السبت، 27 يناير 2024

ج 5.. : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للالباني

 

ج 5.سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها 

السيئ في الأمة

المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ) عدد الأجزاء: 14.

2467 - " الأزد أسد الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم

، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت كان أبي أزديا، يا ليت أمي

كانت أزدية ".

ضعيف

رواه الترمذي (رقم 3937) ، وابن جميع في " معجم الشيوخ " (ص 181) ،

والضياء في " المختارة " (131/2) ، وابن عساكر (2/55/1) ، وعبد الرحمن

ابن محمد بن ياسر في " حديث أبي القاسم علي بن يعقوب " (108/1) عن أبي بكر

عبد القدوس بن محمد بن [عبد] الكبير (كذا) ابن شعيب بن الحجاب: حدثني عمي

صالح بن عبد الكبير: حدثني عمي عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس بن مالك

مرفوعا.

وقال الترمذي مشيرا لضعفه:

" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وروي عن أنس بهذا الإسناد موقوفا،

وهو عندنا أصح ".

ثم ساقه بسند صحيح عنه موقوفا بلفظ:

" إن لم نكن من الأزد، فلسنا من الناس ".

وصالح بن عبد الكبير - هو ابن شعيب بن الحبحاب - وهو مجهول كما في " التقريب

"، وقال في " الميزان ":

" وما علمت له راويا غير ابن أخيه عبد القدوس بن محمد ".

(تنبيه) : قد علمت أن الترمذي ضعف هذا الحديث مرفوعا، وقد وهم الدكتور عمر

تدمري في تعليقه على " المعجم "، فقال (ص 181) :

" أخرجه الترمذي رقم (3933) في المناقب باب في فضل اليمن، وقد صححه: "

الأزد.. " إلخ.

ومن الغريب أنه قال عقبه:

" في سنده صالح بن عبد الكبير، وهو مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب..

فمن أين جاء بعزوالتصحيح إليه؟ ! لعله فهم ذلك من قول الترمذي المتقدم:

" وهو عندنا أصح ".

فإن كان كذلك، فهو فهم غريب عجيب، لأنه يعني الموقوف، كما هو صريح كلامه،

ثم إن لفظه مختصر جدا، ومخالف للفظ المرفوع كما بينته آنفا.

ومن ذلك يظهر خطأ السيوطي أيضا في " الجامع الكبير " (837 - 10090) ، فإنه

قال عقب الحديث:

" وروي عنه موقوفا، وهو أصح ".

فأوهم أن لفظ الموقوف مثل لفظ المرفوع، وليس كذلك كما سبق.

2468 - " الاستئذان ثلاث، فبالأولى يستنصتون، والثانية يستصلحون، والثالثة يأذنون

أويردون ".

ضعيف جدا

رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " (150/1) : أبنا علي بن عمر

الحافظ (هو الدارقطني) : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح الأزدي: حدثنا

العباس بن يزيد: حدثنا عمر (الأصل: محمد) بن عمران: حدثنا دهثم بن قران عن

يحيى بن أبي كثير عن عمروبن عثمان عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. دهثم هذا متروك.

وعمر بن عمران ن وهو السدوسي؛ مجهول، وقال الأزدي:

" منكر الحديث " كما في " الميزان "، ثم ساق له هذا الحديث.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للدارقطني في " الأفراد ".

2469 - " الإسلام ذلول، لا يركبه إلا ذلول ".

ضعيف جدا

رواه أحمد (5/145) ، وابن عساكر (16/326/1) عن إسماعيل بن عياش عن معان بن

رفاعة عن أبي خلف عن أنس بن مالك عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبو خلف هذا - هو الأعمى - قال الذهبي:

" كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ".

واعتمده الهيثمي فأعله به (1/62) .

ومعان بن رفاعة، مدني فيه ضعف.

وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها.

2470 - " الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (5/464/4890 - ط) عن أحمد بن سهيل الوراق

الواسطي قال: حدثنا نعيم بن مورع العنبري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

مرفوعا؛ وقال:

" تفرد به أحمد بن سهيل الوراق ".

قلت: هو الواسطي، ذكره ابن حبان في " الثقات " (8/51) ، وقال أبو أحمد

الحاكم: " في حديثه بعض المناكير " كما في " الميزان ".

و (نعيم بن مورع) ضعيف يسرق الحديث، وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (

5/132) ، ومن طريقه رواه ابن حبان في " الضعفاء " بلفظ: " تنظفوا.. "،

ويأتي تحت الحديث (3264) .

2471 - " الأصابع تجري مجرى السواك إذا لم يكن سواك ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (7/224/6433) من طريق أبي غزية محمد بن

موسى، قال: حدثني كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف المزني عن أبيه عن جده

مرفوعا، وقال:

" لم يروه عن كثير بن عبد الله المزني إلا أبو غزية ".

قلت: اتفقوا على تضعيفه، بل اتهمه الدارقطني بالوضع؛ كما في " اللسان "،

وقال ابن حبان في " الضعفاء " (2/289) :

" كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات، حتى إذا

سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها ".

قلت: ومثله أوأسوأ منه شيخه كثير بن عبد الله المزني، فقد كذبه جمع منهم

أبو داود وابن حبان ن وتقدمت له أحاديث، ومن طريقه رواه أبو نعيم كما في "

التلخيص " (1/70) ، وقال:

" ضعفوه ".

قلت: والحديث مما تساهل الهيثمي في نقده، فقال في " مجمع الزوائد " (2/100 - 101)

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وكثير ضعيف، وقد حسن الترمذي حديثه "!

قلت: وهذا من تساهل الترمذي أيضا، بل إنه قد يصحح حديثه أحيانا، ولذلك قال

الذهبي:

" فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي ". انظر " الميزان ".

فغفل الهيثمي عن قاعدة (الجرح مقدم على التعديل) ، وعن اتهام الدارقطني لـ (

محمد بن موسى أبي غزية) بالوضع.

وقد روي الحديث عن أنس بن مالك مرفوعا مختصرا، وله عنه طريقان؛ يرويهما

عيسى بن شعيب، فقال مرة: عن عبد الحكم القسملي عن أنس مرفوعا بلفظ:

" تجزي من السواك الأصابع ".

أخرجه ابن عدي (5/334) ، ومن طريقه البيهقي في " السنن " (1/40) ، وقال

ابن عدي:

" عبد الحكم عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وقال البخاري: منكر الحديث ".

وقال عيسى بن شعيب مرة أخرى: حدثنا ابن المثنى عن النضر بن أنس عن أبيه به.

أخرجه البيهقي، وقال:

" تفرد به عيسى بالإسنادين جميعا ".

قلت: و (عيسى) هذا قال فيه البخاري:

" صدوق ".

وبيض له ابن أبي حاتم، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأما ابن حبان فجرحه

جرحا شديدا، فقال في " الضعفاء " (2/120) :

" كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك ".

واعتمده الذهبي في " المغني "، فلم يذكر غيره. وأما الحافظ فجمع بين

القولين ولخصهما - كعادته - بقوله:

" صدوق له أوهام ".

وقال في " التلخيص " عقب الحديث - وقد عزاه لابن عدي أيضا والدارقطني -:

" وفي إسناده نظر، وقال الضياء المقدسي: لا أرى بسنده بأسا، وقال البيهقي

: المحفوظ عن ابن المثنى: عن بعض أهل بيته عن أنس نحوه. ورواه أيضا من طريق

ابن المثنى عن ثمامة عن أنس ".

قلت: هذه الطريق عند البيهقي من رواية أبي أمية الطرسوسي: حدثنا عبد الله بن

عمر الحمال: حدثنا عبد الله بن المثنى به.

وهذا إسناد ضعيف، أبو أمية هذا اسمه (محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي) ،

قال الحافظ:

" صدوق، صاحب حديث، يهم ".

وشيخه (عبد الله بن عمر الحمال) لم أعرفه، ويحتمل أنه الذي في " تاريخ

بغداد " (10/23) :

" عبد الله بن عمروالجمال (كذا بالجيم) ، أحسبه من أهل المدينة، قدم بغداد

، وحدث بها.. روى عنه محمد بن أبي العوام الرياحي.. ".

ثم ساق له حديثا واحدا، ولم يزد، فهو مجهول.

وأما الطريق التي قبلها، ففيها ذاك المجهول الذي لم يسم من أهل بيت المثنى،

ولا يفيد تسميته في طريق (عيسى بن شعيب) بالنضر بن أنس، لما عرفت من سوء

حال (عيسى) ، وبالتالي لا فائدة من قول الضياء:

" لا أرى بسنده بأسا "، ولا في قول الحافظ العراقي أوابنه أبو زرعة في " طرح

التثريب " (2/68) :

" والنضر بن أنس ثقة "، فتنبه، ولذلك جزم البيهقي في صدر الحديث بأنه حديث

ضعيف. والله أعلم.

وهناك حديث آخر بمعناه من حديث عائشة، ولكنه منكر، وهو مخرج في " تمام

المنة " (ص 90) .

2472 - " أيما امراة قعدت على بيت أولادها، فهي معي في الجنة، وأشار بإصبعه السبابة

والوسطى ".

ضعيف

رواه ابن بشران في " الأمالي " (183/1) عن مالك النهشلي: حدثنا ثابت عن

أنس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف من أجل مالك هذا، قال الذهبي:

" لا يعرف ".

قلت: وتابعه عبيس بن ميمون عن ثابت به أتم منه؛ بلفظ:

" أيما امرأة قامت نفسها على ثلاث بنات لها، إلا كانت معي في الجنة، وأهو ى

بإصبعيه.

وأيما رجل أنفق على ثلاث بنات أومثلهن من الأخوات، كان معي في الجنة هكذا،

وأهو ى بإصبعيه ".

أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه " العلل " (2/342) ، وسأله عن هذا

الحديث؟ فقال أحمد:

" هذا حديث منكر ".

قلت: وآفته عبيس هذا، قال البخاري تبعا لأحمد:

" منكر الحديث ".

2473 - " أيما امرأة صامت بغير إذا زوجها، فأرادها على شيء، فامتنعت عنه، كتب الله

عليها ثلاثا من الكبائر ".

منكر

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/107/2) عن بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن

يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، وقال:

" لم يروه عن الأوزاعي إلا بقية ".

قلت:: وهو ثقة، ولكنه مدلس، وقد عنعنه، وبه أعله الهيثمي (3/200) .

ومن المحتمل أن يكون تلقاه عن يوسف بن السفر عن الأوزاعي به، ثم أسقطه ودلسه

، فإن له مثل هذه العادة، فقد سبقت له بعض الأحاديث رواها عن الأوزاعي

وبينهما يوسف هذا، وهو متهم بالكذب، انظر على سبيل المثال الحديث (622) ،

وقد قال المنذري في هذا الحديث (2/90) :

" رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية بقية، وهو حديث غريب، وفيه نكارة ".

2474 - " إياكم واستماع المعازف والغناء، فإنهما ينبتان النفاق في القلب كما ينبت

الماء البقل ".

ضعيف جدا

رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " (1/7/2) عن أبي جعفر محمد بن

سنان: نا إبراهيم بن حبان: نا شعبة بن الحجاج عن عمروبن مرة عن مسروق بن

الأجدع عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة، آفته إبراهيم هذا، وهو ابن البراء بن النضر بن

أنس بن مالك الأنصاري، قال ابن عدي:

" حدث بالبواطيل ".

وقال العقيلي:

" يحدث عن الثقات بالبواطيل ".

2475 - " إياك وما يسوء الأذن. ثلاث مرات ".

ضعيف

رواه ابن سعد في " الطبقات " 0 8/312) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد " (2/459

و6/259) ، وأبو نعيم في " المعرفة " (ق 393/1) من طريق الطبراني، وابن

بشران في " الأمالي " 0 37/2) عن تمام بن بزيع أبي سهل: حدثنا العاص بن

عمروالطفاوي عن عمته:

أنها دخلت في أناس من قومها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا

رسول الله، حدثني حديثا ينفعني الله عز وجل به، قال: فذكره.

 

(5/495)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، العاص بن عمروالطفاوي لا يعرف إلا برواية تمام

هذا، وبها ذكره ابن حبان في " الثقات " (7/305) ، وقال:

" يعتبر حديثه من غير رواية تمام عنه ".

وتمام بن بزيع، قال الدارقطني:

" متروك ".

وفي " مسند أحمد " (4/76) : حدثنا عبد الله: حدثني أبي قال: حدثني الصلت

ابن مسعود الجحدري قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال:

" خرج أبو الغادية وحبيب بن الحارث وأم أبي العالية مهاجرين إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، فقالت المرأة: أوصني يا رسول الله! قال:

فذكره دون قوله: " ثلاث مرات ".

قلت: وهذا إسناد معضل، فإن الطفاوي هذا من شيوخ أحمد الذين جلهم من أتباع

أتابع التابعين، وفيهم قلة من أتباع التابعين.

ثم إنه رواه عنه بواسطة الجحدري، والجحدري هذا من شيوخ ابنه عبد الله بن أحمد

، فهل هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر، أم أن قوله في الإسناد: " حدثني أبي

" زيادة من بعض النساخ؟ والثاني هو الذي يترجح عندي، لأنهم لم يذكروا

الجحدري هذا في شيوخ أحمد، وإنما في شيوخ ابنه. والله أعلم.

ثم تأكدت مما رجحت حين رأيته مطابقا لما في " جامع المسانيد " لابن كثير (14/333) ، فإنه ليس في إسناده " حدثني أبي قال "، فالحمد لله على توفيقه،

وأسأله المزيد من فضله.

وكذلك عزاه الهيثمي (8/95) لعبد الله دون أبيه، ولكنه عطف عليه

 

(5/496)

 

 

(الطبراني) ، ولم أره في " معاجمه الثلاثة "، ولم يعزه إليه ابن كثير (14/335) ،

وإنما إلى (أبي نعيم) ، وهذا قد أخرجه في " معرفة الصحابة " (ق281/1) من

طريق أخرى عن الصلت عن الطفاوي قال: سمعت العاص بن عمروالطفاوي قال: خرج أبو

الغادية.. الحديث. وهذا يبين أن في رواية (عبد الله بن أحمد) سقطا. والله

أعلم.

2476 - " إياكم والتعمق في الدين، فإن الله عز وجل قد جعله سهلا، فخذوا منه ما

تطيقون، فغن الله عز وجل يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيرا ".

ضعيف جدا

رواه ابن بشران في " الأمالي " (2/11/2) عن عباد بن أحمد بن عبد الرحمن

العرزمي: حدثني عمي عن أبيه عن جابر عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة قال:

سمعت عمر بن الخطاب يقول: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عباد بن أحمد العرزمي؛ قال الدارقطني:

" متروك ".

وأبو هـ أحمد بن عبد الرحمن العرزمي؛ لم أجد له ترجمة.

وعمه لم أعرفه اسمه.

وما أبو عمه، فهو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي؛

ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم:

" ليس بالقوي ".

والحديث بيض له المناوي، فلم يتكلم عليه بشيء.

 

(5/497)

 

 

2477 - " إياكم ومشارة الناس، فإنها تدفن الغرة، وتظهر العرة ".

ضعيف

رواه تمام في " الفوائد " (ج1/ رقم 39) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (

6/342 - 343/8443 و8444) ، والقضاعي (956) عن الوليد بن سلمة: حدثني

الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. ومن طريق تمام رواه

ابن الأكفاني في جزء من حديثه (70/2) .

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته الوليد بن سلمة، وهو الطبراني، وقد تفرد به

كما قال البيهقي. قال أبو حاتم:

" ذاهب الحديث ".

وقال دحيم وغيره:

" كذاب ".

وقال ابن حبان:

" يضع الحديث على الثقات ".

وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الأشراف " (1/71/2

) والعقيلي (175 - 176) ، والطبراني في " الصغير " (رقم 412 - الروض) من

طريق محبوب بن محرز التميمي عن سيف بن أبي المغيرة عن مجالد عن الشعبي عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، مجالد وسيف ومحبوب ثلاثتهم ضعفاء.

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (8/75) :

" رواه الطبراني في " الصغير " عن شيخه [محمد] بن الحسن بن هريم، ولم أعرفه

، وبقية رجاله ثقات "!

كذا قال! وأقره المناوي في " فيض القدير "! وقد عرفت ما فيه من الضعفاء.

 

(5/498)

 

 

2478 - " إياكم والقسامة، قالوا: وما القسامة؟ قال: الرجل يكون على الفئام من

الناس فيأخذ من حظ هذا ومن حظ هذا ".

ضعيف

رواه أبو داود (2748) ، وابن خزيمة في " حديث علي بن حجر السعدي "، فقال (

4/ رقم 13) : حدثنا علي: حدثنا إسماعيل: حدثنا شريك عن عطاء أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

ورواه أبو سعد الجنزروذي في العاشر من " أحاديث هشام بن عمار " (8/1 - 2) عن

أنس بن عياض: حدثنا شريك به.

ورواه البغوي في " شرح السنة " رقم (2494) من طريق أخرى عن علي بن حجر به،

وقال:

" هذا حديث مرسل، ويروى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري

عن النبي صلى الله عليه وسلم ". وقال البغوي:

" (القسامة) مضمومة القاف اسم لما يأخذه القسام لنفسه في القسمة، كالنشارة:

اسم لما ينشر، والعجالة: اسم لما يعجل للضيف من الطعام، والفئام:

الجماعات. وليس في هذا تحريم أجرة القسام إذا أخذها بإذن أرباب الأموال.

إنما هذا فيمن ولي أمر قوم، فكان عريفا عليهم، فإذا قسم عليهم سهمانهم أمسك

منها شيئا لنفسه، وذلك حرام ".

قلت: رواية ابن ثوبان الموصولة التي أشار إليها البغوي لفظها:

" إياكم والقسامة، قيل: وما القسامة؟ قال الشيء يكون بين الناس فينتقص

منه ".

وصله أبو داود (2783) ، وعنه الخطابي في " غريب الحديث " (1/574) ،

 

(5/499)

 

 

والبيهقي في " السنن " (6/356) : نا الزمعي عن الزبير بن عثمان بن عبد الله

ابن سراقة: أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره

بذلك.

قلت: والزبير هذا مجهول كما قال الذهبي، فلا يعتد بوصله.

(فائدة) : " المحدثون يقولون: (القسامة) بفتح القاف، والقسامة من قسم

اليمين، وإنما هي القسامة بضم القاف، وهو ما يأخذه القسام لأجرته فيعزل من

رأس المال جزءا معلوما لنفسه، كالسقاطة اسما لما يسقط، والنشارة ... وإنما

المكروه من ذلك ما يقتات به على أرباب المال من غير إذن منهم فيه على ما تواضعه

الباعة، وارتسمه السماسرة فيما بينهم من أخذهم من عرض المال شيئا معلوما، من

كل ألف درهم عشرين درهما أونحوه، وإنما يلزم في هذا أجر المثل بالغا ما بلغ

، ولا أعلم أحدا كره أجر القسام إلا ما يروى عن بعض السلف أنه كان يذهب في ذلك

إلى أنها لا تحل من أجل أنه زعم كالحاكم، وإنما أجره في بيت المال ". قاله

الخطابي.

2479 - " إياكم والفتن، فإن اللسان فيها مثل وقع السيف ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن ماجه (3968) عن محمد بن الحارث: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن

البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني. متهم كما تقدم

مرارا.

وأبو هـ ضعيف، وكذا الراوي عنه.

 

(5/500)

 

 

ولكنه قد توبع، فرواه خالد بن أبي عمران عن عبد الرحمن بن البيلماني عن

عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها

كوقوع السيف ".

أخرجه أبو داود (4264) .

وخالد بن أبي عمران صدوق كما في " التقريب "، فهذا إسناده خير من الذي قبله،

ولكنه ضعيف على كل حال.

2480 - " إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن

المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبدا،

واحذر حذرا يخشى أن يموت غدا ".

ضعيف

أخرجه البيهقي (3/19) ، وفي " الشعب " (3886) من طريق أبي صالح: حدثنا

الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمروبن العاص

مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف لجهالة المولى الذي لم يسم، وضعف في أبي صالح، وهو

عبد الله بن صالح.

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا به دون قوله: " فاعمل.. إلخ ".

أخرجه البزار (74) ، والحاكم في " معرفة علوم الحديث " (95 و96) ،

 

(5/501)

 

 

والقضاعي (1147 و1148) ، وأبو الشيخ في " الأمثال " (رقم 229) ،

والقزويني في " التدوين " (1/237 - 238) ، والخطابي في " العزلة " (ص 97)

، والبيهقي (3/18) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن

محمد بن المنكدر عنه. وقال الحاكم:

" حديث غريب الإسناد والمتن ".

قلت: وعلته أبو عقيل هذا؛ ضعيف كما في " التقريب ".

وخالفه عيسى بن يونس، فقال: حدثنا محمد بن سوقة قال: حدثني ابن محمد بن

المنكدر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه البخاري في " التاريخ " (1/102 - 103) ، وقال:

" هذا أصح من الأول ". قلت: لأن عيسى بن يونس ثقة، فأرسله عن ابن محمد بن

المنكدر، واسمه (المنكدر بن محمد بن المنكدر) ، وهو لين الحديث.

وقال الهيثمي في " المجمع " (1/62) :

" رواه البزار، وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب ".

قلت: لم أقف على من أطلق فيه الكذب، وقد أورد الحافظ في " التهذيب " أقوال

الأئمة فيه، وكلها متفقة على تضعيفه، اللهم إلا رواية عن ابن معين، فقال:

" ليس به بأس "، وإلا قول ابن حبان:

" ينفرد بأشياء ليس لها أصول، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة ".

ولعل هذا القول هو مستند الهيثمي في إطلاقه الكذب عليه.

 

(5/502)

 

 

وللطرف الأول من الحديث شاهد يرويه عمروبن حمزة: حدثنا خلف أبو الربيع إمام

مسجد سعيد بن أبي عروبة: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: فذكره دون قوله: " ولا تبغض إلى نفسك.. إلخ.

أخرجه أحمد (3/199) قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: أخبرني عمروبن حمزة..

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عمروبن حمزة هو القيسي، قال الدارقطني وغيره:

" ضعيف ".

قلت: ولم يتهم، فحديثه بما قبله حسن دون قوله: " ولا تبغض.. " إلخ.

والله أعلم.

2481 - " إن هذا العلم دين، فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه ".

ضعيف جدا

رواه تمام (3/42/2) ، وابن عدي في مقدمة " الكامل " (1/148) ، والسهمي في

" تاريخ جرجان " (430) ، والهروي في " ذم الكلام " (136/1) ، والديلمي في

" مسند الفردوس " (1/2/302) من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، خليد بن دعلج متروك.

ورواه القاضي عياض في " الإلماع " (10/2) عن أبي نعيم: نا شافع بن محمد:

نا يعقوب بن حجر: نا محمد بن سليمان: نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس به

وقال:

" قال أبو نعيم: والصحيح وقفه على محمد بن سيرين ".

 

(5/503)

 

 

قلت: ومن دون يزيد لم أعرفه، وقد أخرجه مسلم (1/14) في مقدمة " صحيحه "

من طريق ثالث موقوفا على ابن سيرين. وكذلك رواه ابن سمعون في " الأمالي " (

173/1) ، وابن عدي في " المقدمة " (1/149) ، والهروي أيضا، والسلفي في "

الطيوريات " (10/122/1) ، وقال الهروي:

" هذا كلها عجائب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله

عنهم، وهو عن التابعين أثبت ".

ثم ساقه من طرق عن ابن سيرين قوله، وعن زيد بن أسلم، والحسن البصري،

والضحاك بن مزاحم، وإبراهيم النخعي موقوفا عليهم.

ورواه قبيل ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة موقوفا عليهما، وأشار إلى تضعيف

إسنادهما كما تقدم.

2482 - " ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء والأرض؟ ولقارئها من الأجر

مثل ذلك، ومن قرأها غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام

؟ قالوا: [بلى] قلا: سورة الكهف ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/337) عن عبد الرحمن بن هشام المخزومي: حدثنا أبي عن هشام

ابن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. هشام المخزومي - هو ابن عبد الله بن عكرمة

المخزومي - قال ابن حبان:

" ينفرد بما لا أصل له من حديث هشام بن عروة، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا

انفرد ".

 

(5/504)

 

 

وابنه عبد الرحمن؛ لم أجد له ترجمة الآن.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن مردويه عنها بزيادة:

" ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله أبي الليل شاء ".

2483 - " أهل شغل الله في الدنيا هم أهل شغل الله في الآخرة، وأهل شغل أنفسهم في

الدنيا هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة ".

موضوع

رواه الديلمي (1/2/326) عن محمد بن القاسم بن محمد عن الحسن بن علي عن محمد

ابن ثابت عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون ابن عون لم أعرفهم، ومحمد بن ثابت جمع، فلا

أدري أيهم هو؟

والحسن بن علي يحتمل أن يكون ابن زكريا محمد بن القاسم بن مجمع الطايكاني،

تصحف على الناسخ " مجمع " إلى " محمد "، فإن يكن هو، فهو كذاب وضاع.

والحديث عزاه السيوطي " لأفراد " الدارقطني " أيضا، وقال المناوي:

" سنده ضعيف ".

ولوائح الوضع عليه ظاهرة. والله أعلم.

 

(5/505)

 

 

2484 - " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ حتى تخلعت أعواده ".

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (466) عن يحيى بن كثير أبي النضر عن محمد بن

عمروعن أبي سلمة عن أبي هريرة. وعنه عن أبي جمرة عن إبراهيم عن سعد بن أبي

وقاص مرفوعا. قال سعد:

" وذاك أول ما سمعنا أن للعرش أعوادا ". وقال:

" يحيى بن كثير صاحب البصري منكر الحديث. والحديث معروف من غير هذا الوجه،

وليس يحفظ " حتى تخلعت أعواده " من وجه صحيح ".

قلت: ويحيى هذا قال أبو حاتم:

" ضعيف، ذاهب الحديث جدا ".

وقال الدارقطني:

" متروك ".

والحديث بدون الزيادة صحيح كما أشار العقيلي، وهو مخرج في " الإرواء " (703) .

 

(5/506)

 

 

2485 - " أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يسلم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله

الجنة ".

منكر جدا

رواه ابن ماجه (104) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (رقم 1245) بتحقيقي،

وعبد الله بن أحمد في " الفضائل " (1/408/630) ، وابن الجوزي في " العلل "

(1/192/308) ، وابن عساكر (13/38) عن داود بن عطاء المدني عن صالح بن

كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب مرفوعا.

 

(5/506)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف جدا. داود بن عطاء؛ قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال أحمد:

" ليس بشيء "؛ كما في " الميزان " للذهبي، وساق له هذا الحديث ثم قال:

" هذا منكر جدا ".

ثم رواه ابن عساكر من طرق أحدها من طريق ابن عدي، وهذا في " الكامل " (7/65

- 66) عن محمد بن أبي حميد الأنصاري عن ابن شهاب به.

ومحمد هذا ضعيف.

ثم رواه ابن عساكر، وكذا الحاكم (3/84) عن الفضل بن جبير الوراق: نا

إسماعيل بن زكريا عن يحيى بن سعيد بن المسيب به.

والفضل هذا قال العقيلي:

" لا يتابع على حديثه ".

والحديث قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " (2/226) :

" سنده ضعيف ".

وأما الذهبي فقال في " تلخيص المستدرك ".

" قلت: موضوع، وفي إسناده كذاب ".

ولم أدر من هو الكذاب الذي يعنيه؟ نعم لما أورده ابن الجوزي في " العلل " من

الطريق الأولى، ثم من طريق أبي البختري وهب بن وهب عن محمد بن أبي حميد عن ابن

شهاب به. قال:

" هذا حديث لا يصح، أما الطريق الأول، فقال أحمد ويحيى: داود بن

 

(5/507)

 

 

عطاء ليس

بشيء، وقال ابن حبان: لا يحتج به بحال. وأما الثاني، ففيه أبو البختري

الكذاب، ومحمد بن أبي حميد قال النسائي: ليس بثقة ".

قلت: وأبو البختري هذا ليس في سند الحاكم، وإنما هو عند ابن عدي وابن

عساكر.

ثم تنبهت إلى أن الذهبي يشير إلى الراوي عن الفضل بن جبير، وهو شيخ الحاكم

(أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي) ، فقد أورده في " الميزان "، وتبعه في

" اللسان "، وساق له حديثا آخر، وقال:

" باطل، ذكره ابن طاهر ".

قلت: وهو متعقب بأمرين:

أحدهما: أنه متابع عند ابن عساكر.

والآخر: أن الجعفي هذا ترجمه الخطيب (5/54) برواية جمع من الثقات، وقال:

" وذكره الدارقطني فقال: صالح الحديث ".

قلت: فالظاهر أن الحديث الذي أبطله ابن طاهر علته من غيره، كما هو الشأن في

حديثنا هذا. والله أعلم.

2486 - " إن الله جعل العلم قبضات، ثم بثها في البلاد، فإذا سمعتم بعالم قد قبض من

الأرض، فقد رفعت قبضة، فلا يزال يقبض حتى لا يبقى منه شيء ".

منكر

رواه الديلمي (1/2/227) من طريق أبي نعيم بسنده عن أبي زهر: حدثنا السري عن

عاصم عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا.

 

(5/508)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون مسروق لم أعرفهم. ويحتمل عندي أن يكون

(عاصم) محرفا من (عامر) ، وهو الشعبي، فإنه معروف بالرواية عنه، وعليه

يحتمل أن يكون (السري) هو ابن إسماعيل الكوفي ابن عم الشعبي، وهو متروك.

والله أعلم.

2487 - " التمسوا الرزق بالنكاح ".

ضعيف

رواه الواحدي في " الوسيط " (3/116/2) ، والديلمي (1/1/42) عن مسلم بن

خالد عن سعيد بن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا. وقال الحافظ في " مختصر

الديلمي ":

" مسلم فيه لبس، وشيخه "!

كذا الأصل، بيض لشيخه، ولم أعرفه، وأما مسلم بن خالد، فهو المعروف

بالزنجي قال في " التقريب ":

" صدوق كثير الأوهام ".

قلت: وفي معناه حديث:

" تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال "، وسيأتي برقم (3400) .

 

(5/509)

 

 

2488 - " اطلبوا الخير دهركم، واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها،

وإن النار لا ينام هاربها، وإن الآخرة محففة بالمكاره.. ".

ضعيف جدا

رواه البيهقي في " الزهد " (90/1 - 2) عن يعلى بن

 

(5/509)

 

 

الأشدق: حدثنا عبد الله بن

جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد واه جدا، يعلى بن الأشدق، قال البخاري:

" لا يكتب حديثه ".

وقال ابن حبان:

" وضعوا له أحاديث، فحدث بها ولم يدر ".

2489 - " اطلبوا الرزق في خبايا الأرض ".

منكر

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (207/2) : حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب

الزبيري: حدثني هشام بن عبد الله بن عكرمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

مرفوعا.

ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/491/499 و9/43 - 44 - ط) ،

وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/313) ، والبيهقي في " الشعب " (

2/87/1233) ، وقال:

" إن صح ".

قلت: وهذا إسناد واه، هشام بن عبد الله؛ قال ابن حبان (3/91) :

" يروي عن (هشام بن عروة) ما لا أصل له من حديثه، كأنه هشام آخر! لا يعجبني

الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وهو الذي روى عن هشام عن أبيه ... ". ثم ساق هذا

الحديث.

قلت: لكني وجدت له متابعا، فقال أبو نعيم في " الأخبار " (2/243) :

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف: حدثنا محمد بن أحمد بن راشد: حدثنا أبو

السائب سلم بن جنادة: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة به.

 

(5/510)

 

 

وأبو أسامة - واسمه حماد بن أسامة - وابن جنادة ثقتان، لكني لم أر من وثق

ابن راشد هذا، وقد أورده الخطيب (1/302) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا

، وروى عنه أبو الحسين بن المنادي.

والحديث قال الهيثمي (4/63) :

" رواه أبو يعلى والطبراني في " الأوسط "، وفيه هشام بن عبد الله بن عكرمة

ضعفه ابن حبان ".

ونقل ابن الجوزي في " العلل " (2/113) عن النسائي أنه قال:

" حديث منكر، وقد روي من قول عروة ".

2490 - " اطلبوا العلم يوم الاثنين، فإنه ميسر لطالبه ".

ضعيف

رواه أبو الشيخ (ص 142) ، وعنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/348) ،

والديلمي في " مسنده " (1/1/15) ، والشجري في " أماليه " (1/54) ، وابن

الجوزي في " العلل الواهية " (1/323) من طريق أبي الشيخ وغيره عن موسى بن

أيوب عن عثمان بن عبد الرحمن عن حمزة الزيات عن حميد عن أنس مرفوعا.

ورواه الخطيب في " التلخيص " (1/123) من طريق محمد بن سلام البخاري عن عثمان

ابن عبد الرحمن الحراني عن حميد الطويل به، فأسقط من بينهما حمزة الزيات،

وقال:

" محمد بن سلام البخاري شيخ في عداد المجهولين ".

قلت: وشيخه الحراني قال الحافظ:

 

(5/511)

 

 

" صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن

نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين ".

وموسى بن أيوب ثقة، وهو النصيبي الأنطاكي.

وله طريق أخرى عن حميد الطويل.

فأخرجه ابن عساكر (14/117/1) عن أحمد بن محمد المعروف بابن الدهان: حدثنا

محمد بن الحجاج عن أحمد بن عبد الله عن يحيى بن حميد الطويل عن أبيه عن أنس به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، يحيى بن حميد الطويل؛ قال ابن عدي:

" أحاديث غير مستقيمة ".

ومحمد بن الحجاج، جماعة لم يتبين لي من هو منهم. وكذلك لم أعرف ابن الدهان

الراوي عنه.

وله طريق ثالثة عن أنس مرفوعا به.

أخرجه القاضي عياض في " الإلماع " (9/1) عن مجاشع بن عمرو: نا كثير بن مسلم

: سمعت أنس بن مالك به.

قلت: وهذا موضوع، مجاشع أحد الكذابين؛ كما قال ابن معين.

وكثير بن مسلم لم أعرفه، ولعله كثير بن سليم - مصغرا - فإنه معروف بالرواية

عن أنس، وهو منكر الحديث كما قال البخاري.

وقد روي له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ:

 

(5/512)

 

 

2491 - " اطلبوا العلم كل اثنين وخميس، فإنه ميسر لمن طلب، وإذا أراد أحدكم حاجة،

فليبكر إليها، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها "

موضوع

رواه ابن عدي في " الكامل " (4/1 - 2 و1/364 - ط) عن محمد بن أيوب بن سويد:

حدثني أبي: حدثني الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أيوب بن سويد - وهو الرملي - صدوق يخطىء كما في

" التقريب ".

وابنه شر منه، قال ابن حبان:

" لا تحل الرواية عنه ".

وقال أبو زرعة:

" رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة ".

ذكره الذهبي في " الميزان "، ثم ساق له من موضوعاته حديثا غير هذا.

والجملة الأخيرة قد صحت عن جمع من الصحابة، فانظر " صحيح الجامع " برقم (1311 - الطبعة الأولى الشرعية) :

" اللهم بارك لأمتي في بكورها ".

 

(5/513)

 

 

2492 - " إذا حدثتم الناس، فلا تحدثوهم بما يفزعهم ويشق عليهم ".

ضعيف

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (58/2) ، وعنه أبو القاسم

 

(5/513)

 

 

الأصبهاني في "

الحجة " (136/1) وابن عدي (7/80) ، والديلمي (1/1/107) من طريق الحسن

بن سفيان، وأبو الحسن القزويني في " مجلس من الأمالي " (198/2) ، والهروي

في " ذم الكلام " (4/71/2) عن بقية بن الوليد عن الوليد بن كامل البجلي عن

نصر بن علقمة الحضرمي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن المقدام بن معدي كرب

الكندي مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه أبو موسى المديني في " اللطائف " (16/1) من طريق

الطبراني، وقال:

" لا يروى عن المقدام إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية ".

قلت: هو ثقة مدلس، ولكنه قد صرح بالتحديث عند الهروي، فالعلة من شيخه

الوليد بن كامل؛ قال ابن عدي:

" قال البخاري: عنده عجائب ". وقال الذهبي:

" ضعفه أبو الفتح الأزدي، ومن قبله أبو حاتم ".

2493 - " إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا تطيرتم فامضوا،

وعلى الله فتوكلوا ".

ضعيف جدا

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (4/39/2) ، وابن عدي (235/1 و4/315 -

ط) ، عن عبد الرحمن بن سعد: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن

أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري متهم بالكذب.

وعبد الرحمن بن سعد، وهو ابن عمار بن سعد القرظ؛ قال الذهبي:

" ليس بذاك، قال ابن معين: ضعيف ".

 

(5/514)

 

 

ثم وجدت له شاهدا مرسلا، ولكنه واه يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في " التفسير " - مخطوط.

قلت: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك ن وتقدمت له أحاديث منها في توسل آدم

بالنبي عليهما السلام.

2494 - " أظهروا النكاح، وأخفوا الخطبة ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/27) عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب: حدثنا عثمان بن خرزاذ

: حدثنا هارون بن عمر بن زياد الدمشقي - سنة عشرين ومائة -: حدثنا محمد بن

خالد عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن أم

سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

سكت عليه الحافظ في " مختصره "، وسنده ضعيف، أم علقمة، واسمها مرجانة؛

مجهولة الحال، ومن دون الدراوردي فيه من لم أعرفه.

والجملة الأولى لها طريق آخر عن عائشة في " علل ابن أبي حاتم " (1/425) ،

و" سنن البيهقي " (7/290) ، وضعفه، و" تاريخ الخطيب " (4/137) . لكنها

صحت بلفظ: " أعلنوا.. ". وهو مخرج في " آداب الزفاف " (ص183 - 184 -

المكتبة الإسلامية) .

 

(5/515)

 

 

2495 - " تعاهدوا نعالكم عند أبو اب المساجد ".

موضوع

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/278) ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل "

(1/403) من طريق علي بن عمر الحافظ (هو الدارقطني)

 

(5/515)

 

 

عن يحيى بن هاشم السمسار

: حدثنا مسعر بن كدام عن يزيد الفقير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال: فذكره، وقال: قال علي بن عمر:

" غريب من حديث مسعر عن يزيد الفقير. تفرد به يحيى بن هاشم ".

قلت: وهو كذاب.

والحديث أورده العلامة ابن القيم في رسالة له في الأحاديث الضعيفة الموضوعة من

رواية الدارقطني في " الأفراد "، وقال (ق 112/2) :

" قال يحيى: هو (يعني السمسار) دجال هذه الأمة، قيل له: أتراه وضع هذه

الأحاديث؟ فقال: هو لا يحسن يضع هذه الأحاديث! ولكن وضعت له. وقال أحمد

ابن حنبل: لا يكتب عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال محمد بن

عبد الرحيم: كان يضع الحديث. وقال أبو علي الحافظ: كان يكذب. وقال ابن

عدي: كان ببغداد يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات ".

قلت: وروي مرسلا، فقال عبد الرزاق في " المصنف " (1/388/1515) : عن يحيى

ابن العلاء عن طلحة عن عطاء رفعه.

وهذا - مع إرساله - ضعيف جدا؛ يحيى متروك، وطلحة إن كان ابن عبيد الله

العقيلي؛ فمجهول، وإن كان ابن عبيد الله بن كريز؛ فثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (2/417) بسند صحيح عن الحسن - وهو البصري

- مرفوعا بلفظ:

" تعاهدوا نعالكم؛ فإن رأى أحدكم فيهما أذى فليمطه، وإلا فليصل فيهما ".

 

(5/516)

 

 

ورواه عبد الرزاق (1514) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا نحوه. وفي معناه قوله

صلى الله عليه وسلم:

" إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أوأذى فليمسحه، وليصل

بهما ".

رواه أبو داود وغيره بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري. وهو مخرج في " الإرواء "

(284) .

2496 - " رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى ".

ضعيف

رواه المعافى بن عمران في " الزهد " (243/2) عن مبارك بن فضالة عن الحسن

مرفوعا نحوه. وذكره بهذا اللفظ السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن

المبارك عن الحسن مرسلا. ثم وجدته في " الزهد " (161/1 من الكواكب 575

و30/92 - ط) لابن المبارك: حدثنا المبارك بن فضالة به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله فيه عنعنة ابن فضالة، فإنه كان مدلسا.

 

(5/517)

 

 

2497 - " رحم الله قيسا، رحم الله قيسا، إنه كان على دين إسماعيل بن إبراهيم

خليل الله عز وجل، يا قيس حي يمنا، يا يمن حي قيسا، إن قيسا فرسان الله في

الأرض، والذي نفسي بيده، ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس

، إن لله فرسانا في الأرض موسومين، وفرسانا في الأرض معلمين، ففرسان الله في

الأرض قيس، إنما قيس بيضة تفلقت عنها أهل البيت، إن قيسا ضراء الله في الأرض

، يعني أسد الله ".

 

(5/517)

 

 

ضعيف.

رواه البخاري في " التاريخ " (4/1/98/436) ، والطبراني في " المعجم الكبير "

(18/265/663) ، و" الأوسط " 0 9/9/8011) ، وابن منده في " معرفة الصحابة "

(2/117/1) ، وابن عساكر (8/405/1) من طريقين عن قتيبة بن سعيد: أنا

عبد المؤمن بن عبد الله أبو الحسن: نا عبد الله بن خالد العبسي عن عبد الرحمن

ابن مقرن المزني عن غالب بن أبجر قال: ذكرت قيس عند رسول الله صلى الله

عليه وسلم فقال: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف، عبد المؤمن بن عبد الله؛ قال أبو حاتم:

" مجهول ".

وقال العقيلي:

" حديثه غير محفوظ "، وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " 0 8/417) على

قاعدته في توثيق المجهولين.

واللذان فوقه في " ثقات ابن حبان " (7/18 و5/111) ، لكن (ابن مقرن) هو

(معقل بن مقرن) نسب إلى جده. ولذلك قال الهيثمي في " المجمع " (10/49) :

" رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط "، ورجاله ثقات "!

(تنبيه) : قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (3/1/66) :

" عبد المؤمن بن عبد الله أبو الحسن الكوفي، وهو ابن عبد الله بن خالد العبسي

... ".

فقوله: " وهو ابن عبد الله " وهم منه أومن الناسخ؛ فإن عبد الله هذا إنما

هو شيخه كما ترى في هذا السند عند جميع مخرجيه، وقد ترجم له ابن أبي حاتم

 

(5/518)

 

 

(2/2/44) ، وذكر أنه روى عن جمع منهم (عبد الرحمن بن مقرن) هنا، وكذا في

" ثقات ابن حبان " (7/18) ، وذكرا أنه روى عنه الأعمش والثوري، ولم يذكرا

أبيه المزعوم هذا!

(تنبيه آخر) : أورد الحديث السيوطي في " الجامع الصغير " و" الفتح الكبير "

من رواية الطبراني بلفظ " قسا " مقتصرا على الطرف الأول منه، وهو وهم جرى

عليه المناوي في " شرحه "، وساق حديث: أيكم يعرف القس بن ساعدة ... !

وتبعهما على هذا الوهم من علق على الكتاب، وهم " نخبة من العلماء الأجلاء "

كما جاء في طرة الكتاب! والصواب " قيسا "، كما في المصادر المتقدمة، وكذلك

ساقه الحافظ العراقي في " محجة القرب " (52/1 - 2) من طريق الطبراني، وقال:

" هذا حديث حسن غريب، ورجاله ثقات ".

كذا قال، وفيه ما عرفت من جهالة (عبد المؤمن) ، ولكنه اعتد بتوثيق ابن

حبان إياه، وتبعه تلميذه الهيثمي فوثقه كما تقدم! !

2498 - " الأبدال أربعون رجلا، وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله رجلا مكانه،

وإذا ماتت امرأة، أبدل الله مكانها امرأة ".

ضعيف

رواه الخلال في " كرامات الأولياء " (ق 1/2) ، والديلمي في " مسنده " (

1/2/364) عن إبراهيم بن الوليد بن أيوب: حدثني أبو عمر الغداني: حدثنا أبو

سلمة الخراساني عن عطاء عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون عطاء لم أعرف أحدا منهم.

 

(5/519)

 

 

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/152) من طريق الخلال هذه،

وقال:

" فيه مجاهيل ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلىء " 0 3/332) بأن له طرقا أخرى عن أنس.

قلت: لكن لا يصح منها شيء، وألفاظها مختلفة جدا كما يتبين للقارىء بالاطلاع

عليها في رسالة السيوطي المطبوعة في " الحاوي للفتاوي " (2/455 - 472) ، بحيث

لا يمكن القول بأن متنا معينا منها بعينه حسن لغيره. غاية ما في الأمر، أن

هذه الروايات وغيرها مما روي تلتقي كلها على الاعتراف بوجود الأبدال، ويشهد

لذلك استعمال أئمة الحديث كالشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم لهذا اللفظ،

فنجدهم كثيرا ما يقولون: فلان من الأبدال. ونحوذلك.

وأما عددهم ومكانهم، فالروايات مضطربة جدا، لا يمكن الاعتماد على شيء منها

؛ ولذلك قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (11/441) في حديث الأبدال:

" الأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ". والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للمصدرين المذكورين أعلاه، وكذا في "

الحاوي " (2/203) ، وسكت عليه!

ومن طرق الحديث ما رواه ابن عدي (5/220 - 221) ، والديلمي أيضا (2/1/23)

من طريق العلاء بن زيدك عن أنس مرفوعا بلفظ:

" البدلاء أربعون، اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات

واحد منهم، بدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر، قبضوا كلهم ".

 

(5/520)

 

 

قلت: وهذا موضوع، آفته العلاء هذا: قال الذهبي:

" تالف، قال ابن المديني: كان يضع الحديث ".

(فائدة) : قال ابن تيمية في تفسير (الأبدال) :

" فسروه بمعان: منها: أنهم أبدال الأنبياء. ومنها أنه كلما مات منهم رجل

أبدل الله مكانه رجلا. ومنها: أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم

وعقائدهم بحسنات. وهذه الصفات لا تختص بأربعين، ولا بأقل، ولا بأكثر،

ولا تحصر بأهل بقية من الأرض ".

ويشر في كلامه الأخير إلى حديث:

" الأبدال في أهل الشام.. ".

وقد مضى برقم (940) من حديث عوف بن مالك، وسيأتي بأتم منه برقم (2993)

من حديث علي.

2499 - " ريح الولد من ريح الجنة ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الصغير " ص (169) ، و" الأوسط " (6/401/5856 - ط) ،

وابن حبان في " الضعفاء " (3/25 - 26) من طريقين عن أحمد بن يونس: حدثنا

مندل بن علي العنزي عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن عبيد الله

ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس به مرفوعا. وقال الطبراني:

" تفرد به مندل بن علي ".

قلت: وهو ضعيف؛ كما في " التقريب ".

 

(5/521)

 

 

وبقية رجال الإسناد ثقات رجال " الصحيحين ".

وقال الهيثمي (8/156) :

" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط " عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد،

وهو ضعيف ".

وقال شيخه العراقي (2/194) :

" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط " وابن حبان في " الضعفاء "، وفيه

مندل بن علي، وهو ضعيف ".

قلت: فهو علة الحديث، وأما إعلال الهيثمي بشيخ الطبراني فمردود لوجهين:

أحدهما: أنه ظنه (محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار المصري

) الذي في " الميزان "، وفيه أن أبا سعيد بن يونس قال فيه: " لم يكن بثقة "

، وليس به، بل هو (محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الضرير الكوفي) ، وفي

ترجمته أورد الطبراني حديثه هذا، ونسبه في " الأوسط ": (الأموي) ، وكذا

في " سؤالات الحاكم للدارقطني " (149/175) ، وقال:

" ثقة ".

والآخر: أنه قد توبع كما أشرت في التخريج بقولي: " من طريقين عن أحمد بن

يونس ". على أن أحمد هذا قد تابعه (علي بن عبد الحميد أبو الحسن) : حدثنا

مندل بن علي ...

أخرجه البيهقي في " الشعب " (7/479) . وعلي بن عبد الحميد هذا ثقة.

 

(5/522)

 

 

وللحديث طريقان آخران عن ابن عباس، وشاهد من حديث عائشة رضي الله عنهما.

أما الطريق الأول، فأخرجه أبو الشيخ في " التاريخ " (ص 177) عن عيسى بن

إبراهيم قال: حدثنا سليمان بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. سليمان هذا، هو القافلاني؛ قال الذهبي:

" متروك الحديث، بصري مقل ".

وعيسى بن إبراهيم، الظاهر أنه ابن طهمان الهاشمي، وهو متروك أيضا.

وأما الطريق الآخر، فأخرجه عبد العزيز الكناني في " حديثه " (ق 237/1) ،

وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (ق 212/2) عن خارجة بن مصعب عن

عبد المجيد بن سهل عن محمد بن عباد بن حفص عنه.

قلت: وهذا كالذي قبله في الضعف. خارجة بن مصعب، قال الحافظ:

" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".

ومحمد بن عباد بن حفص لم أعرفه.

وأما الشاهد، فأخرجه ابن عدي (294/2 و6/160 - ط) عن محمد بن عبد الملك

الأنصاري: حدثنا عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا به وقال:

" وهذا غير محفوظ، ومحمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه

، وهو ضعيف جدا ".

قلت: وبالجملة فالحديث ضعيف، لشدة ضعف طرقه وشاهده.

 

(5/523)

 

 

2500 - " إذا توضأت، فسال من قرنك إلى قدمك، فلا وضوء عليك. بعني الباصور ".

منكر

رواه أبو عبيد في " الطهور " (ق 2/1) ، والعقيلي في " الضعفاء " (241) ،

وابن عدي في " الكامل " (5/307) ، والطبراني في " الكبير " (11/109/11202) عن بقية عن عبد الملك بن مهران عن عمروبن دينار عن ابن عباس، قال:

أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بي الباصور؛ إذا توضأت

سال مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال العقيلي:

" عبد الملك بن مهران صاحب مناكير، غلب على حديثه الوهم، لا يقيم شيئا من

الحديث ".

وساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ثم قال:

" كلها ليس لها أصل، ولا يعرف منها شيء من وجه يصح ".

وقال ابن عدي:

" منكر، لا أعلم رواه عن عمروبن دينار، غير عبد الملك بن مهران، وهو مجهول ".

قلت: وبقية مدلس وقد عنعنه.

وقال أبو عبيد:

" هذا حديث مرفوع، وهو عن شيخ مجهول، فلا أدري أمحفوظ هو أم لا؟ ".

__________

انتهى بفضل الله وكرمه المجلد الخامس من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة "

ويليه إن شاء الله تعالى المجلد السادس، وأوله الحديث:

2501 - " إذا توضأت وأنا جنب. . . "

" وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

 

(5/524)

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، وعلى آله وأصحابه الغُز الميامين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم للدين، " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ".

أما بعد، فهذا هو المجلد السادس من "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة"، وسيليها قريباً إن شاء الله المجلد السابع، وكنا قد استلمنا أصولهما من الوالد الكريم منذ ثلاث سنوات تقريبا، وهيأنا له تجربة من كل منهما ليطلع عليهما ويراجعهما ويبدي ملاحظاته الأخيرة، كدأبه في كل مؤلفاته التي تأخذ طريقها نحو للطبع، وكان الوالد أثناءها منكبا بهمة وجلَد عجيبين على المراجعة الأخيرة لـ " صحيح الترغيب وللترهيب " و " ضعيفه "- حتى أًتمهما والحمد لله- ثم فاجأه المرض، ونال منه ما نال، واستمر به بين شدّة واستقرار، وكان- شفاه الله وقواه، ومتعنا به ومتعه بقواه- يستغل كل وقت يجد في نفسه شيئاً من قوة لينصرف إلى متابعة عمله في التحقيق والتأليف، وكنت آنست منه فترة طيبة من نشاط وهمة، فعرضت عليه أن يطلع على المئة الأولى من هذا المجلد قدر استطاعته، ولو كان يسيراً، فقام- والحمد لله- بمراجعتها كما يفعل دائماً ودائماً في مَدد لا ينتهي مهما قدمنا له من تجارب متتابعة، ومدّه الله بتوفيقه، وبارك له في وقته، فأضاف عليها إضافات هامة، وهكذا ... كلما أنهى مئة أعطيته التالية حتى أتم هذا المجلد، ثم بدأ بالمجلد للسابع حتى وقف عند بداية المئة للرابعة، ولا زلت أنتظر فرصة ليُتمَه كاملا- إن شاء الله- وقد رافق ذلك الجهد فترات من ضعف وقوة، كنا بين مشفقين عليه داعين له بالشفاء والعافية، وبين مغتبطين لعمله وممارسته له؛ لعلمنا بشغفه به وإخلاصه له.

ئم زاده المرض وهناً- جعله الله طهوراً- فانقطع فترة، رغم أنه ما فَتِىء يحاول الاستفادة من أي سانحة يجد فيها بعض النشاط- حتى لو كانت خمس دقائق، لا بل حتى لو كانت جملة أو كلمة كان قد وقف عندها، فيجلس ليتمها- متحاملاً على ضعفه وأوجاعه ...

 

(6/3)

 

 

وحتى لا أمضي في للسرد بعيدا، أعود لأقول:

إن معظم أحاديث هذا المجلد وغيره مما سيليه قد مضى على تخريجه وكتابته سنوات طويلة ربما جاوزت أربعين سنة! ومع أن الوالد الكريم كان دوماً في مراجعة مستمرة للأحاديث للتي صنفها بقسميها "الصحيح " و " الضعيف "، وتقليب دائم للأوراق والكتب في بحثه وتحقيقه وإضافة تعليقاته في كل ما يستجد عنده من توابع هذا العلم الشريف، إلا أنه وكما هو معلوم عند جميع طلاب للعلم، وكما نسمع من الوالد دائماً:

(العلم لا يقبل الجمود) ، ومثله ما سمعت منه مرات عدة في جلساتي معه، حين يصل إلى فك رموز مسألة، أو حل معضلة ... يقول وعيناه أدمعهما الأسى وللسرور معاً:

(الله أكبر.. كيف يقول البعض: إن علم الحديث قد نضج واحترق؟!!!) .

لذا، ما انفكَّ الوالد يزيد في هذا العلم ويستزيد، متتبعا في عالم المطبوعات في هذا المجال كل جديد، إذ إنه- وكما يذكر غالبا في مقدمات مؤلفاته الجديدة أن كثيرا من الأصول والمصنفات التي كانت من أهم مراجعه لسنوات طويلة ماضية، والتي كانت مخطوطة أو محالاً عليها من بعض المصنفين القدامى، ومن جاء بعدهم، والذين كثيرا ما كان يعتمد عليهم في حكمه على الأحاديث؛ أن كثيرا منها قد طبع الآن، وظهر إلى حيز الوجود ما كان عسير المنال، لذا دأب الوالد على إعادة للنظر دوما في كل ما حققه من قبل، سواء ما كان منه عَرَضاً أثناء البحث، أم قصدا وتوجهاً، فاتسعت مساحة التحقيق، وازدادت دقة، وكان من ذلك خير عميم، وفضل كبير، والحمد لله.

ويحسن هنا الإشارة إلى أن القارئ الكريم سيجد في هذا المجلد- كسابقيه- الكثير من الأبحاث والتحقيقات الحديثية والفقهية، وفي تضاعيف بعضها ردودا علمية، والكثير من الفوائد.

فمن الأبحاث الحديثية ما جاء تحت الأحاديث (2521 و 2535 و 2838 و 2544 و 2644 و 2645 و 2670 و 2688 و 2742 و 2750 و 2819 و 2827 و 2864 و 2910. . . .) ، وخاصة منها ما يعتبر مثالاً جيداً على أن قاعدة تقوية الحديث بكثرة طرقه ليست على إطلاقها، بل لها قيود يمكن للباحث تلمُّسها، فانظر

 

(6/4)

 

 

مثلا الأحاديث (2521- افعلا للمعروف ... ) ، و (2855- اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) ، و (2870- أقيلوا السخي زلته ... ) ، و (2885- أكرموا الخبز ... ) ، و (2955 - أنا مدينة للعلم وعلى بابها) ، وهذا الأخير في متنه ما يدل على وضعه؛ فضلاً عن أن طرقه- كلها- بعضها أشد ضعفاً من بعض!

وكذلك يجد القارئ الكثير من التحقيقات الموسعة حول تراجم بعض الرجال، فانظر مثلاً ما جاء تحت الأحاديث (2511 و 2514 و 2614 و 2644 و 2645 و 2670 و 2678 و 2701 و 2742 و 2827 و 2901 و ... ) .

ومن الأبحاث الفقهية ما جاء تحت الحديث (2538) من بيان أن ستر الرأس من الزينة عند المسلمين، و (2539) بيان أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه في صلاة الكسوف....، وغيرها من الفوائد المختلفة المبثوثة في تضاعيف الكتاب كما جاء تحت الأحاديث (2501 و 2576 و 2590 و 2667 و 2873 و 2925 و 2972 ... ) .

ومن الردود العلمية مد يراه القارئ تحت الأحاديث (2538 و 2556 و 2620 و 2631 و 2678 و 2688 و 2783 و 2901 و 2910 و 2955 ... ) ، وتتناول الرد على الكوثري والغماري وغيرهما.

وفي هذا المجلد الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي أودعها السيوطي في "جامعه " وهي خلاف شرطه، كالأحاديث (2502 و 2547 و 2550 و 2566 و 2678 ... ) ، وأحاديث أخرى تحتها بيان تساهل المناوي في تقويته للأحاديث مثال: (2526 و 2631 و 2742 و 2819 و 2891 ... ) ، وغيرها كثير.

وهناك العديد من الأحاديث صححها الحاكم ووافقه للذهبي! كالأحاديث (2510 و 2556 و 2576 و 2662) ، وفي كثير غيرها خالفه فأصاب.

ويحسن- أيضاً- التنبيه هنا إلى قاعدة عدم الاعتماد على توثيق ابن حبان، ومَنْ على رأيه ممن سبق ولحق، وأن توضيح قاعدته ومناقشتها تفصيلياً سيكون بعون الله في كتاب الوالد المفيد " تيسير انتفاع الخلان " ومقدمته، وفي هذا المجلد جملة كبيرة من الأحاديث جاء تحتها بيان ذلك منها: (2511 و 2701 و 2911 ... ) .

 

(6/5)

 

 

وأخيراً، فهناك مجموعة من الأحاديث الضعيفة وفي الصحيح ما يغني عنها، انظر مثلاً الأحاديث (2509 و 2525 و 2633 و 2648 و 2661 و 2733 و 2800 ... ) ، وأحاديث أخرى يرددها الناس على أنها أحِاديث صحيحة وهي ليست كذلك، كالأحاديث (2742- ارجعن مأزورات غير مأجورات) ، و (2750- أزهد الناس في العالِم أهله وجيرأنه) ، و (2855- اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) ... وغيرها كثير مما

تجده في ثنايا الكتاب، وراجع لها الفهارس تُقَرِّب لك كثيرا منها.

وختاماً؛ لا بد في هذا المقام أن ندعو الله عز وجل أن يجزي خيرا كل من ساهم في إخراج هذا العمل للعلمي في كل مراحله، بما فيها إتمام جميع فهارسه العلمية بالصورة التي انتهجها الوالد للكريم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

أسأل الله للعظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويعافيه، ويمد في عمره في قوة، ويبارك في عمله، إنه سميع مجيب.

و" سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

عمان - غرة جمادى الآخرة 1420 هـ

أم عبد الله

* كنت قد كتبت هذا في تاريخه، ثم كان أمر الله قدراً مقدورا، فتوفى الله والدنا الحبيب وأستاذنا الجليل عصرَ الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم أجُرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيراً منها.

واغفر له اللهم وارحمه، أنت أرحم الراحمين ... آمين!

 

(6/6)

 

 

2501 - (إذا توضأت وأنا جنب أكلت وشربت، ولا أصلي ولا أقرأ حتى أغتسل) .

ضعيف

رواه أبو عبيد في " فضائل القرآن " (ق 45/2) ، والدارقطني (ص 44) ، والبيهقي (1/89) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبد الله بن مالك الغافقي: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر بن الخطاب؛ فذكره. وقال البيهقي:

" ورواه الواقدي عن عبد الله بن سليمان هكذا ".

قلت: وهذا سند ضعيف عبد الله بن سليمان الظاهر أنه أبو حمزة المصري الطويل؛ لم يوثقه غير ابن حبان (2/156) ، وقال البزار: " حدث بأحاديث لم يتابع عليها ".

وثعلبة بن أبي الكنود؛ وثقه ابن حبان أيضا (1/8) ، وترجمه ابن أبي حاتم (1/1/463) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

تلك هي علة الحديث، وأما شمس الحق الأبادي فأعله بقوله:

" قلت: ابن لهيعة ضعيف، والواقدي متروك ".

فلم يصنع شيئا؛ لأن ابن لهيعة وإن كان سيىء الحفظ، فهو صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة، وهو كذلك هنا فمن الرواة عنه عبد الله بن وهب عند البيهقي، فزالت التهمة عنه، والواقدي لم يتفرد به كما سبق.

وروى أبو عبيد عن عمر: أنه كره للجنب أن يقرأ شيئا من القرآن. وسنده صحيح.

ومن طرق عن عامر بن السمط عن أبي الغريف قال:

 

(6/7)

 

 

" سئل علي عن الجنب: أيقرأ القرآن؟ فقال: لا، ولا حرفا ".

وهذا سند فيه ضعف من أجل (أبي الغريف) . انظر: " ضعيف أبي داود " (32) - وفي أثر عمر كفاية، فنرى أنه يكره للجنب أن يقرأ القرآن. يؤيده كراهة النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد السلام وهو على غير وضوء، وهذا ظاهر لا يخفى. أما تحريم القراءة فلا دليل عليه.

2502 - (إذا جاءكم الأكفاء فأنكحوهن، ولا تربصوا بهن الحدثان) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/106) من طريق الحاكم عن معلى بن هلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته المعلى هذا، قال الذهبي:

" رماه السفيانان بالكذب، وقال ابن المبارك وابن المديني: كان يضع الحديث، وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب والوضع ... ".

قلت: ومع ذلك فقد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " بهذا الحديث!.

 

(6/8)

 

 

2503 - (لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن) .

ضعيف

رواه أبو بكر المقرىء في " الفوائد " (1/107/2) ، والحازمي في " الفيصل " (87/2) عن سعيد بن المغيرة قال: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله قال: حدثنا عفيف عن سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الغفار هذا لم أجد له ترجمة، وقد ذكره المزي في ترجمة كل من عفيف؛ وهو ابن سالم الموصلي، وسعيد بن المغيرة؛ وهو

 

(6/8)

 

 

عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير التمار الموصلي.

وسعيد بن المغيرة أورده المزي (1/254/1) تمييزا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الحافظ في " التقريب ":

" مجهول ".

وروي الحديث عن ابن عمر، وسيأتي تخريجه برقم (4789) .

2504 - (إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض)

ضعيف

رواه عباس الترقفي في " حديثه " (41/1) - وعنه البيهقي في " السنن " (8/162) و " شعب الإيمان " (6/18/7375) -: حدثنا سعيد بن عبد الله الدمشقي: حدثنا الربيع بن صبيح عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الربيع بن صبيح ضعيف؛ كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

وسعيد بن عبد الله الدمشقي؛ لم اجد به ترجمة، ويراجع له " تاريخ ابن عساكر ".

ثم رجعت إليه؛ فوجدته (21/170 - 172) قد ذكر له أحاديث ليس هذا منها، وروى عن أبي حاتم أنه (مجهول) ، ويقال فيه: (سعيد بن دينار) نسبة إلى جده.

ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي في " مسنده " (1/1/149) ، وعزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب "، وأعله المناوي بالربيع بن صبيح؛ ونقل عن الذهبي: أنه ضعيف؛ ثم قال:

 

(6/9)

 

 

" ولذلك أطلق عليه السخاوي الضعف ".

2505 - (إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا، فلا تحضروا مكانه؛ لعله أن يقتل مظلوما فتنزل السخطة فيصيبكم معه) .

ضعيف

رواه ابن سعد (7/501) معلقا، ووصله أحمد (4/167) والطبراني في " المعجم الكبير " (4/219/4181) وابن منده في " معرفة الصحابة " (قطعة منه، ق2/1 في المكتبة الظاهرية 4442 - عام) من طريقين عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن خرشة بن الحارث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف، من أجل ابن لهيعة، فإنه ضعيف في غير رواية العبادلة عنه وهذه منها.

 

(6/10)

 

 

2506 - (إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض فإن الله يريد أن يصافيه) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/57) عن أبي إسحاق إبراهيم بن الحسن بن داود العطار: حدثنا محمد بن خلف بن عبد السلام: حدثنا موسى بن إبراهيم: أخبرنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصره "، وهو موضوع، آفته موسى بن إبراهيم المروزي؛ قال الذهبي:

" كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك فمن بلاياه ... ". ثم ذكر له حديث: " من أراد أن يؤتيه الله حفظ العلم فليكتب هذا الدعاء.. اللهم إني

 

(6/10)

 

 

أسألك ... وأسألك بحق محمد وإبراهيم وموسى. الحديث بطوله ". وهذا كذب ظاهر!

2507 - (إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/89/1 من الجمع بين المعجمين) ، وابن النجار (10/152/1) عن حبان بن علي عن طلحة بن عمرو متروكان، وقول ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (264//) إنهما ضعيفان؛ فيه تساهل مخل.

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن ابن عباس؛ وقال: تفرد به الوليد بن الفضل العنزي.

وتعقبه السيوطي بأن لحديث ابن عباس طريقا ليس فيه الوليد، أخرجه الديلمي. وأقول: وهذا تعقب لا طائل تحته، لأنه من رواية طلحة بن عمرو، عن ابن عباس. وطلحة متروك؛ كما في " التقريب ".

وأما الوليد بن الفضل العنزي فهو ممن يروي الموضوعات كما قال ابن حبان والحاكم وغيرهما.

 

(6/11)

 

 

2508 - (من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (14/1 - من ترتيبه) عن محمد بن أبي داود الأنباري: حدثنا هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن

 

(6/11)

 

 

أنس عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال:

" لم يروه عن أبي جعفر إلا هاشم؛ تفرد به محمد ".

قلت: لم أجد له ترجمة، ومن المحتمل أن يكون في " الثقات " لابن حبان.

وهاشم بن القاسم؛ الظاهر أنه أبو النضر البغدادي، ثقة حافظ من رجال الشيخين.

ثم وجدناه في " الثقات " لابن حبان؛ بل وترجمه في " التهذيب " واسم أبيه سليمان. وهو صدوق. وإنما علة الحديث أبو جعفر الرازي؛ فإنه سيىء الحفظ.

وأما قول الهيثمي (1/295) :

" ورجاله موثقون إلا محمد بن أبي داود فإني لم أجد من ترجمه، وقد ذكر ابن حبان في " الثقات ": محمد بن أبي داود البغدادي؛ فلا أدري هو هذا أم لا؟ ".

قلت: يظهر لي لأنه هذا؛ لأن شيخه بغدادي أيضا كما رأيت، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/292) ووثقه. وهو من شيوخ أبي داود، ومترجم في " التهذيب " وغيره.

وقوله: " موثقون "؛ فيه إشارة إلى تليين توثيق بعضهم، وليس هو إلا الرازي.

2509 - (من أحب فطرتي فليستن بسنتي، ومن سنتي النكاح) .

ضعيف

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6/169/10378) وابن بطة في " الإبانة " (2/117/1) ؛ والبيهقي في " السنن " (7/78) عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج مدلس وقد عنعنه.

 

(6/12)

 

 

وعبيد بن سعد؛ لم أعرفه، ويحتمل أنه عبيد بن سعيد الذي روى عن مجاهد، وعنه معتمر بن سليمان، قال ابن أبي حاتم (2/2/408) عن أبيه:

" لا أعرفه ".

ثم قال البيهقي:

" وروي ذلك عن أبي حرة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ".

قلت: أخرجه ابن عدي في " الكامل " (7/2549) .

قلت: الحسن - وهو البصري - مدلس، ومثله أبو حرة؛ واسمه واصل بن عبد الرحمن، قال الحافظ:

" صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن ".

ثم رأيت الحديث في " مجمع الزوائد " من الطريق الأولى؛ وقال (4/252) :

" رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد صحابيا، وإلا فهو مرسل ".

ثم رأيته عند أبي يعلى (5/2748) : حدثنا أبو خيثمة: أخبرنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الحافظ في ترجمته من " الإصالة ":

" وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " مثل ما ترجم له البخاري سواء، ويغلب على الظن أنه تابعي، لأنه لم يصرح بسماعه ".

 

(6/13)

 

 

قلت: والحديث محفوظ بلفظ:

".... فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس، وأخرجه البيهقي أيضا في " السنن "، وفي " الشعب " (2/123/2) وقال:

" وروينا من وجه آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب فطرتي ... ".

(تنبيه) : عزاه الحافظ السيوطي في " الجامع " للبيهقي عن أبي هريرة، وكان الأولى به أن يعزوه إليه عن عبيد بن سعد وحده؛ لأنه قد ساق إسناده إليه بخلاف حديث أبي هريرة فقد علقه عنه كما عرفت.

2510 - (شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار) .

ضعيف

رواه أبو يعلى في " مسنده " (3/1361 - مصورة المكتب) ، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (ص 109 - من زوائده) ، والعقيلي في " الضعفاء " (395) ، والخطيب في " التاريخ " (2/403) ، وابن عساكر (16/136/1) عن محمد بن الفرات: حدثنا محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا. وقال العقيلي:

" محمد بن الفرات؛ قال يحيى: ليس بشىء، وقال البخاري: منكر الحديث، رماه أحمد] بالكذب [". وقال أبو داود:

" روى عن محارب أحاديث موضوعة منها عن ابن عمر في شاهد الزور ".

وذكره البخاري في " التاريخ الصغير " (ص 195) وساق له هذا الحديث وعقبه بقوله السابق: " منكر الحديث ".

ومن طريقه أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4/98) وقال:

 

(6/14)

 

 

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! وهذا من عجائبه؛ فإنه في " الميزان " ساقه فيما أنكر على ابن الفرات فأصاب، ثم كأنه نسي هذا فوافق الحاكم على تصحيحه! وكم له من مثل هذا الوهم رحمه الله.

ومن هذا الوجه رواه ابن عدي (290/2) - وعنه البيهقي في " السنن " (10/122) - وقال:

" لا أعلم يرويه غير محمد بن الفرات، والضعف بين على ما يرويه ".

وضعفه البيهقي أيضا.

قلت: قد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (7/264) عن محمد بن خليد: حدثنا خلف بن خليفة: حدثنا مسعر عن محارب به؛ وقال:

" تفرد به محمد بن خليد عن خلف ".

قلت: وهما ضعيفان.

وله طريق أخرى؛ أخرجها الخطيب (11/63) ، وابن عساكر (9/400/1) عن الحسن بن زياد اللؤلؤي: أخبرنا أبو حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا.

والحسن هذا كذاب؛ كما قال ابن معين ويعقوب بن سفيان والعقيلي وغيرهم.

وأبو حنيفة؛ ليس هناك في الحديث.

ثم رواه ابن عساكر (15/336/2) في ترجمة محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الخراساني من حديث ابن عمر أيضا، لكن سقط من النسخة سنده من السعدي إلى ابن عمر.

 

(6/15)

 

 

والحديث أشار الحافظ ابن عبد البر إلى تضعيفه في " التمهيد " (5/73) .

2511 - (شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم) .

ضعيف

رواه العقيلي في " الضعفاء " (3/356) عن برد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر الهلالي عن عكاف بن وداعة الهلالي: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عكاف! ألك امرأة؟ قال: لا، قال: فجارية؟ قال: لا، قال: وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم، قال فأنت إذا من إخوان الشياطين، إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم، وإن كنت منا فإن من سنتنا النكاح، يا ابن وداعة ... " فذكر الحديث بطوله. وسأذكره بتمامه قريبا إن شاء الله تعالى، وأعله العقيلي بقوله:

" عطية لا يتابع عليه ".

وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6/171/10387) ، وعنه أحمد (5/163) ، وعنه ابن الجوزي في " الواهية " (2/118) من طريق محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبي ذر قال:

دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمي؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

" يا عكاف! هل لك من زوجة؟ قال: لا. قال: ولا جارية؟ قال: ولا جارية. قال: وأنت موسر بخير؟ قال: وأنا موسر بخير. قال:

" أنت إذن من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم، إن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشياطين تتمرسون؟! ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء؛ إلا المتزوجون، أولئك

 

(6/16)

 

 

المطهرون المبرؤون من الخنا.

ويحك يا عكاف! إنهن صواحب أيوب ويوسف وكرسف ".

فقال له بشر بن عطية (1) : ومن كرسف يا رسول الله؟ فقال:

" رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام، يصوم النهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم بسبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة الله عز وجل، ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه. ويحك يا عكاف! تزوج وإلا فأنت من المذبذبين ".

قال: زوجني يا رسول الله! قال:

" قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري ".

قلت: وهذا متن منكر جدا، وإسناد ضعيف، محمد بن راشد - وهو المكحولي - قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق يهم ".

وشيخه الذي لم يسم لعله الذي في الرواية الأولى عطية بن بسر الهلالي، قال البخاري - في رواية العقيلي عنه -:

" لم يقم حديثه ".

ومن عجائب ابن حبان أنه أورده في كتابه " الثقات " (5/261) ؛ ومع ذلك قال فيه:

__________

(1) هو المازني، أنظر ما يأتي بعد صفحة.

 

(6/17)

 

 

" روى عنه مكحول في (التزويج) ، متن منكر، وإسناد مقلوب "!

قلت: فلا أدري كيف يكون ثقة من روى مثل هذا الحديث المنكر، ولم يذكر له هو ولا غيره من الأحاديث حتى يمكن أن يقال فيه - مثلا -: إنها مستقيمة، ومن أجلها وثقه، ولم يضره تفرده بهذا الحديث المنكر؛ كان يمكن أن يقال هذا، ولكن أين له مثل هذه الأحاديث؟!

والحق أن هذا مثال من عشرات الأمثلة إن لم أقل: مئاتها التي تدل على تساهل ابن حبان في التوثيق، والنية متوجهة لتفصيل القول في ذلك في مقدمة كتابي الجديد الذي أنا في صدد تحضيره بعنوان " تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله لي إتمامه ثم نشره بمنه وكرمه.

ثم إن الحديث قد روي من طريق أخرى عن عطية بن بسر المازني قال:

" جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عكاف! ألك زوجة؟ .... " الحديث بتمامه.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4/1626) ، وبحشل في " تاريخ واسط " (ص 201) والطبراني في " المعجم الكبير " (18/85 - 86) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/134/1) من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني.... وقال البيهقي عقبه:

" لفظ حديث ابن عبدان؛ غير أنه قال: (عطية بن قيس) ، وإنما هو عطية بن بسر أخو عبد الله بن بسر ".

قلت: يشير إلى أنه - كأخيه - صحابي، وهو ما صرح به جمع، منهم ابن

 

(6/18)

 

 

حبان نفسه، فقد قال في " الثقات " (3/307) :

" عطية بن بسر المازني، له صحبة ".

لكن ذلك مما لا يعطي الحديث قوة، لأن السند إليه لا يصح؛ فيه علل:

الأولى: عنعنة مكحول، فإنه معدود في المدلسين.

الثانية: معاوية بن يحيى - وهو الصدفي - وهو ضعيف كما في " التقريب "، وقال الذهبي في " الكاشف ":

" ضعفوه ".

الثالثة: بقية بن الوليد؛ فإنه مدلس أيضا، وقد تابعه الوليد بن مسلم عنه.

أخرجه العقيلي، ومن طريقه ابن الجوزي في " الواهية " (2/118 - 120) .

لكن الوليد مدلس أيضا تدليس التسوية، واقتصر ابن الجوزي على إعلال هذا الطريق بمعاوية بن يحيى؛ وقال:

" قال ابن معين: ليس بشيء ".

ونقل قول العقيلي المتقدم؛ ثم قال:

" قالوا: لا يصح من هذا شيء ".

ونحوه قال الحافظ في ترجمة عكاف من " الإصابة ":

" والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب ".

(تنبيه) : ذكر الحافظ: أن عبد الرزاق رواه عن محمد بن راشد عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر قال جاء عكاف بن بشر التميمي. وقال عقبه:

 

(6/19)

 

 

" قلت: وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. والله أعلم ".

وأقول: هذا وهم؛ فإن غضيفا لم يسم في رواية عبد الرزاق. ولا في رواية أحمد عنه، ولا في رواية ابن الجوزي من طريقه؛ كما سبق في تخريجي إياه، ولذلك قال الهيثمي (4/250) :

" رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات ".

كذا قال! وقد عرفت أن فيه محمد بن راشد؛ وقول الحافظ ابن حجر فيه.

وعزا رواية عطية بن بشر لأبي يعلى والطبراني؛ وقال:

" وفيه معاوية بن يحيى الصدفي؛ وهو ضعيف ".

هذا وقد رويت الجملة الأولى من حديث الترجمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولكن إسناده ساقط بمرة، فرواه أبو يعلى في " مسنده " (ق 115/1) ، والطبراني في " الأوسط " (1/162/1) ، وابن عدي (119/2) ، والواحدي في " الوسيط " (3/114/2) عن خالد بن إسماعيل المخزومي عن عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد إلا لقيت الله بزوجة؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره؛ وقال:

" لم يروه عن عبيد الله إلا خالد ".

قلت: وهو كذاب. قال ابن عدي:

" كان يضع الحديث على الثقات ".

وساق له الذهبي من أباطيله حديثين هذا أحدهما.

 

(6/20)

 

 

والحديث قال الهيثمي (4/251) :

" رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي؛ وهو متروك ".

قلت: وزاد عليه كذاب آخر بإسناد ركبه عليه، وهو يوسف بن السفر، عن الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به، وزاد:

" ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل ".

أخرجه ابن عدي (7/163) في جملة أحاديث لابن السفر، وقال: " وهي موضوعة كلها ". وأقره ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/258) ، ثم السيوطي في " اللآلي ". ومع ذلك أورده في " الجامع الصغير " خلافا لشرطه فيه!

2512 - (اغتنموا الدعاء عند الرقة؛ فإنها رحمة) .

ضعيف

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (284/1) : حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة: حدثنا الحسن بن سعيد البزار: حدثنا شبابة عن أبي غسان المدني محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم قال:

قرأ أبي بن كعب عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، والحسن بن سعيد البزار والراوي عنه؛ لم أعرفهما، ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي في " مسنده " (1/1/41) ؛ وقال الحافظ في " مختصره ":

" قلت: فيه انقطاع، وا ".

كذا الأصل بياض.

 

(6/21)

 

 

ورواه القضاعي في " مسند الشهاب " (ق 58/1) عن يعقوب الروزمي قال: أخبرنا شبابة به.

قلت: والروزمي هذا لم أعرفه.

ثم طبع " مسند الشهاب "، فإذا الحديث فيه (1/402/696) ، من طريق محمد بن حامد بن السري: حدثنا يعقوب الدورقي.

والدورقي هذا ثقة حافظ، لكن ابن السري هذا لم أعرفه. والله أعلم.

2513 - (اغتنموا دعوة المؤمن المبتلى) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/41) عن أبي الشيخ تعليقا عن الحسين بن الفرج: حدثنا معتمر بن سليمان: سمعت الفرات بن سلمان يحدث عن أبي الدرداء مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فإن الفرات بن سلمان لم يدرك أبا الدرداء.

والحسين بن الفرج؛ قال ابن معين:

" كذاب يسرق الحديث ".

وقال أبو زرعة:

" ذهب حديثه ".

 

(6/22)

 

 

2514 - (أفضل أمتي الذين يعملون بالرخص) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/125) من طريق ابن لال معلقا: حدثنا حامد بن عبد الله الحلواني: حدثنا أحمد بن القاسم الطائي: حدثنا

 

(6/22)

 

 

عبد الملك بن عبد ربه: حدثنا عطاء عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الملك بن عبد ربه؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" حديثه منكر ".

ونحوه في " الميزان "؛ وزاد:

" وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع ".

وتعقبه الحافظ في " اللسان " بقوله:

" ذكره ابن حبان في " الثقات "، والظاهر أنه غير الذي روى عن الوليد بن مسلم، فإن ابن حبان قال فيه: يروي عن شريك، وعنه السراج، وقد مضى كلام الإسماعيلي في عبد الملك بن زيد ".

قلت: قال الحافظ فيه:

" عبد الملك بن زيد الطائي، لا أعرفه؛ لكن ذكر ابن عبد البر في " التمهيد " في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم؛ أن عبد الملك بن زيد هذا روى عن عطاء بن يزيد مولى سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه حديث: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ". قال عطاء: ورأيت عمر يحفي شاربه. قال ابن عبد البر: هذا حديث كذب موضوع، وضعه عبد الملك هذا. والله أعلم. وقال الإسماعيلي في " مسند عمر بن الخطاب ": أخبرني أحمد ين محمد ين الجعد: حدثنا عبد الملك بن عبد ربه: حدثنا عطاء بن يزيد: حدثني

 

(6/23)

 

 

سعيد - هو ابن المسيب - عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين قبري وأسطوانة التوبة روضة من رياض الجنة ". وأخرج أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من طريق عبد الملك بن عبد ربه الطائي ... ".

قلت: فذكر هذا الحديث، لكن وقع في إسناده سقط وتحريف.

ويتلخص منه؛ أن عبد الملك هذا يقال فيه: ابن عبد ربه، وابن زيد الطائي، وأنه متهم بالوضع. والله أعلم.

2515 - (أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن) .

ضعيف

رواه القضاعي (104/2) عن إسحاق بن عبد الواحد قال: أخبرنا المعافى بن عمران عن عباد عن محمد بن جحادة عن النعمان بن بشير مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عباد هو ابن كثير، فإن كان الثقفي؛ فهو متروك، وإن كان الرملي؛ فضعيف.

وإسحاق بن عبد الواحد واه، كما قال الذهبي، ولكن الظاهر أنه لم يتفرد به، فقد رواه البيهقي في " الشعب " من طريق الحاكم، وهذا في " التاريخ "، قال المناوي في " شرح الجامع الصغير ":

" رمز المصنف لضعفه، وهو فيه تابع للحافظ العراقي حيث قال: سندهما ضعيف. انتهى. وسببه أن فيه العباس بن الفضيل الموصلي، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: قال ابن معين: [ليس بثقة] . ومسكين بن بكير؛ قال الذهبي: قال الحاكم: له مناكير كثيرة. وعباد بن كثير؛ فإن كان الثقفي، فقال

 

(6/24)

 

 

الذهبي: قال البخاري: تركوه. أو الرملي، فقال: ضعفوه، ومنهم من تركه ".

والحديث رواه الحكيم الترمذي عن عبادة بن الصامت مرفوعا به. وزاد في آخره:

" نظرا ".

وإسناده ضعيف، أو أشد، لتفرد الحكيم به.

ثم رأيت في مسودتي أن الحديث أخرجه الديلمي أيضا في " مسنده " (1/1/126) من طريق السلمي بسنده عن عباد بن كثير به.

وحجية؛ هو ابن عدي. قال الحافظ:

" صدوق يخطىء ".

وقد روي الحديث من طريق أخرى بلفظ:

2516 - (أفضل العبادة قراءة القرآن) .

ضعيف

رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " (1/10/2) : حدثنا محمد بن خالد بن يزيد السلمي بالبصرة: حدثنا مهلب بن العلاء: حدثنا سعيد بن بيان: حدثنا أبو طالب عن أبي العالية عن أسير بن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون أبي العالية لم أعرف أحدا منهم، ومن رجال أبي داود محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده، وكانت له صحبة؛ وهو مجهول، لكن طبقته أعلى من طبقة راوي هذا الحديث، فلعل راويه من أحفاده.

والحديث رواه الحسن بن سفيان، وأبو نصر السجزي في " الإبانة "،

 

(6/25)

 

 

والديلمي عن أنس كما في " الجامع الكبير " - القسم الثاني - (2/64/2 - 65/1 - المصورة) ، وقال المناوي:

" ورواه أيضا أبو نعيم في " فضائل القرآن " عن النعمان بن بشير وأنس معا بلفظ: " أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن ". قال الحافظ العراقي: وإسنادهما ضعيف ".

قلت: أخرجه الديلمي (1/1/126) من طريق عمرو بن كثير عن أبي العلاء عن أنس مرفوعا به.

وأبو العلاء هذا لم أعرفه، ويحتمل أنه الذي روى عن أبي أمامة؛ وهو شامي لا يعرف؛ كما قال الذهبي.

وعمرو بن كثير؛ لعله القيسي الراوي عن أبي الزناد؛ مجهول.

ثم وقفت على نسخة أخرى مصورة من " معجم ابن قانع " فيها (الليلي) مكان (السلمي) ، و (شعيب بن بيان) مكان (سعيد بن بيان) ، و (أبو ظلال) مكان (أبو طالب) .

قلت: وبذلك انكشفت العلة، فأبو ظلال اسمه هلال بن أبي هلال؛ وهو ضعيف.

وشعيب بن بيان نحوه، وفي " التقريب ":

" صدوق يخطىء ".

2517 - (أفضل العيادة سرعة القيام) .

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في " المرض والكفارات " (165/1) - ومن

 

(6/26)

 

 

طريقه البيهقي في " الشعب " (6/542/9221) : حدثني أبو محمد العتكي قال: حدثنا عمر بن عبيد عن شيخ من البصرتين عن سعيد بن المسيب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله؛ فيه الشيخ البصري الذي لم يسم.

وأبو محمد العتكي؛ لم أعرفه.

وقد روي مسندا، أخرجه الديلمي في " مسنده " (1/1/129) عن محمد بن يوسف الرقي: حدثنا ابن وهب عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جابر مرفوعا به بلفظ:

" أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض ".

لكن الرقي هذا كذاب؛ كما قال الخطيب، وقال الذهبي:

" وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر ".

2518 - (أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم) .

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (301 - مخطوط) عن إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي قال: حدثنا أبي عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب مرفوعا. وقال:

" حديثه غير محفوظ، لا يعرف إلا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ".

قلت: يعني عمرو بن بكر السكسكي؛ وهو واه؛ كما قال الذهبي قال:

" قلت: أحاديثه شبه موضوعة ". وقال الحافظ في " التقريب ":

 

(6/27)

 

 

" متروك ". وكذلك قال الذهبي في ابنه إبراهيم.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/362) .

2519 - (أفلح من كان سكوته تفكرا، ونظره اعتبارا، أفلح من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا)

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/123) عن علي بن حكيم: حدثنا حبان بن علي عن حصين بن منصور عن أبي الخطيب عن أبي الدرداء مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

1 - أبو الخصيب؛ اسمه زياد بن عبد الرحمن القيسي البصري، قال الذهبي:

" لا يعرف، وذكره ابن حبان في (الثقات) ".

2 - حصين بن منصور؛ وهو ابن حيان الأسدي الكوفي، قال الحافظ عن الذهبي:

" لا يدرى من هو ".

3 - حبان بن علي - وهو العنزي - ضعيف كما في " التقريب ".

 

(6/28)

 

 

2520 - (أفضل الناس موسر مزهد) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/126) عن الحسين بن محمد الفلاكي

 

(6/28)

 

 

الريحاني: حدثنا الحسين بن هارون: حدثنا علي بن عبد العزيز في كتاب أبي عبيد: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الحسين بن هارون؛ فلم أعرفه.

وعلي بن عبد العزيز؛ ثقة حافظ، وتردد فيه المناوي؛ فقال:

" فإن كان البغوي فثقة؛ لكنه كان يطلب على التحديث، أو الكاتب؛ فقال الخطيب: لم يكن في دينه بذاك ".

قلت: بل هو الأول، فقد أورده الخطيب (12/403) في الرواة عن أبي عبيد القاسم بن سلام.

والحسين بن محمد الفلاكي الريحاني؛ الظاهر أنه الذي في " التاريخ " (8/11) :

" الحسين بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الريحاني البصري، سكن بغداد وحدث بها عن.... " ثم ذكر أنه كان ثقة، توفي سنة (387) .

وللحديث علة أخرى، فقد أورده أبو عبيد في " غريب الحديث " (40/1) معلقا بدون إسناد! وكتابه هذا " الغريب " هو الذي أشير إليه في إسناد الحديث بكلمة " كتاب أبي عبيد ". والله أعلم.

2521 - (افعلوا المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس من أهله، فإن أصبتم أهله، وإن لم تصيبوا أهله؛ فأنتم أهله) .

ضعيف

أخرجه الشافعي في " سننه " (2/466 - ترتيبه) ، وأبو القاسم

 

(6/29)

 

 

الحسيني في " الأمالي " (ق 55/1) عن سعيد بن مسلمة الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه مرفوعا به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله؛ لم نجد لسعيد بن مسلمة الكلبي ترجمة، وقد وصله عنه يحيى الحماني فقال: حدثنا سعيد بن مسلمة بن عبد الملك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.... فذكره.

أخرجه الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (115/1) .

والحماني ضعيف. لكن تابعه هارون بن معروف قال: أخبرنا سعيد بن مسلمة به.

أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (64/1) .

وهارون هذا ثقة، فالعلة جهالة سعيد بن مسلمة.

على أنه قد توبع مرسلا وموصولا؛ فرواه جهم بن عثمان عن جعفر بن محمد عن ابيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرسلا.

أخرجه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرىء في جزء له (23/2) .

وجهم هذا؛ قال ابن أبي حاتم (1/1/522) عن أبيه:

" مجهول ".

ووصله موسى بن إبراهيم المروزي قال: أخبرنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي مرفوعا.

أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر " (73/2) .

 

(6/30)

 

 

لكن المروزي هذا؛ متروك متهم بالكذب.

وتابعه علي بن موسى الرضا عن أبيه به.

أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " (147/1) عن أحمد بن علي بن مهدي: حدثنا أبي [عن] علي بن موسى الرضا به.

وأحمد هذا؛ اتهمه الدارقطني بوضع الحديث. وتابعه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي: حدثني علي بن موسى الرضى عن آبائه به.

أخرجه ابن النجار؛ كما في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (ص 145 رقم 705 بترقيمي) .

وعبد الله هذا؛ متهم أيضا.

وتابعه محمد بن جهضم عن عبد الله بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.

أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (1/22) .

وهذا إسناد جيد؛ فإن محمد بن جهضم ترجمه ابن أبي حاتم (2/3/223) وروى عن أبي زرعة أنه قال:

" صدوق لا بأس به ".

ومن فوقه ثقات معرفون، ولكنه مرسل أيضا؛ لأن جد جعفر هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا جده علي بن أبي طالب.

وجملة القول: أن الحديث ضعيف، وإن تعددت طرقه لشدة ضعف أكثرها،

 

(6/31)

 

 

وخلو المرسل من شاهد موصول معتبر، وقد ذكر له السيوطي في " الجامع " شاهدا من رواية ابن عمر مرفوعا. أخرجه الخطيب في " رواة مالك "، ولكنه واه أيضا لا يعتضد به، فقد أخرجه الدارقطني أيضا في " الغرائب " من طريق عبد الرحمن بن بشير الأزدي عن أبيه بشير بن يزيد عن مالك عن نافع عنه. قال الذهبي:

" إسناد مظلم، وخبر باطل، أطلق الدارقطني على رواته الضعف والجهالة ".

وأقره الحافظ في " اللسان "، ثم المناوي في " الفيض ". ومن عجائبه أنه لم يتكلم على حديث علي بشيء مع كثرة طرقه كما رأيت، وعزاه السيوطي في " الجامع " لابن النجار وحده عنه، مع أنه أورده في " الذيل "! وفاتته الطرق الأخرى!

وأخرجه الرافعي أيضا في " تاريخ قزوين " (1/203 - 204) من طريق عبد الرحمن عن أبيه عن مالك به.

2522 - (اقتلوا الوزغ ولو في جوف الكعبة) .

ضعيف جدا

رواه الطبراني (3/124/1) ، وفي " الأوسط " (1/130/1) عن عمر بن قيس عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ عمر هذا هو المعروف بسندل؛ قال أحمد:

" متروك، ليس يسوى حديثه شيئا، لم يكن حديثه بصحيح، حديثه بواطيل ".

وقال البخاري وأبو حاتم:

" منكر الحديث ".

 

(6/32)

 

 

2523 - (اقرؤوا القرآن بحزن فإنه نزل بالحزن) .

ضعيف جدا

رواه الخلال في " الأمر بالمعروف " (20/2) : أخبرنا عثمان بن صالح الأنطاكي قال: حدثني إسماعيل بن سيف بن عطاء الرياحي قال: حدثنا عون بن عمرو - أخو رياح القيسي أبو عمرو وكان ثقة عمشتا عيناه من كثر البكاء - قال: حدثني سعيد بن إياس عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا.

ورواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " (124/1) : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي: أخبرنا إسماعيل بن سيف بن عطاء الرياحي: أخبرنا عوين بن عمرو القيسي به. قال جعفر: ويقال: إن عوينا كان قد عمشتا عيناه من البكاء، سألت أبا داود عن رياح القيسي وعوين بن عمرو؟ قال: كان رياح يتهم بالقدر، وكان عوين صاحب سنة ".

قلت: ولكنه ضعيف جدا.

قال ابن معين:

" لا شيء ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث مجهول ".

ويقال فيه: عون أيضا كما في رواية الخلال.

وإسماعيل بن سيف هذا؛ قال الذهبي:

" بصري يروي عنه عبدان الأهوازي، وقال: كانوا يضعفونه. وقال ابن عدي:

كان يسرق الحديث، روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة ".

 

(6/33)

 

 

قلت: ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " (163/1/3048) ، وأبو نعيم في " الحلية " (6/196) ، والآجري في " أخلاق حملة القرآن " (78/86) ، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأصفهاني في " جزء منتقى من الجزء الثاني من الفوائد " (1/2) ، وعزاه السيوطي في " الجامع الصغير " و " الكبير " لأبي يعلى، وسبقه إلى ذلك الحافظ في " المطالب العالية " (3/288/3498) ، والظاهر أنه في " مسنده الكبير "، فإنه ليس في " مسنده " المطبوع، وليس فيه عن بريدة إلا حديث واحد (3/6 - 8) ، ولذلك لم يعزه الهيثمي إليه في " مجمع الزوائد " (7/169 - 170) ، فقال:

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف ".

وهذا إعلال قاصر، فمن فوقه أسوأ حالا منه، أعني (عونا) ، وذكر نحوه المناوي في " الفيض "، وعقب عليه بقوله:

" وكان ينبغي على المصنف الإكثار من مخرجيه إشارة إلى جبر ضعفه، فممن خرجه العقيلي في " الضعفاء "، وابن مردويه في " تفسيره "، وغيرهم ".

قلت: وهذا تعقيب غريب؛ لأن الإكثار من مخرجي الحديث مما لا يجبر ضعفه؛ إذا كان السند عندهم واحدا كما هنا، فإن العقيلي أخرجه (3/422) من طريق إسماعيل هذا. وعنه أبو يعلى أيضا كما في " الميزان ".

نعم في القراءة بحزن غير هذه الطريق بلفظ آخر يأتي (6511) ، إن شاء الله تعالى.

2524 - (اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه) .

ضعيف

رواه الديلمي في " مسنده " (1/1/54) من طريق الطبراني عن

 

(6/34)

 

 

إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

قال الحافظ في " مختصر المسند ":

" قلت: عبيد الله ضعيف ".

كذا قال في النسختين (عبيد الله) ، والذي في السند (عبد العزيز بن عبيد الله) ، فلعله أراد أن يقول: (ابن عبيد الله) فسقط من قلمه لفظة (ابن) . وهو كما قال: " ضعيف "، وبه جزم في " التقريب " وزاد:

" ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش ".

قلت: وهو حمصي، فإعلال المناوي إياه بأن فيه إسماعيل بن عياش أيضا ليس بشيء، لأن إسماعيل ثقة في روايته عن الشاميين؛ كما قرره الأئمة كالبخاري وغيره.

وشهر بن حوشب؛ ضعيف أيضا. وبه أعله المنذري في " الترغيب " (1/77/12) ، وتبعه الهيثمي، وقلدهما المعلقون الثلاثة على طبعتهم المنمقة لـ " الترغيب "، وهي مغتصة بالجهالات التي لا يمكن حصرها إلا في كتاب! من مثل تصحيح الأحاديث الضعيفة، وتضعيف الأحاديث الصحيحة، وقد كشفت عن كثير من جهالاتهم في تعليقي على " صحيح الترغيب "، وسيصدر قريبا إن شاء الله في ثلاثة مجلدات.

ورواه محمد بن كثير الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير يرفعه فذكره.

أخرجه الخطيب في " تاريخه " (3/192) من طريق ابن الجنيد قال:

 

(6/35)

 

 

" قلت: ليحيى بن معين: محمد بن كثير كوفي؟ قال: ما كان به بأس، قدم فنزل ثم عند نهر (كرخايا) . قلت: إنه روى أحاديث منكرات؟! قال: ما هي؟ قلت: عن إسماعيل بن أبي خالد ... " [قلت: فذكر حديثين هذا أحدهما] ، فقال: من روى هذا عنه؟ فقلت: رجل من أصحابنا، فقال: عسى هذا سمعه من السندي ابن شاهك، وإن كان الشيخ روى هذا فهو كذاب، وإلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما ".

ومحمد بن كثير هذا؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفوه ".

وللحديث شاهد مرسل، أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " (ق 24/1) : حدثنا أحمد بن عثمان عن ابن المبارك عن يحيى أو عيسى بن عبد الرحمن عن محمد بن أبي لبيبة قال: حدثني نافع أبو سهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

قلت: وابن أبي لبيبة هذا هو ابن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وهو ضعيف كثير الإرسال.

ثم رواه عن الحسن بن علي موقوفا عليه من قوله.

2525 - (إذا رأى أحدكم بأخيه بلاء؛ فليحمد الله عز وجل ولا يسمعه ذلك) .

ضعيف.

رواه أبو جعفر الرزاز البحتري في " الأمالي " (64/2) ، ومن طريقه أبو الحسن البزار بن مخلد (64/2) ، وابن النجار (10/215/2) عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

 

(6/36)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن محمد هذا؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" قال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: صالح الحديث ".

وقال الحافظ:

" ضعيف ".

وعزاه السيوطي لابن النجار عن جابر. ولم يتكلم عليه المناوي بشيء!

وروي الحديث بلفظ آخر وسيأتي تخريجه برقم (6889) .

وقد صح التحميد لمن رآى مبتلى بلفظ آخر، مخرج في " الصحيحة " (602 و 2437) .

2526 - (إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة؛ فاعلم أنه لص) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/57) عن عبد الواحد بن عمر بن أحمد النهرواني: حدثنا أحمد بن محمد بن تمام: أخبرنا فضيل بن عياض عن صـ عن الزهري عن سالم عن أبي هريرة مرفوعا.

بيض له الحافظ. ومن دون فضيل بن عياض لم أجد من ترجمهما؛ وشيخه ساقط من الأصل، ففي مكانه بياض، وأما المناوي فقال:

" إسناده جيد "!

 

(6/37)

 

 

2527 - (إذا رأيتم أمرا لا تستطيعون تغييره؛ فاصبروا حتى يكون الله الذي يغيره) .

 

(6/37)

 

 

ضعيف جدا

رواه ابن عدي (260/2) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (7/149/9802) عن عفير بن معدان: حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا، وقال ابن عدي:

" عفير بن معدان عامة رواياته غير محفوظة ".

وهو ضعيف جدا، كما تقدم مرارا.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " (46/1) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (8/192/7685) .

2528 - (إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك، وإذا رأيت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك؛ فاعلم أنك على حال حسنة، وإذا رأيت كلما طلبت شيئا من الآخرة وابتغيته عسر عليك، وإذا طلبت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته يسر لك؛ فأنت على حال قبيحة) .

ضعيف

رواه ابن المبارك في " الزهد " (161/1 - من الكواكب 575) : حدثنا ابن لهيعة عن سعيد بن أبي سعيد:

أن رجلا قال: يا رسول الله! كيف لي أن أعلم كيف أنا؟ قال:.... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، ولكنه مرسل. وقد وصله البيهقي في " الشعب " كما في " الجامع " عن عمر بن الخطاب. وتعقبه المناوي بقوله:

" ظاهر صنيع المؤلف أن البيهقي خرجه وأقره، ولا كذلك، بل تعقبه بما نصه: هكذا جاء منقطعا. أهـ. فحذف ذلك من كلامه، غير صواب، ورمزه لحسنه غير

 

(6/38)

 

 

حسن، إلا أن يريد أنه لغيره ".

ونعيم بن حماد ضعيف.

قلت: لم نجد له ما يقويه، والذي أسنده عن عمر (نعيم بن حماد) عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أن عمر بن الخطاب قال: فذكره مرفوعا. والانقطاع الذي أشار إليه البيهقي هو بين ابن يزيد وعمر.

2529 - (إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل، ولا تكونوا عليها شياطين) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/58) عن خارجة بن مصعب عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، خارجة هذا قال الحافظ:

" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".

والحديث عزاه في " الجامع " للدارقطني في " الأفراد "، فتعقبه شارحه المناوي بقوله:

" ظاهر صنيع المؤلف أن مخرجه الدارقطني خرجه وأقره، ولا كذلك، بل تعقبه بأن خارجة بن مصعب أحد رواته ضعيف. وقال الذهبي: واه ".

 

(6/39)

 

 

2530 - (إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها) .

ضعيف

رواه الخطابي في " غريب الحديث " (130/2) : حدثنيه بعض أصحابنا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي: أخبرنا جعفر بن محمد بن نوح الأذني: أخبرنا محمد بن عيسى: أخبرنا شعيب بن مبشر: أخبرنا معقل بن عبيد الله عن نافع عن ابن

 

(6/39)

 

 

عمر عن عمرو بن العاص مرفوعا. وقال الخطابي:

" قوله: (فليحملها على ملاذها) أي: ليحملها من الطريق على الجد وردمات الطرق التي تستلذ بها الدواب، ولا يحملها الوعوثة والحزونة التي يشتد عليها السير فيها فلا تستلذه ".

قلت: وإسناده ضعيف، علته شعيب بن مبشر هذا؛ ذكره ابن حبان في " الضعفاء " وقال:

" ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به ".

ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء "، ومن عجائبه أنه لما ذكره في " الميزان " قال:

" حسن الحديث، ذكره ابن حبان في (الضعفاء) ".

والحديث رواه الدارقطني في " الأفراد " كما في " الجامع " بزيادة:

" فإن الله تعالي يحمل على القوي والضعيف ".

وقال شارحه المناوي:

" بإسناد ضعيف ".

2531 - (إذا رعف أحدكم في صلاته؛ فلينصرف فليغسل عنه الدم ثم ليعد وضوءه وليستقبل صلاته) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي (154/2) والطبراني في " المعجم الكبير " (11/165/11374) ، والدارقطني في " السنن " (ص 55) عن سليمان بن أرقم عن الحسن عن ابن عباس مرفوعا به، إلا أن الدارقطني قال: " عن عطاء " مكان " عن الحسن "؛ وقال:

 

(6/40)

 

 

" سليمان بن أرقم متروك ".

2532 - (أربع خصال من خصال آل قارون: لباس الخفاف المقلوبة، ولباس الأرجوان، وجر نعال السيوف، وكان الرجل لا ينظر إلى وجه خادمه تكبرا) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/166) عن علي بن عروة عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته علي بن عروة وهو الدمشقي؛ قال ابن حبان:

" يضع الحديث "، وكذبه صالح جزرة وغيره.

والحديث أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن علي بن عروة به. والقرشي كذاب أيضا.

 

(6/41)

 

 

2533 - (أربع دعوات لا ترد: دعوة الحاج حتى يرجع، ودعوة الغازي حتى يصدر، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) .

رواه الديلمي (1/1/167) من طريق عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن جده عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته عبد الرحيم هذا؛ وهو العمي. قال البخاري:

" تركوه ". وقال يحيى:

" كذاب ".

 

(6/41)

 

 

وجملة الدعاء لأخيه بظهر الغيب، ثابتة في غير ما حديث صحيح، فانظر " الصحيحة " (1339) .

2534 - (الدنيا خضرة حلوة، من اكتسب فيها مالا من حله وأنفقه في حقه؛ أثابه الله عليه وأورده جنته، ومن اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه؛ أحله الله دار الهوان. ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة، يقول الله: (كلما خبت زدناهم سعيرا)) .

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/141/1 - مخطوط) من طريق بشر بن آدم: حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن المتوكل ضعيف، وبشر بن آدم صدوق فيه لين كما في " التقريب ".

لكن الجملة الأولى وجملة التخوض ثابتة في أحاديث أخرى؛ خرجت بعضها في الكتاب الآخر برقم (1592) .

 

(6/42)

 

 

2535 - (الخبث سبعون جزءا؛ فجزء في الجن والإنس، وتسع وستون في البربر) .

ضعيف

أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (2/489) ، والطبراني في " الأوسط " (2/249/8835 - بترقيمي) ، وابن قانع في " معجم الصحابة " من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح: حدثني الليث عن

 

(6/42)

 

 

يزيد بن أبي حبيب عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عثمان بن عفان مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:

الأولى:

الانقطاع بين يزيد بن أبي حبيب وأبي قيس؛ فإن هذا مع كونه تابعيا فهو قديم الوفاة؛ مات سنة (54) ، وكانت ولادة يزيد سنة (53) !

والأخرى: ضعف أبي صالح؛ وهو كاتب الليث، ومن ضعفه أنه اضطراب في إسناده، ففي رواية للطبراني من الطريق المذكورة عن الليث [عن يزيد بن أبي حبيب] : حدثنا أبو هانىء حميد بن هانىء عن عبد الله بن يعمر الكلاعي عن أبي بكر بن قيس عن أبيه عن عثمان بن عفان به بلفظ:

" قسم الله الخبث على سبعين جزءا ... " والباقي نحوه.

وقال الطبراني:

" لا يروى عن عثمان إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي هانىء حميد بن هانىء ".

قلت: كلاهما ثقة، لكن النظر فيمن فوقهما والذي دونهما أعني به كاتب الليث، وأما شيخ أبي هانىء (عبد الله بن يعمر الكلاعي) ؛ فلم أجد له ترجمة.

وأما أبو بكر بن قيس؛ ففي كنى " اللسان ":

" أبو بكر بن قيس بن محمد بن قيس أو ابن أبي قيس ".

ولم يزد! فكأنه كتبه في مسودته ليلحق بها ما قد يقف عليه مما قيل فيه، ثم لم يعثر على شيء!

 

(6/43)

 

 

وبالجملة؛ فالإسناد ضعيف، لضعف كاتب الليث، وقد اضطرب في إسناده، وجاء في الرواية الأخرى برجال لا يعرفون، فلا أدري بعد ذلك وجه قول الهيثمي في " المجمع " (4/234) - بعد أن ساق الحديث بلفظيه من رواية الطبراني -:

" وفي إسناد الأول عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ وقد ضعفه جماعة ووثقه آخرون، وبقية رجاله ثقات، وفيه أيضا ابن شعيب؛ قال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا سوى حديث (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه) ".

قلت: وفيما قاله نظر من وجوه:

الأول: أنه غاير بين إسناد اللفظ الأول، واللفظ الآخر، فأوهم أن كاتب الليث ليس في إسناد اللفظ الآخر، وليس كذلك كما نقلناه لك من " المعجم الأوسط " مباشرة، وكذلك نقله الهيثمي نفسه في " مجمع البحرين " (1/155/1 - مخطوطة الظاهرية) .

الثاني: أنه سكت عن الانقطاع الذي بيناه في الرواية الأولى.

الثالث: أنه سكت عن حال إسناد الرواية الأخرى وما فيه من الجهالة.

الرابع: أن ابن شعيب قد تابعه على اللفظ الأول الحافظ الفسوي، فالعلة فيه ابن صالح والانقطاع.

ثم إن في قول الطبراني المتقدم:

" تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي هانىء ".

ما يقتضي أن يكون يزيد مذكورا في إسناد اللفظ الآخر، ولم يقع في نسختنا من " الأوسط "، لكنه ذكر فيه؛ فيما نقله الهيثمي في " مجمع البحرين "، ولذلك وضعتها في السند بين المعكوفتين، فالله أعلم، فإنهم لم يذكروا في الرواة

 

(6/44)

 

 

عن أبي هانىء يزيد هذا، وإنما الليث بن سعد، فهذا يقتضي أن يكون الحديث من روايته عن أبي هانىء مباشرة؛ إن كان كاتبه حفظ ذلك عنه.

وروي الحديث من طريق وهب الله بن راشد المعافري: حدثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعا به.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (17/299/824) : حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا وهب بن راشد المعافري.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مشرح بن هاعان مختلف فيه، فقد وثقه جماعة من المتقدمين، وقال ابن حبان في " الضعفاء ":

" يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات ".

ولخص ذلك الحافظ بقوله في " التقريب ":

" مقبول ".

يعني عند المتابعة، وقد تابعه أبو قيس في الطريق الأولى، ولولا ما فيها من الانقطاع والضعف لرأيت أن الحديث يصير حسنا. والله أعلم.

ومع ذلك فإن في هذه الطريق وهب الله بن راشد؛ وهو متكلم فيه، فقال أبو حاتم:

" محله الصدق ".

وقال ابن حبان في " الثقات ":

 

(6/45)

 

 

" يخطىء ".

وقال ابن يونس:

" لم يكن النسائي يرضى وهب بن راشد ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" غمزه سعيد بن أبي مريم ".

وإسماعيل بن الحسن الخفاف؛ لم أجد له ترجمة.

وقال الهيثمي في " المجمع " (4/235) :

" رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الحكم؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف ".

وقوله: " عبد الله بن عبد الرحمن ... " خطأ وقع في نسخته من " الطبراني "، أو انقلب عليه، ولذلك جاء في هامش " المجمع ":

" في هامش الأصل صوابه: عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم ".

كذا وقع فيه: (ابن الحكم) والصواب (ابن عبد الحكم) كما تقدم.

ولما صحح صاحبنا حمدي السلفي هذا الخطأ من كلام الهيثمي وقع هو في خطأ، حيث أوهم القراء أن الهيثمي لم يعرف عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم! ولولا أنه انقلب عليه لعرفه؛ لأنه من رجال " التهذيب " الموثقين فيه. وهو مؤلف كتاب " فتوح مصر وأخبارها "، وقد أخرج الحديث فيه (287) بإسناده المذكور.

(تنبيه) : سقط من مطبوعة " المعرفة " لفظ (الجن) من الحديث، ووقع فيه لفظ (البربر) : (البر) !

 

(6/46)

 

 

2536 - (الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة) .

ضعيف. رواه ابن المبارك في " الزهد " (183/2 - من الكواكب 575) ، وابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (22/1) ، والحاكم (4/315) ، وأحمد (2/197) ، وأبو نعيم في " الحلية " (8/177) عن عبد الله بن جنادة المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي: حدثه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

وهكذا رواه البغوي في " شرح السنة " (4/196/2) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (247/1) .

قلت: وهذا سند ضعيف، عبد الله بن جنادة؛ أورده ابن أبي حاتم (2/2/25) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " (2/151) على قاعدته! وسكت عليه الحاكم والذهبي!

 

(6/47)

 

 

2537 - (الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه، والجنة مصيره، والدنيا جنة الكافر، والقبر سجنه، وإلى النار مصيره) .

ضعيف

رواه البيهقي في " الزهد " (51/2 - 52/2) عن عبد الله بن كثير بن جعفر: حدثني أبي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن كثير هذا قال الذهبي:

" لا يدرى من ذا ".

قلت: وكذلك أبوه كثير بن جعفر.

 

(6/47)

 

 

2538 - (كان يلبس قلنسوة بيضاء) .

ضعيف

رواه العقيلي في " الضعفاء " (200) ، وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "، والبيهقي في " الشعب " (2/238/1) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (4/192 - الفكر) عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر مرفوعا. وقال العقيلي:

" عبد الله بن خراش؛ قال البخاري: " منكر الحديث "، ولا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو دونه أو مثله ".

وأما البيهقي فقال:

" تفرد به ابن خراش هذا، وهو ضعيف ".

ومن طريقه رواه الطبراني كما في " المجمع " (5/121) .

ورواه ابن عساكر (4/193) من حديث عائشة مرفوعا به وزاد: " لاطئة ".

وفيه عاصم بن سليمان الكرزي - الأصل اللوزي - قال الذهبي في " المغني ":

" كذبه غير واحد ".

لكني وجدتها في حديث آخر يرويه يحيى بن حميد بإيذج: أخبرنا عثمان بن عبد الله القرشي: أخبرنا بقية عن الأوزاعي عن حريز بن عثمان قال:

" لقيت عبد الله بن بسر فقلت: أخبرني! قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وله قلنسوة طويلة، وقلنسوة لها أذنان، وقلنسوة لاطئة ".

أخرجه أبو الشيخ في " اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (125 - 126) .

قلت: وهذا سند ضعيف؛ بقية مدلس، ومن دونه لم أعرفهما.

 

(6/48)

 

 

ثم روى عن سلم بن سالم عن العرزمي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا:

" كان له ثلاث قلانس: قلنسوة بيضاء مضرية، وقلنسوة برد حبرة، وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر، وربما وضعها بين يديه إذا صلى ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، العزومي اسمه محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان؛ وهو متروك كما في " التقريب "، وسلم بن سالم ضعيف.

وعزاه السيوطي للروياني وابن عساكر عن ابن عباس بأتم منه.

(تنبيه) : لقد اقتطع الشيخ عبد الله الغماري في رسالته " إزالة الالتباس " من رواية العرزمي المتقدمة الجملتين الأخيرتين منه، وجعلهما حديثا مستقلا بلفظ: عن ابن عمر قال:

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر، وربما وضعها بين يديه إذا صلى ".

وقال عقبه:

" رواه الطبراني وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب ".

قلت: وهذا خلط غريب، لكن صدوره من الغماري ليس بعجيب، فإن ذلك من عادته في كثير من كتيباته، حتى ما كان منها لا يتجاوز عدد أوراقها الأربعين ومن القياس الصغير جدا كرسالته هذه، فلينظر القارىء الكريم معي الآن ما في هذا التخريج - على إيجازه - من اللخطبة إن لم نقل الكذب المتعمد؛ لحاجة في نفسه!

أولا: ليس في حديث ابن عمر زيادة وضع القلنسوة بين يديه صلى الله عليه وسلم كما رأيت في تخريجي إياه، وإنما هي في حديث ابن عباس.

ثانيا: ليست الزيادة المذكورة عند الطبراني والبيهقي كما زعم.

 

(6/49)

 

 

ثالثا: أن إسنادهما عند أبي الشيخ ضعيف جدا لتفرد العرزمي بها، ومن أجل ذلك أراد الغماري بتخريجه المذكور؛ أن حديث ابن عمر يشهد لحديث ابن عباس الذي ساقه عقب حديث ابن عمر وقال عقبهما:

" فظاهر هذين الحديثين أنه كان يعري رأسه أحيانا في الصلاة، وهما وإن كانا ضعيفين فالأصل يؤيدهما "!!.

قلت: فقد تبين أنه ليس هناك إلا حديث واحد، وأن إسناده واه جدا، دلس الغماري على القراء فجعلهما حديثين كتمهيد لتقوية أحدهما بالآخر إذا لم يستفد شيئا من قوله: " ... فالأصل يؤيدهما "! ولا فائدة له منه، بل هو من تهاويله وأضاليله، فإنه يعني أن الأصل في الأشياء الإباحة، وهي قاعدة أصولية معروفة، لكن الغماري يعمي على القراء، لأن هذا الأصل غاية ما يفيد جواز الصلاة حاسر الرأس، ولم يكن البحث بينه وبين المتعلمين الذين أشار إليهم في المقدمة الجواز أو عدمه، وإنما فيما هو الأفضل اللائق بالمصلي، فحاد عن ذلك، وأخذ يجادل بالباطل، كقوله:

" إن المسألة تختلف باختلاف العادات والتقاليد، فمن البلاد من يكون من عادة أهلها تعرية رأسها حين مقابلة العظماء "!

فأقول: نعم، ولكن عادة من هذه يا ... آلمسلمين أم النصارى الذين نقلوا هذه العادة إلى بعض البلاد الإسلامية فتأثر بها من تأثر من المسلمين، والذين لا يزالون إذا دخلوا كنيسة حسروا عن رؤوسهم؟! فبدل أن تحذر المسلمين من تقليدهم في ذلك أقررتهم عليه وألزمت الشافعية منهم بأنه يسن في حقهم تعرية الرأس في الصلاة!؟ فهلا قلت لهم في الحسر كما قلت في التمثيل:

" إنه لا يعرف إلا عن طريق الأوربيين، وهم الذين أظهروه في الشرق ...

 

(6/50)

 

 

ونهينا عن التشبه بهم في كل ما لا نفع فيه "؟!

ونحو ما تقدم قياسه المصلي غير المحرم على المحرم، وهذا مما لا يخفي بطلانه عليه هو نفسه فضلا عن غيره، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:

" أخوف ما أخاف على أمتي.... ".

وإن مما يؤكد لك أن مجادلته بالباطل أنه يقرر في كثير من رسائله أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ويثبت به الاستحباب عنده، وقد ذكر في رسالته: " الإزالة " (ص 21) أحاديث ستة في فضل الصلاة في العمامة، وضعفها جدا إلا الحديث الأول منها، وهو عن جابر مرفوعا بلفظ: " ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة ". ونقل عن السخاوي أنه قال فيه: " لا يثبت "، وعن المناوي: " حديث غريب "، وقال عقبه مقلدا لهما:

" قلت: وهذا الحديث مع ضعفه أقوى ما ورد في هذا الباب ".

قلت: فإذا كان الأمر كذلك عندك، فمعناه أنه ليس شديد الضعف عندك، وحينئذ يلزمك أن تثبت به استحباب ستر الرأس بناء على مذهبك في استحباب العمل بالحديث الضعيف! فلماذا تركت مذهبك وقاعدتك في هذه، وسودت صفحات لترد بها على أولئك النفر المتعلمين، أليس موقفك من باب اللعب على الحبلين، أو الوزن بكيلين، وكما قال رب العالمين: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) ؟!

أقول هذا مخاطبا لك بما اعتقدت من ضعف الحديث، وإلا فهو عندي كالأحاديث الأخرى - موضوع، كما حققته في " الضعيفة " (5699) ، ويغنينا عنه قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تزين له ". وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (645) ، فإن ستر الرأس من الزينة عند المسلمين

 

(6/51)

 

 

الذين لم يتأثروا بعادات الكافرين كما تقدم. والله سبحانه وتعالى أعلم.

2539 - (إذا جلس القاضي في مكانه، هبط عليه ملكان يسددانه ويوقفانه ويرشدانه ما لم يجر، فإذا جار عرجا وتركاه) .

موضوع

أخرجه البيهقي في " السنن " (10/88) ، والخطيب في " التاريخ " (8/176 و 14/120) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي: حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته الحنفي هذا فإنه كذاب، وقد حدث بأحاديث موضوعة، تقدم بعضها؛ منها " أحبوا العرب لثلاث.... " (رقم 160) .

والأشعري هو يحيى بن بريد بالباء، ووقع في " السنن " يزيد؛ بالياء المثناة من تحت؛ وهو تصحيف كما قال الذهبي، وهو ضعيف باتفاقهم، وروى الخطيب عن صالح جزرة أنه قال فيه:

" يروي عن جده أحاديث مناكر، وحديث " إذا جلس القاضي " ليس له أصل، ابن جريج لا يحتمل هذا ".

وقال الذهبي:

" هذا منكر ".

قلت: وهو من الأحاديث الكثيرة الباطلة التي تحتج بها الفئة القاديانية الضالة على بعض ما يذهبون إليه مما خلفوا فيه الكتاب والسنة وإجماع المة؛ ألا وهو قولهم ببقاء النبوة والوحي، ونزول الملائكة به بعد خاتم النبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومع

 

(6/52)

 

 

أن الحديث ليس صريحا في ذلك، فهم يجادلون به، مع علمهم أنه من رواية هذا الكذاب، لأن علم الحديث وقواعده مما لا يلتفتون إليه، شأن أهل الأهواء جميعا، فكل حديث وافق مذهبهم وأهواءهم فهو صحيح عندهم، ولو كان راويه مسيلمة الكذاب!

2540 - (يا بريدة! إذا جلست في صلاتك فلا تتركن التشهد والصلاة علي، فإنها زكاة الصلاة، وسلم على جميع أنبياء الله ورسله وسلم على عباد الله الصالحين) .

ضعيف جدا

أخرجه الدارقطني في " سننه " (ص 136) من طريق عمرو بن شمر عن جابر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

" عمرو بن شمر وجابر ضعيفان ".

قلت: بل عمرو بن شمر متروك كما في " الضعفاء " للذهبي. وجابر هو ابن يزيد الجعفي، مختلف فيه، والراجح أنه متروك أيضا.

ثم وجدت لعمرو متابعا، فقال البزار (1/255/527) : حدثنا عباد بن أحمد العرزمي: حدثني عمي عن أبيه عن جابر الجعفي به أتم منه؛ فيه ذكر دعاء الاستفتاح وقراءة ما تيسر والتسبيح في الركوع والسجود والذكر بينهما مع زيادات منكرة. وقال:

" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن بريدة ".

قلت: وهو شديد الضعف، فعباد بن أحمد العرزمي متروك كما تقدم بيانه

 

(6/53)

 

 

تحت الحديث (316) . وعمه هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي؛ وهو ضعيف كما تقدم هناك.

وأبوه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك أيضا. فهو إسناد ظلمات بعضها فوق بعض. فمن الغرائب أن الهيثمي لم يعله إلا بعباد وجابر؛ مقتصرا على تضعيفهما، فكأنه لم يعرف عم عباد، ولا أبا عمه! وقلده على ذلك الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف "، فكم كان بعيدا عن الصواب الطابع الذي طبع الكتاب تحت عنوان: " تحقيق ... " مكان " تعليق " فإنه ليس فيه من التحقيق شيء يذكر، وإنما هو محض التقليد!.

2541 - (إذا جلستم فاخلعوا نعالكم - أحسبه قال:- تسترح أقدامكم) .

ضعيف جدا

أخرجه البزار في " مسنده " (ص 171 - زوائده) من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره وقال:

" لا نعلم رواه إلا أنس، وموسى ضعيف ".

قلت: بل هو ضعيف جدا، اورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" قال الدارقطني: متروك ".

وقال البخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم:

" منكر الحديث ".

وضعفه آخرون.

 

(6/54)

 

 

2542 - (إذا جهل على أحدكم وهو صائم فليقل: أعوذ بالله منك إني صائم) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (426) عن موسى بن محمد المديني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا لما عرفت من شدة ضعف موسى بن محمد المديني في الحديث السابق.

 

(6/55)

 

 

2543 - (إذا مدحت أخاك في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا) .

ضعيف

أورده في " الإحياء " (3/139) وقال مخرجه العراقي:

" رواه ابن المبارك في " الزهد والرقائق " من رواية يحيى بن جابر مرسلا ".

قلت: فهو ضعيف لإرساله، بل هو معضل لأن يحيى بن جابر لم ينقل أنه لقي أحدا من الصحابة فهو تابعي التابعين.

ثم إن الحديث ليس من رواية المروزي عن ابن المبارك؛ كما يوهم ذلك إطلاق العزو إليه، وإنما هو من زوائد نعيم بن حماد عليه (13/52) . ونعيم معروف بالضعف. فهذه علة أخرى.

(تنبيه) : رميضا. هو بالراء ووقع في " الإحياء " والتخريج (وميضا) بالواو وهو تحريف، قال في " النهاية ": " الرميض الحديد الماضي فعيل بمعنى مفعول من رمض السكين يرمضه: إذا دقه بين حجرين ليرق ".

 

(6/55)

 

 

2544 - (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/211/1) : حدثنا سليمان بن الحسن العطار قال: حدثنا أبو كامل الجحدري قال: حدثنا الفضيل بن سليمان قال: حدثنا محمد بن أبي يحيى قال:

" رأيت عبد الله بن الزبير - ورأى رجلا رافعا يديه قبل أن يفرغ من صلاته، فلما فرغ منها قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن.... ".

أورده في ترجمة محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن ابن الزبير. وقال الهيثمي (10/169) بعد أن ساقه من رواية الطبراني:

" ورجاله ثقات "!

قلت: وفيه نظر من وجهين:

الأول: أن فضيل بن سليمان - وهو النميري - وإن كان أخرج له الشيخان، فقد ضعفه الجمهور، ولم يطلق التوثيق عليه غير ابن حبان. بل وقال فيه ابن معين:

" ليس بثقة "!

ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق له خطأ كثير ".

وقال الذهبي في " المغني ":

" فيه لين ".

 

(6/56)

 

 

وقد حاول بعض المتأخرين أن يشد من عضد هذا الحديث بما رواه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال:

" اللهم خلص الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين؛ الذين لا يستطيعون من حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار ".

أخرجه البزار (3172) ، وابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " فيما نقله الشيخ المباركفوري في " تحفة الأحوذي " (1/245) وقال:

" علي بن زيد بن جدعان متكلم فيه ".

قلت: بل هو ضعيف، جزم بذلك الحافظ ابن حجر وغيره، ومنهم الشيخ حبيب الرحمن الفيضي في مقاله المنشور في العدد الرابع من السنة الرابعة من مجلة " صوت الجامعة السلفية " (ص 67 - 69) ، ولكنه قال: إنه ليس شديد الضعف، ولذلك فهو يعتبر به.

وأقول: هو كذلك إذا لم يتبين خطؤه في سياقه للحديث، وهذا الشرط مفقود هنا، وبيانه من وجهين:

الأول: أنه تناقض في سنده ومتنه، فرواه مرة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ المذكور.

ورواه مرة أخرى قال: عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر: اللهم خلص الوليد، وسلمة بن هشام.. الحديث، نحو روايته عن سعيد.

 

(6/57)

 

 

رواه ابن جرير.

قلت: وهذا اضطراب واضح في السند والمتن.

أما السند؛ ففي الأول قال: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وفي هذا قال: عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة.

وأما المتن؛ ففي الأول قال: " رفع يديه بعد ما سلم "، وفي هذا قال: " دبر صلاة الظهر ".

وهذا ليس صريحا في أنه بعد السلام؛ فإن قوله: " دبر " يحتمل أنه آخر الصلاة قبل السلام، ويحتمل أنه بعد السلام، ولو أن عليا هذا كان ثقة لحملنا روايته هذه على الأولى من باب حمل المجمل على المفصل، ولكنه لما كان ضعيفا سيىء الحفظ؛ لم يضبط الحديث فاضطرب فيه هكذا وهكذا سندا ومتنا.

ولو فرضنا أنه لم يضطرب في متنه أو ساغ حمل الأخرى على الأولى؛ فالجواب من الوجه التالي وهو:

الآخر: أن عليا هذا مع ضعفه قد خالفه في متنه جبل الحفظ الإمام الزهري فقال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أنهما سمعا أبا هريرة يقول:

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يقول وهو قائم: اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام ... " الحديث.

أخرجه البخاري في " التفسير "، ومسلم في " الصلاة "، وابن حبان (1969) ، وابن جرير (7821) وغيرهم.

 

(6/58)

 

 

وقال الزهري أيضا: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.

أخرجه البخاري في " الأذان ".

وتابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وحده به.

أخرجه مسلم وأبو عوانة في " صحيحيهما "؛ وأبو داود، وقد خرجته في " صحيح أبي داود " رقم (1296) .

وتابع أبا بكر بن عبد الرحمن وأبا سلمة بن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة به.

أخرجه البخاري في " الاستسقاء ".

فقد تبين برواية هؤلاء الثقات الحفاظ عن أبي هريرة أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للوليد بن الوليد ومن ذكر معه إنما كان في الصلاة قبل السلام، أي في القنوت بعد الركوع، فأخطأ ابن جدعان على ابن المسيب عن أبي هريرة فقال: " بعد ما سلم ".

وكل من كان على شيىء من المعرفة بعلم مصطلح الحديث يعلم أن الضعيف إذا خالف الثقة في لفظ ما؛ يكون حديثه منكرا مردودا، فكيف وهو قد خالف الثقات الآخرين الذين رووه عن أبي هريرة مثل رواية سعيد بن المسيب عنه، وهو: أبو بكر بن عبد الرحمن بن هشام، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، والأعرج واسمه عبد الرحمن بن هرمز؟ !

فثبت من هذا التحقيق أن حديث ابن جدعان لا يصلح شاهدا لحديث الترجمة.

 

(6/59)

 

 

ثم إن للحديث مفهوما ومنطوقا، فمفهومه ليس صريحا في أن الرفع كان بعد الفراغ من الصلاة، بل هذا محتمل، كما أنه بعد ذلك، فهو ليس مسوقا لتحديد أن الرفع كان بعد السلام، وإنما لنفي الرفع في الصلاة، وعليه فالاستدلال به على إثبات الرفع بعد السلام - لو ثبت - ليس قويا.

على أن النفي المذكور منكر أيضا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه يدعو في صلاة الكسوف من حديث عبد الرحمن بن سمرة عند مسلم وغيره، وهو مخرج عندي في " جزء صلاة الكسوف ".

وثبت أنه رفع يديه أيضا في دعائه على الذين قتلوا القراء فى صلاة الفجر بعد الركوع، عند أحمد وغيره من حديث أنس، وهو مخرج في " الروض النضير ".

وجملة القول، إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة - إذا دعا، وأما دعاء الإمام وتامين المصلين عليه بعد الصلاة - كما هو المعتاد اليوم في كثير من البلاد الإسلامية - فبدعة لا أصل لها كما شرح ذلك الإمام الشاطبي في " الاعتصام " شرحا مفيدا جدا لا أعرف له نظيرا، فليراجع من شاء البسط والتفصيل.

2545 - (إذاحلفت على معصية فدعها، واقذف ضغائن الجاهلية تحت قدمك، وإياك وشرب الخمر، فإن الله تبارك وتعالى لم يقدس شاربها) .

موضوع.

أخرجه الحاكم (3/481) من طريق مسعدة بن اليسع عن الخصيب بن جحدر عن النضر بن شفي عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(6/60)

 

 

قلت: وهذا موضوع، والعجب من سكوت الحاكم عليه، وأعجب منه متابعة الذهبي إياه على ذلك، وهو مسلسل بالعلل:

الأولى: النضر بن شفي؛ قال الذهبي:

" يدرى من ذا ".

الثانية: الخصيب بن جحدر؛ قال الذهبي:

" كذبه شعبة والقطان وابن معين ".

ولذا قال الحافظ فيه:

" أحد الكذابين ".

الثالثة: مسعدة بن اليسع؛ قال الذهبي:

" هالك، كذبه أبو داود ".

وقال أحمد:

" حرقنا حديثه منذ دهر ".

والحديث مما سود به السيوطي " الجامع الضغير "!

2546 - (إذا خاف الله العبد؛ أخاف منه كل شيىء، وإذا لم يخف العبد الله؛ أخافه الله من كل شيىء) .

موضوع

رواه العقيلي في " الضعفاء " (305) عن عمرو بن زياد الثوباني: حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. وروى عن ابن معين أنه قال:

 

(6/61)

 

 

" عمرو بن زياد كذاب".

وكذا قال أبو حاتم كما في " ضعفاء الذهبي ".

وقال الدارقطني:

" يضع الحديث ".

وساق له في " الميزان " عدة أحاديث من وضعه.

وروي من طريق أخرى واهية جدا تقدمت بلفظ: " من خاف الله.... ".

وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/334) وقال:

" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ".

ثم ذكر قول الدارقطني المذكور وقال:

" قال أبو زرعة: كذاب، وأحاديثه موضوعة ".

وتقدم الحديث برقم (485) . وهو مما سود به السيوطي أيضا " جامعه "!

2547 - (إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه، وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم) .

ضعيف.

رواه الديلمي (1/1/113) عن معروف بن حسان: حدثنا زياد الأعلم عن الحسن عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الحسن - وهو البصري - مدلس؛ وقد عنعنه.

ومعروف بن حسان؛ قال ابن عدي:

" منكر الحديث ". وقال أبو حاتم:

 

(6/62)

 

 

" مجهول ".

ولهذا قال السخاوي في " المقاصد " (62) :

" وسنده ضعيف ".

ثم ذكر له شواهد ولكنها واهية، منها ما أخرجه الديلمي (2/267) من حديث إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن أبي ذر رفعه:

" الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم ". ومن حديث عبد الله بن همام عن أبي الدرداء مرفوعا مثله، لكن بلفظ " أهل البيت " بدل " القوم " دون ما بعده ".

قلت: وإسحاق بن نجيح هو الملطي؛ وهو كذاب وضاع.

2548 - (إذا ختم أحدكم فليقل: اللهم آنس وحشتي في قبري) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/111) عن الليث بن محمد: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن خالد: حدثنا الوليد بن مسلم عن سالم الحناط عن الحسن عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أحمد بن عبد الله بن خالد وهو الجويباري أحد المشهورين بوضع الحديث؛ ولذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 25) ، ومع ذلك أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي هذه، فما أشد تناقضه؟!! وخفي وضعه على المناوي، فأخذ يعله بما هو دون العلة المذكورة بكثير؛ فقال:

 

(6/63)

 

 

" فيه ليث بن محمد، قال الذهبي في " الضعفاء ": قال ابن أبي شيبة: متروك. وسالم الخياط؛ قال يحيى: ليس بشيء "!

2549 - (إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة؛ أذن لأمة محمد في السجود، فيسجدون له طويلا، ثم يقال: ارفعوا رؤوسكم، قد جعلنا عدتكم فداءكم من النار) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن ماجه (2/575) : حدثنا جبارو بن المغلس: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، ابن أبي المساور قال الحافظ:

" متروك، وكذبه ابن معين ".

وجبارة بن المغلس ضعيف، وبه أعله البوصيري في " الزوائد " (ق 265/1) . وهو قصور واضح.

والحديث في " صحيح مسلم " (8/104) ، وأحمد (4/402 و 410) من طرق عن أبي بردة به مرفوعا بلفظ:

" إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار ".

وله عندهما ألفاظ أخرى.

 

(6/64)

 

 

2550 - (إذا ختم العبد القرآن صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملك) .

 

(6/64)

 

 

موضوع.

رواه الديلمي (1/1/112) عن الحسن بن علي بن زكريا: حدثنا شيبان بن فروخ: حدثنا يزيد بن زياد: حدثنا عبد الله بن سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع أيضا، أورده السيوطي في " الذيل " (ص 25) وقال:

" ابن سمعان كذاب، والحسن بن علي بن زكريا هو أبو سعيد العدوي؛ أحد المشهورين بوضع الحديث ".

وخفي ذلك أيضا على المناوي فأعله بما لا يدل على وضعه فقال:

" وفيه شيبان بن فروخ؛ قال الذهبي في " ذيل الضعفاء ": ثقة يرى القدر، اضطر الناس إليه آخرا عن يزيد بن زياد، أورده الذهبي في (الضعفاء) "!

قلت: والحديث مما تناقض فيه السيوطي أيضا، فأورده في " الجامع الصغير " الذي صانه بزعمه عما تفرد به كذاب أو وضاع! فهذا كما ترى فيه بشهادته كذاب. وآخر وضاع!!

2551 - (إذا خرج الحاج من بيته فسار ثلاثا؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان سائر أيامه درجات) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/109) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن تسعة أو ثمانية أخبروه عن أبي ذر مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته عبد الرحيم هذا؛ وهو كذاب كما قال يحيى بن معين، وقد مر له بعض الأحاديث الموضوعة.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (1/53/1) بزيادة:

 

(6/65)

 

 

" ومن كفن ميتا كساه الله من ثياب الجنة، ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه، ومن حثا عليه التراب في قبره كانت له بكل هباة أثقل في ميزانه من جبل من الجبال ".

وقال:

" رواه البيهقي في " الشعب " وضعفه عن أبي ذر رضي الله عنه ".

قلت: هو في " شعب الإيمان " (3/478/4114) من الطريق المتقدمة، وقال:

" تفرد به عبد الرحيم، وليس بالقوي "! ويعارضه من " الموضوعات " ما أورده السيوطي في " الذيل " (ص 122) من رواية الديلمي أيضا بسنده عن عائشة مرفوعا.

" إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله، فإن مات قبل أن يقضي نسكه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنفاقه الدرهم الواحد يعدل ألف درهم فيما سواه من سبيل الله تعالى " وقال:

" قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس ": هذا موضوع ".

2552 - (إذا أتى أحدكم البراز فليكرمن قبلة الله، فلا يستقبلها، ولا يستدبرها، ثم ليستطب بثلاثة أحجار، أو ثلاثة أعواد، أو ثلاث حثيات من تراب، ثم ليقل: الحمد لله الذي أخرج عني ما يؤذيني، وأمسك علي ما ينفعني) .

ضعيف

أخرجه الدارقطني في " السنن " (21) ، والبيهقي في " معرفة

 

(6/66)

 

 

السنن والآثار " (ص 104) من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام قال: سمعت طاوسا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ زمعة بن صالح ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ".

وشيخه سلمة بن وهرام فيه ضعف، وأما الحافظ فقال فيه: " صدوق ".

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (1/5/2) من هذا الوجه الجملة الأخيرة منه فقط بلفظ:

" إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: الحمد لله الذي أذهب عني.... " إلخ.

2553 - (إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد، فليعلمها أنه يخضب بالسواد) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/111) عن عيسى بن ميمون أبي هشام عن القاسم بن محمد عن عائشة: إذا....هكذا في النسختين لم يرفعه.

قلت: وهذا حديث موضوع، آفته عيسى بن ميمون هذا، وهو القرشي المدني مولى القاسم بن محمد، قال عبد الرحمن بن مهدي:

" استعديت عليه، وقلت: ما هذه الأحاديث التي تروي عن القاسم عن عائشة؟ ! فقال: لا أعود ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث "

وقال ابن حيان:

" يروي أحاديث كلها موضوعات ".

 

(6/67)

 

 

2554 - (إذا خرج الرجل من باب بيته - أو من باب داره - كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم الله، قالا: هديت، وأذا قال: لا حول ولا قوة ألا بالله، قالا: وقيت، وإذا قال: توكلت على الله، قالا: كفيت. قال: فيلقاه قريناه، فيقولان: ماذا تريد ان رجل قد هدي وكفي ووقي؟ !) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3886) من طريق هارون عن الأعراج عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، هارون هذا، قال الذهبى فى " الميزان ".

" قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الا حتجاج به ".

ورواه عمرو بن عطية عن أبيه عن أبى سعيد الخدري مرفوعا نحوه.

أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " (ق 303 / 2) .

وهذا إسناد ضعيف من أجل عمرو بن عطية وأبيه، فإنهما ضعيفان.

نعم للحديث إسناد صحيح عن أنس بن مالك مرفوعا نحوه دون ذكر الملكين والقرينين، عند ابن حبان (2375) وغيره، وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (2/264) ، و "المشكاة " (2443) ، و " الكلم الطيب " (61) .

 

(6/68)

 

 

2555 - (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين، وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين، فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرا) .

 

(6/68)

 

 

منكر.

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 24) ، وأبو أمية الطرسوسي في " جزء من مسنده " (196/2) ، وابن عدي في " الكامل " (ق 3/2) من طريق إبراهيم بن يزيد قديد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به، وقال العقيلي:

" إبراهيم بن يذيد هذا فى حديثه وهم وغلط ".

قلت: وفي ترجمته أورد البخاري حديثه هذا في " التاريخ الكبير " (1/1/336) وقال:

" لا أصل له ".

وقال ابن عدي عقبه:

" وهو بهذا الإسناد منكر ".

والشطر الأول من الحديث قد صح برواية أخرى عن أبي هريرة وغيره، فانظر تخريجها في " الإرواء " (467) وغيره.

2556- إذا خرصتم فخذوا ودعوا، (دعوا) الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (1605) ، والنسائي (1/344) ، والترمذي (1 /125) ، والدارمي (2/271-272) ، وابن خزيمة في " صحيحه " (1/235/2) ، وابن حبان (798) ، وأبو عبيد فى " الأموال " (485/1448) ، وكذا ابن زنجويه (1073/1992) ، وابن أبى شيبة (3/194) ، والحاكم (1/402) , والطيالسى (1234) ، وأحمد (3/448 و 4/2و3)

 

(6/69)

 

 

من طريق شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود ابن نيار يقول: جاء سهل بن أبي خيثمة إلى مجلسنا، فحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:. . فذكره، والزيادة للدارمي وأحمد، وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي! وهذا من عجائبه؛ فإنه أورد ابن نيار هذا في " الميزان " وقال:

" لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان على قاعدة ابن حبان (!) تفرد عنه خبيب ابن عبد الرحمن ".

قلت: ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":

" مقبول ". يعني عند المتابعة، وإلا فليّن الحديث كما نصَّ عليه في المقدمة.

قلت: ومن تلاعب الشيخ الكوثري في باب الجرح والتعديل: أنه ضعَّف هذا الحديث بابن نيار هذا فقال في " النكت الطريفة " (ص 101) :

" وهو مجهول، قال الذهبي: لا يعرف، وإن. . . ".

مع أن هذا الحديث من رواية شعبة عن خبيب عنه كما ترى، وقد قال في حديث معاذ الآتي في الاجتهاد بالرأي (4858) :

" وقد روي هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث. . . شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية، والمعترف له بزوال الجهالة وصفا عن رجال يكونون في سند روايته "!

قلت: فلمَ لم تزل الجهالة عن ابن نيار هذا وهو في سند رواية شعبة؟ !

والجواب معلوم عند من يعرفون الكوثري وتعصبه لمذهبه واستغلاله العلم

 

(6/70)

 

 

بالحديث ورجاله واتباعه لهواه تصحيحا وتضعيفا، فتراه تارة يوثق الرجل في حديث، ويضعفه أو يجهله في مكان آخر، فإن كان الحديث مخالفا لمذهبه وهواه؛ ضعفه كهذا الحديث، وإن كان موافقا له؛ صححه مع أن مدراهما على رجل واحد كما تراه هنا، فإن الحديث لم يأخذ به أبو حنيفة فضعفه بعلة الجهالة، وأما حديث معاذ فصححه مع أن فيه جهالة أيضاً، فاحتال عليها بادعاء زوال الجهالة لكونه في إسناده شعبة وهذا المجهول في إسناد شعبة أيضاً! وكم له من مثل هذا التلاعب. وسيأتي بيان شيء منه هند حديث معاذ المشار إليه آنفاً. والله أعلم

2557 - (إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ثم ليقل: اللهم إني أعوذ بك من عمل الشيطان، وسيئات الأحلام، فإنها لا تكون شيئا) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (766) من طريق المسيب بن شريك عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فإن المسيب بن شريك متروك؛ كما قال الإمام مسلم وغيره. وقال البخاري:

" سكتوا عنه ".

 

(6/71)

 

 

2558 - (إذا خرج أحدكم من بيته فليقل: بسم الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله، توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل) .

 

(6/71)

 

 

ضعيف.

أخرجه الطبراني (ق 84/1 - المنتقى منه) من طريق يحيى بن يزيد عن أبيه عن يزيد بن حصيفة عن أبيه عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى والثانية: والد يزيد بن خصيفة وجده غير معروفين كما يأتي في كلام العلائي، وهو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الكندي المدني، ينسب لجده.

الثالثة: يزيد والد يحيى - وهو ابن عبد الملك النوفلي - ضعيف كما في " المجمع " (10/128) وغيره.

الرابعة: يحيى بن يزيد؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" ضعفه ابن عدي ".

والحديث أعله الهيثمي بالعلة الثالثة فقط، وهو قصور، وكذلك صنع الحافظ في " الإصابة "، ولكنه أتبع ذلك بقوله:

" وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب " الوشي ": إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الثقة المشهور الراوي عن السائب بن يزيد؛ فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة، وإن كان غيره؛ فلا أعرفه، ولا أباه ولا جده.

قلت: هو المشهور، فقد ذكر المزي في " التهذيب " يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه، وذكر أن اسم والد خصيفة عبد الله بن يزيد. وقيل: هو خصيفة بن يزيد، وعلى هذا فصحابي هذا الحديث هو خصيفة، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد الله [بن] خصيفة أن اسم والد خصيفة: يزيد، وقيل: عبد الله بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي ".

 

(6/72)

 

 

(تنبيه) : وقد الحديث في " المجمع " هكذا:

" وعن زيد بن عبد الله بن خصيفة عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج من منزله (في نسخة: بيته) : بسم الله، لا حول..... " إلخ.

كذا قال، فجعله من فعله صلى الله عليه وسلم لا من أمره، فلا أدري أسقط من قلم الناسخ أو الطابع لفظة " أحدكم " و " فليقل "، أم هو رواية أخرى عند الطبراني؟! والذي يترجح عندي الأول، وإلا لكان الهيثمي الذي أشار إلى الرواية الأخرى كما هي عادته.

والله أعلم، وقوله: " زيد " خطأ مطبعي، وقوله: " ابن عبد الله " لعلها زيادة توضيحية من الهيثمي لأنها لم تقع في إسناد الطبراني كما تقدم.

2559 - (إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك) .

ضعيف جدا

رواه ابن حبان في " الضعفاء " (2/15 - 16) ، وابن عدي (215/2) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/289) ، وعنه الديلمي (1/1/114) ، وابن عساكر (15/465/2) عن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار قال: لا أراه إلا عن عبد الله بن عمر مرفوعا. وقال ابن عدي:

" عبد الله بن جعفر عامة حديثه لا يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه ".

قلت: هو والد الحافظ علي بن المديني، وفي " الميزان ":

" متفق على ضعفه، قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن المديني: أبي ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال

 

(6/73)

 

 

الجوزجاني: واه ".

ولعل أصل هذا الحديث الوقف، فوهم الراوي فرفعه، فقد روى البخاري في " الأدب المفرد " (1112) وغيره عن عقبة بن عامر الجهني: أنه مر برجل هيئته هيئة مسلم، فسلم، فرد عليه، فقال له الغلام: إنه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك وولدك. وسنده حسن كما في " الإرواء " (5/115) . وانظر ما يستفاد منه فيما علقته عليه في " صحيح الأدب المفرد " (430/847/1112) .

2560 - (إذا دخل أحدكم على أخيه فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان، أو قضاء رمضان، أو نذرا) .

ضعيف

رواه أبو الحسين الكلابي في " حديثه " (247 - 248) : حدثنا أبو المغيرة: حدثنا السكوني - سميته -: حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

كذا في الأصل: " سميته " وكذا هو في نسخة أخرى (178/1) لكن عليها إشارة (صـ) يعني كذا الأصل، وعل هامشها: " حدثنا بقية " كأنه تصحيح، وهو بخط مغاير للأصل. ويؤيد هذا التصحيح، أن الطبراني أخرجه في " المعجم الكبير " (3/200/2) من طريق أبي تقي الحمصي: أخبرنا بقية بن الوليد: حدثني محمد الكوفي عن عبيد الله بن عمر به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن عبد الرحمن الظاهر أنه ابن أبي ليلى القاضي، ويؤيده أن في رواية الطبراني " محمد الكوفي " فإن ابن أبي ليلى كوفي؛ وهو ضعيف، قال الحافظ:

 

(6/74)

 

 

" صدوق سيىء الحفظ جدا ".

هذه هي علة الحديث، وقد غفل عنها بعضهم، وذهب يعله بما لا يقدح فقال الهيثمي في " المجمع " (3/201) وتبعه المناوي في " الفيض ":

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس ".

قلت: إنما يضر في حديثه إذا ما رواه معنعنا، أما وهو قد صرح بالتحديث في الطريقين؛ فلا يجوز إعلاله بالتدليس؛ كما هو مقرر في علم الحديث، فلعل الهيثمي شت بصره عن التحديث. والله أعلم.

وللحديث شاهد، ولكنه واه جدا، فإنه يرويه محمد بن الفضل عن عبد الكريم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه محمد بن الحسن الطبري في " الأمالي " (6/1) .

وابن الفضل هذا متهم بالكذب، وقد تقدم مرارا.

وعبد الكريم؛ إن كان ابن مالك الجزري فهو ثقة، وإن كان ابن أبي المخارق أبا أمية البصري فهو ضعيف، وكلاهما يروي عن مجاهد.

2561 - (القراء عرفاء أهل الجنة) .

موضوع

رواه ابن جميع في " معجمه " (ص 144) : حدثنا محمد بن منصور: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم: حدثنا يزيد بن هارون: أنبأنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا. ومن طريق ابن جميع رواه الضياء في " المختارة " (116/1) .

قلت: وهذا سند رجاله كلهم موثقون غير محمد بن منصور وهو أبو بكر الواسطي كما صرح به الضياء في روايته؛ وهو في عداد المجهولين؛ فقد أورده

 

(6/75)

 

 

الذهبي في " الميزان " فلم يترجمه بشيء غير أنه ساق له هذا الحديث وقال:

" هو المتهم به ". وأقره الحافظ في " اللسان ".

ولم يرجع إليهما الدكتور عمر تدمري - كعادته - في تعليقه على " المعجم " فقال فيه:

" لم أجد له ترجمة "!

وقد روي الحديث بلفظ آخر سيأتي إن شاء الله تعالى برقم (3497) ، وبلفظ ثالث تراه في " ضعيف الجامع " (2106) .

2562 - (إذا سأل أحدكم الرزق فليسأل الحلال، فإن الله يرزق الحلال والحرام) .

ضعيف

رواه ابن عدي (207/2) عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو سفيان هذا اسمه طريف بن شهاب؛ وهو ضعيف كما في " التقريب ".

 

(6/76)

 

 

2563 - (إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحد، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجب له الجنة، إنه وتر يحب الوتر: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام ... إلى قوله: الرشيد الصبور) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/380) من طريق أبي العباس

 

(6/76)

 

 

القاسم بن القاسم السياري: حدثنا أحمد بن عباد بن سلم - وكان من الزهاد -: حدثنا محمد بن عبيدة النافقاني: حدثنا عبد الله بن عبيدة العامري: حدثنا سورة بن شداد الزاهد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب مرفوعا، وقال في آخره:

" مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة.

حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه. وحديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر، لا صحة له ".

قلت: وموسى بن يزيد لم أعرفه. ومثله سورة الزاهد وعبد الله العامري وأحمد بن عباد بن سلم!

وأما محمد بن عبيدة النافقاني؛ فقال أبو نصر بن ماكولا:

" صاحب مناكير ".

فهذا الحديث من منكراته.

قلت: وحديث الأعرج الذي أشار إليه أبو نعيم والمتفق عليه؛ ليس فيه " ما من عبد ... " إلخ، ولا فيه سرد الأسماء، وإنما جاءت الأسماء في بعض الطرق الواهية كما بينته في " تخريج المشكاة " (2288) .

2564 - (إذا سلم الإمام فردوا عليه) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (921) ، والطبراني (6899) ، وابن عدي (168/1) عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا وقال:

 

(6/77)

 

 

" رواه عن قتادة مع أبي بكر تاهذلي سعيد بن بشير ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه ثلاثة علل:

الأولى: عنعنة الحسن البصري.

الثانية: أبو بكر الهذلي؛ متروك، وهو بصري.

الثالثة: إسماعيل بن عياش؛ ضعيف في روايته عن غير الشاميين؛ وهذه منها.

لكن قد جاء عن قتادة من غير هذه الطريق الواهية، فقد رواه سعيد بن بشير عنه كما علقه ابن عدي، ووصله الطبراني (6890) ، وكذا أبو داود (1001) ؛ وهو وإن كان ضعيفا فقد تابعه همام عن قتادة به نحوه، ولفظه:

" قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلم على أئمتنا، وأن يسلم بعضنا على بعض ".

رواه ابن ماجه (922) .

قلت: فانحصرت العلة في عنعنة الحسن البصري. والله أعلم.

2565 - (إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة) .

موضوع

أخرجه المخلص في " المجلس السابع " (51/2) ، وعنه علي بن أبي طالب المكي في " حديثه عنه " (1/1) ، وأبو طاهر الأنباري في " مشيخته " (146/2) ، وأبو نعيم في " الحلية " (7/140) ، وابن عدي في " الكامل " (5/288) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (3/340/3708/2) ،

 

(6/78)

 

 

والخطيب في " الموضح " (2/121) ، والحاكم أبو أحمد في " الكنى " (ق 132/1) من طريق عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به. وقال أبو أحمد الحاكم:

" هذا حديث منكر شبيه بالموضوع ". وقال ابن عدي:

" هذا الحديث عن الثوري باطل ليس له أصل ". وأقره البيهقي.

ومن هذا الوجه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني ثم قال:

" تفرد به عبد العزيز وهو كذاب ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2/104) بأن البيهقي أخرجه في " الشعب " من طريقه، وأن أبا نعيم أخرجه أيضا من طريق أحمد بن جمهور القرقساني: حدثنا علي بن المديني عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري به دون الجملة الثانية وزاد:

" وما من سهل ولا جبل ولا شيىء إلا ويستعيذ بالله من يوم الجمعة ". وقال:

" غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جمهور ".

قال السيوطي عقبه:

" وأحمد بن جمهور متهم بالكذب. وقال البيهقي أيضا: أنبأنا ... : حدثنا أبو مطيع: حدثنا سفيان الثوري به. قال البيهقي:

هذا الحديث لا يصح عن هشام، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ضعيف، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي، وهو أيضا ضعيف بمرة. والله أعلم ".

 

(6/79)

 

 

قلت: وبالجملة، فالحديث رواه ثلاثة من الضعفاء عن الثوري، وهم: عبد العزيز بن أبان، وأحمد بن جمهور، وأبو مطيع البلخي، والأولان كذابان كما سبق، والأخير ضعف اتفاقا، ويبدو من مجموع ما قيل فيه أنه شديد الضعف، وفي كلام البيهقي السابق ما يشير إلى ذلك، وفيه أيضا تصريحه ببطلان الحديث، ولكن السيوطي اختصره، فقد قال عقب قوله: " ضعيف بمرة ":

" وهو عن الثوري باطلا لا أصل له ".

كذا ذكره المناوي عنه في " الفيض ". ثم تعقب السيوطي بقوله:

" ولما أورده ابن الجوزي في الموضوع، تعقبه المؤلف بوروده من طرق، ولا تخلو كلها عن كذاب أو متهم ".

ومنه يبدو أن تعقب السيوطي لا طائل تحته.

2566 - (لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم "، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (5/177) من طريق الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال:

" غريب من حديث رجاء وجنادة مرفوعا، تفرد به الحارث عن محمد بن سعيد ".

قلت: ابن سعيد هذا هو المصلوب على الزندقة؛ وهو كذاب. والحارث بن نبهان متروك، فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "! ولم يقتصر على ذلك، بل إنه رمز لحسنه! قال المناوي:

 

(6/80)

 

 

" وهو هفوة ... ". ثم أعله بنحو ما ذكرنا نقلا عن الهيثمي والعسقلاني.

2567 - (إن العجب ليحبط عمل سبعين سنة) .

موضوع

رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (71/1) ، والديلمي (1/2/286) عن محمد بن خلف بن عبد السلام: حدثنا موسى بن إبراهيم: حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه عن الحسين بن علي مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ موسى بن إبراهيم هو المروزي؛ متروك. ومحمد بن خلف بن عبد السلام مروزي أيضا؛ كذبه يحيى بن معين. قال ابن الجوزي - وساق له حديثا آخر في فضل علي -:

" هذا موضوع، آفته محمد بن خلف ".

ووافقه السيوطي في " اللآلي " (1/320) .

ثم غفل عنه، فأورد له حديث الترجمة في " الجامع الصغير "! كما غفل عنه المناوي، فأعل الحديث بشيخه موسى بن إبراهيم فقط!

 

(6/81)

 

 

2568 - (إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا) .

ضعيف جدا

رواه الطبراني (3/119/2) ، والوحدي في " الوسيط " (1/7/2) عن يحيى بن كثير أبي النصر: أخبرنا عبد الكريم: أخبرنا عطاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق البصري أبو أمية المعلم؛ وهو ضعيف، وله ذكر في مقدمة مسلم.

 

(6/81)

 

 

ويحيى بن كثير أبو النضر متروك؛ كما قال الدارقطني، وبه وحده أعله المناوي تبعا للهيثمي!

2569 - (إذا سمعت النداء فأجب، وعليك السكينة، فإن أصبت فرجة وإلا فلا تضيق على أخيك، واقرأ بما تسمع أذنيك، ولا تؤذ جارك، وصل صلاة مودع) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " (ق 183/2) ، وابن دوست العلاف في " الأمالي " (127/1) ، والضياء في " المختارة " (7/113/2) ، والديلمي (1/1/60) عن سعيد بن عبد الله بن دينار عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصر المسند "، وقد قال في " التقريب ":

" الربيع بن صبيح ... صدوق سيىء الحفظ ".

قلت: وسعيد بن عبد الله بن دينار؛ لم أجد له ترجمة.

ثم رأيت ابن حبان قال في " ثقاته " (2/1/1) :

" يأتي بما لا أصل له عن الأثبات ".

والحديث عزاه السيوطي: لأبي نصر السجزي في " الإبانة "، وابن عساكر عن أنس، وأعله المناوي بالربيع بن صبيح.

 

(6/82)

 

 

2570 - (إذا سمعتم المؤذن أذن فقولوا: اللهم افتح أقفال قلوبنا لذكرك، وأتمم علينا نعمتك وفضلك، واجعلنا عليها من عبادك الصالحين) .

 

(6/82)

 

 

ضعيف.

رواه ابن حبان في ترجمة عمر بن خالد الوهبي من " الثقات " (1/146) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (98) ، وعنه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/59) : حدثنا عبد الصمد بن سعيد - بحمص -: حدثنا أحمد بن إبراهيم: حدثنا الحسن بن حاتم الألهاني: حدثنا عمر بن خالد الوهبي: حدثنا أنس بن مالك مرفوعا به.

قلت: وهذا سند ضعيف مجهول، فإن عمر هذا لم أر من ذكره غير ابن حبان، ومثله الحسن بن حاتم الألهاني.

2571 - (إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا، فإن الكباد من العب) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في " الطب " (9/2 - نسخة السفرجلاني) عن عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ابن أبي حسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله أو إعضاله؛ فإن ابن أبي حسين - واسمه عبد الله بن عبد الرحمن - تابعي صغير ثقة. وعلقه البيهقي في " الشعب " (5/115/6012) . وقد وصله بعض الضعفاء من حديث علي، وقد مضى برقم (2323) ، وروي عن أنس مختصرا، وتقدم برقم (1428) .

 

(6/83)

 

 

2572 - (إذا سميتم فكبروا. يعني على الذبيحة) .

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/130/1 - 2) عن سليمان بن داود الشاذكوني: حدثنا محمد بن حمران عن عثمان بن سعد الكاتب:

 

(6/83)

 

 

سمعت أنس بن مالك مرفوعا؛ وقال:

" تفرد به الشاذكوني ".

قلت: وهو متهم بالكذب، كذبه ابن معين وصالح جزرة.

وعثمان بن سعد الكاتب؛ ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

2573 - (إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجها) .

ضعيف جدا

رواه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (10/81/1) عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي: حدثنا علي بن موسى بسنده المسلسل بأهل البيت إلى جدهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد هالك، أحمد بن عامر اتهمه الذهبي؛ فقال في ترجمة ابنه عبد الله بن أحمد بن عامر:

" عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه ".

وللحديث طريق أخرى، رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " (3/90) ، والديلمي (1/1/60) عن أبي الحسن محمد بن علي بن الحسن العلوي: حدثني أبي أبو إسماعيل علي بن الحسين: حدثني أبي الحسين بن الحسن قال: حدثني جدي محمد بن القاسم عن أبيه عن زيد بن الحسن عن أبيه عن علي به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مجهول، ما بين زيد بن الحسن ومحمد بن علي العلوي؛ لم أجد من ترجمهم، وأما العلوي؛ فترجمه الخطيب وروى عن أبي سعد

 

(6/84)

 

 

الإدريسي أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره. مات سنة (395) .

وله طريق أخرى عن علي مرفوعا بلفظ:

" إذا سميتموه محمدا فعظموه ووقروه وبجلوه، ولا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه تعظيما لمحمد صلى الله عليه وسلم ".

رواه ابن بكير في " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " (59/2) ، وابن النجار (10/91/2) عن عبد الله بن داهر الرازي: حدثنا عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ عمرو بن جميع كذاب وضاع، والرازي متهم.

2574 - (إذا سميتموه محمدا فلا تجبهوه، ولا تحرموه، ولا تقبحوه، بورك في محمد، وفي بيت فيه محمد، ومجلس فيه محمد) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/60) عن يحيى بن محمد بن يحيى النهاوندي: حدثنا سفيان بن هارون القاضي: حدثنا سفيان بن وكيع: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي "، وهو إسناد ضعيف فيه علل:

الأولى: عنعنة أبي الزبير؛ فإنه كان مدلسا.

الثانية: ضعف سفيان بن وكيع؛ وهو ابن الجراح، قال الحافظ:

" كان صدوقا، إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه ".

 

(6/85)

 

 

الثالثة: سفيان بن هارون القاضي؛ ترجمه الخطيب (9/186) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وقد روي طرفه الأول من حديث أبي رافع كما يأتي (2649) .

2575 - (إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع، صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدا) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/ 63 - 64) عن خالد بن إلياس عن عبد الله بن نافع عن أم سلمة مرفوعا.

سكت عنه الحافظ في " مختصره "، وقد قال في " التقريب ":

" خالد بن إلياس أو إياس بن صخر ... متروك الحديث ". أي شديد الضعف.

والحديث أورده السيوطي من رواية الديلمي وحده، فتعقبه المناوي بقوله:

" وفي إسناده ضعف، لكن له شواهد، واقتصاره على الديلمي يؤذن بأنه لم يخرجه أحد من الستة، وهو عجب، فقد خرجه ابن ماجه من حديث أبي أيوب، ورواه الحاكم والبيهقي ".

قلت: وفيه ملاحظات:

الأولى: قوله في حديث أبي أيوب؛ " خرجه ابن ماجه "، وليس عند ابن ماجه، إلا الفقرة الأولى منه، وفيه زيادة ليست في حديث الترجمة.

الثانية: أن الشواهد التي أشار إليها ليس فيها أيضا قوله: " صلاة من لا يظن ... ".

 

(6/86)

 

 

الثالثة: " وفي إسناده ضعف " ليس دقيقا يعبر عن حقيقة ضعفه، لأن معناه أن ضعفه ليس شديدا، وقد عرفت من ترجمة " التقريب " لراويه بأنه متروك الحديث؛ وأنه يعني أنه شديد الضعف.

2576 - (إن لله [باردة] يبعثها على رأس مئة سنة تقبض روح كل مؤمن) .

منكر

أخرجه البخاري في " التاريخ " (1/2/101) - والزيادة له -، والبزار (1/122/129 - كشف) ، والحاكم (4/457) من طريق بشير بن المهاجر عن عبيد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن المهاجر فهو من رجال مسلم وحده، ولكن فيه ضعف قال الحافظ:

" صدوق، لين الحديث ".

وترجمه الذهبي في " الميزان "، ونقل عن أحمد أنه قال:

" منكر الحديث، يجيء بالعجب ".

ثم ساق له من منكراته هذا الحديث.

ومنه تعلم ما في قول الحاكم: " صحيح الإسناد "! وإن وافقه الذهبي! ولا سيما وقد اضطرب في متنه، فرواه البزار أيضا (رقم 228) بسنده الصحيح عنه بسنده المذكور بلفظ:

" لا ينقضي مئة سنة وعين تطرف ". يعني ممن هو على الأرض يومئذ، كما يأتي، ليس فيه ذكر الريح. وأنا أظن أنه دخل على (بشير) في هذا الحديث؛

 

(6/87)

 

 

حديث الريح التي ترسل في آخر الزمان فتقبض روح كل مؤمن، فلا يبقى على وجه الأرض إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة. كما في حديث النواس الطويل عند مسلم (8/197 - 198) وغيره.

قلت: وهذا هو الأشبه، فإن له شواهد كثيرة، أقربها إلى هذه اللفظ حديث عقبة بن عمرو الأنصاري وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وقد استدرك علي على عقبة بن عمرو زيادة هامة بلفظ:

" ممن هو حي اليوم ".

وقد خرجته في " الصحيحة " برقم (2906) ، فليراجعه من شاء.

2577 - (إذا عطس أحدكم فقال: الحمد لله، قالت الملائكة: رب العالمين، فإذا قال: رب العالمين، قالت الملائكة: رحمك الله) .

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الكبير " (3/155/1 - 12284 - ط) ، وفي " الأوسط " (1/192/1/3512 - بترقيمي) ، ومن طريقه الضياء في " المختارة " (249/1) ، وابن السني (256) عن عبيد بن محمد: حدثنا صباح المزني هو ابن يحيى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه علل:

الأولى: عطاء بن السائب، كان اختلط.

الثانية: صباح بن يحيى، قال الذهبي:

" متروك، بل متهم ".

قلت: وقد أفاد الطبراني في " الأوسط " أنه تفرد برفعه.

 

(6/88)

 

 

الثالثة: عبيد بن محمد؛ وهو النحاس كما في رواية ابن السني؛ قال ابن عدي:

" له أحاديث مناكير ".

الرابعة: أبو كريب؛ قال المناوي: قال الذهبي:

" مجهول ".

قلت: ومن هذا التحقيق تعلم تساهل الهيثمي في قوله (5/57) :

" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط "!

فقد عرفت أن إعلاله بمن دونه أولى لشدة ضعفه؛ أعني الراوي عنه صباح بن يحيى، ولا سيما وقد خالفه أبو عوانة الثقة؛ فرواه عن عطاء به موقوفا على ابن عباس. وأبو عوانة سمع منه بعد الاختلاط.

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (920) .

ومن ذلك تعلم أيضا تساهل الحافظ في قوله في " الفتح " (10/600) :

" وللمصنف أيضا في " الأدب المفرد " والطبراني بسند لا بأس به عن ابن عباس قال: ... " فذكره موقوفا.

فقد عرفت أنه لا يصح لا موقوفا ولا مرفوعا. وإن من شؤم التقليد والغفلة عن الفرق بين الموقوف والمرفوع أن الشيخ الجيلاني في شرحه على " الأدب المفرد " قال (2/376) :

" أخرجه الطبراني بسند لا بأس به ".

فحمل كلام الحافظ في إسناد " الأدب " الموقوف على إسناد الطبراني المرفوع؛ وقد علمت أن فيه كل البأس!

 

(6/89)

 

 

2578 - (إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت أمتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي) .

ضعيف

رواه عبد الغني المقدسي في " الأمر بالمعروف " (95/2) عن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل يقول: ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إعضاله؛ فيه إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1/1/88) :

" سألت أبي عنه، وذكر له حديثا رواه عن معن عن ابن أخي الزهري عن الزهري؟ فقال: هذا حديث باطل موضوع، كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير، فقد جاء بمثل هذا! ".

والحديث أورده السيوطي من رواية الحكيم الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد:

والحديث أورده السيوطي من رواية الحكيم الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد:

" وإذا تسابت أمتي سقطت من عين الله ".

ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

 

(6/90)

 

 

2579 - (إن الله يستحيى من ذي الشيبة إذا كان مسددا لزوما للسنة أن يسأله فلا يعطيه) .

ضعيف

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (رقم 23) من طريق صالح بن راشد عن أبي عتيك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(6/90)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو عتيك هذا لم أعرفه.

ثم تبين أن (أبو عبيد) ؛ كما في مجمع " المعجم الأوسط " (5282) ، و " مجمع البحرين " (4625) - للهيثمي -، وهو من رجال مسلم.

وصالح بن راشد الظاهر أنه أبو عبد الله العبسي، ترجمه البخاري في " التاريخ الكبير " (2/2/279) ، وابن أبي حاتم (2/1/401) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

2580 - (إن مغير الخلق كمغير الخلق، إنك لا تستطيع أن تغير خلقه حتى تغير خلقه) .

ضعيف

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (192) ، وابن عدي في " الكامل " (1/298) ، والديلمي (1/2/295) عن عمرو بن عثمان: حدثنا بقية عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن الحجازيين، وهذه منها. وأشار ابن عدي إلى أنه تفرد به.

وبقبة - وهو ابن الوليد - مدلس وقد عنعنه.

 

(6/91)

 

 

2581 - (الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها وتضرب بأذنابها وتطرح ما في بطونها وليس عندها طلبة، فاتقه) .

موضوع

رواه ابن عدي (290/2) عن محمد بن الفرات: سمعت محاربا يقول: سمعت ابن عمر يقول: فذكره مرفوعا، وقال:

" لا أعلم يرويه غير محمد بن الفرات " قال: " والضعف بيِّن على ما يرويه ".

 

(6/91)

 

 

قلت: في " الميزان ":

" كذبه أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة، وقال أبو داود: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة. وقال البخاري: منكر الحديث ".

ولذلك أورده ابن الجوزي في " الموضوعات ".

2582 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم خصماء الله، وهم القدرية) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (336) ، والطبراني في " المعجم الأوسط " (6/317/6510) من طريق بقية: حدثنا حبيب بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن عمر - وهو الأنصاري -؛ قال الدارقطني:

" مجهول ".

قلت: وأبوه عمر الأنصاري لم أعرفه.

والحديث في " المجمع " (7/206) من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال الهيثمي:

" وبقية مدلس، وحبيب بن عمرو - كذا - مجهول ".

قلت: بقية قد صرح بالتحديث فبرئت ذمته منه، فالعلة من شيخه.

 

(6/92)

 

 

2583 - (إذا كان يوم القيامة؛ ينادي مناد من بطنان العرش: ليقم من أعظم الله أجره، فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه) .

 

(6/92)

 

 

ضعيف.

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (11/198 - 199) من طريق أبي العباس الكديمي: حدثنا عمر بن حبيب القاضي قال: (قلت: فذكر قصة له مع المأمون، وفيها) فقلت: يا أمير المؤمنين! اسمع مقالتي: إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته الكديمي هذا هو كذاب. وشيخه عمر بن حبيب القاضي كذبه ابن معين، وقال النسائي وغيره:

" ضعيف ". وقال البخاري:

" يتكلمون فيه ".

وأخرجه الديلمي (1/1/137) من طريق أبي الشيخ معلقا عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس به نحوه.

ونهشل - وهو ابن سعيد البصري - كذاب أيضا كما قال ابن راهويه.

والضحاك - وهو ابن مزاحم - لم يسمع من ابن عباس.

وروي من حديث المبارك بن فضالة: حدثنا الحسن عن عمران بن الحصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره؛ وفيه القصة.

أخرجه الخطيب أيضا (6/145) .

قلت: وإسناده ضعيف: الحسن هو البصري؛ وهو مدلس.

والمبارك بن فضالة صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث، لكن من دونه جماعة لم أعرفهم.

وفي معناه ما في " الفتح الكبير " و " الجامع الكبير " من حديث أنس مرفوعا:

 

(6/93)

 

 

" إذا أوقف الله العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة. قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: (العافون عن الناس) ، فقام كذا وكذا ألفا، فدخلوا الجنة بغير حساب ".

رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغضب " عنه.

قلت: ولم أقف على إسناده، وما أظنه يصح، والله أعلم.

2584 - (إذا كان يوم القيامة نودي: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله عز وجل: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير)) .

ضعيف جدا

رواه المخلص في " قطعة من حديثه " (82/2 - مجموع 74) ، والبيهقي في " الزهد " (73/1) ، والرامهرمزي في " الأمثال " (49/2) عن إبراهيم بن الفضل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا.

ورواه الثعلبي في " التفسير " (3/158/2) من طريق ابن أبي فديك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ إبراهيم بن الفضل - وهو المخزومي المدني - متروك كما قال الحافظ. والظاهر أنه سقط من نسخة " تفسير الثعلبي ".

 

(6/94)

 

 

2585 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه قبل أبي بكر وعمر) .

 

(6/94)

 

 

ضعيف جدا.

رواه ابن عساكر (13/20/2) عن الفضل بن جبير الوراق: أخبرنا داود بن الزبرقان عن مطر عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: بينما عمر يمر في الطريق إذ هو برجل يكلم امرأة فعلاه بالدرة، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما هي امرأتي، فقام عمر فانطلق، فلقي عبد الرحمن بن عوف فذكر ذلك له، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما أنت مؤدب وليس عليك شيء، وإن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله يقول: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ داود بن الزبرقان قال ابن معين:

" ليس بشيء ". وقال أبو زرعة:

" متروك ". وقال النسائي:

" ليس بثقة ". وقال الجوزجاني:

" كذاب ".

والفضل بن جبير الوراق؛ قال العقيلي:

" لا يتابع على حديثه ".

2586 - (إذا دخل البصر فلا إذن) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (1082 و 1089) ، وأبو داود (2/635) والبيهقي في " السنن " (8/339) عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير كثير بن زيد؛ وهو الأسلمي المدني؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفه النسائي وغيره ".

 

(6/95)

 

 

وقال الحافظ:

" صدوق يخطىء ". وأما في " الفتح " (11/24) فحسن سنده!

2587 - (حق الجار: إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز سترته، وإن أصاب خيرا هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بناءه فتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الكبير " (19/419/1014) ، و (ق 122/1) من " جزء ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال:

قلت: يا رسول الله! ما حق جاري علي؟ قال:

" إن مرض عدته ... " الحديث.

وقال الحافظ الذهبي في " حقوق الجار " (15/1 - 2) .

" سند واه ".

قلت: وذلك لأن أبا بكر الهذلي متروك كما قال الحافظ، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين وهذه منها.

وقال الهيثمي (8/165) :

" رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف ".

ثم ذكره من طريق سويد بن عبد العزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه.

 

(6/96)

 

 

قلت: أخرجه الخرائطي في " المكارم " (ص 40) ثم قال الذهبي:

" سويد ضعيف كعثمان بن عطاء، وروي نحوه عن يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل مرفوعا؛ وهو منقطع ".

ثم ذكره من طريق إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا نحوه مختصرا؛ فيه ذكر الاستعانة وقضية القدر؛ ثم قال:

" إسماعيل واه ".

قلت: حديث أبي هريرة أخرجه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (2/362) من طريق إسماعيل بن رافع به.

وحديث معاذ عند أبي الشيخ في " التوبيخ " (59/25) من طريق عثمان بن مطر عن يزيد بن بزيغ به.

قلت: وابن بزيغ هذا متفق على تضعيفه، بل قال الذهبي: " هو من الدجاجلة ".

2588 - (الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ ! فيقال لهم: ليس من علم كمن لا يعلم) .

منكر

أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه من حديثه لأهل البصرة " (ق 122/1) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (8/286) : حدثنا أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السيريني: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به. وقال أبو نعيم:

 

(6/97)

 

 

" غريب من حديث أبي طوالة، تفرد به عنه العمري ".

قلت: وهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري الزاهد المدني؛ وهو ثقة كما قال النسائي والحافظ وغيرهما.

وسائر رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، غير السيريني هذا؛ قال الذهبي:

" وعنه الطبراني بخبر منكر في عذاب فسقة القرآن، علقته في " التاريخ " في ترجمة عبد الله العمري ".

قلت: فهو علة الحديث، ولم تنكشف للمنذري، بل إنه أوهم أن العلة ممن فوقه فقال (1/76) - بعد أن ساق كلمة أبي نعيم السابقة -:

" يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد. ولهذا الحديث مع غرابته شواهد ... ".

وقوله: " ابن عمر " مقحم، ولعله سبق قلم من المؤلف أو الناسخ، أو خطأ من الطابع.

والشاهد الذي أشار إليه المنذري، إنما هو حديث أبي هريرة في " الصحيح ":

" إن أول من يدعى به يوم القيامة رجل جمع القرآن ... " الحديث.

قلت: وهو شاهد قاصر، لأنه إنما يشهد للطرف الأول من الحديث دون سائره كما هو ظاهر.

وقولة: " في (التاريخ) " لعله سبق قلم، فإنه لم يذكر شيئا من ترجمته في " التاريخ " سوى سنة وفاته، وإنما أورد الحديث في ترجمته في " السير " (8/335) ، وقال ما تقدم من استنكاره للحديث.

 

(6/98)

 

 

2589- (إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله عز وجل معك حيث كنت) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه " (ق 122/2) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (6/124) من طريق نعيم بن حماد: حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال أبو نعيم:

" غريب من حديث عروة، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر ".

قلت: وهو الأنصاري الشامي؛ وهو ثقة، وكذلك سائر الرواة غير نعيم بن حماد فهو ضعيف من قبل حفظه، بل اتهمه بعضهم.

وعثمان؛ هو ابن سعيد بن كثير الحمصي.

 

(6/99)

 

 

2590 - (حضر ملك الموت عليه السلام رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا، وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئا، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله، فغفر الله له بكلمة الإخلاص) .

منكر

رواه المحاملي في " الثالث من الأمالي " (30/1) ، والخطيب في " التاريخ " (9/125) ، والديلمي (2/97) ، والضياء في " المختارة " (10/98/1) عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر: حدثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال: أخبرني رجل من ولد عبادة بن الصامت كان ثقة: أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره مرفوعا.

 

(6/99)

 

 

ورواه أبو حاتم الرازي في " كتاب الزهد " (2/2) من طريق الأويسي قال: حدثنا ابن أبي الزناد به. دون قوله في السند: " وكان ثقة ". وكذا رواه ابن أبي الدنيا في " المحتضرين " (2/2) : حدثنا محمد بن الصباح: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به؛ إلا أنه قال: عن رجل من آل عمارة.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل، وقد سمي في طريق أخرى أخرجها أبو نعيم في " ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " (ق 124/1) وهذا أخرجه في " الدعاء " (3/1486) (1) : حدثنا الحسن بن علي المعمري: حدثنا أبو المغلس عبد ربه بن خالد النميري: حدثنا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيةى بن طلحة عن أبي هريرة به.

قلت: وإسحاق هذا - وهو التيمي - ضعيف. وفضيل بن سليمان النميري صدوق له خطأ كثير؛ كما في " التقريب ".

وعبد ربه بن خالد لم يوثقه غير ابن حبان، لكن روى عنه جمع من الحفاظ.

طريق ثالث: رواه أبو الحسين بن المهتدي في " المشيخة " (2/20) عن مبادل بن أيوب قال: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير مبادل بن أيوب فلم أعرفه.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا في " المحتضرين "، والبيهقي فقط في " شعب الإيمان "، وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء.

__________

(1) ومنه صححت بعض الأخطاء

 

(6/100)

 

 

وهو عند البيهقي في " الشعب " (2/9/1015) من طريق الحسن بن علي بن زياد: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا ابن أبي الزناد مثل رواية أبي حاتم.

وللحسن هذا حديث آخر بإسناده هذا، وسيأتي إن شاء الله تعالى في " المجلد الثالث عشر " برقم (6150) .

ثم إن الحديث منكر عندي يناقض بعضه آخره، لأن قوله: لا إله إلا الله، لا ينفعه ما دام لم يوجد في قلبه شيء من الإيمان إلا على مذهب بعض المرجئة الغلاة الذين لا يشترطون مع القول الإيمان القلبي. فتأمل.

2591 - (حفظ الغلام كالوسمة في الحجر، وفي رواية: كالنقش في حجر، وحفظ الرجل بعدما كبر ككتاب على الماء) .

ضعيف

رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (214/2) ، والديلمي (2/94 - 95) عن أبي العباس إسحاق بن محمد بن مروان: حدثنا أبي: حدثنا إسحاق بن وزير عن عبد الملك بن موسى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ عبد الملك بن موسى لم أعرفه، ويحتمل أن يكون الطويل الذي روى عن أنس؛ قال الذهبي:

" لا يدرى من هو، وقال الأزدي: منكر الحديث ".

وإسحاق بن وزير؛ قال الذهبي:

" لا يدرى من ذا؟ قال أبو حاتم: مجهول ".

 

(6/101)

 

 

وإسحاق بن محمد بن مروان - وهو الكوفي القطان - أخو جعفر؛ قال الدارقطني:

" ليسا ممن يحتج بحديثهما ".

والحديث عزاه السيوطي للخطيب في " الجامع " عن ابن عباس. وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء.

2592 - (جهد البلاء كثرة العيال مع قلة الشيء) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " (124/1) من طريق إسماعيل بن عياش عن حسان بن عبيد الله عن إياس بن معاوية بن قرة] عن أبيه [قال: سمعت] عبد الله بن [عمر رضي الله عنهما يقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حسان بن عبيد الله لم أعرفه.

وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين ولعل هذه منها، فإني لم أدر نسبة حسان هذا.

والحديث عزاه السيوطي للحاكم في " التاريخ " عن ابن عمر. وبيض لإسناده المناوي فلم يتكلم عليه بشيء.

ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " للديلمي (2/40/2 - الغرائب الملتقطة) .

 

(6/102)

 

 

أخرجه من طريق الحاكم: حدثنا أبو نعيم الجرجاني - وهو غير أبي نعيم الأصبهاني، ومتقدم عليه - بسنده عن ابن عياش به.

ووقع فيه (حسان بن عبد الله) مكبرا، والله أعلم. ومنه استدركت الزيادتين، ولا أدري أسقطتا من قلمي أم من الأصل؛ فإنه في دار الكتب الظاهرية مما كنت نسخته من عشرات السنين.

(فائدة) : ذكر السيوطي في مقدمة " الجامع الكبير ": أن كل ما كان معزوا عنده للعقيلي في " الضعفاء "، وابن عدي في " الكامل "، وابن عساكر في " التاريخ "، أو للحكيم الترمذي في " نوادر الأصول "، أو الحاكم في " تاريخه "، أو للديلمي في " مسند الفردوس "؛ فهو ضعيف، قال: فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه.

وهذه فائدة من هذا الحافظ ينبغي حفظها، ولكنها غالبية عندي غير مضطردة.

2593 - (كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال) .

ضعيف

رواه تمام في " الفوائد " (255/2 - رقم 2482) عن نصر بن قتيبة: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا الوليد بن مسلم عن صدقة بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. وعن تمام رواه ابن عساكر (17/275/2) وإليه وحده عزاه السيوطي! وبيض له المناوي!

قلت: وهذا إسناد ضعيف، صدقة بن يزيد - وهو الخراساني - ضعفه أحمد وغيره، بل قال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال ابن حبان:

 

(6/103)

 

 

" لا يجوز الاشتغال بحديثه، ولا الاحتجاج به ".

ونصر بن قتيبة؛ لم أعرفه.

ومن طريق الخراساني رواه ابن عساكر أيضا بلفظ:

" كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر، لا يبصره منكم إلا البصير ".

وبه أعله المناوي.

2594 - (كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة؟) .

ضعيف

أخرجه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " (2/26/2) ، وابن عدي (248/2) وابن حبان في " الثقات " (6/205) في ترجمة " حجاج بن محمد بن سليمان الخولاني " والطبراني في " المعجم الأوسط " (5/145 - 146) من طريق عمر بن بلال أبي الفضل القرشي قال: رأيت عبد الله بن بسر المازني في المسجد - يعني مسجد حمص - فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال ابن عدي:

" حديث غير محفوظ، لأن عمر بن بلال هذا ينفرد به، وعمر ليس بالمعروف ".

قلت: ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " كما في " فيض القدير " وقال في " التيسير ":

" إسناد ضعيف، وقول المؤلف: " حسن " غير حسن ".

 

(6/104)

 

 

2595 - (من علم آية من كتاب الله، أو بابا من علم، أنمى الله أجره إلى يوم القيامة) .

 

(6/104)

 

 

ضعيف.

رواه ابن عساكر (16/394/1) عن معاوية بن يحيى أبي مطيع الدمشقي عن محمد بن عبد الرحمن عن ليث عن يحيى بن عباد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف مختلط.

وأبو مطيع الدمشقي؛ صدوق له أوهام؛ كما في " التقريب ".

ومحمد بن عبد الرحمن؛ لعله ابن عرق اليحصبي الحمصي وهو صدوق.

والحديث مما بيض له المناوي.

قلت: وفي معناه حديث آخر يغني عن هذا خرجته في الصحيحة (1335) .

وروى أبو نعيم في " الحلية " (8/224) من طريق يحيى بن عمر الثقفي عن محمد بن النضر عن الوزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من علم آية من كتاب الله أو كلمة من دين الله جنى الله له من الثواب جنيا، وليس شيء أفضل من شيء يليه بنفسه ".

وهذا إسناد ضعيف معضل مظلم؛ من دون الأوزاعي لم أعرفهما، وقد أورده أبو نعيم في ترجمة محمد بن النضر هذا وهو الحارثي، أورده ابن أبي حاتم (4/1/110) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

2596 - (تحفة الصائم الدهن والمجمر) .

موضوع

رواه الترمذي (1/153) ، وأبو جعفر الرزاز في " حديثه " (4/82/1) ، والطبراني (1/274/1) ، والبيهقي في " الشعب " (3/420 - 421) عن أبي معاوية عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون بن زرارة - هكذا قال أبو معاوية - عن الحسن بن علي بن أبي طالب مرفوعا. وكذا رواه ابن

 

(6/105)

 

 

عدي (173/1) وقال ابن عدي:

" سعد بن طريف أحاديثه كلها لا يرويها غيره وهو ضعيف جدا ". وقال الترمذي:

" حديث غريب ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وهو يضعف ".

قلت: وقال ابن معين:

" لا يحل لأحد أن يروي عنه ". وقال ابن حبان:

" كان يضع الحديث على الفور ".

قلت: وعمير بن مأمون؛ قال الدارقطني:

" لا شيء ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الترمذي والبيهقي عن الحسن بن علي، وقال شارحه المناوي:

" قال الديلمي: وسعد وعمير ضعيفان، وقال ابن الجوزي: لا يعرف إلا من حديث سعد، وقد قال يحيى: لا تحل الرواية عنه، وقال ابن حبان: يضع الحديث، وقال الذهبي: تركه واتهمه ابن حبان ".

والحديث مضى برقم (1789) بلفظ أتم منه.

2597 - (إذا دعا أحدكم بدعوة فلم يستجب له، كتبت له حسنة) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (12/205) عن عباس بن محمد الدوري: حدثنا عمرو بن أيوب - إمام مسجد عصام وكان من العباد -: حدثنا

 

(6/106)

 

 

جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال بن يساف قال: حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، هلال بن يساف؛ تابعي ثقة.

وعمرو بن أيوب؛ ساق له الخطيب هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأشار الذهبي إلى جهالته بقوله:

" ما روى عنه سوى عباس بهذا ".

وتبعه الحافظ.

2598 - (إن الذكر في سبيل الله تعالى يضعف فوق النفقة بسبع مئة ضعف) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/438) ، والطبراني (ق 78/1) من طرق عن ابن لهيعة: حدثني زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل زبان بن فائد، قال الحافظ:

" ضعيف مع صلاحه وعبادته ".

قلت: وابن لهيعة ضعيف أيضا من قبل حفظه، وقد اضطرب في إسناده فرواه مرة هكذا، ومرة قال: حدثنا خير بن نعيم الحضرمي القاضي عن سهل بن معاذ به! إلا أنه قال:

" بسبع مئة ألف ضعف "!

أخرجه أحمد (3/440) ، والطبراني إلا أنه قال:

" مئة ضعف ".

 

(6/107)

 

 

وقد تابعه على الوجه الأول رشدين عن زبان بن فائد به.

أخرجه الطبراني، وكذا أحمد (3/438) إلا أنه سقط من إسناده رشدين وهو ابن سعد؛ وهو ضعيف أيضا.

2599 - (إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته، فليأت أهله، فإن البضع واحد، ومعها مثل الذي معها) .

موضوع بهذا اللفظ

أخرجه الخطيب في ترجمة الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب أبي عبد الله البزار يعرف بابن القادسي؛ فقال في " تاريخه " (8/16) : سمعته في " جامع المدينة " يقول: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك - إملاء -: حدثنا محمد بن يونس بن موسى: حدثنا أيوب بن عمر أبو سلمة الغفاري: حدثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

ثم أطال في ترجمته بما يؤخذ منها أنه كان يكذب ويحدث بالأحاديث الموضوعة. ومن الغريب أن الذهبي ثم العسقلاني لم يترجما له في كتابيهما.

ثم إن محمد بن يونس بن موسى - وهو الكديمي - وضاع أيضا.

وأيوب بن عمر الغفاري؛ لم أعرفه.

ويزيد بن عبد الملك النوفلي؛ وهو ضعيف.

وفي الباب ما يغني عن هذا الحديث فانظر " المشكاة " (3105 و 3108) .

 

(6/108)

 

 

2600 - (من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته، وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك) .

موضوع

أخرجه ابن عدي (ق 175/1) ، وعنه البيهقي في " الشعب "

 

(6/108)

 

 

(2/279/1 - 2) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا. وقال البيهقي:

" تفرد به سعيد بن سنان هذا ".

قلت: وهو متهم، قال الحافظ:

" متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع ".

وللشطر الأول منه شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا بلفظ:

".... رفقه في معيشته ".

أخرجه أحمد (5/194) ، وابن عدي (37/2) ، وعنه البيهقي (2/279/2) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو بكر هذا كان اختلط. ثم إنه منقطع بين ضمرة وأبي الدرداء، وقد جاء عنه موقوفا فانظر الرقم المتقدم (556) .

2601 - (إذا راح منا سبعون رجلا إلى الجمعة، كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم؛ أو أفضل) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/51) عن أحمد بن بكر البالسي: حدثنا خالد بن يزيد القسري عن وائل بن داود عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

" لم يروه عن وائل إلا خالد؟، تفرد به أحمد ".

قلت: قال الأزدي:

" كان يضع الحديث ". وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (2/176) .

 

(6/109)

 

 

والقسري؛ ضعيف.

والحسن - وهو البصري - مدلس؛ وقد عنعنه.

2602 - (إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول: يارب! قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به، وقرأ ابن عباس: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) إلى آخر الآية) .

موضوع

رواه الطبراني (3/153 - 154) وفي " المعجم الصغير " (133 - هندية) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: أخبرنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته ابن غزوان هذا، قال الذهبي:

" حدث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا، قال الدارقطني وغيره: كان يضع الحديث، وقال ابن عدي: له عن ثقات الناس بواطيل ".

وقال الحاكم:

" روى عن مالك وإبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة ".

وشريك؛ هو ابن عبد الله القاضي؛ وهو سيىء الحفظ.

 

(6/110)

 

 

2603 - (إذا رأيتم الحريق فكبروا فإنه يطفئه) .

ضعيف

رواه العقيلي في " الضعفاء " (219) : حدثنا أحمد بن زكريا

 

(6/110)

 

 

العائدي قال: حدثنا أبو جعفر ميمون بن الأصبغ النصيبي قال: سمعت ابن أبي مريم يقول: أخبرنا القاسم بن عبد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا. قال ابن أبي مريم: " هذا الحديث سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي - رجل كان يسمع معنا الحديث - عن القاسم بن عبد الله بن عمر، وكان ابن لهيعة يستحسنه، ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب ".

قلت: القاسم هذا كذاب؛ كما قال ابن معين. وقال أحمد:

" يكذب ويضع الحديث ".

وبقية رجال الإسناد ثقات؛ غير العائدي هذا فإني لم أجد له ترجمة، فإذا ثبت هذا السند فيكون من وراه عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به، قد دلسه ابن لهيعة، ولعله لهذا وصفه ابن حبان بأنه " كان يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات، فألزق تلك الموضوعات بهم ".

قلت: ولعل ابن لهيعة لم يفعل ذلك عمدا بل خطأ لسوء حفظه. والله أعلم.

وقد أخرجه ابن عدي (211/2) عن محمد بن معاوية النيسابوري: حدثني ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به، وقال:

" لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة وعبد الرحمن بن الحارث ".

ورواه الطبراني في " الدعاء " (2/1266/1002) ، والثقفي في " الثقفيات " (ج 10 رقم 34) عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي عن عمرو بن شعيب به.

وكذا رواه ابن عساكر (14/340/1) ، وابن السني (رقم 289 - 292) .

 

(6/111)

 

 

والقاسم هذا متروك؛ رماه أحمد بالكذب، كما قال الحافظ في " التقريب ".

وله شاهد من حديث أبي النضر يحيى بن كثير صاحب البصري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا.

أخرجه الدولابي (2/137) .

وأبو النضر هذا ضعيف؛ كما في " التقريب ".

وروي من حديث ابن عمر؛ أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (373) عن أبي الحريش أحمد بن عيسى الكيلاني: حدثنا أحمد بن عبد الله المخرمي: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن أبيه وعمه عن نافع عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عبد الرحمن بن عبد الله هذا؛ قال الذهبي:

" هالك ".

وأبوه ضعيف، ومن دونهما لم أعرفهما.

ومن حديث أبي هريرة؛ يرويه عثمان بن طالوت بن عباد: حدثنا أيوب بن نوح المطوعي قال: حدثني أبي: حدثني محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عنه مرفوعا.

أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " (ق 79/2) ، والطبراني في " الدعاء " (1001) ، و " الأوسط " كما في " المجمع " (10/138) للهيثمي وقال:

" وفيه من لم أعرفهم ".

يشير إلى أيوب بن نوح المطوعي وأبيه، فإني لم أجد لهما ترجمة لا في " الجرح " ولا في " ثقات ابن حبان "!

ثم أخرجه الطبراني (1003) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر

 

(6/112)

 

 

عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب به.

وهذه متابعة هزيلة للقاسم بن عبد الله بن عمر من أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وهو مثله في الوهاء، قال أحمد في " العلل " (2/157) :

" كان كذابا ".

وفي " التقريب ":

" متروك ".

قلت: فلا أدري لم سكت عنه المعلق على أسانيد الحديث عند الطبراني دون هذا!

2604 - (أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/438) ، والطبراني (78/2) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (ق 105/1) من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل زبان بن فائد.

 

(6/113)

 

 

2605 - (لكل شيء مفتاح، ومفتاح السماوات قول: لا إله إلا الله) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الكبير " (ق 79/2 - المنتقى منه) عن داود بن بكر التستري: حدثنا حبان بن أغلب بن تميم: حدثنا أبي: حدثنا المعلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(6/113)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، له ثلاث علل:

الأولى: أغلب بن تميم؛ قال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال ابن معين:

" ليس بشيء ".

وقال ابن حبان:

" منكر الحديث، خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه ".

وبه وحده أعله الهيثمي كما نقله المناوي.

الثانية: ابنه حبان؛ وهاه أبو حفص الفلاس. وقال أبو حاتم:

" ضعيف الحديث ".

الثالثة: داود بن بكر التستري؛ لم يترجموه.

2606 - (أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا، وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني (20/214/498) بإسناد الذي قبله عن معقل بن يسار مرفوعا.

وقال الهيثمي في " المجمع " (1/328) :

" وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف ".

قلت: هو أسوأ حالا مما ذكر، وفيه علتان أخريان كما سبق آنفا.

 

(6/114)

 

 

2607 - (كل ما توعدون في مئة سنة) .

ضعيف

أخرجه البزار في " مسنده " (235 - زوائده) من طريق عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال البزار أو مختصره الهيثمي:

" صحيح "! وقال في " مجمع الزوائد " (7/257) :

" رواه البزار وإسناده حسن "!

قلت: وكل ذلك بعيد عن الصواب، فإن عباد بن منصور هذا ضعيف؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" ضعفوه ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، رمي بالقدر، وكان يدلس، وتغير بآخره ".

وقال المناوي في " الفيض ":

" ورواه ابن الجوزي، وأعله ".

كذا، ولم يزد وقد عرفت العلة.

 

(6/115)

 

 

2608 - (كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا - وأشار بكفه - وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الكبير " (ق 81/2 - المنتقى منه) عن هاني بن المتوكل الإسكندراني: حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن مكحول

 

(6/115)

 

 

عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ مكحول وبقية مدلسان؛ وقد عنعناه.

وهاني بن المتوكل؛ قال أبو حاتم:

" أدركته ولم أكتب عنه ".

قلت: وهذا كناية عن شدة ضعفه. وقال ابن حبان:

" كان تدخل عليه المناكير، وكثرت، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ".

وقد أشار المنذري في " الترغيب " (1/78) إلى إعلال الحديث به.

2609 - (شر المجالس الأسواق والطرق، وخير المجالس المساجد، فإن لم تجلس في المسجد، فالزم بيتك) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " الكبير " (81/2 - المنتقى منه) من طريق بشر بن عون: حدثنا بكار بن تميم، ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: حدثنا أيوب بن مدرك، كلاهما عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا موضوع من الطريقين؛ بشر بن عون؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" له نسخة باطلة عن بكار بن تميم عن مكحول ".

وكأنه أخذه من قول ابن حبان:

" له نسخة نحو مئة حديث كلها موضوعة ".

وبكار بن تميم؛ قال في " الضعفاء ":

 

(6/116)

 

 

" لا يعرف ".

وأيوب بن مدرك؛ قال ابن حبان:

" روى عن مكحول نسخة موضوعة، لم يره ".

قلت: ولعله سرقها منه بشر بن عون المتقدم، أو العكس.

2610 - (طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله، فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة، كل حسنة منها عشرة أضعاف، مع الذي له عند الله من المزيد، قيل: يا رسول الله! أفرأيت النفقة؟ فقال: النفقة على قدر ذلك) .

ضعيف

أخرجه الطبراني (87/2 - منتقى منه) : حدثنا بكر بن سهل: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب عن رجل: حدثه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:

الأولى: الرجل الذي لم يسم؛ فهو مجهول. وبه وحده أعله المنذري (2/157) ، والهيثمي (5/282) !!

الثانية: عبد الله بن صالح؛ قال الحافظ:

" صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ".

الثالثة: بكر بن سهل؛ وهو أبو محمد الدمياطي، قال الذهبي:

" حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال، قال النسائي: ضعيف ".

 

(6/117)

 

 

2611 - (أعظم الخطايا اللسان الكذوب) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/123) من طريق ابن لال معلقا عن سليمان بن أبي شيخ: حدثنا أبي: حدثنا الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس عن عامر بن ربيعة عن ابن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ الحسن بن عمارة متروك باتفاق؛ كما قال الذهبي في " الضعفاء ".

وسليمان بن أبي شيخ وأبوه؛ لم أعرفهما.

ثم إن فيه انقطاعا، وعامر بن ربيعة صحابي، ولم يدركه ابن عابس.

ورواه ابن عدي في مقدمة " الكامل " (ص 76 - بغداد) ، وعنه الضياء في " المختارة " (10/105/1) من طريق أيوب بن سويد عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا به. وقال ابن عدي:

" ولا أعلم يروي هذا الحديث عن الثوري غير أيوب بن سويد ".

قلت: قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفه أحمد وغيره ".

وروي من حديث عقبة بن عامر مرفوعا به.

أخرجه ابن عدي، والقضاعي (109/1 - 2) من طريق عبد العزيز بن عمران قال: أخبرنا عبد الله بن مصعب بن منظور قال: أنبأنا أبي قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: فذكره.

قلت: وعبد العزيز بن عمران هذا - وهو الزهري المدني - متروك؛ كما قال النسائي وغيره.

 

(6/118)

 

 

2612 - (إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تحاتت عذق النخلة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/367) عن عمرو بن الحصين: حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته عمرو بن الحصين هذا؛ وهو كذاب؛ كما قال الخطيب وغيره، وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" تركوه ".

وعبد العزيز بن مسلم هو القسملي؛ وهو ثقة من رجال الشيخين، روى عن الأعمش وغيره. وليس هو الأنصاري الذي قال فيه الذهبي: " فيه جهالة "، كما ظن المناوي، فإنهم لم يذكروا له رواية عن الأعمش. والله أعلم.

 

(6/119)

 

 

2613 - (إذا رجع أحدكم من سفره، فليرجع إلى أهله بهدية، وإن لم يجد إلا أن يلقي في مخلاته حجرا أو حزمة حطب، فإن ذلك مما يعجبهم) .

ضعيف جدا

أخرجه الدولابي في " الكنى " (1/28) من طريق أبي إسماعيل حفص بن عمر الأبلي قال: حدثنا ثور بن يزيد قال: حدثني يزيد بن مرثد عن أبي رهم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ آفته حفص هذا، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" تركوه، وهو العدني، يعرف بـ (الفرخ) ، قال النسائي: ليس بثقة ".

 

(6/119)

 

 

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/58/2) لابن شاهين في " الأفراد " وابن النجار عن أبي رهم.

وفي معناه حديثان آخران واهيان تقدما (1436 و 1437) .

ثم رأيت الحديث عند ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " أخرجه (10/24/2) من طريق ابن شاهين: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني بدمشق: حدثنا إبراهيم بن مرزوق عن يزيد بن مرثد به.

والشيباني هذا لم أعرفه، فيراجع ترجمته في " تاريخ دمشق " لابن عساكر فإن نسخة الظاهرية فيها خرم.

2614 - (علماء حكماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء) .

منكر

رواه أبو سعد النيسايوري في " الأربعين " وهو الحديث التاسع والثلاثون، وأبو نعيم في " الحلية " (9/279) عن أحمد بن علي الخزاز قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له: علقمة بن يزيد الأزدي: حدثني أبي عن جدي قال:

وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا فقال: ما أنتم؟

قلنا: مؤمنين، فتبسم رسوال الله صلى الله عليه وسلم فقال:

" إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟ " قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ونحن عليها إلا أن تكره منها شيئا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

(6/120)

 

 

" وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟ ".

(قلت: فذكروا أركان الإيمان ثم أركان الإسلام الخمسة المعروفة) . قال:

" وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ ".

قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والصبر عند شماته الأعداء، وإكرام الضيف. فقال النبي صلى الله عيه وسلم: فذكر الحديث.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" وأنا أزيدكم خمسا، فيتم لكم عشرون خصلة: إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تكسبون، ولا تنافسوا في شيء غدا عنه تزولون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون ".

قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر وأولادهم أحد غيري. قال: وبقي إلى أيام قلائل ثم مات رضي الله عنه.

ثم قال النيسابوري عن شيخه أبي مسعود البجلي:

" غريب من حديث أحمد بن عبد الله بن ميمون بن أبي الحواري عن أبي سليمان الزاهد تفرد به أحمد علي الخزاز ".

قلت: كلا، بل تابعه الحسين بن علي بن محمد الخزاز قال: سمعت أحمد ابن أبي الحواري به.

أخرجه الضياء في الثالث من " الحكايات المنثورة " (149-150) ولكني أخشى أن يكون في النسخة تحريف، فقد قال أبو نعيم أيضا:

 

(6/121)

 

 

" لم نكتبه إلا من حديث أبي سليمان تفرد به عنه أحمد بن أبي الحواري ".

قلت: وهو ثقة كما في " التقريب "، وأما شيخه أبو سليمان الداراني واسمه عبد الرحمن بن أحمد - فهو رجل مشهور بالصلاح والزهد ولكنهم لم يذكروا حاله في رواية الحديث، ويبدو أنه قليل الحديث جدا، فقد ترجمة ابن أبي حاتم (2/2/214) ، وأبو نعيم في " الحلية " (9/254-280) ،والخطيب (10/248-250) ، والسمعاني في " الأنساب " (216/2) ، وابن عساكر (9/410/2-420/1) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وإنما وصفوه بنحو ما ذكرنا في أول الترجمة. وقال الخطيب:

" ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي ".

ثم ساق له الحديث الآتي (4616) بلفظ:

" من صلى قبل الظهر أربعا غفر له ذنوبه يومه ذلك ".

واستدرك عليه الحافظ ابن عساكر هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه، وهو حديث منكر ولعل الآفة من شيخه، فقد أورده في " الميزان " فقال:

" عن أبيه عن جده، لا يعرف، وأتى بخبر منكر، فلا يحتج به ".

وأقره الحافظ في " اللسان " ولعلهما يشيران إلى هذا الحديث.

ثم رأيته في " تاريخ قزوين " (2/74) من طريق أحمد بن خلف الدمشقي سمعت أحمد بن أبي الحواري به.

 

(6/122)

 

 

2615 - (إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب، ضع أليتيك بين قدميك، وألزق ظاهر قدميك بالأرض) .

موضوع

أخرجه ابن ماجه (896) عن العلاء أبي محمد قال: سمعت أنس بن مالك يقول قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته العلاء هذا وهو ابن زيدل، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال ابن المديني: كان يضع الحديث ".

وقوله: " وألزق ظاهر قدميك بالأرض " باطل مخالف لسنة نصب اليمنى كما هوظاهر.

 

(6/123)

 

 

2616 - (ما من قاض من قضاة المسلمين إلا معه ملكان يسد دانه إلى الحق ما لم يرد غيره وجار متعمدا تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (18/240/602) من الطريق يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن نفيع بن الحارث عن عمران بن حصين مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته نفيع هذا - وهو أبو داود الأعمى - وهو كذاب، كما قال الهيثمي (4/194) .

ويحيى بن يزيد - وهو الرهاوي - مختلف فيه، وقال الحافظ:

" مقبول ".

 

(6/123)

 

 

وقد روي الحديث باسناد آخر خير من هذا عن أنس مختصرا، وقد مضى برقم (1154) . وقريبا (2539) .

2617 - (أكثروا ذكر الله على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله تعالى، ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله تعالى) .

موضوع

أخرجه الضياء في " المختارة " (7/112/1) من طريق بكر بن خنيس عن أبي عبد الرحمن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وتمامه: فقال قائل: ولا القتال في سبيل الله يارسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

" لولا ذكر الله تعالى لم نؤمر بالقتال في سبيل الله، ولو اجتمع الناس على شيء مما أمروا به من ذكر الله ما كتب الله القتال على عباده، وإن ذكر الله تعالى لا يمنعكم من القتال في سبيله، بل هو عون لكم على ذلك، فقولوا: لا إله إلا الله والله أكبر، وقولوا: سبحان الله، وقولوا: الحمد لله، وقولوا: تبارك الله، فإنهن خمس لا يعدلهن شيء، عليهن فطر الله عز وجل ملائكته، ومن أجلهن رفع سماءه، ودحا أرضه، ولهن جبل إنسه وجنه، وفرض عليهن فرائضه، ولا يقبل الله ذكره إلا ممن اتقى وطهر قلبه، وأكرموا الله أن يرى ما نهاكم عنه ".

فقالوا: يا رسول الله! فإن ذكر الله لا يكفينا من الجهاد؟ ، فقال:

" ولا الجهاد يكفي من ذكر الله، ولا يصلح الجهاد إلا بذكر الله. . . ". الحديث بطوله.

 

(6/124)

 

 

قلت: وهذا موضوع، آفته أبو عبد الرحمن هذا وهو الشامي، قال الأزدي: " كذاب ". واعتمده الذهبي في " الضعفاء "، وقال في " الميزان ":

" قلت: لعله المصلوب ".

وأقره الحافظ في " اللسان ".

ثم رأيت حديث الترجمة أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (1/318-319) من طريق بن زرارة الأنصاري عن أبي عبد الرحمن بن غنم به، لم يزكر فيه عبادة.

وأخرجه البيهقي في " الشعب " (1/319) من طريق مروان بن سالم عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل به مختصرا، وقال:

" تفرد به مروان بن سالم ".

قلت: وهو الغفاري الجزري، قال الحافظ:

" متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع ".

2618 - (إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث في المنازل) .

موضوع

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/52) ، وعنه الديلمي في " مسنده " (1/1/145) عن يحيى بن أبي بكير: حدثنا المعلى عن عبد الله آبن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته المعلى - وهو ابن هلال الطحان - فإنه يروي عن ابن أبي نجيح كثيرا، كما قال الحافظ في " اللسان "، وقال في " التقريب ":

 

(6/125)

 

 

اتفق النقاد على تكذيبه ".

وقال الذهبى في "الضعفاء ":

" هو ممن يضع الحديث ".

ولم يتنبه له المناوي، فأخذ يعل الحديث بمن دونه، فقال:

" وفيه الحسن بن علي الأهوازي: اتهمه وكذبه ابن عساكر ".

2619 - (ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/206/1) عن مصعب بن سعيد أبي خيثمة عن موسى بن أعين: أخبرنا أبو شهاب الحناط عن فطر عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إستاذ ضعيف من أجل مصعب هذا، فإنه ضعيف.

وله شاهد من حديث أنس أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/93/2- زوائده) ، وأبو نعيم في " الحلية " (8/245) من طريقين عن يوسف بن أسباط: حدثنا عائذ بن شريح عنه مرفوعا، وقالا:

" لم يروه عن عائذ إلا يوسف ".

ورواه الحكيم الترمذي " الرياضة " (115) ، وأبو نعيم من طريق أبي الأحوص: حدثنا يوسف بن أسباط عن رجل عن أنس به.

قلت: ويوسف بن أسباط أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" وثقه يحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به ".

وعائذ بن شريح، قال الذهبي في " الضعفاء ":

 

(6/126)

 

 

" مجمع على ضعفه، ولم يترك ".

والحديث أشار المنذري في " الترغيب " (2/17) إلى تضعيفه من الوجهين عن ابن عمر وأنس وعزى الثاني لابن حبان أيضا في " الضعفاء ".

2620 - (إذا رد الله إلى العبد المسلم نفسه من الليل فسبحه واستغفره ودعاه، تقبل منه) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (749) عن سعيد بن زربي عن الحسن عن جبير بن ثور، أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فزكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، جبير بن ثور، لم أعرفه.

والحسن - وهو البصري - مدلس وقد عنعنه.

وسعيد بن زربي، قال البخاري:

" عنده عجائب ". وكذا قال أبو حاتم وزاد: " من المناكير ".

وقال ابن حبان:

" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته ".

(تنبيه) : هكذا وقع الحديث عند ابن السني، وقد عزاه في " الفتح الكبير " إليه وإلى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن أبي هريرة بلفظ:

" إذا رد الله على العبد المسلم روحه من الليل، فسبحه، ومجده، واستغفره؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، وإن هو قام فتوضأ وصلى، فذكره، واستغفره ودعاه؛ تقبل منه ".

فلعل هذا لفظ الخرائطي وحده، فإن لفظ ابن السني مختصر ويختلف عنه في

 

(6/127)

 

 

بعض الحرف كما ترى.

ثم رأيت الحديث في " مكارم الأخلاق " (2/909/1011) . فإذا هو عنده بهذا اللفظ. لكن بإسناد آخر؛ من طريق أبي جعفر: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه، فذكره مرفوعا.

قلت: وأبو جعفر هذا هو المؤذن الأنصاري، وهو مجهول كما نص عليه غير واحد، وهو راوي حديث " إن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره ". وهو مخرج في " ضعيف أبي داود " (97) وغيره. ومن الأوهام الفاحشة ما زعمته الدكتورة (سعاد) في تعليقها على " المكارم " أن أبا جعفر هذا هو (محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر) الثقة، وعلى ذلك قالت: " إسناده صحيح رجاله ثقات "! هذا مع تصريح الحافظ وغيره بأنه ليس به، وأنه لم يسمع من أبي هريرة، فأنى له الصحة!

2621 - (إن لكل شيء أنفة، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى، فحافظوا عليها) .

ضعيف

أخرجه البزار (ص 60 - زوائده) ، وأبو نعيم في " الحلية " (5/177) من طريق يزيد بن سنان أبي فروة: حدثنا أبو عبيد الحاجب قال: سمعت شيخا في المسجد الحرام يقول: قال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) قال أبو عبيد: فحدثت به رجاء بن حيوة، فقال: حدثتنيه أم الدرداء عن أبي الدرداء [عن النبي صلى الله عليه وسلم] ، وقالا:

" لا نعلمه يروى مرفوعا إلا بهذا الإسناد ".

قال البزار:

 

(6/128)

 

 

" وقد روي بعض كلامه بغير لفظ "!

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي؛ ضعيف.

وقول البزار المتقدم يبدو أن في النسخة سقطا أو تحريفا فإنها سيئة جدا، ولعل المراد أنه روي بعضه من كلام أبي الدرداء موقوفا عليه بلفظ آخر. فقد أخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " (1/88/2) من طريق سالم قال: قال أبو الدرداء:

" لكل شيء شعار، وشعار الصلاة التكبير ".

ورجاله ثقات رجال البخاري، لكنه منقطع، فإن سالما هذا - وهو ابن أبي الجعد - لم يدرك أبا الدرداء كما قال أبو حاتم.

والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (2/103) مرفوعا ثم قال:

" رواه البزار والطبراني في " الكبير " بنحوه موقوفا، وفيه رجل لم يسم ".

(تنبيه) : عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن أبي شيبة والطبراني في " الكبير " عن أبي الدرداء، يعني مرفوعا. وقد عرفت من هذا التخريج أنه عندهما موقوف، وأن المرفوع إنما هو عند البزار وأبو نعيم، فلو أنه عزاه إليهما لكان أصاب. وقد زاد في " الجامع الكبير " (1/210/2) على المصدرين السابقين: البيهقي في " الشعب " - وهو فيه برقم (2907) ، مرفوعا -؛ فلعل السيوطي استجاز أن يضم إليه المصدرين المذكورين تسامحا منه، ثم هو عندما أورده في " الصغير " نسي ذلك فاختصر من المخرجين الثلاثة البيهقي، فكان هذا الخطأ والله تعالى يغفر لنا وله.

2622 - (إذا زالت الشمس فصلوا) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/185/1) من طريقين

 

(6/129)

 

 

عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب: حدثني خباب قال:

" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء، فما أشكانا، وقال: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو إسحاق؛ وهو عمرو بن عبد الله السبيعي؛ وهو مدلس على اختلاطه.

وظاهر الحديث يخالف قوله صلى الله عليه وسلم:

" إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".

فتأمل.

2623 - (إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم، وإن كان أصغركم، وإذا أمكم فهو أميركم) .

ضعيف

أخرجه البزار في " مسنده " (54 - زوائده) : حدثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري: حدثنا عبد الله بن رشيد: حدثنا محمد بن الزبرقان: حدثنا ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا الإسناد ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير عبد الله بن رشيد وهو الجنديسابوري؛ قال ابن حبان في " الثقات ":

" مستقيم الحديث ".

 

(6/130)

 

 

وقال البيهقي:

" لا يحتج به ".

ومحمد بن حميد القطان هذا؛ لم أعرفه، وكأن الحافظ الهيثمي أشار إليه بقوله في " المجمع " (5/255) :

" رواه البزار، وفيه من لم أعرفه "

ومنه يتبين أن قوله في مكان آخر (2/64) :

" رواه البزار، وإسناده حسن) .

أنه غير حسن.

والحديث أخرجه الديلمي أيضا (1/1/162) .

2624 - (إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض، عسى الله أن يفك عنه الغل يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/38/2) عن علي بن محمد بن عبيد النحاس: حدثني جدي عبيد بن محمد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

" لم يروه عن الزهري إلا ابن أبي ذئب ".

قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، لكن الراوي عنه عبيد بن محمد؛ قال ابن عدي في " الكامل " (ق 316/1) :

" له أحاديث مناكير، يرويها عن ابن أبي ذئب وغيره، يروي تلك الأحاديث ابنه محمد بن عبيد بن محمد ".

 

(6/131)

 

 

كذا قال، وهذا الحديث من رواية حفيده علي بن محمد بن عبيد عنه، فلا أدري أخفي ذلك على ابن عدي أم هو وهم في قوله: " ابنه "، والصواب " حفيده "؟ والله أعلم.

والحديث أعله الهيثمي (2/126) بعبيد هذا.

2625 - (سيكون قوم يتفقهون في الدين، يقرؤن القرآن، يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم السلطان فأصبتم من دنياهم واعتزلتموهم بدينكم، ولا يكون ذلك كما لا يجنى من القتاد إلا الشوك، وكذا لا يجنى من قربهم إلا الخطايا) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (1/112) ، والمروزي في " أخبار الشيوخ " (3/36/2) عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله هذا لم يرو عنه غير يحيى بن عبد الرحمن الكندي، فهو مجهول، ولم يوثقه أحد.

والكندي هذا؛ وثقه الطبراني وابن حبان.

لكن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (18/79/1) ، وإليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع "!

 

(6/132)

 

 

2626 - (من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/134/1) من طريق إبراهيم بن سلم: حدثنا هاشم بن موسى الخصاف؛ حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله

 

(6/132)

 

 

بن عباس: حدثني أبي عن جدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال:

" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم ".

قلت: قال ابن عدي:

" منكر الحديث، لا يعرف ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".

وهاشم بن موسى الخصاف؛ لم أجد له ترجمة.

وسليمان بن علي؛ قال ابن القطان:

" لا يعرف حاله ". وقال ابن حجر:

" مقبول ".

وقد أشار المنذري في " الترغيب " (3/4) لضعفه، وعزاه للأصبهاني أيضا. وقال الهيثمي (4/63) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه جماعة لم أعرفهم ".

والأصبهاني أخرجه في " الترغيب " (1/454 - 455/1075) من طريق إبراهيم بن رشيد، قال: حدثني أخي العلاء بن رشيد: حدثنا داود بن علي بن عبد الله بن عباس به.

قلت: و (داود بن علي) ، قال الذهبي في " المغني ":

" ليس حديثه بحجة، قال ابن معين: أرجو أنه لا يكذب ".

ومن دونه لم أجد لهما ترجمة.

وأورده الغزالي في " الإحياء " بلفظ:

 

(6/133)

 

 

" من أمس وانيا من طلب الحلال بات مغفورا له، وأصبح الله عنه راضيا ".

لا نعرف له أصلا بهذا اللفظ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ العراقي بقوله في تخريجه:

" أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عباس: " من أمسى كالا ... ". وفيه ضعف ".

(تنبيه) : وقع الحديث في " الترغيب " مصدرا بقوله:

" وروي عن عائشة ... "؛ فذكر الحديث، ثم قال في تخريجه:

" رواه الطبراني في " الأوسط "، والأصبهاني من حديث ابن عباس ".

وهذا خلط عجيب، والحديث حديث ابن عباس، وبه كان ينبغي أن يصدر، ولا أصل له عن عائشة.

2627 - (إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم وحولها إلى غيرهم) .

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/450) عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن نصر اللباد: حدثنا أحمد بن حنبل: حدثني الوليد بن مسلم عن الوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة (زاد في رواية: عن نافع) عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي الحسن اللباد هذا فلم أعرفه، إلا أن الوليد بن مسلم مدلس تدليس التسوية وقد عنعنه. وقد رواه محمد بن حسان السمتي: حدثنا عبد الله أبو عثمان الحمصي عن الأوزاعي به؛ دون الزيادة.

 

(6/134)

 

 

أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (رقم 5) ، وأبو نعيم في " الحلية " (6/115 و 110/215) وقال:

" أبو عثمان هو عبد الله بن زيد الكلبي، تفرد عن الأوزاعي بهذا الحديث. ورواه أحمد بن يونس الضبي عن أبي عثمان، وسماه معاوية بن يحيى ".

ثم ساقه (6/116) بإسناده عنه: حدثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان: حدثنا الأوزاعي مثله.

ومعاوية بن يحيى أبو عثمان؛ غير معروف في الرواة، ولعل تسميته بمعاوية بن يحيى خطأ من بعض الرواة، وإنما هو عبد الله بن زيد كما في الطريق التي قبلها؛ وهو حمصي؛ قال الأزدي:

" ضعيف ".

والراوي عنه محمد بن حسان السمتي؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" قال الدارقطني: ليس بالقوي ".

2628 - (إذا صلى أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه، فإن التشبيك من الشيطان، فإن أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/42 - 43 و 54) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن موهب: حدثني عمي يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن مولى لأبي سعيد الخدري: أنه كان مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يفطن، قال: فالتفت إلى أبي سعيد، فقال: فذكره.

 

(6/135)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال أحمد: " أحاديثه مناكير، لا يعرف ".

وعبيد الله بن عبد الله؛ هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، قال الحافظ:

" ليس بالقوي ".

2629 - (إذا صليتم خلف أئمتكم، فأحسنوا طهوركم، فإنما يرتج على القارىء قراءته بسوء طهر المصلي خلفه) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/63) من طريق أبي الطيب محمد بن الفرخان بن روزنة: حدثنا علي بن أحمد العسكري: حدثنا عبد الله بن ميمون - من أهل بغداد -: أخبرنا عبد الله بن عون بن محرز: حدثنا أبو نعيم: حدثني الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال:

" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بسورة الروم فارتج عليه، فلما قضى صلاته قال:.... " فذكره.

قلت: كذا الأصل المصور: عبد الله بن عون بن محرز؛ ولم أعرفه، وقال المناوي:

" وفيه محمد بن الفرخان، قال الخطيب: غير ثقة، وفي " الميزان ": خبر كذب، وعبد الله بن ميمون مجهول ".

قلت: وقوله: " وفي " الميزان ": خبر كذب "؛ لا يعني هذا الحديث، وإنما حديثا آخر.

 

(6/136)

 

 

وكان في الأصل بعض الكلمات غير ظاهرة لسواد في أصله، فاستدركتها من " الفيض "، وكتب الرجال.

2630 - (إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء، وباكروا في طلب الحوائج، اللهم بارك لأمتي في بكورها) .

ضعيف جدا

رواه ابن عساكر (8/450/1) من طريق الخطيب؛ وهذا في تاريخه (12/155) عن العباس بن أحمد الشافعي البغدادي: حدثنا القاسم بن جعفر العلوي: حدثنا أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ القاسم هذا؛ قال الخطيب (12/443) :

" حدث عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير ".

والعباس بن أحمد؛ روى الخطيب عن أبي أحمد السراج قال:

" لم يكن صدوقا ولا ثقة ولا مأمونا ".

 

(6/137)

 

 

2631 - (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير) .

موضوع

رواه الروياني في " مسنده " (25/141/2) ، والبزار (3125) : أخبرنا أبو الخطاب: أخبرنا معمر بن محمد: أخبرني أبي عن جدي عن أبي رافع مرفوعا.

ورواه الطبراني في " الصغير " (ص 229 - هندية) و " الأوسط " (9222) ، والشجري في " الأمالي " (1/129) من طريق أخرى عن معمر به.

 

(6/137)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ وفيه علتان:

الأولى: محمد هذا - وهو ابن عبيد الله بن أبي رفاع - وهو ضعيف جدا.

الثانية: ابنه معمر؛ وهو أيضا ضعيف جدا، قال البخاري:

" منكر الحديث ".

قلت: ولكنه قد توبع، فأخرجه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (62/81) ، وابن حبان في " الضعفاء " (2/250) ، والطبراني في " الكبير " (1/48/2) عن حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله به.

وحبان هو العنزي؛ وهو ضعيف. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في " اللطائف " (6/93/2) ، وكذا العقيلي في " الضعفاء " (390) وقال:

" ليس له أصل، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري: منكر الحديث، قال يحيى: ليس بشيء ". وقال الدارقطني:

" متروك له معضلات ".

ومن طريقه رواه ابن عدي (285/1) وابن حبان في المجروحين (2/250) .

والحديث أورده ابن قيم الجوزية في " المنار " (ص 25) في فصل من فصول أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فقال:

" ومنها أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق "، فذكر أحاديث هذا أحدها وقال:

" وكل حديث في طنين الأذن فهو كذب ".

وتعقبه أبو غدة الكوثري الحلبي في تعليقه عليه (ص 65 - 66) فقال:

 

(6/138)

 

 

" قلت: هذه الكلية معترضة بثبوت هذا الحديث المذكور، وهو حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: الحافظ الهيثمي في" مجمع الزوائد " (10/138) : " رواه الطبراني في - المعاجم - الثلاثة، والبزار باختصار كثير، وإسناد الطبراني في الكبير حسن ".

وقال المناوي في " فيض القدير " (1/399) بعد نقله قول الهيثمي هذا: " وبه بطل قول من زعم ضعفه فضلا عن وضعه. بل أقول: المتن صحيح، فقد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " باللفظ المذكور عن أبي رافع. وهو ممن التزم تخريج الصحيح، وبه شنعوا على ابن الجوزي ".

قلت: ويعني لأن ابن الجوزي أورده في " الموضوعات " وهو الصواب عندي. وكلام المناوي الذي اغتر به ذاك الكوثري مما لا طائل تحته، بل هو (بقبقة في زقزقة) ، لأنه قائم على مجرد التقليد، الذي ليس فيه أي تحقيق؛ وبيانه من وجهين:

الأول: أن الهيثمي وهم في تحسين إسناد " الكبير "، لأن مداره أيضا على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - كما رأيت -، وقد قال في " الصغير " و " الأوسط ":

" لا يروى عن رافع إلا بهذا الإسناد "!

والآخر: أن ابن خزيمة إن كان رواه بهذا الإسناد كما هو الغالب فلا قيمة له، وقد يكون هو نفسه قد أعله، كما هي عادته في " صحيحه " أحيانا، وإن كان رواه من طريق أخرى - وهذا بعيد جدا - فما هو؟ وقد بسطت الكلام على هذا في كتابي " الروض النضير " (960) .

 

(6/139)

 

 

2632 - (أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه ليعرفه الناس) .

موضوع

عزاه السيوطي للخطيب في " رواة مالك "، وذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة (أحمد ين سليمان الحراني الأرمني) ، وقال:

" ليس بعمدة ".

ثم ساق إسناده فقال: قال ابن الضريس: حدثنا إبراهيم بن مخلد: حدثنا أحمد بن سليمان الحراني: حدثنا مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعا به.

ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن مالك أيضا عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ:

" النوم خدر، الغشيان حدث ". وقال الذهبي وأقره العسقلاني:

" فهذان موضوعان ".

قلت: وحديث الترجمة أورده السيوطي في " الجامع الكبير " أيضا، وزاد أنه نقل عن الذهبي قوله فيه: إنه موضوع. وأقره. ومع ذلك سود به " الجامع الصغير "!

والحديث معروف من رواية الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.

والجارود هذا متهم أيضا، وحديثه مخرج في " الروض النضير " برقم (877) . وممن رواه البيهقي في " الشعب " وقال عقبه (7/109) :

" فهذا حديث يعد في أفراد الجارود بن يزيد عن بهز. وقد روي عن غيره؛ وليس بشيء ".

 

(6/140)

 

 

(تنبيه) لقد خلط المناوي في الكلام على حديث الترجمة خلطا عجيبا فقال في تخريجه:

" وأخرجه البيهقي في " الشعب " من حديث الجارود عن بهز بن حكيم عن أبي عن جده مرفوعا. ثم قال: هذا يعد من أفراد الجارود وليس بشيء (!) وهو كما قال البخاري: " منكر الحديث "، وكان أبو أسامة يرميه بالكذب.

هذا كلام الخطيب، فنسبته لمخرجه واقتطاعه من كلامه ما عقبه به من بيان حاله؛ غير مرضي. وقد قال في " الميزان ": إنه موضوع!

والخلط ظاهر، فإن قول الميزان المذكور، إنما هو في حديث الترجمة، والجارود إنما هو في حديث بهز بن حكيم، فما رمى به السيوطي من الاقتطاع، ظلم.

2633 - (إذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نقسه) .

موضوع

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن قانع في " معجمه " عن سليك الغطفاني. ولم يتكلم على إسناده شارحه المناوي، وكأنه لم يقف عليه، وقد رأيته في " مشيخة القاضي دانيال رواية محمد الكنجي " (107/2) رواه بسنده عن عبد الباقي بن قانع القاضي: حدثنا الحسين بن علي بن الأزهر بالكوفة: حدثنا عباد بن يعقوب: حدثنا أبو داود النخعي: حدثنا علي بن عبيد الله الغطفاني عن سليك به.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته أبو داود النخعي؛ واسمه سليمان بن عمرو؛ كذاب كما قال الذهبي.

ثم طبع " معجم الصحابة " لابن قانع فرأيت عنده (1/321/39) في

 

(6/141)

 

 

ترجمة (سليك الغطفاني) كما رواه عنه القاضي دانيال.

لكن قد روي من طريق بلفظ: " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها ". وقد خرجتها في " الصحيحة " ضمن الحديث رقم (3379) .

2634 - (إذا فرغ أحدكم من طهوره فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم يصلي علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الجنة) .

موضوع

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/198) عن علي بن محمد بن عبد الوهاب المروذي: حدثنا يحيى بن هاشم: حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يحيى بن هاشم وهو السمسار؛ كذبه ابن معين. وقال ابن عدي:

" كان يضع الحديث ".

 

(6/142)

 

 

2635 - (علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف) .

منكر

رواه الطيالسي في " مسنده " (3536) ، وابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين " (4/1) ، ورواه ابن بشران في " الأمالي الفوائد " (2/127/1) ، وعبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " (2/227/1) ، وابن عبد البر في " الجامع " (1/128) ، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (247/1) ، وعفيف الدين أبو المعالي في " فضل العلم " (117/1) عن إسماعيل بن عياش الحمصي: حدثنا حميد بن أبي سويد عن عطاء بن أبي رباح عن

 

(6/142)

 

 

أبي هريرة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه ابن عدي (79/2) وقال:

" وحميد بن أبي سويد أحاديثه عن عطاء غير محفوظة ".

وفي " التقريب ": إنه مجهول. وفي " الميزان ":

روى عنه إسماعيل بن عياش أحاديث منكرة لعل النكارة من إسماعيل ".

ونقل المناوي عن البيهقي أنه قال في " الشعب ":

" تفرد به حميد هذا وهو منكر الحديث ".

2636 - (إذا فاءت الأفياء، وهبت الأرياح، فارفعوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين، (إنه كان للأوابين غفورا)) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (7/227) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن العباس البزاز - بأنطاكية -: حدثنا عثمان بن خرزاذ: حدثنا عبد الجبار بن العلاء: حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" غريب من حديث مسعر، لم نكتبه إلا عنه ".

قلت: وهو ثقة، لكن شيخه إبراهيم السكسكي - وهو ابن عبد الرحمن - ضعيف الحفظ؛ كما قال الحافظ في " التقريب ".

وعبد الله بن إبراهيم هذا لم أجد له ترجمة، وسائر الرواة ثقات.

والحديث عزاه السيوطي لعبد الرزاق أيضا عن أبي سفيان مرسلا، وتعقبه المناوي بقوله:

" أبو سفيان في التابعين متعدد، فكان ينبغي تمييزه ".

قلت: الظاهر أنه (أبو سفيان بن أبي أحمد) ؛ فإن عبد الرزاق أخرجه من

 

(6/143)

 

 

طريق داود بن الحصين عنه. وداود هذا معروف بالرواية عن أبي سفيان هذا. وهو ثقة. لكن هذا لا يفيد هنا، لأن الراوي عن داود إنما هو (إبراهيم بن محمد) وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.

وعزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " وفي " الجامع الكبير " للبيهقي في " الشعب " عن علي رضي الله عنه بنحوه، وقد بحثت عنه كثيرا في مجلدات " الشعب " السبعة، واستعنت عليه بالفهرس الذي وضعه له الأخ المرعشلي فلم أعثر عليه. والله أعلم.

2637 - (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسو موضع سجوده ولا يدعه حتى إذا هوى ليسجد نفخ ثم سجد، فليسجد أحدكم على جمرة خير له من أن يسجد على نفخة) .

موضوع

رواه الطبراني في " الأوسط " (45/1 - من ترتيبه) عن عبد المنعم بن بشير الأنصاري: حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة مرفوعا. وقال:

" تفرد به أبو مودود "

قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وجمع من الأئمة، وقول الحافظ فيه: " مقبول " فقط غير مقبول منه، ولعله سبق قلم، فالرجل ثقة كما ذكرنا.

لكن الراوي عنه عبد المنعم بن بشير الأنصاري متهم بالوضع، وقال الخليلي في " الإرشاد ":

" هو وضاع على الأئمة ".

وقال الهيثمي في " المجمع " (2/83) :

 

(6/144)

 

 

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو منكر الحديث ".

2638 - (إذا ما استيقظ الرجل من منامه فقال: سبحان الله الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير، قال الله: صدق عبدي وشكر، ويقول عند ذلك: اللهم اغفر لي ذنبي يوم تبعثني من قبري، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) .

ضعيف

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 79) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عطية وهو ابن سعد العوفي؛ مدلس ضعيف.

وفضيل بن مرزوق؛ صدوق يهم؛ كما في " التقريب ".

 

(6/145)

 

 

2639 - (ويحك لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك تدري ما الله عز وجل؟ إن عرشه على سماواته وأرضيه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة - وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب) .

ضعيف

رواه أبو دواد (2326) ، وابن خزيمة في " التوحيد " (103-104) والطبراني (رقم 1547) من طرق عن وهب بن جرير: حدثني أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق: يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال:

 

(6/145)

 

 

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يارسول الله! جهدت الأنفس وضاع العيال، وهلكت الأموال ونهكت الأنعام فاستسقي الله لنا فإنا نستشفع بك على الله عز وجل ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. ومن هذا الوجه رواه ابن منده في " التوحيد " (117-1-2) وقال:

" وهذا الحديث رواه بكر بن سليمان وغيره، وهو إسناد صحيح متصل ".

قلت: كلا فإن ابن سليمان مدلس وق عنعنه، وبكر بن سليمان الذي ذكر ابن منده أنه روى هذا الحديث هو من الرواة عن ابن إسحاق فمدار الحديث عليه، ولم يصرح بسماعه فيه، فهو علة الحديث، ولذلك استغربه الحافظ ابن كثير في تفسيره لآية الكرسي.

2640 - (المقام المحمود يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به، وهو كسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم حفاة، عراة، غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم، يقول الله تعالى: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة، ثم أكسى على أثره، ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون) .

ضعيف

أخرجه الدرامي (2/325) : حدثنا محمد بن الفضل: حدثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عميرعن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له: ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم.. الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن عمير وهو أبو اليقظان، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال

 

(6/146)

 

 

" ضعفه الدارقطني وغير واحد ".

وقال الحافظ في " التقريب ".

" ضعيف ".

ومن دونه ثقات على ضعف يسير في الصعق بن حزن.

ومحمد بن الفضل هو أبو الفضل السدوسي الملقب بعارم، قال الحافظ:

" ثقة ثبت تغير في آخر عمره ".

2641 - (إن الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما على الناجذين (1) ، وجعل لسانه قلمهما، وريقه مدادهما) .

موضوع

أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصيهانيين " (ق 51/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/1

/1) ، والديلمي (1/2/236) عن نعيم بن المورع عن علي بن سالم عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته نعيم هذا، قال النسائي:

" ليس بثقة ". وقال ابن عدي:

" يسرق الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ ".

وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش:

" روى عن هشام أحاديث موضوعة ".

وعلي بن سالم، إن كان ابن شوال فضعيف. وإن كان علي بن أبي طلحة:

__________

(1) يعني سنَّيْه الضاحكين، وهما اللذان بين الناب والأضراس. " نهاية "

 

(6/147)

 

 

سالم مولى بني العباس الذي يروي عن ابن عباس ولم يره فهو صدوق قد يخطىء، كما قال الحافظ.

2642 - (الصيام جنة ما لم يخرقه بكذبه أو بغيبة) .

ضعيف جدا

أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " (ق 15/2) ، والأصبهاني في " الترغيب " (214/2) من طريق الربيع بن بدر عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الربيع بن بدر متروك، كما قال الحافظ الهيثمي في " المجمع " (3/171) ، وخرجه من رواية الطبراني في " الأوسط " (3/128/1546- مجمع البحرين ط) .

وقد روي الشطر الأول منه من حديث أبي عبيدة، وإسناده ضعيف خلافا لمن حسنه، كما بينته في

" تخريح الترغيب " (2/97) ، و " الضعيفة " أيضا (6438) .

وأما قوله: " الصيام جنة " فقد صح عن أبي هريرة وغيره، وهو مخرج في " الإوراء " (18) وغيره.

 

(6/148)

 

 

2643 - (إذا سئل أحدكم: أمؤمن أنت؟ فلا يشك) .

منكر

أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (2/186) ، قال: حدثني، وأبو نعيم في " الحلية " (7/238) من طريق أحمد بن حماد بن سيفان قالا: حدثنا أحمد بن بديل: حدثنا أبو معاوية: حدثنا مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري مرفوعا. وقال أبو نعيم:

 

(6/148)

 

 

" تفرد برفعه أحمد بن بديل عن أبي معاوية ".

قلت: يشير إلى نكارة رفعه، وذلك لسببين:

أحدهما - وهو الأقوى - أن أحمد بن بديل مضعف من قبل حفظه، كما قال ابن عدي في " الكامل " (1/186) .

" له أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه ".

وقد خالفه ثقة حافظ من رجال الشيخين، فقال ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " (9-10/27-بتحقيقي) : حدثنا وكيع عن مسعر به موقوفا على (عبد الله بن يزيد) .

وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم رجال الشيخين، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، الراجح عندي أنه (الخطمي) ، صحابي صغير، ولي الكوفة لابن الزبير.

والحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " (1/55) من حديث عبد الله بن يزيد - كذا - الأنصاري مرفوعا، وقال:

" رواه الطبراني في " الكبير " وفي إسناده أحمد بن بديل، وثقه النسائي وأبو حاتم، وضعفه آخرون ".

قلت: وفيما ذكر نظر من وجهين:

الأولى: التوثيق، ففيه خطأ وتسامح.

أما الخطأ، فقوله: " أبو حاتم "، والصواب: (ابن أبي حاتم) ، فإنه لم يحك

 

(6/149)

 

 

عن أبيه شيئا في (أحمد بن بديل) ، ولا عن غيره، وإنما قال هو من عنده (1/43) :

" ومحله الصدق ".

وكذلك غزوه إليه في " التهذيب ".

وأما التسامح، فهو نسبته التوثيق إليهما، فقد عرفت آنفا ما قال ابن أبي حاتم فيه، وذلك لا يساوي عنده أنه ثقة، بل هو دونه كما نص عليه في مقدمة كتابه (1/37) ، وذلك يساوي عندي أنه وسط حسن الحديث عنده.

ونحو يقال فيما نسب إلى النسائي، فإنه لم يوثقه، وإنما قال: لا بأس به ". كما قال في " التهذيب ".

وذلك يساوي أيضا أنه وسط. ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الكاشف ":

" قال (س) : لا بأس به، ولسنه ابن عدي والدارقطني، وكان عابدا ".

ولخص ذلك الحافظ في " التقريب ":

" صدوق له أوهام ".

قلت: ورفعه لهذا الحديث - خلافا للثقة الحافظ - مما يؤكد وهمه.

وأما الوجه الآخر: فقوله: " عبد الله بن زيد "، وقد أشرت آنفا إليه، وذلك لأن (زيد) تحريف (يزيد) خلافا لزعم الأخ الداراني، فإنه أثبت المحرف (زيد) في طبعته لـ " مجمع الزوائد " وعلق عليه بقوله (1/354) :

" في (مص) وعند أبي نعيم " يزيد "، وهو تحريف "!

وهذا من عجائب تعليقاته، وبالغ أخطائه، وبيان ذلك من الوجوه الآتية:

 

(6/150)

 

 

أولا: لم يذكر عمدته فيما ادعاه من التحريف.

ثانيا: ما عند أبي نعيم موافق لما في " كتاب الإيمان " كما سبق.

ثالثا: ومطابق أيضا لرواية أخرى عنده (10/32) من طريق الشيباني، عن ابن علاقة، عن عبد الله بن يزيد النصاري قال:

" تسموا باسمكم الذي سماكم الله به؛ بـ (الحنيفية) و (الإسلام) ، و (الإيمان) ".

وإسناده صحيح.

رابعا: وهو رواية الطبراني أيضا، ولم يققف عليها الداراني.

خامسا: وهو كذلك في " الجامع الكبير " للسيوطي (1/62) برواية الطبراني.

سادسا: قوله: " في (مص) وعند أبي نعيم.. " إلخ.

قلت: كل ما سبق من الوجوه مما يبطل زعم الأخ الداراني التحريف المذكور يعود جلها إلى عدم اطلاعه عليها، فالخطب سهل، ولكن العجب من مخالفته لما في (مص) ، وهو رمز يشير به إلى النسخة المصرية التي اعتمد عليها في تحقيق " مجمع الزوائد "، وحق له ذلك، فإنها أصح النسخ المخطوطة عنده، لأنها قرئت على المؤلف الهيثمي من قبل ثلاثة من العلماء أحدهم الحافظ ابن حجر العسقلاني تلميذ الهيثمي، كما نص على ذلك في المقدمة (45) ، فكيف استجاز مخالفتها، ودون أن يذكر عمدته في ذلك إلا مجرد الدعوى؟ !

وإن من أوهامه أنه وثق أحمد بن بديل، وقد عرفت الضعف الذي فيه الدال على أنه جرح مفسر، فإعراضه عنه، مما يدل على جهله أو تجاهله لما عليه العلماء من القواعد العلمية، وهذا شائع - مع الأسف - في تعليقاته بصورة رهيبة جدا،

 

(6/151)

 

 

يضاف إلى ذلك أنه ليس لديه ثقافة عامة وحفظ للأحاديث النبوية، ولا معرفة - بالأولى - بالآثار السلفية، فإن ذلك مما يساعد الباحث على أن يكون أبعد ما يمكن عن التتابع والوقوع في الأخطاء. وها هو المثال بين أيدينا: (أحمد بن بديل) ، فقد دلتنا أقوال أئمة الجرح أنه (وسط) ، فمن كان كذلك، فحديثه معرض للوهن والضعف والنكارة بالمخالفة كما سبق.

وهنا شيء آخر، وهو أنه مخالف للآثار السلفية المجمعة على أن الإيمان يزيد وينقص، وأن زيادته بالطاعة، وقد تفرع منه جواز الاستثناء فيما إذا سئل المؤمن - كما في الآثار -: هل أنت مؤمن؟ أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. خلافا لما في حديث ابن بديل. وذلك مشروح في كتب السنة والعقيدة، ومنها كتاب الإمام الطبري المتقدم " تهذيب الآثار "، وغيرها، فليرجع إليها من شاء، فمن كان على علم بها مسبقا،؟ كان عونا له على تحقيق القول في حديث ابن بديل والقطع بأنه حديث منكر. والله الموفق.

هذا؛ ولفظ الحديث عند الطبراني كلفظة الترجمة، وقد أورده السيوطي في " جامعيه " بزيادة: " في إيمانه "، وعزاه في " الكبير " للطبراني وأبي نعيم، وفي " الصغير " للطبراني وحده! وقد عرفت أنه لا أصل لها عند المصدرين المذكورين، فلعلها سبق قلم من السيوطي رحمه الله تعالى.

2644 - (إن الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غلب على ريحه، وطعمه، ولونه) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (521) ، والدارقطني في " سننه " (ص 11) ، والبيهقي (1/295) من طريق رشدين بن سعد: أنبأنا معاوية بن صالح عن

 

(6/152)

 

 

راشد بن سعد عن أبي أمامة الباهلي (وفي رواية للدارقطني: عن ثوبان) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وليس في حديث ثوبان ذكر اللون.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات غير رشدين بن سعد، قال الحافظ:

" ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين، فخلط في الحديث ".

ولذلك قال الدارقطني عقبه:

" لم يرفعه غير رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح؛ وليس بالقوي، والصواب في قول راشد ".

كذا الأصل، ولعله صوابه: " والصواب أنه من قول راشد ".

فقد قال البيهقي:

" ورواه أبو أسامة عن الأحوص عن ابن عون وراشد بن سعد من قولهما والحديث غير قوي، إلا أنا لا نعلم في نجاسة الماء إذا تغير بالنجاسة خلافا ".

قلت: لكن لم يتفرد به رشدين، فقد رواه الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/9) .

وهذا شاهد لا بأس به في الجملة، فإن الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ كما قال الحافظ، وقد أرسله، فلم يذكر في إسناده أبا أمامة.

وتابعه عطية بن بقية بن الوليد: حدثنا أبي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد

 

(6/153)

 

 

عن أبي أمامة مرفوعا به.

أخرجه البيهقي (1/259 - 260) .

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم غير عطية بن بقية، قال ابن أبي حاتم (3/1/381) :

" كتبت عنه، ومحله الصدق، وكانت فيه غفلة ".

وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال:

" يخطىء ويغرب، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة ".

قلت: فليس لهذا الإسناد علة قادحة غير عنعنة بقية.

وتابعه حفص بن عمر: حدثنا ثور بن يزيد به.

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق 101/2) والبيهقي، وقال ابن عدي:

" وهذا الحديث ليس يوصله عن ثور إلا حفص بن عمر، ورواه رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة موصولا أيضا، ورواه الأحوص بن حكيم مع ضعفه عن راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ولا يذكر أبا أمامة ".

قلت: وحفص بن عمر هو الأيلي واه جدا؛ كذبه أبو حاتم وغيره، فلا يستشهد به، وإني لأخشى أن يكون بقية تلقاه عنه ثم دلسه!

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لعدم وجود شاهد معتبر له تطمئن النفس إليه، فإن مدار الحديث على راشد بن سعد كما رأيت، وقد اختلف عليه، فمنهم من رفعه عنه، ومنهم من أوقفه، ومن رفعه؛ منهم من أسنده، ومنهم من أرسله، وكل

 

(6/154)

 

 

من المسند والمرسل ضعيف لا يحتج بحديثه، على أنه لو كان المرسل ثقة، ولكان علة قادحة في الحديث، فكيف ومرسله ضعيف؟ !

ومن هذا التحقيق يتبين أن قول العلامة السيد محمد بن إدريس القادري في رسالته " إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له " (ص 4) :

" وهذا الحديث عندي حسن لغيره، أو لنفسه، فإن رشدين أحد رواته الذي ضعفوا الحديث لأجله هو وإن ضعفه ابن حبان وقال: إنه متروك ... فقد حسن له الترمذي، وقال المنذري: مختلف في الاحتجاج به، وقال الإمام أحمد أيضا فيه: ليس به بأس في الرقائق، أرجو أنه صالح الحديث ".

قلت: فهذا التحسين بنوعيه فيه نظر عندي:

أما الأول، فلما سبق بيانه من فقدان الشاهد المعتبر له، ومن غرائب هذا السيد أنه قال عقب كلامه السابق:

" وللحديث شواهد منها حديث أحمد والطبراني في " الوسط " عن عائشة مرفوعا: " الماء لا ينجسه شيء " قال الأسيوطي: حسن، ومنها حديث الدارقطني في " الأفراد " عن ثوبان مرفوعا: " الماء طهور إلا ما غلب على ريحه وطعمه "، ومنها حديث الطبراني عن ابن عباس مرفوعا في شأن الحجر الأسود وكان أبيض كالماء كما يأتي ".

قلت: ووجه الغرابة من وجوه:

أولا: أن حديث عائشة ليس فيه ذكر اللون؛ وهو محل الشاهد في الحديث عنده، ومثله حديث ثوبان.

 

(6/155)

 

 

ثانيا: أن حديث عائشة قد جاء من حديث أبي سعيد أيضا وابن عباس، فاقتصاره على ذكر حديثها قصور ظاهر، راجع " صحيح أبي داود ".

ثالثا: أن حديث ثوبان لا يصح جعله شاهدا لحديث أبي أمامة، لأن مدارهما على رشدين كما عرفت، وهو من ضعفه جعله مرة من حديث هذا، ومرة من حديث هذا.

رابعا: أن حديث ابن عباس ضعيف، ومع ذلك قوله: " كالماء "، تحرف عليه تبعا للمناوي وهذا تبعا للسيوطي في " جامعيه "، والصواب " كالمهاة "، هكذا هو في " كبير الطبراني " و " أوسطه "، وكذلك رواه أبو الحجاج الأدمي من طريق أبي نعيم الأصبهاني؛ وقد خرجته في " الصحيحة " تحت الحديث (2619) شاهدا.

2645 - (من تحبب إلى الناس بما يحبون، وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " الوسط " (رقم - 2965 - مصورتي، و " زوائد المعجمين " 4/484 - مصورة الجامعة) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني: حدثنا محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي: حدثنا مطيع بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال:

" لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن سليمان ".

قلت: قال ابن أبي حاتم (3/2/267) عن أبيه:

" ليس بالقوي ضعيف الحديث، كان الحميدي يتكلم فيه ".

قلت: والشاذكوني كذاب، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/224) :

 

(6/156)

 

 

" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك ".

ولذا أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " (1/32) إلى تضعيف الحديث.

ثم ذكره الهيثمي من حديث عبد الله بن عصمة بن فاتك مرفوعا وقال:

" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف ".

قلت: هو أسوأ حالا من ذلك، وقد تقدمت ترجمته تحت حديث له آخر تقدم برقم (284) ، وأورده المنذري أيضا من حديث عبد الله بن عصمة بن فاتك (3/154) مشيرا إلى ضعفه أيضا وقال:

" رواه الطبراني ".

هكذا أطلقه ولم يقيده بـ " الأوسط " وذلك يعني أنه في " المعجم الكبير "، ولا يوجد في مخطوطات الظاهرية المجلد الذي فيه عبد الله بن عصمة، ولا رأيته مطبوعا في جملة ما طبع من مجلداته في العراق حتى الان.

وأما " الوسط " فقد بحثت عنه فيه بواسطة الفهارس التي وضعتها له، فلم أجده فيه إلا عن أبي هريرة، بل لم أجد في فهرس أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث " الأوسط " عبد الله بن عصمة هذا. ولولا أن النسخة فيها خرم لجزمت بأن الأمر فيه شيء من كتب الرجال لا في الصحابة ولا في غيرهم.

ثم تابعت البحث والتحقيق فرأيت السيوطي قد أورد الحديث في " الجامع الكبير " برواية (طب - عن عصمة بن مالك) .

فدلنا هذا التخريج على أمرين:

 

(6/157)

 

 

الأولى: أن الحديث في " المعجم الكبير " وليس في " الأوسط "، هو يرجح ما في " الترغيب " على ما في " المجمع ".

والآخر: أن صحابي الحديث ليس هو عبد الله بن عصمة بن فاتك، وإنما هو عصمة بن مالك، ويؤيده أن هذا مذكور في الصحابة. وقال الحافظ في " الإصابة ":

" له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما، مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدا ".

قلت: وقد عرفت من تخريج الهيثمي المتقدم أن الحديث من طريق الفضل هذا. فذلك يؤكد أن صحابي الحديث عصمة بن مالك، وأن المنذري والهيثمي وهما حين جعلاه: عبد الله بن عصمة بن فاتك، وهو شخص خيالي لا وجود له في الصحابة. ومن المحتمل أن يكون الحديث عند الطبراني من رواية عبد الله بن عصمة عن أبيه، فلم يتنبه المنذري لكلمة (عن أبيه) فعزاه لابنه عبد الله، ثم قلده الهيثمي كما هي عادته على الغالب، والجزم بهذا الاحتمال أو نفيه متوقف على صدور مجلد الطبراني " الكبير " ولعل ذلكل يكون قريبا.

ولتمام البحث رجعت للمرة الثانية إلى فهرسي المشار إليه آنفا في صحابة " المعجم الأوسط " فراجعته لعلي أجد فيه عصمة بن مالك، فلم أره. والله أعلم.

ثم وجدت حديث عصمة بن مالك في " المعجم الكبير " للطبراني، فاقتضى ذلك إعادة تخريج الحديث برقم (6654) .

2646 - (إذا عطس الرجل والإمام يخطب يوم الجمعة فيشمت) .

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي (3/223) من طريق الشافعي وهذا في

 

(6/158)

 

 

" مسنده " (ص 24) : أنبأ إبراهيم عن هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فإنه مع كونه مرسلا فيه إبراهيم - وهو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي - وهو متهم، وقال الحافظ:

" متروك ".

2647 - (إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه، فإنه مما يسلي بنفس المصاب) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد (1/141 - 142) من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء قال:

لما سوي جدثه (يعني إبراهيم بن محمد عليه السلام) كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى كالحجر في جانب الجدث، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي بأصبعه ويقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ فإن طلحة بن عمرو - وهو الحضرمي المكي - متروك كما قال الحافظ، ثم هو مرسل.

 

(6/159)

 

 

2648 - (إذا كان الغلام لم يطعم الطعام صب على بوله، وإذا كانت الجارية غسله) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (11/2 - من ترتيبه) عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أمه عن أم سلمة مرفوعا. وقال:

" لم يروه عن الحسن عن أمه إلا إسماعيل ".

 

(6/159)

 

 

قلت: وهو المكي؛ وهو ضعيف.

وقد صح عن أم سلمة موقوفا عليها من فعلها، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (403) ، والأحاديث المرفوعة ليس فيه ذكر الطعام، وقد خرجت بعضها في المصدر المذكور (398 - 400) .

2649 - (إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه) .

ضعيف

أخرجه البزار في " مسنده " (243) : حدثنا غسان بن أبي عبد الله: حدثنا يوسف بن نافع: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا به. قال الشيخ (يعني الهيثمي) :

" غسان فيه ضعف ".

قلت: ولم أعرف غسانا هذا من يكون؟ فإني لم أر فيمن يسمى به منسوبا إلى أبي عبد الله.ثم إن شيخه يوسف بن نافع لم أعرفه أيضا، ويحتمل احتمالا قويا أن يكون هو الذي في " الجرح والتعديل " (4/2/232) :

" يوسف بن نافع، روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، روى عنه جعفر بن عبد الواحد ".

وهذا مجهول كما ترى.

ثم رأيت في " كشف الأستار " (2/412) : " حدثنا غسان بن عبيد الله ... ". وفي مجمع الزوائد (8/48) :

 

(6/160)

 

 

" رواه البزار عن شيخه (غسان بن عبيد) وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف ".

قلت: فهذا هو الصواب (غسان بن عبيد) ، وهكذا هو في " ثقات ابن حبان " (9/1) وهو موصلي، وكذا هو في " الجرح والتعديل " (3/2/51) برواية جمع، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. و " الكامل " لابن عدي (6/8 - 9) وقال:

" والضعف على حديثه بين ".

وله ترجمة مبسطة في " الميزان " و " اللسان ".

2650 - (إذا استوحشت الإنسية وتمنعت؛ فإنه يحلها ما يحل الوحشية، ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها) .

ضعيف جدا

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (509) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/246) عن حرام عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما أنه قال:

" مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة، لا تمر على أحد إلا نطحته، وشدت عليه، فخرجنا عليه نكدها، حتى بلغنا الصماء، ومعنا غلام قبطي لبني حرام، ومعه مشتمل فشدت عليه لتنطحه، فضربها أسفل من المنحر، وفوق مرجع الكتف، فركبت ردعها، فلم يدرك لها ذكاة، قال جابر: فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنها فقال: فذكره، فرجعنا إليها فاجتزرناها.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، حرام هذا هو ابن عثمان الأنصاري المدني؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

 

(6/161)

 

 

" متروك باتفاق ".

2651 - (إن لكل شىء دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) .

موضوع

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (2/402) من طريق خلف بن يحيى: حدثنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم (عن عطاء) بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد هالك، آفته خلف بن يحيى، وهو الخراساني، قال ابن أبي حاتم (1/2/372) عن أبيه:

" متروك الحديث، كان كذابا، لا يشتغل به ولا بحديثه ".

وأبراهيم بن محمد لم أعرفه، ولعله إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو متروك أيضا، وقد ذكر الذهبي في ترجمة خلف هذا أنه روى عن أبراهيم بن أبي يحيى. لكن تعقبه في " اللسان " بقوله:

" كذا فيه: إبراهيم بن أبي يحيى، والصواب إبراهيم بن حماد ".

وعمدته في هذا التصويب أن ابن أبي حاتم لم يذكر في شيوخ خلف غير إبراهيم بن حماد. ولا يخفى أن ذلك لا ينفي أن يكون له شيخ آخر وهو إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى الذي وقع في إسناد هذا الحديث. والله أعلم.

وإبراهيم بن حماد هذا له ترجمة في " اللسان " وذكر عن الدارقطني أنه كان ضعيفا.

وأخرجه ابن عدي (24/1) من طريق أبي الربيع السمان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به، وقال:

 

(6/162)

 

 

" لاأعلم رواه عن أبي الزناد غير أبي الربيع السمان ".

قلت: واسمه أشعث بن سعيد، وهومتهم. قال ابن معين:

" ليس بشيء ". وقال هشيم:

" كان يكذب ".

وقد رواه كذاب آخر عن صفوان بن سليم بزيادة في متنه، وسيأتي برقم (6912) .

2652 - (إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض، فإن المرأة ليست في ذلك كالرجل) .

ضعيف

أخرجه البيهقي (2/223) من طريق سالم بن غيلان عن يزيد ابن أبي حبيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال: فذكره. وقال: " حديث منقطع ".

قلت: يعني مرسل، فإن يزيد بن أبي حبيب تابعي ثقة. وتعقبه ابن التركماني بقوله:

" قلت: ظاهر كلامه أنه ليس في هذا الحديث إلا الانقطاع، وسالم متروك، حكاه صاحب " الميزان " عن الدارقطني ".

قلت: وظاهر هذا التعقب أن صاحب " الميزان " لم يحك في المترجم غير ما حكاه عن الدارقطني، وليس كذلك، فقد قال عقبه:

" قال أحمد: ما أرى هـ بأسا، وقال دس: لا بأس به. وذكره ابن حبان في (الثقات) ".

 

(6/163)

 

 

قلت: فتوثيق هؤلاء الأئمة أولى بالاعتماد عليه من جرح الدارقطني، لأنه جرح غير مفسر، فكأنه لذلك لم يورده الذهبي في " الضعفاء "، ولا في " ذيله "، وقال الحافظ في " التقريب ":

" ليس به بأس ".

فعلة الحديث الإرسال فقط. والله أعلم.

2653 - (كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين، فقالت عائشة: يا رسول الله! ألا تنظر مكانا أنظف من هذا؟ قال: يا حميراء! أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده إلى سبع أرضين) .

موضوع

رواه أبو حفص ابن الزيات في " حديثه " (1/2) ، وابن عدي (40/2) عن بزيع بن حسان أبي الخليل الخصاف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ذكره ابن عدي في ترجمة بزيع هذا في جملة أحاديث له عن هشام وقال:

" كلها مناكير لا يتابعه عليها أحد ".

ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " (21/1 - من زوائده) وقال:

" لم يروه عن هشام إلا بزيع ".

قلت: وقال عبد الحق في " الأحكام الكبرى " (26/1) :

" وهذا حديث منكر لم يتابع عليه بزيع، وبزيع قال فيه ابن أبي حاتم: ذاهب الحديث ".

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي ثم قال:

 

(6/164)

 

 

" موضوع، تفرد به بزيع وهو متروك. قال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (ص 307 - 308 - هند) بقوله:

" قلت: أخرجه الطبراني أيضا: حدثنا مطلب بن شعيب: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث عن زهرة بن معبد عن أبيه عن عائشة:

أن رسول الله! كان يصلي [حيث] ما دنا من البيت، فقالت له: يا رسول الله! ربما صليت في المكان الذي تمر فيه الحائض؟ فلو اتخذت مسجدا تصلي فيه، فقال: واعجبا لك يا عائشة! أما علمت أن المؤمن تطهر سجدته موضعها إلى سبع أرضين. قال الطبراني:

لم يروه عن معبد إلا ابنه، تفرد به الليث، ولم يرو معبد عن عائشة غير هذا ".

قلت: سكت عنه السيوطي، ومعبد هذا - وهو ابن عبد الله بن هشام بن زهرة والد أبي عقيل - مجهول، كما يشير إليه قول الذهبي:

" تفرد عنه ابنه ".

وعبد الله بن صالح فيه ضعف، لكنه لم يتفرد به كما زعم الطبراني، فقد خرج له ابن عراق في " التنزيه " (2/100) متابعا قويا، ولكنه لم يصب كل الإصابة في قوله:

" وهذا المتن مع نكارته إسناده حسن، فمعبد قال في " التقريب ": مقبول ... ".

قلت: قول الحافظ: " مقبول ". معناه في اصطلاحه، غير مقبول! لأنه قد بين في المقدمة من " التقريب " أن قوله هذا فيه إنما يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث. فأنى للإسناد الحسن، لاسيما مع قول الذهبي المتقدم:

 

(6/165)

 

 

" تفرد عنه ابنه ".

فهو مجهول العين. وتوثيق ابن حبان إياه لا يخرجه عن الجهالة، لما هو معروف به من التساهل في التوثيق، كما شرحه الحافظ في مقدمة " لسان الميزان "، وكما عرفنا ذلك منه بالتجربة، وبينته في رسالتي في الرد على " التعقيب الحثيث ".

ثم إن تعقب السيوطي لا يفيد لأنه في الصلاة في مكان مرور الحائض، وحديث الترجمة في مكان بول الحسن والحسين، وشتان ما بينهما!

2654 - (ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/13) ، والبزار في " مسنده " (3/211/2591 - الكشف) والسياق له - من طريق عاصم بن كليب: حدثني شيخ: حدثني فلان وفلان، حتى عد سبعة أحدهم عبد الله بن الزبير عن عمر قال:سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول: فذكره مرفوعا. وقال البزار:

" لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدا سمى الرجل الذي روى عنه عاصم، فلذلك ذكرناه ".

قلت: فهو مجهول، ولذلك أوردته هنا. وقال الهيثمي في " المجمع " (4/207) :

" رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح ".

قلت: هو عند أحمد في حديث طويل، وقد فات الهيثمي أن يشير إلى رواية البزار هذه المختصرة. وقد أخرجها ابن سعد في " الطبقات " (2/222) من

 

(6/166)

 

 

حديث محمد إبراهيم التيمي، وحديث محمد بن قيس، وكلاهما مرسل، وفي الأول محمد بن عمر، وهو الواقدي متهم، وفي الآخر أبو معشر، وهو ضعيف.

وقد صح اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك كما في " صحيح مسلم " وغيره، وهو مخرج في " الإرواء " (2/259) فلعل رواي حديث الترجمة أراد هذه القضية، فجاء بلفظ عام شمل جميع الأنبياء، فوهم. والله أعلم.

2655 - (حواري من الرجال الزبير، وحواري من النساء عائشة) .

منكر بهذا التمام

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6/365) من طريق الزبير بن بكار قال: حدثني يحيى بن أكثم عن وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي الخير مرثد بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال الحافظ في " الفتح " (7/80) بعدما عزاه للزبير بن بكار:

" ورجاله موثقون، لكنه مرسل ".

قلت: وهو مع إرساله منكر المتن عندي، لأن الجملة الأولى قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر وغيره من الصحابة، وهو مخرج في " الصحيحة " (1877) ، وليس في شيء من طرفه الشطر الثاني منه فكان منكرا.

وأيضا فقد صح عن ابن عمر: أنه سمع رجلا يقول: يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال ابن عمر:

إن كنت من آل الزبير، وإلا فلا.

 

(6/167)

 

 

وهومخرج في كتابي " صحيح كشف الأستار " (المناقب) ، يسر الله إتمامه. وفي رواية لابن عساكر في " التاريخ " (6/365) :

" فقد كذبت ".

لكن في إسناده عبد العزيز بن أبان، وهو متروك.

2656 - (لحجة أفضل من عشر غزوات، ولغزوة أفضل من عشر حجات) .

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (4/12/4222) من طريق سعيد بن عبد الجبار: أخبرنا أبو عبد العزيز قال: حدثني مرداس الليثي عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:

الأولى: سعيد بن عبد الجبار، وهو الحمصي، قال الذهبي في " المغني ":

" قال النسائي: ليس بثقة ".

وكان جرير يكذبه، كما في " التهذيب ".

والأخرى: عبد الله بن عبد العزيز، وهو الليثي، قال الذهبي أيضا:

" ضعفوه ".

وفي " التقريب ":

" ضعيف، واختلط بأخرة ".

وأما مرداس الليثي، فذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (5/449) ، وروى عنه جمع.

 

(6/168)

 

 

وقد روي الحديث عن ابن عمرو بنحوه أتم منه عند البيهقي وغيره، وقد سبق تخرجه برقم (1230) . وروي عن ابن عمر بلفظ أنكر منه، وسيأتي برقم (3481) .

2657 - (إني محدثكم بحديث فاحفظوه، وحدثوا به من بعدكم:

إن الله تبارك وتعالى اصطفى من خلقه خلقا، ثم تلا هذه الآية: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) خلقا قد خلقهم للجنة، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه، ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر! فقام. . . الحديث.

وهو طويل جدا في ثلاث صفحات. وفيه قصة مؤاخاته صلى الله عليه وسلم بين بعض الصحابة، كالمؤاخاة بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وسعد وعمار، وأبي الدرداء وسلمان، ويتخللذلك ذكر بعض فضائلهم، منها ما يصح، وهو قليل، كقوله في أبي بكر: " لو كنت متخذا خليلا، لا تخذتك خليلا " ومنها ما لا يصح، وهو الأكثر، كقوله لسلمان:

" أنت منا أهل البيت،قد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر، والكتاب الأول والكتاب الآخر "!

وفي آخر الحديث المؤاخاة بينه وبين علي، وأنه قال له:

" والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي، فأنت عندي بمنزلة

 

(6/169)

 

 

هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووزيري ووارثي. . ما أورثت الأنبياء، كتاب الله، وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة. . . ") الحديث بطوله.

منكر جدا

بل موضوع ظاهر الوضع. أخرجه البزار في في " مسنده " (3/215/217) ، وعبد الله بن أحمد في " الفضائل " (2/638/1085) ، والقطيعي في " زياداته عليه " (2/666/667) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (5/251/353) من طريقين عن عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي: حدثنا يزيد بن معن - وقال الآخر: زيد بن معن - حدثني عبد الله بن شر حبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال:

دحلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة، فجعل يقول: " أن فلان؟ أين فلان؟ " فلم يزل يتفقدهم، ويبعث إليهم، حتى اجتمعوا عنده، فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، مسلسل بالعلل:

الأولى: عبد المؤمن العبدي هذا، ال ابن أبي حاتم (3/1/66) عن أبيه:

" ضعيف الحديث ".

وقال البخاري:

" لا يتابع على حديثه ".

وذكره الساجي وابن الجارود في " الضعفاء " كما في " اللسان ". وشذ ابن حبان فذكره في " الثقات " (8/117) .

الثانية: زيد أو يزيد بن معن، لم أعرفه، ويحتمل أن يكون محرفا من (يحيى ابن معن) ، تحرف على (العبدي) ، فقد جاء في " الميزان " وذيوله:

 

(6/170)

 

 

" يحيى بن معن، عن سعد بن شراحيل، مجهول، كشيحه ".

وقال الحافظ في " اللسان ":

" وفي " الثقات " لابن حبان [ (9/260) في طبقة تبع أتباع التابعين] : " يحيى بن معن الأنصاري عن أبيه عن سعيد بن المسيب، وعنه أهل المدينة ". قلت (الحافظ) : فيحتمل أن يكون هو:

يحيى بن المنذر الكندي، عن إسرائيل، ضعفه الدارقظني وغيره، وقال العقيلي: في حديثه نظر ".

الثالثة: عبد الله بن شر حبيل، وهو ابن حسنة، ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (5/14) برواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.

الرابعة: الرجل القرشي الذي لم يسم، فهو مجهول.

ثم رأيت الحديث قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (2/361/2598) بأسناد يختلف عن هذا فقال:

" سألت أبي عن حديث رواه حسان بن حسان عن إبراهيم بن بشر عن يحيى ابن معين (!) عن إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال. . . فذكره مختصرا ملخصا. وقال:

" قال أبي: هذا حديث منكر، وفي إسناده مجهولون ".

2658 - (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا، حتى يجعل الله له من ذلك فرجا) .

منكر

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/266-267/8104)

 

(6/171)

 

 

من طريق أبي عبد الله الحافظ " بسنده " عن عنبسة بن عبد الواحد، عن أبي عمران عن أبي فاطمة الإيادي مرفوعا. وقال:

" قال أبو عبد الله: لم نكتبه عنه إلا بهذا الإسناد وأنما نعرف هذا الكلام عن محمد ابن الحنفية من قوله ".

قلت: وعلة هذا المرفوع أبو عمران هذا، فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية، ولم يذكروه في شيوخ (عنبسة بن عبد الواحد) وهو ثقة، ولا في الرواة عن (أبي فاطمة الإيادي) وهو مذكور في الصحابة.

وأما الموقوف على ابن الحنفية، فهو صحيح، أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه " (50/15) ، ومن طريقه البيهقي (8105) ، وابن عساكر في " التاريخ " (15/731) ، والذهبي في " السير " (4/117) . قال ابن عرفة: حدثنا عبد الله بن المبارك عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

قلت: عرفت مما سبق أن البيهقي رواه عن شيخه أبي عبد الله الحافظ - وهو الحاكم صاحب " المستدرك " - ولم يعزه السيوطي في " الجامع " إلا للبيهقي، فتعقبع المناوي في " فيض القدير " بقوله - عطفا على البيهقي -:

" وكذا الحاكم، وعنه ومن طريقه خرجه البيهقي مصرحا، فلو عزاه للأصل كان أحق ".

فأقول: كذا أطلق العزو للحاكم، وسلفه في ذلك الحافظ السخاوي في " المقاصد " (351/912) ، وذلك مما يوهم أنه أخرجه في كتابه " المستدرل "، وليس كذلك، فالظاهر أنه أخرجه في غيره من كتبه، ولعله في " تاريخ نيسابور"،

 

(6/172)

 

 

فقد رأيت الحافظ الذهبي قال في " معجم شيوخه الكبير " عقب أثر ابن الحنفية المذكور:

" رواه الحاكم في (تاريخ بلده) ".

وعليه كان على المناوي أن لا يطلق العزو إليه، ذفعا للوهم المشار إليه. والله الموفق.

2659 - (إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسليمان، وعمار، وبلال) .

منكر

أخرجهالترمذي (9/390/3787) وحسنه، والطحاوي في " مشكل الآثار " (4/17-18- هند) ، وأحمد (1/148) ، وفي " فضائل الصحابة " (1/228/227و2/715/1225) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/617/1421) ، والبزالر في " مسنده " (3/220-221- الكشف) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/128) ، وابن عدي في " الكامل " (6/66-67) ، وابن عساكر في " التاريخ " (4/516- المصورة و 10/321- ط) من طرق عن كثير بن نافع النواء قال: سمعت عبد الله بن مليل، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. والسياق لأحمد.

ورواه سفيان بن عيينة، فقال: عن كثير النواء عن أبي إدريس - وفي رواية لم يقل: عن أبي إدريس - عن المسيب بن نجبة عن علي به.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (6/264/6047 و 6048) ، وابن عساكر في رواية.

 

(6/173)

 

 

قلت: وهذا من اضطراب (كثير النواء) فإنه ضعيف باتفاق الجمهور، بل قال السعدي:

" متروك " كما في " الكامل " وإلى ذلك أشار أبو حاتم بقوله فيه:

" ضعيف الحديث "، بابة (سعد بن طريف) ".

وكذا قال في سعد هذا وزاد:

" متروك الحديث ".

وقال الذهبي في " المغني ":

" شيعي جلد، ضعفوه ".

وذكر له في " الميزان " تبعا لابن عدي حدثين مما أنكر عليه هذا أحدهما والآخر سيأتي تخريجه تحت الحديث (6267) .

ومن الطريق المشارأليها ما رواه إسماعيل بن زكريا عن كثير النواء به، مختصرا دون تسمية وزرائه صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد، وابنه عبد الله في " زوائده " (1/88) .

ورواه سفيان الثوري عن سالم بن أبي حفصة قال: بلغني عن عبد الله بن مليل [هذا الحديث] ، فغدوت إليه، فوجدته في جنازة، فحدثني رجل عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: فذكره بنحوه موقوفا.

أخرجه أحمد (1/142) ، وفي " الفضائل " (1/228/275) ، وابنه عبد الله فيه (276) ،والسياق له وهو رواية للطحاوي، والزيادة له.

وسالم بن أبي حفصة صدوق في الحديث، وإن كان شيعيا غاليا كما في

 

(6/174)

 

 

" التقريب "، ولكن شيخه الذي حدثه عن عبد الله بن مليل لم يسم، فهو مجهول، ويغلب على الظن أنه كثير النواء، فإن كان غيره، فعبد الله بن مليل مجهول أيضا لم يوثقه غير ابن حبان (7/55) ، وجهالته إما حالية، أو عينية، على ما بينته في " تيسير الانتفاع ".

(تنبيه) : وقع اسم والد (عبد الله بن مليل) في كل طرق حديث " مشكل الآثار ": (منين) فوثقه المعلق عليه الشيخ (الحسن النعماني) ، نقلا عن " تقريب العسقلاني " ولم ينتبه أنه تحرف على ناسخ " المشكل "، وعلى الصواب وقع في طبعة المؤسسة (7/196-199) .

2660 - (إن الله يبغض العفريت النفريت الذي لا يرزأ في ولده، ولا يصاب في ماله) .

ضعيف. أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (ق 33/1) حدثنا يحيى بن إسحاق: أنبأ عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحوال عن ابي عثمان النهدي قال:

دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي جسيم أو جسمان عظيم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:متى عهدك بالحمى؟ قال: لا أعرفها. قال: فالصداع؟ قال: لا أدري ماهو. قال: فأصبت بمالك؟ قال: لا. قال: فرزئت بولدك؟ قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم. . . فذكره.

قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق - وهو السيلحيني - فهو من شيوخ مسلم. وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل، وهو من كبارالتابعين، فالحديث مرسل، وكذلك ذكره ابن قتيبة

 

(6/175)

 

 

في " غريب الحديث " كما رواه عنه القضاعي في " مسند الشهاب " (ق 90/2) ، وقد روي موصولا، فقال الرامهرمزي في " الأمثال" (ص 160- حيدر أباد) : حدثنا عبدان بن عبد الرحمن الشافعي: حدثنا هلال بن يحيى بن مسلم: حدثنا عبد الواحد بن زياد بسنده المتقدم عن النهدي عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع الناس وفيهم رجل دحسمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم. . . فذكره نحوه.

لكن عبدان هذا وشيخه هلال بن يحيى لم أجد لهما ترجمة، فيبقى الحديث على الإرسال، فهو ضعيف. والله أعلم.

2661 - (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمسي على أربع، وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول:

نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما) .

منكر جدا بهذا السياق

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (4/247) ، والرامهرمزي في " الأمثال " (201/98) ، وابن عدي في " الكامل " (5/259) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (3/46/2621) ، وابن حبان في " الضعفاء " (3/19) ، وابن الجوزي في " العلل " (1/254-255 9، وكذا الدولابي في " الكني " (2/6) ،وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (4/511-512) من طريق مسروح أبي شهاب هن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره. وقال العقيلي:

" مسروح لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وقد روي بأسناد أصلح من هذا، وبخلاف هذا اللفظ ".

 

(6/176)

 

 

وقال ابن حبان:

" يروي عن الثوري ما لا يتابع عليه، لا يجوز الا حتجاج بخبره، لمخالفته الأثبات في كل ما يرويه ".

وقال الدولابي:

" قال أبو عبد الرحمن النسائى: هذا الحديث منكر، يشبه أن يكون باطلا ".

وقال ابن أبي حاتم (4/1/424) :

" سألت ابي عنه، وعرضت عليه بعض حديثه؟ فقال: " لا أعرفه " وقال: يحتاج أن يتوب إلى الله عز وجل من حديث باطل رواه عن الثوري ".

" إي والله، هذا هو الحق: أن كل من روى حديثا يعلم أنه غير صحيح فعليه التوبه أو يهتكه ".

وأفاد الحافظ العسقلاني في " اللسان " أن أبا حاتم يعني هذا الحديث. ونقل عن ابن عدي أنه قال في (مسرح) هذا:

" مجهول ".

وعليه يدل كلام العقيلي وأبي حاتم، فقول الذهبي في " السير " (3/256) عقب الحديث:

" مسروح لين "، ونحوه قول الهيثمي (9/182) : " ضعيف "!

فهو غير منسجم مع كلامهما. فتأمل.

وقول العقيلي المتقدم: " وقد روي بإسناد أصلح. . . " يشير إلى حديث عمر أو غيره بلفظ آخر نحوه بلفظ:

 

(6/177)

 

 

" على عاتقي النبي صلى الله علبه وسلم ". ليس فيه التشبيه المنكر. وقد خرجته في " الصحيحة " (3320) محسنا إياه لطرفه.

(تنبيهات) :

أحدهما: لفظ الحديث في كل المصادر المتقدمة: " الجمل جملكما " بالجيم في اللفظين، إلا في " كامل " ابن عدي، فهما فيه بالحاء المهملة! وكذلك وقع في تاريخ ابن كثير " البداية " (8/36- السعادة) ، فإن طابعها لم يتشبع بما تشبع به طابع " الكامل " بقوله مزينا الوجه الأول به: " تحقيق الدكتور فلان، ودققها على المخطوطات فلان خريج جامعة أم القرى "! هذا في الطبعة الثالثة التي إليها العزو، واما الطبعة الأولى منه فكانت العبارة فيه هكذا: " تحقيق وضبط ومراجعة لجنة من المختصين بإشراف الناشر "! بدعة ابتداعها بعض الناشرين ترويجا للبضاعة وزرها أول من ابتدعها.

والآخر: أن الحديث وقع في " التاريخ " معزوا للترمذي عن أبي الزبير عن جابر. وهو خطأ فاحش لعله من الطابع أو الناسخ. وأفحش منه قوله عقبه: " على شرط مسلم، ولم يخرجوه "! فقد عرفت أنه تفرد به مسروح، وأنه مع جهالته ليس من رجال مسلم. نعم عند الترمذي حديث ابن عباس بلفظ:

" ونعم الراكب هو ".

وسأذكره إن شاء الله في الموضع المشار إليه من " الصحيحة "، وقد عزاه في " التاريخ " لأبي يعلى، وسبقه إلى ذلك ابن عساكر، ولم أره في " المسند " المطبوع لأبي يعلى، ولا عزاه إليه الهيثمي وغيره، وإنما عند أبي يعلى في " المسند الكبير " حديث عمر المشار إليه آنفا. ولله سبحانه وتعالى أعلم.

 

(6/178)

 

 

2662 - (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة، أو في غداة باردة فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف، فطرح علي طرف ثوبه [فصرنا ثلاثة] ) .

موضوع

أخرجه الحاكم (3/364) ، والبزار (3/212/2595) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/611/1394) ، وابن عساكر في " التاريخ " (6/374) من طرق عن إسحاق بن إدريس: حدثنا أبو معاوية الضرير: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: فذكره. والسياق للبزار، وقال:

" لا نعلم له إسنادا غير هذا، ولا تابع إسحاق عليه أحد ".

قلت: وهوالأسواري، قال البخاري:

" تركه الناس ".

وتبنى هذا الذهبي في " المغني ". وفي " الميزان ":

" وقال يحيى بن معين: كذاب يضع الحديث ".

ومع هذا قال الحاكم عقب الحديث:

" صحيح الإسناد "! والظاهر أنه خفي عليه حال الأسواري هذا، لكن الغريب أن الذهبي أقره ولم يتعقبه بشيء! والأعجب من ذلك أن الزيادة في آخر المتن هي عند الحاكم من طريق محمد بن سنان القزاز، قال الذهبي في " المغني ":

" رماه بالكذب أبو داود وابن خراش ".

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (9/152) :

 

(6/179)

 

 

" رواه البزار، وفيه إسحاق بن إدريس، وهو متروك ".

وأما ما نقله الدكتور محفوظ الرحمن في تعليقه على " البحر الزخار" (3/184) عن الهيثمي أنه قال في نفس الموضع الذي أشرت إليه:

" رواه البزار، وإسناده حسن "!

فهو وهم محض، سببه أنه انتقل بصره حين النقل عنه إلى قول الهيثمي عقب الحديث الذي يلي هذا عنده مباشرة، وهو قوله:

" وعن ابن عمر: أن الزبير استأذن عمر في الجهاد؟ فقال: اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار، وإسناده حسن ".

على أن هذا التحسين غير مسلم، لأن البزار أخرجه عقب حديث الترجمة برقم (2596) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر، وهذا إسناد معروف ضعفه، وهو إسناد حديث: " اللهم بحق السائلين عليك. . . " المتقدم تخريجه وبيان ضعفه في المجلد الأول برقم (24) ، والرد في مقدمته على الشيخ إسماعيل الأنصاري، الذي انتصر لشيخ الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالباطل، والاعتداء على المؤلف ببهته والافتراء عليه، وتكلف تكلفا ظاهرا في تقويه الحديث، فراجعها فإنها مهمة.

نعم لحديث ابن عمر هذا طريق آخر يرويه قيس بن أبي حازم: أن الزبير استأذن عمر. . . فذكره.

أخرجه البزار أيضا (2597) ، وهو في " مسند عمر " من " البحر الزخار " (1/466/332) وقال:

" وهذا الإ سناد أحسن من إسناد حديث فضيل ".

 

(6/180)

 

 

وقال الحافظ عقبه في " مختصر الزوائد " (2/324) :

" قلت: وأصح، بل هو صحيح مطلقا ".

وهو كما قال رحمه الله.

ورواه حبلة بن سحيم عن عبد الله بن عمر به، وأتم منه.

أخرجه ابن عساكر (6/380) ، وفيه رجل لم يسم.

ثم رأيت حديث الترجمة في " العلل " لابن أبي حاتم (2/371) وقال عقبه:

" قال أبو زرعة: لا أعلم رواه غير إسحاق بن إدريس، وهو واه ".

2663 - (أمرت بهدم الطبل والمزمار) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/219) عن محمد بن عبد الله بن بزرة: حدثنا همام عن عاصم بن علي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبر بن مالك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، جبر بن الك لم أعرفه. ومثله همام ومحمد بن عبد الله بن بزرة

وروى ابن عدي في " الكامل " (1/2) من طريق إبراهيم بن اليسع التميمي المكي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ:

" أمرني ربي بنفي الطنبور والمزمار ". وقال:

" هذا الحديث لم يتابع إبراهيم عليه أحد، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف ".

 

(6/181)

 

 

2664 - (إذا شهدت أمة من الأمم، وهم أربعون فصاعدا أجاز الله شهادتهم. أو قال: صدق شهادتهم) .

منكر

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/26/1) - وعنه الضياء المقدسي في " المختارة " (1/454) -: حدثنا إبراهيم بن عمر الوكيعي: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي: حدثنا سوادة بن أبي الأسود: أخبرنا صالح بن هلال عن أبي المليح بن أسامة الهذلي: حدثني أبي رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير الوكيعي هذا فلم أعرفه؛ وغير صالح بن هلال، وقد أورده ابن أبي حاتم (2/1/418-419) من رواية سوادة هذا وحده عنه، وقال:

" سئل أبي عنه فقال: (شيخ) ".

قلت: كأنه يشير إلى جهالته، وقد خالفه في إسناده ومتنه من هو مثله، ألا وهو مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ:

" ما من رجل يصلي عليه مئة إلا غفر له ".

أخرجه الطبراني عقب الذي قبله، ومن طريقه: أبو نعيم في " الحلية " (8/391) ، وقال الضياء بعد أن ساقه:

" ويحتمل أن يكون أبو المليح سمعه من أبيه ومن ابن عمر، والله أعلم ".

قلت: هذا الاحتمال وجيه، لو كان الراوي لكل من الوجهين ثقة، وليس كذلك، فقد عرفت أن راوي الأول صالح بن هلال مجهول، ومثله مبشر بن أبي مليح، قال ابن أبي حاتم (4/1/342) :

" روى عنه شعبة ". ولم يزد!

 

(6/182)

 

 

ولم يقف على هذا الهيثمي فقال في " المجمع " (3/36) :

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه مبشر بن أبي المليح ولم أجد من ذكره ".

وقد خالفهما أبو بكار الحكم بن فروخ قال:

" صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم، ولتحسن شفاعتكم، قال أبو المليح: حدثني عبد الله - وهو ابن سليط - عن إحدى أمهات المؤمنين - وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - قالت: أخبرني النبي صلىاللع عليه وسلم قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه. فسألت أبا المليح عن " الأمة "؟ فقال " أربعون ".

أخرجه النسائي (1/282) ، وأحمد (6/331و334) .

والحكم بن فروخ ثقة، فروايته أصح، لكن عبد الله بن سليط ما روى عنه غير أبي المليح كما حققه الحافظ في " التهذيب "، وذكره ابن حبان في " الثقات ".

وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا نحوه بلفظ:

" ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه ".

رواه مسلم وغيره، وخرجته في " الجنائز " (ص 99) فهو شاهد قوي للفظ الترجمة، لولا أنه في الصلاة على الميت، وهذا في الشهادة له، فهو بهذا اللفظ منكر.

وللفظ مبشر بن أبي المليح في الصلاة على الميت شاهد أيضا من حديث عائشة وأنس وأبي هريرة، وهو مخرج هناك أيضا.

 

(6/183)

 

 

(تنبيه) : قال المناوي:

" قال الهيثمي: وفيه صالح بن هلال؛ مجهول على قاعدة أبي حاتم، أي دون غيره، ففي تجهيله خلف، فالأوجه تحسين الحديث ".

قلت: لا وجه لتحسينه، ولا خلاف في تجهيله، فإنه لا يلزم من كونه مجهولا عند أبي حاتم؛ أن يكون مقبولا عند غيره. إذ إننا نعلم بالضرورة أن كثيرا ممن جهلهم أبو حاتم هم كذلك عند غيره، وليس هنا نقل على خلافه، فوجب التسليم له، لأنه إمام هذا الشأن.

2665 - (إذا قعد أحدكم إلى أخيه فليسأله تفقها، ولا يسأله تعنتا) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/135) عن المسيب بن شريك عن عبد الله بن يزيد عن مكحول عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، المسيب بن شريك قال الذهبي في " الضعفاء ":

" تركوه ".

وعبد الله بن يزيد؛ الظاهر أنه النخعي الصهباني الكوفي، وهو ثقة.

ومكحول؛ ثقة أيضا، لكنه لم يسمع من علي.

 

(6/184)

 

 

2666 - (إذا كان اثنان صليا معا، فإذا كانوا ثلاثة تقدمهم أحدهم) .

ضعيف

أخرجه الدارقطني في " سننه " (1/278 - طبع مصر) ،

 

(6/184)

 

 

والديلمي (1/1/140-141) عن الحسن بن حبيب بن ندبة عن إسماعيل المكي عن الحسن عن سمرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: عنعنة الحسن؛ وهو البصري فإنه كان يدلس.

والأخرى: إسماعيل المكي؛ وهو ابن مسلم ضعيف.

لكن معنى الحديث صحيح مطابق للسنة العملية في قصة جابر وجبار حيث أقامهما صلى الله عليه وسلم خلفه. كما في مسلم وغيره. وهو مخرج في " الإرواء " (539) وغيره.

2667 - (إذا كان مطر وابل، فصلوا في رحالكم) .

منكر بذكر (وابل)

أخرجه الحاكم (1/293) ، وأحمد (5/62) عن ناصح بن العلاء: حدثني عمار بن أبي عمار قال:

" مررت بعبد الرحمن بن سمرة يوم الجمعة وهو على نهر يسيل الماء مع غلمانه ومواليه، فقلت له: يا أبا سعيد الجمعة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم:

" ناصح بن العلاء بصري ثقة، إنما المطعون فيه ناصح أبو عبد الله المحلمي الكوفي فإنه روى عنه سماك بن حرب المناكير ".

وتعقبه الذهبي بقوله:

" ضعفه النسائي وغيره، وقال البخاري: منكر الحديث، ووثقه ابن المديني وأبو داود، ما خرج له أحد ".

 

(6/185)

 

 

وقال الحافظ:

" لين الحديث ".

(فائد) : الوابل: المطر الشديد الضخم القطر. كما في كتب اللغة. ولم أجد في أحاديث الرخصة بالصلاة في الرحال هذا الشرط، بل في بعضها: " فأصابهم مطر لم تبتل أسفل نعالهم ". صحيح أبي داود (969) . وانظر " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " (ص 330) .

2668 - (إذا كان يوم الخميس بعث الله - عز وجل - ملائكة معهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون يومالخميس وليلة الجمعة أكثر الناس صلاة على محمد صلى الله عليه وسلم) .

موضوع

رواه تمام في " الفوائد " (194/1) ، وابن عساكر (12/248/2) عن سليمان بن داود: حدثنا عمرو بن جرير البجلي: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. .

قلت: وهذا موضوع، آفته من عمرو بن جرير البجلي؛ فقد كذبه أبو حاتم، وقال الدارقطني:

" متروك الحديث ".

ويحتمل أن تكون الآفة من سليمان بن داود وهو الشاذكوني، فقد قال البخاري:

" فيه نظر ". وكذبه ابن معين. وقال أبو حاتم:

" متروك الحديث ".

 

(6/186)

 

 

2669 - (إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيذبح وهم ينظرون، فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (رقم 2561) : حدثنا سفيان بن وكيع: حدثنا أبي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد يرفعه قال: فذكره. وقال:

" هذا حديث حسن " زاد في بعض النسخ: " صحيح ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عطية - وهو ابن سعد العوفي - مدلس وضعيف، وسفيان بن وكيع ضعيف أيضا.

ثم رواه الترمذي (3155) من طريق أخرى عن أبي سعيد به؛ وفيه النضر بن إسماعيل وليس بالقوي كما في " التقريب "، وقد خالفه الثقات كما في " الصحيحين " وغيرهما من حديث أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعا به نحوه، دون قوله: " فلو أن أحدا مات ... " فهو منكر، ولقد أخطأ صديقنا الفاضل الأستاذ الدعاس في تعليقه على الترمذي حيث أطلق عزو الحديث إلى البخاري ومسلم، فأوهم أنه عندهما بتمامه، فاقتضى التنبيه.

نعم قد وردت هذه الزيادة من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ:

" إذا صار أهل الجنة إلى الجنة ... " الحديث، وفيه:

" فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم ".

أخرجه أحمد (2/118 و 120 - 121) ، والشيخان عنه.

 

(6/187)

 

 

2670 - (العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، ويدخلوا في الدنيا، فإذا خالطوا ودخلوا في الدنيا فقد خانوا الرسل، فاعتزلوهم واحذروهم) .

ضعيف

أخرجه العقيلي كما في " جامع بيان العلم " (1/185) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (2/445) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (ق 99/2) من طريق إبراهيم بن رستم: حدثنا حفص الإبري عن إسماعيل بن سميع عن أنس مرفوعا به. وقال العقيلي:

" حفص هذا كوفي حديثه غير محفوظ ".

قلت: لم أجد هذه الترجمة ولا لحديث في " الضعفاء " للعقيلي من نسخة الظاهرية، ويظهر أن فيها خرما، فقد ذكرها ابن حجر في " اللسان " لكلام العقيلي المذكور فيه؛ وتعقبه بقوله:

" قلت: هو عمر بن حفص، غلط في اسمه بعض الرواة، وسيأتي ".

وذكر هناك أنه عمر بن حفص بن ذكوان العبدي. قال أحمد:

" تركنا حديثه، وحرقناه ". وقال علي:

" ليس بثقة ".

وقال النسائي:

" متروك ".

قلت: ويؤيد ما ذكره من الغلط أن ابن أبي حاتم أورد الحديث في " العلل " (2/137) من طريق أخرى عن إبراهيم بن رستم قال: حدثنا أبو حفص الإبري

 

(6/188)

 

 

به. وكذلك رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآلي المصنوعة " (13 - هند) ، إلا أنه قال: " العبدي " مكان " الإبري ".

فهذا كله يؤيد أنه أبو حفص، وليس حفصا كما في الرواية الأولى. وقد عرفت مما نقلناه عن الأئمة فيه أنه شديد الضعف، فمن الغريب أن ابن أبي حاتم لم يعل الحديث به، فإنه قال عقبه:

" هذا حديث منكر، يشبه أن يكون في الإسناد رجل لم يسم، وأسقط ذلك الرجل ".

فيبدو - والله أعلم - أن أبا حفص هذا ليس هو عند أبي حاتم العبدي المجروح، وإلا لأعل الحديث به، فقد ضعفه هو أيضا كما نقله عنه ابنه في " الجرح والتعديل " (3/103) ، ولعل السبب هو أنه وقع في روايته أنه " الإبري " - نسبة إلى بيع الإبر وعملها - وأبو حفص عمر بن حفص العبدي لم ينسب هذه النسبة، فمن هو هذا الإبري؟ لم أجد أحدا ترجمه بكنيته أبي حفص؛ وبهذه النسبة " الإبري "، وإنما ترجمه العقيلي باسم " حفص الإبري " وهو خطأ من بعض الرواة كما تقدم عن الحافظ، وإذا كان كذلك فهو أبو حفص العبدي الإبري، له نسبتان الأولى نسبة إلى الجد، والأخرى إلى الصنعة. ولا مانع من مثل هذا الجمع، فقد يتوفر في بعض الرواة أكثر من نسبة واحدة، بل ومن نسبتين، فهذا - مثلا - سمي المترجم عمر بن رياح العبدي أبو حفص البصري الضرير، لما ترجمه الحافظ في " التهذيب " قال في حاتمتها:

" فتحصلنا على أنه ينسب ألوانا: عبدي، وسعدي، وباهلي "!

قلت: وأنا لا أستبعد أن يكون هو المترجم نفسه لأنه في طبقته وقد روى عن

 

(6/189)

 

 

ثابت وهو من شيوخه، ويكون نسبته إلى حفص، ورياح من قبيل نسبته إلى الأب؛ دون الجد، أو العكس. أعني أن أحدهما أبوه والآخر جده، والباهلي هذا متروك أيضا. والله أعلم.

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1) من طريق الحاكم وقال:

" تابعه محمد بن معاوية النيسابوري عن محمد بن يزيد عن إسماعيل، والعبدي متروك، وإبراهيم (يعني ابن رستم) لا يعرف، ومحمد بن معاوية كذاب ".

ورده السيوطي في " اللآلي " بأن إبراهيم بن رستم معروف، وثقه ابن معين وغيره.

وهو كما قال على خلاف فيه. ثم ذكر أن له شواهد كثيرة؛ صحيحة وحسنة، فوق الأربعين حديثا، وأنه يحكم له على مقتضى صناعة الحديث بالحسن.

وأقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/267 - 268) .

قلت: وأنا في شك كبير من صواب الحكم المذكور، لا سيما وهو يخالف مقدمة كلامه، لأنه إذا كان - حقا - له شواهد صحيحة، فلماذا يكون حسنا فقط، ولا يكون صحيحا؟! وانتقادي هذا إنما ينصب على ظاهر كلامه الدال على أنه أراد الحديث بتمامه، فإني لا أعرف له ولا شاهدا واحدا، ولا ذكره السيوطي نفسه في " الجامع الكبير " (1/360/1) إلا من حديث أنس هذا. وأما إن كان يريد طرفه الأول " العلماء أمناء الرسل " فمن الممكن أن يكون ثابتا، وذلك يحتاج إلى بحث وتحقيق، فلنفعل:

__________

(1) وأقره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء ": (1 / 60) .

 

(6/190)

 

 

لقد سبق في كلام ابن الجوزي أن محمد بن معاوية النيسابوري قد رواه عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع، وأن ابن معاوية كذاب، وهو كما قال لكن يبدو أنه لم يتفرد به، فقد أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (5/48/1) من طريق أبي عمرو أحمد بن الحسن بن يحيى الروياني: أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى الواسطي: أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري به مقتصرا على الطرف الأول منه: " العلماء أمناء الله على خلقه ".

وروى الخطيب في " التاريخ " (3/271) عن ابن حبان قال:

" وجدت في كتاب أبي بخط يده: ذكر لأبي زكريا (يعني يحيى بن معين) : أن محمد بن معاوية النيسابوري حدث عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرسل أمناء الله؟ فقال أبو زكريا: هذا باطل وكذب، ما حدث محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع بشيء ولا سمع منه، ولا سمع إسماعيل بن سميع (الأصل: ابن رافع) من أنس شيئا، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول.... ".

قلت: لكن لم يتفرد به ابن معاوية، فقد قال ابن الأعرابي في " معجمه " (56/2) ، ومن طريقه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/2 - الكراس الثاني) : أخبرنا محمد بن عيسى: أخبرنا محمد بن الصباح الجرجرائي: أخبرنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع به بلفظ: " العلماء أمناء الله على خلقه ".

وهذه متابعة قوية؛ لأن الجرجرائي هذا؛ وثقه أبو زرعة وغيره، وقال الحافظ:

" صدوق ".

وسائر الرجال ثقات أيضا، ومحمد بن عيسى هو الواسطي المعروف بابن أبي

 

(6/191)

 

 

قماش؛ له ترجمة في " تاريخ بغداد " (2/400) .

وأما محمد بن يزيد؛ فلم أعرفه، وقد جزم ابن معين فيما تقدم بأنه لم يسمع من إسماعيل بن سميع شيئا، وهذا يشعر بأنه معروف لديه، فلعله محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي الجزري؛ وقد قال الحافظ:

" ليس بالقوي ".

وكذلك جزم ابن معين بأن ابن سميع لم يسمع من أنس، فلعله من أجل ذلك كتب بعض المحدثين على هامش " القضاعي " وأظنه ابن المحب المقدسي:

" منكر ".

وقد وجدت له شاهدا من حديث معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ:

" العالم أمين الله في الأرض ".

ولكنه واه جدا، أخرجه أبو الفضل السهلكي في " حديثه " (1/2) ، وابن عبد البر في " الجامع " (1/52) من طريق عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن عبد الله: أخبرنا عبادة بن نسي (1) عن عبد الرحمن بن غنم عنه.

قلت: وهذا إسناد هالك، عيسى هذا وشيخه الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - كلاهما هالك؛ كما قال الذهبي، والآخر شر من الأول. فقد قال فيه أبو حاتم وغيره:

" كذاب ". وقال أحمد:

" أحاديثه كلها موضوعة ".

ومن هذا التحقيق يتبين أن الحافظ العراقي لم يعطه حقه من النقد حين قال

__________

(1) الأصل: الحكم بن عبيد الله: نا عبادة بن قيس. والتصحيح من كتب الرجال.

 

(6/192)

 

 

في " تخريج الإحياء " (1/6) :

" رواه ابن عبد البر من حديث معاذ بسند ضعيف "!

فإن من لا علم عنده بالرواة قد يتكىء على مثل هذا التضعيف اللين لحديث معاذ هذا فيعتبره شاهدا، وهو لا يصلح لذلك لشدة ضعفه، ولذلك فالحديث باق على ضعفه لعدم وقوفنا على شاهد معتبر له، ولا لطرفه الأول. والله أعلم.

2671 - (إذا كنتم في القصب، أو الثلج، أو الرداغ فحضرت الصلاة؛ فأومئوا إيماء) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (13/199/473) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدثنا محمد بن فضاء، عن أبيه عن علقمة بن عبد الله المزني، عن أبيه مرفوعا، ومن هذا الوجه أخرجه في " الأوسط " (8/46/7913) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، (فضاء) والد (محمد) فيه جهالة كما في " المغني ".

وولده (محمد) ضعفه ابن معين.

وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه ابن عدي وجماعة، لكن ذكر الطبراني في " الأوسط " أنه تابعه معدي بن سليمان (الأصل: سنان، والتصحيح من " تهذيب الكمال " و " ميزان الاعتدال " وغيرهما) وهو متفق على ضعفه، وتقدم له حديث منكر برقم (2369) .

والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2/11) :

 

(6/193)

 

 

" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه (محمد بن فضاء) ، وهو ضعيف "!

(القصب) : كل نبات كانت ساقه أنابيب وكعوبا، ومنه (قصب السكر) . " المعجم الوسيط ".

(الرداغ) : (الردغة) بسكون الدال وفتحها: طين ووحل كثير، ويجمع على (ردغ) . كذا في " النهاية ".

2672 - (إذا كان يوم القيامة يجاء بالأعمال في صحف مختمة فيقول الله عز وجل: اقبلوا هذا وردوا هذا، فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل، فيقول: صدقتم إن عمله كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي) .

ضعيف جدا

رواه السلفي في " معجم السفر " (50/2) عن عمر بن يحيى الأبلي: حدثنا الحارث بن غسان عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحارث بن غسان مجهول.

وعمر بن يحيى الأبلي (1) ؛ اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث عن يحيى بن بسطام؛ وهو ضعيف جدا.

__________

(1) كذا في مسودتي بالباء الموحدة قبل اللام، وفي " اللسان ": (الأيلي) بالمثناة التحتية

 

(6/194)

 

 

2673 - (الجماعة بركة، والثريد بركة، والسحور بركة، والطعام المكيل بركة، تسحروا تزدادوا قوة، تسحروا تصيبوا السنة، تسحروا ولو بجرعة ماء، صلوات الله على المتسحرين) .

 

(6/194)

 

 

ضعيف. رواه أحمد بن المهندس في " حديث عافية وغيره " (132/2) عن عمرو بن بزيع الأزدي عن الحارث عن علي مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف، الحارث - وهو الأعور بن عبد الله - ضعيف، والحارث بن الحجاج الأزدي مجهول، وكذا الراوي عنه ابن بزيع الأزدي؛ واسمه عمر كما في " الميزان " و " اللسان "، فلعل ما في رواية ابن المهندس " عمرو " خطأ من بعض النساخ. والله أعلم.

وله شاهد من حديث أنس مرفوعا به دون قوله: " والطعام المكيل بركة ... " إلخ. ولكنه واه جدا.

رواه ابن شاذان في " المشيخة الصغيرة " (رقم 63) عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي: أخبرنا إبراهيم بن سليمان السلمي: أخبرنا سلم بن مسلم قال: سمعت أنسا يقول: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته العدوي هذا؛ فإنه كذا وضاع، ولذلك فقد أساء السيوطي بإيراد هذا الحديث من رواية ابن شاذان هذه في " الجامع الصغير "؛ وإن كان معناه ثابتا من طرق أخرى كما سبق في الصحيحة (1045) " البركة في ثلاثة ... ".لكن قد جاء معناه من حديث أبي هريرة وغيره، وقد خرجته في الموضع المثار إليه آنفا.

2674 - (التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق) .

ضعيف جدا

رواه الطبراني (1/220/2) ، والقضاعي (60/1) عن

 

(6/195)

 

 

عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي: أخبرنا أبان بن المحبر عن سعيد بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: سعيد هذا - وهو ابن معروف بن راقع بن خديج - قال الأزدي:

" لا تقوم به حجة ".

الثانية: أبان بن المحبر؛ قال الذهبي:

" متروك ".

الثالثة: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي؛ قال الحافظ:

" صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين ".

2675 - (الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل) .

ضعيف

رواه الخطيب في " الجامع " (22/1 - من المنتقى منه) عن عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحصيني: أخبرنا أحمد بن نصر الباهلي: أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري: أخبرنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون أبي جعفر - وهو الصادق - لم أعرفهم، غير الأحمري؛ فأورده الحافظ في " اللسان " وقال:

 

(6/196)

 

 

" ذكره الطوسي في " رجال الشيعة " وقال: كان ضعيفا في حديثه ".

وعبد الغفار هذا ليس هو عبد الغفار بن عبيد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي، فإنه متقدم الطبقة على هذا، وترجمه ابن أبي حاتم (3/1/54) وقال:

" روى عنه أبي ومحمد بن مسلم بن وارة "، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والحديث سكت على إسناده السخاوي في " المقاصد " (ص 84) بعد أن عزاه لـ " جامع الخطيب "! وقال في الطريق المتقدمة:

" وابن المحبر متروك، وهو وسعيد لا تقوم بهما حجة. ولكن له شاهد، رواه العسكري فقط من حديث عبد الملك بن سعيد الخزاعي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ... ".

قلت: فذكر متنه بنحوه، وسكت عليه أيضا، وكأنه لظهور ضعفه؛ فإن عبد الملك بن سعيد هذا لا يعرف؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه، ثم إنني لا أدري إذا كان السند إليه ثابتا أم لا؟

ثم ذكر من رواية الخطيب أيضا من طريق عبد الله بن محمد اليمامي عن أبيه عن جده قال: قال خفاف بن ندبة: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر حديثا فيه مرفوعا: " يا خفاف! ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر لم يضرك، وإن احتجت إليه نفعك ". وقال:

" وكلها ضعيفة ".

قلت: واليمامي هذا مجهول؛ كما قال ابن أبي حاتم (2/2/158) عن أبيه، وتبعه الذهبي والعسقلاني. ثم قال السخاوي:

 

(6/197)

 

 

" ولكن بانضمامها تقوى ".

وفيه عندي نظر، لأن الطريق الأولى واهية جدا فلا تقويها الشواهد؛ كما هو معلوم من " المصطلح "، وبقية الطرق مظلمة مجهولة، على أن الأخير منها قاصر ليس فيه: " الجار قبل الدار ". والله أعلم.

2676 - (ما انتعل أحد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم يتعلمه إلا غفر الله عز وجل له حيث يخطو عتبة باب بيته) .

موضوع.

رواه ابن عدي في " الكامل " (12 / 1) ، والطبراني في " الأوسط " (6 / 37 / 5722 - حرمين) ، وتمام في " الفوائد " (272 / 1 - 2) ، وابن عساكر (2 / 373 / 1) عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله أبي علي التيمي: ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي مرفوعا.

ورواه عفيف الدين في " فضل العلم " (122 / 2) عن المحاربي ثنا فطر به.

وقال ابن عدي:

" وهذا باطل ليس يرويه عن فطر غير إسماعيل، وعامة ما يرويه بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء ".

وقد روي بإسناد آخر له بلفظ:

 

(6/198)

 

 

2677 - (من انتعل يتعلم علما، غفر له قبل أن يخطوَ)

موضوع. رواه ابن شاهين في " الترغيب " (ق 191 / 1) ، وأبو الفضل السهلكي في " حديثه " (94 / 2) عن إسماعيل بن يحيى: حدثنا سفيان عن مجاهد عن الشعبي عن الأسود عن عائشة مرفوعا.

 

(6/198)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ إسماعيل بن يحيى وهو أبو يحيى التيمي كان يضع الحديث كما قال صالح جزرة، وكذبه الدراقطني وغيره، وعرفت قول ابن عدي فيه آنفاً.

(تنبيه) : الحديث في الجامع الصغير بلفظ، " انتقل " من الانتقال وعليه شرح المناوي، وهو تصحيف، والصواب ما في روايتنا: " انتَعَلَ " أي لبس نعله، بدليل قوله: " قبل أن يخطو "، وهذا بيَّن لا يخفى، ويؤيده الرواية السابقة: " ما انتعل أحد قط. . . "، وعلى الصواب وقع في الجامع الكبير (2 / 228 / 2) وأعلَّه بإسماعيل هذا! فكيف استجاز إيراده في " الجامع الصغير "؟!

2678 - (أكرموا العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء، من أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله "

موضوع.

أخرجه ابن جبرون المعدل في " الفوائد العوالي " (1/15/2) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " (4/437 - 438) ، والديلمي (1/1/32) عن الضحاك بن حجوة الفريابي عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا.

قلت: أشار الحافظ إلى إعلاله بالضحاك هذا، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا. وقد قال الدارقطني:

" كان يضع الحديث ".

وذكره الذهبي في " الميزان "، ثم قال:

" ومن مصائبه هذا الحديث "!

ولذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (رقم 182 - بترقيمي) ، كما أورده في " الجامع الصغير " فما أشد تناقضه!

 

(6/199)

 

 

وأورده فيه أيضا من رواية ابن عساكر عن ابن عباس! دون الشطر الثاني، وتساهل المناوي في " التيسير " فقال في حديث الترجمة:

" ضعيف لضعف الضحاك بن حجوة، لكن يعضده حديث ابن عباس ".

وهذه غفلة شديدة منه تبعه عليها الشيخ الغماري في " المداوي " (2/182 - 183) ، وكأنهما لم يقفا على إسناده عند ابن عساكر، فقد أخرجه في ترجمة (عبد الملك بن محمد بن يونس أبي عقيل السمرقندي) (37/103 - 104) بإسناده عن أحمد بن عيسى اللخمي، عن إبراهيم بن مالك: أخبرنا شعبة بن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا كالذي قبله موضوع. أحمد بن عيسى اللخمي هو التنيسي المصري كما في " تهذيب التهذيب "، أورده ابن حبان في " الضعفاء " (1/146) وقال:

" يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار ".

ثم ذكر له حديثين آخرين وقال:

" جميعا موضوعان ".

وذكر له ابن عدي (1/194) أحاديث بواطيل.

وشيخه إبراهيم بن مالك هو الأنصاري، ذكر له ابن عدي (1/252 - 253) . وساق له أحاديث وقال:

" وهذه الأحاديث مع أحاديث سواها لإبراهيم بن مالك موضوعة، كلها مناكير "، وقد حقق الذهبي والعسقلاني أنه (إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك الأنصاري) ، عن شعبة والحمادين، قال ابن عدي:

" ضعيف جدا، حدث بالبواطيل ". فراجع " اللسان ".

 

(6/200)

 

 

لكن جملة " العلماء ورثة الأنبياء " ثبتت عند ابن حبان وغيره، وبعض أسانيده مقبولة؛ كما في " التعليق الرغيب " (1/53/2) .

2679 - (أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرمني) .

منكر

رواه الديلمي (1/1/34) من طريق الدارقطني عن خلف الضرير: حدثنا وكيع عن الأعمش عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

أشار الحافظ إلى إعلاله بخلف هذا، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا، وقد قال الذهبي:

" فيه جهالة؛ قال ابن الجوزي: روى حديثا منكرا ".

وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 39 - رقم 184 - بترقيمي) وأعله بما ذكرنا.

 

(6/201)

 

 

2680 - (أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم) .

ضعيف

أخرجه ابن خزيمة (1/130/2) ، والحاكم (1/313) ، والديلمي (1/1/33) عن الطبراني والضياء في " المختارة " (6/309 - 310) عن عبد الله بن فروخ عن ابن جريج عن عطاء عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال الحافظ: " أخرجه الحاكم من هذا الوجه وصححه "!

قلت: عبارة الحاكم:

" لفظه عجب، وعبد الله بن فروخ صدوق "!

 

(6/201)

 

 

وتعقبه الذهبي بقوله:

" قال ابن عدي: أحاديثه غير المحفوظة ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق يغلط ".

2681 - (إن لله عز وجل في الخلق ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله تعالى خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاث مئة، وإذا مات من الثلاث مئة أبدل الله تعالى مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت ويدفع البلاء) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/8 - 9) ، وابن عساكر في " التاريخ " (1/70/2) ، والذهبي في " الميزان " من طريق عبد الرحيم بن

 

(6/202)

 

 

يحيى الأدمي: حدثنا عثمان بن عمارة: حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء.

وقال الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة هذا:

" وهو كذب ". ثم قال:

" فقاتل الله من وضع هذا الإفك ".

وقال في ترجمة عبد الرحيم:

" أتهمه به أو بعثمان ". وأقره الحافظ في الترجمتين من " اللسان ".

2682 - (التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق) .

موضوع

أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " (291) من طريق الواقدي عن عبد الحميد بن عمران عن خالد بن كيسان عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته الواقدي فإنه كذاب.

وعبد الحميد بن عمران هو أبو الجويرية الكوفي نزيل المدينة؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/1/16) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وخالد بن كيسان؛ قال الحافظ:

 

(6/203)

 

 

" حجازي مقبول ".

والحديث روي عن ابن عباس من طريق أخرى ضعيفة أيضا بلفظ:

" آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم ".

وهو مخرج في " إرواء الغليل " (1125) .

2683 - (نعم البئر بئر غرس؛ هي من عيون الجنة، وماؤها أطيب المياه) .

موضوع

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (1/504) : أخبرنا محمد بن عمر: أخبرنا عاصم بن عبد الله الحكمي عن عمر بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الواقدي فإنه كذاب؛ كما تقدم مرارا.

وعاصم بن عبد الله الحكمي لم أعرفه؛ ويحتمل أنه جعفر بن عبد الله بن الحكم، فإنه ابن أخي عمر بن الحكم الذي هو شيخه في هذا الإسناد. وعليه فقوله: " عاصم " محرف من " جعفر ". والله أعلم.

وجعفر هذا ثقة، وكذلك عمه عمر، وهو تابعي؛ فالحديث مرسل.

وللواقدي إسناد آخر؛ فقال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ:

" بئر غرس من عيون الجنة ".

قلت: وهذا أشد ضعفا من الأول، فإن شيخ الواقدي أبا بكر بن أبي سبرة قال الحافظ:

 

(6/204)

 

 

" رموه بالوضع ".

2684 - (الحجر الأسود نزل به ملك من السماء) .

موضوع

أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " (ص 232) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته إبراهيم هذا، فإنه متهم بالكذب.

 

(6/205)

 

 

2685 - (الحجر في الأرض يمين الله عز وجل، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله عز وجل ألا يعصيه) .

موضوع

رواه أبو محمد القاري في حديثه (2/202/2) عن أبي سالم الرواس العلاء بن مسلمة: حدثنا أبو حفص العبدي عن أبان عن أنس مرفوعا. ثم قال:

" حديث غريب تفرد بروايته عن أبان أبو حفص عمر بن حفص العبدي، ولا نحفظه إلا من حديث أبي سالم الرواس ".

قلت: قال فيه ابن حبان:

" يروي الموضوعات عن الثقات ". وقال ابن طاهر:

" كان يضع الحديث ".

قلت: ومع ذلك فقد سود السيوطي بحديثه هذا كتابه " الجامع الصغير "، أورده من رواية الديلمي في " مسند الفردوس "، وتعقبه المناوي بأن فيه الرواس هذا قال الذهبي: متهم بالوضع.

 

(6/205)

 

 

قلت: وفاته أن فيه عمر بن حفص العبدي؛ قال علي:

" ليس بثقة ". وقال النسائي:

" متروك ".

وقد روي موقوفا؛ فقال الأزرقي في " أخبار مكة " (ص 229) : حدثني مهدي بن أبي المهدي: حدثنا الحكم بن أبان قال: حدثني أبي عن عكرمة قال:

" إن الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح الركن فقد بايع الله ورسوله ".

قلت: إسناده مقطوع ضعيف، الحكم بن أبان صدوق له أوهام. لكني لم أر من ذكر له رواية عن أبيه، ولا رأيت أحدا ترجم لوالده، وأغلب الظن أنه سقط من السند اسم الراوي عن الحكم بن أبان؛ وهو إبراهيم بن الحكم بن أبان، وعليه فالضمير في قوله: " عن أبيه " إنما يعود إلى أبي إبراهيم وهو الحكم بن أبان نفسه. ويؤيده أن الحكم مشهور بالرواية عن عكرمة. والله أعلم.

وإبراهيم بن الحكم؛ ضعيف كما في " التقريب ".

ومهدي بن أبي المهدي؛ قال ابن أبي حاتم (4/1/335) :

" شيخ ليس بمنكر الحديث ".

2686 - (أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة، من أسفل درجة من درجاتها، على جناحي جبريل، فاستودعها

 

(6/206)

 

 

الجبال، وأجراها الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) ، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن، والعلم كله، والحجر من ركن البيت، ومقام إبراهيم، وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: (وإنا على ذهاب به لقادرون) ، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا) .

موضوع. رواه ابن عدي في " الكامل " (380/1) ، والخطيب في " تاريخه " (1/57 - 58) عن مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا، وقال ابن عدي:

" رواه مسلمة عن مقاتل، وهو غير محفوظ، بل هو منكر المتن ".

قلت: ومسلمة بن علي - وهو الخشني - متهم بالكذب كما تقدم مرارا، فالحديث موضوع، ولوائح الوضع ظاهرة عليه.

2687 - (استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/49) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/219) عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الحافظ في " مختصره ":

" قلت: يحيى ضعيف ".

 

(6/207)

 

 

قلت: بل هو متروك؛ كما قال الحافظ نفسه في " التقريب " قال:

" وأفحش الحاكم فرماه بالوضع ".

2688 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر) .

موضوع

روي من حديث علي، وأبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة.

1- أما حديث علي؛ فيرويه العباس بن الوليد بن بكار الضبي وعبد الحميد بن بحر الزهراني عن خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن الشعبي عن أبي جحيفة عنه مرفوعا.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/12/1) ، وابن الأعرابي في " معجمه " (54/1 و 98/2) ، وتمام في " الفوائد " (71/1 - 2) ، وأبو الحسين البوشنجي في " المنظوم والمنثور " (181/2) ، والدينوري في " المجالسة " (27/5/2) ، والقطيعي في " الجزء المعروف بالألف دينار " (27/1) ، وابن منده في " معرفة الصحابة " (2/293/2) ، والحاكم (3/153 و 161) وقال:

" صحيح على شرط الشيخين "! ورده الذهبي بقوله:

" قلت: لا والله، بل موضوع، والعباس قال الدارقطني: كذاب. وعبد الحميد قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ".

وزاد في " الميزان ":

 

(6/208)

 

 

" وكذا قال ابن عدي ".

2- وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه عمرو بن زياد الثوباني: أخبرنا عبد الملك بن سليمان عن عطاء عنه مرفوعا به.

أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (6/69/1) .

قلت: والثوباني هذا - وهو الباهلي - كذاب.

3- وأما حديث أبي أيوب؛ فيرويه محمد بن يونس: أخبرنا حسين بن الأشقر: أخبرنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنه مرفوعا به وزاد:

" فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق ".

قلت: وهذا موضوع أيضا، مسلسل بالوضاعين؛ أو المتهمين بالوضع:

الأول: الأصبغ بن نباتة؛ قال الحافظ:

" متروك، رمي بالرفض ".

قلت: وكذبه أبو بكر بن عياش.

الثاني: سعد بن طريف؛ قال الحافظ:

" متروك، رماه ابن حبان بالوضع ".

الثالث: محمد بن يونس وهو الكديمي؛ قال الحافظ:

" ضعيف ".

كذا قال! وهو أسوأ مما ذكر، فقد قال ابن عدي:

" قد اتهم الكديمي بالوضع ".

 

(6/209)

 

 

ونحوه قال الدارقطني:

" يتهم بوضع الحديث، وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله ".

وقال ابن حبان:

" لعله قد وضع أكثر من ألف حديث ".

ثم إن حسين الأشقر قيس بن الربيع ضعيفان، لكن الآفة من غيرهما.

4- وأما حديث عائشة؛ فيرويه الحسين بن معاذ بن حرب أبو عبد الله الأخفش الحجبي، واضطرب عليه في إسناده، فقال أحمد بن سلمان النجاد: حدثنا حسين بن معاذ بن أخي عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي: حدثنا شاذ بن فياض عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي الخراساني: حدثنا أبو عبد الله الأخفش المستملي: حدثنا الربيع بن يحيى الأشناني قال: حدثني جار لحماد بن سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة ... فذكره.

أخرجه الخطيب في ترجمة الأخفش هذا من " التاريخ " (8/141 - 142) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وطعن فيه الذهبي فقال عقب الحديث:

" فالحسين قد اضطرب في إسناده، فإن اللذين روياه عنه ثقتان، ومع اضطرابه أتى بمثل هذا الخبر المنكر ".

وأقره الحافظ في " اللسان ".

وذكر ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/418) عن الذهبي أنه قال في " تلخيص الواهيات " عن الحسين هذا:

" ليس بثقة ". وقال في حديثه المذكور:

 

(6/210)

 

 

" إنه باطل ".

ثم قال ابن عراق:

" وتابعه على الرواية الثانية أبو عبد الله الأخفش المستملي. أخرجه الخطيب ".

قلت: وهذا من أوهامه رحمه الله؛ فإن أبا عبد الله هذا هو الحسين بن معاذ نفسه كما رأيت.

ثم ذكر أنه أخرجه أبو الفتح الأزدي في " الضعفاء "، من حديث أبي هريرة أيضا. وفيه عمير بن عمران ومحمد بن عبيد الله العرزمي. ومن حديث أبي سعيد أخرجه الأزدي أيضا من طريق داود بن إبراهيم العقيلي، ثم قال:

" حديث أبي هريرة من الطريقين لا يصلح للاستشهاد، وكذا ما بعده ".

قلت: أما الطريق الأولى فقد عرفت علتها. وأما الأخرى؛ فلأن عمير بن عمران قال ابن عدي فيه:

" حدث بالبواطيل ". والعرزمي متروك.

وأما داود بن إبراهيم العقيلي؛ فكذبه الأزدي، ونص عبارته كما في " اللسان ":

" مجهول كذاب، لا يحتج به ". ثم ساق الحديث عن أبي سعيد. ثم قال الأزدي:

" هذا منكر لا يحتمله هذا الإسناد ".

وبالجملة؛ فالحديث موضوع من جميع طرقه، فما أبعد عن الصواب من أورده في " الموضوعات " كابن الجوزي خلافا للسيوطي فإنه قد تعقبه! قال المناوي:

 

(6/211)

 

 

" فلم يأت بشيء سوى أن له شاهدا ".

قلت: يعني حديث أبي هريرة وغيره.

ثم أقول: لقد وقفت للشيخ أحمد الغماري على كلام عجيب في هذا الحديث يدل على انحرافه عن أهل الحديث والسنة، وميله إلى التشيع ومحاباته لأهل البيت ولو بتقوية الأحاديث الموضوعة، فقد ذكر في " المداوي " (1/451 - 542) أسماء الصحابة الذين روي الحديث عنهم دون أن يسوق أسانيدهم - على خلاف عادته من تسويد صفحات بها - ودون أن يبين من فيها من الكذابين والسراقين، اللهم إلا حديث علي رضي الله عنه، فقد ساق إسناده، ولكنه خنس عنه، ولم يبين علته، مع أن فيه (العباس بن بكار الضبي) ، وهو كذاب كما تقدم عن الإمام الدارقطني.

وإن من انحرافه واتباعه لهواه أنه أجمل الكلام فيها وألانه، ورمى رواة الحديث وأئمتهم الذين أعرضوا عن رواية هذه الموضوعات في كتبهم بالنصب ومعاداة أهل البيت - حاشاهم -، فقال:

" والطرق التي ذكرها المصنف (يعني السيوطي في " الجامع ") وإن كانت كلها ضعيفة (!) إلا أن زهد النواصب (!) ونفور غيرهم من التهمة بالرفض إذا رووا فضائل أهل البيت، كما كان معروفا في عصر الرواية، هو الذي جعل الضعفاء ينفردون بمثل هذا، والأمر لله "!

فأقول والله المستعان:

قوله: " الضعفاء " كلمة مضللة للقراء كما هو ظاهر من التخريج. وفاطمة رضي الله عنها أرفع وأغنى أن تمدح بالكذب على أبيها صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة وأئمة الحديث ليسوا بـ (النواصب) كيف وهم الذين رووا بالأسانيد الصحيحة في

 

(6/212)

 

 

فضلها أنها بضعة منه صلى الله عليه وسلم يريبه ما يريبها، ويؤذيه ما يؤذيها، وأنها سيدة نساء العالمين، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم ... إلى غير ذلك من الفضائل.

2689 - (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها، وإياكم والالتفات في الصلاة، فإن أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/44/2- زوائده) عن محمد بن عمر الواقدي: حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن يزيد بن رومان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" لم يروه عن يزيد إلا نافع، تفرد به الواقدي ".

قلت: وهو كذاب، كذبه أحمد والنسائي وغيرهما، واقتصار الهيثمي على قوله فيه (2/80) :

" ضعيف "، تقصير وتساهل وبين.

 

(6/213)

 

 

2690 - (إذا كان يوم القيامة دعى الله عز وجل بعبد من عبيده فيقف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله) .

موضوع

رواه الدينوري في " المجالسة " (ص 4/ المصورة) ، وتمام (17/2) ، والطبراني في " الصغير " (6) ، والخطيب (8/99) ، وابن عساكر (14/373/1) عن أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الكندي: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يونس الأفطس: حدثنا سليمآن بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا.

 

(6/213)

 

 

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/168) من رواية ابن حبان عن يوسف هذا، وقال: " قال ابن حبان: يوسف يروي عن سليمان ما ليس من حديثه، لا يجوز الا حتجاج به إذا انفرد. قال: وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عدي: كل ما روى يوسف عن الثقات منكر ".

وتعقبه السيوطي (2/83) ثم ابن عراق (265/2) بما لا يجدي.

2691 - (إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه، ولا يتميل تميل اليهود، فإن تسكين الأطراف من تمام الصلاة) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (9/304) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (16/56/1) من طريق معاوية بن يحيى الطرابلسي: حدثنا الحكم بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر عن أم رومان قالت:

رآني أبو بكر أتميل في الصلاة، فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي، ثم قال: سمعت، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - وهو كذاب؛ كما قال أبو حاتم وغيره. وقال أحمد:

" أحاديثه كلها موضوعة ".

ومعاوية بن يحيى الطرابلسي؛ صدق له أوهام، وهو أقوى من معاوية بن يحيى الصدفي، وعكس الدارقطني كما في " التقريب ". وتردد المناوي في أيهما هو راوي الحديث، فقال:

 

(6/214)

 

 

" ومعاوية هو إمام الصدفي أو الطرابلسي وكلاهما ضعيف "

وكأنه لم يقف على تصريح أبي نعيم - في إحدى روايتيه - بأنه الطرابلسي، ومما يدل على ذلك أنه أعله برجل آخر دونه وهو الهيثم بن خالد؛ قال في " الميزان ":

" يروي الأباطيل ".

وهو في الرواية الأخرى منهما، وهي الأولى عنده، فالظاهر أن بصرالمناوي وقف عندها، ولم يتجاوزها إلى الأخرى، وهي من غير طريق الهسثم هذا. ولذلك فعلة الحديث الحقيقية إنما هي الحكم بن عبد الله الأيلي. فتنبه.

2692 - (إذا قام لك رجل من مجلسه فلا تجلس فيه، أو قال: لا تقم رجلا من مجلسه، ثم تجلس فيه، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك) .

ضعيف

أخرجه أبو داود الطيالسيفي " مسنده " (871) ، وعنه البيهقي (3/233) : حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أبا عبد الله يحدث عن سعيد بن أبي الحسن أبا بكرة دخل عليهم في شهادة، فقام له رجل من مجلسه، فقال أبوبكرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي عبد الله هذا وهومولى آل أبي بردة الأشعري؛ وهو مجهول كما في " التقريب ".

وقد خالفه في بعض متنه مسلم بن إبراهيم فقال: حدثنا شعبة به بلفظ:

". . . مجلسه، فأبى أن يجلس فيه وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا، ونهى النبي أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه ".

 

(6/215)

 

 

أخرجه أبو دواد في " سننه " (4827) ، وعنه البيهقي وقال:

" وهكذا رواه جماعة عن شعبة. ورواه عنه الطيالسي بالشك في متنه ".

قلت: ثم ساقه عنه كما تقدم؛ ثم قال:

" فيحتمل أن يكون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الأقامة، كما رواه الحافظ عن ابن عمر وجابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ابن عمر وأبا بكرة كأنا ينزهان عن الجلوس، وإن قاموا لهما تبرعا، دون الإقامة ".

قلت: وقد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:

" لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم ".

أخرجه أحمد (2/483) من طريق فليح عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عنه.

ورجاله ثقات غير فليج - وهو ابن سليمان المدني - وهو من رجال الشيخين، ولذلك كنت ذهبت قديما إلى تقوية الحديث، ثم تنبهت بعد لأي أن في بعض رجالهما من تكلم فيه غيرهما من الأئمة بجرح مفسر، ومنهم فليح هذا؛ ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" له غرائب، قال النسائي وابن معين: ليس بقوي ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق كثير الخطأ ".

2693 - (إذا قال العبد: يارب - أربعا -، قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعط) .

 

(6/216)

 

 

ضعيف جدا. أخرجه البزار (ص 308- زوائده) : حدثنا إسحاق بن وهب العلاف: حدثنا يعقوب بن محمد (كذا) : حدثنا الحكم بن سعيد: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره؛ وقال:

" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ".

قال الشيخ - يعني الهيثمي -:

" الحكم ضعيف ".

قلت: بل هو أسوء حالا من ذلك، فقد قال فيه البخاري:

" منكر الحديث ".

ومن المعلوم أنه لا يقول هذا إلا فيمن هو في أدنى درجات الضعف.

ويعقوب بن محمد؛ الظاهر أنه ابن عيسى الذهري المدني؛ قال الحافظ:

" صدق، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا وحده في " الدعاء "؛ قال المناوي:

" مرفوعا وموقوفا، وأيا ما كان، ضعيف، لأنه فيه يعقوب الزهري لا يعرف عن الحكم الأموي مضعف، لكن يقويه خبر البزار: إذا قال العبد. . . ".

قلت: وهذا من عجائبه؛ فإنه يقوي الحديث الضعيف بنفسه! فقد عرفت أن إسناد البزار هو عين إسناد ابن أبي الدنيا، غير أننا استفدنا منه تسمية والد يعقوب، واستفدنا من إسناد ابن أبي الدنيا أنه زهري فتأكدت بذلك من صحة ما استظهرته أنه عيسى الذهري المدني، وظاهر بعد ذلك أن المناوي لم يقف على إسناد البزار، وإلا لما قوى به إسناد ابن أبي الدنيا وهو هو!!

 

(6/217)

 

 

2694 - (إذا قام الرجل في صلاته أقبل الله عليه بوجهه، فإذا التفت قال: يا ابن آدم! إلى من تلتفت، إلى من هو خير لك مني؟! أقبل إلي، فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك، فإذا التفت الثالثة صرف الله وجهه عنه) .

ضعيف

أخرجه البزار (57- زوائده) من طريق الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره؛ وقال:

" لا نعلم رواه إلا جابر، ولا عنه إلا ابن المنكدر، ولا عنه إلا الفضل، والفضل خال المعتمر بصري قصاص، وأحسب أنه كان يذهب إلى القدر، ولا نكتب عنه إلا ما نجده عند غيره، أجمعوا على ضعفه ".

قلت: ولذلك أشار المنذري في " الترغيب " (1/191) إلى تضعيف هذا الحديث.

ثم ذكر البزار له شاهدا من طريق إبراهيم بن يزيد عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه. وقال:

" رواه طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة موقوفا، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ضعيف جدا ".

قلت: ومثله طلحه بن عمرو.

 

(6/218)

 

 

2695 - (إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه) .

ضعيف

رواه أحمد (6/157) ، وابن أبي الدنيا في " الهم والحزن "

 

(6/218)

 

 

(ق 2/1) ، والبزار (4/87/3260- الكشف) ، وأبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " (283) ، والثقفي في " الفوائد " (ج 9 ق 5 / 2) ، ومحمد بن عاصم الثقفي في " أحاديثه " (1/2) ، ومحمد بن المظفر في آخر " غرائب مالك " (77/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/189و3/388-389) ، وعبد الغني المقدسي في " أحاديث محمد بن عاصم " (1/2) عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل ليث بن أبي سليم فإنه ضعيف مختلط. وأما قول الهيثمي في " المجمع " (2/291) :

" رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات ".

فهو من أوهامه المتكررة فإنه ليثا لم يتهمه أحد بالتدليس!

ثم رأيته قد أعاد الحديث (10/192) وقال:

" رواه أحمد والبزار وإسناده حسن "!

كذا قال! فهذا وهم آخر؛ فإني لا أعلم أحدا يحسن حديث الليث هذا ولو كان من المتساهلين. ونحوه قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (2/32) بعدما عزاه لأحمد:

" وفيه ليث بن أبي سليم؛ مختلف فيه "!

فإني لا أعلم أحدا وثقه، إلا رواية عن يحيى بن معين، قال أيوب: سألت يحيى عن ليث؟ فقال:

" لا بأس به ". وهي معارضة برواية معاوية بن صالح عن ابن معين:

" ضعيف، إلا أنه يكتب حديثه ".

 

(6/219)

 

 

وهذه الرواية أولى بالقبول لموافقتها لأقوال الأئمة الآخرين؛ فإنها متفقة على تضعيف الرجل من وجهة حفظه، بل قال الحاكم:

" مجمع على سوء حفظه ".

فالقول فيه: " مختلف فيه "؛ لا يخلو من تسامح، وكأن سلفه في ذلك الحافظ المنذري فإنه قال في خاتمة " الترغيب " (4/290) :

" فيه خلاف. . . ".

ثم ذكر أقوال الأئمة فيه تجريحا؛ وقال:

" وضعفه يحيى بن معين. . . ووثقه في رواية ".

ولعل من آثار ذلك أن المناوي بعد أن نقل كلام العراقي والهيثمي وقال: " وقد رمز المصنف (السيوطي) لحسنه "، تبنى تحسينه؛ فقال في " التيسير ":

" إسناده حسن "!

2696 - (أتتكم القريعاء. قلنا: وما هى يا رسول الله! قال: فتنة يكون فيها مثل البيضة) .

منكر

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (13/70/171) : حدثنا أحمد بن رشدين، قال: حدثنا محمد بن سفيان الحضرمي، قال: حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

ققلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

ابن لهيعة معروف بالضعف.

 

(6/220)

 

 

ومحمد بن سفيان الحضرمي لم أعرفه، إلا أن يكون الذي في " ثقات ابن حبان " (9/106) :

" محمد بن سفيان العامري من أهل مصر، يروي عن بكر بن مضر، والليث ابن سعد، روى عنه أبو جعفر الترمذي المتفقه الذي كان في بغداد ". فإنه من هذه الطبقة.

وعليه يكون (الحضرمي) محرف من (المصري) .

وأحمد بن رشدين ضعيف أيضا.

والحديث أعله الهيثمي بقوله (7/307) :

" وفيه محمد بن سفيان الحضرمي؛ ولم أعرفه. وابن لهيعة لين ".

2697 - (إذا كان الفيء ذراعا ونصفا إلى ذراعين فصلوا الظهر) .

موضوع

رواه أبو يعلى في " مسنده " (9/377-378) ، وعنه ابن حبان في " الضعفاء " (1/183) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 43) ، وابن عدي في " الكامل " (27/2) عن أصرم بن حوشب [عن زياد بن سعد] عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال العقيلي:

" لايتابع عليه، ولا يعرف به، ليس له أصل من جهة تثبت ".

وكر عن البخاري أنه قال:

" متروك الحديث ". وكذا قال مسلم والنسائي.

وقال ابن عدي:

" هو في عداد الضعفاء الذين يسرقون الحديث ".

 

(6/221)

 

 

وقال ابن معين:

" كذاب خبيث ".

وقال ابن حبان:

" كان يضع الحديث ".

2698 - (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله عزوجل، فإن كانوا في القراءة سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا سواء فأحسنهم وجها) .

منكر

أخرجه البيهقي (3/121) من طريق عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز أبي خالد القاضي - من ولد عتاب بن أسيد - أنبأ أبو عاصم: أنبأ عزرة بن ثابت عن علباء بن أحمر عن أبي زيد الأنصاري - وهو عمرو بن أخطب - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأشار إلى تضعيفه بقوله:

" إن صح الخير ".

قلت: وعلته أبو خالد القاضي؛ فقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، واستنكر له هذا الحديث فقال:

" هذا منكر لا أصل له، ولعله أدخل عليه، وما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات ".

وأشار أبو أحمد الحاكم إلى ذلك بقوله:

" روى عن أبي عام النبيل ما لا يتابع عليه ".

قلت: وقد روي موقوفا على عائشة رضي الله عنها.

 

(6/222)

 

 

أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " (ق 12/1) : حدثنا هشيم قال: حدثنا أبو عبد الجليل عن عبد الله بن فروخ عنها. وقال:

" لا أراها أرادت إلا حسن السمت والهدي ".

قلت: لا حاجة إلى مثل هذا التأويل، لأنه يشعر بثبوت ذلك عنها وليس كذلك، فإن أبا عبد الجليل هذا مجهول كما قال ابن أبي حاتم (4/2/406) عن أبيه. وساق له هذا الأثر.

2699 - (إذا كتب أحدكم: بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن) .

موضوع

رواه الخطيب في " الجامع " (4/156/2) عن أحمد بن أيوب بن علي: حدثنا محمد بن عباد أبو حرب الهروي: حدثنا عبد الصمد بن محمد عن مستغفر بن محمد الحمصي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن أنس بن مالك مرفوعا.

ورواه الجرجاني (397) من طريق حامد بن محمد القومسي: حدثنا محمد بن عباد به؛ وقال: " عبد الصمد بن محمد بن مقاتل ".

قلت: وهذا سند مظلم؛ من دون جعفر بن برقان لم أجد من ترجمهم، غير أن عبد الصمد بن محمد يحتمل أن يكون هو الذي في " اللسان ":

" روى عن أبي الطاهر بن السرح ... وعنه الفضل بن عبيد الله الهاشمي قال الدارقطني: ليس بالقوي ".

ومن طريقه أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/146 -

 

(6/223)

 

 

مختصره) ، وقال المناوي عقبه:

" قال الذهبي: فيه كذاب "!

قلت: فمن هو من هؤلاء؟

2700 - (إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي واتجمل به في الناس) .

ضعيف

رواه بان أبي شيبة في " المصنف " (12/45/1) : أخبرنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرفوعا. ورواه ابن سعد (1/460) عن ابن أبي ليلى به قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا أو قال: إذا لبس أحدكم ثوبا.... فذكره.

قلت: وهذا ضعيف الإسناد مع إرساله؛ فإن ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ضعيف لسوء حفظه.

 

(6/224)

 

 

2701 - (إذا كنت بين الأخشبين من منى - ونفخ بيده نحو المشرق - فإن هناك واديا يقال له: السرر، به شجرة (1) سر تحتها سبعون نبيا) .

ضعيف

أخرجه مالك (1/371) ، وعنه النسائي (2/44) ، وكذا البيهقي (5/139) عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلمي عن محمد بن

__________

(1) كذا في " الموطأ " وعند غيره " سرحة " ولعله الصواب. ثم رأيته في " التمهيد " كذالك، وفسر (السرحة) بالشجرة؛ وهي الطويلة لها شعب وظل.

 

(6/224)

 

 

عمران الأنصاري عن أبيه: أنه عدل إلي عبد الله بن عمر، وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا؛ ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " (6/336) من طريق أخرى عن محمد بن عمرو بن حلحلة به، وقال:

" رواه القعنبي والناس عنه (1) في " الموطأ " مثله، ولا أعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة غير ابن عمر ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمران الأنصاري قال الذهبي:

" لا يدرى من هو ولا أبوه؟ ". وسبقه إلى ذلك ابن عبد البر في " التمهيد " (13/67) . وقال الحافظ في الابن:

" مجهول ". وفي الأب:

" مقبول ".

قلت: وقد وجدت له طريقا أخرى مختصرا؛ فقال أبو يعلى في " مسنده " (4/1373) : حدثنا الحسن بن حماد الكوفي: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن ذكوان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لقد سر في ظل سرحة سبعون نبيا، لا تسرف، ولا تجرد ولا تعبل ".

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن حماد الكوفي؛ وهو ثقة. فالإسناد صحيح لولا أن أبا حاتم قال في ابن ذكوان:

__________

(1) كذا، وهو يشعر بأنه عنده عن مالك أيضاً، فلعله سقط ذكرهُ من المطابع.

 

(6/225)

 

 

" روى عن ابن عمر ولم يره ".

قلت: ويؤيد ذلك أن ابن عمر توفي سنة (73) ؛ وكان لابن ذكوان يؤمئذ نحو (13) سنة، فيبعد أن يكون قد سمع منه، وكأن ابن حبان أشار إلى ذلك بإيراده إياه في " من روى عن التابعين " في كتابه " الثقات " (7/14) وقال:

" وليس بأبي الزناد ". وقال:

" يخطىء ".

وكذلك فرق بينهما ابن عدي في " الكامل " (4/130) وقال:

" قال البخاري: منكر الحديث ".

ثم ساق له هذا الحديث.

ثم طبع " مسند أبي يعلى " بتحقيق الأخ حسين سليم أسد، فإذا به يعلق على الحديث بقوله (10/87) :

" وهذا إسناد أقل ما يقال فيه: إنه حسن "!

ثم ترجم لمحمد بن عمران الأنصاري دون أبيه بأن البخاري وابن أبي حاتم لم يجرحاه، وبأن ابن حبان وثقه! ولا يخفى على أحد عرف هذا العلم الشريف أن الاسترواح إلى ما ذكره يخالف ما عليه العلماء تأصيلا وتفريعا من أن عدم التجريح لا يستلزم التوثيق، وأن توثيق ابن حبان فيه تساهل كثير، كما نبهنا عليه مرارا وتكرارا، فلا داعي للعود فيه، ثم أحال على تعليق له في المجلد (9/199 - 201) ذهب فيه إلى أن المجهول الذي وثقه ابن حبان يحتج به؛ شأنه في ذلك شأن بعض الرواة الذين روى لهم البخاري في " الصحيح "، وهذا مما لا يخفى فساده على العارف بهذا العلم، ولا أعتقد أن المعلق نفسه يستطيع أن يلتزم ذلك في

 

(6/226)

 

 

تخريجاته، بل هي تدل على أنه لا يعتد بتوثيق ابن حبان للمجهولين؛ وهذا هو الصواب الذي جرى عليه النقاد كالذهبي والعسقلاني وغيرهما كما لا يخفى.

2702 - (إذا كتب أحدكم إلى أناس فليبدأ بنفسه، وإذا كتب فليترب كتابه فإنه أنجح) .

ضعيف جدا

رواه ابن عساكر (14/358/1) عن إبراهيم بن عرق: حدثنا أبو أيوب سليمان بن سلمة: حدثنا محمد بن إسحاق: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء مرفوعا.

قلت: وهذا سند واه جدا؛ سليمان هذا - هو الخبائري - وهو كذاب. ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (8/99) .

وللشطر الأول منه شاهد بإسناد خير من هذا وقد مضى (1740) .

 

(6/227)

 

 

2703 - (إذا كتب أحدكم إلى أخيه كتابا فلا يبدأ به كائنا من كان، فإذا فرغ من الكتاب فليطرح عليه من التراب؛ فإنه أنجح له في تقدير ما قدر، وإذا طوى الكتاب فليطينه فإنه أكرم له عند صاحبه) .

موضوع

رواه ابن عدي (312/2) عن محمد بن يعلى - زنبور -: حدثنا عمر بن صبح عن أبي حيان عن نافع وزيد عن ابن عمر مرفوعا. وقال:

" هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ومحمد بن يعلى يروي عن ... ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أحاديث لا يتابع عليها ".

قلت: قال الحافظ:

" زنبور صدوق له أوهام ".

 

(6/227)

 

 

وشيخه أسوأ حالا منه؛ قال الذهبي:

" ليس بثقة ولا مأمون، قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث ".

وقال الحافظ:

" متروك؛ كذبه ابن راهويه ".

2704 - (أول من دخل الحمام وصنعت له النورة سليمان بن داود، فلما دخله فوجد غمه وحره قال: أوه من عذاب الله، أو قبل أن لا تكون أوه) .

ضعيف جدا

رواه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/1/362) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 23 و 29) ، والطبراني في " الأوائل " (رقم 12) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (311) ، وابن أبي ثابت في " حديثه " (1/131/2) ، وابن عدي (8/2) ، والبيهقي في " الشعب " (2/469/1) ، والثعلبي في تفسيره (88/1 - 2) ، ومشرق بن عبد الله الفقيه في " حديثه " (60/2) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/60) ، وابن عساكر (7/295/1) عن عمر بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال العقيلي:

" إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به، قال البخاري: لا يتابع عليه، وفيه نظر ".

وقال أبو نعيم:

" تفرد به إسماعيل ".

قلت: وهو ضعيف جدا؛ كما يشعر بذلك قول البخاري المتقدم:

 

(6/228)

 

 

" فيه نظر ". وقال الأزدي:

" منكر الحديث ".

2705 - (إذا لقي المؤمن المؤمن كان كهيئة البناء يشد بعضه بعضا) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي (8/2) عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا لما سبق من حال الأودي هذا قريبا.

 

(6/229)

 

 

2706 - (إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح) .

موضوع

أخرجه الخطيب (4/159) ، والديلمي (1/1/151 - 152) عن أبي بكر التمار: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه؛ آفته أبو بكر التمار واسمه محمد بن السري كما وقع في إسناد الخطيب؛ لكن أصابه تحريف من الطابع. قال الذهبي:

" يروي المناكير والبلايا، ليس بشيء، روى له الدارقطني حديثا فخبط، فقال: لعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث ".

لكنه لم يتفرد به، فقد رواه الخطيب من طريق أحمد بن روح أبي يزيد: حدثنا عمرو بن مرزوق به؛ وقال:

" الإسناد صحيح، والمتن منكر، وكنت أظن أحمد بن روح هذا تفرد بروايته، حتى أخبرني ... ".

قلت: ثم ساقه من طريق التمار.

 

(6/229)

 

 

وقوله: " الإسناد صحيح "، لعله يعني من فوق ابن روح هذا، وإلا فهو مجهول كما قال الذهبي، لكنه قال:

" تابعه أبو إسماعيل الترمذي ".

فتعقبه الحافظ بقوله:

" ولكن المتابعة من رواية محمد بن السري بن عثمان التمار عن أبي إسماعيل، وابن السري كان مخلطا ".

والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 48) عن الخطيب بطريقيه، ثم قال:

" وأخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " وقال: مدار الطريقين على عمران القطان، قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف الحديث. وأما عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه ".

قلت: عمرو بن مرزوق من رجال البخاري وهو صدوق له أوهام؛ كما قال الحافظ، فلا يعل الحديث به، ونحوه عمران القطان؛ فإنه حسن الحدي، فالعلة ممن دونهما، والعجب من السيوطي كيف سكت عن هذا الإعلان الخاطىء. وعجب آخر منه؛ وهو أنه حكم عبى الحديث بالوضع - من حيث إسناده، فإن السند لا يساعد عليه - ثم أورده في " الجامع الصغير "!

2707 - (إذا مات الميت تقول الملائكة: ما قدم؟ وتقول الناس: ما خلف؟) .

ضعيف

رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (7/328/10475) والديلمي

 

(6/230)

 

 

(1/1/151) عن روح بن الفرج عن يحيى بن سليمان عن المحاربي عن الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال البخاري غير روح بن الفرج؛ وهو صدوق كما في " التقريب "، ويحيى بن سليمان - وهو أبو سعيد الجعفي - فيه كلام يسير لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن، وهو عند الذهبي ثقة كما صرح في " الضعفاء "، وقال الحافظ:

" صدوق يخطىء ".

ثم استدركت؛ فقلت: إن الإسناد ضعيف، لأن المحاربي واسمه عبد الرحمن بن محمد الكوفي - وإن كان لا بأس به كما قال الحافظ - فقد كان يدلس كما قال أحمد وغيره، وقد عنعنه.

ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في " الشعب " (7/328/10475) ، وإليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع الصغير "، وبيض له الشيخ أحمد الغماري في " المداوي " (1/463/415) فلم يتكلم عليه بشيء!

2708 - (إذا كان يوم القيامة عرف (1) الكافر بعمله. فجحد وخاصم، فيقال له: جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا، فيقال: أهلك وعشيرتك، فيقول: كذبوا، فيقال: احلفوا، فيحلفون، ثم يصمتهم الله، ويشهد عليهم ألسنتهم، فيدخلهم النار) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (ص 386) ، وابن جرير في " التفسير " (18/105) ، وابن أبي حاتم في " التفسير " أيضا (7/30/2)

__________

(1) في " المستدرك: غيَّر

 

(6/231)

 

 

والحاكم (4/605) من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/605) :

" رواه أبو يعلى بإسناد حسن على ضعف فيه ".

قلت: يشير إلى تضعيف دراج - وهو أبو السمح -؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير ".

فالعجب منه كيف أنه مع هذا يوافق الحاكم على تصحيحه لهذا الحديث، مع أن العهد به أنه يخالفه في غير هذا الحديث، ويعله بدراج هذا، انظر مثلا حديث: " أكثروا ذكر الله.... " المتقدم رقم (517) .

2709 - (إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه) .

منكر

أخرجه أحمد (4/234) ، والطبراني (19/301/671) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص 231) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن أبي حسان عن مخيس بن ظبيان عن رجل من بني جذام عن مالك بن عتاهية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وزاد في رواية:

" يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علل ثلاث:

الأولى: جهالة الرجل الجذامي.

 

(6/232)

 

 

الثانية: جهالة الراوي عن الجذامي؛ قال الحافظ في " التعجيل " عن الحسيني:

" مجهول كشيخه ".

الثالثة: ضعف ابن لهيعة.

وفيه علة رابعة؛ وهي الاضطراب في إسناده كما بينه الحافظ في ترجمة مالك بن عتاهية من " الإصابة " (6/28) .

وقال الهيثمي في " المجمع " (3/87 - 88) :

" رواه أحمد والطبراني في " الكبير "، وفيه رجل لم يسم "!

وفيه من القصور ما لا يخفى!

2710 - (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت: يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: المساجد، قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/265) من طريق حميد المكي مولى ابن علقمة أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

" هذا حديث حسن غريب ".

قلت: بل هو ضعيف؛ لأن حميدا هذا مجهول كما قال الحافظ.

 

(6/233)

 

 

2711 - (إذا مرض العبد المؤمن قال الله عز وجل لصاحب اليمين: أجر لعبدي صالح ما كان عليه، وقال لصاحب الشمال: اقبض عن عبدي ما كان في وثاقي) .

 

(6/233)

 

 

ضعيف.

رواه الحسن بن علي الجوهري في " فوائد منتقاة " (31/2) عن يحيى (هو ابن عبد الله البابلتي) : حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية عن أبي هريرة قال: فذكره موقوفا عليه.

قلت: وهذا مع وقفه ضعيف الإسناد من أجل يحيى البابلتي؛ قال الحافظ:

" ضعيف ".

والحديث رواه ابن عساكر بنحوه عن مكحول مرسلا؛ كما في " الجامع الصغير ".

ثم رأيت الحديث في " المرض والكفارات " لابن أبي الدنيا (42/14) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (7/188/9948) : حدثنا أحمد بن جميل قال: حدثنا عبد الله بن المبارك الأوزاعي به.

وأحمد بن جميل قال ابن معين: سمع من ابن المبارك وهو غلام. ووثقه ابن معين وغيره.

لكن قال يعقوب بن شيبة:

" صدوق لم يكن بالحافظ ".

قلت: فإن كان حفظه فالعلة الوقف. والله أعلم.

2712 - (إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) .

ضعيف جدا

رواه ابن أبي الدنيا في " المرض والكفارات " (164/2) : عن سلمة بن شبيب قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم - يعني ابن أبان - قال: حدثني أبي عن عكرمة عن أنس مرفوعا.

 

(6/234)

 

 

ورواه الطبراني في " الأوسط " (69/2 - من ترتيبه) ، وفي " الصغير " (107) من طريق آخر عن سلمة به؛ وقال:

" لم يروه عن عكرمة إلا الحكم تفرد به إبراهيم ".

قلت: وهو ضعيف جدا؛ كما بينته في " الروض النضير " (113) .

2713 - (من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم) .

ضعيف جدا

أخرجه الترمذي (1/151) ، وابن عدي (1/348) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/266) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (45/2) من طريق أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي:

" حديث منكر، لا نعرف أحدا من الثقات رواه عن هشام بن عروة، وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر، وهو أوثق من هذا وأقدم ".

قلت: وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة العامري المدني، قال الحافظ:

" رموه بالوضع ".

ولفظ حديثه:

" إذا نزل الرجل بقوم، فلا يصوم إلا بإذنهم ".

 

(6/235)

 

 

أخرجه ابن ماجه (1763) .

وأيوب بن واقد؛ متروك كما في " التقريب ".

ثم وجدت له شاهدا مرسلا؛ وإسناده واه، يرويه عبد الصمد بن محمد: حدثني جعفر بن محمد بن جعفر: حدثنا مخلد بن مالك عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال:

" دخلنا على علي بن الحسين بن علي (فذكر قصة، وفيها أنه قال:) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.... " فذكر الحديث.

قلت: وجعفر هذا؛ الظاهر أنه الذي في " اللسان ":

" جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي، عن يزيد بن هارون ... قال الجورقاني في " كتاب الأباطيل ": مجروح ".

وعبد الصمد بن محمد؛ الظاهر أنه الهمداني؛ قال الدارقطني:

" ليس بالقوي ".

2714 - (إذا نزل بأحدكم هم، أو غم، أو سقم، أو أزل، أو لأواء فليقل: الله، الله ربي، لا أشرك به شيئا) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/457) من طريق أبي بكر الشافعي: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي: حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد الله عن مسعر بن كدام عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

(6/236)

 

 

" هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: " فذكره؛ وقال:

" هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه: عن أبي معاوية - وهو شيبان بن عبد الرحمن - عن مسعر عن محمد، وكذلك رواه غير الشافعي عن البرتي ".

ثم ساق إسناده بذلك، وزاد في آخره: (ثلاث مرات) .

قلت: ومحمد بن عبد الله مجهول؛ كما قال الحافظ الذهبي في " الميزان ".

لكن الحديث ثبت عن أسماء بنت عميس مختصرا، وفيه القول عند الكرب:

" الله، الله ربي، لا أشرك به شيئا ". وفي رواية أنها تقال سبعا. ولكنها ضعيفة. انظر " الكلم الطيب " (73/122) ، والحديث الآتي برقم (5604) .

والمختصر له شاهد من حديث عائشة وهو مخرج في " الصحيحة " (2755) .

والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (10/137) من حديث ابن عباس نحوه؛ وقال:

" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير "، وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى؛ وهو ضعيف ".

قلت: بل هو ضعيف جدا، فقد قال فيه البخاري:

" فيه نظر ".

وهذا معناه أنه في أحط درجات الضعف عنده.

وعزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن ابن عباس، فقال المناوي:

 

(6/237)

 

 

" رمز لحسنه، وليس كما قال؛ إذ فيه كما قال الهيثمي ... " ثم ذكر ما سبق عنه.

قلت: وهو في " شعب الإيمان " (7/258/10230) من طريق صالح أبي يحيى، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال:

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعضادتي الباب ثم قال:

" يا بني عبد المطل إذا نزل بكم كرب، أو جهد، أو بلاء فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له ".

وهكذا هو في " كبير الطبراني " (12/170/12788) ، و " الأوسط " (8/226/8474) .

2715 - (إذا نسى أحدكم صلاة فذكرها وهو في صلاة مكتوبة فليبدأ بالتي هو فيها فإذا فرغ صلى التي نسي) .

ضعيف

رواه ابن عدي (242/2) ، وعنه البيهقي (2/222) عن بقية: حدثنا عمر بن أبي عمر عن مكحول عن ابن عباس مرفوعا؛ وقال:

" عمر هذا ليس بالمعروف، منكر الحديث عن الثقات، والحديث بهذا السند غير محفوظ ".

وقال الذهبي:

" وأحسبه عمر بن موسى الوجيهي، ذاك الهالك، ويقال: إنما هو أبو أحمد بن علي الكلاعي الذي روى له ابن ماجه حديث: تربوا الكتاب ... وكذا سماه، ولم يرو عنه غير بقية. قلت: بكل حال هو ضعيف ".

 

(6/238)

 

 

2716 - (إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للولد عتق نسمة، قيل: وإن نظر في اليوم ثلاثمائة وستين نظرة؟ قال: الله أكبر) .

منكر جدا

أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " (ص 59) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (11/239/11608) ، وفي " الأوسط " (2/247/2/8810) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/186/7857) ، والشجري في " الأمالي " (2/123) كلهم من طريق عبد الله بن صالح: حدثني الليث: حدثني إبراهيم بن أعين العجلي البصري عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. قال عبد الله بن صالح: وحدثني به إبراهيم بن أعين. وقال الطبراني:

" لم يروه عن الحكم إلا إبراهيم، تفرد به الليث، ولا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ".

كذا قال: وقد تابع الليث عبد الله بن صالح عند ابن أبي الدنيا كما رأيت، وكذا عند الشجري ولفظه:

" وسمعت هذا الحديث من إبراهيم بن أعين ".

قلت: وقد ذكره المزي في الرواة عنه مع شيخه الليث، وهو ضعيف؛ قال ابن أبي حاتم (1/1/87) عن أبيه:

" هذا شيخ بصري ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقع إلى مصر ".

قلت: واعتمد قوله هذا الذهبي في " المغني " و " الكشاف "، وكذا الحافظ فقال في " التقريب ":

" ضعيف ".

 

(6/239)

 

 

وعبد الله بن صالح؛ وإن كان من شيوخ البخاري ففيه ضعف.

وأما الهيثمي فقال في " المجمع " (8/156) :

" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وقال فيه:

" لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد "، وإسناده حسن؛ فيه إبراهيم بن أعين، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره ".

قلت: وضعفه هو المعتمد؛ لأن ابن حبان متساهل في التوثيق كما هو معروف.

واعلم أن هناك راويين كل منهما يسمى إبراهيم بن أعين، أحدهما هذا؛ وهو العجلي البصري كما في " الجرح " و " ثقات ابن حبان " (8/57) تبعا للبخاري في " التاريخ "، وذكروا أنه روى عن الحكم بن أبان، وقال ابن حبان:

" وكان راويا للحكم بن أبان ".

وهذا هو الذي قال فيه أبو حاتم ما تقدم عنه. وذكر له البخاري حديثا آخر في " الحكرة " وقال:

" فيه نظر في إسناده ".

وقد تكلمت عليه في " التعليق الرغيب " (3/26 - 27) ؛ وأنه حديث منكر.

ثم قال البخاري:

" قال لنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث سمع إبراهيم. قال عبد الله: وقد سمعت من إبراهيم، وسمع منه أبو همام بن شجاع ".

وكذا في " الجرح " و " الثقات " أنه روى عنه أبو همام هذا.

 

(6/240)

 

 

ولم يذكر البخاري متن الحديث الذي سمعه الليث من إبراهيم، ويغلب على ظني أنه هذا الحديث؛ بدليل أن في رواية الشجري وابن أبي الدنيا هذا الذي ذكره البخاري من سماع عبد الله من إبراهيم. والله أعلم.

وزاد ابن أبي حاتم على البخاري وابن حبان فأضاف " الشيباني " إلى " العجلي البصري ".

والآخر: إبراهيم بن أعين. أفرده ابن أبي حاتم عن الذي قبله؛ فقال:

" روى عن الثوري (وهذا كوفي) ، روى عنه أبو سعيد الأشج وقال: كان من خيار الناس ".

لكن الحافظ جعل هذا والذي قبله واحدا؛ فقال عقب هذا:

" فيظهر لي أن الذي روى عنه الأشج غير الشيباني، وقد فرق بينهما ابن حبان في (الثقات) ".

فذكر ما تقدم في أن ابن حبان تبعا لمن قبله وصف الأول بالعجلي البصري، وبرواية أبي همام عنه؛ ثم قال الحافظ:

" فهذا هو شيخ الأشج، وقد أخرج له ابن خزيمة في " صحيحه "، ثم قال ابن حبان: " إبراهيم بن أعين الشيباني عداده في أهل الرملة، روى عنه هشام بن عمار؛ يغرب "، فهذا هو الذي ضعفه أبو حاتم. والله أعلم ".

قلت: ولي على هذا الكلام ملاحظتان:

الأولى: أن جزمه بأن هذا الشيباني الرملي هو الذي ضعفه أبو حاتم؛ مردود، بتصريح ابنه أن الذي ضعفه أبوه هو: العجلي البصري ثم المصري.

 

(6/241)

 

 

والأخرى: أنه لم يأت بأي حجة على ما ادعاه أن إبراهيم بن أعين الذي روى عنه الأشج؛ هو هذا العجلي البصري. كيف وهو قد وصف شيخ الأشج هذا بأنه كوفي؟! وكأنه أخذ ذلك من روايته عن الثوري وهو كوفي كما تقدم مني.

نعم؛ قد تفرد ابن أبي حاتم بوصف العجلي بالشيباني أيضا دون البخاري، ويبدو أن الجمع بينهما خطأ، وأن الصواب حذف نسبة (الشيباني) عن (العجلي) لأنهما لا يجتمعان كما أفاده الدكتور بشار؛ فيما نقله في تعليقه على " تهذيب المزي " (2/53 - 54) عن العلامة مغلطاي؛ وعن الحافظ الخطيب، فراجعه إن شئت.

وعليه يكون إبراهيم بن أعين الشيباني الرملي هو غير العجلي البصري، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وجملة القول: أن علة حديث الترجمة العجلي هذا؛ لما تقدم بيانه.

وقد توبع ممن هو خير منه بنحوه، لكن السند إليه لا يصح لأن فيه بعض الضعفاء، مع أنهم قلبوا أول المتن؛ فجعلوا الولد هو الذي ينظر! رواه محمد بن حميد: أخبرنا زافر بن سليمان: أخبرنا المستلم بن سعيد عن الحكم بن أبان به مرفوعا بلفظ:

" ما من ولد بار ينظر نظرة رحمة إلا كتب الله بكل نظرة حجة مبرورة ". قالوا: وإن نظر كل يوم مائة مرة؟ قال: " نعم، الله أكبر وأطيب ".

أخرجه البيهقي في " الشعب " (7856) .

قلت: وهذا أنكر من الأول، وهو مسلسل بالعلل:

1- محمد بن حميد؛ وهو الرازي الحافظ؛ قال الذهبي في " الكاشف ":

 

(6/242)

 

 

" وثقه جماعة؛ والأولى تركه ".

وقال في " المغني ":

" ضعيف لا من قبل الحفظ "!

ويعني أنه متهم بالكذب، ثم ذكر أقوال الجارحين له؛ ومنها:

" وقال صالح جزرة: ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن ابن الشاذكوني ".

القول فيه ما قال الحافظ في " التقريب "، فقال:

" حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه ".

2- زافر بن سليمان؛ قال الذهبي:

" فيه ضعف، وثقه أحمد ".

وقال الحافظ:

" صدوق كثير الأوهام ".

3- المستلم بن سعيد؛ وهو خير منهما، قال الذهبي:

" صدوق ".

وقال الحافظ:

" صدوق عابد، ربما وهم ":

قلت: فالآفة إذن من محمد بن حميد الرازي، ولعله سرقه من بعض الكذابين، رواه بسند آخر عن ابن عباس؛ وهو نهشل بن سعيد - وهو كذاب - عن الضحاك عن ابن عباس به. وقد خرجته فيما سيأتي برقم (6273) .

 

(6/243)

 

 

2717 - (إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها أو ليمطها عنه) .

ضعيف

رواه البزار في " مسنده " (48) ، والطبراني في " الأوسط " (20/2 - من ترتيبه) عن خالد بن يوسف السمتي: حدثنا أبي: حدثني زياد عن عتبة الكوفي عن عكرمة مولى ابن عباس عن أبي هريرة مرفوعا. وقال الطبراني:

" لم يروه عن زياد إلا يوسف تفرد به ابنه عنه ".

وقال البزار:

" لا نعلمه روي إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد، وعتبة بن يقظان مشهور ".

وقال الهيثمي:

" ويوسف ضعيف ".

قلت: بل هو شر من ذلك؛ ففي " التقريب ":

" تركوه، وكذبه ابن معين ".

وقريب منه ابنه خالد؛ قال الذهبي في ترجمته:

" أما أبوه فهالك؛ وأما هو فضعيف ".

وللحديث إسناد آخر ضعيف. فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/81/1) عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن رجل من الأنصار مرفوعا بلفظ:

" إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها ".

ورجاله ثقات؛ غير الأنصاري فهو مجهول لم يسم، ولو ثبت أنه صحابي لم تضره الجهالة، ولكن الراجح أنه تابعي لأن الحضرمي لم يدرك أحدا من الصحابة،

 

(6/244)

 

 

فقد ذكر في ترجمته من " التهذيب " أنه روى عن ابن عباس وابن عمر مرسلا، فإن ذهب أحد إلى أن من الممكن أن يكون صحابيا، وإلى هذا يشير صنيع الإمام أحمد؛ فإنه أخرجه في " مسنده " (5/410) ، فالجواب أنه حينئذ يكون منقطعا بين لاحق والرجل! فالإسناد ضعيف على كل حال، وقد قال البيهقي في " السنن الكبرى " (2/294) بعد أن أخرجه عن يحيى بن أبي كثير به:

" هذا مرسل حسن في مثل هذا ".

والحديث عزاه السيوطي لسعيد بن منصور عن رجل من بني خطمة. وذكر المناوي أنه رواه الحارث بن أبي أسامة أيضا والديلمي.

2718 - (إذا وضع الطعام فليبدأ أمير القوم، أو صاحب الطعام، أو خير القوم) .

ضعيف

رواه أبو بكر السلمي في " المنتقى من حديث أبي الدحداح التميمي " (179/12) ، وعنه ابن عساكر (3/290/1) من طريق محمد بن كثير عن الأوزاعي عن ثابت عن أبي إدريس عائذ الله مرفوعا. وزاد في آخره: ثم أخذ بيد أبي عبيدة، قال: فكانوا يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صائما.

أورده ابن عساكر في " ترجمة " ثابت هذا؛ وهو ابن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي؛ وقال:

" سمع أبا أمامة الباهلي وروى عن تميم الداري مرسلا وأبي إدريس الخولاني وجابر المحاربي، روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وكان واليا على الساحل ". ولم يذكر فيه توثيقا ولا تجريحا.

 

(6/245)

 

 

ونحوه في " الجرح والتعديل " (1/1/457) لابن أبي حاتم.

قلت: فالإسناد ضعيف لإرساله، وجهالة ثابت هذا.

2719 - (إذا وجد أحدكم لأخيه نصحا في نفسه فليذكره) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق 3/2) عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره؛ وقال:

" وإبراهيم بن محمد هذا ليس بكثير الحديث، وعامة ما يرويه مناكير كما قاله البخاري، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق ".

وقال البخاري فيه:

" منكر الحديث "، وقال: " سكتوا عنه ".

 

(6/246)

 

 

2720 - (إن لكل شيء بابا، وإن باب العبادة الصيام) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (1423) : أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدثني ضمرة بن (1) حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ ضمرة بن حبيب تابعي ثقة.

وأبو بكر بن أبي مريم؛ ضعيف مختلط.

ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي (ق 87/1) .

__________

(1) الأصل ابن أبي. وهو خطأ مطبعي.

 

(6/246)

 

 

2721 - (إذا وقعت في ورطة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء) .

موضوع

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (331) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (1/320) عن عمرو بن شمر عن أبيه قال: سمعت يزيد بن مرة يقول: سمعت سويد بن غفلة يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" يا علي! ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها؟

قلت: بلى جعلني الله فداك، كم من خير قد علمتنيه! قال: " فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمرو هذا، قال ابن حبان:

" يروي الموضوعات عن الثقات ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

 

(6/247)

 

 

2722 - (اذكروا الله ذكرا خاملا، فقيل: وما الذكر الخامل؟ قال: الذكر الخفي) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (155) : أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، ضمرة تابعي من الطبقة الرابعة عند ابن حجر.

وأبو بكر بن أبي مريم؛ ضعيف مختلط.

 

(6/247)

 

 

2723 - (إذا مررتم بأهل الشرة فسلموا عليهم؛ تطفأ عنكم شرتهم وثائرتهم) .

موضوع

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/461/8901) من طريق الفياض بن ثابت الموصلي، عن أبان، عن أنس بن مالك مرفوعا.

ثم رواه بهذا الإسناد عن أنس قال:

شكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! إن المنافقين يلحظوننا بأعينهم، ويلفظوننا بألسنتهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" اتقوهم بسهام الله ".

قالوا: وما سهام الله يا رسول الله؟ قال:

" السلام ".

وقال البيهقي:

" أبان هذا هو ابن أبي عياش؛ متروك ".

قلت: وبه أعله المناوي في " الفيض ". وأما في " التيسير " فسكت عنه ولم يعله! ثم إنه في الشرح الأول خلط بين الروايتين، فجعل قصة الشكوى في الرواية الأخرى لمتن الرواية الأولى!!

 

(6/248)

 

 

2724 - (الثابت في مصلاه في صلاة الصبح حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضارب في الأمصار) .

موضوع

رواه أبو الشيخ في " الطبقات " (75/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/363) ، وفي " أحاديث أبي القاسم الأصم " (7/2) ، وعنه

 

(6/248)

 

 

الديلمي (2/70) عن ثابت بن موسى: حدثنا أبو داود النخعي عن خالد بن سلمة المخزومي عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا موضوع، آفته النخعي هذا - واسمه سليمان بن عمرو - وهو كذاب.

وثابت بن موسى؛ ضعيف.

2725 - (الحق مع عمار ما لم يغلب عليه دلهة الكبر) .

منكر

رواه أبو الشيخ في " الطبقات " (ق 77/1) ، والعقيلي في " الضعفاء " (427) عن سيف بن عمر التميمي عن مبشر بن فضيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا؛ وقال:

" مبشر بن الفضيل مجهول بالنقل ".

قلت: وسيف بن عمر متهم، فالحديث ضعيف جدا.

 

(6/249)

 

 

2726 - (ما من عبد ولا أمة استغفر في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب) .

ضعيف

أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (ق 83/1) ، والخطيب في " التاريخ " (6/393) ، والبيهقي في " الشعب " (1/365) ، والأصبهاني في " الترغيب " (ص 55) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/149) من طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أنس قال:

 

(6/249)

 

 

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فقال: استغفروا، فاستغفرنا، فقال: أتموها سبعين مرة، فأتممناها سبعين مرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: عنعنة الحسن - وهو البصري - فقد كان مدلسا.

الأخرى: الحسن بن أبي جعفر؛ فإنه ضعيف كما جزم الحافظ.

والحديث قال المنذري في " الترغيب " (2/269) مشيرا لتضعيفه:

" رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني ".

2727 - (من تمسك بالسنة دخل الجنة، قالت عائشة: وما السنة؟ قال: حب أبيك وصاحبه. يعني عمر) .

ضعيف

رواه ابن الجوزي في " العلل " (1/194) ، وكذا ابن عساكر (9/301/2) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (4/242 - 243) من طريق الدارقطني: حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي: حدثني محمد بن حماد المصيصي بالرملة: أخبرنا سعيد بن رحمة: أخبرنا محمد بن شعيب بن شابور: أخبرنا عمر مولى غفرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. قال الدارقطني:

" غريب من حديث عمر عن هشام، لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ بهذا الإسناد ".

قلت: وهو إسناد تالف؛ عمر هذا هو ابن عبد الله؛ وهو ضعيف كما في " التقريب ".

وسعيد بن رحمة؛ قال ابن حبان:

" لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات ".

 

(6/250)

 

 

قلت: والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الدارقطني في " الأفراد " عن عائشة. وقال الشارح المناوي:

" قال ابن الجوزي في " العلل ": وعمر ضعيف، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ولا يحتج به ".

ومن طريقه أخرجه الهروي في " ذم الكلام " (149/1) .

ورأيت في كتاب أحمد إلى مسدد بن مسربل الذي رواه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " (1/341) في ترجمة مسدد أنه كتب إلى أحمد: اكتب إلي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه بما طلب؛ وفيه قوله رحمه الله:

" بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها ".

وذكره الشاطبي في " الاعتصام " (1/87) معزوا لابن وهب!

وقد وصله ابن بطة في " الإبانة " (1/343/215) من طريق أبي صالح كاتب الليث قال: حدثني الليث قال: حدثني محمد بن عجلان عن عبد الملك بن مسلم اللخمي من أهل الشام قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: فلعل ابن وهب رواه من هذا الوجه، فإن الليث وهو ابن سعد المصري من شيوخه.

2728 - (إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه؛ قبلها من قبلها، وردها من ردها، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة؛ نظر الله إليه نظر رحمة، ومن أطال الصلاة خفف الله عنه القيام يوم القيامة، (يوم يقوم الناس لرب العالمين) ، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة: صوت معروف، ودعاء مستجاب، وحاجة مقضية) .

 

(6/251)

 

 

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (6/95) من طريق إسحاق بن جميل: حدثنا علي بن مسلم: حدثنا سيار: حدثنا جعفر: حدثني رجل عن ثور يرفع الحديث قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل؛ فإن ثورا هذا - وهو ابن يزيد الحمصي - من أتباع التابعين. وفي الطريق إليه عدة علل:

الأولى: جهالة الرجل الذي لم يسم.

الثانية: ضعف سيار؛ وهو ابن حاتم العنزي؛ قال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

الثالثة: إسحاق بن جميل؛ لم أعرفه.

2729 - (أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين؟! إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة) .

ضعيف

أخرجه أحمد وابنه في " زوائد المسند " (1/178) من طريق المجالد عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال:

" لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، جاءته جهينة فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا، فأوثق لهم، فإسلموا، قال: فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب، ولا نكون مائة، وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة، فأغرنا عليهم، وكانوا كثيرا، فلجأنا إلى جهينة، فمنعونا، وقالوا: لم نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام، فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟ فقال بعضنا: نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره، وقال قوم: لا، بل نقيم ههنا، وقلت أنا في أناس معي: لا؛ بل نأتي عير قريش

 

(6/252)

 

 

فنقتطعها، فانطلقنا إلى العير، وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له، فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه، فقام غضبانا محمر الوجه، فقال: (فذكره) ، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم، أصبركم على الجوع والعطش. فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي، فكان أول أمير أمر في الإسلام ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ المجالد هو ابن سعيد الكوفي قال الحافظ:

" ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره ".

2730 - (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحس من الناس بغفلة من الموت جاء بعضادتي الباب، ثم هتف ثلاثا: يا أيها الناس! يا أهل الإسلام! أتتكم الموتة راتبة لازمة، جاء الموت بما جاء به، جاء بالروح والراحة، والكرة المباركة لأولياء الرحمن، من أهل دار الخلود الذين كان سعيهم ورغبتم فيها لها، ألا أن لكل ساع غاية، وغاية كل ساع الموت، سابق ومسبوق) .

منكر

أخرجه البيهقي في" شعب الإيمان " (7/356/10569) من الطريق الخضر بن أبان: حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني: حدثنا الوضين بن عطاء قال: فذكره.

قالت: وهذا إسناد متصل ضعيف، الوضين بن عطاء قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، سيىء الحفظ، ورمي بالقدر من السادسة ".

 

(6/253)

 

 

يعني أنه من أتباع التابعين الذين لم يلقوا أحدا من الصحابة والخضر بن أبان ضعفه الحاكم وغيره، وتكلم فيه الدراقطني، كما في " لسان الميزان ".

وسيأتي من طريق أخرى (3118) .

2731 - (اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال، ولا تمسوا ذراريهم، لولا أن الله لا يحب ضلالة العمل ما رزيناكم عقالا) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (3612) عن عمار بن شعيب (الأصل: شعيب) ابن عبد الله بن الزبيب العنبري: حدثني أبي قال: سمعت جدي الزبيب يقول:

" بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر، فأخذوهم بـ: (ركبة) (1) من ناحية الطائف فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فركبت، فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أتانا جندك فأخذونا، وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم، فلما قدم بلعنبر قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم:

" هل لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذه الأيام "؟

قلت: نعم، قال: " من بينتك "؟ قلت: سمرة رجل من بني العنبر، ورجل آخر سماه له، فشهد الرجل؛ وأبي سمرة أن يشهد، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم:

" قد أبي أن يشهد لك، فتحلف مع شاهدك الآخر؟ " قلت: نعم، فاستحلفني. فحلفت بالله لقد أسلمنا يوم كذا وكذا، وخضرمنا آذان النعم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) . قال الزبيب: فدعتني أمي فقالت: هذا الرجل أخذ

__________

(1) موضع بالحجاز بين (غمرة) و (ذات عرق) ، " نهاية ".

 

(6/254)

 

 

زربيتي (1) ، فانصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني فأخبرته، فقال لي: " أحسبه "، فأخذت بتلبيبه، وقمت معه مكاننا، ثم نظر إلينا نبي الله صلى الله عليه وسلم قائمين، فقال: ما تريد بأسيرك، فأرسلته من يدى، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال للرجل:

" رد على هذا زربية أمه التي أخذت منها "، فقال: يا نبي الله! إنها خرجت من يدي. قال: فاختلع نبي الله صلى الله عليه وسلم سيف الرجل فأعطانيه وقال للرجل:

" اذهب فزده آصعامن طعام ". قال: فزادني آصعا من شعير.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمار بن شعيث لم يوثقه أحد؛ ولم يرو عنه سوى اثنين؛ أحدهما ابنه سعد ولم أعرفه! وقال الحافظ في المترجم:

" مقبول ".

يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث عند التفرد كما هنا. فتحسين ابن عبد البر إياه في " الاستيعاب " غير حسن.

ثم إن في إسناد اختلافا، فقد رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (5/267-268-5299 و 5300) ولفظه: حدثني شعيث: حدثني عبيد الله بن زبيب ابن ثعلبة: أن أباه ثعلبة حدثه.

2732 - (أربع ركعات تركعهن حين تزول الشمس عن كبد السماء تعدل إحياء ليلة في شهر حرام في يوم حرام) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/167) من طريق أبي الشيخ عن سويد بن

__________

(1) الزريبة: الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل، وتكسر زايها، وتضم وتفتح، وجمعها (زرابي) . " نهاية ".

 

(6/255)

 

 

سعيد: حدثنا محمد بن عمر بن صالح الكلاعي عن طاوس عن حذيفة مرفوعا. قلت: وهذا موضوع؛ آفته الكلاعي هذا؛ قال ابن حبان:

" منكر الحديث جدا ".

وقال الحاكم:

" روى عن الحسن وقتادة حديثا موضوعا، روى عنه سويد بن سعيد ".

قلت: وسويد ضعيف؛ قال الحافظ:

" صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول ".

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/90/2) لأبي الشيخ في " الثواب " عن حذيفه.

2733 - (أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها، وكما شرفت النصاري بيعها) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (740) : حدثنا جبارة بن المغلس: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحمن البجلي عن ليث عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف. ومثله أو شر منه جبارة بن المغلس.

وقد صح الحديث عن ابن عباس بإسناد آخر عنه مرفوعا بلفظ:

 

(6/256)

 

 

" ما أمرت بتشيد المساجد "، قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصاري.

وهو مخرج في " صحيح أبي داود (474) .

2734 - (اربطوا أوساطكم بأرديتكم، وعليكم بالهرولة) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3119) ، وابن خزيمة (1/255/1) ، والحاكم (1/442) ، وتمام الرازي في " الفوائد " (145/1) ، وابن عدي في " الكامل " (109/2) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/338و2/291) من طريق يحيى بن يمان عن حمزة بن حبيب الزيات عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل عن أبي سعيد قال: فذكره. واللفظ لأبي نعيم وابن عدي، ولفظ ابن ماجه والحاكم:

" بأزركم ومشى خلط الهرولة ". وكذا قال تمام؛ إلا أنه شك وزاد فقال:

" ومشى أو قال: مشينا خلط الهرولة حتى أتينا مكة ".

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!

قلت: وهو مردود بقول البوصيري في " الزوائد " (212/2) .

" هذا إسناد ضعيف، حمران بن أعين الكوفي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة.

ويحيى بن يمان العجلي وإن روى له مسلم فقد اختلط بأخرة، ولم يتميزحال من روى عنه هل هو قبل الاختلاط أو بعده ".

 

(6/257)

 

 

وقال الدميري:

" انفرد به المصنف، وهو ضعيف منكر، مردود بالأحاديث الصحيحة التي تقدمت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا مشاة من المدينة إلى مكة ".

2735 - (أربع أنزلت من كنز تحت العرش: أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والكوثر) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/166) عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الوليد بن جميل لين الحديث كما قال أبو زرعة.

وقال أبو حاتم:

" روى عن القاسم أحاديث منكرة ".

ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " (8/280/7920) ، والضياء في المختارة؛ كما في " فيض القدير ".

 

(6/258)

 

 

2736 - (أربعة من كن فيه كان من المسلمين؛ وبنى الله له بيتا في الجنة أوسع من الدنيا وما فيها: من كان عصمة أمره لا إله إلا الله، وإذا أصاب ذنبا قال: أستغفر الله، وإذا أعطي نعمة قال: الحمد الله، وإذا أصاب مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون) .

منكر

أخرجه الرافعي في " تاريخه " (3/405-406) تعليقا عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي الرازي في " ثواب الأعمال " بسنده عن علي بن محمد بن الخليل القزويني بسنده عن أبي القاسم الحسين بن محمد

 

(6/258)

 

 

التفليسي بسنده عن عبد الله بن عمر عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مظلم ضعيف؛ أورده في ترجمة ابن الخليل القزويني، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا كغالب عادته، ولا رأيته في شيء من كتب الجرح والتعديل.

ومثله الحسين بن محمد التفليسي.

ومثله الشيخ المراغي!

وأما عبد الله بن عمر؛ فهو العمري؛ ضعيف من قبل حفظه.

2737 - (أربعة من كنوز الجنة: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لاحول ولا قوة إلا بالله) .

ضعيف جدا

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (1/186) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور - ضعيف واتهمه بعضهم.

وأبو إسحاق هو السبيعي؛ وكان اختلط.

 

(6/259)

 

 

2738 - (أربع دعوتهم مستجابة: الإمام العادل، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المظلوم، ورجل يدعو لوالديه) .

ضعيف جدا

رواه ابن منده في " المعرفة " (2/207/1) ، والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (127/1) عن حفص بن أبي داود عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن واثلة بن الأسقع مرفوعا.

 

(6/259)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ حفص هذا هو ابن سليمان الغاضري القاري؛ قال الحافظ:

" متروك الحديث مع إمامته في القراءة ".

قلت: وخفي حاله على المناوي، فأخذ يعل الحديث في " الفيض " بمن دون حفص هذا من الضعفاء!

وعزاه في " الجامع " لأبي نعيم في " الحلية "، ولم يذكره الغماري في فهرسه. والله أعلم.

2739 - (أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء، وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (58/2 - من ترتيبه) : حدثنا إبراهيم هو ابن (بياض في الأصل) : حدثنا محرز بن عون: حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعا. وقال:

" لم يروه عن ابن جحادة إلا يحيى ".

قلت: وهو كذاب؛ كما قال ابن معين. وقال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال أبو حاتم:

" يفتعل الحديث ".

وأخرج الطبراني أيضا (56/2 - زوائده) عن ناهض بن سالم الباهلي: حدثنا عمار أبو هاشم عن الربيع بن لوط عن عمه البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد بهن من ليلته، ومن صلاهن

 

(6/260)

 

 

بعد العشاء كن كمثلهن من ليلة القدر ".

قلت: وناهض هذا لم أجد من ذكره؛ وكذلك قال الهيثمي (2/221) .

2740 - (أربعة لا ينظر الله إليهم: عاق، ومنان، ومدمن خمر، ومكذب بقدر) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي (1/32/2) من طريق بشر بن نمير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال في آخر ترجمة بشر هذا:

" وعامة ما يرويه عن القاسم وغيره لا يتابع عليه، وهو ضعيف كما ذكروه ".

قلت: وهو شديد الضعف متروك، لكنه لم يتفرد به، فقال الهيثمي في " المجمع " (7/206) :

" رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك، وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف ".

قلت: هو عمر بن يزيد النضري الشامي، ووقع في " المعجم الكبير " (8/140/7547) ، (ابن زيد) - وهو خطأ مطبعي - قال ابن حبان في " المجروحين " (2/89) :

" كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق، وإن اعتبر بما يوافق الثقات فلا ضير ".

 

(6/261)

 

 

2741 - (أربع لا تقبل في أربع: نفقة من خيانة، ولا سرقة، ولا غلول، ولا مال يتيم، لا يقبل حج، ولا عمرة، ولا جهاد، ولا صدقة) .

 

(6/261)

 

 

ضعيف.

أخرجه ابن عدي (337/2) ، والديلمي (1/1/169) عن الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكره ابن عدي في ترجمة الكوثر هذا؛ وقال في آخرها:

" وعامة ما يرويه غير محفوظ ".

قلت: قال أحمد:

" أحاديثه بواطيل ". وقال الدارقطني وغيره:

" متروك ".

والحديث رواه سعيد بن منصور أيضا عنمكحول مرسلا كما في " الجامع الصغير ".

2742 - (ارجعن مأزورات؛ غير مأجورات) .

ضعيف

روي من حديث علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك.

1- أما حديث علي؛ فيرويه إسماعيل بن سلمان عن دينارأبي عمر عن محمد ابن الحنفية عن علي قال:

" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا نسوة جلوس، فقال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة، قال: هل تغسلن؟ قلن: لا، قال: هل تحملن؟ قلن: لا، قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا، قال:..... " فذكره.

أخرجه ابن ماجه (1578) ، وابن حبان في " الثقات " (9/290) ، وابن بشران في " الفوائد المنتخبة " (62/1) ، والبيهقي (3/77) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته إسماعيل بن سلمان هذا - وهو الأزرق

 

(6/262)

 

 

التميمي الكوفي - وهو ضعيف باتفاقهم؛ ولذلك جزم الحافظ في" التقريب " بضعفه، بل قال ابن نمير والنسائي:

" متروك ". وأما ما نقله السندي عن " الزوائد " أنه قال:

" في إسناده دينار بن عمر أبو عمر وهو وإن وثقه وكيع وذكره ابن حبان في الثقات؛ فقد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وقال الأزدي: متروك، وقال الخليلي في " الإرشاد ": كذاب، وإسماعيل بن سليمان (كذا) قال فيه أبو حاتم: صالح. لكن ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال يخطىء ".

قلت: ففيه أن صاحب " الزوائد " دخل عليه ترجمة في أخرى، فإن الذي قال فيه أبو حاتم " صالح " ليس هو المترجم، وإنما هو إسماعيل بن سليمان الكحال الضبي البصري، ففي ترجمته ذكر ابنه (1/1/176) عنه أنه قال فيه:

" ضعيف الحديث ". ونقله عنه الحافظ في " التهذيب ".

فالرجل ضعيف بلا خلاف، وإيراد ابن حبان إياه في " الثقات " (4/19) مع قوله فيه: " يخطىء " لا يخرجه عما ذكرنا كما لا يخفى، على أنه لو لم يجرحه بالخطأ، فمعلوم أنه متساهل في التوثيق، فلا يعتد به عند التفرد به فكيف مع المخالفة؟ !

2- وأما حديث أنس؛ فله عنه طريقان:

الأولى: عن الحارث بن زياد عنه قال:

" خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأى نسوة، فقال: أتحملنه؟ قلن: لا، قال: تدفنه؟ قلن: لا، قال:.... " فذكره.

 

(6/263)

 

 

أخرجه أبو يعلى (3/1060) : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: أخبرنا محمد بن حمدان: أخبرنا الحارث بن زياد.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحارث بن زياد قال الذهبي:

" ضعيف مجهول ".

ووافقه الحافظ في " اللسان ".

وبه أعله الهيثمي (3/28) .

ومحمد بن حمدان؛ لم أعرفه، ولعله محمد بن حمران القيسي البصري، فإن يكن هو؛ فهو صدوق فيه لين كما في " التقريب ".

والأخرى: عن أبي هدية عنه به نحوه وزاد:

" مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات ".

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (6/201) .

قلت: وأبو هدبة - واسمه إبراهيم بن هدبة - كذاب خبيث؛ كما قال ابن معين. وقال الخطيب:

" حدث عن أنس بالأباطيل ".

(تنبيه) : ذكر المناوي في " الفيض " عن ابن الجوزي أنه قال في طريق علي: " جيد الإسناد "، بخلاف طريق أنس عند أبي يعلى ".

ثم نقل المناوي تضعيف الهيثمي تبعا للذهبي للحارث راويه كما تقدم. قال:

" وقال الدميري: حديث ضعيف تفرد به ابن ماجه، وفيه إسماعيل بن سليمان (كذا) الأزرق؛ ضعفوه.

 

(6/264)

 

 

ثم اتبعه المناوي بقوله:

" وبهذا التقرير انكشف أن رمز المصنف لصحته صحيح في حديث علي، لا في حديث أنس، فخذه منقحا ".

قلت: ما نقحت شيئا، بل خبطت خبط عشواء، فمن أين لحديث علي الصحة بل الجودة وفيه ذلك الأزرق المتفق على ضعفه و (دينار أبو عمر) وقد كذب؟ ! ومن عجيب أمر المناوي أنه بعد أن نقل تجويد ابن الجوزي لإسناده أتبعه بنقل تضعيفه عن الدميري، ثم سكت على هذا التناقض دون أن يرجح أحد النقلين على الاخر ثم قال:

" فخذه منقحا "! وبناء على زعمه هذا قال في " التيسير ": " إسناده صحيح "!!

2743 - (أربعة لا يجتمع حبهم في قلب منافق، ولا يحبهم إلا مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (11/107/1) من طريق أبي عبد الله البكاء عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا به. ومن طريق أبي عامر التوري عن عطاء الخراساني عنه مرفوعا به نحوه دون قوله: " ولا يحبهم إلا مؤمن ".

قلت: والإسناد الأول هالك؛ أبو خلف كذبه يحيى بن معين.

وأبو عبد الله البكاء قال الأزدي:

" متروك الحديث ".

والإسناد الآخر ضعيف؛ عطاء الخراساني قال الحافظ:

 

(6/265)

 

 

" صدوق يهم كثيرا ويدلس ".

وأبو عامر التوري؛ لم أعرفه.

2744 - (مهنة إحداكن في بيتها تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله) .

ضعيف

رواه أبو يعلى في " مسنده " (168/1) ، والبزار (2/182/1475) ، والطبراني في " الأوسط " (1/170/2) ، وابن شاهين في " الترغيب (313/1) ، وأبو الحسن السكري الحربي في " الثاني من الفوائد " (164/2) عن أبي رجاء الكلبي يعني روح بن المسيب: حدثنا ثابت عن أنس قال:

" أتى النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله، فدلنا على شيء ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله؟ فقال: فذكره. وقال البزار:

" لا نعلم رواه عن ثابت إلا روح، وهو بصري مشهور ".

ومن هذا الوجه رواه ابن حبان في " الضعفاء " وقال:

" روح بن المسيب يروي الموضوعات عن الأثبات ".

وقال ابن معين:

" صويلح ". وقال أبو حاتم:

" صالح، ليس بالقوي ".

وسكت عنه ابن كثير في " تفسيره "، واغتر بسكوته الصابوني في " مختصر " مشعرا قراءه بأنه صحيح!!

 

(6/266)

 

 

2745 - (أزكى الأعمال كسب المرء بيديه) .

باطل بهذا اللفظ

أخرجه ابن عدي (41/1) من طريق بهلول بن عبيد الكندي: حدثنا أبو إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي:

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أزكى؟ قال: فذكره؛ وقال:

" بهلول أحاديثه فيها نظر، ليس مما يتابعه الثقات عليها ".

وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (1/390) بعد أن ذكر الحديث من هذه الطريق:

" قال أبي: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، بهلول ذاهب الحديث ".

قلت: والحارث - وهو الأعور - متهم أيضا.

 

(6/267)

 

 

2746 - (أرهقوا القبلة) .

ضعيف

أخرجه العسكري في " تصحيفات المحدثين " (1/318) ، والعقيلي (4/196) ، وأبو يعلى (1084) ، والبزار (54 - زوائده) ، وأبو بكر المقري في " الأربعين " (145 - 146) ، وابن عدي (34/2) ، والبيهقي في " الشعب " (2/111/1) من طريق مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناده ضعيف؛ مصعب بن ثابت لين الحديث كما في " التقريب ". وقال المناوي:

" وقد ضعفوا حديثه، ومن ثم رمز لضعفه ".

(أرهقوا) أي: ادنوا من السترة.

 

(6/267)

 

 

2747 - (أرواح المؤمنين طيور خضر في حجر من الجنة، يأكلون من الجنة، ويشربون، ويتعارفون، يقولون: ربنا ألحق بنا إخواننا، وآتنا ما وعدتنا، وأرواح أهل النار في حجر من النار، يأكلون من النار ويشربون من النار، يقولون: ربنا لا تلحق بنا إخواننا، ولا تؤتنا ما وعدتنا) .

ضعيف

رواه ابن منده في " المعرفة " (2/349/1) عن الفرج بن عبيد: أخبرنا مروان عن علي بن الوليد عن عبد الله بن يزيد عن أم مبشر بنت البراء قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي في نفر من أصحابه يأكل من طعام صنعته لهم، فسألوه عن الأرواح، فذكرها بذكر امتنع القوم من الطعام؛ ثم قال من بعد:.... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون أم مبشر لم أعرف أحدا منهم. وقد صح الحديث عن كعب بن مالك وأم مبشر طرفه الأول منه دون قوله: " ويشربون.... " إلخ. انظر المشكاة (1631) .

 

(6/268)

 

 

2748 - (أريت بني مروان يتعاورون على منبري، فساءني ذلك، ورأيت بني العباس يتعاورون منبري فسرني ذلك) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني (146/1) عن يزيد بن ربيعة قال: حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ ابن ربيعة هذا هو الرحبي الدمشقي؛ قال الدارقطني:

" متروك ". وكذا قال النسائي، وقال مرة:

" ليس بثقة ".

 

(6/268)

 

 

2749 - (أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن تكون هجرا، أو تكون يثرب) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/400) والطبراني في " الكبير " (8/36 - 37/7296) والبيهقي في " الدلائل " (2/522) عن يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا حصين بن حذيفة: حدثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!

كذا قالا، وهو عجب منهما لا سيما الذهبي؛ فإنه أورد الحصين هذا في " الميزان " وقال:

" مجهول ".

وسلفه في ذلك ابن أبي حاتم (1/2/191) عن أبيه.

ويعقوب بن محمد الزهري؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" ضعفه أبو زرعة، وقال أحمد: ليس بشيء ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".

 

(6/269)

 

 

2750 - (أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه) .

موضوع

روي من حديث جابر، وأبي الدرداء، وأبي هريرة.

1- أما حديث جابر؛ فيرويه ابن عدي في " الكامل " (328/1) من طريق عباد بن محمد بن عباد بن صهيب: حدثنا يزيد بن النضر المجاشعي عن المنذر

 

(6/269)

 

 

بن زياد: حدثنا محمد بن المنكدر عنه مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المنذر هذا؛ قال الفلاس:

" كان كذابا ". وذكر له الحافظ في " اللسان " بعض موضوعاته.

ومن دونه لم أعرف أحدا منهم.

ورواه محمد بن صدران: حدثنا المنذر بن زياد به موقوفا على جابر.

أخرجه ابن شاهين في " السنة " (18/49/2) .

2- وأما حديث أبي الدرداء؛ فيرويه إسماعيل بن اليسع الكندي عن عمرو بن شمر عن محمد بن سوقة قال: سمعت عبد الواحد الدمشقي قال:

" رأيت أبا الدرداء يحدث الناس ويفتيهم، وولده إلى جنبه وأهل بيته جلوس في جانب يتحدثون! فقيل له: ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس لاهين؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه الديلمي في " المسند " (1/1/173) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (10/294/2) والسياق له ولفظه:

" أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون ".

قلت: وهذا موضوع أيضا؛ آفته عمرو بن شمر؛ وهو كذاب، كما قال الجوزقاني. وقال ابن حبان:

" رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

 

(6/270)

 

 

وعبد الواحد الدمشقي؛ قال الذهبي:

" لا يدرى من ذا، ولا حدث عنه سوى محمد بن سوقة ".

وإسماعيل بن اليسع الكندي؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1/1/204) ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

3- وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه الحسين بن حفص: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن أبي عمرو بن محمد بن حريث عن جده عنه مرفوعا به.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/84 و 171) وقال:

" إبراهيم هذا في حديثه نكارة، وفي مذهبه فساد ".

قلت: هو كذاب؛ كما قال ابن معين وغيره.

والحسين بن حفص؛ لم أعرفه.

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي وقال:

" موضوع، المنذر كذاب ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (ص 126 - طبع الهند) بأن له طريقا أخرى: قال أبو نعيم.... فساق حديث أبي الدرداء كما تقدم، إلا أنه سقط من إسناده عمرو بن شمر الذي هو آفة الحديث! ومع ذلك فقد سكت عليه مع ما فيه من الجهالة! وأعله المناوي بقوله:

" وعبد الواحد ضعفه الأزدي "!

وكذلك أعله به ابن عراق في " تنزيه الشريعة " بكلام الذهبي المتقدم، ثم قال:

 

(6/271)

 

 

" وبقية رجاله محتج بهم. والله أعلم ".

ولا يخفى ما فيه.

وجملة القول؛ أن الحديث موضوع من جميع طرقه، وقد حدث وضعه بعد القرن الأول، ولم يكن معروفا لديهم بأنه حديث مرفوع، وعندي مما يدل عليه ثلاث روايات:

الأولى: عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

" كان يقال:.... " فذكره.

أخرجه ابن أبي خيثمة في " العلم " (رقم 91) بسند صحيح.

الثانية: عن عون بن عبد الله قال:

" كان يقال:.... " فذكره.

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (368) عن المسعودي عنه.

الثالثة: عن سليمان الأحول قال:

" لقيت عكرمة ومعه ابن له، فقلت: أيحفظ هذا من حديثك شيئا؟ فقال: إنه يقال:.... فذكره.

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (11/390/1) بسند صحيح عنه.

فلو كانت هذه الجملة حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما أغفل ذلك هؤلاء السلف، ولجأوا إلى هذا التعبير " يقال "، فإن مثله لا يقال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالظاهر أنها من الإسرائيليات، ويؤيده ما قاله المناوي:

" وذكر كعب أن هذا في التوراة ". والله أعلم.

 

(6/272)

 

 

2751 - (استرني وولني ظهرك) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/317) ومن طريقه الطبراني (11/291/11773) من طريق شريك عن حسين بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:

" أنه أمر عليا فوضع له غسلا، ثم أعطاء ثوبا فقال:.... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل حسين بن عبد الله - وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب - ضعيف. ومثله شريك بن عبد الله القاضي.

 

(6/273)

 

 

2752 - (استعد للموت قبل نزول الموت) .

موضوع

اخرجه الحاكم (4/312) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 37) ، وابن بشران في " الأمالي " (19/2 و 113/1) ، وأبو عروبة الحراني في " حديثه " (3/1) ، وأبو القاسم الهمداني في " الفوائد " (1/203/1) ، والسلفي في " الطيوريات " (250/1) عن إسحاق بن ناصح عن قيس (وقال الحاكم: حدثنا شيبان، ثم اتفقوا) عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبد الله المحاربي مرفوعا به. وقال العقيلي:

" ليس بمحفوظ من حديث قيس ولا غيره، ولا يتابع هذا الشيخ عليه أحد ".

يعني إسحاق بن ناصح، وقد قال ابن أبي حاتم (1/1/235) :

" سمعت أبي وذكر حديثا رواه إسحاق بن ناصح عن قيس بن الربيع، فقال: كذب على قيس بن الربيع ".

قلت: وأما الحاكم فقال:

 

(6/273)

 

 

" صحيح "! ووافقه الذهبي! وهو من عجائبه؛ وهو القائل في ترجمة إسحاق هذا في كتابه " الضعفاء ":

" كذاب مفتر "!

2753 - (استعينوا بلا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها تذهب سبعين بابا من الضر أدناها الهم) .

منكر

رواه أبو نعيم في " الحلية " (3/156) ، و " أخبار أصبهان " (2/93 - 94) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن بلهط بن عباد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:

شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا وقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، بلهط بن عباد وثقه الطبراني وابن حبان؛ وقال الذهبي:

" لا يعرف، والخبر منكر ". يعني هذا.

وعبد المجيد بن عبد العزيز؛ قال في " التقريب ":

" صدوق يخطىء / وكان مرجئا، أفرط ابن حبان فقال: متروك ".

والحديث أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 88) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 60 - 61) من هذا الوجه بلفظ:

" استكثروا من لا حول.... " الحديث، وقال العقيلي:

" بلهط مجهول في الرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه " قال:

" وهذا اللفظ لا يصح فيه شيء ".

 

(6/274)

 

 

2754 - (استعينوا على الرزق بالصدقة)

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/47) عن محمد بن خالد المخزومي: حدثنا بكر بن عبد الله المزني عن أبيه مرفوعا. وقال الحافظ:

" قلت: محمد بن خالد ضعيف، وسيأتي بلفظ:

" استنزلوا الرزق بالصدقة "، من حديث أبي هريرة، وفيه سليمان بن عمرو متروك ".

والمخزومي هذا كأنه مجهول، فإنه لم يتكلم فيه غير ابن الجوزي فقال:

" مجروح ". وأما ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات ".

وأما سليمان بن عمرو فهو كذاب؛ وهو النخعي.

لكن ذكر السيوطي أنه رواه باللفظ الثاني البيهقي في " الشعب " عن علي، وابن عدي عن جبير بن مطعم.

قلت: وإسنادهما مما لا يفرح به لشدة ضعفها؛ أما الأول ففيه عند البيهقي في حديث له (2/74) هارون بن يحيى الحاطبي، روى أحاديث منكرة، وقال العقيلي في " الضعفاء ":

" لا يتابع على حديثه ".

فلا جرم أن البيهقي ضعفه جدا، فقال:

" لا أحفظه إلا بهذا الإسناد، وهو ضعيف بمرة ".

وأما حديث جبير بن مطعم؛ فأخرجه ابن عدي في جملة أحاديث لحبيب بن

 

(6/275)

 

 

أبي حبيب كاتب مالك، وقال (2/411 - 412) :

" كلها موضوعة ".

وصدرها بقوله في مطلع الترجمة:

" كاتب مالك بن أنس، يضع الحديث ".

2755 - (استعتبوا الخيل تعتب) .

موضوع

ذكره ابن عدي في ترجمة محمد بن إبراهيم بن العلاء: زبريق الحمصي من " الكامل " (375/2) ، فروى عن محمد بن عوف أنه ذكر له حديث إبراهيم بن العلاء عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة مرفوعا بهذا الحديث؛ فقال:

" رأيته على ظهر كتابه ملحوقا، فأنكرته وقلت له، فتركه ".

فقال ابن عوف:

" وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسرق الأحاديث، فأما أبوه فشيخ غير متهم، لم يكن يفعل من هذا شيئا ".

قال ابن عدي:

" وإبراهيم بن العلاء هذا حديثه مستقيم، ولم يرم إلا بهذا الحديث، ويشبه أن يكون من عمل ابنه كما ذكره ابن عوف ".

قلت: وكذا في ترجمة إبراهيم بن العلاء من " تاريخ ابن عساكر " (2/244/2) ، ويبدو أن فيها خرما.

 

(6/276)

 

 

واعلم أن الذهبي ترجم محمد بن إبراهيم هذا في " الميزان " ولم يزد فيه على قوله:

" قال محمد بن عوف: كان يسرق الحديث، فأما أبوه فغير متهم. قلت: وتكلم فيه أيضا ابن عدي ".

فتعقبه الحافظ في " اللسان " (5/21) بقوله:

" ولم يتكلم ابن عدي في هذا الحمصي، وإنما تكلم وترجم لمحمد بن إبراهيم الشامي.... ".

قلت: خفي على الحافظ رحمه الله كلام ابن عدي الذي نقلته آنفا، وهو قوله:

" ويشبه أن يكون من عمل ابنه..... ".

فهذا هو الذي عناه الذهبي بقوله:

" وتكلم فيه أيضا ابن عدي ".

وأما الشامي؛ فهو راو آخر، وقد ترجم له ابن عدي أيضا (ق 373/1) وقد كذبه الدارقطني وغيره.

ثم رأيت الحديث قد وصله أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (30/2) من طريق أحمد بن عمير بن يوسف: أخبرنا محمد بن عوف.. فذكره كما تقدم عن ابن عدي، إسنادا وإعلالا.

2756 - (استشرت جبريل في الشاهد واليمين فأمرني) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/174) عن حبيب بن أبي حبيب: حدثنا

 

(6/277)

 

 

إبراهيم بن الحسين عن أبيه عن جده مسلمة بن قيس مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه أيضا أبو نعيم وابن منده في " المعرفة ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون مسلمة بن قيس لم أجد لهم ترجمة، وفيمن يسمى حبيب بن أبي حبيب جماعة أكثرهم غير معتمد، ولم يتبين لي الآن من هو منهم.

2757 - (أشد الناس عذابا يوم القيامة المكفي الفارغ) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/117) عن يحيى بن يحيى: حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن قرة عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عبد الله بن قرة لم أعرفه، ولعله تحرف على الناسخ.

وابن لهيعة؛ مشهور بالضعف.

ويحيى بن يحيى؛ الظاهر أنه الذي في " الميزان ":

" يحيى بن أبي زكريا: يحيى الغساني، واسطي روى عن هشام بن عروة، قال ابن حبان: لا تجوز الرواية عنه لما أكثر من مخالفة الثقات فيما يرويه عن الأثبات ".

 

(6/278)

 

 

2758 - (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1693) ، وابن نصر في " قيام الليل " (ص

 

(6/278)

 

 

40) ، وابن خزيمة في " صحيحه " (ق 56/1 - 2) ، والطبراني في " الكبير " (3/129/1) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (3/151/1) ، وابن عدي (150/2 و 171/2) ، والحاكم (1/425) ، والبيهقي في " الشعب " (2/34/1) ، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (10/15/2) ، وغيرهم عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال الحاكم:

" زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يحتج بهما ".

وكذا قال الذهبي في " تلخيصه ". ولكنه أورد زمعة في " الضعفاء والمتروكين " وقال:

" ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني ".

ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون ".

والحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (1/241) من طريق علي بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي يزيد الجزري عن المور (كذا) عن أبي هريرة مرفوعا به وقال:

" سألت أبي عنه؟ فقال: هؤلاء مجهولان ".

2759 - (عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي لك) .

ضعيف

رواه محمد بن المظفر في " المنتقى من حديث هشام بن عمار " (161/2) عنه عن رجل من الأنصار، يقال له أبو ميسرة قال: أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 

(6/279)

 

 

ورواه يحيى بن معين في " التاريخ والعلل " (ق 16/2) : حدثنا حماد بن أسامة أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أيوب بن ميسرة مرفوعا. وقال:

" أيوب بن ميسرة هذا مدني ".

ورواه الخطيب في " الموضح " (1/140 - 141) من طريق ابن معين. وهو والبخاري في " التاريخ " (1/1/400) من طرق أخرى عن هشام بن عروة به.

قلت: فالإسناد ضعيف لإرساله، ولأن مرسله أيوب بن ميسرة لا يعرف، ترجمه ابن أبي حاتم (1/1/257) ترجمة مختصرة كعادته في مثله، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

2760 - (كان إذا أصابه خصاصة نادى أهله: يا أهلاه! صلوا صلوا) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " (3/171) قال: حدثنا أبي: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني: حدثنا سيار: حدثنا جعفر عن ثابت قال: فذكره. قال ثابت:

" وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة ".

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ كلهم من رجال " التهذيب ". إلا أنه مرسل، لأن ثابتا - هو البناني - تابعي معروف مكثر عن أنس، ومع هذا صححه الشيخ الرفاعي في " مختصره "، وتبعه بلديه الصابوني، وغالب الظن أنهما لم يعرفا من هو ثابت؟

ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " للبيهقي (3/155/3185) من طريق أخرى عن سيار بن حاتم به معضلا.

 

(6/280)

 

 

على أن سيارا هذا قال فيه الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

2761 - (استعن بيمينك. وأومى بيده إلي الخط) .

ضعيف

رواه الترمذي (3/375- تحفة) ، وابن الأعرابي في " معجمه " (57/2) ، وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " (235/1-2) ، وأبو حفص الكتاني (140/1) ، وابن عدي (122/1) ، والخطيب في " كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " (4/152/1) عن الخليل بن مرة عن يحيى ابن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال:

" كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لأسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره. وقال الترمذي:

" ليس إسناد هـ بذلك القائم، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مرة منكر الحديث ".

قلت: وشيخه يحيى بن أبي صالح مجهول.

وقد وجدت له طريقا أخرى؛ رواه البغوي في " أحاديث طالوت بن عباد " (106/1) وعنه ابن عدي (123/2) عن الربيع بن مسلم: حدثنا الخصيب بن جحدر عن أبي صالح به، ورواه العقيلي في " الضعفاء " (258) ، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/339) من طريق عد الصمد بن سليمان عن الخصيب بن جحدر به. وروى العقيلي عن البخاري أنه قال في عبد الصمد هذا:

 

(6/281)

 

 

" منكر الحديث ". وقال الدراقطني:

" متروك ".

لكن تابعه الربيع بن مسلم وهو ثقة؛ فالآفة من شيخهما ابن جحدر فإنه كذاب.

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه:

" هذا حديث منكر وخصيب ضعيف الحديث ".

2762 - (استغنوا بغناء الله عز وجل، قيل: وما هو؟ قال: عشاء ليلة وغداء يوم) .

ضعيف

رواه أبو بكر ابن السني في " القناعة " (ق 241/2) عن زهير بن عباد: حدثنا داود بن هلال عن حبان بن علي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

ورواه ابن عدي (153/1) من طريق أبي داود النخعي عن محمد بن عمرو به.

ورواه ابن أبي الدنيا في " القناعة " أيضا (2/1/2) قال: أخبرت عن نصر بن علي: حدثنا أحمد بن موسى الخزاعي: حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن رجاء بن حيوة - فيما أعلم - قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: فذكره.

ورواه المعافى بن عمران في " الزهد " (256/2) : حدثنا عنبسة بن سعيد النهدي عن الحسن مرفوعا به.

قلت: وهذا مع كونه مرسلا؛ فإن عنبسة بن سعيد - وهو الواسطي النضري (ولعل النهدي محرف النضري) - ضعيف.

 

(6/282)

 

 

والذي قبله مع كونه مرسلا أيضا؛ ومع كونه منقطعا بين ابن أبي الدنيا ونصر بن علي وهو الجهضمي؛ فإن أحمد بن موسى الخزاعي مجهول الحال؛ ذكره ابن أبي حاتم (1/1/75) من رواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

ولا يقويه الموصول الذي قبله لشدة ضعفه، فإن زهير بن عباد ضعيف كما قال ابن عبد البر؛ وهو الرؤاسي.

وشيخه داود بن هلال؛ وهو النصيبي لا يعرف، أورده ابن أبي حاتم (1/2/427) من رواية الرؤاسي فقط عنه؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وحبان بن علي؛ وهو العنزي.

ومتابعة أبي داود النخعي لا تقويه لأنه كذاب؛ واسمه سليمان بن عمرو.

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف من جميع طرقه، ومن الغريب أن السيوطي لم يعزه في " جامعيه " إلا لابن عدي وحده، وأن المناوي بيض له. فلم يبين أن فيه ذاك الكذاب، فكأنه لم يقف على سنده.

2763 - (استكثر من الناس من دعاء الخير لك، فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم، ولذلك جعل الله عز وجل المسلمين شفعاء بعضهم لبعض) .

باطل

رواه تمام في " الفوائد " (262/1) عن زكريا بن يحيى: حدثنى نصير بن أبي عتبة البالسي الدقاق: حدثنا علي بن عيسى الغساني: حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:

كان آخر ما أوصاني به النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 

(6/283)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الغساني والبالسي مجهولان؛ كما قال الخطيب والذهبي.

وقد أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك "، والخطيب في " الرواة عن مالك " كلاهما من طريق زكريا بن يحيى الساجي به. وقال الدارقطني:

" لم يروه عن مالك إلا علي بن عيسى وهو مجهول و [كذا] الذي قبله ".

وقال الذهبي:

" الخبر باطل ". وأقره الحافظ.

2764 - (أسري بي في قفص من لؤلؤ، وفراشه من ذهب) .

منكر جدا

رواه الديلمي (1/1/174) من طريق البغوي في " معجمه ": حدثني أبو بكر محمد بن عتاب الأعين: حدثنا علي بن جعفر الأحمر: حدثنا إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن سعد بن زرارة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو كثير الأنصاري ذكره ابن أبي حاتم (4/2/429) من رواية إسماعيل بن مسلم العبدي عنه، سمع علي بن أبي طالب، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وسائر الرجال موثقون من رجال " التهذيب " غير علي بن جعفر الأحمر؛ ترجمه ابن أبي حاتم أيضا (3/1/178) وقال عن أبيه:

" وكان ثقة صدوقا ".

وفي إسناد الحديث اضطراب ذكره الحافظ في ترجمة ابن زرارة هذا من

 

(6/284)

 

 

" الإصابة " من طرق ذكرها ثم قال:

" ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدا ".

2765 - (أسعد الناس يوم القيامة العباس) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (8/470/2) بإسناد رجاله ثقات عن ابن جريج عن رجل عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ من أجل الرجل الذي لم يسم.

 

(6/285)

 

 

2766 - (أسفروا بصلاة الغداة ينظر الله لكم) .

منكر

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/95) عن أحمد بن مهران: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل: سمعت زيد بن أسلم يحدث عن أنس مرفوعا.

أورده في ترجمة ابن مهران هذا وهو أبو جعفر الأصبهاني، وقال:

" كان لا يخرج من بيته إلا إلى الصلاة، توفي بـ " يزد " سنة أربع وثمانين ومئتين ".

وتابعه إسحاق بن صدقة عن خالد بن مخلد به.

أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/26) ، وقال الحافظ في " مختصره ":

" يزيد بن عبد الملك ضعيف، وإسحاق بن صدقة ".

كذا بياض في الأصل قدر كلمتين، ولعله تركه حتى يراجع ترجمته ثم لم

 

(6/285)

 

 

يتسن له العودة إلى تسويده، وقد ذكر في " اللسان " تبعا لأصله أن الحاكم روى عن الدارقطني أنه ضعفه.

وقد خولف في متنه؛ فقال البزار في " مسنده " (ص 43 - زوائده) : حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي: حدثنا خالد بن مخلد بلفظ:

" فإنه أعظم للأجر "، وقال:

" واختلف فيه على زيد..... " ثم بين ذلك.

وهذا اللفظ هو الأقرب إلى الصحة لأنه ثبت من طرق عن رافع بن خديج مرفوعا به، وقد خرجته في " الإرواء " (258) .

2767 - (أسلم الناس (1) إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده) .

شاذ

أخرجه ابن حبان (27) من طريق محمد بن معمر: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن يبدو أن ابن معمر هذا - وهو أبو عبد الله البصري البحراني - وهم في أول متنه، فقد أخرجه مسلم في " الصحيح " (1/48) دون الشطر الأول منه فقال: حدثنا الحسن الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن أبي عاصم بلفظ:

" المسلم من سلم...... ".

__________

(1) في " الإحسان " (1 / 210) : " أسلم المسلمين "

 

(6/286)

 

 

وقد تابعه ابن أبي ليلى عن أبي الزبير به؛ لكنه زاد في أوله بلفظ:

" أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال:..... يا رسول الله! فأي المسلمين أفضل؟ قال:.... " فذكره.

أخرجه أحمد (3/391) .

وابن أبي ليلى - هو محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ، لكنه لم يتفرد بهذه الزيادة، فقد روى الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:

" قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ قال:.... " فذكره.

أخرجه الطيالسي (1777) ، وأحمد (3/372) ، والدارمي (2/299) .

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

ومثل هذه الزيادة في الشذوذ بل النكارة زيادة أخرى رواها محمد بن سنان القزاز: حدثنا أبو عاصم بهذا الإسناد بلفظ:

" أكمل المؤمنين من سلم..... ".

أخرجه الحاكم (1/10) وقال:

" إنها زيادة على شرط مسلم "!

قلت: وهو وهم، فإن مسلما لم يخرج للقزاز هذا شيئا؛ ثم هو ضعيف كما جزم الحافظ.

ويشهد لزيادة ابن أبي ليلى ومن تابعه حديث أبي موسى الأشعري قال:

" قلت: يا رسول الله! أي الإسلام (وفي رواية: المسلمين) أفضل؟ قال: من سلم.... " الحديث.

 

(6/287)

 

 

أخرجه البخاري (1/46 -47 - فتح، وسلم، والنسائي (2/268) ، والترمذي (3/318و362) ، وأحمد (4/391) . وقال الترمذي:

" حديث صحيح غريب ".

وأخرجه أحمد (2/160و187و191و195) من حديث عبد الله بن عمرو مثل الرواية الأولى منهما، وهو عنده من طريق عنه صحح الحاكم (1/11) بعضها.

وأخرجه الشيخان من طريق أخرى عنه بلفظ: " أي الإسلام خير؟ " والباقي مثله. وكذلك أخرجه النسائي.

ثم رأيته من طريق أخرى بلفظ قريب من لفظ الترجمة؛ وهو:

2768 - (أسلم المسلمين من سلم الناس من لسانه ويده) .

منكر بهذا اللفظ

رواه ابن عساكر (13/280/2) عن أبي الحسن عمرو ابن دحيم: حدثنا محمد بن مصفى: أخبرنا بقية بن الوليد: أخبرنا أبو زرعة الفلسطيني - وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني - عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي زر قال:

قلت: يا رسول الله! أي المسلمين أسلم؟ قال: من سلم....

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ على ضعف في محمد بن مصفى غير عمرو هذا فلا يعرف حاله، وفي ترجمته أورده ابن عساكر ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا.

 

(6/288)

 

 

2769 - (أسلم سلمهم الله من كل آفة إلا الموت، فإنه لا يسلم عليه، وغفار غفر الله لها، ولا حي أفضل من الأنصار) .

 

(6/288)

 

 

ضعيف.

رواه الديلمي (1/1/174) من طريق أبي نعيم وهذا في " معرفة الصحابة " (2/73/1) من طريق سليمان بن ميسرة الخزاعي: حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان عن أبيه عن جده عن عمر بن يزيد الكعبي قال:

" كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما حفظت من كلامه أن قال: فذكره.

ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده في " المعرفة " أيضا كما في " الإصابة ".

قلت: وهذا إسناد مظلم ضعيف؛ لم أجد لمن دون الكعبي ترجمة.

2770 - (أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم الناس كرها، فبارك الله في عبد القيس وموالي عبد القيس) .

ضعيف

رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " قال: حدثنا سليمان بن نافع العبدي - بحلب - قال: قال لي أبي: وفد المنذر بن ساوى من البحرين فذكره قدومه مع وفد عبد القيس، وفيه: فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. ورواه الطبراني في " المعجم الأوسط " فقال:

" لا يروى عن نافع العبدي إلا بهذا الإسناد تفرد به إسحاق ".

ذكره العراقي في " محجة القرب "؛ ولم يتكلم عليه بشيء.

قلت: وإسناده ضعيف؛ لأن نافع أورده ابن أبي حاتم (2/1/147) ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا. وقد قال الذهبي فيه:

" وهو غير معروف ".

 

(6/289)

 

 

2771 - (أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وتجيب أجابت الله عز وجل) .

 

(6/289)

 

 

ضعيف.

رواه البزار (3/309/2817- كشف) والديلمي (1/1/173) من طريق الطبراني عن عمرو بن خالد: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن سندر الجذامي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (10/46) :

" وعن ابن سندر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... (فذكره) رواه الطبراني، ورواه البزار بنحوه، وإسنادهما حسن "!

وقال الحافظ في " مختصر الزوائد " (2/380) :

" قلت: ابن لهيعة ضعيف، واللفظ الآخر منكر ".

2772 - (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) إلى آخره) .

موضوع

رواه الطبراني (3/177/1) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي: أخبرنا جعفر بن جسر بن فرقد: أخبرنا أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الغلابي هذا، قال الدارقطني:

" كان يضع الحديث ".

وجعفر بن جسر وأبوه ضعيفان، وأبوه أشد ضعفا منه.

 

(6/290)

 

 

قلت: وقد ثبت أن اسم الله الأعظم في فاتحة آل عمران، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (1343) ، و " الصحيحة " (746) .

2773 - (اسم الله الأعظم في ست آيات في آخر سورة الحشر) .

ضعيف

رواه الواحدي في تفسيره (4/138/2) ، والديلمي (1/1/173) عن يحيى بن ثعلبة: حدثني الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير (وقال الديلمي: ميمون بن مهران) عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن ثعلبة ضعفه الدارقطني.

 

(6/291)

 

 

2774 - (اسم الله على فم كل مسلم) .

موضوع

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/130/2) ، وابن عدي (6/385) ، وعنه البيهقي (9/240) عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الطبراني:

" لم يروه عن الأوزاعي إلا مروان ". وقال ابن عدي:

" وعامة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه ".

قلت: وقال أحمد وغيره:

" ليس بثقة ". وقال الدراقطني:

" متروك ". وقال الشيخان وأبو حاتم:

 

(6/291)

 

 

" منكر الحديث ". وقال أبو عروبة الحراني:

" يضع الحديث ".

وقال البيهقي عقبه:

" وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد ".

وقال عبد الحق الأشبيلي في " الأحكام الكبرى " (192/2) :

" حديث ضعيف ".

وقال ابن كثير في " التفسير " (2/170) :

" إسناده ضعيف، فإن مروان بن سالم القرقساني ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة ".

2775 - (اسم الله الأعظم؛ الذي إذا دعي به أجاب؛ وإذا سئل به أعطى؛ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/505-506) عن أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي: حدثني أبي عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" هل أدلكم على اسم الله الأعظم ... ".

فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع قول الله عز وجل (ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) ، وقال رسول الله عليه وسلم: " أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات

 

(6/292)

 

 

في مرضه ذلك؛ أعطي أجر شهيد، وإن برأ وقد غفر له جميع ذنوبه ".

سكت عنه الحاكم، وكذا الذهبي؛ مع أنه أورد عمرو بن بكر السكسكي في " الميزان " وقال:

" واه، أحاديثه شبه موضوعة ". وقال في " الضعفاء ":

" اتهمه ابن حبان ".

وقد تابعه على بعضه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به دون قوله: " أيما مسلم دعا بها ... " وزاد: " فهو شرط من الله لمن دعاه به ".

أخرجه ابن جرير في " التفسير " (17/82) .

2776 - (اشتد غضب الله على الزناة) .

ضعيف

رواه أبو الشيخ ابن حيان في " العوالي " (1/24/1) ، وعنه الديلمي (1/1/115) عن عباد بن كثير عن عمران القصير عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أو ضعيف جدا، لأن عباد بن كثير إن كان الثقفي البصري - وهو الأقرب - فهو متروك، وإن كان الرملي الفلسطيني فضعيف، وإنما استقربت أنه الثقفي البصري؛ لأن شيخه (عمران القصير) وهو ابن مسلم، بصري أيضا، والله أعلم.

 

(6/293)

 

 

2777 - (اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/116) عن بشر الهذيل الكوفي: حدثني أبو إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا.

قلت: وها إسناد ضعيف، عطية - وهو العوفي - ضعيف مدلس، ومثله في

 

(6/293)

 

 

الضعف أبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة، قال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ، نسب إلى الغلو في التشيع ".

وبشر بن الهذيل؛ أورده ابن أبي حاتم (1/1/370) ولم يزد فيه على قوله:

" حدثنا عنه محمد بن ثواب الهباري الكوفي، وقا: كان عجبا في الفضل ".

ثم وقفت للحديث على شاهد واه شديد الضعف لا يفرح به؛ أخرجه ابن عدي (6/302) في ترجمة محمد بن محمد بن الأسعث أبي الحسن الكوفي المصري قال: حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد: حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا به، إلا أنه قال:

" وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي ".

وابن الأشعث هذا متهم بالوضع كما تقدم بيانه تحت الحديث (1795) ، والسيوطي مع تساهله المعروف، فقد ساق له عدة أحاديث في كتابه " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 113-هندية) ، منها هذا الحديث، ونقل كلام الذهبي وابن عدي فيه، وقول الدراقطني:

" آية من آيات الله، وضع ذاك الكتاب يعني العلويات ".

وقد مضى له حديث موضوع برقم (1795) ، وحديث آخر برقم (1996) .

2778 - (أسمع صلاصل، ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض) .

 

(6/294)

 

 

ضعيف.

أخرجه أحمد (2/222) والطبراني في " المعجم الكبير " (13/16/22) عن أبيه لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال:

" سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! هل تحس بالوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمرو بن الوليد - وهو السهمي المصري - مجهول، قال الذهبي في " الميزان ":

" ما روى عنه سوى يزيد بن أبي حبيب ".

وابن لهيعة ضعيف لسوء حفظه.

والحديث قال في " المجمع " (8/256) :

" رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن "!

2779 - (استهلال الصبي العطاس) .

موضوع

رواه البزار في " مسنده " (ص 143- زوائده) عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.

قال الشيخ - يعني الهيثمي -:

" محمد بن عبد الرحمن له مناكير، وهو ضعيف عند أهل العلم ".

وفي " الأحكام الكبرى " (168/2) لعبد الحق قال:

" البيلماني ضعيف عندهم ".

 

(6/295)

 

 

قلت: بل هو شديد الضعف متهم بالكذب؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (54) .

2780 - (اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم ولدا ليس منهم، يطلع على عوراتهم، ويشركهم في أموالهم) .

ضعيف جدا

أخرجه البزار (2/141/1386) وابن عدي (1/229) عن إبراهيم بن يزيد: حدثنا أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره. قال:

" لا نعلمه عن ابن عمر إلا بهذا إلاسناد، وإبراهيم لين الحديث، وإنما يكتب (كذا، ولعله: يتنكب) من حديثه ما تفرد به ".

قال الشيخ - يعني الهيثمي -:

" وهو الخوزي ضعيف ".

قلت: بل هو متروك الحديث؛ كما في " التقريب ".

 

(6/296)

 

 

2781 - (أشد الحربِ (1) النساء، وأبعد االلقاء الموت، وأشد منهما الحاجة إلى الناس) .

ضعف جدا

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (13/120-121) وعنه ابن الجوزي في " العلل المنتاهية " (2/10/827) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (4/106) من طريق أبي داود عبد الله بن ضرار بن عمرو عن أبيه عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

__________

(1) وفي بعض الرويات: (الحزن) . انظر " فيض القدير ".

 

(6/296)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ مسلسل بالضعفاء؛ يزيد الرقاشى وعبد الله ابن ضرار ضعيفان، ومن بينهما أشد ضعفا، فقد قال البخاري:

" ضرار فيه نظر "

وقال أبو نعيم:

" له عن يزيد الرقاشي عن أنس عن تميم حديث منكر "

2782 - (أشد الناس عذابا يوم القيامة من يُري الناس أنَّ فيه خيرا ولا خير فيه)

موضوع

رواه أبو عبد الرحمن السلمي في (الأربعين في أخلاق الصوفية) (4/2) وعنه الديلمي (1/1/116) : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن أحمد الرازي حدثنا علي بن سعيد العسكري حدثنا عباد بن الوليد حدثنا أبو شيبان كثير بن شيبان حدثنا الربيع بن بدر عن راشد بن محمد قال قال ابن عمر....فذكره مرفوعا

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع لأن السلمي نفسه متهم بوضع الأحاديث للصوفية والربيع بن بدر متروك والراوي عنه لم أعرفه

 

(6/297)

 

 

2783 - (أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم قرأ: (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس) إلى أن انتهى إلى قوله -: (وما لهم من ناصرين) ثم قال: ياأبا عبيدة! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مئة واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم

 

(6/297)

 

 

بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم؛ فهم الذين ذكرهم الله في كتابه) .

منكر جدا.

رواه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (6/285/6780) ، وابن أبي حاتم في التفسير (1/243/2) ومحمد بن محمد الطائي أبو الفتوح في " الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين " (21-22- الحديث 10) عن محمد بن حميد: حدثنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة ابن زؤيب الخزاعي عن أبي عبيده بن الجراح رضى الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: رجل.... وقال أبو الفتوح:

" حديث حسن ".

كذ قال، وأبو الحسن هذا مجهول كما في " اللسان ".

نعم صح من الحديث طرفه الأول عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ:

" أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا، أو قتله نبي.. "، وهو مخرج في " الصحيحة " (281) .

(تنبيه) : ساق الحافظ ابن كثير حديث الترجمة من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم بإسنادهما، ساكتاعنه، فاغتر به الحلبيان في اختصارهما إياه، فأورداه، وقد التزما فيه الصحة! وزاد الشيخ الصابوني، فذكر في التعليق: " رواه ابن أبي حاتم وابن جرير "! موهما القراء أنه من تخريجه! وأما الآخر، فصرح في فهرس المجلد الأول بأنه " صح "! والله المستعان.

2784 - (أشد الناس عليكم الروم، وإنما هلكتهم مع الساعة) .

 

(6/298)

 

 

ضعيف.

أخرجه أحمد (4/230) من طريق ابن لهيعة: حدثنا الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير: أن المستور قال:

" بينا أنا عند عمرو بن العاص، فقلت له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره) فقال له عمرو: ألم أزجرك عن مثل هذا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة. وأنا أظن أنه أخطأ في لفظ الحديث وأن أصله ما رواه عبد الكريم بن الحارث: أن المستورد القرشي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" تقوم الساعة والروم أكثر الناس ".

قال: فبلغ ذلك عمرو بن العاص، فقال: ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال المستورد: قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال عمرو: لئن قلت ذلك، إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأجبر الناس عند مصيبة، وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم ".

أخرجه مسلم (8/176 - 177) .

وأخرجه هو وأحمد من طريق موسى بن علي عن أبيه عن المستورد به نحوه.

ومما سبق تعلم خطأ السيوطي في رمزه للحديث بالحسن على ما في بعض نسخ " الجامع الصغير "، وإقرار المناوي إياه عليه، وتقليد المعلقين على " الجامع الكبير " (1/9/1013/3270) له، وتصريح المناوي في " التيسير " بحسنه!

2785 - (أشهدوا هذا الحجر خيرا، فإنه يوم القيامة شافع مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه) .

 

(6/299)

 

 

ضعيف.

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/118/1) عن إسماعيل بن عياش: حدثنا الوليد بن عباد عن خالد الحذاء عن عطاء عن عائشة مرفوعا. وقال:

" لم يروه عن خالد إلا الوليد ".

قلت: وهو كما قال الذهبي:

" مجهول؛ قال ابن عدي: لا يروي عنه غير إسماعيل بن عياش ".

قلت: وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين، فقال (2/288) :

" يروي عن الحسن، روى عنه إسماعيل بن عياش " ونسبه أزديا ".

وقال المنذري في " الترغيب " (2/123) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، ورواته ثقات إلا أن الوليد بن عباد مجهول ".

قلت: إسماعيل بن عياش ثقة إذا روى عن الشاميين؛ وما أظن الوليد هذا منهم

2786 - (إن لكل شيء شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) .

ضعيف

رواه ابن سعد (5/370) ، والطبراني في " الكبير " (3/98/1) ، وابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين " (ق 1/1) ، وأبو حفص الكتاني في جزء من " حديثه " (137/2) ، والحاكم (4/269) ، والقضاعي (86/1) عن أبي المقدام هشام بن زياد: أخبرنا محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه العقيلي في " الضعفاء " (448) وله عنده تتمة؛ وقال:

" هشام بن زياد قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء ".

 

(6/300)

 

 

وقال الذهبي:

" متروك ".

وقد تابعه عيسى بن ميمون المدني عن محمد بن كعب القرظي. أخرجه العقيلي (337) وقال:

" تابعه من هو نحوه في الضعف ".

كأنه يعني أبا المقدام، وروى في ترجمة عيسى عن ابن معين: أنه ليس حديثه بشيء، وعن البخاري: منكر الحديث ...

وتابعه صالح بن حسان عن محمد بن كعب به. أخرجه ابن عدي (198/1) وقال:

" صالح بن حسان بعض حديثه فيه إنكار وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ".

وتابعه محمد بن معاوية: حدثنا مصادف بن زياد المدني - قال: وأثنى عليه خيرا - قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، به.

أخرجه الحاكم (4/269 - 270) وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: هشام متروك، ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني؛ فبطل الحديث ".

2787 - (أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم) .

ضعيف جدا

رواه ابن ماجه (4212) ، وابن عدي (200/2) عن صالح بن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله: حدثني معاوية

 

(6/301)

 

 

بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة مرفوعا. وقال:

" صالح بن موسى عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" متروك ".

(تنبيه) : وقع الحديث في " الجامع الصغير " و " الكبير " معزوا للترمذي مع ابن ماجه، وفي " ذخائر المواريث " (2/278) لمسلم وابن ماجه، وفي " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " (1/204) لمسلم وأبي داود والترمذي وأحمد! وكل ذلك خطأ، والصواب عزوه لابن ماجه فقط من بين الستة؛ كما فعل المنذري في " الترغيب " (3/343) ، والمزي في " تحفة الأشراف " (7/99/1) .

2788 - (أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء من قبل النساء؛ إذا تسورن بالذهب، ولبس ريط الشام وعصب اليمن، وأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد) .

ضعيف جدا

أخرجه الخطيب (3/190) من طريق عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي: حدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي: حدثنا محمد بن قيس البغدادي: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا مسعر عن أشعث عن أبي البقاء عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أورده الخطيب في ترجمة البغدادي هذا؛ ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث فهو مجهول، وهو مما فات الذهبي ثم العسقلاني فلم يترجموه!

 

(6/302)

 

 

وأبو البقاء مثله لم يترجموه. ومثله عبد العزيز بن سليمان الحرملي؛ وقد أورده السمعاني في هذه النسبة (1) ، وقال:

" يروي عن يعقوب بن كعب الحلبي، روى عنه أبو القاسم الطبراني "!

وأما عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي؛ فقال الذهبي في " الميزان ":

" قال الأزهري: ليس بحجة، ومنهم من يتهمه ".

2789 - (نية المؤمن خير من عمله (2) ، ونية الفاجر شر من عمله) .

موضوع

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (4/2/2) عن عثمان بن عمر النصيبي قال: أخبرنا عثمان بن عبد الله الشامي قال: أخبرنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي مرفوعا.

وهذا موضوع، الشامي هذا كان يضع الحديث. والنصيبي لم أعرفه.

والجملة الأولى منه أوردها الضبي في " كتاب الأمثال " (4/1) فقال:

" وقولهم: نية المؤمن خير من عمله. فيه قولان: يقال: المؤمن ينوي من العمل أكثر مما يطيق فيكتب أجر نيته. وقال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي: نية المؤمن من عمله خير؛ كأنه قال: نية المؤمن من بعض حسناته.... ".

ويبدو أنه لا يعرفه حديثا، فقد ذكر حديثا آخر مصدرا إياه بقوله: يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المدينة فقال: من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ... لا يقبل منه

__________

(1) نسبة إلى " الحرملة ". قال السمعاني " وهي قرية من قرى أنطاكية فيما أظن ".

(2) يعني نية المؤمن منفردة عن العمل خير من عمل خال عن نية، كما قال تعالى: " ليلة القدر خير من ألف شهر " ليس فيها ليلة القدر. كذا في " شرح السنة ". (2 / 129 / 1)

 

(6/303)

 

 

صرف ولا عدل.... "، وقال (17/2) : " وقولهم: اطلبوا الخير من حسان الوجوه، يروى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.... ".

ثم رواه القضاعي من طريق يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس دون الشطر الثاني منه.

قلت: ويوسف بن عطية متروك.

وهو في " مسند الربيع بن حبيب " أول حديث فيه: حدثني أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي عن جابر بن زيد الأزدي عن عبد الله بن عباس مرفوعا الشطر الأول منه.

وهذا إسناد ضعيف بمرة؛ مسلم هذا مجهول كما قال أبو حاتم والذهبي.

والربيع بن حبيب - وهو الفراهيدي البصري - إباضي مجهول ليس له ذكر في كتب أئمتنا، ومسنده هذا هو " صحيح الإباضية "! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة، وانظر الحديث الآتي (6044) و (6045) .

ثم رأيت الحديث في " معجم الطبراني الكبير " (6/228/5942) وعنه أبو نعيم في " الحلية " (3/255) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الحرشي: حدثنا يحيى بن قيس الكندي: حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به دون الجملة الأخرى، وزاد:

" وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه ".

وحاتم هذا لم أعرفه، وانظر الحديث (6045 و 6507) .

وقال الحافظ العراقي في تخريج الجملة الأولى من " المغني " (2/366) :

 

(6/304)

 

 

" أخرجه الطبراني من حديث سهل ومن حديث النواس، وكلاهما ضعيف ".

قلت: وهذا تساهل كبير، يعرف مما تقدم.

ثم قدر الله أن أعدت تخريج الحديث برقم (6045) ، وفيه فوائد لم تذكر هنا؛ والله الموفق.

2790 - (أشهد بالله، وأشهد لله، لقد قال لي جبريل عليه السلام: يا محمد! إن مدمن الخمر كعابد وثن) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3/204) ، وعبد الحفيظ الفاسي في " الأحاديث المسلسلات " (ص 44) من طريقه: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد القزويني ببغداد قال: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة (وعند الفاسي: ابن صاعد) قال: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني القاسم بن العلاء (وفي الفاسي: ابن علي) الهمداني قال: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني محمد بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة مولانا الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعليهم السلام: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن محمد: أشهد بالله، وأشهد لله لقد

 

(6/305)

 

 

حدثني أبي محمد بن علي: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن موسى، أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي موسى: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي جعفر: أشهد بالله، وأشهد لله: لقد حدثني أبي محمد: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي علي: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي الحسين: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن أبي طالب: قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال أبونعيم:

" هذا حديث صحيح ثابت، روته العترة الطيبة، ولم نكتبه على هذا الشرط بالشهادة بالله ولله إلا عن هذا الشيخ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق ".

وأقول: إن كان يعني الصحة للجملة الأخيرة منه " مدمن الخمر.... " ولغيره فمسلم، فإن لهذا القدر منه شواهد وطرقا خرجت بعضها في الكتاب الآخر، وإن كان يعني صحة الإسناد لذاته فهيهات؛ فإن شيخه القزويني هذا لم أعرفه؛ ويحتمل أن يكون الذي في " تاريخ بغداد " (12/69) علي بن محمد بن مهرويه أبو الحسن القزويني، قال الخطيب: " قدم بغداد وحدث بها ... " ثم ذكر شيوخه، ولم يذكر فيهم محمد بن عبد الله هذا، والرواة عنه، ولم يذكر فيهم أبا نعيم الأصبهاني، ولو كان هو لذكره فيهم إن شاء الله، وذكر في آخرها عن الحافظ صالح بن أحمد أنه كان شيخا مسنا، ومحله الصدق.

وابن قضاعة أو ابن صاعد، وابن العلاء أو ابن علي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد بن علي؛ أربعتهم؛ لم أجد من ترجمهم.

وأما محمد بن علي بن موسى بن جعفر؛ فترجمه الخطيب (3/54 - 55) ترجمة تدل على أنه مجهول الحال في الرواية، فلم يزد على قوله:

" وقد أسند الحديث عن أبيه "!

وفي كلام ابن السمعاني الآتي في ترجمة أبيه ما يشعر بضعفه عنده.

وأما سائر الرواة فمعروفون بالثقة والعدالة، مترجمون في " التهذيب " وغيره،

 

(6/306)

 

 

إلا أنه أطال الكلام في علي بن موسى بن جعفر، وذكر عن ابن حبان أنه قال فيه:

" يروي عن أبيه العجائب، كأنه كان يهم ويخطىء ".

وأورد له ابن حبان بسنده عن آبائه مرفوعا أحاديث عدة، ظاهرة النكارة، قال ابن النباتي:

" وحق لمن يروي مثل هذا أن يترك ويحذر ".

لكن قال ابن السمعاني:

" والخلل في رواياته من رواته، فإنه ما روى عنه إلا متروك ".

وفي قوله: " إلا متروك "، ما شعر بضعف ابنه محمد الجواد بن علي بن موسى كما سبقت الإشارة إليه.

وبالجملة فهذا الإسناد واه لا تقوم به حجة، وكونه من طريق أهل البيت رضي الله عنهم لا يستلزم صحته، ما دام أن من دونهم وبعض الأدنيين منهم لا يعرفون - ولذلك فإن الحافظ السخاوي لما تكلم على تسلسله؛ ونفى عنه الصحة - كما نقله الفاسي - لم يكن مخطئا. والله أعلم.

2791 - (أصحاب الأعراف قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل الله عن النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة) .

منكر

أخرجه ابن جرير الطبري في " التفسير " (8/139) والمحاملي في " الأمالي " (8/162/1) ، وابن قانع في " معجم الصحابة "، وسعيد بن منصور من طريق أبي معشر عن يحيى بن شبل مولى بن هاشم عن محمد بن

 

(6/307)

 

 

عبد الرحمن عن أبيه قال:

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف؟ فقال: قوم.... الحديث. وقال ابن جرير:

" لا يصح ".

قلت: وفيه علل:

الأولى: أبو معشر؛ وهو نجيح السندي ضعيف.

والثانية: يحيى بن شبل؛ ترجمه ابن أبي حاتم (4/2/157) برواية جمع عنه. وسمى شيخه (عمر بن عبد الرحمن المزني) ؛ فقال: " عمر " مكان (محمد) . فالله أعلم بالصواب، فإني لم أجد ما يساعدني على الترجيح. وأفاد الحافظ في " التهذيب " أن يحيى هذا مدني، وأن لهم (يحيى بن شبل) شيخ آخر بلخي. ولم يذكر في " التقريب " غير البلخي: وقال:

" مقبول ".

والثالثة: محمد بن عبد الرحمن؛ أو عمر بن عبد الرحمن؛ لم أعرفه، ومثله أبوه. ووقع في " تفسير ابن كثير " (2/216) بعد أن ساقه برواية سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر به، وقع فيه " يحيى بن عبد الرحمن المدني "، فقال: " يحيى " مكان " محمد " أو " عمر "!

ثم وجدت ما يرجح أنه " عمر " فقد رأيته في " تفسير ابن أبي حاتم " (سورة الأعراف) أخرجه من طريق أبي معشر أيضا، فقال فيه: " عن ابن عبد الرحمن المزني. يعني عمر ". فهذا يوافق ما تقدم عن كتابه " الجرح ". وكذلك أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7/23 - 24) فقال:

 

(6/308)

 

 

" وعن عمر بن عبد الرحمن المدني عن أبيه ... " الحديث. وقال:

" رواه الطبراني، وفيه أبو معشر نجيح، وهو ضعيف ".

وإذا ثبت ما ذكرت من الترجيح؛ فمن يكون عمر بن عبد الرحمن هذا؟ يظهر لي أنه الذي في " التاريخ الكبير " للبخاري (3/2/172) :

" عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني المديني ".

وكذا في " الجرح والتعديل " (3/121) .

وذكرا أنه روى عن أبيه. وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة وغيره. ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ولم يذكره ابن حبان في " الثقات " وهو على شرطه.

2792 - (أصحاب البدع كلاب النار) .

ضعيف. رواه ابن البناء في " الرد على المبتدعة " (3/1) عن بقية بن الوليد عن أبي عبد الرحمن القرشي عن أبي () (1) أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو عبد الرحمن القرشي لم أعرفه، وفي " الميزان ":

" أبو عبد الرحمن الشامي، عن عبادة بن نسي، قال الأزدي: كذاب. قلت: لعله المصلوب ".

قلت: فلعله هذا.

وبقية مدلس؛ وقد عنعنه.

__________

(1) كذا في الأصل يوجد خرق

 

(6/309)

 

 

2793 - (الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نورا) .

 

(6/309)

 

 

موضوع.

رواه ابن عساكر (7/268/1) من طريق سليمان بن أحمد بن يحيى: أخبرنا أبو نصر ليث بن محمد بن ليث بن عبد الرحمن المروزي: أخبرنا محمد بن علي بن مهدي الآملي: أخبرنا نصر بن العلاء المروزي: أخبرنا النضر بن شميل عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا.

أورده في ترجمة سليمان هذا؛ وهو أبو أيوب الملطي؛ ووصفه بالحافظ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، مع أن الحافظ الدارقطني والخطيب البغدادي كذباه كما في " اللسان "، ولعل السيوطي خفي عليه هذا حتى استساغ أن يسود بحديثه هذا كتابه " الجامع الصغير "، كما خفي ذلك على شارحه المناوي فلم يعله إلا بأن فيه بهز بن حكيم!

2794 - (كان يتعوذ في دبر الصلاة من الأربع: من عذاب القبر، وعذاب النار، وشر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومن الأعور الكذاب) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/2/119) من طريق البراء بن يزيد قال: حدثنا أبو نضرة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ البراء هذا هو ابن عبد الله بن يزيد الغنوي، وهو ضعيف؛ كما في " التقريب ".

 

(6/310)

 

 

2795 - (يا معاذ! أطع كل أمير، وصل خلف كل إمام، ولا تسبن أحدا من أصحابي) .

ضعيف

أخرجه ابن عدي (80/2) والطبراني في " الكبير " (20/173/370) والبيهقي في " السنن " (8/185) . من طريق إسماعيل بن عياش: حدثنا حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(6/310)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حميد بن مالك قال الذهبي:

" ضعفه يحيى وأبو زرعة وغيرهما، وقال النسائي: لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش ".

وقال البيهقي:

" وهذا منقطع بين مكحول ومعاذ ".

وأشار إلى هذا الطبراني، لأنه أورده تحت عنوان:

" المراسيل عن معاذ "، ولهذا قال الهيثمي (2/67) :

" ومكحول لم يسمع من معاذ ".

لكن الفقرة الأخيرة قد صحت عن أبي سعيد الخدري وغيره بلفظ:

" لا تسبوا أصحابي ... " الحديث رواه الشيخان.

وهو مخرج في " ظلال الجنة " (988 - 991) .

2796 - (اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه، فإن قضاها قضاها بوجه طلق، وإن ردها ردها بوجه طلق) .

موضوع

رواه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه " (123/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/309 و 2/214) عن خلف بن يحيى قاضي الري: حدثنا مصعب بن سلام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا.

قلت: وأعله ابن الجوزي بـ (مصعب بن سلام) فقال:

" ضعفه ابن المديني، ويحيى، وأبو داود ".

 

(6/311)

 

 

لكن قال الحافظ في " التقريب ".

" صدوق له أوهام ".

والجملة الأولى من الحديث أخرجها العقيلي (163) ، وابن عدي (3/1138) ، وأبو نعيم في " الحلية " (3/156) ، عن سليمان بن كزاز: حدثنا عمر بن صهبان عن محمد بن المنكدر عن جابر. وقال العقيلي:

" سليمان هذا الغالب على حديثه الوهم، وليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت ".

قلت: أورده أبو نعيم في ترجمة خلف هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقد كذبه أبو حاتم كما في " الميزان " و " اللسان ".

والعباس بن عبد الله القرشي؛ لم أعرفه.

2797 - (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، وتسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه) .

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (156) ، وعنه ابن عساكر (7/270/1) وابن الجوزي في " الموضوعات " (2/162) عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا. وروى العقيلي عن البخاري أن سليمان بن أرقم: " تركوه "؛ وعن أحمد: " ليس بشيء ". وفي موضع آخر: " ليس يسوى فلسا ". ولذلك قال الذهبي في " الضعفاء ":

" تركوه ".

 

(6/312)

 

 

2798 - (اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوه أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/36/2) ، والقضاعي (59/1) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 150) ، و " الشعب " (2/42/1121) ، والبغوي في " شرح السنة " (2/81/2) ، وابن عبد البر في " التمهيد " (5/339) وأبو الفضل الكوكبي في " مجلس من الأمالي " (194/1) ، وابن عساكر في " التاريخ " (8/165/1) ، وعبد الغني المقدسي في " الدعاء " (ق 142/2) ، و " السنن " (228/1) ، وابن عساكر أيضا (15/25/1) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (101/2) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/192) من طرق عن يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن إياس بن بكير عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال البغوي:

" حديث غريب ". وقال المقدسي عبد الغني:

" قال الطبراني: لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن أيوب ".

قلت: وهو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب "، وقد خولف في إسناده كما يأتي.

وشيخه عيسى بن موسى؛ هو عيسى بن موسى بن محمد بن إياس بن بكير، هكذا ذكره ابن أبي حاتم (3/1/285) وقال:

" سئل أبي عنه؟ فقال: ضعيف ".

 

(6/313)

 

 

وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "!

وأورده الذهبي في " الضعفاء " لقول أبي حاتم المذكور.

ثم قال المقدسي:

" رواه عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة ".

وتابعه محمد بن رمح: أنبأ الليث به.

لكن أخرجه البيهقي (1123) والمقدسي من طريقين آخرين صحيحين عن الليث بن سعد عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير عن رجل من أشجع به، لم يذكر فيه صفوان، ولعله أصح. وهو على كل حال أصح من رواية يحيى بن أيوب، لأن الليث أحفظ منه. والله أعلم.

وعليه ففي الحديث علة أخرى؛ وهي جهالة الأشجعي هذا.

(تنبيه) : أعل المناوي الحديث بما لا يقدح فقال:

" وفيه حرملة بن يحيى التجيبي، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وأورده الذهبي في (الضعفاء والمتروكين) ".

قلت: وهذا ليس بشيء؛ لأن حرملة هذا لم يتفرد به كما أشرت إليه في أول التخريج بقولي: " من طرق عن يحيى بن أيوب "، وإنما العلة القادحة؛ الضعف والجهالة. ثم قال المناوي:

" رمز المصنف لضعفه، وقول البغدادي: حسن صحيح. غير صحيح ".

2799 - (اطلع في القبور، واعتبر بالنشور) .

 

(6/314)

 

 

موضوع.

رواه الديلمي (1/1/51) عن محمد بن المغيرة: حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال:

" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكاإليه قسوة القلب فقال:.... " فذكره.

بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي "، ومحمد بن المغيرة هذا الظاهر أنه الشهرزوري، فقد قال ابن عدي:

" كان يسرق الحديث، وهو عندي ممن يضع الحديث ".

وهذا الحديث معروف من رواية الكديمي قال: حدثنا مكي بن إبراهيم به. أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (2/314) وذكره الذهبي فيما أنكر على الكديمي؛ واسمه محمد بن يونس وهو كذاب وضاع، وبه أعل المناوي الحديث، وقد عزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب ".

فالظاهر أيضا أن محمد بن المغيرة سرقه من الكديمي. والله أعلم.

وهو في " الشعب " (7/16/9292 و 9293) من طريقين عن الكديمي.

2800 - (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء) .

ضعيف

أخرجه أحمد، وابنه عبد الله في " زائد المسند " (2/173) كلاهما من طريق شريك عن أبي إسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - وهو سيىء الحفظ. وأبو إسحاق - هو السبيعي - وهو مختلط مدلس وقد عنعنه. وجود المنذري (4/85) إسناده؛ فوهم.

 

(6/315)

 

 

نعم الحديث صحيح، لكن بدون قوله: " الأغنياء "، فقد ثبت عن جمع من الصحابة حاشا هذه الزيادة، منهم عمران بن حصين؛ عند البخاري (9/245 و 11/233 - فتح) ، وأحمد (4/429 و 443) ، والترمذي (3/349 - تحفة) وقال:

" حديث حسن صحيح ".

وهو عند مسلم (8/88) مختصرا بلفظ:

" إن أقل ساكني الجنة النساء ".

ومنهم عبد الله بن عباس؛ عند أحمد ومسلم، وعلقه البخاري (11/233) ، وصححه الترمذي.

ومنهم أبو هريرة؛ عند أحمد (2/297) بإسناد صحيح.

ومنهم أسامة بن زيد مرفوعا بلفظ:

" قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ... " الحديث نحوه.

أخرجه الشيخان.

فالحديث بهذه الزيادة منكر لتفرد هذا الإسناد الضعيف بها.

نعم قد رويت من طريق أخرى، ولكنها واهية جدا، أخرجه أحمد (5/259) من طريق مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه.

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء؛ من دون القاسم، وبعضهم أشد ضعفا من بعض.

 

(6/316)

 

 

2801 - (اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها، فإن الشيطان إذا وجد ثوبا مطويا لم يلبسه، وإذا وجده منشورا لبسه) .

موضوع

رواه الطبراني في " الأوسط " (6/31/5702) من طريق عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا، وقال:

" لم يروه عن أبي الزبير إلا عمر بن موسى بن وجيه، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو موضوع.

قال الهيثمي (5/135) :

" وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو وضاع ".

قال ابن حجر الهيتمي في " أحكام اللباس " (ق 6/2) بعد أن نقله عنه: فأشار إلى أنه موضوع أو شديد الضعف ".

ثم قدر لي تخريج الحديث مرة أخرى بأتم مما هنا برقم (5904) .

 

(6/317)

 

 

2802 - (مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم، قيل: وما الغراب الأعصم؟ قال: الذي إحدى رجليه بياض) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/237 - 238/7817) من طريق مطرح عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد وهو الألهاني؛ وقد مضى مرارا.

 

(6/317)

 

 

ومطرح هو ابن يزيد الكوفي الشامي؛ قال الذهبي:

" مجمع على ضعفه ".

قلت: وممن ضعفه ابن معين، غير أن ابن حبان ناقش هذا التضعيف بحجة أنه لا يروي إلا عن علي الألهاني وعبيد الله بن زحر؛ وكلاهما ضعيف، فلا يمكن الحكم عليه بضعف أو توثيق ما دام أنه لا يروي عن ثقة حتى يتبين حديثه؛ هل وافق الثقات أو خالفهم؟ فراجع كلامه فإنه جيد متين، وإن كانت النتيجة أنه يعامل معاملة الضعفاء شأن كل المجهولين الذين لم يضعفوا. والله أعلم.

وقد روي الحديث بلفظ:

" مثل المؤمنة كمثل غراب أبقع في غربان كثيرة، أو قال: الغراب الأعصم " قلنا يا رسول الله! أفتنا فيهن، قال:

" إن منهن ما إن أعطين لم يشكرن، وإن لم يعطين اشتكين ".

أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في " الأمثال " (238) من طريق سعيد بن زربي عن الحسن عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن زربي قال الحافظ:

" منكر الحديث ".

والحسن - هو البصري - وهو مدلس.

وأما حديث:

" لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان يعني غرابا أعصم أحمر المنقار والرجلين ".

فهو حديث صحيح، سبق تخريجه في " الصحيحة " برقم (1850) .

 

(6/318)

 

 

2803 - (من أحب قوما حشره الله في زمرتهم) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/3/2519) من طريق أيوب عن زياد عن عزة بنت عياض قالت: سمعت أبا قرصافة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مجهول، من دون أبي قرصافة مجهول لا يعرف، إلا أن ابن حبان ذكر (زيادا) وهو ابن سيار في " الثقات " (4/255) .

وأيوب هو ابن علي بن الهيصم، هو كناني؛ قال ابن أبي حاتم:

" روى عنه أبي، وسئل عنه؟ فقال: شيخ ".

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/281) :

" رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه ".

وقد تقدم بهذا الإسناد حديث آخر برقم (1675) .

 

(6/319)

 

 

2804 - (من مات في طريق مكة، لم يعرضه الله عز وجل يوم القيامة ولم يحاسبه) .

موضوع

أخرجه الحارث في " مسنده " (89 - زوائده) ، وابن عدي في " الكامل " (1/342) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/217) ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " (1/440 - 441/1036) كلهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي: حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا.

أورده ابن عدي في ترجمة (الكاهلي) هذا في أحاديث أخرى له، ثم قال:

 

(6/319)

 

 

" وهو في عداد من يضع الحديث ".

وقال ابن الجوزي:

" لا يصح، والمتهم به إسحاق بن بشر، وقد كذبه ابن أبي شيبة، وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. وقد روى هذا الحديث عائذ بن نسير عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين: عائذ ضعيف، روى أحاديث مناكير. وقال ابن عدي: تفرد به عائذ عن عطاء. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ، لا يحتج بما انفرد به ".

قلت: في حديث عائشة زيادة:

" وقيل له: ادخل الجنة ".

وقد مضى تخريجه برقم (2187) .

ولفظ رواية الأصبهاني:

" من مات في طريق مكة ذاهبا أو راجعا، لم يعرض ولم يحاسب، أو غفر له ". شك أبو يزيد.

قلت: (وأبو يزيد) هو عصمة بن يزيد الهروي كما في إسناده ولم أجد له ترجمة. ومثله شيخه (عمران بن سهل أو سعيد البلخي) الراوي عن إسحاق بن بشر الكاهلي عنده.

وقد تساهل في إسناده الحديث رجلان، وثالث، فقد أورده الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " (1/325 - 326) من رواية الحارث ساكتا عليه كما هي غالب عادته فيه، فقال الشيخ الأعظمي رحمه الله تعالى في تعليقه عليه:

" في إسناده أبو معشر (!) وهو ضعيف، وقال البوصيري، رواه الحارث عن إسحاق بن بشر، وهو ضعيف "!

 

(6/320)

 

 

وأما الثالث، فهو السيوطي، فقد تعقب في " اللآلي " (2/138 - 139) تكذيب ابن الجوزي لإسحاق بقوله:

" قلت له طريق آخر، أخرجه الحارث في " مسنده " عن داود بن المحبر، عن حماد، عن أبي الزبير عن جابر. وآخر عن ابن عمر، أخرجه أبو عبد الله بن منده في " أخبار أصبهان " ... علي بن قرين: حدثنا: خالد بن عبد الواسطي: عن محمد بن إسحاق عن نافع عنه به " وزاد:

" ودخل الجنة ".

قلت: وهذا التعقب لا يساوي فلسا، فإن (داود بن المحبر) كذاب معروف، وهو صاحب كتاب " العقل ".

وعلي بن قرين؛ قال الذهبي في " المغني ":

" كذبه غير واحد، وتركه أبو حاتم ".

لكن حديث جابر قد روي من طريق أخرى عن أبي الزبير عنه مختصرا بلفظ:

" من مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث آمنا ".

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/412/5879) ، وفي " المعجم الصغير " (ص 170 - هندية) ، وابن عدي في " الكامل " (4/136) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/218) ، من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير به. وقال الطبراني:

" لم يروه عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل، تفرد به زيد بن الحباب ".

قلت: وهو ثقة من رجال مسلم، والعلة من عبد الله بن المؤمل، فإنه ضعيف

 

(6/321)

 

 

الحديث؛ كما في " التقريب " أو من شيخه أبي الزبير؛ فإنه معروف بالتدليس عن جابر.

وقد أخطأ في هذا الإسناد حافظان ناقدان على طرفي نقيض!

أحدهما ابن الجوزي في قوله:

" فيه عبد الله بن المؤمل، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وموسى بن عبد الرحمن قال ابن حبان:

" دجال يضع الحديث "!

وهذا خطأ فاحش لم يتنبه له السيوطي، وإلا لوجب عليه المسارعة إلى رده كما هي عادته فيما دونه، فإن (موسى بن عبد الرحمن) هذا هو المسروقي كما صرحت بذلك رواية الطبراني، وهو ثقة بلا خلاف، وممن وثقه ابن حبان (9/164) . وما نقله ابن الجوزي عنه، إنما قاله في ترجمة (موسى بن عبد الرحمن الصنعاني) من كتابه " الضعفاء " (2/242) ، وكأن ابن الجوزي - إذا غضضنا الطرف عن تسرعه المعروف في النقد والإجحاف - رأى (موسى) هذا في رواية ابن عدي غير منسوب إلى جده (مسروق) فتوهم أنه هذا الصنعاني الدجال!

على أنه قد فاته أنه لم يتفرد به، فقد رواه أبو الأزهر: زيد بن الحباب به.

أخرجه البيهقي في " الشعب " (3/497/4181) ، وأشار إلى ضعفه كما يأتي. وأبو الأزهر اسمه (أحمد بن الأزهر النيسابوري) ، وهو صدوق.

وعلى نقيض ابن الجوزي تحسين الهيثمي لإسناده، فإنه قال في " المجمع " (2/319) :

" رواه الطبراني في الصغير " و " الأوسط "، وفيه موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وإسناده حسن "!

 

(6/322)

 

 

قلت: وفيه ما يأتي:

أولا: تجاهل عنعنة أبي الزبير، وهذا مما ينافي التحسين.

ثانيا: اعتمد توثيق ابن حبان مع أنه تناقض فذكره في " الضعفاء " أيضا؛ كما حققه الحافظ في " التهذيب ". وأما غيره ممن وثقه فهم مع قلتهم فليسوا في العلم بالجرح والتعديل بمنزلة الذين ضعفوه، مع كثرتهم، اللهم إلا يحيى بن معين، ولكنه قد ضعفه أيضا في رواية عنه، فهي أولى بالقبول.

ثالثا: اعتماده التوثيق ينافي قاعدة " الجرح المفسر مقدم على التعديل "، وقد صحر بعضهم ببيان السبب مثل قول أحمد المتقدم:

" أحاديثه مناكير ".

ومثله، أو أوضح منه قوله ابن عدي:

" أحاديثه عليها الضعف بين ".

رابعا: قوله في المسروقي: " ذكره ابن حبان في الثقات " قد يشعر بأنه مما تفرد بتوثيقه، أو أنه ليس هناك من وثقه غيره ممن هو أعلى بذكره والاعتماد على توثيقه، والواقع خلافه كما سبق الإشارة إلى ذلك، ومنهم الحافظ النقاد أبو حاتم الرازي! فاقتضى التنبيه.

واعلم أنه لا يقوي حديث ابن المؤمل هذا حديث سلمان مرفوعا به. لأن فيه (عبد الغفور بن سعيد الأنصاري) ، وهو متهم بالوضع، كما سيأتي رقم (6830) ، وقول البيهقي عقبه:

" عبد الغفور هذا ضعيف، وروي بإسناد أحسن من هذا ". ثم ساق حديث ابن المؤمل. فهذا من تساهله كما سيأتي بيانه هناك.

 

(6/323)

 

 

2805 - (من تخطى حلقة قوم بغير إذنهم فهو عاص) .

ضعيف جدا أو موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/293/7963) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ لما عرف من حال جعفر بن الزبير، وأنه متهم. وقال الهيثمي في " المجمع " (8/63) :

" رواه الطبراني، وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك ".

 

(6/324)

 

 

2806 - (من ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثر همه سقم بدنه، ومن لاحى الرجال ذهبت كرامته، وسقطت مروءته) .

ضعيف جدا

أخرجه أبو نعيم في " الطب " (ق 42/1) من طريق الحارث ابن أبي أسامة: حدثنا حلبس الحنظلي البصري: حدثنا حفص بن عمر: حدثنا سلام - أو أبو سلام - الخراساني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أعله المناوي بقوله:

" وفيه سلام أو أبو سلام الخراساني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أعله المناوي بقوله:

" وفيه سلام أو أبو سلام الخراساني، قال الذهبي: قال أبو حاتم: متروك ".

قلت: لفظ أبي حاتم:

" متروك الحديث.. روى عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن أنس ... ".

ولم يذكر أنه خراساني، فإن يكن هو راوي هذا الحديث فيكون منقطعا معضلا بينه وبين أبي هريرة.

وحفص بن عمر؛ لعله الرازي البصري، قال ابن حبان في " الثقات " (8/199) :

 

(6/324)

 

 

" أصله من الري، وسكن البصرة، روى عنه أهلها ".

وقد ضعفه غير واحد، ولذا قال في " التقريب ":

" ضعيف ".

وحلبس الحنظلي البصري؛ قال ابن عدي (2/862) :

" منكر الحديث عن الثقات ".

2807 - (إن الله عز وجل لم يحل في الفتنة شيئا حرمه قبل ذلك، ما بال أحدكم يأتي أخاه فيسلم عليه، ثم يأتي بعد ذلك فيقتله؟ !) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/221/7777) من طرق عن هشام بن عمار: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني: حدثنا ابن جابر عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الملك الصنعاني هذا قال الحافظ في " التقريب ":

" لين الحديث ".

وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (7/298) وقال:

" وثقه أيوب بن سليمان وغيره، وفيه ضعف ".

قلت: وهشام بن عمار مع كونه من شيوخ البخاري فقد كان يتلقن، كما تقدم ذلك مرارا.

 

(6/325)

 

 

2808 - (من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا ميتا) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الكبير " (7/374/7231) ، ومن طريقه أبو نعيم في " المعرفة " (1/317/2) من طريق سلم بن أبي الذيال عن أبي سنان - رجل من أهل المدينة - سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب - رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو سنان هذا لم نجد له ترجمة، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (6/247) :

" رواه الطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال عن أبي سنان المدني؛ ولم أعرفهما ".

قلت: تحرف عليه (سلم) إلى (مسلم) فلم يعرفه، وسلم ثقة من رجال مسلم.

وأخرجه ابن منده كما في " الإصابة " من طريق حفص الراسبي قال: قال جابر.. فذكره نحوه. وقال الحافظ:

" وزعم ابن منده أن حفصا هذا أبو سنان. قلت: وفيه نظر؛ فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي - وكان صدوقا -: حدثنا حفص أبو النضر عن جابر به وأتم منه ".

قلت: حفص هذا لم أعرفه، ومثله أبو همام الراسبي، ولم يذكرا في " الكنى ". والله أعلم.

ويحتمل أن يكون أبو سنان هذا هو القسملي، فقد قال يحيى بن أبي

 

(6/326)

 

 

الحجاج: عن أبي سنان عن رجاء بن حيوة قال: سمعت مسلمة بن خالد يقول:

بينا أنا على مصر إذ أتى البواب فقال: إن أعرابيا على بعير على الباب يستأذن، فقلت: من أنت؟ قال: جابر بن عبد الله الأنصاري، فأشرفت عليه فقلت: أنزل إليك أو تصعد؟ قال: لا تزل، ولا أصعد، حديث بلغني أنك ترويه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن جئت أسمعه، قلت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

" من ستر على مؤمن فكأنما أحيا موؤودة "، فضرب بعيره راجعا. وقال:

" لم يروه عن رجاء إلا أبو سنان ".

قلت: وهو عيسى بن سنان الحنفي الفلسطيني البصري، وهو لين الحديث كما في " التقريب ". ومثله يحيى بن أبي الحجاج.

وكون أبي سنان هذا فلسطينيا بصريا من جهة يبعد الاحتمال المذكور، وكونه تابع تابعي من جهة أخرى. والله أعلم.

وللحديث طريق أخرى عن جابر؛ يرويه أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من ستر على أخيه عورة فأنما أحيا موؤدة ".

أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا (2/210/1/8251) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/167) ، وقال الطبراني:

" لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا أبو معشر ".

قلت: اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف من قبل حفظه، وسائر رواته ثقات، فأرى أن الحديث بهذا اللفظ: " موؤودة " حسن على الأقل

 

(6/327)

 

 

باجتماع رواية أبي معشر هذه مع رواية القسملي التي قبلها، مع عدم منافاة حديث الترجمة له كما هو ظاهر. والله أعلم.

ثم وجدت له شاهدا من حديث عقبة بن عامر مرفوعا بزيادة:

" من قبرها ".

أخرجه الحاكم وغيره؛ وصححه هو والذهبي. لكن فيه مجهول كما بينته فيما تقدم برقم (1265) .

2809 - (من آوى يتيما أو يتيمين، ثم صبر واحتسب؛ كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. وحول أصبعيه: السبابة والوسطى) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/235/2/8642) : حدثنا معاذ: حدثنا علي: حدثنا عمران قال: سمعت الحكم يحدث عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال:

" تفرد به علي بن عثمان ".

قلت: وهو ثقة؛ كما في " اللسان ".

والعلة من شيخه عمران؛ وهو ابن عبيد الله مولى عبيد الصيد؛ كما في حديث قبله في " الأوسط "؛ وتقدم تخريجه في " الصحيحة " (2879) ، وقد ضعفه ابن معين، وقال البخاري:

" فيه نظر ".

وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (8/497) ، لكن وقع فيه: ابن عبد الله "، وكذا في " الميزان "، وسقطت ترجمته من " اللسان ".

 

(6/328)

 

 

والحديث قال الهيثمي (8/162) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه من لم أعرفهم ".

كذا قال، وهو يشير بذلك إلى علي وعمران، وخفي حالهما عليه لأنهما لم ينسبا في إسناد هذا الحديث، وقد نسبا في الحديث الآخر المشار إليه آنفا، ولذلك عرفهما حين تكلم على رجال إسناده، فقال:

" ورجاله وثقوا "، كما تقدم هناك.

2810 - (إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات؛ الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم قال: وما رابع أربعة من الله ببعيد) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (1094) ، وابن أبي عاصم في السنة (621) ، والطبراني (3/60/1) ، وأبو سهل القطان في " الفوائد المنتقاة " (94/1) ، وابن أبي حاتم عن أبيه (1/210) كلهم قالوا: حدثنا كثير بن عبيد الحذاء: أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: رحت مع عبد الله بن مسعود يوم الجمعة ووجد ثلاثة قد سبقوه فقال: رابع أربعة وما رابع أربعة من الله ببعيد، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال ابن أبي حاتم:

" فسمعت أبي يقول: قلت لكثير بن عبيد: إنهم يروون عن عبد المجيد عن مروان بن سالم عن الأعمش هذا الحديث؟ فقال: هكذا حدثنا به عن معمر عم الأعمش. ومروان بن سالم منكر الحديث، ضعيف الحديث جدا، ليس له حديث قائم، [لا] يكتب حديثه ".

 

(6/329)

 

 

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكن عبد المجيد في حفظه ضعف حتى بالغ ابن حبان فقال:

" يستحق الترك، منكر الحديث جدا، يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير ".

وقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (415) : حدثنا محمد بن هارون: حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال: حدثنا عبد المجيد عن مروان بن سالم عن الأعمش به. وقال:

" مروان بن سالم أحاديثه مناكير لا يتابع عليها إلا من طريق يقاربه، قال أحمد: ليس هو بثقة ".

قلت: وقال الساجي وأبو عروبة:

" يضع الحديث ".

فهذا يعل الطريق الأولى عن عبد المجيد، لكن في هذه عنه عبد الله بن أبي غسان؛ قال الحافظ في " اللسان ":

" سمع مالكا وأتى عنه بخير باطل ".

قلت: لكن في قول أبي حاتم المتقدم: " يروون عن عبد المجيد ... "؛ إشعار قوي أن ابن أبي غسان لم يتفرد به.

ومحمد بن هارون يخ العقيلي هو ابن مجمع أبو الحسن المصيصي، ترجمه الخطيب (3/357) وقال:

" وكان ثقة صالحا معروفا بالخير ".

وجملة القول: أن عبد المجيد بن أبي رواد اضطرب في إسناد هذا الحديث،

 

(6/330)

 

 

فتارة رواه عن معمر عن الأعمش، وتارة عن مروان بن سالم عن الأعمش، فجعل مروان مكان معمر، والأول متهم بالوضع كما سبق، والآخر ثقة، ومن حسن الحديث كالمنذري في " الترغيب " (1/255) ؛ وقلده المعلق على " زاد المعاد " (1/409) فإنما نظر إلى طريقه، وخفيت عليه هذه العلة القادحة في ثبوته، ألا وهي الاضطراب في إسناده، والتردد في الراوي له عن الأعمش، وذلك مما يدل على ضعف عبد المجيد أو سوء حفظه الذي وصف به كما تقدم. والله أعلم.

وقد روي موقوفا من طريق المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: فذكره نحوه.

قال الذهبي في " العلو " (ص 60) :

" موقوف حسن ".

كذا قال، ويرده قول المنذري:

" رواه الطبراني في الكبير، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وقيل: سمع منه ".

قلت: والمسعودي كان اختلط.

2811 - (إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ويفرق بين اثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار) .

ضعيف جدا

رواه أحمد (3/417) ، وابن أبي خيثمة في " التاريخ " (ص 13- مصورة الجامعة الإسلامية) ، والحاكم (3/504) ، وابن بشران أيضا في " الأمالي " (173-174) ، والطبراني في " الكبير " (1/285/908) ، وأبو نعيم في " المعرفة " (1/79/1) عن هشام بن زياد عن عمار بن سعد عن

 

(6/331)

 

 

عثمان بن الأرقم المخزمي عن أبيه الأرقم مرفوعا.

قلت: هذا إسناد ضعيف جدا؛ هشام بن زياد - وهو أبو المقدام المدني - متروك كما قال الحافظ.

وعمار بن سعد؛ هو المعروف بابن عابد المؤذن، وقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وغمره البخاري بقوله:

" لا يتابع على حديثه ".

وعثمان بن الأرقم؛ قال ابن أبي حاتم (3/144) :

" روى عنه عطاف بن خالد وعمار بن سعد ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

2812 - (من قرأ: (قل هو الله أحد) مرة بورك عليه، فإن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، فإن قرأها ثلاثا بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه، وإن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له بها اثني عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا، فإن قرأها مئة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة؛ ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها مئتي مرة كفر عنه ذنوب خمسين سنة؛ ما خلا الدماء والأموال، وإن قرأها ثلاث مئة مرة كتب له أجر اربع مئة شهيد كل قد عقر جواده وأهريق دمه، وأن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له) .

موضوع

رواه ابن عساكر (5/149/1) عن محمد بن مروان عن أبان بن

 

(6/332)

 

 

أبي عياش عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا: موضوع؛ آفته محمد بن مروان - وهو السدي الصغير - وهو كذاب، وأبان بن أبي عياش متروك.

ولا أعلم في فضل قراءة (قل هو أحد) ألف مرة حديثا ثابتا، بل كل ما روي فيه واه جدا، وقد وجدت في جزء " فضائل سورة الإخلاص " للحافظ أبي محمد الخلال حديثين لا بأس بذكرهما:

" من قرأ (قل هو الله أحد) ألف مرة كان أحب إلى الله عز وجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سيبل الله ".

أخرجه الخلال (ق 195/2) : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار: حدثنا أحمد بن محمد المكي: حدثنا محمد بن يوسف بن أخي حجاج بن الشاعر: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ أحمد بن محمد المكي لم أعرفه، وكذا محمد بن يوسف، فأحدهما آفته، فإن من فوقهما من رجال الشيخين، والصفار ثقة كما قال الخطيب (10/40) .

والحديث الآخر بلفظ:

" من قرا: (قل هو الله أحد) إحدى وعشرين ألف مرة، فقد اشترى نفسه من الله عز وجل، وهو من خاصة الله عز وجل ".

أخرجه الخلال (199/2) عن دينار قال: سمهت مولاي أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا.

 

(6/333)

 

 

ودينار هذا تالف متهم؛ قال ابن حبان:

" يروي عن أنس أشياء موضوعة ".

وقد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخياري في " فوائده " عن حذيفة مرفوعا به دون قوله: " وهو من خاصة الله عز وجل " وقال: " ألف مرة ". ولم يتكلم عليه المناوي بشيء.

2813 - (أطيب اللحم لحم الظهر) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/312) والحاكم (4/111) ، وأحمد (1/203-204) ، والحميدي (549) وأبو نعيم في " الحلية " (7/225) ، والبغوي في " شرح السنة " (11/299) من طريق مسعر قال: أخبرني رجل من فهم (زاد أحمد وغيره: قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن، قال: وأظنه حجازيا) قال:

كنا عند عبد الله بن الزبير بالمزدلفة، فنحر لنا جزورا، فقال عبد الله بن جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلقى اللحم (وفي رواية: والقوم يلقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم) ، قال: وقال رسول صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وتابعه المسعودي قال: حدثنا شيخ قدم علينامن الحجاز قال:

" شهدت عبد الله بن الزبير ... " الحديث نحوه.

أخرجه احمد (1/205) .

وتابعه أيضا رقبة بن مصقلة عن رجل من بني فهم عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا.

 

(6/334)

 

 

أخرجه الحاكم وقال:

" قد صح الخبر بالإسنادين ".

قلت: مدارهما على الرجل الفهمي، فإن صدق ظن مسعر أن اسمه محمد ابن عبد الرحمن، لم يفد شيئا لأنه لا يعرف، كما يشير إلى ذلك قول أبي نعيم عقب الحديث:

" محمد بن عبد الرحمن مدني، تفرد بالرواية (يعني لهذا الحديث) عن عبد الله بن جعفر، ولا أعلم روايا عنه غير مسعر ".

قلت: وهو من الرواة الذين فات المصنفين في التراجم ذكره في كتبهم! وما ذكره أبو نعيم من التفرد مردود بقول أحمد في " المسند " (1/204) ك حدثنا نصر ابن باب عن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن جعفر مرفوعا.

ولكنه إسناد واه جدا؛ حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وطذلك قتادة.

ونصر بن باب؛ أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال:

" قال االبخاري: يرمونه بالكذب ".

ولضعف هذا الإسناد الشديد؛ فلا يصلح شاهدا للذي قبله، فيبقى الحديث على ضعفه حتى نجد له شاهدا معتبرا.

وقد وجدت له شاهدا آخر، ولكنه كسابقه في الضعف أو أشد، فإن فيه أصرم ابن حوشب وهو كذاب خبيث كما قال ابن معين، أخرجه الطبراني والحاكم من طريقه، وهو مخرج في " الروض " (376) .

لكن ذكر له الهيثمي (5/36) شاهدا آخر من حديث عبد الله بن محمد قال:

" ... وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام، فأقبل القوم يلقمونه اللحم فقال رسول

 

(6/335)

 

 

الله صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره، وقال:

" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف ".

قلت: هو متهم بسرقة الحديث؛ كما قال الحافظ في " التقريب "، فيخشى أن يكون سرقه من بعض الضعفاء، فلا يستشهد أيضا بحديثه. والله أعلم.

ثم وجدت فيه علة أخرى غفل عنها الهيثمي أو تساهل، فإن إسناده في " أوسط الطبراني " (2/308/2/9634) هكذا: حدثنا يعقوب بن إسحاق: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر به.

ووقع في الأصل خطأ في اسم عبد الرحمن بن زيد فصحتحه من " مجمع البحرين " ومن ترجمة الراوي عن يحيى الحماني وهو ابن عبد الحميد.

وعبد الرحمن هذا متروك.

2814 - (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/122) عن الهيثم بن جماز عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الهيثم بن جمار؛ قال النسائي وغيره:

" متروك الحديث ". وقال الساجي:

" متروك جدا، ذكره البرقي في الكذابين ". وضعفه آخرون.

والحديث قال المناوي بعد عزو السيوطي إياه للديلمي:

" وفيه ضعف ".

 

(6/336)

 

 

قلت: وكأنه قال ذلك بناء على القاعدة المعروفة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف. وإلا لو وقف على سنده، وعرف شدة ضعف روايه لم يقل ذلك إن شاء الله تعالى. ويؤيد أنه لم يقف عليه، أن السيوطي ذكره بعده من رواية المرهبي عن يحيى بن أبي كثير مرسلا بزيادة " وأفضل العبادة الدعاء " فقال المناوي عقبه:

" وأردف المسند بهذا المرسل إشارة إلى تقويته به ".

قلت: وأنت ترى أن المسند هو من طريق يحيى بن أبي كثير، غاية ما في الأمر أن بعضهم أرسله خلافا للهيثم الذي وصله، ففي هذه الحالة لا يجوز تقوية الموصول بالمرسل، لأنه من قبيل تقوية الضعيف بنفسه، ومثل هذا لا يخفى على المناوي، ولكنه لم يقف على إسناد الموصول كما ذكرنا، فوقع في مثل هذا الخطأ، والمعصوم من عصمه الله.

ثم رأيت الحديث قد أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (8/90/2) عن الهيثم بن جماز به مرسلا لم يذكر أبا هريرة، وفيه الزيادة.

2815 - (اعبد الله لايشرك به شيئا، وزل مع الحق حيث زال، واقبل الحق ممن جاء به ضغير أو كبير، وإن كان بغيضا بعيد، واردد الباطل ممن جاء به صغير أو كبير، وإن كان حبيبا قريبا) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/53) من طريق عبد القدوس بن حبيب: حدثني مجاهد عن عبد الله بن مسعود قال:

" قلت: يا رسول الله! (وفي نسخة الحافظ: للنبي صلى الله عليه وسلم) علمني كلمات جوامع موانع، فقال: ... " فذكره.

 

(6/337)

 

 

ثم روى من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس قال:

" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! علمني، قال: اذهب فتعلم القرآن، حتى أتاه ثلاثا كل ذلك يقول (ص) ، فلما أتاه الرابعة قال: نعم؛ اقبل الحق ممن أتاك به.. فذكره ".

قلت: وهذا موضوع، آفته من الطريق الأولى عبد القدوس بن حبيب - وهو الشامي الوحاظي - قال عبد الرزاق:

" ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: كذاب، إلا لعبد القدوس ".

وقال الفلاس:

" أجمعوا على ترك حديثه ".

وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث.

وفي الطريق الأخرى محمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - وهو كذاب وضاع.

2816 - (أطيب الشراب الحلو البارد) .

ضعيف

أخرجه الترمذي في " السنن " (2/115) من طريق معمر ويونس عن الزهري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الشراب أطيب؟ قال: " الحلو البارد ".

قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد، وقد وجدته موصولا من طريق زمعة بن صالح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه ابن عدى (151/1) : حدثنا المفضل الجندي: حدثنا يونس بن محمد

 

(6/338)

 

 

العدني: حدثنا يزيد بن أبي حكيم عنه.

قلت: والعدني هذا لم أجد له ترجمة.

وزمعة بن صالح ضعيف؛ فلا يحتج به، لا سيما وقد خالفه الثقتان معمر ويونس.

نعم له شاهد من طريق إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عباس مرفوعا به.

أخرجه أحمد (1/338) .

ولكنه ضعيف لجهالة الرجل.

والحديث روي عن معمر موصولا من فعله صلى الله عليه وسلم، فقال أحمد (6/38) ، والحميدي (257) : حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة:

" كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد ".

ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي أيضا في " السنن " وفي " الشمائل " (1/302) ، والحاكم (4/137) وقال:

" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي. وأما الترمذي فأعله بالإرسال فقال:

" والصحيح ما روى الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ".

ثم ساقه من طريق عبد الله بن المبارك: حدثنا معمر ويونس عن الزهري به كما تقدم. وقال:

" وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهذا أصح من حديث ابن عيينة ".

 

(6/339)

 

 

وله طريق أخرى عن عروة، ولكنها واهية. أخرجه الحاكم من طريق عبد الله ابن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به.

ذكره شاهدا للطريق التي قبلها، وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: عبد الله هالك ".

2817 - (أظل الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ من أنظر معسرا أو ترك لغارم) .

ضعيف

رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد مسند أبيه " (1/73) ، والعقيلي في " الضعفاء " (141) عن هشام بن زياد قال ك حدثني أبي عن محجن مولى عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال:

" لا يتابع عليه ". يعني زيادا، وروى عن البخاري أنه قال:

" حديث ليس بالمرضي ". ثم قال العقيلي:

" وقد روي بأسانيد جياد من غير هذا الوجه ".

قلت: لكن ليس في شيء منها ذكر (الغارم) ، واللفظ الموجود: " الغريم "، وهما مختلفان معنى؛ راجع إن شئت الباب (14) من " الصدقات " من كتابي " صحيح الترغيب ".

 

(6/340)

 

 

2818 - (من إكفاء الدين تفصح النبط، واتخاذهم القصور الأمصار) .

منكر

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/183/1) بسند قوي

 

(6/340)

 

 

عن عمران بن تمام: أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس قال:

"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:.. " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، رجاله كلهم ثقات غير عمران هذا، فقد ضعفه أبو حاتم بهذا الحديث فقال ابنه (3/1/295) عنه:

" سألت أبي عنه؟ فقال: كان عندي مستورا، إلى أن حديث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث منكر أنه قال:..".

قلت: فذكره. قال الحافظ في " اللسان " عقبه:

" يعني فافتضح ".

قلت: فقد أشار إلى أنه ضعيف جدا. والله أعلم.

2819 - (اعتموا تزدادوا حلما) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني (1/26/2) ، وابن عدي (333/2) وأبو عبد الله الضبي في " المجلس الحادي والستون من الأمالي " (2/2) ، وابن الزفتي في " حديث هشام بن عمار " (ق 83/2) ، والحاكم (4/193) ، والبيهقي في " الشعب " (2/235/1) ، وابن عساكر (5/341/1) من طرق عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا به. وزاد ابن عدي - وعنه البيهقي -:

" والعمائم تيجان العرب ".

وهي عند الضبي من هذا الوجه عن علي بن أبي طالب من قوله.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبيد الله بن أبي حميد؛ قال البخاري وأبو حاتم:

 

(6/341)

 

 

" منكر الحديث ". وقال البخاري مرة:

" يروي عن أبي المليح العجائب ".

قلت: وهذا منها. وقال الحافظ في " التقريب ":

" متروك الحديث ".

ولذلك لما قال الحاكم عقبه:

" صحيح الإسناد ". تعقبه الذهبي بقوله:

" عبيد الله تركه أحمد ".

قلت: وقد اختلف عليه في إسناده، فرواه من ذكرنا عنه هكذا، غير ابن الزفتي، فرواه من طريق هشام بن عمار: أخبرنا سعيد (يعني ابن يحيى اللخمي) عنه لم يذكر فيه " عن أبيه " فأرسله.

وخالفهم عتاب بن حرب فقال: حدثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن ابن عباس مرفوعا به دون الزيادة.

أخرجه البزار في " مسنده " (ص 169 - زوائده) وأبو الشيخ في " الأمثال " رقم - 248) وقال:

" لا نعلم له طريقا عن ابن عباس إلا هذا، واختلف فيه على أبي المليح (!) فرواه عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه، وإنما أتى الاختلاف من عبيد الله لأنه لم يكن حافظا ".

قال الحافظ ابن حجر في " الزوائد " عقبه:

" قال الشيخ (يعني الهيثمي) : وعبيد الله متروك ".

 

(6/342)

 

 

قلت: وعتاب بن حرب - وهو المزني البصري - ضعفه عمرو بن علي؛ كما قال ابن أبي حاتم (3/2/12) عن أبيه.

وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس؛ خلافا لما ذكر البزار، فقد قال الطبراني في " المعجم الكبير " (3/183) : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي: أخبرنا هلال بن بشر: أخبرنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لما علمت من قول أبي حاتم في عمران هذا من روايته الحديث الذي قبله.

والنرسي هذا وهو ابن أخي العباس بن الوليد النرسي؛ كما في " معجم الطبراني الصغير " (ص 177 ورقم 147 من " الروض ") ، لم أجد له ترجمة.

قلت: وفت على وهمين في هذا الحديث لبعض الأفاضل:

الأول: قال الحافظ في " الفتح " (10/232) وقد ذكر الحديث من الطريق الأولى بدون الزيادة.

" أخرجه الطبراني والترمذي في " العلل المفرد "، وضعفه البخاري، وقد صححه الحاكم فلم يصب، وله شاهد عند البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا ".

ووجه الوهم فيه أن إسناد البزار هو من طريق المشهود له عبيد الله بن أبي حميد المتروك كما تقدم بيانه، بخلاف طريق الطبراني فإنها من طريق أخرى كما رأيت، فلعل قوله: " البزار " من طغيان القلم، أراد أن يكتب الطبراني فكتب البزار. على أنه لا يصلح عندي شاهدا لشدة ضعف عمران بن تمام. والله أعلم.

والآخر: أن المناوي قال في " فيض القدير " وقد أورد السيوطي الحديث بالزيادة من رواية ابن عدي والبيهقي:

 

(6/343)

 

 

" ثم قال - أعني البيهقي -: لم يحدث به إلا إسماعيل بن عمرو ... (ثم حكى تضعيف العلماء له ولشيخه يونس بن أبي إسحاق، ثم قال:) ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه، ولم يتعقبه المؤلف إلا بأن له شاهدا. وأصله قول ابن حجر في (الفتح) ... ".

ثم ساق كلام " الفتح " المتقدم.

قلت: فأوهم المناوي أن الشاهد فيه الزيادة أيضا، وليس كذلك، ولذلك كان حقه أن ينقل كلام " الفتح " تحت الحديث الذي أورده السيوطي من رواية الطبراني عن أسامة بن عمير، والطبراني والحاكم عن ابن عباس بدون الزيادة، وأورده قبيل رواية ابن عدي والبيهقي بدون الزيادة، فلو أنه فعل ذلك لما أوهم.

ولقد أوهم شيئا آخر؛ وهو أنه ليس في طريق الزيادة سوى إسماعيل بن عمرو، مع أن فيها عبيد الله بن أبي حميد كما تقدم في أول هذا التخريج.

على أن إسماعيل بن عمرو وشيخه يونس لا يبلغ بهما الوهن إلى الضعف الشديد، فإعلال الحديث بهما دون عبيد الله المتروك؛ مما لا يخفى فساده عند العارفين بهذا العلم الشريف.

وجملة القول أن الحديث ضعيف جدا أصلا وزيادة.

ثم وجدت لابن أبي حميد متابعا؛ وهو أبو بكر الهذلي قال: عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا بلفظ:

" سافروا تصحوا، واعتموا تحلموا ".

أخرجه ابن عدي (3/334) ، وابن وضاح كما في " الجامع الكبير " (14553) .

وأبو بكر هذا متروك الحديث؛ فلا تنفع متابعته. ومن غرائب السيوطي أنه لما

 

(6/344)

 

 

ساق الحديث من رواية ابن وضاح قال: عن أبي المليح ... ولم يبدأ فيه بذكر أبي بكر الهذلي!

2820 - (أعدى عدوك زوجتك التي تصاحبك، وما ملكت يمينك) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/122) عن أبي بكر السامري: حدثنا إبراهيم بن [الجنيد] : حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي مالك الأشعري مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه علل:

الأولى: الانقطاع بين سعيد وأبي مالك الأشعري، فإنهم ذكروا في ترجمة سعيد أنه لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وجابر مات بعد السبعين، وأبو مالك الأشعري مات سنة ثماني عشرة.

الثانية: اختلاط سعيد نفسه؛ رماه بذلك أحمد وغيره.

الثالثة: إبراهيم بن الجنيد وهو الرقي؛ مجهول.

الرابعة: أبو بكر السامري؛ لم أعرفه.

والحديث بيض له المناوي، فكأنه لم يقف على إسناده.

 

(6/345)

 

 

2821 - (أعط السائل وإن جاءك على فرس) .

ضعيف

رواه أبو عبد الله الخلال في جزء " من أدركهم من أصحاب ابن منده " (148/1) عنه: أخبرنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق: حدثنا محمد بن

 

(6/345)

 

 

أبي يعقوب الكرماني: حدثنا عاصم بن سليمان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير عبد الله بن يعقوب هذا - وهو الكرماني -؛ قال الذهبي:

" ضعيف ".

ويؤيد ضعفه؛ أن مالكا أخرجه في " الموطأ " عن زيد بن أسلم مرسلا وهو الصواب، وإن كان وصله غير الكرماني من الضعفاء كما تقدم بيانه برقم (1378) .

2822 - (تخلقوا بأخلاق الله) .

لا أصل له

أورده السيوطي في " تأييد الحقيقة العلية " (89/1) دون عزو. وتأولوه بأن معناه اتصفوا بالصفات المحمودة وتنزهوا عن الصفات المذمومة، وليس معناه أن تأخذ من صفات القدم شيئا.

ثم رأيت الحديث في " نقض التأسيس " لابن تيمية ذكره في فصل عقده للكلام على معنى قوله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله خلق آدم على صورته ".

 

(6/346)

 

 

2823 - (إذا سألتم الحوائج فسألوها الناس، قالوا: يا رسول الله! ومن الناس؟ قال: أهل القرآن، ثم أهل العلم، ثم صباح الوجوه) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/61) عن محمد بن عبد الله بن أحمد:

 

(6/346)

 

 

حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم بن هشام بن سلمة: حدثنا آدم عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: سكت عليه الحافظ في " مختصر الديلمي ". وإسناده ضعيف؛ أبو معن هذا لم أعرفه.

ومحمد بن عبد الله بن أحمد؛ الظاهر أنه الأسدي؛ قال ابن منده:

" حدث عن عبد السلام بن مطهر بمناكير ".

2824 - (أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/160/2) عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي: أخبرنا أبي: حدثني عمر بن الخطاب - رجل من أهل الكوفة - عن سفيان بن زياد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الواسطي هذا ضعيف؛ كما قال الحافظ في " التقريب ".

 

(6/347)

 

 

2825 - (أعطيت آية الكرسي من تحت العرش) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/1/249) معلقا: وروى يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عن محمد بن نوح عن الحسن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن الحسن - وهو البصري - قد أرسله.

 

(6/347)

 

 

ومحمد بن نوح؛ قال أبو حاتم:

" مجهول ".

والحديث أورده السيوطي من رواية (تخ وابن الضريس) عن الحسن مرسلا. فتعقبه المناوي بقوله:

" قضية صنيع المؤلف أنه لم يره مسندا، وهو عجيب، فقد رواه الديلمي مسلسلا بقوله: ما تركتها منذ سمعتها من حديث أبي أمامة عن علي كرم الله وجهه ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت ... إلخ ... ".

قلت: لكن إسناده واه لا يصلح للشهادة، فقد ذكر الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في " الأحاديث المسلسلات " (1/21) عن الشيخ عابد السندي أنه قال في " حصر الشارد " بعد إيراده:

" [فيه عثمان] ابن أبي عاتكة ضعفه ابن معين، وعلي بن يزيد (الأصل: زيد) كثير المناكير، خصوصا فيما رواه عن القاسم عن أبي أمامة. (يعني وهذا من روايته عنه) ، لكن أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس عن علي رضي الله عنه قال ... إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم ... انتهى. قلت: ورواه الديلمي عن الإمام علي مرفوعا. أما ابن الضريس؛ فقد أورده السيوطي في " جامعه " من طريقه عن الحسن مرسلا لا عن علي ".

أقول: رجعت إلى الدارمي فوجدته لم يرو هذا الحديث أصلا، وإنما روى (2/449) عمن سمع عليا يقول:

" ما كنت أرى أن أحدا يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة

 

(6/348)

 

 

البقرة، وإنهن لمن كنز تحت العرش ".

فهذا حديث آخر ليس في آية الكرسي كما هو ظاهر.

وله شاهد من رواية رجل عن أبيه عن معقل بن يسار مرفوعا نحوه.

وهذا سند ظاهر الجهالة. أخرجه أحمد (5/26) .

2826 - (أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (18/110/2) ، ويوسف بن عبد الهادي في " هداية الإنسان " (ق 23/1) عن سعيد يحيى اللخمي: أخبرنا عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي المليح الهذلي عن معقل بن يسار المزني مرفوعا.

وأخرجه ابن السني في " اليوم والليلة " (678) مختصرا، وكذا الحاكم (1/559 و2/259) وقال:

" صحيح الإسناد "! وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: عبيد الله قال أحمد: تركوا حديثه ".

ومن طريقه أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 68) .

ووجدت له شاهدا بإسناد لا يصح، أخرجه الواحدي في " الوسيط " (3/163/2) من طريق يحيى بن يعلى بن منصور: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا أبي بن أبي بكر عن عكرمةعن ابن عباس به؛ إلا أنه قال:

" ويس " مكان " والطواسين ".

 

(6/349)

 

 

وهذا إسناد ضعيف؛ يحيي بن يعلى بن منصور لم أعرفه.

وإسماعيل بن أبي أويس فيه ضعف، وهو يروي عن أبيه واسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس. وعن أخيه أبي بكر واسمه عبد الحميد، ولم يظهر لي أيهما المقصود هنا، فإن قوله " أبي بن أبي بكر " فيه شىء كما هو ظاهر، ولذلك وضع الناسخ ضبة عليه، فإن كان عن أبيه فمن هو ابن أبي بكر؟ وإن كان عن أخيه فهو لم يدرك عكرمة. فالله أعلم.

2827 - (أعروا النساء يلزمن الحجال) .

ضعيف جدا

أخرجه أبو العباس الأصم في " حديثه " (3/149/1) و (رقم 140- منسوختي) ، وعنه الخطيب في " التاريخ " (9/368) ، وابن جميع في " معجم الشيوخ " (ص 105) : حدثنا بكر بن سهل: حدثنا أبو يحيى شعيب بن يحيى التجيبي: حدثنا يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع ابن كعب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا به.

وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني (19/438/1063) ، وعنه ابن منده في " المعرفه " (2/162/1) ، وأبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " (119/1) ، وعنه القضاعي في " مسنده " (ق 57/2) ، والسلفي في " الطيوريات " (217/2) ، والخطيب أيضا (9/368و12/319و13/491) ، وابن عساكر (8/313/2و11/231/1) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (113/1) .

قلت: وهو إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: مجمع بن كعب؛ أورده ابن أبي حاتم (4/1/297) فقال:

" روى عن مسلمة بن مخلد، روى عنه جعفر بن ربيعة ".

 

(6/350)

 

 

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ولذا قال ابن القطان في " النظر في أحكام النظر " (ق 70/1) :

" لا يعرف ".

وقال الهيثمي في " المجمع " (5/138) :

" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه، وبقيه رجاله ثقات ".

قلت: وكأنه لم يقف على ترجمته في " الجرح " وإلا لم يقل: لم أعرفه، وإن كان هو في الواقع غير معروف، لأن هذا القول إنما هذا يقال فيمن لا ترجمة له.

كما هو معروف عند أهل العلم بهذا الفن الشريف.

ثم إن اقتصاره على إعلاله الحديث بابن كعب هذا يشعر بأنه ليس فيه علة أخرى، وليس كذلك كما يأتي.

والأخرى: بكر بن سهل - وهو الدمياطي - قال النسائي:

" ضعيف ". وقال مسلمة بن قاسم:

" تكلم الناس فيه، ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه: أعروا النساء يلزمن الحجال ".

كذا في " اللسان "؛ وفيه نظر في موضعين منه:

الأول: أنه ذكر سعيد بن كثير مكان شعيب بن يحيى، فلا أدري أهو رواية عن بكر بن سهل، أو أنه خطأ من بعض النساخ.

 

(6/351)

 

 

والآخر: أنه لم يذكر في إسناده عمرو بن الحارث، فلعله سقط من بعض النساخ.

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال:

" لا يصح، شعيب بن يحيى قال أبو حاتم: ليس بمعروف. وقال إبراهيم الحربي: ليس لهذا الحديث أصل ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (1/351) ، وتبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/213) بأن شعيبا عرفه غير أبي حاتم؛ قال ابن يونس: عابد صالح، وقال الذهبي: مصري صدوق، أخرج له النسائي فحديثه حسن.

قال ابن عراق:

" وقال الذهبي في " تلخيص الموضوعات ": ينبغي أن يخرج من الموضوعات، أكثر ما تعلق أبو الفرج في سنده على شعيب بقوله أبي حاتم: ليس بمعروف،وماذا بجرح، فإن النسائي احتج به. انتهى. لكن رأيت الحافظ الهيثمي في " المجمع " أعل الحديث بمجمع بن كعب، وقال: لا أعرفه، وبقية رجاله ثقات. انتهى.فدخل شعيب في " الثقات "، وبقي النظر في مجمع فليحرر ".

قلت: قد عرفت مما سلف أنه مجهول الحال لأنه روى عنه ثقتان: عمرو بن الحارث كما في هذا الحديث، وجعفر بن ربيعة كما تقدم عن ابن أبي حاتم، ولم يوثق. فبقي على الجهالة.

ولكن العلة الحقيقية ممن دارت عليه كل طرق المخرجين ألا وهو بكر بن سهل؛ فقد تكلموا فيه من أجل روايته لهذا الحديث كما سبق عن مسلمة، ومن الغريب أن يغفل السيوطي ومن تلاه عن هذه العلة، وأغرب منه أن المناوي تنبه لها ولكنه

 

(6/352)

 

 

وقع في خطأ فاحش، فقد قال بعد أن حكى عن ابن الجوزي أنه أورده في " الموضوعات ":

" وتبعه علفى ذلك المؤلف في " مختصر الموضوعات " ساكتا عليه غير متعقب له، فلعله لم يقف على تعقب الحافظ ابن حجر له بأن ابن عساكر خرجه من وجه آخر في " أماليه " وحسنه وقال: بكر بن سهل؛ وإن ضعفه جمع لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجوزي، فالحديث إلى الحسن أقرب. وأيا ما كان فلا اتجاه لحكم ابن الجوزي عليه بالوضع "!

هذا كلام المناوي، وقد مزج فيه قوله بقول ابن حجر، مزجا لا يتميز احدهما عن الآخر، فقوله (كما ادعاه ابن الجوزي ... " هو من عنده، وما قبله للحافظ، ولكنه إنما قال ذلك في حديث آخرغير هذا، ذكره في " لسان الميزان " على أنه في " الميزان في ترجمة بكر هذا بإسناد آخر له عن أنس مرفوعا بلفظ: " ما من معمر عمر في الإسلام ... " الحديث، ثم نقل الحافظ كلام مسلمة بن قاسم الذي سبق نقله عنه، وفيه حديث الترجمة كما رأيت، فقال الحافظ عقبه:

" قلت: والحديث الذي أورده المصنف (أي الذهبي، ويعني حديث أنس المشار إليه) لم ينفرد به، بل رواه أبو بكر المقري في " فوائده " عن.... أملاه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ... " أماليه "، وقال: إنه حديث حسن، وأما حديث مسلمة (يعني حديث الترجمة) فأخرجه الطبراني عنه ".

فتأمل كيف اختلط على المناوي حديث مسلمة بحديث أنس؛ فتوهم أن كلام الحافظ يعني به حديثه، وهو إنما يعني حديث أنس!

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف جدا.

 

(6/353)

 

 

وقد روي معناه عن أنس مرفوعا، وسنده ضعيف جدا أيضا، وقد مضى برقم (2022) .

(تنبيه) : قد عرفت مما سبق تخليط المناوي فيما نقله عن الحافظ العسقلاني وقوله من عنده: " فالحديث إلى الحسن أقرب "!

فاغتر به الدكتور عمر تدمري في تعليقه على " معجم الشيوخ "؛ فإنه بعد أن صرح بضعف إسناده استدرك فقال:

" لكن له طرق ترقيه إلى درجة الحسن "!

وأحال في ذلك على المناوي (1/170) ، ويعني به شرحه الصغير: " التيسير " فإذا فيه الاستدراك المذكور بالحرف الواحد! فقد أودى به تخليط آخر أقبح من الأول، فإنه لم يذكر فيه أن للحديث طرقا، وإنما متابعة واحدة، وهي لغير هذا الحديث. ثم إنه لم يجزم بحسنه، بل قال: ".. إلى الحسن أقرب ". فتأمل الفرق بين العبارتين، وما في كتابيه من التخليط والبعد عن التحقيق، الذي لم يتنبه له القائمون على نشر " الجامع الكبير " للسيوطي؛ فإنهم بدورهم قلدوه فيما ذكره في " فيض القدير " فنقلوا كلامه فيه وسكتوا عنه! والله المستعان.

والحديث أشار إلى تضعيفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في رسالة " لباس المرأة في الصلاة " (ص 31-الطبعة الخامسة) ، وهو الآن تحت يدي إعدادا له لطبعة جديدة، فيها تحقيقات حديثية، وتصحيحات مفيدة لم تكن في الطبعات الأخرى، يسر الله لنا طبعها بمنه وكرمه.

وقال ابن القطان في الكتاب السابق " النظر ":

 

(6/354)

 

 

" ليس بصحيح ".

ثم أعله بمجمع كما تقدم، وقال:

" ويحيى بن أيوب ضعيف، وفي إسناده أيضا دونه من لا يعرف حاله كذلك، والله الموفق ".

2828 - (اعملي ولا تتكلي على شفاعتي، فإن شفاعتي للاهين من أمتي) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في " المنتخب من حديث يونس " (142/2) ، وابن عدي في " الكامل " (ق 276/1) عن عمرو بن مخرم أبي قتادة الليثي البصري: أخبرنا محمد بن دينار الطاحي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال ابن عدي - ليس في سنده محمد بن دينار الطاحي وإنما سفيان بن عيينة -:

" وهذا عن ابن عيينة عن يونس بن عبيد باطل، لا يرويه إلا عمرو بن مخرم هذا، وقد حدث عن ابن عيينة وغيره بالبواطيل ".

وأخرجه الطبراني (23/369/872) .

كما رواه أبو نعيم على ما في " الميزان ".

ثم أخرجه ابن عدي من طريق أيوب بن سليمان: حدثنا محمد بن دينار به وقال:

" وهذا غير محفوظ أيضا ".

قلت: وعلة هذه الطريق أيوب بن سليمان؛ وهو من وادي القرى؛ قال الذهبي:

 

(6/355)

 

 

" لا يعرف ".

ومدار الطريقين على محمد بن دينار الطاحي؛ وهو صدوق سيىء الحفظ، وتغير قبل موته؛ كما في " التقريب ".

2829 - (أعظم الظلم ذراع من الأرض ينتقصه من حق أخيه، فليست حصاة من الأرض أخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض، ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/396و397) والطبراني (10/266-268/10516) من طريق عبد الله بن لهيعة: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود قال:

" قلت: يا رسول الله! أى الظلم أعظم؟ قال: زراع.... " الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير ابن لهيعة؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه. وأما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " (4/175) :

" رواه أحمد والطبراني في " الكبير " وإسناده أحمد حسن ".

قلت: فهذا من تساهله، أو ذهوله؛ فابن لهيعة ضعيف؛ كما صرح هو به في غير موضع من كتابه.

نعم الحديث صحيح بغير هذا السياق، وبدون ذكر الحصاة مخرج في " الصحيحين " وغيرهما.

وقد أعيد تخريج الحديث برقم (6762) بزيادة من التحقيق، وفيه الرد على من حسنه من المعاصرين وغيرهم.

 

(6/356)

 

 

2830 - (خير جلسائكم من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقة، وذكركم الآخرة عمله) .

ضعيف

أخرجه ابن النجار في " الذيل " (10/159/2) عن مبارك بن حسان عن عطاء عن ابن عباس قال:

" قيل: يا رسول الله! أي جلسائنا خير؟ قال: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مبارك بن حسان لين الحديث؛ كما قال الحافظ في " التقريب ".

 

(6/357)

 

 

2831 - (ثلاث من لم يكن فيه، فإن الله عز وجل يغفر له ما سواه؛ لمن شاء: من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (413) ، والخطيب في " التاريخ " (2/4) ، وابن النجار في " الذيل " (10/164/2) والبيهقي في " شعب الإيمان " (5/268/6614) من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي قزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ليث ضعيف مختلط.

 

(6/357)

 

 

2832 - (أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم الذي يأتيهم بالأخبار، وأخصهم عند الله منزلة الصائم) .

منكر

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/107/2) عن يحيى بن المتوكل: حدثنا عنبية بن مهران الحداد: حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

 

(6/357)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: عنبسة بن مهران الحداد؛ قال أبو حاتم:

" منكر الحديث ".

والأخرى: يحيى بن المتوكل؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفه غير واحد ".

والحديث أعله الهيثمي (5/290) بعنبسة هذا فقط! وقال:

" وهو ضعيف ".

2833 - (أفضل الأعمال الكسب من الحلال) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/123) عن داود بن سليمان عن إسماعيل ابن عمر عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عطية - وه ابن سعد العوفي - ضعيف. ومثله إسماعيل بن عمرو (وفي الأصل: ابن عمر) وهو البجلي.

وداود بن سليمان؛ لم أعرفه.

 

(6/358)

 

 

2834 - (أفضل الحسنات تكرمة الجلساء) .

موضوع

رواه القضاعي (105/1) : أخبرنا محمد بن منصور التستري قال: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن يحيى بن إسماعيل الضبعى الأهوازي قال: أخبرنا الحسن بن زياد أبو عبد الله الكوفي قال: أخبرنا ابن أبي بشر قال: أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبي وأئل عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

 

(6/358)

 

 

قلت: وهذا موضوع، آفته شيخ القضاعي محمد بن منصور التستري؛ فقد قال فيه أبو إسحاق الحبال الحافظ:

" كذاب ". كما قال في " الميزان " و " اللسان ".

وما بينه وبين وكيع لم أعرفهم.

والحديث بيض له المناوي!

2835 - (أفشوا السلام فإنه لله رضا) .

ضعيف جدا

رواه ابن عدي (ق 172/1) عن سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا؛ وقال:

" سالم معروف بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط في إصبعه خيطا، وقد أنكره عليه ابن معين وغيره، وحدث عن عطاء أيضا بأشياء أنكروها عليه ".

قلت: وقد اتهمه غير واحد بالوضع، فانظر الحديث المشار إليه برقم (264) .

 

(6/359)

 

 

2836 - (اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامسة فتهلك) .

ضعيف

رواه البزار (ص 21- زوائده) ، وعبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " (2/227/1) ، والطبراني في " الصغير " (162- هند) ، وفي " الأوسط " (5/231/5171) ، وأبو نعيم في " الحلية " (7/236-237) والخطيب في " التاريخ " (12/294-295) والبيهقي في " الشعب " (2/265/1709) ، وعبد الغني المقدسي في " العلم " (8/2) عن عطاء بن مسلم الخفاف عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا.

 

(6/359)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن مسلم الخفاف؛ قال الحافظ:

" صدوق يخطىء كثيرا ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال:

" ضعفه أبو داود وغيره ".

قلت: وأخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (19/50/1) عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه.

وقال الهيثمي في " المجمع " (1/122) :

" رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك ابن مسعود ".

وقال في حديث الترجمة:

" رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون "!

كذا قال!

2837 - (اغدوا في طلب العلم؛ فإن الغدو بركة ونجاح) .

موضوع

أخرجه الخطيب في " التاريخ (13/270) من طريق أبي بكر مطرف بن جمهور الأشروسني: حدثنا حمدان بن ذي النون: حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات: حدثنا معلى بن هلال عن محمد عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته معلى بن هلال قال الذهبي في " الضعفاء ":

" يضع الحديث ". وقال الحافظ:

 

(6/360)

 

 

" اتفق النقاد على تكذيبه ".

والخطيب أورده في ترجمة مطرف هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأخرجه الطبراني في " الأوسط " عنها مرفوعا بلفظ:

" اغدوا في طلب العلم، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس ".

قال الهيثمي (1/132) :

" وفيه أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث ".

ورواه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ:

" باكروا طلب الرزق؛ فإن الغدو بركة ونجاح ".

أخرجه البزار (128) ، والطبراني في " الأوسط " (1/134/1-2) ، وابن عدي (11/1) وقالا:

" لم يروه عن هشام إلا إسماعيل ".

وقال البزار:

" حديث غريب، وإسماعيل صالح الحديث ".

قال الحافظ ابن حجر متعقبا عليه:

" قلت: بل ضعفه جماعة ".

وقال ابن عدي:

" لا يرويه غير إسماعيل بن قيس، وعامة ما يرويه منكر ".

 

(6/361)

 

 

2838 - (أفضل الدعاء أن يقول العبد: اللهم ارحم أمة محمد رحمة الله) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/124) من طريق الحاكم عن مقاتل بن صالح الهاشمي: حدثنا عمرو الأعشم: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته الأعشم هذا - وهو عمرو بن محمد بن الأعشم - قال ابن حبان:

" يروي عن الثقات المناكير، وروى عنه أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي أحاديث كلها موضوعة ".

قلت: ثم ساق له أحاديث هذا أحدها.

وقال النقاش والحاكم:

" روى أحاديث موضوعة ".

والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 156) من رواية الحاكم،وقال:

" قال الحاكم: عمرو الأعشم روى عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه أحاديث موضوعة. قال: ولا أعلم لعبد الرحمن هذا راويا غيره. وكذا قال أبو نعيم ".

قلت: وتعقبه الحافظ في " اللسان " بقوله:

" قلت: هذا يوهم أن عبد الرحمن لا وجود له، أطلق اسمه الأعشم، وليس

 

(6/362)

 

 

كذلك؛ فقد تقدم في ترجمته أن غير الأعشم روى عنه ".

قلت: وقال هناك في ترجمته تبعا لأصله:

" لا يعرف ... وقال ابن عدي: يحدث بالمناكير ".

ثم ذكر له هذا الحديث من رواية عمرو بن محمد بن الحسن البصري به؛ وقال:

" كأنه موضوع ".

قلت: ومن الظاهر أن عمرو بن محمد بن الحسن هذا هو الأعشم، فثبت أن قول الحافظ:

" أن غير الأعشم روى عنه "؛ وهم منه. والله أعلم.

2839 - (ما من عبد يسجد فيقول: رب اغفر لي! ثلاث مرات؛ إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/383/8197) من طريق بقية بن الوليد: حدثني محمد بن حمير عن محمد بن جابر عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة محمد بن جابر هذا، قال في " مجمع الزوائد " (2/129) :

" رواه الطبراني من رواية محمد بن جابر عن أبي مالك هذا، ولم أر من ترجمها ".

كذا قال، وهو غريب منه، فإن أبا مالك هذا قد ساق له الطبراني جملةأحاديث تحت ترجمة (طارق بن أشيم الأشجعي) فهو اببه يقينا، واسمه سعد

 

(6/363)

 

 

ابن طارق، وهو ثقة من رجال مسلم.

وأما محمد بن جابر؛ فيحتمل عندي أن يكون أبا عبد الله الحنفي اليمامي، فإنه كوفي الأصل، فإن يكن ففيه ضعف من قبل حفظه، وإلا فهو مجهول.

وأما بقية بن الوليد؛ فقد صرح بالتحديث فأمنا بذلك شر تدليسه، إلا على مذهب من يرميه بتدليس التسوية، فلا بد عنده من تصريحه بالتحديث في كل السلسلة. والله أعلم.

2840 - (أفضل الصدقة المنحة؛ أن يمنح أخاه دراهم، أو ظهر الدابة، أو لبن الشاة، أو لبن البقرة) .

ضعيف

أخرجه أحمد في " الزاهد " (311) عن إبراهيم الهجري قال: سمعت أبا الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" أتدرون أي الصدقة أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: المنحة.... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم - وهو ابن مسلم الهجري - لين الحديث.

وتابعه عمر بن يحيى الأبلي: أخبرنا حفص بن جميع عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله به.

أخرجه الطبراني في " الكبير " (3/61/1) .

قلت: وحفص بن جميع ضعيف.

والأبلي هذا؛ اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث.

 

(6/364)

 

 

2841 - (أفضل الصلاة عند الله المغرب، ومن صلى بعدها ركعتين بنى الله له بيتا في الجنة، يغدو فيه ويروح) .

 

(6/364)

 

 

ضعيف.

رواه الطبراني في " الأوسط " (43/1-من ترتيبه) عن الزبير بن عباد المدني: حدثنا عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. وقال:

" لم يروه عن هشام إلا عبيد الله ".

قلت: ولم أجد له ترجمة.

والزبير بن عباد المدني؛ أورده ابن أبي حاتم (1/2/584) من رواية ابنه يحيى عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

2842 - (أفضل العلم لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الأستغفار) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/128) عن إبراهيم بن العلاء بن زبريق: حدثنا إسماعيل بن عياش: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبد الرحمن ابن رافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن زياد وهو الإفريقي، ومثله شيخه عبد الرحمن بن نافع.

 

(6/365)

 

 

2843 - (أفضل الناس عند الله يوم القيامة المؤمن المعمر) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/127) عن هارون بن عيسى بن سلول: حدثنا بكار بن محمد بن سعيد: حدثنا حيان: حدثني أبي: حدثنا بكر بن عبد الملك الاعنق عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون محمد بن المنكدر لم أجد من ترجمهم.

 

(6/365)

 

 

2844 - (أفضل الناس في المسجد الإمام، ثم المؤذن، ثم من على يمين الإمام) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/127) عن موسى بن إبراهيم المروزي: حدثنا مويى بن جعفر عن أبيه عن حده عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، المروزي هذا متروك كما تقدم مرارا.

 

(6/366)

 

 

2845 - (لا تكرعوا، ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها، فإنه ليس إناه أطيب من اليد) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/338) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (8/11/2) ، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/256) ، والبيهقي في " الشعب " (5/119/6030) عن ليث بن سعيد بن عامر عن ابن عمر قال:

" مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ليث وهو ابن أبي سليم كما قال البوصيري في " الزوائد " (207/1-الحلبية) ، وقال ابن أبي حاتم:

" قال أبي: هذا الحديث منكر، قلت: ممن هو؟ قال: من ليث، وسعيد لا يعرف ".

قلت: روى في " الجرح والتعديل " (2/1/48) عن ابن معين أنه قال فيه:

" ليس به بأس ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".

 

(6/366)

 

 

قلت: سماه شعبة: سعيد بن علي، فقال الحسن بن عمرو: حدثنا شعبة عن سعيد بن علي عن ابن عمر به.

أخرجه ابن المظفر في " حديث حاجب بن أركين " (2/258/2) ، وفي " غرائب شعبة " (14/1) من طريقين عن الحسن بن عمرو.

لكن الحسن بن عمرو هذا - وهو أبو علي العبيدي - متروك؛ كما في " التقريب ".

ولم أرأحد ذكر سعيد بن علي هذا.

وقد رواه معمر عن رجل عن ابن عمر به.

أخرجه أحمد (2/137) .

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف الإسناد، لجهالة تابعيه، واضطراب الرواة في اسمه.

وقد وجدت له شاهدا؛ ولكنه واه جدا، يرويه أيوب بن خوط عن الحسن بن أبي الحسن عن أبي موسى الأشعري قال:

" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير.... " الحديث.

أخرجه ابن عدي (18/1) وقال:

" أيوب بن خوط هو عندي - كما ذكره عمرو بن علي - كثير الغلط والوهم، وليس من أهل الكذب ".

قلت: والمتقرر فيه أنه متروك الحديث، ضعيف جدا، كذبه عيسى بن يونس والأزدي، وتركه ابن المبارك وغيره.

 

(6/367)

 

 

2846 - (أفضل الناس رجلان: رجل غزا في سبيل حتى يهبط موصعا يسوء العدو، ورجل بناحية البادية يقيم الصلوات الخمس، ويؤدي حق ماله، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/522) من طريق عبد الله بن حسان العنبري (الأصل: المنبري) عن القلوص أن شهاب بن مدلج نزل البادية فساب ابنه رجلا؛ فقال: يا ابن الذي تعرب بعد الهجرة، فأتى شهاب المدينة، فلقي أبا هريرة فسمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) ، فجثا على ركبتيه قال: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة، يقول له (!) قال: نعم، فأتى باديته، فأقام بها.

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (2/2/236) ولكنه لم يسق لفظه، وقال: " القلوص هذه لم أجد من ترجمها.

وعبد الله بن حسان؛ لم يوثقه أحد، وروى عنه جمع، وفي " التقريب ":

" مقبول ".

 

(6/368)

 

 

2847 - (بسم الله الرحمن الرحيم، أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، من شر ما تجد، يا عثمان! تعوذ بها، فما تعوذ متعوذ بمثلها) .

ضعيف

أخرجه ابن السني (547) : أخبرنا أبو يعلى: حدثنا موسى بن محمد بن حيان: أنبأنا أبو عتاب الدلال: حدثنا حفص بن سليمان: حدثنا علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:

 

(6/368)

 

 

" مرضت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فعوذني يوما فقال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ حفص بن سليمان - هو أبو عمر البزاز القارىء - وهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة.

وابن حيان هذا؛ قال الذهبي في " الميزان ":

" ضعفه أبو زرعة، ولم يترك ".

قلت: كذا قال! وفيه نظر، لأن أبا زرعة قد قال ابن أبي حاتم في " الجرح ":

" ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأه علينا، كان قد أخرجه قديما في (فوائده) ".

نعم ذكره ابن حبان في " الثقات " (9/161) وقال:

" ربما خالف ".

فلعل قول الذهبي المذكور هو من باب التوفيق بين الترك والتوثيق.

وقد أخرج له ابن حبان في " صحيحه " ستة أحاديث، تراجع ممن أرادها بواسطة فهرس (المؤسسة) لرجال " الإحسان ".

والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5/110) :

رواه أبو يعلى في " الكبير " عن شيخه (موسى بن حيان) ، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح "!

كذا قال: وقلده الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المطالب العالية " (2/351) ، وتبعه المعلق على " المقصد العلي " (3 و 4/302) .

فأقول: سبب هذا الخطأ وعدم المعرفة؛ أن الإسناد وقع في " مستند أبي يعلى " هكذا: " حدثنا موسى بن حيان: حدثنا أبو عتاب الدلال: حدثني جعفر بن

 

(6/369)

 

 

سليمان: حدثنا علقمة بن مرثد ... ". كذا في " المقصد العلي " و " المطالب العالية " المسندة (ق 37/1) ؛ فشيخ أبي يعلى نسب إلى جده (حيان) فلم يعرفه! وشيخ الدلال وقع فيه (جعفر) والصواب (حفص) كما تقدم، و (جعفر بن سليمان) هو الضبعي، وهو من هذه الطبقة، وهو ثقة من رجال " الصحيح "، لكنه ليس له ذكر في الرواة عن (علقمة بن مرثد) ، وإنما ذكر فيهم (حفص بن سليمان الأسدي) المتقدم.

نعم قد ذكروا في شيوخ (أبي عتاب الدلال) واسمه (سهل بن حماد) (جعفر بن سليمان الضبعي) فربما لاحظ الهيثمي هذا، وهو محتمل، والأمر بحاجة إلى مزيد من التحقيق، فمن كان عنده علم فليتفضل به وجزاه الله خيرا.

2848 - (اغتسلوا يوم الجمعة، فإنه من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (7/135/7087) ، و " الكبير " (8/209/7740) ، وابن أبي حاتم في " العلل " (1/208) من طريق سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

(6/370)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سويد بن عبد العزيز لين الحديث؛ كما في " التقريب "، وبه أعله في " مجمع الزوائد " (2/173) وقد خالفه عمر بن عبد الواحد، فقال: عن يحيى بن الحارث عن القاسم يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسله. ذكره ابن أبي حاتم وقال عن أبيه:

" هذا أشبه ".

2849 - (إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه، حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي بها أهلها. وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحذر عليهم إعطاءه، كما يحذر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها، وما يعفو أكثر) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (رقم 4) من طريق الحارث النميري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبو هارون واسمه عمارة بن جوين العبدي قال الحافظ:

" متروك، ومنهم من كذبه ".

والحارث النميري لم أعرفه، ويبدو أنه محرف، فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 291) من طريق عثمان بن سماك عن أبي هارون العبدي به نحوه، وقال:

" عثمان بن سماك مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

 

(6/371)

 

 

ثم استبعدت التحريف فقد رأيت في " مسند الديلمي " (1/2/274) من طريق أبي الشيخ عن الحارث النميري به مختصرا بلفظ: " إن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله ".

وكذلك أخرجه ابن أبي الدنيا في رواية له رقم (3) .

وقد وجدت له طريقا أخرى، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/281 - 282) من طريق حفص بن عمر الحبطي: حدثنا أبو مطرف السامي عن زياد بن عبد الرحمن النميري عن عبد الله بن عمر عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:

" يا أبي! إن الله عز وجل جعل للمعروف.... " الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ من أجل الحبطي قال ابن معين:

" ليس بشيء ".

وقال مرة:

" ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه كذب ".

والنميري هذا لم أعرفه؛ ويحتمل أنه زياد بن عبد الرحمن القيسي أبو الخصيب البصريالذي أخرج له أبو داود من رواية عقيل بن طلحة عنه عن ابن عمر، فإن يكن هو فهو مجهول.

2850 - (تعفو، فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، واتق الوجه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الكبير " (1/218/2 - النسخة القديمة) : حدثنا بكر بن سهل: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح: أن أسد

 

(6/372)

 

 

بن وداعة: حدثه أن رجلا يقال له: جزي:

" أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أهلي يغضبوني، فبم أعاقبهم؟ فقال: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:

الأول - عبد الله بن صالح؛ فيه ضعف وغفلة مع كونه من شيوخ البخاري.

الثانية - بكر بن سهل وهو الدمياطي؛ ضعيف كما قال النسائي، وتكلم فيه مسلمة بن قاسم وغمزه بحديث: " أعروا النساء.... "، وقد مضى برقم (2827) .

وأسد بن وداعة؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/1/337) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا؛ وقال الذهبي: " من صغار التابعين، ناصبي يسب، قال ابن معين: كان هو وأزهر الحرازي وجماعة يسبون عليا، وقال النسائي: ثقة ".

ومع هذه العلل الواضحة؛ فقد بيض المناوي لإسناده، ولعله لم يقف عليه.

2851 - (أفضل الدعاء أن تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا، ثم أعطيتهما في الآخرة، فقد أفلحت) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (4/264) ، وابن ماجه (2/434) ، وأحمد (3/127) من طريق سلمة بن وردان المدني قال: سمعت أنس بن مالك قال:

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ قال:

 

(6/373)

 

 

تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. ثم أتاه من الغد، فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ قال تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. ثم أتاه اليوم الثالث فقال يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ قال:

" تسأل ربك ... " الحديث. والسياق لأحمد، قال الترمذي:

" حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان ".

قلت: وهو ضعيف؛ كما جزم الحافظ في " التقريب "، وضعفه الدارقطني وغيره كما قال الذهبي في " الضعفاء "، فلا وجه لتحسينه. وقد صح الأمر بسؤال العفو والعافية مختصرا عن أبي بكر الصديق وغيره، عند الترمذي وغيره، وهو مخرج في " الروض النضير " (917) .

2852 - (أفضل الناس رجل يعطي جهده) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي (1852) : حدثنا أبو عتبة عن عبد الله بن دينار عن نافع عن ابن عمر:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: أي الناس خير؟ قالوا: يا رسول الله! رجل يعطي ماله ونفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل هذا، وليس به، ولكن أفضل الناس ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عتبة هذا هو إسماعيل بن عياش الحمصي؛ ضعيف في روايته عن الحجازيين وهذه منها.

والحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/217) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا إسماعيل بن عياش به بلفظ:

 

(6/374)

 

 

" خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده ".

وعبد الوهاب هذا؛ قال أبو حاتم:

" كذاب ".

وبهذا اللفظ أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " ونقل شارحه المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال:

" سنده ضعيف جدا ".

2853 - (أفضل المؤمنين رجل سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء، سمح الاقتضاء) .

موضوع

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/136/2-137/1) من طريق الشاذكوني: حدثنا سلم بن قتيبة: حدثنا عبد الله بن عبد الله الهدادي - وكان ثقة - عن أبي العلاء سمع أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.. فذكره. وقال:

" أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، لم يروه عنه إلا الهدادي، تفرد به الشاذكوني ".

قلت: وهو كذاب عند أحمد وابن معين وغيرهما من الأئمة، وقال البخاري:

" فيه نظر ".

فمن العجيب قول المنذري في " الترغيب " (3/19) وتبعه الهيثمي في " المجمع " (4/75) ثم المناوي في " الفيض "!! :

" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات "!

 

(6/375)

 

 

2854 - (أفضل الرباط انتظار الصلاة، ولزوم مجالس الذكر، وما من عبد يصلى ثم يقعد في مقعده إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث أو يقوم) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي في " مسنده " (2510) : حدثنا محمد بن [أبي] حميد قال: حدثنا سعيد بن المقبري (الأصل: المهري) عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن أبي حميد - وهو المدني الملقب ب " حماد " - قال الذهبي:

" ضعفوه ". وقال الحافظ:

" ضعيف ".

لكن الشطر الثاني منه في انتظار قد صح من حديث أبي هريرة فانظر إن شئت " صحيح الترغيب " (5/22/1) .

 

(6/376)

 

 

2855 - (أطلبوا الخير عند حسان الوجوه) .

موضوع

روي من حديث عائشة، وابن عباس، وعبد الله بن عمر، وجابر ابن عبد الله، وعبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي بكرة.

1- أما حديث عائشة؛ فله عنها طريقان:

الطريق الأولى: يرويه إسماعيل بن جعفر عن خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أمها عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده (ق 226/1) .

وخالفه إسماعيل بن عياش فقال: عن جبرة بنت محمد عن أبيها عنها.

 

(6/376)

 

 

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/1/51و157) ، وابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 83 رقم 51) .

وتابعه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن امرأته جبرة به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة جبرة أو خيرة وأمها؛ فإني لم أجد من ترجمها. وأما أبوها محمد بن ثابت بن سباع فهو صدوق كما قال الحافظ، وذكره ابن حبان في " الثقات "؛ وروى عنه جمع.

الثانية: يرويه الحاكم بن عبد الله: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عنها.

أخرجه ابن عدي (ق 65/2) في جملة أحاديث للحكم هذا وهو الأيلي، وقال:

" كلها موضوعة، وما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد، وضعفه بين على أحاديثه ".

وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" متروك متهم ".

2- وأما حديث ابن عباس؛ فله طرق:

الأولى: عن عصمة بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عنه أخرجه العقيلي (325) ؛ وقال:

" عصمة بن محمد الأنصاري يحدث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، وسئل عنه ابن معين؟ فقال: كذاب يضع الحديث ".

الثانية: عن حفص بن عمر: حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عنه.

 

(6/377)

 

 

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/59) .

قلت: وطلحة بن عمرو؛ متروك كما في " التقريب ".

وحفص هذا لم أعرفه، ولكنه لم يتفرد به.

فتابعه سفيان الثوري عن طلخة بن عمرو به.

أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " (130/2) ، والخطيب في " التاريخ " (11/43و13/158) من طريقين عنه، أحدهما هعن مالك بن سلام البغدادي: حدثنا مالك بن أنس: حدثني أخي: سفيان الثوري به.

الثالثة: عن مصعب بن سلام التميمي عن عباد القرشى عن عمرو بن دينار عنه.

أخرجه الخطيب (7/11) وابن الجوزي في " الموضوعات " (2/159-160) من طريق يحيى بن يزيد أبي زكريا الخواص عنه، ويحيى لا يعرف كما قال الذهبي، وقد خولف في إسناده؛ كما يأتي في حديث جابر.

قلت: وعباد القرشي؛ لم أعرفه.

ومصعب بن سلام؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" تكلم فيه ابن حبان ". قال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

الرابعة: عن منصوربن عمار. أخبرنا أبو حفص الأبار عن ليث عن مجاهد عنه.

أخرجه الخطيب (4/ 185) من طريق أحمد بن سلمة المدائني صاحب المظالم عنه.

 

(6/378)

 

 

وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف. ومثله منصور بن عمار وهو الواعظ.

وأحمد هذا؛ قال الذهبي وتبعه العسقلاني:

" متهم بالكذب ".

وأما الخطيب ففي ترجمته أورد الحديث، ولم يزد! ولكنه أعقبه بقوله:

" كذا قال، وفي أصل المدأئني (يعني الراوي عنه عيسى بن خشنام) أحمد ابن محمويه بن أبي سلمة، وما أظن هذا الحديث إلا عنه فإنه يروي عن منصور ابن عمار، وسنورد حديثه بعد في موضعه ".

قلت: ثم أورده هناك (5/162) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وتابعه عبد الله بن خراش عن العوام بن خوشبعن مجاهد به.

أخرجه الطبراني في " الكبير " (3/110/1) .

وابن خراش هذا ضعيف جدا كما قال الساجى، وزاد:

" ليس بشيء، كان يضع الحديث ". وقال محمد بن عمار الموصلي:

" كذاب ".

3- وأما حديث ابن عمر؛ فيرويه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن نافع عنه.

أخرجه العقيلي (390) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " (343) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (ق 56/1) ، والخطيب (11/296) ؛ وقال العقيلي:

" محمد بن عبد الرحمن؛ قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: سكتوا عنه ".

 

(6/379)

 

 

قلت: وهو مجمع على تضعيفه؛ سوى أحمد فوثقه، ومن الغرائب ما ذكره ابن قدامة الموفق في " المنتخب " (10/196/1) عن مهنا أنه قال:

" قلت (يعني لأحمد) : حدثنا يزيد بن هارون: أنبا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا (فذكر الحديث) ، فقال: محمد بن عبد الرحمن ثقة، وهذا الحديث كذب "!

وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "؛ وقال:

" وثقه أحمد، وقال النسائي وغيره: متروك ".

4 - وأما حديث جابر؛ فله طرق:

الأولى: عن سليمان بن كراز: حدثنا عمر بن صهبان: حدثنا محمد بن المنكدر عنه.

أخرجه العقيلي (163) ، وتمام في " الفوائد " (13/231) ، وابن عدي (161/1) ، وأبو نعيم في " الحلية " (3/156) ، و " أخبار أصبهان " (1/151) وقال:

" غريب من حديث جابر، لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن عمر ".

وقال العقيلي:

" سليمان هذا الغالب على حديثه الوهم، وليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت ".

وقال ابن عدي:

" سليمان بن كراز الطفاوي بصري يكنى أبا داود ".

ثم ذكر له حديثا منكرا؛ ثم قال:

 

(6/380)

 

 

" وعمر بن صهبان ضعيف ".

قلت: وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "؛ وقال:

" تركوه ".

وفي هذه الطريق زيادة سبق تخريجه من أجلها برقم (2797) .

الثانية: عن يحيى بن خلف القاضي: حدثنا مصعب بن سلام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عنه.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/214) .

قلت: ويحيى بن خلف كذبه أبو حاتم، وقد روي عنه بزيادة في متنه كما تقدم برقم (2796) .

والعباس بن عبد الله القرشي؛ لم أعرفه.

الثالثة: عن محمد بن خليد الحنفي قال: حدثنا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه.

أخرجه الخطيب في " الفوائد " رقم (16 - نسختي) ، وابن عساكر في " التاريخ " (16/123/2) ؛ وقال الخطيب:

" هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو، وعجيب من رواية مالك بن أنس عن الثوري، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن خليد الحنفي. وتابعه مالك بن سلام، وليس قولهما بشيء ".

قلت: قد رواه هو عنه به، إلا أنه جعله من مسند ابن عباس كما تقدم في حديثه - الطريق الثانية.

وابن سلام هذا قال الخطيب في ترجمته:

 

(6/381)

 

 

" في حديثه نكرة ".

قلت: وتابعه نصر بن سلام المدني عن مالك بن أنس به.

أخرجه تمام (269/2) .

ثم بدا لي أنه هو مالك بن سلام نفسه كما في " الميزان ". والله أعلم.

ومحمد بن خليد؛ قال أبو زرعة:

" حدث بأباطيل ".

وطلحة بن عمرو؛ متروك كما سبق.

5 - وأما حديث ابن عمرو؛ فيرويه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن عدي (305/1) وقال:

" وهذا يستغرب بهذا الإسناد عن عمرو عن أبيه عن جده ".

قلت: وآفته محمد هذا؛ قال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال النسائي:

" متروك ".

6 - وأما حديث أنس؛ فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي بكر محمد بن محمد بن أحمد الطرازي: حدثنا أبو سعيد العدوي: حدثنا خراش: حدثنا مولاي أنس بن مالك به.

أخرجه الخطيب (3/226) ، وابن عساكر.

قلت: وهذا إسناد هالك بمرة؛ خراش هذا قال الذهبي:

 

(6/382)

 

 

" ساقط عدم ".

وأبو سعيد العدوي - واسمه الحسن بن علي - كذاب.

والطرازي نحوه، وفي ترجمته أورد الخطيب الحديث وقال:

" وكان فيما بلغني يظهر التقشف، وحسن المذهب؛ إلا أنه روى مناكير وأباطيل تدل على وهي حاله، وذهاب أحاديثه ".

الثانية: عن المبارك بن سعيد بن المبارك البعلبكي: أخبرنا ناعم بن السري: أخبرنا قبيصة بن عقبة: أخبرنا الثوري: أخبرنا ابن أبي ذئب عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس مرفوعا به.

أخرجه ابن عساكر (16/123/2) وقال:

" هذا حديث غريب، وإسناد عجيب، وإنما يروى هذا الحديث عن الثوري كما ... ".

ثم ساقه عن محمد بن خليد الخثعمي: أخبرنا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن جابر مرفوعا؛ كما تقدم في الطريق الثالثة من الحديث (4) .

وآفة هذه الطريق المبارك هذا فإنه مجهول، وفي ترجمته ساق ابن عساكر له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وفي قوله عقبه:

" حديث غريب.... " ما يشير إلى ضعفه.

وشيخه ناعم بن السري؛ لم أجد له ترجمة، وهو على شرط ابن عساكر، فقد ذكر في ترجمة المبارك بن سعيد أنه الطرسوسي. والله أعلم.

 

(6/383)

 

 

7 - وأما حديث أبي هريرة؛ فله طريقان:

الأولى: عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه.

أخرجه العقيلي في ترجمة عبد الرحمن هذا وهو القاص البصري؛ وقال (228) :

" قال ابن معين: ليس بشيء ".

وقال في الحديث:

" ليس له إسناد يثبت ".

والأخرى: عن عقيل بن يحيى: حدثنا أبو داود: حدثنا طلحة بن عمرو: سمعت عطاء عنه.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/246 - 247) .

قلت: وعقيل بن يحيى؛ لم أعرفه.

وطلحة بن عمرو؛ متروك كما تقدم، وهذا وجه آخر من وجوه الاختلاف عليه في إسناده، وهي:

أولا: عنه عن عطاء عن ابن عباس.

ثانيا: عنه عن عطاء عن جابر.

ثالثا: عنه عن عطاء عن أبي هريرة.

وهذا اضطراب شديد يسقط الحديث به لو كان المضطرب ثقة؛ فكيف وهو متروك؟ !

 

(6/384)

 

 

8 - وأما حديث أبي بكرة؛ فأخرجه تمام في " الفوائد " (130/2) : حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب: حدثنا أحمد بن خليد الكندي - بحلب -: حدثنا أبو يعقوب الأفطس: حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ أبو علي هذا كان يتهم؛ كما قال عبد العزيز الكتاني.

وأحمد بن خليد؛ لم أعرفه.

وأبو يعقوب الأفطس؛ اسمه يوسف بن يونس الطرسوسي؛ قال الذهبي:

" ليس بثقة ولا مأمون ".

والمبارك بن فضالة؛ صدوق يدلس، وقد عنعنه.

والحسن - وهو البصري - مدلس أيضا.

وبالجملة؛ فالحديث طرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض كما صرح به السخاوي في " المقاصد " (ص 81) ، وكشفناه لك بهذا التخريج، ولذلك فلا يميل القلب إلى تقويته بكثرة طرقه، لا سيما وقد صرح الإمام أحمد - كما سبق - بأنه حديث كذب، مع ظنه أن راويه ثقة! وقال المحقق العلامة ابن القيم في رسالة " المنار " (ص 24) :

" كل حديث فيه ذكر " حسان الوجوه " أو الثناء عليهم، أو الأمر بالنظر إليهم، أو التماس الحوائج منهم، أو أن النار لا تمسهم، فكذب مختلق، وإفك مفترى ".

وإذا عرفت هذا، فلا اعتداد بعده بما حشره الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي

 

(6/385)

 

 

المقدسي في رسالة " تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه السلام: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " فإنه ساق كل ما روي من الأحاديث في هذا الباب، دون أي تحقيق، سوى قوله: " روى فلان، روى فلان "!! مما دل على أنه ليس من أهل العلم بهذا الفن الشريف، نعم لقد استغرب حكم ابن الجوزي بالوضع على الحديث، ثم نقل كلام السيوطي في تعقبه عليه، وغالب طرقه لا تخلو من متروك أو متهم. ونقل عنه أنه قال:

" وأصلح طرقه حديث عائشة، وحديث ابن عباس ".

وقد مضى أن لحديث عائشة طريقين في أولهما جهالة راويين، غفل عنهما السيوطي؛ فأخذ يتكلم على من دونهما وهو المليكي وإسماعيل بن عياش، ويقوي أحدهما بالآخر! والعلة ممن فوقهما!

وأما حديث ابن عباس؛ فاحتج السيوطي بأن طلحة بن عمرو الذي في الطريق الثانية، ومصعب بن سلام الذي في الثالثة؛ يصلحان للمتابعة. وكنه غفل عما قيل في الأول مما هو صريح في أنه لا يصلح للمتابعة كقول أحمد والنسائي: " متروك الحديث ". وقول ابن سعد: " ضعيف جدا ". وتقدم قول الحافظ ابن حجر فيه: " متروك "، فمثله لا يصلح للمتابعة ولا كرامة.

وأما مصعب بن سلام؛ فلعله كما قال؛ على أن البزار قال فيه: " ضعيف جدا ". ومع ذلك فقد خفي على السيوطي أن فوقه ومن دونه من لا يعرف؛ كما تقدم.

ثم زعم السيوطي بأن أحسن طرق الحديث طريق الطبراني المذكورة في الرابعة

 

(6/386)

 

 

متابعة من عبد الله بن خراش فقال:

" أخرجه الطبراني في " الكبير " بسند رجاله ثقات إلا عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وهذه الطريق على انفرادها على شرط الحسن "!

2856 - (أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفع عمن ظلمك) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/438) ، والطبراني (20/188/313 و 314) ، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 48) من طريقين عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، زبان بن فائد؛ قال الحافظ:

" ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته ".

 

(6/387)

 

 

2857 - (ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق [بها] على مملوك، عند مليك سوء) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/95/1) ، وابن عدي (34/2) عن بشير بن ميمون أبي صيفي: سمعت مجاهدا أبا الحجاج: يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الطبراني:

" لم يروه عن مجاهد إلا أبو صيفي ".

قلت: قال البخاري:

 

(6/387)

 

 

" منكر الحديث ". وقال في موضع آخر:

" متهم بالوضع ".

والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (4/238) من رواية " الأوسط "؛ ولم يتكلم على إسناده بشيء خلافا لعادته، فلعله سقط ذلك من الناسخ أو الطابع.

ثم وجدت ما يشهد لما ذكرت، فقد نقل المناوي عنه أنه قال:

" فيه بشير بن ميمون، وهو ضعيف ".

(تنبيه) : أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية " الأوسط " أيضا بلفظ:

" أفضل الصدقة ما تصدق به على مملوك عند مالك سوء ".

وهو كما ترى مخالف للفظ " الأوسط " وكذا ابن عدي، ومخالف للفظ " المجمع " أيضا. فتأمل.

2858 - (أكمل المؤمنين من سلم المسلمون من لسانه ويده) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/10) من طريق محمد بن سنان القزاز: حدثنا أبو عاصم: أنبأنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير: سمع جابر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. وقال:

" صحيح على شرط مسلم "! وأقره الذهبي!

وأقول: محمد بن سنان القزاز؛ لم يخرج له مسلم شيئا، ثم هو ضعيف كما في " التقريب "، وقد خالفه في لفظه جماعة فقال مسلم في " صحيحه " (1/48) :

 

(6/388)

 

 

حدثنا حسن الحلواني وعيد بن حميد جميعا عن أبي عاصم به بلفظ:

" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".

2859 - (...................................) (1)

__________

(1) هنا حديث نقل إلى " الصحيحة "، ولم نتمكن من وضع البديل بعد وفاة الشيخ رحمه الله رحمة واسعة، وانظر (ص: 405) الآتية وفهرس الكتاب (ص: 597)

 

(6/389)

 

 

2860 - (أفلح من رزق لبا) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (4/1/181) معلقا، ووصله الطبراني في " المعجم الكبير " (19/33 - 34/70) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة:

أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إنه كانت لنا أرباب تعبد من دون الله فبعثك الله، فدعوناهن فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، وجئناك فهدانا الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من رزق لبا. قال: يا رسول الله! اكسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما، فكساه، فلما كان بالموقف في عرفات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعد علي مقالتك، فأعاد عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الشيخ القشيري.

والحديث أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/24/2) من طريق البخاري. ثم وصله من طريق سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط: أن قرة بن هبيرة العامري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر قصة - فلما أدبر قال رسول الله

 

(6/389)

 

 

صلى الله عليه وسلم: " قد أفلح من رزق لبا ".

قلت: وسعيد بن نشيط؛ شيخ لابن لهيعة لا يعرف كما في " الميزان ".

وأخرج ابن أبي الدنيا في " العقل " (ص 11 - 12) من طريق صفوان بن عيسى عن إسماعيل المكي عن القاسم بن أبي بزة:

" أن رجلا من بني قشير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما كنا نعبد في الجاهلية أوثانا، وكنا نرى أنها تضر وتنفع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح من جعل الله عز وجل له عقلا ".

وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إرساله فيه إسماعيل - وهو ابن مسلم المكي - وكان ضعيف الحديث على فقهه.

2861 - (اقتلوا ما ظهر منها، فإن من قتلها قتل كافرا، ومن قتلته كان شهيدا) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (22/308 - 309) ، وابن منده في " المعرفة " (2/205/1) عن أحمد بن الحارث: حدثتنا ساكنة بنت الجعد عن سرا بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت: سأل نصيب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحيات ما يقتل منها؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ أحمد بن الحارث - وهو الغساني - قال البخاري:

" فيه نظر ".

 

(6/390)

 

 

وقال أبو حاتم:

" متروك الحديث ".

وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (4/45) :

وفيه أحمد بن الحارث الغساني، وهو متروك ".

2862 - (اقبلوا الكرامة، وأفضل الكرامة الطيب، أخفه محملا، وأطيبه ريحا) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (6/239/6289) ، والديلمي (1/1/23) من طريق بشر بن عبيس بن مرحوم: حدثنا نافع بن خارجة بن نافع مولى آل جحش عن أبيه عن جده عن محمد بن عبد الله بن جحش عن زينب بنت جحش مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من دون محمد بن عبد الله بن جحش - وهو صحابي صغير - لم أجد لهم ترجمة سوى (بشر بن عبيس بن مرحوم) فهو صدوق يخطىء.

والحديث عزاه الهيثمي في " المجمع " (5/158) للطبراني في " الأوسط " وقال:

" وفيه من لم أعرفهم ".

 

(6/391)

 

 

2863 - (اقرأ القرآن على كل حال ما لم تكن جنبا) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي (121/2) عن أبي الحجاج يعني خارجة

 

(6/391)

 

 

بن مصعب عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن علي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ خارجة هذا قال الحافظ:

" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".

2864 - (إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المتهوكون) .

ضعيف

رواه الهروي في " ذم الكلام " (3/64/1) ، والبيهقي في " الشعب " (2/98/1) عن عبد الرزاق؛ وهذا في " المصنف " (20062) : أنبأ معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن عمر رضي الله عنه مر برجل يقرأ كتابا فاستمعه ساعة فاستحسنه فقال: أتكتب لي من هذا الكتاب؟ قال: نعم، فاشترى أديما فهنأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقرأ عليه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال: ثكلتك أمك با ابن الخطاب! ألا ترى إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فذكره.

قلت: ورجاله ثقات؛ لكنه منقطع بين أبي قلابة وعمر، فهو ضعيف.

وروى الجملة الثانية والثالثة منه الدارقطني في " السنن " (144/ج4) من طريق زكريا بن عطية: أخبرنا سعيد بن خالد: حدثني محمد بن عثمان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ محمد بن عثمان ومن دونه لم أعرفهم، وفي " الميزان " و " اللسان ":

 

(6/392)

 

 

" زكريا بن عطية عن عثمان بن عطاء الخراساني، قال أبو حاتم: منكر الحديث ".

وفي " الضعفاء " للعقيلي (2/85 - بيروت) :

" زكريا بن عطية الحنفي؛ مجهول النقل ".

قلت: فلعله هذا.

(تنبيه) : عزا الحديث السيوطي في " الجامع الكبير " للبيهقي فقط عن أبي قلابة مرسلا، ففاته " المصنف " و " ذم الكلام ".

وعزا اللفظ المختصر لـ " هب عن عمر، قط عن ابن عباس ".

وفي نسخة " الجامع الكبير " (التي يقوم على طبعها مجمع البحوث الإسلامية بتعليق لجنة من المجمع رقم الحديث (3517) :

" ع، هب عن عمر...... " إلخ.

فزاد في العزو (ع) أي أبو يعلى في مسنده. وهذا العزو وقع في " الجامع الصغير " أيضا، وكنت ذكرت في التعليق على " ضعيف الجامع " (1048) أني لم أره في نسختين من " الجامعين " وأنه لم يذكره الهيثمي في " المجمع "، والآن تبينت أنه في الرواية المطولة التي اعتمد عليها الحافظ من " مسند أبي يعلى "، ولذلك عزاه هو في " المطالب العالية " لأبي يعلى (4/28 - 29) ، ورواه من طريقه الضياء المقدسي في " المختارة " في " مسند عمر " (رقم 108 - بتحقيقي) وفيه مجهول، وآخر ضعيف كما بينته هناك. ولذلك فقد أخطأ العزيزي في " السراج المنير " تبعا للمناوي في " التيسير " إذ قال:

" إسناده حسن ".

 

(6/393)

 

 

وهذا مما لا وجه له البتة، ولعلهما اغترا بما في بعض النسخ من " الجامع الصغير " من الرمز له بـ (ح) أي الحسن كما اغتر به اللجنة المشار إليها آنفا؛ فقالوا في تعليقهم:

" ورمز له في " الصغير " بالحسن "!

وأقروه، ذلك مبلغهم من العلم!

كما اغتر بذلك المستشار الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال والحكم " للماوردي فقال تعليقا على الحديث وقد ذكره الماوردي مختصرا بلفظ ابن عباس (ص 30) :

" حسن، رواه أبو يعلى في " مسنده " عن ابن عمر " الجامع الصغير وضعيفه " للألباني برقم 1048، كما رواه عن ابن عمر البيهقي في " شعب الإيمان "، والدارقطني عن ابن عباس؛ " فيض القدير " للمناوي 1: 563 ".

قلت: وفي هذا التخريج على إيجازه أخطاء:

" أولا: قوله: " حسن " دون أن يبين وجهه، أو أن ينقله عن أحد من أهل العلم ممن يوثق بمعرفته بهذا الفن!

ثانيا: نقله عني التضعيف المعارض لتحسينه دون أن يرده بحجة تبرر له عدم اعتماده عليه!

ثالثا: جعله الحديث عن ابن عمر عند أبي يعلى والبيهقي، وهو خطأ مزدوج، فإن ابن عمر لا علاقة له مطلقا بهذا الحديث، وإنما هو عن أبيه عمر عند أبي يعلى، وعن أبي قلابة مرسلا عند البيهقي كما تقدم بيانه بالنقل عن كتابيهما مباشرة، والحمد لله الذي يسر لنا ذلك فله الفضل والمنة! وإنما وقع الدكتور المشار

 

(6/394)

 

 

إليه في هذه الأخطاء لتسرعه في النقل والإكثار منه دون تأن وتبصر وتحقيق، فإنه اغتر بما وقع في متن " فيض القدير " للمناوي في تخريج الحديث هكذا (ع عن ابن عمر) ، وكذا وقع في " السراج المنير " للعزيزي وهو خطأ مطبعي صوابه (ع عن عمر) ، لم يتنبه له الدكتور رغم أنه وقع هكذا على الصواب في " الجامع الصغير " المطبوع فوق شرح المناوي. وفي " ضعيف الجامع الصغير " أيضا. وترتب على ذاك الخطأ والغفلة عنه خطأ آخر بسبب قول المناوي عقب التخريج السابق: " ورواه عنه أيضا البيهقي في شعب الإيمان ". فرجع ضمير (عنه) إلى ابن عمر، والصواب أن مرجعه إلى عمر. على أن قول المناوي هذا خطأ أيضا؛ لأن البيهقي إنما رواه عن أبي قلابة مرسلا، كما عرفت مما سبق، وهو في ذلك الخطأ تابع للسيوطي في " الجامع الكبير "، كما تقدم نقله عنه، وانظر الحديث (2124) .

2865 - (اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن) .

ضعيف جدا

رواه تمام في " الفوائد " (266/2) ، وابن عساكر (267/1) عن مسلمة بن علي: حدثنا حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب ".

 

(6/395)

 

 

2866 - (اقض بينهم، فإن الله تبارك وتعالى مع القاضي ما لم يحف عمدا) .

موضوع

أخرجه الحاكم (3/577) ، وأحمد (5/26) من طريق أبي داود عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال:

 

(6/395)

 

 

" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقضي بين قومي فقلت: ما أحسن القضاء، قال: افصل بينهم. فقلت: ما أحسن الفصل. فقال: " فذكره.

قلت: أبو داود هذا نفيع بن الحارث الأعمى؛ قال الحافظ:

" متروك، وقد كذبه ابن معين ".

قلت: وقال الحاكم:

" روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة ".

ومن طريق أبي داود - هذا - أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " (20/230/539 و 540) و " الأوسط " (6/316/3508) - وكذا في " مجمع الهيثمي " (4/193) وقال -:

" وهو كذاب ".

2867 - (أقل ما يوجد في آخر الزمان في أمتي درهم من حلال، أو أخ يوثق به) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (371/2) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن سنان بن يزيد: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رفعه؛ وقال:

" لا يرون بهذا الإسناد إلا يزيد بن سنان، وقد أتي هذا الحديث منه، لا من محمد بن أيوب الرقي؛ وهو عزيز الحديث، ومحمد بن أيوب ليس له من الحديث إلا مقدار خمسة أو ستة، ويزيد بن سنان الرهاوي له حديث كثير، وفيه ما لا يوافقه الثقات عليه ".

 

(6/396)

 

 

أورده في ترجمة محمد بن يزيد بن سنان أبي فروة، ومع ذلك فإن لم يذكر فيه شيئا كما ترى؛ سوى هذا الحديث يرويه عن محمد بن أيوب. ومع ذلك فأبن عدي في كلامه المذكور يجعله من رواية يزيد بن سنان وليس من رواية ابنه محمد ابن يزيد بن سنان والد يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان. والظاهر أنه خطأ من ابن عدي، فقد رأيت الحديث في " تاريخ ابن عساكر " (15/436/1) من طريق محمد بن قبيصة: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الجزري عن محمد بن أيوب الرقي به.

فالحديث حديث محمد بن يزيد بن سنان عن الرقي، وليس من حديث يزيد ابن سنان كما وهم ابن عدي، والله أعلم.

ويؤيده أنهم لم يذكروا في الرواة عن الرقي يزيد بن سنان، وأنما ابنه محمد. ومحمد بن يزيد هذا؛ ليس بالقوي كما في " التقريب ".

وشيخه محمد بن أيوب الرقي أسوأ حالا منه؛ قال فيه ابن أبي حاتم (3/2/197) عن أبيه:

" ضعيف الحديث ". وقال ابن حبان:

" كان يضع الحديث ".

2868 - (أقلوا الدخول على الأغنياء؛ فإنه أخرى أن لا تزدروا نعمة الله عز وجل) .

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (321/322) وابن عدي في " الكامل " (5/76) ، والسفلي في " الطيوريات " (176/1) ، والديلمي

 

(6/397)

 

 

(1 / 1 / 37) عن عمار بن زربي: أخبرنا بشر بن منصور عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية عن مطرف عن أبيه مرفوعا. وقال العقيلي:

(عمار بن زربي الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به ".

قال الذهبي:

" وقد سمع من عمار بن زربي عبدان الأهوازي وتركه ورماه بالكذب ".

والحديث عزاه السيوطي للحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الشخير، وهو في " المستدرك " (4/312) وقال: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي، لكن سقط منهما إسناده، فلم نعرف هل هو من هذه الطريق أم من الطريق أم من طريق أخرى، وأن كان يغلب على ظني حين رأيته في " الشعب " (7/273-274/10287) من طريق الحاكم عن عمار بن زربي به.

2869 - (أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف، أمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (4/2/29-30) ، وأبو يعلى في " المفاريد " (ق 12/1) ، وعنه ابن حبان (1202) ، والطبراني (20/322-323/763) والحاكم (4/159) من طريق محمد بن سليمان بن مسمول: حدثنا القاسم بن مخول البهزي: سمع أباه يقول:

" قلت: يا رسول الله! أوصني، قال: " فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

 

(6/398)

 

 

" قلت: ابن مسمول ضعيف ".

قلت: القاسم بن مخول لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن مسمول، وبيض له ابن أبي حاتم، وأما ابن حبان فذكره له في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين.

(تنبيه) : وقع في إسناد الحاكم بعد " البهزي ": " عن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " وكأنه مقحم من بعض النساخ أو الطابع. والله أعلم.

2870 - (أقيلوا السخي زلته، فإن الله آخذ بيده كلما عثر) .

ضعيف

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 55) : حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي: حدثنا محمد بن عبيد الله السراج: حدثنا المبارك بن عبد الخالق المدني: حدثنا سعيد بن محمد المدني: حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط. ومن دون فضيل لم أعرف أحدا منهم.

وأبو الحارث هذا؛ أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15/521/2 - 522/1) وقال:

" روى عنه أبو بكر الخرائطي، ولم أجد للدمشقيين عنه رواية، وأظنه مات في الغربة ".

ثم ساق له أحاديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولا وفاة، فهو في عداد المجهولين.

 

(6/399)

 

 

لكن قد جاء من طرق أخرى عن فضيل؛ فأخرجه أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد " (ق 31/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/166) ، وفي " الحلية " أيضا (10/4) ، والخطيب في " التاريخ " (14/98) ، والسلفي في " أحاديث وحكايات " (ق 78/1) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (61/2) عن أبي الفيض ذي النون المصري: حدثنا فضيل بن عياض به.

وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/185/2) ، وأبو نعيم في " الأخبار " (2/319) ، وفي " الحلية " (10/4) من طريق محمد بن عقبة المكي: حدثنا الفضيل بن عياض به. وقال الطبراني:

" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عقبة ".

كذا قال، وقد تابعه من عرفت، فعلة الحديث ليث بن أبي سليم، ولفظ الطريقين الآخرين عنه:

" تجافوا (وفي رواية: تجاوزا) عن ذنب السخي ... " الحديث.

وبالرواية الأخيرة؛ أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا (1/185/1) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (5/59) من طريق بشر بن عبيد الله الدراسي: أخبرنا محمد بن حميد العتكي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا وقال:

" لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن حميد، تفرد به بشر ".

قلت: وهو ضعيف جدا؛ قال ابن عدي:

" منكر الحديث عن الأئمة، بين الضعف جدا ".

وساق له بالذهبي مما أنكر عليه أحاديث قال في أحدها:

 

(6/400)

 

 

" وهذا موضوع ".

وشيخه محمد بن حميد العتكي؛ لم أعرفه.

وأما الهيثمي فقد اقتصر في " المجمع " (6/282) على إعلاله بالدارسي فقال:

" وهو ضعيف "! وقد وجدت للعتكي متابعا؛ أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (4/108) : حدثنا محمد بن حميد: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي: حدثنا إبراهيم بن حماد الأزدي: حدثنا عبد الرحمن بن حماد البصري قال: حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله به. وقال:

" غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه ".

قلت: يعني من حديث الأعمش عن أبي وائل، وإلا فقد كتبه من غير هذا الوجه عنه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كما تقدم.

وهذا إسناد ضعيف أيضا؛ عبد الرحمن بن حماد البصري فيه كلام، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث، ومن دونه لم أعرفهم.

وروي من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه.

أخرجه ابن عساكر (15/439/2) عن أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن يونس بن الحسن الطائي: حدثنا محمد بن كثير: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ثم أنشد محمد بن كثير لنفسه:

كن سخيا ولا تبال ابن من كنت * * * فما الناس غير أهل السخاء

لن ينال البخيل مجدا ولو نال * * * بيافوخه نجوم السماء

 

(6/401)

 

 

قلت: ومحمد بن كثير - وهو الصنعاني - فيه ضعف. والراوي عنه لم أعرفه.

وأخرج أبو بكر بن المرزبان في " المروءة " (2/1) من طريق الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة قال:

" رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية، فقيل له: يا أمير المؤمنين إن له مروءة، قال: استوهبوه من خصمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.... فذكره بلفظ:

" تجاوزوا لذوي المروءة عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر، وإن يده لفي يد الله عز وجل ".

قلت: وهذا مع انقطاعه؛ فإن ابن أبي سبرة متهم بالكذب، ومثله الواقدي.

وبالجملة فطرق الحديث كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض، ليس فيها ما يأخذ بعضد الآخر، وقد قال الهيتمي الفقيه في " أسنى المطالب " (27/2) :

" ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات "، والحق أنه ضعيف ".

(تنبيه) : ألفاظ الحديث في هذه الطرق كلها متقاربة - باستثناء حديث الواقدي - غير حديث ابن عباس عند الخطيب؛ فإنه بلفظ:

" تجاوزوا عن ذنب السخي، وزلة العالم، وسطوة السلطان العادل، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم ".

فهو عندي باطل بهذا اللفظ، لأنه مع كونه من رواية ليث بن أبي سليم كما تقدم، فإنه لم تقع هذه الزيادة في شيء من طرقه، ولا طرق غيره، إلا في رواية الخطيب هذه، وفيها هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي؛ قال الذهبي:

 

(6/402)

 

 

" روى الكثير بعد الخمسين وأربعمئة إلا أنه راوية للموضوعات والبلايا وقد تكلم فيه ".

قلت: فهذا من موضوعاته. والله أعلم.

ثم إن الحديث في " نسخة نبيط بن شريط الموضوعة " (ق 158/1) وهو ثاني حديث فيها بلفظ:

" أقيلوا الحسن الخلق السخي زلته فإنه [لا] يعثر حتى يأخذ الله عز وجل بيده "

وقد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 201) .

2871 - (أكبر الكبائر حب الدنيا) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/130) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم: حدثنا الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال الستة، غير أبي جعفر محمد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم فلم أعرفه.

 

(6/403)

 

 

2872 - (صلت الملائكة على آدم، فكبرت عليه أربعا، وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/75/1) ، والدارقطني (190) ، والبيهقي (4/36) من طريق عثمان بن سعد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 

(6/403)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف؛ من أجل عثمان هذا؛ فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب ".

ورواه داود بن المحبر: حدثنا رحمة بن مصعب عن عثمان بن سعد به موقوفا على أبي.

قلت: وهذا الإسناد مع كونه ضعيفا جدا لحال داود بن المحبر؛ فلعله أصح لأنه ورد بإسناد آخر صحيح عن الحسن به نحوه كما يأتي.

وتابعه خارجة عن يونس عن عتي به.

أخرجه الدارقطني.

لكن خارجة هذا - وهو ابن مصعب بن خارجة الخراساني السرخسي - قال الحافظ:

" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".

وقد أخرجه أبو داود الطيالسي عنه بأتم منه وليس فيه التكبير، فقال (549) : حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي السعدي عن أبي بن كعب. قال أبو داود: حدثنا ابن فضالة عن لحسن رفع الحديث:

" لما نزل بآدم الموت، قال: أي بني! إني أشتهي من ثمر الجنة، فانطلق بنوه يلتمسون له، فرأتهم الملائكة، فقالوا: أين تريدون يا بني آدم؟ فقالوا: اشتهى أبونا من ثمر الجنة فانطلقنا نطلب ذلك له، فقالوا: ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم، فأقبلوا حتى انتهوا إلى آدم عليه السلام، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلصقت بآدم، فقال: إليك عني، فمن قبلك أتيت، دعيني وملائكة ربي، فقبضوه وهم ينظرون، وغسلوه وهم ينظرون، وكفنوه وهم ينظرون، وصلوا عليه ثم أقبلوا عليهم فقالوا: يا بني آدم! هذه سنتكم في موتاكم، وهذا سبيلكم ".

 

(6/404)

 

 

قلت: وهذا صحيح ثابت عن الحسن لم يتفرد به خارجة. فقال الإمام أحمد في " المسند " (5/136) : حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن به نحوه.

وأخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (2/328/1) عن أحمد.

وهذا إسناد صحيح موقوف.

وتابعه يونس بن عبيد؛ فقال ابن سعد في " الطبقات " (1/33 - 34) : أخبرنا سعيد بن سليمان: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا يونس بن عبيد عن حسن قال: أخبرنا عتي السعدي به.

وهذا صحيح أيضا؛ صرح فيه الحسن - وهو البصري - بالتحديث.

ثم أخرجه ابن سعد من طريق إسحاق بن الربيع (وهو الأبلي العطاردي) عن الحسن به.

وقد جاء مرفوعا؛ أخرجه الحاكم (1/344 - 345) من طريق إسماعيل عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.... فذكره نحو لفظ الطيالسي؛ وقال:

" صحيح الإسناد ". وهو كما قال، فإن عتيا هذا - وهو ابن ضمرة السعدي - قد روى عنه ابنه عبد الله أيضا، ووثقه ابن سعد وغيره.

ثم أخرجه الحاكم (2/545) من طريق موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن الحسن به مرفوعا مختصرا بلفظ:

" لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا، وألحدوا له، وقالوا: هذه سنة آدم في

 

(6/405)

 

 

ولده ". وقال:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.

وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/75/1) ، وابن عساكر (2/328/1) من طريق روح بن أسلم: حدثنا حماد بن سلمة به. وقال الطبراني:

" لم يروه عن حماد إلا روح ".

قلت: يرد عليه رواية الحاكم، فتنبه.

وجملة القول؛ أن الحديث عن أبي صحيح مرفوعا وموقوفا، ولكن ليس في شيء من الروايات الثابتة ذكر التكبير عليه أربعا كما في حديث الترجمة. نعم روى ابن عدي (288/1) ، وأبو نعيم في " الحلية " (4/96) ، وابن عساكر (2/328/2) من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" كبرت الملائكة على آدم أربعا ".

لكن محمد بن زياد هذا - وهو الطحان اليشكري - كذاب يضع الحديث كما قال أحمد، فلا يستشهد به ولا كرامة. ولعله من طريقه أخرجه الشيرازي في " الألقاب " من حديث ابن عباس بلفظ:

" إن الملائكة صلة على آدم، فكبرت عليه أربعا ".

هكذا عزاه إليه في " الجامع الصغير "، وبيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء، ولكنه عزاه للخطيب أيضا باللفظ المذكور.

وخالفه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال:

 

(6/406)

 

 

" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا.... وكبرت الملائكة على آدم أربعا ".

وفرات هذا متروك أيضا؛ وقد قال فيه الإمام أحمد:

" قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يتهم بما يتهم به ذاك ".

وقد وجدت الحديث في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم (2/25) في ترجمة علي بن مانك البلخي: حدث عن محمد بن أحمد الفرائضي: حدثنا محمد بن علي: حدثنا محمد بن محمود القاضي: حدثنا أحمد بن يعقوب القاري: حدثنا شقيق بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:.. فذكره دون قوله: " وقالت:.... " وقال مكانه: " وسلموا تسليمتين ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ شقيق بن إبراهيم - وهو البلخي - من كبار الزهاد؛ لكنه منكر الحديث كما في " الميزان "؛ وقال في " الضعفاء ":

" لا يحتج به ".

ومن دونه لم أجد من ترجمهم، وعلي بن مانك لم يذكر فيه أبو نعيم جرحا ولا تعديلا.

والخلاصة أن الحديث ضعيف. والله أعلم.

وانظر ما سيأتي (3010) .

2873 - (علي أصلي، وجعفر فرعي) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/42 - 43) من طريق

 

(6/407)

 

 

الطبراني وغيره؛ عن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر: حدثني عمي موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية عن أخيه عبد الله بن معاوية، عن أبيه معاوية بن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علل:

الأولى: عبد الله بن معاوية؛ مجهول الحال في الرواية، وابن حزم يقول فيه:

" كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية ".

الثانية: صالح بن معاوية؛ مجهول لم يترجموه!

الثالثة: محمد بن إسماعيل بن جعفر؛ مجهول أيضا.

ولذلك قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني:

" فيه من لم أعرفهم ".

2874 - (أكبر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا، ولم يقتر عليهم فيسألوا) .

ضعيف

رواه الخطيب في " الموضح " (2/206) عن شريك بن أبي نمر عن رجل من الأنصار يقال له ابن الجدع عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير ابن الجدع هذا فلم أعرفه. ومن طريقه رواه ابن شاهين كما في ترجمة الجدع الأنصاري من " الإصابة " (1/239) .

 

(6/408)

 

 

2875 - (اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم صل ما كتب الله لك، ثم احمد ربك وجده ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي في فلانة - سمها باسمها - خيرا في دنياي وآخرتي فاقض لي بها، أو قال: فاقدرها لي) .

ضعيف

رواه أحمد (5/423) ، وابن خزيمة في " صحيحه " (1/132/2) ، وعنه ابن حبان (685) ، والحاكم (2/165) ، وعنه البيهقي (7/147 - 148) ، وابن عساكر (5/214/1) والطبراني (1/195/1) عن ابن وهب: أخبرني حيوة بن شريح عن الوليد بن أبي الوليد أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب: حدثه عن أبيه عن جده أبي أيوب الأنصاري مرفوعا به. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وليس كما قالا، فإن خالد بن أبي أيوب أورده ابن أبي حاتم (1/2/322) بهذا السند ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول العين. وأما ابن حبان فوثقه (4/198) !

وابنه أيوب بن خالد قال الحافظ:

" فيه لين ".

والوليد بن أبي الوليد - وهو أبو عثمان المدني - وثقه أبو زرعة كما في " الجرح " (4/2/20) ؛ وقال الحافظ:

" لين الحديث ".

ورواه أحمد (5/423) من طريق ابن لهيعة عن الوليد بن أبي الوليد، به وفي الباب ما يغني عنه مثل حديث جابر وغيره: (إذا هم أحدكم

 

(6/409)

 

 

بالأمر. .) وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (1376) وغيره.

2876 - (أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم) .

ضعيف جدا

رواه الخطيب في " التاريخ " (13/36) ، وعبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (81/1) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/181 و 4/133) عن يعقوب بن يوسف: حدثنا موسى بن محمد أبو هارون البكاء: حدثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ... فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ أبو هاشم هذا قال ابن أبي حاتم (3/2/154) عن أبيه:

" منكر الحديث، ضعيف الحديث جدا، شبه المتروك، بابة زياد بن ميمون ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال النسائي:

" متروك الحديث ".

وأبو هارون البكاء؛ نقل الخطيب عن أحمد أنه قال:

" ليس بثقة ولا أمين، ولا كرامة ".

والحديث عزاه في " الجامع " لأبي الشيخ في " الثواب عن أنس " وقال المناوي:

" وفيه عبيد الله بن عبد المجيد، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: قال ابن

 

(6/410)

 

 

معين: ليس بشيء، ورقم [له] علامة الشيخين، ولقد أبعد المصنف النجعة حيث عزاه لأبي الشيخ مع وجوده لبعض المشاهير الذين وضع لهم الرموز، وهو الخطيب في " التاريخ " باللفظ المزبور عن أنس المذكور ".

قلت: وأنت ترى أن (عبيد الله بن عبد المجيد) ليس في إسناد الخطيب؛ فهل هو في سند أبي الشيخ، أم هو من أوهام المناوي؟

2877 - (أكثر من أن تقول: سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح، جللت السماوات والأرض بالعزة والجبروت) .

منكر

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (1082) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (633) عن درمك بن عمرو عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:

أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فشكا إليه الوحشة، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ درمك هذا قال أبو حاتم:

" مجهول ". وقال العقيلي:

" لا يتابع على حديثه ".

قال الحافظ: " وهو هذا ".

وأخرجه الطبراني وقال:

" لا يعرف إلا به، وقال أبو حاتم أيضا: منكر الحديث ".

ولهذا قال الذهبي في " الضعفاء ":

 

(6/411)

 

 

" له حديث واحد تفرد به ". وقال في " الميزان ":

" خبر منكر ".

2878 - (أكثروا استلام هذا الحجر، فإنكم يوشك أن تفقدوه بينما الناس ذات ليلة يطوفون به إذ أصبحوا وقد فقدوه، إن الله لا ينزل شيئا من الجنة إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " (ص 243 - 244) ، وعنه الديلمي (1/1/32) : حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن زهير بن محمد عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أبيه عن عائشة مرفوعا.

قلت: أشار الحافظ إلى إعلاله بعثمان بن ساج، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا؛ وقد قال فيه في كتابه " التقريب ":

" ضعيف ".

وزهير بن محمد - وهو الخراساني الشامي - وفيه ضعف أيضا.

ثم روى الأزرقي عن عثمان قال:

" وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول ما يرفع الركن، والقرآن، ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ".

 

(6/412)

 

 

2879 - (أكثروا ذكر الموت، فإن ذلك تمحيص للذنوب، وتزهيد في الدنيا، الموت القيامة، الموت القيامة) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/30) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن

 

(6/412)

 

 

محمد بن زاذان عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال الحافظ ابن حجر:

" قلت: عنبسة وشيخه واهيان ".

قلت: وقال في " التقريب " في كل منهما:

" متروك ". وزاد في الأول:

" رماه أبو حاتم بالوضع ".

وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" متروك متهم ".

والحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي الدنيا عن أنس، دون قوله: " الموت.... "؛ وزاد:

" فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم ".

ونقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال:

" إسناده ضعيف جدا ".

2880 - (أكثروا ذكر الموت، فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيى الله قلبه وهون عليه الموت) .

موضوع

رواه الديلمي (1/1/30) عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش عن نصر بن القاسم بن رشيد عن محمد بن يوسف المصيصي عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الحافظ:

 

(6/413)

 

 

" قلت: النقاش فيه مقال ".

قلت: لقد سهل الحافظ القول فيه، وحاله أسوأ من ذلك، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" متهم بالكذب ".

وقال في " الميزان ":

" كذاب ".

ومحمد بن يوسف المصيصي؛ قال الذهبي:

" لا أعرفه ".

وبشر بن سليمان الأشعبي؛ لم أجد من ذكره.

2881 - (أكثروا في الجنازة قول: لا إله إلا الله) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/32) عن عبد الله بن محمد بن وهب: حدثني يحيى بن محمد بن صالح: حدثنا خالد بن مسلم القرشي: حدثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي "، وسنان بن سعد؛ ويقال: سعد بن سنان؛ قال في " التقريب ":

" صدوق له أفراد ". وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفوه ".

ومن دون يحيى بن أيوب؛ لم أجد من ذكرهم.

 

(6/414)

 

 

2882 - (أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم، فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، يقل خيره، ويكثر شره، ويضيق على أهله) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/27 - 28) عن الدارقطني في " الأفراد " تعليقا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن بزيع عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس وجابر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الحافظ:

" قال الدارقطني:.... " كذا لم يذكر مقوله! والظاهر أنه قوله في عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم؛ ففيه ما يقتضي تضعيفه، فقد عزاه السيوطي في " الجامع " للدارقطني؛ فتعقبه المناوي بقوله:

" ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الدارقطني خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، فإنه أورده من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن بزيغ؛ وضعفه، فرمز المصنف لحسنه غير حسن ".

قلت: ومحمد بن إسحاق - وهو ابن يسار صاحب السيرة - مدلس؛ وقد عنعنه، فأنى للحديث الحسن؟ !

ورواه عمر بن نبهان عن الحسن عن أنس به.

أخرجه البزار (3/93/2321) وقال:

" لم يروه إلا أنس ".

قلت: ولكنه لا يصح، فإن الحسن - وهو البصري - مدلس. وعمر بن نبهان ضعفه أبو حاتم وغيره.

 

(6/415)

 

 

2883 - (أكثروا من ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة ومن أكثر منه نظر الله إليه، ومن نظر الله إليه فقد أصاب خير الدنيا الآخرة) .

موضوع

رواه ابن عساكر (6/123/2) عن رجاء بن عبد الرحيم الهروي: أخبرنا عبد الرحمن بن عمرو الباهلي قال: وحدثتنا سلامة بنت سليم قالت: سمعت أمي أم رشيد بنت سعيد تقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: فذكره مرفوعا.

أورده في ترجمة رجاء هذا؛ وروى عن أبي عبد الله الحاكم أنه قال:

" وهو كثير المناكير ".

قلت: لكنه لم يتفرد به؛ فقد تابعه محمود بن أحمد الجرجاني: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البصري به.

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (431) في ترجمة محمود هذا؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

فالعلة - فيما أظن - من عبد الرحمن بن عمرو الباهلي؛ قال أبو حاتم:

" كان يكذب، فضربت على حديثه ".

وقال الدارقطني:

" متروك يضع الحديث ".

ومن فوقه من البنت وأمها لم أجد من ذكرهما.

ثم وجدت له متابعا آخر؛ فقال الطبراني في كتاب " الدعاء " (ق 180/1) : حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة به.

 

(6/416)

 

 

والعسكري هذا توفى سنة (289) كما في " تاريخ الإسلام " (21/217) .

فانحصرت العلة في (عبد الرحمن بن عمرو) .

2884 - (أكرموا الخبز، ومن كرامته أن لا ينتظر الأدم) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (15/436/1) عن محمد بن قبيصة الأسفرائيني: حدثنا بشر العبدي قال: ذهبت مع أمي إلى وليمة فيها غالب القطان فوضع الخوان فأمسكوا أيديهم فقال: مالكم؟ فقالوا: حتى يجيء، فقال غالب: حدثتني كريمة بنت هشام الطائية عن عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، كريمة هذه مجهولة الحال؛ لم يوثقها أحد.

وبشر العبدي؛ لم أعرفه، واحتمال كونه بشر بن الحكم بن حبيب العبدي أبو عبد الرحمن النيسابوري الثقة بعيد؛ لأنه مات سنة (237) أو (238) وهو من شيوخ الشيخين، ويبعد أن يكون أدرك غالب القطان وهو ابن خطاف؛ وهو من أتباع التابعين، وقد قيل إنه روى عن أنس!

ومحمد بن قبيصة الأسفرائيني؛ لم أجد له ترجمة، ولكنه قد توبع، فأخرجه الحاكم (4/122) والبيهقي (5/85/5871) من طريق محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي: حدثنا بشر بن المبارك الراسبي (وقال البيهقي: العبدي) قال: ذهبت مع جدي في وليمة فيها غالب القطان ... الحديث مثله. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". وأقره الذهبي بقوله:

" قلت: المرفوع منه أكرموا الخبز ".

قلت: يعني أن تمام الحديث " ومن كرامته..... " مدرج فيه ليس منه. وهو

 

(6/417)

 

 

خلاف الظاهر من الروايتين. لكن بشر بن المبارك الراسبي لم أجد من ذكره، وقد ذكره في " اللآلي " (2/215) من رواية البيهقي دون الزيادة فوقع فيه بشر بن المبارك العبدي؛ ولعله الصواب بشهادة الرواية التي قبلها.

وقد روي الحديث بزيادة أخرى من طرق وهو:

2885 - (أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء، وأخرج له بركات الأرض) .

ضعيف

روي من حديث الحجاج بن علاط، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن أم حرام، وأبي هريرة، وأبي سكينة، وموسى الطائفي، ومكحول مرسلا.

1- أما حديث الحجاج؛ فيرويه مروان بن سالم عن إسماعيل بن أمية عن بعض ولد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط مرفوعا.

أخرجه الرافقي في " جزئه " (31/1) .

وهذا إسناد موضوع، مروان بن سالم وهو الغفاري الجزري؛ قال الحافظ:

" متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع ".

2- وأما حديث أبي موسى؛ فيرويه نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عنه وزاد:

" والبقر، والحديد، وابن آدم "، وقال: " سخر له " مكان " أنزل له ".

أخرجه الرافقي أيضا، والمخلص في " بعض الخامس من الفوائد " (257/2) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (17/457/1) ، وتمام في " الفوائد " (86/1) ، وأبو سعيد الماليني وقال:

 

(6/418)

 

 

" يقال: إن نميرا تفرد بهذين الحديثين ".

قلت: يعني هذا، وآخر بلفظ: " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي:

" وهما موضوعان، ونمير ما عرفته، وأما أبوه وجده فمعروفان ".

قلت: يعني هذا، وآخر بلفظ: " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي:

" وهما موضوعان، ونمير ما عرفته، وأما أبوه وجده فمعروفان ".

قلت: أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد "، والأب مجهول - كابنه - لم يرو عنه غير ابنه والوليد بن مسلم، وأما الجد فثقة.

3- وأما حديث ابن عباس؛ فيرويه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عنه.

أخرجه ابن قتيبة في " كتاب العرب، أو الرد على الشعوبية " (ص 288 - 289) وقال ابن عساكر:

" هذا حديث غريب ".

قلت: ومحمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - كذاب.

4- واما حديث ابن عمرو؛ فيرويه طلحة بن زيد: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن يزيد عنه.

أخرجه تمام (133/1) ، وأبو الحسن الحمامي في " جزء الاعتكاف " (99/2) وقال:

" غريب من حديث طلحة بن زيد ".

قلت: وهو متروك؛ وقد اضطرب في سنده فرواه مرة هكذا، ومرة قال: عن زيد الحضرمي عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به.

ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية المخلص؛ وقال:

" طلحة متروك ".

 

(6/419)

 

 

وقد خولف في إسناده وهو:

5- وأما حديث عبد الله بن أم حرام؛ فرواه أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز: حدثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أبو العباس - وكان صدوقا -: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت عبد الله بن أم حرام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره؛ وزاد:

" ومن تتبع ما يسقط من السفرة غفر له ".

أخرجه أبو تمام في " الفوائد " (13/133/1) هكذا، والطبراني (ق 40/1 - مجموع 6) ، البزار (2877 - كشف) إلا أنه قال: " عبد الملك (الأصل: عبد الله) بن عبد الرحمن الكناني ".

وأخرجه العقيلي في " الضعفاء " (246) من طريق المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس الشامي عن إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة؛ وقال الغلابي:

" قال يحيى بن معين: أول هذا الحديث حق، وآخره باطل ".

وروى العقيلي عن البخاري أن عبد الملك هذا منكر الحديث؛ ضعفه عمرو بن علي جدا، ثم روى عن عمرو بن علي أنه قال فيه:

" كذاب ".

قلت: وأنت ترى أن عمرو بن علي قد قال في رواية تمام عنه:

" وكان صدوقا ". وقد نقلوا عنه أنه قال في موضع آخر:

" وكان ثقة ".

 

(6/420)

 

 

وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان؛ الأول: عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام أبو هشام الذماري الأبناوي؛ وهو الذي وثقه عمرو بن علي.

والآخر: عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي أبو العباس؛ وهو الذي ضعفه عمرو بن علي وغيره. واستظهر الذهبي أنهما واحد، وهو الذي ينشرح له صدري لأن هذا الحديث مداره على عبد الملك بن عبد الرحمن، فوقع في طريق تمام أنه الذماري، وفي طريق العقيلي أنه الشامي، وفي الطريقين معا أن كنيته أبو العباس. وهذا ينافي تخصيص المضعف بهذه الكنية كما فعل الحافظ، فالظاهر أنه رجل واحد، وإنما اضطر الحافظ إلى جعلهما رجلين لاختلاف قول عمرو بن علي فيه. والخطب في مثله سهل، فقد يختلف اجتهاد الحافظ في الراوي حسب ما يبدو له ويرد إليه مما يحمله على التوثيق أو التضعيف، وعلى كل حال فالعلماء مطبقون على أن صاحب هذا الحديث إنما هو الذي ضعفه عمرو بن علي جدا، وقال فيه البخاري:

" منكر الحديث "؛ كما رواه العقيلي عنه فيما تقدم. وكذلك رواه عنه ابن عدي (ق 306/1) ؛ وذكر أن له أحاديث مناكير عن الأوزاعي.

وتابعه غياث بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/246) ، والخطيب في " التاريخ " (12/323) ، والطبراني أيضا، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال:

" لا يصح، غياث كذاب ".

وأقره السيوطي في " اللآلي " (2/214) .

6- وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم: حدثني أبو حربة أحمد بن الحكم - من أهل البلقاء - عن عبد الله بن إدريس قال: وفد

 

(6/421)

 

 

على مولاي نجا ملك البجة رجل من أهل الشام يستميحه يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فقدم إليه طعاما على مائدة، فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف، فقال له عبد الرحمن بن هرمز: حدثني أبو هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

" إذا خرجتم من حج أو عمرة فتمتعوا لكي تنكلوا (!) ، واكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر له بركات السماء والأرض، ولا تسندوا القصعة بالخبز، فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع ".

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/4) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو حربة، ويقال: أبو حزبة؛ لا يعرف كما في " الميزان ".

وأبو الفيض ذو النون - وهو المصري - ضعفه الدارقطني بقوله:

" روى عن مالك أحاديث فيها نظر ".

قلت: ولعله أدركته غفلة الصالحين!

7- وأما حديث أبي سكينة؛ فيرويه خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عنه مرفوعا بلفظ:

" أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه، فمن أكرم الخبز فقد أكرم الله ".

أخرجه الطبراني، وسكت عليه في " اللآلي " (2/215) فلم يحسن، لأن خلفا هذا (ووقع فيه " خالد " وهو خطأ مطبعي) كذبه أبو حاتم، وتساهل الهيثمي في الاقتصار على تضعيفه فقال:

" رواه الطبراني، وفيه خلف بن يحيى قاضي الري وهو ضعيف. وأبو سكينة

 

(6/422)

 

 

قال ابن المديني: لا صحبة له ".

8- وأما حديث موسى الطائفي؛ فيرويه منهال بن عيسى العبدي: أخبرنا معان أبو صالح: حدثني موسى الطائفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" أكرموا الخبز،.... " فذكر الحديث.

هكذا أخرجه البخاري في " التاريخ " (4/2/12) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، موسى الطائفي لم أجد له ترجمة، وليس صحابيا، فإن معانا الراوي عنه ذكروا أنه روى عن أبي حرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة.... فهو تابعي أو تابع تابعي.

ومعان أبو صالح ذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال:

" حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه ".

ومنهال بن عيسى العبدي؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/3581) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع البخاري قبله، وفي ترجمته ساق هذا الحديث. ونقل ابن علان في " شرح الأذكار " (5/152) عن أبي حاتم أنه قال: مجهول. والله أعلم.

9- وأما مرسل مكحول؛ فيرويه محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عنه مرفوعا به وزاد:

" وإذا وضعت المائدة فأربعوا، ومن يأكل ما يسقط حول المائدة يغفر له ".

أخرجه حميد بن زنجويه في " ترغيبه " كما في " اللآلي " وسكت عليه؛ وكأنه لوضوح ضعفه؛ فإنه مع إرساله فيه الفضل بن عطاء وهو مجهول.

 

(6/423)

 

 

ومحمد بن راشد؛ إن كان المكحولي الدمشقي فصدوق يهم، وإن كان المكفوف البصري فمقبول عند الحافظ.

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف من جميع طرقه، لشدة ضعف أكثرها واضطراب متونها، اللهم إلا طرفه الأول " أكرموا الخبز "، فإن النفس تميل إلى ثبوتها، لاتفاق جميع الطرق عليها، ولعل ابن معين أشار إلى ذلك بقوله المتقدم، " أول هذا الحديث حق، وآخره باطل ". ولأن حديث عائشة الذي قبله يمكن اعتباره شاهدا له لا بأس به لخلوه من الضعف الشديد، بل قد صححه الحاكم والذهبي كما تقدم، ونقل الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " عن شيخه (يعني الحافظ ابن حجر) أنه قال فيه:

" فهذا شاهد صالح ".

والله سبحانه وتعالى أعلم.

2886 - (أكثروا من الصلاة على موسى فما رأيت أحدا من الأنبياء أحوط على أمتي منه) .

منكر

رواه ابن عساكر (17/193/1) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لاختلاط التنوخي هذا مع ثقته وفضله.

لكن يزيد - وهو ابن عبد الرحمن - بن أبي مالك الدمشقي فيه لين.

 

(6/424)

 

 

2887 - (صلاة المرأة وحدها تفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة) .

 

(6/424)

 

 

منكر.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/58) من طريق بقية بن الوليد: حدثني أبو عبد السلام: حدثني نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، آفته أبو عبد السلام - وهو الوحاظي - وهو في مشيخة (بقية) العوام المجهولين، والخبر منكر؛ كذا في " الميزان "، ولعله يعني هذا الخبر.

2888 - (إن الله يحب المداومة على الإخاء القديمة، فداوموا عليها) .

ضعيف جدا

رواه أبو الشيخ في " التاريخ " (ص 212) ، وأبو الحسن الحربي في " أحاديثه " المعروفة بـ " الحربيات " (2/47/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/58) ، والديلمي (1/2/249) عن عبد الله بن محمد عن داود بن إبراهيم (وهو الواسطي) قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أعله أبو الشيخ وأبو نعيم بعبد الله بن محمد - وهو ابن سلام أبو بكر - قالا:

" وكان شيخا فيه لين ".

وقال الذهبي - بعد أن ساقه من طريق أبي نعيم -:

" هذا منكر بمرة، ما أظن سفيان حدث به قط ".

 

(6/425)

 

 

2889 - (من اتقى الله عز وجل عاش قويا، وسار في بلاد عدوه

 

(6/425)

 

 

آمنا) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/63/247 - 248) عن عبد الله بن سخت: حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم: حدثنا صالح المري عن الحسن عن سمرة مرفوعا.

أورده في ترجمة ابن سخت ولم يزد فيها على أن ذكر له هذا الحديث؛ وآخر بلفظ: " يا ابن آدم ارض بالقوت.... ".

قلت: فهو إسناد ضعيف؛ لجهالة ابن سخت هذا. وضعف صالح المري؛ وهو ابن بشير البصري القاص الزاهد، وعنعنة الحسن البصري.

وأخرجه في " الحلية " (2/175) من طريق إسحاق بن العنبر قال: حدثنا نصر بن ثابت عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب مرفوعا به إلا أنه قال:

" بلاده " مكان " بلاد عدوه ".

ولكن الإسناد ضعيف جدا، نصر بن ثابت قال الذهبي:

" تركه جماعة، وقال البخاري: يرمونه بالكذب ... ".

وإسحاق بن العنبر كذبه الأزدي؛ وقال:

" لا تحل الرواية عنه ".

والحديث بيض المناوي لإسناده ولم يتكلم عليه بشيء، وقد عزاه السيوطي للحلية. وزاد المناوي: والعسكري عن سمرة.

2890 - (الجنة لكل ثابت، والرحمة لكل واقف) .

 

(6/426)

 

 

ضعيف جدا.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/84) عن حجاج بن نصير: حدثنا مقاتل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، مقاتل هذا - وهو ابن سليمان الخراساني صاحب التفسير - قال الحافظ:

" كذبوه، وهجروه، ورمي بالتجسيم ".

وحجاج بن نصير؛ ضعيف كان يقبل التلقين.

والحديث مما بيض له المناوي!

2891 - (أكثر الناس ذنوبا، أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (346) ، وابن بطة في " الإبانة " (2/127/2) ، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (10/136/2) ، وعنه أبو علي البنا في رسالة " السكوت ولزوم البيت " (ق 6/2) ، والديلمي (1/1/130) من طريق عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة مرفوعا. وقال العقيلي:

" عصام بن طليق، قال يحيى (يعني ابن معين) : ليس بشيء، وشعيب مجهول بالنقل، وقد تابعه (يعني عصاما) من هو دونه أو مثله ".

وقال البخاري فيه:

" مجهول، منكر الحديث ". وروى ابن النجار عن الدارقطني قال:

" كتب إلي أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قال: عصام بن طليق شيخ يروي عن الحسن، روى عنه البصريون ... وكان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام أثبات ".

 

(6/427)

 

 

قلت: ولعل الصواب فيه الوقف، فقد أخرجه ابن وهب في " جامعه " (ص 52) ، ووكيع في " الزهد " (2/64/1) والبيهقي في " الشعب " (7/416/10808) من طريق صالح بن خباب عن حصين بن عقبة الفزاري قال: قال عبد الله: ... فذكره موقوفا؛ إلا أنه قال:

" أكثرهم خوضا في الباطل ".

ورجاله كلهم ثقات، غير صالح بن خباب؛ فأورده ابن أبي حاتم (2/1/400) هكذا وقال:

" مولى بني الديل، روى عن عطاء بن أبي رباح، وروى عنه جعفر بن ربيعة وابن لهيعة ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأورده البخاري في " التاريخ " (2/2/287) هكذا:

" صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الديل، عن عطاء..... ".

وكذلك هو في " ثقات ابن حبان " و " ابن ماكولا " كما في حاشية الشيخ اليماني رحمه الله على الكتابين. وكذلك هو في " ثقات العجلي " بترتيب السبكي رقم (568) وقال:

" حجازي ثقة ".

فالسند موقوف جيد إن شاء الله تعالى.

ثم رواه وكيع عن شمر بن عطية عن سلمان موقوفا عليه بلفظ:

" كلاما في معصية ".

 

(6/428)

 

 

وشمر هذا ثقة، ولكنه لم يدرك سلمان.

ورواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (4/41/2) عن أبي جعفر الرازي عن قتادة مرفوعا مرسلا.

قلت: وهذا مع إرساله ضعيف؛ لسوء حفظ الرازي.

والحديث عزاه في " الجامع " لابن لال وابن النجار عن أبي هريرة. والسجزي في " الإبانة " عن عبد الله بن أبي أوفى، وأحمد في " الزهد " عن سلمان موقوفا.

فقال المناوي في " شرحه ":

" رمز المصنف لضعفه، وفيه كلامان:

الأول: أنه قد انجبر بتعدد طرقه كما ترى، وذلك يرقيه إلى درجة الحسن بلا ريب. وقد وقع له الإشارة إلى حسن أحاديث [في] هذا الكتاب أوهى إسنادا من هذا بمراحل لاعتضاده بما دون ذلك. الثاني: أن له طريقا جيدة أغفلها، فلو ذكرها واقتصر عليها أو ضم إليها هذا لكان أصوب، وهي ما رواه الطبراني بلفظ: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل. قال الهيثمي: رجاله ثقات ".

قلت: وفي هذا التعقب نظر.

أولا: أن السيوطي ذكره من ثلاث طرق:

الأولى: عن أبي هريرة؛ وقد عرفت ضعفها.

الثانية: عن ابن أبي أوفى؛ ولم نقف على إسنادها، ولا تكلم المناوي عليها بشيء.

 

(6/429)

 

 

الثالثة: موقوفة؛ والموقوف لا يصلح شاهدا للمرفوع كما هو ظاهر، فجزمه بأن الحديث يرتقي إلى درجة الحسن، هو من زلة القلم بلا شك، لأنه يعلم أن قاعدة انجبار الحديث الضعيف بكثرة الطرق ليس على إطلاقها كما بينه النووي وابن الصلاح وغيرهما.

ثانيا: قد عرفت أن السيوطي لم يذكر له غير طريق واحد مرفوعا، وهذا مع احتماله كونه شديد الضعف، فأين كثرة الطرق حتى ينجبر به الضعف؟ !

ثالثا: وإذا كان السيوطي قد تساهل كثيرا فحسن أحاديث هي أوهى إسنادا من هذا، فذلك لا يسوغ لنا أن نتساهل مثله، بل ذلك ينبغي أن يكون لنا عبرة، فلا نقع في مثل ما وقع هو فيه من التساهل!

رابعا: أن صنيعه يوهم أن الطريق الجيدة التي أغفلها السيوطي ورواها الطبراني هي مرفوعة. وليس كذلك؛ بل هي موقوفة على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. كذلك ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/303) وأظن أنها من طريق صالح بن خباب المتقدمة، فإذا كان كذلك فهي أن تكون شاهدا على ضعف الحديث وعلى أن راويه أخطأ في رفعه - كما سبقت الإشارة إليه - أقرب من أن تكون شاهدا له يقويه. فتأمل.

ثم صدق ظني حين رجعت إلى " الطبراني " (9/108/8547) فإذا هو من طريق صالح بن خباب (موقوفا) .

2892 - (أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة يوم القيامة) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/29) عن الحسن بن سعيد الموصلي

 

(6/430)

 

 

عن إبراهيم بن حيان عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا.

قال الحافظ:

" إبراهيم بن حيان "!

كذا بياض في الأصل، وقد ذكر في " اللسان " تبعا لأصله:

" قال ابن عدب: أحاديثه موضوعة ".

وبرد بن سنان صدوق؛ لكنه لم يسمع من أبي أمامة، بينهما مكحول، فقد أورده المنذري في " الترغيب " (2/281) بزيادة - في وسطه -:

" فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة ". وقال:

" رواه البيهقي بإسناد حسن، إلا أن مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة ".

قلت: وكذا ذكر السخاوي في " القول البديع " (ص 158) دون أن يعزوه للمنذري! ثم قال عقبه:

" نعم في " مسند الشاميين " للطبراني التصريح بسماعه منه، وقد رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " له، فأسقط منه ذكر مكحول وسنده ضعيف، ولفظه عند الطبراني: من صلى علي، صلى عليه ملك حتى يبلغنيها. وقد تقدم في الباب الثاني ".

قلت: ونص كلامه هناك (ص 113) :

" رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مكحول عنه. قلت: وقد قيل: إنه لم يسمع منه، إنما رآه رؤية. والراوي له عن مكحول موسى بن عمير؛ وهو الجعدي الضرير كذبه أبو حاتم ".

قلت: ينظر في إسناد الطبراني الذي صرح مكحول فيه بسماعه من أبي أمامة

 

(6/431)

 

 

هل يصح عنه؟ فقد جزم أبو حاتم بأنه لم يره. وعلى فرض الثبوت، فلا يلزم منه ثبوت اتصال هذا الإسناد عنه؛ لأنه كان مدلسا. فتنبه.

ثم رجعت إلى " مسند الشاميين " فرأيت فيه تصريحه بسماعه من أبي أمامة في حديث آخر. لكن في الطريق إليه (3415) محمد بن الفضل وهو ابن عطية كذبوه. لكن فيه (3448) بإسناد آخر جيد: أنه دخل على أمامة بحمص ... بحديث آخر. والجواف قد عرف.

ثم إن تحسين المنذري إياه يشعر بأنه ليس فيه عند البيهقي إبراهيم بن حيان. فلينظر.

ثم رجعنا إلى " سنن البيهقي " (3/249) فإذا فيه (إبراهيم بن الحجاج) ، وهو ثقة، ولذلك حسنه المنذري، وما أظن (الحجاج) إلا تحريف (حيان) فقد ساق ابن عدي (1/254) لإبراهيم بن حبان هذا حديثا آخر عن حماد بن سلمة بإسناده المذكور، وكذلك وقع في إسناد الديلمي كما ترى، وهو الذي روى عن حماد، وعنه الحسن بن سعيد الموصلي كما في " المغني "، وقال:

" ساقط متهم ".

2893 - (أكثروا من القرينتين: سبحان الله وبحمده) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/29) من طريق الحاكم عن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: حدثنا الحسين بن عبد الله بن يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون زيد بن علي لم أجد من ترجمهم.

 

(6/432)

 

 

وأما المناوي فقال في " شرح الجامع ":

" رمز المصنف لضعفه، ووجهه أن فيه جماعة من رجال الشيعة كلهم متكلم فيهم ".

2894 - (من طلق البتة ألزمناه ثلاثا، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره) .

موضوع

رواه ابن النجار (10/169/2) عن عثمان بن مطر عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال: [سمع] رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا طلق البتة فغضب وقال: تتخذون دين الله - أو قال: تتخذون الله تعالى - هزوا ولعبا؟ ! من طلق.. الحديث.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته عبد الغفور هذا - وهو أبو الصباح الواسطي - قال البخاري:

" تركوه ". وقال ابن حبان:

" كان ممن يضع الحديث ".

وعثمان بن مطر؛ مثله أو نحوه؛ فقال ابن حبان:

" كان ممن يضع الحديث ".

وعثمان بن مطر؛ مثله أو نحوه؛ فقال ابن حبان:

" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ".

لكن تابعه قتيبة بن مهران: حدثنا عبد الغفور به؛ ولفظه:

" من طلق البتة اتخذ دين الله هزوا ولعبا، وألزمناه ثلاثا، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، يدخل بها بلا خداع ".

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/164 - 165) في ترجمة قتيبة

 

(6/433)

 

 

هذا. وذكر أنه روى عنه جمع، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا. وفي " الميزان " أنه أصبهاني مشهور، أثنى عليه يونس بن حبيب، وأنه كان جليلا. فالآفة من عبد الغفور المذكور.

وروى أبو الصلت إسماعيل بن أبي أمية الذراع من حفظه: حدثنا حماد بن زيد: أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: سمعت معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.... فذكره مختصرا بلفظ:

" من طلق للبدعة ألزمناه بدعته ".

أخرجه البيهقي (7/327) ، وكذا الدارقطني (ص 433) وقال:

" إسماعيل بن أبي أمية هذا كوفي ضعيف الحديث ".

وروى البيهقي من طريق أبي عبد الرحمن السلمي: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال:

" إسماعيل بن أبي أمية المصري (كذا) متروك الحديث ".

(تنبيه) : تصحف هذا الحديث على الشيخ النبهاني في كتابه " الفتح الكبير " فوقع فيه (3/210) : " من طلب البدعة..... "!

وحديث أنس ذكره ابن حزم في " المحلى " (10/164) من طريق إسماعيل هذا، لكنه جعله من مسنده لم يذكر معاذا فيه؛ وقال:

" حديث موضوع بلا شك ".

2895 - (عليكم بالصف الأول، وعليكم بالميمنة، وإياكم والصف بين السواري) .

 

(6/434)

 

 

ضعيف. رواه الطبراني في " الكبير " (3/143/1) ، و " الأوسط " (1/33/1) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/192) : حدثنا إسماعيل بن مسلم عن أبي يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل بن مسلم - وهو المكي - ضعيف الحديث كما في " التقريب ".

(تنبيه) : وقع الحديث في " مجمع الزوائد " (2/92) موقوفا على ابن عباس من رواية " المعجمين "، وهو فيهما مرفوع كما ذكرنا، فالظاهر أنه سقط رفعه من الناسخ أو الطابع.

(فائدة) : الشطر الثاني من الحديث قد ثبت عن ابن مسعود موقوفا:

" لا تصفوا بين السواري ".

رواه البيهقي (2/279) ، والطبراني. وإسناده حسن على ما قال الهيثمي (2/95) . وهو مردود كما سيأتي بيانه إن شاء الله برقم (5834) .

وثبت عن أنس أنهم كانوا يتقون الصلاة بين السواري على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الحاكم (1/210) وصححه. ووافقه الذهبي.

2896 - (إن أمتي لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (3950) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (رقم 84 - بتحقيقي) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (133/2) ، واللالكائي في " أصول أهل السنة " (1/105/653) عن معان بن رفاعة

 

(6/435)

 

 

السلامي عن أبي خلف الأعمى عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ أبو خلف الأعمى قال الحافظ:

" متروك، ورماه ابن معين بالكذب ".

وقال الدارقطني في " الأفراد ": تفرد بهذا الحديث.

ومعان بن رفاعة؛ لين الحديث.

وأخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/208) من طريق بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن أرطاة بن المنذر عن أبي عون الأنصاري عن سمرة بن جندب مرفوعا به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علل:

الأولى: الانقطاع بين أبي عون الأنصاري وسمرة بن جندب، فإن أبا عون هذا لم يذكروا له رواية عن الصحابة، بل قال ابن عبد البر:

" روى عن عثمان مرسلا ".

الثانية: جهالة حال أبي عون هذا؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في " التقريب ":

" مقبول " يعني عند المتابعة؛ وإلا فلين الحديث.

الثالثة: ضعف عتبة بن أبي حكيم؛ قال الحافظ:

" صدوق يخطىء كثيرا ".

الرابعة: عنعنة بقية؛ فإنه كان مدلسا.

 

(6/436)

 

 

2897 - (أكل الطين حرام على كل مسلم) .

ضعيف جدا

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/101) ، والديلمي (1/1/131) عن عمر بن شبة: حدثنا إبراهيم بن بكر عن أبي عاصم العباداني عن أبان عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: أبان - وهو ابن أبي عياش - وهو متروك.

الثانية: أبو عاصم العباداني؛ قال الذهبي:

" ليس بحجة، يأتي بعجائب، قال العقيلي: منكر الحديث ".

الثالثة: إبراهيم بن بكر - وهو الشيباني - قال أحمد:

" رأيته وأحاديثه موضوعة ". وقال الدارقطني:

" متروك ".

وله طريق أخرى؛ يرويها خالد بن غسان: حدثنا أبي: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا به.

أخرجه ابن عدي (120/1) ، ومن طريقه السلفي في " معجم السفر " (159/1) وابن الجوزي في " الموضوعات " (3/32) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ غسان - وهو ابن مالك بن عباد البصري - قال ابن أبي حاتم (3/2/50) عن أبيه:

وخالد بن غسان؛ قال الدارقطني:

 

(6/437)

 

 

" متروك الحديث ". وقال ابن عدي:

" حدث عن أبيه بحديثين باطلين، وأبوه معروف، ولا بأس به ".

ثم ساقهما، هذا أحدهما والآخر بلفظ:

" من مات وفي بطنه مثال من طين أكبه الله على وجهه في النار ".

وإسنادهما واحد.

وفي الباب أحاديث أخرى بنحوه، أخرج بعضها البيهقي في " السنن الكبرى " (10/11) وقال:

" لا يصح منها شيء ". وروى عن ابن المبارك أنه أنكر هذا الحديث وقال:

" لو علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله لحملته على الرأس والعين والسمع والطاعة ".

2898 - (أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم) .

منكر

أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (ص 308) ، والعقيلي في " الضعفاء " (3/84) ، والخطيب في " التاريخ " (5/94 و 6/138 و 10/300) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (ق 62/2) ، والديلمي (1/1/34) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (2/52/2) ، والدامغاني الفقيه في " الأحاديث والأخبار " (1/107/1) ، والقاضي أبو يعلى في " المجلس الثاني من الأمالي " (48/1) كلهم من طريق عبد الصمد بن موسى قال: حدثني عمي إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا. وقال الخطيب والديلمي والدامغاني عن الدارقطني:

 

(6/438)

 

 

" هذا حديث غريب، تفرد به عبد الصمد بن موسى بهذا الإسناد ".

ونحوه قول العقيلي:

" حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

وقال الخطيب في حديث يأتي برقم (5722) :

" ضعفوه ".

وعمه إبراهيم بن محمد؛ نحوه في الضعف، وقد أخرجه العقيلي في ترجمته أيضا (1/65) وقال:

" حديثه غير محفوظ ".

وقال الذهبي في ترجمته:

" وقع لنا حديثه عاليا في " جزء البانياسي " عن عبد الصمد بن علي عن آبائه: أكرموا الشهود ... وهذا منكر، وإبراهيم ليس بعمدة. ذكره العقيلي ".

قال الحافظ عقبه:

" لفظ العقيلي: إبراهيم حديثه غير محفوظ، ولا أصل له ".

قلت: ليس في نسختنا من العقيلي قوله: " ولا أصل له ". والله أعلم.

وعبد الصمد بن علي؛ أورده الذهبي لهذا الحديث وقال:

" وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ سكتوا عنه مداراة للدولة ".

وتعقبه الحافظ بأن العقيلي أورده في " الضعفاء " وساق له هذا الحديث؛ وقال:

 

(6/439)

 

 

" حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

وله حديث آخر يأتي برقم (5722) .

2899 - (اكفلوا لي بست خصال. وأكفل لكم بالجنة: الصلاة، والزكاة، والأمانة، والفرج، والبصر، واللسان) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (13/2 - من ترتيبه) عن عبد الله بن عمر بن أبان: حدثنا يحيى بن حبان الطائي: حدثنا عصمة بن زامل عن أبيه: سمعت أبا هريرة يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال:

" لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وقال الهيثمي (1/293) بعدما عزاه لأوسط الطبراني:

" قلت: وإسناده حسن ".

ونقل المناوي عنه أنه قال:

" فيه حماد الطائي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".

كذا وقع فيه " حماد " وهذا اسم والد الراوي كما ترى، فلا أدري سقط اسم الراوي نفسه من المناوي أو من نسخة الطبراني خاصة الهيثمي (1) .

ثم إنني لم أجد في الرواة من يسمى يحيى بن حماد الطائي، وكأن ناسخ " زوائد الأوسط " وهي بخط الحافظ السخاوي؛ شك في هذا الاسم " يحيى "

__________

(1) ثم رأيته قد ذكره في موضع آخر من المجمع (10 / 301) فقال: " رزاه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " وفيه يحيى بن حماد الطائي ولم أعرفه. . . " فتبين أن السقط من المناوي أو من ناسخه. ثم إن عزوه لـ " الصغير " سهو؛ فإنه ليس فيه. والله أعلم.

 

(6/440)

 

 

فوضع عليها ضبة مشيرا إلى أن الأصل هكذا، فلا أدري السهو فيه ممن؟ ! فإن الصواب فيه " جميل بن حماد الطائي " هكذا ذكره ابن أبي حاتم (1/1/519) وقال:

" روى عن عصمة بن زامل، وروى عنه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح القرشي ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وكذلك ذكره في ترجمة عصمة بن زامل الطائي (3/3/20) ولم يذكر فيها أيضا جرحا ولا تعديلا.

وكذا في " اللسان " (4/168 - 169) وقال:

" قال البرقاني: قلت للدارقطني: جميل بن حماد عن عصمة بن زامل فذكر هذا الإسناد؟ فقال: إسناد بدوي، يخرج اعتبارا ".

وزامل؛ هو ابن أوس الطائي، كذا ذكره ابن حبان في " الثقات " (1/58) ، ولم ينسبه ابن أبي حاتم (1/2/617) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

قلت: ومن هذا التحقيق يتبين أن هذا الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين؛ فتحسينه ليس بحسن، وكذلك قول المنذري (1/143 و 263) :

" لا بأس به ".

نعم؛ إذا صح قوله في الموضع الثاني: " وله شواهد كثيرة " كان حسنا لغيره، وما يترجح ذلك عندي الآن. والله أعلم. وإنما ثبت بلفظ آخر، فراجع " الصحيحة " (1525) .

 

(6/441)

 

 

2900 - (أكل الليل أمانة) .

ضعيف

عزاه في " الجامع الصغير " لأبي بكر بن أبي دواد في " جزء من حديثه "، والديلمي في " ميند الفردوس " عن أبي الدرداء. وقد وقفت على إسناده في قطعة من أربعين حديثا يغلب على الظن أنها للحافظ الذهبي أو ابن المحب المقدسي في " المجموع - 107 " الحديث الثاني عشر، ساقه بإسناده إلى أبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث: حدثنا كثير بن عبيد: حدثنا بقية عن مهدي بن الواليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير عن أبي الدرداء مرفوعا.

وكذا أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/131) عن كثير بن عبيد به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، مهدي بن الواليد هذا؛ قال في " الجرح " (4/1/337) :

" روى عن أبيه عن يزيد بن خمير. روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد: روى عنه ابنه المؤمل بن مهدي. سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعلم روى عنه غير بقية ".

قلت: فهو مجهول، وهو مما يستدرك على الذهبي ثم العسقلاني، فإنهما لم يورداه في كتابيهما.

ثم إن ابن أبي حاتم ذكر آنفا أنه روى عن أبيه عن يزيد بن خمير، وليس في إسناد هذا الحديث " عن أبيه " والله أعلم.

وبقية - وهو ابن الواليد - مدلس وقد عنعنه.

وأما يزيد بن خمير؛ فهو حمصي صدوق كما قال الحافظ. وقال الذهبي:

 

(6/442)

 

 

" تابعي قديم، صويلح ".

ولم يعرفه المناوي فقال في إعلامه للحديث:

" مجهول "!

2901 - (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فبغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله يوشك أن يأخذه) .

ضعيفأخرجه البخاري في التاريخ (3/131/389) ، والترمذي (3861) ، وابن حبان (2284- موارد) ، وأحمد (4/87 و 5/54-55) ، وفي " الفضائل " (1/47/1 و 3) ، وابنه عبد الله في " زوائده " (1/48/2و4) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/479/992) ، وأبو نعيم في " الحلية " (8/287) ، والعقيلي (2/272) ، وابن عدي (4/167) ، والبيهقي في " الشعب " (2/191/1511) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " (9/123) ؛ كلهم من طريق عن سعد بن إبراهيم - وقال بعضهم: إبراهيم بن سعد -: حدثنا عبيد بن أبي رائطة عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي:

" حديث [حسن] غريب، لانعرفه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وقوله: " حسن " زيادة في بعض النسخ دون بعض؛ كما ذكر ذلك الأستاذ الدعاس في تعليقه عليه، وفي ثبوتها في " الترمذي " نظر عندي، ولا

 

(6/443)

 

 

سيما وهو مناف لحال أحد رواته في نقدي لما يأتي، فقد عزاه جمع للترمذي منهم العراقي في " تخريج الإحياء " (1/93) ، ومن قبله الحافظ المزي في " التحفة " فلم يذكروا عنه تحسينه إياه، وكذلك في ترجمة عبد الرحمن بن زياد من " التهذيب ". وتبعهم السيوطي في " الجامع الكبير "، ومن قبله ابن كثير في " التفسير / الأحزاب "، لكني قد وجدت التحسين قد ذكره في عبارة الترمذي المتقدمة من أقدم من هؤلاء جميعا وأكثر معرفة بكتاب الترمذي، ألا وهو الحافظ البغوري في " شرح السنة " (14/71) ، فالظاهر أن التحسين ثابت عن الترمذي في بعض نسخ كتابه القديمة، فإن صح عنه فهو من تساهله المعروف، فقد قال شيخه البخاري عقب الحديث:

" فيه نظر ".

قلت: ولعل ذلك - والله أعلم - من قبل راويه عبد الرحمن بن زياد؛ فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية من طريق ابن أبي رائطة عنه. ولذلك قال الذهبي في " الميزان ".

" لا يعرف، قال البخاري: فيه نظر ".

وأقره الحافظ في " اللسان "؛ وذكر أنه اختلف في اسمه، وأنه مفسر في " التهذيب " في ترجمة عبد الرحمن بن زياد. وهناك روى عن ابن معين أنه قال فيه:

" لا أعرفه ".

والاختلاف الذي أشار إليه، قد تتبعته في المصادر التقدمة فوجدته على الوجوه الأربعة التالية:

 

(6/444)

 

 

1- عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي.

2- عبد الرحمن بن أبي زياد.

3- عبد الرحمن بن زياد

4- عبد الرحمن بن زياد أو غبد الرحمن بن عبد الله.

فأقول: إن هذا الاختلاف مما يؤكد ما سبق عن الحافظ أنه لا يعرف. وعلى الوجه الأول وقع " كامل ابن عدي "، ولكنه شذ عن الجماعة، فأورد الحديث بإسناده تحت ترجمة (عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي) ، وروى فيها قول البخاري المتقدم في (عبد الله بن عبد الرحمن) :

" فيه نظر ".

فأوهم ابن عدي بصنيعه هذا أن الحديث حديث الطائفي هذا، ولا علاقه له به مطلقا، فقد تبعه على ذلك المعلق عليه!

وخالف الطرق المشار إليها آنفا حمزة بن رشيد الباهلي فقال: حدثنا إبراهيم ابن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عمر بن بشر عن أنس بن مالك أو عمن حدثه عن أنس بن مالك - إبراهيم شك - عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

أخرجه العقيلي (2/273) .

قلت: وهذه رواية شاذة بل منكرة؛ فإن حمزة هذا - مع مخالفته للثقات - لم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال. ثم قال العقيلي:

" وفي هذا الباب أحاديث جيدة الإسناد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ ".

 

(6/445)

 

 

قلت: وكأنه يشير إلى نكارته، وهو بها حري. ومن تلك الأحاديث التي أشار إليها قوله صلى الله عليه وسلم: " ولا تسبوا أصحابي.... " الحديث؛ وهو مخرج في " ظلال الجنة " (2/478-479) برواية الشيخين وغيرهما. وله شواهد خرجت بعضها في " الصحيحة " (4/556/1923) .

(تنبيه) : لقد خلط الأخ الداراني المعلق على " موارد الظمآن " في هذا الحديث بين راويه (عبد الله بن عبد الرحمن) وبين آخر في طبقته وهو (عبد الله ابن عبد الرحمن الرومي) وكلاهما في " ثقات ابن حبان "، الأول هو فيه برقم (5/46) ، والآخر برقم (5/17) برواية آخر عنه وهو حماد بن زيد، وذاك كما سبق برواية عبيدة بن أبي رائطة، فجعلهما المومى إليه واحدا، وبناء على ذلك حسن إسناده! وقال (7/226) :

" وقد روى عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في " الثقات " (5/17) ، وحسن الترمذي حديثه "!

قلت: فالرقم (5/17) يشير إلى ترجمة الرومي الذي روى عنه حماد بن زيد كما سبق، ولا علاقة له بهذا الحديث، فهو بذلك قد خالف جميع الحفاظ المتقدمين منهم والمتأخرين في تفريقهم بين الترجمتين. وإنما أوفعه في ذلك إعجابه برأيه، واغتراره بما وقع في مطبوعة " الثقات " من زيادتين بين معكوفتين، أظهر التحقيق الذي أجريته عليه أنهما زيادتان منقولتان سهوا من بعض النساخ من الترجمة الأخري! وأودعت ذلك في كتابي " تسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله إتمامه.

وأما قوله: " وحسن الترمذي حديثه " فقد عرفت من التخريج أن نسخ الترمذي مختلفة في إثبات التحسين، وأن أكثر الحفاظ نقلوا عنه استغرابه

 

(6/446)

 

 

للحديث دون التحسين، وهو اللائق بحال راويه المجهول عند الحفاظ كابن معين وغيره ممن تقدم ذكره على الاختلاف في ضبط اسمه كما تقدم بيانه.

ومن غرائب المومى إليه أنه بعد أن نقل عن الترمذي قوله: " حسن غريب " أتبعه بقوله: " وانظر " تحفة الأشراف " برقم ... وجامع الأصول برقم ... وابن كثير 5/514 ".

وقد عرفت مما سبق أن " التحفة " و " ابن كثير " إنما نقلا عنه الاستغراب فقط! وأما " جامع الأصول " فليس فيه إلا قوله: " أخرجه الترمذي "! فهل في ذلك تدليس على القراء وإيهامهم بما يخالف الواقع، أم هي الحداثة في هذا العلم؟ أم هو تكثير السطور وتضخيم الكتاب بدون فائدة؟ !

ثم رأيت المناوي في " التيسير " قد لخص الكلام جدا في الإشارة إلى علة الحديث فقال:

" وفي إسناده اضطراب وغرابة ".

ثم رأيت ابن حبان قد سبق إلى ذاك الوهم؛ فقال عقب الحديث في " الإحسان " (9/189) :

" هذا عبد الله بن عبد الرحمن الرومي، بصري روى عنه حماد بن زيد ".

فخالف بهذا التفريق الذي جرى عليه في " ثقاته " تبعا للامام البخاري وغيره، كما سبق بيانه. وقد نبه على هذا المعلق على " الإحسان " (16/245) ، مشيرا إلى ذلك بالرقمين المتقدمين (5/17و46) ، ولكنه لم يتنبه للخلط الذي وقع في الترجمة الأولى كما تقدم التنبيه عليه.

 

(6/447)

 

 

2902 - (الله الله فيما ملكت أيمانكم، ألبسوا ظهورهم، وأشبعوا بطونهم، وألينوا لهم القول) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (2/254) ، والطبري في " التهذيب " (مسند علي 167/264) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (316) والطبراني في " المعجم الكبير " (19/41-42) عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة (زاد الأول:) عن كعب بن مالك قال:

" أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم أفاق، فقال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، من أجل علي بن يزيد وهو الألهاني، وعبيد الله بن زحر؛ قال فيه ابن حبان:

" يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر في إسناد خبر عبيد الله وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن؛ لم يمكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم ".

قلت: القاسم هذا صدوق حسن الحديث، فالآفة ممن دونه، وبذلك أعله الهيثمي فقال في " المجمع " (4/237) :

" رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن زحر وعلي بن زيد، وهما ضعيفان ".

 

(6/448)

 

 

2903 - (اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من الدنيا فأقر عيني من عبادتك) .

 

(6/448)

 

 

ضعيف.

رواه الديلمي (1/2/192-193) عن إبراهيم بن الحسين عن عبد الله بن صالح عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل؛ وعبد الله بن صالح؛ هو أبو صالح كاتب الليث، وفيه ضعف.

وإبراهيم بن الحسين؛ هو ابن ديزيل الكسائي المعروف ب " دابة عفان " وهو من الحفاظ المعروفين.

وأخرجه أبو نعيم في" الحلية " (8/282) من طريق عباد الخواص: حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو.. فذكره.

قلت: وهذا ضعيف أيضا أو أشد، فإنه مع إرسال الطائي له - وهو ثقة تابعي - فيه أبو بكر بن أبي مريم وكان اختلط.

وعباد - وهو ابن عباد الخواص - قال الحافظ:

" صدوق يهم، أفحش ابن حبان فقال: يستحق الترك ".

2904 - (الزم هذا البيت، ولو لم تصب شيئا تأكله إلا المسك. أي الإهاب) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/54) عن حفص بن عمر: أخبرنا سعيد بن عمرو: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي: أخبرنا أبو نعيم - بالشام - () الصيرفي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال خليلي أبو القاسم: فذكره.

 

(6/449)

 

 

وبيض له الحافظ.

قلت: وهو إسناد ضعيف مظلم، أبو نعيم هو الفضل بن دكين وهو ثقة ثبت. ذكره الحافظ ابن عساكر في شيوخ الجعفي هذا من " تاريخ دمشق " (15/297/1 - 2) وهو محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي أبو بكر الجعفي الكوفي ابن أخي حسين بن علي الجعفي. وقد ترجم له في " التهذيب "، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال:

" مستقيم الحديث، حدثهم بالشام بالغرائب ".

والصيرفي هذا لم أعرفه. وهكذا وقع في مسودتي " أبو نعيم - بالشام - الصيرفي " فالظاهر أن في العبارة سقطا، فلا أدري أهكذا هو في الأصل، أم السقط مني؟

ومن دون الجعفي لم أعرفهما.

والحديث عزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " (ق 31/2) لابن لال عن أبي الطفيل. ولم يورده في " الجامع الكبير " أيضا (1/125/2) .

2905 - (اللهم ارزقني عينين هطالتين، تشفيان القلب بذروف الدمع من خشيتك، قبل أن يكون الدمع دما، والأضراس جمرا) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (2/196 - 197) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (11/120) من طريق عبد السلام بن صالح أبي الصلت قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ثابت بن سرح أبو سلمة عن سالم عن ابن عمر قال:

" كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم..... " فذكره. وقال:

 

(6/450)

 

 

" رواه دحيم عن الوليد، ولم يجاوز به سالما ".

قلت: وكذلك رواه الإمام أحمد في " الزهد " (ص 10) : حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ثابت أبو سلمة الدوسي عن سالم بن عبد الله قال: فذكره. وكذلك رواه الحسين المروزي في " زوائد زهد ابن المبارك " (رقم 480) : أخبرنا الوليد بن مسلم به.

وكذلك رواه ابن عساكر من طرق عن الوليد.

قلت: وهذا هو الصواب مرسل. لأن أبا الصلت صدوق له مناكير كما في " التقريب "، فمخالفته للإمام أحمد والمروزي وللجماعة لا تقبل.

ثم إن ثابت بن سرح - وفي " الجرح والتعديل " (1/1/453) " سرج " بالجيم - روى عنه محمد بن شعيب بن شابور أيضا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وروى ابن عساكر عن أبي زرعة أنه قال: " مجهول، لا أعرفه إلا في حديث رواه عنه الوليد بن مسلم عن سالم، ولا أحسبه (سالم بن عبد الله بن عمر) ، هو عندي (سالم بن عبد الله المحاربي) أشبه، وإن كان مرسلا ".

قلت: والمحاربي صالح الحديث كما في " الجرح ".

فالحديث ضعيف للإرسال والجهالة.

2906 - (اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك، وعملا بكتابك) .

ضعيف

رواه الدولابي (2/150) والطبراني في " المعجم الأوسط " (2/

 

(6/451)

 

 

72/12886 و 5/289/5341) عن محمد بن سواء عن مغيرة بن سلمة عن أبان بن القاسم عن الحارث الأعور عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبان بن القاسم لم أجد من ترجمه.

والحارث الأعور ضعيف، ومن طريقه أورده الهيثمي في " المجمع (10/182) من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال أيضا:

" ضعيف ".

2907 - (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/1/30) ، و " الصغير " (130 - 131) ، وابن حبان (2424 و 2425) ، وأحمد في " المسند "، وابنه في " زوائده " (4/181) ، وابن عدي (ق 32/2) ، والطبراني في " الدعاء " (3/1471/1436) ونصر المقدسي في " الأربعين " (رقم 23) ، وابن عساكر في " التاريخ " (3/146/1 و 15/67/1) من طرق عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يقول: سمعت بسر بن أرطاة يقول: فذكره مرفوعا. وقال المقدسي:

" هذا حديث حسن غريب، تفرد به محمد بن أيوب ".

قلت: ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقد روى عنه جمع من الثقات، وقال ابن أبي حاتم (3/2/197) عن أبيه:

" صالح لا بأس به، ليس بالمشهور ".

 

(6/452)

 

 

وأبوه أيوب بن ميسرة؛ وثقه ابن حبان أيضا، روى عنه ابنه محمد وغيره. قال أبو مسهر: كان أفقه (يعني من أخيه يونس) ، وكان يفتي في الحلال والحرام، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه؛ كما في " التعجيل ". وقال في " اللسان ":

" رأيت له ما ينكر ".

قلت: فهو مجهول مغموز، وقد تابعه يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أرطاة عن بسر به.

أخرجه ابن عدي، والحاكم (3/591) ؛ وسكت عليه هو والذهبي.

ويزيد هذا لم أعرفه.

وبسر بن أرطاة - وقيل: ابن أبي أرطاة - مختلف في صحبته. وقال ابن عدي عقب هذا الحديث وحديث آخر ساقه له:

" مشكوك في صحبته ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" قال ابن معين: رجل سوء. قلت: ذا صحابي! ".

وقد أطال ابن عبد البر ترجمته في " الاستيعاب "، وذكر فيها بعض مساويه. فالله أعلم.

2908 - (كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة بعونك من النار) .

 

(6/453)

 

 

ضعيف جدا. أخرجه الحاكم (1/525) من طريق خلف بن خليفة: حدثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: فذكره؛ وقال:

" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.

قلت: لكن خلف بن خليفة متكلم فيه من قبل حفظه حتى اتهمه بعضهم، فقال الذهبي نفسه في " الضعفاء ":

" صدوق، قال ابن عيينة: يكذب ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد ".

قلت: فمثله ضعيف الحديث حتى يتبين انه حدث به قبل الاختلاط، أو يأتي ما يشهد له، وذلك مما لم نقف عليه، اللهم إلا في حديث صلاة الحاجة الذي أخرجه الترمذي (2/344 - شاكر) وغيره من طريق فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا بلفظ: " من كانت له إلى الله حاجة ... " الحديث وفيه هذا الدعاء دون قوله " والفوز ... ".

وضعفه الترمذي وغيره؛ وذلك لأن فائدا هذا متروك.

ثم إن الحديث أخرجه الحاكم أيضا (1/533 - 534) من طريق خلف بن خليفة بزيادة في أوله وآخره؛ وقال:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

 

(6/454)

 

 

" قلت: حميد متروك ".

قلت: فتأمل كيف تناقض الذهبي فضلا عن الحاكم، على أن تناقض هذا أيسر من الذهبي!

وعلى كل حال فهذه علة أخرى أهم من الأولى؛ لشدة ضعف حميد الأعرج هذا.

ومما ينبغي أن يستفاد بهذه المناسبة أن حميدا هذا؛ هو غير حميد بن قيس الأعرج، فهذا مكي ثقة محتج به في " الصحيحين "، وذاك كوفي واهي.

2909 - (اللهم إن قلوبنا ونواصينا بيدك، لم تملكنا منها شيئا، فإذا فعلت ذلك بها، فكن أنت وليها، واهدها إلى سواء السبيل) .

ضعيف جدا

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/367) ، والخطيب في " التاريخ " (13/199) من طريق أبي علي أحمد بن الحسن بن علي المقري - دبيس -: حدثنا نصر: حدثنا نصر بن داود الخليجي: حدثنا خلف [بن هشام] المقري قال:

" كنت أسمع معروفا الكرخي يدعو بهذا الدعاء كثيرا يقول: (فذكره) ، فقلت: يا أبا محفوظ! أسمعك تدعو بهذا الدعاء كثيرا، هل سمعت فيه حديثا؟ قال: نعم، حدثني بكر بن خنيس عن سفيان الثوري [عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء] ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ دبيس هذا ترجمه الخطيب (4/88) وقال:

" وكان منكر الحديث، قرأت بخط الدارقطني: ليس بثقة ".

 

(6/455)

 

 

وسائر الرواة ثقات معروفون على عنعنة أبي الزبير؛ غير معروف الكرخي - وهو الزاهد المشهور - له ترجمة حافلة عند الخطيب، ولكنه لم يذكر حاله في الرواية، وليس هو من رجال أحد الستة، ولا روى له أحمد في " المسند "، ولم يترجم له البخاري في " التاريخ الكبير "، وكذا ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "، ولم يذكره الذهبي في " الميزان " ولا استدركه عليه الحافظ في " اللسان "، فهو مجهول الحال في الرواية. والله أعلم.

2910 - (اللهم أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك) .

ضعيف

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 136 - 137) عن محمد بن النضر الحارثي عن الأوزاعي قال:

" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:.... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، ولأن الحارثي هذا مجهول الحال؛ ترجمه ابن أبي حاتم (4/1/110) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والحديث أخرجه أبو نعيم في " الحلية " من هذا الوجه كما في " فيض القدير "، والحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء، ولم يورده الغماري في فهرس " الحلية ". والله أعلم.

ثم رأيت الغماري في " المداوي " (2/223) لم يتعقب المناوي إلا في قوله:

" الأوزاعي تابعي ثقة جليل " بقوله:

" ما هو تابعي، ولكنه من كبار أتباع التابعين ".

 

(6/456)

 

 

2911 - (يا سلمان! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن، وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار، قل: اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانا في حسن خلق، ونجاحا يتبعه فلاح، ورحمة منك، وعافية ومغفرة منك ورضوانا) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/321) ، والحاكم (1/523) من طريق عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير فقال: فذكره، وقال:

" صحيح الإسناد ". ولم يتعقبه الذهبي بشيء، وعبد الله بن الوليد - وهو التجيبي - ضعفه الدارقطني جدا فقال:

" لا يعتبر بحديثه ".

وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "، وتوسط الحافظ بينهما فقال:

" لين الحديث ". وأما شيخه الهيثمي فقال في " المجمع " (10/174) - بعد عزوه لأحمد -:

" ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في الأوسط ".

قلت: هو عنده أيضا (9/132/9333) من طريق (عبد الله بن الوليد) .

 

(6/457)

 

 

2912 - (اللهم إني أسألك غناي، وغنى مولاي) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (662) ، وأحمد (3/453) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/329/828) عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.

 

(6/457)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير لؤلؤة فإنها مجهولة؛ لم يرو عنها غير محمد بن يحيى بن حبان هذا، وقال الحافظ في " التقريب ":

" مقبولة ".

وقد أسقطها ابن حبان من الإسناد في رواية لأحمد؛ وكذا رواه بان أبي شيبة (1/208) ، ولذلك قال الهيثمي (10/178) :

" رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك الإسناد الآخر وإسناد الطبراني غير لؤلؤة مولاة الأنصار وهي ثقة ".

ولا أدري عمدته في توثيقها! إلا أن يكون رآها في " الثقات " لابن حبان فاعتمده، ولا يخفى ما فيه. وقال ابن أبي حاتم في الرواية الأخرى لأحمد (2/202) :

" هذا خطأ، والصحيح عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة، ومعنى قوله: " غنى مولاي " يعني العصبة، قال الله تبارك وتعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي) قال: العصبة ".

ثم وجدت للحديث شاهدا موقوفا بإسناد واه، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (5/143/4849) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي: حدثنا أبو الهيثم خالد بن القاسم: حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أنه كان يقول حين يضطجع:

" اللهم إني أسألك غنى الأهل والمولى، وأعوذ بك أن تدعو علي رحم قطعتها ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا؛ آفته خالد هذا، قال ابن حبان في " الضعفاء " (1/282) :

 

(6/458)

 

 

" كان يوصل المقطوع، ويرفع المرسل، ويسند الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد، لا تحل كتابة حديثه ".

وقال ابن عدي في " الكامل " (2/10) :

" تركه أحمد وعلي، وقال البخاري: متروك، تركه الناس. وقال السعدي: كذاب، يزيد في الأسانيد ".

وقد طول الحافظ ترجمته في " اللسان "، وذكر عن ابن راهويه أنه قال:

" كان كذابا. وعن ابن أبي عاصم أنه قال في " كتاب الرحم " له: حدثنا أحمد بن الفرات: حدثنا خالد المدائني: حدثنا الليث عن يونس عن الزهري عن خارجة بن زيد أن أباه كان يدعو بدعاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك أن تدعو علي رحم قطعتها. ثم قال ابن أبي عاصم: وخالد متروك الحديث ".

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لجهالة لؤلؤة، والاضطراب في إسناده؛ فتارة تذكر فيه وتارة تسقط، وتارة قال الراوي بديلا عنها: " عن مولى لهم " في رواية للبخاري عقب الرواية الأولى، ولشدة ضعف شاهده المذكور. والله أعلم.

وقد جاء الحديث مقطوعا عند ابن أبي شيبة (9243) : حدثنا ابن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

" كان الرجل إذا دعا قال: اللهم أغنني وأغن مولاي.

وهذا إسناد صحيح مقطوع. فلعل هذا أصل الحديث رفعه الرواة وهما أو عمدا. والله أعلم.

وقد وهم الهيثمي وهما فاحشا فقال في حديث زيد بن ثابت (10/125) :

" رواه الطبراني، وإسناده جيد "!

 

(6/459)

 

 

2913 - (أربع من كن فيه حرمه الله على النار، وعصمه من الشيطان: من ملك نفسه حين يرغب، وحين يرهب، وحين يشتهي، وحين يغضب) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/166 -167) من طريق ابن السني معلقا عن شعيب بن يعيش بن يحيى عن جده يحيى بن عبد الله عن عمر بن سالم عن محمد بن عجلان عن أبان بن عمر بن عثمان عن أبيه مرفوعا. وذكر أن ابن لال رواه بإسناده عن الحسن موقوفا عليه نحوه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون محمد بن عجلان لم أعرفهم، ويحتمل أن يكون يحيى بن عبد الله هو البابلتي الضعيف. والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي بأتم منه للحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة.

وقال المناوي:

" إسناده ضعيف ".

 

(6/460)

 

 

2914 - (اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين) .

منكر

رواه ابن منده في " المعرفة " (2/335/2) من طريق الطبراني - وهذا في " المعجم الكبير " (24/344/858) - عن أحمد بن النعمان الفراء المصيصي: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي عن أبيه عن أمه عائشة بنت قدامة قالت: يمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره) قيل: يا رسول الله وما الأعميان؟ قال: السيل والبعير الصؤول.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عثمان الحاطبي وهو ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي؛ قال ابن أبي حاتم (3/1/144) عن أبيه:

 

(6/460)

 

 

" روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلت: فما حاله؟ قال: يكتب حديثه، وهو شيخ ".

وابنه عبد الرحمن ضعيف أيضا؛ قال ابن أبي حاتم (2/2/264) عن أبيه أيضا:

" هو ضعيف الحديث، يهولني كثرة ما يسند ".

والحديث قال الهيثمي (10/144) :

" رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي وهو ضعيف ".

2915 - (كان يدعو: اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردا غير مخزي، ولا فاضح) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/541) والبزار في " مسنده " (4/57/3186 - كشف الأستار) عن شريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فذكره. وقال:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: وشريك ليس بالحجة ".

ووقع في " المجمع " (10/179) (ابن عمرو) وقال:

" رواه الطبراني والبزار، وإسناد الطبراني جيد ".

قلت: فلعل إسناد الطبراني من غير طريق شريك، وهو ما أستبعده. والله أعلم.

ورواه أحمد (4/381) من طريق ليث عن مدرك عن عبد الله بن أبي أوفى

 

(6/461)

 

 

في آخر حديث له. وليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط. ومدرك هو ابن عمارة، وثقه ابن حبان (5/445) .

2916 - (اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي....) الحديث بطوله.

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/250) ، وابن خزيمة في " صحيحة " (1/122/1-2) ، والحربي في " غريب الحديث " (5/61/2) ، وابن عدي (127/1) ، وأبو نعيم " الحلية " (3/209) من طريق ابن أبي ليلى عن دواد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة حين فرغ من صلاته (وفي رواية: الركعتين قبل الفجر) يقول: فذكره. وقال الترمذي:

" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه ".

وكذا قال أبو نعيم، وهذا على ما أحاط به علمهم، وإلا فقد تابعه نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي: حدثنا أبي: حدثنا داود بن علي بن عبد الله ابن عباس به، إلا أنه قال:

" فلما ركع الركعة الأخيرة فاعتدل قائما من ركوعه قنت؛ فقال: " فذكره.

أخرجه تمام في " الفوائد " (ق 199/2-200/2) .

قلت: ونصر بن محمد هذا قال ابن أبي حاتم (4/1/471) عن أبيه:

" أدركته ولم أكتب عنه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق ".

وأما ابن حبان فذكره في " الثقات ".

 

(6/462)

 

 

وأبوه محمد بن سليمان بن أبي ضمرة؛ ذكره ابن حبان في " الثقات " أيضا.

وقال ابن أبي حاتم (3/2/268) عن أبيه:

" حدثنا الوحاظي عنه بأحاديث مستقيمة ".

ومدار الحديث على داود بن علي هذا، ومع ضعف الطريق إليه؛ فإن داودنفسه ليس بحجة كما قال الذهبي، على أنه قد توبع على بعضه، رواه عيسى بن يزيد عن عمر بن أبي حفص عن ابن عباس رضي الله عنه:

" أنه انصرف ليلة صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فسمعه يدعو في الوتر، فقال: "

فذكره مختصرا.

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 110) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (159-160) .

ولكنه إسناد ضعيف جدا، عيسى بن يزيد - وهو ابن داب الليثي المدني - قال الذهبي:

" كان أخباريا علامة نسابة، لكن حديثه واه. قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث ".

وعمر بن أبي حفص؛ لم أعرفه.

نعم؛ قد صح منه دعاء النور، أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ثم رأيت الذهبي قال في ترجمة داود بن علي هذا من " سير الأعلام " (5/444) ؛ مشيرا إلى هذا الحديث:

" له حديث طويل في الدعاء، تفرد به عنه ابن أبي ليلى وقيس، وما هو بحجة، والخبر يعد منكرا، ولم يقحم أولو النقد على تليين هذا الضرب لدولتهم "!

 

(6/463)

 

 

2917 - (كان يقول: اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/261) ، والحاكم (1/3580) ، وابن عدي (2/104) ، والخطيب في التاريخ (2/137) من طريق حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت: فذكره وقال الترمذي:

(حديث حسن غريب سمعت محمدا (يعني البخاري) يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا والله أعلم)

قلت: وهو ثقة جليل فقيه ولكنه كان كثير التدليس كما في التقريب، وقد أدرك ابن عمر وغيره من الصحابة فلأن يدرك عروة بن الزبير من باب أولى، فلولا أنه مدلس لكان الإسناد متصلا قويا

وقال الحاكم عقبه: (صحيح الإسناد إن سلم سماع حبيب من عروة)

وتعقبه الذهبي بأن فيه عنده بكر بن بكار، قال النسائي: (ليس بثقة)

قلت: لكن طريق الجماعة سالمة منه فالعلة العنعنة فقط.

 

(6/464)

 

 

2918 - (اللهم لك الحمد كالذي تقول، وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات

 

(6/464)

 

 

الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (4/265-266- تحفة) ، وابن خزيمة في " صحيحة " (280/1) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/221-222) من طريق قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن علي بن أبي طالب قال:

أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف....) فذكره، وقال الترمذي:

" حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بقوي ".

وقال ابن خزيمة:

" إن ثبت الخبر، ولا إخال ".

قلت: وعلته قيس؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه.

2919 - (ألهم إبراهيم الخليل عليه السلام هذا اللسان العربي إلهاما) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/343-344) ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " (1/2/105/2) من طريق الفضل بن محمد الشعراني: حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني: حدثني إبراهيم بن سعد عن سيفان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال:

 

(6/465)

 

 

هذا حديث غريب صحيح على شرط الشيخين، إن كان الفضل بن محمد حفظه متصلا عن أبي ثابت، فقد حدثناه أبو علي الحافظ: أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي: حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري: حدثنا عمي عن أبيه عن سفيان عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا نحوه ".

ووافقه الذهبي.

وأقول: إسناد المرسل صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ ماعدا النسائي وأبا علي الحافظ فهما ثقتان حافظان مشهوران.

وأما المسند فلا يصح؛ لأن الفضل بن محمد الشعراني فيه ضعف، وقد وثقه الحاكم وغيره، لكن قال ابن أبي حاتم (3/2/69) عن أبيه:

" تكلموا فيه ".

فمثله لا يقبل منه ما خالف فيه الثقات الأثبات، والحاكم نفسه قد شك في إسناده لهذا الحديث بقوله المتقدم:

" إن كان الفضل بن محمد حفظه متصلا ".

ويبدو أنه سرقه منه بعض الضعفاء، فرواه إبراهيم بن إسحاق الغسيلي: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري: حدثنا عمي: حدثنا أبي عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا (قرآنا عربيا لقوم يعلمون) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما "، كذا قال " إسماعيل ".

 

(6/466)

 

 

أخرجه الحاكم (2/439) وقال:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: حقه أن يقول (م) (يعني أنه على شرط مسلم) ولكن مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، وكان ممن يسرق الحديث ".

ومن الغريب أن الحاكم نفسه الذي صحح هذا الإسناد، قد حكم على الغسيلي هذا بالجهالة، فقد حكى الحافظ في " اللسان " في هذه الترجمة أنه قال:

" أنا أتعجب من شيخا (يعني ابن الأخرم) كيف حدث عن هذا الشيخ في " الصحيح "، وليس في كتابه من أشباهه من المجهولين أحد، وكتابه " الصحيح نظيف بمرة ".

قلت: وليت كتاب " المستدرك " كان نظيفا كذلك من أمثال هذا!

(تنبيه) : أورده السيوطي في " الجامع " باللفظ الثاني " إسماعيل "، وقال:

" رواه الحاكم والبيهقي في " الشعب " عن جابر ". فقال المناوي:

" الذي وقفت عليه في أصول قديمة من " شعب البيهقي " و " المستدرك " وتلخصيه للذهبي بخطه: " إبراهيم " بدل " إسماعيل "، فليحرر ".

وقال البيهقي عقب إيراده:

" المحفوظ مرسل ".

قلت: فلعل اللفظ الثاني من رواية الغسيلي في " المستدرك " هي في بعض نسخه، ومنها نقل السيوطي وعليها المطبوعة، ولعل اللفظ الأول في " المستدرك " لم يقف عليه السيوطي. والله أعلم.

 

(6/467)

 

 

2920 - (إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية) .

ضعيف

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (7/8/6694) وابن شمعون الوعظ في " الأمالي " (1/53/1) ، وعنه القضاعي (120/2) عن رشدين عن موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

ومن هذا الوجه الخلعي في " الفوائد " (2/58/2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل رشدين بن سعد؛ قال في " التقريب ":

" ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: كان صالحا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث ".

وموسى بن حبيب لم أعرفه، ولعله موسى بن أبي حبيب الحمصي فإنه من طبقته؛ قال ابن أبي حاتم (4/1/140) عن أبيه:

" حمصي قدم الكوفة، فحدثنا عنه الحسن بن عطية وعبد العزيز بن الخطاب، وهو ضعيف الحديث ".

والحديث عزاه السيوطي للطبراني في " الأوسط " والبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة. قال المناوي:

" قال مخرجه البيهقي نفسه عقب تخريجه: في إسناده ضعف. انتهى. وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني: إسناده حسن "!

وهو في " شعب الإيمان " للبيهقي (3/2/187/1- المصورة) .

 

(6/468)

 

 

2921 - (إليك رب حببني، وفي نفسي لك أذلِلْني، وفي أعين الناس عظمني، ومن سيىء الأخلاق جنبني) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/115-116) عن محمد بن الفضل ابن عطية عن زيد العمي عن مرة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، زيد العمي ضعيف، ومحمد بن الفضل بن عطية متهم.

 

(6/469)

 

 

2922 - (أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (342) ، وأحمد (3/435) من طريق علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: أن الأسود بن سريع قال:

[كنت شاعرا ف] أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح، وإياك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) ، هات ما امتدحت به ربك، قال: فجعلت أنشده، فجاء رجل، فاستأذن - أدلم أصلع، أعسر أيسر - قال: فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته، قال: كما صنع بالهر -، فدخل الرجل، فتكلم ساعة، ثم خرج، ثم أخذت أنشده أيضا، ثم رجع بعد، فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووصفه أيضا - فقلت: يا رسول الله! من ذا الذي استنصتني له؟ فقال:

" هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب ".

وفي رواية لأحمد (4/24) من هذا الوجه عنه قال:

" قلت: يا رسول الله! إني قد مدحت الله بمدحة، ومدحتك بأخرى، فقال

 

(6/469)

 

 

النبي صلى الله عليه وسلم: هات، وابدا بمدحة الله عز وجل ".

وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد وهو ابن جدعان؛ قال الحافظ:

" ضعيف ".

قلت: وقد روي من وجه آخر لا يصح أيضا، يرويه الحسن قال: قال الأسود ابن سريع:

" يا رسول الله! ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ فقال: إن ربك تبارك وتعالى يحب الحمد ".

زاد في رواية:

" ولم يستزده على ذلك ".

أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " (4/416/7745) ، وأحمد (3/430) ، والطبراني في " الكبير " (1/42/1) ، والحاكم (3/614) والزيادة له وقال:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي.

قلت: وهو منه عجيب، فقد قال في ترجمة الحسن هذا - وهو البصري -:

" كان كثير التدليس، فإذا قال فى حديث: " عن فلان " ضعف احتجاجه، ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه، فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع ".

قلت: وهذا الحديث منقطع لأنه لم يصرح بالسماع؛ ثم وجدت تصريحه من طريقين فخرجته في " الصحيحة " (3179) .

 

(6/470)

 

 

2923 - (أما إن ملكا بنكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له: بل أنت، وأنت أحق به، وإذا قال له: عليك السلام، قال: لا، بل لك، أنت أحق به) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/445) عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن مقرن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسب رجل عنده؛ قال: فجعل الرجل المسبوب يقول: عليك السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ لكن أبو خالد هذا لم يسمع من النعمان؛ كما يقيده قول الحافظ في " التهذيب ":

" أرسل عن عمر بن الخطاب والنعمان بن مقرن ".

وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " (419) من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس قال:

" استب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسب أحدهما، والآخر ساكت، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، ثم رد الآخر، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: لم نهضت؟ قال: نهضت الملائكة فنهضت معهم، إن هذا ما كان ساكتا ردت الملائكة على الذي سبه، فلما رد نهضت الملائكة ".

قلت: وعبد الله بن كيسان - وهو أبو مجاهد المروزي - ضعيف أيضا، قال الحاقظ:

" صدوق، يخطىء كثيرا ".

 

(6/471)

 

 

2924 - (أما أنت يا أبا بكر والؤمنون؛ فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (4/94) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (ق 2/2- نسخة المكتب) من طريق موسى بن عبيدة قال: أخبرني مولى ابن سباع قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال:

" كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزلت عليه هذه الآية (من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! ألا أقرئك آية أنزلت عليه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأقرأنيها فلا أعلم إلا أني وجدت في ظهري انقصاما لها، فتمطأت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأنك يا أبا بكر؟ قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءا، وإنا لمجزيون بما عملنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره. وقال الترمذي:

" حديث غريب، في إسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ومولى ابن سباع مجهول، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس به إسناد صحيح أيضا، وفي الباب عن عائشة ".

قلت: وكأنه يشير إلى ما أخرجه أحمد (1/11) من طريق أبي بكر بن أبي زهير قال: أخبرت أن أبا بكر قال: يا رسول الله! كيف الصلاح بعد هذه الآية (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) فكل سوء عملنا جزينا به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك ي أب بكر! ألست تمرض، ألست تنصب، ألست تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ قال: بلى، قال:

 

(6/472)

 

 

فهو ما تجزون به ".

وهذا إسناد ضعيف لظهور انقطاعه، ولأن ابن أبي زهير هذا مجهول الحال، وأما الحاكم فرواه (3/74) دون قوله " أخبرت " وقال: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!

وقد وصله (1/6) من طريق زياد الجصاص عن علي بن أبي زيد عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يعمل سوءا يجز به) في الدنيا.

وهذا ضعيف أيضا؛ من أجل زياد وهو ابن أبي زياد الجصاص؛ قال الحافظ:

" ضعيف ".

وعلي بن أبي زيد لم أعرفه، ولم يذكره الحافظ في " التعجيل " فالله أعلم.

ثم رأيت الحديث في " تفسير الطبري " (9/241/10522) من هذا الوجه، إلا أنه قال: " علي بن زيد " فتبين أنه في " المسند " محرف، وهو ابن جدعان؛ وهو سيىء الحفظ.

وله إسناد آخر فقال: عن أمية أنها سألت عائشة عن هذه الآية: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) وعن هذه الآية (من يعمل سوءا يجز به) ؟ فقالت: ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فقال:

" يا عائشة! هذه متابعة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمة والنكبة والشوكة، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضينه، حتى إن المؤمن ليخرج من زنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير ".

 

(6/473)

 

 

أخرجه أحمد (6/218) ، وابن جرير (10531) .

وهذا إسناد ضعيف أيضا؛ فإنه مع ضعف ابن جدعان؛ لا يعرف حال أمية هذه.

وتابعه أبو عامر الخزاز قال: حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة به مختصرا بلفظ:

قالت: قلت: يا رسول الله! إني لأعلم أشد آية في القرآن. فقال: ما هي يا عائشة؟ قلت: هي هذه الآية يا رسول الله (من يعمل سوءا يجز به) ، فقال:

" هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها ".

أخرجه ابن جرير (10530و 10532) .

وأبو عامر هذا اسمه صالح بن رستم المزني؛ وفيه ضعف.

وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة قال:

" لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة بنكبها، أو الشوكة يشاكها ".

أخرجه مسلم (7/16) ، والترمذي (4/94) ، وأحمد (2/248) ، وابن جرير (10520) ؛ وقال الترمذي:

" حسن غريب ".

وأخرج أبو نعيم في " الحلية " (8/119) من طريق محمد بن عبد بن عامر: حدثنا يحيى النيسابوري: حدثنا الفضيل بن عياض عن سليمان بن

 

(6/474)

 

 

مهران الكاهلي عن مسلم بن صبيح عن مسروق بن الأجدع قال: قال أبو بكر الصديق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء ".

وقال أبو نعيم:

" عزيز من حديث فضيل، ما كتبته إلا من هذا الوجه ".

قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن عبد بن عامر هذا؛ وهو السمر قندي؛ قال الذهبي:

" معروف بوضع الحديث ".

لكنه لم يتفرد به؛ فقد أخرجه ابن جرير (10529) من طريقين عن أبي معاوية عن الأعمش به؛ إلا أنه لم يذكر في سنده مسروقا، فلا أدري إذا كان سقط من قلم الناسخ، أو هكذا وقعت الرواية لابن جرير! . ويؤيد الأول أن السيوطي في " الدر المنثور " (2/226-227) عزاه لابن جرير في آخرين من طريق مسروق فقال:

" وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير ,ابو نعيم في " الحلية " وابن مردويه عن مسروق قال: قال أبو بكر: يا رسول الله ما أشد هذه الآية (من يعمل سوء يجزبه) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المصائب ... ".

وسعيد بن منصور من طبقة يحيى بن يحيى النيسابوري، فهو متابع له متابعة تامة أو قاصرة، وبذلك يسلم الحديث من السمر قندي المذكور، وقد رواه ابن مردويه - كمافي ابن كثير (2/558) - من طريق محمد بن عامر السعدي: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري به. فيبدو لأول وهلة أن السعدي متابع للسمرقندي

 

(6/475)

 

 

هذا، ولكن الظاهر أنهما واحد، تحرف السمرقندي إلى السعدي، ونسب الى جده عامر، فبدا أنه غيره، وهو هو. والله أعلم.

وجملة القول في هذه الطريق؛ أن رجالها ثقات، وأن لا علة فيها إلا الإرسال، وهو صحيح بالشواهد التي قبله.

وأما حديث الترجمة؛ فيبدو أن نصفه الأول قوي بها، وأما النصف الآخر فلم أجد ما يشهد له، فيبقى على ضعفه.

ثم رأيت في " المستدرك " (2/308) من طريق أبى المهلب قال:

" رحلت إلى عائشة رضي الله عنها في الآية (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) ؟ قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا ". وقال:

" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي.

2925 - (الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة، ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين) .

لا يصح

رواه ابن حمكان في " الفوائد " (1/162/1-2) ، وعنه ابن عساكر (12/251/1) وكذا ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/319/1345) : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطرسوسي (1) - قدم حاجا بهمدان - قال: حدثنا أبو الحسن راجح بن الحسين - بحلب - قال: وحدثنا يحيى بن معين عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب - ابن يزيد - عن عمر مرفوعا.

__________

(1) كذا في " الفوائد " و " العلل " وفي ابن عساكر: " الطوسي ": وذكر أنه الكازري من قرية من قرى طوس.

 

(6/476)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف، أورده ابن عساكر في ترجمة علي بن محمد هذا، وذكبر أنه رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز والشام. توفي بمكة سنة (362) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وبقية رجاله ثقات؛ غير راجح بن الحسين فلم أجد من ترجمه، ولم يورده ابن عساكر مع أنه من شرطه! وقال المناوي:

" قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وفيه راجح بن الحسين مجهول ".

قلت: وهذه فائدة لا توجد في كتب الرجال لا في " الميزان " ولا في " لسانه "؛ حتى ولا في كتاب " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي نفسه! فتستدرك.

2926 - (لا تشهد على شهادة حتى تكون أضوأ من الشمس) .

ضعيف

رواه ابن عدي (302/2) ، والبيهقي في " السنن " (10/156) عن محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي عن عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا؛ وقال ابن عدي:

" وابن مشمول هذا عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ومتنه ".

وقال البيهقي:

" تكلم فيه الحميدي، ولم يرو من وجه يعتمد عليه ".

قلت: وشيخه عبيد الله بن سلمة بن وهرام؛ ليس خيرا منه، فقد لينه أبو حاتم فيما رواه الكتاني عنه.

وقال ابن المديني:

 

(6/477)

 

 

" لا أعرفه ". وقال الأزدي:

" منكر الحديث ".

وأبوه سلمة؛ فيه ضعف.

2927 - (أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، منهم من يولد مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا) الحديث بطوله.

ضعيف

أخرجه الترمذي (3/218 - 219 - تحفة) ، والحاكم (4/505 - 506) ، وأحمد (3/19) من طريق حماد بن سلمة قال: أنبأنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:

" خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس بما هو كائن إلى يوم القيامة، حفظها منا من حفظها، ونسيها منا من نسي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: فذكره. وقال الترمذي:

" حديث حسن ".

قلت: وكأنه يعني لشواهده كما نص عليه في آخر كتابه، وإلا فإن علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف كما في " التقريب ". وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" حسن الحديث، صاحب غرائب، احتج به بعضهم، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أحمد: ليس بشيء ".

وأقول: الجمهور على تضعيفه، وقال ابن خزيمة:

 

(6/478)

 

 

" لا يحتج به لسوء حفظه ". ورماه شعبة وغيره بالاختلاط. فمن الغريب قول الذهبي فيه: " حسن الحديث "، وكذلك قوله في " تلخيص المستدرك ". " صالح الحديث "، والعجيب أن الحاكم مع تساهله لم يجرؤ على تقوية حديثه؛ فقال عقبه:

" هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد ".

قلت: وقد أخرج مسلم الطرف الأول من دون سائره من طريق أخرى عن أبي نضرة به وزاد:

" فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "؛ وهو مخرج في " الصحيحة " (911) .

2928 - (أما لدنياك؛ فإذا صليت الصبع فقل بعد الصلاة الصبح: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثلاث مرات، يوقيك الله من بلايا أربع؛ من الجذام، والجنون، والعمى، والفالج. فأما لآخرتك؛ فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي رحمتك، وأنزل علي من بركاتك. والذي نفسي بيده لئن وافى بهن يوم القيامة لم يدعهن، ليفتحن له أربعة أبواب من الجنة، يدخل من أيها شاء) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (130) من طريق رزق الله بن سلام المروزي: حدثنا محمد بن خالد الحبطي: حدثنا عبد الله بن

 

(6/479)

 

 

العلاء البصري عن نافع بن عبد الله السلمي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

" بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شيخ يقال له قبيصة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك، وقد كبرت سنك، ودق عظمك؟ فقال: يا رسول الله كبرت سني، ودق عظمي، وضعفت قوتي، واقترب أجلي. فقال: أعد علي قولك، فأعاد عليه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بقي حولك شجر ولا حجر ولا مدر إلا بكى رحمة لقولك، فهات حاجتك، فقد وجب حقك، فقال: يا رسول الله! علمني شيئا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة، ولا تكثر علي، فإني شيخ نسي، قال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ وفيه علل:

الأولى: نافع بن عبد الله السلمي - وهو نافع بن هرمز أبو هرمز - قال الذهبي:

" ضعفه أحمد وجماعة، وكذبه ابن معين مرة، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ".

الثانية: محمد بن خالد - وفي نسخة: خلف - الحبطي؛ لم أجد من ترجمه.

الثالثة: رزق الله بن سلام المروزي؛ الظاهر أنه رزق الله بن سلام الطبري، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" له حديث لا يتابع عليه ".

2929 - (أما بعد؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته) .

 

(6/480)

 

 

منكر.

أخرجه النسائي في " خصائص علي " (ص 9) ، وأحمد (5/369) ، وعنه الحاكم (3/125) ، والعقيلي في " الضعفاء " (414) من طريق عوف بن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال:

" كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، قال: فتكلم في ذلك الناس، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:.... " فذكره، وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ولم يصنع الذهبي شيئا فقال عقبه:

" قلت: رواه عوف عن ميمون أبي عبد الله "! قلت: فكان ماذا؟! وكان حقه أن يقول: ضعيف، لضعف ميمون هذا. فقد أورده هو نفسه في " الضعفاء " وقال:

" قال القطان: لا يحدث عنه ".

وساق له في " الميزان " أحاديث أنكرت عليه، هذا منها.

وقال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف ".

وقال العقيلي عقبه:

" وقد روي من طريق أصلح من هذا، وفيها لين أيضا ".

قلت: ولعله يشير إلى حديث أبي بلج: حدثنا عمرو بن ميمون عن ابن عباس مرفوعا مختصرا بلفظ:

" سدوا أبواب المسجد غير باب علي ". قال:

 

(6/481)

 

 

" فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه، ليس له طريق غيره ".

أخرجه أحمد (1/330 - 331 و 331) عن أبي عوانة، والترمذي (2/301) ، والنسائي في " الخصائص " (63/42) عن شعبة عنه نحوه؛ دون دخول المسجد وقال:

" حديث غريب ".

قلت: وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي بلج - وهو الفزاري الكوفي - وهو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب ".

وهذا القدر من الحديث صحيح له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحته، فراجع " اللآلي المصنوعة " للسيوطي (1/346 - 352) ، و " الفتح " (7/14 - 15) .

2930 - (امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار) .

منكر

رواه أحمد (2/228) ، والبزار (2091 - كشف) ، والحسن بن علي الصفار المديني في " فوائده " (23/2) ، وابن عساكر (3/50/1 و 15/435/2) ، وابن مخلد العطار في جزء من " الأمالي " (98/2) ، وعبد الغني المقدسي في " أحاديث الشعر " (115/2) ، وأبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا " (21/1) ، وابن عدي (202/2) عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال ابن عدي:

" وهذا منكر بهذا الإسناد، لا يرويه غير أبي الجهم هذا وهو مجهول. وقد روي هذا الحديث عن عبد الرزاق بن عمر الدمشقي عن الزهري كما رواه

 

(6/482)

 

 

أبو الجهم "، ثم ساق هو وابن عساكر إسناده إلى عبد الغفار بن داود الحراني: حدثنا عبد الرزاق به.

وقال ابن عساكر:

" هذا حديث غريب والمحفوظ حديث أبي الجهم ".

قلت: وعبد الرزاق هذا متروك الحديث عن الزهري، لين في غيره.

وله طريق أخرى؛ فقال ابن مخلد: حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم الأودي: حدثنا أبو هفان الشاعر: حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة مرفوعا به. ومن هذا الوجه رواه أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد " (35/2) ، والخطيب (9/370) ، وابن عساكر.

وتابعه أبو داود المروزي: أخبرنا الأصمعي به عند ابن عساكر وقال:

" قال ابن عدي: وهذا الحديث باطل ".

قلت: وأبو داود المروزي لم أجد من ذكره؛ فهو مجهول، ونحوه أبو هفان الشاعر؛ واسمه عبد الله بن أحمد بن حرب؛ قال الذهبي:

" حدث عن الأصمعي بخبر منكر، قال ابن الجوزي: لا يعول عليه ".

قلت: يعني هذا.

وزاد ابن عدي (370/1) في رواية عن أبي الجهم:

" لأنه أول من أحكم الشعر ".

وعزاه بهذه الزيادة في " الجامع " لأبي عروبة في " الأوائل " وابن عساكر عن أبي هريرة بلفظ: ".... أحدكم قوافيها ".

وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " (12/204/1) عن أبي شراعة عن

 

(6/483)

 

 

عبادة بن نسي قال:

" ذكروا الشعراء عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا امرأ القيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مذكور في الدنيا، مذكور في الآخرة (1) ، حامل لواء الشعر يوم القيامة في جهنم أو في النار ".

قلت: وهذا مرسل ضعيف؛ أبو شراعة لا يعرف.

ووصله هشام بن محمد بن السائب الكلبي: حدثني سعيد بن فروة بن عفيف بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال:

" بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا امرأ القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر (ضارج - ماء من مياه العرب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا، منسي في الآخرة، شريف في الدنيا، خامل يوم القيامة، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء، يقودهم إلى النار ".

أخرجه أبو نعيم في " كتاب الشعراء " (ق 31/1 - 2 - منتخبه) ، والخطيب في " التاريخ " (2/373 - 374) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (3/47/1 و 48/1) .

وأخرجه أبو بكر الدينوري في " المجالسة " (7/169/1 - 2) من طريق أخرى عن هشام بن محمد عن أبيه قال: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه جدا، هشام هذا متروك متهم، وأبوه شر منه.

2931 - (امرأة المفقود امرأته حتى يأتيها البيان) .

ضعيف جدا.

رواه الدارقطني (ص 421) ، وعنه الديلمي (1/1/219) ،

__________

(1) كذا " الأصل " ولعل الصواب ما في الرواية الأخرى - التالية -.

 

(6/484)

 

 

والبيهقي (7/445) ، وابن المظفر في " حديث حاجب بن أركين " (2/261/2) ، وأبو بكر الدقاق في " الثاني من حديثه " (41/2) ، والرافقي في " حديثه " (27/1) عن سوار بن مصعب عن محمد بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة مرفوعا.

وقال البيهقي:

" وسوار ضعيف ".

قلت: بل هو ضعيف جدا؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

" قال أحمد والدارقطني: متروك ".

وقد ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " (1/431 - 432) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال:

" هذا حديث منكر، ومحمد بن شرحبيل متروك الحديث، يروي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث مناكير أباطيل) .

2932 - (أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقولوا: (بسم الله مجراها ومرساها) الآية، (وما قدروا الله حق قدره) الآية) .

موضوع

رواه أبو يعلى في " مسنده " (1602 - 1603) ، ومن طريقه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم 494) ، وكذا ابن عساكر (16/182/2) ، وأبو الحسن الحربي في " الأمالي " (238/1) عن جبارة بن المغلس: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي: جدثني مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي بن أبي طالب مرفوعا.

 

(6/485)

 

 

قلت: وهذا موضوع؛ آفته يحيى بن العلاء فإنه كذاب يضع الحديث؛ كما قال أحمد، وشيخه مروان بن سالم فإنه يضع الحديث أيضا؛ كما قال أبو عروبة. وطلحة بن عبيد الله العقيلي مجهول كما في " التقريب ".

والحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " عازيا له إلى أبي يعلى وابن السني.

وأخرجه الواحدي في " تفسيره " (68/2) عن سويد بن سعيد: حدثنا عبد الحميد بن الحسن بن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا كالذي قبله في شدة الضعف، نهشل هذا قال الحافظ:

" متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه ".

وعبد الحميد بن الحسن - وهو الهلالي الكوفي - صدوق يخطىء.

وسويد بن سعيد؛ صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول.

2933 - (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت؛ ارحمني، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك) .

 

(6/486)

 

 

ضعيف. رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (13/73/181) ، وعنه الضياء في " المختارة " (56/128/1 - 2) ، وابن عدي (284/2) ، وعنه ابن عساكر (14/178/2) : حدثنا القاسم بن الليث الراسبي - أملاه علينا حفظا - قال: أخبرنا محمد بن أبي صفوان الثقفي إملاء قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال:

لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيا على قدميه، قال: فدعاهم إلى الإسلام، قال: فلم يجيبوه، قال فانصرف، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: فذكره. وقال ابن عدي:

" هذا حديث أبي صالح الراسبي، لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غيره، ولم نكتبه إلا عنه ".

قلت: كذا في نسختنا من ابن عدي (الراسبي) ، وفي " التاريخ " (الراسني) ، وفي " التهذيب " وغيره (الرسعني، وكذا في الطبراني) ولعله الصواب. ومن طريق القاسم هذا رواه - بل روى بعضه - ابن منده في " التوحيد " (79/1) وقال: محمد بن عثمان ابن أبي صفوان.

قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، وعلته عنعنة ابن إسحاق عند الجميع؛ وهو مدلس، ولم يسق إسناده في " السيرة " وإنما قال (2/61) :

" فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فيما ذكر لي -: اللهم إليك أشكو ... ".

والحديث قال في " المجمع " (6/35) :

" رواه الطبراني، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات ".

من طريق ابن إسحاق معنعنا أخرجه أيضا الأصبهاني في " الحجة " (ق 166/2) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " (2/82) .

 

(6/487)

 

 

2934 - (أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها فمسح بها رأس آدم، فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما) .

موضوع

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (12/56) من طريق محمد بن الحسن بن زياد المقرىء النقاش: حدثنا الحسين بن حماد المقرىء - بقزوين -: حدثنا الحسين بن مروان الأنباري: حدثني محمد بن يحيى المعاذي قال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته -: من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايا القوم عن الجواب، فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأحضر، فقال: يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال: سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني، قال: أقسمت عليك لتقولن، قال: أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، النقاش هذا - وهو المفسر - كذاب.

ومن فوقه إلى المعاذي؛ لم أجد من ترجمهم.

وعلي بن محمد العلوي؛ ترجمه الخطيب، وفيها ساق له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأبوه محمد بن علي؛ لم أجد له ترجمة.

وجده علي بن موسى هو العلوي؛ قال الحافظ:

" صدوق، والخلل ممن روى عنه ".

وموسى بن جعفر بن محمد؛ صدوق.

 

(6/488)

 

 

وأما جعفر بن محمد وهو المعروف بالصادق؛ فهو ثقة فقيه إمام احتج به مسلم مات سنة (148) ، فالحديث معضل أيضا. ومتنه موضوع ظاهر الوضع.

2935 - (امسحوا على الخفين والخمار) .

ضعيف

أخرجه ابن عساكر (19/12/1) عن محمود بن خالد: أخبرنا مروان بن محمد: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: كان الحارث بن معاوية الكندي وأبو جندل يتوضآن عند مطهرة باب البريد، فذكر المسح على الخفين، فمر بهما بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

ثم رواه من طريق إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن سهيل قالا:

سألنا بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على مطهرة الدرج بدمشق ونحن نتوضأ منها عن المسح على الخفين ونحن نريد أن ننزع خفافنا؟ فقال بلال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

ومن طريق ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول به إلا أنه قلبه فقال: " سهيل بن أبي جندل " والصواب الأول، فقد رواه الوليد: حدثني يحيى بن حمزة وغيره عن أبي وهب عن مكحول عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية الكندي أنهما كانا على ميضأة مسجد دمشق، فأزال أحدهما خفه حتى صارت قدمه في الساق، فتذاكرا المسح فأفتاهما بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد قدمه في الخف ومسح على خفيه.

وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/95/2) من طريق ابن ثوبان

 

(6/489)

 

 

وعبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول.

فالحديث عن مكحول ثابت، لكن هو نفسه مدلس وقد عنعنه. وأبو جندل ابن سهيل صحابي معروف. والحارث بن معاوية الكندي؛ لم يورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " فيراجع له " الإصابة ".

ولمكحول فيه إسناد آخر؛ يرويه محمد بن راشد قال: سمعت مكحولا يحدث عن نعيم بن خمار عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" امسحوا على الخفين والخمار ".

أخرجه أحمد (6/12 و 12 - 13 و 14) .

ونعيم بن خمار؛ ويقال: ابن حمار، ويقال: ابن هبار؛ صحابي أيضا ولم يسمع منه مكحول. قال ابن عبد البر:

" حديث مكحول عنه منقطع، لم يسمع منه، بينهما كثير بن مرة ".

قلت: ويعكر عليه قول عبد الرزاق: حدثنا محمد بن راشد: أخبرني مكحول: أن نعيم بن خمار أخبره: أن بلالا أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث.

أخرجه أحمد (6/13) ، والطبراني في " الكبير " (1/54/1) .

فقد صرح فيه بالتحديث والإخبار. لكن محمد بن راشد فيه ضعف؛ قال الحافظ:

" صدوق يهم ".

فمن الجائز أن يكون وهم في ذكر الحديث فيه. ولذلك فلا يطمئن القلب لرد قول ابن عبد البر بمثل هذا مع تفرده به دون كل من رواه عن مكحول ممن تقدم، ومنهم الأوزاعي فقد قال: عن مكحول عن نعيم بن همار عن بلال:

 

(6/490)

 

 

" أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار ".

أخرجه الطبراني (1/54/1) .

ومنهم العلاء بن الحارث وأبو وهب عند الطبراني أيضا، ولفظهما مثل لفظ الأوزاعي.

ثم إن الرواة قد اختلفوا على مكحول في لفظه، فمنهم من رواه من قوله صلى الله عليه وسلم كما في لفظ الترجمة. ومنهم من رواه من فعله صلى الله عليه وسلم كما في رواية الأوزاعي المذكورة وغيره ممن أشرنا إليه.

وهذا اللفظ هو الصحيح عن بلال؛ لاتفاق جمع من الثقات على روايته عنه رضي الله عنه، كما أخرجه مسلم (1/159) ، وأحمد (6/12 - 15) ، والطبراني (1/52/1، و 53/2، و 54/1 و 2، و 55/1 و 2، و 56/1) ، وكذا أبو داود، والبيهقي، وقد خرجته من بعض طرقه في " صحيح أبي داود " (142) ، و " الروض النضير " (872) .

2936 - (امش ميلا عد مريضا، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة زر في الله) .

ضعيف

رواه ابن وهب (26) : أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز عن مكحول قال: فذكره موقوفا.

قلت: وهذا مع وقفه ضعيف جدا؛ من أجل مسلمة - وهو الخشني - متروك.

ثم قال: وأخبرني يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني مثله.

قلت: وعطاء هذا فيه ضعف.

 

(6/491)

 

 

والحديث أورده السيوطي من رواية ابن أبي الدنيا في " كتاب الإخوان " عن مكحول مرسلا، فتعقبه المناوي بقوله:

" ظاهر كلام المصنف أنه لم يقف عليه مسندا، وهو عجب، فقد خرجه البيهقي عن أبي أمامة، لكن فيه علي بن يزيد الألهاني، قال البخاري: منكر الحديث، وعمرو بن واقد متروك ".

قلت: ومن هذا الوجه أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " (ق 25/2) .

وفي إسناد " الإخوان " (152/101) عمار بن نصر المروزي، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال موسى بن هارون: متروك. وأما صالح جزرة فقال: لا بأس به.

وفيه من لم أعرفه. وإن من تسويد الصفحات قول المعلق على " الإخوان ":

" أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/198) والخطيب (11/162) ". فإذا رجعت إليهما لم تجده حديثا مرفوعا!!

2937 - (أمرت بالوتر وركعتي الضحى، ولم يكتب) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/232) ، وابن نصر في " قيام الليل " (ص 114) من طريق إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وفي لفظ لأحمد (1/317) :

" أمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها، وأمرت بالأضحى ولم تكتب ".

وفي رواية (1/234) من الوجه المذكور عن جابر عن أبي جعفر وعطاء قالا: الأضحى سنة، وقال عكرمة عن ابن عباس.... فذكره؛ لكن بلفظ:

 

(6/492)

 

 

" الأضحى " بدل " ركعتي الضحى ".

وفي أخرى له (1/317) من طريق شريك عن جابر به بلفظ:

" كتب علي النحر ولم يكتب عليكم، وأمرت بركعتي الضحى، ولم تؤمروا بها ".

وتابعه حماد بن عبد الرحمن الكلبي: أخبرنا المبارك بن أبي حمزة الزبيدي عن عكرمة به.

أخرجه الطبراني (3/145/1) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، جابر هذا - وهو ابن يزيد الجعفي - ضعيف، بل قال النسائي:

" متروك ".

وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ، والمبارك مجهول، وحماد الكلبي ضعيف.

ورواه عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس مرفوعا باللفظ الثاني، إلا أنه قال:

" ولم يعزم علي ".

أخرجه الدارقطني (ص 171) .

وابن محرر هذا متروك.

وروى بعضه مندل بن علي عن أبي جناب عن عكرمة به بلفظ:

" الأضحى علي فريضة، وعليكم سنة ".

 

(6/493)

 

 

أخرجه الطبراني (3/131/1) .

ومندل وأبو جناب ضعيفان.

وتابعه أبو بدر شجاع بن الوليد: حدثنا يحيى بن أبي حية عن عكرمة بلفظ:

" ثلاث هن علي فرائض، ولكم تطوع: النحر، والوتر، وركعتا الفجر ".

أخرجه الحاكم (1/300) ، وأحمد (1/231) ، والبزار - كشف - (2433) إلا أنه قال:

" وصلاة الضحى " مكان " ركعتا الفجر ".

سكت عليه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: ما تكلم الحاكم عليه، وهو غريب منكر، ويحيى ضعفه النسائي والدارقطني ".

قلت: هو أبو جناب الكلبي نفسه، وهو مدلس مشهور؛ قال الحافظ:

" ضعفوه لكثرة تدليسه ".

قلت: ولعله دلسه عن بعض الكذابي؛ فقد قال الحافظ ابن عبد الهادي في " الفروع " (ق 23/2) :

" حديث موضوع ".

2938 - (أم الولد حرة وإن كان سقطا) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/128/2) ، والدارقطني (ص 479) ، والبيهقي (10/346 - 347) عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي: أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي: أخبرنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

 

(6/494)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء:

1- الحكم بن أبان وهو العدني؛ صدوق له أوهام.

2- الحسين بن عيسى الحنفي؛ ضعيف.

3- إبراهيم بن يوسف الصيرفي؛ صدوق فيه لين.

ولذلك قال البيهقي عقب الحديث:

" وهو ضعيف، والصحيح عن عمر " يعني موقوفا.

2939 - (أمتي خمس طبقات كل طبقة أربعون سنة، الطبقة الأولى: أنا ومن معي، أهل علم ويقين، إلى الأربعين، والطبقة الثانية: أهل بر وتقوى إلى الثمانين، والطبقة الثالثة: أهل تواصل وتراحم إلى العشرين والمئة، والطبقة الرابعة: أهل تقاطع وتظالم إلى الستين ومئة، والطبقة الخامسة: أهل هرج ومرج إلى المئتين، حفظ امرؤ نفسه) .

ضعيف

أخرجه ابن منده في " المعرفة " (ق 5 - 6) وكذا أبو نعيم في " المعرفة " (1/224/2) عن إبراهيم بن مطهر الفهري عن أبي المليح عن الأشيب بن دارم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكراه؛ وقالا:

" في إسناد حديثه نظر ".

وعزاه في " الجامع الكبير " (1/133/1) للحسن بن سفيان والإسماعيلي في " الصحابة " أيضا، وكذا قال أيضا ابن عبد البر كما نقله عنه الحافظ في " اللسان "، وقال الذهبي في ترجمة الفهري هذا وساق هذا الحديث:

 

(6/495)

 

 

" هذا ليس بصحيح ".

قلت: وعلته الأشيب هذا؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه.

والفهري؛ قال الذهبي في " المغني ":

" لا يدرى من هو! ".

وقال الحافظ في ترجمة دارم هذا من " الإصابة ":

" وفي إسناده ضعف ".

2940 - (أمتي على خمس طبقات: فأربعون سنة أهل بر وتقوى، ثم الذين يلونهم إلى عشرين ومئة سنة أهل تراحم وتواصل، ثم الذين يلونهم إلى ستين ومئة سنة أهل تدابر وتقاطع، ثم الهرج الهرج، النجا النجا) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (4058) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يزيد هذا - وهو ابن أبان - ضعيف كما قال الحافظ وغيره، كالبوصيري في " الزوائد " (272/1 - مصورة المكتب) .

وله طريق أخرى؛ يرويها خازم أبو محمد العنزي: حدثنا المسور بن الحسن عن أبي معن عن أنس مرفوعا بلفظ:

" أمتي على خمس طبقات، كل طبقةأربعون عاما، فأما طبقتي وطبقة أصحابي؛ فأهل علم وإيمان، وأما الطبقة الثانية ما بين الأربعين إلى الثمانين: فأهل بر وتقوى ... ". ثم ذكر نحوه.

 

(6/496)

 

 

أخرجه ابن ماجه أيضا. قال البوصيري:

" هذا إسناد ضعيف، أبو معن والمسور بن حسن وخازم العنزي؛ مجهولون. قال أبو حاتم: هذا الحديث باطل. وقال الذهبي في المسور: حديثه (يعني هذا) منكر ".

وله طريق ثالثة؛ ولكنها واهية جدا، عن عباد بن عبد الصمد أبي معمر: أخبرنا أنس بن مالك مرفوعا به نحوه.

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (2/171 - حلب) ، وابن عساكر في " التجريد " (4/14/1) ، وفي " التاريخ " (19/102/1) ، وكذا البغوي في " حديث كامل بن طلحة الجحدري "، وأبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " (1/2) ، وأبو منصور الجربادقاني في " الثاني من عروس الأجزاء " (131/1) ، وأبو الحسين بن النقور في " خماسياته " (138/2) ، وأبو عبد الله الصاعدي في " السداسيات " (6/1) ، وزاهر الشحامي (121/1) ، وأبو بكر الكلاباذي في " الفمتاح " (64/1) .

وعباد هذا واه؛ قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وروي من حديث عرفة عن أبي موسى مرفوعا بلفظ:

" أنا وأصحابي أهل إيمان وعمل إلى أربعين، وأهل بر وتقوى إلى الثمانين، وأهل تواصل وتراحم إلى العشرين ومئة، وأهل تقاطع وتدابر إلى الستين ومئة، ثم الهرج الهرج، الهرب الهرب ".

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (347) وقال:

 

(6/497)

 

 

" عرفة مجهول، ولا يبين سماعه من أبي موسى، وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا ".

وقال الذهبي في عرفة:

" لا يعرف، والخبر باطل ". يعني هذا، وأقره الحافظ.

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/196 - 197) من حديث أبي موسى وأنس وابن عباس وقال:

" هذه الأحاديث لا أصل لها ".

ثم بين عللها، وحديث أنس عنده من الطريق الثالثة الضعيفة جدا، فتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2/393) بالطريقين الأوليين، وليس ذلك بشيء، فإن الثاني منهما فيه ثلاثة مجاهيل، ولذلك أبطله أبو حاتم واستنكره الذهبي كما تقدم. وبحديث دارم الذي ذكرته قبل هذا. وقد قال فيه الذهبي:

" ليس بصحيح " كما سبق.

وبالجملة فالحديث لا يخرج بهذه الطرق عن الضعيف، ولا سيما وقد أبطله الأئمة النقاد كأبي حاتم والذهبي والعسقلاني، فلا قيمة لقعقعة السيوطي ومحاولته لتقويته. وكأنه اغتر به الدكتور القلعجي المعلق على " ضعفاء العقيلي " فقد جعل لأحاديثه فهرسين أحدهما في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت فيه، فأورد هذا الحديث فيه (ص 505) آخر المجلد الرابع، وقد أورد فيه أحاديث أخرى ضعيفة أيضا، لعلنا نتعرض لبيانها حين تأتي المناسبة.

وأما الفهرس الآخر فهو شر من الأول بكثير، فهو كما قال: " فهرس أبجدي للأحاديث الضعيفة والمنكرة والتي لا أصل لها والغير (كذا) محفوظة ".

فإنه أورد فيه بجهل بالغ نادر كثيرا جدا من الأحاديث الصحيحة وبعضها في

 

(6/498)

 

 

" الصحيحين "، ولا مجال الآن لبيانها، وحسبنا الآن منها حديثان أوردهما على التتالي (ص 528) :

الأول: " إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ".

والآخر: " إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها ".

والأول متفق عليه من حديث أبي قتادة.

والآخر متفق عليه من حديث ابن عباس، ورواه مسلم من حديث جابر. انظر " صحيح الجامع " (263 و 372) وغيره.

والسبب في ذلك يعود إلى الجهل بهذا العلم الشريف وبما اصطلح عليه العلماء في كتب التراجم والأحاديث التي تذكر فيها مما لا مجال الآن لبيانه، مع غلبة العجب والغرور على كثير من دكاترة هذا الزمان، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

2941 - (أمنع الصفوف من الشيطان الصف الأول) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/220 - 221) عن حكيم بن سيف قاضي (الأبلة) : حدثنا هشام أبو المقدام عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ هشام - وهو ابن زياد أبو المقدام القرشي - متروك.

وحكيم بن سيف؛ مختلف فيه.

والحديث عزاه السيوطي لأبي الشيخ عن أبي هريرة.

 

(6/499)

 

 

2942 - (أميران وليسا بأميرين: الرجل يتبع الجنازة فلا ينصرف حتى يستأذن، والمرأة تكون مع القوم فتحيض فلا ينفروا حتى تطهر) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (3/287) من طريق عمرو بن عبد الجبار العبدي - ابن أخي عبيدة بن حسان - عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا. وقال:

" عمرو هذا لا يتابع على حديثه ".

وقال ابن عدي (5/141) :

" أحاديثه كلها غير محفوظة ".

ثم قال العقيلي:

" هذا يروى بإسناد معل ".

قلت: ولعله يشير إلى الطريق التي ساقها ابن الجوزي في " العلل " (2/84/943) عن الدارقطني قال:

" روى الحسن بن عمارة عن الحكم وعدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا به. وقال الدارقطني:

" وقد يروى موقوفا على أبي هريرة، ولا يثبت مرفوعا ".

والحسن بن عمارة متروك.

وقد روي من حديث جابر؛ فمن المحتمل أنه المقصود بقول العقيلي المذكور، يرويه عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش عن أبي سفيان عنه.

أخرجه البزار في " مسنده " (2/36/1144 - كشف الأستار) ، وأبو نعيم

 

(6/500)

 

 

في " أخبار أصبهان " (2/88) ، ومن طريقه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/219 - " الغرائب الملتقطة ") ، وقال البزار:

" لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه أحسن من هذا،.... ولا رواه عن الأعمش إلا [عمرو بن] عبد الغفار ". وهو الفقيمي.

قلت: وهو ضعيف جدا؛ قال العقيلي:

" منكر الحديث ".

وقال أبو حاتم:

" متروك الحديث ".

وقال ابن عدي:

" اتهم بوضع الحديث ". كما في " الميزان "، وساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها؛ وقال عقبه:

" تفرد به عمرو، وعمرو متهم. وهذا الحديث سرقه آخر من الفقيمي، أو الفقيمي سرقه منه ".

ثم ساقه من رواية العقيلي عن أبي هريرة، ثم قال:

" وهذا المتن قد جاء من قول أبي هريرة من رواية ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبي هريرة قوله، ورواه منصور وشعبة عن الحكم عمن حدثه عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله ".

قلت: ومع اتفاق الأئمة المذكورين على توهين الفقيمي هذا؛ فقد أورده ابن حبان في " الثقات " (8/478) ، فكأنه لم يعرفه فأورده على قاعدته في توثيق المجهولين، وهذا مثال من عشرات الأمثلة على بطلان التوثيق المذكور، ولذلك

 

(6/501)

 

 

كثرت أخطاؤه المتفرعة منها، فلا جرم أن قام علم مصطلح الحديث على خلافها. فتنبه لهذا فإنه مهم جدا.

(تنبيه) : مر بك زيادة " عمرو بن " بين معكوفتين [] ، وقد سقطت من " كشف الأستار "، وكان المفروض أن أجعل مكانها " أحمد بن " لأنه كذلك وقع في إسناد " الكشف "، وفي " مختصر زوائد البزار " لابن حجر أيضا (467/795) ، ولكني لم أفعل لأنه تبين لي أنه خطأ لا أدري كيف وقع في كتابي " الزوائد ". وقد وقع فيهما وفي غيرهما أخطاء أخرى، فلابد من بيانها:

الأول: في " الكشف ": " حدثنا أحمد بن داود الكوفي: حدثنا أحمد بن عبد الغفار ". وكذا وقع في " الغرائب " خلافا لأصله الذي رواه من طريقه: " أخبار أصبهان " فإنه فيه " أبي داود " بزيادة أداة الكنية، وقد تعبت كثيرا في البحث عنه في كتب الرجال للتعرف عليه؛ دون جدوى، حتى تبين لي أنه محرف من " يزداد "، وذلك حين وجدته هكذا في " الميزان " و " اللسان " من رواية البزار نفسه. ثم تابعت البحث فوجدت الخطيب قد ترجمه في " تاريخ بغداد " (5/228) هكذا:

" أحمد بن يزداد بن حمزة أبو جعفر الخياط. سكن الكوفة، وحدث بها عن عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، و.... مات سنة خمس وخمسين ومئتين ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكن روى عنه جمع من الثقات، فلما وقفت على هذا تيقنت أنه الصواب. وتكرر هذا الخطأ في الحديث (406) .

الثاني: وقع في الترجمة المذكورة: (الخيط) من الخياطة. ووقع في

 

(6/502)

 

 

" الأخبار " (الحناط) من الحنطة، ولم يورده السمعاني في أي من النسبتين. والله أعلم.

الثالث: " إلا عبد الغفار " كذا وقع في " زوائد " الهيثمي والعسقلاني، وهو خطأ ظاهر؛ لأنه ليس من رواة هذا الحديث، فالصواب " عمرو بن عبد الغفار " كما تقدم.

ثم إن الحديث عزاه الحافظ في " الفتح " (3/590) للبزار من حديث جابر، وللبيهقي في " فوائده " من طريق أبي هريرة، وقال عقبهما:

" إن كان صحيحا، فإن في إسناد كل منهما ضعفا شديدا ".

ثم رأيت لأحمد بن يزداد حديثا آخر في " مسند البزار " (2/194/1503) يرويه عن شيخه المذكور (عمرو بن عبد الغفار) ، لكن وقع فيه (عمر) بدون الواو بعد الراء، وكذلك وقع في " مختصر الزوائد " لابن حجر (1/598) ، مما يؤكد ما ذكرته آنفا في التنبيه.

2943 - (إن استطعت أن تكون أنت المقتول، ولا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل) .

ضعيف جدا

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (3/447 و 448) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (20/357) من طريق محمد بن يعلى - زنبور - الكوفي: أخبرنا الربيع بن صبيح عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن قال:

" لما كان من بعض همج الناس ما كان، جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك، قال:

 

(6/503)

 

 

فقيل له: إن سعدا رجل إذا أنت رفقت به كنت قمنا أن تصيب منه حاجتك، وإن أنت خرقت به كنت قمنا أن لا تصيب منه شيئا، فجلس أياما لا يسأله عن شيء حتى استأنس به، وعرف مجلسه، ثم قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى) إلى آخر الآية، قال: فقال سعد: هات ما قلت، لا جرم والذي نفس سعد بيده، لا تسألني عن شيء أعلمه إلا أنبأتك به، قال: أخبرني عن عثمان، قال:

كنا إذ نحن جميع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسننا وضوءا وأطولنا صلاة؛ وأعظمنا نفقة في سبيل الله. فسأله عن شيء من أمر الناس، فقال: أما أنا فلا أحدثك بشيء سمعته من ورادنا، لا أحدثك إلا بما سمعت أذناي، ووعاه قلبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل:

الأولى: الانقطاع بين الحسن وسعد.

الثانية والثالثة: ضعف ابن جدعان والربيع بن صبيح.

الرابعة: زنبور هذا - وهو لقبه - ضعيف جدا؛ قال البخاري:

" ذاهب الحديث ". وقال أبو حاتم:

" متروك الحديث ".

وبهؤلاء الثلاثة أعله المناوي، لكن فاته عزوه للخطيب، وقد خولف (ابن زنبور) هو أو شيخه، فقال حماد بن سلمة: عن علي بن ريد، عن أبي عثمان، عن خالد بن عرفطة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" يا خالد! إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن

 

(6/504)

 

 

تكون عبد الله المقتول القاتل، فافعل ".

رواه أحمد (5/292) والبخاري في " التاريخ " (3/138) والحاكم في " المستدرك " (3/281) والطبراني في " الكبير " (4/225) وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (1/466/646) ، والبزار في " مسنده " (3356 - زوائده) .

2944 - (أعظم العيادة أجرا أخفها، والتعزية مرة) .

ضعيف جدا

أخرجه البزار (84) : حدثنا هارون بن حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن علي بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رفعه، ومن هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/542/9219) . وقال البزار:

" لا نحفظه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وأحسب ابن أبي فديك لم يسمع من علي ".

قلت: هو علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الحافظ:

" مستور، من الثامنة ".

قلت: فهو من طبقة محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أو أعلى قليلا فإنه من صغار الثامنة عند الحافظ، فلا وجه لتردد البزار في سماعه من علي بن عمر، فتأمل.

وإنما علة الحديث شيئان آخران:

الأول: الإرسال؛ فقد عرفت أن جده عليا ليس هو علي بن أبي طالب، وإنما علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو المعروف بزين العابدين؛ تابعي ثقة.

 

(6/505)

 

 

والآخر: هارون بن حاتم؛ قال النسائي:

" ليس بثقة ". وتركه أبو زرعة وأبو حاتم.

2945 - (من شرب مسكرا ما كان، لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما) .

منكر بزيادة " ما كان "

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7/183/6672) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني: حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول: حدثنا يزيد بن عبد الملك عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: الشاذكوني واللذان فوقه، والأول أسوؤهم فإنه متهم بالكذب والوضع، ولذلك فقد قصر الهيثمي حين قال في " المجمع " (5/71) :

" رواه الطبراني، وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو متروك، ونقل عن ابن معين في رواية: " لا بأس به "، وضعفه في روايتين ".

وقد صح الحديث بدون الزيادة المذكورة من حديث ابن عمر وابن عمرو رضي الله عنهما، فانظره في " صحيح الجامع الصغير ".

 

(6/506)

 

 

2946 - (إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا) .

موضوع

رواه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " (ص 125 - من زوائده) : حدثنا الخليل بن زكريا: حدثنا عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعسفان واد من المجذومين فأسرع السير قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الخليل بن زكريا متروك كما قال الحافظ،

 

(6/506)

 

 

ومن طريقه أخرجه ابن عدي (122/2) في جملة أحاديث ساقها له؛ وقال:

" وهذه الأحاديث كلها مناكير من جهة الإسناد والمتن، وعامة أحاديثه مناكير ".

وقال الذهبي في ترجمته من " الميزان ":

" ومن أنكر ما له حديثه عن ابن عون.... " يعني هذا.

وظاهر الحديث ينفي العدوى، وهي ثابتة في أحاديث كثيرة منها حديث " اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد "، وهو مخرج في " الصحيحة " (781)

2947 - (لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم، فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم فيصالحونكم على صلح، فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/46) ، وأبو القاسم بن سلام في " الأموال " (ص 143 رقم 388 و 389) عن هلال بن يساف عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف، لأن الثقفي مجهول لا يدرى من هو؟ ثم خرجته في " ضعيف أبي داود " (542) بزيادة في المصادر.

 

(6/507)

 

 

2948 - (أنا أنبئك بخير رجل ربح، قال: ما هو يا رسول الله؟ قال ركعتين بعد الصلاة) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (1/439) عن أبي سلام قال: حدثني عبيد الله بن سلمان: أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال:

 

(6/507)

 

 

" لما فتحنا خيبر أخرجوا غنائمهم من المتاع والسبي، فجعل الناس يتبايعون غنائمهم، فجاء رجل فقال: يا رسول الله لقد ربحت ربحا ما ربح مثله أحد من أهل هذا الوادي! قال: ويحك ما ربحت؟ قال: ما زلت أبيع وابتاع حتى ربحت ثلاثمئة أوقية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن سلمان هذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد؛ كما أفاده الذهبي، ولذا قال الحافظ:

" مجهول ".

2949 - (أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين) .

ضعيف

رواه الترمذي (4/317) ، وابن حبان (2194) ، والحاكم (3/68) ، وأبو عثمان البجيرمي (ق 14/1 - فوائده) ، وابن عساكر (23/27/2) عن عبد الله بن نافع الصائغ: أخبرنا عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا. ورواه الطبراني والحاكم (2/465) من هذا الوجه إلا أنهما قالا:

" عن عاصم بن عمر عن أبي بكر بن سالم عن ابن عمر به ". وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: عاصم هو أخو عبد الله؛ ضعفوه ". وأما الترمذي فقال:

" حديث حسن غريب، وعاصم ليس عندي بالحافظ [ولا] عند أهل الحديث ".

 

(6/508)

 

 

ثم رواه ابن عساكر عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الله بن عمرو ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به.

قلت: والقاسم هذا متروك أيضا، رماه أحمد بالكذب.

وأخرجه ابن النجار في " تاريخ المدينة " (401) عن محمد بن عثمان: حدثنا أبي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه.

قلفت: وهذا إسناد ضعيف جدا عثمان هذا والد محمد - وهو ابن خالد بن عمر العثماني - متروك الحديث كما في " التقريب ".

وبالجملة فالحديث ضعيف.

2950 - (لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) .

ضعيف

رواه الطبراني (1/91/1) عن أبي خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن زيد بن أسلم عن يزيد بن زياد مولى ابن عباس عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: فذكره.

ثم رواه (1/98/1) هو، والحاكم (3/598) من طريق قيس بن الربيع عن

 

(6/509)

 

 

يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن عبد الله مولى علي بن أبي رافع به.

قلت: وإسناده ضعيف من الوجهين، لأن مدارهما على أبي خالد الدالاني وهو ضعيف. وعبد الرحمن بن عبد الله مولى علي لم أجد من ترجمه، ويغلب على ظني أنه عبد الرحمن بن أبي رافع المترجم في " التهذيب " وغيره، وفي " التقريب ":

" عبد الرحمن بن أبي رافع، ويقال: ابن فلان بن أبي رافع، شيخ لحماد بن سلمة بن سلمة، مقبول، من الرابعة ".

قلت: وهو يروي عن أبي رافع بواسطة عمته سلمى. وعنه حماد بن سلمى. وهو يسميه في أكثر الروايات عنه: عبد الرحمن بن أبي رافع، لكني وجدت له رواية في " مسند أحمد " (6/9) سماه فيها " عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع عن عمته عن أبي رافع ". ففيها بيان أن اسم والد عبد الرحمن عبد الله كما في رواية الدالاني هذه. وعليه فأبو رافع جده. فإذا ثبت هذا فالسند منقطع لعدم تصريحه بسماعه من أبي رافع، وقد روى عنه بالواسطة كما سبق.

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (5/334) :

" رواه الطبراني عن يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس، ذكره المزي في الرواة عن أبي رافع، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وبقية رجال الطريق الأولى ثقات ".

كذا قال، وقد عرفت أن مدار الطريقين على الدالاني؛ وأنه ضعيف. ومن ضعفه أنه روى هذا الحديث تارة بالإسناد الأول عن أبي رافع وتارة بالإسناد الآخر!

 

(6/510)

 

 

ورواه ابن المبارك في " الزهد " (220/1) : أنبأنا ابن لهيعة عن ابن أبي جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا يعلم الدين قال: فذكره. إلا أنه قال: ".. خير لك من الدنيا وما فيها ".

(تنبيه) : هذا الحديث مما عزاه الدكتور فايز المط في كتابه " القبس " رقم (1156 - طبع المكتب الإسلامي) مع الأسف! للبخاري ومسلم! وإنما هو عندهما من طريق أخرى عن سهل بن سعد بلفظ: " خير لك من حمر النعم "، وهو مخرج في " تخريج فقه السيرة " (371) ، ومن عجائب هذا الدكتور أنه جعل هذا اللفظ تمام حديث الترجمة وعطفه عليه بقوله: " أو قيم "!!

2951 - (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (1340) ، وابن حبان (659) ، والحاكم (1/571) ، وأحمد (6/19 - 20) ، وابن عساكر (17/232/1) عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح على شرط الشيخين ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: بل هو منقطع ".

قلت: وإنما قال الحاكم ما قال؛ لأنه ليس في إسناده ميسرة مولى فضالة وهو رواية لأحمد. وكأن ذلك من عمل الوليد بن مسلم، فإنه كان يدلس تدليس التسوية، فيظهر أنه كان أحيانا يدلس ميسرة هذا، وأحيانا يظهره ويثبته وهو علة الحديث؛ فإنه لا يعرف كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله:

 

(6/511)

 

 

" ما حدث عنه سوى إسماعيل بن عبيد الله ".

ولم يوثقه أحد غير ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين، ولذلك لم يتابعه الحافظ في توثيقه فإنه قال في ترجمته من " التقريب ":

" مقبول ".

يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة، ولا نعلم أحادا تابعه عليه بهذا اللفظ، فهو ضعيف. فقول البوصيري في " الزوائد " (103/1 - مصورة المكتب) :

" هذا إسناد حسن لقصور درجة ميسرة مولى فضالة وراشد بن سعيد عن درجة أهل الحفظ والضبط ".

قلت: فهو غير حسن، لأن ميسرة لم تثبت عدالته كما عرفت، وعليه فلا يصح وصفه بالحفظ القاصر فتنبه.

وأما راشد بن سعيد، فهو متابع.

2952 - (أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله عز وجل في الخير منهما، حتى خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح؛ من لدن آدم عليه السلام حتى انتهيت إلى أبي وأمي، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا) .

 

(6/512)

 

 

ضعيف جدا. رواه البيهقي في " دلائل النبوة " (1/174) ، والديلمي (1/2/305 - 306) ، والضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد وغيره " (268/2) من طريق صالح بن علي النوفلي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال: أخبرنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن قالا:

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: فذكره.

ثم رواه الضياء من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن سعيد القاضي به إلا أنه لم يذكر في سنده " وأبي بكر بن عبد الرحمن "، وقال الضياء:

" مضطرب "

ورواه ابن عساكر (1/196/1) من طريق الحاكم والبيهقي عن محمد بن سعيد القاضي وقال:

" قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وعنده أفراد لم يتابع عليها ".

قلت: وهو ضعيف جدا؛ قال الذهبي:

" أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب، ضعفه ابن عدي وغيره ".

وقال الحاكم والنقاش:

" روى عن مالك أحاديث موضوعة ".

2953 - (أنا سابق العرب إلى الجنة، وصهيب سابق الروم إلى الجنة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنة، وسلمان سابق فارس إلى الجنة) .

 

(6/513)

 

 

ضعيف. روي من حديث أبي أمامة الباهلي، وأنس بن مالك، وأم هانىء، والحسن البصري مرسلا.

1- أما حديث أبي أمامة؛ فيرويه عطية بن بقية بن الوليد: حدثني أبي: حدثنا محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة الباهلي به.

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 57) ، و " الأوسط "، ومن طريقه ابن عساكر في " التاريخ " (8/190/1) ، وابن عدي في " الكامل " (ق 43/1) ، وعنه ابن عساكر أيضا (3/229/1) ، وكذا العراقي في " محجة القرب " (ق 55/1) وقال الطبراني:

" لا يروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو ضعيف؛ من أجل عطية بن بقية، فإنه غير معروف بالضبط، قال ابن أبي حاتم (3/1/381) :

" كتبت عنه، ومحله الصدق، وكانت فيه غفلة ".

وقال ابن حبان في " الثقات ":

" يخطىء، ويغرب، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة ".

قلت: قد صرح أبوه بقية بالتحديث عند الطبراني، ولذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/305) :

" رواه الطبراني، وإسناده حسن "!

قلت: وليس كذلك لوجهين:

الأول: ما عرفت من غفلة عطية.

 

(6/514)

 

 

والآخر: أن بقية بن الوليد مدلس، ولم يصرح بالتحديث، إلا في رواية الطبراني، وأما عند الآخرين فقد عنعنه، وفي طريق روايته أيوب بن أبي سليمان أبو ميمون الصوري ولم أجد له ترجمة، فمثله لا يعتمد عليه في إثبات التصريح المذكور، لا سيما وشيخه عطية فيه ضعف كما تقدم.

ثم رأيت الحديث في " العلل " (2/353) لابن أبي حاتم من هذا الوجه بدون التحديث ثم قال:

" وسمعت أبي وأبا زرعة جميعا يقولان: هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد ".

2- وأما حديث أنس؛ فله عنه طرق:

الأولى: عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعا بلفظ:

" السباق أربعة، أنا سابق العرب..... " الحديث دون قوله:

" في الجنة " في الأربعة.

أخرجه البزار في " مسنده " (2607 - كشف) ، وعنه العراقي أيضا، والحاكم (3/402) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/185) و " أخبار أصبهان " (1/49) ، وعنه ابن عساكر (3/228/2) وسكت عليه الحاكم؛ وتعقبه الذهبي فقال:

" قلت: عمارة واه، ضعفه الدارقطني ".

وقال نحوه في كتابه " الضعفاء والمتروكين ".

وقال الحافظ:

" صدوق كثير الخطأ ".

 

(6/515)

 

 

قلت: فقول الهيثمي (9/305) :

" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان، وهو ثقة، وفيه خلاف ".

قلت: فهو لا يخلو من تساهل، كما هو ظاهر. وقال العراقي:

" هذا حديث حسن، وقد اختلفوا في عمارة، فقال البخاري: ربما يضطرب في حديثه. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به، ممن يكتب حديثه. وله طريق آخر رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " عن عبد العزيز عن شيخ من بني تميم عن أنس مختصرا ".

الطريق الثانية: عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس به.

أخرجه أبو نعيم في " الأخبار "، وابن عساكر (7/203/1) .

ويحيى هذا قال أبو حاتم:

" يفتعل الحديث ".

الثالثة: عن يوسف بن إبراهيم عن أنس به.

أخرجه ابن عساكر.

ويوسف هذا قال البخاري: " صاحب عجائب ". وقال ابن حبان:

" يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه ".

الرابعة: عن شيخ من بني تميم عنه مختصرا.

رواه الحارث بن أبي أسامة كما سبق في كلام العراقي.

 

(6/516)

 

 

3- وأما حديث أم هانىء؛ فيرويه فايد العطار عنها.

رواه الطبراني، وفايد متروك كما قال الهيثمي (9/305) .

4- وأما حديث الحسن البصري؛ فيرويه يونس عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره؛ دون ذكر الجنة، ودون ذكر صهيب.

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " مفرقا في مواضع (1/21 و 3/232 و 4/82 و 7/318 و 385) .

قلت: وهو مرسل صحيح الإسناد.

2954 - (أنت أكبر ولد أبيك فحج عنه) .

ضعيف

أخرجه النسائي (2/5) ، والدارمي (2/41) ، وأحمد (4/3 و 5) من طريق منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير عن عبد الله بن الزبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:.... فذكره.

وفي رواية للنسائي وأحمد:

جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الركوب، وأدركته فريضة الله في الحج، فهل يجزىء أن أحج عنه؟ قال: أنت أكبر ولده؟ قال: نعم، قال:

" أرأيت لو كان عليه دين أكنت تقضيه؟ قال: نعم، قال: فحج عنه ".

وهكذا أخرجه البيهقي (4/329) وقال:

" اختلف في هذا على منصور، فرواه جرير بن عبد الحميد هكذا، ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير يقال له

 

(6/517)

 

 

يوسف بن الزبير، أو الزبير بن يوسف عن ابن الزبير عن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قلت: فذكره، إلا أنه قال) فقضيته قبل منك؟ قال: نعم، قال: فالله أرحم، حج عن أبيك ".

أخرجه الدارمي والبيهقي ثم قال:

" رواه إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لآل ابن الزبير عن ابن الزبير أن سودة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله. فذكره. وأرسله الثوري عن منصور فقال: عن يوسف بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك قاله البخاري ".

قلت: ويوسف بن الزبير؛ لم يوثقه غير ابن حبان وروى عنه بكر بن عبد الله المزني أيضا، وقال ابن جرير:

" مجهول لا يحتج به "، ولذلك قال الحافظ:

" مقبول " يعني عند المتابعة. وأما الذهبي فقال:

" صالح الحال ".

ثم ساق له حديثا غير هذا من روايته عن ابن الزبير أيضا ثم قال:

" هذا حديث صحيح الإسناد "!

قلت: كذا قال، ولم يمل القلب إليه، فإن الحديث محفوظ في " الصحيحين " وغيرهما دون هذه الزيادة: " أنت أكبر ... " فهي منكرة أو شاذة. والله أعلم.

2955 - (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه) .

 

(6/518)

 

 

موضوع.

أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي، والطبراني في " المعجم الكبير " (3/108/1) ، والحاكم (3/126) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " (11/48) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (12/159/2) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح العروي: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. وقال ابن جرير والحاكم:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" بل موضوع ". ثم قال الحاكم:

" وأبو الصلت ثقة مأمون ". فتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: لا والله، لا ثقة ولا مأمون ".

وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين ":

" اتهمه بالكذب غير واحد، قال أبو زرعة: لم يكن بثقة. وقال ابن عدي: متهم. وقال غيره: رافضي ".

وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين ":

" اتهمه بالكذب غير واحد، قال أبو زرعة: لم يكن بثقة. وقال ابن عدي: متهم. وقال غيره: رافضي ". وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاب ".

قلت: لم يوثقه أحد سوى ابن معين، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه:

الأول: أنه ثقة. رواه عنه الدوري. أخرجه الحاكم (3/126) ، والخطيب في " التاريخ " (11/50) .

الثاني: ثقة صدوق. رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " (11/48) .

الثالث: ما أعرفه بالكذب. وقال مرة: لم يكن عندنا من أهل الكذب.

 

(6/519)

 

 

رواه عنه ابن الجنيد. أخرجه في " التاريخ " (11/49) . وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين (ق 4/2) :

" وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي؟ فقال: ليس ممن يكذب ". ورواه عنه الخطيب (11/50) .

الرابع: قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت: رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه. كذا أخرجه الخطيب عنه. وأخرجه الحاكم (3/127) من طريق أخرى عنه قال:

" دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت، فسلم علليه، فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق ".

الخامس: ما أعرفه! أخرجه الخطيب (11/49) من طريق عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت؟ فقال: فذكره. وقال الخطيب:

" قلت: أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه، ثم عرفه بعد ".

قلت: وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال، على أنها باستثناء القول الأخير، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر. إلا أن القول الثالث: " ما أعرفه بالكذب ". ليس نصا في التوثيق، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية. فيبدو لي - والله أعلم - أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه، ولذلك اختلفت الرواية عنه، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم دونه.

وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه:

الأول: هو صحيح. أخرجه الخطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عنه.

 

(6/520)

 

 

الثاني: ما هذا الحديث بشيء. قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه.

الثالث: قال يحيى بن أحمد بن زياد: وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش: حديث ابن عباس؟ فأنكره جدا. أخرجه الخطيب (11/49) .

الرابع: قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين: فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدث به أبو معاوية قديما، ثم كف عنه، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدثونه بها ".

فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه.

الخامس: حديث كذب ليس له أصل. قال ابن قدامة في " المنتخب " (10/204/1) :

" وقال محمد بن أبي يحيى (1) : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به (فذكره) ، فقال أحمد: قبح الله أبا الصلت ذاك، ذكر عن عبد الرزاق حديثا له أصل. وقال إبراهيم بن جنيد: سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد؟ فقال: كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم، وعلي بابها "، وهذا حديث كذب ليس له أصل. وسألته عن أبي الصلت الهروي؟ فقال: قد سمع، وما أعرفه بالكذب. قلت: فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس؟ قال: ما سمعته قط، وما بلغني إلا عنه "!

__________

(1) قلت: ابن أبي يحيى هذا لم أعرفه، ولم يذكره القاضي أبو يعلى في " طبقات الحنابلة ". والله أعلم

 

(6/521)

 

 

قلت: فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا، فقال عقبها:

" قلت: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه ".

قلت: وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم:

الأول: محمد بن الطفيل. قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال: حدثني به ثقة: محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال: حدثني به ثقة: محمد بن الطفيل عن أبي معاوية. كذا في " منتخب ابن قدامة " (10/204/1) .

قلت: وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب "، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق.

الثاني: جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه.

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (7/172 - 173) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه: حدثنا أبو معاوية به. قال أبو جعفر:

" لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد، رواه أبو الصلت فكذبوه ".

قلت: فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة، وقد قال الذهبي:

" فيه جهالة ".

 

(6/522)

 

 

ثم ساق له هذا الحديث وقال:

" موضوع ".

وأقره الحافظ على التجهيل، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال:

" وهذا الحديث له طرق كثيرة في " مستدرك الحاكم "، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع ".

كذا قال، وفيه نظر، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق، وطريق أخرى فقط، وهي الآتية بعد.

الثالث: محمد بن جعفر الفيدي.

أخرجه الحاكم (3/127) وروى بسنده الصحيح عن العباس بن محمد الدوري أنه قال:

" سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي؟ فقال: ثقة. فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم "؟ فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي، وهو ثقة مأمون ".

ورواه الخطيب أيضا (11/50) عن الدوري بلفظ:

" فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ ! أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية، هذا أو نحوه ".

ولم يذكر التوثيق! وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل أبو جعفر الكوفي، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب ":

" روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة " و..... محمد بن عبد الله

 

(6/523)

 

 

الحضرمي. ذكره ابن حبان في " الثقات "..... قلت: وقع في الهبة ": حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر، ولم يذكر نسبه، والذي أظن أنه القومسي، فإنه لم يختلف في أن كنيته أبو جعفر، بخلاف هذا. والقومسي ثقة حافظ، بخلاف هذا، فإن له أحاديث خولف فيها ".

وقال في " التقريب ":

" محمد بن جعفر الفيدي ... العلاف نزل الكوفة ثم بغداد، مقبول ".

قلت: ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره، فقد روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة. والله أعلم.

الرابع: عمر بن إسماعيل بن مجالد قال: حدثنا أبو معاوية به.

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (276) وروى عن ابن معين أنه قال:

" عمر بن إسماعيل شويطر، ليس بشيء، كذاب، رجل سوء، خبيث، حدث عن أبي معاوية ... ". قال العقيلي:

" ولا يصح في هذا المتن حديث ".

الخامس: رجاء بن سلمة: حدثنا أبو معاوية الضرير به.

أخرجه الخطيب (4/348) .

ورجاء هذا قال ابن الجوزي:

" اتهم بسرقة الأحاديث ".

السادس: الحسن بن علي بن راشد.

 

(6/524)

 

 

أخرجه ابن عدي (93/1) ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان " (24) حدثنا العدوي: حدثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به.

وهذه متابعة قوية، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب " وقد صرح بالتحديث، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا البصري الملقب بالذئب! فهي في حكم المعدوم! ولذلك قال ابن عدي:

" وهذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية، على أنه قد حدث [به] غيره، وسرقه منه من الضعفاء، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن راشد الذي ألزقه العدوي عليه ".

قلت: فهؤلاء ستة متابعين لأبي الصلت، ليس فيهم من يقطع بثقته، لأن من وثق منهم، فليس توثيقه مشهورا، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم:

" لم يروه عن أبي معاوية من الثقات أحد ".

مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم ويأتي.

وقد وجدت لأبي معاوية متابعا، ولكنه لا يساوي شيئا، فقال ابن عدي (ق 182 - 183) : حدثنا أحمد بن حفص السعدي: حدثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به؛ وقال:

" سعيد بن عقبة؛ سألت عنه ابن سعيد؟ فقال: لا أعرفه. وهذا يروي عن أبي معاوية عن الأعمش، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعة ضعفاء، فرووه عن أبي معاوية، وألزق هذا الحديث على

 

(6/525)

 

 

غير أبي معاوية، فرواه شيخ ضعيف، يقال له: عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن يونس عن الأعمش. وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش ".

قلت: وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في " هذا المتابع؛ قال الذهبي:

" صاحب مناكير، قال حمزة السهمي: لم يتعمد الكذب. وكذا قال ابن عدي ". وقال في سعيد بن عقبة عقب الحديث:

" لعله اختلفه السعدي ".

وعثمان بن عبد الله الأموي الراوي عن المتابع الثاني؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" متهم، واه، رماه بالوضع ابن عدي وغيره ".

قلت: ومع ضعف هذه الطرق كلها، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به؛ فلم يقع في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث. فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب "، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه. فقد جاء في " التهذيب ":

" وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده ": ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: " سمعت "، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: في أحاديث

 

(6/526)

 

 

الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد ".

قلت: وأبو يحيى القتات، وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف. فما دام أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث، فيحتمل أن يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين، فبذلك تظهر العلة الحقيقية لهذا الحديث، ولعله لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به. والله أعلم.

وقد روي الحديث عن علي أيضا، وجابر، وأنس بن مالك.

1- أما حديث علي؛ فأخرجه الترمذي واستغربه، وقد بينت علته في " تخريج المشكاة " (6087) .

2- وأما حديث جابر، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول:

" هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، - يمد بها صوته -، أنا مدينة العلم.... ".

أخرجه الحاكم (3/127 و 129) مفرقا، والخطيب (2/377) . وقال الحاكم:

" إسناده صحيح "! ورده الذهبي بقوله:

" قلت: العجب من الحاكم وجرأته في تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا دجال كذاب ".

وقال في الموضع الثاني:

 

(6/527)

 

 

" قلت: بل والله موضوع، وأحمد كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك ".

وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث:

" وهو أنكر ما حفظ عليه. قال ابن عدي: كان يضع الحديث ".

3- وأما حديث أنس؛ فله عنه طريقان:

الأولى: عن محمد بن جعفر الشاشي: أخبرنا أبو صالح أحمد بن مزيد: أخبرنا منصور بن سليمان اليمامي: أخبرنا إبراهيم بن سابق: أخبرنا عاصم بن علي: حدثني أبي عن حميد الطويل عنه مرفوعا به دون قوله: " فمن أراد.... " وزاد:

" وحلقتها معاوية "!

أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (214/2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم، ووالد عاصم - وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي - ضعيف؛ قال الحافظ:

" صدوق، يخطىء، ويصر ".

ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل، وهو غني عن ذلك.

الثانية: عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي: أخبرنا علي بن محمد بن يعقوب البردعي: أخبرنا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ (نوقان) : حدثني أبي: أخبرنا الحسن بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة، وزاد:

".... وأبو بكر وعمر وعثمان سورها، وعلي بابها ... ".

 

(6/528)

 

 

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (13/176/2) وقال:

" منكر جدا، إسنادا ومتنا ".

قلت: بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتمون للسنة.

وجملة القول؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة، بل كلها ضعيفة، وبعضها أشد ضعفا من بعض، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش في الإسناد الأول.

فإن قيل: هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع.

قلت: نعم، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في " منهاج السنة " قال:

" وحديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها " أضعف وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة، والكذب يعرف من نفس متنه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم، ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد؛ فسد أمر الإسلام. ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحد، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن والسنن المتواترة. وإذا قالوا: ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره. قيل لهم: فلابد من العلم بعصمته أولا، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها. ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة قد طبق الأرض، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسير قليل، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعلموا في زمن عمر وعثمان. وتعليم معاذ للتابعين

 

(6/529)

 

 

ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه، وقدم علي على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد: كشريح، وعبيدة، وعلقمة، ومسروق، وأمثالهم " (1) .

ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " (1/90 - 91/181 و 182) من طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال:

" والرازي هذا ليس بالفراء، (وقال:) لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث ".

قلت: قال ابن عدي:

" له حديث منكر عن أبي معاوية ".

وكأنه يعني هذا.

قلت: وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق، فذهب إلى تصحيح الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " والرد عليه يتطلب تأليف رسالة، والمرض والعمر أضيق من ذلك، لكن بالمقابلة تتبين الحقيقة لمن أرادها.

2956 - (أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار. قاله لأبي بكر الصديق) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/291) من طريق كثير أبي إسماعيل عن جميع ابن عمير التيمي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:.... فذكره. وقال:

" حسن صحيح غريب ".

__________

(1) منهاج السنة (4 / 138 - 139) ، مختصره (ص 496، 497) .

 

(6/530)

 

 

قلت: وفيه تساهل كبير، فإن جميع بن عمير وكثيرا هذا - وهو ابن إسماعيل - ضعيفان، والأول أشد ضعفا من الآخر فقد اتهم بالكذب والوضع.

وقد روي بإسناد آخر خير من هذا؛ يرويه سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس:

" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بـ (براءة) ، ثم أتبعه غدا يعني عليا، فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله! حدث في شيء؟ قال: لا، أنت صاحبي في الغار، وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.... ".

أخرجه ابن عدي (155/1) وقال:

" لا يتابع عليه سليمان بن قرم، وأحاديثه حسان إفرادات، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير ".

قلت: وقال الذهبي عقبه:

" كذا قال! وغيره يضعفه ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" سيىء الحفظ ".

قلت: فالحديث ضعيف. والله أعلم.

2957 - (انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده! إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/231 - 232 - تازية) ، والبيهقي (8/227 - 228) من طريق أبي الزبير: أن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة أخبره:

 

(6/531)

 

 

أنه سمع أبا هريرة يقول:

" جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه، فأقبل في الخامسة فقال: أنكتها؟ قال: نعم، قال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها؟ قال: نعم، قال: كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ قال: نعم، قال: فهل تدري ما الزنا؟ قال: نعم؛ أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال: فما تريد بهذا القول؟ قال: أريد أن تطهرني، فأمر به فرجم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال: أين فلان وفلان؟ فقالا: نحن ذان يا رسول الله! قال:.... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا؛ قال الذهبي في " الميزان ":

" تفرد عنه أبو الزبير، فلا يدرى من هذا؟ "

ثم خرج فيما بعد برقم (6318) بتحقيق جديد وفيه الرد على من صححه.

2958 - (أنزل القرآن على ثلاثة أحرف) .

ضعيف

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (4/195) ، والحاكم (2/223) ، وأحمد (5/22) ، والبزار (ص 226 - زوائده) ، وابن عدي (77/2) ، وتمام في " الفوائد " (6/110/2) من طريق عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به. وقال الحاكم:

 

(6/532)

 

 

" احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة، واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة، وهذا الحديث صحيح، وليس له علة ". ووافقه الذهبي.

وأقول: بلى فيه علتان:

الأولى: عنعنة الحسن - وهو البصري - فقد كان مدلسا، والبخاري إنما احتج بروايته التي صرح فيها بالتحديث فتنبه.

والأخرى: الاختلاف في لفظه على حماد؛ فرواه عفان عنه هكذا. وقال بهز: حدثنا حماد بن سلمة.... فساقه بلفظ:

".... سبعة أحرف ".

أخرجه أحمد (5/16) .

قلت: وهذا هو الصواب لموافقته لسائر أحاديث الباب، وقد خرجت بعضها في " صحيح أبي داود " (1327) .

والحديث أورده ابن عدي في جملة أحاديث أنكرت على حماد بن سلمة، وقال عقبة:

" لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن سلمة، وقال: " على ثلاثة أحرف "، ولم يقله غيره ".

والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (7/152) بلفظ:

" كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه، وقال: إنه نزل على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه فإنه مبارك كله، فاقرؤوه كالذي أقرئتموه "؛ وقال:

" رواه الطبراني والبزار وقال: " لا تجافوا عنه " بدل " ولا تحاجوا فيه "

 

(6/533)

 

 

وإسنادهما ضعيف ".

قلت: كذا الأصل! وأنت ترى أنه ليس فيه " ولا تحاجوا فيه " وإنما " فلا تختلفوا فيه ". وكذلك هو في " زوائد البزار " (ص 226) . فالله أعلم. وقد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن الضريس بلفظ: " فلا تختلفوا فيه ولا تحاجوا فيه " فجمع بين اللفظين.

وإسناد البزار هكذا: حدثنا خالد بن يوسف: حدثني أبي: حدثنا خبيب بن سليمان عن أبيه عن سمرة.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، خالد بن يوسف - وهو ابن خالد السمتي - قال الذهبي:

" أما أبوه فهالك، وأما هو فضعيف ".

2959 - (أنكحوا الأيامى - ثلاثا - على ما تراضى به الأهلون، ولو قبضة من أراك) .

ضعيف جدا

رواه الطبري في " التفسير " (5/25/4946) ، والطبراني (3/185/2) عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عبد الرحمن البيلماني ضعيف. وابنه محمد متروك. وقد خالفه عبد الملك بن المغيرة فقال: عن عبد الرحمن البيلماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره دون قوله: " ولو قبضة من أراك ".

فهذا مرسل. وهو أصح؛ لأن عبد الملك هذا أحسن حالا من ابن البيلماني، فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " وروى عنه جمع.

 

(6/534)

 

 

2960 - (انكحوا أمهات الأولاد، فإني أباهي بهم يوم القيامة) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/171 - 172) ، وابن عدي (111/2) من طريقين عن ابن لهيعة: حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة.

والحديث صحيح دون قوله: " أمهات الأولاد "، وبنحوه جاء كذلك عن جمع من الصحابة خرجتهم في " آداب الزفاف " (ص 132 - 134 / طبعة المعارف) .

وروي عن أبي هريرة أيضا بلفظ:

" انكحوا فإني مكاثر بكم ".

أخرجه ابن ماجة (1/574) من طريق طلحة عن عطاء عن أبي هريرة.

وهذا إسناد ضعيف جدا؛ طلحة - وهو ابن عمرو المكي - متروك. لكن يشهد له ما ذكرناه هناك.

 

(6/535)

 

 

2961 - (إن آدم قام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده، وقال: إن ربي عهد إلى فقال: يا آدم! أقلل كلامك ترجع إلى جواري) .

موضوع

أخرجه أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " (1/255/1) ، والديلمي (1/2/265) عن إبراهيم بن جعفر بن خليد: حدثنا الحسن بن شبيب الأغر: حدثنا خلف بن خليفة: حدثنا أبو هاشم الرماني: عن ثابت عن أني مرفوعا.

 

(6/535)

 

 

قلت: وهذا موضوع، آفته الحسن بن شبيب؛ قال ابن عدي:

" حدث بالبواطيل عن الثقات ".

وقد أورده الذهبي فيما أنكر عليه لكن بإسناد آخر له عن ابن عباس قال:.... فذكره موقوفا عليه. فالظاهر أنه من الإسرائيليات، رفعه هذا المتهم في بعض الأحيان.

وإبراهيم بن جعفر بن خليد؛ لم أجد له ترجمة.

2962 - (إن أبغض الخلق إلى الله سبحانه العالم يزور العامل) .

موضوع

رواه أبو القاسم علي بن محمد النيسابوري في " أحاديث عوال منتقاة " (134/1 - 2) عن الحسن بن سفيان: حدثنا محمد بن إبراهيم: حدثنا رواه بن الجراح العسقلاني عن بكير الدامغاني عن محمد بن بشر عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته محمد بن إبراهيم - وهو الشامي - قال الدارقطني:

" كذاب ".

وقال ابن حبان:

" يضع الحديث ".

ورواد وشيخه بكير؛ ضعيفان.

ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي (1/2/272) .

وعزاه السيوطي في " الجامع " لابن لال عن أبي هريرة، وأعله المناوي بمن ذكرنا.

 

(6/536)

 

 

2963 - (إن ابن آدم لحريص على ما منع) .

ضعيف جدا

رواه الديلمي (2/1/274) عن يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ يوسف بن عطية متروك. وهارون بن كثير؛ قال الذهبي:

" مجهول، وزيد عن أبيه نكرة ".

 

(6/537)

 

 

2964 - (أن تفعل الخير خير لك) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (1669 و 3476) ، والدارمي (2/269 - 270) ، وأحمد (3/480 و 481) من طريق سيار بن منظور - رجل من بني فزارة - عن أبيه عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت:

" استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل بينه وبين قميصه، فجعل يقبل ويلتزم، ثم قال: يا نبي الله! ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الماء. قال: يا نبي الله! ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الملح. قال: يا نبي الله! ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، مسلسل بالمجهولين؛ بهيسة فمن دونها.

 

(6/537)

 

 

2965 - (أنا النبي الأمي الصادق الزكي، والويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني، والخير كل الخير لمن آواني ونصرني وآمن بي، وصدق قولي وجاهد معي) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (1/334) : أخبرنا هشام بن

 

(6/537)

 

 

محمد بن السائب الكلبي عن عمه عمارة بن جزء عن رجل من بني ماوية من كلب، قال: وأخبرني أبو ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قالا: قال عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي:

" شخصت أنا وعاصم - رجل من بني رقاش من بني عامر - حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا، وقال: (فذكره) قالا: فنحن نؤمن بك ونصدق قولك، فأسلمنا ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الكلبي هذا متروك؛ كما قال الدارقطني وغيره. واتهمه الأصمعي. وقال ابن معين:

" غير ثقة ".

2966 - (إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه: سبحان الذي يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير) .

موضوع

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (11/279) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته الوقاصي هذا فإنه كذاب. وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" تركوه ". وقال الحافظ في " التقريب ":

" متروك، وكذبه ابن معين ".

 

(6/538)

 

 

2967 - (إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد تداعت جنود إبليس وأجلبت واجتمعت كما تجتمع النحل على يعسوبها، فإذا قام أحدكم على باب المسجد فليقل: اللهم إني أعوذ بك من إبليس وجنوده؛ فإنه إذا قالها لم يضره) .

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم 152) ، وعنه الديلمي (1/2/268) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثنا أبي عن أبيه: أخبرني هشام بن زيد عن سليم بن عامر الخبائري عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته أحمد هذا - وهو دمشقي - قال الذهبي: " له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم الشعراني ببواطيل، كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن ".

وقال ابن حبان فيترجمة أبيه محمد بن يحيى:

" هو ثقة في نفسه، يتقى من حديثه ما رواه عنه ابنه أحمد، وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء ".

وسائر رجاله ثقات؛ غير هشام بن زيد؛ فلم أعرفه، ويحتمل أنه هشام بن زيد بن أنس، روى عن أنس بن مالك وعنه شعبة وغيره، وهو ثقة. والله أعلم.

(تنبيه) : شيخ ابن السني في هذا الحديث لم أعرفه، فإنه وقع فيه هكذا: حدثني محمد بن عمرو بن زفر: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى.... وعلى الهامش ما نصه: " عمرو بن محمد بن زر " يشير إلى أنه هكذا وقع في نسخة. قلت: ولعله الصواب؛ فإن الديلمي رواه من طريقه كما علمت، ووقع فيه: حدثني عمرو بن محمد. هكذا لم يذكر جده. والله أعلم.

 

(6/539)

 

 

2968 - (إن أحدكم يأتيه الله برزق عشرة أيام في يوم، فإن هو حبس عاش تسعة أيام بخير؛ وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيام) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/269) عن أحمد بن سهلوبه: حدثنا علي بن عبد الله البصري جدي عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون أنس لم أعرفهما.

 

(6/540)

 

 

2969 - (أنزل القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/71/1) عن يحيى الحماني: أخبرنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد شعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه عبد الله بن مسعود؛ فإنه لم يسمع منه كما قال الترمذي وغيره.

الثانية: عنعنة أبي إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي؛ فإنه كان يدلس.

الثالثة: اختلاط أبي إسحاق السبيعي.

الرابعة: أيوب بن جابر؛ ضعيف كما في " التقريب ".

الخامسة: يحيى الحماني - وهو ابن عبد الحميد - قال الحافظ:

" حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث ".

 

(6/540)

 

 

(تنبيه) : عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/137/1) لـ " كبير الطبراني "، وكذلك صنع في " الصغير "، فتعقبه المناوي بقوله:

" قضية كلامه أن ذا لم يخرجه أحد من الستة، وهو ذهول شنيع، فقد خرجه الإمام مسلم باللفظ المزبور من حديث أبي بن كعب، وهكذا عزاه له جمع؛ منهم الديلمي ".

قلت: وهذا تعقب غريب، وتشنيع عجيب، فليس الحديث باللفظ المذكور عند مسلم عن أبي ولا عن غيره. وإنما هو عنده (2/203 - 204) بلفظ:

" إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا ".

فأين هذا اللفظ من ذاك؟ ! .

2970 - (إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته) .

ضعيف

رواه الطبراني (1/81/1) : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي: أخبرنا جمهور بن منصور: أخبرنا عمار بن محمد عن إبراهيم الهجري رفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالعلل:

الأولى والثانية: قال الهيثمي في " المجمع " (9/330) :

" رواه الطبراني، وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف، وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود ".

الثالثة: عمار بن محمد هذا؛ إن كان ابن سعد المدني؛ فقد تكلم فيه. وقال

 

(6/541)

 

 

ابن معين: " ليس بشيء ". وإن كان ابن عمار بن ياسر؛ فهو مجهول. وإن كان الثوري؛ فصدوق يخطىء كما في التقريب ".

الرابعة: جمهور بن منصور؛ لم أجد له ترجمة.

2971 - (إن إبليس يبعث أشد أو أقوى أصحابه إلى من يمنع المعروف من ماله) .

ضعيف جدا

رواه ابن السماك في " حديثه " (2/9/2/1) ، والطبراني في " الكبير " (3/125/2) ، وأبو بكر بن مكرم القاضي في " الأمالي " (1/38/1) عن علي بن عاصم: حدثنا عبد الحكيم بن منصور: حدثني حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ مسلسل بالضعفاء والمتروكين:

الأول: حسين بن قيس وهو أبو علي الرحبي الملقب بـ " حنش "؛ قال أحمد والنسائي والدارقطني:

" متروك ".

الثاني: عبد الحكيم بن منصور، قال ابن معين والدارقطني:

" متروك ". وقال النسائي:

" ليس بثقة ". وقال الحافظ:

" متروك، كذبه ابن معين ".

الثالث: علي بن عاصم - وهو الواسطي - قال الحافظ:

" صدوق يخطىء ويصر ".

 

(6/542)

 

 

2972 - (إن أحسن ما خضبتم به لهذا السواد، وأرغب لنسائكم فيكم، وأرهب في صدور عدوكم) .

منكر

رواه ابن ماجه (2/382) ، والهيثم بن كليب في " مسنده " (114/2) : عن دفاع بن دغفل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده عن صهيب الخير رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن صيفي - هو ابن زياد بن صيفي بن صهيب الرومي - وهو لين الحديث.

ودفاع بن دغفل السدوسي ضعيف كما في " التقريب ".

والحديث منكر المتن عندي؛ لأن ظاهره الترغيب في الخضب بالسواد وقد ثبت النهي عنه في غير ما حديث. انظر " تمام المنة " (الطهارة) ، و " غاية المرام " (84) .

 

(6/543)

 

 

2973 - (لإن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فإنه مثله) .

ضعيف

رواه الطبراني في " الكبير " (17/334/922) وابن بطة في " الإبانة " (1/149/2) عن عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش بن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر مرفوعا.

وقال الهيثمي فيما نقله المناوي:

" فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك ".

قلت: تابعه محمد بن إسماعيل بن عياش: حدثنا أبي عن ضمضم بن زرعة به.

أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (2/2) .

 

(6/543)

 

 

ومحمد هذا؛ ضعيف.

ثم روى له ابن أبي عاصم شاهدا من طريق هاشم الكوفي: أخبرنا زيد الخثعمي عن أسماء بنت عميس الخثعمية مرفوعا به.

وهذا إسناد ضعيف أيضا، زيد هذا - وهو ابن عطية - مجهول.

وهاشم - وهو ابن سعيد - ضعيف.

2974 - (إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي فارقني عليه) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/81/2) ، والبزار في " الكشف " (3667) (ص 330 - 331 مختصر زوائده) من طريق موسى بن عبيدة: حدثني محمد بن الوليد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علتان:

الأولى: محمد بن الوليد - وهو ابن نويفع الأسدي - مجهول؛ قال الذهبي:

" فيه كلام، قال الدارقطني: يعتبر به. قلت: ما حدث عنه سوى ابن إسحاق ".

قلت: وأنت ترى أنه قد حدث عنه غيره بهذا الحديث!

الأخرى: موسى بن عبيدة؛ ضعيف كما قال الهيثمي في " وائده "، والحافظ في " التقريب ".

ثم وجدت له طريقا أخرى؛ من رواية محمد بن عمرو قال: سمعت عراك بن مالك يقول: قال أبو ذر رضي الله عنه:

 

(6/544)

 

 

" إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره باختصار.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/161 - 162) .

قلت: وإسناده حسن لولا أنه منقطع بين عراك وأبي ذر بنحو خمس وعشرين سنة، فقد توفيت سنة سبع وخمسين، ومات أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين.

2975 - (إن أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد إلى الله تبارك وتعالى الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدي ومصابيح العلم) .

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (20/36/53) ، وابن عدي (7/2490) ، والهيثم بن كليب في " مسنده " (ق 161/1) ، وابن عدي (7/24) وأبو نعيم في " الحلية " (1/15) ، والحاكم (3/270) ، والبيهقي في " الزهد الكبير " (ق 23/1) من طريق أبي قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

" مر عمر بمعاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.... " فذكره، وقال ابن عدي:

" لا أعلم يرويه عن أبي قلابة غير أبي قحذم ".

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله:

 

(6/545)

 

 

" قلت: أبو قحذم قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة ".

وذكر مثله في " الميزان ". ثم ساق له هذا الحديث مشيرا إلى أنه من منكراته.

وقال ابن حبان في " الضعفاء " (3/51) :

" كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات على قلة روايته ".

وللحديث طريق أخرى مثله إلا أنه قال:

" قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة ".

أخرجه ابن ماجه (3989) ، والحاكم (4/328) ، والبيهقي أيضا في " شعب الإيمان " (2316/1) ، وتمام في " الفوائد " (ق 5/1) ، والطبراني (20/153/321) وابن أبي الدنيا في " الأولياء " (ص 101 - 102) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/5) ، من طريق نافع بن يزيد: حدثني عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه:

" أن عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: يبكيني ما سمعت من صاحب هذا القبر، قال: ما هو؟ قال.... " فذكره.

قلت: وعيسى هذا هو الزرقي المدني، وهو ضعيف اتفاقا، فمن صححه فقد وهم كما حققته في " تخريج الترغيب " (1/34) ، منهم الشيخ الغماري في " تنوير البصيرة " (ص 41) ، والشيخ القرضاوي في " نحو موسوعة للحديث النبوي " (ص 38 - 40) ، وظني أن الذي غرهم أن الحاكم قد أخرجه أيضا (1/4) من طريق الربيع بن سليمان: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد

 

(6/546)

 

 

عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم به.

ومن هذه الطريق أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2/317) .

وقال الحاكم:

" إسناد مصري صحيح، ولا نحفظ له علة ". ووافقه الذهبي.

قلت: علته أن بعض رواته أسقط من بين (عياش بن عباس) - وهو القتباني - وزيد بن أسلم (عيسى بن عبد الرحمن) المذكور في الرواية التي قبلها، وأظن أن ذلك من قبل الربيع بن سليمان وهو المرادي؛ فإنه مع كونه ثقة؛ فقد كان ذا غفلة وصفه بذلك من هو أعرف الناس به وهو ابن بلده مسلمة فقد قال:

" كان يوصف بغفلة شديدة، وهو ثقة ".

وكأنه لذلك لم يذكروا له رواية عن زيد بن أسلم.

وقد تابعه عبد الله بن صالح: حدثني الليث به. وعبد الله فيه ضعف معروف.

أخرجه الطبراني (332) . وله عنده في " المعجم الصغير " (ص 185 - هندية) من طريق أخرى عن معاذ نحوه. وفيه جماعة لم أعرفهم. وهو في " الروض النضير " برقم (863) .

2976 - (إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها، وإن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، وأشفاره لهب النار، وتخرج أحشاؤه من جنبيه وقدميه، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير يفور) .

ضعيف

رواه أسد بن موسى في كتاب " الزهد " (ق 3/1) وهناد

 

(6/547)

 

 

(1/104/126) : حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، على ثقة رجاله.

2977 - (إن أسرع أمتي لحوقا بي في الجنة امرأة من أحمس) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/403) ، وأبو يعلى (5328) ، وأبو يعلى (5328) من طريق أبان بن عبد الله البجلي عن كريم بن أبي حازم عن جدته سلمى بنت جابر:

" أن زوجها استشهد، فأتت عبد الله بن مسعود فقالت: إني امرأة قد استشهد زوجي، وقد خطبني الرجل، فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه، فترجو لي إن اجتمعت أنا وهو أن أكون من أزواجه؟ قال: نعم، فقال له رجل: ما رأيناك نقلت هذا مذ قاعدناك، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه علل:

الأولى: أبان هذا، قال الحافظ:

" صدوق، في حفظه لين ". وأما الذهبي فقال:

" حسن الحديث ".

الثانية: كريم بن أبي حازم؛ لا يعرف إلا من رواية أبان عنه، وقال البخاري:

" لا يصح حديثه ".

الثالثة: سلمى بنت جابر؛ لا تعرف أيضا إلا من هذه الرواية، وذكرها بعضهم في " الصحابة ". وما أظن ذلك بثابت.

 

(6/548)

 

 

2978 - (إن أشد الناس تصديقا للناس أصدقهم حديثا، وإن أشد الناس تكذيبا أكذبهم حديثا) .

موضوع

رواه أبو الحسن القزويني في " الأمالي " (7/2 - مجموع 22) عن عباس بن الفضل الأنصاري عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، والمتهم به إما جعفر بن الزبير؛ فقد كذبه شعبة، وتركه أحمد، كما في " الضعفاء " للذهبي.

وإما عباس بن الفضل الأنصاري، فقد قال ابن معين:

" ليس بثقة ". فقيل له: لم؟ قال: " حدث بحديث موضوع ". وذكره.

وقال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال النسائي:

" متروك ".

 

(6/549)

 

 

2979 - (إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/51/2) ، وابن عدي (235/1) ، عن عبد الرحمن بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار أبي حفص عن آبائهم عن أجدادهم قالوا:

" جاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا خليفة رسول الله! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره) ، وقد أردت أن أربط نفسي في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر: أنا أنشدك بالله يا بلال وحرمتي وحقي؛ لقد كبرت سني وضعفت قوتي واقترب أجلي، فأقام بلال معه، فلما توفي أبو بكر رضي الله

 

(6/549)

 

 

عنه جاء عمر، فقال له مثل ما قال أبو بكر، فأبى بلال عليه، فقال عمر رضي الله عنه: فمن يا بلال؟ فقال: إلى سعد، فإنه قد أذن بقباء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل عمر الأذان إلى سعد وعقبه ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن سعد - هو ابن عمار بن سعد القرظ - قال الذهبي:

" ليس بذاك، قال ابن معين: ضعيف ".

وكذا قال الهيثمي في " المجمع " (5/274) .

2980 - (إن الأنبياء يوم القيامة، كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم، فخليلي منهم يومئذ خليل الله إبراهيم عليه السلام) .

منكر

أخرجه الطبراني (7/311/7052) من طريق مروان بن جعفر: حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب، عن جعفر بن سعد بن سمرة، عن حبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه عن جده رضي الله عنه مرفوعا به.

هكذا ساقه الذهبي في ترجمة مروان بن جعفر هذا من " الميزان "؛ وهو صدوق وإن تكلم فيه الأزدي؛ وقال الذهبي:

" له نسخة فيها ما ينكر، رواها الطبراني ".

ثم ساق له من رواية الطبراني عنه أحاديث، هذا منها، والحمل فيها على غيره أولى عندي، فإنه ليس فيهم ثقة! وأحدها صحيح لغيره (1) .

الأول: سليمان بن سمرة؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابنه

__________

(1) انظر " الأحاديث الصحيحة " (2330) .

 

(6/550)

 

 

حبيب هذا وعلي بن ربيعة الوالبي، ولذلك قال أبو الحسن بن القطان:

" حاله مجهولة ".

الثاني: حبيب بن سليمان بن سمرة؛ لم أجد له ترجمة، وقد أشار إلى هذا الهيثمي فيما يأتي عنه.

الثالث: جعفر بن سعد بن سمرة؛ قال الحافظ:

" ليس بالقوي ".

الرابع: محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان؛ قال الحافظ في " اللسان ":

" لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد؛ قاله ابن حبان في (الثقات) ".

ولم يقف الحافظ الهيثمي على ترجمة لبعض هؤلاء فقال (8/201) :

" رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم ".

2981 - (إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1/587 - 588) ، والطحاوي في " المشكل " (4/297) من طريق جعفر بن عون: أنبأنا الأجلح عن أبي الزبير عن ابن عباس قال:

" أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أهديتم الفتاة؟ قالوا: نعم، قال: أرسلتم معها من يغني؟ قالت: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.... " فذكره.

 

(6/551)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال البوصيري في " الزوائد " (ق 120/2) :

" هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الأجلح مختلف فيه، وأبو الزبير قال فيه ابن عيينة: يقولون: إنه لم يسمع من ابن عباس، وقال أبو حاتم: رأى ابن عباس رؤية ".

قلت: وهو مدلس مشهور، فلو أنه لقي ابن عباس وسمع منه، لم يحتج به حتى يصرح بسماعه منه، شأنه في ذلك شأنه في روايته عن جابر. وقد روي عنه عن جابر، كذلك رواه أبو بكر - وهو ابن عياش - عند أحمد (3/391) ، وأبو عوانة عند البيهقي (7/289) كلاهما عن الأجلح عنه به.

قلت: وهذا أصح، لاتفاق ثقتين عليه خلافا لجعفر بن عون، فروايته شاذة، ويحتمل أن يكون قد حفظ، ويكون الاختلاف المذكور إنما هو من الأجلح نفسه فإن فيه ضعفا، كما أشار إليه البوصيري فيما سبق.

وجملة القول؛ أن علة الحديث عنعنة أبي الزبير. والله أعلم.

وفي الباب ما يغني عنه فراجع كتابي " آداب الزفاف " (ص 180 - 181) .

2982 - (إن الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف) .

موضوع

أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (3/57) ، والخطيب في " التاريخ " (5/143) من طريق نعيم بن المورع بن توبة العنبري: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. قال نعيم: يعني النظيف في الدين من الذنوب.

قلت: وهذا موضوع، نعيم هذا؛ قال ابن حبان:

" يروي عن الثقات العجائب ". وقال النسائي:

" ليس بثقة ".

 

(6/552)

 

 

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش:

" روى عن هشام أحاديث موضوعة ". وقال ابن عدي - في ترجمته -:

" ضعيف يسرق الحديث ".

قلت: وهذا من روايته عن هشام كما ترى.

2983 - (إن الإمام يكفي من وراءه، فإن سها الإمام فعليه سجدتا السهو، وعلى من وراءه أن يسجدوا معه، وإن سها أحد ممن خلفه فليس عليه أن يسجد؛ والإمام يكفيه) .

موضوع

أخرجه البيهقي في " السنن " (2/352) من طريق أبي الحسين عن الحكم بن عبد الله عن سالم بن عبد الله قال:

" جاء جبير بن مطعم إلى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن! كيف قال أمير المؤمنين عمر في الإمام يؤم القوم؟ فقال ابن عمر: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره؛ وقال:

" وروى خارجة بن مصعب عن أبي الحسين المديني عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه. وأبو الحسين هذا مجهول، والحكم بن عبد الله ضعيف ".

قلت: بل هو كذاب؛ كما قال أبو حاتم. وقال أحمد:

" أحاديثه كلها موضوعة ".

 

(6/553)

 

 

2984 - (إن البر والصلة ليطيلان الأعمار، ويعمران الديار، ويثريان الأموال، ولو كان القوم فجارا، وإن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة، ثم تلا (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (1/385 - 386) من طريق عبد الصمد بن علي: حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الصمد هذا؛ قال الذهبي:

" حدث عن أبيه بحديث: " أكرموا الشهود..... "، وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة "!

وتعقبه الحافظ فقال:

" وقد ذكره العقيلي في " الضعفاء "، وساق الحديث من طريقه، وقال: " حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ". فتبين أنهم لم يسكتوا عنه ".

 

(6/554)

 

 

2985 - (إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه. [إنما التجني في القلب] ) .

ضعيف

رواه أبو يعلى في " مسنده " (222/2) ، وأبو الشيخ في " الأمثال " (36/56) عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها قالت:

 

(6/554)

 

 

" وكان متاعي فيه خفة، وكان على جمل ناج، وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثفال بطىء يتبطأ بالركب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولوا متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب، قالت عائشة: فلما رأيت ذلك قلت: يا عباد الله! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم عبد الله! إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأنا الركب، فحولنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها، قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ قالت: فتبسم، قال: أوفي شك أنت يا أم عبد الله؟ قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ فهلا عدلت؟ وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أو حدة، فأقبل علي فلطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا يا أبا بكر، فقال: يا رسول الله! أما سمعت ما قالت؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ وفيه علتان:

الأولى: عنعنة ابن إسحاق؛ فقد كان يدلس.

والأخرى: ضعف سلمة بن الفضل - وهو الأبرش - قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق كثير الخطأ ".

(تنبيه) : كنت خرجت الحديث من نسخة مصورة من " مسند أبي يعلى " ثم طبع هذا المسند - والحمد لله - بهمة وتحقيق وتعليق الأخ (حسين سليم أسد) ، جزاه الله خيرا، وقد بدا لي مما اطلعت عليه من تحقيقاته وتعليقاته أنه من الناشئين في هذا العلم، وأنه مثل كثير من أمثاله الذين تزببوا قبل أن يتحصرموا! ولا أدل على ذلك من تطاوله على بعض الحفاظ المتقدمين مثل الحافظ ابن حجر؛ الذي رد عليه قوله بجهالة من وثقه ابن حبان وليس له عنه إلا راو واحد، واحتج عليه

 

(6/555)

 

 

برواية الشيخين عن بعض الرواة وليس له إلا راو واحد! وليس القصد هنا الرد عليه وتبيانخطئه فيه، فسيأتي ذلك في مكان آخر من هذه السلسلة إن شاء الله تعالى. انظر الحديث (6318) . وإنما الغرض هنا التنبيه على وهم عجيب له في هذا الحديث لو صح كلامه فيه صار الحديث به صحيحا، فإنه بعد أن أعله بعنعنة ابن إسحاق والخلاف في سلمة بن الفضل؛ عقب عليه بقوله (8/130) :

" وقد رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب " الأمثال "، وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي، وهو من رجال الصحيح، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات ".

قلت: فأنت ترى أن إسناد أبي الشيخ هو عين إسناد أبي يعلى، بل هو رواه بالواسطة عن شيخ أبي يعلى نفسه.

ولا يشفع له هذا الخطأ أنه نقله عن " مجمع الزوائد " للهيثمي (4/322) ، لأنه كان بإمكانه أن يراجع " الأمثال " لأبي الشيخ فإنه مطبوع معروف! ولكن من الممكن أن لا تكون لديه يومئذ. والله أعلم.

2986 - (إن التوبة تغسل الحوبة، وإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه في البلاء، وذلك بأن الله تعالى يقول: لا أجمع لعبدي أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافي يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/270) من طريق محمد بن

 

(6/556)

 

 

يعلى: حدثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته عمر بن صبح؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" كذاب، اعترف بالوضع ".

ومحمد بن يعلى - وهو الملقب بـ " زنبور " - قال أبو حاتم وغيره:

" متروك ".

لكن جملة الأمنين والخوفين قد ثبتت من حديث أبي هريرة وغيره عند ابن حبان وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة " (742) .

2987 - (إن الجنة لا تحل لعاص) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/145) ، وأحمد (5/275) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (1059 - بتحقيقي) ، وأبو يعلى في " معجم شيوخه " (23/1) من طريق راشد بن داود الصنعاني: حدثني أبو أسماء الرحبي عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في مسير له:

" إنا مدلجون الليلة إن شاء الله تعالى، فلا يرحلن معنا مضعف، ولا مصعب، فارتحل رجل على ناقة له صعبة، فسقط، فاندقت عنقه فمات، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن، ثم أمر بلالا فنادى: " فذكره.

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". وأقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء.

وراشد بن داود هذا مختلف فيه؛ فأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

 

(6/557)

 

 

" قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، له أوهام ".

قلت: وقد وثقه ابن معين وغيره، لكن الجرح مقدم على التعديل لا سيما من مثل الإمام البخاري، لاسيما وقد جرحه جرحا شديدا، لأن قوله: " فيه نظر " هو أشد الجرح عنده، وكذلك الإمام الدارقطني، فإنه قال: " ضعيف لا يعتبر به " فمثله لا يقال إلا فيمن كان شديد الضعف كما هو بين عند أهل المعرفة والعلم بهذا الفن.

ومن طريقه أخرجه البزار أيضا (1/391/830) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (2/95/1436) .

وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء؛ وسنده ضعيف أيضا تكلمت عليه في " تخريج السنة " (1050) .

2988 - (إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش، ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته) .

ضعيف

رواه أحمد (رقم 3772) عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة. أن أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود -: حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عنده الشهداء، فقال: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف، وقول الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون "

 

(6/558)

 

 

(46/1) " وسنده جيد " غير جيد؛ لأن فيه عدة علل:

الأولى: الإرسال؛ فإن أبا محمد صاحب ابن مسعود لم يصرح أنه رواه عن ابن مسعود.

الثانية: جهالة أبي محمد هذا؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (4/2/432) بهذه الرواية فقط ولم يزد. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات ".

الثالثة: اختلاط سعيد بن أبي هلال؛ قال الحافظ نفسه في " التقريب ":

" صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط ".

قلت: قال ابن حزم في " الفصل في النحل والملل " (2/95) :

" ليس بالقوي، قد ذكره، بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل ".

الرابعة: ابن لهيعة؛ فإنه سيىء الحفظ كما هو معلوم.

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (5/302) :

" رواه أحمد هكذا، ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل، ورجاله ثقات ".

2989 - (أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منه ظهر وبطن) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/23/11) ، وأبو عمر الرقي الباهلي في " حديث زيد بن أبي أنيسة " (ق 32/2) ، وأبو الفضل الرازي عبد الرحمن بن أحمد في " معاني: أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق 64/1)

 

(6/559)

 

 

عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا به.

قلت: وهذا سند ضعيف، إبراهيم هذا - وهو ابن مسلم - ضعيف.

وقد تابعه أبو إسحاق عن أبي الأحوص به.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (3/1309) ، وابن حبان (1781) ، والبزار (226 - زوائده) وابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " (2/81/2) عن إسماعيل بن أبي أويس: حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن عجلان عنه. وقال الهيثمي في " زوائد البزار ":

" وهذا إسناد حسن ".

كذا قال: وقلده المعلق على " مسند أبي يعلى " (9/83) ! وأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء، ثم هو إلى ذلك كان اختلط!

لكن تابعه عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص به وزاد:

" ولكل حد مطلع ".

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (4/182) ، وابن جرير (1/23/10) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (297/2) من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن واصل بن حيان عن عبد الله بن أبي الهذيل.

قلت: وهذه متابعة قوية، لولا أن في الطريق إليها مغيرة - وهو ابن مقسم الكوفي - فإنه مع ثقته كان يدلس؛ وقد عنعنه.

وجملة القول؛ أنه ليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه، وتصحيح الحديث اعتمادا عليه. والله أعلم.

 

(6/560)

 

 

2990 - (إن من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره) .

ضعيف

أخرجه الطيالسي في " مسنده " (2398) : حدثنا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف لسوء حفظه.

وعبد الحكم بن ذكوان؛ قال ابن معين:

" لا أعرفه "، وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "، وهو عندي مجهول الحال. ونحوه قول الحافظ فيه: " مقبول ". لأنه يعني: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث عند التفرد كما هو الحال في هذا الحديث، وقد اضطرب في إسناده كما يأتي.

والحديث أخرجه البخاري في " التاريخ " (3/2/128) من طريق الطيالسي به. وأخرجه هو وابن ماجه (3966) من طريق أخرى عن عبد الحكم السدوسي: حدثنا شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا به نحوه. فجعله من مسند أبي أمامة.

وهذا الاختلاف هو من الحكم كما أشرت آنفا، أو من شيخه شهر. والله أعلم.

 

(6/561)

 

 

2991 - (إن أطهر طعامكم لما مسته النار) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/132/1) ، وأبو يعلى في " مسنده " (4/1599) - ولم يسق لفظه - من طريق محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن علي رضي الله عنه:

" أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة، فناولته كتف شاة مطبوخة

 

(6/561)

 

 

فأكلها، ثم قام يصلي، فأخذت ثيابه فقالت: ألا توضأ يا رسول الله؟ قال: مما يا بنية؟ قالت: قد أكلت مما مسته النار؟ ! قال: " فذكره.

قلت: وإسناده ضعيف على ثقة رجاله، فإن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، على أن في حفظه شيئا، ولذلك فهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، ولم يكن فيما رواه علة، ولذلك قال الذهبي في آخر ترجمته:

" فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا، وقد احتج به أئمة، فالله أعلم. وقد استشهد به مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق ذكرها في صحيحه ".

فإن قيل: يبعد أن يكون بين محمد بن إسحاق وأبيه شخص، ثم دلسه ابن إسحاق؟ .

قلت: إن سلمنا ذلك، فقد وجدت له علة، وهو الاختلاف في سنده ومتنه، فقال أحمد (6/283) : حدثنا حسن بن موسى: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن الحسن عن فاطمة قالت:

" دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم.... " الحديث نحوه؛ وفي آخره:

" فقال لي: أوليس أطيب طعامكم ما مسته النار ".

وهكذا أخرجه أبو يعلى (4/1591) : حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي: أخبرنا حماد به إلا أنه وقع عنده " الحسن بن أبي الحسن ". وعليه جرى الهيثمي فقال (1/253) بعدما عزاه لهما - أحمد وأبي يعلى -:

" والحسن بن أبي الحسن ولد بعد وفاة فاطمة، والحديث منقطع ".

وكأنه يعني به الحسن البصري، فإنه يصدق عليه أنه ولد بعد وفاة فاطمة،

 

(6/562)

 

 

ولكني لم أر من ذكر أن إسحاق بن يسار روى عنه وإنما في " تهذيب التهذيب " أنه روى عن الحسن بن علي! وهذا أقرب إلى ما في " المسند " إذا قدرنا أنه الحسن بن الحسن بن علي، نسب في " التهذيب " إلى جده، وإذا كان كذلك فهو منقطع أيضا، والله أعلم.

2992 - (إن الأرواح تلاقي في الهواء فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) .

ضعيف

رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " (128/2) عن محمد بن بكر بن عبد الرحمن السمرقندي: حدثنا أحمد بن نصر السمرقندي: حدثنا أبي عن إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن شقيق عن علي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أحمد بن نصر السمرقندي وأبوه لم أعرفهما، ويحتمل أنه الذي في " الميزان " وغيره:

" أحمد بن نصر بن حماد. أتى بخبر منكر جدا، قال: حدثنا أبي: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: لا يترك الله أحدا يوم الجمعة إلا غفر له. ذكره الخطيب ".

قلت: فهذا من طبقة السمرقندي. والله أعلم.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/162/2) للطبراني في " الأوسط " عن علي. ولم يورده الهيثمي في " المجمع " لا في " الجنائز " (2/329) ولا في " الأدب " (8/87) . والله أعلم.

وقد أخرجه الطبراني في " الأوسط " (2/18/1 - رقم 5353) من طريق

 

(6/563)

 

 

عبد الرحمن بن مغراء قال: أخبرنا الأزهر بن عبد الله الأودي قال: أخبرنا محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: يا أبا حسن! ربما شهدت وغبنا، وربما شهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن.... إلخ.

قلت: فذكر ثلاثة أحاديث، أحدها حديث الترجمة، وأعله الهيثمي (1/162) بـ (الأزهر) هذا، فقال:

" قال العقيلي: حديثه غير محفوظ عن ابن عجلان ".

ومن طريق الأودي أخرجه أبو الشيخ في " الأمثال " (رقم 107) .

ثم أخرج له شاهدا من حديث ابن مسعود، من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه به، وزاد:

" فلو أن رجلا مؤمنا دخل مسجدا فيه مئة منافق ليس فيه إلا مؤمن واحد لذهب حتى يجلس إلى ذلك المؤمن الواحد، ولو أن رجلا منافقا دخل مسجدا فيه مئة مؤمن ليس فيه إلا منافق واحد لذهب حتى يجلس إلى ذلك المنافق الواحد ".

قلت: وإبراهيم الهجري؛ قال الذهبي في " المغني ":

" ضعفه النسائي وغيره، وتركه ابن الجنيد ".

2993 - (إن الأبدال بالشام يكونون، وهم أربعون رجلا، بهم تسقون الغيث، وبهم تنصرون على أعدائكم، ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق) .

ضعيف

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1/67/1) من طريق

 

(6/564)

 

 

الحسن بن حبيب: أخبرنا زكريا بن يحيى: أخبرنا الحسن بن عرفة: أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال:

" ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب، فقالوا: يا أمير المؤمنين! العنهم، فقال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فذكره؛ وقال:

" هذا منقطع بين شريح وعلي، فإنه لم يلقه ".

وأخرجه أحمد (1/112) : حدثنا أبو المغيرة: حدثنا صفوان به نحوه وزاد:

" كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا ".

وقد صح من طريق أخرى عن علي موقوفا: " لا تسب أهل الشام جما غفيرا؛ فإن فيهم الأبدال ". وقال الضياء المقدسي في " المختارة " (461 - بتحقيقي) :

" وهو أولى من المرفوع ".

وقد روي الحديث من حديث عبادة بن الصامت مختصرا، وقد مضى برقم (940) .

2994 - (أقطف القوم دابة أميرهم) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (9/274) من طريق شبيب بن شيبة قال:

" كنت أسير في موكب أبي جعفر أمير المؤمنين، فقلت: يا أمير المؤمنين! رويدا فإني أمير عليك! قال: ويلك؛ أمير علي؟ ! قلت: نعم؛ حدثني معاوية بن قرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) فقال أبو جعفر: أعطوه دابة، فهو أهون علينا من أن يتأمر علينا ".

 

(6/565)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، معاوية بن قرة؛ تابعي ثقة.

وشبيب بن شيبة - وهو أبو معمر البصري الخطيب البليغ - ضعيف كما قال النسائي والدارقطني. وفي " التقريب ":

" صدوق يهم في الحديث ".

2995 - (إن الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجلس الملوك) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (6/173) من طريق عمرو بن حمزة: حدثنا صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا. وقال:

" غريب من حديث الحسن، تفرد به عمرو عن صالح ".

قلت: وهما ضعيفان.

ومن هذا الوجه أخرج القضاعي في " مسند الشهاب " (ق /82/2) الشطر الأول منه.

 

(6/566)

 

 

2996 - (إن الحياء من شرائع الإسلام، وإن البذاء من لؤم المرء) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/80/2) عن محمد بن عمارة بن صبيح: أخبرنا إسماعيل بن أبان: أخبرنا عبد الملك بن عثمان الثقفي عن محمد بن مالك الهمداني عن أبيه مالك بن زبيد عن عبد الله قال:

جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصاحبهم فقالوا: يا نبي الله! إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء، فقال صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(6/566)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم مسلسل بالمجهولين، مالك بن زبيد؛ روى عنه أبو إسحاق السبيعي أيضا، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان.

وابنه محمد؛ أورده ابن أبي حاتم (4/1/88) بهذا الحديث ليس إلا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وعبد الملك بن عثمان الثقفي؛ أورده ابن أبي حاتم أيضا (2/2/360) من رواية إسماعيل بن أبان هذا ولم يذكر فيه أيضا جرحا ولا تعديلا.

وإسماعيل بن أبان إن كان الوراق؛ فهو صدوق، وإن كان الغنوي؛ فهو متروك رمي بالوضع.

2997 - (إن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن، ولو بلغ ثمانين سنة) .

موضوع

أخرجه البيهقي (8/324) من طريقين عن أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي: حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضي الله عنه قال:

" وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيفة.... " فذكره؛ وقال:

" وهذا حديث ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الإسناد ".

قلت: كأنه مركب عليهم، فإن ابن الأشعث قال الدارقطني:

" آية من آيات الله، وضع ذلك الكتاب. يعني العلويات ".

 

(6/567)

 

 

قلت: وهذا الكتاب فيه نحو ألف حديث كلها بهذا الإسناد، وقد ساق ابن عدي في ترجمته من " الكامل " (ق 378/1) جملة منها فيها موضوعات كما قال الذهبي. فلست أدري كيف خفى حاله على البيهقي حتى نسب التفرد بهذا الحديث لأهل البيت دون هذا المفتري! .

2998 - (إن الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك آذى صاحبها، فداووها بالماء المحرق والعسل) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/405) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد المديني عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره؛ وقال:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.وهذا منه عجيب فإنه قد اورد مسلم بن خالد هذا - وهو الزنجي - في كتابه " الضعفاء والمتروكين " وقال:

" قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث ".

وعبد الرحمن بن محمد المديني؛ الظاهر أنه الأنصاري، قال الذهبي أيضا في " الميزان ":

" قال البخاري: روى عنه الواقدي عجائب، وقواه ابن حبان ".

 

(6/568)

 

 

2999 - (إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله عز وجل بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه، وتبقى صلاته نافلة) .

 

(6/568)

 

 

ضعيف.

رواه أبو يعلى في " مسنده " (2 / 833 - 834) وعنه الطبراني في " الأوسط " (2/1 - زوائده) ، وكذا ابن عدي في " الكامل " (35/1) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " (446) ، وابن حبان في " الضعفاء ": أخبرنا بشار بن الحكم: حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا. وقال البزار:

" لا نعلم رواه عن ثابت غير بشار ".

قلت: وهو منكر الحديث؛ كما قال ابن عدي وتبعه الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال ابن حبان:

" منكر الحديث جدا، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه؛ كأنه ثابت آخر، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب ".

ثم ساق هو وابن عدي هذا الحديث مشيرين إلى أنه حديث منكر.

وأما قول ابن عدي في آخر ترجمته.

" أرجو أنه لا بأس به ".

فإنما يعني في غير ما تفرد به وأنكر عليه، أقول هذا توفيقا بين قوله المتقدم: " منكر الحديث "؛ وهذا. فلا تغتر بقول الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/225) بعد أن عزاه لبعض من ذكرنا:

" وفيه بشار بن الحكم ضعفه أبو زرعة وابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به ".

أقول: لا تغتر بهذا؛ فإن الأمر كما قلت لك، فإن الضعف الذي عزاه لأبي زرعة وابن حبان، إنما أخذه من قولهما في بشار: " منكر الحديث ". وإذا عرفت أن ابن عدي وافقهما على ذلك - كما تقدم - تبين لك أنه معهما في تضعيفه، فتنبه ولا تكن من الغافلين.

 

(6/569)

 

 

نعم الشطر الثاني من الحديث له شواهد تدفع عنه النكارة وترفعه إلى مرتبة الصحة، فانظر بعضها في " صحيح الترغيب " (1/ رقم 177 و 180 و 182) ، وفي معناه أحاديث أخرى.

ثم رأيت الحديث بفقرتيه قد أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/242/4941) من الوجه المذكور، وزاد في أوله فقرة ثالثة بلفظ:

" يا أبا ذر! ألا أدلك على خصلتين وهما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ "

" قال: بلى يا رسول الله! قال:

" عليك بحسن الخلق وطول الصمت، والذي نفس محمد بيده! ما عمل الخلائق بمثلهما ".

وهذه الزيادة أخرجها البزار في " مسنده " (4/220/3573) وقال:

" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره ".

قلت: بلى؛ قد روى له هو (3/149/2449) من طريق عمرو بن أبي خليفة قال: سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت عن أنس قال:

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في حلقة فأراد القيام، فقام غلام فناوله نعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" أردت رضى ربك، رضي الله عنك ".

فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد ".

وقال البزار:

" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ".

 

(6/570)

 

 

وقال الهيثمي في " المجمع " (8/268) :

" رواه البزار، وفيه عمرو بن أبي خليفة، ولم أعرفه ".

قلت: إعلاله بشيخه (أبي بدر) أولى واسمه (بشار بن الحكم) أورده ابن عدي في " الكامل " (2/23) وقال:

" بصري، منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره ".

ثم ساق له حديثين أحدهما من هذه الطريق، إلا أنه وقع فيه (عمر بن أبي خليفة العبدي) .

وسواء كان هذا أو ذاك؛ فإني لم أجد له ترجمة، حتى ولا في " ثقات ابن حبان "!

والمقصود: أن البزار لم يعرف اسم (أبي بدر) وأنه (بشار بن الحكم) فيما يظهر - كالهيثمي - وإلا لما قال في الحديث الذي قبله ما تقدم:

" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره "!

ويحتمل أنه نسي، وجل من لا ينسى.

على أن قوله في حديث أبي ذر هذا:" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ".

ففيه نظر أيضا، فقد تابعه الحسن بن أبي جعفر عن ثابت به نحوه.

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك: حدثنا الحسن بن أبي جعفر ... وقال:

" لم يروه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر، تفرد به أبو جابر ".

قلت: قال أبو حاتم:

 

(6/571)

 

 

" ليس بالقوي ". وذكرع ابن حبان في " الثقات " (9/64) . وإعلاله بشيخه أولى لأنه ضعيف جدا؛ كما فعل الهيثمي قال (8/268) :

" رواه الطبراني في " الصغير "، وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو متروك ".

وهو في " الروض النضير " (125) .

3000 - (إن الدباغ يحل من الميتة كما يحل الخل من الخمر) .

ضعيف

أخرجه ابن عدي (326/1) ، وعنه البيهقي في " السنن " (6/38) عن فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال البيهقي:

" تفرد به فرج بن فضالة، وهو ضعيف؛ يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها. قاله أبو الحسن الدارقطني ".

__________

انتهى بحمد الله وفضله المجلد السادس من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيىء في الأمة ".

ويليه - إن شاء الله تعالى - المجلد السابع، وأوله الحديث:

3001 - (إن الرجل ليبتاع الثوب. . .) .

و" سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

 

(6/572)

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإني- ابتداء - أقول:

قد كان ما خَشيتُ أن يكونا *** إنا إلى الله لراجعونا

رحل الحبيب الغالي، فمحبوه يتامى، وأنا يتيمة مرتين، لكنا إن شاء الله صابرون، وبقضاء الله وقدره راضون، وله عند ربِّه- عز وجل- لمحتسبون....

وشاءت إرادة الله- تعالى- ألا يكمل الوالد- رحمه الله- مراجعته الأخيرة لهذا المجلد- كما كنتُ ذكرتُ في مقدمة المجلد السادس- اللهم إلا بعض الزيادات التي أملاها علي هاتفياً في مواضع لا تزيد على عشرة.

وهذا المجلد- أخي للقارئ- هو الحلقة للسابعة من هذه "السلسلة"، وفيه مجموعة جديدة من الأحاديث الضعيفة وما دونها من ضعيف جدِّاً، وموضوعٍ ... مما ينبغي على المسلم أن يكون على معرفة بها حتى لا ينسب للًنبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل، أو يلتزم باعتقادٍ أو حكم مبني عليها فيقع في الضلال والبدعة، ويصرف جهده ووقته فيما لم يشرعه الله ورسوله؛ وهو يحسب أنه يحسن صنعاً!

وتحت أحاديث هذا المجلد- كغيره- الكثير من الأبحاث والتحقيقات الحديثية، والردود للعلمية، والكثير من الفوائد والتنبيهات، كل في مكأنه ومناسبته.

فمن الأبحاث والتحقيقات الحديثية ما جاء تحت الأحاديث (3056 و 3074 و 3115 و 3231 و 3247 و 3270 و 3292 و 3294 و 3354 و 3374 ... ) .

ومن الردود العلمية ما تعقب به الوالد- رحمه الله- الشيخَ الغماري، حيث كان قد وقف قبل شهور قليلة من وفاته على كتابه " المداوي لعلل الجامع للصغير وشرحَي

 

(7/3)

 

 

المناوي "، فتعقبه في بعض الأحاديث المخرجة في هذا المجلد- وغيره من المجلدات التالية له-، وذلك من جوانب مختلفة، فانظر مثلاً ما جاء تحت الأحاديث (3205 و 3215 و 3219 و 3220 و 3221 و 3255 و....) .

ومن الردود- أيضاً- ما جاء تحت الأحاديث (3264- القرضاوي) و (3292- ابن التركماني) و (3493- الدكتورة للسودانية) .......

ومن الفوائد ما جاء تحت الأحاديث (3235 و 3281 و 3292 و 3320 و....) .

وقد جاء في المجلد العديد من الأحاديث التي يوجد في السنة الصحيحة غُنية عنها كالأحاديث (3071 و 3095 و 3130 و 3249 و 3485 و....) .

وهناك أحاديث اشتهرت على الألسنة، وهي ليست صحيحة مثل (3013- التمسوا الجار قبل الدار..) و (3264- وتحته: بني الدين على النظافة..) .

وقبل الختام أحب أن أذكر هنا بأنه يحسن بالقارئ لهذا المجلد أن يرجع- وبخاصة بعد وفاة الشيخ للوالد رحمه الله تعالى- إلى المقدمات التي كتبها لهذه " السلسلة " خاصة ولغيرها من كتبه عامة، فان فيها فوائد جمة، هي منارات على الطريق يُستهدى بها- إن شاء الله-، وسيجدها متجددة منسجمة مع كل مجلد يصدر، حيث أرسى فيها رحمه الله قواعد منهج الالتزام بالكتاب والسنة وبفهم سَلَف الأُمة، وهو المنهج الحق الذي ينبغي أن يقام عليه الفقه الإسلامي؛ فضلا عن العقيدة الإسلامية؛ انطلاقاً من المنهج السليم في التمييز بين الصحيح والضعيف، جزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين جميعا خير الجزاء، وأجرى له من الأجر ما شاء بفضله وكرمه، ورحمه رحمة واسعة، وجمعنا وإياه في جنات للفردوس مع النبيين وللصديقين والشهداء والصالحين.. إنه سميع مجيب.

وأخيرا.. لا بد أن نتوجه بالشكر إلى كل من كان له يد في إنجاز هذا الكتاب في جميع مراحله، بما فيها عمل الفهارس المختلفة، فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء.

و" سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

عمان 17 ذي القعدة 1420 هـ

12 شباط 2000

أم عبد الله

 

(7/4)

 

 

3001 - (إن الرجل ليبتاع الثوب بدينار، أو بنصف دينار فيلبسه، فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له. يعني من الحمد) .

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (ص 6-7 رقم 14 / 2) : حدثنا أحمد بن عثمان الرازي - بمصر -: حدثنا أبو زرعة الرازي: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي: حدثنا قاسم بن مالك المزني: حدثنا أبو مسعود الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير أحمد بن محمد بن عثمان الرازي فلم أجد له ترجمة، وفي " الميزان " و " اللسان ":

" أحمد بن محمد بن عثمان النهرواني. هو أحمد بن عثمان نسب إلى جده. مر ".

وهناك ذكر له حديثاً آخر عن شيخ له بإسناده، ثم قال:

" قال النقاش في " الموضوعات " له: وضعه أحمد أو شيخه ".

قلت: فهو في موضع التهمة.

وقد أورده الخطيب في " التاريخ " (5 / 68) كما جاء في الموضع الأول من " الميزان "، ثم ساق له بإسناده عن ابن المبارك قال:

" لا يكون الرجل من أصحابه الحديث حتى يكتب عمن هو مثله، وعمن فوقه، وعمن هو دونه ".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/5)

 

 

3002 - (إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جباراً، وإنه ما يملك إلا أهل بيته) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8 / 289) من طريق الهيثم بن خالد المصيصي: حدثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران: حدثني أبي: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي، [و] عن عبد الكبير: حدثنا أبي: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد بن علي، عن علي ابن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من الطريقين فإن مدارهما على المصيصي هذا، وهو ضعيف؛ كما قال الدارقطني وتبعه العسقلاني.

وفي الأولى: الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور - ضعيف أيضاً.

وفي الأخرى: عبد العزيز بن عبيد الله - وهو الحمصي - قال الذهبي:

" ضعفوه، وتركه النسائي ".

وهذه قد أخرجها المغافى بن عمران في كتاب " الزهد " له (ق 249 /1) .

 

(7/6)

 

 

3003 - (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن مسلماً) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7 /166 /6487) من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن مسلم عن شمر بن عطية عن سليمان بن صرد:

أن أعربياً صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه قرن، فأخذها بعض القوم، فلما سلم

 

(7/6)

 

 

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الأعرابي: أين القرن؟ فكأن بعض القوم ضحك! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:

الأولى: الانقطاع بين شمر وسليمان بن صرد؛ فإنهم لم يذكروا له رواية عن صحابي غير خريم بن فاتك، ومع ذلك قالوا: إنه لم يدركه، وعامة رواياته عن التابعين، ولذلك ذكره ابن حبان في (أتباع التابعين) من "ثقاته " (6 /450) ، وتبعه الحافظ في " القريب ".

والأخرى - ولم يذكر الهيثمي غيرها فقال (6 /254) -:

"إسماعيل بن مسلم إن كان هو العبد ي فهو من رجال " الصحيح "، وإن كان هو المكي فهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات ".

قلت: وإنما تردد الهيثمي؛ لأن كلاً منهما روى عنه ابن عيينة كما في " تهذيب الكمال " للحافظ المزي.

3004 - (إن الرجل ليدنو من الجنة حتى يكون ما بينه وبينها قيد ذراع، فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء) .

ضعيف

أخرجه أحمد (4 /64و5/ 377) عن محمد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه ابنة أبي الحكم الغفاري قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق؛ فإنه مدلس.

 

(7/7)

 

 

3005 - (إن الرجل ليصلي، وما فاته من وقتها أعظم من أهله وماله) .

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (4 /2/ 417) عن محمد ابن المثنى عن يحيى بن سعيد عن ابن عجلان ابن المنكدر عن يعلى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ... فذكره.

" مرسل "

ثم رواه من طريق أخرى عن يحيى أم محمد بن المنكدر أخبره أن يعلى - رجل من أهل الديوان - أخبره أنه سمع طلق بن حبيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.

قلت: ورجاله كلهم ثقات، وإنما علته الإرسال، فإن طلقاً تابعي مات بعد التسعين.

ويعلى هو ابن مسلم بن هرمز، وهو من أتبتع التابعين.

وقد ذكر المناوي أن ابن منيع والديلمي وصلاه من حديث أبي هريرة، ولم يتكلم على إسناده بشيء! وعزاه السيوطي لسعيد بن منصور عن طلق بن حبيب.

 

(7/8)

 

 

3006 - (إن الرجل ليوضع طعامه بين يديه فما يرفع حتى يغفر له، فقيل: يا رسول الله! بم ذاك؟ قال: يقول: بسم الله؛ إذا وضع، والحمد لله؛ إذا رفع) .

ضعيف

رواه الضياء في " المختارة " (157 /2) من طريق الطبراني - وهو في " المعجم الأوسط " (5 / 409 /5104) -: حدثنا محمد بن العباس: حدثنا عبيد بن إسحاق: حدثنا قطري الخشاب عن عبد الوارث عن أنس مرفوعاً. وقال:

 

(7/8)

 

 

" قطري ذكره ابن أبي حاتم....ولم يذكر فيه جرحاً ".

قلت: وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " (2 / 249-250) .

والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (5 / 22) وقال:

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عبد الوارث مولى أنس، وهو ضعيف، وعبيد بن إسحاق العطار، والجمهور على تضعيفه ".

3007 - (إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة؛ فتضيء أهل الجنة لوجهه كأنها كوكب دري. وإن أبا بكر وعمر لمنهم، وأنعما) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (2 /167- 168) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 313و325) عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري:أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل عطية؛ فإنه ضعيف، ومدلس. فما نقله المناوي عن "التقريب" أنه قال فيه: "إسناده صحيح"؛ فهو حكم غير صحيح! على أني لم أدر أي "تقريب" أراد!!

 

(7/9)

 

 

3008 - (إن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل) .

ضعيف

رواه الخطيب في "التاريخ" (6 / 16-17) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (23 /2) من طريق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البزوري: حدثنا القاضي جعفر بن محمد الفريابي: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا

 

(7/9)

 

 

ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن أبيه مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة سيء الحفظ. وأعله الخطيب بـ (البزوري) هذا فقال: "قال محمد بن أبي الفوارس: كان من أهل القرآن والستر، ولم يكن محموداً في الرواية، وكان فيه غفلة وتساهل ". ومن فوقه ثقات.

3009 - (إن لكل نبي خاصة من أصحابه، وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر) .

ضعيف جداً

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10 /94 /10008) ،وأبو الحسن محمد بن صدقة البزار الموصلي في "حديث أبي بكر محمد بن إبراهيم القرشي العدوي" (1/ 2) عن عبد الرحيم بن حماد أبي الهيثم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة مرفوعاً.

كذا وقع في الأصل عن علقمة مرسلاً.

وقد وصله أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1 /88) من طريق عبد الله بن معمر: حدثنا عندر عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعاً به.

وعبد الله بن معمر هذا؛ قال الذهبي:

"له عن غندر خبر باطل، قال الأزدي: متروك الحديث ".

قلت: والخبر هو هذا كما قال الحافظ في "اللسان".

وعبد الرحيم بن حماد؛ قال الذهبي:

"شيخ واه، لم أر لهم فيه كلاماً وهذا عجيب".

 

(7/10)

 

 

قلت: أخرجه أبو نعيم في مكان آخر، هو (1 /96) ،وقال:

"قال ابن أبي داود:هكذا في كتاب الشيخ: "غندر عن شعبة"،وإنما هو غندر عن عبد الرحيم، وهو شيخ بصري متروك الحديث ".

قلت: فهذا نص عن بعض الأئمة المتقدمين - وهو الحافظ ابن الحافظ عبد الله ابن سليمان بن أبي داود - في توهين هذا الرجل، فات الحافظ الذهبي، وكذا الحافظ العسقلاني؛ فإنه لم يستدركه عليه.

3010 - (إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر، وكفنوه، وألحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (75/ 1 من ترتيبه) عن محمد بن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب مرفوعاً. وقال الطبراني:

"لم يروه عن محمد بن ذكوان إلا ابن إسحاق "

قلت: هو مدلس، وقد عنعنه، وخالفه إسحاق بن الربيع عن الحسن به، إلا أنه لم يرفعه.

أخرجه ابن سعد (1 /33) . وإسحاق هذا هو البصري الأبلي ضعيف أيضاً.

قلت: ورواه روح بن أسلم: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الحسن به، نحوه.

وروح متروك، وقد مضى لفظه برقم (2859) .

ورويت الجملة الأخيرة مع تكبير الملائكة على آدم أيضاً من طريق ثالثة عن

 

(7/11)

 

 

الحسن به، وقد مضى تخريجه برقم (2872) .

3011 - (إن السماوات السبع،والأرضين السبع لتلعن الشيخ الزاني،وإن فروج الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها) .

ضعيف

أخرجه البزار (ص 209-زوائده) عن يعلى بن عبيد عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه،موقوفاً عليه.

ثم رواه من طريق أبي معاوية عن صالح بن حيان به،إلا أنه قال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. وقال:

"لا نعلم رواه إلا أبو معاوية"

قال الهيثمي:

"يعني: رفعه، وصالح بن حيان ضعيف"

قلت: كذا وقع في الأصل "أبو معاوية، وإسناده هكذا: "حدثنا عمرو بن مالك: حدثنا أبو معاوية....".

قلت: عمرو بن مالك هذا هو الراسبي، وقد ذكروا في ترجمته: أنه روى عن مروان بن معاوية الفزاري، وعنه البزار. فأنا أخشى أن يكون ما في الأصل: "أبو معاوية" محرفاً من: "مروان بن معاوية". ويؤيده أنهم ذكروه في الرواة عن صالح بن حيان والله أعلم.

والراسبي هذا ضعيف أيضاً.

وقد روي من حديث أبي هريرة مرفوعاً دون جملة (الفروج) ، وهو مخرج في "الصحيحة" تحت الحديث (3313) .

 

(7/12)

 

 

3012 - (إن في الجنة لمراغاً من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الكبير" (6 / 5845) من طريق عبد الله ابن أحمد، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 116) عن أحمد بن الحسن بن عبد الملك - والسياق لأبي نعيم - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن سابور: حدثنا عبد الحميد بن سليمان الأنصاري - أخو فليح - عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً.

أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد هذا، وقال:

"توفي سنة أربع وثلاث مئة ... ، مقبول القول، صاحب صولة وصرامة".

قلت: ومتابعة عبد الله بن أحمد تقويه، فإنه ثقة حافظ، من فوقهما ثقات غير عبد الحميد هذا فإنه ضعيف،كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما. وقال ابن معين:

"ليس بشيء".

وذكره العقيلي في "الضعفاء" (ص250) ، وكذا ضعفه آخرون. أما أحمد فقال:

"ما أرى به بأساً"!

ولعل هذا هو مستند قول المنذري في "الترغيب" (4/ 253) :

"رواه الطبراني بإسناد جيد".

وقول الهيثمي (10/ 413) :

 

(7/13)

 

 

"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ورجالهما ثقات"!

قلت:ولا يخفى أن الجرح المفسر مقدم على التعديل؛ لا سيما والجارحون جمع، والمعدل فرد.

وهذا من الوضوح بحيث حملني على أن أقول: لعل الحديث عند الطبراني من غير طريق عبد الحميد هذا، وذلك قبل أن أقف على إسناده عند الطبراني.

والله تبارك وتعالى أعلم.

3013 - (التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 220/ 2) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (144/ 232) عن أبان بن المحبر عن سعيد بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، أبان هذا قال الذهبي:

"شيخ متروك"

وسعيد بن رافع، كذا في الأصل، وفوق لفظ: "ابن" ضبة، إشارة إلى أن فيه سقطاً، والساقط هو: "معروف بن رافع"؛ كما رواه الأزدي من هذا الوجه على ما في "الميزان" و "فيض القدير".

وسعيد بن معروف غير معروف. وقال الأزدي:

"لا تقوم به حجة". قال الذهبي عقبه:

" قلت: أبان متروك، فالعهدة عليه ".

 

(7/14)

 

 

3014 - (من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة) .

ضعيف

اخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 259/ 647) : حدثنا الفضل بن هارون البغدادي: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: حدثنا عبد الحميد ابن سليمان عن أبي حازم عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الحميد بن سليمان قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".

وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (7/ 172) .

وسائر رجاله ثقات غير الفضل بن هارون؛ ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 372) برواية ثلاثة فيهم الطبراني، وقال: "صاحب أبي ثور الفقيه"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/15)

 

 

3015 - (كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير، وأعطى كل سائل) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 377) ، والبزار (968- الكشف) : أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن أبي بكر الهذلي،عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وعائشة قالا: ... فذكره.

ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 123) .

 

(7/15)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، أبو بكر الهذلي متروك الحديث؛ كما قال الحافظ. والحماني ضعيف.

3016 - (إن الشيطان ذئب ابن آدم، كذئب الغنم، وإن ذئب الغنم يأخذ من الغنم الشاة المهزولة والقاصية ولا يدخل في الجماعة، فالزموا العامة والجماعة والمساجد) .

ضعيف

رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (16/ 1-2) حدثنا حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن أبان عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت وهذا إسناد ضعيف جداً، شهر ضعيف، وأبان - وهو ابن أبي عياش - متروك.

لكن الحديث له طريق أخرى عند أحمد (5/ 233) ، والهيثم بن كليب (170/ 1) ،وابن بشران في الكراس الأخير من "الجزء" (30/ 5/ 2) ، وأبي نعيم في "الحلية" (2/ 247) عن سعيد عن قتادة: حدثنا العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل مرفوعاً به، وقال أبو نعيم:

"رواه يزيد بن زريع وعنبسة بن عبد الواحد عن سعيد مثله، وقال: يعني: شعاب الأهواء"

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، فهو صحيح، وإن خالفه عمر بن إبراهيم فقال: حدثنا قتادة عن العلاء بن زياد عن رجل حدثه - يثق به - عن معاذ بن جبل به! فزاد بينهما الرجل الذي لم يسم.

 

(7/16)

 

 

وعمر بن إبراهيم - وهو البصري صاحب الهروي - صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف؛ كم في "التقريب"، فلا يلتفت إلى مخالفته لمثل سعيد - وهو ابن أبي عروبة - وهو من أثبت الناس في قتادة؛ كما قال الحافظ.

ثم تبين لي أن فيه علة تقدح في صحته،ألا وهي الانقطاع بين العلاء بن زياد ومعاذ؛ فإنه لم يسمع منه؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (1/ 132) ، والهيثمي في "المجمع" (2/ 23) ، وقد كنت غفلت عن هذه العلة حين خرجت "شرح العقيدة الطحاوية"، فصححته فيه (516) جرياً على ظاهر إسناده، والآن قد رجعت عنه، والله تعالى هو الموفق، وأستغفره من كل زلل. ولا أدري إذا كان الدكتور أحمد سعد حمدان تورط بتصحيحي المذكور، فقال في تعليقه على "أصول أهل السنة" لللالكائي (1/ 107) :

"سنده صحيح".

أو أنه نظر - مثلي - إلى ظاهر السند، فوقع في الخطأ، والمعصوم من عصمه الله عز وجل.

3017 - (إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه) .

ضعيف

أخرجه ابن منده من طريق إسحاق بن سيار عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة مرفوعاً.

قلت: كذا ساقه الحافظ في ترجمة "سديسة" من "الإصابة"، وإسناده ضعيف، وفيه علتان:

الأولى:الاضطراب في إسناده، فرواه ابم منده هكذا، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 191/ 3943) من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق:

 

(7/17)

 

 

حدثني أبي: حدثنا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي به، إلا أنه قال فيه:

"عن سديسة عن حفصة". وقال بعده:

"لم يروه عن الأوزاعي إلا النعمان - وهو أبو حنيفة -، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل، تفرد به الفضل".

وأخرجه ابن السكن من هذه الطريق بهذا السند، فقال في سياقه: إنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ورواه أحمد بن يونس السلمي عن الفضل بن موفق، فقال في سياقه: عن سديسة عن حفصة.

والعلة الأخرى: ضعف المتفرد به، والذي دارت الطرق عليه، وهو الفضل ابن الموفق؛ قال أبو حاتم:

"ضعيف الحديث"، ولم يذكر في "التهذيب" ولا في غيره توثيقه عن أحد. فلا أدري ما عمدة الهيثمي في قوله (10/ 70) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن، إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن الموفق لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا"!

فمن الذي وثق الفضل هذا؟!

3018 - (تفقدوا نعالكم عند أبواب المساجد) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 269) عن أحمد بن صالح السمومي: حدثنا يحيى بن هاشم: حدثنا مسعر عن يزيد عن ابن عمر مرفوعاً. وقال: "غريب من حديث مسعر، لم نكتبه إلا من حديث السمومي".

قلت: كذا في الموضعين منه "السمومي" بالسين المهملة، وفي "اللسان":

 

(7/18)

 

 

بالمعجمة، وفي "الميزان": "الشامولي"، ولم أعرفه الصواب منها، وكتب الأنساب لم تتعرض لشيء من ذلك (1) . فالله أعلم.

وأحمد هذا؛ قال ابن حبان: "يضع الحديث". وهو غير أحمد بن صالح المصري الثقة الحافظ. وقال الحافظ في "اللسان" - بعد أن ساقه من طريق أبي نعيم عنه -:

"والحمل فيه عليه، أو على شيخه، وذكره أبو نعيم في رجال متروكين، لا يجوز الاعتماد عليهم".

قلت: وشيخه يحيى بن هاشم كذبه ابن معين، وقال ابن عدي: "كان يضع الحديث".

ولا بن صالح حديث موضوع آخر في الصلاة في العمامة يأتي (5699) ، لكنه قد توبع عند الخطيب دون قوله: "عند أبواب المساجد". وسبق تخريجه برقم (2495) ، وفيه قول الدارقطني: "تفرد به يحيى بن هاشم".

قلت: فهو الآفة، والله أعلم.

3019 - (إن الصبحة تمنع بعض الرزق) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 251) من طريق سليمان ابن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان قال: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ سليمان بن أرقم متروك.

__________

(1) ينظر - للفائدة - حاشية تهذيب الكمال (1 / 354) للمزي

 

(7/19)

 

 

وله طريق أخرى، يرويها إسماعيل بن عياش، وقد اضطرب فيها، فقال مرة: عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران عن أبان بن عثمان عن عثمان به.

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 13-14) .

ومرة قال: عن رجل - قد سماه - عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان ابن عفان عن أبيه به، دون قوله: "بعض".

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 73) ، وعزاه المنذري (3/ 5) لأحمد نفسه، فوهم.

وقد سمي هذا الرجل، فأخرجه عبد الله أيضاً، وابن عدي في "الكامل" (ق15/ 1) من طريقين آخرين عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف به.

ثم رواه ابن عدي من طريق مسلمة عن إسماعيل بن عياش عن رجل عن إسحاق بن عبد الله بن طلحة عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. وقال ابن عدي:

"وهذا الرجل الذي لم يسم في هذا الإسناد هو ابن أبي فروة، وقد خلط ابن أبي فروة في هذا الإسناد، وهذا الحديث لا يعرف إلا به".

كذا قال، ويرد عليه الطريق الأولى. وابن أبي فروة اسمه إسحاق بن عبد الله، وهو متروك؛ كما قال الحافظ.

والحديث أخرجه البيهقي أيضاً في "شعب الإيمان" (2/ 35/ 1) من طريق ابن عدي، وقال:

"وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بهذا الحديث، وخلط في إسناده. و (الصبحة) : النوم عند الصباح".

 

(7/20)

 

 

3020 - (إن الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة؛ فتصدقوا يرحمكم الله، وإن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً؛ فاعفوا يعزكم الله) .

ضعيف جداً

رواه ابن عدي (1/ 92/ 1) عن الحسن بن عبد الرحمن الفزاري: حدثنا علي بن يزيد الصدائي: حدثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء:

الحسن بن عبد الرحمن الفزاري هو الاحتياطي، قال ابن عدي:

"يسرق الحديث، منكر عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق".

علي بن يزيد الصدائي؛ فيه لين.

خارجة بن مصعب؛ متروك، وكان يدلس عن الكذابين.

والحديث أورد منه السيوطي - من رواية ابن عدي عن ابن عمر - الجملة الأولى منه فقط! ولم يتكلم المناوي عليه بشيء!

 

(7/21)

 

 

3021 - (إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر القبور) .

ضعيف

رواه ابن عدي (67/ 2) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 175) عن الحكم بن يعلى: حدثنا عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر مرفوعاً، وقال ابن عدي:

"قال البخاري: الحكم بن يعلى؛ قال لي سليمان بن عبد الرحمن: رأيته بدمشق، منكر الحديث، عنده عجائب".

 

(7/21)

 

 

قلت: وقول سليمان هذا رواه البخاري عنه في "التاريخ الصغير" مفرقاً في موضعين (ص212،217) .

ولم يتفرد به، فقد قال المنذري في "الترغيب" (2/ 25) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، والبيهقي، وفيه ابن لهيعة".

قلت: وهو ضعيف، وهو من طبقة عمرو بن الحارث، وكثير ما يقرن معه في بعض الأسانيد، ولا يبعد أن يكون هذا الحديث من روايته عن يزيد بن أبي حبيب. والله أعلم.

ثم رأيت الحديث في "معجم الطبراني الكبير" (17/ 286) ، فعجبت من المنذري كيف أعله بابن لهيعة، وهو عنده مقرون مع (عمرو) كما كنت استقريته، ولم يعله بمن دونه، وأعجب منه متابعة الهيثمي (3/ 110) له على ذلك!! فإن الطبراني أخرجه (رقم788) من طريق رشدين بن سعد: حدثني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبي حبيب به، وزاد:

"وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته".

وإنما العلة من رشدين بن سعد؛ فإنه ضعيف كما تقدم مراراً.

وأعجب مما تقدم متابعة أخينا حمدي عبد المجيد السلفي للهيثمي فيما سبق، وهو يرى في الإسناد أمامه أن ابن لهيعة مقرون مع عمرو بن الحارث والحسد بن ثوبان!!

نعم قد توبع ابن لهيعة على الطرف الثاني من حديثه من حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب بلفظ:

"كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".

 

(7/22)

 

 

وسنده صحيح. وهو مخرج في كتابي "تخريج المشكلة" برقم (118) .

3022 - (إن الصدقة يبتغى بها وجه الله، وإن الهدية يبتغى بها وجه الرسول، وقضاء الحاجة) .

ضعيف

رواه النسائي (2/ 138) ، والعقيلي في "الضعفاء" (240) عن عبد الملك بن محمد بن بشير عن عبد الرحمن بن علقمة مرفوعاً، وقال:

"لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به".

يعني: عبد الملك هذا. قال الذهبي:

"لا يعرف".

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" و "الكبير" للطبراني فقط، وأعله المناوي بالاختلاف في صحبة عبد الرحمن بن علقمة. وقد أشار الحافظ في "التقريب" إلى تضعيف القول بصحبته فقال:

"يقال: له صحبة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين" (5/ 85) .

وبالجملة فالحديث له علتان: الإرسال والجهالة. ولم تتكلم عليه اللجنة القائمة على تحقيق "الجامع الكبير" (5671) بأكثر مما ذكرته عن المناوي، إلا قولهم المعتاد: "ورمز له في "الصغير" بالضعف". وإن كان هذا الرمز هنا قد طابق الواقع. وأما الدكتور القلعجي الجريء على تصحيح الأحاديث الضعيفة، وتضعيف الأحاديث الصحيحة، بجهل بالغ، وقلة خوف من الله عز وجل، فقد أورد هذا الحديث في آخر "الضعفاء" (4/ 514) في "فهرس الأحاديث الصحيحة"، لا لشيء سوى أنه ذكره في تعليقه على الحديث في "الضعفاء" (3/ 33) من رواية

 

(7/23)

 

 

النسائي! وهو يرى أن طريقه وطريق العقيلي واحدة، مدارها على ذاك المجهول عن المختلف في صحبته! فهل يعني أن كل ما رواه النسائي يكون صحيحاً ولو كان عند العلماء معلولاً. ذلك مما لا أظن أنه يقوله، من أين جاءت الصحة؟!

3023 - (إن الصفا الزلال الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء: الطمع) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 2/ 283) عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس مرفوعاً. وأخرجه ابن السني عن أبي العباس ابن لبيد (كذا) عن موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي عن محمد بن سلمة عن خارجة بن مصعب عن أبي معن عن أسامة بن زيد نحوه.

قلت: وأخرجه ابن عدي (121/ 2) من طريق أخرى عن محمد بن سلمة به. ولفظه:

"إن الصفا الزلال لأهل العلم الطمع".

قلت: وخارجة بن مصعب - وهو أبو الحجاج السرخسي - متروك، وكان يدلس عن الكذابي، وقد خالفه في إسناد عبد الله بن المبارك فقال في "الزهد" (رقم542) : عن أبي معن قال: حدثني سهيل بن حسان الكلبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره، بلفظ الترجمة.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ سهيل بن حسان الكلبي أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 248) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأبو معن، الظاهر أنه الذي ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 441) :

 

(7/24)

 

 

"أبو معن روى عن ابن سيرين. روى عنه مسعدة".

وهو الذي في "التقريب":

"أبو معن: محمد بن معن،عن زهرة بن معبد، وعنه ابن المبارك، مقبول".

وأما محمد بن زياد الذي في الطريق الأولى فهو: اليشكري الطحان، وهو كذاب.

3024 - (الضاحك في الصلاة، والملتفت، والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 438) ، والبيهقي (2/ 289) من طريقين عن زبان بن فائد: أن سهل بن معاذ حدثه عن أبيه معاذ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. وقال البيهقي:

"معاذ هو: ابن أنس الجهني، وزبان بن فائد غير قوي".

وقال الحافظ في ترجمته:

"ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته".

 

(7/25)

 

 

3025 - (إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها، وسألته قوت يومها) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 98) من طريق الحسين بن علوان الكلبي: حدثنا أبو حمزة ثابت بن أبي صفية قال:

"كنا مع علي بن الحسين جلوساً في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر بنا عصافير يصحن، فقال علي بن الحسين: أتدرون ما تقول هذه العصافير؟! قلنا: لا،

 

(7/25)

 

 

قال: أما إني ما أقول: إني أعلم الغيب، ولكن سمعت أبي يقول: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فذكره) . وإن هذه تسبح ربها، وتسأله قوت يومها".

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الكلبي هذا؛ فإنه كذاب؛ كما قال يحيى بن معين. وقال ابن حبان: "كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعاً". وساق له الذهبي من موضوعاته أحاديث، أحدها بلفظ:

"أربع لا يشبعن من أربع، أرض من مطر، وعين من نظر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم". فقال الذهبي عقبه:

"قلت: وكذاب من كذب".

وثابت بن أبي صفية ضعيف رافضي.

3026 - (إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول: يا رب لإرسالك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى - وإنه ليعلم ما فيها -؛ من شدة العذاب) .

منكر

أخرجه الحاكم (4/ 577) ، وأبو يعلى في "مسنده" (491) عن الفضل بن عيسى الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: الفضل واه". وقال في "الميزان":

"ضعفوه". وقال الحافظ:

"منكر الحديث"

 

(7/26)

 

 

3027 - (إن العبد أخذ عن الله أدباً حسناً، إذا وسع عليه وسع، وإذا أمسك عليه أمسك) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 315) عن جعفر بن كزال:حدثنا إبراهيم بن بشير المكي: حدثنا معاوية بن عبد الكريم عن أبي حمزة عن ابن عمر مرفوعاً. وقال:

"غريب من حديث معاوية مسنداً متصلاً مرفوعاً، وإنما يحفظ هذا من قبل الحسن مستشهداً بقوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته) الآية".

قلت: وإسناده ضعيف. أبو حمزة هذا لم أعرفه.

وإبراهيم هو ابن أدهم بن بشير المكي، قال الدارقطني:

"ليس بالقوي". وقال مسلمة:

"ثقة".

ومعاوية بن عبد الكريم، وهو المعروف بالضال، صدوق كما في "التقريب".

 

(7/27)

 

 

3028 - (من عفا عند قدرة، عفا الله عنه يوم العسرة) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 151/ 7585) من طريق حكيم بن خذام: حدثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ العلاء بن كثير - وهو الدمشقي ثم

 

(7/27)

 

 

الكوفي - قال في "التقريب":

"متروك، رماه ابن حبان بالوضع".

وبه أعله الهيثمي (8/ 190) ، لكنه قصر من وجهين:

الأول: أنه اقتصر على قوله فيه: "ضعيف"! وقلده المناوي في "الفيض"، وقال في "التيسير":

"وضعفه الهيثمي، فتحسين المؤلف له ليس في محله"!!

والآخر: أنه نسي إعلاله أيضاً بالراوي عنه: حكيم بن خذام؛ فإنه متروك أيضاً، ففي "الميزان":

"قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث".

(تنبيه) كذا وقع في "المعجم": "قدرة"، ووقع في "الجامع الصغير":

"القدرة" فظننت أنه الصواب، لكني لما رأيته في "المجمع" و "الجامع الكبير" كما في "المعجم" تركته على حاله.

3029 - (إن العبد ليذنب الذنب فإذا ذكره أحزنه، فإذا نظر الله إليه قد أحزنه الذي صنع غفر له من قبل أن يأخذ في كفارته بصلاة أو صيام أو صدقة) .

ضعيف

رواه الخطيب في "الموضح" (2/ 6) عن داود بن المحبر عن صالح المري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وداود بن المحبر كذاب، لكن تابعه عيسى بن خالد اليمامي، لكنه قال: حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين به، فأدخل بينهما هشاماً.

 

(7/28)

 

 

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 176،275) - وعنه ابن عساكر (4/ 208/ 2) -، وقال أبو نعيم:

"غريب من حديث هشام وصالح، لم نكتبه إلا من حديث عيسى".

قلت: ولم أجد من ذكره.

ثم وجدته في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 1/ 275) وقال:

"سألت أبي عنه؟ فقال: لا بأس بحديثه، محله الصدق".

قلت: فعلة الحديث من صالح المري؛ فإنه ضعيف.

3030 - (إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل؛ وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وهو عابد) .

منكر

أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 362-363) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 233/ 754) ، وكذا الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 76/ 53) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (ق68/ 2) من طرق عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار: حدثنا نوح بن عباد القرشي عن ثابت عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات معروفون غير نوح بن عباد القرشي، لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 542) ، ولم يرو عنه غير أبي الأسود هذا كما في "الجرح" و"الثقات"، فهو علة الحديث. وأما قول المنذري في "الترغيب" (3/ 257) - وتبعه الهيثمي (8/ 25) -:

"رواه الطبراني، ورواته ثقات سوى شيخه المقدام بن داود، وقد وثق".

 

(7/29)

 

 

قلت: رواية الآخرين خالية منه، فالعلة ما ذكرت، فقد تساهلا في إغضائهما عنها، وكذلك صنع الحافظ العراقي؛ فإنه قال في "تخريج الإحياء" (3/ 51) :

"أخرجه الطبراني، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"، وأبو الشيخ في "مكارم الأخلاق" (كذا) ، وأبو الشيخ في "كتاب طبقات الأصبهانيين" من حديث أنس، بإسناد جيد "!

فأقول: أنى أنى لإسناده الجودة، وفيه من لم يوثقه إلا ابن حبان، الذي من مذهبه توثيق المجاهيل، وكتابه "الثقات" مشحون بهم!!

3031 - (إن الفتنة ترسل، ويرسل معها الهوى، فمن اتبع الهوى كانت قبلته سوداء، ومن اتبع الصبر كانت قبلته بيضاء) .

منكر

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 394/ 3446) ، و "مسند الشاميين" (1669) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 261/ 1) عن محمد بن إسماعيل بن عياش: حدثنا أبي: حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش؛ ضعيف. قال أبو داود:

"لم يكن بذاك". وقال أبو حاتم:

"لم يسمع من أبيه شيئاً". وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (7/ 305) فقال: "ضعيف".

 

(7/30)

 

 

وشريح بن عبيد لم يسمع من أبي مالك كما تقدم مراراً، فانظر مثلاً الحديث (1510) .

تنبيه: كذا بخطي نقلاً عن "المعرفة" (قبلته) في الموضعين، ولعله خطأ؛ فإنه في "المجمع"، (قتلته) ، وكذا في "المعجم الكبير" و "مسند الشاميين". لكن قال محققه الفاضل:

"في المخطوطة "كانت فتلته" بدل "كانت قتلته". وفي مخطوطتي الظاهرية من "المعجم الكبير" أن في نسخة "فتلته" وفي رواية: قتلته". والله أعلم.

3032 - (إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحاسنهم أخلاقاً) .

ضعيف

رواه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 291) ، وأحمد وابنه (5/ 89) ، والطبراني (1/ 213/ 1) ، وأبو يعلى (4/ 1802) عن أبي أسامة عن زكريا بن سياه: حدثني عمران بن رياح عن علي بن عمارة عن جابر بن سمرة قال: كنت في مجلس فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمرة وأبو أمامة فقال: ... فذكره.

وهذا سند ضعيف، وزكريا بن سياه وعلي بن عمارة لم أجد من ذكرهما.

ثم رأيت الأول في "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 386) ، ونقل في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 596) عن ابن معين أنه قال: "ثقة".

والآخر أورد له هذذا الحديث ولم يذكر فيه شيئاً،وترجمه ابن أبي حاتم برواية عمران هذا ويونس الجرمي عنه (3/ 1/ 197) ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (1/ 149) برواية عمرتن فقط، فهو العلة.

 

(7/31)

 

 

وأما الهيثمي فقال (8/ 25) بعدما عزاه للمذكورين دون البخاري: "ورجاله ثقات"!

3033 - (إن الذي يمر بين يدي الرجل وهو يصلي عمداً يتمنى يوم القيامة أنه شجرة يابسة) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 105/ 1 مصورة الجامعة) عن ابن وهب: حدثنا عبد الله بن عياش عن أبي رزين الغافقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً. وقال:

"لا يروى عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن وهب".

قلت: وهو ثقة حافظ، وعبد الله بن عياش حسن الحديث.

وأما أبو رزين الغافقي فلم أجد له ترجمة، وإليه أشار الحافظ الهيثمي يقوله (2/ 61) :

"رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه من لم أجد من ترجمه".

قلت: وقد أورده الدولابي في "الكنى" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كعادته، ولا سماه، فقال (1/ 29-30) : حدثني أحمد بن عبد المؤمن الفراء قال: حدثنا إدريس بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن عياش عن عبد الله بن عياض عن أبي رزين الغافقي به.

وهكذا رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (258) : حدثنا إدريس بن يحيى به.

قلت: وعبد الله بن عياض هذا لم أجد له ترجمة أيضاً، ولا أدري إذا كان سقط من ناسخ "أوسط الطبراني"، أو أن الرواية وقعت له هكذا!

 

(7/32)

 

 

ثم إن إدريس بن يحيى صدوق كما قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 265) ، فهي متابعة قوية لعبد الله بن وهب، ترد دعوى الطبراني أنه تفرد به ابن وهب.

3034 - (إن الله اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين، والعباس بيننا، مؤمن بين خليلين) .

موضوع

أخرجه ابن ماجه (1/ 64) : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك:حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

ومن هذا الوجه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 227) .

قلت: وهذا موضوع، آفته عبد الوهاب هذا فإنه كذاب كما قال أبو حاتم.

وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة. ونقل السندي عن الحافظ ابن رجب أنه قال:

"وهو موضوع، فإنه من بلايا عبد الوهاب".

والحديث أخرجه الديلمي (1/ 2/ 224) من طريق أبي معقل يزيد بن معقل عن عقبة عن سالم عن حذيفة مرفوعاً به، نحوه، إلا أنه قال:"علي"، بدل: "العباس".

وأبو معقل هذا لم أجد له ترجمة.

لكن الجملة الأولى من الحديث قد صحت من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:

"لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلاً".

 

(7/33)

 

 

أخرجه مسلم (7/ 108) ، وابن ماجه (رقم 93) ، وكذا الترمذي (3656) ، وأحمد (1/ 377و389و395و409و410و433و439و463) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1226) ، وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

3035 - (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، وإنه لم يكن نبي إلا له خليل، ألا وإن خليلي أبو بكر) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 237/ 7816) ، والواحدي في "أسباب النزول" (ص136) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ عبيد الله بن زحر متروك كشيخه، بل هو خير من شيخه. وقال ابن حبان:

"يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم".

قلت: القاسم - وهو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - صدوق لا يحتمل مثل هذه التهمة، فالآفة ممن دونه، والحديث موضوع لمخالفته للحديث الصحيح المذكور آنفاً: " ... ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكنه أخي..".

وأعله الهيثمي في "المجمع" (9/ 145) بـ (علي بن يزيد الألهاني) فقصر.

 

(7/34)

 

 

3036 - (إن الله تبارك وتعالى اختارني، واختار لي أصحاباً، فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1000- بتحقيقي) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 140/ 349) ، والحاكم (3/ 632) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 11) من طريق محمد بن طلحة التيمي قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه، عن جده، عن عويم بن ساعدة مرفوعاً. وقال:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!

قلت: وهو من أوهامهما؛ فإنه إسناد ضعيف مجهول؛ عتبة بن عويم أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء" وقال:

"لم يصح حديثه. قاله البخاري". وقال في "الميزان":

"والظاهر أن لعتبة ولأبيه صحبة،، والحديث مضطرب".

وسالم بن عتبة قال الحافظ في "التقريب":

"مقبول".

والأولى أن يقال فيه: مجهول. فإنه لا يعرف إلا في هذا الإسناد، ولم يوثقه أحد. ومثله ابنه عبد الرحمن، وقد قال فيه الخافظ: "مجهول".

ومحمد بن طلحة وهو المعروف بابن الطويل قال الحافظ:

"صدوق يخطىء".

 

(7/35)

 

 

قلت: فأنى لمثل هذا الإسناد المظلم الصحة؟! وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 17) :

"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه"!

3037 - (إن الله اختارني، واختار لي أصحاباً، واختار لي منهم أصهاراً وأنصاراً، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ومن آذاني فيهم آذاه الله عز وجل) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 99) عن محمد بن بشير الكندي الدعاء قال: نبأنا قران بن تمام عن أبي طاهر مولى الحسن بن علي عن أنس بن مالك مرفوعاً، وقال:

"رواه غيره عن قران عن أبي عياض مولى الحسن بن علي عن أنس".

قلت: وأبو طاهر أو أبو عياض مولى الحسن بن علي، لم أجد له ترجمة.

والكندي مختلف فيه، لكنه لم يتفرد به كما يشعر به كلام الخطيب المذكور، مع مخالفته له، وعلى كل حال فمدار الطريقين على مجهول.

ثم أخرجه الخطيب (13/ 443) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن بشر الحنفي عن أنس به، دون قوله: "فمن حفظني ... "، وزاد:

"وإنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينتقصونهم، ألا فلا تناكحوهم، ألا ولا تنكحوا إليهم، ألا ولا تصلوا معهم، ألا ولا تصلوا عليهم، عليهم حلت اللعنة".

قلت: وبشر الحنفي لم أعرفه، وقد أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص76) رقم (344- بترقيمي) من طريق ابن النجار بإسناده عن بشر

 

(7/36)

 

 

ابن عبد الله عن أنس به، وقال:

"قال ابن النجار: هذه الزيادة في آخر الحديث غريبة غير محفوظة. وقال ابن حبان: هذا خبر باطل لا أصل له، وبشر بن عبد الله القصير منكر الحديث جداً".

قلت: ولم أر في "الميزان" ولا في "اللسان" ولا في غيرهما "بشر بن عبد الله القصير". ووقع في "تنزيه الشريغة" (2/ 24) : "بشير بن عبيد الله أو ابن عبد الله". ولم أره أيضاً. والله أعلم.

وقد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس بزيادة أخرى بلفظ:

(إن الله اختارني واختار أصحابي وأصهاري، وسيأتي قوم يبغضونهم ويسبونهم، فلا تجالسوهم، ولا تشاربوهم، ولا تناكحوهم) .

أخرجه الديلمي (1/ 2/ 223) ، والخلال في "السنة" (769) ، والعقيلي: الأنطاكي (1) ؛ وهو خطأ - عن أحمد بن عراق الأخنسي عن المحاربي عن عبيدة - أظنه الحداء - عن أبي حفص عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو حفص - وهو: عمر بن حفص -، قال النسائي: متروك.

والأخنسي: ترجمه البخاري في "تاريخه" (1/ 203) ، وقال: "يتكلمون فيه، منكر الحديث".

والمحاربي اسمه عبد الرحمن بن محمد، وهو ثقة.

 

(7/37)

 

 

ومن فوقه لم أعرفهم.

3038 - (إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات، فاختار العليا، فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من بني هاشم، من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 73) عن حماد بن واقد الصفار: حدثنا محمد ابن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

بينا نحن جلوس بفناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ مرت امرأة، فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد،، فقال أبو سفيان: إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن، فانطلقت المرأة، فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف الغضب في وجهه، فقال: "ما بال أقوال تبلغني عن أقوام، إن الله...."، وقال:

"وقد قيل في هذا الإسناد: عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر".

ثم أخرجه هو والعقيلي (4/ 388) من طريق يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان به، نحوه.

 

(7/38)

 

 

قلت: ويزيد هذا هو الكلبي، ضعيف؛ قال العقيلي:

"لا يتابع عليه".

وقد خالفه حماد بن واقد الصفار كما رأيت، وهو ضعيف أيضاً كما في "التقريب". وشيخهما محمد بن ذكوان ضعيف أيضاً.

3039 - (إن الله إذا أحب عبد هـ جعل رزقه كفافاً) .

ضعيف

أخرجه الديلمي (1/ 2/ 225) من طريق أبي الشيخ عن إسماعيل بن عمرو: حدثنا علي بن هاشم عن عبيد الله بن الوليد عن يحيى بن هاني عن عروة عن علي بن أبي طالب، فذكره، ولم يرفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن عمرو، وهو البجلي الكوفي الأصبهاني. ومثله عبيد الله بن الوليد، وهو الوصافي.

(تنبيه) هكذا وقع الحديث في الديلمي موقوفاً، وإيراد السيوطي إياه في "الجامع الصغير" من رواية أبي الشيخ يعطي أنه مرفوع عنده، فلا أدري أسقط رفعه من نسخة الديلمي، أم هكذا وقعت الراوية عنده!

 

(7/39)

 

 

3040 - (سألت ربي عز وجل أن لا أزوج أحداً من أمتي ولا يتزوج [إلي أحد] إلا كان معي في الجنة، فأعطاني) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 53/ 5892) ، وأبو سعيد ابن الأعرابي في "معجمه" (ق83/ 1) - وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (19/ 60/ 2) ، والحاكم (3/ 137) من طريق عمار بن سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى مرفوعاً، وقال:

 

(7/39)

 

 

"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.

قلت: وفيه نظر؛ فإن عماراً هذا قال الحافظ:

"ضعيف الحديث، وكان عابداً".

والذهبي نفسه أورده في "الميزان" وذكر الخلاف فيه ما بين موثق ومضعف، والجرح مقدم على التعديل مع بيان السبب، فقد قال أبو داود: كان مغفلاً. وقال الذهبي:

"قلت: له حديث منكر جداً". ثم ساق له غير هذا. وقال في "المغني": "ضعفه أبو حاتم وغيره"

وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 17) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمار بن سيف، وقد ضعفه جماعة، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات".

قلت: وقد روي عنه بإسناد آخر، فقال الحارث في "مسنده" (120/ 1- زوائده) : حدثنا إسحاق بن بشر: حدثنا عمار بن سيف الضبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر أوعمرو مرفوعاً به.

وإسحاق هذا كذاب.

وتابعه إبراهيم الشامي، لكنه قال: "ابن عمرو"، ولم يشك.

أخرجه ابن سمعون الواعظ في "الأمالي" (1/ 54/ 1) ، وابن عساكر.

قلت: والشامي هذا كذاب أيضاً كما قال الدارقطني. لكن الظاهر أنه قد توبع؛ فقد ذكره الهيثمي من حديث عبد الله بن عمرو، ثم قال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه يزيد بن الكميت، وهو ضعيف".

 

(7/40)

 

 

قلت: بل هو ضعيف جداً؛ لقول الدارقطني فيه: "متروك"، فلا يستشهد به.

وعزاه السيوطي في "الجامع" للشيرازي في "الألقاب" من حديث ابن عباس، ولابن عساكر من حديث هند بن أبي هالة، ولفظه:

"إن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة".

والله أعلم بإسنادهما، وما أظن أنهما يصلحان للاستشهاد بهما.

ثم رأيت الحديث في "أوسط الطبراني" (1/ 226/ 1/ 3997) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال:أخبرنا محمد بن أبي النعمان الكوفي قال: أخبرنا يزيد ابن الكميت قال: أخبرنا عمار بن سيف به. وقال:

"لم يروه عن هشام بن عروة إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا يزيد بن الكميت، تفرد به محمد بن أبي النعمان".

قلت: ولم أجده له ترجمة، وابن الكميت ضعيف جداً كما عرفت. ومن تابعه أشد ضعفاً منه، ومدار الطرق كلها على عمار بن سيف وهو ضعيف مع عبادته، وقد اختلف عليه في إسناده، فمنهم من رواه عنه عن إسماعيل عن ابن أبي أوفى، ومنهم من رواه عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر أو عمرو، ومنهم من قال: عن ابن عمرو ولم يشك كما تقدم.

ثم روى الحارث بسند جيد عن القاسم بن يزيد عن أبي عبد الله بن مرزوق أو ابن روق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"عزمة من ربك، وعهد عهده إلي أن لا أتزوج إلى أهل بيت.."، الحديث نحوه.

والقاسم بن يزيد، الظاهر أنه الذي في "التقريب":

"شيخ لابن جريج مجهول، من السادسة"

 

(7/41)

 

 

وأبو عبد الله هذا لم أعرفه.

3041 - (إن الرجل المسلم ليصنع في ثلثه عند موته خيراً، فيوفي الله بذلك زكاته) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 78/ 2-79/ 1) من طريق عمرو بن شمر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله مرفوعاً به.

قلت: وهذا موضوع، عمرو بن شمر هذا كذاب. وقال ابن حبان:

"رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات". وقال البخاري: "منكر الحديث"

 

(7/42)

 

 

3042 - (إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة، فيقول: رب! أرحني ولو إلى النار) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلي في "مسنده" (3/ 6/ 123) بلفظ: "إن الكافر ... "، وكذا ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (95/ 2) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 63/ 1) من طريق شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له.

ثم أخرجه (3/ 64/ 1) من طريق محمد بن إسحاق عن إبراهيم عن المهاجر عن أبي الأحوص به مرفوعاً، بلفظ:

"إن الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق، حتى إنه يقول: يا رب! أرحني ولو إلى النار".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ففي الوجه الأول: أبو إسحاق - وهو السبيعي -

 

(7/42)

 

 

مدلس على اختلاطه. وشريك - ابن عبد الله القاضي - وهو ضعيف لسوء حفظه.

وفي الوجه الآخر: إبراهيم بن المهاجر وهو البجلي الكوفي؛ قال الحافظ:

"صدوق لين الحفظ".

ومحمد بن إسحاق مدلس أيضاً.

وقد روي الحديث عن جابر مرفوعاً بنحوه، على اختلاف في متنه، وشدة ضعف في إسناده كما سأبينه فيما يأتي برقم (5011) .

3043 - (إن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر؛ سلب كل ذي لب لبه) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 99) - وعنه ابن عساكر في "تاريخه" (18/ 1/ 2) -: أخبرنا أبو نعيم الحافظ: حدثنا أبو عمر لاحق ابن الحسين بن عمران بن محمد أبي الورد البغدادي: حدثنا أبو سعيد محمد ابن عبد الحكيم الطائفي - بها -: حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفي: حدثنا سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به.

قلت وهذا موضوع، وهو مما شان به السيوطي "جامعه"، ساقه الخطيب في ترجمة لاحق هذا، وقال فيه:

"حدث عن خلق لا يحصون من الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير وأباطيل".

ثم روى عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي أنه قال:

 

(7/43)

 

 

"كان كذاباً أفاكاً يضع الحديث عن الثقات ... ووضع نسخاً لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث، مثل طرغال وطربال وكركدن وشعبوب، ولا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الدراية ... ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله".

قلت: وسعيد بن سماك؛ قال أبو حاتم: متروك الحديث.

ومن دونه لم أعرفهما.

3044 - (إن الله إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مخوناً، فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً ملعناً، فإذا لم تلقه إلا رجيماً ملعناً نزعت منه ربقة الإسلام) .

موضوع

أخرجه ابن ماجه (2/ 500-501) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرة عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته سعيد بن سنان وهو أبو مهدي الحنفي الحمصي، قال الدارقطني:

"يضع الحديث". وقال الجوزجاني:

"أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة". وقال البخاري:

"منكر الحديث". وقال النسائي: "متروك الحديث".

وأما قول البوصيري في "الزوائد" (247/ 2) :

"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف سعيد بن سنان، والاختلاف في اسمه".

 

(7/44)

 

 

ففيه أمور:

الأول: أن الإسناد أسوأ حالاً مما ذكر، كما يتبين لك من كلمات الأئمة المذكورين.

الثاني: أنه لا اختلاف في اسمه أصلاً، لعله اختلط عليه بغيره.

الثالث: أنه لو ثبت هذا الاختلاف، لم يصح جعله علة لتضعيف الإسناد، كما لا يخفى على العارف بهذا الفن الشريف، فإن الرواة الذين اختلف في أسمائهم أكثر من أن يذكروا، ولم نعلم أحداً من أهل العلم أعل إسنادهم بالاختلاف في أسمائهم.

3045 - (إن الله إذا ذكر شيئاً تعاظم ذكره) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 94) - وعنه الديلمي (1/ 2/ 224) -: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الدراوردي - بمرو -: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي: حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن ابن بريدة:

أن معاوية خرج من حمام حمص، فقال لغلامه: ائتني لبستي، فلبسها، ثم دخل مسجد حمص، فركع ركعتين، فلما فرغ إذا هو بناس جلوس فقال لهم: ما يجلسكم؟ قالوا: صلينا الصلاة المكتوبة، ثم قص القاص، فلما فرغ قعدنا نتذاكر سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال معاوية: ما من رجل أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أقل حديثاً عنه مني، إني سأحدثكم بخصلتين حفظتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما من رجل على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن تكثر الخصوم عنده فيدخل الجنة". قال:

وكنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فدخل المسجد، فإذا هو بقوم في المسجد قعود،

 

(7/45)

 

 

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما يقعدكم؟ " قالوا: صلينا الصلاة المكتوبة، ثم قعدنا نتذاكر كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال الحاكم:

"حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي.

قلت: الحسين وهو ابن واقد المروزي، لم يخرج له البخاري في "صحيحه" إلا تعليقاً، وفي حفظه ضعف يسير.

وأبو معمر اسمه بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة التميمي المنقري البصري. ثقة من رجال الشيخين.

وأحمد بن محمد بن عيسى القاضي هو ابن أبو العباس البرتي قاضي بغداد. وهو ثقة ثبت حجة؛ كما قال الخطيب (5/ 61) ، وليس من رجال الشيخين، بل هو من طبقتهما.

والدراوردي هذا لم أجد له ترجمة، ولم يذكره السمعاني. وفي "تاريخ جرجان" للسهمي (403/ 852) :

"أبو الفضل محمد بن أحمد بن حاتم الفرقدي الجرجاني، كان يترأس في وسط السوق، ويتفقه للشافعي، وكان له أفضال، توفي سنة ثماني عشرة وثلاث مئة".

قلت: فلا أدري إذا كان هو هذا أو غيره.

3046 - (إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعلمها، وإذا سخط عليه أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعلمها) .

 

(7/46)

 

 

منكر. رواه أحمد (3/ 38و40) ، وابن حبان (2515) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 196) ، وفي "الحلية" (1/ 370) عن دراج أبي السمح:سمعت أبا الهيثم يقول: سمعت أبا سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف دراج أبي السمح، قال الحافظ:

"صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف".

وأورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال:

"ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير".

ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (2/ 83/ 926) ، وأبو يعلى (2/ 492/ 1331) ، والحارث بن أبي أسامة (ق131/ 2 -زوائده) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (1/ 510/ 874) -، وأبو نعيم أيضاً في "أخبار أصبهان" (2/ 196) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 342) من طريق أحمد، ثم قال:

"لا يصح. قال أحمد: أحاديث دراج مناكير".

3047 - (إن الله أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام، والله أشد تعاهدأ للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير) .

ضعيف

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 146/ 1) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 277) ، وعنه ابن الجوزي في "جامع المسانيد" (103/ 1) - عن عمر بن بزيع:حدثنا الحارث بن الحجاج عن أبي معمر التيمي عن ساعدة بن سعد بن حذيفة: أن حذيفة كان يقول: ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاماً، ويقولون: ما نقدر على قليل ولا كثير، وذلك

 

(7/47)

 

 

أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، ساعدة بن سعيد بن حذيفة لم أجد له ترجمة.

ومن دونه ثلاثتهم مجهولون؛ كما في "اللسان".

وقد روي بإسنادين آخرين عن حذيفة بلفظ:

"إن الله ليتعاهد.....".

وسيأتي برقم (3102) .

3048 - (إن الله اصطفى موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/ 575) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني: حدثنا محمد بن الصباح: حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال:

"صحيح على شرط البخاري". ووافقه الذهبي.

قلت: لكن الحلواني هذا ليس من رجال البخاري. ولم أجد له ترجمة، فالسند ضعيف. والله أعلم.

ثم رأيت الحديث موقوفاً، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 140/ 1) من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان به، وزاد:

"واصطفى محمداً بالرؤية".

لكن قيساً ضعيف لسوء حفظه، وتابعه حفص بن عمر العدني: أخبرنا موسى بن

 

(7/48)

 

 

سعد عن ميمون القناد عن عكرمة به موقوفاً.

أخرجه الطبراني (3/ 143/ 2) .

والعدني والقناد ضعيفان. وموسى بن سعد لم أعرفه، وفي "الجرح" (4/ 1/ 145) ":

"موسى بن سعيد البصري، روى عن قتادة، روى عنه حفص بن عمر أبو عمر العدني".

فالظاهر أنه هذا، وهو مجهول.

3049 - (إن الله أعطى موسى الكلام، وأعطاني الرؤية، فضلني بالمقام المحمود، والحوض المورود) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 221 - 222) عن بشر بن عبيد الدارسي عن موسى بن سعيد الراسبي عن قتادة عن سليمان بن قيس اليشكري عن جابر ابن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ بشر بن عبيد الدارسي كذبه الأزدي، وقال ابن عدي:

"منكر الحديث عن الأئمة، بين الضعف جدأ". وساق له الذهبي - أحاديث، وقال فيها:

"وهذه أحاديث غير صحيحة، فالله المستعان"، ثم ذكر أخر، وقال:

"وهذا موضوع".

 

(7/49)

 

 

والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر وحده، وقال المناوي بعدما عزاه للديلمي أيضاً:

"وفيه محمد بن يونس الكديمي الحافظ، قال الذهبي: قال ابن عدي:اتهم بالوضع. وقال ابن الجوزي: الحديث موضوع؛ فيه الكديمي".

3050 - (إن الله أعطاني الليلة الكنزين: كنز فارس والروم، وأمدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين، ولا ملك إلا لله، يأتون يأخذون من مال الله، ويقاتلون في سبيل الله. قالها ثلاثاً) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 272) عن يحيى بن أبي كثير عن أبي همام الشعباني قال: حدثني رجل من خثعم قال:

كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فوقف ذات ليلة، واجتمع عليه أصحابه، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الشعباني هذا؛ فإنه مجهول كما قال الحسيني، وأقره الحافظ في "التعجيل". وأورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 455) ، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وروى بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن سعد مرفوعاً:

"إن الله أعطاني فارس ونساءهم وأبناءهم وأسلابهم وأموالهم، وأعطاني الروم ونساءهم وأموالهم وأبناءهم، وأمدني بحمير".

أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 28 -29) .

 

(7/50)

 

 

وبقية مدلس وقد عنعنه.

3051 - (إن الله أعطاني فيما من به علي، وقال: إني أعطيتك يا محمد فاتحة الكتاب من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 1/ 222) عن صالح المري عن ثابت عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ صالح هذا - وهو ابن بشير - قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف". وقال الذهبي في "الضعفاء":

"قال النسائي وغيره: متروك".

وأخرج ابن نصر في "قيام الليل" (ص:69) عن خارجة عن عبد الله بن عطاء عن إسماعيل بن رافع عن الرقاشي، وعن الحسن عن أنس مرفوعاً بلفظ:

"إن الله أعطاني السبع مكان التوراة، وأعطاني الراءات مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ خارجة - وهو ابن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي - قال الحافظ:

"متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه".

قلت: ومن فوقه مضعفون غير الحسن وهو البصري، ولكنه مدلس.

 

(7/51)

 

 

3052 - (إن الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة، إن العمامة حاجزة بي الكفر والإيمان) .

ضعيف جداً

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (154) : حدثنا الأشعث ابن سعيد: حدثنا عبد الله بن بسر عن أبي راشد الحبراني عن علي فقال: عممني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي، ثم قال: (فذكره) ، ورأى رجلاً يرمي بقوس فارسية، فقال: "ارم بها". ثم نظر إلى قوس عربية فقال:

"عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنا، فإن بهذه يمكن الله لكم في البلاد، ويؤيدكم في النصر".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، الأشعث هذا متروك وهو أبو الربيع السمان.وعبد الله بن بسر ضعيف وهو السكسكي. وهو غير عبد الله بن بسر النصري الصحابي الآتي.

وقصة القوس الفارسية أخرجها الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي بإسناده عن عبد الله بن بسر قال:

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب إلى خيبر ... (الحديث) نحوه. قال الهيثمي (5/ 268) :

"بكر بن سهل قال الذهبي: مقارب الحديث، وقال النسائي: ضعيف. وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أني لم أجد لأبي عبيدة عيسى بن سليم من عبد الله بن بسر سماعاً".

وسيأتي (4499) ، وهو في "ضعيف سنن ابن ماجه" (562) .

 

(7/52)

 

 

3053 - (إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض، فأنزل الحديد والنار والماء والملح) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 221) عن سيف بن محمد: حدثنا عبد الرحمن بن مالك التيمي عن عبد الله بن خليفة عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته سيف بن محمد وهو ابن أخت سيفان الثوري. قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين":

"قال أحمد وغيره: كذاب".

وقال الحافظ:

"كذبوه".

وروى الطبراني في "الكبير" - وفي "الأوسط" بعضه - عن أم هانىء قالت:

دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما لي لا أرى عندك من البركات شيئاً؟ " فقلت وأي بركات تريد؟ قال:

"إن الله أنزل بركات ثلاثاً: الشاة، والنخلة، والنار". وقال الهيثمي (4/ 66) : "وفيه النضر بن حميد وهو متروك".

 

(7/53)

 

 

3054 - (إن الله تعالى باهى بالناس يوم عرفة عاماً وباهى بعمر ابن الخطاب خاصة) .

باطل

رواه الجرجاني (129) عن بكر بن سهل الدمياطي: حدثنا

 

(7/53)

 

 

عبد الغني بن سعيد: حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً.

وذكره السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" (ق36/ 1) من رواية ابن عساكر، وابن الجوزي في "الواهيات" بزيادة:

"وما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، وما في الأرض شيطان إلا وهو يفر من عمر".

وهي عند ابن عدي في "الكامل" (385/ 1) عن بكر بن سهل به.

أورده في ترجمة موسى بن عبد الرحمن وهو الثقفي الصنعاني وقال:

"يعرف بأبي محمد الفسر، منكر الحديث".

ثم ساق له أحاديث، هذا أحدها. ثم قال:

"لا أعلم له أحاديث غير ما ذكرت، وهي بواطيل".

وقال الذهبي:

"ليس بثقة، قال ابن حبان فيه: دجال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير". وبه أعله ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 192) .

وبكر بن سهل ضعيف

ولكنه لم يتفرد به؛ فقد رواه رشدين بن سعد عن أبي حفص المكي عن ابن جريج به.

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 121/ 2) .

 

(7/54)

 

 

ورشدين ضعيف.

وأبو حفص المكي لم أجد من ذكره.

والشطر الأول من الحديث أخرجه ابن عدي أيضاً (36/ 2) من طريق بكر ابن يونس بن بكير الشيباني: حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعاً. ذكره في ترجمة بكر هذا وقال:

"عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه. قال محمد بن إسماعيل (يعني: البخاري) : منكر الحديث".

والحديث سرقه أحد الكذابين، وهو (عباد الكلبي) فركب عليه إسناداً من أهل البيت، وجعل (علياً) مكان (عمر) !

أخرجه الشجري في "الأمالي" (2/ 75) .

وجزم الذهبي في ترجمة (عباد) أنه خبر كذب واتهمه به.

وروي من حديث أبي هريرة، من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه به.

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 61/ 1251) ، وقال:

"تفرد به (عبد الله بن عبد الرحمن) ".

قلت: وهو السمعي، وهو مجهول، وله حديث آخر منكر سيأتي برقم (7048) ، وأعله الهيثمي (9/ 70) بأبيه، وقد وثقه بعضهم، فالأولى إعلاله بابنه، ولكنه لا يعرفه، كما سترى في الحديث المشار إليه آنفاً.

 

(7/55)

 

 

3055 - (إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناً خلافة ورحمة، وكائناً ملكاً عضوضاً، وكائناً عنوة وجبرية وفساداً في الأرض، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله) .

منكر بهذا التمام

أخرجه الطيالسي (رقم228) : حدثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير ليث - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف مختلط. ووقع في الأصل "ليث بن عبد الرحمن بن سابط"، وانطلى أمره على مرتبه الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتي فطبعه هكذا على الخطأ في "ترتيبه" (2592) !

قلت: والحديث مع ضعف سنده فإن قوله في آخره: "وينصرون على ذلك ... " منكر، بل باطل؛ لأنه ينافي النصوص القرآنية؛ كقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم....) ، مع مخالفته لواقع حال المسلمين اليوم، والله المستعان.

وأما سائر الحديث فهو صحيح، قد جاء من روايات أخرى. فشطره الأول قد صح من حديث حذيفة مرفوعاً نحوه. وهو مخرج في "الصحيحة" رقم (5) .

وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً نحوه.

أخرجه الباغندي في "مسند عمر" (ص6) .

وأما استحلال الفروج وغيرها فثابت في "صحيح البخاري" وهو مخرج في المصدر المذكور رق (89و90) .

 

(7/56)

 

 

3056 - (إن الله تعالى أيدني بأربعة وزراء نقباء: اثنين من أهل السماء، واثنين من أهل الأرض، فقلنا: من الاثنان من أهل السماء؟ قال: جبريل وميكائيل. قلنا من الاثنان من أهل الأرض؟ قال: أبو بكر وعمر) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 121/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 160) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 298) من طريق عبد الرحمن ابن نافع - درخت -: حدثنا محمد بن مجيب عن وهيب بن الورد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"غريب من حديث وهيب لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحمن بن نافع".

قلت: وهو صدوق؛ كما قال أبو زرعة، وروى عنه كما في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 294) ، ولم يتفرد به كما يشعر كلام أبي نعيم؛ فقد تابعه محمد بن عبد الله الرازي البغدادي عند الخطيب، وإنما الآفة من شيخهما محمد بن مجيب - وهو الثقفي الصائغ الكوفي -؛ فإنه كذاب عدو لله؛ كما قال ابن معين. وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث".

وله طريق أخرى يرويها عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض....".

أخرجه البزار في "مسنده" (ص261 - زوائده) وقال:

"لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وعبد الرحمن لين الحديث، قد اتهم بالكذب".

 

(7/57)

 

 

قلت بل جزم أبو داود بأنه كذاب. وقال مرة: " يضع الحديث ".

وأقره الهيثمي في " المجمع " (9 / 51) على قوله الأول.

وتابعه عمر بن أبي معروف المكي عن ليث به.

أخرجه ابن عدي (244 / 1) وقال:

" عمر هذا ليس يعرف، منكر الحديث ".

وعنه أخرجه (بحشل) في " تاريخ واسط " (185) .

ورواه سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.

أخرجه البغوي في " الجعديات " (ق 93 / 1) ، والحاكم (2 / 264) ، وابن عساكر (9 / 588 - المصورة) ، وضعفه الحاكم كما يأتي، وذلك لأن سواراً هذا متفق على ضعفه، بل قال البخاري:

" منكر الحديث ". وقال النسائي وغيره:

" متروك ". وقال الحاكم:

" روى عن الأعمش وابن خالد المناكير، وعن عطية الموضوعات ".

وأخرجه الحاكم من طريق عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مختصراً بلفظ:

" وزيراي من السماء جبرائيل وميكائيل، ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر "

وقال:

" صحيح الإسناد، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد، وليس من شرط هذا الكتاب "! ووافقه الذهبي.

 

(7/58)

 

 

قلت: وهذا من عجائبه فإن ابن عجلان هذا ليس خيراً من سوار، قال الذهبي نفسه في " الميزان ":

" وقال ابن معين: ليس بشيء، كذاب. وقال مرة: كان يوضع له الحديث فيحدِّث به. وقال الفلاس: كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث. . . . ".

ثم إن سوار قد توبع. أخرجه الترمذي (2 / 292) من طريق تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية به، مثل لفظ حديث ابن عباس. وقال الترمذي:

" حديث حسن غريب "!

كذا قال، وعطية ضعيف مدلس.

وأبو الجحاف: اسمه داود بن أبي عوف التميمي؛ صدوق ربما أخطأ.

وتليد بن سليمان: ضعيف؛ كما في " التقريب ".

وقد روي من حديث أنس. يرويه الخليل بن زكريا: نا محمد بن ثابت قال:

حدثني أبي ثابت البناني عنه مرفوعا نحوه.

أخرجه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " (1 / 57 / 1) .

والخليل هذا متروك.

ومحمد بن ثابت البناني ضعيف.

وبالجملة، فالحديث ضعيف. ليس في هذه الطرق ما يمكن تقويته بها لشدة ضعفها. والله أعلم.

وروي من حديث بي ذر مختصراً بلفظ:

" إن لكل نبي وزيرين، ووزيراي أبو بكر وعمر ".

 

(7/59)

 

 

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/ 65) من طريق أحمد بن علي الموصلي (وهو أبو يعلى صاحب "المسند") : أخبرنا سهل بن زنجلة الرازي: حدثنا عبد الرحمن بن عمر: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين الأزدي: حدثني الحسن عن الأحنف بن قيس عنه، (فذكره) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعنه، واللذان دونه لم أعرفهما، وعبد الرحمن بن عمر يحتمل أن (عمر) محرف (مغراء) ؛ فقد ذكروه في شيوخ سهل، وهما صدوقان. والله أعلم.

3057 - (إن لله تعالى ملكاً ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (14/ 2) ، وعنه أبو نعيم في "الحاية" (3/ 42) ، وابن بشران في الكراس الأخير من الجزء الثلاثين (ق1/ 1-2) ، ويحيى بن منده في "أحاديثه" (91/ 2) عن يحيى بن زهير القرشي: حدثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعاً. وقال الطبراني:

"لم يروه عن ابن عون إلا أزهر تفرد به يحيى".

قلت: وهو مجهول، لم يذكره أحد حتى ولا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"!

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للطبراني في "الأوسط" والضياء. كذا في "الجامع الصغير" لكن وقع فيه (طب) أي الطبراني في "الكبير"، وكذلك وقع في "الفتح الكبير" ولعله محرف؛ فقد قال الهيثمي (1/ 299) :

 

(7/60)

 

 

"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" وقال: تفرد به يحيى بن زهير القرشي. قلت: ولم أجد من ذكره".

وأما ما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال: "فيه أبان بن أبي عياش ضعفه شعبة وأحمد ويحيى"؛ فهو من أوهامه، وإنما أعل الهيثمي بأبان هذا حديثاً آخر عقب هذا، انتقل نظر المناوي إليه حين النقل. وجل من لا يسهو ولا ينسى.

وأما قول المنذري في "الترغيب" (1/ 638) :

"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" وقال: "تفرد به يحيى بن زهير القرشي"، قال الحافظ: ورجال إسناده كلهم محتج بهم في (الصحيح) ".

كذا قال، وهو خطأ ظاهر نعرفه مما سبق، اغتر به الشيخ عبد الله الغماري في كتابه الذي أسماه "الكنز الثمين" وادعى أنه جرد فيه الأحاديث الصحيحة من "الجامع الصغير" و "الترغيب" وغيرهما. وهو فيه مقلد لهما غير محقق. ولعله سقط من كلام المنذري استثناء القرشي المذكور من كليته المذكورة، وحينئذ يستقيم الكلام.

3058 - (ستة مجالس ما كان المسلم في مجلس منها إلا كان ضامناً على الله عز وجل: في سبيل الله عز وجل، وفي مسجد جماعة، أو عند مريض، أو تبع جنازة، أو في بيته، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره لله عز وجل) .

ضعيف

رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (43/ 2) : حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

 

(7/61)

 

 

وأخرجه البزار (49) : حدثنا سلمة: حدثنا عبد الله بن يزيد به.

قلت: هذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن زياد بن أنعم - وهو الإفريقي - ضعيف كما تقدم مراراً. وقال المنذري (1/ 132) :

"رواه الطبراني في "الكبير"، والبزار، وليس بذاك، لكن روي من حديث معاذ بإسناد صحيح، ويأتي في (الجهاد) وغيره".

قلت: حديث معاذ المشار إليه بلفظ: "خمس من فعل واحدة منهن ... "، فذكر الست إلا: "مسجد جماعة"، ولم أجد لهذه الزيادة شاهداً. والله أعلم.

3059 - (المشاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله عز وجل) .

ضعيف

رواه ابن ماجه (779) ، وابن عدي (8/ 1) ، وابن عساكر (15/ 28/ 2) عن إسماعيل بن عياش: حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن رافع.وكذا إسماعيل بن عياش؛ فإنه وإن كان في نفسه ثقة فحديثه عن غير الشاميين ضعيف، وهذا منه؛ فإن ابن رافع مدني.

والحديث عزاه المنذري (1/ 130) لابن ماجه وحده، وأعله بابن رافع فقط!

 

(7/62)

 

 

3060 - (من ألف المساجد ألفه الله) .

ضعيف

رواه الطبراني في "الأوسط" (24/ 2 من ترتيبه) ، وابن عدي (212/ 1) عن عمرو بن خالد الحراني: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا دراج عن أبي الهيثم

 

(7/62)

 

 

عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً، وقال الطبراني:

"لم يروه عن دراج إلا ابن لهيعة تفرد به عمرو".

قلت: وهو ثقة من رجال البخاري، والعلة ممن فوقه؛ فإن ابن لهيعة ودراجاً ضعيفان. وأعله المنذري في "الترغيب" (1/ 132) بابن لهيعة فقط!

3061 - (إن الله عز وجل أيدني بأشد العرب ألسناً وأذرعاً؛ بابني قيلة: الأوس والخزرج) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 143/ 2) : حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي العدوي: أخبرنا محمد بن عبد العزيز الماوردي: حدثنا زياد بن سهل: حدثني بشر بن حجل عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: هذا إسناد ضعيف مظلم؛ فقد ترجمه الخطيب (5/ 434) ثم السمعاني ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/63)

 

 

3062 - (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق به بين الحق والباطل) .

ضعيف

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 270) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الأزرق المكي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حسن عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف ومعضل؛ فإن أيوب بن موسى الظاهر أنه أبو

 

(7/63)

 

 

موسى المكي، ويحتمل أنه أيوب بن موسى أبو كعب السعدي البلقاوي،وكلاهما ثقة. ولكنهما من أتباع التابعين، فهو معضل، وليس كما قال السيوطي في "الزيادة" (36/ 2) .

ثم إن عبد الرحمن بن حسن - وهو الزجاج أبو مسعود الموصلي - قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 227) عن أبيه:

"يكتب حديثه، ولا يحتج به".

لكن الشطر الأول من الحديث صحيح مخرج في "المشكاة" (6042) .

وأما الشطر الآخر فلم أجد له شاهداً معتبراً؛ ولذلك أوردته هنا، فقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" (1/ 40) من طريق إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال:

"سألت عمر رضي الله عنه: لأي شيء سميت الفاروق؟ قال..".

قلت: فذكر قصة إسلامه رضي الله عنه، وخروجه على المشركين معلناً إسلامه، وفيها قوله:

"فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ الفاروق، وفرق به بين الحق والباطل".

وإسحاق بن عبد الله - وهو ابن أبي فروة - متروك شديد الضعف، فلا يفرح بحديثه.

3063 - (إن الله عز وجل جعل لكل نبي شهوة، وإن شهوتي في قيام هذا الليل، إذا قمت فلا يصلين أحد خلفي. وإن الله جعل لكل

 

(7/64)

 

 

نبي طعمة، وإن طعمتي هذا الخمس، فإذا قبضت فهو لولاة الأمر من بعدي) .

ضعيف جداً.

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 166/ 2) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كسيان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً ذات يوم، والناس حوله، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال ابن حبان في ترجمة أبيه عبد الله:

"يتقى حديثه من رواية ابنه عنه".

وأبوه يكنى أبو مجاهد المروزي، قال الحافظ:

"صدوق يخطىء كثيراً".

3064 - (إن الله جعل السلام تحية لأمتنا، وأماناً لأهل ذمتنا) .

ضعيف

رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 436/ 8798) ، وابن عساكر (13/ 333/ 1) من طريق الطبراني - وهو في "المعجم الكبير" (8/ 129/ 7518) و "الأوسط" (4/ 298/ 3210) -: أخبرنا بكر بن سهل: أخبرنا عمرو بن هاشم البيروتي: أخبرنا إدريس بن زياد الألهاني عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة أنه كان يسلم على كل من لقيه. قال: فما علمت أحداً يسبقه بالسلام إلا يهودياً مرة اختبأ له خلف أسطوانة فخرج فسلم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي! ما حملك على ما صنعت؟ قال: رأيتك رجلاً تكثر السلام فعلمت أنه

 

(7/65)

 

 

فضل فأحببت أن آخذ به، فقال أبو أمامة: ويحك! سمعت رسول الله صلي عليه وسلم يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إدريس بن زياد الألهاني، لم أجد له ترجمة.ويحتمل أنه الذي في "اللسان":

"إدريس بن زياد الكفرتوثي أبو الفضل وأبو محمد. ذكره الطوسي، وقال: ثقة من رجال الشيعة، أدرك أصحاب جعفر الصادق....".

وعمرو بن هاشم البيروتي صدوق يخطىء، كما قال الحافظ.

وبكر بن سهل ضعيف، كما قال النسائي.

والحديث أورد منه الهيثمي (8/ 29) المرفوع فقط، وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفه (كأنه يعني: إدريس بن زياد الألهاني) ، وعمرو بن هاشم البيروتي وثق، وفيه ضعف".

3065 - (إن الله جعل للزرع حرمة غلوة بسهم) .

ضعيف جداً

رواه يحيى بن آدم في "الخراج" رقم (325) ، وعنه البيهقي (6/ 156) ، وكذا الخطيب في "الموضح" (1/ 134) : حدثنا ابن مبارك عن معمر عن إسماعيل بن أبي سعيد قال: سمعت عكرمة يقول: ... فذكره مرفوعاً مرسلاً. قال يحيى: والغلوة: ما بين ثلاث مئة ذراع وخمسين إلى أربع مئة.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فإنه مع إرساله فيه إسماعيل بن أبي سعيد وهو إسماعيل بن شروس الصنعاني كما حققه الخطيب هنا ونقله في أول كتابه

 

(7/66)

 

 

عن الدارقطني. قال البخاري:

"قال معمر: كان يضع الحديث".

وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (6/ 31) ! وكذلك صنع ابن شاهين (51/ 10) ! وكأنهما لم يقفا على قول معمر فيه. والله أعلم.

3066 - (إن الله جعلها لك لباساً، وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عريتي - وفي لفظ: عورتي - وأنا أرى ذلك منهم) .

ضعيف

أخرجه ابن سعد (3/ 394) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص116 - زوائده) من طريق الإفريقي عن سعد بن مسعود [الكندي] وعمارة بن غراب اليحصبي:

أن عثمان بن مظعون أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إني لا أحب أن ترى امرأتي عريتي - وفي رواية: عورتي - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ولم"؟ قال: أستحيي من ذلك وأكرهه. قال: (فذكره) ، قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم"، قال: فمن بعدك؟! فلما أدبر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إن ابن مظعون لحيي ستير".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، وسعد بن مسعود هو التجيبي المصري ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 94) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، روى عن عبد الرحمن بن حيويل التابعي.

وعمارة بن غراب اليحصبي قال الحافظ:

"تابعي مجهول، غلط من عده صحابياً".

 

(7/67)

 

 

والإفريقي اسمه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف.

3067 - (إن الله - جل وعلا - جعل هذا الشعر نسكاً، وسيجعله الظالمون نكالاً) .

ضعيف

أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص85 -86) ، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 101/ 2) من طريق يزيد بن يحيى أبي خالد القرشي قال: حدثني عمر بن خيران الجذامي وعثمان بن داود قالا:

"كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبيدة بن عبد الرحمن السلمي بأذربيجان: إنه بلغني أنك تحلق الرأس واللحية، وإنه بلغني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) ، فإياي والمثلة: جز الرأس واللحية؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المثلة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ يزيد بن يحيى هذا قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 297) .

"سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي الحديث".

لكن ثبت منه (النهي عن المثلة) عن جمع من الصحابة، وهو مخرج في "الإرواء" (2230) .

 

(7/68)

 

 

3068 - (إن الله حرم الجنة على كل مراء، ليس البر في حسن اللباس والزي، ولكن البر السكينة والوقار) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 2/ 227 - 228) من طريق أبي نعيم عن أبي الشيخ عن هارون بن عمران: حدثنا سليمان بن أبي داود عن عطاء عن أبي سعيد مرفوعاً.

 

(7/68)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، سليمان هذا قال ابن القطان: "لايعرف". وقال الذهبي: لعله (بومة) . يعني: سليمان بن أبي داود الحراني.

قلت: وهو ضعيف اتفاقاً.

3069 - (إن الله عز وجل يحب الفضل في كل شيء حتى في الصلاة) .

ضعيف جداً

رواه ابن عساكر (15/ 364/ 1) عن مقدام بن داود بن تليد الرعيني: حدثنا عثمان بن صالح السهمي: حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً.

قلت: وهذا سند واه جداً؛ ابن لهيعة ضعيف.

ومقدام بن داود قال النسائي:

"ليس بثقة".

والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية ابن عساكر هذه، وبيض له المناوي!

 

(7/69)

 

 

3070 - (إن الله عز وجل حرم هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر، وما حياله من السماء حرام، وإنه لم يحل لأحد قبلي، وإنه أحل لي ساعة من نهار، ثم عاد كما كان) .

منكر بهذا السياق

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 123/ 1 - خط

 

(7/69)

 

 

/ 4/ 160/ 3866 - ط) وفي "الكبير" (3/ 106/ 1 - خط/ 11/ 48/ 11003 - ط) : حدثنا علي بن سعيد الرازي:حدثنا أبو حسان الزيادي: حدثنا شعيب ابن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) ، فقيل له: هذا خالد بن الوليد يقتل، فقال:

"قم يا فلان فائت خالد بن الوليد فقلب له: فليرفع يده من القتل"، فأتاه الرجل، فقال له: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اقتل من قدرت عليه"! فقتل سبعين إنساناً، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأرسل إلى خالد فقال: "ألم أنهك عن القتل"؟! فقال: جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه! فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألم آمرك أن تأمر خالداً أن لا يقتل أحداً"؟! فقال: أردت أمراً، وأراد الله أمراً، وكان أمر الله فوق أمرك، وما استطعت إلا الذي كان! فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما رد عليه شيئاً. وقال:

"لم يروه عن عطاء إلا شعيب".

قلت: وهو مختلف فيه، قال الذهبي:

"قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن عدي [ (191/ 2) ] :عامة ما يرويه لا يتابع عليه".

وقال الحافظ في "التقريب":

"مقبول". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة، وقد تفرد به كما قال الطبراني، فهو ضعيف.

وشيخه عطاء بن السائب كان اختلط، وبه - فقط - أعله الهيثمي (3/ 284) .

 

(7/70)

 

 

وعلي بن سعيد الرازي ثقة فيه كلام.

ولم يعزه الهيثمي لـ "كبير الطبراني"، وإنما إلى "الأوسط" فقط، وقد أخرجه في "الكبير" (3/ 129/ 2و140/ 2) من طرق أخرى عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به، دون ذكر الشمس والقمر والسماء والعودة. وهو كذلك عند البخاري والبيهقي كما في "الإرواء" (1057) ، فالحديث بهذه الزيادات منكر.

3071 - (إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله! ففيم العمل؟ فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار فيدخله النار) .

ضعيف

رواه مالك في "الموطأ" (2/ 898/ 2) ، وعنه أحمد (1/ 44 -45) ، وكذا أبو داود (4703) ، والترمذي (2/ 180) ، وابن حبان (1804) ، والحاكم (1/ 27) ، وابن عساكر (9/ 398/ 1) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (195) عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني: أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ... ) الآية (172/ الأعراف) ؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عنها؟ فقال: ... فذكره.

 

(7/71)

 

 

وقال الترمذي:

"حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً مجهولاً".

وأما الحاكم فقال: "صحيح على شرطهما"!

ولم يرد الذهبي إلا بقوله: "قلت: فيه إرسال".

وفيه أن مسلم بن يسار هذا، ليس من رجال الشيخين، ثم إنه لا يعرف، فقد قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان": "تفرد عنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب" وهذا معناه أنه مجهول.

ثم رواه أبو داود (4704) ، وابن أبي عاصم (200) ، والبخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 97) ، وابن عساكر من طريقين آخرين عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل فسأله عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (172/ الأعراف) ، فقال عمر: كنت عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ... ؛ فذكر مثل حديث مالك.

ونعيم بن ربيعة هذا لا يعرف كما قال الذهبي، وهو الرجل المجهول الذي أشار إليه الترمذي آنفاً، فهو علة الحديث. وقد نقل الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن الإمام الدارقطني أنه صوب هذه الرواية على رواية مالك المنقطعة ثم قال:

"قلت: الظاهر أن الإمام مالكاً إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمداً، لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر

 

(7/72)

 

 

جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيراً من المرفوعات، ويقطع كثيراً من الموصولات".

قلت: وهذه فائدة عزيزة هامة من قبل هذا الحافظ النحرير. فعض عليها بالنواجذ.

وفي أخذ الذرية من صلب آدم أحاديث أخرى صحيحة أخصر من هذا، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (48-50) ، وليس في شيء منها مسح الظهر إلا في حديث لأبي هريرة مخرج في "ظلال الجنة" (204-205) ، وفي كلها لم تذكر الآية الكريمة.

3072 - (إن الله خلق آدم من طينة الجابية، وعجنه بماء من ماء الجنة) .

موضوع

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 281) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 190) بسنده عن الوليد بن مسلم عن إسماعيل ابن رافع عن المقبري عن هريرة مرفوعاً. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 297) :

"سألت أبي عن هذا الحديث؟ فقال: "هذا حديث منكر".

قلت: وعلته إسماعيل هذا - وهو المكي -؛ فإنه ضعيف. وبه أعله ابن الجوزي فقال: "حديث لا يصح، وإسماعيل بن رافع ضعفه أحمد ويحيى، والوليد كان مدلساً لا يوثق به. وقد صح عن رسول الله أنه قال: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض".

قلت: وهذه حجة قاطعة في إبطال حديث الترجمة، أعرض السيوطي عنها

 

(7/73)

 

 

في "اللآلي" (1/ 162) ، وقعقع حول ترجمة (إسماعيل) محاولاً توثيقه وهيهات! والحديث المذكور مخرج في "الصحيحة" (1630) .

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن مردويه عن أبي هريرة.

3073 - (إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيرهم بيتاً وخيركم نفساً) .

ضعيف

رواه الترمذي (2/ 281) ، والفسوي في "المعرفة" (1/ 499) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (10/ 2/ 2) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث عن عبد المطلب بن أبي وداعة قال:

قام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: "من أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله. فقال:

"أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله ... ".

وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 3) من هذا الوجه إلا أنه قال: عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وهو الصواب. وقال الترمذي: "حديث حسن".

كذا قال! ويزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم قال الحافظ:

"ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن".

قلت: وقد اضطرب في إسناده، فرواه هكذا، وقال مرة: عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه.

 

(7/74)

 

 

أخرجه الترمذي أيضاً.

ومرة قال: عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب عن ربيعة قال: ... فذكره نحوه.

أخرجه الحاكم (3/ 247) وسكت عليه هو الذهبي!

3074 - (إن الله عز وجل خلق في الجنة ريحاً بعد الريح بسبع سنين، وإن من دونها باباً مغلقاً، وإنما تأتيكم الريح من خلل ذلك الباب، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء وهي عند الله الأزيب، وهي فيكم الجنوب) .

موضوع

رواه الحميدي في "المسند" (رقم129) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني يزيد بن جعدبة الليثي: أنه سمع عبد الرحمن بن مخراق يحدث عن أبي ذر مرفوعاً.

وكذا رواه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 347/ 1102) ، والبزار (2088) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 214 - 215) ، والقاسم السرقسطي في "الغريب" (2/ 139/ 1) ، والمحاملي في "الأمالي" (ج8 رقم30) ، والثقفي في "الثقفيات" (ج2 رقم15) ، البيهقي في "السنن" (3/ 364) ، وعبد الغني المقدسي في "الثالث والتسعون من تخريجه" (43/ 1) ، كلهم عن سفيان به.

وقال الذهبي في "المهذب" (1/ 271/ 2) :

"قلت: إسناد صالح، ولم يخرجوا لابن مخارق شيئاً".

كذا قال، وهو وهم فاحش من مثله رحمه الله تعالى، فإن يزيد بن جعدبة

 

(7/75)

 

 

الليثي مجهول الحال، ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 255) برواية اثنين أحدهما عمرو هذا، والآخر أبو العميس أخو المسعودي، لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال: "وهو جد يزيد بن عياض".

كذا قال، وهو عندي بعيد؛ فإن يزيد هذا هو ابن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي، يؤخذ من ترجمته إنه من أتباع التابعين، فإنه روى عن الأعرج وسعيد المقبري ونافع وغيرهم، فهو من طبقة يزيد بن جعدبة صاحب هذا الحديث؛ فإنه يرويه عن التابعي عبد الرحمن بن مخراق كما ترى، فالظاهر أنهما واحد، وأن عمرو بن دينار بن جعدبة، هو يزيد بن عياض"

ذكره الذهبي وتعقبه بقوله:

"قلت: ما أظن إلا أن هذا آخر قديم لعله جد صاحب الترجمة".

يعني: يزيد بن عياض، ولم يذكر شيئاً يؤيد به ظنه هذا. وما ذكرته من اتحاد طبقتهما يدل على أنهما واحد، ونسبة الراوي إلى جده أمر معروف معهود في الأسانيد. وإذا كان الأمر كذلك فهو واه جداً؛ فقد كذبه مالك وغيره، وقال البخاري وغيره: "منكر الحديث".

وعبد الرحمن بن مخراق في عداد المجهولين؛ فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان (3/ 158) ، وأورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 285) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال:

"روى عنه عمرو بن دينار".

كذا قال! ولعله سبق قلم؛ فإن بينهما يزيد بن جعدبة كما ترى، وقد قال ابن حبان:

 

(7/76)

 

 

"روى عن يزيد بن عياض بن جعدبة".

وفي قوله هذا إشارة إلى أن (يزيد بن جعدبة) هو عنده ابن عياض بن جعدبة، فهو موافق لما تقدم عند ابن عدي، وهو ظاهر كلام ابن أبي حاتم في "العلل"، لكن في النسخة سقط لا يمكن الجزم به من أجل ذلك. والله أعلم.

وذكر أن ابن الطباع رواه عن سفيان بن عيينة موقوفاً على أبي ذر. وقال: إنه خطأ من ابن الطباع، والصواب مرفوع، خلافاً لأبيه، فإنه رجح الموقوف!

قلت: وسواء كان الراجح المرفوع أو الموقوف، فإنه لا يصح؛ لأن مداره على يزيد هذا، وقد أشار إلى ذلك البزار، فإنه قال عقبه:

"لا نعلم أحداً رواه إلا أبو ذر، وليس له إلا هذا الطريق".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 135) :

"رواه البزار، وفيه يزيد بن عياض بن جعدبة، وهو كذاب".

وتبعه تلميذه الحافظ ابن حجر فقال في "زوائد البزار على المسند" (ص254) :

"ويزيد بن جعدبة كذاب".

ويمكن أن يكون هذا من كلام الهيثمي نفسه، لأن الحافظ لم يصدره بقوله: "قلت" كما نص عليه في المقدمة، ولكني لما لم أره في "كشف الأستار" للهيثمي عزوته للحافظ، وليس ذلك ببعيد عنه، فقد قال في "التقريب":

"يزيد بن عياض بن جعدبة - بضم الجيم والمهملة، بينهما مهملة ساكنة - الليثي أبو الحكم المدني، نزيل البصرة، وقد ينسب لجده، كذبه مالك وغيره".

وهو ظاهر كلام البخاري فإنه قال عقب الحديث - وقد رواه عن علي ابن

 

(7/77)

 

 

المديني عن سفيان -:

فرأيت رجلاً من ولد يزيد بن جعدبة، كان قدم عليكم البصرة،وكان [عنده] أحاديث الأعرج. قلت: لسفيان: قال بعضهم: نرى أنه يزيد بن فلان بن يزيد بن جعدبة. ويزيد بن جعدبة هو جده (لعل الصواب: جد) الذي كان عندكم. قال علي: وهو يزيد بن عياض".

قلت: يتضح من هذا الذي ذكره البخاري أمران:

الأول: أن يزيد بن جعدبة الذي رأى بعضهم أنه صاحب هذا الحديث والذي كان قدم عليهم البصرة متأخر عن هذا، بل هو حفيده، ولذلك أنكر ذلك سفيان وذكر أنه رآه في طريق مكة، وجزم أن يزيد بن جعدبة صاحب هذا الحديث ليس هو البصري هذا بل هو جده. وهذا هو الذي لا يظهر غيره؛ إذ يبعد جداً أن يروي عنه من كان في طبقة من رآه ابن المديني.

والآخر: جزم علي بن المديني بأن يزيد بن جعدبة الذي في إسناد هذا الحديث هو يزيد بن عياض، وهذا موافق لما تقدم عن ابن عدي وغيره من الحفاظ الذين سبق ذكرهم.

ومما سبق من التحقيق تبين صواب جزم الهيثمي بأنه يزيد بن عياض بن جعدبة وأنه كذاب. وأن الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كان واهماً في تخطئته إياه في تعليقه على "كشف الأستار" وعلى "مسند الحميدي". ومن الغريب أنه أحال في تبيين ما ادعاه من التخطئة على "تاريخ البخاري"، وهو حجة عليه لو كان تفهمه وتبين مراده منه.

 

(7/78)

 

 

وخلاصة القول أن الحديث موضوع؛ لما عرفت من حال ابن جعدبة، وجهالة شيخه عبد الرحمن بن مخراق. والله أعلم.

3075 - (إن الله سيمنع هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطىء الفرات) .

ضعيف

رواه النسائي في "السير" (5/ 235 -236) ، والبزار (1723 - كشف) ، والطبراني في "التهذيب" (1/ 177/ 381) ، وأبو يعلى (1/ 69) ، وعنه الضياء في "المختارة" (1/ 94) ، وابن عساكر (7/ 127/ 2 و264/ 2) عن يحيى بن أبي بكير: حدثنا عبد الله بن عمر القرشي قال: حدثني سعيد بن عمرو ابن سعيد: أنه سمع أباه يزعم يوم المرج يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... (فذكرالحديث) ما تركت عربياً إلا قتلته أو يسلم.

قلت وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن عمر القرشي مجهول. وقال النسائي - بعد تخريجه لهذا الحديث -:

"لا أعرفه".

 

(7/79)

 

 

3076 - (إن الله شفاني، وليس برقيتكم) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 106/ 1) : حدثنا بكر بن سهل: حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن جبلة بن الأزرق - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى جنب جدار كثير الأحجرة - صلى ظهراً أو عصراً - فلما جلس في

 

(7/79)

 

 

الركعتين خرجت عقرب فلدغته، فغشي عليه، فرقاه الناس، فلما أفاق قال: ... فذكره.

ورواه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 432) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - قال الحافظ:

"صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة".

وبكر بن سهل ضعيف كما قال النسائي، وتقدم مراراً.

3077 - (إن الله قتل أبا جهل، فالحمد لله الذي صدق وعده، وأعز دينه) .

ضعيف

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (47) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أمية بن خالد قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. قال:

"رواه الناس عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة مرسل".

قلت: لكن تابعه سفيان عن أبي إسحاق به مسنداً عن ابن مسعود به مطولاً، إلا أنه لم يذكر فيه قوله: "إن الله قتل أبا جهل" مرفوعاً، بل ذكر معناه موقوفاً على ابن مسعود، وهكذا هو في "المسند" (1/ 306 و422) عن أمية بسنده المتقدم ولفظه:

أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن الله عز وجل قد قتل أبا جهل، فقال: "الحمد لله الذي نصر عبد هـ، وأعز دينه".

وهكذا أخرجه الطبراني (3/ 11/ 2) من طرق عن أمية.

 

(7/80)

 

 

ورجاله كلهم ثقات، لكن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، فهو منقطع.

وقال ابن كثير في "تاريخه" (3/ 289) :

"ورواه أبو داود والنسائي من حديث أبي إسحاق السبيعي به".

3078 - (إن الله كره لكم ثلاثاً: اللغو عند القرآن، ورفع الصوت في الدعاء، والتخصر في الصلاة) .

ضعيف

رواه ابن مبارك في "الزهد" (رقم1560) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (2/ 275/ 3343) قالا: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معضل.

وقد وصله الديلمي (1/ 2/ 234 -235) من طريق اليمان بن سعيد: حدثنا الوليد بن عبد الرحيم السهمي - قاضي الصعيد (كذا!) - حدثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف. فيه علل:

1- أبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

2- الوليد هذا لم أعرفه.

3- اليمان بن سعيد، قال الذهبي:

"ضعفه الدارقطني وغيره، ولم يترك".

 

(7/81)

 

 

3079 - (إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة، والرفث في الصيام، والضحك عند المقابر) .

ضعيف

رواه ابن مبارك في "الزهد" (رقم1557) : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: أخبرني عبد الله بن دينار وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير مرفوعاً. ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي (90/ 2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وعبد الله بن دينار إن كان هو المدني فهو ثقة، فرواية إسماعيل عنه ضعيفة، وإن كان هو الحمصي البهراني فهو نفسه ضعيف، ومثله سعيد بن يوسف وهو الزرقي الرحبي، وهو من صنعاء دمشق.

والحديث أورده السيوطي من رواية سعيد بن منصور عن يحيى بنأبي كثير مرسلاً به أتم منه بلفظ: " ... كره لكم ستاً ... " فذكر هذه الثلاث: "والمن في الصدقة، ودخول المساجد وأنتم جنب، وإدخال العيون البيوت بغير إذن".

 

(7/82)

 

 

3080 - (إن الله عز وجل لما خلق الدنيا أعرض عنها فلم ينظر إليها؛ من هوانها عليه) .

موضوع

رواه ابن عساكر (7/ 47/ 2) عن أبي بكر الداهري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين مرفوعاً.

قلت: وهذا مع إرساله فإن أبا بكر الداهري كذاب روى الموضوعات، ولهذا قال الذهبي:

"ليس بثقة ولا مأمون"، ومع ذلك فقد أورد الحديث السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن

 

(7/82)

 

 

عساكر هذه! وبيض له المناوي، فكأنه لم يقف على سنده، وتبعه الشيخ الغماري فلم يورده في "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير".

وروى ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (5/ 1-2) بسند رجاله ثقات عن موسى بن يسار: أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إن الله لم يخلق خلقاً أبغض إليه من الدنيا، وإنه لم ينظر إليها منذ خلقها".

وهذا معضل؛ فإن موسى بن يسار وهو الأردني يروي عن نافع مولى ابن عمر ومكحول الشامي وطبقتهما. وقد وصله الديلمي (1/ 2/ 235) من طريق الحاكم عن داود بن المحبر: حدثنا الهيثم بن جماز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به. ولفظه:

"إن الله لم يخلق خلقاً هو أبغض إليه من الدنيا، وما نظر إليها منذ خلقها؛ بغضاً لها".

وهذا موضوع أيضاً آفته داود بن المحبر؛ فإنه متهم بالوضع، أو شيخه الهيثم بن جماز؛ فإنه متهم بالكذب.

3081 - (إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها ثم قال: وعزتي لا أنزلتك إلا في شرار خلقي) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (15/ 439/ 1) عن علي بن الحسين الصابوني: حدثنا أحمد بن سعيد الأسدي: حدثنا محمد بن كثير أبو إسماعيل الكوفي قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب بجنازة فذكر الدنيا وذمها فقال: والله لقد حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً.

 

(7/83)

 

 

أورده في ترجمة محمد بن كثير هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومن دونه لم أعرفهما.

3082 - (إن الله عز وجل لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع، ألا وإني ممسك بحجزكم أن تهافتوا في النار كما يتهافت الفراش والذباب) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 390 و424) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 81/ 1) من طريق المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد ة النهدي عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن المسعودي كان اختلط، وقد اضطرب في إسناده على وجوه:

الأةل: هذا.

الثاني: قال: عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعد، شك المسعودي.

أخرجه أحمد.

الثالث: قال: حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد.

أخرجه أحمد.

والاضطراب دليل قلة الضبط وعدم الحفظ للحديث، هذا إذا كان من ثقة، فكيف من مختلط!

والشطر الثاني من الحديث صحيح، أخرجه البخاري (4/ 227) ، ومسلم (7/ 64) ، والترمذي (2/ 143) ، وأحمد (2/ 244 و312و539 -540) من طرق عن أبي هريرة نحوه. ومسلم وأحمد (3/ 361و392) عن جابر.

 

(7/84)

 

 

ورواه الطبراني (7/ 324/ 7100) من طريق سليمان بن موسى: حدثنا جعفر ابن سعد: حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة بن جندب مرفوعاً مختصراً بلفظ:

"ليس منكم رجل أنا ممسك بحجزته أن يقع في النار".

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه مجهولان وضعيف، وقد سبق الكلام عليه في حديث آخر برقم (1762) .

3083 - (إن الله عز وجل لم يكتب علي الليل صياماً، فمن صام فقد تعنى، ولا أجر له) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 225 -226) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 35) ، وكذا الترمذي في "العلل المفردة"، وابن أبي داود في "الصحابة"، وابن قانع، وأبو أحمد في "الكنى" (ق2-2/ 1) ، والشيرازي في "الألقاب"، وابن منده من طريق أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن معقل الكناني (وقال بعضهم: الكندي) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد (وقال بعضهم: أبي سعيد) الخير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال ابن أبي حاتم:

"قال أبي: وقد قيل: أبو سعد الخير، وهذا الصحيح عندي".

وقال ابن منده:

"غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

قلت: وفيه علتان:

الأولى: جهالة معقل هذا، فقد أزرده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/

 

(7/85)

 

 

393) ثم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 286) من رواية يزيد هذا فقط عنه، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والأخرى: يزيد بن سنان الرهاوي؛ فإنه ضعيف كما قال الحافظ.

3084 - (ما أنا انتجيته، ولكن الله انتجاه) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 300) ، وأبو يعلى (2/ 579) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 402) من طريق الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال ...

ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 141) : حدثنا الحسين بن علي: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي: حدثنا مخول بن إبراهيم: حدثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي أخبرني أحمد بن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال:

ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً يوم الطائف، فطالت نجواه، فقال أحد الرجلين للآخر: لقد طالت نجواه لابن عمه، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... فذكره. وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح".

قلت: قد تابعه الدهني عند أبي نعيم كما ترى، لكن أحمد بن محمد بن موسى - وهو أبوبكر السمسار -، والحسين بن علي - وهو أبو عبد الله الأسواري - ترجمهما أبو نعيم (1/ 141،285) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.

وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه، فهو علة الحديث.

 

(7/86)

 

 

3085 - (كان يتمثل بهذا البيت:

كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا

فقال أبو بكر: يا نبي الله إنما قال الشاعر:

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

فقال أبو بكر أو عمر: أشهد أنك رسول الله؛ لقول الله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) [يس: 69] ) .

ضعيف

رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 382) ، والثعلبي في "التفسير" (3/ 171/ 1) عن علي بن زيد عن الحسن مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - تابعي، ومراسيله من أضعف المراسيل عند أهل العلم.

الثانية: علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف.

 

(7/87)

 

 

3086 - (التكبير على الجنائز أربع) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 166 -167) ، الديلمي (2/ 1/ 45) عن داود بن منصور: حدثنا عمر بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، عمر بن قيس هذا هو المكي أبو جعفر الملقب بـ (سندل) ، وهو متروك كما قال الحافظ.

وقد صح التكبير على الجنائز بأكثر من أربع إلى التسع، وقد ذكرت الأحاديث

 

(7/87)

 

 

الواردة في كتابي "أحكام الجنائز".

3087 - (ثلاث من الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر، وإن أسأت لم يغفر، وجار إن رأى خيراً دفنه، وإن رأى شراً أشاعه، وامرأة إن حضرتك آذتك، وإن غبت خانتك) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 210) من طريق أبي مالك إسماعيل بن محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الهمداني مولى مرة الطيب: حدثنا أبي محمد: حدثنا أبي عصام: حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال ابن يساف عن نعيم بن ذي حباب (الأصل: خيار!) عن فضالة بن عبيد مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل نعيم بن ذي حباب؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 461) من هذه الرواية، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومثله محمد بن عصام بن يزيد؛ فقد ترجمه في "الجرح" (4/ 1/ 53) برواية محمد بن يحيى بن منده وحده.

وإسماعيل بن محمد قال أبو نعيم:

"يروي عن أبيه وعمه وعن جده بغرائب من حديث الثوري".

ثم ساق له هذا الحديث.

والحديث عزاه السيوطي للطبراني في "الكبير"، وقال المناوي:

"قال الحافظ العراقي: سنده حسن. وقال تلميذه الهيثمي: فيه محمد بن عصام بن يزيد، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا".

كذا قال! وقد عرفت أن نعيماً حاله مثل حال محمد بن عصام، إلا أنه

 

(7/88)

 

 

يحتمل أن يكون ابن حبان ذكره في "الثقات"، فإن كان كذلك فلا ترتفع جهالته لما عرف من تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين!

ثم رأيت الحديث عند الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 318 -319) عن ثلاثة من شيوخه الأصبهانيين قالوا: حدثنا محمد بن عصام بن يزيد: حدثنا أبي به. إلا أنه وقع فيه: "العوافر" مكان: "الفواقر"، وكذلك هو في "المجمع".

وقد روي الحديث بإسناد آخر واه من حديث أبي هريرة، وبمثله ابن عمر نحوه. وسيأتي تخريجهما برقم (3412و6468) .

3088 - (إن الله لو أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن يكون ذلك لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي) .

ضعيف

أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (377) ، وأبو يعلى (5285) : حدثنا شعبة والمسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة القاري - من بني القارة - عن عبد الله بن مسعود - وحديث المسعودي أحسن - قال:

كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرجعه من الحديبية فعرسنا، فقال: "من يحرسنا لصلاتنا"؟ - وقال شعبة: "من يكلؤنا" - قال بلال: أنا - قال المسعودي في حديثه: "إنك تنام". ثم قال: "من يحرسنا لصلاتنا"؟ فقال ابن مسعود: قلت: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك تنام". قال: فحرستهم حتى إذا كان في وجه الصبح أدركني ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما استيقظنا إلا بالشمس، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنع كما كان يصنع ثم قال: ... (فذكره) . وقال المسعودي في حديثه - وليس في حديث شعبة -: إن راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضلت فوجدناها عند شجرة قد تعلق خطامها بالشجرة، فقلت: يا رسول الله ما كانت تحلها الأيد".

 

(7/89)

 

 

ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (2/ 218) (1) .

وأخرجه أحمد (1/ 391) : حدثنا يزيد: أنبأنا المسعودي عن جامع بن شداد به، وزاد بعد قوله: "كما كان يصنع":

"من الوضوء وركعتي الفجر؛ ثم صلى بنا الصبح، فلما انصرف، قال....".

ثم أخرجه (1/ 386) : حدثنا يحيى، و (1/ 464) : حدثنا محمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، عن جامع بن شداد به، مختصراً بلفظ:

"افعلوا ما كنتم تفعلون. فلما قال: هكذا فافعلوا لمن منكم أو نسي".

قلت: فهذا يبين ان حديث الترجمة تفرد به المسعودي دون شعبة بهذا التمام، والمسعودي كان اختلط.

وعبد الرحمن بن أبي علقمة قال ابن حاتم (2/ 2/ 273) عن أبيه:

"وهو تابعي، وليست له صحبة".

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود ليس فيه هذا الذي عند المسعودي.

أخرجه البيهقي في "الأسماء" لكنه قال عقبه:

"وزعم عبد الله بن العلاء بن خباب عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين استيقظ: لو شاء الله أيقظنا، ولكنه أراد أن يكون لمن بعدكم".

وعبد الله هذا لم أعرفه.

__________

(1) وأخرجه في " الأسماء " (ص 142) من طريق أخرى عن المسعودي به.

 

(7/90)

 

 

3089 - (من حسب كلامه من عمله؛ قل كلامه إلا فيما يعنيه) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم6) من طريق الحسين بن المتوكل: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، رجاله كلهم ثقات غير الحسين هذا (ووقع في الأصل: الحسن! وهو خطأ مطبعي) ، وهو الحسين بن أبي السري العسقلاني أخو محمد، وهو ضعيف كما قال أبو داود. بل قال أبو عروبة: كذاب هو خال أمي، وكذبه أخوه محمد أيضاً.

والحديث بيض له المناوي في "شرح الجامع الصغير"، فلم يتكلم على إسناده بشيء!

ورواه ابن حبان في "صحيحه" (94-موارد) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني: حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال:

قلت: يا رسول الله! ما كانت صحف إبراهيم؟ قال: "كانت أمثالاًكلها؛ أيها الملك السلط المبتلى المغرور.. وعلى العاقل - ما لم يكن مسلوباً على عقله.." فذكر مواعظ كثيرة منها هذا الحديث.

قلت: وإبراهيم هذا متروك.

 

(7/91)

 

 

3090 - (لا تأخذوا الحديث إلا ممن تجيزون شهادته) .

باطل

أخرجه ابن حبان في مقدمة كتابه "الضعفاء"، وكذا ابن عدي (ص241) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 301) من طريق حفص بن عمر

 

(7/91)

 

 

- قاضي حلب - عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس مرفوعاً به. وقال ابن حبان:

"هذا خبر باطل رفعه، إنما هو قول ابن عباس فرفعه حفص بن عمر هذا".

لكن قال الخطيب عقبه:

"رواه أبو حفص الأبار عن صالح، فاختلف عليه في رفعه ووقفه على ابن عباس. ورواه أبو داود الحفري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر فيه ابن عباس، ولا نعلم رواه عن محمد بن كعب غير صالح".

قلت: فصالح هذا هو علة الحديث؛ فإنه متروك كما قال الحافظ.

3091 - (كل بني آدم حسود، وبعض الناس في الحسد أفضل من بعض، فلا يضر حاسداً حسده (1) ما لم يتكلم بلسان، أو يعمل به باليد) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 227) عن أشعث بن شداد أبي عبد الله السجستاني: حدثنا سعيد بن يزيد الفراء: حدثنا موسى - شيخ من أهل واسط -: حدثنا قتادة عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، كل من دون قتادة لا يعرفون، أشعث ترجمه أبو نعيم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والحديث عزاه السيوطي في "الكبير" بهذا التمام لأبي نعيم، وفي "الصغير" باختصار لأبي نعيم في "الحلية" ولم أره في فهرسها. والله أعلم.

__________

(1) الأصل: " حاسد حسداً "، والتصحيح من " الجامع الكبير " (2 / 111 / 1) .

 

(7/92)

 

 

3092 - (ضع بصرك حيث تسجد. قال: إن هذا لشديد، وإني أخشى أن أنظر كذا وكذا، قال: ففي المكتوبة إذاً يا أنس) .

ضعيف جداً

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 244) ، والبيهقي في "السنن" (2/ 284) من طريق الربيع بن بدر: حدثنا عنطوانة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"يا أنس! ضع....". وقال البيهقي:

"والربيع بن بدر ضعيف".

قلت: بل هو متروك كما في "التقريب".

 

(7/93)

 

 

3093 - (خير الدواء القرآن) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3533) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 265) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، الحارث هذا - وهو ابن عبد الله الأعور - ضعيف متهم. وقال البوصيري في "الزوائد" (ق236/ 2 - مصورة المكتب) :

"فيه الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه الحاكم مرفوعاً وموقوفاً".

قلت: حديث ابن مسعود مع ضعف إسناده أيضاً لا يصلح شاهداً؛ لأنه ليس فيه التفضيل الذي في هذا، وهو مخرج فيما تقدم برقم (1514) .

وإنما يشهد له ما أخرجه الديلمي (2/ 117) عن صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس مرفوعاً به.

 

(7/93)

 

 

لكن صالح هذا - وهو ابن بشير المري - ضعيف كما في "التقريب".

3094 - (حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 283) ، وعنه الديلمي (2/ 91) من طريق الحسين بن علي بن زيد: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان الحمصي: حدثنا بقية بن الوليد عن أبي فروة الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل؛ مكحول وبقية مدلسان، وقد عنعنا. وبينهما أبو فروة الرهاوي واسمه يزيد بن سنان الجزري ضعيف.

والحسين هذا لم أعرفه.

 

(7/94)

 

 

3095 - (لولا أن تضعفوا عن السواك لأمرتكم به عند كل صلاة) .

ضعيف

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (60/ 2) ، وأبو نعيم في "الأخبار" (1/ 295) عن مندل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلم - وهو ابن كيسان الملائي - ضعيف كما في "المجمع" (2/ 97) و "التقريب".

ومثله مندل، وهو ابن علي العنزي، ولكنه لم يتفرد به؛ فقد أخرجه البزار في "مسنده" (ص60 - زوائده) من طريقين آخرين عن مسلم به.

والحديث محفوظ بلفظ: "لولا أن أشق على أمتي ... " وهو مخرج في "الإرواء" (70) وغيره.

 

(7/94)

 

 

3096 - (لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع شتى خير له من أن يأخذفي أمانته ما ليس عنده) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 243 -244) : حدثنا محمد بن يزيد: حدثنا أبو سلمة صاحب الطعام قال: أخبرني جابر بن يزيد - وليس بجابر الجعفي - عن الربيع بن أنس قال: ... فذكره مرفوعاً، وفيه قصة.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، جابر بن يزيد هذا هو أبو الجهم كما في "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 498) وقال:

"روى عن ربيع بن أنس، وربما أدخل بينهما سفيان الزيات. روى عنه أبو سلمة عثمان صاحب الطعام، وليس بالبري ولا البتي، وسليمان بن سليمان الرفاعي الذي يروي عنه نصر بن علي سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: لا أعرفه".

وأبو سلمة صاحب الطعام اسمه عثمان كما تقدم آنفاً، ولم يعرف حاله، ولكنه لم يتفرد به؛ فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 377) :

"سألت أبي عن حديث رواه نصر بن علي عن سليمان بن سليمان (الأصل: ابن سليم، وهو خطأ مطبعي) (1) عن جابر بن يزيد عن سفيان الزيات عن الربيع بن أنس عن أنس، (فذكره) . قال أبي:

"هذا حديث منكر، وسليمان وسفيان مجهولان".

قلت: وسليمان هذا أورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 121) من رواية نصر بن علي عنه، وقال:

__________

(1) وإنما جزمت بأنه خطأ لمجيئه على الصواب في ترجمة جابر بن يزيد وترجمة سليمان من " الجرح والتعديل "، ثم وقفت فيه على لما رأيت الحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (ص 26) هكذا: حدثنا نصر بن علي حدثنا سليمان بن سليم - كذا - عن جابر بن يزيد. . .

 

(7/95)

 

 

"سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: شيخ".

وللحديث طريق أخرى عن أنس.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 327) ، وعنه الديلمي في آخر حرف (لا) من "مسند الفردوس" (ص218 -مصورتي) من طريق سعيد بن أبي هاني - واسمه إسماعيل بن خليفة - عن أبيه عن سفيان عن أبي عمارة عن النضر ابن أنس عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف أيضاً أبو عمارة هذا لم أعرفه، نعم قد أورد الحديث ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 143) من هذا الوجه ثم قال عن أبيه:

"روى هذا الحديث يحيى بن يمان عن الثوري عن أبي عمار عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأبو عمار هذا يشبه أن يكون زياد بن ميمون، وزياد بن ميمون متروك الحديث".

قلت: ويحيى بن يمان سيىء الحفظ، وأبو حاتم نفسه يقول فيه:

"مضطرب الحديث، في حديثه بعض الصنعة، ومحله الصدق".

قلت: فمثله لا يحتج به لا سيما عند المخالفة، والمخالف هنا خير منه وهو إسماعيل بن خليفة؛ فقد قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 167) :

"سألت يونس بن حبيب عن أبي هاني إسماعيل بن خليفة، فقال: محله الصدق، كتب عنه مشايخنا".

لكن ابنه سعيد بن أبي هاني، قال أبو نعيم في ترجمته:

"روى عن أبيه وجادة لا سماعاً، يكنى أبا النضر".

فروايته عن أبيه منقطعة، فالإسناد ضعيف لا يحتج به. والله أعلم.

 

(7/96)

 

 

3097 - (إن ابني آدم ضربا مثلاً لهذه الأمة، فخذوا بالخير منهما) .

ضعيف

أخرجه ابن جرير في "التفسير" (6/ 129) من طريق معمر وعاصم الأحول كلاهما عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله؛ فإن الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - تابعي، ومراسيله من أضعف المراسيل عند أهل العلم.

 

(7/97)

 

 

3098 - (سألت ربي عز وجل أن يتجاوز لي عن أطفال المشركين، فتجاوز عنهم، وأدخلهم الجنة) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 344) عن شعبة بن عمران عن عنبسة بن سعيد - قاضي الري - عن حكيم بن جرير، عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أورده أبو نعيم في ترجمة شعبة هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، سوى أنه كان يميل إلى الإرجاء.

وحكيم بن جرير لم أعرفه، ويحتمل أنه حكيم بن جبير، وهو ضعيف جداً. ويزيد الرقاشي ضعيف.

والحديث أورده السيوطي في "الكبير" دون "الصغير"، وعلى العكس من ذلك، فإنه أورد في "الصغير" دون "الكبير" بلفظ:

"سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدماً لأهل الجنة، وذلك لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك، ولأنهم في الميثاق الأول". وقال:

 

(7/97)

 

 

"أبم الحسن بن ملة في "أماليه" عن أنس".

قلت: ولعله من طريق الرقاشي هذا.

وذكره في "الصغير" أيضاً بلفظ:

"لإني سألت ربي أولاد المشركين، فأعطانيهم خدماً لأهل الجنة ... ". وعزاه للحكيم الترمذي عن أنس.

ثم وجدت لجملة أنهم خدم أهل الجنة بعض الطرق والشواهد، فأخرجتها في "الصحيحة" (1468) .

3099 - (المتم للصلاة في السفر كالمفطر في الحضر) .

ضعيف

رواه العقيلي (1/ 484) عن بقية بن الوليد عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عمر بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه، وقال:

"عمر بن سعيد مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، وليس لهذا المتن شيء يثبت، وإنما روى هذا الحديث بلفظ: "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر"؛ فخالف هذا لفظ الحديث على ضعف الرواية فيه.

قلت: وعبد العزيز بن عبيد الله الظاهر أنه الحمصي، وهو ضعيف، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 353) من هذا الوجه لكنه قال: عن أبي يحيى المدني مكان عبد العزيز بن عبيد الله. ولم أجد له ترجمة.

والحديث عزاه السيوطي للدارقطني في "الأفراد" عن أبي هريرة. وتعقبه المناوي بأن فيه بقية مدلس، وشيخ الدارقطني كذاب، وأنه كان ينبغي للمصنف عدم إيراده.

قلت: وقد فات المناوي وكذا السيوطي هذه الطريق الخالية من ذاك الكذاب.

 

(7/98)

 

 

3100 - (إن الله لو شاء لأطلعكم عليها، التمسوها في السبع الأواخر) .

ضعيف

أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 221/ 1-2) ، وابن حبان (926) ، والبزار في "مسنده" (ص110) ، والحاكم (1/ 437) من طريق مالك بن مرثد عن أبيه قال:

سألت أبا ذر، فقلت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؟ فقال: أنبأنا كنت اسأل الناس عنها، قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن ليلة القدر، في رمضان أو غيره؟ قال:

"بل هي في رمضان". قال: قلت: يا رسول الله! تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال:

"بل هي إلى يوم القيامة"؟ . قال: فقلت: يا رسول الله! في رمضان هي؟

قال:

"التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر". قال: ثم حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدث، فاهتبلت غفلته فقلت:

يا رسول الله في أي العشرين؟ قال:

"التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها". ثم حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدث، فاهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله! أقسمت عليك! لتخبرني - أو لما أخبرتني - في أي العشر هي؟ قال: فغضب علي غضباً ما غضب علي مثله قبله ولا بعده فقال: ... فذكره. والسياق للحاكم وقال:

 

(7/99)

 

 

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

قلت: وليس كما قالا، بل هو إسناد ضعيف، فإن مرثداً هذا - وهو ابن عبد الله الزماني ويقال: الذماري - مجهول، ولم يخرج له مسلم شيئاً، قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان":

"فيه جهالة، ذكره العقيلي وقال: لا يتابع على حديثه. هكذا وجدت بخطي، فلا أدري من أين نقلته، إلا أنه ليس بمعروف".

وقال الحافظ في "التقريب":

"مقبول". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.

قلت: والظاهر أنه قد تفرد بهذا السياق؛ فقد قال البزار:

"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد".

فهو ضعيف منكر، وأنكر ما فيه قوله: "إن الله لو شاء لأطلعكم عليها".

وقد أخرجه أحمد (5/ 171) من هذا الوجه دون قوله هذا، وزاد فقال:

"أقسمت عليك بحقي عليك".

والإقسام بغير الله تعالى منكر آخر لا يجوز.

وقد جاء عن أبي ذر بإسناد آخر خير من هذا ما هو معارض له. فروى جبير ابن نفير عن أبي ذر قال:

قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قال: "لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم"، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح، وسكت.

 

(7/100)

 

 

وأخرجه أحمد (5/ 180) .

قلت: وإسناده جيد على شرط مسلم.

3101 - (من غلب على ماء فهو له، وفي رواية: فهو أحق به) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 253/ 6868) من طريق وهب بن بقية ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن خالد: حدثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. والرواية الثانية لقتيبة.

قلت: وإسناد هذه الرواية رجالها ثقات، وعلتها عنعنة الحسن، وهو البصري. وفي الرواية الأولى علة أخرى وهي ضعف محمد بن خالد الواسطي.

والمحفوظ من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به بلفظ:

"من أحاط على أرض حائطاً فهي له".

أخرجه الطبراني (6863-6866) وأبو داود وغيره، وهو حسن أو صحيح لشواهده، وهو مخرج في "الإرواء" تحت الحديث (1520) .

 

(7/101)

 

 

3102 - (إن الله ليتعاهد عبد هـ بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، وإن الله تعالى ليحمي عبد هـ المؤمن الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (4/ 153/ 2) عن عبد الله بن وهب: أخبرني شبيب بن سعيد عن أبان بن أبي عياش عن سالم بن قيس العامري ومسلم بن أبي عمران؛ أن حذيفة بن يمان قال: ... فذكره مرفوعاً.

 

(7/101)

 

 

ثم رواه من طريق اليمان بن المغيرة: أنبأنا أبو الأبيض المدني عن حذيفة به.

قلت: الإسناد الأول ضعيف جداً؛ أبان بن أبي عياش متروك.

وشبيب بن سعيد ضعيف في رواية ابن وهب عنه.

والإسناد الآخر، فيه اليمان بن المغيرة؛ ضعيف.

وأبو الأبيض المدني، لم أعرفه، ويحتمل أنه أبو الأبيض الذي روى عن أنس ابن مالك وعنه ربعي بن حراش. ترجمه ابن أبي حاتم وقال (4/ 2/ 336) :

"سئل أبو زرعة عنه فقال: لا يعرف اسمه".

ولم يذكر جرحاً ولا تعديلاً.

وقد تقدم الحديث من طريق أخرى عن حذيفة نحوه برقم (3047) .

وأخرجه الديلمي (1/ 2/ 239) من طريق أبان لكنه قال: عن أمية بن قسيم عن حذيفة مرفوعاً بلفظ:

"إن الله ليخمي عبد هـ المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة".

ورواه أبو نعيم (1/ 276) بالإسناد نفسه - بنحوه -.

3103 - (1) (لو شهدكم اليوم كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرجل، وذلك؛ أن الملائكة تبكي وتدعو له وتقول: اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك) .

منكر جداً

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 494/ 810) : أخبرنا

__________

(1) كان هنا بهذا الرقم الحديث: " إن الله ليضحك إلى ثلاثة: للصف. . . " وقد تم جعله في سياق تخريج الحديث (3453) ، فانظره هناك.

 

(7/102)

 

 

أبو عبد الرحمن السلمي بإسناده عن الهيثم بن مالك قال:

خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس، فبكى رجل بين يديه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"هكذا جاء هذا الحديث مرسلاً":

قلت: فلو صح الإسناد به إلى الهيثم بن مالك - وهو الطائي الشامي لكان ضعيفاً، فكيف وهو من رواية (أبي عبد الرحمن السلمي) وهو الصوفي المتهم، واسمه (محمد بن الحسين) ، قال الذهبي في "المغني":

"تكلم فيه، وما هو بالحجة، وقال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان: "كان يضع الأحاديث للصوفية. قلت: وله في حقائق التفسير تحريف كثير".

قلت: وأنا أخشى أن يكون هذا الحديث من موضوعاته؛ لأنه يتنافى مع أصول الشريعة وقواعدها التي نص عليها القرآن الكريم، كقوله تعالى (ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه) ، وقوله (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) .

ومثله: ما أخرجه البيهقي أيضاً (811) من طريق إسحاق بن إبراهيم: أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن شيخ لهم عن عمرو بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه قترة ولا ذلة، ولو أن باكياً في أمة من الأمم - رحموا، وما من شيء إلا له مقدار وميزان؛ إلا الدمعة؛ فإنه يطفأ بها بحار من النار".

وقال البيهقي:

"هذا مرسل، وروي من قول الحسن البصري".

قال المنذري (4/ 126/ 15) :

"وهو أشبه".

وأعله بالراوي الذي لم يسم. وعمرو بن سعيد لم أعرفه، وإسحاق بن

 

(7/103)

 

 

إبراهيم، هو الدبري، وفيه كلام معروف.

3104 - (إنه الله عز وجل ليعجب من مداعبة المرء وزوجته، فيكتب لهما بذلك أجراً، ويجعل لهما بذلك رزقاً) .

منكر

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (ق72/ 1) من طريق الطبراني، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 242) من طريق ابن لال؛ كلاهما عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه [عن يزيد بن خصيفة] عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: يحيى بن يزيد، وهو النوفلي المدني، قال ابن أبي حاتم عن أبيه:

"منكر الحديث، لا أدري منه أو من أبيه، لا ترى في حديثه حديثاً مستقيماً".

وقال أبو زرعة:

"لا بأس به، إنما الشأن في أبيه، بلغني عن أحمد أنه قال: لا بأس به، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه، ولو كان عنده غير حديث أبيه لتبين أمره".

الثانية: يزيد بن عبد الملك، قال الذهبي في آخر ترجمة ابنه:

"قال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. قلت: وأبوه مجمع على ضعفه".

وجزم الحافظ في "التقريب" بضعفه.

 

(7/104)

 

 

الثالثة والرابعة: أبو يزيد وجده، وهو عبد الله بن خصيفة، أورده الحافظ في "اللسان" وقال:

"قال العلائي في "الوشي": إن كان يزيد هذا هو ابن خصيفة التابعي المشهور، فإنه يزيد بن عبد الله بن خصيفة، وكان ينسب إلى جده، ولا أعرف حال والده، ولا ذكر جده في الصحابة، إلا في هذه الطريق، وغن كان غيره فلا أعرفه ولا أعرف أباه ولا جده. قلت (الحافظ) : وتبين لي أنه هو؛ فقد ذكر المزي يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه".

والزيادة التي بين المعكوفتين ليست عند الديلمي، واستدركتها من الأصبهاني و "الميزان" وهي في "المعجم الكبير" أيضاً للطبراني (22/ 396) بهذا الإسناد لحديثين آخرين، لكن ليس فيه: "عن أبي هريرة"، بل أوردهما في ترجمة (أبي خصيفة) .

3105 - (إن الله لينفع العبد بالذنب يذنبه) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (431) ، والقضاعي (91/ 1) عن مضر بن نوح السلمي: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع ابن عمر مرفوعاً، وقال:

"مضر هذا لا يعرف بالنقل، وحديثه غير محفوظ".

وقال الذهبي:

"فيه جهالة"، ثم ساق له هذا الحديث بلفظ: "يشفع للعبد " بدل: "لينفع العبد "، وهو تحريف والصواب ما نقلناه عن "الضعفاء"، فقد أخرجه أبو

 

(7/105)

 

 

نعيم في "الحلية" (8/ 199) من هذا الوجه ووقع فيه بلفظ: "ليرفع"، ويبدو أنه خطأ مطبعي. فقد عزاه السيوطي إليه بلفظ الترجمة. والله أعلم.

3106 - (إن الله وهب لأمتي ليلة القدر ولم يعطها من كان قبلهم) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 239) عن إسماعيل بن أبي الشامي عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته إسماعيل هذا، قال المناوي:

"قال الذهبي في "الضعفاء" عن الدارقطني: يضع الحديث".

قلت: اسم أبيه مسلم السكوني، ولم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، بل ولا عن التابعين، وإنما عن أتباعهم كهشام بن عروة وغيره. فهو منقطع أيضاً.

 

(7/106)

 

 

3107 - (إن الله لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزحه) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 2/ 241) من طريق السلمي، بسنده عن يوسف بن أحمد بن الحكم: حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي: حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ يوسف بن أحمد بن الحكم لم أعرفه، والسلمي متهم بوضع الأحاديث للصوفية.

والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر، فانتقده المناوي بأن الديلمي أخرجه أيضاً، ثم لم يتكلم على إسناده بشيء، والعهد به أنه يعل الحديث بمجيئه من طريق السلمي هذا.

 

(7/106)

 

 

وابن عساكر أخرجه (4/ 37) من طريق أبي الفرج المعافى بن زكريا: أخبرنا محمد ابن حمدان بن بغداد الصيدلاني: حدثني يوسف بن الضحاك: حدثني أبي: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عائشة مرفوعاً. وقال ابن عساكر:

"كذا قال! وليس بمتصل؛ فإن (يوسف بن الضحاك) متأخر، يروي عن أبي سلمة التبوذكي، ومحمد بن سنان العوفي وأقرانهما، وأراه سقط منه اسم شيخه الذي روى عنه أبيه عن خالد. والله أعلم".

قلت: و (محمد بن حمدان بن بغداد الصيدلاني) ترجمه الخطيب (2/ 287) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

و (يوسف بن الضحاك) ترجمه الخطيب أيضاً (14/ 307) ووثقه.

3108 - (إن الله لا يأذن لشيء من أهل الأرض إلا لأذان المؤذنين، والصوت الحسن بالقرآن) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 195) عن سلام الطويل الخراساني عن زيد العمي بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعاً.

ذكره في ترجمة سلام هذا، ونقل تضعيفه عن جماعة من الأئمة. وعن ابن خراش في رواية أنه قال: "كذاب".

وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك".

والحديث في "الصحيح" بنحوه دون ذكر الأذان. وهو مخرج في "صفة الصلاة".

 

(7/107)

 

 

3109 - (إن الله عز وجل لا يعذب من عباده المارد المتمرد الذي يتمرد على الله، ويأبى أن يقول: لا إله إلا الله) .

موضوع

رواه ابن ماجه (4297) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص33) من طريق إسماعيل بن يحيى الشيباني عن عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، فمر بقوم، فقال: من القوم؟ قالوا: نحن مسلمون، وامرأة تحصب تنوراً لها ومعها ابن لها، فإذا ارتفع وهج التنور تنحت به، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أنت رسول الله؟ قال: "نعم"، قالت: بأبي وأمي! أليس الله أرحم الراحمين؟ قال: "بلى"، قالت أليس الله أرحم بالعباد من الأم بولدها؟ قال: "بلى". قالت: فإن الأم لا تلقي ولدها في النار، فأكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي، ثم رفع رأسه إليها فقال: ... فذكره.

أورده العقيلي في ترجمة إسماعيل وقال:

"لا يتابع على حديثه"، ثم روى عن يزيد بن هارون أنه قال فيه:

"كان كذاباً".

وعبد الله بن عمر بن حفص ضعيف.

 

(7/108)

 

 

3110 - (إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهو قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة) .

ضعيف

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 66) من طريق عمرو

 

(7/108)

 

 

ابن أبي رزين: حدثنا سيف بن أبي سليمان المكي عن عدي عن أبيه مرفوعاً.

وعدي هذا هو: عدي بن عدي بن عميرة صحابي مات في خلافة معاوية.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن ابن أبي رزين - وهو عمرو بن محمد بن أبي رزين - ربما أخطأ؛ كما قال ابن حبان، وتبعه الحافظ في "التقريب".

وقد خولف في إسناد هذا الحديث فقال عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1352) ، وعنه أحمد (4/ 192) ، والطبراني في "الكبير" (17/ 139/ 344) : أخبرنا سيف بن أبي سليمان قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا: أنه سمع جدي يقول: ... فذكره مرفوعاً.

ثم أخرجه أحمد من طريق ابن نمير: حدثنا سيف قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال: حدثني مولى لنا: أنه سمع عدياً يقول: ... فذكره مرفوعاً.

وهذا اضطراب شديد؛ فبعضهم عنه عن عدي بن عدي عن المولى عن جده عميرة.

وبعضهم عنه عن عدي عن مجاهد عن المولى عن عدي بن عدي.

واستصوب الهيثمي (7/ 267) أنه من مسند عميرة، قال: "وكذلك رواه الطبراني، وفيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات".

ثم أورده (7/ 268) من حديث العرس بن عميرة مرفوعاً نحوه، وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات".

 

(7/109)

 

 

والعرس هذا هو أخو عدي بن عميرة، قيل: إنه صحابي كما في "التقريب"، فإن كان الطبراني رواه عن العرس هذا من وجه آخر غير هذا الوجه المضطرب فهو مما يقويه. وإلا فيزيده وهناً على وهن. والله أعلم.

ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في "تخريج الإحياء" (2/ 271) : "رواه أحمد من حديث عدي بن عميرة، وفيه من لم يسم، والطبراني من حديث أخيه العرس ابن عميرة، وفيه من لم أعرفه".

وهذا يخالف كلام الهيثمي: "ورجاله ثقات"! فليراجع.

(تنبيه) هكذا لفظ الحديث عند أحمد والطحاوي: "لا يعذب العامة بعمل الخاصة"، وكذلك هو في "المجمع" برواية أحمد والطبراني، وعكس ذلك الغزالي فساقه بلفظ: "لا يعذب الخاصة بذنوب العامة"، ومر عليه الحافظ العراقي؛ فخرجه مثلما رأيت ولم ينبه عليه بشيء، والصواب رواية من ذكرنا، ويؤيد ذلك رواية العرس بن عميرة ولفظها:

"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة".

هكذا أورده الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 138/ 343) وسنده هكذا: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي: حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة: حدثنا سالم بن نوح: حدثنا عمر بن عامر السلمي: حدثنا خالد بن يزيد عن عدي ابن عدي بن عميرة عن العرس بن عميرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا الإسناد هو الذي وثق رجاله الهيثمي. وقال فيه شيخه العراقي: "وفيه من لم أعرفه".

 

(7/110)

 

 

فأقول: كلاهما مخطىء، أما الهيثمي؛ فلأن كلاً من عمر بن عامر وسالم بن نوح فيهما كلام، وبخاصة الأول منهما، وقد قال الحافظ فيهما:

"صدوق له أوهام".

وأما العراقي، فلا أرى في هذا الإسناد من لا يعرف، اللهم إلا أن يكون أراد النرسي شيخ الطبراني، فإني لم أجد له ترجمة، لكن ما أظن أنه يعنيه، فإنهم قلما يعلون الحديث بشيخ الطبراني، وإنما ينظرون إلى من فوقه، وهذا ما صنعه الهيثمي بقوله المتقدم في هذا الحديث، وإنما يعني - والله أعلم - خالد بن يزيد هذا، فإنه لم ينسب، يغلب على ظني أنه أبو هاشم الدمشقي القاضي؛ فإنه من هذه الطبقة، وهو ثقة.

وبالجملة: فهذا وجه آخر من الاختلاف على عدي بن عدي. والله أعلم.

3111 - (من فرق فليس منا. يعني: بين الولد وأمه وبين الإخوة) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 228/ 535) : حدثنا المقدام بن داود: حدثنا أسد بن موسى: حدثنا نصر بن طريف ... عن سليمان التيمي: حدثني طليق عن أبيه عن معقل بن يسار مرفوعاً به. قال أسد: يفرق بين الولد وأمه وبين الإخوة.

قلت: وهذا موضوع، آفته نصر بن طريف، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (4/ 107) فقال:

"وهوكذاب".

 

(7/111)

 

 

قلت: ودونه المقدام بن داود، وفيه ضعف.

وفوقه طليق وهو ابن عمران بن حصين. ويقال: طليق بن محمد بن عمران الأنصاري، وفرق بينهما ابن حبان فأوردهما في "الثقات"، الأول في (أتباع التابعين) (6/ 494) ، والآخر في (التابعين) (4/ 397) ، وقال الدارقطني - كما في "الميزان" للذهبي -:

"لا يحتج به".

وأشار الذهبي إلى أنه منقطع بينه وبين عمران، وصرح بذلك المنذري في "الترغيب" (3/ 32) .

وقد رواه أبو بكر بن عياش: أخبرنا سليمان عن طليق بن محمد عن عمران مرفوعاً بلفظ:

"ملعون من فرق ... ".

أخرجه الدارقطني في "سننه" (3/ 66 -67/ 253) ، والحاكم (2/ 55) وعنه البيهقي (9/ 128) ، وقال الحاكم:

"وهذا إسناد صحيح"! ووافقه الذهبي!

كذا قالا، وقد عرفت ما ذكره الذهبي نفسه آنفاً في طليق، على أن الدارقطني ذكر عقبه اختلاف الرواة على طليق، فمنهم من يرويه عنه عن عمران كما رأيت، منهم من قال: عنه عن أبي بردة عن أبي موسى، ومنهم من يرويه عن طليق مرسلاً. قال عبد الحق:

"والمحفوظ عن التيمي مرسلاً".

 

(7/112)

 

 

وقال ابن القطان:

"وبالجملة فالحديث لا يصح؛ لأن طليقاً لا يعرف حاله".

نقلته من "التعليق المغني" (3/ 67) .

وهناك خلاف في المتن أيضاً:

1- في هذه الرواية قال: "ملعون..".

2- وفي رواية أبي موسى: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفرق بين الأخ وأخيه، والوالد وولده".

ولفظ ابن ماجه فيها (2250) : " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فرق..".

نعم؛ قد جاء الحديث من طريق أخرى من حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً بلفظ:

"من فرق بين الوالدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة".

وهو مما حسنه الترمذي، وصححه الحاكم والذهبي، وقد خرجته في "أحاديث البيوع" و "المشكاة" (3361) .

(تنبيه) لقد خلط الغماري خلطاً عجيباً في تخريج حديث أبي أيوب هذا، فعزاه للحاكم أيضاً من حديث عمران! والدارقطني من حديث أبي موسى، وقد عرفت أن لفظهما يختلف تماماً عن لفظ أبي أيوب، كما عزاه لأبي داود والحاكم عن علي!

وهو حديث آخر ضعيف. انظر "المشكاة" (3362-3363) .

 

(7/113)

 

 

3112 - (إن الله لا يقبل صلاة من لا يصيب أنفه الأرض) .

ضعيف جداً

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 363) عن يسار بن سمير: حدثنا أبو وهب عبد الله بن وهب عن سليمان القافلاني عن محمد بن سيرين عن أم عطية مرفوعاً.

أورده في ترجمة يسار هذا وقال:

"كان من العباد والزهاد يروي عن البصريي". ولم يذكر فيه جرحاً.

لكن لم يتفرد به؛ فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 39/ 1) من طريق الحسن بن مدرك: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي: حدثنا سليمان القافلاني به، وقال:

"لا يروى عن أم عطية إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن مدرك".

كذا قال، ويرده متابعة يسار المذكورة، وعلة الحديث سليمان هذا - وهو ابن محمد القافلاني -، وهو متروك الحديث؛ كما قال الذهبي وتبعه الهيثمي (2/ 126) ثم العسقلاني.

لكن يغني عن هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاصلاة لمن يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين". وترى تخريجه في "صفة الصلاة".

 

(7/114)

 

 

3113 - (إن الله يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبد ي ترك شهوته من أجلي، أيها الشاب أنت عندي كبعض ملائكتي) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 246) من طريق ابن السني عن كثير بن

 

(7/114)

 

 

زياد عن يزيد بن زياد الشامي عن مروان عن طلحة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته الشامي هذا، ويقال فيه: ابن أبي زياد، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث؛ كذا في "الميزان"، وساق له حديثاً قال فيه عن أبي حاتم: باطل موضوع.

قلت: وهذا الحديث أشم منه رائحة الإسرائيليات.

وقد وجدت الحديث في "الزهد" للإمام أحمد غير مرفوع، أخرجه (ص106) من طريق عبد الرحمن بن عدي البهراني عن يزيد بن ميسرة قال:

"إن الله عز وجل يقول: أيها الشاب التارك شهوته لي، المبتذل شبابه من أجلي، أنت عندي كبعض ملائكتي".

قلت: فلم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإسناده حسن إلى ميسرة، وهو من أتباع التابعين، لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 288) جرحاً ولا تعديلاً، فهو مقطوع، وهو بالإسرائيليات أشبه. والله أعلم.

3114 - (إن الله يباهي بالطائفين ملائكته) .

ضعيف

رواه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1133) ، وابن عدي (316/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 216) عن عائذ بن نسير عن عطاء عن عائشة مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"حديث غير محفوظ".

قلت: وعلته عائذ بن نسير هذا، قال ابن معين: حديثه ضعيف. كما رواه عنه العقيلي في "الضعفاء" (ص342) وابن عدي.

 

(7/115)

 

 

و (نسير) : بالنون والسين المهملة مصغراً، كما هو مقيد في العقيلي وابن عدي، وهو كذلك في "المشتبه" للذهبي (ص82) ، ووقع في "الميزان" طبعة الخانجي: "شبر"! وفي "اللسان": "بشير"! واغتر به المصحح لكتاب "مجمع الزوائد" (3/ 208) ! وانظر الحديث الآتي (5096) .

3115 - (إن الله لا ينظر إلى من يخضب بالسواد يوم القيامة) .

ضعيف

رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 441) : أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي عن ليث عن عامر رفعه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، رجال إسناده كوفيون كلهم، وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف محتلط.

وعامر؛ الظاهر أنه الشعبي؛ فهو مرسل.

قلت: وفي النهي عن الصبغ بالسواد غير ما حديث واحد صحيح، فانظرها في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام".

 

(7/116)

 

 

3116 - (إن الله يبعث من مسجد الشار يوم القيامة شهداء، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم) .

ضعيف

رواه أبو داود (4308) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص18) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 478/ 4115) عن إبراهيم بن صالح بن درهم قال: سمعت أبي أنه سمع أبا هريرة بالبطحاء يقول: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وقال العقيلي:

 

(7/116)

 

 

"إبراهيم وأبوه ليسا بمشهورين بنقل الحديث، والحديث غير محفوظ". قال الذهبي:

"ضعفه الدارقطني، له في الشهداء، قال البخاري: لا يتابع عليه".

ولفظه عند أبي داود:

"سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة؟ قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعاً ويقول: هذه لأبي هريرة، سمعت خليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول....".

3117 - (إن الله يبغض البذخين الفرحين المرحين ويحب كل قلب حزين) .

موضوع

رواه الديلمي (1/ 2/ 243) عن إسماعيل الشامي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته إسماعيل وهو ابن أبي زياد؛ اتهمه الدارقطني بالوضع كما تقدم في الحديث (3106) .

 

(7/117)

 

 

3118 - (إن لكل ساع غاية، وغاية كل ساع الموت) .

ضعيف

رواه القضاعي (86/ 1) عن يحيى الحماني قال: أخبرنا رباح أبو المهاجر الزاهد قال: أخبرنا أبو يحيى الرقاشي عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب عن أبي أيوب قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فأخذ بعضادتي باب المسجد ونادى بأعلى صوته:

 

(7/117)

 

 

"يا أيها الناس! يا أهل الإسلام! جاء الموت بما جاء بالروح والرحمة والكرة المباركة لأولياء الله من أهل دار السرور الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها. يا أيها الناس! يا أهل الإسلام! جاء الموت بما جاء بالحسرة والندامة والكرة الخاسرة لأولياء الشيطان من أهل الغرور، الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها، ألا إن لكل ساع ... " الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو سورة ضعيف، واللذان دونه لم أعرفهما، ويحيى الحماني فيه ضعف.

وروى البغوي من طريق علي بن قرين عن زيد بن هلال عن أبيه هلال بن قطبة سمعت جلاس بن عمرو قال:

وفدت في نفر من قومي من كندة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أردنا الرجوع قلنا: أوصنا يا نبي الله! قال: "إن لكل ساع غاية، وغاية ابن آدم الموت.." الحديث.

وعلي بن قرين ضعيف جداً، ومن فوقه لا يعرفون؛ كذا في "الإصابة" (1/ 253) .

قلت: وتمام الحديث عند البغوي كما في "الجامع":

".... فعليكم بذكر الله فإنه يسهلكم، ويرغبكم في الآخرة".

قلت: وعلي هذا قال ابن معين:

"كذاب خبيث"، وقال العقيلي:

"كان يضع الحديث".

 

(7/118)

 

 

3119 - (إن لكل مسيء توبة، إلا صاحب سوء الخلق؛ فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 59) عن عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته عمرو بن جميع؛ كذبه يحيى بن معين، وقال الحاكم:

"روى عن هشام بن عروة وغيره أحاديث موضوعة".

 

(7/119)

 

 

3120 - (إن الله يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 220) من طريق جعفر بن محمد العطار: حدثنا جدي عبد الله بن الحكم قال: سمعت عاصماً أبا علي يقول: سمعت حميداً الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: أورده في ترجمة جعفر العطار هذا ولم يذكر فيها شيئاً سوى أن ساق له هذا الحديث! وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الخطيب وقال:

"لا أصل له، جعفر وجده عاصم مجهولان".

والغريب أنهما لم يذكرا في "الميزان" و "اللسان" أو غيرهما.

ومع أن السيوطي أقر ابن الجوزي على وضعه، ونقل عنه في "اللآلي" (2/

 

(7/119)

 

 

460) كلامه المتقدم، ولم يتعقبه بشيء؛ إلا أنه أورده في "الجامع الصغير" مشياً منه مع ظاهر السند فيه كذاب أو وضاع!

3121 - (إن الله يحب أبناء السبعين، ويستحي من أبناء الثمانين) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 199-200) عن محمد بن خلف القاضي: حدثنا وكيع: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر: حدثني عم أبي الحسن بن موسى عن عمه علي بن جعفر عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره وقال:

"غريب من حديث [علي بن] جعفر وأبان، ولم نكتبه إلا بهذا الإسناد".

قلت: وهو ضعيف؛ فيه علل:

1- علي بن جعفر - وهو ابن محمد الصادق - مجهول الحال في الرواية. قال الذهبي:

"ما رأيت أحداً لينه، نعم، ولا من وثقه، لكن حديثه منكر جداً، ما صححه الترمذي ولا حسنه....".

قلت: ثم ساق الحديث الآتي بعده، وسترى فيه أن الترمذي حسنه، فالظاهر أنه ليس ذلك في كل النسخ، وإلا لما نفاه الذهبي.

2- الحسن بن موسى - وفي الأصل: الحسين بن موسى - لم أجد له ترجمة،

 

(7/120)

 

 

وإنما ذكره الخطيب في شيوخ محمد بن إسماعيل الآتي.

3- محمد بن إسماعيل ترجمه الخطيب (2/ 37-38) وذكر أنه يكنى بأبي علي العلوي، ولم يذكر له راوياً غير محمد بن خلف الآتي، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.

4- محمد بن خلف ترجمه الخطيب أيضاً ترجمة حسنة، ولكنه روى عن ابن المنادي أنه قال:

"حمل أقل الناس عنه نزراً من الحديث، وشيئاً من تصانيفه للين شهر به".

وبه أعله المناوي في "الفيض"، وفاتته العلل الأخرى، ومنه تعلم خطأ قوله في "التيسير":

"إسناده حسن"!

وقد روى الشطر الأول منه بلفظ:

"الثمانين" بدل: "السبعين".

وقد مضى تخريجه وبيان علله برقم (1920) .

3122 - (من أحبني وأحبهما - (يعني: الحسن والحسين) - وأباهما وأمهما؛ كان معي في درجتي يوم القيامة) .

منكر

أخرجه الترمذي (2/ 301) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد مسند أبيه" (1/ 77) ، وأبو الشيخ في "الطبقات" (ص281-ظاهرية) ،

 

(7/121)

 

 

والدولابي في "الذرية الطاهرة" (ق39/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 191-192) ، والخطيب في "التاريخ" (13/ 288) عن نصر بن علي: حدثنا علي بن جعفر بن محمد: حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد الحسن والحسين فقال: ... فذكره.

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه".

قلت: علي بن جعفر هذا مجهول الحال كما تقدم في الحديث قبله، وتقدم فيه عن الذهبي أن هذا الحديث منكر جداً. وقال في "مختصر منهاج السنة" (ص476) تبعاً لأصله "المنهاج" (4/ 107) - واللفظ الذهبي -:

"وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وهل يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه المجازفة أصلاً من كون المسلم الخطاء يصير في درجة المصطفى بمجرد الحب؟! ".

وليس في "المنهاج" ذكر ابن الجوزي في هذا الحديث، وإنما ذكره في حديث آخر عقب هذا في حب علي أيضاً، فكأن الذهبي انتقل بصره عند الاختصار من الحديث الأول إلى هذا، وهو في "موضوعات ابن الجوزي" (1/ 387) .

3123 - (إن الله يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله بحياة أو موت) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص81) ، والخطيب في "التاريخ" (10/ 133) ، والديلمي (1/ 2/ 247) عن بقية بن

 

(7/122)

 

 

الوليد: حدثنا عيسى بن إبراهيم عن الأسود بن شيبان قال: سمعت أبا العلاء يزيد بن عبد الله يحدث عن مطرف: أنه سمع أبا ذر يقول: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، آفته عيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي -؛ قال البخاري والنسائي:

"منكر الحديث". وقال أبو حاتم والنسائي:

"متروك".

3124 - (إن الله يحب السهل الطلق) .

ضعيف جداً

أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص23) ، وأبو القاسم بن أبي قعنب في "حديث القاسم بن الأشيب" (7/ 2) ، وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (2/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق50/ 2) ، والقضاعي (ق90/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 254/ 8056) ، والديلمي (1/ 2/ 248) عن جويبر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، آفته جويبر هذا - وهو ابن سعيد الأزدي -؛ قال ابن عدي:

"الضعف على حديثه ورواياته بين". وفي "التقريب":

"ضعيف جداً".

لكن رواه البيهقي أيضاً من طريق آخر عن أبي سعيد الحارثي، عن معاذ بن هشام: أخبرنا أبي عن قتادة عن مورق العجلي به مرسلاً.

 

(7/123)

 

 

ورجاله ثقات؛ غير أبي سعيد الحارثي، واسمه عبد الرحمن بن محمد بن منصور، قال الذهبي في "المغني":

"حدث بما لا يتابع عليه".

3125 - (إن الله يحب حفظ الود القديم) .

ضعيف جداً

رواه ابن عدي (217/ 1) ، والأصبهاني في "الترغيب" (109/ 1) عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري: حدثنا عبد الله بن أبي بكر المنكدر عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعاً وقال:

"وعبد الله بن إبراهيم عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".

وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع".

ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن جابر مرفوعاً بلفظ:

"إن الله يحب المداومة على الإخاء القديم، فداموا عليه".

ونقل المناوي عن "اللسان" أنه قال:

"هذا منكر بمرة ولا أظن ابن عيينة حدث به قط".

قلت: وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 249) من طريق أبي نعيم: حدثنا أبو محمد بن حيان: حدثنا خالي أبو عبد الرحمن: حدثنا عبد الله ابن محمد بن سلام: حدثنا داود بن إبراهيم: حدثنا ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر.

 

(7/124)

 

 

وقد أخرج أبو نعيم الأصبهاني الحديث في ترجمة (عبد الله بن محمد بن سلام) من "أخبار أصبهان" (2/ 57) ، وذكر أنه روى عن جمع منهم (داود بن إبراهيم الواسطي) ، وقال:

"وكان شيخاً، فيه لين".

قلت: فهو العلة؛ فإن (داود بن إبراهيم الواسطي) وثقه الطيالسي وحدث عنه كما في "اللسان".

3126 - (إن الله يحب المرأة الملقة البزعة مع زوجها، الحصان عن غيره) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 2/ 249) عن محمد بن جعفر بن مالك عن محمد بن منصور عن محمد بن سلمة: أخبرني علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف:

الحسين هذا - وهو أبو عبد الله العلوي الكوفي، ضعيف؛ كما قال ابن المديني.

وعلي بن جعفر - وهو ابن محمد الصادق - مجهول الحال، كما سبق بيانه تحت الحديث (3121) .

ومن دونه لم أعرفهم.

 

(7/125)

 

 

3127 - (إن الله يحب أن يعمل برخصه، كما يحب أن يعمل بفرائضه) .

موضوع بهذا اللفظ

أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ق3/ 2) ،

 

(7/125)

 

 

وابن عدي (65 / 1) عن الحكم بن عبد الله الأيلي: أنه سمع القاسم عن عائشة مرفوعاً.

ذكره في ترجمة الحاكم هذا في جملة أحاديث له وختمها بقوله:

" كلها موضوعة، وما هو معروف المتن، فهو باطل الإسناد ".

قلت: والحديث معروف المتن بلفظ:

" كما يجب أن تؤتى عزائمه "، وفي رواية:

" كما يكره أن تؤتى معصيته ".

وهو مخرج في " الإرواء " (564) .

وقد أخرجه ابن عدي أيضاً (250 / 2) من طريق عمر بن عبيد البصري - بياع الخمر -: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ:

" إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ". قلت: وما عزائمه؟ قال: " فرائضه ". وقال:

" عمر بن عبيد البصري حديثه عن كل من روى عنه ليس بمحفوظ ".

قلت: وهو بهذا اللفظ أقرب إلى اللفظ المعروف لولا هذه الزيادة في آخره.

3128 - (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، قيل: سمِّهم لنا، قال: علي منهم (يقول لم ثلاثاً) ، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم) .

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 299) ، وابن ماجه (رقم 149) ، والحاكم

 

(7/126)

 

 

(3 / 130) ، وأحمد (5 / 351 و 356) من طريق شريك عن أبي ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً به. واللفظ للترمذي، وقال:

" حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث شريك ".

قلت: وهو ضعيف لسوء حفظه، وقال الحاكم:

" حديث صحيح على شرط مسلم "! وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: ما خرج (م) لأبي ربيعة ".

فلم يصنع شيئاً؛ لأن معناه التسليم بصحة الحديث صحة مطلقة، وكيف ذلك، وأبو ربيعة هذا قال الذهبي في الكنى من " الميزان ":

" قد ذكر معضَعَّفاً ". يعني: في الأسماء. وذكر هناك أن أبا حاتم قال فيه:

" منكر الحديث ".

وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - لم يحتج به مسلم، لكن أخرج له متابعة كمال قال الذهبي نفسه في " الميزان "، فأنى للحديث الصحة، بل الحسن؟!

3129 - (إن الله يحبُّ مَنْ يحب التمر) .

ضعيف.

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (13 / 69 / 169) ومن طريقه أبو الفضل الهمذاني في آخر " كجلس من آمالي أبي الشيخ الأصبهاني " (66 / 1) والخطيب في " التاريخ " (3 / 166) من طرق عن إبراهيم بن أبي حية: ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة، ومثله إبراهيم بن أبي حية،

 

(7/127)

 

 

ولكنه لم يتفرد به عنه، وقد رواه البخاري في " التاريخ " (4 / 2 / 44 - 45) ، وابن عدي (211 / 2) من طريق مجاعة بن ثابت: ثنا ابن لهيعة به. وقال:

" لا يرويه عن أبي قبيل عن ابن لهيعة غير مجاعة بن ثابت، وهذا الحديث أتي فيه من مجاعة لا من ابن لهيعة ".

قلت: ومجاعة هذا ضعيف أيضاً، لكن الحمل فيه على ابن لهيعة أولى عندي من مجاعة؛ لأنه قد تابعه إبراهيم بن أبي حية كما رأيت، وإن خفيت هذه المتابعة على ابن عدي، ولعله لو وقف عليها لم يحمل على مجاعة فيه.

3130 - (إن الله يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقاً بقولهم: لا إله إلا الله) .

ضعيف بهذا اللفظ

أخرجه السراج في "الثاني من الأول من مسنده" (24/ 1-2) ، والخطيب في "التاريخ" (10/ 384) عن عمر بن عبد الرحمن عن محمد بن عمار عن سعد المؤذن: أنه سمع أبا هريرة يذكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمر بن عبد الرحمن - وهو ابن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب - أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 121) براوية عبد الله بن نافع وأبي نعيم عنه لا غير، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ومحمد بن عمار - وهو ابن سعد المؤذن - لم يوثقه غير ابن حبان، لكن روى عنه جماعة.

وقد صح مختصراً من طريق آخلا عن معاوية بلفظ:

 

(7/128)

 

 

"المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة".

رواه مسلم وغيره.

3131 - (إن الله ليغار لعبد هـ المؤمن، فليغر لنفسه) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1261) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1068) ، والقضاعي (91/ 1) عن الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

وعبد الأعلى الثعلبي ضعيف. قال المناوي:

"ورواه عنه أيضاً الدارقطني. قال ابن القطان: والحديث لا يصح، فإن فيه أبا عبيدة عن أمه زوج ابن مسعود ولا يعرف لهما حال، وليست زينب امرأة عبد الله الثقفية؛ لأن تلك صحابية، وابن مسعود عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سنة ثنتين وثلاثين، فلا يبعد أن يتزوج غير صحابية".

قلت: أبو عبيدة ثقة معروف، وروايته عن أمه غير معروفة، ولعله خطأ من بعض الرواة أو النساخ. والله أعلم.

 

(7/129)

 

 

3132 - (إن الله يخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة: الآمر به، والزوجة المصلحة، والخادم الذي يناول المسكين، وقال: الحمد لله الذي لم ينس خدمنا) .

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (4/ 134-135) عن سويد بن عبد العزيز: حدثنا محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال:

 

(7/129)

 

 

"صحيح على شرط مسلم"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: سويد متروك".

قلت: ولم يخرج له مسلم أصلاً.

3133 - (إن الله يستحي من عبد هـ إذا صلى في جماعة ثم يسأله حاجته أن ينصرف حتى يقضيها) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 254) من طريق إسماعيل بن يحيى: حدثنا مسعر عن عطية عن أبي الخدري مرفوعاً وقال:

"غريب من حديث مسعر، تفرد به إسماعيل".

قلت: وهو كذاب يضع الحديث.

 

(7/130)

 

 

3134 - (إن الله يعجب من سائل يسأل غير الجنة، ومن معط يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار، ألا فليباه بالعبادة لمن فوقه، والغنى إلى من دونه، حتى يكتب شاكراً صابراً؛ فإن أولياء الله أخروا النعيم للآخرة، وعجلوا الشدة في الدنيا للراحة) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 267) عن شيخ بن عميرة الأسدي قال: حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن عميرة هذا لا يعرف، ترجمه بهذا الحديث ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/130)

 

 

3135 - (إن الله جل ذكره يقول: إن عبد ي كل عبد ي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه - يعني: عند القتال -) .

ضعيف

رواه الترمذي (2/ 277) ، والدولابي (2/ 23) ، وابن عدي (260/ 2) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 76/ 2) عن الوليد بن مسلم: حدثنا أبو عائذ عفير بن معدان: أنه سمع أبا دوس يحدث عن ابن عائذ اليحصبي عن عمارة بن زعكرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال الترمذي:

"حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ليس إسناده بالقوي، ولا نعرف لعمارة بن زعكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث الواحد".

ثم قال: "يعني: أن يذكر الله في تلك الساعة".

قلت: وعلته عفير بن معدان؛ فإنه ضعيف كما في "التقريب". لكن نقل المناوي عن ابن حجر أنه قال:

"وهو حسن غريب، وقول الترمذي: "ليس إسناده بقوي"، يريد ضعف عفير. لكن وجدت له شاهداً قوياً مع إرساله، أخرجه البغوي، فلذلك حسنته".

قلت: وقد وقفت على إسناد المرسل، ذكره الحافظ نفسه في "الإصابة" من طريق الوليد بن مسلم أيضاً عن عبد العزيز بن إسماعيل بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن عن (الأصل: ابن) جبير بن نفير قال: بقول أبيه: فذكره. قال الوليد: "فذكرته لعقبة فحدثني".

قلت: كذا الأصل: "بقول أبيه"، ولعل الصواب: "قال النبي".

والوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية كما قال الحافظ في

 

(7/131)

 

 

"التقريب"، ومن فوقه كلهم ثقات، ولكنه لم يصرح عنهم بالتحديث، وشيخه الذي صرح بالتحديث عنه عقبة لم أعرف من هو، ولذلك فإني لا أرى هذا الإسناد قوياً.

وعليه فلا أرى الحديث يرتقي به إلى درجة الحسن. والله أعلم.

3136 - (إن الله يكره فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر) .

موضوع

رواه ابن عساكر (9/ 297/ 2) عن الطبراني - وهذا في "المعجم الكبير" (20/ 67-رقم124) ، و "مسند الشاميين" (668و2247) - عن أبي يحيى الحماني: أخبرنا أبو العطوف عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يسرح معاذاً إلى اليمن استشار ما شاء من أصحابه فيهم أبو بكر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير، فتكلم كل إنسان برأيه، فقال: ما ترى يا معاذ؟ قلت: أرى ما قال أبو بكر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يكره فوق سمائه...." الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الوضين بن عطاء سيىء الحفظ.

وأبو العطوف - هو الجراح بن منهال - منكر الحديث؛ كما قال البخاري ومسلم.

وأبو يحيى الحماني فيه كلام.

والحديث أخرجه ابن شاهين في "السنة" (رقم109) من هذا الوجه.

 

(7/132)

 

 

ورواه الحارث في "مسنده" (113/ 2-زوائده) - وعنه ابن قدامة المقدسي في "العلو" (ق159/ 2) - من طريق بكر بن خنيس عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي به. وبكر بن خنيس متروك وشيخه كذاب.

ومن هذه الطريق أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 300) بالطريق الأولى، فلم يأت بطائل كما قال المناوي. فإنه مع ضعف إسناده علامات الوضع عليه ظاهرة؛ فإن أبا بكر رضي الله عنه ليس معصوماً، وإذا كان كذلك فلماذا يكره الله أن يخطأ؟ كيف وقد يكون بيان خطئه واجباً في بعض الأحيان! وقد خطأه النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه في قصة مخرجة في "الصحيح" فانظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" وقوله - صلى الله عليه وسلم - له: "أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً".

والحديث أخرجه أيضاً أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 204) من الطريق الثانية، وقال الذهبي في "العلو" (ص37-طبع أنصار السنة) بعد أن بين علله: "والخبر غير صحيح، وعلى باغض الصديق اللعنة".

3137 - (إن الله يكره رفع الصوت بالعطاس والتثاؤب) .

موضوع

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (261) ، والديلمي (1/ 2/ 254) عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن علي بن عروة عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته علي بن عروة؛ كذبه صالح جزرة. وقال ابن حبان:

"كان يضع الحديث".

 

(7/133)

 

 

3138 - (إن القاضي العادل ليجاء به يوم القيامة، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط) .

ضعيف

رواه العقيلي في "الضعفاء" (312) عن عمرو بن العلاء - ولقبه جرز (1) -: حدثنا صالح بن سرج عن عمران بن حطان عن عائشة مرفوعاً. وقال:

"عمران لا يتابع على حديثه، وكان يرى رأي الخوارج، ولا يثبت سماعه من عائشة".

قال الذهبي - وقد ذكر الحديث -:

"قلت: كان الأولى أن يلحق الضعف في هذا الحديث بصالح أو بمن بعده؛ فإن عمران صدوق في نفسه ... قال العجلي: تابعي ثقة، وقال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج، فذكر عمران بن الحطان. وقال قتادة: كان لا يتهم في الحديث".

قلت: وصالح بن سرج لم يجرح إلا بأنه كان من الخوارج، وهذا جرح مردود كما سبق في كلام الذهبي، لكن لم يوثقه غير ابن حبان.

وعمرو بن العلاء لم أجد من ترجمه. والله أعلم.

ثم وجدته في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 251) من رواية ثلاثة من الثقات عنه، لكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فالحديث علته الجهالة. والله أعلم.

__________

(1) كذا في " الضعفاء " و " الميزان ": جزر بالزاي في آخره، وفي " الجرح " و " التاريخ الكبير " و " تعجيل المنفعة " وغيرها: " جرن " بالنون، ولعله الصواب.

 

(7/134)

 

 

3139 - (إن المؤمن إذا تعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل، كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعاً) .

منكر

رواه الديلمي (1/ 2/ 291-292) من طريق ابن لال معلقاً عن الحسن بن علي بن الحسن: حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: عنعنة ابن إسحاق؛ فإنه كان مدلساً.

الثانية: جهالة الحسن بن علي بن الحسن؛ فإني لم أجد له ترجمة.

الثالثة: الانقطاع بينه وبين ابن لال. وقد عزاه إليه السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" (43/ 2) ، فإن كان في كتاب ابن لال نفسه هكذا معلقاً، فكان ينبغي للسيوطي أن ينبه على ذلك.

 

(7/135)

 

 

3140 - (إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته، فليس منها بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها، وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته، فليس فيها بقعة إلا وهي تستجير بالله: أن لا يدفن فيها) .

ضعيف جداً

رواه ابن عساكر (18/ 164/ 1) عن سويد بن عبد العزيز: حدثني أبو عبد الله النجراني عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.

أورده في ترجمة أبي عبد الله النجراني - واسمه يزيد بن عبد الله -، وروى عن أبي محمد (هو ابن أبي حاتم) قال: "صالح الحديث، لا بأس به".

 

(7/135)

 

 

وهذا في "كتاب الجرح والتعديل" له (4/ 2/ 401) .

لكن سويد بن عبد العزيز واه جداً؛ كما قال الذهبي.

3141 - (إن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 344) من طريق مجاشع بن عمرو: حدثنا حماد بن سلمة عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع، آفته مجاشع هذا، قال ابن معين:

"قد رأيته أحد الكذابين".

وساق له الذهبي والعسقلاني بعض الموضوعات.

 

(7/136)

 

 

3142 - (إن الله ليكره الرجل الرفيع الصوت، ويحب الرجل الخفيض الصوت) .

ضعيف جداً

رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 363/ 8536و8537) ، والديلمي (1/ 2/ 254) عن عبد الله بن حماد: حدثنا نعيم بن حماد: حدثنا مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد هالك؛ مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك.

ونعيم بن حماد ضعيف متهم.

وعبد الله بن حماد لم أعرفه.

 

(7/136)

 

 

3143 - (إن المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب) .

ضعيف

أخرجه ابن حبان (83) ، وأحمد (3/ 75) ، وأبو يعلى (10/ 386) عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل دراج أبي السمح؛ فإنه صاحب مناكير.

وقد مضى تخريجه بتفصيل، وبيان أنه صح موقوفاً في المجلد الخامس برقم (2128) ، فاقتضى التنبيه.

 

(7/137)

 

 

3144 - (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها) .

باطل لا أصل له

قال الحافظ في "الفتح" (8/ 204) بعد أن عزاه لرزين في "الجامعة" مرفوعاً:

"لا أعرف حاله؛ لأنه لم يذكر صحابيه، ولا من أخرجه".

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء "فضل يوم عرفة" (1) :

"حديث: وقفة الجمعة يوم عرفة: أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة، حديث باطل لا يصح، وكذلك لا يثبت ما روي عن زر بن حبيش: أنه أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة".

__________

(1) مخطوط في مكتبة الحرم المكي.

 

(7/137)

 

 

3145 - (إن التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مؤمناً بالقرآن ولا بي) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 309-310) من طريق سلم بن سليمان المدائني عن أبي إسحاق قال:

"خرجت مع زيد بن أرقم إلى الجمعة، فرأى رجلين بينهما شحناء، فوثب حتى حجز بينهما، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ سلام المدائني - وهو الطويل - كذاب متهم بالوضع.

 

(7/138)

 

 

3146 - (إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى) .

ضعيف

أخرجه البزار (4/ 200/ 3530) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 72/ 2خط2/ 100/ 1449-ط) عن عناد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعاً به. ولفظ البزار:

"مثلاهما"، وهكذا علقه البغوي في "تفسيره" (8/ 13) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن عباد بن منصور ضعيف مدلس؛ كما قال الساجي وغيره.

وأما قول الهيثمي (10/ 414) : "ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات"؛ فهو من أوهامه أو تساهله ولا شك.

والإسناد الآخر الذي أشار إليه فيه إسحاق بن إدريس، قال ابن معين:

"كذاب يضع الحديث".

 

(7/138)

 

 

3147 - (إن الرجل ليطلب الحاجة، فيزويها الله عنه لما هو خير له، فيتهم الناس ظالماً لهم: من شبعني؟!) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 143/ 2) عن خلف بن عبد الحميد: أخبرنا عبد الغفور عن أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الغفور - وهو أبو الصباح الأنصاري الواسطي -؛ قال البخاري:

"تركوه". وقال ابن حبان:

"كان ممن يضع الحديث".

وخلف بن عبد الحميد؛ قال أحمد: "لا أعرفه".

 

(7/139)

 

 

3148 - (إن جزءاً من سبعين جزءاً من النبوة: تبكير الإفطار، وتأخير السحور، وإشارة الرجل بإصبعه في الصلاة) .

موضوع

رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 250/ 3246و4/ 231/ 7610) ، وابن عدي (241/ 2) ، وأبو أحمد في "الكنى" (97/ 2) عن عمر بن راشد عن يحيى بن ابي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال ابن عدي:

طوعمر بن راشد عامة حديثه - وخاصة عن يحيى - لا يوافقه الثقات عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

قلت: وهو متهم بالوضع، قال أبو حاتم:

 

(7/139)

 

 

"وجدت حديثه كذباً وزوراً". وقال الحاكم وأبو نعيم:

"يروي عن مالك أحاديث موضوعة".

3149 - (إن الله يبغض الطلاق، ويحب العتاق) .

ضعيف

رواه الديلمي (1/ 2/ 244) عن محمد بن الربيع: حدثنا أبي عن حميد بن مالك عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مكحول لم يسمع من معاذ.

وحميد بن مالك ضعفه يحيى وأبو زرعة وغيرهما.

 

(7/140)

 

 

3150 - (إن حسن الظن بالله عز وجل من حسن عبادة الله) .

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 297و304و359و407و491) ، وعبد ابن حميد في "المنتخب" (153/ 2) ، والترمذي (3604) (1) ، وابن حبان (2395) ، والحاكم (4/ 241و256) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن" رقم (6) ، وابن عدي (201/ 2) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 81) من طريق محمد بن واسع عن سمير بن نهار (وقال بعضهم: شتير بن نهار) عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

قلت: وهو من أوهامهما؛ فإن سميراً هذا نكرة؛ كما قال الذهبي نفسه "الميزان"، ولم يرو عنه غير ابن واسع.

__________

(1) وهذا الحديث من الأحاديث التي سقطت من نسخة بولاق

 

(7/140)

 

 

3151 - (إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه، إذا قالت النائحة: واعضداه، واناصراه، واكاسياه! جبذ الميت وقيل له: أنت عضدها؟! أنت ناصرها؟! أنت كاسيها؟!) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/ 471) ، وأحمد (4/ 414) من طريق زهير ابن محمد عن أسيد بن أبي أسيد عن موسى بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعاً.

فقلت: سبحان الله! يقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ! فقال: ويحك! أحدثك عن أبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول هذا؟! فأينا كذب؟! فوالله ما كذبت على أبي موسى، ولا كذب أبو موسى على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". وسكت عنه الذهبي!

قلت: زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي، وهو ضعيف، وقد جاء الحديث من طرق عن جمع من الصحابة، بدون هذه الزيادة: "إذا قالت النائحة: ... ". فتفرده بها مما لا يحتمل.

 

(7/141)

 

 

3152 - (إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره) .

ضعيف

أخرجه احمد (3/ 3و62-63) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 212) ، و"الموضح" (2/ 122) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 467) - من طريق ابن أبي الدنيا - وهذا في كتاب "المنامات" (6) ، وأبو بكر العطار التنوخي

 

(7/141)

 

 

في "حديث القاضي أحمد بن علي المروزي" (ق87/ 2) ، من طريق سعيد بن عمرو بن سليم قال: سمعت رجلاً منا - نسيت اسمه، ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية - يحدث عن أبي سعيد الخدري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) ، فقال ابن عمر - وهو في المجلس -: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي سعيد، فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد، فقال: يا أبا سعيد! ممن سمعت هذا؟ قال: من النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير معاوية أو ابن معاوية، وفي الموضع الثاني المشار إليه من "المسند": "فلان بن معاوية أو معاوية بن فلان"، وهو مجهول كما قال الحسيني، وأشار إلى أنه من رجال "المسند" فأصاب. وأما الحافظ فقال في "التعجيل":

"لم أره في مسند أبي سعيد الخدري"!

وهذا منه عجيب، فإنه في الموضعين المشار إليهما منه! فجل من أحاط بكل شيء علماً.

وتابعه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 78/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 208) عن إسماعيل بن عمرو البجلي: حدثنا فضيل بن مرزوق عنه به. وقال الطبراني:

"لم يروه عن فضيل إلا إسماعيل".

قلت: هو ضعيف. ومثله عطية. ومن بينهما خير منهما!

(تنبيه) خلط الهيثمي بين الطريقين فقال في "المجمع" (3/ 21) :

"رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه رجل لم أجد من ترجمه".

 

(7/142)

 

 

وهذا الرجل إنما هو في طريق أحمد دون الطبراني كما رأيت.

ثم رأيت الحديث في "تاريخ قزوين" للرافعي (3/ 303) من طريق محمد ابن عمرو بن الحسن: حدثنا الفضيل بن مرزوق به.

لكن محمد بن عمرو بن الحسن لم أعرفه.

3153 - (إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجاً) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 343) عن أبي عمار: حدثني جار لجابر بن عبد الله قال:

قدمت من سفر، فجاءني جابر بن عبد الله يسلم علي، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فذكره) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير جار جابر فلا يعرف.

 

(7/143)

 

 

3154 - (إن الله يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء) .

منكر

رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص143) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 222) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (187/ 2) ، وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (58/ 2) عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا سيار بن حاتم قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعاً. وقال:

"تفرد به سيار العنزي"،

ومن طريق أحمد أيضاً رواه أبو بكر المروذي في "الورع" (3/ 2) ، والضياء

 

(7/143)

 

 

في "المختارة" (1/ 501) وقال:

"قال عبد الله: قال أبي: هذا حديث منكر، وما حدثني به إلا مرة".

وكذا ذكر ابن قدامة في "المنتخب" (10/ 200/ 1) وزاد:

"قال المروذي: قال أبو عبد الله: الخطأ من جعفر ليس هذا من قبل سيار".

قلت: جعفر خير من سيار، الأول صدوق، والآخر صدوق له أوهام، فهو علة هذا الحديث إلا أن يكون متابع، وهذا ما لم نجده، وفي ترجمته ذكره الحاكم، وقال:

"في حديثه بعض المناكير".

3155 - (إن الله يعذب الموحدين على نقص إيمانهم، ويردهم إلى الجنة خلوداً دائمين) .

موضوع

رواه أبو سعد المظفر بن الحسن في "فوائد منتقاة" (129/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 54) عن قطن بن صالح الدمشقي عن إبراهيم بن أدهم عن عبد الله بن شوذب عن ثابت عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفنه قطن هذا؛ قال الأزدي: كذاب.

 

(7/144)

 

 

3156 - (إن الله يعطي الدنيا على نية الآخرة، وأبي أن يعطي الآخرة على نية الدنيا) .

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (549) : أخبرنا عيسى بن سبرة المدني قال: حدثني من سمع أنس بن مالك يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

 

(7/144)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الراوي عن أنس.

وعيسى بن سبرة المدني لم أعرفه ويحتمل أنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 277/ 1) :

"عيسى بن سمرة بن حيان، مولى عمر بن عبد العزيز، يعد في أهل المدينة، روى عن هشام بن عروة، سمع منه خالد بن مخلد".

3157 - (إن الناس يكثرون، وأصحابي يقلون، فلا تسبوهم، فمن سبهم فعليه لعنة الله) .

ضعيف

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 133/ 2184) ، وأبو محمد ابن شيبان العدل في "الفوائد المنتخبة" (1/ 219/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 149و150) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله مرفوعاً به.

قلت: ومحمد بن الفضل هذا متهم بالكذب.

وتابعه أبو الربيع السمان عند الضياء المقدسي في "النهي عن سب الأصحاب" (23/ 1) ، واسمه أشعث، وهو متروك.

والحديث أخرجه الدارقطني أيضاً في "الأفراد" من حديث أبي هريرة مرفوعاً به، كما في "الجامع الكبير" (1/ 180/ 2) .

والشطر الثاني منه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 233) عن ابي بلال الأشعري: حدثنا سلام بن سليم الحنفي عن أبي يحيى القتات عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً به.

 

(7/145)

 

 

قلت: والقتات والأشعري ضعيفان.

ورواه عبد الله بن سيف عن مالك بن مغول عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر رفعه بلفظ:

"لعن الله من سب أصحابي".

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (208) ، وأبو القاسم الحرفي في "عشر مجالس من الأمالي" (2/ 2) ، وأبو القاسم الحنائي في "المنتقى من حديث الجصاص وأبي بكر الحنائي" (157/ 2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (210و212) ، والضياء أيضاً، وقال العقيلي:

"عبد الله بن سيف حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنقل، وفي النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث ثابتة الأسانيد من غير هذا الوجه، وأما اللعن فالراوية فيه لينة، وهذا يروى عن عطاء؛ مرسل".

وقال الذهبي عقبه:

"صوابه مرسل". وقال ابن عدي:

"عبد الله بن سيف الخوارزمي رأيت له غير حديث منكر".

وروى أبو الشيخ في "الطبقات" (ص194) عن أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو سفيان عن النعمان عن سفيان عن العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:

"كل الناس ترجو النجاة يوم القيامة إلا من سب أصحابي؛ فإن أهل الموقف يلعنهم".

ذكره في ترجمة أحمد بن إبراهيم هذا - وهو ابن يزيد - وقال:

 

(7/146)

 

 

"حدث بحديثين منكرين لم يتابع عليه".

ثم ذكرهما، هذا أحدهما، وأقره في "اللسان".

3158 - (الناس أبناء علات كأسنان المشط سواء، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه، ولا خير فيمن لا يرى لك عليه من الحق مثل الذي ترى له) .

ضعيف

رواه أبو بكر الشيروي في "العوالي الصحاح" (211/ 2) عن أبي صالح عبد الله كاتب الليث: حدثنا الحسن بن الخليل بن مرة: حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً. وقال:

"هذه نسخة للخليل بن مرة البصري كبيرة، وفيها غرائب، لم نكتبها إلا من هذا الوجه".

قلت: وهو ضعيف من أجل أبي صالح؛ فإنه ضعيف الحفظ.

والخليل بن مرة ضعيف أيضاً، وضعفه أيضاً، وضعفه البخاري جداً بقوله فيه:

"منكر الحديث".

وابنه الحسن بن الخليل لم أجد له ترجمة، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن ابيه، وإنما ذكر أخاه علياً. ولم أجده أيضاً.

 

(7/147)

 

 

3159 - (إن النبي لا يورث، وإنما ميراثه في فقراء المسلمين والمساكين) .

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 13) عن شيخ من قريش من بني تميم، قال:

 

(7/147)

 

 

حدثني فلان وفلان، فعد ستة أو سبعة كلهم من قريش فيهم عبد الله بن الزبير قال:

بينا نحن جلوس عند عمر، إذ دخل علي والعباس رضي الله عنهما قد ارتفعت أصواتهما، فقال عمر: مه يا عباس! قد علمت ما تقول، تقول: ابن أخي، ولى شطر المال، وقد علمت ما تقول يا علي! تقول: ابنته تحتي، ولها شطر المال، وهذا ما كان في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فوليه أبو بكر رضي الله عنه من بعده، فعمل فيه بعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وليته من بعد أبي بكر رضي الله عنه، فأحلف بالله لأجهدن أن أعمل فيه بعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمل أبي بكر. ثم قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه، وحلف بأنه لصادق أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فذكره) ، وحدثني أبو بكر رضي الله عنه - وحلف بالله: إنه صادق - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته"، وهذا ما كان في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما، قال: فخلوا. فجاءا، فقال العباس: ادفعه إلى علي، فإني قد طبت نفساً به له".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل الشيخ القرشي التميمي فإنه لم يسم. لكن الحديث والقصة قد أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث مالك بن أوس بن الحدثان مع اختلاف في بعض الأحرف، فمن شاء رجع إلى كتاب الجهاد منهما.

وقد تقدم الحديث هنا - برقم (2654) ، ولم أحذفه؛ لأن فيه - في كلا الموضعين - فوائد زوائد.

 

(7/148)

 

 

3160 - (إن النفس ملومة، وإن أحدكم لا يدري ما قدر المدة، فلينظر من العبادة ما يطيق، ثم ليداوم عليه، فإن أحب الأعمال إلى الله ما ديم عليه وإن قل) .

موضوع بهذا التمام

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 61/ 1) من طريق الجارود بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، وقال: "تفرد به ابن إسحاق، ولم يروه عنه إلا الجارود".

قلت: وهو كذاب؛ كما قال أبو حاتم، وقال العقيلي:

"متروك الحديث؛ لأنه يكذب ويضع الحديث ".

وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه.

والحديث أورده الهيثمي (2/ 259) وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك".

والشطر الثاني من الحديث صحيح، أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً نحوه. وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1238) .

 

(7/149)

 

 

3161 - (الود والبغض يتوارث) .

ضعيف

رواه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 121و4/ 1/ 81) ، والحاكم (4/ 176) ، والقضاعي (2/ 11/ 2) ، وابن منده (2/ 115/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (17/ 189/ 507) عن عبد الرحمن بن أبي بكر: حدثني

 

(7/149)

 

 

محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه: أن أبا بكر قال لرجل من العرب كان بصحبته يقال له: عفير بن أبي عفير: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الود؟ قال: سمعته يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل عبد الرحمن بن أبي بكر هذا، وهو المليكي، وهو ضعيف كما في "التقريب". ولذلك لما صححه الحاكم تعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: المليكي واه، وفي الخبر انقطاع"

يعني: بين طلحة بن عبيد الله وأبي بكر، وقد وصله يوسف بن عطية عن المليكي؛ فذكر بينهما عبد الرحمن بن أبي بكر.

أخرجه الطبراني (508) ، والحاكم. وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: يوسف هالك".

قلت: ومن طريق المليكي أخرجه ابن عاصم أيضاً والبغوي كما في "الإصابة" لابن حجر وقال:

"والمليكي ضعيف".

وعزاه السيوطي للطبراني في "الكبير"، لكن المناوي لم يتكلم على إسناده بشيء، وإنما عزاه للحاكم أيضاً وذهل عن تعقب الذهبي إياه بيوسف.

وأخرجه أبو الحسين بن سمعون الواعظ في "الثاني من الأمالي" (3/ 2) ، وأبو بكر الذكواني في "اثنا عشر مجلساً" (19/ 1) ، وابن بشران في "الأمالي"

 

(7/150)

 

 

(82/ 83) ، وعبد العزيز الكتاني في "حديثه" (237/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (ص14) كلهم عن عبد الرحمن بن أبي بكر بسنده المتقدم؛ إلا أنهم لم يذكروا فيه عفيراً، جعلوه من مسند أبي بكر نفسه، وإليه عزاه السيوطي من رواية أبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" ولفظهم:

"الود والعداوة يتوارثان".

ثم أخرجه البخاري في "التاريخ" وفي "الأدب المفرد" (43) عن محمد بن عبد الرحمن عن فلان بن طلحة عن أبي بكر بن حزم عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً به.

ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي بكر المليكي، وهو ضعيف جداً.

3162 - (إن الولاء ليس يحول ولا ينقل) .

ضعيف

رواه البزار (ص144-زوائده) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 93/ 1) ، والدولابي (2/ 25) عن المغيرة بن جميل الكندي: أخبرنا سليمان ابن علي بن عبد الله بن عباس قال: حدثني أبي عن جدي عبد الله بن عباس مرفوعاً.

وكذا رواه أبو القاسم بن الجراح الوزير في "المجلس السابع من الجزء الثاني" (11/ 2) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ المغيرة هذا مجهول؛ كما قال أبو حاتم وغيره. وقال العقيلي:

"منكر الحديث".

 

(7/151)

 

 

والحديث قال الهيثمي (4/ 231) :

"رواه البزار والطبراني، وفيه المغيرة بن جميل وهو ضعيف".

3163 - (إن الهوام من الجن؛ فمن رأى في بيته شيئاً فليحرج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله؛ فإنه شيطان) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (5256) عن محمد بن أبي يحيى قال: حدثني أبي: أنه انطلق هو وصاحب له إلى أبي سعيد يعودانه، فخرجنا من عنده، فلقينا صاحباً لنا وهو يريد أن يدخل عليه، فأقبلنا في المسجد، فجاء فأخبرنا: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: ورجاله ثقات غير صاحب أبي يحيى والد محمد فلم أعرفه.

والحديث في "صحيح مسلم" (7/ 41) ، و "المسند" (3/ 27) ، وأبي داود (5257-5259) ، والترمذي (1/ 280) وغيرهم من طريق صيفي عن أبي السائب عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ:

"إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه (وقال أحمد: فحرجوا عليه) ثلاثاً، فإن بدا له بعد فليقتله؛ فإنه شيطان".

 

(7/152)

 

 

3164 - (إن اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم تعقم الرحم) .

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 79) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/ 66) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 247/ 1) عن شيخ من تميم عن أبي سود: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

 

(7/152)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي.

وأبو سود - بضم المهملة وسكون الواو - صحابي مترجم في "الإصابة" وغيره، ووقع في "الفتح الكبير" (أبي الأسود) وهو خطأ. وقد سبق الحديث في المجلد الخامس بلفظ مختصر، وبمصادر زيادة على ما هنا شاهداً لذاك اللفظ. فليراجع من شاء زيادة الفائدة.

3165 - (إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وإن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس) .

ضعيف جداً

أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 91) عن محمد ابن يزيد بن سنان: حدثنا الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، الكوثر هذا متروك الحديث؛ كما قال الدارقطني وغيره.

ومحمد بن يزيد بن سنان - وهو الرهاوي - ليس بالقوي.

أما الشطر الأول فهو صحيح مخرج في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أنس.

 

(7/153)

 

 

3166 - (إن أنواع البر كلها نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء) .

ضعيف جداً

رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (8/ 90/ 2) ، وأبو بكر النهرواني في حديثه (198/ 1-2) عن هيثم بن جماز البكاء: حدثنا يزيد بن أبان عن أنس مرفوعاً.

 

(7/153)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته الهيثم هذا، وهو متروك الحديث؛ كما قال النسائي وغيره.

ويزيد بن أبان - وهو الرقاشي - ضعيف.

3167 - (إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع من يتبع جنازته) .

ضعيف

رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (70/ 2) ، وأبو الطاهر المخلص في "المجلس الأول من المجالس السبع" (26/ 2 مجموع 118) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 4) عن مروان بن سالم عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً.

ومن طريق المخلص رواه الحافظ القاسم بن الحافظ ابن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 214/ 1-2) ، وكذا والده في "التاريخ" (12/ 8/ 2) ، ورواه (1/ 16/ 183) من طريق أخرى عن مروان به.

وهذا إسناد ساقط؛ مروان ضعيف اتفاقاً، بل قال أبو عروبة:

"إنه يضع الحديث"، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال:

"لا يصح؛ مروان بن سالم متروك".

وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 430) بأن له طريقاً أخرى وشواهد، فلينظر فيها.

قلت: في الطريق الأخرى محمد بن فضيل بن كثير، ولم أجد له ترجمة.

والشواهد التي ذكرها ضعيفة كلها، وبعضها أشد ضعفاً من بعض، وليس

 

(7/154)

 

 

فيها ما يمكن الاعتماد عليه لتقوية الحديث به. من ذلك حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:

"أول تحفة المؤمن إذا مات أن يغفر الله لكل من شيع جنازته".

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 81و12/ 212) ، والديلمي (1/ 1/ 10) من طريق أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه.

وعبد الرحمن هذا؛ قال الحافظ:

"متروك، كذبه أبو زرعة وغيره".

وحديث أنس مثله إلا أنه قال:

".... لمن صلى عليه".

أخرجه الحكيم في "نوادر الأصول" من طريق الحكم بن سنان أبي عون المقرىء: حدثني النمير عن أنس بن مالك مرفوعاً به.

قلت: وهذا إسناد واه؛ الحكم هذا ضعيف، وشيخه النمير لم أعرفه، وغالب الظن أنه "النميري" سقطت ياء النسبة من طابع "اللآلي" فمنه نقلت، وهو زياد ابن عبد الله النميري، كثير الرواية عن أنس، وهو ضعيف أيضاً.

3168 - (إن أول هذه الأمة خيارهم، وآخرهم شرارهم مختلفين متفرقين، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) .

ضعيف

رواه الطبراني (3/ 81/ 1) عن المفضل بن معروف: أخبرنا عون بن

 

(7/155)

 

 

أبي شداد عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن ابن مسعود مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير المفضل بن معروف؛ فإنه غير معروف، بل هو مما لم يرد له ذكر في شيء من كتب الرواة.

3169 - (إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن) .

ضعيف جداً

رواه العقيلي في "الضعفاء" (271) ، وابن عدي (10/ 2و236/ 1) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (57/ 1) ، وأبو الحسن النعالي في "جزء من حديثه" (126/ 1) ، وأبو القاسم الحلبي السراج في "حديث ابن السقا" (7/ 83/ 2) ، وابن عساكر (2/ 369و15/ 322/ 2و16/ 49/ 2) ، والديلمي (1/ 2/ 277) ، عن عبيد الله بن الوليد عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً. وقال العقيلي:

"عبيد الله في حديثه مناكير، لا يتابع على كثير من حديثه"، وساق له هذا الحديث، وقال:

"لا يعرف إلا به".

وروى عن ابن معين أنه: ليس بشيء، وقال ابن عدي:

"ضعيف جداً، يتبين ضعفه على حديثه". وقال النسائي في "الضعفاء" (19) :

"متروك الحديث". وقال ابن حبان:

"يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتى يسبق إلى القلب أنه

 

(7/156)

 

 

المعتمد له؛ فاستحق الترك".

قلت: فهو علة الحديث؛ وليس من دونه كما ظن المناوي!

3170 - (ما قرن شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 184) من طريق إبراهيم بن حيان بن حكيم بن حنظلة: حدثني أبي عن أبيه عن جده؛ (فذكره مرفوعاً) .

وهذا إسناد موضوع؛ آفته إبراهيم بن حيان هذا، وفي ترجمته أورده أبو نعيم، ولم يعرفه، فساق له حديثين آخرين، وبيض له، وسيأتيان برقم (3265و5277) ، وقد عرفه ابن عدي فضعفه في "الكامل" (1/ 253) ، وساق له حديثين آخرين، وأشار إلى غيرهما وقال:

"عامتها موضوعة".

ومن فوقه لا يعرفون. انظر الحديث الآتي (3265) .

 

(7/157)

 

 

3171 - (إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء كما يحتاجون إليهم في الدنيا؛ وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقال لهم: تمنوا، فيقولون: وماذا نتمنى وقد أدخلنا الجنة وأعطينا ما أعطينا؟! فيقال لهم: تمنوا، فيأتون العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقول لهم: العلماء: تمنوا كذا وكذا، وتمنوا كذا وكذا. فهم محتاجون إليهم في الجنة كما هم محتاجون إليهم في الدنيا) .

موضوع

أخرجه الديلمي (1/ 2/ 269) ، وابن عساكر (14/ 345/ 1) ،

 

(7/157)

 

 

وابن الدواليبي في "فضل العلم وفضل حملته" (ق115/ 2) من طريق مجاشع ابن عمرو عن محمد بن الزبرقان عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته مجاشع هذا؛ قال ابن معين:

"قد رأيته أحد الكذابين".

قلت: وذكر له في "الميزان" و "اللسان" من موضوعاته هذا الحديث.

ومن العجائب أن السيوطي أورده هذا الحديث في "الجامع الصغير" من رواية ابن عساكر، مع أنه أورده أيضاً في "ذيل الأحاديث الموضوعة" من طريق الديلمي وقال عقبه:

"قال في "الميزان":

هذا موضوع، ومجاشع قال فيه ابن معين: أحد الكذابين".

3172 - (إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب، بيض كأنهن الياقوت، وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير) .

ضعيف

رواه الطبراني (1/ 204/ 1) : حدثنا محمد بن عبد وس بن كامل: أخبرنا الحسن بن حماد: أخبرنا جابر بن نوح عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء، جابر وواصل وأبي سورة؛ كل منهم ضعيف. وقصر الهيثمي فقال في "المجمع" (10/ 413) :

"رواه الطبراني، وفيه جابر بن نوح، وهو ضعيف"!

 

(7/158)

 

 

3173 - (إن أهل السماء لا يسمعون شيئاً من أهل الأرض إلا الأذان) .

ضعيف جداً

رواه أبو بكر المقرىء الأصبهاني في "الفوائد" (3/ 177/ 2) ، وأبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (201/ 1) ، وابن الزيات في "حديثه" (3/ 1) ، وابن عدي (236/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 275) ، عن عبيد الله الوصافي عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً. وقال ابن عدي:

"والوصافي ضعيف جداً، يتبين ضعفه على حديثه".

وقال النسائي والفلاس:

"متروك".

وساق له في "الميزان" مما أنكر عليه هذا الحديث.

 

(7/159)

 

 

3174 - (إن أهل النار يعظمون في النار، حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام، وغلظ جلد أحدهم أربعين (وفي رواية: سبعين) ذراعاً، وضرسه أعظم من جبل أحد) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 203/ 1) والسياق له، وأحمد (2/ 26) والرواية الأخرى له، وابن عدي (152/ 2) من طريق عمران ابن زيد عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات وعمران بن زيد - وهو أبو يحيى الطويل - كلاهما لين كما في "التقريب".

 

(7/159)

 

 

والحديث قال الهيثمي (10/ 391) :

"رواه أحمد، والطبرانب في "الكبير" و "الأوسط"، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات، وهو ضعيف، وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه".

وجملة العاتق منكرة جداً لمخالفتها حديث أبي هريرة: "ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع"، متفق عليه، ونحوها رواية السبعين؛ انظر: "صحيح الترغيب" (27/ 9) .

3175 - (يا زبير! إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش، إلى قرار بطن الأرض، يرزق الله كل عبد على قدر همته ونهمته) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 73) من طريق عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال لي الزبير:

مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجبذ عمامتي فالتقت إليه فقال لي: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته عبد الله هذا - وهو ابن محمد بن يحيى بن عروة ابن الزبير المدني - وهو متهم، قال ابن حبان:

"يروي الموضوعات عن الثقات". وقال أبو حاتم:

"متروك الحديث". وقال أيضاً: "ضعيف الحديث جداً".

قلت: وهو من رواة الحديث الباطل المتقدم (104) بلفظ:

"من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود"!

وقد ذكره الذهبي في جملة من بلاياه!

 

(7/160)

 

 

3176 - (إن بين أيديكم عقبة كؤودا، لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 299-300) من طريق بقية ابن الوليد عن رجل عن أبي حازم الخناصري الأسدي.

ثم رواه (5/ 301-302) من طريق السري بن عاصم: أخبرنا إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم - قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا ضعيف من الطريق الأولى؛ بقية مدلس وقد عنعنه. والرجل لم يسم.

ومن الطريق الأخرى موضوع؛ لأن السري وإبراهيم بن هراسة متهمان بالكذب.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 194/ 2) لابن عساكر من حديث أبي هريرة به؛ إلا أنه قال: "كؤودا مضرسة".

نعم قد صح الحديث من رواية أبي الدرداء بلفظ: "إلا كل مخف"، وقد خرجته في "الصحيحة" برقم (2480) .

 

(7/161)

 

 

3177 - (إن الزناة يأتون تشتعل وجوههم ناراً) .

منكر

رواه الطبراني بإسناد فيه نظر عن عبد الله بن بسر مرفوعاً كما في "الترغيب" (3/ 190) ، وبين علته الهيثمي فقال (6/ 255) :

 

(7/161)

 

 

"رواه الطبراني من طريق محمد بن عبد الله بن بسر عن أبيه ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

قلت: وساق إسناده ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 415) ولكن وقع فيه سقط في مكان أو أكثر من ذلك، فإنه لم يقع فيه ذكر محمد هذا، فلم أتمكن من أجله أن أعتمد على إسناده وأحكم عليه، وقد قال عقبه:

"قال أبي: هذا حديث منكر".

3178 - (إن (العشر) عشر الأضحى، و (الوتر) يوم عرفة، و (الشفع) يوم النحر) .

منكر

أخرجه أحمد (3/ 327) ، وابن جرير في "التفسير" (30/ 108) ، والبزار (ص224-زوائده) من طريق زيد بن الحباب: حدثنا عياش بن عقبة: حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً. وقال البزار:

"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد".

قلت: ورجاله ثقات غير أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه، فهي علة الإسناد، فلا يلتبس عليك الأمر بقول الهيثمي فيه (7/ 137) :

"رواه البزار وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة"؛ فإنه لم يصححه بهذا الكلام، ونحوه قول الحافظ ابن كثير في "تفسيره":

"وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة".

قلت: وقد كشفنا لك عن العلة، والحمد لله على توفيقه.

 

(7/162)

 

 

3179 - (إن سالماً شديد الحب لله عز وجل، لو كان لا يخاف الله ما عصاه) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 177) عن محمد بن إسحاق عن الجراح بن المنهال عن حبيب بن نجيح عن عبد الرحمن بن غنم قال:

قدمت المدينة في زمان عثمان فأتيت عبد الله بن الأرقم، فقال: حضرت عمر رضي الله عنه عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة، فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فذكره) ، فلقيت ابن عباس، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، انطلق بنا إلى المسور بن مخرمة حتى يحدثك به، فجئنا المسور، فقلت: إن عبد الله بن الأرقم حدثني بهذا الحديث، قال: حسبك، لا تسل عنه بعد عبد الله بن الأرقم".

قلت: وهذا موضوع بهذا التمام؛ آفته الجراح هذا؛ قال البخاري ومسلم: "منكر الحديث"، وقال النسائي والدارقطني:

"متروك"، وقال ابن حبان:

"كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر".

وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي صالح كاتب الليث: حدثني ابن لهيعة عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم به مرفوعاً دون قوله: "لو كان...."، ودون القصة.

وابن لهيعة ضعيف، ونحوه أبو صالح، واسمه عبد الله بن صالح.

 

(7/163)

 

 

3180 - (مه! إن صاحب الدين له سلطان على صاحبه، حتى يقضيه) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن ماجه (2425) عن حنش عن عكرمة عن ابن

 

(7/163)

 

 

عباس قال:

جاء رجل يطلب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بدين أو بحق، فتكلم ببعض الكلام، فهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ حنش هذا لقبه، واسمه الحسين بن قيس أبو علي الرحبي؛ قال الحافظ في "التقريب":

"متروك".

وقال البوصيري في "الزوائد" (169/ 1- نسخة المكتب) :

"وهذا إسناد ضعيف؛ حنش ... ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي والعقيلي وابن عدي والجوزجاني والبزار والدارقطني وغيرهم".

3181 - (إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط) .

ضعيف

رواه الطبراني (1/ 8/ 2) : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: أخبرنا بشار بن موسى الخفاف: أخبرنا الحسن بن زياد البرجمي - إمام مسجد محمد بن واسع - عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس بن مالك قال:

خرج عثمان رضي الله عنه مهاجراً إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاحتبس على النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرهم، فكان يخرج يتوكف عنهم الخبر، فجاءته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 596/ 1311) ، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" (3/ 255) ، وابن عدي (35/ 1-2) من طريق أخرى عن بشار به، وقال ابن عدي:

"وبشار رجل مشهور بالحديث، ويروي عن قوم ثقات، وأرجو أن لا بأس به،

 

(7/164)

 

 

وأنه قد كتب الحديث الكثير، وقد حدث عنه الناس، ولم أر في حديثه شيئاً منكراً، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه".

كذا قال. وفيه نظر؛ فإن البخاري ممن ضعفه جداً بعد أن عرفه، فقال:

"منكر الحديث، قد رأيته، وكتبت عنه، وتركت حديثه".

ولذلك قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف، كثير الغلط، كثير الحديث".

وأورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" وقال:

"ضعفه أبو زرعة، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به".

وأعله الهيثمي بشيخه الحسن بن زياد فقال (9/ 81) :

"رواه الطبراني، وفيه الحسن بن زياد البرجمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"!

والحديث عزاه الحافظ في "المطالب العالية" (4/ 54-55) لأبي يعلى، وسكت عليه، وكذلك فعل في "الفتح" (7/ 188) بعد أن عزاه ليعقوب بن سفيان! وهذا يعني أنه ليس كل ما سكت عنه حسن من حيث الواقع.

(تنبيه) : عند جميع مخرجي الحديث غير الطبراني زيادة في أوله:

"صحبهما الله، إن عثمان.... ".

3182 - (إن عدة الخلفاء بعدي عدد نقباء موسى) .

ضعيف

أخرجه ابن عدي (115/ 1-2) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"

 

(7/165)

 

 

(16/ 286) عن خالد: حدثنا مجالد، عن الشعبي عن مسروق قال: قال رجل لعبد الله بن مسعود: هل حدثكم نبيكم بعدد الخلفاء من بعده، فما سألني أحد عنها قبله (!) ، قال: ... فذكره.

قلت: خالد هذا - وهو ابن يزيد ابن أسد البجلي القسري - قال ابن عدي في آخر ترجمته:

"له أحاديث غير ما ذكرت، وأحاديثه كلها لا يتابع عليها، لا إسناد ولا متناً، ولم أر للمتقدمين فيه قولاً، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا فيمن هو خير من خالد، فلم أجد بداً من أن أذكره، وأن أبين صورته، وهو عندي ضعيف، إلا أن أحاديثه إفرادات، ومع ضعفه يكتب حديثه".

قلت: ومجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي أيضاً.

3183 - (يا غلام! قل: (لا إله إلا الله) ، قال: لا أستطيع أن أقولها، قال: ولم؟ قال: لعقوق والدتي، قال: أحية هي؟ قال: نعم، قال: أرسلوا إليها، فارسلوا إليها؛ فجاءت، فقال لها - صلى الله عليه وسلم -:

"ابنك هو"؟

قالت: نعم. قال:

"أرأيت لو أن ناراً أججت؛ فقيل لك: إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار"!؟

قالت: إذن كنت أشفع له، قال:

"فأشهدي الله، وأشهدينا معك بأنك قد رضيت". قالت: قد رضيت عن ابني، قال:

 

(7/166)

 

 

"يا غلام! قل: (لا إله إلا الله) ".

فقال: (لا إله إلا الله) ، فقال - صلى الله عليه وسلم -:

"الحمد لله الذي أنقذه من النار".

موضوع.

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 461) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 37) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (120/ 251) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 197-198) والسياق له، و"الدلائل" أيضاً (6/ 205-206) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 369-370) من طرق عن فائد بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن هاهنا غلاماً قد احتضر؛ يقال له: قل: (لا إله إلا الله) ، فلا يستطيع أن يقولها. قال:

"أليس قد كان يقولها في حياته؟ " قالوا: بلى، قال: "فما منعه منها عند موته؟ ".

قال: فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونهضنا معه حتى أتى الغلام فقال: (فذكره) .

قال البيهقي:

"تفرد به أبو الورقاء - فائد -، وليس بالقوي"!

كذا قال، وتساهل، فإن فائداً هذا أسوأ مما قال، ينبئك عن ذلك ما يأتي من أقوال الحفاظ المتقدمين منهم وغيرهم، فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 148) .

 

(7/167)

 

 

"رواه الطبراني، وأحمد باختصار كثير، وفيه فائد أبو الورقاء، وهو متروك".

ونحوه في "الترغيب" (3/ 222) .

وفي عزوهما لأحمد نظر؛ لأن ابنه عبد الله لما ساق الطرف الأول من الحديث أتبعه بقوله (4/ 382) :

"فذكر الحديث بطوله، وكان في كتاب أبي فلم يحدثنا به، وضرب عليه من كتابه؛ لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، وكان عنده متروك الحديث".

وقال ابن الجوزي:

"هذا حديث لا يصح، وفي طريقه فائد، قال أحمد: متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال العقيلي: لا يتابعه على هذا غلا من هو مثله".

قلت: تمام كلام ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 403) :

"كان يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات، لا يجوز..".

3184 - (إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم. قال أبو سلمة: فقلت لأبي هريرة: الهموم في المعيشة؟ قال: نعم) .

ضعيف

رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 291-292) ، ومن طريقه الديلمي (1/ 2/ 287) قال: حدثنا محمد بن عبد الله أبو بكر: حدثنا حاجب بن أركين: حدثنا سيار بن نصر: حدثنا محمد بن عبد الله المروزي: حدثنا الفضل ابن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.

 

(7/168)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ سيار بن نصر وشيخه المروزي لم أجد من ترجمهما.

وحاجب بن أركين هو الفرغاني الضرير المحدث؛ ثقة حافظ توفي سنة ست وثلاث مئة، له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (4/ 39/ 1-2) وغيره.

ثم رواه أبو نعيم (2/ 319) بإسناد آخر مظلم عن صالح بن عبد الله المروزي: حدثنا الفضل بن موسى به.

وصالح هذا لعله محرف من (محمد) ولم أعرفه أيضاً، أو العكس.

3185 - (إن قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة) .

ضعيف

أخرجه البزار (1/ 71/ 105- كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 147/ 1) عن ليث عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو إسحاق هو السبيعي، وكان مدلساً مختلطاً.

وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف لاختلاطه، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (6/ 279) :

"رواه الطبراني، والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وعزاه السيوطي للحاكم أيضاً، ولم أره في "مستدركه" حتى الآن.

ثم رأيته أخرجه في آخر حديث في "كتاب الأهوال" (4/ 573) من الوجه المذكور.

 

(7/169)

 

 

3186 - (إن قلب ابن آدم مثل العصفور، يتقلب في اليوم سبع مرات) .

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخلاص"، ومن طريقه الحاكم (4/ 307و329) : حدثني سويد بن سعيد: حدثني بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعاً، وقال:

"صحيح على شرط مسلم"! ورده الذهبي بقوله:

"قلت: فيه انقطاع".

قلت: يعني بين خالد بن معدان وأبي عبيدة؛ فإنه لم يلقه؛ كما قال يعقوب ابن شيبة وأبو نعيم.

وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه.

وسويد بن سعيد فيه ضعف.

 

(7/170)

 

 

3187 - (إن لجهنم باباً لا يدخله إلا من شفى غيظه في معصية الله عز وجل) .

ضعيف

رواه البزار (4/ 187/ 3505) ، والديلمي (1/ 2/ 293) عن قدامة بن محمد بن قدامة: حدثنا إسماعيل بن شيبة الطائفي عن عطاء ابن عباس مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسماعيل بن شيبة الطائفي قال فيه الذهبي في "الميزان":

"واه".

 

(7/171)

 

 

وضعفه ابن عدي. وساق له بهذا الإسناد أحاديث أخرى وقال:

"وكل هذه الأحاديث بهذا الإسناد غير محفوظة".

وقال البزار: "لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وقدامة ليس به بأس، وإسماعيل حدث بأحاديث لم يتابع عليها".

والحديث عزاه السيوطي لابن أبي الدنيا في "ذم الغضب" عن ابن عباس فقال المناوي:

"قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. ورواه عنه أيضاً البزار من حديث قدامة بن محمد عن إسماعيل بن شيبة. قال الهيثمي: وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح".

3188 - (إن لجواب الكتاب حقاً كرد السلام) .

ضعيف جداً

رواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن ابن عباس مرفوعاً كما في "الجامع" وتعقبه المناوي بقوله:

"رواه أيضاً ابن لال، ومن طريقه وعنه أورده الديلمي، فلو عزاه له لكان أولى، ثم إن فيه جويبر بن سعيد - قال في "الكاشف": تركوه - عن الضحاك، وقد سبق، قال ابن تيمية: والمحفوظ وقفه".

قلت: الموقوف رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب الأدب" (1/ 152/ 1) وإسناده هكذا: حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي قال: قال ابن عباس: إني لأرى لجواب الكتاب علي حقاً كرد السلام.

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم1117) و"التاريخ" (4/ 1/ 7) ، وشريك - وهو ابن عبد الله - سيىء الحفظ.

 

(7/171)

 

 

وقد رواه القضاعي (85/ 1) من طريق آخر عن محمد بن مقاتل عن شريك ابن عبد الله عن العباس بن ذريح عن الشعبي عنه وقال:

"وليس بالقوي، يعني إسناده".

وله طريق أخرى عنه موقوفاً!

أخرجه المحاملي في "الأمالي" (ج5 رقم48) من طريق عمر بن أبي زائدة عن عبد الله بن أبي السفر عن ابن عباس.

قلت: رجاله ثقات، ولولا أن هشيماً عنعنه عن ابن أبي زائدة هذا لحكمت له بالصحة. وعلى كل حال فهو حسن بمجموع الطريقين عنه موقوفاً.

3189 - (اتق الله في عسرك ويسرك) .

ضعيف

"ذكره أبو قرة الزبيدي في "السنن" عن المثنى بن الصباح عن كليب بن طليب عن أبيه:

أنه قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعه يقول: ... فذكره".

كذا في ترجمة (طليب) من "الإصابة".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ كليب بن طليب وأبوه لا يعرفان إلا بهذا الإسناد، ولذلك قال الذهبي في "التجريد" (1/ 278/ 2939) :

"وهما مجهولان".

وكذا قال ابن الأثير فيما نقله المناوي، وقال:

"وبه يعرف ما في رمز المؤلف لحسنه".

وأقول: قد ذكرت أكثر من مرة أن رموز "الجامع" لا يوثق بها؛ لأسباب شرحتها في مقدمة "صحيح الجامع" و "ضعيف الجامع"، ومن ذلك اختلاف

 

(7/172)

 

 

النسخ، ففي بعضها ما ليس في البعض الآخر، والمثال بين أيدينا، فهذا الحديث ليس فيه الرمز المذكور في نسخة "الجامع" التي عليها "فيض القدير"!!

3190 - (إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة، وشجرة في الجنة، لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 390) عن رقاد بن إبراهيم: حدثنا أبو عصمة: حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو عصمة هذا - وهو نوح بن أبي مريم، الملقب بـ (الجامع) - جمع كل شيء من العلوم إلا الصدق! قال الحافظ:

"كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع".

ويزيد الرقاشي ضعيف.

ورقاد بن إبراهيم لم أعرفه.

 

(7/173)

 

 

3191 - (إن لقمان الحكيم كان يقول: إن الله إذا استودع شيئاً حفظه) .

ضعيف

رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (93/ 2) عن نهشل الضبي عن أبي غالب عن ابن عمر مرفوعاً.

ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (2/ 87) إلا أنه قال: عن قزعة عن ابن عمر ... وقال مرة نهشل: عن قزعة أو عن أبي غالب.

قلت: نهشل ثقة؛ كما قال ابن معين، وسائر الرواة ثقات رجال الشيخين غير أبي غالب هذا؛ فقال ابن معين: "لا أعرفه". وقال الحافظ: "مستور".

 

(7/173)

 

 

قلت: ولما كان الراوي قد تردد في كون الحديث عنه أو عن قزعة، لم يجز الحكم على الحديث بصحة لثقة قزعة، ولا بالضعف لجهالة أبي غالب، وإنما التوقف حتى يترجح لدينا أحد الوجهين. وهذا من الوجهة العملية معناه أن يعامل الحديث معاملة الضعيف ما دام أننا لم نصححه. فتأمل.

وقد صح الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم - لا من قول لقمان، وقد خرجته في "الصحيحة" (2547) .

3192 - (إن لكل شيء نسبة، وإن نسبة الله عز وجل (قل هو الله أحد الله الصمد) ، وإن (الصمد) ليس بأجوف) .

ضعيف جداً

رواه السلفي في الثاني عشر من "المشيخة البغدادية" (49/ 1) عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوازع - يعني: ابن نافع - عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ الوازع بن نافع متروك؛ كما قال النسائي وغيره.

وعثمان بن عبد الرحمن الظاهر انه الحراني المعروف بـ (الطرائفي) ، قال الحافظ:

"صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعفوه بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين".

قلت: وقد تابعه علي بن ثابت عن الوازع به، دون قوله: "وإن الصمد ... ".

أخرجه أبو بكر القطيعي في "قطعة من حديثه" (71/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 222/ 732) .

 

(7/174)

 

 

وعلي بن ثابت - وهو أبو أحمد الجزري - قال الحافظ:

"صدوق ربما أخطأ، وقد ضعفه الأزدي بلا حجة".

قلت: فالآفة من الوازع بن نافع؛ فالحديث ضعيف جداً. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 146) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الوازع وهو متروك".

وقد روي الشطر الأخير منه بسند آخر أحسن حالاً من هذا، أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 58/ 1) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رفعه قال:

"الصمد الذي لا جوف له".

ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في "أحاديثه" (14/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (10/ 14/ 1) ، والروياني في "مسنده" (6/ 8/ 2) ، وابن عدي (198/ 2) ، والسلفي في "الثاني عشر من المشيخة البغدادية" (50/ 1) كلهم من طريق محمد بن عمر الرومي عن أبي مسلم به. وقال ابن عدي:

"لا أعرفه عن صالح إلا من رواية قائد الأعمش عنه، وعنه محمد بن عمر الرومي، وصالح بن حيان، عامة ما يرويه غير محفوظ".

قلت: هو ضعيف كما جزم به الحافظ في "التقريب". ومثله قائد الأعمش، والرومي لين الحديث.

ومن هذا نعلم أن اقتصار الهيثمي (7/ 144) في إعلاله إياه بصالح بن حيان فقط فيه تقتصر واضح. وأقبح منه تصحيح الأخ الشيخ نسيب الرفاعي إياه في

 

(7/175)

 

 

"مختصر تفسير ابن كثير" (4/ 441) غفر الله له.

3193 - (إن لكل أمة حكيماً، وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء) .

ضعيف جداً

رواه الدينوري في "المجالسة" (ق30/ ب) - ومن طريقه: ابن عساكر (13/ 371/ 1) -: حدثنا محمد بن يحيى السعدي: أخبرنا أبو أسامة: أخبرنا الأحوص بن حكيم عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فإنه مع إرساله؛ فيه الأحوص بن حكيم، وهو ضعيف الحفظ.

ومحمد بن يحيى السعدي لم أعرفه.

والدينوري - وهو أحمد بن مروان - قال الذهبي:

"اتهمه الدارقطني، ومشاه غيره".

 

(7/176)

 

 

3194 - (إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده. والذي نفسي بيده! لا يدخل الجنة إلا رحيم. قلنا: يا رسول الله! كلنا يرحم، قال: ليست الرحمة أن يرحم أحدكم صاحبه؛ إنما الرحمة أن يرحم الناس) .

ضعيف جداً

رواه البزار (2/ 377/ 1889) من طريق أبي المهدي سعيد ابن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر مرفوعاً.

قال الهيثمي: (8/ 155) : "وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان؛ وهو ضعيف متروك". وقال المناوي:

 

(7/176)

 

 

"قال العلائي: فيه سعيد بن سنان ضعيف جداً، بل متروك".

ومن طريقه أخرجه ابن عدي (ق175/ 1) ، وعنه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (226/ 2) . وقال ابن عدي:

"عامة ما يرويه غير محفوظ".

3195 - (هل بقي من والديك أحد؟ قال: أمي، قال: فأبل الله في برها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج، ومعتمر، ومجاهد، فإذا رضيت عنك أمك فاتق الله وبرها) .

منكر بهذا السياق والتمام

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 149-150) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج: حدثنا ميمون بن نجيح أبو الحسن الناجي: حدثنا الحسن عن أنس قال:

أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه. قال: ... فذكره.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 234/ 4463) ، و "المعجم الصغير" (ص43- هندية) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 179/ 7835) من طرق عن إبراهيم بن الحجاج السامي به. وقال الطبراني:

"لم يروه عن الحسن إلا ميمون بن نجيح".

قلت: روى عنه ثقات آخرون، ولم يوثقه غير ابن حبان (7/ 472) وقال: "يخطىء".

 

(7/177)

 

 

وبقية رجاله ثقات، لكن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه، ولم يتنبه لهذا المنذري فقال في "الترغيب" (3/ 214) :

"رواه أبو يعلى، والطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وإسنادهما جيد، ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان، وبقية رواته ثقات مشهورون".

ونحوه في "مجمع الزوائد" (8/ 138) .

والأحاديث بمعناه كثيرة في الكتابين المذكورين وغيرهما، وليس فيها قوله: "فإذا فعلت.." إلخ، فهو منكر.

3196 - (إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة خلوا مع الله عز وجل يحدثهم ويحدثونه، والناس في الحساب) .

ضعيف جداً

رواه تمام في "الفوائد" (240/ 2) : أخبرنا أبو علي محمد ابن هارون بن شعيب الثمامي: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب: حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ محمد بن هارون هذا؛ قال عبد العزيز الكناني:

"كان يتهم". قال الحافظ في "اللسان":

"وقد وجدت له حديثاً منكراً"، ثم ساق له هذا، ثم قال:

"وسلمة وإن كان ضعيفاً، لا يحتمل مثل هذا".

وله شاهد من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: حدثنا كثير بن عبد الله

 

(7/178)

 

 

ابن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً.

رواه أبو محمد الجوهري في "أربعة مجالس" (113/ 1) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 473/ 1129) .

قلت: وكثير هذا متهم بالكذب.

3197 - (إن لله عباداً يضن بهم عن القتل، ويطيل أعمارهم في حسن العمل، ويحسن أرزاقهم، ويحييهم في عافية، ويقبض أرواحهم في عافية [على الفرش] ، ويبعثهم في عافية، ويعطيهم منازل الشهداء) .

ضعيف جداً

كذا أورده الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون" (46) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعاً، وقال:

"أخرجه الطبراني، وأبو نعيم في "الطب"، وفي سنده حفص بن سليمان، وهو ضعيف".

قلت: بل هو متروك الحديث مع إمامته في القراءة؛ كما قال الحافظ نفسه في "التقريب".

وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 75/ 1) عن عمرو بن طلحة القناد: أخبرنا حفص بن سليمان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه مرفوعاً.

ورواه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة" (1/ 141/ 1) عن نصر أبي جزي عن علي بن الحكم عن أبي الحسن عن سعيد بن عامر مرفوعاً به مختصراً بلفظ:

 

(7/179)

 

 

"إن لله ضنائن من عباده، يضن بهم من القتل والأمراض، يعيشهم في عافية، ويميتهم في عافية".

ونصر هذا - وهو ابن طريف - من المعروفين بوضع الحديث؛ كما قال ابن معين.

وخالفه سلام بن سعيد المصري فقال: حدثنا أبو الحكم البناني عن أبي الحسن الشامي عن أبي أسماء الرحبي عن أبي هريرة مرفوعاً به، وزاد:

"ويدخلهم الجنة في عافية".

أخرجه أبو القاسم الحسيني في "الأمالي" (12/ 1) .

قلت: وسلام بن سعيد المصري لم أعرفه.

وأبو الحكم البناني هو علي بن الحكم الذي في الطريق الأولى وهو ثقة.

وأبو الحسن الشامي لم أعرفه أيضاً.

3198 - (إن لله مئة وسبع عشرة شريعة، من وافاه بخلق منها دخل الجنة) .

ضعيف جداً

أخرجه البزار (ص5- زوائده) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 336/ 8550) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 256) عن عبد الواحد ابن زيد عن عبد الله بن راشد مولى عثمان مرفوعاً. وقال البزار والبيهقي - واللفظ للأول -:

"لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، وعبد الواحد ليس بالقوي، وعبد الله بن راشد مجهول".

 

(7/180)

 

 

قلت: عبد الواحد شر من ذلك؛ فقد قال البخاري:

"تركوه" كما في "الميزان" للذهبي، وساق له من مناكير هذا الحديث بلفظ:

"خلق" بدل: "شريعة".

وبهذا اللفظ أورده في "الجامع" برواية الحكيم، وأبي يعلى، والبيهقي في "الشعب".

وبه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (252) في ترجمة عبد الواحد هذا، وقال:

"لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا من وجه لا يثبت".

وروى عن البخاري ما تقدم عنه. وعن ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي في "الضعفاء" (ص20) :

"متروك الحديث".

ثم قال البيهقي: "وقد خولف في إسناده ومتنه، وهو أيضاً ليس بالقوي".

ثم ساقه من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن راشد - مولى عثمان بن عفان - قال:سمعت أبا سعيد الخدري.. فذكره مرفوعاً بلفظ:

"إن بين يدي الله عز وجل لوحاً فيه ثلاث مئة وخمس عشرة شريعة، يقول الرحمن: وعزتي وجلالي! لا يأتيني عبد من عبادي ما لم يشرك فيه بواحدة منهن إلا أدخلته الجنة".

و (عبد الرحمن بن زياد) هو الإفريقي، ضعيف.

وعبد الله بن راشد ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"!

 

(7/181)

 

 

3199 - (إن لله ملكاً لو قيل له: التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة لفعل، تسبيحه: سبحانك حيث كنت) .

منكر

رواه الطبراني (3/ 123/ 1) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 318) : حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري: أخبرنا وهب الله بن رزق أبو هريرة: أخبرنا بشر بن بكر: أخبرنا الأوزاعي: حدثني عطاء عن عبد الله بن عباس مرفوعاً.

وقال الذهبي في "العلو" (ص66 طبع الأنصار) :

"حديث منكر". ولم يبين علته. وإنما هي في نقدي وهب الله هذا؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه، وما ذلك إلا لجهالته وقلة روايته.

 

(7/182)

 

 

3200 - (إن لله ملكاً موكلاً بمن يقول: يا أرحم الراحمين! فمن قالها ثلاثاً قال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فاسأل) .

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 544) عن فضال بن جبير عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً. ذكره شاهداً، وقال الذهبي:

"فضال؛ ليس بشيء".

قلت: قال ابن عدي في "الكامل" (325/ 1) :

"ولفضال بن جبير عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة".

قلت: وكأن هذا الحديث الضعيف هو أصل ما اعتاده كثير من المصلين في عمان وغيرها من مدن الأردن؛ من قولهم دبر كل صلاة: "يا أرحم الراحمين.."، ثلاثاً، ولا أصل له في السنة الصحيحة، بل هو مفوت سنن كثيرة كما هو مشاهد منهم. وصدق من قال من السلف: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.

 

(7/182)

 

 

ثم روى الحاكم من طريق الفضل بن عيسى عن عمه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يقول: يا أرحم الراحمين! فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"سل؛ فقد نظر الله إليك".

وقال الحاكم:

"الفضل بن عيسى هو الرقاشي، وأخشى أن يكون عم يزيد بن أبان، إلا أني قد وجدت له شاهداً من حديث أبي أمامة".

ثم ساق حديث الترجمة.

قلت: ويزيد بن أبان - وهو الرقاشي - متروك.

والفضل بن عيسى ضعفوه كما في "المغني"،. وقال فيه الحافظ:

"منكر الحديث".

3201 - (اتق الله، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وحج البيت، واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيثما زال) .

ضعيف

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 30) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 137/ 1568) ، وعنه ابن حبان (5852/الإحسان) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 322/ 763) من طريق محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي: حدثنا القاسم بن المخول البهزي ثم السلمي، قال سمعت أبي يحدث -

 

(7/183)

 

 

وكان أدرك الجاهلية والإسلام - قال: نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع في حبل منها ظبي، فانقلب الحبل، فخرجنا في أثره أقفوه، فوجدت رجلاً قد أخذه، فتناوعنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدناه نازلاً بأبواء تحت شجرة قد استظل بنطع، فقضى به بيننا شطرين، فقلت: يا رسول الله! هذه حبائلي في رجله، قال: "هو ذاك". قلت: يا رسول الله! إنا نكون على الماء فترد علينا الإبل وهي عطاش فنسقيها من الماء، هل لنا في ذلك من أجر؟ قال:

"نعم، في كل ذات كبد حرى أجر".

قلت: يا رسول الله! الإبل الطوال تلقانا وهي مصراة ونحن جياع؟ قال:

"قل: يا صاحب الإبل! يا صاحب الإبل! ثلاثاً "فإن جاء وإلا فحل حرارها فاحلب واشرب وأعد صرارها وبق للبن دواعيه"، ثم أنشا يحدثنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"يأتي على الناس زمان يكون خير المال فيه غنم بين المسجدين - يعني مسجد المدينة ومسجد مكة - تأكل الشجر وترد المياه، يأكل صاحبها من رسلها، ويلبس من أصوافها - أو قال من أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب، والدماء تسفك"، يقولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً.

قلت: يا رسول الله أوصني! قال: ... فذكر الحديث.

والسياق للطبراني، وليس البخاري منه إلا حديث الترجمة، وروى منه في "المعجم الأوسط" (7/ 296/ 7542) المقطع الأخير: (يأتي على الناس زمان..) إلخ من طريق الشاذكوني: حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي به. وقال:

طلا يروى عن (مخول النهزي) إلا بهذا الإسناد، تفرد به الشاذكوني"!

 

(7/184)

 

 

وهذا من أوهامه أو نسيانه، فقد قرنه في "الكبير" بغيره! وعنه أبو يعلى، وعن ثالث البخاري.

وعلة الحديث (ابن مسمول) هذا - بالمهملة - قال الحافظ في "الإصابة" (3/ 393) :

"ضعيف، وأخرجه ابن السكن من طريقه، وقال: ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد".

قلت: وقال الذهبي في ترجمة (ابن مسمول) من "المغني":

"ضعفوه".

وشذ ابن حبان فوثقه! ووافقه العجلي، وساق له ابن عدي في "الكامل" بعض المناكير، تقدم بعضها برقم (2357) . ثم قال (6/ 208) :

"وله غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ومتنه".

وإن من تمام شذوذ ابن حبان أنه أورد شيخ هذا الضعيف (القاسم بن مخول) في "ثقاته" (5/ 306) أيضاً، ولم يرو عنه كما في "التاريخ" و "الجرح"!

3202 - (إن له مرضعاً في الجنة - يعني: إبراهيم بن محمد - صلى الله عليه وسلم - -، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1511) ، وابن منده في "معرفة الصحابة" (42/ 231/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 213/ 1) عن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المخارق أبي شيبة - وهو جد ابني أبي شيبة - عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال:

 

(7/185)

 

 

لما مات بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ إبراهيم هذا متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

وتابعه بقية عن الحكم به.

أخرجه ابن عساكر (1/ 215/ 1) من طريق محمد بن يونس: أنبأنا سعد ابن أوس أبو زيد الأنصاري: أنبأنا بقية عنه.

و (بقية) مدلس وقد عنعنه، فمن المحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم هذا أو غيره من المتهمين ثم دلسه!

ثم إن في الطريق إليه محمد بن يونس وهو الكديمي؛ وضاع!

والجملة الأولى منه، أخرجها ابن عساكر من حديث أنس والبراء وعبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً.

وحديث البراء في "صحيح البخاري" (1382) ، وابن حبان (6910-الإحسان) ، واستدركه الحاكم (4/ 38) فوهم، وأخرجه الطيالسي أيضاً (729و742) ، وأحمد (4/ 283و284و289و297و300و302و304) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 139و140) .

والجملة الثانية يشهد لها ما روى أبو عوانة عن إسماعيل السدي قال:

"سالت أنس بن مالك قال: قلت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، رحمة الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقاً نبياً".

أخرجه أحمد (3/ 133و280-281) ، وابن سعد (1/ 140) .

قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وله شاهد من حديث جابر مرفوعاً: "لو عاش إبراهيم لكان نبياً".

 

(7/186)

 

 

أخرجه ابن عساكر (1/ 213/ 2) بسند ضعيف عنه.

وروى البخاري (10/ 476-فتح) ، وابن ماجه (1510) ، وأحمد (4/ 353) ، وابن عساكر (15/ 279/ 2) عن إسماعيل بن أبي خالد قال:

"قلت لعبد الله بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: مات وهو صغير، ولو قضي أن يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي لعاش ابنه، ولكن لا نبي بعده".

وأما الجملة الأخيرة فلم أجد لها شاهداً قوياً موصولاً. وإنما أخرج ابن سعد (1/ 144) بسند صحيح عن مكحول أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في ابنه إبراهيم لما مات:

"لو عاش ما رق له خال".

ومكحول تابعي، فالحديث مرسل، فتبقى هذه الجملة على الضعف لتعريها عن الشاهد القوي. والله أعلم.

وقد مضى الحديث بأقل تخريجاً مما هنا (220) .

3203 - (إن من أسرق السراق من سرق منار الأرضين، وإن من أعظم الخطايا من اقتطع مال بغير حق، وإن من أفضل الحسنات لعيادة المريض، وإن من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما، وإن لبس الأنبياء القميص مثل السراويل، وإن مما يساعد به الدعاء عند العطاس) .

ضعيف

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 336/ 843) ،

 

(7/187)

 

 

والضياء في "موافقات هشام بن عمار" (56/ 1) والسياق له، عن معاوية بن يحيى - يعني: الطرابلسي -: حدثنا معاوية بن يزيد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم السمعي مرفوعاً. وقال:

"روى منه ابن ماجه ذكر النكاح عن هشام".

قلت: أخرجه ابن ماجه (1975) ، وقال البوصيري في "الزوائد" (143/ 2) : "هذا إسناد مرسل، أبو رهم هذا اسمه أحزاب بن أسيد - بفتح الهمزة، وقيل: بضمها -، قال البخاري: تابعي. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة. وذكره ابن حبان في "الثقات" ".

وسائر رجاله موثقون، وفي بعضهم كلام، والحديث ضعيف لإرساله.

وفيه (معاوية بن يحيى الأطرابلسي) ضعيف.

قال في "التقريب":

"صدوق له أوهام".

3204 - (إن من (المنشآت) التي كن في الدنيا عجائز عمشاً رمصاً) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/ 225) من طريق موسى بن عبيدة عن يزيد ابن أبان عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً وقال:

"حديث غريب؛ لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى ابن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي في الحديث".

 

(7/188)

 

 

3205 - (إن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم، والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه، وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم، قلة الانتفاع بما قد علم) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص340) ، والخطيب في "التاريخ" (1/ 414) من طريق مسور بن عيسى قال: أخبرنا القاسم بن يحيى قال: أخبرنا ياسين عن الزبير عن جابر مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

وياسين الزيات متروك؛ كما قال النسائي وغيره.

ومن دونه لم أعرفهما.

وأخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 95) إلا أنه وقع فيه (الميمون بن عيسى أبو عيسى البصري) ولم أعرفه أيضاً.

والحديث جزم الشيخ الغماري في كتابه "المداوي" (1/ 551) بأنه موضوع، دون أن يتكلم على إسناده بشيء! ومن الغريب أنه لم يورده في رسالته "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير".مع واسع الخطو فيه، فقد ذكر فيه بعض الأحاديث الصحيحة مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالشام"!

 

(7/189)

 

 

3206 - (إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم: إشباع جوعته، وتنفيس كربته) .

منكر

رواه أبو بكر بن خلاد في "الجزء الثاني من حديثه" (ق110/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 90) عن يحيى بن هاشم السمسار: أخبرنا سفيان الثوري

 

(7/189)

 

 

عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعاً،

وكذا رواه الحافظ معمر بن عبد الواحد الأصبهاني في "مجلس من أماليه" (154/ 2) .

قلت: ويحيى هذا كذبه ابن معين وغيره.

وتابعه طلحة بن عمرو: حدثنا محمد بن المنكدر به مختصراً بلفظ:

"من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان".

أخرجه الحاكم (2/ 524) وقال: "صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!

وهو من أوهامه؛ فإن طلحة هذا متروك.

وله شاهد رواه الدولابي في "الذرية الطاهرة المطهرة" كما في أحاديث منتقاة منه (13/ 2) : أخبرني أحمد بن الوليد بن الأنطاكي أن ابن أبي فديك حدثهم عن جهم بن عثمان عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي مرفوعاً به دون قوله: "إشباع ... ".

وكذا رواه الطبراني (1/ 273/ 1) من طريق أخرى عن ابن أبي فديك به

ثم رواه أيضاً (1/ 272/ 2) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: حدثنا محمد بن عبادة الواسطي: حدثنا يعقوب بن محمد: أخبرنا جهم بن عثمان به.

ورواه القضاعي (94/ 2) من طريق آخر عن الحضرمي به.

وهذا سند ضعيف؛ جهم بن عثمان مجهول كما قال أبو حاتم وغيره. وقال ابنه في "العلل" (2/ 309) :

"قال أبي: هذا حديث منكر".

 

(7/190)

 

 

3207 - (إن من نعمة الله على العبد أن يشبهه ولده) .

ضعيف

رواه الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (33/ 1) عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله عن عبد الله مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ إبراهيم هذا هو الخوزي، وهو ضعيف جداً؛ قال ابن معين:

"ليس بثقة". وقال البخاري:

"سكتوا عنه". وقال النسائي:

"متروك الحديث".

والوليد بن عبد الله هو ابن أبي مغيث الحجازي؛ ثقة.

والحديث عزاه في "الجامع الصغير" للشيرازي في "الألقاب" عن إبراهيم النخعي مرسلاً. ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

 

(7/191)

 

 

3208 - (إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها، وإنها لتدعو الله عز وجل أن لا يعيدها فيها) .

ضعيف جداً

أخرجه ابن ماجه (4318) عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس بن مالك مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة؛ نفيع هذا متروك، وقد كذبه ابن معين.

وتوبع؛ فرواه بكر بن بكار: حدثنا جسر بن فرقد: أخبرنا الحسن عن أنس بن مالك به.

 

(7/191)

 

 

أخرجه الحاكم (4/ 593) وقال:

"صحيح الإسناد"! وتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: جسر واه، وبكر؛ قال النسائي: ليس بثقة".

قلت: والحسن هو البصري؛ وهو مدلس وقد عنعنه، ومن المحتمل أن يكون تلقاه عن نفيع ثم أسقطه!!

ثم وجدت لأكثره شاهداً قوياً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وضربت بالبحر (وفي رواية: بالماء) مرتين، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد".

أخرجه أحمد (2/ 244) ، والحميدي (1129) ، وابن حبان (2608) من طريق سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه.

والرواية الثانية للحميدي، وإسنادهم صحيح على شرط الشيخين.

وقد أخرجاه، وكذا ابن حبان (9/ 276/ 7419) من طريق أخرى عن أبي الزناد به نحوه دون قوله: "ولولا ذلك.... إلخ". وسفيان هو ابن عيينة.

3209 - (إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا، وشجر يلقحون ما شاؤوا، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً) .

ضعيف

أخرجه النسائي في "التفسير" من "السنن الكبرى" (6/ 408

 

(7/192)

 

 

/ 11334) من طريق ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير ابن عمرو هذا؛ فإنه لا يعرف.أورده الحافظ في "باب من نسب إلى أبيه أو....." من "التهذيب"، وجزم فيه أن اسمه عبد الرحمن. وقال في "التقريب":

"يقال: اسمه عبد الرحمن، تقدم في ابن أوس".

كذا وقع فيه، والصواب: "في ابن أبي أوس"؛ فقد قال في أول الباب المشار إليه:

"ابن أبي أوس الثقفي، وفي رواية: ابن عمرو بن أوس، يقال: اسمه عبد الرحمن، هو عبد الله".

كذا الأصل، ولعله: "ويقال: هو عبد الله".

هذا كل ما ترجمه به، ومنه تبين أن الرجل مجهول لا يعرف.

3210 - (إنك امرؤ قد حسن الله خلقك، فأحسن خلقك) .

ضعيف

أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص3) من طريق حلاب جرير: سمعت جرير بن عبد الله يقول: ... فذكره مرفوعاً.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ لجهالة حلاب جرير بن عبد الله.

والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر؛ قال المناوي:

"ورواه أيضاً الخرائطي، والديلمي، وأبو العباس الدغولي في "الآداب"؛ قال الحافظ العراقي: وفيه ضعف".

 

(7/193)

 

 

3211 - (إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تمشوا بعدي القهقري) .

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 354) ، وأبو يعلى (4/ 101/ 2133) والسياق لهما، والبزار (4/ 176/ 3479) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.

وهذا إسناد فيه ضعف؛ رجاله ثقات غير مجالد - وهو ابن سعيد - وليس بالقوي، ولم أجد ما أقوي به حديثه هذا.

 

(7/194)

 

 

3212 - (إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي) .

ضعيف

أخرجه البزار (3/ 433/ 2645-الكشف) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 206/ 1) عن عباد بن يعقوب الأسدي: أخبرنا علي بن هاشم عن شقيق بن أبي عبد الله: حدثني عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال:

"كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، فقال لنا خالد: هذا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... "، فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمارة هذا لم أجد من ترجمه، وقد ذكره الحافظ في الرواة عن جده خالد بن عرفطة.

ثم رأيته في "ثقات ابن حبان" (5/ 244) برواية شقيق، ولا يعرف إلا به. وسائر الرواة ثقات، لكن الأسدي هذا من غلاة الشيعة ورؤوس البدع، لكنه صادق في الحديث؛ كما قال الذهبي.

وقد تابعه محمد بن الصلت عن علي بن هاشم به.

 

(7/194)

 

 

أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 498) لكن وقع فيه: "سفيان بن أبي عبد الله"، وهو خطأ مطبعي؛ فإنه ليس لسفيان هذا ترجمة عنده، وإنما هي لشقيق بن أبي عبد الله.

وتساهل الهيثمي كعادته فقال (9/ 194) :

طرواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير (عمارة) ، وقد وثقه ابن حبان"! وأقره المناوي في "الفيض"، وأكده في "التيسير" فقال: "ورجاله ثقات"! ولم يتعقبه الشيخ الغماري في "المداوي" إلا في ضبطه عن (عرفطة) بالفتح، وبين أن الصواب بضم العين ... والفاء، وسكت عن بيان علة الحديث، فعله نزعه عرق التشيع!

3213 - (إن الله قد ذبح كل نون في البحر لبني آدم) .

ضعيف جداً

أخرجه الدارقطني (538) عن أبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن سرجس - وكان شيخاً قديماً - قال: (فذكره) مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الخوزي هذا متروك.

 

(7/195)

 

 

3214 - (إنكم لتبخلون وتبنون وتجهلون، وإنكم لمن ريحان الله) .

ضعيف

أخرجه الترمذي (1/ 348) ، وأحمد (6/ 409) ، والحربي في "الغريب" (5/ 157/ 1) ، والقاضي أحمد بن سليمان بن حذلم في "حديثه" (1/ 146-147) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 300) من طريق ابن أبي سويد قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: زعمت المرأة الصالحة خولة بنت

 

(7/195)

 

 

حكيم قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو محتضن أحد ابني ابنته وهو يقول: ... فذكره. وقال الترمذي:

"لا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعاً من خولة".

قلت: فالسند ضعيف لانقطاعه. لكن له علة أخرى وهي الجهالة؛ فإن ابن أبي سويد - واسمه محمد - مجهول؛ كما في "التقريب".

والجملة الأولى صحيحة؛ فإن لها شواهد، فانظر "تخريج المشكاة" (4691و4692) والحديث الآتي برقم (4764) .

3215 - (يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب) .

ضعيف

روي من حديث عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أمامة، وعبد الله بن أبي أوفى.

1- أما حديث ابن عمر، فيرويه عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار عنه مرفوعاً به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (115) ، وابن عدي في "الكامل" (236/ 1) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 47/ 2) من طريقين عنه، وقال ابن عدي:

"الوصافي ضعيف جداً، يتبين ضعفه على حديثه".

وهو كما قال، واقتصر الحافظ على قوله فيه: "ضعيف".

2- وأما حديث سعد؛ فله عنه طريقان:

 

(7/196)

 

 

الأولى: عن علي بن هاشم بن البريد عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعاً.

أخرجه البزار (ص16-زوائده) ، وأبو يعلى (1/ 203) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 47/ 2) ، والقضاعي (48/ 2) ، وقال البزار:

"روي عن سعد من غير وجه موقوفاً، ولا نعلم أسنده إلا علي بن هاشم بهذا الإسناد".

قلت: ورجاله ثقات كلهم رجال مسلم، غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه، وابن البريد قد خولف في إسناده كما يأتي بعده.

والأخرى: عن أبي شيبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن سعد ابن مالك به.

أخرجه ابن عدي (ق2/ 1) .

وأبو شيبة هذا اسمه إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة، وهو هالك؛ كما قال الذهبي، وقال الحافظ:

"متروك الحديث".

قلت: ومع ضعفه الشديد، فقد خالفه في رفعه سفيان الثوري؛ فقال: عن سلمة بن كهيل به موقوفاً على سعد.

أخرجه أبو بكر بن شيبة في "كتاب الإيمان" (رقم81-بتحقيقي) : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان به.

وهذا إسناد صحيح موقوف على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (ص79) : أخبرني جرير بن حازم عن

 

(7/197)

 

 

شعبة بن الحجاج أن سعد بن أبي وقاص قال: ... فذكره موقوفاً عليه.

وهذا رجاله ثقات أيضاً لكنه منقطع.

ولذلك قال الدارقطني في "العلل" - بعد أن ذكره من حديث سعد مرفوعاً وموقوفاً -:

"الموقوف أشبه بالصواب".

3- وأما حديث أبي أمامة؛ فيرويه وكيع: أخبرنا الأعمش قال: حدثت عن أبي أمامة به.

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم82) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم (114) : حدثنا وكيع به، وبهذا الإسناد أخرجه أحمد أيضاً (5/ 252) .

ورجاله ثقات، فهو صحيح لولا جهالة شيخ الأعمش، وقد رواه غير وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعاً، كما مضى بيانه في الحديث (2) ، وهذا أصح منه؛ لأن وكيعاً أحفظ من ابن البريد. والله أعلم.

4- وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى؛ فيرويه سعيد بن زربي عن ثابت البناني عنه مرفوعاً به.

أخرجه البيهقي (2/ 105/ 2) وقال:

"سعيد بن زربي من الضعفاء". وقال الحافظ:

"منكر الحديث".

قلت: وجملة القول: إن الحديث ضعيف من جميع طرقه، وليس فيها ما يمكن أن يعضد به، إلا الموقوف، فإن كان له حكم المرفوع فهو شاهد قوي، ولكن لم يتبين لي ذلك. والله أعلم.

 

(7/198)

 

 

3216 - (اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله في الصلاة، (ثلاثاً) ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، اتقوا الله في الضعيفين: المرأة الأرملة والصبي اليتيم، اتقوا الله في الصلاة) .

ضعيف جداً

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 477/ 11053) من طريق أبي المعتمر عمار بن زربي: حدثنا بشر بن منصور، عن ثابت عن أنس قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث حضرته الوفاة، قال: فقال لنا: (فذكره) فجعل يرددها وهو يقول: "الصلاة"، وهو يغرغر حتى فاضت نفسه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، آفته (عمار بن زربي) ؛ فإنه متهم؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 39) :

"سألت أبي عنه؟ فقال: "كذاب متروك الحديث"، وضرب على حديثه، ولم يقرأه علينا".

وضعفه العقيلي وابن عدي وغيرهما، وشذ ابن حبان - كعادته - فذكره في "الثقات" (8/ 517) وقال:

"يغرب ويخطىء"

ومثله في الشذوذ، ما جاء في "الكنى والأسماء" للدولابي (2/ 120) :

حدثنا أحمد بن شعيب قال:حدثنا أحمد بن سيار أبو أيوب قال: حدثنا عمار بن زربي أبو المعتمر البصري - وكان ثقة - قال: حدثنا المعتمر بن سليمان ... فذكر حديثاً في التعرض لنفحات الله، كنت خرجته في "الصحيحة" (1890) من طرق أخرى، فقوله: "وكان ثقة" لا أدري من قاله، ومن دونه ثقتان،

 

(7/199)

 

 

فأستبعد أن يكون أحدهما هو الموثق، وخصوصاً (أحمد بن شعيب) وهو الإمام النسائي، فإنه لو كان ذلك منه لعرفه الحفاظ كالذهبي والعسقلاني، ولذكروه في ترجمة الرجل، فإعراضهم عنه دليل على أنه لا أصل له.

فإذن؛ من أين جاء هذا التوثيق؟ وعليه أقول:

إما أن يكون مقحماً من بعض النساخ، أو هو من أوهام الدولابي نفسه، فإنه متكلم فيه. والله أعلم.

هذا، وقد غفل عن علة الحديث المناوي، وتبعه في ذلك من تخصص بتتبع زلاته؛ فوقع فيها، فقال المناوي في "فيض القدير":

"رمز المصنف لحسنه، لكن فيه (بشر بن منصور الحناط / الأصل الخياط) أورده الذهبي في "المتروكين"، وقال: هو مجهول قبل المئتين".

فتعقبه الشيخ الغماري في "المداوي" (1/ 158) بما خلاصته: "إن (بشر ابن منصور الحناط) ثقة، فالحديث حسن كما قال المصنف، لا سيما وقد ورد عن أنس من طريق آخر على شرط الصحيح مختصراً".

قلت: ولي على هذا التعقب ملاحظات:

الأولى: متابعته في الغفلة عن العلة الحقيقية، وهي (عمار بن زربي) ولو أنه تنبه لها لأرعد وأزبد على المناوي!

الثانية: موافقته إياه على أن (بشراً) هذا هو الحناط، وهو خطأ لأمرين اثنين:

أحدهما: أنهم لم يذكروا في الرواة عنه (عماراً) هذا. وإنما ذكروه في الرواة عن (بشر بن منصور السليمي) .

والآخر: أن لعمار هذا حديثاُ آخر قال فيه: حدثنا بشر بن منصور عن شعيب

 

(7/200)

 

 

ابن الحبحاب بإسناد آخر عن عبد الله بن الشخير ... وقد مضى لفظه وتخريجه برقم (2868) ، وقد ذكروا (شعيباً) هذا في شيوخ (بشر بن منصور السليمي) فهو إذن شيخ عمار في حديث الترجمة، وليس (الحناط) ، أقول هذا بياناً للحقيقة، والسليمي ثقة، وقريب منه (الحناط) .

الثالثة: إذا كان (الحناط) ثقة، فهل هذا كاف في الحكم على الحديث بالحسن؟! أم لا بد من نظر في سائر رواة الإسناد، وهذا مما لم يفعله وإلا لما وقع في تلك الغفلة!

الرابعة: هب أنه توهم أنه ثقة كسائر رجاله، فلماذا اقتصر في الحكم عليه بالحسن دون الصحة، وإن كان في رأيه فيهم من تكلم فيه بكلام يمنع الحكم عليه بالصحة فلم لم يبينه؟ أهكذا يكون تحقيق من يأذن لأصحابه بأن يلقبوه بالحافظ ويصفوه بذلك في الكتاب المذكور مما طبع في حياته أو بعد وفاته؟!

وأخيراً: قوله في حديث أنس: "على شرط الصحيح" فيه تساهل؛ لأنه من رواية قتادة عن أنس، وقتادة مدلس. وقد يغتفر هذا في الشواهد فكان عليه أن يكثر منها تقوية للحديث لو كان له شواهد بتمامه، وهيهات! وقد كنت خرجت بعضها في بعض تأليفاتي، مثل "الصحيحة" (868) و "الإرواء" (2178) ، وهي مختصرة ليس فيها الجملة الأخيرة: "اتقوا الله في الضعيفين ... "، ولا تكرار جملة الصلاة وما بعدها.

وإنما ثبتت الجملة الأخيرة بلفظ.

"اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة".

وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1015) .

 

(7/201)

 

 

3217 - (إنما الأمل رحمة من الله لأمتي، لولا الأمل ما أرضعت أم ولداً، ولا غرس غارس شجراً) .

موضوع

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 51-52) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 2/ 321) من طريق محمد بن إسماعيل بن هارون الرازي بسنده الصحيح عن أنس مرفوعاً به. وقال الخطيب:

"هذا حديث باطل، لا أعلم جاء به إلا محمد بن إسماعيل الرازي، وكان غير ثقة".

وساق له أحاديث أخرى وصفها كلها بأنها باطلة، وقال الذهبي:

"هي من وضعه".

 

(7/202)

 

 

3218 - (إنما الأسود لبطنه وفرجه) .

موضوع

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص118) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 292) من طريق خالد بن محمد - من آل الزبير - قال:

خرجنا نتلقى الوليد بن عبد الملك مع علي بن الحسين، فعرض حبشي لركابنا، فقال علي بن الحسين: حدثتني أم أيمن، أو قال: سمعت أم أيمن تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وقال العقيلي:

"خالد بن محمد لا يتابع على حديثه، وفي هذا المتن رواية أخرى من وجه أيضاً لين لا يثبت" وقال ابن أبي حاتم:

"قال أبي: هذا حديث منكر، وخالد مجهول".

وأما ابن حبان فأورده في "الثقات" (2/ 74) على قاعدته في توثيق

 

(7/202)

 

 

المجهولين، لا سيما وقد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري بقوله: "منكر الحديث". وهذا أقل ما يقال في هذا الراوي لحديث الترجمة؛ فإنه باطل ظاهر البطلان؛ لمخالفته لما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن المدح والقدح ليس على اللون والجنس؛ وإنما على العمل الصالح؛ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [13/ الحجرات] ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوي"؛ ولذلك فقد أحسن ابن الجوزي صنعاً بإيراده هذا الحديث في "الموضوعات"، ومن تعقبه، فما صنع شيئاً.

وأما الرواية الأخرى التي أشار إليها العقيلي في كلامه السابق؛ فالظاهر أنه يشير إلى حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ:

"دعوني من السودان، إنما الأسود لبطنه وفرجه".

وهو موضوع أيضاً على ما سبق مني تحقيقه برقم (727) ؛ فراجعه إن شئت.

3219 - (إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد) .

منكر بذكر الشرب

رواه الديلمي (1/ 2/ 320) من طريق زكريا الساجي: حدثنا سهل بن بحر: حدثنا عبد الله بن رشيد: حدثنا أبو عبيدة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

أنه أتي بهدية فلم يجد شيئاً يضعها عليه فقال: ضعها على الحصي - يعني: الأرض -، ثم نزل فأكل، ثم قال: ... فذكره

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عبيدة هذا لم أعرفه.

 

(7/203)

 

 

وعبد الله بن رشيد قال البيهقي: لا يحتج به.

والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن عدي عن أنس. وزاد عليه المناوي فقال:

"وكذا الديلمي، وابن أبي شيبة. قال بعض شراح "الشفاء": وسنده ضعيف".

قلت: وفي إسناد ابن عدي في "الكامل" (5/ 334) إبراهيم بن سليمان الزيات البلخي: حدثنا عبد الحكم - وهو ابن عبد الله القسملي - ... ، وكلاهما ضعيف.

وروي عن البخاري أنه قال:

"منكر الحديث".

وابن أبي شيبة إنما في "المصنف" (8/ 313/ 4568) عن مجاهد مرسلاً، ليس فيه جملة الشرب، ولا لفظة العبد! فهذا من تخاليط المناوي الكثيرة، وقد شاركه في شيء منها الشيخ الغماري في "المداوي" (2/ 564) فخلط في التخريج بين هذه الرواية المنكرة، والرواية المحفوظة الآتية. وأغرب منه أنه أحال في بعضها بقوله: "وسيأتي في حرف "لا"، وهو أول حديث فيه". ولم ينزله هناك مطلقاً لا في أوله ولا في آخره!! وقد زاد في الخلط في أول الكتاب (1/ 40-43) بصورة عجيبة تلفت النظر؛ لأن عامة القراء لا يستطيعون أن يميزوا ما صح من تلك الروايات مما لم يصح؛ لأنه هو لم يميزها، بل تركها كما نقلها بأسانيدها! والله المستعان.

قلت: والمحفوظ في هذا الحديث " ... وأجلس كما يجلس العبد "، وقد سبق تخريجه في "الصحيحة" (544) و (686) .

 

(7/204)

 

 

3220 - (إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً) .

شاذ أو منكر

رواه أبو بكر أحمد بن جرير السلماسي في "حديث أبي علي اللحياني" (5-6) عنه قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا العباس قال: حدثنا مروان قال: حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله: ادع الله على المشركين. فقال: ... فذكره.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (453) عن داود بن عمرو الضبي قال: حدثنا هياج بن بسطام قال: حدثنا يزيد بن كيسان به. إلا أنه قال: "ولم أبعث لعاناً"، وقال:

"هياج بن بسطام؛ قال يحيى: ليس بشيء"، ثم قال العقيلي:

"ولا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه من غير هذا الطريق معروف بإسناد صالح".

وكأنه يشير إلى ما رواه مروان بن معاوية الفزاري: حدثنا يزيد - وهو ابن كيسان - عن أبي حازم به. ولفظه:

"قال: قيل يا رسول الله! ادع على المشركين، قال: إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة".

أخرجه مسلم (8/ 24) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (321) .

قلت: العباس الراوي عنه ابن صاعد في الطريق الأولى لم أعرفه، ويحتمل أنه محرف من (عباد) - وهو ابن الوليد الغبري -؛ فقد ذكره الذهبي في شيوخ ابن صاعد من "السير" (14/ 502) ، وكذا المزي في ترجمة (عباد) من "التهذيب".

وهو صدوق، وإلا؛ فمجهول لم أعرفه.

 

(7/205)

 

 

وقد وردت الجملة الأولى منه بزيادة: "مهداة"، وسبق تخريجها برقم (490) .

وأخرج الطبراني عن كريز بن أسامة - وقد كان وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: "قيل: يا رسول الله! ادع الله على بني عامر، فقال: إنب لم أبعث لعاناً".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 72) :

"وفيه جماعة لم أعرفهم".

قلت: ومما سبق يتبين لنا أن الحديث بلفظ: (عذاباً) شاذ؛ إن كان من رواته (عباد) ، وإلا فهو منكر إن كان عن (العباس) ، وأن المحفوظ بلفظ: (لعاناً) ، وقد خرجته في "الصحيحة" (3945) .

(تنبيه) لقد أعل المناوي حديث الطبراني بقول الهيثمي المذكور، ثم قصر في "التعبير"، فقال: "فيه مجهول"! فتتبعه الشيخ الغماري في صفحة كاملة (3/ 30-31) مبيناً تناقض المناوي، وأما الحديث فسكت عنه، ولم يذكر حديث أبي هريرة شاهداً له! فهل نصح قراءه؟!

3221 - (إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء) .

ضعيف

رواه ابن عساكر (17/ 201/ 1) عن موسى بن محمد: أخبرنا هشام ابن عمار: أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق: حدثني عبيد الله عن محارب عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره في ترجمة موسى هذا، وجده خالد، ويكنى أبا عمران الخياط السابري. نقل عن الخطيب أنه وثقه.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبيد الله هو ابن الوليد الوصافي؛ وهو ضعيف؛ كما في "التقريب". وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 146) ،

 

(7/206)

 

 

ونسبه للطبراني بلفظ:

"..... والأمهات والأبناء، كما أن لوالديك عليك حقاً، كذلك لولدك".

ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (94) ، وأبو نعيم (10/ 32) من هذا الوجه موقوفاً على ابن عمر، وهو الأشبه. فكلام المناوي في تعقبه على السيوطي أنه لم يعزه إليه يوهم أنه عنده مرفوع أيضاً وليس كذلك؛ فاقتضى التنبيه.

ومن طريق محارب بن دثار رواه الدينوري في "المجالسة" (ص132) ومن طريق ابن عساكر (16/ 136/ 1) مقطوعاً موقوفاً عليه.

ورواه أبو نعيم (7/ 81) بسنده عن سفيان الثوري قوله.

ثم رأيت الشيخ الغماري في "المداوي" (2/ 564-565) قد أنكر على المناوي تعقبه للسيوطي، وبالغ في ذلك ونسبه إلى الجهل المفرط، وشغله ذلك عن بيان مرتبة الحديث كغالب عادته!!

3222 - (إنما سمي البيت العتيق لأن الله عز وجل أعتقه من الجبابرة، فلم يظهر عليه جبار قط) .

ضعيف

رواه الترمذي (2/ 200) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 201) ، والحاكم (2/ 389) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 334/ 2) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (223/ 2) عن عبد الله بن صالح: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن محمد بن عروة بن الزبير عن عمه عبد الله بن الزبير مرفوعاً. وقال ابن عساكر:

"رواه معمر عن الزهري فوقفه ولم يوصله"، ثم ساق من طريق عبد الرزاق عنه عن الزهري أن ابن الزبير قال: ... فذكره موقوفاً.

 

(7/207)

 

 

ثم رواه الترمذي من طريق قتيبة: حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً نحوه.

قلت: والإسناد الأول ضعيف؛ من أجل عبد الله بن صالح؛ فإنه سيىء الحفظ، لا سيما وقد خالفه قتيبة فرواه عن الليث عن عقيل عن الزهري مرسلاً. فهذا أصح.

والحديث أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 274-275) من الوجه الأول، ومن طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، ثم من الطريق الثانية عن معمر عن الزهري عن محمد بن عروة عن عبد الله بن الزبير موقوفاً، ثم قال في رواية ابن أبي الأخضر:

"هذا خطأ، وحديث معمر عندي أشبه؛ لأنه لا يحتمل أن يكون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً".

قلت: وابن أبي الأخضر ضعيف أيضاً.

وجملة القول؛ أنه قد اختلف فيه على الزهري. والصحيح رواية معمر الموقوفة، وهي التي ترجمها أبو حاتم، أو رواية الليث المرسلة وهي عندي أصح؛ لأن الليث أحفظ من معمر.

ومن هذا التحقيق يتبين خطأ قول الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وقول الحاكم: "صحيح على شرط البخاري"، وإن وافقه الذهبي.

والحديث أورده الهيثمي في "كشف الأستار عن زوائد البزار" (2/ 45/ 1165) من الطريق الأولى، إلا أنه وقع فيه (عبد الله بن عروة) مكان (محمد ابن عروة) ، فهذا اختلاف آخر. وقد خفي على الهيثمي أنه ليس من شرطه لإخراج الترمذي إياه. وقد خفي ذلك على الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/ 475) وقال:

 

(7/208)

 

 

قلت: "هذا إسناد حسن"!!

3223 - (تدرون لم سمي شعبان؟ لأنه يشعب فيه خير كثير. وإنما سمي رمضان؛ لأنه يرمض الذنوب؛ أي: يدنيها من الحر) .

موضوع

رواه الديلمي (2/ 1/ 38) من طريق أبي الشيخ معلقاً، والرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 153) عن الحارث بن مسلم: حدثنا زياد بن ميمون عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ زياد بن ميمون - وهو الثقفي الفاكهي - كذاب؛ كما قال يزيد بن هارون، ونحوه قول البخاري: تركوه.

والحارث بن مسلم مجهول.

وفي روايته من الطريق المذكور:

"تدرون لم سمي رمضان؟ لأنه ترمض فيه الذنوب، وإن رمضان ثلاث ليال من فاتته؛ فاته خير كثير: ليلة سبع وعشرين، وليلة إحدى وعشرين، وآخر ليلة".

فقال عمر: يا رسول الله! هي سوى ليلة القدر؟ قال: "نعم: ومن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له؟ "

قلت: وروي موقوفاً بلفظ:

"إنما سمي شهر رمضان لأنه يرمض الذنوب رمضاً، وإنما سمي شوال لأنه تشول فيه الذنوب كما تشول الناقة ذنبها".

رواه أبو الحسن الأزدي في "حديث مالك" (205/ 2) عن عمر بن مدرك:

 

(7/209)

 

 

حدثنا عثمان بن عبد الله العثماني: حدثنا مالك بن أنس عن شهاب عن عروة عن عبد الله بن عمرو قال: ... فذكره موقوفاً عليه، وزاد:

وكان ابن عباس يقول: "يوم الفطر يوم الجوائز، وإنما سمي شعبان لأن الأرزاق تتشعب فيه، وإنما سمي رجب لأن الملائكة ترتج فيه بالتسبيح والتحميد والتمجيد للجبار عز وجل".

قلت: وعمر بن مدرك كذاب؛ كما قال ابن معين.

وعثمان بن عبد الله العثماني لم أعرفه.

3224 - (إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيها خلقه) .

ضعيف

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 397) معلقاً عن محمد بن عيسى بن أبي موسى العطار: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية: حدثنا قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع (الأصل مرقع وهو خطأ) الضبي عن سلمان مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ قيس هو ابن الربيع؛ قال الحافظ:

"صدوق، تغير لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به".

وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية - وهو البصري - لم أجد له ترجمة.

ومحمد بن عيسى هذا؛ ترجمه الخطيب؛ ولكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

 

(7/210)

 

 

3225 - (إنما يدخل الجنة من يرجوها، ويجنب النار من يخافها، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) .

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 225) ، وفي "صفة الجنة"

 

(7/210)

 

 

(ق6/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 322) من طريق أبي الشيخ عن سويد بن سعيد: حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

"حديث غريب من حديث زيد مرفوعاً متصلاً، تفرد به حفص، ورواه ابن عجلان عن زيد مرسلاً".

قلت: حفص بن ميسرة احتج به الشيخان؛ فهو أوثق من ابن عجلان، وإنما العلة من الراوي عنه سويد بن سعيد، فإنه ضعيف؛ قال الحافظ:

"صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول".

ولذلك فقد أحسن المناوي حين نقل عن العلائي قوله: "إسناده حسن على شرط مسلم"، وتعقبه بقوله:

"وأقول: هذا غير مقبول؛ ففيه سويد بن سعيد، فإن كان الهروي فقد قال الذهبي: قال أحمد: متروك، وقال البخاري: عمي فلقن فتلقن، وقال النسائي: غير ثقة. وإن كان الدقاق فمنكر الحديث؛ كما في "الضعفاء" للذهبي".

وأقول: هو الهروي حتماً؛ فإنه الذي روى عن حفص بن ميسرة، وعنه القاسم بن زكريا، وهو أحد الرواة لهذا الحديث عنه. وأما الدقاق فلا يعرف إلا بروايته عن علي بن عاصم فقط.

لكن الطرف الأخير من الحديث له شاهد من حديث جرير بن عبد الله مرفوعاً به.

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 112/ 2) من طريق عمر بن

 

(7/211)

 

 

علي عن إسماعيل عن الشعبي عنه.

قلت: ورجاله كلهم ثقات، فهو صحيح لولا أن عمر بن علي هذا - وهو المقدمي - كان يدلس، لكن يصلح شاهداً للطرف الأخير، لا سيما وقد جاء بمعناه من طرق أخرى بعضها في "الصحيحين"، فراجع إن شئت "الترغيب" (3/ 154) .

3226 - (إنما يسلط الله على ابن آدم من خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط الله عليه أحداً، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره) .

موضوع

ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية الحكيم عن ابن عمر، ولم يتعقبه الشارح بشيء! وقد وقفت على إسناده عند أبي القاسم الختلي، أخرجه في "الديباج" (69/ 2) عن بقية بن الوليد عن بكر بن حذيم الأسدي عن وهب بن أبان القرشي عن ابن عمر أنه خرج في سفر له، فبينما هو يسير؛ إذا قوم وقوف، فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا: أسد على الطريق قد أخافهم، فنزل عن دابته، ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنه فعركها، ثم قفد قفاه ونحاه عن الطريق، ثم قال: ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ اتهم الذهبي به وهب بن أبان هذا، فقال:

"لا يدرى من هو؟ وأتى بخبر موضوع". قال الحافظ:

"ذكره الأزدي فقال: متروك الحديث غير مرضي. ثم أسند له من طريقه عن ابن عمر....." فذكره.

 

(7/212)

 

 

وبكر بن حذيم؛ كذا الأصل، وفي "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 384) : "حذلم". وقال: "سألت أبي عنه؟ فقال:

"هو مجهول، ليس بشيء". وقال في "الميزان":

"متروك".

وبقية مدلس وقد عنعنه.

3227 - (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل) .

موضوع

رواه ابن الأعرابي في "المعجم" (16/ 1/ 53-54) ، وعنه القضاعي (96/ 1) ، وابن عساكر (12/ 456/ 1) : أخبرنا محمد زكريا الغلابي: أخبرنا العباس بن بكار: أخبرنا عبد الله بن المثني عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك قال:

بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وقد طاف به أصحابه؛ إذ أقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فوقف فسلم، ثم نظر مجلساً يشبهه، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه أصحابه؛ أيهم يوسع له، فكان أبو بكر رضي الله عنه جالساً عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتزحزح له عن مجلسه وقال: ههنا يا أبا الحسن! فجلس بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين أبي بكر. قال أنس: فرأينا السرور في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أقبل على أبي بكر فقال:

"يا أبا بكر: إنما يعرف ... ".

ورواه الخطيب (3/ 105و7/ 222-223) ، وابن عساكر (12/ 155/ 2) من طريق أخرى عن محمد بن زكريا اللؤلؤي به.

 

(7/213)

 

 

وتابعه عنده صدقة بن موسى: أخبرنا العباس بن بكار به.

قلت: الغلابي كذاب، لكن متابعة صدقة بن موسى - وهو صدوق - ترفع التهمة عنه، وتلصقها بشيخهما العباس بن بكار؛ فإنه متهم؛ قال الدارقطني:

"كذاب". وقال العقيلي:

"الغالب على حديثه الوهم والمناكير".

ثم ساق له حديثاً آخر في الغلاء والرخص رواه بهذا السند، فقال فيه الذهبي: "إنه باطل".

وقد ذكروا للحديث شاهداً، ولكنه عندي واه جداً لا يصلح للاستشهاد به، فها أنا أبينه بإذن الله تعالى:

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ 468/ 2) من طريق أحمد بن يحيى ابن إسحاق الحلواني: أخبرنا الفيض بن وثيق: أخبرنا زكريا بن منظور عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ... ، فذكر الحديث مع القصة، إلا أن فيها أن الداخل هو العباس لا علي.

وهذا إسناد واه جداً؛ زكريا بن منظور؛ قال البخاري:

"منكر الحديث". وقال الدارقطني:

"متروك".

والفيض بن وثيق؛ قال ابن معين:

"كذاب خبيث". وقال الذهبي:

"قلت: قد روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إن شاء الله

 

(7/214)

 

 

تعالى".

قلت: كذا قال! وقول ابن معين فيه جرح مفسر، فهو مقدم على توثيق من وثقه لو كان صريحاً، وممن يوثق بتوثيقه.

ورواية أبي حاتم عنه ليس توثيقاً منه له.

وأما رواية أبي زرعة فقد ذكروا أنه لا يروي إلا عن ثقة. فالجرح المفسر مقدم عليه قطعاً.

وكأنه لهذا أورده الذهبي في "الضعفاء"، ولم يزد فيه قول ابن معين هذا شيئاً.

وأحمد بن يحيى الحلواني لم أعرفه.

3228 - (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم؛ فهو مؤمن، كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته) .

موضوع

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 300) من طريق داود ابن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (ق46/ 1) من طريق أحمد بن علي قال: أخبرنا أبي، كلاهما قالا: أخبرنا علي بن موسى الرضا قال: أخبرنا أبي موسى بن جعفر قال: أخبرنا أبي جعفر بن محمد، قال: أخبرنا أبي محمد بن علي، قال: أخبرنا أبي علي بن الحسين قال:أخبرنا أبي الحسين بن علي قال: أخبرنا أبي علي بن أبي طالب مرفوعاً.

 

(7/215)

 

 

قلت: وهذا حديث مصنوع موضوع؛ آفته داود بن سليمان هذا؛ وهو الجرجاني؛ قال الذهبي: "شيخ كذاب، كذبه يحيى بن معين، له نسخة موضوعة عن الرضا، رواها علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عنه".

قلت: وهذا من النسخة الموضوعة عليه؛ فإنه من رواية القزويني عنه.

وأحمد بن علي في الطريق الأخرى هو ابن مهدي بن صدقة الرقي؛ قال الذهبي:

"روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا، وتلك نسخة مكذوبة؛ اتهمه الدارقطني بوضع الحديث، وما علمت للرضا شيئاً يصح عنه".

قلت: فأحد هذين هو المتهم بوضع هذا الحديث على (الرضا) ، ثم سرقه منه الآخر. والله أعلم.

3229 - (إنها ستكون فتنة تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف) .

ضعيف

أخرجه أبو داود (4265) ، والترمذي (2/ 27) ، وابن ماجه (3967) ، وأحمد (2/ 211-212) من طريق ليث عن طاوس عن زياد بن سيمنكوش عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وقال الترمذي مضعفاً:

"حديث غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لا يعرف لزياد بن سيمنكوش غير هذا الحديث، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه، ورواه حماد ابن زيد فأوقفه".

قلت: هو عند أبي داود من طريق حماد بن زيد عن ليث به مرفوعاً، فلعل ما ذكره الترمذي عنه رواية عنه.

 

(7/216)

 

 

وزياد هذا في عداد المجهولين، والحافظ يقول فيه: "مقبول"، يعني: عند المتابعة، ولم أجد له متابعاً بهذا اللفظ؛ فالحديث ضعيف.

على أن في الطريق إليه ليثاً - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف.

فإن قيل: قد تابعه عبد الله بن عبد القدوس عند أبي داود (4266) .

فأقول: لا يبدو لي أن المتابعة على الحديث نفسه ولا بد؛ فإنه بعد أن ساق الحديث من طريق حماد بن زيد عن ليث عن طاوس عن رجل يقال له: زياد؛ أتبعه بطريق عبد الله بن عبد القدوس قال: زياد سيمين كوش. ولم يزد على هذا؛ فكأنه أراد بهذه الطريق الثانية بيان أن زياداً في الطريق الأولى يلقب بسيمين كوش، وليس معنى ذلك أن ابن عبد القدوس روى الحديث أيضاً عن زياد، ولو أنه أراد ذلك لقال: فذكر الحديث، أو نحو ذلك من العبارات، كما هي عادتهم. والله تعالى أعلم.

وابن عبد القدوس صدوق يخطىء. لكن هذا اللقب قد توبع عليه من حماد ابن سلمة عند الترمذي وابن ماجه، وأما أحمد فقال: زياد بن سيماكوش.

ورواه الخصيب بن ناصح عن رجل عن ليث عن طاوس مرسلاً نحوه.

أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (154/ 2) .

3230 - (إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي؛ فخررت ساجداً شكراً لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي؛ فخررت ساجداً لربي شكراً، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر؛ فخررت ساجداً لربي) .

ضعيف

رواه أبو داود في آخر (الجهاد) من "سننه" (2775) عن يحيى بن

 

(7/217)

 

 

الحسن بن عثمان عن أشعث بن إسحاق بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال:

خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريباً من عزوراء نزل، ثم رفع يديه فدعا الله ساعة، ثم خر ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه فدعا الله ساعة، ثم خر ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه ساعة، ثم خر ساجداً، ثم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ يحيى بن الحسن هذا؛ قال الذهبي:

"مدني لا يكاد يعرف حاله، تفرد عنه موسى بن يعقوب". وقال الحافظ في "التقريب":

"مجهول الحال".

قلت: ومثله أشعث بن إسحاق، بل هو الذي يستحق أن يوصف بأنه مجهول الحال؛ فإنه روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، وأما الأول فلم يرو عنه غير موسى ابن يعقوب، فهو مجهول العين أيضاً لا الحال فقط!

والحديث أخرجه ابن نصر أيضاً في "الصلاة" (40/ 1-2) من طريق ابن أبي فديك: حدثني موسى بن يعقوب بن حسين بن عثمان عن الأشعث بن إسحاق بن سعد به.

قلت: كذا "الأصل" بعلامة التضبيب فوق اسم (يعقوب بن حسين!) ، والصواب: (موسى بن يعقوب، عن يحيى بن الحسن بن عثمان) ، كما في مصادر التخريج - أعلاه -.

 

(7/218)

 

 

3231 - (إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة) .

ضعيف

أخرجه الإمام أحمد (5/ 347) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 330) من طريق أبي إسرائيل عن حارث بن حصيرة عن ابن بريدة عن أبيه قال:

أنه دخل على معاوية، فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية! تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم، وهو يرى أنه سيتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... (فذكره) ، قال: أفترجوها أنت يا معاوية، ولا يرجوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟!

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ الحارث بن حصيرة صدوق يخطىء، ورمي بالرفض؛ كما قال الحافظ.

وأبو إسرائيل شر منه، واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي؛ قال الذهبي:

"ضعفوه، وقد كان شيعياً بغيضاً من الغلاة الذين يكفرون عثمان رضي الله عنه". وقال الحافظ:

"صدوق سيىء الحفظ، نسب إلى الغلو في التشيع".

والحديث قال الهيثمي (10/ 378) :

"رواه أحمد ورجاله وثقوا، على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي".

وللحديث شاهد، ولكنه ضعيف، يرويه عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب قال:

قام رجال خطباء يسبون علياً [ويقعون فيه] ، حتى كان آخرهم رجل من

 

(7/219)

 

 

الأنصار يقال له: أنيس، [فحمد الله وأثنى عليه] ، وقال: [إنكم أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه] ، والله! لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على [وجه] الأرض من شجر وحجر". وايم الله! ما أحد أوصل لرحمه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفيرجوها غيره، ويقصر عن أهل بيته؟!

رواه البزار (3/ 224/ 2620-كشف) والسياق له، والطبراني في "الأوسط" (6/ 132/ 5356-ط) المرفوع منه فقط، والبغوي وابن شاهين كما في "الإصابة" والزيادات منه، وقال الطبراني:

"وأنيس الذي روى هذا الحديث هو - عندي - البياضي، له ذكر في المغازي".

قلت: إسناده ضعيف مسلسل بسيئي الحفظ؛ قال الحافظ:

1- "شهر بن حوشب؛ صدوق كثير الإرسال والأوهام".

2- "ميمون بن سياه؛ صدوق عابد يخطىء".

3- "عباد بن راشد البصري البزار؛ صدوق له أوهام".

وقال الهيثمي:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، على ضعف في بعضهم".

وروي عن بريدة مختصراً جداً مرفوعاً بلفظ:

"والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر".

 

(7/220)

 

 

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 64-65/ 4112-ط) من طريق إسحاق بن زريق الراسبي قال:حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك قال:حدثني سهل بن عبد الله بن بريدة به. وقال:

"لا يروى عن ابن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جابر".

قلت: قال ابن أبي حاتم (8/ 5) أو أبوه:

"ليس بقوي".

وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 64) ، وأخرج له في "صحيحه" (316-الإحسان) .

قلت: فالعلة من شيخه (سهل بن عبد الله بن بريدة) ؛ فإنه متهم؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" (1/ 348) :

"منكر الحديث، يروي عن أبيه ما لا أصل له، لا يجوز أن يشتغل بحديثه".

وقال الحاكم:

"روى عن أبيه أحاديث موضوعة في فضل مرو وغير ذلك".

وإسحاق بن زريق الراسبي، كذا في"المعجم": (الراسبي) ، وأنا أظنه تحريف (الرسعني) ؛ فإنه هكذا في "ثقات ابن حبان" (8/ 121) ، و "أنساب السمعاني"، و "إكمال ابن ماكولا" (4/ 57) . ثم إن (زريق) بتقديم الزاي على الراء، وهو في "الثقات" على القلب: (رزيق) ! وفي "ترتيب الثقات" للهيثمي بالإهمال فيها.

هذا؛ وتساهل الهيثمي فقال:

 

(7/221)

 

 

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سهل بن عبد الله بن بريدة، وهو ضعيف"!

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لفقدان الشاهد المعتبر. والله أعلم.

3232 - (أقبل، فإني لم أبعث بقطيعة رحم) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 175/ 1) من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح:

أن طلحة بن البراء لما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله! مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمراً، فعجب لذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو غلام، فقال له عند ذلك:

"اذهب فاقتل أباك" قال: فخرج مولياً ليفعل، فدعاه، فقال له: (فذكره) .

فمرض طلحة بعد ذلك، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله:

"لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوه".

فلم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم بن عوف حتى توفي، وجن عليه الليل، وكان فيما قال طلحة: ادفنوني، وألحقوني بربي عز وجل، ولا تدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني أخاف اليهود؛ أن يصاب في سببي، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال:

"اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك".

 

(7/222)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون حصين بن وحوح لا يعرفون. وقد قال الحافظ في كل من عروة بن سعيد الأنصاري وأبيه: "مجهول" وفي البلوي: "مقبول"، مع أنه لم يرو عنه غير عيسى بن يونس، ولم يوثقه غير ابن حبان.

ومن هذا الوجه روى أبو داود (3159) طرفاً منه، وزاد بعد قوله: "وعجلوه": "فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله".

3233 - (إن للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشيء) .

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1590) ، والحاكم (4/ 61-62) من طريق إسحاق بن محمد الفروي: حدثنا عبد الله بن عمر [عن أخيه عبيد الله بن عمر] عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش عن أبيه عن حمنة بنت جحش: أنه قيل لها: قتل أخوك، فقالت: رحمة الله! وإنا لله وإنا إليه راجعون. قالوا: قتل زوجك، قالت: واحزناه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ قال البوصيري في "الزوائد" (120/ 1) :

"فيه عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف".

قلت: والفروي فيه ضعف؛ قال الحافظ:

"صدوق، كف فساء حفظه".

قلت: ولعله لما ذكرنا سكت عليه الحاكم فلم يصححه، وتابعه الذهبي فلم ينبه على ضعفه!

 

(7/223)

 

 

3234 - (إياكم ولباس الرهبان؛ فإنه من ترهب أو تشبه فليس مني) .

ضعيف

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 231/ 2/ 4066) : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: أخبرنا محمد بن صالح بن مهران قال: حدثنا أرطاة أبو حاتم قال: أخبرنا جعفر بن محمد عنأبيه عن أبي كريمة قال: سمعت علي بن أبي طالب - وهو يخطب على منبر الكوفة - وهو يقول: يا أيها الناس! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ... فذكره. وقال:

"لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن صالح بن مهران".

قلت: محمد هذا صدوق؛ كما في "التقريب"، لكن شيخه أرطاة - وهو ابن المنذر أبو حاتم - شبه مجهول؛ فقد أورده ابن عدي في "الكامل" (1/ 421) وساق له حديثين آخرين من رواية ابن مهران هذا، خطأه في إسناد أحدهما، ثم قال:

"ولأرطاة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته؛ في بعضها خطأ وغلط".

وأقره الحافظ الذهبي في "الميزان"، والعسقلاني في "اللسان"، ولذا أورده الأول في ضعفائه: "المغني" (64/ 508-تحقيق الدكتور العتر) ، لكن وقع فيه زيادة ما بين معكوفتين؛ نصها:

"ووثقه أحمد وابن معين وابن حبان"!

وهي زيادة من النسخة الأزهرية؛ كما نبه عليه في مقدمته (ص: ص) ، وهي زيادة باطلة لا أدري كيف انطلى أمرها على الدكتور؟! مع انه قد نبه في الحاشية على خطأ آخر وقع في النسخة المشار إليها. فقد ذكر أنه وقع فيها الرموز:

 

(7/224)

 

 

"بخ د س ق"، قال الدكتور:

"وليس بصواب، لأن الذي روى له هؤلاء أرطاة آخر حمصي: كنيته أبو عدي، وهذا بصري كنيته أبو حاتم".

قلت: فكان من تمام التحقيق أن يتنبه لهذه الزيادة الباطلة؛ لأن الأئمة الموثقين فيها إنما وثقوا أرطاة الحمصي؛ كما في "التهذيب" وليس البصري؛ فإن هذا ليس من الرجال الذين رمز إليهم في تلك النسخة!

ثم إن في إسناد علتين أخريين:

إحداهما: أبو كريمة؛ فإني لم أعرفه، ولم يذكروا في هذه الكنية غير الصحابي المعروف: المقدام بن معد يكرب الكندي، وغير الفرات، روى عنه أبو المليح الرقي: الحسن بن عمر، وهذا من الطبقة الوسطى منهم، وليس به - يقيناً -؛ لأنه قد صرح بسماعه من علي رضي الله عنه. فيمكن أن يكون الأول: المقدام رضي الله عنه؛ فإنه أدركه، ولكنهم لم يذكروه في الرواة عنه. والله أعلم.

والأخرى: شيخ الطبراني (علي بن سعيد الرازي) ، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (5/ 131) :

"وهوضعيف".

قلت: وبإعلاله به فقط قصور ظاهر مما تقدم، وبخاصة أن كلام الطبراني عقب الحديث يشعر بأن الرازي لم يتفرد به.

ومن هذا التحقيق يتبين خطأ الحافظ أو تساهله حين قال في "الفتح" (10/ 223) :

"أخرجه الطبراني بسند لا بأس به"!

 

(7/225)

 

 

وقد كنت نقلته واعتمدت عليه في كتابي "حجاب المرأة المسلمة" (ص93-الطبعة السادسة) ، فلما وقفت على إسناده وتبين لي وهاؤه بادرت إلى إخراجه هنا وقلت في الطبعة الأردنية من الكتاب المذكور: "لعل الحافظ يعني أنه لا بأس بإسناده في الشواهد". والله سبحانه وتعالى أعلم.

3235 - (قول الله تبارك وتعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ... ) الآية [32/ فاطر] ، قالت عائشة: يا بني! كل هؤلاء في الجنة، فأما (السابق بالخيرات) ، فمن مضى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحياة والرزق، وأما (المقتصد) ، فمن تبع أثره من أصحابه حتى لحق به. وأما (الظالم لنفسه) ، كمثلي ومثلكم. قال: فجعلت نفسها معنا) .

باطل مع وقفه

أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1489) : حدثنا الصلت ابن دينار أبو شعيب قال: حدثنا عقبة بن صهبان الهنائي قال:

سألت عائشة عن قول الله تبارك وتعالى: (ثم اورثنا..) الآية.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فإن الصلت بن دينار متفق على ضعفه، بل قال أحمد وغيره:

"متروك الحديث".

وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك ناصبي".

 

(7/226)

 

 

ومن العجيب أن الحاكم لما أخرجه (2/ 426) من طريقه قال:

"صحيح الإسناد"!

فتعقبه الذهبي بقوله:

"قلت: الصلت؛ قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بالقوي".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 97) :

"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الصلت بن دينار، وهو متروك".

والحديث رواه أيضاً عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه؛ كما في "الدر المنثور" (5/ 251) وسكت عنه كما هي عادته! بل سكت عنه أيضاً الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/ 556) بعد أن عزاه الطيالسي بإسناده المذكور، فأوهم القراء بسكوته أنه ثابت؛ فإن أكثرهم لا يعلمون أنه غير مؤاخذ بسكوته على الحديث إذا ساق إسناده؛ كما ذكرنا ذلك في غير موضع، ولكنه زاد في الإيهام بتعليقه على قولها في آخر الحديث: "كمثلي ومثلكم"، فقال ابن كثير:

" وهذا منها رضي الله عنها من باب الهضم والتواضع، وإلا فهي من أكبر السابقين بالخيرات؛ لأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

قلت: ولا شك أنها كذلك رضي الله عنها، ولكن البحث: هل قالت ذلك؟! ولذلك اغتر بصنيع ابن كثير هذا مختصره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصر تفسير ابن كثير" وقد زعم في مقدمته أنه لم يورد فيه ما لم يثبت من الحديث! وقد سبق ذكر أمثلة كثيرة من الأحاديث الضعيفة مما وقع في "مختصره"، وكذلك في مختصر - ابن بلده - الشيخ الرفاعي - رحمه الله تعالى -.

 

(7/227)

 

 

والحديث مع كونه موقوفاً واهياً فهو باطل عندي؛ لمخالفته لمجموعة من الأحاديث - ذكرها ابن كثير من طرق قال: يشد بعضها بعضاً - تشهد أن الآية على عمومها، بل قد جاء ما هو أصرح من ذلك في الدلالة وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "في كل قرن من أمتي سابقون"، وهو مخرج في "الصحيحة" (2001) ، فهو يبطل ما رواه ذاك المتروك عن عائشة رضي الله عنها.

3236 - (يا أيها الناس! احفظوني في أبي بكر؛ فإنه لم يسؤني منذ صحبني) .

موضوع

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 595-المصورة) من طريق جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال:قال لنا محمد بن يحيى الثوري عن مسلمة بن عبد الرحمن عن يوسف بن ماهك عن أبيه عن جده قال:

خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... فذكره. وفي رواية: يوسف بن ماهك بن بهزاد عن أبيه عن جده بهزاد، وفيها مسلم بن عبد الرحمن. وقال ابن عساكر:

"غريب جداً، وجعفر منكر الحديث".

قلت: بل هو كذاب وضاع بشهادة جمع من الأئمة كالدارقطني وغيره، وتقدمت له أحاديث موضوعة، فانظرها إن شئت برقم (438و787و829) . وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة (بهزاد) بعد أن ساق الحديث من رواية عبد ان المروزي:

"قال ابن عبد البر: لا يعرف إلا من هذا الوجه. قلت: في إسناده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وقد اتهموه بالكذب".

 

(7/228)

 

 

قلت: ومع ذلك سود السيوطي به "الزيادة في جامعه الصغير" فضلاً عن "الكبير"، خلافاً لشرطه الذي وضعه في مقدمة "الصغير" كما ذكرت به مراراً.

ثم إن من فوق الهاشمي هذا لم أعرفهم غير يوسف بن ماهك بن بهزاد؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين.

(تنبيه) (بهزاد) بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي، كما في "التقريب"، وبالزاي وقع في "الزيادة على الجامع"، ووقع في بعض المصادر المتقدمة بالراء، فاقتضى التنبيه.

3237 - (يا أيها الناس! إن أبا بكر لم يسؤني قط؛ فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس! إني راض عن عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين؛ فاعرفوا ذلك لهم.

يا أيها الناس! إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية، فاحفظوني في أصحابي، وفي أصهاري، وفي أختاني، ولا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم؛ فإنها لا توهب.

أيها الناس! ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، فإذا مات أحد من المسلمين فقولوا فيه خيراً) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 126/ 2640) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/ 285/ 1) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 118) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 594) من طريق خالد بن عمرو بن سعيد ابن العاص القرشي: حدثني سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن

 

(7/229)

 

 

جده قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع إلى المدينة؛ صعد المنبر، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته خالد هذا؛ قال في "التقريب":

"رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع".

ومن فوقه مجاهيل. وقال ابن عبد البر في ترجمة سهل بن مالك من "الاستيعاب":

"حديث منكر موضوع، وفي إسناده مجهولون ضعفاء، يدور على خالد بن عمرو القرشي، وهو منكر الحديث، متروك الحديث".

ثم أخرجه أبو نعيم من طريق سيف بن عمر: حدثنا أبو همام سهل بن يوسف به.

قلت: وسيف هذا صاحب كتاب "الردة"؛ حاله قريب من خالد بن عمرو؛ قال الحافظ في "التقريب":

"ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه".

قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 245) :

"اتهم بالزندقة، كان يروي الموضوعات عن الأثبات".

وقال الحاكم:

"اتهم بالزندقة، وهو في الرواية ساقط".

(تنبيه) سقط من إسناد الطبراني راويان: أحدهما خالد بن عمرو، وقد نبه

 

(7/230)

 

 

على ذلك الحافظ في "الإصابة" فقال:

"ووقع للطبراني فيه وهم، فإنه أخرجه من طريق المقدمي عن علي بن يوسف ابن محمد (كذا! وفي الطبراني: علي بن محمد بن يوسف) عن سهل بن يوسف، واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق، فأخرج الحديث في "المختارة"، وهو وهم؛ لأنه سقط من الإسناد رجلان؛ فإن علي بن محمد بن يوسف (!) إنما سمعه من قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل، وقد جزم الدارقطني في "الأفراد" بأن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل، لكن طريق سيف بن عمر ترد عليه".

قلت: وقد أشار إلى السقط المذكور أبو نعيم بقوله عقب رواية سيف:

"رواه علي بن محمد بن يوسف بن شيبان بن مالك بن مسمع عن خالد بن عمرو بن سعيد الأموي مثله".

3238 - (كبر في دبر صلاة الفجر من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر) .

موضوع

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس / الغرائب" (3/ 257) عن عبد الله بن محمد بن عبد الله البلوي: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رفعه.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته البلوي هذا؛ قال في "الميزان":

"قال الدارقطني: يضع الحديث. قلت: روى عنه أبو عوانة في "صحيحه" في الاستسقاء خبراً موضوعاً".

وأقره الحافظ في "اللسان" وقال:

 

(7/231)

 

 

"وهو صاحب رحلة الشافعي طولها ونمقها، وغالب ما فيها مختلق".

وشيخه إبراهيم بن عبد الله هو ابن العلاء بن زبر، قال الذهبي:

"قد روى عنه أئمة، قال النسائي: ليس بثقة". وقال الحافظ:

"ذكره ابن أبي حاتم فلم يضعفه، وذكره ابن حبان في (الثقات) ".

3239 - (يا علي! قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس، والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة) .

منكر

أخرجه أبو القاسم التميمي في "جزء فيه أحاديث مسلسلات" (ق2/ 1) ، وعبد الله بن أبي الفتح الجويني في "المسلسلات" (ق16/ 1) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 261-الغرائب الملتقطة) ، والجزري في "الأحاديث المسلسلة"، والكازروني في "مسلسلاته" (122/ 1-2) ، والمرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (2/ 414) من طريق عبد الله بن موسى بن الحسن قال: رأيت الفضل بن العباس الكوفي: رأيت الحسين بن هارون الضبي: رأيت عمر بن حفص بن غياث: رأيت أبي: رأيت جعفر بن محمد: رأيت أبي: رأيت أبي الحسين بن علي قال:

رأيت أبي علي بن أبي طالب يقلم أظفاره يوم الخميس، ويقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلم أظفاره يوم الخميس وقال: ... فذكره.

قلت: وهو مسلسل بقول كل راو: "يقلم أظفاره يوم الخميس"، فاختصرته تبعاً للحافظ في "الغرائب"، وقال في "الفتح" (10/ 346) :

 

(7/232)

 

 

"أخرجه جعفر المستغفري بسند مجهول".

ونقل الزبيدي عنه أنه قال في "الجواهر المكللة":

"هذا حديث ضعيف؛ انفرد به عبد الله بن موسى، وهو أبو الحسن السلامي، كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه. وقال الحاكم: إنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا، وفو رواياته - كما قال الخطيب - غرائب ومناكير وعجائب".

قلت: وتمام كلام الخطيب في "التاريخ" (10/ 149) :

"وما أراه كان يعتمد الكذب في فضله".

قلت: ولذلك كله - ولما عرفت من حاله - كتب الحافظ الذهبي بخطه على نسخة "المسلسلات" للتميمي:

"حديث منكر".

3240 - (يا أبا أمامة! أعز أمر الله يعزك الله تعالى) .

موضوع

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 272) معلقاً فقال: قال السلمي: حدثنا خضر بن محمد بن عتاب: حدثنا أبو منصور طلحة بن سعد: حدثنا المأمون بن أحمد: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا أبو بكر بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة رفعه.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المأمون هذا؛ قال الذهبي:

"أتي بطامات وفضائح، قال ابن حبان: دجال ... روى عن الثقات مرفوعاً:

 

(7/233)

 

 

"من قرأ خلف الإمام ملىء فوه ناراً"!

وفي "اللسان":

"وقال أبو نعيم في مقدمة "المستخرج على صحيح مسلم": مأمون السلمي من أهل هراة ضعيف وضاع؛ يأتي عن الثقات - مثل هشام بن عمار، ودحيم - بالموضوعات".

وقد مضى له عدة أحاديث موضوعة، فانظر مثلاً الأحاديث: (568و569و570و1551) .

والسلمي الذي دونه هو محمد بن الحسين الصوفي؛ متهم بوضع الأحاديث للصوفية.

3241 - (يا زبير! إن مفاتيح الرزق بإزاء العرش، ينزل الله للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم، فمن كثر كثر له، ومن قلل قلل له) .

موضوع

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 292) من طريق الدارقطني عن أبي زيد عبد الرحمن بن حاتم: حدثنا هارون بن عبد الله الزهري عن الواقدي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس مرفوعاً.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته الواقدي، واسمه محمد بن عمر، قال الذهبي في "المغني":

"مجمع على تركه، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، والبلاء منه. وقال النسائي: كان يضع الحديث..".

 

(7/234)

 

 

وهارون بن عبد الله الزهري؛ ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 92) ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد روى عنه جمع من الثقات منهم يونس بن عبد الأعلى، وأثنى عليه في عفته وعدله في الأحكام، وكان ولي قضاء مصر. انظر: "اللسان".

وأبو زيد عبد الرحمن بن حاتم؛ قال الذهبي في "الميزان":

"قال ابن الجوزي: متروك الحديث. قلت: هذا من شيوخ الطبراني، ما علمت به بأساً ... ".

وأما في "المغني" فقال:

"ضعيف".

وهذا هو الصواب؛ فقد ذكر الحافظ في "اللسان" أن ابن يونس قال:

"تكلموا فيه".

وقال مسلمة بن القاسم:

"ليس عندهم بثقة".

والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير"! وألان القول فيه المناوي؛ فقال في "الفيض":

"وفيه عبد الرحمن بن حاتم المرادي؛ قال الذهبي: ضعيف. والواقدي، ومحمد بن إسحاق"!

ولخص ذلك بقوله في "التيسير":

"إسناده ضعيف"!

 

(7/235)

 

 

3242 - (يا حميراء! إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء، أدخلت الجنة، فوقفت على شجرة من شجر الجنة، لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها حسناً، ولا أبيض منها ورقة، ولا أطيب منها ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمراتها، فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت واقعت خديجة؛ فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة، شممت ريح فاطمة.

يا حميراء! إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، ولا تعتل كما يعتلون) .

موضوع

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 400/ 1000) من طريق أحمد بن أبي شيبة الرهاوي: حدثنا أبو قتادة الحراني: حدثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

كنت أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل فاطمة: فقلت: يا رسول الله! إني أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل؟ فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع ظاهر الوضع كما يأتي؛ آفته أبو قتادة أو من دونه، واسمه عبد الله بن واقد الحراني، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 29) وقال:

"كان من عباد أهل الجزيرة وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الإتقان؛ فكان يحدث على التوهم؛ فيقع المناكير في أخباره والمقلوبات فيما يروي عن الثقات؛ حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره".

 

(7/236)

 

 

ثم ساق إسناده من طريق عبد الله بن ثابت بن حسان الهاشمي: حدثنا عبد الله بن واقد به.

وعبد الله بن ثابت لم أجد له ترجمة، ومثله أحمد بن أبي شيبة الرهاوي، لكني وجدت الحافظ الذهبي اعتد بمتابعته فعصب الآفة في شيخها بعد أن حاول إبعادها عنه؛ فقال في ترجمته:

"هذا حديث موضوع مهتوك الحال، ما أعتقد أن أبا قتادة رواه. ثم وجدت له إسناداً آخر، رواه الطبراني عن عبد الله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي عن أبي قتادة، فهو الآفة".

قلت: ووضعه متفق عليه بين العلماء، من ابن الجوزي الذي أورده في "الموضوعات" من طرق، وتبعه من جاء بعده حتى السيوطي في "اللآلي" (1/ 392-395) ، فليراجعها من شاء.

والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 202) :

"رواه الطبراني، وفيه أبو قتادة الحراني، وثقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب. وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك، وفيه من لم أعرفه أيضاً".

3243 - (يا حميراء! أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله عز وجل يستريح به المريض؟!) .

منكر

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 307) من طريق الطبراني: حدثنا مسعود بن محمد الرملي: حدثنا أيوب بن رشيد: حدثنا أبي عن نوفل بن الفرات عن القاسم عن عائشة قالت:

 

(7/237)

 

 

دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت مريض يئن، فمنعته عائشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد مظلم؛ من دون القاسم لم أجد لهم ترجمة، ومسعود الرملي من شيوخ الطبراني الذين ذكرهم في "المعجم الأوسط"، وروى له عشرين حديثاً (2/ 245/ 1-246/ 1/ 8773-8793) . ويأتي له حديث عقب هذا.

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" بهذا اللفظ والرواية، وبلفظ آخر نحوه وعزاه للرافعي عن عائشة بلفظ:

"دعوه يئن ... " الحديث.

3244 - (إن هذه الأخلاق من الله، فمن أراد الله به خيراً منحه خلقاً حسناً، ومن أراد به سوءاً منحه خلقاً سيئاً) .

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 245/ 8785) : حدثنا مسعود بن محمد الرملي: حدثنا عمران بن هارون: حدثنا مسلمة بن علي عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:

"لم يروه عن ابن عجلان إلا مسلمة بن علي، تفرد به عمران".

قلت: قال الذهبي في "الميزان" و "المغني":

"صدقه أبو زرعة، ولينه ابن يونس".

لكن شيخه مسلمة بن علي ضعيف جداً؛ قال الذهبي في "الكاشف":

 

(7/238)

 

 

"تركوه".

وكذلك قال في "الميزان" و "المغني". وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك".

قلت: فقول الهيثمي في "المجمع" (8/ 20) : "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف" فيه تساهل لا يخفى على المحققين.

ونحوه اكتفاء المنذري في "الترغيب" (3/ 260) على الإشارة إلى ضعفه!

وشيخ الطبراني مسعود الرملي لم أقف له على ترجمة، وقد روى له في "الأوسط" عشرين حديثاً كما بينته في الحديث الذي قبله.

3245 - (اغزوا قزوين؛ فإنه من أعلى أبواب الجنة) .

منكر

أخرجه الرافعي في أول كتاب "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 5) من طريق ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة: حدثنا أبو نعيم: بشر! بن سلمان قال: حدثني رجل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الرافعي:

"مرسل، قال أبو زرعة: "ليس في قزوين حديث أصح من هذا". وبشر (!) ابن سلمان هو أبو إسماعيل النهدي الكوفي.. وقد أخرج له مسلم".

قلت: الذي روى له مسلم إنما هو بشير بن سلمان، أبو إسماعيل الكندي، وراوي هذا الحديث (بشر) وليس (بشير) ، وهكذا وقع في "الجامع الصغير" وعزاه للخطيب في "فضائل قزوين" عن بشر بن سلمان عن أبي السري عن رجل نسي أبو السري اسمه".

 

(7/239)

 

 

ووقع في "الجامع الكبير": (بشير) وفق ترجمة الرافعي إياه. والله أعلم.

وأبو السري هذا لم أعرفه، ولم يذكر الذهبي في "المقتنى" غير أبي السري ثابت بن يزيد، وهو الأودي الكوفي، وهو لين، ولكنه متأخر عن هذه الطبقة. وذكر الدولابي في "كناه" آخر سماه (سليمان بن كندير) لكن كناه في "التهذيب" وغيره بـ (أبي صدقة) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وبالجملة: فالإسناد ضعيف للجهالة والاضطراب، ومتنه عندي منكر. والله أعلم.

ومن الغريب أن الرافعي غاير بين بشر بن سلمان وبشير بن سلمان؛ فقال عقب ما تقدم نقله عنه مختصراً:

"في الرواة آخر يقال له بشير بن سلمان؛ مدني يروي عن جابر بن عبد الله. ويروى هذا الحديث عن بشير بن سلمان عن أبي السري (الأصل السدي، والطبعة سيئة جداً) عن رجل نسي أبو السري (الأصل: السدي!) اسمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن هذا الطريق رواه الخطيب البغدادي"!

قلت: ولا يصح في فضل (قزوين) حديث؛ بل غالبها باطل موضوع. وسأذكر بعضها، ولا تغتر بفضل المؤلفين في فضلها؛ فإنهم يتساهلون في رواية أحاديث الفضائل، وبعضهم يؤلف الكتب لبيان ضعفها ووهائها، وهذا مما يشكرون عليه، ولهم المثوبة عند الله تبارك وتعالى.

3246 - (إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن) .

كذب

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 172) من طريق إبراهيم بن الوليد بن سلمة: حدثنا أحمد بن كنانة عن مقسم عن ابن عباس مرفوعاً. وقال:

 

(7/240)

 

 

"حديث منكر، وأحمد بن كنانة؛ شامي منكر الحديث، وليس بالمعروف".

ثم ساق له حديثين آخرين، قال الذهبي فيها كلها:

"وهذه أحاديث مكذوبة".

(تنبيه) وقع في "الكامل": (ابن عمر) مكان: (ابن عباس) ، وكان فيه أخطاء مطبعية أخرى، وهي طبعة سيئة جداً، فصححتها من "الميزان" وغيره.

والحديث أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 311) من طريق ابن عدي، ونقل كلامه المتقدم وأقره.

3247 - (رحم الله إخواني بـ (قزوين) ، يقولها ثلاثاً، فقال أصحابه: يا رسول الله! بآبائنا وأمهاتنا: ما قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها؟ قال:

قزوين باب من أبواب الجنة، وهي اليوم في يد المشركين، ستفتح في آخر الزمان على أمتي، فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه من فضل الرباط في قزوين) .

موضوع

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 20-21) من طريق أبي نعيم الخراساني عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم قاعد معنا إذ رفع بصره إلى السماء؛ كأنه يتوقع أمراً، فقال: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع ظاهر الوضع؛ آفته أبو نعيم الخراساني هذا؛ واسمه عمر ابن صبح، وهو وضاع معروف؛ قال ابن حبان (2/ 88) :

 

(7/241)

 

 

"كان ممن يضع الحديث على الثقات".

وأعله السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص93) بمقاتل بن سليمان أيضاً فقال فيه:

"كذاب".

وقال الرافعي عقبه:

"قريب من هذا الحديث ما روي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه أورده بإسناده عن هشام بن عبيد الله عن زافر - يعني ابن سليمان - عن عبد الحميد بن جعفر يرفعه إلى أبي هريرة وابن عباس قالا:

كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئاً فقال:

"يرحم إخواني بـ (قزوين) " ثلاث مرات، فسالت دموعه فجعلت تقطر من أطراف لحيته، فقالوا: يا رسول الله! ما قزوين؟ ومن إخوانك الذين ذكرتهم فرققت لهم؟ قال:

"قزوين أرض من أرض الديلم، وهي اليوم في يد الديلم، وستفتح على أمتي وتكون رباطاً لطوائف من أمتي، فمن أدرك ذلك فليأخذ نصيبه من فضل رباط قزوين؛ فإنه يستشهد بها قوم يعدلون شهداء بدر".

قلت: وهو كسابقه كذب مفضوح، وقد أعله السيوطي في "ذيل الموضوعات" عقب الذي قبله بقوله:

"هذا إسناد منقطع بين عبد الحميد وبين أبي هريرة وابن عباس، وزافر بن سليمان؛ قال ابن عدي لا يتابع [على] حديثه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حبان: كثير الغلط، واسع الوهم".

 

(7/242)

 

 

ثم روى الرافعي (1/ 16) الشطر الثاني من حديث الترجمة دون أوله من طريق أبي العلاء العطار بسنده عن داود بن سليمان بن يوسف الغازي: أنبأنا علي ابن موسى الرضا: حدثنا أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"قزوين باب من أبواب الجنة، هي اليوم في أيدي المشركين..". الحديث نحوه، وفيه مبالغات ظاهرة الوضع.

ورواه الرافعي من الطريق المذكورة مختصراً، وفيه الشطر الأول.

وآفته داود بن سليمان الغازي هذا؛ قال الذهبي:

"كذبه ابن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا ... ".

ثم ساق له أحاديث لوائح الوضع بادية عليها، وأقره الحافظ عليها؛ وزاد عليه، فذكر له أحاديث أخرى من ذاك الصنف، قال في أحدها:

"وهو ركيك اللفظ".

واعلم أن السيوطي - عفا الله عنا وعنه - أورد هذه الروايات كلها في "الجامع الكبير" (14395-14397) من رواية أبي العلاء العطار وابن أبي حاتم والرافعي دون أن يبين عللها! ثم أورد الشطر الأول منه في "الجامع الصغير" برواية المذكورين دون الرافعي - وهو مصدرها! - فأساء؛ لأنه أوهم أنه لا تتمة للحديث، ثم ازداد سوءاً بسكوته عليه موهماً بذلك أنه صحيح! وهو يعلم أنه موضوع بإيراده إياه في "ذيل الموضوعات" كما تقدم، إلا أن يقال: إنه لم يكن يعلم وضعه حين أورده في "الجامع الصغير"؛ فنقول: فكيف يصح له أن يقول في مقدمته:

 

(7/243)

 

 

"وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب"؟! فإنه من البداهة بمكان أن تحقيق هذا الشرط يستلزم العلم في كل حديث أورده فيه أنه ليس فيه كذاب أو وضاع!

وجاء المناوي من بعده فسكت عن الحديث في "فيضه"! وزعم في:تيسيره" أن إسناده ضعيف فقط!!

3248 - (يكسى الكافر لوحين من نار في قبره، فذلك قوله تعالى: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين) [الأعراف /41] ) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 175) من طريق عمار بن محمد عن الليث عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمار بن محمد صدوق يخطىء كما في "التقريب".

والليث - وهو ابن أبي سليم - قال الحافظ:

"صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه، فترك".

 

(7/244)

 

 

3249 - (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، والإمام المقسط، ومعلم الخير) .

منكر

أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 186) من طريق محمد بن يونس بن موسى البصري: حدثنا المنهال بن حماد: حدثنا الحسن بن عجلان عن أبي

 

(7/244)

 

 

الزبير عن جابر قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن يونس هذا - وهو الكديمي -؛ وضاع، سبقت له أحاديث كثيرة، فلتراجع من فهارس الرواة في هذه السلسلة.

واللذان فوقه لم أعرفهما، وأخشى أن يكون محرفاً على الطابع؛ فإن النسخة سيئة جداً ومحققه ليس معروفاً بين المحققين، وبعض تعليقاته تدل على أنه لا معرفة عنده بالرجال، وأنه رافضي.

والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير"، لكنه عزاه لأبي الشيخ في "التوبيخ"، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء سوى أنه قال:

"وهذا ضعيف".

ولم يرد ذكر في نسخة "التوبيخ" المطبوع في القاهرة بتحقيق الأخ أبي الأشبال المندوه، ويظهر من تعليقه الأخير عليه أن له تتمة لم يعثر عليها.

وله طريقان آخران:

الأول: يرويه إسماعيل بن عياش عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً به إلا أنه قال:

"وذو العلم".

أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 238/ 7819) .

وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء الثلاثة: مطرح بن يزيد وعبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد وهو الألهاني.

ومطرح بن يزيد كوفي نزل الشام، فبالنظر لكونه شامياً فرواية إسماعيل بن

 

(7/245)

 

 

عياش عنه مستقيمة، والنظر لكونه فروايته عنه ضعيفة. والله أعلم أي ذلك كان.

والحديث أعله الهيثمي (1/ 127) بكونه من رواية عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، وقال:

"وكلاهما ضعيف".

وتبعه المناوي في "الفيض"، وأما في "التيسير" فقال:

"ضعيف لكن له شواهد"!

وكأنه يشير إلى حديث الترجمة، وقد علمت ما فيه من الضعف الشديد فلا يستشهد به، ومن الظاهر من سكوته عن إسناده في "الفيض" - كما تقدم - أنه لم يقف عليه.

الثاني: ما روله أبو بشر الهيثم بن سهل التستري قال: رأيت حماد بن زيد راكباً على حمار، فلما جاء إلى (مارمارويدا) قام إليه شاب يقال له: عمارة القرشي ليأخذ بركابه (الأصل: من كتابه) فقال له: مه! قال: سبحان الله! تنفس علي بالأجر؟! قال: لأحدثنك. فقال عمارة: حدثني والدي قال:حدثني والدي عن جدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره بلفظ حديث الترجمة إلا أنه قال:

"وإمام عادل"، وزاد:

"بين نفاقه".

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من فوق عمارة القرشي ثلاثتهم لا يعرفون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فهرس كتاب اعلام الموقعين لابن القيم

إعلام الموقعين/فهرس الجزء الأول [[إعلام الموقعين/الجزء الأول#نوعا التلقي عنه ﷺ|نوعا التلقي عنه ﷺ]] إخراج المتعصب عن زمرة العلماء فصل حفاظ ال...