي في الحديثين الأولين، وأما حديث عائشة فمع كونه ليس في معناهما - كما هو ظاهر -؛ فإنه لا يصح إسناده، وقد قيل في متنه: "مؤمنة"؛ كما سيأتي بيان ذلك كله برقم (6614) .

 

(8/425)

 

 

ولم يذكر المشار إليهم الطرف الأول من كلام الناجي الذي فيه تصديقه لقول المنذري: "ولم أره في الأصول"، ولا أعتقد أنهم يفهمون دلالته على النحو الذي أشرت إليه في كلام ابن الجوزي!

وأنا أخشى أن يكون من ذكر أو روى حديث سعد بن أبي وقاص اختلط عليه بحديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه -؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب حماراً، فمر بمجلس فيه عبد الله بن أبي سلول، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه! ثم قال: لا تغبروا علينا! .. الحديث.

وهذا مختصر من "صحيح البخاري" (4566) ، و"مسلم" (5/ 182-183) وغيرهما، هذا هو أصل حديث الغبار، والله أعلم.

إذا عرفت هذا؛ فإن من ذاك القبيل قول المناوي في "فيض القدير":

"هذا الحديث مما لا يمكن تعليله، ولا يعرف وجهه من جهة العقل ولا الطب، فإن وقف فيه متشرع؛ قلنا: الله ورسوله أعلم، وهذا لا ينتفع به من أنكره، أو شك فيه، أو فعله مجرباً".

قلت: مثل هذا إنما يقال فيما صح من أحاديث الطب النبوي، كحديث الذباب ونحوه، أما وهذا لم يصح إسناده؛ فلا يقال مثل هذا الكلام، بل إني أكاد أقول: إنه حديث موضوع؛ لأن المصابين بالجذام قد كانوا في المدينة، ولذلك جاءت أحاديث في التوقي من عدواهم؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم - للمجذوم الذي أتى ليبايعه:

"ارجع، فقد بايعناك".

رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة" (1968) .

 

(8/426)

 

 

وقوله - صلى الله عليه وسلم -:

"فر من المجذوم كما تفر من الأسد".

رواه البخاري وغيره، وهو مخرج هناك برقم (783) .

وقوله أيضاً:

"لا تديموا النظر إلى المجذومين".

وهو حديث صحيح؛ مخرج أيضاً هناك (1064) .

وإن مما لا شك فيه؛ أن هؤلاء قد كان أصابهم من غبار المدينة، ومع ذلك أصيبوا، ولم يصحوا! ولا أمروا بالاستشفاء بغبار المدينة، صلي الله وسلم على ساكنها. (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .

3958 - (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، كغسل الجنابة) .

ضعيف

أخرجه ابن حبان (563) من طريق أبي يعلى، عن عبد العزيز بن محمد: حدثنا صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد جيد؛ لولا أن عبد العزيز بن محمد - وهو الدراوردي - كان يحدث من كتب غيره فيخطىء؛ كما في "التقريب". والظاهر أنه قد أخطأ في متن هذا الحديث، فزاد فيه "كغسل الجنابة"؛ فقد رواه مالك في "الموطأ" (1/ 124) عن صفوان بن سليم به دون الزيادة. ومن طريق مالك أخرجه الشيخان، وغيرهما؛ كأحمد (3/ 60) ، والبيهقي (3/ 188) .

 

(8/427)

 

 

وتابعه سفيان بن عيينة، عن صفوان به.

أخرجه الدارمي (1/ 361) ، وأحمد (3/ 6) .

وله طريق أخرى؛ يرويها أبو بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه مرفوعاً به؛ دون الزيادة.

أخرجه أحمد (3/ 30 و 65 و 69) .

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

فدلت هذه الطريق والمتابعات التي قبلها على خطأ عبد العزيز الدراوردي في هذه الزيادة، فهي شاذة.

ولا يقويه أن له شاهداً من حديث أبي هريرة مرفوعاً به، دون قوله: "على كل محتلم".

أخرجه الديلمي (2/ 320) من طريق إبراهيم بن بسطام الزعفراني: حدثنا يحيى بن عبد الحميد: حدثنا أبو الوسيم، عن عقبة بن صهبان عنه.

فإنه إسناد ضعيف لا تقوم به حجة؛ أبو الوسيم هذا لا يعرف، وقد ذكر الدولابي في "الكنى" (2/ 147) أنه يسمى صبيحاً، وساق له هذا الحديث بدون الزيادة، وبلفظ:

"الغسل واجب في هذه الأيام: يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة".

وإسناده عنده هكذا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن معمر البحراني قال: حدثنا أبو المغيرة عمير بن عبد المجيد الحنفي قال: حدثنا صبيح أبو الوسيم به.

 

(8/428)

 

 

وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم؛ غير صبيح؛ هذا فهو العلة، ومن الغريب أن يغفلوه جميعاً ولا يترجموه!

وعمير بن عبد المجيد الحنفي هو أخو أبي بكر الحنفي؛ قال ابن معين:

"صالح". وقال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 377) عن أبيه:

"ليس به بأس".

والبحراني؛ ثقة من رجال "التهذيب".

والحديث أعاده الديلمي (2/ 322) من طريق ابن بسطام المتقدمة؛ لكن بلفظ الدولابي السابق، ولعل ذلك يدل على عدم اتقان ابن بسطام لروايته إياه، فمرة رواه بهذا اللفظ، ومرة بهذا، وإن كان حفظه؛ فالاضطراب من صبيح نفسه. والله أعلم.

وقال الشوكاني في "السيل الجرار" (1/ 118) بعد أن عزاه للديلمي:

"وإسناده مظلم".

ومثل هذه الزيادة في الشذوذ؛ ما رواه عثمان بن واقد العمري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:

"الغسل يوم الجمعة على كل حالم من الرجال، وعلى كل بالغ من النساء".

أخرجه ابن حبان (565) ، والبيهقي (3/ 188) نحوه.

فإن العمري هذا متكلم فيه قال الذهبي:

"وثقه ابن معين، وضعفه أبو داود؛ لأنه روى حديث: "من أتى الجمعة فليغتسل من الرجال والنساء" (يعني هذا) ، فتفرد بهذه الزيادة. قاله أبو داود".

وقال الحافظ بعد أن عزاه لأبي عوانة وابن خزيمة (2/ 358) :

 

(8/429)

 

 

"ورجاله ثقات، لكن قال البزار: أخشى أن يكون عثمان بن واقد وهم فيه".

أقول: ولا شك في وهمه في ذلك؛ فقد رواه جمع من الثقات، عن نافع به؛ دون ذكر النساء.

أخرجه أحمد (2/ 3 و 42 و 48 و 55 و 75 و 77 و 78 و 101 و 105) من طرق كثيرة، عن نافع به دون الزيادة. وكذلك رواه مالك (1/ 125) ، وعنه أحمد (2/ 64) ، والبخاري، وغيرهما.

وكذلك رواه جمع آخر من الثقات، عن ابن عمر مرفوعاً، دون الزيادة، فراجع "المسند" (2/ 9 و 35 و 37 و 47 و 51 و 53 و 57 و 64 و 75 و 115 و 120 و 141 و 145 و 149) .

فمن وقف على هذه الطرق لم يشك مطلقاً في شذوذ تلك الزيادة وضعفها.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" للرافعي عن أبي سعيد، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

وقد وقفت على إسناده في "تاريخ قزوين" للرافعي (2/ 245) من طريق بكر ابن عبد الله، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه مرفوعاً بلفظ:

"غسل يوم الجمعة واجب كوجوب غسل الجنابة".

وهذا آفته بكر هذا؛ قال ابن معين:

"كذاب ليس بشيء".

ودونه من لم أعرفه.

 

(8/430)

 

 

3959 - (غشيتكم السكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش، فعند ذلك لا تأمرون بمعروف، ولا تنهون عن منكر، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 48) عن موسى بن أيوب: حدثنا إبراهيم بن شعيب الخولاني، عن إبراهيم بن آدهم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث إبراهيم وهشام".

قلت: وهذا سند ضعيف؛ إبراهيم بن شعيب الخولاني (كذا وقع في هذه الرواية) . وساقها أبو نعيم من طريق أخرى، عن موسى بن أيوب فقال: حدثنا يوسف بن شعيب، عن إبراهيم به؛ إلا أنه قطعة، فلم يذكر عائشة في سنده ولا رفعه.

ويوسف بن شعيب؛ الظاهر أنه الذي في "الميزان" و "اللسان":

"يوسف بن شعيب. عن الأوزاعي، لا أعرفه، وضعفه الدارقطني في (العلل) ".

ثم رواه أبو نعيم من طريق أبي الشيخ - في "الأمثال" (233) - من حديث أنس نحوه مرفوعاً؛ وزاد في أوله:

"أنتم اليوم على بينة من ربكم؛ تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، تجاهدون في الله، ثم تظهر فيكم السكرتان.." الحديث، وفي آخره:

"القائمون يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين صديقاً". قالوا: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: "بل منكم".

 

(8/431)

 

 

ورجاله ثقات؛ إلا أن محمد بن العباس بن أيوب - وهو أبو جعفر الأصبهاني الحافظ - كان اختلط قبل موته بسنين، قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 224) :

"توفي سنة إحدى وثلاث مئة، وقطع عن الحديث سنة ست وتسعين؛ لاختلاطه".

ومثله في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (315/ 426) .

ومعنى هذا أنه اختلط قبل موته بخمس سنين، فما في "اللسان" أنه "اختلط قبل موته بسنة" خطأ، ولعله من الناسخ أو الطابع.

3960 - (غضوا الأبصار، واهجروا الدعار، واجتنبوا أعمال أهل النار) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 318-319) عن بقية بن الوليد: حدثنا عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، عن الحكم بن عمير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عيسى بن إبراهيم، وهو الهاشمي؛ متروك.

وموسى بن أبي حبيب؛ قال الذهبي:

"ضعفه أبو حاتم، وخبره ساقط، وله عن الحكم بن عمير - رجل قيل له صحبة - والذي أرى أنه لم يلقه، وموسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير".

والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" فيما عزاه إليه السيوطي في "الجامع"، ولم أره في "مسند الحكم بن عمير الثمالي" منه، وذكر المناوي أن فيه عيسى بن إبراهيم المتقدم. والله أعلم.

 

(8/432)

 

 

3961 - (غفر الله لرجل أماط غصن شوك عن الطريق؛ ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 319) عن أبي الشيخ معلقاً، من طريق دراج، عن ابن هبيرة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ دراج ضعيف له مناكير.

والحديث عزاه السيوطي لابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً، زاد المناوي: وأبو الشيخ والديلمي، ولم يتكلم على إسناده بشيء، مع أنه عند الأخيرين عن أبي هريرة وحده كما رأيت!

 

(8/433)

 

 

3962 - (غيرتان؛ إحداهما يحبها الله عز وجل، والأخرى يبغضها الله، ومخيلتان؛ إحداهما يحبها الله عز وجل، والأخرى يبغضها الله: الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله، والمخيلة إذا تصدق الرجل يحبها الله، والمخيلة في الكبر يبغضها الله) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 418) ، وابن خزيمة (ق 250/ 2) ، وأحمد (4/ 154) عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي.

قلت: وفيه نظر؛ لأن الأزرق هذا لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير زيد بن سلام وهو أبو سلام، الأسود، فهو مجهول، وقد أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في "الميزان":

"روى عنه أبو سلام الأسود فقط".

 

(8/433)

 

 

وكذا الحافظ بقوله في "التقريب":

"مقبول". يعني عند المتابعة، وما علمت له متابعاً على هذا الحديث بهذا السياق. والله أعلم.

3963 - (الغبار في سبيل الله؛ إسفار الوجوه يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 88 و 8/ 274-275) : حدثنا سليمان بن أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: حدثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق: حدثني سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن أنس بن مالك مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث سليمان والزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو ضعيف؛ لأن التنوخي مع ثقته كان اختلط في آخر عمره.

والخزاعي يخطىء ويخالف؛ قاله ابن حبان في "تاريخ الثقات" كما في "اللسان".

 

(8/434)

 

 

3964 - (الغدو والرواح في تعلم العلم؛ أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله عز وجل) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 322) عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً.

وهذا إسناد واه بمرة؛ نهشل هذا متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه؛ كما في "التقريب".

والضحاك؛ لم يسمع من ابن عباس.

 

(8/434)

 

 

3965 - (الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم، ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه، ورجل صالح مع قوم سوء) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 323) من طريق سعيد بن أبي زيد وراق الفريابي: حدثنا محمد بن هارون الصوري: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا متن موضوع؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة؛ آفته الصوري هذا؛ فإنه مجهول، وقد وقع في الأصل المصور من "الديلمي": "محمد بن هارون"، والصواب: عبد الله بن هارون، وعلى الصحة وقع في المناوي، فقال بعد أن عزاه لابن لال أيضاً:

"فيه عبد الله بن هارون الصوري، قال الذهبي في "الذيل": لا يعرف".

قلت: وفي "الميزان" و "اللسان":

"عبد الله بن هارون الصوري، عن الأوزاعي؛ لا يعرف. والخبر كذب في أخلاق الأبدال".

قلت: وهذا مثله في نقدي كما تقدم. والله أعلم.

ثم رأيت الحديث في "الأحاديث المئة" لابن طولون (34/ 29) من طريق مكي: أنبأنا أبي: حدثنا عيسى، عن أبي خلف الكوفي، عن الزهري به.

قلت: وأبو خلف هذا لا يعرف؛ كما في "الميزان" و "المغني" و "اللسان"

و (مكي) عن أبيه؛ لم أعرفه.

 

(8/435)

 

 

3966 - (الغريب إذا مرض فنظر يمينه وعن شماله، ومن أمامه ومن خلفه، فلم ير أحداً يعرفه؛ غفر الله له ما تقدم من ذنبه) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 323) عن يعقوب الزهري، عن أيوب الثقفي، عن محمد بن داود، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:

الأولى: الحكم بن أبان؛ فيه ضعف.

الثانية: محمد بن داود؛ لم أعرفه.

الثالثة: أيوب الثقفي؛ لم أعرفه أيضاً، وليس هو أيوب بن طهمان الثقفي الذي رأى علي بن أبي طالب فيما زعم؛ فإن المترجم دونه في الطبقة كما ترى، وهذا تابعي، وهو مجهول أيضاً.

الرابعة: يعقوب - وهو ابن محمد الزهري -؛ قال الحافظ:

"صدوق، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء".

والحديث ساقه الحافظ السخاوي في "المقاصد" (ص 296) مع أحاديث أخرى في فضل الغربة، ثم قال:

"ولا يصح شيء من ذلك".

ثم رأيت الحديث في "أخبار قزوين" للرافعي (4/ 170) رواه من الوجه المذكور؛ لكن وقع فيه مكان (محمد بن داود) : (محمد بن زياد) ، فإن صح هذا، فلا أستبعد أن يكون هو محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي، وقد كذبوه كما في "التقريب".

 

(8/436)

 

 

3967 - (الغريق شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد، والملدوغ شهيد، والمبطون شهيد، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد، ومن يقع من فوق البيت فيندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد، ومن يقع عليه الصخرة فهو شهيد، والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله ولها أجر شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر فهو شهيد) .

ضعيف جداً

رواه ابن عساكر (15/ 208/ 1) عن أبي تراب محمد بن سهل ابن عبد الله: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يحيى بن زيد: حدثنا خالد بن يزيد: حدثنا داود بن الزبرقان، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي: أن علياً قال: ... فذكره مرفوعاً.

ساقه في ترجمة أبي تراب هذا.

ثم روى من طريق الحاكم: حدثني أحمد بن منصور بن عيسى الفقيه الحافظ - وكان من الزهاد -: حدثني أبو بكر محمد بن سهل أبو تراب - وعلى قلبي منه ثقل -!

وداود بن الزبرقان؛ متروك، وكذبه الأزدي؛ كما في "التقريب"، فالإسناد ضعيف جداً، لكن كثيراً من فقرات الحديث قد صحت متفرقة في أحاديث أخرى، مثل: "الغريق شهيد، والحريق شهيد"، و "المبطون شهيد"، و "من يقع عليه البيت فهو شهيد"؛ فإنه معنى حديث: "صاحب الهدم شهيد" المروي في "الصحيحين"، و "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد".

وقد خرجت أحاديثها في "أحكام الجنائز"، فراجعها إن شئت (ص 36 و 38 و 39-42) .

 

(8/437)

 

 

ثم رأيت في "الخلاصة" (24/ 2) أن الدارقطني روى عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"الغريب شهيد". وقال:

"وصححه في "علله"". فلينظر.

وقد رواه ابن ماجه بنحوه، ومضى برقم (425) ، وروي بلفظ:

"موت الرجل في الغربة شهادة، وإذا احتضر، فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره، فلم ير إلا غريباً وذكر أهله وولده تنفس، فله بكل نفس يتنفس به يمحو الله عنه ألفي ألف سيئة، ويكتب له ألفي ألف حسنة، ويطبع بطابع الشهداء إذا خرجت نفسه".

رواه الطبراني (3/ 107/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (251/ 1) ، والقاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 1) عن عمرو بن حصين العقيلي: أخبرنا ابن علاثة - يعني محمد بن عبد الله القاضي -، عن الحكم ابن أبان، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عمرو بن حصين متروك، والحكم بن أبان فيه ضعف.

وفي معنى الفقرة الأولى منه:

"موت المسافر شهادة".

رواه القاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 2) من طريق أبي علي الصابوني، عن عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومي: أخبرنا مسعر، عن أبي الزبير،

 

(8/438)

 

 

عن جابر مرفوعاً. وقال الصابوني:

"حديث غريب من حديث مسعر، لا أعلم له راوياً عنه غير عبد الله بن محمد بن المغيرة".

قلت: وهو شديد الضعف؛ قال ابن عدي:

"عامة ما يرويه لا يتابع عليه". وقال النسائي:

"روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها".

وقال العقيلي:

"يحدث بما لا أصل له".

وساق له الذهبي أحاديث؛ ثم قال فيها:

"وهذه موضوعات".

3968 - (الغزو خير لوديك) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 325) من طريق محمد بن سعيد بن حسان: أخبرني إسماعيل بن عبد الله: أخبرتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من بني حارثة:

"ألا تغزو يا فلان؟ "، قال: يا رسول الله! غرست ودياً لي، وإني أخاف إن غزوت أن يضيع، فقال: ... فذكره، قال: فغزا، فوجد وديه كأحسن الودي وأجوده.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن سعيد هذا - وهو الشامي المصلوب -؛ قال الحافظ في "التقريب":

"كذبوه، وقال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث. وقال أحمد: قتله

 

(8/439)

 

 

المنصور على الزندقة وصلبه".

3969 - (الغسل يوم الجمعة سنة) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 80/ 2) : حدثنا علي بن سعيد الرازي: أخبرنا إسحاق ابن رزيق الراسبي: أخبرنا المغيرة بن سقلاب: أخبرنا سفيان الثوري، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن همام بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 178) من طريق آخر، عن إسحاق بن زريق قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال: حدثنا سفيان الثوري به. وقال:

"لم يرفعه أحد من أصحاب الثوري إلا إسحاق بن زريق عن إبراهيم والمغيرة ابن سقلاب عنه. ورواه شعبة ومسعر والمسعودي عن وبرة".

قلت: يعني موقوفاً على ابن مسعود، وقد أسنده ابن أبي شيبة (2/ 96) من طريق مسعر، عن وبرة، عن همام بن الحارث قال: قال عبد الله: ... فذكره موقوفاً عليه، وإسناده صحيح.

وأما المرفوع فلا يصح؛ لأن مداره على إسحاق بن رزيق أو زريق (على اختلاف الروايتين) الراسبي، ولم أجد له ترجمة، وأما المغيرة بن سقلاب؛ فمختلف فيه.

وأما شيخه الآخر إبراهيم بن خالد الصنعاني؛ فثقة.

فالعلة من الراسبي لجهالته، ومخالفته لأصحاب الثوري الذين رووه موقوفاً؛ كما تقدم عن أبي نعيم وفي رواية ابن أبي شيبة. وكذلك رواه البزار بإسناد رجاله ثقات؛ كما قال الهيثمي (2/ 173) .

 

(8/440)

 

 

3970 - (الغفلة في ثلاث: الغفلة عن ذكر الله، والغفلة عن صلاة الغداة إلى طلوع الشمس، وغفلة الرجل عن نفسه في الدين) .

ضعيف

رواه الفسوي في "المعرفة" (2/ 526) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 336-هندية و 1/ 135/ 1) ، والأصبهاني في "الترغيب" (172/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (216/ 2) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الإفريقي، عن حديج الحميري، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:

الأولى: حديج الحميري وهو ابن صومي، كما وقع في سند البيهقي؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 310) برواية جمع عنه، ولم يحك فيه شيئاً، لكن وثقه الفسوي.

الثانية: الإفريقي - واسمه عبد الرحمن بن زياد -؛ وهو ضعيف.

الثالثة: عنعنة المحاربي؛ فإنه كان يدلس كما قال أحمد، لكن تابعه عند الفسوي: أبو عبد الرحمن - وهو عبد الله بن يزيد المقرىء -؛ وهو ثقة.

ومن هذا التخريج والتحقيق يعلم تساهل الهيثمي في "مجمع الزوائد" حين قال (4/ 128) :

"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه حديج بن صومي وهو مستور، وبقية رجاله ثقات"!

ثم إن البيهقي أخرج الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي البحتري الطائي: حدثنا المحاربي، عن الأعمش، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

 

(8/441)

 

 

قلت: وهذا مع عنعنة المحاربي؛ فإن الراوي عنه عبد الرحمن بن أبي البحتري لم أجد له ترجمة.

3971 - (الغنى الإياس مما في أيدي الناس، ومن مشى منكم إلى طمع؛ فليمش رويداً) .

ضعيف جداً

رواه تمام في "الفوائد" (261/ 2) : أخبرنا خيثمة بن سليمان: حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف القصباني الكوفي: حدثنا إبراهيم بن زياد: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال:

قلنا - أو قيل -: يا رسول الله ما الغنى؟ قال "الإياس ... " الحديث.

ورواه ابن الأعرابي في "معجمه" (235/ 1) : أخبرنا الفضل به. ومن طريق ابن الأعرابي، رواه القضاعي (2/ 9/ 2) ، والخطابي في "العزلة" (ص 33) .

والجملة الأولى منه؛ رواها أبو بكر النقاش في "جزء من حديثه" (86/ 1) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن زياد الكوفي: حدثنا أبو بكر بن عياش به.

ورواه الطبراني (3/ 69/ 1) ، والخطيب في "التلخيص" (39/ 1) من طريق أخرى، عن إبراهيم بن زياد العجلي به.

وإبراهيم هذا؛ قال الذهبي:

"قال الأزدي: متروك الحديث، ومن مناكيره ... "، ثم ساق هذا الحديث.

 

(8/442)

 

 

3972 - (الغسل واجب على كل مسلم في كل سبعة أيام: شعره وبشره) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 103/ 2) عن ليث، عن طاوس،

 

(8/442)

 

 

عن ابن عباس مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف ليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط.

3973 - (الغنم أموال الأنبياء عليهم السلام) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 322) عن موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ من أجل موسى هذا، وقد مضى ذكر بعض كلمات الأئمة فيه تحت الحديث (3930) .

 

(8/443)

 

 

3974 - (صلوا على موتاكم بالليل والنهار) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1522) عن الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.

قلت: هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل؛ عنعنة أبي الزبير، وكذا الوليد بن مسلم، وضعف ابن لهيعة.

ثم إن الحديث منكر؛ لمخالفته لحديث جابر الآخر الصحيح بلفظ:

"لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا".

رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص 58) .

 

(8/443)

 

 

3975 - (إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 296) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (8/ 9510) عن مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي قال:

 

(8/443)

 

 

لقيت أبا هريرة، فقلت له: إنه بلغني أنك تقول: إن الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة! قال: وما أعجبك من ذلك؟ فوالله! لقد سمعته - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن زيد هو ابن جدعان، قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف".

ومبارك بن فضالة؛ صدوق يدلس، وقد عنعنه، لكن تابعه سفيان بن حسين، عن علي بن زيد.

أخرجه البزار (3259-"زوائده") ، وسفيان - هذا ثقة في غير الزهري باتفاق الحفاظ - كما في "التقريب" -، وتابعه - أيضاً - سليمان بن المغيرة، عن علي بن زيد:

أخرجه أحمد أيضاً (2/ 521) ، ورجاله ثقات كلهم غير ابن جدعان، فانحصرت العلة به، ولذلك قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (2/ 451-منار) :

"وهذا حديث غريب، وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير".

ثم ذكر له متابعاً من تخريج ابن أبي حاتم من وجهين، عن زياد الجصاص، عن أبي عثمان به.

لكن زياد هذا؛ هو ابن أبي زياد الجصاص؛ متروك شديد الضعف، قال ابن المديني:

"ليس بشيء"، وضعفه جداً. وقال النسائي وابن عدي والدارقطني:

 

(8/444)

 

 

"متروك". ولذلك لما نقل الذهبي أنه قال في "الثقات": "ربما وهم" تعقبه بقوله:

"قلت: بل هو مجمع على ضعفه".

قلت: فلا تطمئن النفس للاستشهاد بحديثه، فيبقى الحديث على ضعفه.

وأما تصحيح الشيخ أحمد شاكر لهذا الحديث، فمن تساهله الذي لا نراه صواباً؛ فإنه قائم على توثيق ابن جدعان والجصاص، وكل ذلك رد لجرح الجارحين، لا سيما للثاني منهما دون عمدة!

ثم رأيت الحديث في "فوائد ابن خلاد" (1/ 223/ 2) : حدثنا محمد بن عثمان: حدثنا أبي قال: وجدت في كتاب [أبي] بخطه: حدثنا أبو بشر، عن أبي عثمان النهدي بلفظ:

"ألف ألف حسنة".

وأبو بشر اسمه عمران بن بشر الحلبي؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 294) عن أبيه:

"صالح".

لكن محمد بن عثمان - وهوابن أبي شيبة -؛ فيه ضعف.

3976 - (إن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 244-245) من طريق أبي نعيم، عن عيسى ابن مهران، عن الحسن بن الحسين، عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه [، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه علي] مرفوعاً.

 

(8/445)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عيسى بن مهران؛ فإنه كذاب؛ كما قال أبو حاتم والدارقطني. وقال ابن عدي:

"حدث بأحاديث موضوعة".

3977 - (إن لكل شيء قمامة وقمامة المسجد: لا والله، وبلى والله) .

ضعيف

رواه أبو يعلى (284/ 1) ، وعنه ابن عدي (136/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (20/ 1-2) عن رشدين بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال:

"لم يروه عن عقيل إلا رشدين".

قلت: وهو ضعيف، كما في "التقريب".

 

(8/446)

 

 

3978 - (ساعة من عالم يتكىء على فراشه ينظر في علمه؛ خير من عبادة العابد سبعين عاماً) .

موضوع

أخرجه الديلمي (206) من طريق أبي نعيم، عن الحسين بن أحمد الرازي، عن أبي جعفر محمد بن إسحاق الخطيب، عن أبي نصر منصور بن محمد، عن محمد بن سعيد الماليني، عن محمد بن عبيد الله المدني، عن أبي أويس، عن صفوان بن سليم، عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون محمد بن عبيد الله المدني؛ لم أعرفهم، وأبو نصر منصور بن محمد؛ أورده في "اللسان" هكذا:

"منصور بن محمد الحارثي أبو نصر. روى عن ".

هكذا وقع فيه، وكأنه لم يستحضر ما يذكره من شيوخه وحاله، فبيض له.

 

(8/446)

 

 

والحسين بن أحمد الرازي؛ يحتمل أنه الحسين بن أحمد الشماخي المترجم في "التاريخ" (8/ 8-9) و "اللسان" وفيه: أنه سمع بالري عن ابن أبي حاتم ... وهو من طبقة شيوخ أبي نعيم مات سنة (372) ، قال الحاكم:

"كذاب، لا يشتغل به".

3979 - (مولى الرجل أخوه وابن عمه) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 90) من طريق أبي شريك يحيى بن يزيد بن ضماد: حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إبراهيم بن أبي يحيى هو ابن أبي حية اليسع بن الأشعث المكي، قال البخاري وأبو حاتم:

"منكر الحديث".

وقال الدارقطني:

"متروك".

وسائر رجاله ثقات، وأما إعلال المناوي إياه في "شرحيه" بقوله:

"وفيه يحيى بن يزيد، قال الذهبي: ضعيف".

فهو من أوهامه؛ لأن هذا المضعف هو الرهاوي أو النوفلي المديني، وراوي حديثنا هو أبو شريك كما ترى، وترجمته في "الجرح" عقب ترجمة النوفلي، وقال فيه:

 

(8/447)

 

 

"شيخ". وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 262) ، وله ترجمة في "اللسان"، ولكن لم يذكر له راوياً ولا قول أبي حاتم فيه، ولا توثيق ابن حبان إياه!!

والحديث مما لم يورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وهو على شرطه!

3980 - (نهى عن النفخ في السجود، وعن النفخ في الشراب) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 150/ 4870) من طريق معاوية بن هشام، عن خالد بن إلياس، عن عبد الله بن ذكوان أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته خالد بن إلياس؛ قال الحافظ في "التقريب":

"متروك الحديث".

وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (2/ 83) .

وسائر رجاله رجال "الصحيح" - باستثناء شيخ الطبراني طبعاً؛ فإنه دون هذه الطبقة كما هو معروف -؛ ومعاوية بن هشام مع كونه من رجال مسلم؛ فإن له أوهاماً.

والجملة الثانية من الحديث؛ قد جاءت بإسناد آخر خير من هذا، من حديث أبي سعيد الخدري، وهو مخرج في "الصحيحة" (385 و 388) من طريقين عنه.

وله شاهد من حديث ابن عباس برقم (4715) .

 

(8/448)

 

 

3981 - (نهى عن المزايدة) .

ضعيف

أخرجه البزار (2/ 90/ 1276) من طريق ابن لهيعة: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن المغيرة بن زياد، عن سفيان بن وهب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن المزايدة. وقال:

"لا نعلم روى سفيان إلا هذا".

كذا قال! وقد ذكروا له غيره، اثنان منها في "معجم الطبراني" (7/ 81-82/ 6404-6406) ، و"فتوح مصر" (ص 307) ، وأحدهما في "مسند أحمد" (4/ 168) .

ثم هو مختلف في صحبته.

والراوي عنه: المغيرة بن زياد، صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب".

وابن لهيعة؛ معروف بسوء الحفظ بعد احتراق كتبه.

ومنه تعلم أن قول الهيثمي (4/ 84) :

"رواه البزار، وإسناده حسن"!

غير حسن، وإن قلده المناوي في "التيسير"! وأما في "الفيض"؛ فقال عن السيوطي:

"رمز لصحته"!

ومن أبواب البخاري في "صحيحه" (باب بيع المزايدة، وقال عطاء: أدركت الناس لا يرون بأساً ببيع المغانم فيمن يزيد) .

 

(8/449)

 

 

قال الحافظ في "شرحه" (4/ 354) :

"وكأن المصنف أشار إلى تضعيف ما أخرجه البزار.. (فذكر الحديث) ؛ فإن في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف".

3982 - (ورسول الله يحب معك العافية) .

موضوع

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 45) ، وأبو نعيم في "الطب" (ق 24/ 2) من طريق الطبراني كلاهما قالا: حدثنا بكر بن سهيل: حدثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء قال:

كنت جالساً بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر العافية، وماذا أعد الله - لصاحبها من عظيم الثواب إذا هو شكر، ويذكر البلاء وماذا أعد الله لصاحبه من عظيم الثواب إذا هو صبر، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. والسياق للعقيلي في ترجمة إبراهيم هذا، وقال فيه:

"يحدث عن الثقات بالبواطيل".

وقال ابن عدي (1/ 254) :

"ضعيف جداً حدث عن شعبة وغيره من الثقات بالبواطيل".

وفي "اللسان":

"لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به".

 

(8/450)

 

 

3983 - (وأنا أيضاً يصيبني ذلك. يعني: مس الذكر) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 178/ 468) : حدثنا أحمد ابن رشدين المصري: حدثنا خالد بن عبد السلام الصدفي: حدثنا الفضل بن المختار، عن عبد الله بن وهب، عن عصمة بن مالك الخطمي قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: احتك بعض جسدي، فأدخلت يدي أحتك، فأصابت يدي ذكري؟ قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع، آفته الفضل بن المختار هذا، وهو منكر الحديث، وله أباطيل وموضوعات تقدم أحدها برقم (284) .

والحديث قال الهيثمي (1/ 244) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه الفضل بن المختار، وهو منكر الحديث، ضعيف جداً".

ثم إن شيخ الطبراني أحمد بن رشدين متهم بالكذب؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (47) وغيره.

 

(8/451)

 

 

3984 - (ويحك! إذا مات عمر؛ فإن استطعت أن تموت؛ فمت) .

موضوع

أخرجه الطبراني بإسناد الذي قبله، برقم (478) عن عصمة بن مالك قال:

قدم رجل من أهل البادية بإبل له، فلقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتراها منه، فلقيه علي فقال: ما أقدمك؟ قال: قدمت بإبل فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فنقدك؟

 

(8/451)

 

 

قال: لا، ولكن بعتها منه بتأخير، فقال علي: ارجع، فقل له: يا رسول الله إن حدث بك حدث من يقضيني مالي؟ وانظر ما يقول لك، فارجع إلي حتى تعلمني. فقال: يا رسول الله! إن حدث بك حدث فمن يقضيني؟ قال: "أبو بكر". فأعلم علياً. فقال له: ارجع اسأله إن حدث بأبي بكر حدث فمن يقضيني؟ فقال: "عمر"، فجاء فأعلم علياً. فقال له: ارجع، فسله إذا مات عمر فمن يقضيني؟ فجاء فسأله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وهذا موضوع كالذي قبله، وذكرت آفته هناك فلا مسوغ للإعادة.

والحديث قال الهيثمي (5/ 179) :

"رواه الطبراني، وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف [جداً] ".

3985 - (زوجوا عثمان، لو كان لي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بالوحي من الله عز وجل) .

موضوع

أخرجه الطبراني بالإسناد المتقدم، عن عصمة قال:

لما ماتت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تحت عثمان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وفي إسناده متهم، وآخر يروي الموضوعات، وقول الهيثمي فيه (9/ 83) :

"رواه الطبراني، وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف".

ففيه تساهل في التعبير؛ كما يتبين لك بالرجوع إلى كلام الحفاظ فيه المذكور تحت الحديث (284) .

 

(8/452)

 

 

3986 - (أحب العمل إلى الله عز وجل سبحة الحديث، وأبغض الأعمال إلى الله التحريف. قلنا: يا رسول الله! وما سبحة الحديث؟ قال: القوم يتحدثون والرجل يسبح. قلنا يا رسول الله! وما التحريف؟ قال: يكونون بخير؛ فيسألهم الجار والصاحب، فيقولون: نحن بشر! يشكون) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" بإسناده المتقدم، عن عصمة ابن مالك مرفوعاً برقم (496) ، وقد عرفت أن فيه متهماً، ومن يروي الموضوعات.

(تنبيه) : الأصل: (التحديف) في الموضعين، ولم أعرف معناه، وما أثبته من "المجمع" (10/ 81) وضعفه بالمختار، وكذلك هو في "الترغيب" وأشار إلى تضعيفه!

 

(8/453)

 

 

3987 - (من تحبب إلى الناس بما يحبون، وبارز الله تعالى؛ لقي الله تعالى وهو عليه غضبان) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" برقم (499) ، بإسناده المتقدم، عن عصمة بن مالك مرفوعاً آنفاً.

وفيه ذاك المتهم، وذاك الذي يروي الموضوعات.

(تنبيه) : وقع الحديث في "المجمع" (10/ 224) : "عن عبد الله بن عصمة بن فاتك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف".

وهذا مع ما فيه من التساهل في الاقتصار على تضعيف الفضل بن المختار وهو شر من ذلك - كما تقدم الإشارة إلى ذلك في الأحاديث المتقدمة -؛ فإني لم أجد

 

(8/453)

 

 

في الصحابة عبد الله بن عصمة بن فاتك، ولا وجدته في الفهرس الذي كنت وضعته لأسماء الصحابة في "المعجم الأوسط"، كما لم أجد فيه ذكراً لعصمة بن مالك، ولا لحديثه في فهرس أحاديثه، فالظاهر أن عزوه لـ "الأوسط" عن عبد الله بن عصمة بن فاتك، كل ذلك خطأ؛ لا أدري لعله من الناسخ أو الطابع. والله أعلم.

والحديث تقدم مطولاً برقم (2645) ، ويأتي مبسطاً (6654) .

3988 - (الود الذي يتوارث: في أهل الإسلام) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 332/ 4419) من طريق محمد بن عمر الواقدي: حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، عن عمرو بن عبيد الله بن رافع، عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع؛ الواقدي متروك متهم بالكذب، وبه أعله الهيثمي (10/ 280) .

وعمرو بن عبيد الله بن رافع؛ لم أجده هكذا، ومن هذه الطبقة: عمرو بن عبيد الله الأنصاري المدني من بني الحارث بن الخزرج، ذكره ابن حبان في "تابعي الثقات" (5/ 176) ، وقال أبو حاتم:

"محله الصدق".

فيحتمل أن يكون هو هذا. والله أعلم.

وقد روي الحديث بلفظ:

"الود والبغض يتوارث".

وقد سبق الكلام عليه برقم (3161) .

 

(8/454)

 

 

3989 - (نهانا أن نعمل الأرض ببعض خراجها، وبورق منقودة) .

منكر بذكر الورق

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 311/ 4353) : حدثنا أحمد بن خليد الحلبي: حدثنا محمد بن عيسى الطباع: حدثنا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن مجاهد: حدثني ابن رافع بن خديج، عن أبيه قال:

نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمر كان لنا نافعاً، وأمر رسول الله على الرأس والعين، نهانا ... إلخ.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة ابن رافع بن خديج؛ فإنه لم يسم، وقد ذكره الذهبي في "فصل من عرف بأبيه" من "الميزان"، وقال:

"لا يعرف".

ويمكن أن تكون العلة ممن دونه، ولا أجد في سائر رجاله من يمكن أن أضع الشبهة فيه؛ لأنهم جميعاً ثقات سوى أحمد بن خليد الحلبي؛ فإني لم أجد له ترجمة؛ فقد رواه عمر بن ذر - وهو ثقة من رجال البخاري -، عن مجاهد به بلفظ:

جاءنا أبو رافع من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمر كان يرفق بنا، وطاعة الله وطاعة رسوله أرفق بنا: [نهانا] أن يزرع أحدنا إلا أرضاً يملك رقبتها، أو منحة يمنحها رجل.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 347/ 1303) ، ومن طريقه: أبو داود (3/ 689/ 3397) .

وهذا هو المحفوظ عن رافع بن خديج من طريق أخرى عنه، عند مسلم وغيره،

 

(8/455)

 

 

ومعناه صح عنه من طرق أخرى عنه، وفي بعضها قال رافع:

"أما بالذهب والورق؛ فلا بأس به".

رواه مسلم وغيره. وهو مخرج في "الإرواء" (1478) .

وذلك كله يؤكد نكارة ذكر الورق المنقودة في حديث الترجمة.

ونحوه: ما رواه قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن قيس بن رفاعة، عن جده رافع بن خديج قال: ... فذكره نحوه.

أخرجه الطبراني (4355) .

وقيس بن الربيع؛ ضعيف لسوء حفظه.

ونحوه: ما رواه أبو حنيفة، عن أبي حصين، عن ابن رافع بن خديج، عن رافع به نحوه، بلفظ:

"لا تستأجره بشيء". أخرجه الطبراني (3454) .

وأبو حنيفة أيضاً ضعيف.

3990 - (لا يأخذ الرجل من طول لحيته، ولكن من الصدغين) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 324) ، ومن طريقه: الديلمي في "مسند الفردوس" معلقاً (3/ 184) بسنده، عن عفير بن معدان، عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال أبو نعيم:

"غريب من حديث عطاء، لا أعلم عنه راوياً غير عفير بن معدان".

قلت: هو متروك ضعيف جداً، وهو راوي حديث: "وكل بالشمس تسعة

 

(8/456)

 

 

أملاك يرمونها بالثلج كل يوم..". وقد مضى برقم (293) .

وقد ثبت عن جماعة من السلف أخذ ما زاد على القبضة من اللحية؛ كما بينت ذلك بروايات عديدة في غير موضع.

وسيأتي برقم (5453) بزيادة.

3991 - (لا أجر إلا عن حسبة، ولا عمل إلا بنية) .

ضعيف

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 206) من طريق سعيد ابن محمد: حدثنا شقيق، عن إبراهيم بن أدهم، عن عمران القصير، عن مالك ابن دينار، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شقيق هذا هو ابن إبراهيم البلخي الزاهد؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 1/ 373) برواية اثنين آخرين عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وتناقض كلام الذهبي عنه في "الميزان"، فقال:

".. من كبار الزهاد، منكر الحديث.."، ثم قال:

"ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف، لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الراوي عنه"!!

ثم ذكره في "الضعفاء والمتروكين"، ولم يزد على قوله:

"لا يحتج به".

والراوي عند سعيد بن محمد؛ لم أعرفه، ولعله من الذين أشار إليهم الذهبي آنفاً. والله أعلم.

 

(8/457)

 

 

3992 - (لا تألوا على الله، لا تألوا على الله؛ فإنه من تألى على الله أكذبه الله) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 273/ 7898) عن أبي عبد الملك، عن القاسم، عن أبي أمامة، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب على الجدعاء وخلفه الفضل بن عباس يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبي عبد الملك، وهو علي بن يزيد الألهاني، وبه ضعفه الهيثمي (3/ 271 و 7/ 208) ، وقد سبق الكلام عليه مراراً.

(تنبيه) : هكذا الحديث في "المعجم" بتكرار الجملة الأولى منه مرتين، وكذا هو في "الجامع الكبير"، ووقع في "الصغير" تبعاً لـ "المجمع" في الموضعين منه بدون تكرار.

 

(8/458)

 

 

3993 - (لا تباع. [يعني أم الولد] ) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 243/ 4147) ، والدارقطني (4/ 133/ 29) ، وعنه البيهقي (10/ 345) عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن خوات بن جبير قال:

مات رجل وأوصى إلي، فكان فيما أوصى به أم ولده وامرأة حرة، فوقع بين أم الولد والمرأة كلام، فقالت لها المرأة: يا لكاع! غداً يؤخذ بأذنك، فتباعين في السوق، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"لا تباع".

 

(8/458)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة المعروف، وبه أعله الهيثمي (4/ 249) .

وتابعه رشدين بن سعد المهري: أخبرنا طلحة بن أبي سعيد، عن عبيد الله ابن أبي جعفر به.

ورشدين هذا ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة؛ كما في "التقريب".

قلت: وفي الطريق إليه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين؛ قال ابن عدي - كما تقدم ذكره مراراً -:

"كذبوه".

3994 - (ليس من مريض يمرض إلا نذر شيئاً؛ ونوى شيئاً من الخير، فف لله بما وعدته) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 243/ 4148) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2157) من طريق محمد بن الحجاج المصفر، والطبراني من طريق عبيد الله بن إسحاق الهاشمي؛ كلاهما، عن خوات بن صالح بن خوات بن جبير، عن أبيه، عن جده قال:

مرضت، فعادني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما برئت قال: ... فذكره.

قلت: يبدو أن هذا لفظ الهاشمي؛ فإن لفظ المصفر في "الكامل":

مرضت، ثم أفقت، فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"صح جسمك يا خوات! ".

 

(8/459)

 

 

قلت: وجسمك يا رسول الله! فقال:

"يا خوات! ف لله بما وعدت".

قلت: يا رسول الله! ما وعدت شيئاً، قال:

"بلى يا خوات! إنه ليس من مريض ... " الحديث.

ثم روى عن ابن معين أنه قال في (المصفر) :

"ليس بثقة". وعن أحمد والنسائي:

"متروك الحديث". وعن البخاري:

"سكتوا عنه". وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 296) :

"منكر الحديث جداً؛ يروي عن شعبة أشياء كأنه شعبة آخر، لا تحل الرواية عنه".

وساق له الذهبي من عجائبه حديثين؛ أحدهما هذا، والآخر هو الآتي بعد عدة أحاديث برقم (4019) .

قلت: وفي الطريق الأخرى عبيد الله، كذا وقع هنا، وفي "ضعفاء العقيلي" (2/ 233) :

"عبد الله بن إسحاق بن الفضل الهاشمي؛ له أحاديث لا يتابع منها على شيء".

ثم ساق له حديثاً آخر.

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 413) من طريق عبد الله هذا

 

(8/460)

 

 

مكبراً، وسكت عنه هو والذهبي! والحديث ظاهر البطلان؛ يشهد لبطلانه الواقع، فكم من مريض يمرض ولا ينذر، وبخاصة المؤمنين الذين يذكرون دائماً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل".

فلا أدري كيف ذهل الذهبي عن هذا؟ والله ولي التوفيق.

3995 - (إني على ما ترون بحمد الله، قد قرأت البارحة السبع الطوال) .

ضعيف

أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1136) ، وابن حبان (664) ، والحاكم (1/ 308) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 870) كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سليمان بن المغيرة: أخبرنا ثابت، عن أنس قال:

وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة شيئاً، فلما أصبح قيل: يا رسول الله! إن أثر الوجع عليك لبين، قال: ... فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

وقال الهيثمي بعد أن عزاه لأبي يعلى (2/ 274) :

"ورجاله ثقات".

قلت: ويبدو أنني اغتررت برهة من الدهر بهذا التصحيح والتوثيق، فأوردت الحديث في "صفة الصلاة" (ص 118-السادسة) ، ثم تبين لي الآن بمناسبة التعليق على "صحيح ابن خزيمة" الذي يقوم بتحقيقه صديقنا الدكتور مصطفى الأعظمي، فكان لا بد من النظر في إسناده، والنظر فيه عند غيره من المخرجين،

 

(8/461)

 

 

فإذا هو يدور - كما ترى - عندهم جميعاً على مؤمل بن إسماعيل، وإليك ترجمته من "الميزان":

"حافظ، عالم، يخطىء، وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: في حديثه خطأ كثير. وذكره أبو داود، فعظمه، ورفع من شأنه".

وقال الحافظ في "التقريب" ملخصاً فيه أقوال الأئمة:

"صدوق سيىء الحفظ".

قلت: فيبدو أن من وثقه لم يبد له حفظه، ومن وصفه به معه زيادة علم، فينبغي اعتماده، ولا يجوز طرحه كما هو معلوم من قواعد "مصطلح الحديث"، وعليه؛ فحديث الرجل يبقى في مرتبة الضعف حتى نجد له من يتابعه أو يشهد له، وهذا ما لم نظفر به، فمن كان عنده نسخة من "صفة الصلاة" فيها هذا الحديث؛ فليضرب عليه، وجزاه الله خيراً.

3996 - (فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي نعيم معلقاً، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي: حدثنا يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء رفعه.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ آفته يوسف بن عطية؛ متروك.

 

(8/462)

 

 

وزاهر الأزدي؛ لم أعرفه.

وإسماعيل بن عمرو؛ ضعيف.

3997 - (فاتحة الكتاب شفاء من السم) .

موضوع

رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في "الفوائد" (2/ 226/ 2) : حدثنا خيثمة قال: حدثنا حلقب بن محمد قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق قال: حدثنا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن محمد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ سلام الطويل متهم بالوضع، وزيد العمي ضعيف.

وقد توبع، ولكن ممن لا يفرح به؛ رواه محمد بن زكريا، عن عباد بن موسى، عن ابن عون، عن ابن سيرين به.

أخرجه الديلمي (2/ 332) .

وابن عون ثقة، لكن في الطريق إليه محمد بن زكريا وهو الغلابي البصري؛ قال الدارقطني:

"يضع الحديث".

والحديث عزاه ابن كثير في "تفسيره" (1/ 8) ، والقرطبي (1/ 112) ؛ للدارمي عن أبي سعيد مرفوعاً. وهو من أوهامهما رحمهما الله لوجهين:

الأول: أنه رواه (2/ 445) من طريق عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

 

(8/463)

 

 

وهذا مرسل، ليس فيه ذكر أبي سعيد!

والآخر: أنه عنده بلفظ:

"من كل داء". ليس فيه ذكر السم!

وهكذا رواه البيهقي في "الشعب" عن ابن عمير مرسلاً؛ كما في "الجامع الكبير". وعزاه باللفظ الأول عن أبي سعيد: لسعيد بن منصور، والبيهقي في "الشعب".

والوهم المذكور لابن كثير قلده فيه الشيخ نسيب الرفاعي في "مختصره" (ص 6) ، وليس هذا فقط، بل تجرأ فقال: إنه صحيح. وله من مثل هذه الجرأة المذمومة الشيء الكثير! هداه الله.

3998 - (فارس عصبتنا أهل البيت؛ لأن إسماعيل عم ولد إسحاق، وإسحاق عم ولد إسماعيل) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 11) ، والديلمي (2/ 332) معلقاً، عن الحاكم بسنده إلى إبراهيم بن هراسة، عن الثوري، عن معاوية بن قرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إبراهيم بن هراسة، قال البخاري:

"تركوه".

وكان أبو داود يطلق فيه الكذب، وقال العجلي:

"متروك كذاب".

 

(8/464)

 

 

3999 - (فارس نطحة أو نطحتان؛ ثم لا فارس بعدها أبداً، والروم ذات القرون أصحاب سحر وصحر، كلما ذهب قرن خلف قرن مكانه، هيهات إلى آخر الدهر، هم أصحابكم ما كان في العيش خير) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 147/ 1) : حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن محيريز مرفوعاً. ورواه الحارث في "مسنده" (86/ 1-زوائده) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 36/ 2) من طريق آخر، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي به. وكذا رواه الواحدي في "الوسيط" (3/ 183/ 1) ، والثعلبي في "تفسيره" (3/ 66/ 2) .

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل؛ لأن ابن محيريز - واسمه عبد الله - تابعي مات سنة (99) .

 

(8/465)

 

 

4000 - (فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها. قاله لعلي رضي الله عنه) .

ضعيف

أخرجه النسائي في "خصائص علي" (ص 26) عن [ابن] أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل قال: سمعت علياً رضي الله عنه على المنبر بالكوفة يقول:

خطبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة عليها السلام، فزوجني، فقلت: يا رسول الله! أنا أحب إليك أم هي؟ قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل الذي لم يسم.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية الطبراني في "الأوسط"؛ من حديث أبي هريرة مرفوعاً. وقال المناوي:

"قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح".

 

(8/465)

 

 

وأقول: في هذا النقل نظر؛ فإن الهيثمي المذكور؛ إنما قاله في حديث ابن عباس بنحوه؛ إلا أنه بلفظ:

"يا بنية! لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك".

قال الهيثمي (9/ 201) :

"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". ثم قال عقبه مباشرة:

"وعن أبي هريرة قال: قال علي: يا رسول الله أيما أحب إليك، أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها. قلت: فذكره، وقد تقدم. رواه الطبراني في (الأوسط) ".

كذا في النسخة المطبوعة، ليس فيها قوله الذي عزاه المناوي إليه:

"ورجاله رجال الصحيح". فلعله انتقل بصره إلى هذا القول الذي في الحديث قبله حديث ابن عباس.

ثم إنني لم أفهم المقصود من قوله: "قلت: فذكره، وقد تقدم"! ولا عرفت أين تقدم. فالله أعلم.

__________

تم بفضل الله وكرمه المجلد الثامن من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ".

ويليه إن شاء الله تعالى المجلد التاسع، وأوله الحديث

4001 - (فتنة القبر فيَّ، فإذا سئلتم عني. . .) .

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

(8/466)

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

المقدمة

إن الحمدَ للهِ، نحمدهُ ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يهدهِ الله فلا مُضِل له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه.

أما بعدُ؛ فهذا هو المجلد التاسعُ من " سلسلةِ الأحاديث الضعيفة والموضوعةِ، وأثرها السيئ في الأمة " يَخرُج إلى عالمِ المطبوعاتِ ليرى النورَ بعد عشراتِ السنين، يخرجُ إلى قُرائهِ ومنتظريهِ وراغِبيه بمئاتِ الأحاديث الضعيفةِ والموضوعةِ في مجالاتِ الشريعةِ المختلفةِ؛ من العقائد، والآدابِ والأخلاقِ، والأحكامِ، وغير ذلكَ مِمَّا سَيراه كل مُحِبٍّ للعلمِ وأهلِهِ، يخرجُ ليلحقَ بأمثالِهِ من المجلداتِ السابقةِ؛ ليكونَ المسلمُ على بينة مِنْ أَمْرِ دينهِ، فلا ينْسِبُ إلى نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ما لم يَقُلْهُ، فيقعَ تحتَ وعيد قوله الآخر: " كفَى بالمرءِ إثماً أنْ يُحَدِّثَ بكلِّ ما سَمعَ "، أو تحتَ وعيد قولِهِ الأخر:

" مَنْ كذبَ علي مُتَعَمِّدَاً؛ فليتبوأْ مقعَدَهُ مِنَ النار "، وحتى لا يقعَ المسلمُ في الضلالِ والبدعةِ، ويصرفَ جهده ووقتَه فيما لم يشرعْهُ الله ورسولُه، والمسكينُ يحَبُ أنه يُحْسِنُ صُنْعاً إ!

وسيرى القارىءُ الكريمُ تحتَ أحاديثِ هذا المجلد- كسابقه- الكثيرَ والكثيرَ منَ الأبحاثِ والتحقيقاتِ الحديثيةِ، والردودِ العلميةِ القويَّةِ، والفوائدِ والتنبيهاتِ الخفيَّةِ؛ كل في مكأنهِ ومناسبتِهِ، وخُذْ أمثلةً على ذلك الأحاديث: (4014، 4021، 4038، 4076، 4087، 4081، 4127، 4112، 4138، 4132، 4139، 4144، 4178، 4145، 4194، 4199، 42370، 4217، 4208، 420، 4267، 4261،

4279، 4281، 4312، 4313، 4328، 4342، 4348، 4351، 4384، 4392، 4410، 4430) .

__________

 

[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]

هذه ملاحظات على المجلد التاسع وقفت عليها في موقع ثمرات المطابع - جزاهم الله خيرا - وأحببت إضافتها هنا تنبيها للقارئ

أسامة بن الزهراء - فريق عمل الموسوعة الشاملة

___________

التقويم:

انظر ما علقناه على المجلد الثامن.

الملاحظات:

1-قد لا يقبل من المعتنين بالكتاب أن يتدخلوا في نص الكتاب ويحكموا على ما لم يحكم عليه الشيخ وأيضاً لا يعتبر هذا الحكم للشيخ ناصر رحمه الله وإن استعانوا بتخريجه كما هو معلوم، وأيضاً لا يكتفي فيهم أن ينبهوا على ذلك في المقدمة بل لابد أن يذكروا هذه الملاحظة وأن الحكم ليس للشيخ مع كل حديث فنحن لا نعرف إلا مؤلف الكتاب ولا نعرف هذه المجموعة من طلبة العلم التي استعانت بمجموعة أخرى للحكم على الحديث! وما ضرهم لو اكتفوا بإعداد الكتاب للطباعة دون تدخل وليضعوا ما شاؤوا في الهامش على اعتبار أنهم يحققون الكتاب.

2- ليس هناك منهج مطرد في التعليق على الكتاب فالتعليق بأسلوب انتقائي فمثلاُ:

أ/ مرة يحذفون الحديث الذي تراجع الشيخ عن تضعيفه وخرجه في الصحيحة كما في ص377 ومرة لا يحذف الحديث ويشار في الحاشية أن الشيخ تراجع عن تضعيفه ص444.

ب/ ومرة يحذفون الحديث لتكراره ص473 ومرة لم يحذف وقد كرر برقم (4104) و (4324) .

3- ذكر تعليقات للمعتنين بالكتاب ولم يميزوا بينها وبين تعليقات الشيخ على سبيل الاضطراد فهم بعض الأحيان يختمون تعليقهم باسم الناشر ومرات لا يفعلوها ويظهر أنها لهم مثل ص473، 444، 406، وغيرها كثير، خاصة فيما صدروه بقولهم (وكتب الشيخ) إلا مرة واحدة اعقبوه باسم الناشر ص439.

وهذا لا شك مما يخلط بين تعليقاتهم وتعليقات الشيخ ويجعلها غير متمايزة وهذا مشكل.

 

(9/3)

 

 

وبطبيعة الحال؛ فإن هذا المجلد- كالمجلد الثامن- لم يراجعه الشيخ المراجعة الأخيرة لتهيئته للطباعة، ولو فعل لزاد وأفاد، ومن ذلك- بل أهمه- أننا وجَدْنَا عدداً من الأحاديثِ لم يثَبِّتْ عليها الشيخ- رحمه الله- الحكمَ المختصرَ قبلَ التخريجِ - كعادتهِ-، فَوَضَعْنَا الحكمَ المناسِبَ عليها من خلالِ دراسةِ الشيخِ لطرقهِ وتحقيقه، مع الرجوعِ إلى بعضِ إخواننا طلابِ العلْمِ في ذلكَ، وإليكَ أرقام هذه الأحاديث كاملة: (4015، 4024، 4026،4106،4046،4035،4030، 4152،4110، 4159، 4161، 4177، 4193، 4203، 4218،4204، 4219، 4242، 4276، 4283، 4292، 4298، 4318، 4322، 4332، 4336، 4374، 4383، 4389، 4403، 4404، 4423، 4493،4487) ..

وهناكَ أحاديث قمْنَا بحذْفِها؛ نظراً لرجوعِ الشَّيخِ- رحمه الله- عن تضعيفها وتخريجه إيَّاها في " الصحيحة "، وأَمْرِهِ هو بنقلها؛ وهذه الأحاديث هي: (4022، 4301، 4387) ، وقد أَشَرْنَا إلى ذلكَ في الحاشية.

وقد وجدنا- أيضاً- بعضَ الأحاديثِ أَخَذَتِ الرقمَ المكررَ قبلَها، فَفَصَلْنا اللاحقَ عن السَّابقِ بوضع [/م] بعد الرقم المكرر، ولم نعَدِّل الأرقامَ؛ لأنَّ الشيخَ- رحمه الله- كانَ يحِيل عليها في كتبِه الأخرى، فتيسيراً على الباحث تركناها كما هي، وهذه الأحاديث هي: (4350، 4394) .

وأخيراً؛ لا يفوتنا التوَجُه بالشُكْرِ إلى كل مَنْ كانتْ له يَدٌ في إنجازِ هذا العملِ العظيمِ في جَميع مراحِلِهِ؛ بما فيه عمل الفهارس العلميَّةِ المختلفةِ على نحو ما كانتْ تُصْنَع في حياةِ الشَيخِ- رحمه الله-؛ فجزاهم الله خيراً، وشَكَرَ لهم.

وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.

27 رمضان 1421 هـ الناشر

 

(9/4)

 

 

4001 - (فتنة القبر في، فإذا سئلتم عني فلا تشكوا) .

ضعيف جداً

رواه الحاكم (2/ 382) عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعاً. وقال:

"صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله:

"قلت: بل محمد مجمع على ضعفه".

وأقول: هو ضعيف جداً؛ قال البخاري:

"منكر الحديث"، وقال النسائي والدارقطني:

"متروك". وكذبه بعضهم.

 

(9/5)

 

 

4002 - (فضل عائشة على النساء؛ كفضل تهامة على ما سواها من الأرض، وفضل الثريد على سائر الطعام) .

منكر

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 328) عن أبي نعيم معلقاً، من طريق محمد بن حميد: حدثنا جرير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ محمد بن حميد، وهو الرازي.

والمحفوظ في هذا الحديث عن عائشة وغيرها دون ذكر تهامة، فهي زيادة منكرة.

فقد أخرجه أحمد (6/ 159) من طريق أبي سلمة، عن عائشة به دون الزيادة.

وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الحارث - وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري -؛ قال النسائي:

"ليس به بأس".

 

(9/5)

 

 

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه البخاري (2/ 447) ، ومسلم (7/ 133،138) وغيرهما من حديث أبي موسى وأنس مرفوعاً.

وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 25) من حديث سعد بن أبي وقاص.

والحاكم (3/ 587) من حديث قرة والد معاوية.

(تنبيه) : لقد انقلب الحديث على الحافظ السيوطي؛ فأورده في "الجامع الصغير" وتبعه النبهاني في "الفتح الكبير" بلفظ:

"فضل الثريد على الطعام؛ كفضل عائشة على النساء".

وعزاه لابن ماجه عن أنس!

وهو عند ابن ماجه (3281) باللفظ المحفوظ عند الشيخين وغيرهما:

"فضل عائشة على النساء؛ كفضل الثريد على سائر الطعام".

وكذلك هو في "مسند أحمد" (3/ 156،264) .

وكذلك أورده السيوطي نفسه في "الجامع الكبير" (2/ 80/ 1) ؛ ولكنه قصر في تخريجه فقال:

"رواه ش عن أنس، الخطيب في "المتفق والمفترق" عن عائشة".

وكان حقه أن يعزوه للشيخين على الأقل عن أنس، وأحمد عنها.

4003 - (فضل الجمعة في رمضان على سائر أيامه؛ كفضل رمضان على سائر الشهور) .

موضوع

وله طريقان:

 

(9/6)

 

 

الأول: عن عبيد بن واقد قال: حدثنا بشر بن عبد الله القيسي قال: حدثنا أبو داود، عن البراء بن عازب مرفوعاً.

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (215/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (12/ 147/ 2) وقال:

"أظن أن أبا داود هذا نفيع الأعمى".

قلت: هو كذلك؛ فقد أخرجه من هذا الوجه ابن عدي (255/ 1) فقال: "عن أبي داود الدارمي". وكذلك في رواية الأصبهاني.

والدارمي: هو نفيع بن الحارث - كما في "تهذيب التهذيب" -، وهو كذاب.

والآخر: يرويه هارون بن زياد الحنائي: حدثنا سعد بن عبد الرحمن: حدثنا عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً به.

أخرجه الديلمي (5/ 329) .

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمر بن موسى - وهو الوجيهي -؛ قال ابن عدي وغيره:

"يضع الحديث". قال المناوي:

"وفيه هارون بن زياد؛ قال الذهبي: قال أبو حاتم: له حديث باطل. وقال ابن حبان: كان ممن يضع".

قلت: هذا الوضاع ليس هو راوي هذا الحديث؛ لأن هذا متقدم الطبقة، يروي عن الأعمش، وأما الراوي له؛ فهو متأخر عنه كما ترى، وهو الحنائي، والوضاع لم ينسب هذه النسبة، وقد فرق بينهما الحافظ، فذكر هذا بعد الوضاع وقال:

"أبو موسى من أهل المصيصة ... ذكره ابن حبان في (الثقات) ".

 

(9/7)

 

 

4004 - (فضل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل؛ كأثر المخيط في الطين، إلا أن الله يسترهن بالحياء) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 168/ 1-الجمع بينه وبين الصغير) : أخبرنا محمد بن أبان: أخبرنا أحمد بن علي بن شوذب الواسطي: أخبرنا أبو المسيب سلم بن سلام: أخبرنا ليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن يعقوب بن خالد، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً، وقال:

"لم يروه عن الليث إلا أبو المسيب".

قلت: وهو مجهول الحال، روى عنه جماعة من الواسطيين وغيرهم، ولم أر من وثقه أو جرحه، ولذا قال الحافظ:

"مقبول".

ومثله يعقوب بن خالد - وهو ابن المسيب -؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 207) :

"روى عنه يحيى بن سعيد - يعني الأنصاري -، وعمرو بن أبي عمرو، وابن الهاد". ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وابن شوذب؛ لم أعرفه.

ومثله محمد بن أبان، ويحتمل أن يكون هو محمد بن أبان الأصبهاني؛ فإنه من شيوخ الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 187) ، وهو ثقة.

والحديث قال الهيثمي (4/ 293) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أحمد بن علي بن شوذب، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات".

 

(9/8)

 

 

كذا قال، ولعل عمدته في إطلاقه التوثيق على أبي المسيب، ويعقوب بن خالد؛ ابن حبان، فقد يكون أوردهما في "الثقات"، فليراجع.

ونقل المناوي عن ابن القيم أنه قال:

"هذا لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإسناده مظلم لا يحتج بمثله".

قلت: وقد روي الحديث بإسناد آخر نحوه، ولفظه:

"فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين في اللذة، ولكن الله ألقى عليهن الحياء".

رواه ابن عبد الهادي في "أحاديث منتقاة" (338/ 1) عن ابن وهب: حدثني أسامة بن زيد: أن الجارود مولى ابن مليل الزهري حدثه: أنه سمع أبا هريرة مرفوعاً.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 462/ 2) من طريق أبي الأسود: حدثنا ابن لهيعة، عن أسامة بن زيد الليثي: أنبأنا داود مولى بني محمد الزهري حدثه: أنه سمع أبا هريرة يقول ...

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ فإن داود هذا لم أعرفه، ووقع عند ابن عبد الهادي: "الجارود"، وما أظنه إلا محرفاً؛ فقد قال المناوي بعد أن عزاه تبعاً لأصله للبيهقي في "الشعب":

"وفيه داود مولى أبي مكمل؛ قال في "الميزان": قال البخاري: منكر الحديث. ثم ساق له هذا الخبر".

ومن الغريب أننا لم نجد هذه الترجمة فيمن يسمى بـ "داود" من "الميزان"، ولا رأيت فيهم هذا الحديث، فغالب الظن أن "داود" نفسه محرف من الناسخين

 

(9/9)

 

 

أو الطابعين للمناوي. والله أعلم.

4005 - (فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة؛ كفضل الغازي على القاعد) .

ضعيف جداً

أخرجه أحمد (5/ 387) عن ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، عن أبي عبد الملك، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع بين حذيفة وأبي عبد الملك - وهو علي بن يزيد الألهاني صاحب القاسم بن عبد الرحمن -؛ فإنهم لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، ولا سنه مما يساعده على ذلك؛ فإنه مات في العشر الثاني بعد المئة.

الثانية: ضعف أبي عبد الملك نفسه؛ بل قال فيه النسائي:

"متروك الحديث". وقال البخاري:

"منكر الحديث".

الثالثة: ضعف ابن لهيعة.

 

(9/10)

 

 

4006 - (فضل الشاب العابد الذي تعبد في شبابه على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه؛ كفضل المرسلين على سائر الناس، يقول الله للشاب المؤمن بقدري، الراضي بكتابي، القانع برزقي، التارك شهوته من أجلي: أنت عندي كبعض ملائكتي، وللشاب التارك لحرمات الله، العامل بطاعة الله: كل يوم أجر سبعين صديقاً، وفضل الشاب المتعبد على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه؛ كفضل المرسلين على سائر النبيين) .

 

(9/10)

 

 

ضعيف

رواه ابن شاهين في "الترغيب" (292/ 2) ، والديلمي (2/ 330) عن المغيرة بن فضيل الراسبي أبي خداش: حدثنا جميل بن حميد، عن موسى ابن جابان، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون أنس لم أجدهم. وأعله المناوي بالراوي له عن المغيرة: عمر بن شبيب، ولم يقرأ مني في مصورة " الديلمي" إلا: عمر بن شبة الأخباري. وأما "الترغيب" فليس تحت يدي الآن؛ لأني نسخت الحديث منذ عشر سنوات من نسخة المدينة منه.

ثم روى عن حامد بن آدم: حدثنا أبو غانم، عن أبي سهل، عن الحسن قال:

"يقول الله يوم القيامة للشاب التارك شهوته من أجلي، المبتذل شبابه لي: أنت عندي كبعض ملائكتي".

4007 - (فضل العالم على العابد سبعين درجة، بين كل درجتين حضر الفرس السريع المضمر مئة عام، وذلك أن الشيطان يضع البدعة للناس فيعرفها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على صلاته لا يتوجه لها ولا يعرفها) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 328) عن أبي عتبة، عن بقية، عن عبد الله بن محرر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً:

ابن محرر هذا؛ متروك؛ كما في "التقريب".

وبقية؛ مدلس وقد عنعنه.

 

(9/11)

 

 

والجملة الأولى منه؛ أخرجها ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 22) من طريق يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس مرفوعاً.

ويحيى هذا؛ قال العقيلي:

"روى مناكير". وقال ابن عدي:

"أحاديثه كلها غير محفوظة".

4008 - (فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها؛ كفضل المكتوبة على التطوع) .

ضعيف جداً

أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي الشيخ معلقاً، من طريق مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، [عن القاسم بن عبد الرحمن] ، عن أبي أمامة، عن علي بن أبي طالب رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالضعفاء:

مطرح هذا؛ قال الذهبي:

"مجمع على ضعفه"، وقال أبو حاتم:

"ليس بالقوي في الحديث، روى أحاديث عن علي بن يزيد، فلا أدري [البلاء] منه أو من علي بن يزيد؟ "، وقال الآجري عن أبي داود:

"زعموا أن البلية من قبل علي بن يزيد".

قلت: وهو الألهاني. وقد قال ابن حبان في ابن زحر:

"يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات،

 

(9/12)

 

 

وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن؛ لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم"!

4009 - (فضل الوقت الأول من الصلاة على الآخر؛ كفضل الآخرة على الدنيا) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي نعيم معلقاً بسنده، عن ليث بن خالد البلخي: حدثنا إبراهيم بن رستم، عن علي الغواص، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن رستم من قبل حفظه، وشيخه والراوي عنه؛ لم أعرفهما. ونقل المناوي عن العراقي أنه قال:

"وسنده ضعيف".

ثم رأيت ليث بن خالد البلخي في "الجرح والتعديل"، وكناه بـ (أبي بكر) ، بروايته عن جمع من الشيوخ الثقات، وقال:

"سمع منه أبي بـ (الري) ، وروى عنه".

ولم يذكره ابن حبان في "الثقات"!

ثم رأيت الخطيب قد ترجمه في "التاريخ" (13/ 15) ، وذكر أنه روى عنه عبد الله بن أحمد أيضاً، وروى عن ابن نمير أنه أثنى عليه خيراً.

ثم رأيت الحافظ قد ترجم له في "تعجيل المنفعة" (355/ 918) رامزاً له بأنه روى عنه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" وقال:

"وقد كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلا عمن يأذن له أبوه في الكتابة عنه؛

 

(9/13)

 

 

ولهذا كان معظم شيوخه ثقات، وإني لأعجب من إغفال ابن حبان ذكر هذا في (ثقاته) ".

4010 - (فضل صلاة الليل على صلاة النهار؛ كفضل صدقة السر على صدقة العلانية) .

ضعيف

رواه أبو بكر الدينوري في "المجالسة" (27/ 29/ 2) : حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم بن أبي الجنيد قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي: حدثنا مخلد بن يزيد، عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله مرفوعاً.

ورواه الطبراني (3/ 75/ 2) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي: أخبرنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني: أخبرنا مخلد بن يزيد به.

ورواه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 167 و 5/ 36 و 7/ 238) من طرق عن مخلد به. وقال المنذري (1/ 217) :

"إسناده حسن".

وأقول: هو كذلك؛ لولا أن الثقات رووه عن الثوري وعن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود.

فرواه الطبراني (3/ 21/ 2) من طريق عبد الرزاق عن الثوري، ومن طريق زائدة عن منصور؛ كلاهما عن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود.

ثم رواه (3/ 35/ 1) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود ومرة ومسروق قالوا: قال عبد الله به نحوه.

ورواه ابن صاعد في زوائد "الزهد" لابن المبارك (159/ 1من الكواكب 575) من طريق مخلد بن يزيد الحراني قال: حدثنا سفيان الثوري به.

 

(9/14)

 

 

ورواه ابن أبي شيبة (2/ 44/ 1) ، وأبو نعيم عن مسعر عن زبيد به موقوفاً. وقال أبو نعيم:

"كذا رواه شعبة والناس عن زبيد موقوفاً، وتفرد مخلد بن يزيد برفعه عن سفيان الثوري عن زبيد".

قلت: ومخلد بن يزيد - مع مخالفته للثقات - فيه كلام من قبل حفظه، قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق له أوهام".

قلت: فلا يحتج به عند المخالفة، فالحديث من أجلها ضعيف مرفوعاً، صحيح موقوفاً، وكذلك رواه البيهقي (2/ 502) .

4011 - (فضل قراءة القرآن بنظر على من يقرؤه ظاهراً؛ كفضل الفريضة على النافلة) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (16/ 1) وعنه الديلمي (2/ 330) : حدثنا نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى السلمي، عن سليمان بن مسلم، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

وقال ابن كثير في "فضائل القرآن" (65) :

"وهذا الإسناد فيه ضعف؛ فإن معاوية بن يحيى هذا هو الصدفي أو الإطرابلسي، وأيا ما كان؛ فهو ضعيف".

قلت: والأول أشد ضعفاً من الآخر، وقد سبق الكلام عليه عند الحديث (136 و 156) ، والراجح عندي أنه الأول؛ فقد ذكر الحافظ في ترجمته من

 

(9/15)

 

 

"التهذيب": أن البخاري أورد له في "الضعفاء" حديثه عن سليمان بن سليم، عن أنس مرفوعاً: "احترسوا من الناس بسوء الظن". وقد رواه غيره كذلك كما تقدم (156) . فأظن أن شيخه هنا هو شيخه هناك، لكن وقع هنا سليمان بن مسلم. والله أعلم.

وشيخه عبد الله بن عبد الرحمن؛ لم أعرفه.

وبقية؛ مدلس وقد عنعنه.

ونعيم بن حماد؛ ضعيف.

4012 - (في البطيخ عشر خصال: هو طعام، وشراب، ويغسل المثانة، ويقطع الإبردة، وهو ريحان، وأشنان، ويغسل البطن، ويكثر ماء الصلب، ويكثر الجماع، وينقي البشرة) .

باطل

أخرجه الديلمي (2/ 336) عن شعيب بن بكار الموصلي: حدثنا محمد بن سليمان الآمدي، عن أبي بكر الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: أبو بكر الشيباني - واسمه أصبغ - قال الذهبي:

"مجهول، أتى بخبر منكر عن السدي، عن عبد خير، عن علي ... ".

قلت: فذكره، وقال:

"أخرجه ابن الجوزي في الواهيات". فقال الحافظ في "اللسان":

"وهذا أولى بكتاب "الموضوعات"، وقد ذكره العقيلي فقال: مجهول، وحديثه غير محفوظ ... ثم ساقه، فعزوه له أولى من عزوه لابن الجوزي".

 

(9/16)

 

 

قلت: وأخرجه الدولابي أيضاً في "الكنى" (1/ 119-120) .

الثانية: محمد بن سليمان الآمدي؛ لم أعرفه.

الثالثة: شعيب بن بكار؛ قال الأزدي:

"ضعيف".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" للرافعي أيضاً عن ابن عباس مرفوعاً، وأبي عمر النوقاني في "كتاب البطيخ" عنه موقوفاً.

قلت: وهو الأقرب، وقد ذكروا أنه لا يصح في فضل البطيخ شيء، سوى أنه كان يأكله بالرطب، وقد خرجته في "الصحيحة" (58) ، بل قال الحافظ السخاوي:

"أحاديث فضائل البطيخ باطلة".ما سبق نقله عنه تحت الحديث (167) .

4013 - (في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله عز وجل إلا غفر له، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقللها بيده) .

شاذ

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (367) من طريق النسائي: أخبرني عمرو بن عثمان: حدثنا شريح بن يزيد: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير شريح بن يزيد؛ فلم يوثقه غير ابن حبان، وأظنه قد وهم هو أو شيخه في لفظ الحديث؛ فقد رواه جمع من الثقات عن أبي الزناد بلفظ:

" ... وهو يصلي: يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ... " والباقي مثله.

هكذا أخرجه مالك، ومسلم (3/ 5) ، وأحمد (2/ 486) ، وغيرهم.

 

(9/17)

 

 

وتابعه الزهري: حدثني سعيد بن المسيب به.

أخرجه أحمد (2/ 284) ، وعنه النسائي (1/ 211) .

ثم أخرجه مسلم، وأحمد (2/ 230 و 255 و 272 و 280 و 311 و 312 و 401 و 403 و 457 و 469 و 481 و 485 و 486 و 489 و 498 و 518) من طرق كثيرة عن أبي هريرة.

قلت: فهذه المتابعات والطرق تدل على شذوذ اللفظ الذي تفرد به شريح بن يزيد، أقول هذا مع ملاحظتي أن الاستغفار الوارد فيه هو جزء من السؤال المحفوظ في الطرق الأخرى، وعليه فلفظه قاصر عن لفظهم، فتنبه.

4014 - (في الخيل السائمة؛ في كل فرس دينار) .

باطل

أخرجه الدارقطني (ص 214) ، والبيهقي (4/ 119) عن محمد بن موسى الحارثي (وقال البيهقي: الإصطخري) : أنبأ إسماعيل بن يحيى بن بحر الكرماني: حدثنا الليث بن حماد الإصطخري: حدثنا أبو يوسف، عن غورك بن الخضرم أبي عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رفعه. وقال الدارقطني والبيهقي:

"تفرد به غورك - عن جعفر - وهو ضعيف جداً، ومن دونه ضعفاء".

قلت: وقد ترجموا في "الميزان" و "اللسان" تراجم مختصرة، ليس فيها أكثر من قول الدارقطني هذا، غير أبي يوسف وهو يعقوب بن إبراهيم القاضي صاحب أبي حنيفة، فترجمته فيهما مبسوطة؛ إلا أنهما أغفلا ذكر محمد بن موسى الحارثي، فلم يترجماه، لكن في "اللسان":

"محمد بن موسى بن إبراهيم الإصطخري، شيخ مجهول، روى عن شعيب

 

(9/18)

 

 

ابن عمران العسكري خبراً موضوعاً ... ".

وأنا أظن أنه الحارثي؛ لأنه كذلك نسب في رواية الدارقطني كما رأيت، فكان على الحافظ أن يشير إلى تضعيفه إياه كما فعل فيمن فوقه. والله أعلم.

ثم إن الحديث مع ضعفه الشديد؛ يخالف عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -:

"ليس على المسلم في عبد هـ، ولا في فرسه صدقة".

أخرجه الستة، والدارقطني، والبيهقي، وأحمد (2/ 242 و 249 و 254 و 279 و 407 و 410 و 432 و 469 و 470 و 477) عن أبي هريرة، وقال الترمذي (1/ 123) :

"حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم".

وفي رواية لمسلم، والدارقطني:

"إلا أن في الرقيق صدقة الفطر".

ويخالف أيضاً مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام:

"في كل سائمة إبل، في أربعين بنت لبون ... " الحديث؛ وهو مخرج في "الإرواء" (783) ، فلم يذكر فيه سائمة الخيل.

(تنبيه) : من تعصب الكوثري البالغ، وتغييره للحقائق، أنه أورد هذا الحديث في "النكت الطريفة" (ص 182-183) ، محتجاً به لأبي حنيفة في إيجابه الزكاة على الخيل السائمة، غير مكترث بتضعيف الدارقطني لغورك بن الخضرم، بل ركب رأسه فقال:

"ومن البعيد على مثل أبي يوسف في فقهه ودينه ويقظته وإمامته أن يروي عمن هو غير ثقة"!

 

(9/19)

 

 

ومع أن أبا يوسف نفسه متكلم فيه عند المحدثين - رغم أنف الكوثري - فلو سلمنا أنه ثقة، فمعنى صنيع الكوثري هذا أن كل شيوخ أبي يوسف ثقات! وهذا ما لا يقوله عالم منصف حتى في شيوخ إمام أبي يوسف نفسه، وأعني به أبا حنيفة. نعم؛ قد صرح بذلك متعصب آخر من حنيفة لعصر في مقدمة كتابه "إعلاء السنن"، فرددت عليه في مقدمتي لتخريج "شرح الطحاوية"، فسردت فيها أسماء عديد من شيوخ أبي حنيفة ضعفهم أبو المؤيد الخوارزمي الحنفي نفسه في كتابه "مسانيد أبي حنيفة"، وفيهم غير واحد من المتهمين فراجعهم في المقدمة المذكورة (ص 42) ، فإذا كان هذا شأن الإمام أبي حنيفة نفسه؛ فكيف بتلميذه أبي يوسف؟!

وليس هذا فقط، بل إن الكوثري تجاهل من دون غورك من الضعفاء؛ الذين أشار إليهم الدارقطني.

4015 - (في السماء ملكان؛ أحدهما يأمر بالشدة، والآخر يأمر باللين، وكل مصيب؛ أحدهما جبريل [والآخر] ميكائيل. ونبيان، أحدهما يأمر باللين، والآخر [يأمر] بالشدة، وكل مصيب - وذكر إبراهيم ونوحاً -. ولي صاحبان؛ أحدهما يأمر باللين، والآخر يأمر بالشدة، وكل مصيب، - وذكر أبا بكر وعمر -) .

ضعيف

رواه أبو بكر النيسابوري في "الفوائد" (141/ 2) عن بشر بن عبيس قال: حدثنا النضر بن عربي، عن خارجة بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه، عن أم سلمة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن أبي سفيان؛ قال ابن القطان:

"لا يعرف حاله". وقال الذهبي:

 

(9/20)

 

 

"لا يدرى من هو عبد الله في خلق الله، تفرد عنه سليمان بن كنانة، وماهو بالمشهور".

قلت: قد روى عنه أيضاً خارجة بن عبد الله؛ كما ترى في هذا الإسناد، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وعيسى بن كنانة وابن إسحاق وغيرهم كما في "التهذيب"، فالصواب أنه مجهول الحال كما تقدم عن ابن القطان. وقال الحافظ في "التقريب":

"مقبول". يعني عند المتابعة.

وبقية رجال الإسناد ثقات، على ضعف في حفظ بعضهم.

4016 - (في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومسخطة للشيطان، ومحبة للحفظة، ويشد اللثة، ويطيب الفم، ويقطع البلغم، ويطفىء المرة، ويجلو البصر، ويوافق السنة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 335) من طريق كنانة بن جبلة، عن بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن أبيه، عن أنس مرفوعاً.

قلت: ضرار هذا؛ الظاهر أنه الملطي، روى عن يزيد الرقاشي وغيره، قال البخاري:

"فيه نظر".

وبكر بن خنيس؛ فيه كلام.

وكنانة؛ كذبه يحيى بن معين.

ثم أخرجه من طريق عمرو بن جميع، عن أبان، عن أنس ... فذكره؛ لكنه قال:

 

(9/21)

 

 

"ويضعف الحسنات سبعين ضعفاً، ويبيض الأسنان، ويذهب الحفر، ويشهي الطعام، ويبدل البلغم والمرة، ويطيب الفم، ويوافق السنة".

وعمرو بن جميع؛ كذبه يحيى أيضاً. وقال الحاكم:

"روى عن هشام بن عروة وغيره أحاديث موضوعة".

وأبان - هو ابن أبي عياش -؛ متروك.

وأورده السيوطي من رواية أبي الشيخ، وأبي نعيم في "كتاب السواك" من طريق الخليل بن مرة، عن ابن أبي رباح، عن ابن عباس مرفوعاً نحوه، وقال المناوي:

"وفي الخليل بن مرة ضعف؛ كما قال الولي العراقي".

وأخرجه الدارقطني في "سننه" (ص 22) من طريق معلى بن ميمون، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال ... فذكره موقوفاً. وقال:

"معلى بن ميمون؛ ضعيف متروك".

4017 - (في اللبن صدقة) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (2/ 338) من طريق الروياني بسنده، عن موسى ابن عبيد ة: حدثنا عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس الحدثان، عن أبي ذر رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ موسى بن عبيد ة - بضم أوله - أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال:

"ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه".

 

(9/22)

 

 

4018 - (في اللسان الدية إذا منع الكلام، وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة، وفي الشفتين الدية) .

ضعيف جداً

رواه ابن عدي (283/ 1) ، وعنه البيهقي (8/ 89) عن الحارث ابن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"هذا غريب المتن، لا يروى إلا من هذا الطريق، ومحمد بن عبيد الله العرزمي؛ عامة رواياته غير محفوظة". وقال البيهقي:

"هذا إسناد ضعيف؛ محمد بن عبيد الله العرزمي، والحارث بن نبهان؛ ضعيفان".

قلت: بل هما متروكان؛ كما في "التقريب"، فهو شديد الضعف.

 

(9/23)

 

 

4019 - (في المؤمن ثلاث خصال: الطيرة والظن والحسد، فمخرجه من الطيرة ألا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد ألا يبغي) .

ضعيف

رواه محمد بن المظفر في "غرائب شعبة" (1/ 2) ، وأبو الشيخ في "الأقران" (ق 11/ 2) و "التوبيخ" (106/ 77) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 63/ 1173) ، والديلمي (2/ 339) عن محمد بن جعفر الفارسي: حدثنا يحيى ابن السكن: حدثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: ورجاله ثقات على عنعنة ابن إسحاق؛ غير يحيى بن السكن؛ قال الذهبي:

 

(9/23)

 

 

"ليس بالقوي، وضعفه صالح جزرة".

وأمل ابن حبان؛ فذكره في "الثقات".

وقد خولف في هذا الحديث؛ فرواه البغوي في "شرح السنة" (4/ 98/ 2) عن موسى بن إسماعيل: أخبرنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن علقمة بن أبي علقمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:.. لم يذكر فيه: "عن أبي هريرة". ولهذا قال البغوي:

"والحديث مرسل".

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف مرسلاً ومتصلاً؛ لأن مداره على ابن إسحاق؛ وهو مدلس وقد عنعنه.

ومحمد بن جعفر الفارسي - وقال الديلمي: العابد -؛ لم أعرفه.

وقد روي من طريقين آخرين مرسلين، وهما مخرجان في "غاية المرام" (185/ 302) .

وورد بلفظ:

"إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله توكلوا".

وقد خرجته في "الصحيحة" (3942) .

4020 - (في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (4545) ، والنسائي (2/ 248) ، والترمذي (1/ 260-261) ، وابن ماجه (2631) ، والدارقطني (361) ، والبيهقي (8/ 75) ، وأحمد

 

(9/24)

 

 

(1/ 450) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً. وقال الترمذي:

"لا نعرفه موفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفاً".

وقال الدارقطني:

"هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث، لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك عن ابن مسعود، وهو رجل مجهول، لم يروه عنه إلا زيد بن جبير ابن حرمل الجشمي، ولا نعلم أحداً رواه عن زيد بن جبير إلا حجاج بن أرطاة، والحجاج؛ فرجل مشهور بالتدليس، وبأنه يحدث عمن لم يلقه، ومن لم يسمع منه".

وقال البيهقي عقبه:

"لا يصح رفعه، والحجاج غير محتج به، وخشف بن مالك مجهول، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود".

4021 - (ضالة الإبل المكتومة، غرامتها ومثلها معها) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (1718) ، وعنه البيهقي (6/ 191) من طريق عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (10/ 139/ 18599) ، وعنه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 259-260) ، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، - أحسبه - عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ عمرو بن مسلم - وهو الجندي اليماني -؛ ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال الساجي:

"صدوق يهم".

 

(9/25)

 

 

وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحافظ في "التقريب":

"صدوق له أوهام". وقال الذهبي في "الكاشف":

"لينه أحمد وغيره، ولم يترك، وقواه ابن معين".

قلت: إنما قال ابن معين فيه: "لا بأس به"، وهذا في رواية، وضعفه في روايتين أخريين عنه، وقال في "الميزان":

"قال أحمد: فيه ضعف. وقواه غيره، وقال ابن معين: ليس بالقوي".

وضعفه بعضهم جداً.

ثم إن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - شك في وصله عن أبي هريرة.

(تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي قواها الشيخ الدويش - رحمه الله - في كتابه "تنبيه القاري" (رقم 18) ، ومن عجائبه قوله بعد عزوه لأبي داود:

"ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عكرمة لم يجزم بسماعه من أبي هريرة"!

فأقول: فهل هو مع ذلك صحيح عندك؟! ثم إنه غض النظر عن الضعف الذي في عمرو بن مسلم، أفهكذا يكون التعقب والتصحيح؟!

4022 - ( ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ) (1) .

__________

(1) كان هنا الحديث: " في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات " وقد نقل إلى " الصحيحة " برقم (3286) .

 

(9/26)

 

 

4023 - (في كل ركعتين تسليمة) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1324) عن أبي سفيان السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

 

(9/26)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو سفيان اسمه طريف بن شهاب، قال الحافظ:

"ضعيف".

ولعل أصل الحديث موقوف؛ فقد روى مسلم (2/ 174) في حديث ابن عمر مرفوعاً: "صلاة الليل مثنى مثنى ... ":

فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين.

4024 - (نزلت فاتحة الكتاب من كنز تحت العرش) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (4/ 101) من طريق أحمد بن بديل: حدثنا إسحاق بن الربيع: حدثنا العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو، عن علي رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فضيل بن عمرو ثقة لم يدرك علياً؛ فهو منقطع إن كان لم يسقط من الأصل راو من بينهما.

والعلاء بن المسيب؛ ثقة ربما وهم.

وإسحاق بن الربيع - هو العصفري -؛ قال الحافظ:

"مقبول".

يعني عند المتابعة، لين الحديث عند التفرد.

وأحمد بن بديل؛ صدوق له أوهام.

وقد روي الحديث بنحوه عن معقل بن يسار مرفوعاً عند الحاكم (1/ 559) وغيره، وسبق تخريجه برقم (2886) .

 

(9/27)

 

 

4025 - (الفاجر الراجي رحمة الله؛ أقرب إليها من العابد المجتهد الآيس منها الذي لا يرجو أن ينالها، فهو مطيع لله) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 345) من طريق الحاكم معلقاً، عن عثمان بن مطر، عن زياد بن ميمون، عن زيد العمي، عن مرة، عن ابن مسعود رفعه.

قلت: وهذا إسناد هالك بمرة؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: زيد العمي؛ ضعيف.

الثانية: زياد بن ميمون - وهو الثقفي الفاكهي -؛ كذاب.

الثالثة: عثمان بن مطر؛ ضعيف كما في "التقريب".

لكن يبدو أنه جاء من طريق أخرى، فقد عزاه السيوطي: للحكيم، والشيرازي في "الألقاب" عن ابن مسعود إلى قوله: "العابد المقنط"؛ دون قوله: "الآيس ... " إلخ. فقال المناوي:

"وفيه عبد الله بن يحيى الثقفي، أورده الذهبي في "ذيل الضعفاء" وقال: صويلح، ضعفه ابن معين. وسلام بن سلم (1) قال في "الضعفاء": تركوه باتفاق، وزيد العمي ضعيف متماسك، ورواه عنه الحاكم وعنه الديلمي بلفظ ... ". فذكره بلفظ الترجمة؛ ولم يتكلم على إسناده بشيء.

__________

(1) الأصل " مسلم " والتصحيح من مخطوط الظاهرية، وهو المديني الطويل، وليس في نسخة الظاهرية من " الضعفاء ": " باتفاق ".

 

(9/28)

 

 

4026 - (كان إبراهيم عليه السلام إذا أصبح قال: (سبحان الله حين تمسون، وحين تصبحون ... ) الآيات) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (4/ 136) من طريق ابن السني بسنده، عن ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه رفعه، في قوله

 

(9/28)

 

 

تعالى (وإبراهيم الذي وفى) قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة وزبان؛ ضعيفان.

ثم روى عقبه عن الحسن بن عطية، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه:

" (وإبراهيم الذي وفى) أتدرون ما (وفى) ؟ وفى عمل يومه أربع ركعات في أول النهار".

وهذا أشد ضعفاً من الذي قبله، آقته جعفر بن الزبير؛ فإنه متروك، وقال ابن حبان:

"يروي عن القاسم وغيره أشياء موضوعة".

4027 - (الفطرة على كل مسلم) .

ضعيف جداً

رواه ابن بشران (27/ 117/ 1) ، والخطيب (11/ 294) عن بهلول بن عبيد، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، رجاله موثقون رجال مسلم؛ غير بهلول بن عبيد؛ قال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث، ذاهب". وقال أبو زرعة:

"ليس بشيء". وقال الحاكم:

"روى أحاديث موضوعة".

(تنبيه) : لقد وهم المناوي وهماً فاحشاً حين قال في إعلال رواية الخطيب هذه:

 

(9/29)

 

 

"وفيه إبراهيم بن راشد الأدمي، قال: الذهبي في "الضعفاء": وثقه الخطيب، واتهمه ابن عدي، وبهلول ... ".

ووجهه أن الأدمي لا ذكر له في سند الحديث مطلقاً، لا عند الخطيب - ولم يعزه المناوي تبعاً لأصله إلا إليه - ولا عند ابن بشران، وإنما ذكره الخطيب في عداد شيوخ عثمان بن سهل بن مخلد البزاز، وهو أحد رواة هذا الحديث عنده، فتوهم المناوي أنه في إسناد الحديث نفسه. فتنبه.

4028 - (الفقر شين عند الناس، وزين عند الله يوم القيامة) .

موضوع

أخرجه الديلمي (2/ 342) عن محمد بن مقاتل الرازي: حدثنا جعفر بن هارون الواسطي: حدثنا سمعان بن مهدي، عن أنس رفعه.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته سمعان أو من دونه؛ فقد قال الذهبي في ترجمته: "لا يكاد يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبح الله من وضعها". قال الحافظ عقبه:

"وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي، عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان، فذكر النسخة، وهي أكثر من ثلاث مئة حديث أكثر متونها موضوعة ... ".

وقال الحافظ ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" (ص 164) :

"هو من الحيوانات التي لا ندري هل وجدت أم لا؟ ".

وجعفر بن هارون؛ قال الذهبي متهماً إياه:

"عن محمد بن كثير الصنعاني. أتى بخبر موضوع".

وقال الحافظ عقبه:

 

(9/30)

 

 

"وستأتي الإشارة إلى شيء من خبره في ترجمة سمعان بن مهدي".

يشير إلى هذا الخبر.

ومحمد بن مقاتل الرازي؛ قال الذهبي:

"تكلم فيه، ولم يترك". وقال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف". وعزاه المناوي إلى قول الذهبي في "الذيل". يعني "ذيل الضعفاء" ولم أره فيه. والله أعلم.

وجملة القول؛ أن التهمة في هذا الحديث محصورة في جعفر أو سمعان.

4029 - (الفلق: جب في جهنم مغطى) .

منكر

أخرجه ابن جرير الطبري (30/ 225) : حدثني إسحاق بن وهب الواسطي قال: حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي قال: حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني، عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: قال الحافظ ابن كثير في "التفسير":

"حديث منكر، إسناده غريب، ولا يصح رفعه".

قلت: وعلته مسعود هذا؛ قال العقيلي:

"لا يعرف".

وسائر رجاله ثقات؛ غير نصر بن خزيمة، فلم أعرفه؛ إلا أن يكون نصر بن خزيمة أبا إبراهيم الحضرمي الحمصي، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 473) ؛ لكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(9/31)

 

 

4030 - (قابلوا النعال) .

ضعيف

رواه الروياني في "مسنده" (261/ 1) حدثنا عمرو بن علي: أخبرنا أبو عاصم: حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن إبراهيم بن عطاء، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى يقول: فذكره.

ورواه الطبراني (1/ 98/ 1-2) عن الجراح بن مخلد: أخبرنا أبو عاصم به؛ إلا أنه قال: "يحيى بن عطاء بن إبراهيم".

قلت: وسواء كان هذا أو ذاك، فلم أعرفه، ولا أباه. ولعل الاختلاف فيه إنما هو من ابن هرمز هذا فإنه ضعيف؛ كما في "التقريب".

والحديث عزاه السيوطي لابن سعد والبغوي والطبراني والباوردي وأبي نعيم عن إبراهيم الطائفي وقال:

"وما له غيره". وقال الحافظ في "الإصابة" بعد أن عزاه للبغوي والطبراني: "ونقل الذهبي عن ابن عبد البر أنه قال لا يصح ذكره في "الصحابة"؛ لأن حديثه مرسل. يعني فهو تابعي، قلت: لفظ ابن عبد البر: إسناد حديثه ليس بالقائم، ولا تصح صحبته عندي، وحديثه مرسل. فإن عنى بالإرسال انقطاعاً بين أحد رواته، فذاك، وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلي الله عليع وسلم فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه؛ لكن مداره على عبد الله بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف، وشيخه مجهول، وقد اختلف في سياقه ... ".

قلت: ثم شرح الاختلاف الذي أشرت إلى شيء منه، فليراجعه من شاء.

وبالجملة؛ ففي الحديث ثلاث علل: الجهالة، والضعف، والاختلاف، ظلمات ثلاث بعضها فوق بعض!

 

(9/32)

 

 

4031 - (قال الله تعالى: يا ابن آدم! اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة؛ أكفك ما بينهما) .

ضعيف

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 37) :

حدثنا عبد الله بن سندل: حدثنا ابن المبارك، عن جبير، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن - هو البصري -؛ مدلس وقد عنعنه.

وجبير وابن سندل؛ لم أعرفهما.

والحديث عزاه السيوطي: لـ "حلية أبي نعيم".ولم أره في فهرسه، ولا تكلم عليه المناوي، وإنما قال: "ورواه ابن المبارك في "الزهد" عن الحسن مرسلاً".

ولم أره أيضاً في فهرس مرسلات الحسن؛ الذي وضعه الشيخ حبيب الرحمن على "الزهد".

 

(9/33)

 

 

4032 - (قال الله عز وجل: أحب ما تعبد ني به عبد ي إلي النصح) .

ضعيف جداً

رواه ابن المبارك في "الزهد" (165/ 1من الكواكب 575) (ورقم 204 - ط) ، وعنه الروياني في "مسنده" (2/ 276/ 1193) ، وأحمد (5/ 254) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 175) ، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 95/ 2) : أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

 

(9/33)

 

 

"ورواه صدقة بن خالد، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد مثله".

قلت: وعلي بن يزيد - وهو الألهاني -؛ شديد الضعف، وعبيد الله بن زحر وعثمان بن أبي العاتكة؛ ضعيفان.

4033 - (من حضرته الوفاة، وكانت وصيته على كتاب الله؛ كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2705) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 156) من طريق بقية، عن أبي حلبس، عن خليد بن أبي خليد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه مرفوعاً. وقال الدولابي:

"حديث معضل، يكاد أن كون باطلاً".

قلت: وآفته أبو حلبس أو شيخه خليد؛ فإنهما مجهولان؛ كما في "التقريب" وغيره.

وقد وجدت له طريقاً أخرى؛ من رواية عبد الله بن عصمة النصيبي: حدثنا بشر بن حكيم عن سالم بن كثير، عن معاوية بن قرة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 33/ 69) ، وابن منده في "المعرفة" (ق 134/ 2) ، والواحدي في "الوسيط" (4/ 62/ 2) .

قلت: وهذا إسناد مظلم أيضاً؛ بشر بن حكيم وسالم بن كثير؛ لم أعرفهما.

وعبد الله بن عصمة النصيبي؛ قال الذهبي في "الضعفاء":

"لينه العقيلي وغيره".

 

(9/34)

 

 

4034 - (ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول (1) ، يساقون إلى الجنة) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 338) عن الفضيل بن سليمان: حدثنا محمد بن أبي يحيى، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه قال:

كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخندق، فأخذ الكرزين فحفر به، فصادف حجراً، فضحك، قيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير أن الفضيل هذا؛ قال الحافظ:

"صدوق له خطأ كثير".

قلت: والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (5/ 333) وقال:

"رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد. وفي رواية عنده: يساقون إلى الجنة وهم كارهون. ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن [أبي] يحيى الأسلمي، وهو ثقة".

قلت: إن كان عند الطبراني من غير طريق الفضيل فينظر فيه، وإلا فهو - أعني الفضيل - وإن كان من رجال "الصحيح" فهو سيىء الحفظ كما علمت من كلام الحافظ فيه، والذي يغلب على الظن أنه عنده من طريقه أيضاً، وأنه الذي رواه بهذه الألفاظ الثلاثة، لفظ أحمد، ولفظي الطبراني، وأبعدها عن الصحة: "قبل المشرق" فإني لم أجد له شاهداً، بخلاف أحد لفظي الطبراني، فإني قد خرجت له شاهداً في "تخريج السنة" (573) بنحوه، وأكدت ظني في "الصحيحة" أيضاً (2873) فينظر هناك.

__________

(1) أي القيود

 

(9/35)

 

 

4035 - (طواف سبع لا لغو فيه يعدل رقبة) .

ضعيف جداً

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5/ 8833) : أخبرنا ابن محرر قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث، عن عائشة:

أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل حج وأكثر، أيجعل نفقته في صلة أو عتق؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ ابن محرر اسمه عبد الله الجزري القاضي؛ وهو متروك عما في "التقريب".

وروى (8824) عن معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره دون قوله:

"لا لغو فيه".

وكذلك رواه أحمد (2/ 3 و 95) من طريقين آخرين، عن عطاء، عن ابن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً.

وعطاء؛ كان اختلط.

 

(9/36)

 

 

4036 - (إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا أعظم عفواً من أن أستر على عبد ي ثم أفضحه، ولا أزال أغفر لعبد ي ما استغفرني) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (42) ، وابن عدي (19 /2) ، والبيهقي في "الزهد" (ق 74-75) عن سويد بن سعيد قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

ذكره العقيلي في ترجمة أيوب هذا، وروى عن البخاري أنه قال:

 

(9/36)

 

 

"منكر الحديث"، قال العقيلي:

"ولا يتابع عليه، وقد روي من غير هذا الوجه بغير هذا اللفظ، بإسناد لين".

وقال ابن عدي:

"وعامة ما يرويه لا يتابع عليه".

قلت: ومن دونه ضعفاء، ثلاثتهم.

وأما اللفظ الآخر الذي أشار إليه العقيلي، فلعله يعني حديث علي مرفوعاً بلفظ:

"من أذنب في الدنيا ذنباً فعوقب به؛ فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبد هـ، ومن أذنب ذنباً في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه؛ فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه".

أخرجه أحمد (1/ 99 و 159) عن طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة عن علي مرفوعاً.

قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا أن أبا إسحاق - وهو السبيعي -؛ مدلس مختلط.

4037 - (قال الله عز وجل: إني أنا الله لا إله إلا أنا، فاعبد وني، من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني، ومن دخل في حصني أمن من عذابي) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 191-192) عن أبي علي أحمد بن علي الأنصاري النيسابوري: حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: حدثنا علي بن موسى الرضا: حدثني أبي موسى بن جعفر: حدثني أبي جعفر بن محمد: حدثني أبي محمد بن علي: حدثني أبي علي بن الحسين بن

 

(9/37)

 

 

علي: حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن جبريل عليه السلام قال: فذكره. وقال:

"هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين، وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قرىء هذا الإسناد على مجنون لأفاق"!

كذا قال، وأبو الصلت ليس من أهل البيت الطاهر، وإنما كان يتشيع، قال الحافظ:

"صدوق، له مناكير، وأفرط العقيلي فقال: كذاب".

والراوي عنه أحمد بن علي الأنصاري؛ قال الذهبي:

"واه، قال الحاكم: "طير طرأ علينا"، يوهنه الحاكم بهذا القول".

ولذلك جزم الحافظ العراقي بأن إسناده ضعيف؛ كما نقله المناوي عنه وأقره، وقال العراقي:

"وقول الديلمي: "حديث ثابت" مردود".

وكأنه لم يقف على أنه من قول أبي نعيم قبل الديلمي.

وأخرجه القضاعي (ق 117/ 2) من طريق أحمد بن علي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا علي بن موسى الرضا به.

قلت: وهذه متابعة لا تساوي فلساً، قال الذهبي:

"أحمد بن علي بن صدقة عن أبيه عن علي بن موسى الرضا؛ تلك نسخة مكذوبة، وروى عن القعنبي، اتهمه الدارقطني، متروك الحديث".

 

(9/38)

 

 

4038 - (إن الله تعالى قال: يا عيسى! إني باعث من بعدك أمة؛ إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم، قال: يا رب! كيف هذا لهم، ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 355-356) ، والحاكم (1/ 348) ، وأحمد (6/ 450) ، وابن أبي الدنيا في "الصبر" (ق 47/ 1) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ق 129/ 1) والبزار (3/ 320/ 2845-الكشف) ، وابن عساكر في "التاريخ" (14/ 127/ 1) من طرق عن معاوية بن صالح، عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - - ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها - يقول: فذكره. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط البخاري"! ووافقه الذهبي!

وأقول: كلا؛ فإن ابن صالح؛ لم يرو له البخاري في "الصحيح"، وإنما في "جزء القراءة".

ويزيد بن ميسرة؛ لم يخرج له أصلاً لا هو ولا غيره من "الستة"، ثم إنه مجهول الحال، فإنه لم يرو عنه غير معاوية هذا وصفوان بن عمرو كما في "تاريخ البخاري"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك صنع ابن أبي حاتم (4/ 2/ 288) . وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"!

قلت: فهو العلة؛ لأن معاوية بن صالح قد تابعه الحسن بن سوار عند أحمد والبزار، وهو صدوق كما في "التقريب".

وأما قول الهيثمي في "المجمع" (10/ 67) :

 

(9/39)

 

 

"رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و "الأوسط". ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار، وأبي حلبس يزيد بن ميسرة، وهما ثقتان".

كذا قال، وتلك عادته في الاعتماد على توثيق ابن حبان. واغتر به الشيخ الدويش في كتابه (20/ 19) !

ومن غرائبه أنه ذكر ذلك بعد أن نقل ما جاء في كتابي "ضعيف الجامع الصغير" تحت الحديث ما نصه:

"موضوع؛ الأحاديث الضعيفة 4038".

ثم نقل عن تخريجي لـ "المشكاة" قولي:

"رجاله ثقات؛ إلا أن عبد الله بن صالح فيه ضعف".

ووجه الغرابة أنه كان ينبغي عليه أن ينقد الحكم بالوضع الذي نقله عن "الجامع". فهذا مما يدل على سطحيته في النقد! فاغتنمتها فرصة لأنبه أن الحكم المذكور خطأ مطبعي، والصواب: "ضعيف"؛ لأنه المذكور هنا.

4039 - (انظروا إلى هذا المحرم وما يصنع) .

ضعيف (1) .

أخرجه أبو داود (1818) ، وابن ماجه (2933) ، وأحمد (6/ 344) ، وابن خزيمة (2679) ، والبيهقي (5/ 67) ، من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجاجاً، حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلست عائشة إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلست إلى جنب أبي، وكانت زمالة

__________

(1) وقع هذا الحديث في " صحيح سنن أبي داود " برقم (1818) وكذا في " صحيح سنن ابن ماجة " برقم (2986) - محسنا! فالله أعلم. (الناشر)

 

(9/40)

 

 

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزمالة أبي بكر واحدة مع غلام أبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظره أن يطلع عليه، فطلع، وليس معه بعيره، فقال: أين بعيرك؟ قال: قد أضللته البارحة، فقال أبو بكر: بعير واحد تضله، فطفق يضربه ورسول الله يتبسم ويقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق؛ فإنه مدلس.

4040 - (من لا يدعو الله يغضب عليه، وإن الله ليغضب على من يفعله، ولا يفعل ذلك أحد غيره. يعني في الدعاء) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 491) من طريق محمد بن محمد بن حبان الأنصاري: حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري: حدثنا أبو المليح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.

وأخرج الترمذي (2/ 342) ، وأحمد (2/ 442 و 477) من هذا الوجه طرفه الأول منه، وقال الترمذي:

"لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد، فإن أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث".

قلت: وهذا نص من الحاكم رحمه الله تعالى؛ أن مذهبه في تصحيح الأحاديث المروية عن المجهولين كمذهب ابن حبان في ذلك تماماً، وإلا؛ فكيف يجتمع التصحيح لذاته مع جهالة بعض رواته؟!

ثم إن أبا المليح الفارسي ليس مجهولاً كما توهم الحاكم، فقد وثقه ابن معين وروى عنه جمع من الثقات.

بخلاف أبي صالح الخوزي، فهو كما قال الحاكم: مجهول، لم يذكروا له راوياً

 

(9/41)

 

 

غير أبي المليح هذا. ومن الغريب أنهم لم ينقلوا قول الحاكم هذا في ترجمته، وكل ما جاء في "التهذيب" فيه:

"قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: لا بأس به". وقال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان":

"ضعف ابن معين حديثه هذا". وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب":

"لين الحديث".

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية العسكري في "المواعظ" عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:

"قال الله: من لا يدعوني أغضب عليه".

وغالب الظن أنه من هذا الوجه الضعيف. فليراجع، ولم يورده في "الجامع الكبير"، عكس عمله في حديث الترجمة؛ فإنه أورده فيه، ولم يورده في "الصغير" ولا في الزيادة عليه!!

ثم إن ابن حبان الأنصاري لم أعرفه، فأخشى أن يكون أدرج هو أو شيخه في الحديث قوله:

"وإن الله ليغضب ... " إلخ.

فقد رواه جمع من الثقات عن أبي المليح به دون هذه الزيادة، وبدونها أخرجته في "الصحيحة" برقم (2654) ، وذكرت له طريقاً أخرى وشاهداً قوياه؛ فراجعه.

وقد قال البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 35) عقبه:

"سمعت الأستاذ أبا القاسم بن حبيب المفسر يقول: وأخذه الشاعر:

والله يغضب إن تركت سؤاله * * * وبني آدم حين يسأل يغضب".

 

(9/42)

 

 

4041 - (قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنك إذا ما ذكرتني شكرتني، وإذا نسيتني كفرتني) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 337-338) عن محمد ابن يونس الكديمي: حدثنا معلى بن الفضل قال: حدثنا سلمى بن عبد الله بن كعب قال: حدثني الشعبي، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث الشعبي، تفرد به عنه سلمى، وهو أبو بكر الهذلي".

قلت: وهو متروك الحديث، ومن طريقه أخرجه الطبراني أيضاً في "الأوسط"؛ كما في "المجمع" (10/ 79) .

ومعلى بن الفضل؛ قال ابن عدي:

"في بعض ما يرويه نكرة". وقال ابن حبان في "الثقات":

"يعتبر بحديثه من غير رواية الكديمي عنه".

قلت: وهذا من رواية الكديمي عنه كما ترى، والكديمي كذاب، لكن لعله في "أوسط الطبراني" من غير طريقه، وإلا لكان الأحرى بالهيثمي أن يعل الحديث به، أو على الأقل أن يعله به مع الهذلي فإنه أسوأ حالاً منه. والله أعلم.

 

(9/43)

 

 

4042 - ( [قال الله تعالى:] يا ابن آدم! اثنتان لم تكن لك واحدة منهما: جعلت لك نصيباً من مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/ 158) ، وعبد بن حميد في "مسنده"، والدارقطني من طرق عن عبيد الله بن موسى: أنبأنا مبارك بن حسان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن آدم ... ".

 

(9/43)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ابن حسان لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (ق 168/ 2) :

"في إسناده مقال ... ". ثم نقل أقوال الأئمة في ابن حسان؛ وهي متفقة على تضعيفه، إلا ابن معين فإنه وثقه.

قلت: فهذا التوثيق في جانب، وقول الأزدي: "متروك يرمى بالكذب" في جانب آخر. والصواب أنه لين كما قال الحافظ، وروايته لهذا الحديث مما يشهد لذلك، فإنه صريح بأنه حديث قدسي من كلام الله تعالى، وهو جعله من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -! ولذلك زدت فيه ما بين المعكوفتين تصحيحاً للمعنى، وليس للمبنى.

4043 - (قال داود النبي عليه السلام: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها؛ خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 81) : حدثنا عبد الله بن محمد ابن الحجاج الشروطي: حدثنا محمد بن جعفر بن سعيد: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن كليب الرازي: حدثنا حسين بن علي النيسابوري: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عمه عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث وهب بن منبه، لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن علي عن إسماعيل".

قلت: إسماعيل بن عبد الكريم صدوق، لكن من دونه لم أعرفهم، وحسين ابن علي النيسابوري ليس هو أبا علي الحافظ المتوفى سنة (349) ، فإن هذا أعلى

 

(9/44)

 

 

طبقة منه.

4044 - (قال داود عليه السلام: يا زارع السيئات! أنت تحصد شوكها وحسكها) .

ضعيف

رواه أبو محمد المخلدي في "المجلس الأول من الثلاث مجالس من الأمالي" (2/ 1) أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرائيني: حدثنا سليمان ابن عبد الحميد البهراني قال: حدثنا أبو إبراهيم نصر بن خزيمة الحضرمي، عن نصر ابن علقمة، عن أخيه، عن ابن عائذ، عن غضيف بن الحارث، عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ نصر بن خزيمة الحضرمي مجهول؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 473) :

"روى عنه أبو أيوب البهراني سليمان بن عبد الحميد الحمصي".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومن فوقه موثقون.

 

(9/45)

 

 

4045 - (قال لي جبريل: إنه قد حببت إليك الصلاة، فخذ منها ما شئت) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 245،255،296) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 182/ 1) من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن زيد - هو ابن جدعان -؛ ضعيف.

 

(9/45)

 

 

4046 - (قال لي جبريل عليه السلام: قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد، وقبلت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم) .

موضوع

أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (ق 40/ 1) ، وأبو نعيم في "حديث الكديمي" (ق 26/ 2) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 137) عن موسى بن عبيد ة قال: حدثنا عمرو بن عبد الله بن نوفل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته موسى بن عبيد ة، أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" وقال:

"ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه".

وجزم الحافظ بضعفه في "التقريب".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع": للحاكم في "الكنى" وابن عساكر عن عائشة، وعزاه في "الحاوي" (2/ 416) : لـ "أوسط الطبراني" والبيهقي، ولم أره في "مجمع الزوائد". ثم نقل السيوطي: أن الحافظ ابن حجر قال في "أماليه":

"لوائح الصحة ظاهرة في صفحات هذا المتن".

قلت: كلا والله، بل إن لوائح الصنع والوضع عليه ظاهرة، فإن التقليب المذكور فيه ليس له أصل في أي حديث ثابت، وثبوت أفضلية محمد - صلى الله عليه وسلم - على البشر، واصطفاء الله إياه من بني هاشم، واصطفاء بني هاشم من قريش - كما في حديث مسلم المخرج في "الصحيحة" (302) - لا يلزم منه ثبوت التقليب المذكور؛ إذ لا تلازم بين ثبوت الجزء وثبوت الكل كما هو ظاهر.

 

(9/46)

 

 

4047 - (قال لي جبريل: لبيك الإسلام على موت عمر) .

موضوع

رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 4/ 1) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 175) : حدثنا أحمد بن داود المكي: أخبرنا حبيب كاتب مالك: أخبرنا ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته حبيب هذا، وهو ابن أبي حبيب المصري كاتب مالك؛ قال الحافظ:

"متروك، كذبه أبو داود وجماعة".

 

(9/47)

 

 

4048 - (إن لله في كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة؛ لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه. يعني: الشطرنج) .

موضوع

أخرجه ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" في ترجمة محمد بن الحجاج المصفر، عن خذام بن يحيى، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً. وقال فيه:

"منكر الحديث جداً، يروي عن شعبة أشياء كأنه شعبة آخر، لا تحل الرواية عنه".

وتركه أحمد وغيره، كما تقدم بيانه في حديث آخر له موضوع برقم (3894) .

والحديث أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 297/ 1304) من طريق ابن حبان وقال:

"لا أصل له".

ثم ذكر بعض كلام ابن حبان المذكور آنفاً، وكلمات من أشرنا إليهم مع الإمام أحمد.

 

(9/47)

 

 

ثم إن شيخ المصفر: خذام بن يحيى؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي، ولم يذكره ابن ماكولا في "الإكمال"، ولا ابن حبان في "الثقات"، فتعصيب الجناية بالراوي عنه فيه نظر. والله أعلم.

ثم رأيت المعلق على "العلل" قد قال:

"قال الدارقطني في هامش "المجروحين": لا أعرف خذام هذا".

4049 - (قال موسى عليه السلام لربه عز وجل: ما جزاء من عزى الثكلى؟ قال: أجعله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (580) عن أبي عبد الرحيم: حدثني أبو محمد، عن يحيى بن الجزار، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي بكر الصديق وعمران بن حصين رضي الله عنهما مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير أبي محمد فإني لم أعرفه، ويخطر في البال أنه لعله محرف من "أبي يحمد" بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم، وهي كنية بقية بن الوليد المدلس المشهور، فإنه من هذه الطبقة. والله أعلم.

 

(9/48)

 

 

4050 - (قبلة المسلم أخاه: المصافحة) .

ضعيف جداً

رواه ابن شاهين في "الترغيب" (311/ 1) عن عمرو بن عبد الجبار، عن عبيد ة بن حسان، عن قتادة، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. قيل: يا رسول الله! إن المشركين إذا التقوا قبل بعضهم بعضاً؟ قال: فذكره أيضاً.

وأخرجه ابن عدي (ق 273/ 2) مختصراً وقال:

 

(9/48)

 

 

"حديث غير محفوظ" ذكره في ترجمة عمرو بن عبد الجبار وقال:

"روى عن عمه عبيد ة بن حسان مناكير".

قلت: عمه شر منه؛ فقد قال أبو حاتم:

"منكر الحديث". وقال ابن حبان:

"يروي الموضوعات عن الثقات". وقال الداقطني:

"ضعيف".

4051 - (يا حميراء! أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله عز وجل، يستريح به المريض) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (4/ 307) من طريق الطبراني: حدثنا مسعود بن محمد الرملي: حدثنا أيوب بن رشيد: حدثنا أبي، عن نوفل بن الفرات، عن القاسم، عن عائشة قالت:

دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت مريض يئن، فمنعته عائشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من بين القاسم والطبراني؛ لم أعرفهم.

والحديث أورده السيوطي من رواية الرافعي عن عائشة بلفظ:

"دعوه يئن، فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى؛ يستريح إليه العليل".

ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء، وقد أخرجه في "تاريخ قزوين" (4/ 72) من طريق ليث بن أبي سليم، عن بهية، عن عائشة.

وليث؛ ضعيف؛ لاختلاطه. وبهية؛ لا تعرف.

 

(9/49)

 

 

4052 - (قد قال الناس: ربنا الله، ثم كفر أكثرهم، فمن مات منهم عليها فهو ممن استقام) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (3247) عن سهيل بن أبي حزم القطعي: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال: فذكره. وقال مضعفاً له:

"حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

قلت: وعلته سهيل هذا؛ قال الحافظ:

"ضعيف".

ومن طريقه رواه أبو يعلى أيضاً، والنسائي في "تفسيره"، والبزار وابن جرير؛ كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 98) ، ولم يعزه للترمذي!

 

(9/50)

 

 

4053 - (قراءتك القرآن نظراً تضعف لك على قراءتك ظاهراً؛ كفضل المكتوبة على النافلة) .

ضعيف

أخرجه المحاملي في "المجلس الخمسون" عن محمد بن سعيد الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن عمرو بن أوس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله موثقون، إلا أن عمرو بن أوس - وهو الثقفي الطائفي - قال الحافظ:

"تابعي كبير، وهم من ذكره في (الصحابة) ".

قلت: فالحديث مرسل، وذهل عن ذلك السيوطي فقال:

"رواه ابن مردويه عن عمرو بن أوس".

 

(9/50)

 

 

قلت: فلم يقيده بكونه مرسلاً كما هي عادته في مثله، ولعله لم يعرفه، فقد قال المناوي عقبه:

"عمرو بن أوس في الصحابة ثقفي، وأنصاري، وقرشي، فلو ميزه لكان أولى".

قلت: وقد عرفت أنه الثقفي، وأنه ليس بصحابي، فتنبه.

4054 - (قرض الشيء خير من صدقته) .

ضعيف

أخرجه البيهقي (5/ 354) عن أحمد بن عبيد الصفار: حدثنا تمتام: حدثنا عبيد الله بن عائشة: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رفعه، وقال:

"قال الإمام أحمد: وجدته في "المسند" مرفوعاً فهبته، فقلت: رفعه".

قلت: ورجاله ثقات كلهم، إلا أن الدارقطني قد تكلم في تمتام - واسمه محمد ابن غالب البصري التمار - بكلام يسير، فقال:

"ثقة مأمون إلا أنه يخطىء".

ومثل هذا الكلام لا يسقط به حديث الرجل، لولا أنه انضم إليه أمران آخران:

الأول: قول ابن المنادي فيه:

"كتب الناس عنه، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره".

والآخر: إشارة الإمام أحمد بن عبيد الصفار إلى خوفه من أن يكون رفع الحديث خطأ، ولذلك لم يصرح برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" كما وجده في "مسنده"، بل عدل عنه إلى قوله: "رفعه" كما تقدم، فيخشى أن يكون تمتام قد وهم في رفعه، فلم يطمئن القلب لصحته مرفوعاً،

 

(9/51)

 

 

لا سيما وهو مخالف لحديث ابن مسعود مرفوعاً بلفظ:

"من أقرض شيئاً مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به".

أخرجه ابن حبان (1155) ، والبيهقي من طريق فضيل بن ميسرة، عن أبي حريز: أن إبراهيم حدثه، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود به. وقال البيهقي:

"تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي".

قلت: لكن له طريق أخرى عند البيهقي، عن سليمان بن يسير، عن قيس ابن رومي، عن سليمان بن أذنان، عن علقمة، عن عبد الله به. وقال:

"كذا رواه سليمان بن يسير النخعي أبو الصباح الكوفي قال البخاري: ليس بالقوي".

قلت: لكنه لم يتفرد به؛ كما تقدم بيانه برقم (1553-الصحيحة) .

4055 - (قسمت النار سبعين جزءاً، فللآمر تسع وستون، وللقاتل جزء، وحسبه) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 362) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 118/ 1) عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القاتل والآمر؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق؛ فإنه مدلس، وبه أعله المناوي نقلاً عن الهيثمي. ونص كلامه في "المجمع" (7/ 299) :

"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس".

 

(9/52)

 

 

قلت: ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في "مسنده" (2/ 72/ 1) (1) .

4056 - (قصوا الشارب مع الشفاه) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني بسند الحديث السابق (برقم 756) : "الأمر المفظع ... " وهو ضعيف جداً؛ كما بينته هناك.

لكن القص هو السنة لا الحلق، فقد روى الطحاوي وغيره عن المغيرة بن شعبة:

"أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - طويل الشارب، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسواك، ثم دعا بشفرة، فقص شارب الرجل على سواك".

وأخرجه أبو داود وغيره مختصراً بسند صحيح، وهو في "صحيح أبي داود" برقم (182) .

وعليه جرى عمل جمع من الصحابة، فقد روى الطبراني (1/ 329/ 2) : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثنا أبي: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم قال: رأيت خمسة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقمون شواربهم، ويعفون لحاهم ويصفرونها: أبو أمامة الباهلي، وعبد الله بن بسر المازني، وعتبة بن عبد السلمي، والحجاج بن عامر الثمالي، والمقدام بن معدي كرب؛ كانوا يقمون مع طرف الشفة.

وهذا سند حسن. وقال الهيثمي (5/ 167) :

"إسناده جيد".

وأما ما رواه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 334) عن إسماعيل بن عياش

__________

(1) وجدت منه المجلد الثاني في " الخزانة العامة " في الرباط، وقرأته واستفدت منه، وذلك في سفرتي الأولى إلى المغرب آخر الشهر الرابع من سنة 1396 هـ

 

(9/53)

 

 

قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال:

"رأيت أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع يحفيان شواربهما، ويعفيان لحاهما ويصفرانها".

قال إسماعيل: وحدثني عثمان بن عبيد الله بن (أبي) رافع المدني قال:

رأيت عبد الله بن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري وأبا أسيد الساعدي ورافع ابن خديج وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع يفعلون ذلك.

ومن طريق عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال:

رأيت أبا سعيد الخدري وأبا سيد ورافع بن خديج وسهل بن سعد وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله وأبا هريرة يحفون شواربهم.

فهذا كله لا يصح إسناده؛ لأن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع مجهول الحال، أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 156) من رواية ابن أبي ذئب فقط (!) عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد روى عنه إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن محمد الدراوردي عند الطحاوي كما رأيت، ولم يطلع على هذا كله الحافظ الهيثمي؛ فقال بعد أن ذكر الرواية الوسطى:

"رواه الطبراني، وعثمان هذا لم أعرفه".

قلت: والطريق الأولى خالية منه، لكن فيها إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه عن غيرهم.

نعم؛ قد صح عن ابن عمر: أنه كان يحفي شاربه.

أخرجه الطحاوي من طرق عنه بعضها صحيح، زاد في بعضها:

"حتى يرى بياض الجلد".

 

(9/54)

 

 

4057 - (قصوا الشارب وأعفوا اللحى، ولا تمشوا في الأسواق إلا وعليكم الأزر؛ إنه ليس منا من عمل سنة غيرنا) .

ضعيف

رواه الطبرانيفي "الأوسط" (1/ 139/ 2) : حدثنا هيثم بن خلف: أخبرنا بن حماد الوراق: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن يوسف بن ميمون، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً. وقال:

"لم يروه عن عطاء إلا يوسف ولا عنه إلا أبو يحيى، تفرد به الحسن بن حماد".

قلت: وهو ثقة، لكن أبو يحيى الحماني - واسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن - قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

وشيخه يوسف بن ميمون - وهو المخزومي مولاهم الكوفي -؛ قال الحافظ:

"ضعيف".

فهو علة الحديث، وبه أعلة الهيثمي (5/ 169) .

والشطر الأول منه؛ له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً به.

أخرجه أحمد (2/ 229) عن عمر بن أبي سلمة [عن أبيه] عنه.

قلت: وعمر هذا صدوق يخطىء كما في "التقريب"، فهو ممن يستشهد به، لا سيما وقد قال فيه أبو حاتم: "صالح الحديث"، وصحح له الترمذي، فالحديث بهذا الشطر حسن. والله أعلم.

وله شاهد آخر بلفظ:

"أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى".

أخرجه مسلم، وأبو عوانة (1/ 188) وغيرهما عن ابن عمر مرفوعاً، وهو مخرج

 

(9/55)

 

 

في "الروض النضير" (1035) .

4058 - (قطع العروق مسقمة، والحجامة خير منه) .

موضوع

رواه ابن عساكر (9/ 26/ 1) عن يعلى، عن ابن جراد مرفوعاً.

ويعلى هذا هو ابن الأشدق؛ قال ابن عدي:

"روى عن عمه عبد الله بن جراد، وزعم أن لعمه صحبة، فذكر أحاديث كثيرة منكرة وهو وعمه غير معروفين". وقال البخاري:

"لا يكتب حديثه". وقال ابن حبان:

"وضعوا له أحاديث فحدث بها ولم يدر. ذكره الذهبي وساق له أحاديث هذا منها".

 

(9/56)

 

 

4059 - (قل إذا أصبحت: باسم الله على نفسي وأهلي ومالي؛ فإنه لا يذهب لك شيء) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (59) عن رجل، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن رجلاً شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يصيبه الآفات، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل الرجل الذي لم يسم.

 

(9/56)

 

 

4060 - (قل: اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (19/ 211/ 2) عن عبد الرحمن بن عبد الغفار

 

(9/56)

 

 

البيروتي: حدثني رواحة بنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: حدثني أبي يقول: سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول: حدثني أبو أمامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ رواحة والذي دونها؛ لم أعرفهما.

والحديث عزاه في "الجامع" للطبراني في "الكبير" والضياء، وأعله المناوي بقوله:

"قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم".

4061 - (قل: اللهم! إني ضعيف، فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي. اللهم! إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني) .

موضوع

أخرجه الحاكم (1/ 527) عن أبي داود الأودي، عن بريدة الأسلمي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال:

"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: أبو داود الأعمي؛ متروك الحديث".

قلت: كذبه غير واحد، وقال الذهبي أيضاً في "الضعفاء والمتروكين":

"يضع، هالك".

 

(9/57)

 

 

4062 - (قل: اللهم! مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 543-544) عن عبيد الله بن محمد بن

 

(9/57)

 

 

حنين: حدثني عبيد الله بن محمد بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، عن جده قال:

جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: وا ذنوباه! فقال هذا القول مرتين أو ثلاثاً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال:

"رواته عن آخرهم مدنيون، ممن لا يعرف واحد منهم بجرح".

قلت: ولا بتوثيق؛ فكان ماذا؟! اللهم إلا محمد بن جابر بن عبد الله، فذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد:

"في روايته ضعف، وليس يحتج به".

4063 - (نعم؛ نبياً رسولاً، يكلمه الله قبيلاً - يعني: عياناً - فقال: اسكن أنت وزوجك الجنة) .

منكر

رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث محمد بن عيسى الدامغاني: حدثنا سلمة بن الفضل، عن ميكائيل، عن ليث، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال:

قلت: يا رسول الله! أرأيت آدم؛ أنبياً كان؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالضعفاء:

الأول: ليث - وهو ابن أبي سليم -؛ كان اختلط.

الثاني: ميكائيل - الظاهر أنه ابن أبي الدهماء -؛ قال الذهبي:

"وعنه بكير بن معروف بخبر منكر، وفيه جهالة".

وذكره ابن حبان في "الثقات"!

 

(9/58)

 

 

الثالث: سلمة بن الفضل - وهو الأبرش -؛ قال الحافظ:

"صدوق كثير الخطأ".

والدامغاني؛ قال أبو حاتم:

"يكتب حديثه". وقال الحافظ:

"مقبول". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.

وله طريق أخرى؛ يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر به في حديثه الطويل.

أخرجه ابن حبان (94) .

وإبراهيم هذا؛ متهم، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال:

"قال أبو حاتم وغيره: ليس بثقة. ونقل ابن الجوزي: قال أبو زرعة: كذاب":

والطريق الأولى؛ نقلتها من أول "تفسير ابن كثير"، وقد سكت عليه، فأشكل على بعض الطلبة لقوله فيه: "قبيلاً يعني: عياناً"، ومن الثابت أن الله تعالى لا يرى في الدنيا، حتى ولا من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على الراجح من قولي العلماء، فاقتضى الحال بيان حقيقة هذا الإسناد.

ثم رأيت الحديث في "الكامل" لابن عدي (ق 171/ 2) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ 325/ 2) من طريق الدامغاني به.

نعم؛ قد صح الحديث من رواية أبي أمامة دون قوله: "قبيلاً"؛ فقال أبو سلام الحبشي: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول:

أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أنبياً كان آدم؟

 

(9/59)

 

 

فقال: "نعم، مكلم".

أخرجه ابن منده في "التوحيد" (ق 104/ 2) ، وعنه ابن عساكر، والحاكم (2/ 262) . وقال هو وابن منده:

"صحيح على شرط مسلم"،ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا، وزاد ابن منده:

"وروي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن وغيره عن أبي أمامة عن أبي ذر بأسانيد فيها مقال".

4064 - (قلب ابن آدم مثل العصفور، يتقلب في اليوم سبع مرات) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 216) عن بقية بن الوليد قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عبيد ة مرفوعاً، وقال:

"وخالد لم يلق أبا عبيد ة".

قلت: وهو ابن الجراح؛ أحد العشرة المبشرين بالجنة، فالسند ضعيف لانقطاعه، ورجاله ثقات.

 

(9/60)

 

 

4065 - (قلب المؤمن حلو، يحب الحلاوة) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 113) من طريق محمد بن العباس بن سهيل البزار: حدثنا أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رفعه.

أورده في ترجمة البزار هذا، وقال:

"وكان غير ثقة". ثم قال عقب الحديث:

 

(9/60)

 

 

"رجاله كلهم ثقات غير ابن سهيل، وهو الذي وضعه وركبه على هذا الإسناد".

وأقره الذهبي في "الميزان"، والحافظ في "اللسان"، ومن قبلهما ابن الجوزي؛ فأورده في "الموضوعات".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 238) بقوله:

"قلت: له طريق آخر، قال البيهقي في "الشعب": أنبأنا أبة عبد الله الحافظ في "التاريخ": أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد: حدثنا أبو يحيى زكريا بن الحارث البزار: حدثنا الحسن بن الجراح الأزدي: حدثنا سهل بن أبي سهل: حدثنا عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً. قال البيهقي: متن الحديث منكر، وفي إسناده من هو مجهول".

قلت: سهل بن أبي سهل، من هؤلاء المجهولين المترجمين في "الميزان" و "اللسان". ومن دونه لم أجد من ترجمهم إلا شيخ الحاكم محمد بن أحمد بن سعيد، فهو في "الميزان" أيضاً قال:

"لا أعرفه، لكن أتى بخبر باطل".

ثم ساق له حديثاً آخر موقوفاً.

وذكر الحافظ في "اللسان" أن الدارقطني ضعفه، فهو آفة هذا الإسناد؛ إن سلم ممن فوقه من المجاهيل.

والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 140) من حديث علي أيضاً.

ثم رأيت الحديث عند البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 197/ 1) ، فعرفت أن

 

(9/61)

 

 

في السند سقطاً بين سهل ومحمدج بن زياد وهو قوله: "بقية"؛ فهذه علة أخرى وهي عنعنة بقية فإنه مدلس. ووقع فيه "ابن السراج" مكان "ابن الجراح"؛ ولم أعرفه أيضاً. والله أعلم.

4066 - (قم فصل؛ فإن في الصلاة شفاء) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/ 344-345) ، وأحمد (2/ 390،403) عن ذواد بن علبة، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال:

ما هجرت إلا وجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، قال: فصلى، ثم قال: أشكنب درد (يعني: تشتكي بطنك بالفارسية) ؟ قال:

قلت: لا (وفي رواية: نعم) ، قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ليث هو ابن أبي سليم وكان اختلط. وبه أعله البوصيري في "الزوائد" (ق 210/ 1) .

وذواد بن علبة؛ ضعيف؛ كما في "التقريب".

 

(9/62)

 

 

4067 - (قولوا: سبحان الله وبحمده مئة مرة، من قالها مرة كتبت له عشراً، ومن قالها عشراً كتبت له مئة، ومن قالها مئة كتبت له آنفاً، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر الله غفر له) .

ضعيف جداً

أخرجه الترمذي (3466) عن داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وقال:

"حديث حسن غريب".

كذا قال! وابن الزبرقان ضعفه ابن المديني جداً، وقال الجوزجاني:

 

(9/62)

 

 

"كذاب". وقال يعقوب بن شيبة وأبو زرعة:

"متروك". وقال البخاري:

"مقارب الحديث". وضعفه آخرون. وقال البزار:

"منكر الحديث جداً".

ومطر الوراق؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب"؛ وقال فيه عن ابن الزبرقان:

"متروك، وكذبه الأزدي".

ولم يذكر في "التهذيب" تكذيب الأزدي إياه، وإنما حكى عنه قوله فيه:

"متروك"،وإنما كذبه الجوزجاني كما تقدم.

وأخرج أحمد (2/ 82) عن أيوب بن سلمان - رجل من أهل صنعاء - قال:

"كنا بمكة، فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد، فلم نسأله، ولم يحدثنا، قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله، ولم يحدثنا، قال: فقال: ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله؟ قولوا: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله وبحمده، بواحدة عشراً، وبعشر مئة، من زاد زاده الله، ومن سكت غفر له".

قلت: وهذا إسناد موقوف ضعيف؛ أيوب هذا؛ قال الذهبي:

"لا يعرف حاله".

قلت: والصواب أنه مجهول العين؛ لأنه إنما روى عنه النعمان بن الزبير وحده، كما قال الذهبي نفسه. وقال الحافظ في "التعجيل":

"فيه جهالة".

 

(9/63)

 

 

وهذا أقرب إلى الصواب.

4068 - (قولي: اللهم مصغر الكبير، ومكبر الصغير! صغر ما بي) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم" (629) عن محمد بن عبد الغفار الزرقاني: حدثنا عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: حدثني ابن جريج: حدثني عمرو بن يحيى بن عمارة، عن مريم بنت ابن البكير، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت:

دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خرج من إصبعي بثرة فقال: عندك ذريرة؟ فوضعها عليها وقال: قولي: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مريم هذه - وهي بنت إياس بن البكير -؛ قال الذهبي:

"تفرد عنها عمرو بن يحيى بن عمارة".

يعني: فهي مجهولة. ورمز لها في "التهذيب" أن النسائي أخرج لها في "عمل اليوم والليلة" أيضاً هذا الحديث. ولم يزد في ترجمتها على قوله:

"وعنها عمرو بن يحيى بن عمارة".

ومحمد بن عبد الغفار الزرقاني؛ غمزه الذهبي في ترجمة موسى بن خاقان؛ فقال فيها:

"وعنه محمد بن عبد الغفار بخبر منكر، تكلم فيه".

وساقه الحافظ في "اللسان" من طريق آخر، عن محمد بن عبد الغفار

 

(9/64)

 

 

الورقاني (كذا بالواو) عن موسى بن خاقان البغدادي بسنده عن عبد الله بن عمرو قال:

"الجنة مطوية معلقة في قرون الشمس ... "، وقال:

"أخرجه الجورقاني في "كتاب الأباطيل" وقال: هذا حديث باطل، ومحمد ابن موسى (!) ضعيف ... "

كذا وقع في الأصل "محمد بن موسى" ولعل الصواب محمد بن عبد الغفار، فإن موسى بن خاقان ثقة، ترجمه الخطيب في "التاريخ" (13/ 44) برواية جمع من الثقات عنه - منهم القاضي المحاملي -، وكناه بأبي عمران النحوي وقال: "وكان ثقة".

ويظهر لي أن هذه الترجمة من "التاريخ" قد فاتت الحافظين: الذهبي والعسقلاني، وإلا؛ لم يحسن بهما أن يوردا هذا الحديث الباطل في ترجمته، وإنما في ترجمة محمد بن عبد الغفار. وهذا خلاف ما صنعا؛ فإن الذهبي لم يورد ابن عبد الغفار أصلاً. واستدركه الحافظ عليه قائلاً: "يأتي في موسى بن خاقان". ولو أنه عكس لكان أقرب إلى الصواب، وإن كان لا يخلو صنيعه حينئذ من الغمز لموسى؛ وهو ثقة كما علمت.

وبعد هذا التحقيق أقول: يبدو أن محمد بن عبد الغفار لم يتفرد بهذا الحديث؛ لأنه ليس من رجال الأئمة الستة ومنهم النسائي، وقد علمت مما سبق من الكلام على مريم أن الحديث أخرجه النسائي في "العمل" من طريقها، فلو أنه أخرجه من طريق ابن عبد الغفار لأورده في "التهذيب" ولرمز له بـ "سي"؛ أي: النسائي في "عمل اليوم" كما رمز لمريم، فعدم إيراده إياه، يدل على أنه ليس

 

(9/65)

 

 

من رجاله، فإذن هو - أعني: النسائي - أخرجه من غير طريق ابن عبد الغفار، وتنحصر العلة حينئذ بمريم وجهالتها. والله أعلم.

4069 - (قيم الدين الصلاة، وسنام العمل الجهاد، وأفضل أخلاق الإسلام الصمت؛ حتى يسلم الناس منك) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (839) : أخبرني رباح بن زيد قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم قال: سمعت وهب بن منبه يقول:

إن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إرساله فيه جهالة؛ لأن عبد الله هذا ذكره ابن أبي حاتم (2/ 2/ 70) من رواية رباح هذا فقط، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

(تنبيه) : وقع اسم جد عبد الله هذا في "الجرح": "ابن عاصم". وعلق عليه العلامة اليماني بقوله: "م: ابن أبي عاصم"، وهذه النسخة هي الصواب عندي لموافقتها لما في رواية ابن المبارك هذه. والله الموفق.

 

(9/66)

 

 

4070 - (القاص ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمكاثر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأة مستحقة عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) .

موضوع

رواه ابن عدي في "الكامل" (33/ 2) ، والباطرقاني في "حديثه" (171/ 1) عن موسى بن عيسى الجزري: حدثنا صهيب بن محمد بن عبادة بن صهيب: حدثنا بشر بن إبراهيم قال: حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد،

 

(9/66)

 

 

عن العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير مرفوعاً.

ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (23/ 2) ، ونصر المقدسي في "الأربعين" (رقم 32) من طريق عمرو بن بكر السكسكي، عن عباد بن كثير، عن منصور بن المعتمر به، إلا أنه ذكر "عبد الله بن عمرو" بدل "ابن الزبير".

وقال:

"تفرد به عمرو بن بكر عن عباد عنه". وقال ابن عدي:

"وهذا الحديث عن الثوري غير محفوظ، وهو باطل لا أعلم يرويه عن الثوري غير بشر هذا".

قلت: بشر هذا؛ كان يضع الحديث على الثقات؛ كما قال ابن حبان وغيره، ونحوه عمرو بن بكر؛ قال الذهبي:

"أحاديثه شبه موضوعة".

وعباد بن كثير؛ متهم.

ورواه الطبراني (3/ 206/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 425) عن بشر ابن عبد الرحمن الأنصاري: حدثني عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه به، إلا أنه جمع بين "ابن عمرو" و "ابن الزبير".

وعبد الوهاب بن مجاهد؛ متروك، وكذبه الثوري؛ كما في "التقريب".

وبشر؛ لم أعرفه.

لكن روي من طريق أخرى عند ابن السماك في "الفوائد المنتقاة" (2/ 2/ 2) عن غلام خليل: حدثنا بكار بن محمد السيريني، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه: حدثني العبادلة مرفوعاً.

 

(9/67)

 

 

وغلام خليل - اسمه أحمد بن محمد بن غالب الباهلي -؛ كذاب.

والحديث أورده ابن الجوزي من طريق الطبراني في "الموضوعات" وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 146) ، ثم ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 188) ، ومع ذلك أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية الطبراني!!

وروى ابن المبارك في "الزهد" (159/ 2 من الكواكب 575) بسند صحيح عن ميمون بن مهران قال: القاص ينتظر المقت من الله، والمستمع ينتظر الرحمة.

4071 - (القتل في سبيل الله يكفر كل شيء أو قال: يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة: يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له: أد أمانتك، فيقول: أي رب! وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية، فيذهب به إليها، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هناك كهيئتها، فيحملها فيضعها على عاتقه فيصعد بها في نار جهنم حتى إذا رأى أنه قد خرج، زلت فهوت وهوى في أثرها أبد الآبدين، قال: والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث، وأشد ذلك الودائع) .

ضعيف

رواه الطبري في "التفسير" (22/ 40) ، والطبراني في "الكبير" (10/ 270/ 10527) ، وابن أبي الدنيا في "كتاب الأهوال" (3/ 99/ 2) ، وأبو الشيخ في "العوالي" (1/ 62/ 1-2) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 26) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 201) ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 323/ 5266) عن شريك عن الأعمش عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً. قال:

 

(9/68)

 

 

فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ قال: صدق.

قال شريك: وحدثنا عياش العامري، عن زاذان، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو منه، ولم يذكر الأمانة في الصلاة، والأمانة في كل شيء.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ شريك، وهو ابن عبد الله القاضي.

وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أخرى، عن شريك به موقوفاً على ابن مسعود، وهو الذي رجحه الحافظ المنذري، فقد ساقه في "الترغيب" (3/ 21-22) عن ابن مسعود موقوفاً عليه، ثم قال:

"رواه البيهقي موقوفاً، ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعاً، والموقوف أشبه".

وقال الحافظ الناجي فيما كتبه على "الترغيب" (ق 164/ 1) :

"وكذا رواه أحمد، وذكر ابنه عبد الله في "كتاب الزهد" أنه سأله عنه؟ فقال: إسناده جيد".

ثم رأيت هذا في مكان آخر من "الترغيب" (4/ 41-42/ 5) ، فظننت أن الناجي نقله منه.

قلت: والموقوف أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 105/ 2) (4/ 323/ 5266-مطبوع) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش به موقوفاً.

وابن بشر هذا - هو الرقي القاضي -؛ وثقه أحمد وغيره، وفي "التقريب":

"اختلف فيه قول ابن معين وابن حبان، وقال أبو زرعة والنسائي: لا بأس به، وحكى البزار أنه ضعيف في الزهري خاصة".

قلت: وهذا من روايته عن الأعمش، وعلى كل حال فهو أولى من شريك. والله أعلم.

 

(9/69)

 

 

4072 - (القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وآمن بالقدر؛ فقد استمسك بالعروة الوثقى، لا انفصام لها) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس مرفوعاً، وفيه هانىء بن المتوكل، وهو ضعيف. كذا في "المجمع" (7/ 197) ، وسيأتي إسناده برقم (7150) .

قلت: وقد رواه هبةالله اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (6/ 262/ 2) عن الأوزاعي: قال لنا بعض أصحابنا: عن الزهري، عن ابن عباس قال: فذكره موقوفاً عليه. وهو الأشبه بالصواب، والله أعلم.

ورواه (1/ 142/ 1) عن سفيان الثوري، عن عمر بن محمد - رجل من ولد عمر بن الخطاب -، عن رجل، عن ابن عباس موقوفاً.

 

(9/70)

 

 

4073 - (القرآن ألف ألف حرف، وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابراً محتسباً؛ كان له بكل حرف زوجة من الحور العين) .

باطل

قال الطبراني في "معجمه الأوسط": حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً. وقال:

"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد".

كذا في ترجمة محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني من "الميزان"، وقال:

"تفرد بخبر باطل". ثم ساق هذا، وأقره الحافظ في "اللسان". وأشار إليه الهيثمي في "المجمع" (7/ 163) وقال:

 

(9/70)

 

 

"ولم أجد لغيره في ذلك كلاماً، وبقية رجاله ثقات".

قلت: لوائح الوضع على حديثه ظاهرة، فمثله لا يحتاج إلى كلام ينقل في تجريحه بأكثر مما أشار إليه الحافظ الذهبي ثم العسقلاني؛ من روايته لمثل هذا الحديث وتفرده به!

4074 - (القلب ملك البدن، وللملك جنود: فرجلاه بريداه، ويداه جناحاه، وعيناه مسلحته، والأذنان قمع، واللسان ترجمان، والكليتان مكيدة، والرئة نفس، والطحال ضحك، فإذا صلح الملك صلح الجنود، وإذا فسد الملك فسد الجنود) .

ضعيف

رواه الدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (25/ 1-2 نسخة حلب) : حدثنا إسماعيل بن إسحاق: أنبأنا سليمان بن حرب: أنبأنا حماد بن زيد: حدثنا عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً عليه.

قلت: وهكذا أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 132/ 109) من طريق عبد الرزاق - وهذا في "المصنف" (11/ 321/ 20375) -: أنبأنا معمر، عن عاصم به. وقال:

"هكذا جاء موقوفاً، ومعناه في "القلب" جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعاً، وقد رواه عبد الله بن المبارك عن معمر بإسناده وقال: رفعه".

ثم ساق إسناده إليه به، وفيه من لم أعرفه، وقد قال المناوي:

"وعده في "الميزان" من مناكير".

 

(9/71)

 

 

4075 - (القلس حدث) .

ضعيف جداً

رواه البغوي في "حديث أبي الجهم" (11/ 1) : حدثنا سوار ابن مصعب، عن زيد بن علي، عن آبائه مرفوعاً.

ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني (ص 57) ؛ إلا أنه قال: عن أبيه عن جده مرفوعاً. وقال:

"سوار متروك، ولم يروه عن زيد غيره".

 

(9/72)

 

 

4076 - (القنطار اثنا عشر ألف أوقية، وكل أوقية خير مما بين السماء والأرض) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (2/ 388) ، وابن حبان (663) ، وأحمد (2/ 363) ، وعنه عبد الغني المقدسي في "السنن" (130/ 2) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقال المقدسي:

"هذا إسناد صحيح، ورجاله كلهم ثقات".

وكذا قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (ق 220/ 1) .

وفيه نظر؛ فإن عاصماً هذا هو ابن بهدلة، وفيه كلام من قبل حفظه، والمتقرر فيه أنه وسط حسن الحديث، فالإسناد حسن وليس بصحيح، لا سيما وقد اختلف عليه في رفعه، ولفظه.

أما الرفع؛ فرواه عبد الصمد، عن حماد بن سلمة عنه به؛ مرفوعاً كما رأيت، وأوقفه الدارمي عنه، فقال (2/ 427) : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبان العطار وحماد بن سلمة، عن عاصم به موقوفاً.

 

(9/72)

 

 

لكن يحتمل أن يكون اللفظ والسياق لأبان العطار، وحمل لفظ حماد عليه تجوزاً، وهذا معروف في بعض الرواة. وأياً ما كان، فهو اختلاف واضح على عاصم.

ويؤيد الموقوف؛ رواية حماد بن زيد: أنبأ عاصم بن بهدلة به موقوفاً.

أخرجه البيهقي (7/ 233) ، وكذا ابن جرير (6700) .

وكذلك رواه وكيع في "تفسيره" من الوجه الأول فقال: حدثنا حماد بن سلمة ... به موقوفاً. ذكره ابن كثير (1/ 351) وقال: "هذا أصح".

وأما اللفظ؛ ففي كل الروايات المتقدمة: "اثنا عشر ألف أوقية"؛ إلا في رواية حماد بن زيد فإنه قال:

"ألف ومئتا أوقية".

ولكل من اللفظين ما يشهد له:

أما الأول؛ فروى الدارمي (2/ 466) : حدثنا أبو النعمان: حدثنا وهيب، عن يونس، عن الحسن مرفوعاً به.

وهذا مرسل، رجاله ثقات؛ غير أن أبا النعمان - وهو الملقب بـ (عارم) - كان تغير، وقد خالفه عبد الوارث بن سعيد فقال: حدثنا يونس به باللفظ الثاني؛ إلا أنه قال: "دينار" بدل "أوقية".

أخرجه ابن جرير (6702) .

وإسناده مرسل جيد.

وأما اللفظ الآخر؛ فيرويه مخلد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد، عن

 

(9/73)

 

 

عطاء بن أبي ميمونة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب مرفوعاً به.

أخرجه ابن جرير (6701) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مخلد بن عبد الواحد؛ قال ابن حبان:

"منكر الحديث جداً".

وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ ضعيف. ولذلك قال الحافظ ابن كثير:

"وهذا حديث منكر أيضاً، والأقرب أن يكون موقوفاً على أبي بن كعب؛ كغيره من الصحابة".

وقد روي بلفظ:

"القنطار ألفا أوقية".

أخرجه الحاكم (2/ 178) من طريق أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي - بتنيس -: حدثنا عمرو بن أبي سلمة: حدثنا زهير بن محمد: حدثنا حميد الطويل ورجل آخر، عن أنس رضي الله عنه قال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله عز وجل: (والقناطير المقنطرة) ؟ قال: فذكره، وقال:

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!

وأقول: كلا؛ فإن أحمد بن عيسى التنيسي؛ قال ابن طاهر:

"كذاب يضع الحديث"؛ كما في "الميزان"، وضعفه غيره. وقال مسلمة:

"كذاب؛ حدث بأحاديث موضوعة"، كما في "اللسان".

وكأن الحاكم والذهبي توهما أنه أحمد بن عيسى بن حسان المصري التستري

 

(9/74)

 

 

الحافظ؛ فإنه من هذه الطبقة وهو ثقة من رجال الشيخين، ولكنه ليس به، وقد فرق بينهما الذهبي نفسه في "الميزان"، والحافظ، وغيرهما.

ثم إن زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني - مع كونه قد رمزوا له بأنه من رجال الشيخين؛ ولا أدري إذا كانا أخرجا له احتجاجاً أو استشهاداً والثاني هو اللائق به؛ فإنه متكلم فيه كما هو معروف في ترجمته، ولكن الحمل في الحديث على التنيسي أولى؛ لشدة ضعفه، وقد روي عنه بلفظ:

" ... ألف دينار".

أخرجه ابن أبي حاتم، والطبراني من طريقين آخرين عنه، كما في "تفسير ابن كثير".

وجملة القول؛ أن الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأي لفظ من الألفاظ المتقدمة؛ لشدة الاختلاف بينها، ووهاء أسانيدها، والاختلاف في رفعها ووقفها ووصلها وإرسالها، وهو ما يشعر به صنيع الحافظ ابن جرير؛ فإنه بعد أن ساق الأحاديث المتقدمة، وبعض الآثار الموقوفة والمقطوعة، والخلاف في تفسير الآية المذكورة (والقناطير ... ) قال:

"فالصواب في ذلك أن يقال: هو المال الكثير ... وقد قيل ما قبل مما روينا".

فاعتمد في تفسير الآية على المعنى اللغوي، ولم يلتفت إلى شيء من تلك الأحاديث التي رواها؛ لما ذكرنا من عللها ووهائها.

4077 - (قوموا، لا ترقدوا في المسجد) .

موضوع

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (ج1 رقم 1655) : عن يحيى ابن العلاء، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن جابر بن عبد الله قال:

 

(9/75)

 

 

أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن مضطجعون في مسجده، فضربنا بعسيب كان في يده، وقال: فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته حرام هذا؛ قال الإمام الشافعي ويحيى بن معين:

"الرواية عن حرام حرام". رواه عنهما ابن عدي (ق 110/ 2) .

وقال مالك وابن معين في رواية:

"ليس بثقة".

ويحيى بن العلاء؛ متهم بالوضع؛ لكنه قد توبع، فقد ذكره الذهبي في آخر ترجمة حرام من طريق سويد بن سعيد: حدثنا حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان به، وزاد في متنه زيادة في إباحة المسجد لعلي، وقال الذهبي:

"وهذا حديث منكر جداً".

والأحاديث في إباحة النوم في المسجد للمحتاج كثيرة، بعضها في "الصحيحين" وغيرهما.

4078 - (قل ما بدا لك، فإنما الحرب خدعة) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 136/ 1) من طريق مطر بن ميمون، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابه إلى رجل من اليهود ليقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مطر هذا؛ قال الحافظ:

"متروك".

وذكر له الذهبي بعض الموضوعات يتهمه بها.

 

(9/76)

 

 

4079 - (كاد الحليم أن يكون نبياً) .

ضعيف

أخرجه الخطيب (5/ 311) عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعاً.

وهذا سند ضعيف؛ الربيع بن صبيح صدوق سيىء الحفظ.

وشيخه يزيد؛ ضعيف كما في "التقريب".

ومن ثم أورده ابن الجوزي في "الواهيات" وقال: "لا يصح"؛ كما في "فيض القدير".

وفي "الكشف": "رواه الخطيب بسند ضعيف، والديلمي عن أنس مرفوعاً".

 

(9/77)

 

 

4080 - (كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يسبق القدر) .

ضعيف

قال في "المقاصد":

"رواه أحمد بن منيع عن الحسن أو أنس مرفوعاً. وهو عند أبي نعيم في "الحلية" [ (3/ 53 و 109 و 8/ 253) ] ، وابن السكن في "مصنفه"، والبيهقي في "الشعب" [ (2/ 486/ 1) ] ، وابن عدي في "الكامل" عن الحسن بلا شك".

وفي لفظ عند أكثرهم: "أن يغلب" بدل: "يسبق". وفي سنده يزيد الرقاشي؛ ضعيف.

قلت: وقال العراقي (3/ 163) :

"رواه أبو مسلم الكشي والبيهقي في "الشعب" من رواية يزيد الرقاشي عن أنس، ويزيد ضعيف".

 

(9/77)

 

 

وانظر: "اللهم! إني أعوذ بك من الكفر والفقر".

ثم الحديث أخرجه الدولابي أيضاً في "الكنى" (2/ 131) من طريق يزيد المذكور، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 286/ 1) ، والقضاعي (380) .

قال في "المجمع" (8/ 78) :

"رواه الطبراني في "الأوسط" عن أنس، وفيه عمرو بن عثمان الكلابي؛ وثقة ابن حبان وهو متروك".

وروي من حديث ابن عباس في قصة الضب.

رواه أبو بكر الطريثيثي في "مسلسلاته" (127-131) ، وهو حديث موضوع؛ كما قال بعض المحدثين على هامش "المسلسلات".

ورواه نصر المقدسي في "مجلس من أماليه" (195/ 2-196/ 1) من طريق علي بن محمد بن حاتم، عن الحسين بن محمد بن يحيى العلوي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً.

وهذا إسناد مظلم؛ من دون علي؛ لم أعرفهم.

4081 - (ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (14/ 16987) ، وابن أبي حاتم أيضاً كما قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 374) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 260/ 7873) من طريق معان بن رفاعة السلمي، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني: أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن: أنه أخبره عن أبي أمامة الباهلي، عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

 

(9/78)

 

 

ادع الله أن يرزقني مالاً؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه" قال: ثم قال مرة أخرى، فقال: "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله؟ فوالذي نفسي بيده! لو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً وفضة لسارت" قال: والذي بعثك بالحق! لئن دعوت الله فرزقني مالاً؛ لأعطين كل ذي حق حقه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم! ارزق ثعلبة مالاً"، قال: فاتخذ غنماً، فنمت كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها، فنزل وادياً من أوديتها، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، ويترك ما سواهما. ثم نمت وكثرت، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى الجمعة، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة يسألهم عن الأخبار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما فعل ثعلبة؟ " فقالوا: يا رسول الله، اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة! فأخبروه بأمره، فقال: "يا ويح ثعلبة! يا ويح ثعلبة! يا ويح ثعلبة! " قال: وأنزل الله: (خذ من أموالهم صدقة) الآية (سورة التوبة: 103) ، ونزلت عليه فرائض الصدقة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين على الصدقة، رجلاً من جهينة،

ورجلاً من سليم، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين، وقال لهما: "مرا بثعلبة، وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما! " فخرجا حتى أتيا ثعلبة، فسألاه الصدقة، وأقرأاه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما هذه إلا جزية! ما هذه إلا أخت الجزية! ما أدري ما هذا! انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلى. فانطلقا، وسمع بهما السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهم بها. فلما رأوها قالوا: ما يجب عليك هذا، وما نريد أن نأخذ هذا منك. قال: بلى، فخذوه، فإن نفسي بذلك طيبة، وإنما هي لي! فأخذوها منه. فلما فرغا من صدقاتهما، رجعا حتى مرا بثعلبة، فقال: أروني

 

(9/79)

 

 

كتابكما! فنظر فيه، فقال: ما هذا إلا أخت الجزية! انطلقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآهما قال: "يا ويح ثعلبة! " قبل أن يكلمهما، ودعا للسلمي بالبركة، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة، والذي صنع السلمي، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه:

(ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) إلى قوله: (وبما كانوا يكذبون) ، وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أقارب ثعلبة، فسمع ذلك، فخرج حتى أتاه، فقال: ويحك يا ثعلبة! قد أنزل الله فيك كذا وكذا! فخرج ثعلبة حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله أن يقبل منه صدقته، فقال: "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك"، فجعل يحثي على رأسه التراب، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا عملك، قد أمرتك فلم تطعني! " فلما أبى أن يقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رجع إلى منزله، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقبل منه شيئاً. ثم أتى أبا بكر حين استخلف، فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وموضعي من الأنصار، فاقبل صدقتي! فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقبلها! فقبض أبو بكر، ولم يقبضها. فلما ولي عمر، أتاه فقال: يا أمير المؤمنين، اقبل صدقتي! فقال: لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر، وأنا أقبلها منك! فقبض ولم يقبلها، ثم ولي عثمان - رحمة الله عليه -، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال: لم يقبلها رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر ولا عمر - رضوان الله عليهما - وأنا أقبلها منك! فلم يقبلها منه. وهلك ثعلبة في خلافة عثمان - رحمة الله عليه -.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4/ 77/ 133) ، وعلته علي بن يزيد الألهاني؛ قال الهيثمي في

"رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو متروك".

ومعان بن رفاعة؛ لين الحديث كما في "التقريب".

وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 135) :

"إسناده ضعيف".

 

(9/80)

 

 

"المجمع" (7/ 31-32) :

" رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني؛ وهو متروك ".

ومعان بن رفاعة؛ ليِّن الحديث كما في " التقريب ".

وقال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (3 / 135) :

" إسناده ضعيف ".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير": للبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين عن أبي أمامة عن ثعلبة بن حاطب. وعزاه إلى غير هؤلاء أيضاً في "الدر المنثور" (3/ 260) (1) .

وروى منه حديث الترجمة ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 26 - مصورة الجامعة الإسلامية) .

(تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي ساقها ابن كثير في "تفسيره" ساكتاً عليه؛ لأنه ذكره بسند معان بن رفاعة ... به، مشيراً بذلك إلى علته الواضحة لدى أهل العلم بهذا الفن، فاغتر بسكوته مختصر تفسيره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصره" (2/ 157-158) الذي نص في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة وحذف الأحاديث الضعيفة! وهو في ذلك غير صادق، كما كنت بينته في مقدمة المجلد الرابع من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" داعماً ذلك بذكر بعض الأمثلة، مشيراً إلى كثرة الأحاديث الضعيفة جداً فيه. وبين أيدينا الآن هذا المثال الجديد، وقد زاد في الانحراف عن جادة

__________

(1) وقد سبق تخريج هذا الحديث (برقم 1607) من نفس الطريق. (الناشر)

 

(9/81)

 

 

العلماء بتصديره إياه بقوله: "وقد ورد فيه حديث رواه ابن جرير عن أبي أمامة ... "!

فأوهم قراء كتابه أنه حديث صحيح بجزمه كما هو مقرر عند العلماء، زيادة على ما ذكره في المقدمة مما أشرت إليه آنفاً، ثم زاد - ضغثاً على إبالة- أنه نقل تخريج ابن كثير للحديث من "تفسيره" فجعله في حاشية "مختصره" موهماً قراءه أيضاً أنه من تخريجه هو، متشعباً بما لم يعط! عامله الله بما يستحق.

4082 - (كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف، وجبة صوف، وكمة صوف، وسراويل صوف، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت) .

ضعيف جداً

أخرجه الترمذي (6/ 1734) عن خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود مرفوعاً. وقال مضعفاً:

"حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج، وحميد هو ابن علي الكوفي، سمعت محمداً (يعني: الإمام البخاري) يقول: حميد بن علي الأعرج منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي - صاحب مجاهد - ثقة".

قلت: لكن قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (1/ 588) :

"وقد روى الحاكم في "مستدركه" وابن مردويه من حديث حميد بن قيس الأعرج عن عبد الله بن الحارث ... " إلخ.

فلينظر إسناده في "المستدرك"؛ فإني لم أره فيه بعد البحث عنه في "الإيمان" و "العلم" و "الطهارة" و "التاريخ" و "وتفسير سورة النساء" و "اللباس" منه.

ثم رأيته في "تفسير سورة طه" منه (2/ 379) من طريق محمد بن غالب:

 

(9/82)

 

 

حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد بن قيس به، وقال:

"صحيح على شرط البخاري". وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: بل ليس على شرط البخاري، وإنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس، كذا، وهو خطأ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار؛ أحد المتروكين، فظنه المكي الصادق".

أقول: كان يمكن أن يقال: إن الخطأ إنما هو من خلف بن خليفة؛ لأنه كان اختلط، ولكن متابعة حفص بن غياث إياه منع من القول بذلك، وحلمنا على القول بأن الخطأ لعله من محمد بن غالب وهو الحافظ الملقب بـ (تمتام) ؛ فإنه كان وهم في أحاديث - كما قال الدارقطني -، فلعل هذا منها. والله أعلم.

4083 - (كان الكفل من بني إسرائيل؛ لا يتورع عن ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ... ) الحديث.

ضعيف

رواه الترمذي (2/ 81) ، وأحمد (2/ 23) ، وأبو يعلى (10/ 90/ 5726) ، والحاكم (4/ 254-255) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 361/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 52) ، وابن عساكر (6/ 70/ 1) عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعد مولى طلحة، عن ابن عمر مرفوعاً، وقال الترمذي:

"هذا حديث حسن، قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه، وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه، وروى أبو بكر بن عياش هذا

 

(9/83)

 

 

الحديث عن الأعمش، فأخطأ فيه، وقال: عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عمر، وهو غير محفوظ".

قلت: وصله ابن حبان (2453 - موارد) عن أبي بكر بن عياش به، إلا أنه قال:

" ... ذو الكفل".

وهذا خطأ آخر لمخالفته ما تقدم. وقد قال ابن كثير في "التاريخ" (1/ 226-227) عقب حكايته تحسين الترمذي إياه:

"فهو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر؛ فإن سعداً هذا؛ قال أبو حاتم: "لا أعرفه إلا بحديث واحد"، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي، فالله أعلم، وإن كان محفوظاً فليس هو (ذا الكفل) ، وإنما لفظ الحديث (الكفل) من غير إضافة، فهو رجل آخر، غير المذكور في القرآن. والله أعلم".

ونحوه في تفسيره لسورة (الأنبياء) (3/ 191) .

قلت: وسعد هذا؛ مجهول كما في "التقريب"؛ لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله هذا وهو الرازي، فقول الحاكم:

"صحيح الإسناد"؛ هو من تساهله الذي اشتهر به، وإن وافقه الذهبي؛ فإنه من غير تحقيق منه كما هو شأنه في كثير من موافقاته!

وانظر الرد على من صحح الحديث من المعاصرين في التعليق على "ضعيف الموارد" (2453) .

 

(9/84)

 

 

والموقوف الذي أشار إليه الترمذي؛ أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 182-183/ 16056) : حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش ... " بسنده عند الترمذي.

4084 - (كأني أنظر إلى خضرة لحم زيد في أسنانكم) .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (4/ 299) عن إسماعيل بن قيس بن سعد ابن زيد بن ثابت الأنصاري: حدثني أبي، عن خارجة بن زيد، عن زيد رضي الله عنه قال:

بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس مع أصحابه يحدثهم إذ قام فدخل، فقام زيد فجلس في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعل يحدثهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ مر بلحم هدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال القوم لزيد - وكان أحدثهم سناً -: يا أبا سعيد! لو قمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقرأته منا السلام وتقول له: يقول لك أصحابك: إن رأيت أن تبعث إليناً من هذا اللحم، فقال: "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك! " فجاء زيد، فقال: قد بلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك"، فقال القوم: ما أكلنا لحماً، وإن هذا لأمر حدث، فانطلقوا بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسأله ما هذا؟ فجاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! أرسلنا إليك في اللحم الذي جاءك، فزعم زيد أنهم قد أكلوا لحماً، فوالله! ما أكلنا لحماً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فذكر الحديث) ، فقالوا: أي رسول الله! فاستغفر لنا، قال: فاستغفر لهم.

وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: إسماعيل؛ ضعفوه".

قلت: قال البخاري، وأبو حاتم، والدارقطني:

 

(9/85)

 

 

"منكر الحديث". وقال ابن حبان:

"في حديثه من المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته".

4085 - (كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات) .

ضعيف

رواه أحمد (3/ 337) ، وأبو الحسن الطوسي في "الأربعين" (101/ 2) ، والبيهقي (4/ 36) عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً.

ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 80/ 2 - من ترتيبه) وقال:

"لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة".

قلت: وهو ضعيف؛ لسوء حفظه.

وأبو الزبير؛ مدلس، وقد عنعنه.

 

(9/86)

 

 

4086 - (كبر مقتا عند الله: الأكل من غير جوع، والنوم من غير سهر. والضحك من غير عجب، والرنة عند المصيبة، والمزمار عند النعمة) .

ضعيف جداً

رواه الخلعي في "الفوائد" (2/ 59/ 2) من طريق محمد بن أحمد الجندري قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أبان بن شداد قراءة عليه وأنا أسمع قال: حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري قال: حدثنا عمرو بن بكر السكسكي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ السكسكي هذا؛ قال ابن حبان في أول

 

(9/86)

 

 

الجزء الثاني عشر من كتابه "الضعفاء":

"يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما الأوابد والطامات، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به".

وقال أبو نعيم:

"روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج مناكير، لا شيء". وقال ابن عدي:

"له أحاديث مناكير".

وعبد الله بن أبان بن راشد (1) ؛ لم أجد له ترجمة، وأما قول المناوي:

"وفيه عبد الله بن أبان، قال الذهبي: قال ابن عدي: مجهول منكر الحديث".

قلت: فهذا وهم منه؛ لأن قول الذهبي المذكور إنما قاله في عبد الله بن أبان الثقفي، وهذا اسم جده عثمان بن حنيف، ويكنى أبا عبيد؛ كما صرح بذلك الحافظ في "اللسان" في ترجمة أحد الرواة عنه؛ وهو عبد الله بن محمد بن يوسف ... العبد ي أبو غسان.

ثم إن هذا أعلى طبقة من المترجم؛ لأنه يروي عن الثوري، فتنبه.

4087 - (كفى بالدهر واعظاً، وبالموت مفرقاً) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (554) : أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير: حدثنا حمدون بن سلام (وفي نسخة: مسلم) الحذاء: حدثنا يحيى بن إسحاق: حدثنا ابن لهيعة، عن حنين بن أبي حكيم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

__________

(1) كذا أصل الشيخ، ولعله سبق قلم، وصوابه: " شداد ". (الناشر)

 

(9/87)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حنين هذا؛ قال ابن عدي:

"لا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة؟! فإن أحاديثه غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة".

قلت: وابن لهيعة؛ ضعيف.

وحمدون بن سلام أو مسلم؛ لم أعرفه، وكذا الراوي عنه.

ثم رأيت الحديث في "زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة" (ق 108/ 2) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق: حدثنا ابن لهيعة، عن جبير بن أبي حكيم، عن عراك بن مالك قال: جاء رجل ... الحديث.

قلت: فهذه متابعة قوية من الحارث للحذاء، فزال احتمال إعلال الحديث به وبالراوي عنه أحمد بن يحيى، وانحصرت العلة في ابن لهيعة أو شيخه ابن أبي حكيم، ووقع تسميته في "الزوائد" بـ "جبير"، ولم أجد في الرواة جبير بن أبي حكيم، فالراجح أن الصواب فيه أنه حنين بن أبي حكيم؛ فإنه المعروف في كتب الرجال، ومن الرواة عنه ابن لهيعة.

وتردد ابن عدي في إعلال الحديث بين ابن لهيعة وحنين؛ لا وجه له عندي.

ومن العجيب قوله: "لا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة"!

مع أن البخاري قد ذكر في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 105) - وابن عدي كثير الرواية عنه كما هو معروف - أنه روى عنه الليث وعمرو بن الحارث المصري، زاد ابن أبي حاتم: وابن لهيعة وسعيد بن أبي هلال، فإذا انضم إلى رواية هؤلاء الثقات عنه إيراد ابن حبان إياه في أتباع التابعين من "ثقاته" ارتقى أمره من كونه مجهول الحال إلى الثقة بحديثه، كما نعرف ذلك بالتجربة من صنيع العارفين بهذا

 

(9/88)

 

 

الفن المتقنين له كالحافظ ابن حجر وغيره؛ وأقرب مثال على هذا قوله في حنين هذا من "التقريب":

"صدوق".

وكذلك قال الذهبي في "الكاشف".

وعليه؛ فحديث الرجل حسن، لولا أن الراوي عنه ابن لهيعة ضعيف. فهذا هو علة الحديث، فهو الوجه. والله أعلم.

وإن مما يؤكد ذلك اضطرابه في روايته إياه عن حنين، فهو تارة يجعله من مسند أنس كما في ابن السني، وتارة من مرسل عراك بن مالك - فإنه تابعي - كما في رواية الحارث.

وقد ذكر المناوي في "فيض القدير" أن ابن النجار رواه عن أبي عبد الرحمن الحلبي مرسلاً، وهو مصري كابن لهيعة، فلا أستبعد أن يكون من طريق ابن لهيعة أيضاً. فهو وجه آخر للاضطراب.

4088 - (كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود، ويوم أحد عمائم حمر) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 123/ 1) عن عبد القدوس بن حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: (مسومين) قال: "معلمين، وكانت سيما ... " إلخ.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد القدوس هذا؛ قال ابن حبان:

"كان يضع الحديث". وقال عبد الرزاق:

 

(9/89)

 

 

"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله "كذاب" إلا لعبد القدوس".

ثم أخرج الطبراني (3/ 147/ 1-2) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: أخبرنا عمار بن أبي مالك الجنبي: أخبرنا أبي، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال:

"كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض، قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمر، ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر، إنما كانوا يكونون عدداً ومدداً؛ لا يضربون".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: الحجاج - وهو ابن أرطاة -؛ مدلس.

الثانية: أبو مالك الجنبي والد عمار - واسمه عمرو بن هاشم -؛ قال الحافظ:

"لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان".

قلت: قد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري؛ فقال:

"فيه نظر".

الثالثة: ابنه عمار بن أبي مالك؛ شبه مجهول؛ لم يذكروا فيه سوى قولهم:

"ضعفه الأزدي".

الرابعة: محمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ فيه كلام كثير، حققت القول فيه في مقدمتي على كتابه "مسائل ابن أبي شيبة شيوخه"، وانتهيت فيها إلى أنه حافظ لا بأس به. والله أعلم.

وهذه العلل كلها لم يتعرض لها الهيثمي بذكر؛ إلا الثالثة منها، فقال في "المجمع" (6/ 83) :

 

(9/90)

 

 

"رواه الطبراني، وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي، ضعفه الأزدي".

كما أنه لم يتعرض لحديث الترجمة بذكر لا في المكان المشار إليه منه، ولا في "اللباس".

وهو يختلف عن رواية عمار من ثلاثة وجوه:

الأول: أن فيه "عمائم سود"، وفيها "عمائم بيض".

الثاني: أن فيه "أحد"، وفيها "حنين".

الثالث: أنه ليس فيه: "قد أرسلوها إلى ظهورهم"، ولا قوله: "ولم تقاتل الملائكة ... " إلخ.

وقد روي هذا من طريق أخرى عن عطاء، فقال الطبراني أيضاً (3/ 119/ 2) : حدثنا مسعدة بن سعد العطار: أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: أخبرنا عبد العزيز بن عمران: حدثني أيوب بن ثابت، عن عطاء به بلفظ:

"لم تقاتل الملائكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا يوم بدر، وكانت فيما سوى ذلك أمداداً، ولم يكن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخيل إلا فرسان؛ أحدهما من المقداد بن الأسود، والآخر لأبي مرثد الغنوي".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته عبد العزيز بن عمران - وهو الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت -؛ قال الحافظ:

"متروك، احترقت كتبه، فحدث من حفظه، فاشتد غلطه".

وشيخه أيوب بن ثابت؛ قال الحافظ:

"لين الحديث".

وشيخ الطبراني مسعدة العطار؛ لم أعرفه.

 

(9/91)

 

 

وهذه الطريق لم يزد الهيثمي في إعلالها على قوله:

"رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف"!

4089 - (كسب الإماء حرام) .

ضعيف

رواه الخلال في "الأمر بالمعروف" (18/ 2) : أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن: حدثنا أحمد بن محمد من ولد القاسم بن أبي بزة: حدثنا مؤمل: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس مرفوعاً.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2/ 33/ 1 - مسند أنس) من طريق أخرى عن أحمد بن محمد بن أبي بزة به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ له علتان:

الأولى: مؤمل - وهو ابن إسماعيل البصري نزيل مكة -؛ قال الحافظ:

"صدوق سيىء الحفظ".

والأخرى: أحمد بن محمد بن أبي بزة - وهو المكي المقرىء -؛ قال الذهبي:

"إمام في القراءة، ثبت فيها، لين الحديث، قال العقيلي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدث عنه".

 

(9/92)

 

 

4090 - (كفى بالسلامة داء) .

ضعيف

رواه القضاعي (113/ 2) : أخبرنا أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفرغاني قال: أنبأنا الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الخطيب الميداني بزوزن قال: أخبرنا أبو قريش

 

(9/92)

 

 

محمد بن جعفر بن خلف الحافظ قال: أخبرنا محمد بن زنبور المكي (1) قال: أخبرنا حماد ابن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون أبي قريش الحافظ؛ لم أعرفهم؛ إلا الفرغاني، فقد غمزه السمعاني فقال في "الأنساب":

"دخل نيسابور، وسمع من أبي يعلى - حمزة بن عبد العزيز المهلبي - وغيره وجماعة، أثبت في جزء لأبي يعلى، والظن أنه ما روى شيئاً".

والحديث عزاه السيوطي للديلمي عن ابن عباس، وقال المناوي:

"وفيه عمران القطان، قال الذهبي: ضعفه يحيى والنسائي. قال الديلمي: وفي الباب [عن] أنس".

قلت: عمران القطان هو ابن داور، وهو صدوق يهم كما في "التقريب"، فهو حسن الحديث، ولكن يغلب على الظن أن الطريق إليه لا تصح، ومن المؤسف أن فيلم "زهر الفردوس" لم أره فيه، إما لأنه ساقط من الأصل، وإما أنني لم أستطع قراءته بواسطة "القارئة".

4091 - (كفى بالسيف شا - أراد أن يقول: شاهداً - ثم أمسك وقال: لولا أن يتتابع فيه الغيران والسكران فيقتلوا، فأمسك عن ذلك) .

ضعيف

رواه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 2) : حدثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال:

لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين

__________

(1) كتب الشيخ - رحمه الله - فوقه بخطه: " صدوق، له أوهام ". (الناشر)

 

(9/93)

 

 

جلدة ولا تقبلوا شهادة أبداً) [النور: 4] ؛ قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! أرأيت إن رأى رجل مع امرأته رجلاً فقتله أتقتلونه؟ وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين؟ أفلا يضربه بالسيف؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

قلت: وهذا مرسل قوي الإسناد، وقد وصله ابن ماجه (2/ 130/ 2606) عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق به نحوه؛ دون قوله: "أراد أن يقول شاهداً ... " إلخ. وقال:

"كفى بالسيف شاهداً".

ولكن الفضل بن دلهم لين، كما قال الحافظ.

4092 - (كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه) .

موضوع

رواه القضاعي (114/ 1) عن يوسف بن القاسم قال: أخبرنا هارون بن يوسف بن زياد قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الرحيم بن زيد؛ قال الحافظ:

"كذبه ابن معين".

وأبوه؛ ضعيف.

ومن دونهما؛ لم أعرفهم؛ غير محمد بن يحيى، فهو ابن أبي عمر العدني الحافظ من شيوخ مسلم.

ويحتمل أن يكون يوسف بن القاسم هو أبو الميمون المترجم في "اللسان"، وقد اتهمه بحديث منكر، فليراجع من شاء.

 

(9/94)

 

 

4093 - (كفى بالمرء شراً أن يتسخط ما قرب إليه) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف"، وعنه ابن بشران في "الأول من الفوائد المنتقاة من الأمالي" (ق 288/ 1) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (ق 183/ 2) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي" (10/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2689) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم 1310) من طريق إبراهيم بن عيينة، عن أبي طالب القاص، عن محارب بن دثار، عن جابر ابن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو طالب القاص اسمه يحيى بن يعقوب؛ قال الذهبي في "الميزان":

"قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال البخاري: منكر الحديث".

ثم ساق له هذا الحديث.

وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 614) وقال:

"وكان يخطىء".

وإبراهيم بن عيينة؛ صدوق يهم كما في "التقريب".

(تنبيه) : في أول متن الحديث عند القضاعي زيادة:

"نعم الإدام الخل، وكفى ... ".

وهذه الزيادة في "صحيح مسلم" وغيره من طريق أخرى عن جابر، وهو مخرج في "الصحيحة" (222) ، فتفرد هذا الإسناد الضعيف بالزيادة عليها دون الإسناد الصحيح مما يجعل الزيادة عليها منكرة. فتنبه.

 

(9/95)

 

 

وإن مما يؤكد ذلك؛ أنه قد رواه جماعة، عن محارب بن دثار، عن جابر بالزيادة التي عند القضاعي دون حديث الترجمة.

أخرجه أبو داود (3820) ، والترمذي (1916- بترقيمي) ، وابن ماجه (3317) ، وأحمد (3/ 371) من طرق عن محارب به.

4094 - (كفى بالمرء نقصاً في دينه أن يكثر خطاياه، وينقص حلمه، ويقل حقيقته، جيفة بالليل، بطال بالنهار، كسول هلوع، منوع رتوع) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" بإسناد ضعيف جداً، وهو نفس الإسناد المتقدم لحديث "كونوا في الدنيا أضيافاً" رقم (1179) ، وقد تكلمنا عليه هناك، فأغنى عن الإعادة.

 

(9/96)

 

 

4095 - (كفى بذكر الموت مزهداً في الدنيا ومرغباً في الآخرة) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (32/ 1) عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف؛ الربيع بن أنس؛ تابعي صدوق له أوهام.

وأبو جعفر الرازي؛ ضعيف لسوء حفظه.

 

(9/96)

 

 

4096 - (كفى بك إثماً أن لا تزال مخاصماً) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (1/ 359) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 340/ 8432) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 107/ 1) عن أبي بكر بن عياش، عن [إدريس] بن [بنت] وهب بن منبه، عن أبيه (وقال الطبراني: عن وهب بن منبه) ، عن ابن عباس رفعه. وقال الترمذي:

 

(9/96)

 

 

"حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو ضعيف الإسناد؛ لأن إدريس بن بنت وهب بن منبه - واسم أبيه سنان - ضعفه ابن عدي، وقال الدارقطني:

"متروك"؛ كما في "الميزان".

ولم يقع في الترمذي تسميته، بل وقع فيه عن ابن وهب بن منبه - ولذلك لم يعرفوه في "التهذيب" وغيره وقالوا: إنه مجهول، وقد عرفت اسمه من الزيادة المشار إليها من "المعجم الكبير"، فقوله في رواية الترمذي: "عن أبيه" إنما يعني جده لأمه تجوزاً؛ كما بينته رواية الطبراني.

والحديث أورده الحافظ في "الفتح" (13/ 181) بهذا اللفظ، وقال:

"أخرجه الطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف".

فقوله: "أبي أمامة" سبق قلم منه؛ إن لم يكن خطأ مطبعياً، أو نسخياً، والصواب: "ابن عباس" كما تقدم. ومن تقدم. ومن حديثه ذكره المنذري في "ترغيبه" (1/ 82) ، وأشار لضعفه، ثم عزاه للترمذي وحده.

هذا؛ وقد ذكر السيوطي شاهداً في "الجامع الكبير" بلفظ:

"كفى بك ظالماً أن لا تزال مخاصماً".

رواه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" عن عمرو البكالي.

قلت: أخرجه (ق 58/ 2) من طريق حفص بن واقد العلاف: حدثنا نصر بن طريف، عن عمران عن عمرو البكالي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ العلاف هذا؛ قال ابن عدي:

"له أحاديث منكرة".

 

(9/97)

 

 

ونصر بن طريف؛ متروك متهم بالوضع والكذب، فلا يستشهد به.

4097 - (كفوا عن أهل لا إله إلا الله؛ لا تكفروهم بذنب، فمن أكفر أهل لا إله إلا الله؛ فهو إلى الكفر أقرب) .

موضوع

رواه الطبراني (3/ 189/ 2) عن عثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي: أخبرنا الضحاك بن حمرة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الشامي هذا؛ قال ابن عدي:

"يروي الموضوعات عن الثقات".

وقال ابن حبان في "الضعفاء" في الجزء الثاني عشر:

"يروي عن الليث ومالك وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار".

ثم ساق له بعض موضوعاته من نسخة؛ قال:

"كتبناها عنه، أكثرها موضوعة أو مقلوبة".

والضحاك بن حمرة وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ كلاهما ضعيف.

 

(9/98)

 

 

4098 - (كل الثوم نيئاً، فلولا أني أناجي الملك لأكلته) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 357 و 358 و 10/ 316) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 349) ، وكذا ابن عساكر (18/ 76/ 2) من طريق مسلم، عن حبة العرني، عن علي مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"مسلم هو الملائي، تفرد به عن حبة العرني".

 

(9/98)

 

 

قلت: وبالعرني أعله الهيثمي؛ فقال في "المجمع" (5/ 46) :

"رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه حبة بن جوين العرني، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه العجلي".

قلت: وخفي عليه أن الذي دونه - وهو مسلم بن كيسان الأعور - أسوأ حالاً منه؛ فقد قال الحافظ في الأول:

"صدوق، له أغلاط". وقال في الآخر:

"ضعيف".

وقد علمت أنه تفرد به عن حبة، فالإعلال به أولى.

والمستنكر في الحديث إنما هو قوله: "نيئاً"؛ فإنه يخالف ما رواه أبو إسحاق، عن شريك، عن علي أيضاً قال:

"نهي عن أكل الثوم إلا مطبوخاً".

أخرجه أبو داود (2/ 147) ، وعنه البيهقي (3/ 78) ؛ وقالا:

"شريك هو ابن حنبل".

قلت: وهو ثقة عند الحافظ في "تقريبه"، وأما الذهبي فقال في "الميزان":

"روى عنه أبو إسحاق السبيعي، لا يدرى من هو، وروى عنه أيضاً عمير بن تميم، وثقه ابن حبان".

ولم يوثقه غير ابن حبان، فالأقرب أنه مجهول الحال.

ثم إن السبيعي كان اختلط، ثم هو إلى ذلك مدلس، وقد عنعنه.

وقد رواه عنه الجراح أبو وكيع؛ وهو صدوق يهم.

 

(9/99)

 

 

لكن يشهد لحديثه؛ ما روى خالد بن ميسرة العطار، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هاتين الشجرتين، وقال:

"من أكلهما فلا يقربن مسجدنا"، وقال: "إن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخاً". قال: يعني البصل والثوم.

أخرجه أبو داود، والبيهقي.

قلت: وإسناده جيد.

ثم إن الحديث له أصل عند الشيخين وغيرهما؛ من حديث جابر مختصراً بلفظ: "كل؛ فإني أناجي من لا تناجي".

وسببه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقدر فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحاً، فسأل، فأخبر بما فيها من البقول، فقال: "قربوها" فقربوها إلى بعض أصحابه، فلما رآه كره أكلها، قال: فذكره.

فهذا بالإضافة إلى حديث شريك عن علي وحديث قرة؛ يدل على أن زيادة "نيئاً" في حديث الترجمة زيادة منكرة غير معروفة، ويؤيد ذلك أنها لم ترد في روايات الحديث. والله تعالى أعلم.

وأما ما روى عبد الله بن وهب: أخبرني ابن لهيعة، عن عثمان بن نعيم، عن المغيرة بن نهيك، عن دخين الحجري: أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه:

"لا تأكلوا البصل"، ثم قال كلمة خفية: "النيىء".

أخرجه ابن ماجه (2/ 325) .

فهو شاهد لحديث شريك ومعاوية بن قرة، وإن كان سنده ضعيفاً؛ لأن المغيرة

 

(9/100)

 

 

ابن نهيك وعثمان بن نعيم مجهولان؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وأما تضعيف البوصيري إياه في "الزوائد" (203/ 2) بابن لهيعة، فليس بشيء؛ لأنه من رواية عبد الله بن وهب عنه كما ترى، وحديثه عنه صحيح كما ذكروا في ترجمته.

4099 - (كلوا السفرجل على الريق؛ فإنه يذهب وغر الصدر) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "الطب" كما في "المنتقى منه" برقم (20) عن محمد بن موسى الحرشي: حدثنا عيسى بن شعيب: حدثنا أبان، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته أبان هذا - وهو ابن أبي عياش البصري - وهو متروك.

وعيسى بن شعيب؛ الظاهر أنه النحوي أبو الفضل البصري الضرير، قال عمرو ابن علي: "صدوق". وقال ابن حبان:

"فحش خطؤه، فاستحق الترك".

ومحمد بن موسى الحرشي؛ الظاهر أنه أبو عبد الله البصري؛ مختلف فيه، فضعفه أبو داود، وقال النسائي ومسلمة: "صالح"، وذكره ابن حبان في "الثقات".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لابن السني وأبي نعيم والديلمي عن أنس، وسكت عنه في "الفتاوى" (2/ 204) .

وأما المناوي فقد أبعد النجعة؛ فأعله بالحرشي وابن شعيب، وغفل عن العلة الحقيقية من فوق!

والحديث عزاه السيوطي في المصدرين السابقين: لابن السني أيضاً وأبي نعيم

 

(9/101)

 

 

عن جابر - وبيض له المناوي -، والديلمي عن عوف بن مالك مرفوعاً بلفظ:

"كلوا السفرجل؛ فإنه يجم الفؤاد، ويشجع القلب، ويحسن الولد". وقال المناوي:

"وفيه عبد الرحمن العرزمي؛ أورده الذهبي في "الضعفاء"، ونقل تضعيفه عن الدارقطني".

قلت: وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي.

4100 - (كلوه؛ فإني لست كأحدكم؛ إني أخاف أن أوذي صاحبي - يعني: الملك -) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (1811) ، وكذا الدارمي (2/ 102) ، وابن ماجه (2/ 325) ، وأحمد (6/ 433،462) عن عبيد الله بن أبي يزيد: أخبره أبوه قال:

نزلت على أم أيوب الذين نزل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم تكلفوا طعاماً فيه بعض هذه البقول، فقربوه، فكرهه، قال لأصحابه: فذكره. وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح غريب".

كذا قال! وأبو يزيد والد عبيد الله؛ قال الذهبي:

"ما روى عنه سوى ابنه عبيد الله".

يعني أنه مجهول، ونحوه قول الحافظ فيه:

"مقبول".

يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث؛ كما نص عليه في المقدمة.

 

(9/102)

 

 

وقد أخرج مسلم (6/ 126 و 127) هذه القصة عن أبي أيوب نفسه، من طريقين عنه مرفوعاً مختصراً نحوه، وليس فيه:

"إني أخاف أن أوذي صاحبي"، وكذلك أخرجها ابن حبان (320) عن جابر ابن سمرة. والله أعلم.

4101 - (كل ما أصميت، ودع ما أنميت) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 159/ 1) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: أخبرنا عباد بن العوام: أخبرنا عثمان بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن عبد اً أسود جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يمر بي ابن السبيل وأنا في ماشية لسيدي، فأسقي من ألبانها بغير إذنهم؟ قال: "لا". قال: فإني أرمي وأصمي وأنمي. قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عثمان بن عبد الرحمن؛ قال الهيثمي: (4/ 31) :

"أظنه القرشي؛ وهو متروك".

قلت: يعني أبا عمرو المدني الوقاصي، وقد صرح بأنه قرشي الحافظ المزي في ترجمته من "التهذيب"، ولولا ذلك لكان من الصعب تعيين أنه هو الذي عناه إلا بعد جهد جهيد، لا سيما وقد ترجم ابن أبي حاتم (3/ 1/ 156-157) لجمع آخر من الرواة كلهم يدعى عثمان بن عبد الرحمن وينسب قرشياً، في الوقت الذي لم ينسب الوقاصي قرشياً، وإن كانت نسبته هذه (الوقاصي) يعني إلى سعد بن أبي وقاص - تعني أنه قرشي، لكن البحث في نسبته إليها صراحة كما سبقت الإشارة إليه. وقد قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":

"متروك، كذبه ابن معين".

 

(9/103)

 

 

قلت: وأبو حاتم أيضاً؛ ونصه:

"متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذاب".

قلت: وقد وجدت للحديث شاهداً، ولكنه لا يساوي فلساً، فقال ابن سعد في "الطبقات" (1/ 322-323) : أخبرنا هشام بن محمد السائب قال: حدثني جميل بن مرثد الطائي من بني معن، عن أشياخهم قالوا:

قدم عمرو بن المسبح بن كعب بن عمرو ... الطائي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذ ابن مئة وخمسين سنة فسأله عن الصيد؟ فقال: فذكره.

قلت: وهشام الكلبي؛ متروك؛ كما قال الدارقطني وغيره.

وجميل بن مرثد؛ لم أعرفه، بل الظاهر أن مرثداً صوابه "زيد"؛ ففي "الميزان" و "اللسان" وغيرهما:

"جميل بن زيد الطائي عن ابن عمر. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: لم يصح حديثه".

4102 - (كل الخير أرجو من ربي - يعني لأبي طالب -) .

ضعيف

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 124) : أخبرنا عفان بن مسلم: أخبرنا حماد بن مسلمة، عن ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال:

قال العباس: يا رسول الله! أترجو لأبي طالب؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله؛ فإن إسحاق هذا تابعي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وعن أبيه وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم. قال الحافظ:

 

(9/104)

 

 

"وذكره ابن حبان في "ثقات أتباع التابعين"، ومقتضاه عنده أن روايته عن الصحابة مرسلة".

قلت: فعلى هذا؛ فالحديث معضل. والله أعلم.

4103 - (كل الكذب مكتوب كذباً لا محالة؛ إلا أن يكذب الرجل في الحرب - فإن الحرب خدعة -، أو يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما، أو يكذب امرأته ليرضيها) .

ضعيف بهذا اللفظ

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 86) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (606) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 46/ 1-2) عن شهر بن حوشب، عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان مرفوعاً. لكن الطحاوي قال: عن شهر قال: أخبرتني أسماء بنت يزيد الأشعرية مرفوعاً.

وشهر بن حوشب؛ ضعيف لسوء حفظه.

ويغني عن هذا الحديث؛ حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت:

"رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكذب في ثلاث ... " فذكرتها بنحوه.

أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح، وقد سبق تخريجه في الكتاب الآخر (545) .

 

(9/105)

 

 

4104 - (كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة؛ فإني أنا أبوهم، وأنا عصبتهم) (1) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 285) من طرق، عن جرير

__________

(1) أنظر الحديث الآتي برقم (4324) . (الناشر) .

 

(9/105)

 

 

ابن عبد الحميد، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: الانقطاع؛ فإن فاطمة بنت الحسين لم يدرك فاطمة الكبرى - رضي الله عنهما -.

والأخرى: شيبة بن نعامة؛ فإنه متفق على تضعيفه؛ غير أن ابن حبان تناقض فيه كما هي عادته، فأورده في "الثقات" وفي "الضعفاء"!!

وقال الهيثمي (9/ 172- 173) :

"رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه شيبة بن نعامة، ولا يجوز الاحتجاج به".

وله شاهد موضوع، مضى برقم (804) .

4105 - (كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت؛ فهو الطاعة) .

ضعيف

أخرجه ابن حبان (1723) ، وأحمد (3/ 75) ، وأبو يعلى (1379) ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 230/ 5518 و 6/ 403/ 7050) عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف دراج كما سبق مراراً.

 

(9/106)

 

 

4106 - (الضحايا إلى هلال المحرم، لمن أراد أن يستأني ذلك) .

ضعيف

أخرجه البيهقي (9/ 297) ، وكذا أبو داود في "المراسيل" من طريقين، عن أبان بن يزيد: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم: حدثني أبو سلمة وسليمان بن يسار، أنه بلغهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله، ورجاله ثقات.

 

(9/106)

 

 

4107 - (الطرق تطهر بعضها بعضاً) .

ضعيف

أخرجه البيهقي في "باب ما وطىء من الأنجاس يابساً" من "السنن الكبرى" (2/ 406) من طريق ابن عدي، عن إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي هريرة قال:

قلنا: يا رسول الله! إنا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال البيهقي:

"وهذا إسناد ليس بالقوي".

قلت: وعلته إبراهيم بن أبي حبيبة؛ ضعيف.

وإبراهيم اليشكري؛ مجهول الحال كما في "التقريب".

(تنبيه) : تصحف هذا الحديث على بعض المؤلفين؛ فوقع في "الجامع الصغير" و "الفتح الكبير" بلفظ: "يظهر" بالظاء المعجمة، وانطلى ذلك على الشارح المناوي، فقال في "شرحه على الجامع":

"أي: بعضها يدل على بعض"!

وهذا خطأ واضح؛ كما يدل عليه سبب الحديث والباب الذي أورده فيه مخرجه البيهقي.

 

(9/107)

 

 

4108 - (كل دابة من دواب البحر والبرليس لها دم ينعقد؛ فليس لها ذكاة) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (5646) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/

 

(9/107)

 

 

198/ 1) عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي هاشم الأيلي، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو هاشم الأيلي؛ لم أعرفه.

وسويد بن عبد العزيز؛ لين الحديث؛ كما في "التقريب".

4109 - (يا مقداد! أقتلت رجلاً يقول: لا إله إلا الله، فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا)) .

ضعيف

أخرجه أسلم الواسطي في "تاريخ واسط" (ص 144) ، والبزار في "مسنده" (2202-الكشف) عن أبي بكر بن علي بن مقدم: حدثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأهوى إليه المقداد فقتله، فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا الله؟! والله! لأذكرن ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله! إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد! فقال: "ادعوا لي المقداد، يا مقداد! ...." إلخ.

وعلقه البخاري في أول "الديات" من "صحيحه"، وقال الحافظ في "شرحه" (12/ 160) :

 

(9/108)

 

 

"وصله البزار، والدارقطني في "الأفراد"، والطبراني في "الكبير" من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حبيب. وقال الدارقطني:

"تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه".

قلت: قد تابع أبا بكر سفيان الثوري؛ لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري كذلك".

قلت: ومعنى كلامه هذا؛ أن المرسل هو الصواب؛ لأن سفيان الثوري أوثق من أبي بكر بن علي، بل لا نسبة بينهما في ذلك؛ فإن الثوري إمام حافظ جبل، وأبو بكر هذا لم يوثقه أحد، ولذلك قال الحافظ في "التقريب":

"مقبول".

فمثله تقبل روايته عند المتابعة، وأما إذا خالف - كما هنا - فهي مردودة، ومنه يتضح للباحث أن قول الهيثمي في "المجمع" (7/ 9) :

"رواه البزار، وإسناده جيد".

أنه غير جيد، لا سيما وفي متنه زيادات لم ترد في الطريق الصحيحة عن ابن عباس، وهو عند البخاري (8/ 208) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) قال: قال ابن عباس:

"كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه، وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله: (عرض الحياة الدنيا) ، تلك الغنيمة، قال: قرأ ابن عباس: (السلام) ".

 

(9/109)

 

 

وأخرجه الترمذي (4/ 90) ، وحسنه، والحاكم (2/ 235) ، وأحمد (1/ 229 و 272) من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس به، وزاد: أن الرجل من بني سليم، وأنهم قالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم، فعمدوا إليه فقتلوه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.

قلت: وفيه نظر؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن؛ كما قال الحافظ في "التقريب".

وفي نزول الآية حديث آخر أتم، يرويه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال:

بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى (إضم) ، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن (إضم) مر بنا عامر الأشجعي على قعود له، [معه] متيع ووطب من لبن، فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن: (ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ... ) إلخ الآية.

أخرجه أحمد (6/ 11) من طريق ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع ...

قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير القعقاع هذا، له ترجمة في "التعجيل" يتخلص منها أنه اختلف في صحبته، وقد أثبتها له البخاري، ونفاها

 

(9/110)

 

 

غيره، قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 136) :

"ولا يصح له صحبة، وأدخله بعض الناس في "كتاب الضعفاء"، فسمعت أبي يقول: يحول من هذا الكتاب".

قلت: ففي هذا الحديث أن القاتل محلم بن جثامة، وهذا أصح من حديث أبي بكر بن علي بن مقدم، والله أعلم.

وقد جاء في حديث آخر أنه أسامة بن زيد، لكن يبدو أنها قصة أخرى، فقال أسامة بن زيد رضي الله عنه:

بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة من جهينة، قال: فصبحناهم فقاتلناهم، فكان منهم رجل إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا، وإذا أدبروا كان حاميتهم، قال: فغشيته أنا ورجل من الأنصار، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري، وقتلته، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا أسامة أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟! " قال: قلت: يا رسول الله! إنما كان متعوذاً من القتل، فكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ.

أخرجه أحمد (5/ 200 و 206) والسياق له، والبخاري (12/ 163-164) ، ومسلم (1/ 67) .

4110 - (كل شيء للرجل حل من المرأة في صيامه ما خلا ما بين رجليها) .

ضعيف

رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 72) ، ومن طريقه ابن عساكر (16/ 383/ 1) عن أبي بكر بن أبي مريم، عن معاوية بن طويع اليزني، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال القاضي عبد الجبار:

 

(9/111)

 

 

"معاوية بن طويع وعمر بن طويع اليزنيان من ساكني داريا، وأولادهم بها إلى اليوم".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ معاوية بن طويع مجهول؛ كما في "الميزان" و "اللسان".

وابن أبي مريم؛ كان اختلط.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 309) من طريق أخرى عنه.

4111 - (عليكم بالصوم؛ فإنه محسمة للعرق، مذهب للأشر) .

ضعيف

أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (رقم 1112) عن يحيى بن أبي كثير، عن شداد بن عبد الله:

أن نفراً من (أسلم) أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستأذنوه في الاختصاء، فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله؛ فإن شداد بن عبد الله تابعي؛ ثقة من الرابعة عند الحافظ.

وسائر رجاله ثقات، فهو صحيح عند من يحتج بالمراسيل.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي نعيم فقط في "الطب"، عن شداد بن عبد الله، ولم يتكلم المناوي عليه بشيء.

 

(9/112)

 

 

4112 - (برد أمرنا وصلح) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 28/ 2) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/ 185) من طريق قاسم بن أصبغ، عن الحسين بن حريث: [حدثنا أوس بن عبد الله بن بريدة] ، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال:

 

(9/112)

 

 

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتطير، ولكن يتفاءل، فركب بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم يتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أنت"؟ قال: بريدة، فالتفت إلى أبي بكر، فقال: "برد أمرنا وصلح"، ثم قال: "ممن"؟ قال: من أسلم، قال لأبي بكر: "سلمنا"، ثم قال: "ممن"؟ قال. من بني سهم، قال: "خرج سهمك".

إلى هنا ساقه ابن عبد البر، وله تتمة عند الحافظ عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه" (ق 119/ 2) من طريق قاسم بن أصبغ، قال:

"وخرجه ابن أبي خيثمة إلى قوله: خرج سهمك".

قلت: ومن طريقه ساقه ابن عبد البر عن أصبغ عنه، ولم يسق ابن عدي إلا الجملة الأولى منه وأشار إلى سائره بقوله:

"فذكر فيه إسلام بريدة. الحديث".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته أوس بن عبد الله بن بريدة؛ قال البخاري:

"فيه نظر". وقال الدارقطني:

"متروك". وقال الساجي:

"منكر الحديث".

قلت: ويتعجب من سكوت الإشبيلي على هذا الحديث؛ مشيراً بذلك إلى صحته، ولذلك تعقبه المناوي بقوله بعد أن عزاه لقاسم بن أصبغ:

"قال ابن القطان: وما مثله يصحح؛ فإن فيه أوس بن عبد الله بن بريدة؛ منكر الحديث".

 

(9/113)

 

 

فلعل الإشبيلي تبين له ذلك لما اختصر "الأحكام" وخصه بـ "الصحيح"؛ فلم يورده فيه (ق 120/ 2) فأحسن.

(تنبيه) : سقط من إسناد "الاستيعاب" أوس هذا، فظهر سالماً من العلة، فاغتر بذلك أحد المتعلقين بهذا العلم، ولا بصيرة له فيه، بل هو حقود حسود؛ فقال:

"إسناده صحيح أو حسن"!

ذكر ذلك في رسالته "الألباني - شذوذه وأخطاؤه"، كشف فيها عن بالغ جهله، وعظيم حقده وحسده، وقلة خشيته من الله، وكثرة اتهامه الأبرياء والافتراء علي، وطعنه البالغ في أهل الحديث وأئمتهم، عامله الله بما يستحق، فإني لم أر مثله في قلة حيائه، وجرأته على أهل العلم، وسلاطة لسانه، قطع الله دابره ودابر أمثاله من الحاقدين الحاسدين.

وكما سقط المذكور من "الاستيعاب"؛ كذلك سقط من كتاب ابن عبد البر الآخر: "الاستذكار" كما نقله ابن القيم في "مفتاح دار السعادة"، ونقله عنه وعن "الاستيعاب" الأنصاري في تعليقه على "الوابل الصيب" ساكتاً عنه! وليس ذلك بغريب؛ فإنه يسكت عن أسانيد ظاهرة الضعف، كما يتبين لمن قابل ما تيسر له من تعليقاتي على "الكلم الطيب"؛ وبخاصة الطبعة الجديدة منها يسر الله لنا صدورها ببعض تعليقات على "الوابل"!

وإن مما يؤكد السقط المشار إليه آنفاً؛ أن الحسين بن حريث لم يذكر الحافظ المزي في ترجمته أنه روى عن الحسين بن واقد، وإنما عن أوس بن عبد الله بن بريدة، فبينهما أوس هذا.

هذا؛ وقد خرج الحديث سهواً بزيادة فائدة وتوضيح فيما سيأتي - إن شاء الله - برقم (5450) .

 

(9/114)

 

 

4113 - (كل شيء ساء المؤمن؛ فهو مصيبة) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (347) من طريق هشام ابن عمار: حدثنا صدقة: حدثنا زيد بن واقد، عن بسر بن عبد الله، عن أبي إدريس الخولاني قال:

بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي هو وأصحابه إذ انقطع شسعه، فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، قالوا: أو مصيبة هذه؟ قال: "نعم، كل شيء ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إرسال الخولاني إياه فيه صدقة - وهو ابن عبد الله السمين -؛ ضعيف.

 

(9/115)

 

 

4114 - (كل شيء سوى الحديدة؛ فهو خطأ، وفي كل خطأ أرش) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 3/ 2) ، والعقيلي (405) ، وابن عدي (50/ 1) ، والدارقطني (ص 333-334) ، والبيهقي (8/ 42) من طريق جابر، عن أبي عازب، عن النعمان بن بشير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عازب مستور.

وجابر - وهو ابن يزيد الجعفي -؛ ضعيف، بل اتهمه بعضهم، وقال الذهبي: "لا شيء"!

ومن هذا الوجه أخرجه ابن ماجه (2667) وغيره؛ مختصراً بلفظ:

"لا قود إلا بالسيف".

وبهذا اللفظ أخرجه ابن ماجه أيضاً (2668) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة مرفوعاً به.

وهذا ضعيف أيضاً؛ لعنعنة الحسن وابن فضالة.

ثم أخرج الحديث الدارقطني والبيهقي من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن إبراهيم ابن بنت النعمان بن بشير، عن النعمان بن بشير باللفظ الأول. وقال البيهقي:

"مدار هذا الحديث على جابر الجعفي وقيس بن الربيع، ولا يحتج بهما".

وقد أشار إلى طريق قيس هذه العقيلي بقوله عقب طريق أبي عازب:

"لا يتابع عليه؛ إلا من وجه فيها ضعف" (1) .

4115 - (كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه، فإذا أخطأ خطيئة فأحب أن يتوب إلى الله فليأت رفيعة، فليمد يديه إلى الله عز وجل، ثم يقول: اللهم! إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً. فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1/ 23/ 2) ، والحاكم (1/ 516 و 4/ 261) ، والبيهقي في "السنن" (10/ 154) و "الشعب" (5/ 402/ 7080) عن فضيل بن سليمان النميري: حدثنا موسى بن عقبة: حدثنا عبيد الله ابن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي الدرداء مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط البخاري ومسلم". ووافقه الذهبي في الموضعين من "تخليصه"! قال المناوي:

"لكنه قال في "المهذب": إنه منكر".

قلت: وهذا هو الصواب؛ لأن الفضيل هذا، وإن كان من رجال الشيخين؛ فقد

__________

(1) وانظر " الإرواء " (2229) . (الناشر) .

ضعفه بعضهم من قبل حفظه، ولذلك قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق، له خطأ كثير".

ثم روى البيهقي (7081) من طريق أحمد بن عبد الجبار: أخبرنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما أذنب عبد ذنباً، ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى براز من الأرض، فصلى فيه ركعتين، واستغفر الله من ذلك الذنب؛ إلا غفرالله له".

قلت: وهذا مع إرساله إسناده ضعيف إلى الحسن وهو البصري.

وأحمد بن عبد الجبار؛ ضعيف كما في "التقريب".

4116 - (كل مسجد فيه إمام ومؤذن؛ فإن الاعتكاف فيه يصلح) .

موضوع

رواه ابن عدي (161/ 2) عن سليمان: حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً. وقال:

"وهذا وإن كان مرسلاً؛ لأن الضحاك عن حذيفة يكون مرسلاً؛ فإنه ليس بمحفوظ، وسليمان بن بشار حدث عن ابن عيينة وهشيم وغيرهما بما لا يرويه عنهم غيره، ويقلب الأسانيد ويسرق".

وقال ابن حبان:

"يضع على الأثبات ما لا يحصى".

4117 - (كلمتان قالهما فرعون: (ما علمت لكم من إله غيري) إلى قوله: (أنا ربكم الأعلى) ؛ كان بينهما أربعون عاماً، (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى)) .

ضعيف

أخرجه تمام في "الفوائد" (ق 132/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ"

عن أبي عبد الله محمد بن حامد اليحياوي: حدثنا نصر بن علي الجهضمي - بالبصرة -: حدثنا عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير اليحياوي هذا؛ فلم أجد له ترجمة. ويراجع له "ابن عساكر"؛ فإني لست أطوله الآن؛ فإنه مقفول عليه في الصناديق الحديدية!

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لابن عساكر فقط، وفي "الدر المنثور" (5/ 129) لابن مردويه - وحده -؛ كلاهما عن ابن عباس.

4118 - (كم من عاقل عقل عن الله تعالى أمره وهو حقير عند الناس، ذميم المنظر ينجو غداً، وكم من ظريف السان جميل المنظر عند الناس يهلك غداً يوم القيامة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 313) عن الحارث بن أبي أسامة: حدثنا داود بن المحبر: حدثنا عباد - يعني: ابن كثير -، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته ابن المحبر، وهو كذاب.

وقد تابعه آخر مثله؛ وهو نهشل بن سعيد: حدثنا عباد بن كثير به.

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 23/ 2) وقال:

"تفرد به نهشل".

كذا قال، وكأنه لم يقف على متابعة داود بن المحبر إياه، ونهشل؛ قال فيه الحافظ:

"متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه".

وعباد بن كثير - هو الثقفي البصري -، وهو متروك.

والحديث أورده السيوطي من الطريقين في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 6،رقم26 - بترقيمي) فأصاب، ثم ناقض نفسه، فأورده في "الجامع الصغير" من رواية (هب - عن ابن عمر) !

4119 - (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام؛ إلا أن يكون ممن لا يؤمن بوائقه) .

باطل بزيادة آخره

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2157) من طريق محمد بن الحجاج المصفر: حدثني عبد العزيز بن محمد الجهني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً. وقال:

"غريب المتن والإسناد؛ حيث زاد: إلا أن يكون.. ومحمد بن الحجاج له غير ما ذكرت، والضعف على حديثه بين؛ قال البخاري: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث".

وروى الخطيب (2/ 283) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم أنه قال:

"يروي أباطيل عن شعبة والدراوردي".

قلت: وعبد العزيز بن محمد الجهني هو الدراوردي، وهو صدوق احتج به مسلم. وقد تقدم للمصفر هذا حديثان موضوعان آخران برقم (3894 و3948) .

والحديث صحيح دون الزيادة، ورد في "الصحيحين" وغيرهما عن جمع من الصحابة، وهو مخرج في "الإرواء" (2029) ، وغيره.

4120 - (كان يصلي بنا الظهر، فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة (لقمان) و (الذاريات)) .

ضعيف

أخرجه النسائي (1/ 153) ، وابن ماجه (830) من طريق سلم بن قتيبة، عن هاشم بن البريد، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات رجال البخاري غير هاشم بن البريد وهو ثقة على تشيع فيه، لكن أبو إسحاق - وهو السبيعي عمرو بن عبد الله -؛ كان اختلط مع كونه مدلساً، ومثله لا يصلح الاحتجاج بحديثه إلا إذا صرح بالتحديث، وحدث قبل الاختلاط، وهذا كله غير متوفر هنا، ولذلك كنت استبعدت هذا الحديث عن كتابي "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -".

4121 - (كم من مستقبل يوماً لا يستكمله! ومنتظر غداً لا يبلغه! لو تنظرون إلى الأجل ومسيره؛ لأبغضتم الأمل وغروره) .

ضعيف

أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" رقم (10) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 243) عن معن، عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: فذكره موقوفاً عليه من قوله.

قلت: وهذا مقطوع؛ لأن عون بن عبد الله - هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي -؛ تابعي ثقة، ولم يرفعه. وقد رفعه بعض الضعفاء - فيما يبدو -؛ لأن السيوطي أورد شطره الأول في "الجامع الصغير" من رواية (فر - عن ابن عمر) . قال المناوي:

"وفيه عون بن عبد الله، أورده في "اللسان"، ونقل عن الدارقطني ما يفيد تضعيفه".

قلت: والذي عناه المناوي هو عون بن عبد الله بن عمر بن غانم الإفريقي،

 

(9/120)

 

 

غلط في اسمه بعض الرواة، والصحيح عبد الله بن عمر بن غانم، يروي عن مالك - راجع "اللسان" -، فلا أدري أهو هذا الذي في إسناد الديلمي أم غيره؟

4122 - (من تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من أصابه السلاح، قال: كم ممن أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 251) من طريق عبد الله بن خبيق: حدثنا يوسف بن أسباط، عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال:

"غريب بهذا الإسناد واللفظ، لم نكتبه إلا من حديث يوسف".

قلت: وهو ضعيف لا يحتج به؛ لأنه كان دفن كتبه، فيحدث من حفظه، فيغلط.

وعبد الله بن خبيق؛ لم أجد له ترجمة.

4123 - (كلام أهل السماوات: لا حول ولا قوة إلا بالله) .

ضعيف

أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (8/ 333 و 367) عن داود بن صغير بن شبيب البخاري: حدثنا أبو عبد الرحمن النوا الشامي، عن أنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ له علتان:

الأولى: النوا هذا؛ لم أعرفه، ويحتمل أن يكون الذي في "الميزان" و "اللسان":

"أبو عبد الرحمن الشامي عن عبادة بن نسي. قال الأزدي: كذاب. قلت: لعله المصلوب".

الثانية: داود بن صغير؛ قال الخطيب:

"كان ضعيفاً، قال الدارقطني: منكر الحديث".

4124 - (الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تدين تدان) .

ضعيف

رواه ابن عدي (294/ 1) عن محمد بن عبد الملك المدني، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً. قال:

"محمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، وهو ضعيف جداً".

قلت: هو متفق على توهينه، بل قال الوحاظي:

"كان أعمى يضع الحديث". وقال أحمد:

"كذاب، حرقنا حديثه". وقال الحاكم:

"شامي روى عن نافع وابن المنكدر الموضوعات".

لكن قد روي الحديث بإسناد آخر خير منه؛ أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 79) من طريق عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ ولكنه مرسل.

وقال الشيخ زكريا الأنصاري في "فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل" (ق 10/ 2) في تخريج الجملة الأخيرة منه:

"هو مثل مشهور، وحديث مرفوع، أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" بسند ضعيف، وله شاهد مرسل. ومعناه كما تجازي تجازي".

قلت: في هذا التخريج ما لا يخفى من الاضطراب؛ فإنه يوهم أن البيهقي أخرجه موصولاً بسند ضعيف، وشاهد مرسل. والصواب أن يقال: (أخرجه ابن عدي أو غيره بسند ضعيف جداً موصولاً، والبيهقي مرسلاً) ، كما هو واضح من التخريج السابق.

وقد عزاه السخاوي في "المقاصد" لأبي نعيم والديلمي عن محمد بن عبد الملك المدني به.

وللبيهقي في "الزهد" أيضاً من جهة عبد الرزاق، وكذلك هو في "جامعه"، عن أبي قلابة مرسلاً.

ووصله أحمد في "الزهد" من هذا الوجه بإثبات أبي الدرداء، وجعله من قوله، وهو منقطع مع وقفه.

4125 - (كما لا ينفع مع الشرك شيء، كذلك لا يضر مع الإيمان شيء) .

ضعيف

رواه ابن عدي (71/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 134) عن حجاج بن نصير أبي محمد: حدثنا المنذر بن زياد الطائي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: سمعت عمر بن الخطاب يقول:: فذكره مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"لا أعلم رواه عن زيد بن أسلم غير المنذر بن زياد هذا، ولحجاج بن نصير أحاديث، ولا أعلم له شيئاً منكراً غير ما ذكرت، وهو في غير ما ذكرته صالح".

قلت: هو ضعيف كان يقبل التلقين؛ كما في "التقريب".

لكن شيخه المنذر هو الآفة؛ فقد قال الدارقطني:

"متروك". وقال الفلاس:

"كان كذاباً".

لكن روي الحديث من حديث ابن عمرو بإسناد آخر خير من هذا؛ تكلم عليه المناوي في "الفيض"، فراجعه؛ فإن فيه يحيى بن اليمان وهو ضعيف.

ثم خرجت حديث ابن عمرو مفصلاً فيما يأتي برقم (5579) .

4126 - (كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علي الكفيت، فما أريده من ساعة إلا وجدته، وهو قدر فيها لحم) .

موضوع

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 192) : أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

وأخبرنا محمد بن عمر قال: وحدثنا ابن أبي سبرة وعبد الله بن جعفر، عن صالح بن كيسان مثله.

أخبرنا محمد بن عمر: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"لقيني جبريل بقدر، فأكلت منها، وأعطيت الكفيت؛ قوة أربعين رجلاً في الجماع".

أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"رأيت كأني أتيت بقدر، فأكلت منها، حتى تضلعت، فما أريد أن آتي

النساء ساعة إلا فعلت، منذ أكلت منها".

قلت: وهذه أحاديث موضوعة؛ لأنها مع كونها كلها مرسلة، فهي من رواية محمد بن عمر - وهو الواقدي -؛ وهو كذاب.

وشيخه في الإسناد الأول موسى بن محمد بن إبراهيم - وهو التيمي -؛ منكر الحديث.

وشيخه في الإسناد الثاني ابن أبي سبرة - وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد ابن أبي سبرة -؛ متهم بالوضع.

وشيخه الآخر فيه عبد الله بن جعفر - وهو أبو جعفر والد علي بن المديني -؛ ضعيف.

وشيخه في الإسناد الرابع محمد بن عبد الله؛ هو أبو بكر بن أبي سبرة المتقدم.

4127 - (أربع من النساء لا ملاعنة بينهن: النصرانية تحت المسلم، واليهودية تحت المسلم، والحرة تحت المملوك، والمملوكة تحت الحر) .

ضعيف

روي من طرق واهية من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً، وروي عنه موقوفاً، ولا يصح أيضاً، وهاك البيان:

1- ابن عطاء، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه ابن ماجه (2071) ، والدارقطني (3/ 163/ 240) ، وعنه البيهقي (7/ 396) وقال تبعاً للدارقطني:

"وهذا عثمان بن عطاء الخراساني، وهو ضعيف الحديث جداً، وتابعه يزيد ابن بزيع عن عطاء، وهو ضعيف أيضاً".

قلت: ثم وصله البيهقي من طريق أبي الوليد: أخبرنا يزيد بن بزيع الرملي به، وقال:

"وعطاء الخراساني أيضاً غير قوي".

قلت: قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلس".

قلت: فمن الممكن أن يكون تلقاه من بعض الضعفاء الآتي ذكرهم ثم أسقطه.

2- عثمان بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه الدارقطني والبيهقي وقالا:

"عثمان بن عبد الرحمن - هو الوقاصي -؛ متروك الحديث". وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك، وكذبه ابن معين".

3- زيد بن رفيع، عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريق عمار بن مطر: أخبرنا حماد بن عمرو، عن زيد بن رفيع.. ثم قالا:

"حماد بن عمرو، وعمار بن مطر، وزيد بن رفيع؛ ضعفاء".

قلت: زيد هذا؛ لم يضعفه غير الدارقطني ومن قبله النسائي، وخالفهما من هو أشهر وأعلى طبقة منه، فقال أحمد:

"ما به بأس". وقال أبو داود:

"جزري ثقة".

وذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات".

فلو أنه صح السند إليه لصار الحديث حسناً، ولكن هيهات! فحماد بن عمرو - وهو النصيبي - من المعروفين بالكذب ووضع الحديث، وله ترجمة سيئة جداً في "الميزان" و "اللسان".

وعمار بن مطر؛ قريب منه؛ قال أبو حاتم:

"كان يكذب". وقال ابن عدي:

"أحاديثه بواطيل". وقال ابن حبان:

"كان يسرق الحديث".

قلت: فمن المحتمل أن يكون سرق هذا الحديث من حماد بن عمرو! فانتقل من كذاب إلى مثله! كما يمكن أن يكون سرقه من غيره ممن تقدم ويأتي.

4- صدقة (أبو توبة) ، عن عمرو بن شعيب به.

ذكره ابن التركماني في "الجوهر النقي"؛ متعقباً به على البيهقي تضعيفه للحديث من الطرق المتقدمة، فقال:

"وقد رواه عبد الباقي بن قانع وعيسى بن أبان من حديث حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن صدقة ... ". ثم قال:

"وحماد ومعاوية من رجال مسلم. وصدقة ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: روى عنه معاوية بن صالح. وذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عنه أبو الوليد وعبيد الله بن موسى. وهذا يخرجه عن جهالة العين والحال".

كذا قال، وفيه مؤاخذتان:

الأولى: أن ما نقله من كتاب ابن أبي حاتم وهم محض؛ لأن ذلك إنما قاله ابن أبي حاتم في ترجمة صدقة بن عيسى (2/ 1/ 428) ، وهي عنده عقب ترجمة صدقة أبي توبة مباشرة، فلعل هذا هو سبب الوهم؛ انتقل بصره حين النقل من ترجمته إلى ترجمة الذي يليه، وأستبعد أن يكون تعمد ذلك تقوية للحديث بتقويته للراوي المجهول تعصباً منه لمذهبه! فصدقة بن عيسى هو غير صدقة أبي توبة عند ابن أبي حاتم، وكذلك غاير بينهما البخاري في "التاريخ" (2/ 2/ 293-294) ، ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً.

والأخرى: أن توثيق ابن حبان لأبي توبة - مع تساهله المعروف في التوثيق - معارض بقول الذهبي في "كنى الميزان" - وتبعه العسقلاني -:

"اسمه صدقة الرهاوي، لا يعرف، تفرد عنه معاوية بن صالح".

وصدقة بن عيسى المتقدم، قد أعاد ابن أبي حاتم ذكره في حرف العين فقال: "عيسى بن صدقة، ويقال: صدقة بن عيسى أبو محرز، والصحيح الأول. قال أبو الوليد: ضعيف. وقال أبو زرعة: شيخ. وكذا قال أبو حاتم وزاد: يكتب حديثه".

وقال الدارقطني: "متروك". وقال ابن حبان: "منكر الحديث".

قلت: فمن المحتمل أن يكون عيسى هذا هو صدقة بن عيسى، الذي انقلب اسمه على بعض الرواة، ويكون هو نفسه صدقة أبو توبة، فإن ثبت هذا فهو ضعيف متروك، وإلا فهو مجهول.

وبالجملة؛ فكل هذه الطرق إلى عمرو بن شعيب واهية، وبعضها أوهى من بعض. ولذلك قال البيهقي في "المعرفة":

"وعطاء الخراساني معروف بكثرة الغلط ... ونحن إنما نحتج بروايات عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده إذا كان الراوي عنه ثقة، وانضم إليه ما يؤكده، ولم نجد لهذا الحديث طريقاً صحيحاً إلى عمرو".

ذكره الزيلعي (3/ 248-249) وأقره، وقال الحافظ ابن حجر في "الدارية" (2/ 76) :

"ودون عمرو من لا يعتمد عليه".

وأما قول ابن التركماني:

"وعطاء؛ وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، واحتج به مسلم في "صحيحه". وابنه عثمان؛ ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال: سألت أبي عنه فقال: يكتب حديثه. ثم ذكر عن أبيه قال: سألت دحيماً عنه فقال: لا بأس به. فقلت: إن أصحابنا يضعفونه؟ قال: وأي شيء حدث عثمان من الحديث؟! واستحسن حديثه. (قال ابن التركماني:)

فعلى هذا؛ أقل الأحوال أن تكون روايته هذه متابعة لرواية صدقة، فتبين أن سند هذا الحديث جيد، فلا نسلم قول البيهقي: لم تصح أسانيده إلى عمرو".

فأقول له: سلمت أو لم تسلم، فلا قيمة لكلامك؛ لأنك لا تتجرد للحق، وإنما لتقوية المذهب، ولو بما هو أو هى من بيت العنكبوت؛ فإنك عمدت في تقوية الرجلين - عثمان بن عطاء وأبيه - إلى أحسن ما قيل من التعديل، وأعرضت عن كل ما قيل فيهما من التجريح، وليس هذا سبيل الباحثين الذين يقيم العلماء لكلامهم وزناً، وذلك لأنه بهذا الأسلوب المنحرف يستطيع أهل الأهواء أن يصححوا أو يضعفوا ما شاؤوا من الأحاديث بالإعراض عن قواعد هذا العلم الشريف ومنها قاعدة: الجرح مقدم على التعديل؛ بشرطها المعروف عند العلماء.

فقد أعرض الرجل عن كل ما قيل في عثمان من الجرح؛ كقول الحاكم - مع تساهله -: "يروي عن أبيه أحاديث موضوعة". وقول الساجي: "ضعيف جداً". وغير ذلك مما تراه في "التهذيب" وغيره.

وكذلك فعل في أبيه عطاء؛ فلم يعرج على ماقيل فيه من الجرح المفسر؛ كقول شعبة فيه: "حدثنا عطاء الخراساني وكان نسياً". وقول ابن حبان: "كان رديء الحفظ يخطىء ولا يعلم"، ولذلك قال الحافظ فيه كما تقدم:

"صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلس".

فإن سلم منه فلن يسلم من ابنه؛ لشدة ضعفه. والله سبحانه وتعالى أعلم.

5- أما الموقوف؛ فله عنه طريقان:

الأولى: يرويها عمر بن هارون، عن ابن جريج والأوزاعي، عن عمرو بن شعيب به موقوفاً.

أخرجه الدارقطني، وعنه البيهقي.

والأخرى: عن يحيى بن أبي أنيسة، عنه به.

أخرجه البيهقي وقال:

"وفي ثبوت هذا موقوفاً أيضاً نظر، فراوي الأول عمر بن هارون؛ وليس بالقوي، وراوي الثاني يحيى بن أبي أنيسة؛ وهو متروك".

قلت: ومثله عمر بن هارون؛ ففي "التقريب":

"متروك، وكان حافظاً".

وبالجملة؛ فالحديث لا يثبت من جميع هذه الطرق عن عمرو بن شعيب، لا مرفوعاً ولا موقوفاً.

وقد روي عن ابن عباس مرفوعاً، ولا يصح أيضاً. لأنه من رواية يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عنه.

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2700) ، وعنه البيهقي (7/ 397) وقال:

"وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، يحيى بن صالح الأيلي؛ أحاديثه غير محفوظة. والله تعالى أعلم".

4128 - (المقيم على الزنا كعابد وثن) .

ضعيف جداً

رواه ابن نظيف في "الفوائد" (100/ 1) عن كثير بن يزيد ابن أبي صابر: أخبرنا جنادة بن مروان، عن الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير، عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الحارث هذا؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال العقيلي:

"أحاديثه مناكير".

وجنادة بن مروان؛ قال أبو حاتم:

"ليس بقوي في الحديث".

وله طريق آخر، رواه ابن عساكر (7/ 161/ 2) عن إبراهيم بن الهيثم البلدي: أخبرنا علي بن عياش الحمصي، عن سعيد بن عمارة، عن الحارث بن النعمان قال: سمعت أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وسعيد بن عمارة؛ قال الأزدي:

"متروك". وقال ابن حزم:

"مجهول". وقال الحافظ:

"ضعيف".

4129 - (من قرأ بعد صلاة الجمعة (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) سبع مرات؛ أجاره الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى) .

ضعيف

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (369) ، وابن شاهين في "الترغيب" (314/ 2) ، وأبو محمد المخلدي في "الفوائد" (3/ 235/ 1) ، وأبو محمد الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (194-195) عن الخليل بن مرة، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل الخليل بن مرة؛ فإنه ضعيف؛ كما جزم به في "التقريب".

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" عن مكحول مرسلاً؛ وزاد في أوله:

"فاتحة الكتاب". وقال في آخره:

"كفر الله عنه ما بين الجمعتين".

وهو مع إرساله؛ فيه فرج بن فضالة؛ وهو ضعيف.

وأخرجه بهذه الزيادة: أبو الأسعد القيشري في "الأربعين" من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسين بن داود البلخي، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس مرفوعاً. وقال في آخره:

"غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فهرس كتاب اعلام الموقعين لابن القيم

إعلام الموقعين/فهرس الجزء الأول [[إعلام الموقعين/الجزء الأول#نوعا التلقي عنه ﷺ|نوعا التلقي عنه ﷺ]] إخراج المتعصب عن زمرة العلماء فصل حفاظ ال...