السبت، 27 يناير 2024

ج4. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للالباني

 

ج4. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها 

السيئ في الأمة

المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ)

 

1676 - " أبو بكر خير الناس، إلا أن يكون نبيا ".

موضوع.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 122) والديلمي (1 / 1 / 77) عن إسماعيل بن زياد الأبلي: حدثني عمر بن يونس بن القاسم عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا.

وكذا رواه ابن عساكر (9 / 319 / 1) والذهبي في ترجمة إسماعيل بن أبي زياد الشقري الخراساني، وقال:

" تفرد به إسماعيل هذا، فإن لم يكن هو وضعه، فالآفة ممن دونه، مع أن معنى الحديث حق ". قلت: إسماعيل هذا ابن زياد الأبلي (وفي " الميزان " و" اللسان " (الأيلي) بالمثناة التحتية) لم أعرفه، وقد راجعت له " الإكمال

" لابن ماكولا، و" الموضح " للخطيب (1 / 401 - 418) والذهبي إنما أورده في ترجمة الشقري، ويبدو أنه غير هذا، ولذلك عقب الحافظ عليه بقوله: " هكذا نقلت من خط المؤلف هذا الحديث في أثناء ترجمة إسماعيل بن أبي زياد، والصواب أن إسماعيل بن زياد الأيلي غير إسماعيل بن أبي زياد، فيحرر هذا ".

قلت: ولم يتحرر لي فيه شيء حتى الآن، وأما الهيثمي فقد قال في " مجمع الزوائد " (9 / 44) : " رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف "! فمن أين أخذ تضعيفه؟! فإنه إن كان يعني ما دل عليه ظاهر كلام ابن عدي في " الكامل " (1 / 308 - 309) أنه السكوني قاضي الموصل، فحقه أن يقول فيه: " ضعيف جدا "، فقد قال فيه: " منكر الحديث، عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه، إما إسنادا وإما متنا " وقال البرقاني في " سؤالاته " (13 / 4) عن الدارقطني: " ...

السكوني متروك يضع الحديث ". وقد ساق له ابن عدي من مناكيره عدة أحاديث ليس منها هذا، بل رأيته قد ساقه في ترجمة عكرمة بن عمار (5 / 1914) من طريق أخرى عن إسماعيل بن زياد الأبلي قال: حدثنا عمر بن يونس به. فكان الأجدر به أن يذكره في ترجمة الأبلي، فإنه ختم ترجمة عكرمة بقوله: " وهو مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة ".

فلا أدري وجه إيراده لهذا الحديث في ترجمة عكرمة، والراوي له عنه غير ثقة عنده؟! ثم إنني لم أر الحديث في النسخة المطبوعة من " المعجم الكبير " للطبراني، لا في " مسند سلمة "، ولا في " مسند أبي بكر "، فإن من عادته أن يروي أحيانا في " مسند الصحابي " أحاديث ليست من روايته، تتعلق بفضله أوترجمته.

1677 - " أنا ابن الذبيحين ".

لا أصل له.

ولذلك بيض له الزيلعي في " تخريج الكشاف "، وتبعه الحافظ بن حجر في " تخريجه " (4 / 141 / 294) ، ثم تلميذه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص 14) .

ويذكرون بهذه المناسبة ما أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (23 / 54) والحاكم (2 / 554) من طريق عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبيد الله بن محمد العتبي - من ولد عتبة بن أبي سفيان - عن أبيه: حدثني عبد الله بن سعيد عن الصنابحي قال: " حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان، فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم، فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل، وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح، فقال معاوية: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه الأعرابي، فقال: يا رسول الله! خلفت البادية يابسة، والماء يابسا، هلك المال، وضاع العيال، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر عليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين! وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم، نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم، فأسهم بينهم، فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه، فمنعه أخواله من بني مخزوم، وقالوا: أرض ربك، وافد ابنك. قال ففداه بمائة ناقة. قال: فهو الذبيح، وإسماعيل الثاني ". سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:

" قلت: إسناده واه ". وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (4 / 18) : " وهذا حديث غريب جدا ". وبين علته السيوطي فقال في " الفتاوى " (2 / 35) : " هذا حديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف حاله ".

قلت: وأما ما نقله العجلوني في " كشف الخفاء " (1 / 199 / 606) عن الزرقاني في " شرح المواهب " أنه قال: " والحديث حسن، بل صححه الحاكم والذهبي، لتقويه بتعدد طرقه. انتهى ".

فوهم منه على الزرقاني رحمه الله تعالى، فإنه لم يذكر شيئا من ذلك في هذا الحديث، وإنما قاله في حديث آخر معارض لهذا، نصه: " الذبيح إسحاق ". فقد خرجه من طرق أحدها عن ابن مسعود ثم قال (1 / 98) : " فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا، فأقل مراتب الحديث الأول (يعني: " الذبيح إسحاق ") أنه حسن، فكيف وقد صححه الحاكم والذهبي، وهو نص صريح لا يقبل التأويل بخلاف حديث معاوية، فإنه قابل له؟ ". فهذا نص صريح منه أنه لا يعني بما نقله العجلوني عنه حديث معاوية، كيف وهو قد جعله مخالفا لحديث ابن مسعود الذي قواه بتعدد طرقه؟ على أن هذه التقوية ليست قوية عندي، لأن الطرق المشار إليها واهية جدا، كما بينته فيما تقدم من هذه السلسلة (332) . إذا عرفت ما ذكرنا، فقول العجلوني عقب ما سبق نقله عنه عن الزرقاني: " وأقول: فحينئذ لا ينافيه ما نقله الحلبي في " سيرته " عن السيوطي أن هذا الحديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف. انتهى ".

فهو ساقط الاعتبار، لأنه بني على وهم، وما كان كذلك فهو وهم بداهة، وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟!

1678 - " إن أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها ".

ضعيف.

أخرجه الإمام أحمد (3 / 424) وأبو العباس الأصم في " حديثه " (1 / 140 / 1) ومن طريقه الحاكم (4 / 231) وكذا البيهقي (9 / 168) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (3 / 197 / 1) من طريق عثمان بن زفر الجهني: حدثني أبو الأشد (وقال الأصم: أبو الأسد) السلمي عن أبيه عن جده قال: " كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأمرنا أن نجمع لكل رجل منا درهما، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم، فقلنا: يا رسول الله! لقد أغلينا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رجل برجل، ورجل برجل، ورجل بيد، ورجل بيد، ورجل بقرن، ورجل بقرن، وذبحها السابع، وكبرنا عليها جميعا ". سكت عليه الحاكم، وأما الذهبي فقال في " تلخيصه ": " قلت: عثمان ثقة "! فوهم، وأوهم!! أما الوهم، فإن عثمان هذا ليس بثقة، بل هو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب "، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان! ولعل الذهبي توهم أنه عثمان بن زفر التيمي، فهذا ثقة، ولكنه آخر دون هذا في الطبقة، من شيوخ أبي حاتم وأبي زرعة وغيرهما. وأما الإيهام، فهو بسبب توثيقه لعثمان، وسكوته عمن فوقه، فإنه بذلك يوهم أنه ليس فيهم من يعل به الحديث، وليس كذلك، فإن أبا الأشد مجهول أيضا، وبه أعله الهيثمي فقال في " المجمع " (4 / 21) : " رواه أحمد، وأبو الأشد، لم أجد من وثقه ولا جرحه، وكذلك أبوه، وقيل: إن جده عمرو بن عبس ". وأورده الحافظ في " التعجيل "، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحديث أورده البيهقي في " باب الرجل يضحي عن نفسه وعن أهل بيته "! وقال ابن القيم في " إعلام الموقعين " (3 / 502) :

" نزل هؤلاء النفر منزلة أهل البيت الواحد في إجزاء الشاة عنهم، لأنهم كانوا رفقة واحدة ". وأقره في " عون

المعبود " (3 / 57) ، وفيه نظر من وجهين: الأول: أن الحديث لا يصح لما عرفت. والثاني: أنه لوصح لكان دليلا على جواز الاشتراك في الشاة الواحدة من سبعة نفر، كما هو الشأن في البقرة، ولوكانوا من غير بيت واحد، على أن الحديث لم ينص فيه على الشاة، فيحتمل أن الأضحية كانت بقرة، ولو أن هذا فيه بعد. والله أعلم.

1679 - " إن لأبي طالب عندي رحما، سأبلها ببلالها ".

ضعيف.

رواه السراج في " حديثه " (201 / 1) : حدثنا محمد بن طريف أبو بكر الأعين حدثنا الفضل بن موفق حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير الفضل بن موفق فهو ضعيف، كما قال أبو حاتم وغيره. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " مستخرجه "، وكذا الإسماعيلي لكنه أبهم لفظه كما في " الفتح " (10 / 345) وقد تابعه محمد بن عبد الواحد بن عنبسة: حدثنا جدي به. ولكني لم أجد لمحمد بن عبد الواحد هذا ترجمة. ومحمد بن طريف هو محمد بن أبي عتاب: طريف

البغدادي. وهو ثقة أخرج له مسلم في مقدمة " الصحيح ".

1680 - " إن أتخذ منبرا، فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم ".

منكر.

رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في " جزء من حديثه " (213 / 1) والهيثم بن كليب في " مسنده " (166 / 2) وابن عساكر (2 / 173 / 1) وكذا أبو نعيم

 

(4/175)

 

 

في " أخبار أصبهان " (2 / 175) وكذا البزار (633 - الكشف) والطبراني (20 / 167 / 354) كلهم عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن السلولي عن معاذ مرفوعا. وقال البزار: " لا نعلمه عن النبي صلى الله

عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ". قلت: وهو ضعيف جدا، موسى هذا منكر الحديث كما قال الحافظ تبعا لغيره من الأئمة، وقال الدارقطني: " متروك ". وذكر له ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 241) أحاديث هذا أحدها، وقال عن أبيه: " هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة، وموسى ضعيف الحديث جدا ".

وأورده الهيثمي في " المجمع " (2 / 181) وقال: " رواه البزار والطبراني في " الكبير "، وفيه موسى بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وهو ضعيف جدا ". وقد مضى حديث آخر في اتخاذ العصا، ولكنه موضوع كما بينته هناك (535) .

1681 - " إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا ".

منكر.

رواه الترمذي (2 / 56) والبغوي في " شرح السنة " (3 / 559) .

من طريقين عن شداد أبي طلحة الراسبي عن أبي الوازع عن عبد الله بن مغفل قال: " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! والله إني لأحبك، فقال: انظر ما تقول، قال: والله إني لأحبك، فقال: انظر ما تقول، قال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات، فقال: فذكر ". وقال الترمذي: " حديث حسن غريب، وأبو الوازع الراسبي اسمه جابر بن عمرو، وهو بصري ". قلت: وهو من رجال مسلم، وكذا شداد أبو طلحة، ولكن في الشواهد، وقد تكلم بعض الأئمة فيهما، فقال ابن معين في الأول منهما:

 

(4/176)

 

 

" ليس بشيء ". وقال النسائي: " منكر الحديث ". ووثقه أحمد وابن معين. وكذلك وثقا الآخر، وضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث.

وقال العقيلي: " له غير حديث لا يتابع عليه ". وقال الدارقطني: " يعتبر به ". وقال الحاكم أبو أحمد: " ليس بالقوي عندهم ". قلت: فالراجح عندي أن هذا هو علة الحديث، وأنه حديث منكر. والله أعلم. وقد أوردهما الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال في الأول: " قال النسائي: منكر الحديث ". وقال في الآخر: " قال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا، وقال العقيلي: له أحاديث لا يتابع عليها ". وقال فيه الحافظ: " صدوق يخطيء ". وقال في الأول: " صدوق يهم ". والحديث عزاه السيوطي في " الجامعين " لـ " مسند أحمد " ولم أره فيه، ولا أورده أخونا السلفي في " فهرسه ".

1682 - " إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل ".

ضعيف.

أخرجه عبد بن حميد في " المسند " (142 / 1 - منتخبه) والعقيلي في " الضعفاء " (186) وأبو حفص الزيات في " حديثه " (ق 264 / 1) وتمام في " الفوائد "

 

(4/177)

 

 

(93 / 2) والطبراني في " المعجم الأوسط " (24 / 1 - زوائده) عن صالح المري عن ثابت البناني (زاد بعضهم: وميمون بن سياه وجعفر بن زيد) عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال الطبراني: " لم يروه عن ثابت إلا صالح ".

قلت: وهو ضعيف، وقال العقيلي عقب حديثه هذا: " لا يتابع عليه، وفيه رواية أخرى تشبه هذه في الضعف ". قلت: ويشير بالرواية الأخرى - فيما أظن - إلى حديث: " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ". وهو ضعيف أيضا، كما أشار إليه العقيلي، وقد بينت علته في " المشكاة " (723) ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ آخر نحوه، وسنده جيد، وقد خرجته في " الصحيحة " برقم (2728) . فهو يغني عن هذا.

1683 - " من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به ومن لم يفعل فهو أفضل، لأن الوضوء نور يوم القيامة مع سائر الأعمال ".

ضعيف جدا.

تمام الرازي في " فوائده " (6 / 112 / 2) وابن عساكر (17 / 246 / 1) من طريق أبي عمرو ناشب بن عمرو: حدثنا مقاتل بن حيان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته ناشب هذا، فقد قال البخاري: " منكر الحديث ". وضعفه الدارقطني. وهذا الحديث أصل القول الذي يذكر في بعض الكتب، وشاع عند المتأخرين أن الأفضل للمتوضئ أن لا ينشف وضوءه بالمنديل لأنه نور! وقد عرفت أنه أصل واه جدا فلا يعتمد عليه.

 

(4/178)

 

 

1684 - " أتى سائل امرأة وفي فمها لقمة، فأخرجت اللقمة فلفظتها فناولتها السائل، فلم تلبث أن رزقت غلاما، فلما ترعرع جاء ذئب فاحتمله، فخرجت أمه تعدو في أثر الذئب وهي تقول: ابني ابني، فأمر الله ملكا: الحق الذئب، فأخذ الصبي من فيه، وقال لأمه: إن الله يقرئك السلام، وقال: هذه لقمة بلقمة ".

ضعيف.

رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " (494 / 1 - 2) : حدثنا جعفر بن محمد وافاد أنبأنا علان منعما حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، الحكم بن أبان فيه ضعف من قبل حفظه، وقال الذهبي في " الضعفاء ": " ثقة، قال ابن المبارك: ارم به ". وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق عابد، وله أوهام ". وعلان هذا لم أعرفه، ولم أستطع قراءة اللفظة التي بعده من المخطوطة. وجعفر بن محمد وافاد لم أجد له ترجمة. والحديث أورده السيوطي في " زوائده على الجامع الصغير " كما في " الفتح الكبير "، من رواية ابن صصرى في " أماليه " عن ابن عباس. وهو من زوائده على " الجامع الكبير " أيضا.

 

(4/179)

 

 

1685 - " أتاني جبريل بقدر فأكلت منها، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع ".

باطل.

رواه ابن سعد (1 / 374) عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم مرفوعا. قلت: وهذا مرسل أومعضل، ورجاله ثقات، وقد وصله الحربي، فقال في " غريب

 

(4/179)

 

 

الحديث " (5 / 43 / 1) : حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن أسامة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " أتاني جبريل بقدر يقال لها: الكفيت، فأكلت منها أكلة، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع ". ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8 / 376) وقال: " غريب من حديث صفوان، تفرد به وكيع ". قلت: لكن ابنه سفيان ساقط الحديث، كما أفاده الحافظ في " التقريب "، وقال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2 / 253) : " قال فيه أبو زرعة: كان يتهم بالكذب. وقال الخطيب: والحديث باطل ".

وهو من الأحاديث التي سود بها السيوطي " الجامع الصغير "! ثم روى ابن سعد عن مجاهد وطاووس مرفوعا الشطر الثاني من الحديث.

1686 - " أتاني جبريل بهريسة من الجنة، فأكلتها، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع ".

موضوع.

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (165 / 1) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " (3 / 17) من طريق سلام بن سليمان: حدثنا نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " ولسلام غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه حسان، إلا أنه لا يتابع عليه ". وقال في أول ترجمته: " وهو عندي منكر الحديث ". قلت: وهو المدائني الطويل، قال الحافظ في " التقريب ": " متروك ". قلت: وشيخه نهشل - وهو ابن سعيد الورداني - مثله أوشر منه قال الحافظ:

 

(4/180)

 

 

" متروك، وكذبه إسحاق بن راهو يه ". وقال أبو سعيد النقاش: " روى عن الضحاك الموضوعات ". قلت: وهذا منها، وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق ابن عدي وقال: " نهشل كذاب، وسلام متروك، مرمي، وأحدهما سرقه من محمد بن الحجاج، وركب له إسنادا ". وابن الحجاج هذا هو الذي اشتهر بهذا الحديث ووضع له عدة أسانيد. قال ابن الجوزي وغيره: " وضعه محمد بن الحجاج اللخمي، وكان صاحب هريسة، وغالب طرقه تدور عليه، وسرقه منه كذابون ". نقله عنه السيوطي في " اللآلىء " (2 / 234) وأقره.

لكنه لم يلبث أن تعقبه في بعض طرقه الأخرى، فقد أورده من طريق الأزدي: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا عمرو بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة قال: " شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع، فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل، ثم قال: أين أنت عن أكل الهريسة؟ قال: فيها قوة أربعين رجلا ". قال ابن الجوزي: " قال الأزدي: إبراهيم ساقط، فنرى أنه سرقه وركب له إسنادا ".

فتعقبه السيوطي بقوله: " قلت: إبراهيم روى له ابن ماجة، وقال في " الميزان ": قال أبو حاتم وغيره: صدوق. وقال الأزدي وحده: ساقط. قال: ولا يلتفت إلى قول الأزدي، فإن في لسانه

 

(4/181)

 

 

في الجرح رهقا. انتهى، وحينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث، وقد أخرجه من طريقه ابن السني وأبو نعيم في الطب، وله طرق أخرى عن أبي هريرة ". قلت: لقد شغله نهمة التعقب على ابن الجوزي عن معرفة علة الحديث الحقيقية، وهي عمرو بن بكر وهو السكسكي الشامي. قال ابن عدي: " له أحاديث مناكير ".

وقال ابن حبان: " روى عن ابن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما الأوابد والطامات، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أومقلوبة ". وقال الذهبي في " الميزان ": " قلت: أحاديثه شبه موضوعة ". وقال الحافظ في " التقريب ": " متروك ". قلت: فهو آفة هذه الطريق، وقد وقع في " اللآلىء: " " عمر بن بكر " بضم العين، فإن كان هكذا وقع في أصل السيوطي في " موضوعات ابن الجوزي "، فيكون هو السبب في عدم انتباهه لهذه العلة، وهذا مما أستبعده. والله أعلم.

على أن في الإسناد علة أخرى، وهي ابن زبالة، فقد قال فيه الذهبي: " مجهول ". وقال ابن حبان: " يأتي عن المدنيين بالأشياء المعضلات، فبطل الاحتجاج به ". وأما الطرق الأخرى عن أبي هريرة التي أشار إليها السيوطي، فهي مع كونها معلولة كلها، فإن اللفظ فيها مخالف لحديث الترجمة، لأن نصه: " أمرني جبريل بأكل الهريسة لأشد بها ظهري، وأتقوى على عبادة ربي ". فأين هذا مما جاء في رواية ابن زبالة من الشكوى من قلة الجماع، وأن في الهريسة قوة

 

(4/182)

 

 

أربعين رجلا؟! ومع ذلك، فقد حكى السيوطي نفسه عن الخطيب وغيره أنه قال في حديث أبي هريرة هذا: " حديث باطل ". وهو الصواب، ولذلك فإن ابن عراق لم يحسن صنعا حين ذكر الحديث في " الفصل الثاني " من كتابه " تنزيه الشريعة " (2 / 253) مشيرا بذلك إلى متابعته للسيوطي في تعقبه على ابن الجوزي!

1687 - " أتاني جبريل عليه السلام فقال: أقرىء عمر السلام، وقل له: إن رضاه حكم وإن غضبه عز ".

موضوع.

رواه الطبراني (3 / 163 / 2) عن خالد بن يزيد العمري: أخبرنا جرير بن حازم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته العمري هذا، قال الذهبي في " الميزان ": " كذبه أبو حاتم ويحيى، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات ". ثم ساق له حديثا من بلاياه! وساق له الحافظ في " اللسان " حديثا آخر، وقال: " فهذا من وضع خالد "! وزيد العمي ضعيف. والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (9 / 69) : " رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه خالد بن يزيد العمري وهو ضعيف ". كذا قال، فسهل فيه القول، وحقه أن يقول: متهم بالكذب أوالوضع، ونحوذلك. وقوله: في " الأوسط ". لعله سهو، أوخطأ من الناسخ، وإلا فهو في " الكبير "

، في الموضع المشار إليه كما رأيت، وهو من موضوعات " الزيادة على الجامع الصغير "!

 

(4/183)

 

 

1688 - " أتاني ملك برسالة من الله تعالى، ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء، والأخرى في الأرض لم يرفعها ".

ضعيف.

رواه ابن عدي في " الكامل " (201 / 1) والثعلبي في " التفسير " (3 / 84 / 2) والواحدي في " الوسيط " (3 / 199 / 2) عن صدقة بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل صدقة هذا، فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب ". بل قال الذهبي في " الضعفاء ": " قال أحمد والبخاري: ضعيف جدا ". وقال ابن عدي في آخر ترجمته: " وأكثر أحاديثه مما لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ".

قلت: ولذلك فقد أصاب السيوطي في رمزه للحديث بالضعف، وإن كان لم يقع ذلك في كثير من نسخ " الجامع "، وأخطأ المناوي في قوله: " رمز المصنف لضعفه، وهو تقصير، بل حقه الرمز لحسنه، فإنه وإن كان فيه صدقة بن عبد الله الدمشقي، وضعفه جمع، لكن وثقه ابن معين ودحيم وغيرهما، وهو أرفع من كثير من أحاديث رمز لحسنها "! قلت: هذه مناقشة بطريق الإلزام، وذلك غير لازم بالنسبة لغير السيوطي كالمناوي كما هو ظاهر، فإن الحديث يجب أن ينقد بالنظر إلى إسناده فقط لا بالنسبة للأحاديث التي رمز لها السيوطي بالحسن! فإذا أدى النظر إلى أنه ضعيف كما هو الواقع الذي بينا، فلا يجوز رده بأن السيوطي حسن ما دونه، كما لا يخفى. وأما استناده على توثيق ابن معين ودحيم، ففيه نظر من وجهين:

الأول: أن ابن معين ضعفه مع الجمهور كما في " الجرح والتعديل " (2 / 1 / 429) و" الميزان " و" التهذيب " وغيرها، ولم أجد أحدا ذكر عنه التوثيق!

 

(4/184)

 

 

والآخر: أن دحيما، ذكروا عنه فيه ثلاث روايات: الأولى: التوثيق. والثانية: مضطرب الحديث، ضعيف. والثالثة: لا بأس به.

فإذا اختلفت الرواية عنه، فالأخذ بما وافق منها أقوال الأئمة الآخرين هو الواجب، ولاسيما، وهي جارحة، والجرح مقدم على التعديل، ثم هو جرح مفسر بقول دحيم نفسه: " مضطرب الحديث "، ونحوه قول مسلم فيه: " منكر الحديث ". فقوله في " التيسير " بناء على كلامه المذكور في " الفيض ": " فهو حسن ". خطأ بين، وإن تبعه العزيزي في " شرحه " كما نقله عنه المعلقون على " الجامع الكبير " (1 / 106) مقلدين له، والله المستعان. وقد ذكره الذهبي تبعا لابن عدي فيما أنكر على صدقة!

1689 - " أنا أعربكم، أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر ".

موضوع.

رواه ابن سعد (1 / 113) : أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا سند تالف، محمد بن عمر هذا، هو الواقدي، وهو كذاب، ومع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير "، من رواية ابن سعد هذه! ولم يتكلم المناوي عليه بشيء! وزكريا بن يحيى وأبوه لم أجد من ذكرهما.

 

(4/185)

 

 

1690 - " أنزل الله علي أمانين لأمتي " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "، إذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة ".

ضعيف.

رواه الترمذي (2 / 181) عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه مرفوعا، وضعفه بقوله: " هذا حديث غريب، وإسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث ". قلت: وشيخه عباد بن يوسف مجهول كما في " التقريب ". وبالأول أعله المناوي أيضا في " الفيض "، وجزم بضعف إسناده في " التيسير ".

 

(4/186)

 

 

1691 - " دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر ".

ضعيف.

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن لال عن أنس، وتعقبه المناوي بأنه: رواه من هو أشهر منه وهو البزار، وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. قال المنذري: ضعيف. وقال الهيثمي كشيخه العراقي: فيه هانىء بن المتوكل ضعفوه ".

قلت: قد رواه من غير طريقه تمام الرازي في " الفوائد " (6 / 118 / 1) وعنه ابن عساكر (15 / 460 / 1) من طريق قاسم بن عثمان الجوعي: حدثنا جعفر بن عون عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك به. قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته مسلم هذا وهو ابن كيسان الضبي الملائي. قال الحافظ: " ضعيف ". بل قال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ":

 

(4/186)

 

 

" تركوه ". والحديث أورده السيوطي أيضا بلفظ: " اتركوا الدنيا ... " إلخ، من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس. فقال المناوي: " رمز المصنف لضعفه، وذلك لأن فيه من لا يعرف، لكن فيه شواهد تصيره حسنا لغيره ".

قلت: ولا أعلم له شاهدا واحدا، فضلا عن شواهد! فنحن مع الضعف الظاهر حتى الآن إلى أن يظهر لنا ما يشهد له فينقل إلى الكتاب الآخر. وقد وقفت على إسناده عند الديلمي، فوجدته عنده (1 / 1 / 15 - مختصره) من طريق أبي الفيض ختن الأوزاعي عن الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس به. وأبو الفيض هذا يظهر أنه يوسف بن السفر، وهو متهم بالكذب، لكني لم أر من ذكر أنه كان ختنا للأوزاعي، يعني زوج ابنته، وإنما ذكروا أنه كان كاتبه. والله أعلم. قلت: ومقتضى كلام المناوي المتقدم، أن الحديث حسن عنده، ولكنه في " التيسير " رأيته قد ضعفه ولم يحسنه، وهو الصواب الذي غفل عنه لجنة تحقيق " الجامع الكبير "، فنقلوا كلام المناوي المتقدم في تحسينه، وأقروه!!

1692 - " المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم ".

منكر.

رواه العقيلي (ص 16) وتمام في " الفوائد " (48 / 1) وابن عساكر (17 / 93 / 2) عن يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي الحراني: حدثنا إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. وقال العقيلي:

 

(4/187)

 

 

" هذا الحديث باطل لا أصل له. وهذا الكلام يروى عن ابن أبجر وهو عبد الملك بن سعيد عن أبيه ". ثم ساق سنده من كلامه. وقال الذهبي: " هذا منكر، وإبراهيم ليس بعمدة ". ونقل الحافظ في اللسان كلام العقيلي هذا وأقروه، وسبقه إلى ذلك شيخه العراقي في " تخريج الإحياء " (2 / 90) . ويحيى البابلتي ضعيف أيضا كما في " التقريب ". والحديث رواه البيهقي أيضا في " شعب الإيمان " كما في " المشكاة " (4566) .

1693 - " آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك، آجالها في التسبيح، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها، وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء ".

موضوع.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (444) وعنه ابن عساكر (17 / 456 / 1) عن الوليد بن موسى الدمشقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعا، وقال: " الوليد بن موسى

الدمشقي أحاديثه بواطيل لا أصول لها، ليس ممن يقيم الحديث، منها: ". ثم ساق له حديثين هذا أحدهما، وقال: " لا أصل له من حديث الأوزاعي ولا غيره ". وأقره ابن عساكر. وقال الحافظ في " اللسان ": " وهذا منكر جدا ". وقال الذهبي:

 

(4/188)

 

 

" وله حديث موضوع ". قلت: وأظن أنه عنى هذا، وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3 / 222) من طريق العقيلي فأصاب. وجعجع حوله السيوطي في " اللآلىء " (2 / 421) دون طائل، وإن تبعه ابن عراق (2 / 366) ، فإن العقيلي ومن وافقه، أعلم منه بهذا الفن وأكثر. وقال ابن عراق: " قلت: وقع في " النكت البديعات " أن الوليد الذي في سند هذا الحديث هو الوليد بن مسلم، وتعقبه بأن الوليد بن مسلم من رجال " الصحيحين "، وهو وهم، فإنما هو الوليد بن موسى، وفي ترجمته في " اللسان " أورد الحافظ ابن حجر الحديث،

وقال: منكر جدا. والله أعلم ".

1694 - " إن الله جعل رزق هذه الأمة في سنابك خيلها، وأزجة رماحها ما لم يزرعوا، فإذا زرعوا صاروا من الناس ".

ضعيف.

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (5 / 335) : حدثنا وكيع أخبرنا سفيان عن برد عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، وبرد - وهو ابن سنان الشامي - ضعفه ابن المديني وأبو حاتم، ووثقه الجمهور. ومكحول هو الشامي، قال الحافظ: " ثقة فقيه كثير الإرسال ". فعلة الحديث الإرسال.

وقد استنكرت منه قوله: " ما لم يزرعوا ... " إلخ. فإنه ينافي الأحاديث التي فيها الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة، تجد الكثير الطيب منها في " الترغيب " (3 / 244 - 245) وبعضها في " غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام " (رقم 157 - 159) .

 

(4/189)

 

 

والشطر الأول منه يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ... " الحديث.

وهو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " (104) و" الإرواء " (1269) . ثم إن حديث الترجمة مما فات السيوطي في " جامعيه ": " الصغير " و" ذيله " و" الجامع الكبير "، والمناوي في " الجامع الأزهر "، والله سبحانه ولي التوفيق.

1695 - " اتخذوا الديك الأبيض فإنه صديقي وعدوعدوالله، وكل دار فيها ديك أبيض لا يقربها الشيطان ولا ساحر ".

موضوع.

رواه الحازمي في " الفيصل " (41 / 2) عن شفام قال: حدثنا معلل بن {نفيل} قال: أخبرنا محمد بن محصن قال: أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال: " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وفي

إسناده غير واحد من المجهولين والضعفاء ". قلت: شفام ومعلل لم أعرفهما.

لكن محمد بن محصن، نسب إلى جده واسم أبيه إسحاق، قال الدارقطني: " يضع الحديث ". ومن طريقه رواه الطبراني في " الأوسط "، وقال الهيثمي (5 / 117) : " فيه محمد بن محصن العكاشي كذاب ".

نقله المناوي وأقره، ومع ذلك سود السيوطي بالحديث " الجامع "! وسكت عنه في " التيسير "!!

 

(4/190)

 

 

1696 - " اتق الله فيما تعلم ".

ضعيف.

رواه الترمذي (3 / 381) وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (53 / 2) عن سعيد بن أشوع عن يزيد بن سلمة أنه قال: يا رسول الله! إني قد سمعت منك حديثا كثيرا، أخاف أن ينسيني أوله آخره، فحدثني بكلمة تكون جماعا، فقال: فذكره.

 

(4/190)

 

 

وكذا رواه البيهقي في " الزهد الكبير " (ق 109 / 1) وقال الترمذي: " هذا حديث ليس إسناده بمتصل، هو عندي مرسل، ولم يدرك عندي ابن أشوع يزيد بن سلمة ". قلت: وسعيد هو ابن عمرو بن أشوع، وهو ثقة، ولكنه لم يدرك يزيد بن سلمة الجعفي، كما أفاده الترمذي وصرح به المزي، فالحديث ضعيف لانقطاعه، وبه أعله السيوطي في " الجامع الكبير ".

1697 - " اتق يا علي دعوة المظلوم، فإنما يسأل الله حقه، وإن الله لن يمنع ذا حق حقه ".

ضعيف.

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (9 / 301 - 302) من طريق صالح بن حسان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل صالح بن حسان هذا، ترجمه الخطيب وروى تضعيفه عن جماعة من الأئمة كابن معين والبخاري وأبي

داود وغيرهم، وقال الحافظ في " التقريب ": " متروك ". والحديث عزاه في " المشكاة " (5134) للبيهقي في " شعب الإيمان ".

 

(4/191)

 

 

1698 - " اتقوا أبواب السلطان وحواشيها، فإن أقرب الناس من السلطان وحواشيها أبعدهم من الله، ومن آثر سلطانا على الله جعل الله الفتنة في قلبه ظاهرة وباطنة، وأذهب عنه الورع، وتركه حيران ".

موضوع.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 42) والديلمي في " المسند " (1 / 1 / 44 - مختصره) عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الله بن أبي الأسود

 

(4/191)

 

 

الأصبهاني عن ابن عمر مرفوعا. أورده في ترجمة عبد الله هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي متهم بالكذب، فهو آفة الحديث.

والحديث عزاه في " الفتح الكبير " للحسن بن سفيان والديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر، وأشار في " الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس " إلى إعلاله بعنبسة هذا.

1699 - " اتقوا الحجر الحرام في البنيان، فإنه أساس الخراب ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 155، 313) والخطيب (5 / 106) والديلمي (1 / 1 / 44) والقضاعي (56 / 2) وابن عساكر (16 / 395 / 1) عن معاوية بن يحيى عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل معاوية بن يحيى وهو الصيرفي، قال الذهبي في " الضعفاء ": " ضعفوه ". قلت: وهو منقطع أيضا، فإن حسانا هذا إنما يروي عن ابن عمر بواسطة مولاه نافع.

ولذلك قال ابن الجوزي: " حديث لا يصح، ومعاوية ضعيف، وحسان لم يسمع من ابن عمر ".

نقله عنه المناوي وتعقبه بقوله: " لكن له طرق وشواهد، وممن رواه البيهقي والديلمي وابن عساكر والقضاعي في " الشهاب " وقال شارحه: غريب جدا ". وما أشار إليه من الطرق والشواهد، لم أجد له أثرا، ولعله يعني شواهد عامة في الأمر بالكسب الحلال، والنهي عن الكسب الحرام، ولا يخفى أن مثل هذا لا يجدي في تقوية مثل هذا اللفظ، ولعله لذلك لم يعتمده في " التيسير "، بل أقر فيه ابن الجوزي في قوله المتقدم: " لا يصح ".

 

(4/192)

 

 

1700 - " اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (274 / 1) والبيهقي في " السنن الكبرى " (10 / 211) والديلمي في " المسند " (1 / 1 / 43) عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده مرفوعا، وقال: " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع عليها ".

قلت: وهو ضعيف جدا، وفي " الضعفاء " للذهبي: " قال الشافعي: ركن من أركان الكذب.

وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. وقال آخرون: ضعيف ". ومن طريقه رواه الحلواني أيضا، كما في " الجامع الصغير "، وقال شارحه المناوي: " سكت عليه، فلم يرمز له بضعف وغيره، ومن قال: إنه رمز لضعفه، فقد وهم، فقد وقفت على نسخته بخطه، ولا رمز فيها، إن سلم عدم وضعه، فقد علمت القول

في كثير، وقال الزين العراقي: رواه ابن عدي من حديث عمرو بن عوف هذا وضعفه. انتهى. فعزوالمصنف الحديث لابن عدي وسكوته عما أعله به غير مرضي، ولعله اكتفى بإفصاحه بكثير ". قلت: وسكت عنه المناوي أيضا في " التيسير "، أفلا يقال فيه ما قاله هو في السيوطي؟! هذا، ولعل أصل الحديث موقوف، فرفعه كثير عمدا أوخطأ، فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه، في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود وأبي مسلم الخولاني التابعي الجليل، لا بأس من ذكرها لما فيها من علم وخلق كريم، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا، وأن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا وسما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق، فأخرج الطبراني في " مسند الشاميين " (ص 298) بسند جيد عن الخولاني: أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود، فتذاكروا الإيمان، فقلت: أنا مؤمن. فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة؟ فقلت: لا أدري مما يحدث الليل والنهار.

 

(4/193)

 

 

فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة. قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية، كافر السريرة كافر العلانية، مؤمن العلانية كافر السريرة؟ قال: نعم. قلت: فمن أيهم أنت؟ قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية. قال أبو مسلم: قلت: وقد أنزل الله عز وجل: " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن "، فمن أي الصنفين أنت؟ قال: أنا مؤمن. قلت: صلى الله على معاذ. قال: وما له؟ قلت: كان يقول: " اتقوا زلة الحكيم ". وهذه منك زلة يا ابن مسعود!

فقال: أستغفر الله. وأقول: رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه، وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فابن مسعود نظر إلى المآل، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم، وهذا نظر إلى الحال، ولهذا وافقه ابن مسعود، وأما استغفاره، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. والله أعلم.

1701 - " أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبه أفواها وأصدقه لقاء ".

موضوع.

رواه ابن منده في " المعرفة " (2 / 26 / 2) عن الطبراني، وهذا في " الأوسط " (2964 - بترقيمي) بسنده عن سليمان الشاذكوني: أخبرنا محمد بن حمران أخبرنا أبو عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده وكانت له صحبة، قال: " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصابة قد أقبلت، قال: أتتكم الأزد أحسن الناس ... الحديث، ونظر إلى كبكة قد أقبلت، فقال: من هذه؟ قالوا: هذه بكر بن وائل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أجبر كسرهم. الحديث، وقد ذكر في محله ". وقال الطبراني: " تفرد به الشاذكوني بهذا الإسناد ".

 

(4/194)

 

 

قلت: وهذا سند واه بمرة، سليمان هو ابن داود الشاذكوني، قال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ". " قال ابن معين: كان

يكذب. وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: متروك ". وأبو عمران وأبو هـ لا يعرفان، كما قال الحافظ في ترجمة عبد الرحمن والد عبد الله من " الإصابة ". وعزاه الهيثمي (10 / 46) للطبراني في " الكبير " أيضا، وقال: " ... الشاذكوني ضعيف "!

1702 - " أتحسبون الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة أن يمتلئ أحدكم غيظا ثم يغلبه ".

ضعيف.

رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (740) وابن وهب في " الجامع " (ص 65) وأبو عبيد (4 / 1) بسند صحيح عن عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس يتجاذون مهراسا فقال: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف لإرساله.

 

(4/195)

 

 

1703 - " إذا كان أحدكم على وضوء فأكل طعاما فلا يتوضأ، إلا أن يكون لبن الإبل، إذا شربتموه فتمضمضوا بالماء ".

ضعيف.

أخرجه تمام في " الفوائد " (122 / 2) والطبراني (7646) عن سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا عبد الرحمن بن سوار الهلالي حدثنا حصين بن الأسود الهلالي حدثنا أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن وحصين الهلاليان لم أجد لهما ترجمة. وسليمان بن عبد الرحمن هو الدمشقي، كما صرح المؤلف به في " الصغير " (741 - الروض) و" الأوسط " (59 و64 و69 - ط) في أحاديث أخرى، وهو ابن بنت شرحبيل، صدوق يخطىء، ولم يعرفه الهيثمي، فقال في " المجمع " (1 / 252) :

 

(4/195)

 

 

" رواه الطبراني في " الكبير "، ورجاله لم أر من ترجم أحدا منهم "! والحديث عزاه في " الفتح الكبير " للطبراني أيضا والضياء!

1704 - " ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به، لينظر الناس إليه، لم ينظر الله إليه حتى ينزعه ".

ضعيف جدا.

أخرجه تمام في " الفوائد " (125 / 1) وكذا الطبراني في " الكبير " (23 / 283 / 618) من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن محمد بن عبد الملك بن مروان عن أبيه عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان: الأولى: عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، قال الذهبي في " الميزان ": " أنى له العدالة وقد سفك الدماء وفعل الأفاعيل؟! ". وقال الحافظ في " التقريب ": " كان طالب علم قبل الخلافة، ثم اشتغل بها، فتغير حاله، ملك ثلاث عشرة سنة استقلالا، وقبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين ". والأخرى: عبد الخالق بن زيد. قال النسائي: " ليس بثقة ". وقال البخاري: " منكر الحديث ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني، فقال المناوي: "

وضعفه المنذري. قال الهيثمي: فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف. وبه عرف ما في رمز المؤلف لحسنه ".

 

(4/196)

 

 

1705 - " خللوا لحاكم وأظفاركم، إن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر ".

موضوع.

رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " (188 / 1 مجموع 24) وعنه ابن عساكر (15 / 232 / 1) وتمام الرازي (8 / 122 / 1) من طريق عيسى بن عبد الله عن عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا. ومن

هذا الوجه رواه الخطيب في السادس من " الجامع "، كما في " المنتقى منه " (19 / 2) . قلت: وهذا موضوع، آفته عثمان بن عبد الرحمن، وهو الزهري الوقاصي، روى ابن عساكر (12 / 239 / 1) عن صالح بن محمد الحافظ أنه قال: " كان يضع الحديث ". وقال ابن حبان: " كان يروي عن الثقات الموضوعات ". وعيسى بن عبد الله، لم يتبين لي الآن من هو؟ والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب في " الجامع " وابن عساكر عن جابر. وبيض له المناوي فلم

يتكلم عليه بشيء!!

 

(4/197)

 

 

1706 - " خلقان يحبهما الله، وخلقان يبغضهما الله، فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء والسماحة، وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس ".

موضوع.

ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في الشعب عن ابن عمرو، وزاد المناوي في تخريجه: " وأبو نعيم والديلمي والأصبهاني وغيره ". ثم لم يتكلم على إسناده بشيء.

 

(4/197)

 

 

وقد وقفت عليه في " جزء أحاديث عن شيوخ الإجازة " تخريج القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي (152 / 1 مخطوط الظاهرية 37 مجموع) خرجه من طريق محمد بن يونس الكديمي: حدثنا أبو عاصم الكلابي حدثنا جدي عبيد الله بن الوازع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. ثم وجدته في " المنتقى من حديث أبي بكر بن سلمان الفقيه " (101 / 2) من هذا الوجه، إلا أنه قال: " عمرو بن عاصم " بدل: " أبو عاصم "، ثم وجدته في " حديث الكديمي " (32 / 1) رواية أبي نعيم مثل رواية أبي بكر الفقيه، وهو الصواب، فإن عمرو بن عاصم هو الكلابي وجده عبيد الله بن الوازع،

وجده مجهول. والكديمي وضاع معروف. ثم رأيته في " شعب الإيمان " للبيهقي (2 / 249 / 2) والأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (114 / 1) والديلمي أيضا من طريق أبي نعيم (2 / 135) من هذا الوجه.

1707 - " خليلي من هذه الأمة أويس القرني ".

منكر.

رواه ابن سعد في " الطبقات " (6 / 113) وعنه ابن عساكر (3 / 107 / 2) عن سلام بن مسكين قال: حدثني رجل قال: فذكره مرفوعا. قلت: ورجاله ثقات، لكنه مرسل، لأن سلام بن مسكين من أتباع التابعين، فالرجل الذي حدثه

أحسن أحواله أنه تابعي، ولا يمكن أن يكون صحابيا فثبت أنه مرسل. ثم إن الحديث منكر عندي لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور: " ... وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولوكنت متخذا من أمتي خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا ".

الحديث رواه مسلم وغيره.

 

(4/198)

 

 

1708 - " خمس تفطر الصائم وتنقض الوضوء: الكذب والغيبة والنميمة والنظر بالشهو ة واليمين الفاجرة ".

موضوع.

رواه أبو القاسم الخرقي في " عشر مجالس من الأمالي " (224 / 2) عن عثمان بن سعيد: حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن الحجاج عن جابان عن أنس مرفوعا. والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من هذه الطريق، وقال: " موضوع " وأقره السيوطي في " اللآلىء " (2 / 106) وزاد ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (272 / 1) ، فقال: " قلت: رواه أبو الفتح الأزدي في " الضعفاء " في ترجمة محمد بن الحجاج الحمصي، وأعله به وقال: لا يكتب حديثه، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1 / 258 - 259) : " سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث كذب. انتهى، واقتصر الشيخ الإمام تقي الدين السبكي في " شرح المنهاج " على تضعيفه. والله أعلم ". قلت: هذا الاقتصار قصور، سيما وهو مخالف لحكم إمام من الأئمة النقاد، ألا وهو أبو حاتم، وقد تبعه عليه ابن الجوزي ثم السيوطي على تساهله الشديد الذي عرف به! على أنه لم يسلم موقفه تجاه الحديث من التناقض، فقد أورد الحديث في الجامع الصغير من رواية الأزدي في " الضعفاء "، وقد علمت من كلام ابن عراق أن الطريق واحد!

 

(4/199)

 

 

1709 - " بريء من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة ".

ضعيف.

رواه الطبراني (1 / 205 / 2) من طريق عمر بن علي المقدمي عن مجمع بن يحيى بن جارية قال: سمعت عمي خالد بن زيد الأنصاري قال: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأن خالد بن زيد، وهو ابن حارثة الأنصاري لم تثبت صحبته. قال الحافظ في " الإصابة " (1 / 405) بعدما عزاه لأبي يعلى والطبراني:

 

(4/199)

 

 

" إسناده حسن، لكن ذكره البخاري، وابن حبان في (التابعين) ".

ونقله المناوي وأقره، ولم يزد عليه بشيء، وعزاه أصله لهناد، يعني في " الزهد " (رقم: 1060) . وأنا أقول: إن كان مدار الحديث عنده وعند أبي يعلى من طريق عمر بن علي المقدمي الذي في طريق الطبراني، ففيه علة أخرى غير الإرسال، وهي تدليس المقدمي هذا، قال الحافظ: " كان يدلس شديدا "! قلت: ويعني به تدليس السكوت، كأن يقول: " حدثنا " أو" سمعت "، ثم يسكت، ثم يقول: " هشام بن عروة " أو" الأعمش " موهما أنه سمع منهما، وليس كذلك! وانظر الحديث (921) . ثم وجدت في مسودتي أن الحديث أخرجه ابن حبان في كتاب " الثقات " (4 / 202) من طريق أبي يعلى بسنده عن ابن المبارك عن مجمع بن يحيى به، وقال: " مرسل ". وأنه رواه أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " (26 / 2) عن سليمان بن شرحبيل: حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري عن عمه عمر بن حارث عن أنس بن مالك مرفوعا به، دون قوله: " وأعطى في النائبة ".

ومن هذا الوجه رواه الثعلبي أيضا في " تفسيره " (3 / 181 / 1 - 2) . قلت: وهذا إسناد غريب، عمر بن حارث عم عمارة بن غزية، لم أجد له ترجمة، ولم يذكروا في ترجمة عمارة بن غزية أنه يروي عن عمه هذا، وإنما عن أبيه غزية بن الحارث!

وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن المدنيين، وهذه منها. وسليمان بن شرحبيل، وكتب كاتب " الفوائد " على " شرحبيل " " شراحيل " كأنه يعني نسخته.

ولم أجد في هذه الطبقة من اسمه سليمان بن شرحبيل أوشراحيل. ثم رأيت الحديث في " الزهد " لهناد (1060) من طريق آخر عن مجمع بن يحيى. فانحصرت العلة في الإرسال في هذا الوجه. والله أعلم.

 

(4/200)

 

 

1710 - " خمس من العبادة: قلة الطعام عبادة والقعود في المساجد عبادة والنظر في المصحف من غير قراءة عبادة، والنظر في وجه العالم عبادة، وأظنه قال: والنظر في وجه الوالدين عبادة ".

ضعيف جدا.

رواه عفيف الدين أبو المعالي في " فضل العلم " (115 / 1) عن سليمان بن الربيع النهدي: حدثنا همام بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، سليمان بن الربيع النهدي تركه

الدارقطني. ومثله شيخه همام بن مسلم.

 

(4/201)

 

 

1711 - " ائتدموا ولوبالماء ".

ضعيف.

أخرجه تمام في " الفوائد " (ق 162 / 1) والطبراني في " جزء من حديثه " (ق 27 / 1) والخطيب في " التاريخ " (7 / 430) من طريق غزيل بن سنان الموصلي: حدثنا عفيف بن سالم عن سفيان عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته ليث وهو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لاختلاطه. وأما عفيف بن سالم فصدوق كما في " الميزان " و" التقريب ". وأما غزيل بن سنان الموصلي، فلم أعرفه، ولعله الذي في " الجرح والتعديل " (2 / 3 / 59) : " غضير (وفي نسخة: غصين) ابن سنان الضبي، روى عن ... (بياض) سمع منه أبي، وسألته عنه فقال: لا بأس به ".

والحديث عزاه السيوطي لـ " أوسط الطبراني "، فقال المناوي: " وكذا أبو نعيم والخطيب. قال الهيثمي: وفيه غزيل بن سنان لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، فيه مجهول، وآخر ضعيف ".

 

(4/201)

 

 

وما نقله المناوي عن الهيثمي هو في كتاب " الأطعمة " من " المجمع " (5 / 35) وقوله: " وبقية رجاله ثقات " ذهو ل عن ليث، فإنه ضعيف معروف الضعف، فتنبه!

1712 - " أتدرين ما خرافة؟ كان رجلا في بني عذرة، أسرته الجن، فمكث فيهم دهرا ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة ".

ضعيف.

رواه الترمذي في " الشمائل " (2 / 58 - 59) وأحمد (6 / 157) والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (9 / 234 / 2) عن مجالد بن سعيد عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نساءه حديثا فقالت امرأة منهن: يا رسول الله هذا حديث خرافة، قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير مجالد بن سعيد، فإنه ليس بالقوي كما في " التقريب ". فإذا عرفت ضعف الحديث، فلا وجه لما نقله فيه " المقاصد الحسنة " عن أبي الفرج النهرواني أنه قال في " الجليس الصالح " له: " عوام الناس يرون أن قول القائل هذه خرافة، معناه أنه حديث لا حقيقة له، ولا أصل له وقد بين ذلك الصادق المصدوق ".

قال السخاوي: " ونحوه قول ابن الأثير في " النهاية ": أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث وعلى كل ما يستملح، ويتعجب منه، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خرافة حق ".

قلت: لقد أحسن ابن الأثير بإشارته إلى ضعف الحديث بتصديره إياه بقوله: " ويروى "، وكان الواجب على السخاوي أن يوضح ذلك ويكشف عن علته كما فعلنا، لأن كتابه موضوع لذلك! ومن عجيب أمره أنه قال:

 

(4/202)

 

 

" رواه الترمذي في " السمر " من " جامعه "، بل وفي " الشمائل النبوية " وأحمد وأبو يعلى في " مسنديهما " كلهم من حديث عامر الشعبي ... ". فكان عليه أن يقول: " كله من حديث مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي "، لأن مجالدا هو علة الحديث فأغفلها. والله المستعان. ثم إن الحديث لم يروه الترمذي في " جامعه "، فاقتضى التنبيه.

1713 - " أتدرين ما حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم حينا، فرجع إلى الإنس، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن، وبأعاجيب لا تكون في الإنس، فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم، فأمرته أن يتزوج، فقال: إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أوبعض ما تكرهين، فلم تزل به حتى زوجته، فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ولأمه، ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، قال: وكانت ليلة امرأته، فكان عندها، وأمه وحدها، فسلم عليها مسلم، فردت السلام ثم قال: هل من مبيت؟ قالت: نعم، قال: فهل من عشاء؟ قالت: نعم، قال: فهل من محدث يحدثنا؟ قالت: نعم، أرسل إلى ابني يحدثكم، قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟ قالت: هذه إبل وغنم ... ".

ضعيف جدا.

ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " (34 / 1 - 2) عن عثمان بن معاوية عن ثابت عن أنس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه بمرة، عثمان بن معاوية. قال ابن حبان: " شيخ يروي الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت قط

، لا تكتب روايته إلا على سبيل القدح ".

 

(4/203)

 

 

ثم ساق له هذا الحديث. وتعقبه الحافظ في " اللسان "، فقال: " وهذا الحديث الذي أنكره ابن حبان على هذا الشيخ، قد أورده ابن عدي في " الكامل " في ترجمة علي بن أبي سارة من روايته عن ثابت عن أنس، فتابع عثمان بن معاوية. وعلي بن أبي سارة ضعيف، وقد أخرج له النسائي ". وأقول: هذه المتابعة لا تجدي لأن ابن أبي سارة ضعفه البخاري جدا بقوله: " فيه نظر ". كما رواه ابن عدي عنه. ثم ساق له أحاديث هذا أحدها، ثم قال: (287 / 2) : " كلها غير محفوظة وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضا ".

ثم إن نص حديثه يختلف عن نص المشهو د له، فإنه قال في أوله: " حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة مرة حديثا، فقالت: لولا أنك حدثتني بهذا يا رسول الله لظننت أنه حديث خرافة، فقال لها: يا عائشة! وهل تدرين ما خرافة؟ قالت

: لا، قال: فإن خرافة كان رجلا من بني عذرة، سبته الجن، فكان معهم، فإذا استرقوا السمع من السموات حدث بعضهم بعضا بذلك، فسمعه خرافة منهم، فيحدث به بني آدم، فيحدثونه كما يقول. وذكر الحديث ".

1714 - " ابن آدم أطع ربك تسمى عالما، ولا تعصه فتسمى جاهلا ".

موضوع.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (6 / 345) والخطيب في " الفوائد الصحاح والغرائب " (جـ 2 رقم الحديث 10 - نسختي) من طريق علي بن زياد المتوثي: حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء حدثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وليس عند أبي نعيم (ابن آدم) . وقال: (عاقلا) مكان: (عالما) ، وقالا: هو والخطيب، واللفظ لهذا:

 

(4/204)

 

 

" حديث غريب جدا من حديث مالك بن أنس، تفرد بروايته عنه عبد العزيز بن أبي رجاء ". قلت: قال الذهبي في " الميزان ":

" قال الدارقطني: متروك. له مصنف موضوع كله ". ثم ساق له هذا الحديث، وقال: " هذا باطل على مالك ". وأقره الحافظ في " اللسان ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (1 / 104 / 2) من رواية الخطيب في " رواة مالك " دون قوله " ابن آدم "، أي مثل رواية أبي نعيم. وأورده في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم، بلفظ الترجمة المخالفة للتي ذكرتها آنفا.

وتعقبه المناوي بعدما نقل كلام الذهبي بقوله: " وقد اقتصر المؤلف على الرمز لتضعيفه، وكان الأولى حذفه ". ثم تردد المناوي في هذا الحكم فقال في " التيسير ": " وهو ضعيف بل قيل: موضوع ".

1715 - " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان، فمن الشيطان ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (1 / 237 و335) وابن سعد في " الطبقات " (8 / 24 - أوربا) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: " لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون، فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن بسوطه، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: دعهن يا عمر يبكين، ثم قال: (فذكره) ، فقعدت فاطمة على شفير القبر

 

(4/205)

 

 

إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت تبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف

ثوبه ". قلت: وهذا سند ضعيف، علي بن زيد هو ابن جدعان، جزم الحافظ في " التقريب " أنه " ضعيف ".

1716 - " ابن أختكم منكم وحليفكم منكم ومولاكم منكم، إن قريشا أهل صدق وأمانة، فمن بغى لها العواثر، أكبه الله في النار لوجهه ".

ضعيف.

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (75) والسري بن يحيى في: " حديث الثوري " (200 / 2) وابن أبي عاصم في " السنة " (147 / 2) والحاكم (4 / 73) وأحمد (4 / 340) والشافعي الشطر الثاني منه (1845 - ترتيبه) من طريق إسماعيل بن عبيد بن رفاعه عن أبيه عن جده قال: " جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابن أختنا وحليفنا ومولانا، فقال:.... " فذكره. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! وهو القائل في إسماعيل هذا: " ما علمت روى عنه سوى عبد الله بن عثمان بن خثيم ". ولهذا قال الحافظ " مقبول ". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. قلت: وقد وجدت للشطر الثاني منه شاهدا من حديث جابر مرفوعا به، إلا أنه قال: " إلا كبه الله عز وجل لمنخريه ". أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (3 / 320 / 1 - 2) من طريق المسور بن عبد الملك بن عبيد بن سعيد بن يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن نفيل - من بني عدي - عن أبيه قال: " جئت جابر بن عبد الله الأنصاري في فتيان من قريش، فدخلنا عليه بعد أن كف

 

(4/206)

 

 

بصره، فوجدنا حبلا معلقا في السقف، وأقراصا مطروحة بين يديه أو خبزا، فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها، وأخذ الحبل حتى يأتي المسكين فيعطيه، ثم يرجع بالحبل حتى يقعد، وقلت له: عافاك الله! نحن إذا جاء المسكين أعطيناه، فقال: إني أحتسب المشي في هذا، ثم قال: ألا أخبركم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: سمعته يقول: فذكره ".

قلت: وهذا سند ضعيف، من دون جابر لم أعرفهم، غير المسور بن عبد الملك ترجمه ابن أبيه حاتم (4 / 1 / 298) من رواية جمع من الثقات ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وفي " الميزان " عن الأزدي: " ليس بالقوي ".

قلت: فهذا القدر من الحديث حسن بمجموع الطريقين، ولذلك أوردته في " الصحيحة " (1688) كما أخرجت في (776) الجملة الأولى منه، والجملة الثالثة (1613) . والله أعلم.

1717 - " إياكم والحمرة، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان ".

ضعيف.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (18 / 148 / 317) من طريق بكر بن محمد بن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن البصري عن عمران بن حصين مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري مدلس وقد عنعنه. وسعيد بن بشير ضعيف، كما في " الإصابة " وغيره. وقد اختلف عليه في إسناده. فرواه بكر عنه هكذا. وأخرجه الحسن بن سفيان في " مسنده " من طريق يحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن عثمان كلاهما عنه فقال: عن " عبد الرحمن بن يزيد بن رافع " بدل: " عمران بن حصين ". وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق محمد (بن) بلال عن سعيد بهذا الإسناد، لكنه سمى جده راشدا.

 

(4/207)

 

 

وكذا أخرجه ابن منده من طريق الوحاظي، كما في " الإصابة ". وأخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " (ق 263 / 2) عن سعيد بن بشير مثل رواية ابن سفيان عنه.

1718 - " إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب ذي شهرة ".

ضعيف جدا.

رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " (283 / 2) والطبراني في " الأوسط " (7858 - بترقيمي) عن ابن جريج: أخبرني أبو بكر الهذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي مرفوعا. ومن هذا الوجه أخرجه ابن عدي (169 / 2) والجوزقاني في " الأباطيل " (646) وقال: " باطل ". وقال ابن عدي: " أبو بكر الهذلي في حديثه ما لا يحتمل ولا يتابع عليه ". وعنه علقه ابن منده في " المعرفة " (2 / 198 / 1) . وقال ابن حجر الهيثمي في " أحكام اللباس " (7 / 1) : " إنه ضعيف ".

وأقول: بل هو ضعيف جدا، فإن الهذلي هذا، قال الذهبي في " الضعفاء ": " مجمع على ضعفه ". وقال الحافظ في " التقريب

": " متروك الحديث ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الحاكم في " الكنى "، وابن قانع والبيهقي في " الشعب ". وذكر المناوي أن الطبراني رواه أيضا من طريق الهذلي. وأن الحافظ

 

(4/208)

 

 

قال في " الفتح ": " الحديث ضعيف، وبالغ الجوزقاني فقال: إنه باطل، وقد وقفت على كتاب الجوزقاني وترجمه بـ " الأباطيل "، وهو بخط ابن الجوزي، وقد تبعه على أكثره في " الموضوعات "، لكن لم يوافقه على هذا الحديث، ولم يذكره فيها فأصاب. انتهى ". قلت: والصواب أنه ضعيف كما قال الحافظ، لأن الجوزقاني رواه من طريق أخرى فيه اضطراب، وسعيد بن بشير، وهو ضعيف كما تقدم في الذي قبله. والله أعلم.

1719 - " إن الله تعالى بنى الفردوس بيده، وحظرها على كل مشرك وكل مدمن للخمر سكير ".

ضعيف.

أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " (10 / 177 / 2) وأبو نعيم في " الحلية " (3 / 94 - 95) والديلمي (1 / 2 / 225 - 226) من طريق أبي الطاهر بن السرح قال: حدثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد قال: حدثني يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال أبو نعيم: " غريب من حديث داود عن أنس رضي الله تعالى عنه، لم يروه عنه إلا يحيى بن أيوب المعافري المصري، تفرد به عنه أبو رجاء ". قلت: ورجاله كلهم ثقات، في بعضهم كلام لا يضر، وإنما علته الانقطاع بين داود وأنس.

فإنه وإن كان رآه، فلم يثبت أنه سمع منه. قال ابن حبان: روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه. وقال الحاكم: لم يصح سماعه من أنس. وخفيت هذه العلة على المناوي، فأخذ يتكلم على بعض الرواة بما لا يقدح، ولولاها لكان الحديث ثابتا.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبيهقي في " الشعب " وابن عساكر.

 

(4/209)

 

 

1720 - " إن من القرف التلف ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (2 / 159) وأحمد (3 / 451) من طريق يحيى بن عبد الله بن بحير قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال: قلت: يا رسول الله!

أرض عندنا يقال لها: أرض أبين، هي أرض ريفنا وميرتنا، وإنها وبئة، أو قال: وباؤها شديد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها عنك، فإن من القرف التلف ". قلت: وهذا سند ضعيف، لجهالة من سمعه من فروة.

 

(4/210)

 

 

1721 - " لوأمسك الله عز وجل المطر عن عباده خمس سنين، ثم أرسله، لأصبحت طائفة من الناس كافرين، يقولون: سقينا بنوء المجدح ".

ضعيف.

رواه النسائي (1 / 227) والدارمي (2 / 314) وابن حبان (606) وأحمد (3 / 7) والطبراني في " الدعاء " (ق 111 / 2) عن عمرو بن دينار عن عتاب بن حنين عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، وزاد الدارمي في آخره: " قال: المجدح كوكب يقال له: الدبران ". قلت: وهذا إسناد ضعيف، عتاب بن حنين، أورده ابن أبي حاتم برواية يحيى بن عبد الله بن صيفي وعمرو هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولذلك قال الحافظ: " مقبول ". يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "! والمحفوظ في الباب الحديث القدسي: " ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح منهم بها كافرين ... " الحديث. أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في " الإرواء " (681) .

 

(4/210)

 

 

1722 - " إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربهم، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم - وما فيهم من دني - على كثبان المسك والكافور، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم ... (الحديث بطوله، وفيه:) ثم ننصرف إلى منازلنا، فيتلقانا أزواجنا، فيقلن: مرحبا وأهلا، لقد جئت، وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 89 - 90) وابن ماجة (4336) وابن أبي عاصم في " السنة " (رقم 785 - بتحقيقي) وتمام في " الفوائد " (13 / 241 - 242 / 2) من طرق عن هشام بن عمار: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين: حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبي هريرة، فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الترمذي مضعفا: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وعلته عبد الحميد هذا، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال النسائي: ليس بالقوي ". وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث ". وهشام بن عمار، وإن أخرج له البخاري ففيه كلام، قال الذهبي في " الميزان ":

 

(4/211)

 

 

" صدوق مكثر، له ما ينكر، قال أبو حاتم: صدوق قد تغير، فكان كلما لقن تلقن ". ونحوه في " التقريب ".

وأخرجه ابن أبي عاصم (786) وتمام من طريق سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي به. لكن سويد هذا ضعيف جدا، قال البخاري: " فيه نظر لا يحتمل ". وذكره الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال أحمد: متروك الحديث ".

1723 - " أنا شفيع لكل رجلين تحابا في الله، من مبعثي إلى يوم القيامة ".

موضوع.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1 / 368) من طريق عمرو بن خالد الكوفي: حدثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان أبي عمر الكندي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عمرو بن خالد هذا، فقد كذبه أحمد ويحيى والدارقطني وغيرهم، وقال وكيع: " كان في جوارنا يضع الحديث، فلما فطن له تحول إلى واسط ".

قلت: ثم رواه عنه كذاب آخر، ووضع له إسنادا آخر، وهو يحيى بن هاشم، فقال: حدثنا أبو خالد الواسطي عن زيد بن علي عن أبيه علي عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. أخرجه تمام في " الفوائد " (12 / 219 / 2) . قلت: وأبو خالد الواسطي، هو عمرو بن خالد الكذاب، الذي في الطريق الأولى، ويحيى بن هاشم هو أبو زكريا السمسار الغساني الكوفي، كذبه ابن معين وصالح جزرة، وقال

 

(4/212)

 

 

ابن عدي: " كان ببغداد يضع الحديث، ويسرقه ". والحديث أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم فقط عن سلمان!

1724 - " اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك، اللهم فأعطنا منها ما يرضيك عنا ".

ضعيف جدا.

أخرجه تمام في " الفوائد " (12 / 223 / 1) من طريق دلهاث بن جبير: حدثنا الوليد بن مسلم: أنبأ الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، دلهاث هذا، قال الأزدي: " ضعيف جدا ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر فقط! واستدرك عليه المناوي المستغفري في " الدعوات "، وقال: " قال المصنف: وهذا الحديث متواتر "! وأنا أظن أن هذا خطأ مطبعي، وأن محله في غير هذا الحديث. فإنه ليس له طريق أخرى، فضلا عن أن يكون متواترا!! ولم ترد هذه العبارة في " الجامع الكبير " (544 - 9794) .

 

(4/213)

 

 

1725 - " إذا آخيت رجلا فسله عن اسمه واسم أبيه، فإن كان غائبا حفظته وإن كان مريضا عدته، وإن مات شهدته ".

ضعيف جدا.

قال في " الجامع ": رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ورمز لضعفه، وبين السبب في ذلك شارحه المناوي، فقال:

 

(4/213)

 

 

" قال مخرجه البيهقي: تفرد به مسلمة بن علي بن عبيد الله، وليس بالقوي. انتهى، ومسلمة أورده الذهبي رحمه الله في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: قال الدارقطني وغيره: " متروك ".

قلت: ومنه تعلم تساهله في " التيسير " بقوله: " وفي إسناده ضعف قليل "! وقال الترمذي: " ولا يصح إسناده ". كما يأتي في الحديث الذي بعده. وقد أخرجه تمام في " الفوائد " (12 / 215 / 2) عن مسلمة بن علي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: " رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أتلفت، فقال لي: مالك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله! رجل أحببته، فأنا أطلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره ".

1726 - " إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه، وممن هو، فإنه أوصل للمودة ".

ضعيف.

أخرجه البخاري في " التاريخ " (4 / 2 / 314) وابن سعد في " الطبقات " (6 / 65) وعبد بن حميد (ق 53 / 2) والترمذي (2 / 63) وأبو نعيم في " الحلية " (6 / 181) من طريق عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان عن يزيد بن نعامة الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الترمذي: " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوهذا الحديث، ولا يصح إسناده ". يشير إلى الحديث الذي قبله. فعلة الحديث الإرسال، وشذ البخاري فقال: " يزيد بن نعامة له صحبة ". وقد خطؤوه في ذلك. وله علة أخرى، وهي جهالة الراوي عن سعيد بن سلمان، ويقال: سليمان. قال الذهبي:

 

(4/214)

 

 

" روى عنه عمران القصير فقط، ذكره ابن حبان في (ثقاته) ". وفي " التقريب ": " مقبول ". والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن سعد في " الطبقات "، والبخاري في " تاريخه "، والترمذي فقط! ورمز له بالضعف.

1727 - " إذا اتخذ الفيء دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وتعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة

شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذف، وآيات تتابع، كنظام بال قطع سلكه فتتابع ".

ضعيف.

رواه الترمذي (2 / 33) من طريق رميح الجذامي عن أبي هريرة مرفوعا، وقال مضعفا: " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".

قلت: ورميح هذا مجهول، كما في " التقريب ". ونحو هذا الحديث ما سيأتي بلفظ: " إذا فعلت أمتي خمس عشر خصلة ".

 

(4/215)

 

 

1728 - " بادروا أولادكم بالكنى، لا تغلب عليهم الألقاب ".

موضوع.

رواه ابن عدي (34 / 1) والديلمي (2 / 1 / 2) من طريق أبي

الشيخ عن أبي علي الدارسي: حدثنا حبيش بن دينار عن زيد بن أسلم عن ابن عمر

 

(4/215)

 

 

مرفوعا. وقال ابن عدي: " أبو علي الدارسي بشر بن عبيد منكر الحديث ". قلت: وكذبه الأزدي. والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان، وقال: " لا يصح، حبيش يروي عن زيد العجائب لا يجوز الاحتجاج به ".

قلت: وإعلاله بحبيش هو الصواب لأن الدارسي صدوق كما بينته في ترجمته من " تيسير الانتفاع "، وبه أعله ابن الجوزي كما رأيت. وتعقبه السيوطي في " اللآلىء " بقوله (1 / 111) : " قلت: أخرجه الدارقطني في " الأفراد "،

وابن عدي، وقال: (فذكر ما تقدم عنه) ، وأورده صاحب " الميزان " في ترجمته، وقال: إنه غير صحيح. وقال ابن حجر في " كتاب الألقاب ": سنده ضعيف، والصحيح عن ابن عمر قوله. انتهى، وله طريق آخر، قال الشيرازي في " الألقاب ": أنبأنا ... حدثنا إسماعيل بن أبان: أخبرني جعفر الأحمر عن أبي حفص عن أنس بن مالك مرفوعا به. إسماعيل متروك، وجعفر ثقة ينفرد. والله أعلم ".

قلت: وهذا التعقب لا طائل تحته، لأن إسماعيل هذا وهو الغنوي كان يضع الحديث كما قال ابن حبان. وقال أحمد: " روى أحاديث موضوعة ". ولذلك تعقبه ابن عراق بقوله (1 / 199) : " قلت: إسماعيل بن أبان كان يضع، كما مر في المقدمة ".

1729 - " ذكر علي عبادة ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (12 / 153 / 2) عن الحسن بن صابر الهاشمي: أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. قلت: وهذا سند واه جدا، الحسن هذا متهم، قال الذهبي: " قال ابن حبان: منكر الحديث. ثم ساق له ... عن عائشة مرفوعا: لما خلق الله الفردوس، قالت: رب زيني، قال: قد زينتك بالحسن والحسين. وهذا كذب ".

 

(4/216)

 

 

قلت: وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان، وقال: " الحسن بن صابر منكر الرواية جدا

". ثم ساق له ابن الجوزي طريقا أخرى، فيها لوط أبو مخنف والكلبي، قال: " وهما كذابان ". وساق له السيوطي (1 / 389) طريقا ثالثا رواه الطبراني وفيه عباد بن صهيب، قال السيوطي: " وهو أحد المتروكين ". ثم إن الحديث الأول

أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن عائشة. وأعله المناوي بقول ابن حبان المتقدم في ابن صابر، وذلك يقتضي أن إسناده ضعيف جدا كما تقدم، فقوله في " التيسير ": " إسناده ضعيف ". غاية في التقصير، ومتنه ظاهر الوضع.

1730 - " أتيت بمقاليد الدنيا (وفي رواية: بمفاتيح خزائن الدنيا) على فرس أبلق [جاءني به جبريل عليه السلام] عليه قطيفة من سندس ".

ضعيف.

رواه أحمد (3 / 327 - 328) وابن حبان (2138) وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (290) والرواية الأخرى مع الزيادة له، وأبو حامد الحضرمي في " حديثه " (159 / 1) عن حسين بن واقد عن أبي الزبير عن

جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد على شرط مسلم، لكن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه، فهو من أجلها ضعيف.

 

(4/217)

 

 

1731 - " ابنوا مساجدكم جما، وابنوا مدائنكم مشرفة ".

ضعيف.

أورده هكذا السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي شيبة عن ابن عباس مرفوعا. والذي رأيته في " المصنف " في باب " في زينة المساجد وما جاء فيها " (1 / 209) : خلف بن خليفة عن موسى عن رجل عن ابن عباس قال: " أمرنا أن نبني المساجد جما، والمدائن شرفا ".

 

(4/217)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل الذي لم يسم، وموسى الراوي عنه لم أعرفه.

1732 - " أصدق الرؤيا بالأسحار ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 44 - 45) والدارمي (2 / 125) وأبو يعلى في " مسنده " (2 / 509 / 383) وابن حبان (1799) وابن عدي في " الكامل " (ق 131 / 1 - 2) والحاكم (4 / 392) والخطيب في " التاريخ " (8 / 26 و11 / 342) من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه المناوي، ثم الغماري، ومن قبلهما الذهبي! مع أنه أورد دراجا هذا في " الضعفاء " وقال: " ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير ". ولهذا ذكر ابن عدي أن هذا الحديث مما أنكر من أحاديث دراج هذا. وأما الترمذي فسكت عنه!

 

(4/218)

 

 

1733 - " إني فيما لم يوح إلي كأحدكم ".

موضوع. أخرجه ابن شاهين في " فضائل العشرة " من " السنة " رقم (32 - نسختي) والإسماعيلي في " المعجم " (94 / 1 - 2) من طريق أبي يحيى الحماني عن أبي القطوف جراح بن المنهال عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: " لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجهه إلى اليمن، وثم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكلموا، فقال أبو بكر: يا رسول الله! لوأنك أذنت لنا بالكلام ما كان لنا أن نتكلم معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره، وزاد) : فتكلموا، فتكلم أبو بكر، وأمر بالرفق، فقال

 

(4/218)

 

 

رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ما ترى؟ فقال بخلاف ما قال أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله من فوق سمائه يكره أن يخطأ أبو بكر ". قلت: وهذا إسناد واه بمرة، الجراح هذا، قال البخاري ومسلم: " منكر الحديث ". وقال النسائي والدارقطني: " متروك ". وقال ابن حبان: " كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر ". والحديث قال الهيثمي (9 / 46) : " رواه الطبراني، وأبو القطوف لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف ".

قلت: كأنه لم يقع في الطبراني مسمى وهو الجراح بن المنهال كما رأيت، والخلاف الذي ذكره في بعض رواته كأنه يعني به أبا يحيى الحماني، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، لكن الآفة من شيخه الجراح! ثم رأيت الحديث في " الطبراني " (20 / 67 / 124) من الوجه المذكور عن أبي القطوف غير مسمى، فلذلك لم يعرفه الهيثمي كما تقدم، ومع أن المناوي نقل كلامه في " الفيض "، وأقره، وذلك يستلزم ضعفه، عاد في " التيسير "، فحسن إسناده! فكيف وقد عرف

أنه الجراح المتروك؟!

1734 - " أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى ".

كذب.

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (11 / 384) من طريق أبي القاسم علي بن الحسن بن علي بن زكريا الشاعر: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا قزعة بن سويد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال: فذكره. أورده في ترجمة الشاعر هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذلك صنع الذهبي، وساق له هذا الحديث، وقال: " خبر كذب، هو المتهم به ". قلت: نعم هو كذب واضح، ولكن المتهم به هو غيره، فقد ذكر الذهبي نفسه في

 

(4/219)

 

 

ترجمة عمار بن هارون المستملي أن ابن عدي أخرجه من طريقه: حدثنا قزعة بن سويد به. وعقبه الذهبي بقوله: " قلت: هذا كذب، قال ابن عدي: حدثناه ابن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا قزعة بنحوه. قلت: ومن بشر؟! قال ابن عدي: قد حدث به أيضا مسلم بن إبراهيم عن قزعة. وقزعة ليس بشيء ".

قلت: ففيما ذكرنا ما يوضح أن أبا القاسم الشاعر بريء الذمة من هذا الحديث المكذوب. وأن التهمة منحصرة في بشر بن دحية أوشيخه قزعة، وكان يمكن تبرئة الأول منهما من عهدته برواية المستملي إياه عن قزعة، كما فعل الحافظ في ترجمة بشر، ولكن المستملي هذا متروك الحديث، كما قال موسى بن هارون، وقال ابن عدي: " عامة ما يرويه غير محفوظ، كان يسرق الحديث ". فيمكن أن يكون سرقه من بشر هذا، ثم رواه عن شيخه قزعة. وعليه فلا نستطيع الجزم بتبرئته منه، فهو آفته، أوشيخه قزعة. والله أعلم.

1735 - " غطوا حرمة عورته، فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير، ولا ينظر الله إلى كاشف عورة ".

موضوع.

رواه الحاكم في " المستدرك " (3 / 257) عن أحمد بن محمد بن ياسين: حدثنا محمد بن حبيب السماك حدثنا عبد الله بن زياد الثوباني - من ولد ثوبان - عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري عن محمد بن عياض قال: " رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغري وعلي خرقة، وقد كشفت عن عورتي فقال: ... " فذكره "، وسكت عنه! ورده الذهبي في " تلخيصه " بقوله: " قلت: إسناده مظلم، ومتنه منكر ". وقال في " موضوعات من مستدرك الحاكم ":

 

(4/220)

 

 

" قلت: إسناده ظلمات، وابن ياسين تالف، وابن لهيعة لا يحتمل هذا، ومحمد بن عياض لا يدرى من هو ". وقال في ترجمة ابن ياسين من " الميزان ": " قال السلمي: سألت الدارقطني عن أبي إسحاق بن ياسين الهروي؟ فقال: شر من أبي بشر المروزي، وأكذبهما. وقال الإدريسي: كان يحفظ، سمعت أهل بلده يطعنون فيه، لا يرضونه ". وأجمل القول في إسناده الحافظ في " الإصابة "، فقال: " وفي السند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء ".

ومن عجائب الذهبي أنه مع طعنه في إسناد الحديث لما أورد محمد بن عياض في " التجريد "، قال: " ذكره الحاكم في " مستدركه " في (الصحابة) قال: رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغري وأنا في خرقة ". كذا قال، ولم يزد! وهو من موضوعات " الجامع الصغير "!

1736 - " السلام قبل الكلام، ولا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم ".

موضوع.

أخرجه الترمذي (2 / 117) وأبو يعلى في " مسنده " (115 / 2) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 78) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي: " هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمد (يعني: البخاري) يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث، ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث ".

قلت: قال الحافظ في " التقريب ":

 

(4/221)

 

 

" هو متروك، وعنبسة متروك، رماه أبو حاتم بالوضع ". قلت: ولم يقع للأول ذكر في إسناد أبي يعلى. والحديث عزاه السيوطي لأبي يعلى فقط، وإنما عزا للترمذي منه الشطر الأول فقط، وهو عنده بتمامه. ولم يتنبه لذلك المناوي، وعليه جاء كلامه مختلفا، فقال في الشطر الأول: " وحكم ابن الجوزي بوضعه، وأقره عليه ابن حجر، ومن العجب أنه ورد بسند حسن، رواه ابن عدي في " كامله " من حديث ابن عمر باللفظ المذكور، وقال الحافظ ابن حجر: هذا إسناد

لا بأس به، فأعرض المصنف عن الطريق الجيد، واقتصر على المضعف المنكر، بل الموضوع، وذلك من سوء التصرف ". قلت: السند الحسن ليس لابن عيد كما بينته في " الصحيحة " (816) . ثم قال في حديث أبي يعلى: " قال الهيثمي: في إسناده من لم أعرفه ". قلت: إنما قال الهيثمي هذا في حديث آخر لجابر نصه: " لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر (817) .

1737 - " إذا كتبت فبين (السين) في " بسم الله الرحمن الرحيم " ".

ضعيف.

رواه أبو الغنائم الدجاجي في " حديث ابن شاه " (129 / 2) عن الفضل بن سهل ذي الرياستين: سمعت جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي يقول: سمعت أبي يحيى ابن خالد يقول: سمعت أبي خالد بن برمك يقول: سمعت عبد الحميد بن يحيى كاتب بني أمية يقول: سمعت سالم بن هشام يقول: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: سمعت زيد بن ثابت يقول مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الكازروني في " المسلسلات " (120 / 2) وكذا الخطيب في التاريخ (12 / 340) والديلمي (1 / 1 / 146) وابن عساكر (9 / 404 / 1)

 

(4/222)

 

 

وأورده في ترجمة عبد الحميد هذا، وأما الخطيب فأورده في ترجمة ذي الرياستين ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا. وجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، الوزير بن الوزير، وهما على شهرتهما في الوزارة لهارون الرشيد، فلا يعرفان في الرواية. وبالجملة، فالإسناد ضعيف مظلم. وبيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء. هذا في " الفيض "، وأما في " التيسير " فجزم بأنه ضعيف.

1738 - " إذا كتب أحدكم كتابا، فليتربه، فإنه أنجح للحاجة، [وفي التراب بركة] ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 119) والعقيلي في " الضعفاء " (104) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 238) من طريق حمزة بن أبي حمزة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي:

" حديث منكر، لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه، وحمزة - وهو النصيبي - ضعيف الحديث ". قلت: بل هو متروك متهم بالوضع كما في " التقريب ". وقال العقيلي: " لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد ". قلت: وقول الترمذي

: لا نعرفه ... إنما هو بالنظر لما وصل إليه علمه. وإلا، فقد تابعه عمر بن أبي عمر وأبو أحمد عن أبي الزبير به نحوه، وهو ضعيف كما قال الذهبي والعسقلاني، ويأتي لفظه في الذي بعده. ثم إن في الإسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي الزبير. وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به.

 

(4/223)

 

 

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (10 / 2) من طريق بقية عن ابن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه. أورده في ترجمة ابن عياش هذا، وهو إسماعيل وقال في آخرها: " وهذه الأحاديث من أحاديث الحجازيين كيحيى بن سعيد ومحمد بن عمرو.. و.. و.. ومن حديث العراقيين إذا رواه ابن عياش عنهم، فلا يخلومن غلط ... وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة، فهو مستقيم، وفي الجملة، إسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه، ويحتج به في حديث الشاميين خاصة ". قلت: وهذا من حديثه عن الحجازيين، فلا يحتج به، لاسيما والراوي له عنه، إنما هو بقية، وقد عنعنه. ولبقية فيه إسناد آخر، ولفظ آخر، وهو: " تربوا صحفكم، أنجح لها، إن التراب مبارك ".

1739 - " تربوا صحفكم، أنجح لها، إن التراب مبارك ".

منكر.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة " في الأدب " (1 / 152 / 1) وعنه ابن ماجة (3774) عن يزيد بن هارون عن بقية عن أبي أحمد الدمشقي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. ورواه ابن عدي (242 / 2) وابن عساكر (13 / 174 / 2) والضياء المقدسي في " المختارة " (10 / 99 / 2) عن عمار بن مضر أبي ياسر: حدثنا بقية عن عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير به. وهكذا رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " (69 / 1) وقال ابن عساكر: قال الدارقطني: " تفرد به بقية عن عمر بن أبي عمر ". وروى ابن عدي (43 / 2) عن أحمد بن أبي يحيى البغدادي قال: " سألت أحمد بن حنبل في السجن عن حديث يزيد بن هارون (قلت: فذكره) فقال:

 

(4/224)

 

 

هذا منكر، وما رواه بقية عن بحير وصفوان وثقاته يكتب، وما روى عن المجهولين لا يكتب ".

ثم رواه ابن أبي شيبة عن يزيد قال: حدثنا أبو شيبة عن رجل عن الشعبي مرفوعا به نحوه، وعنه أيضا: أنبأ أبو عقيل حدثنا أبو سلمة بن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال: فذكره موقوفا نحوه. والحديث من الأحاديث التي وردت في " المشكاة " (4657) وحكم القزويني بوضعه.

ورده الحافظ ابن حجر في رسالته التي طبعت في آخر " المشكاة " بالطريقين المذكورين عن أبي الزبير، وقال: " فلا يتأتى الحكم عليه بالوضع مع وروده من جهة أخرى، وقد أخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير أيضا ". روى الخطيب في " الجامع " (4 / 159 / 1) عن ابن عبد الوهاب الحجبي قال: " كنت في مجلس بعض المحدثين ويحيى بن معين إلى جنبي فكتبت صحفا فذهبت لأتربه، فقال لي: لا تفعل فإن الأرضة تسرع إليه، قال: فقلت له: الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك وأنجح للحاجة. قال: ذاك إسناد لا يسوي شيئا.

1740 - " إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه ".

ضعيف.

أخرجه الطبراني، وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (10 / 142 - 143 طبع المجمع العلمي) : حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي أخبرنا أبي أخبرنا أبو محمد بشير بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده قال: " كتب مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك بن مروان أم أبان بنت النعمان، وكان كتابه إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من مروان بن الحكم إلى

 

(4/225)

 

 

النعمان بن بشير سلام عليكم ... فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره ". قلت: وهذا إسناد ضعيف، أورده ابن عساكر في ترجمة بشير بن أبان هذا، ولم يذكر فيه جرحا

ولا تعديلا. وقد وقع منسوبا لجده، واسم أبيه النعمان بن أبان ابن بشير بن النعمان بن بشير ... الأنصاري، ولم أجد له ترجمة. والحديث عزاه في " الجامع الصغير " للطبراني في " المعجم الكبير "، وقال المناوي: " وفيه مجهول، وضعيف ". قلت: أما المجهول، فهو بشير بن أبان هذا أوأبو هـ. وأما الضعيف فلم أعرف من هو الذي يعنيه، فإن محمد بن هارون لم أجده في " الميزان ". و" اللسان "، ولا رأيت له ترجمة في غيرهما. وأما أبو هـ هارون بن محمد فقال أبو حاتم: " صدوق ". والنسائي: " لا بأس به ". والله أعلم.

وللحديث شاهد ولكن إسناده هالك فانظر الحديث الآتي (2702) .

1741 - " بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب ".

ضعيف جدا.

رواه الخطيب في " الجامع " كما في " المنتقى منه " (19 / 1) عن علي بن العباس: حدثنا عباد بن يعقوب أخبرنا عمر بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفر محمد بن علي مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء والعلل، فإنه مع كونه مرسلا أومعضلا سقط من إسناده الصحابي والتابعي على الأقل، فإن كل من دون أبي جعفر وهو الباقر متكلم فيهم.

1 - فرات بن أحنف، أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال:

 

(4/226)

 

 

" ضعفه النسائي وغيره ".

2 - عمر بن مصعب، أورده العقيلي ثم الذهبي في " الضعفاء ".

3 - عباد بن يعقوب، وهو الرواجني، قال الذهبي في " الميزان ": " من غلاة الشيعة. ورؤوس البدع، لكنه صدوق في الحديث، وعنه البخاري في " الصحيح " مقرونا بآخر ". وقال في " الضعفاء ": " قال ابن حبان: رافضي داعية ".

4 - علي بن عباس، لم أعرفه. والحديث بيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء، ولعله اكتفى بإعلاله بالإرسال أوالإعضال، وبالتالي أعله السيوطي في " الجامع ".

1742 - " أبو بكر وعمر خير الأولين وخير الآخرين وخير أهل السماوات وخير أهل الأرض، إلا النبيين والمرسلين ".

موضوع.

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق 62 / 1) والخطيب في " تاريخ بغداد " (5 / 253) من طريق جبرون بن واقد: حدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أورده ابن عدي في ترجمة جبرون هذا، مع حديث آخر له، ثم قال: " ولا أعرف له غير هذين الحديثين، وهما منكران ". وقال الذهبي في " الميزان ": " متهم، فإنه روى بقلة حياء ... ". فذكر هذا الحديث، والحديث الآخر المشار إليه، ثم قال: " وهما موضوعان ". وأقره الحافظ في " اللسان ".

 

(4/227)

 

 

والحديث الآخر في " المشكاة " (195) ، وقد تكلمت عليه هناك. قلت: وجدت له طريقا آخر، رواه الديلمي في " مسنده " (1 / 1 / 78) من طريق السري بن يحيى: حدثنا أبي حدثنا مخلد بن الحسين به مختصرا بلفظ: " أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة ". لكن يحيى والد السري لم أعرفه، فلعله آفته، وأما ابنه فثقة.

1743 - " أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة ".

ضعيف.

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (4 / 53) والحاكم (3 / 255) من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، ولكنه مرسل. وهو بظاهره مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين سيدا شباب ... ". وهو مخرج في " الصحيحة " (796) .

 

(4/228)

 

 

1744 - " أبو هريرة وعاء العلم ".

ضعيف.

أخرجه الحاكم (3 / 509) عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وسكت عليه هو والذهبي، وكأنه لظهو ر ضعفه، فإن زيدا هذا وهو ابن الحواري أبو

الحواري، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " ليس بالقوي ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ". والحديث في " الفتح الكبير " معزوا لـ " (ن) عن كذا ".

 

(4/228)

 

 

لم يذكر اسم الصحابي، وكأنه كان ممحوا في الأصل الذي نقل عنه السيوطي، ثم أشار إلى ذلك بقوله: " عن كذا ". وقوله: (ن) يعني النسائي، أخشى أن يكون محرفا من (ك) أي الحاكم، فليس الحديث عند النسائي، ثم تأكدت من التحريف بالرجوع إلى مخطوطة " الزيادة على الجامع ". والله أعلم.

1745 - " أتاني جبريل، فأخذ بيدي، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي، فقال أبو بكر: يا رسول الله! وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال: أما إنك يا أبا بكر! أول من يدخل الجنة من أمتي ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (2 / 265) وابن شاهين في " السنة " (رقم 21 - نسختي) والحاكم (3 / 73) من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! كذا قالا، وذلك من أوهامهما، فإن الدالاني هذا وشيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئا، ثم الأول منهما ضعيف، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال أحمد: لا بأس به. وقال ابن حبان: فاحش الوهم، لا يجوز الاحتجاج به ".

وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطيء كثيرا، وكان يدلس ". والآخر منهما مجهول، كما قال الحافظ، بل قال الذهبي نفسه: " لا يعرف ". لكن وقع في " المستدرك ": " عن أبي حازم "، فلا أدري أهكذا وقعت الرواية للحاكم، فكان ذلك من دواعي ذلك الخطأ، أم هو تصحيف من الناسخ أوالطابع؟! والله أعلم.

 

(4/229)

 

 

1746 - " أتاني جبريل، فقال: إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت لك ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: لا أذكر، إلا ذكرت معي ".

ضعيف.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " وابن حبان (1772) وابن جرير في " تفسيره " (30 / 235) وأبو بكر النجاد الفقيه في " الرد على من يقول: القرآن مخلوق " (ق 96 / 1) وابن النجار في " ذيل التاريخ " (10 / 29 / 2) عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به. قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل أبي السمح، واسمه دراج، فإن فيه ضعفا، كما تقدم مرارا، وأما الحافظ يقول فيه: " صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف ".

 

(4/230)

 

 

1747 - " اتركوا الترك ما تركوكم، فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الله عز وجل بنو قنطورا من كركرا ".

موضوع.

رواه الطبراني (3 / 76 / 1) والخلال في أصحاب ابن منده (152 / 2) عن عثمان بن يحيى القرقساني: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد حدثنا مروان بن سالم الجزري عن الأعمش عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة عن ابن

مسعود مرفوعا. ورواه أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " (ص 4) عن مروان بن سالم قال: حدثنا الأعمش عن أبي وائل وزيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان به. قلت: وهذا إسناد هالك في الضعف، وفيه ثلاث علل:

الأولى: الجزري.

قال البخاري ومسلم وأبو حاتم: " منكر الحديث ".

 

(4/230)

 

 

وقال أبو عروبة الحراني: " يضع الحديث ". الثانية: عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، مختلف فيه، وفي " التقريب ": " صدوق يخطيء، وكان مرجئا، أفرط ابن حبان فقال: متروك ". الثالثة: عثمان بن يحيى القرقساني، لم أجد له ترجمة. والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 312) . " رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط "، وفيه عثمان بن يحيى القرقساني، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ". كذا قال: وذهل عن آفته الكبرى: (الجزري) مع أنه تنبه لها في مكان آخر منه، فقال (5 / 304) : " رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه مروان بن سالم، وهو متروك ". وقال المناوي عقب هذين النقلين عنه: " وقال السمهو دي: المقال إنما هو في سند " الكبير "، أما " الأوسط " و" الصغير " فإسنادهما حسن، ورجالهما موثقون. انتهى.

وبه يعرف أن اقتصار المؤلف على العزولـ " الكبير " غير جيد، وكيفما كان، لم يصب ابن الجوزي حيث حكم بوضعه، وقد جمع الضياء فيه جزءا ".

قلت: فيه نظر من وجوه: الأول: أن الطبراني لم يخرجه في " الصغير "، وأنا من أعرف الناس به، فقد رتبته على مسانيد الصحابة، ثم رتبت أحاديثهم جميعا على حروف المعجم، فعزوه إليه وهم.

الثاني: أن جزمه بأن إسناده حسن، وأن المقال إنما هو في " الكبير "، يخالف جزم الهيثمي بأن في إسناد " الأوسط " أيضا مروان بن سالم المتروك، وهو أعرف به من السمهو دي.

الثالث: أن ابن الجوزي قد أصاب في حكمه عليه بالوضع، ما دام أن مروان بن

 

(4/231)

 

 

سالم قد اتهم بالوضع كما سبق. فلا وجه لتعقبه في ذلك. والضياء إنما جمع الجزء المشار إليه في الطرف الأول من الحديث، بغض النظر عن تمامه، والطرف المذكور، حقا إنه لا مجال للقول بوضعه، لأن له شواهد تمنع من ذلك أورد بعضها الهيثمي، فليراجعه من شاء.

ومن ذلك ما رواه ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال: أخبرنا حسان بن كريب الحميري قال: سمعت ابن ذي الكلاع: سمعت معاوية بن أبي سفيان مرفوعا به. أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (267) . ثم رأيت ترجمة القرقساني في " ثقات ابن حبان " (9 / 455) وذكر أنه مات سنة (258) .

ومن طريقه أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " أيضا (5764 - بترقيمي) ، فسقط كلام السمهو دي يقينا، وما قلده المناوي فيه، ثم تراجع عن بعضه، فقد رأيته يقول في " التيسير ": " ضعيف لضعف مروان بن سالم ". قال هذا بعد أن عزاه للمعاجم الثلاثة!

1748 - " استاكوا، لا تأتوني قلحا، لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".

ضعيف.

أخرجه الخطيب في " الجامع " (ق 19 / 2 من المنتقى منه) عن يحيى بن عبد الحميد: حدثنا قيس بن الربيع عن عيسى الزراد عن تمام بن معبد عن ابن عباس. قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الحميد وهو الحماني، وقيس بن

الربيع ضعيفان من قبل حفظهما. وعيسى الزراد وتمام بن معبد لم أجد لهما ترجمة. والحديث رواه سفيان عن أبي علي الزراد قال: حدثني جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه قال: أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، أوأتي، فقال:

 

(4/232)

 

 

" ما لي أراكم تأتوني قلحا؟! استاكوا، لولا أن أشق.... ". أخرجه أحمد (1 / 214) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، تمام بن العباس ذكره ابن حبان في " التابعين " من " الثقات ". وأبو علي الزراد ترجمه الحافظ في " التعجيل " وقال: " قال أبو علي بن السكن: مجهول ". قلت: وقد اختلف الرواة عليه في إسناده اختلافا

كثيرا، كما بينه الحافظ في ترجمة تمام بن العباس من " التعجيل "، وزاده بيانا الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3 / 246 - 248) ، وانتهى إلى القول: " ومجموع هذه الروايات عندي يدل على صحة هذا الحديث ".

قلت: ومدارها كلها على الزراد هذا، وقد علمت قول ابن السكن فيه، لكن الشيخ شاكر رحمه الله تعالى قال عقبه: " وينبغي أن يحكم بتوثيقه، فقد نقل في " التهذيب " (10 / 313) في ترجمة منصور بن المعتمر عن الآجري عن أبي داود: " كان منصور لا يروي إلا عن ثقة ". ورواية منصور عنه ثابتة في أسانيد سنذكرها ".

ومن وجوه الاختلاف المشار إليها ما رواه أحمد (3 / 442) : حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان عن أبي علي الصيقل عن قثم بن تمام أوتمام بن قثم عن أبيه قال: " أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بالكم تأتوني قلحا لا تسوكون؟! لولا ... ". قال الهيثمي في " المجمع " (1 / 221) : " رواه أحمد، وفيه أبو علي الصيقل، قيل فيه: إنه مجهول ". وذكر الحافظ أن هذه الرواية شاذة، وأن المحفوظ الرواية المتقدمة عن سفيان ... عن جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه مرسلا. قلت: ولست أميل إلى الأخذ بما ذهب إليه الشيخ أحمد من صحة الحديث، لأن

 

(4/233)

 

 

الحديث مضطرب اتفاقا، ولم يذكر الشيخ دليلا يمكن به ترجيح وجه من وجوه الاضطراب ثم تصحيحه بخصوصه! نعم وجدت له شاهدا، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 148) من طريق العلاء بن أبي العلاء: حدثني مرداس عن أنس مرفوعا به نحوه. لكن العلاء هذا لم أعرفه، ومرداس لعله الذي في " الميزان " و" اللسان ": " مرداس بن أدية أبو بلال، تابعي يعد من كبار الخوارج ".

والحديث أورده في " الجامع الكبير " (1 / 96 / 1) من رواية الدارقطني في " الأفراد " عن العباس بن عبد المطلب. ووقع في " الفتح الكبير " عن ابن عباس، وكأنه تحريف. ومن رواية الحكيم عن تمام بن عباس. ووقع في " الفتح " الحكيم وابن عساكر عن تمام. فالله أعلم. وهذا كله في الشطر الأول من الحديث.

وأما الشطر الآخر، فهو صحيح، بل متواتر، جاء عن جمع من الصحابة في " الصحيحين " وغيرهما، وقد خرجت بعضها في " الإرواء " (70) و" صحيح أبي داود " (36 و37) .

1749 - " كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن، ويجعلهن وترا ثلاثا أوخمسا أوسبعا ".

ضعيف جدا.

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (105 / 1) ومن طريقه الخطيب في تاريخه (3 / 354) : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي - سنة ست وسبعين (وفي التاريخ: وتسعين) ومائتين -: حدثني الحكم بن موسى

حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، وعلته الفزاري هذا، واسمه محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو متروك، كما في " التقريب ". وشيخ أبي بكر الشافعي فيه ضعف، قال الخطيب:

 

(4/234)

 

 

" حدث أحاديث مستقيمة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ". قلت: ويستدرك هذا على: " الميزان "، و" الذيل عليه "، و" لسانه "، فإنهم لم يوردوه. والحديث أخرجه ابن عدي (281 / 2) من طريق محمد بن سلمة به، وقال: " ومحمد بن سلمة الحراني في عامة ما يروي عن محمد بن عبيد الله العرزمي يقول: " عن الفزاري "، فيكني عنه ولا يسميه لضعفه، وأحيانا يسميه وينسبه ". وقال: " حديث غير محفوظ، والعرزمي عامة رواياته غير محفوظة ".

1750 - " كان يتنور في كل شهر، ويقلم أظفاره في كل خمس عشرة ".

ضعيف.

رواه الخطيب في " السادس " من " الجامع " كما في " المنتقى منه " (19 / 2) وعنه ابن عساكر (15 / 338 / 1 - 2) : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن صالح الأنماطي حدثنا العباس بن عثمان المعلم: حدثني الوليد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. قلت: وهلال هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ " (13 / 75) وقال: " كتبنا عنه، وكان صدوقا ". وإسماعيل الصفار ثقة كما في " الميزان ". وكذا محمد بن صالح الأنماطي وكذا العباس بن عثمان المعلم ثقات كلهم، وفي الأخير كلام يسير. والوليد هو ابن مسلم وهو ثقة من رجال الشيخين ولكنه يدلس تدليس التسوية. ولولا ذلك لحكمت على هذا الإسناد بالجودة فإن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق ربما وهم، واحتج به مسلم. ونافع أشهر من أن يذكر.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر وحده. وبيض له المناوي، وجزم السيوطي في " الحاوي " (1 / 341 - طبع الدمشقي) بضعف إسناده.

 

(4/235)

 

 

1751 - " البادىء بالسلام بريء من الصرم ".

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (7 / 134 و9 / 25) من طريق عبد الرحمن بن عمر - رستة -: حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه من طريقين عن رستة. وخالفهما العباس بن الفضل الأسفاطي: حدثنا رستة الأصبهاني به، إلا أنه قال: " الكبر " مكان: " الصرم ". أخرجه الخطيب في " الجزء السابع " من " الجامع " كما في " المنتقى منه " (19 / 2) والأسفاطي

هذا لم أعرفه، وهو من شيوخ الطبراني في " المعجم الصغير " (رقم 7 - " الروض ") ، و" المعجم الأوسط "، وله فيه أربعة وعشرون حديثا، وقد ذكره ابن الأثير في " اللباب " (1 / 54) ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا. فلفظه هذا

شاذ أومنكر لمخالفته الطريقين فيه. ثم قال أبو نعيم: " غريب، تفرد به عن الثوري عبد الرحمن بن مهدي ". وقال في الموضع الآخر: " غريب من حديث الثوري عن أبي إسحاق، كأنه غير محفوظ، والمشهور ما حدثناه حبيب بن الحسن: حدثنا يوسف القاضي حدثنا ابن أبي بكر حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي قيس عن عمروبن ميمون عن [ابن] مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ".

قلت: الإسناد الأول عندي أقوى، لولا أمران اثنان: الأول: أنهم قالوا في ترجمة رستة هذا: " وغرائب حديثه تكثر ". والآخر: أن أبا إسحاق، وهو السبيعي، مدلس، وقد عنعنه. والحديث أعله المناوي بعلة غريبة، فقال: " وفيه أبو الأحوص، قال ابن معين: ليس بشيء، وأورده الذهبي في (الضعفاء) "

 

(4/236)

 

 

ولخص ذلك في " التيسير "، فقال: " وفيه أبو الأحوص، وهو ضعيف ". قلت: وهذا خطأ فاحش، فأبو الأحوص في الحديث ليس هو الذي ضعفه الذهبي، هذا مجهول الاسم والعدالة، وتمام كلام الذهبي: " ما روى عنه غير الزهري ". وأنت ترى الحديث من رواية أبي إسحاق عنه، وأبو الأحوص الذي يروي عنه أبو إسحاق إنما هو عوف بن مالك الجشمي، وهو ثقة من رجال مسلم، فلوأن أبا إسحاق صرح بسماعه منه لهذا الحديث لكان حديثا جيدا. والله أعلم.

1752 - " إسماع الأصم صدقة ".

ضعيف جدا.

رواه مكي المؤذن في " حديثه " (238 / 1) ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " (1 - 2) : حدثنا أحمد بن حبيب النهرواني حدثنا أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد حدثنا إسماعيل بن قيس بن سعد عن

أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الخطيب في " الجامع " كما في المنتقى منه " (20 / 1) . قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه ثلاث علل:

1 - إسماعيل بن قيس بن سعد، قال البخاري والدارقطني: " منكر الحديث ". وساق له ابن عدي عدة أحاديث، ثم قال: " وعامة ما يرويه منكر ".

2 - أحمد بن عبد الصمد، ساق له الذهبي حديثا، ثم قال: " لا يعرف، والخبر منكر ".

3 - أحمد بن حبيب النهرواني لم أجد له ترجمة.

 

(4/237)

 

 

1753 - " أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون " ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (4 / 218) من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن عثمان بن أبي العاص قال: " كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، إذ شخص ببصره، ثم صوبه حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: ثم شخص ببصره، فقال: فذكره ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه علتان: الأولى: شهر بن حوشب، ضعيف من قبل حفظه، قال الحافظ: " صدوق، كثير الإرسال، والأوهام ". والأخرى: ليث، وهو ابن أبي سليم، مثله في الضعف. قال الحافظ: " صدوق اختلط أخيرا، ولم يتميز حديثه فترك ".

قلت: وقد خولف في إسناده، فقال عبد الحميد: حدثنا شهر حدثنا عبد الله بن عباس قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة إذ مر به عثمان بن مظعون ... " الحديث، وفيه قصة إيمان ابن مظعون، وفيه: " أتاني رسول الله آنفا، وأنت جالس، قال: رسول الله؟ قال: نعم، قال: فما قال لك؟ قال: " إن الله يأمر بالعدل ... " ". وعبد الحميد هو ابن بهرام، وهو صدوق، كما قال الحافظ، فهو أوثق من ليث، فروايته أرجح من رواية ليث، فمن الغريب قول الحافظ ابن كثير في روايته (2 / 583) : " إسناد جيد متصل حسن "! وقوله في رواية ليث:

 

(4/238)

 

 

" وهذا إسناد لا بأس به، ولعله عند شهر من الوجهين ". ونحوه قول الهيثمي (7 / 49) : " رواه أحمد، وإسناده حسن ".

فأقول: أنى له الحسن، وفيه شهر؟! وعنه ليث، وقد زاد في متنه ما لم يذكره عبد الحميد في روايته عن شهر. (تنبيه) : وقع في " المجمع ": " عن عمرو بن أبي العاص " وهو خطأ مطبعي، والصواب: " عثمان بن أبي العاص ".

1754 - " أتاني جبريل عليه السلام فقال: إذا أنت عطست فقل: الحمد لله ككرمه، والحمد لله كعز جلاله، فإن الله عز وجل يقول: صدق عبدي، صدق عبدي، صدق عبدي، مغفورا له ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن السني (254) من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع: حدثنا أبي محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع رضي الله عنه قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته يريد المسجد، وهو آخذ بيدي

، فانتهينا إلى البقيع، فعطس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى يدي، ثم قام كالمتحير، فقلت: يا نبي الله! بأبي وأمي، قلت شيئا لم أفهمه، قال: نعم، أتاني جبريل ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، معمر بن محمد بن عبيد الله وأبو هـ، كلاهما منكر الحديث، كما قال البخاري.

 

(4/239)

 

 

1755 - " أتاني جبريل، فقال: إذا توضأت فخلل لحيتك ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن أبي شيبة (1 / 11) عن الهيثم بن جماز عن يزيد بن أبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. كذا وقع في المطبوعة من " المصنف ": " عن يزيد بن أبان " لم يذكر صحابيه، وفي

 

(4/239)

 

 

" الجامع الصغير ": " ابن أبي شيبة عن أنس "، فلا أدري إذا كان سقط من المطبوعة ذكر أنس، أو في نقل " الجامع " عن " المصنف " وهم. ثم إن الإسناد ضعيف جدا، سواء كان مسندا عن أنس، أومرسلا عن يزيد بن أبان، فإن هذا والهيثم بن جماز كليهما متروك.

ويغني عن الحديث ما رواه الوليد بن زوران عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل ". وهو حديث صحيح، كما حققته في " صحيح أبي داود " (133) .

1756 - " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يأمرك أن تدعو بهولاء الكلمات، فإني معطيك إحداهن: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، أوصبرا على بليتك، أوخروجا من الدنيا إلى رحمتك ".

ضعيف.

أخرجه ابن حبان (2437) والحاكم (1 / 522) من طريق زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكره. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! كذا قالا، وزهير بن محمد هو التميمي الخراساني

، أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " فقال: " ثقة فيه لين ".

وقال الحافظ: " رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها. قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرا الذي يروي عن الشاميون آخر. وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه، فكثر غلطه ".

قلت: وهذا من رواية أهل الشام عنه!

 

(4/240)

 

 

والحديث أورده السيوطي في " زيادة الجامع الصغير "، وفي " الجامع الكبير " (68 / 278) من رواية المذكورين عنها بلفظ: " أتاني جبريل فقال: ... ". فكأنه أورده بالمعنى!

1757 - " كان أحب الريحان إليه الفاغية ".

ضعيف.

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (1 / 37 / 1) والعقيلي في " الضعفاء " (250) والبيهقي في " الشعب " (1 / 214 / 2) عن سليمان أبي داود عن عبد الحميد ابن قدامة عن أنس مرفوعا. وقال: " قال البخاري: لا يتابع عليه ". يعني عبد الحميد هذا. ونقل المناوي عن ابن القيم أنه قال: " الله أعلم بحال هذا الحديث، فلا نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا نعلم صحته ". قلت هذا كلام جميل متين، ليته كان ملتزما من كل المؤلفين وفي كل الأحاديث، وهو في كتابه القيم " زاد المعاد " وسكت عن الحديث المعلقان عليه (4 / 349) ولا خرجاه كما هي عادتهما في كثير من - إن لم أقل: أكثر - أحاديثه.

 

(4/241)

 

 

1758 - " كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز، والثريد

من التمر، يعني الحيس ".

ضعيف.

رواه أبو داود (3783) وابن سعد (1 / 393) عن عمر بن سعيد عن رجل من أهل البصرة عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف لجهالة الرجل البصري، ولذلك قال أبو داود عقبه: " حديث ضعيف ". وأما الحاكم، فقد صححه! وذلك لأنه أخرجه (4 / 116) من هذا الوجه، لكن لم

 

(4/241)

 

 

يقع عنده: " عن رجل من أهل البصرة "! وعلى ذلك قال: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! وأقرهما المناوي في " الفيض "، وبناء عليه قال في " التيسير ": " وإسناده صحيح "! فخفيت عليهم علة الحديث التي لا تظهر إلا بتتبع طرقه.

والحمد لله على توفيقه.

1759 - " كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ، وكان لا يأكل القثاء إلا بالملح، وكان يأكل الخربز بالتمر، وكان يعجبه مرق الدباء ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (238 / 1) عن عباد بن كثير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا، وقال: " عباد بن كثير عامة حديثه لا يتابع عليه ".

قلت: وهو متروك. وبه أعله العراقي في " تخريج الإحياء " (2 / 370) .

وقد أخرجه النوقاني في " كتاب البطيخ " عن أبي هريرة أيضا. كما في " الجامع الصغير ". ونقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال في الطريقين: " وكلاهما ضعيف جدا ".

 

(4/242)

 

 

1760 - " مثل الذي يتكلم يوم الجمعة، والإمام يخطب مثل الحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له: أنصت، لا جمعة له ".

ضعيف.

رواه أحمد (1 / 230) وابن أبي شيبة (2 / 125) والطبراني (3 / 167 / 2) والبزار (644 - الكشف) وبحشل في " تاريخ واسط " (ص 138) والرامهرمزي في " الأمثال " (ص 91 - باكستان) كلهم عن ابن نمير عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعا. وقال البزار: " لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن نمير عن مجالد ".

 

(4/242)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل مجالد، وهو ابن سعيد، قال الحافظ وغيره: " ليس بالقوي ". وكأنه لذلك ضعفه المنذري في " الترغيب " (1 / 257) . وأعله المناوي به وبعلة أخرى، فقال بعد ما عزاه أصله لأحمد وحده: " رمز لحسنه، وفيه محمد بن نمير، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " ضعفه الدارقطني "، ومجالد الهمداني، قال أحمد: ليس حديثه بشيء، وضعفه الدارقطني ".

قلت: وفي هذا الإعلال نظر من وجوه:

الأول: أنه ليس في الرواة من اسمه محمد بن نمير مضعفا من قبل الدارقطني. وإنما هنا آخر يعرف بالفاريابي، قال الذهبي في " الميزان ": " لا أعرفه، عده السليماني فيمن يضع الحديث ".

الثاني: أنه لا يوجد في " ضعفاء الذهبي " ما نقله المناوي عنه أصلا، وإنما فيه " محمد بن نصير الواسطي عن حبيب بن أبي ثابت، ضعفه الدارقطني ". ونحوه في " الميزان "، فالظاهر أن اسم " نصير " تحرف على المناوي إلى " نمير "! الثالث: أن ابن نصير هذا أعلى طبقة من ابن نمير الذي روى هذا الحديث كما يأتي.

الرابع: أن محمد بن نمير - أيا كان - ليس له ذكر في إسناد أحمد، فإنه قال: حدثنا ابن نمير عن مجالد ... وإنما له ذكر في الطبراني فإنه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن

نمير: أخبرنا أبي عن مجالد ... ومن هذا يتبين أن ابن نمير شيخ أحمد، ليس هو محمد بن نمير كما ظن المناوي، وإنما هو عبد الله بن نمير، وهو ثقة من رجال الشيخين. وكذلك ابنه محمد بن عبد الله بن نمير، بل هو أثبت من أبيه كما قال أبو داود.

وبالجملة، فليس في الحديث، سوى مجالد بن سعيد، وهو كاف في تضعيف الحديث، فالعجب من المناوي كيف قال في " التيسير ":

 

(4/243)

 

 

" إسناده حسن "؟!

(تنبيه) : يشهد للجملة الأخيرة من الحديث تصديقه صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب في قوله لمن تكلم أثناء الخطبة: " مالك من صلاتك إلا ما لغوت ". انظر " صحيح الترغيب " (1 / 303 - 304) .

1761 - " مثل الذي يجلس يسمع الحكمة، ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع، كمثل رجل أتى راعيا، فقال: يا راعي! أجزرني شاة من غنمك، قال: اذهب فخذ بأذن خيرها، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم ".

ضعيف.

رواه ابن ماجة (4172) وأحمد (2 / 353 و405 و508) وابن الأعرابي في " معجمه " (239 / 1) وأبو الشيخ في " الأمثال " (291) وعبد الغني المقدسي في " العلم " (19 / 1) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة مرفوعا. ثم رواه المقدسي عن يزيد بن هارون: حدثنا حماد بن سلمة به، إلا أنه قال: عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا. ثم قال المقدسي: " هذا إسناد حسن "! كذا قال، وعلي بن زيد ضعيف، وهو ابن جدعان. وقوله في رواية يزيد: " يوسف بن مهران شاذ، فإنه عند أحمد من هذا الوجه مثلما وقع في الوجوه الأخرى: " أوس بن خالد ". وأوس هذا مجهول، كما في " التقريب "، فهذه علة أخرى. والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أحمد وابن ماجة، فقال المناوي: " رمز لحسنه. قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وبينه تلميذه الهيثمي، فقال: فيه علي بن زيد (الأصل: يزيد) مختلف في الاحتجاج به ".

 

(4/244)

 

 

1762 - " مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام، لا يصلح الطعام إلا بالملح ".

ضعيف.

رواه ابن المبارك في " الزهد " (181 / 2 من الكواكب 575 رقم 572 طبع الهند) والبزار (3 / 291 - الكشف) والبغوي في " شرح السنة " (158 / 2) والقضاعي (109 / 2) وأبو القاسم الحلبي في " حديثه " (3 / 1) عن

إسماعيل المكي عن الحسن عن أنس مرفوعا. وزادوا: قال الحسن: فقد ذهب ملحنا فكيف نصنع؟ .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل المكي هذا، وعنعنة البصري. ورواه أبو يعلى، والبزار كما في " بذل النصح والشفقة للتعريف بصحبة السيد ورقة " (11 / 1) وقال: " وقال شيخنا الحافظ شهاب الدين البوصيري: وله شاهد من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه رواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه ".

قلت: وقال الهيثمي (10 / 18) : " وإسناد الطبراني حسن "! كذا قال، وفيه جعفر بن سعد، وهو ضعيف، عن خبيب بن سليمان، وهو مجهول، عن سليمان بن سمرة، وهو مجهول الحال.

والحديث أورده السيوطي من رواية أبي يعلى فقط، وقال المناوي: " رمز المصنف لحسنه، وهو غير حسن، قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف ".

والحديث رواه أبو طاهر عمر بن شعيب النسوي (وفي نسخة الدستوائي قلت: أوهو خطأ) عن علي بن الحسن بن شقيق، وسلمة بن سليمان، وعبدان عن ابن المبارك عن سالم المكي عن الحسن به. قال ابن أبي حاتم (2 / 354) : " قال أبي: هذا خطأ، إنما هو إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخطأ فيه أبو الطاهر ". قلت: وهو صدوق كما قال ابن أبي حاتم في " الجرح " (1 / 1 / 419 - 420) ، فروايته شاذة.

 

(4/245)

 

 

1763 - " لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيم بن مسعود في القبر نزع الأخلة بفيه [يعني العقد] ".

ضعيف.

أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (3 / 407) من طريق عباس بن محمد الدوري: حدثنا سريج بن النعمان حدثنا خلف يعني ابن خليفة - قال: سمعت أبي يقول - أظنه سمعه من مولاه، ومولاه معقل بن يسار - فذكره. وقال

البيهقي: " قوله: " أظنه "، أحسبه من قول الدوري ". وأقول: كلا، بل هو من قول خلف بن خليفة، فقد قال ذلك في رواية ابن أبي شيبة أيضا، فقد أخرجه في " المصنف " (3 / 326) : حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه، أظنه سمعه من معقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.. والزيادة له.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل.

الأولى: خلف بن خليفة، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد ".

الثانية: أبو هـ خليفة، وهو الواسطي مولى أشجع، لا يعرف، أورده البخاري (2 / 1 / 191) وابن أبي حاتم (1 / 2 / 376) وابن حبان في " الثقات " (4 / 209) من رواية ابنه خلف فقط. الثالثة: شك خلف في إسناد أبيه للحديث عن معقل كما تقدم، بل إنه قد أرسله عنه في بعض الروايات، فقال أبو داود في " المراسيل " (ق 21 / 2) : حدثنا عباد بن موسى وسليمان بن داود العتكي - المعنى - أن خلف بن خليفة حدثهم عن أبيه قال: بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع نعيم بن مسعود - قال عباد في حديثه - الأشجعي في القبر ... الحديث.

وجملة القول، أن الحديث مرسل ضعيف الإسناد. ومثله ما أخرجه البيهقي عقبه من طريق عبد الوارث عن عقبة بن سيار (الأصل:

 

(4/246)

 

 

يسار) ، قال: حدثني عثمان بن أخي سمرة قال: مات ابن لسمرة - وذكر بالحديث - قال: فقال: انطلق به إلى حفرته، فإذا وضعته في لحده، فقل: بسم الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أطلق عقد رأسه، وعقد رجليه. قلت: وإسناده موقوف ضعيف، علته عثمان هذا، وهو ابن جحاش ابن أخي سمرة بن جندب، لا يعرف، أورده البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان (5 / 155) من رواية عقبة بن سيار فقط عنه. (تنبيه) : إن مما يؤكد ضعف حديث الترجمة، وعدم حفظ خلف لمتنه أيضا أنه وصف نعيم بن مسعود بأنه الأشجعي، وهو قد عاش بعد النبي صلى الله

عليه وسلم دون خلاف بينهم، ولذلك ادعى الحافظ في " الإصابة " أن المذكور في الحديث هو غير الأشجعي، فكأنه لم يتنبه لتصريح عباد بن موسى - وهو الختلي الثقة - بأنه الأشجعي، فهذا يبطل دعواه، ويدل على أن الحديث منكر. والله أعلم.

هذا، وروى ابن أبي شيبة عن رجل عن أبي هريرة قال: " شهدت العلاء الحضرمي، فدفناه، فنسينا أن نحل العقد حتى أدخلناه قبره، قال: فرفعنا عنه اللبن، فلم نر في القبر شيئا ". ثم ساق في الباب آثارا أخرى عن بعض التابعين لا تخلومن ضعف، لكن مجموعها يلقي الاطمئنان في النفس أن حل عقد كفن الميت في القبر كان معروفا عند السلف، فلعله لذلك قال به الحنابلة تبعا للإمام أحمد، فقد قال أبو داود في " مسائله " (158) : " قلت لأحمد (أوسئل) عن العقد تحل

في القبر؟ قال: نعم ". وقال ابنه عبد الله في " مسائله " (144 / 538) : " مات أخ لي صغير، فلما وضعته في القبر، وأبي قائم على شفير القبر، قال لي: يا عبد الله! حل العقد، فحللتها ".

 

(4/247)

 

 

1764 - " حسن الوجه مال وحسن الشعر مال وحسن اللسان مال، والمال مال ".

موضوع.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 111) ومن طريقه الديلمي في " مسنده " (2 / 86) عن يحيى بن عنبسة حدثنا حميد حدثنا أنس مرفوعا به.

قلت: وهذا موضوع، يحيى هذا كذاب دجال كما يأتي. وساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها، ثم قال: " هذا كله من وضع هذا المدبر ".

وفي " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " (299 / 2) تبعا لأصله " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (رقم 851) : " رواه ابن عساكر من حديث أنس

بن مالك، وفيه يحيى بن عنبسة. قال ابن حبان والدارقطني: دجال وضاع ". ومع ذلك شان به السيوطي كتابه " الجامع الصغير "، فأورده فيه من رواية ابن عساكر هذه! والعجب من المناوي، فإنه لم يتعقبه بشيء سوى أنه استدرك عليه

المصدرين المتقدمين دون أن ينبه أن الديلمي تلقاه عن أبي نعيم، وأن هذا أخرجه في " الأخبار "! وأما في " التيسير " فإنه اقتصر على تضعيفه فقط!!

 

(4/248)

 

 

1765 - " تضاعف الحسنات يوم الجمعة ".

موضوع.

رواه الطبراني في " الأوسط " (48 / 2 من ترتيبه) عن حامد بن آدم: حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. قال الطبراني: " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا الفضل ".

قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، وشيخه حسن الحديث، وإنما الآفة من حامد بن

 

(4/248)

 

 

آدم، فقد كذبه الجوزجاني وابن عدي، وعده أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث.

1766 - " تصافحوا فإن المصافحة تذهب بالشحناء، وتهادوا فإن الهدية تذهب بالغل ".

ضعيف.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (379) وابن عدي (361 / 1) وعنه ابن عساكر (15 / 171 / 2) وعبد العزيز الكتاني في " حديثه " (237 / 2) عن هشام بن عمار قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن سميع قال: أخبرنا محمد بن أبي

الزعيزعة عن نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا.

وقال العقيلي: " محمد بن أبي الزعيزعة، قال البخاري: منكر الحديث ". قال العقيلي: " وهذا الكلام يروى بغير هذا الإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا "، قال الذهبي: " ومن مناكيره هذا الحديث ". وقال ابن عدي: " وابن سميع لا بأس به وابن أبي الزعيزعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه ". والحديث قال ابن أبي حاتم (2 / 296) عن أبيه: " حديث منكر ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عدي عن ابن عمر بلفظ: " تصافحوا يذهب الغل عن قلوبكم "! ورواه مالك في " الموطأ " (2 / 908 / 16) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني مرفوعا معضلا.

 

(4/249)

 

 

1767 - " إن رجلا دخل الجنة، فرأى عبده فوق درجته، فقال: يا رب! هذا عبدي فوق درجتي! قال: نعم، جزيته بعمله وجزيتك بعملك ".

ضعيف جدا.

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1 / 154 / 1 - مجمع البحرين) وعنه الخطيب في " التاريخ " (7 / 129) والعقيلي في " الضعفاء " (ص 53) وابن عدي في " الكامل " (ق 34 / 2) من طريق بشير بن ميمون أبي صيفي: حدثنا مجاهد بن جبر عن أبي هريرة مرفوعا به. وقال الطبراني: " لم يروه عن مجاهد إلا أبو صيفي ". قلت: وفي ترجمته أورده الأخيران في جملة أحاديث، وقالا: " هذه الأحاديث غير محفوظة، ولا يتابع عليها ". وقال الحافظ في " التقريب ": " متروك، متهم ".

(تنبيه) : هذا الحديث أورده المنذري في " الترغيب " (3 / 59) مشيرا لضعفه من رواية الطبراني بلفظ: " إن عبدا ... "، وهو خطأ مخالف لرواية من ذكرنا، ومن العجيب أن الهيثمي في " مجمع الزوائد " (4 / 240) تبعه على ذلك، مع أنه أورده في " مجمع البحرين " على الصواب كما رأيت! وله من مثل هذه المتابعة للمنذري شيء كثير مما كون في نفسي اعتقاد أنه يقلده في ذلك دون أن يراجع أصوله، وقد سبقت له أمثلة أخرى. والله الموفق.

ومن أحاديث ذاك المتهم بالإسناد المتقدم: " أول سابق إلى الجنة عبد أطاع الله، وأطاع مواليه ". وهو مخرج في " الروض النضير " (429) . ومنها حديث:

 

(4/250)

 

 

" ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق بها على مملوك، عند مليك سوء ". وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (2857) .

1768 - " كان إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع بصره إلى السماء ".

ضعيف.

رواه أبو داود (4837) وابن عساكر (13 / 129 / 2) والضياء (58 / 176 / 2) عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام مرفوعا. وكذا رواه أبو نعيم في " الحلية " (5 / 361) والباغندي في " مسند عمر بن عبد العزيز " (ص 2) وقال: حدثني سفيان بن وكيع: أخبرنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة به إلا أنه زاد: " عن أبيه ". وهذا إسناد ضعيف، لأن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه عند الجميع، إلا في رواية سفيان بن وكيع، ولكنه مع مخالفته فيما زاد عليهم في السند، فإنه ليس بحجة، قال الحافظ: " كان صدوقا، إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه ".

 

(4/251)

 

 

1769 - " ليس من المروءة الربح على الإخوان ".

منكر.

رواه ابن عساكر (17 / 233 / 1) عن ميمون بن إسماعيل الدمشقي: سمعت سالم بن جنادة يقول: سمعت أبي يروي عن أبي حنيفة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... قلت: وهذا إسناد مظلم، أورده ابن عساكر في ترجمة ميمون هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

 

(4/251)

 

 

وسالم بن جنادة لم أعرفه، وكذلك أبو هـ. ويحتمل أن يكون (سالم) محرف من (سلم) ، فإن كان كذلك فهو ثقة، وأبو هـ صدوق له أغلاط كما في " التقريب ". وأبو حنيفة في حفظه ضعف، وقد سبق بيان أقوال أئمة الحديث فيه بتفصيل عند الحديث (458) .

والحديث قال المناوي: " قال الذهبي في " مختصر التاريخ ": وهو منكر ". وتبناه في " التيسير ".

1770 - " من أسف على دنيا فاتته اقترب من النار مسيرة ألف سنة، ومن أسف على آخرة فاتته اقترب من الجنة مسيرة ألف سنة ".

ضعيف جدا. رواه أبو عبد الله الرازي في مشيخته (168 / 2) عن هاشم بن محمد بن يزيد المؤذن حدثهم: حدثنا عمرو بن بكر عن المغيرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علل. الأولى: المغيرة هذا هو ابن قيس البصري. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات ". الثانية: عمرو بن بكر هو السكسكي الشامي، قال الحافظ: متروك. الثالثة: هاشم بن محمد لم أجد له ترجمة، وقد ذكر الحافظ في " التهذيب " أنه رواية السكسكي، ولعله في " تاريخ ابن عساكر "، فإن نسخة الظاهرية منه ليس فيها من اسمه هاشم. والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الرازي هذا، وبيض له المناوي، فلم يتكلم على إسناده بشيء.

 

(4/252)

 

 

1771 - " رحم الله من حفظ لسانه وعرف زمانه واستقامت طريقته ".

موضوع.

أخرجه الحاكم في " تاريخه " عن ابن عباس مرفوعا كما في " الجامع الكبير " للسيوطي (2 / 39 / 1) وعزاه في " الجامع الصغير " للديلمي فقط! قال المناوي في " فيض القدير ": " وفيه محمد بن زياد اليشكري الميموني، قال الذهبي في " الضعفاء ": قال أحمد: كذاب خبيث يضع الحديث. وقال الدارقطني: كذاب. ورواه الحاكم أيضا، وعنه تلقاه الديلمي، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى ".

قلت: بل لوحذفه منه كان أولى، وبما نص عليه في " مقدمته " ; أنه صانه عما تفرد به كذاب أووضاع، أحرى.

 

(4/253)

 

 

1772 - " يا ابن عوف! إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفا، فأقرض الله يطلق قدميك. قال: فما أقرض الله؟ قال: تتبرأ مما أنت فيه، قال: يا رسول الله! من كله أجمع؟ قال: نعم. فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل وليبدأ بمن يعول، فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن سعد (3 / 131 - 132) والطبراني، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (8 / 334) ومن طريق أخرى (1 / 99) والحاكم (3 / 311) والسياق له من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره، وقال:

 

(4/253)

 

 

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله: " قلت: خالد ضعفه جماعة، وقال النسائي: ليس بثقة ". وقال الحافظ: " ضعيف مع كونه فقيها، وقد اتهمه ابن معين ".

1773 - " خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط كان درينا، وإذا أكل كان لبينا ".

موضوع.

رواه ابن قتيبة في " غريب الحديث " (1 / 135 / 1) وعنه الديلمي في " مسند الفردوس " (2 / 116) مختصرا، فقال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جرير بن عبد الله عن منزله بـ (بيشة) فوصفها جرير، فقال

: سهل ودكداك، وسكم ولداك (!) وحمض وعلاك، بين نخلة ونحلة، ماؤنا ينبوع، وجنابنا يريع، وشتاؤنا ربيع، فقال له: يا جرير! إياك وسجع الكهان. هكذا قال ابن داب، فأما غيره فيخالفه في بعض هذه الألفاظ. حدثني أبي

: حدثني إبراهيم بن مسلم عن إسماعيل بن مهران عن الديان بن عباد المذحجي عن عمر بن موسى [عن] الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس أنه قال: شتاؤنا ربيع، وماؤنا يميع أويريع لا يقام ماتحها، ولا يحسر

صابحها، ولا يعزب سارحها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير الماء ... الحديث.

قلت: وهذا إسناد مظلم موضوع، آفته عمر بن موسى وهو الوجيهي وهو كذاب وضاع. ومن دونه لم أعرفهم. وانظر إسماعيل بن مهران الكوفي في " اللسان ". و (ابن داب) بلا همزة كما في " التبصير "، وهو في " القاموس " (دأب) بالهمزة، وذكر أنهم ثلاثة:

 

(4/254)

 

 

1 - عبد الرحمن بن دأب. (م) .

2 - ومحمد بن دأب، كذاب.

3 - وعيسى بن يزيد بن دأب، هالك. وكذا في " التبصير "، إلا أنه لم يذكر الأول، وذكر مكانه بكر بن داب الليثي والأول مع أن صاحب " القاموس " أشار إلى أنه معروف، فإني لم أعرفه. وأما بكر بن داب، ففي " الجرح والتعديل " (1 / 1 / 385) أنه روى عن أسامة بن زيد الليثي، ولم يزد، وزاد البخاري (1 / 2 / 89) : " حديثه في أهل المدينة ". والحديث من موضوعات " الجامع الصغير "! ومما سكت عن إسناده المناوي في " شرحيه "!

1774 - " أتاني جبريل، فقال: يا محمد! ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى، ولوأفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر، ولوأغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم، ولوأصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالصحة، ولوأسقمته لكفر ".

ضعيف.

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (6 / 15) من طريق أبي محمد أحمد بن محمد بن حبيب: حدثنا محمد بن أبي محمد المروزي حدثنا ابن عيسى الرملي - يعني يحيى -: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن كثير بن أفلح عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عيسى الرملي، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " صدوق يهم، ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي ". وقال الحافظ في " التقريب ":

 

(4/255)

 

 

" صدوق يخطيء ". قلت: اللذان دونه لم أجد من ترجمهما.

1775 - " قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، ما ترددت في شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه، ما تقرب عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له، وإن من عبادي لمن يريد الباب من العبادة فأكفر عنه لا يدخله العجب فيفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولوأغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولوأسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولوأصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم. إني عليم خبير ".

ضعيف جدا.

رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 121 - مصر) وأبو صالح الحرمي في " الفوائد العوالي " (17 / 2 / 2) والبغوي في " شرح السنة " (1 / 142 / 1) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (190 - 191) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (76 - 77) عن الحسن بن يحيى الخشني قال: حدثنا صدقة بن عبد الله عن هشام الكتاني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى قال.. ورواه البغوي أيضا عن عمر بن سعيد الدمشقي: أخبرنا صدقة بن عبد الله به، وزاد بعد قوله: " بارزني بالمحاربة ": " وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد ".

 

(4/256)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، وفيه علتان: الأولى: هشام الكتاني، لم أجد له ترجمة، وانظر " الصحيحة " (4 / 188 - 189) . والأخرى: صدقة بن عبد الله، وهو السمين. قال الذهبي في " الضعفاء ": " قال البخاري وأحمد: ضعيف جدا ". والحسن بن يحيى الخشني ضعيف أيضا. قال الحافظ: " صدوق كثير الغلط ". قلت: لكنه قد تابعه عمر بن سعيد الدمشقي كما رأيت، لكن قال الذهبي: " تركوه ".

وقد خالفهما سلامة بن بشر فقال: أخبرنا صدقة عن إبراهيم بن أبي كريمة عن هشام الكتاني به. أخرجه ابن عساكر (2 / 245 / 1) وقال: " رواه الحسن بن يحيى الخشني البلاطي عن صدقة عن هشام، ولم يذكر فيه إبراهيم ابن أبي كريمة ". ثم ساقه بسنده عن الحسن هذا. قلت: وسلامة هذا صدوق كما في " التقريب ". وإبراهيم هذا لم أعرفه، فهو علة ثالثة في الحديث. والله أعلم.

وقد أورده الهيثمي من حديث ابن عباس نحوه، وقال (10 / 270) : " رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم ". وطرفه الأول دون قوله: " ونصح ... "، أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، وفيه راويان فيهما مقال، لكن ذكر له الحافظ (11 / 292 - 293) شواهد عديدة ضعفها جلها، ولم يتسن لي حتى الآن دراسة أسانيدها دراسة علمية دقيقة لننظر في ضعفها هل هو مما يصلح الاستشهاد بمثله أم لا، فأرجوأن يتاح لي ذلك. ثم تيسر لي ذلك - والحمد لله - وتتبعت طرقه البالغة تسعا، وخرجتها طريقا طريقا،

 

(4/257)

 

 

توصلت ببعضها إلى تقوية حديث أبي هريرة المشار إليه آنفا، ولذلك خرجته في " الصحيحة " (1640) .

1776 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد! إن أمتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: كتاب الله تعالى، به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، مرتين، قول فصل، وليس بالهزل، لا تختلقه الألسن، ولا تفنى أعاجيبه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم ".

ضعيف جدا.

أخرجه أحمد (1 / 91) عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث بن عبد الله الأعور، قال: قلت: لآتين أمير المؤمنين فلأسالنه عما سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال: ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وله علتان:

الأولى: الحارث هذا، أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " مختلف فيه، مع أن حديثه في الأربعة، قال ابن المديني: كذاب، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف، ومنهم من وثقه ".

والعلة الأخرى: رواية ابن إسحاق إياه بصيغة " قال "، وهي في المعنى مثل صيغة (عن) ، وهو مدلس، فلا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالتحديث، ولكنه قد توبع، فرواه الحسين الجعفي عن حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث به نحوه. أخرجه الدارمي (2 / 435) وابن أبي شيبة في " المصنف " (12 / 61 / 1) والترمذي (4 / 51 - 52) وقال: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات، وإسناده مجهول، وفي حديث

 

(4/258)

 

 

الحارث مقال ". قلت: أبو المختار الطائي مجهول، وقال الذهبي: " حديثه في فضائل القرآن منكر ". ثم أخرجه الدارمي من طريق أبي البختري عن الحارث به ". قلت: وأبو البختري هذا اسمه سعيد بن فيروز، وهو ثقة من رجال الشيخين، والسند إليه صحيح، فعلة الحديث الحارث هذا.

1777 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد! كن عجاجا ثجاجا ".

ضعيف.

عزاه في " الجامع " لأحمد والضياء عن السائب بن خلاد. وهو في " المسند " (4 / 56) من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن السائب بن خلاد: " أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كن عجاجا ثجاجا، والعج التلبية، والثج نحر البدن ". هذا لفظ أحمد، فلا أدري إذا كان لفظ الضياء هكذا، فيكون السيوطي تصرف في لفظه، أوأنه عنده باللفظ المذكور أعلاه. وعلى كل حال فالسند ضعيف لعنعنة ابن إسحاق. لاسيما وقد رواه غيره بلفظ آخر ليس فيه: " كن عجاجا ثجاجا "، فانظر " المشكاة " (2549) .

 

(4/259)

 

 

1778 - " أتدرون أي الصدقة أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: المنيحة أن يمنح أحدكم أخاه الدرهم أوظهر الدابة أولبن الشاة أولبن البقرة ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (1 / 463) من طريق إبراهيم الهجري قال: سمعت أبا الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 

(4/259)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف، إبراهيم، وهو ابن مسلم لين الحديث، رفع موقوفات كما في " التقريب ". وأما قول الهيثمي (3 / 133) : " رواه أحمد وأبو يعلى وزاد: " الدينار أوالبقرة "، والبزار والطبراني في " الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح ". قلت: فهذه مجازفة من الحافظ الهيثمي كما قال المحقق أحمد شاكر رحمه الله تعالى: " فإن إبراهيم هذا ضعيف، وخاصة في روايته عن أبي الأحوص، ثم هو ليس من رجال الصحيح، بل لم يروله أحد من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجة ".

1779 - " إني أخاف على أمتي اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف، ويتبعون الشهو ات، ويتركون الصلوات، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون، فيجادلون به المؤمنين ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (4 / 156) : حدثنا زيد بن الحباب حدثني أبو السمح حدثني أبو قبيل أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير أبي السمح واسمه دراج، وهو ضعيف والحديث قال الهيثمي (1 / 187) : " رواه أحمد والطبراني في " الكبير "، وفيه دراج أبو السمح، وهو ثقة مختلف في الاحتجاج به ". وأورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " من رواية الطبراني بلفظ: " أتخوف على أمتى اثنتين: يتبعون الأرياف والشهو ات، ويتركون ... " الحديث.

وقد صح الحديث بلفظ آخر أودعته في " الصحيحة " (2778) .

 

(4/260)

 

 

1780 - " إني أرى ما لاترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجد، والله لوتعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات، تجأرون إلى الله ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 259) وابن ماجة (2 / 547) والطحاوي في " المشكل " (2 / 44) وأحمد (5 / 173) من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وزادوا في آخره: " لوددت أني كنت شجرة تعض ". وفصله أحمد عن الحديث فقال: " قال: فقال أبو ذر: والله لوددت.... ". وقال الترمذي: " حديث حسن غريب، ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال: لوددت أني كنت شجرة تعضد ".

قلت: وإبراهيم هذا ضعيف لسوء حفظه، وقد رواه وكيع في " الزهد " (رقم 31 ج 1 - نسختي) عنه به موقوفا، وهو الأشبه. والله أعلم. لكن جل الحديث قد صح من طرق أخرى، فقوله: " لوتعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا "، أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة. وما قبله، ورد من حديث حكيم بن حزام وغيره، فراجع " الصحيحة " (852 و1059 - 1060) .

 

(4/261)

 

 

1781 - " ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة، - يعني ليس لها خادم - إلا في العيدين الأضحى والفطر، وليس لهن نصيب من الطريق إلا الحواشي ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (189 / 2) عن سوار عن عطية عن ابن عمر مرفوعا وقال: " سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو ضعيف كما ذكروه ". ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " الفيض "، وقال: " قال الهيثمي: وهو متروك الحديث ".

 

(4/262)

 

 

1782 - " اتقوا البول، فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر ".

موضوع.

أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " (رقم 93 - نسختي) : حدثنا دحيم حدثنا عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حميد، قال: سمعت رجلا يحدث مكحولا عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم. والحديث قال المنذري في " الترغيب " (1 / 88) : " رواه الطبراني في " الكبير " بإسناد لا بأس به ". وقال الهيثمي في " المجمع " (1 / 209) : " رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله موثقون ". قلت: وفي قوليهما إشعار لطيف بأن إسناده لا يخلو من ضعف، ولاسيما قول الهيثمي: " ورجاله موثقون "، فإنه لا يقول هذا عادة، إلا فيمن كان فيه توثيق غير معتبر، فقول المناوي في " فيض القدير ": " رمز المصنف لحسنه، وهو أعلى من ذلك ".

 

(4/262)

 

 

ثم ذكر قول المنذري والهيثمي المتقدم، فأقول: إنه لا وجه لتحسينه، بله تصحيحه! لما ذكرنا، ومن المؤسف أن الجزء الذي فيه مسند أبي أمامة من " المعجم الكبير " ليس موجودا في المكتبة الظاهرية عمرها الله تعالى. ولذلك فإني غير مطمئن لتحسين السيوطي للحديث، فضلا عن تصحيح المناوي له، لاسيما مع كشف إسناد ابن أبي عاصم عن علته. والله أعلم.

ثم طبع " المعجم الكبير " بهمة أخينا الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي، فرأيت الحديث فيه (8 / 157 / 7605) ، قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن يوسف بإسناده المتقدم عند ابن أبي عاصم. وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني أيضا في " مسند الشاميين " (ص 655) وقد عرفت علته، وهي الرجل الذي لم يسم. وقد سماه إسماعيل بن إبراهيم فقال: حدثنا أيوب عن مكحول به. أخرجه الطبراني أيضا (رقم 7607) . وإسماعيل هذا هو أبو إبراهيم الترجماني، وهو من رجال النسائي، وقال هو وغيره: " لا بأس به ". وشيخه أيوب هو ابن مدرك الحنفي كما في " الميزان "، وقال: " قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: كذاب. وقال النسائي وأبو حاتم: متروك ". وبهذا يتبين خطأ قول المنذري والهيثمي المتقدم، بله ميل المناوي إلى تصحيحه! فقد تبين أن الرجل الذي لم يسم في الطريق الأولى إنما هو أيوب بن مدرك في الطريق الأخرى، وهو متهم. ولعل المناوي تبين له هذا الذي ذكرته بعد الذي قاله في " الفيض "، فقد رأيته قد بيض

للحديث في " التيسير "، ولم يحسنه! ومنشأ هذا الخطأ في نقدي، أنهم رأوا (أيوب) هذا جاء في السند غير منسوب، فتوهموا أنه أيوب بن أبي تميمة، وهو ثقة حجة، وساعدهم على ذلك أنهم رأوا الراوي عنه

 

(4/263)

 

 

إسماعيل بن إبراهيم، فتوهموا أيضا أنه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بـ (ابن علية) وهو ثقة حافظ، لأنهم رأوا في ترجمته أنه روى عن أيوب وهو السختياني وكل ذلك خطأ، وإنما إسماعيل هذا أبو إبراهيم الترجماني كما تقدم، وشيخه أيوب هو ابن مدرك وليس السختياني كما جاء مصرحا بهذا كله في " الطبراني " في حديث آخر قبيل هذا، وهو

مخرج في " الإرواء " (1201) . ولأيوب هذا حديث آخر موضوع، مضى برقم (159) : فاغتنم هذا التحقيق، فإنه مما قد لا تراه في غير هذا الموضع رغم أنف الحاقدين الحاسدين. ثم إن للحديث علة أخرى عند ابن حبان، ألا وهي الانقطاع، فقد قال في ترجمة ابن مدرك هذا من كتابه " الضعفاء " (1 / 168) : " يروي المناكير عن المشاهير، ويدعي شيوخا لم يرهم، ويزعم أنه سمع منهم، روى عن مكحول نسخة موضوعة، ولم يره ".

واعلم أيها القارىء الكريم، أن مثل هذا التحقيق يكشف لطالب هذا العلم الشريف أهمية تتبع طرق الحديث، والتعرف على هوية رواته، فإن ذلك يساعد مساعدة كبيرة جدا على الكشف عن علة الحديث التي تستلزم الحكم على الحديث بالسقوط، وهذا ما لا يفعله جماهير المشتغلين بهذا العلم قديما وحديثا، وحسبك دليلا على هذا الذي أقول، موقف المنذري والهيثمي والمناوي من هذا الحديث وتقويتهم إياه. وقد اغتر بهم بعض المتأخرين من المقلدين، فهذا هو الشيخ عبد الله الغماري قد أورد الحديث في كتاب له جمعه من " الجامع الصغير " زعم في مقدمته (ص ح) : " وهذا كتاب جردت فيه الأحاديث الثابتة من الكتاب المذكور، وسميته: الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين ". ثم أكد التجريد المذكور أنه قال في صدد بيان مزايا الكتاب (ص ع) : " ومنها: أنه ليس فيه أحاديث ضعيف أوواهية "! وهذه دعوى عريضة، يعلم من اطلع على كتابه هذا من أهل العلم أنها دعوى

 

(4/264)

 

 

باطلة، لأنه وقع فيه كثير من الأحاديث الضعيفة الواهية، بل وفيه بعض الموضوعات، ويقطع أنه لم يجر في أحاديث كتابه هذا - وقد بلغ عددها (4626) حديثا - أي بحث أوتحقيق، وإنما هو مقلد فيها لغيره، وهذا الحديث من الأدلة الكثيرة على ذلك، وهو فيه برقم (47) وقد سبق في المجلد الثالث أمثلة كثيرة، وستمر بك أمثلة أخرى إن شاء الله تعالى. وقد اعترف هو بذلك في الجملة، فراجع مقدمة هذه المجلدة.

1783 - " اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (3 / 65) وأحمد (1 / 269 و293 و323 و327) وأبو يعلى في " مسنده " (ق 126 / 2) وابن جرير في " التفسير " (1 / 77 / 73 - 76) والواحدي في " أسباب النزول " (ص 4) والبغوي في " شرح السنة " (117 - 119) - دون الجملة الأولى كابن جرير -، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (14 / 355 / 2) من طرق عن عبد الأعلى أبي عامر الثعلبي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي، وتبعه البغوي: " حديث حسن ". كذا قال، والمفهو م من قاعدة الترمذي في مثل قوله هذا أنه يعني أنه حسن لغيره، وإذا كان كذلك، ففيه أمران:

الأول: أنه يؤخذ عليه أننا لا نعلم للشطر الأول والأخير منه ما يشهد له. أما الشطر الأوسط فهو صحيح متواتر، كما هو معلوم.

والآخر: أن إسناده ضعيف، وهو كذلك، وعلته الثعلبي هذا، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " ضعفه أحمد وأبو زرعة ". وقال الحافظ في التقريب: " صدوق، يهم ".

 

(4/265)

 

 

وفي سند الترمذي سفيان بن وكيع، لكنه قد توبع من جماعة، ولذلك قال المناوي: " رمز المصنف لحسنه، اغترارا بالترمذي، قال ابن القطان: وينبغي أن يضعف، إذ فيه سفيان بن وكيع، قال أبو زرعة: متهم بالكذب. لكن ابن أبي شيبة رواه بسند صحيح. قال - أعني ابن القطان -: فالحديث صحيح من هذا الطريق، لا من الطريق الأول. وبه يعرف أن المصنف لم يصب في ضربه صفحا عن عزوه لابن أبي شيبة، مع صحته عنده ".

قلت: ولست أدري إذا كان ابن القطان صحح طريق ابن أبي شيبة لخلوه من الثعلبي، أو لأنه لا يرى الثعلبي هذا ضعيفا، فإن كان الأول - وهو الظاهر - فذلك مما أستبعده جدا، وإن كنت ملت إليه واستشهدت بكلامه في تعليقي على هذا الحديث من " المشكاة " (232) ، وكان ذلك قبل تتبعي لطرق الحديث ومخارجه التي سبق ذكرها، فلما تتبعتها، استبعدت أن يكون طريق ابن أبي شيبة من غير طريق الثعلبي، وأما إن كان لا يرى ضعفه، فهو خطأ كما يدلك عليه ما نقلته عن الذهبي والعسقلاني. والله أعلم. ثم رأيت ابن أبي شيبة قد أخرج في " المصنف " (10 / 66 / 2) الجملة الأخيرة من الحديث من طريق وكيع عن عبد الأعلى به، لكنه أوقفه. فترجح عندي ما استبعدته. والله أعلم.

ومن طريق الثعلبي المذكور أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (2 / 673) بلفظ: " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار، ومن قال في القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ". فقول المنذري في " الترغيب " (1 / 73) وتبعه الهيثمي (1 / 163) : " رواه أبو يعلى ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ". فهو وهم ظاهر، لأن الثعلبي مع ضعفه ليس من رجال " الصحيح "، فتنبه.

(تنبيه) : بعد مضي زمن طويل على كتابة هذا، طبعت مجلدات من " مسند أبي يعلى " بتحقيق الأخ حسين سليم أسد، فرأيته قد علق على هذا الحديث بقوله: (4 / 228) :

 

(4/266)

 

 

" إن عبد الأعلى لم يتفرد به، وإنما تابعه بكر بن سوادة عند الطبري في " التفسير " (1 / 35) من طريق عبد بن حميد قال: حدثنا جرير عن ليث عن بكر عن سعيد بن المسيب (!) به. وجرير هو ابن عبد الحميد، وليث هو ابن سعد.. وهذا إسناد صحيح ".

فأقول: نعم، هو صحيح لوكان الأمر كما ذكر في رواته، وليس كذلك، مع أوهام أخرى لابد لي من بيان ذلك كله، عسى أن يكون في ذلك عبرة لهؤلاء الناشئين المتعلقين بهذا العلم، ويعلموا أن التحقيق فيه ليس بالسهو لة التي يتصورونها:

أولا: قوله في الإسناد: ".. المسيب " خطأ، ولعله سبق قلم، والصواب: ".. جبير "، كما هو ظاهر من سياق كلامه وكما هو الواقع في " تفسير الطبري "، والأمر في مثل هذا سهل قلما ينجومنه كاتب أوباحث.

ثانيا: قوله: " وليث هو ابن سعد "، ليس باللازم، لأن كل مستنده في ذلك إنما هو أنهم ذكروا الليث بن سعد في الرواة عن بكر. فلقائل أن يقول: من الممكن أن يكون هو ليث بن أبي سليم الضعيف، فإنهم ذكروه في شيوخ جرير بن عبد العزيز دون الليث بن سعد. فالله أعلم.

ثالثا: قوله: " عبد بن حميد " خطأ مزدوج، وذلك لأنه:

1 - لم يسم الرجل في " الطبري " وإنما قال: " ابن حميد "، فالتسمية بـ " عبد " من المعلق.

2 - أنها تسمية خطإ منه، وإنما هو محمد بن حميد الرازي، فإنه هو المعروف عند العلماء برواية الطبري عنه، والإكثار عنه، وهو تارة يسميه، وتارة يكتفي بنسبته لأبيه، وقد قال في حديث آخر (10) : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. فإذا عرفت هذا فالإسناد ضعيف أيضا.

3 - لوصح السند إلى بكر بن سوادة لم يجز أن يقال عند العارفين بهذا العلم إنه متابع لعبد الأعلى، لأنه: أولا: لم يروالحديث بتمامه، وإنما الجملة الأخيرة منه.

 

(4/267)

 

 

وثانيا: أنه خالفه في رفعه وأوقفه على ابن عباس. فلو صح الإسناد، كان دليلا آخر على ضعف الحديث. والله أعلم.

1784 - " اتقوا النار ولوبشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان ".

ضعيف جدا.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (ص 191) مختصرا، وابن عدي (202 / 2) بتمامه، عن صلة بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا وقال: " صلة بن سليمان عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الناس ". قلت: هو كذاب كما قال ابن معين وأبو داود، وضعفه غيرهما.

ورواه الخطابي في " غريب الحديث " (67 / 1) من طريق شرحبيل بن سعد عن جابر عن أبي بكر مرفوعا. وهذا سند واه، شرحبيل بن سعد أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال ابن أبي ذئب: كان متهما. وقال مالك: ليس بثقة. وقال النسائي: ضعيف ".

والحديث أورده في " الجامع الكبير " (1 / 17 / 1) من رواية البزار عن أبي بكر بلفظ: " اتقوا النار ولوبشق تمرة، فإنها تقيم المعوج، وتقع من الجائع ما تقع من الشبعان ". ثم ذكره بنحوه وزيادة: " وتسد الخلل، وتدفع ميتة السوء ". وقال: " رواه أبو يعلى والدارقطني في " العلل " وضعفه، والديلمي عن أبي بكر ". وقد أخرجه الديلمي في " مسنده " (1 / 1 / 43) من طريق أبي يعلى، وهذا في " مسنده " (رقم 85) حدثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن سليمان عن شرحبيل بن سعد عن جابر عن أبي بكر الصديق.

 

(4/268)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، شرحبيل بن سعد قال الحافظ: " صدوق اختلط بآخرة ". والوساوسي قال البزار: " كان يضع الحديث. وقال الدارقطني وغيره ضعيف ". قلت: ومن طريقه البزار (933) ، وقال: " لا نعلم أحدا حدث به عن زيد إلا الوساوسي، ولا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد ". قلت: يعني بهذا اللفظ والتمام، ولذلك خرجته هنا، وإلا فشطره الأول في " الصحيحين " وغيرهما من طرق أخرى عن جمع من الصحابة، فانظر " صحيح الجامع " (113) .

1785 - " اتقوا خداج الصلاة، إذا ركع الإمام فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (3 / 43) من طريق حسين بن محمد، والطبراني في " الأوسط " (1 / 31 / 2) من طريق قتيبة بن سعيد كلاهما عن أيوب بن جابر عن عبد الله بن عصم الحنفي عن أبي سعيد الخدري قال: " صلى رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يركع قبل أن يركع، ويرفع قبل أن يرفع، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: من فعل هذا؟ قال: أنا يا رسول الله، أحببت أن أعلم تعلم ذلك أم لا؟ فقال ". فذكره، وقال الطبراني: " لم يروه عن ابن عصم إلا أيوب، تفرد به قتيبة "! كذا قال وقد تابعه حسين بن محمد كما رأيت.

وأيوب بن جابر ضعيف كما في " التقريب "، فالحديث ضعيف. وأما عبد الله بن عصم، ويقال: ابن عصمة. فثقة ترجمه ابن أبي حاتم (2 / 2 / 126) وذكر عن أبيه أنه قال: شيخ. وعن أبي زرعة: ليس به بأس. ووثقه ابن معين. وقال

 

(4/269)

 

 

الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطىء ". والحديث قال في " المجمع " (2 / 77) : " رواه أحمد والطبراني في الأوسط " وفيه أيوب بن جابر، قال أحمد: حديثه يشبه حديث أهل الصدق. وقال ابن عدي: حديثه يحمل بعضه بعضا، وضعفه ابن معين وجماعة ".

1786 - " اتقوا هذا القدر، فإنه شعبة من النصرانية ".

ضعيف جدا.

أخرجه المخلص في " الفوائد " (9 / 200 / 1) وابن بشران في " الأمالي " (ق 78 / 2) وابن عدي (ق 285 / 1) والطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 131 / 2) وأبو نعيم في " الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين " (2 / 1) واللالكائي في " السنة " (1 / 144 / 1) وأحمد بن المهندس في " حديثه عن عافية وغيره " (ق 132 / 1) عن القاسم بن حبيب عن نزار بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به، وقال ابن عباس: اتقوا هذه الأرجاء فإنها شعبة من النصرانية. قلت: وهذا سند ضعيف جدا، نزار هذا قال الذهبي في " الميزان ": " فيه لين ". وقال ابن حبان في " الضعفاء " (3 / 56 - 57) : " قليل الرواية، منكر الحديث جدا، يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك ". ثم ساق له هذا الحديث. والقاسم بن حبيب، قال ابن معين: " لا شيء ".

 

(4/270)

 

 

1787 - " اتقي الله يا فاطمة! وأدي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، فإذا أخذت مضجعك، فسبحي ثلاثا وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (2 / 34) من طريق أبي الورد عن ابن أغيد قال: قال لي علي رضي الله عنه: " ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أحب أهله إليه؟ قلت: بلى، قال: إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لوأتيت أباك فسألتيه خادما، فأتته، فوجدت عنده حداثا، فرجعت، فأتى من الغد، فقال: ما كان حاجتك؟ فسكتت، فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله! جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت القربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما، يقيها حر ما هي فيه، قال ... (فذكر الحديث) . قالت: رضيت عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف. ابن أغيد، واسمه علي مجهول كما قال الحافظ. وأبو الورد هو ابن ثمامة بن حزن القشيري البصري. قال: " مقبول ". والحديث في " الصحيحين " وغيرهما دون طرفه الأول.

 

(4/271)

 

 

1788 - " أتي بإبراهيم عليه السلام يوم النار إلى النار، فلما بصر بها، قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) ".

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1 / 19) : حدثنا القاضي عبد الله بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زياد (كذا) : أنبأنا

 

(4/271)

 

 

أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، ابن عياش فمن فوقه من رجال البخاري، واللذان دونه ترجمهما الخطيب في " التاريخ " (10 / 36 و11 / 86) . والقاضي عبد الله بن محمد بن عمر، ترجمه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 88) ، وذكر أن وفاته كانت سنة (362) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. فهو علة هذا الإسناد.

وقد خولف في متنه، فأخرجه الخطيب (11 / 86) من طريق عبد الله بن العباس الشطوي: حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري ... بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي يوم أحد، فقيل: يا رسول الله! (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) ، فقال: " حسبنا الله ونعم الوكيل ". فأنزل الله تعالى: " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ". ورجاله ثقات، غير الشطوي هذا، فلم أعرفه. وإبراهيم بن موسى الجوزي، ويقال: (التوزي) وثقه الخطيب أيضا (6 / 187) وقد جاء من طريق أخرى عنه، فقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن معمر حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي به. ذكره ابن كثير في تفسير الآية. لكن محمد بن معمر هذا مجهول أيضا، فقد ساق له الخطيب حديثا (3 / 304) عن يحيى بن حفص ابن أخي هلال الكوفي بسنده عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: " من شارك ذميا فتواضع له.. " الحديث. وقال عقبه: " حديث منكر لم أكتبه إلا بهذا الإسناد ".

واتهم الذهبي به ابن معمر هذا أوشيخه، فقال في ترجمته: " لا يعرف ... ". ثم ساق له هذا الحديث، وقال:

 

(4/272)

 

 

" آفته يحيى، وإلا فالسامي، فإنه مجهول الحال أيضا ". وأقول: لعل تعصيب الآفة بيحيى أولى، لأن السامي قد روى عنه اثنان، أحدهما: محمد بن مخلد العطار الراوي لهذا عنه، والآخر: ابن مردويه كما تقدم. وقد خولف ابن زياد أوزيد في إسناد الحديث ومتنه، فقال أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ". أخرجه البخاري (4563) والحاكم (2 / 298) وقال: " صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "! ووافقه الذهبي! قلت: وقد وهما وهما ظاهرا، وهو استدراكه على البخاري وقد أخرجه! ووهما وهما آخر، تصحيحه على شرط مسلم أيضا، فإن أبا بكر هذا لم يخرج له مسلم شيئا إلا في المقدمة، وقد تكلموا فيه كثيرا، فقال الذهبي في " الميزان ": " أحد الأئمة الأعلام، صدوق ثبت في القراءة، لكنه في الحديث يغلط ويهم، وقد أخرج له البخاري، وهو صالح الحديث ". وقال الحافظ ابن حجر: " ثقة عابد، إلا أنه لما كابر ساء حفظه، وكتابه صحيح ". وقد تابعه على بعضه إسرائيل عن أبي حصين به، ولفظه: " كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: (حسبي الله ونعم الوكيل) ". أخرجه البخاري (4564) : حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل. وهذا اللفظ هو في رواية الحاكم المتقدمة عن أبي بكر. وخالف مالكا في إسناده ومتنه سلام بن سليمان الدمشقي، فقال: حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.

 

(4/273)

 

 

قلت: وسلام هذا قال الذهبي في " الكاشف ": " له مناكير ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ".

قلت: فمثله لا يصلح للاستشهاد به، وقد خالف الثقة في السند، فجعله من مسند أبي هريرة، وتابعيه أبا صالح! وفي المتن، فرفعه، وهو موقوف برواية الثقتين: أبي بكر وإسرائيل.

وبالجملة، فحديث الترجمة الصحيح فيه الوقف، لمخالفة أحد رواته رواية البخاري الصحيحة عن أبي بكر، ومتابعة إسرائيل إياه. والله أعلم.

1789 - " تحفة الصائم الزائر أن تغلف لحيته، وتجمر ثيابه، ويذرر، وتحفة المرأة الصائمة أن تمشط رأسها، وتجمر ثيابها، وتذرر ".

موضوع.

رواه ابن عدي (173 / 1) عن محمد بن موسى الحرشي حدثنا: هبيرة بن حدير العدوي حدثنا: سعد الحذاء عن عمير بن مأموم عن الحسن بن علي قال: سمعت أبي: وحدثني - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره.

وقال: " سعد بن طريف أحاديثه كلها لا يرويها غيره، وهو ضعيف جدا ". قلت: وقال ابن معين: " لا يحل لأحد أن يروي عنه ". وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث على الفور ". قلت: وعمير بن مأموم، ويقال: مأمون، قال الدارقطني: " لا شيء ". وهبيرة بن حدير العدوي قال يحيى بن معين: " لا شيء ". ومحمد بن موسى الحرشي قال الحافظ: " لين ".

 

(4/274)

 

 

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن الحسن بن علي مرفوعا. وقال شارحه المناوي: " قال البيهقي عقبه: وسعد غيره أوثق منه ". قلت: بل هو شر من ذلك كما تبين مما سبق. ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي وغيره مختصرا، وسيأتي برقم (2596) .

1790 - " أثردوا، ولوبالماء ".

ضعيف.

أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 18) والطبراني في " الأوسط " (رقم 7289) عن عباد بن كثير عن أبي عقال. والطبراني أيضا (1104) والبيهقي في " الشعب " (2 / 195 / 2) عن عاصم بن طلحة قال: سمعت أنس بن مالك به مرفوعا. وقال ابن أبي حاتم: " قال أبي: عباد بن كثير هذا مضطرب الحديث، ظننت أنه أحسن حالا من عباد بن كثير البصري، فإذا هو قريب منه ".

قلت: عباد هذا هو الرملي الفلسطيني ضعيف، وأما البصري فمتروك كما في " التقريب "، وقد اضطرب في إسناده كما ترى، وفي " العلل " اضطراب آخر. وقال الهيثمي في " المجمع " (5 / 19) : " رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عباد بن كثير الرملي، وثقه ابن معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات ".

وذكر أن الطبراني رواه عن أنس أيضا بإسناد قال: " فيه جماعة لم أجد من ترجمهم ".

قلت: كلهم معروف، وهو يعني طريق عاصم بن طلحة، وهو مجهول، كما في " اللسان "، وعنه عباد، وقد عرفت ضعفه، وعنه أبو جعفر النفيلي، واسمه عبد الله بن محمد، ثقة، وعنه أحمد شيخ الطبراني، واسم أبيه عبد الرحمن بن عقال الحراني، وهو ضعيف، لكنه متابع عند البيهقي. والخلاصة أن علة الحديث ضعف عباد، واضطرابه في إسناده.

 

(4/275)

 

 

1791 - " لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها ".

ضعيف جدا.

رواه الطبراني (3 / 48 / 1) عن حنش عن عطاء عن ابن عمر عن ابن مسعود: " أنه كان في بستان من بساتين المدينة، وهو يقرئ ابنيه، فمر به طائران غرابان أوحمامان لهما حفيف، فنظر إليهما ابن مسعود، فقال: والله ما أنا بأشد على هذين حزنا لوماتا، إلا كحزني على هذين الطائرين لو وقعا ميتين، وإني لأجد لهما ما يجد الوالد لولده، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف جدا، حنش هذا - واسمه الحسين بن قيس - متروك كما قال الحافظ، والهيثمي في " المجمع " (7 / 327) وأقره المناوي في " فيضه "، ولكنه قصر في " تيسيره "، فقال: " سنده ضعيف "! والحديث رواه البزار (4 / 150 / 3416) من هذا الوجه، مختصرا دون القصة.

 

(4/276)

 

 

1792 - " ما تقرب العبد إلى الله تعالى بشيء أفضل من سجود خفي ".

ضعيف.

رواه ابن المبارك في " الزهد " رقم (154) ومن طريقه الديلمي والقضاعي (105 / 2) عن أبي بكر بن أبي مريم قال: أخبرنا ضمرة بن حبيب بن صهيب مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم، وهو أبو بكر بن عبد

الله بن أبي مريم الغساني الشامي، قال الحافظ: " ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط ". وضمرة بن حبيب بن صهيب، تابعي ثقة، فهو مرسل.

 

(4/276)

 

 

1793 - " أحبوا صهيبا حب الوالدة لولدها ".

ضعيف جدا.

رواه الحاكم (3 / 401) وابن عساكر (8 / 193 / 2) عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده [عن أبي جده عن]

 

(4/276)

 

 

صهيب مرفوعا، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: " قلت: سنده واه ". وأقول: يوسف هذا أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " قال البخاري: فيه نظر ". وقال في أبيه: " قال البخاري: مختلف فيه ".

1794 - " ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله من كد يده، ومن بات كالا من عمله بات مغفورا له ".

منكر.

رواه ابن عساكر (4 / 324 / 1) عن الحسن بن يوسف أخبرنا: هشام بن عمار أخبرنا بقية بن الوليد أخبرنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو باسط يديه، وهو يقول: فذكره. أورده في ترجمة الحسن بن يوسف وهو أبو سعيد الطرميسي مولى الحسن بن علي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومن فوقه ثقات غير أن هشاما فيه ضعف، وقد قال عن بقية: " أخبرنا بحير ... "، فأخشى أن يكون تصريحه بسماع بقية من بحير وهما من هشام. والله أعلم.

ثم رأيت ابن عساكر رواه (4 / 337 / 2) من طريق ثقتين قالا: أخبرنا بقية عن بحير بن سعد به دون الشطر الثاني من الحديث. فهذه علة الحديث عنعنة بقية، لكن رواه أحمد (4 / 131) عنه مصرحا بالتحديث دون الزيادة، فالعلة تفرد الحسن بن يوسف بها. والشطر الأول من الحديث صحيح رواه ثور بن يزيد عن خالد بن معدان به وزاد: " وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ". أخرجه البخاري وغيره وجعل هذه الزيادة مكان قوله في هذا الحديث: " ومن بات كالا ... ". فهو منكر بهذا اللفظ.

 

(4/277)

 

 

1795 - " منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره ".

موضوع.

قال في " الجامع ": رواه الحاكم عن علي ورمز لصحته، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء. قلت: وهو في مستدرك الحاكم (2 / 622) من طريق محمد بن محمد [بن] الأشعث الكوفي: حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد حدثني أبي عن أبيه عن أبيه عن جده عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن جده الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه. " أن يهو ديا كان يقال له: جريجرة كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: له: يا يهو دي! ما عندي ما أعطيك، قال: فإني لا أفارقك يا محمد! حتى تعطيني، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا أجلس معك، فجلس معه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهددونه ويتوعدونه، ففطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله! يهو دي يحبسك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما رحل النهار قال اليهو دي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وقال: شطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة " محمد بن عبد الله مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا متزي بالفحش ولا قول الخنا " أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله، وكان اليهودي كثير المال ". سكت عليه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: " حديث منكر بمرة وآفته من موسى أوممن بعده ".

قلت: إن كان يعني موسى بن جعفر فآفته ممن بعده حتما، لأن ابن جعفر ثقة إمام كما قال أبو حاتم، وقد قواه الذهبي في " الميزان "، واعتذر عن إيراده فيه بقوله: " وإنما أوردته لأن العقيلي ذكره في كتابه وقال: " حديثه غير محفوظ "، يعني في الإيمان. قال: الحمل فيه على أبي الصلت الهروي. قلت: فإذا كان الحمل فيه على أبي الصلت

 

(4/278)

 

 

فما ذنب موسى تذكره؟! ". وإن كان يعني موسى بن إسماعيل بن موسى فإني لم أجد من ترجمه. قلت: وإنما آفته من الراوي عن ابن الأشعث، فإن له نسخة فيها أحاديث موضوعة، هو المتهم بها عند الذهبي وغيره، كان جمعها في كتاب بهذا الإسناد العلوي، قال الذهبي في " الميزان ": " قال الدارقطني: آية من آيات الله، وضع ذاك الكتاب ". يعني: " العلويات ".

1796 - " ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود، إلا بما قدمت أيديكم، وما يعفو الله أكثر ".

ضعيف.

رواه ابن عساكر (8 / 182 / 1) عن محمد بن الفضل عن الصلت بن بهرام عن شقيق عن البراء مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه بمرة، آفته محمد بن الفضل، وهو ابن عطية، وهو كذاب كما تقدم مرارا.

والحديث أورده السيوطي في

" الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه على خلاف ما اشترط على نفسه في مقدمته! وبيض له المناوي فلم يتعقبه بشيء، فكأنه لم يقف على سنده. ثم أوقفني بعض إخواننا - جزاه الله خيرا - على طريق أخرى للحديث في بعض المطبوعات الجديدة، وهو كتاب " الزهد " لهناد، قال (1 / 249 / 431) : حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن مرفوعا. قلت: وهذا مع إرساله من الحسن البصري، فإن الراوي عنه إسماعيل بن مسلم - وهو المكي - ضعيف.

 

(4/279)

 

 

1797 - " اثنان خير من واحد وثلاث خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي على ضلالة ".

موضوع.

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (5 / 145) قال: حدثنا أبو اليمان حدثنا ابن عياش عن البختري بن عبيد بن سليمان عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

 

(4/279)

 

 

قال: فذكره. قلت: وهذا موضوع، آفته البختري، هذا قال أبو نعيم: " روى عن أبيه عن أبي هريرة موضوعات ". وكذا قال ابن حبان: " ذاهب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، وليس بعدل، فقد روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب ". وقال الأزدي: " كذاب ساقط ". ولخص ذلك الحافظ بقوله في " التقريب ": " ضعيف متروك ".

قلت: وأبوه عبيد بن سليمان، لا يعرف، قال أبو حاتم: " مجهول ". وابن عياش، وهو إسماعيل الحمصي، ضعيف في روايته عن الشاميين، وهذه منها. والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1 / 177) : " رواه أحمد، وفيه البختري بن عبيد بن سليمان، وهو ضعيف ".

قلت: عزوه لأحمد خطأ، تبعه عليه السيوطي في " الجامع "، ومشى ذلك على المناوي! والصواب عزوه لابنه عبد الله، فإنه من حديثه، وليس من حديث أبيه ثم إنه وقع في إسناده عند المناوي تحريف غير مطبعي، فالبختري صار عنده " أبو البختري ". ووقع فيه خطأ مطبعي آخر، فقال: " وأبو عبيدة تابعي لا يعرف ". وإنما هو: " وأبو هـ عبيد "! لكن الجملة الأخيرة من الحديث صحيحة لها شواهد ذكرت بعضها في " ظلال الجنة " (80 - 84) .

 

(4/280)

 

 

1798 - " أتيت بالبراق، فركبت خلف جبريل عليه السلام، فسار بنا إذا ارتفع ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه، قال: فسار بنا في أرض غمة منتنة، حتى أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة، فقلت: يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة، ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة، قال: تلك أرض النار، وهذه أرض الجنة. قال: فأتيت على رجل قائم يصلي، فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد، فرحب بي، ودعا لي بالبركة، وقال: سل لأمتك اليسر، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، قال: فسرنا، فسمعت صوتا وتذمرا، فأتينا على رجل، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد، فرحب بي ودعا لي بالبركة، وقال: سل لأمتك اليسر، فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك موسى، قلت: على من كان تذمره وصوته؟ قال: على ربه! قلت: على ربه؟! قال: نعم، قد عرف ذلك من حدته، قال: ثم سرنا، فرأينا مصابيح وضوء، قال: قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أتدنومنها؟ قلت: نعم، فدنونا، فرحب بي، ودعا لي بالبركة، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فنشرت لي الأنبياء، من سمى الله عز وجل منهم ومن لم يسم، فصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة: إبراهيم وموسى وعيسى، عليهم الصلاة والسلام ".

ضعيف.

أخرجه الحاكم (4 / 406) وأبو يعلى (8 / 449 / 70 / 5036) والبزار (59) من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن

 

(4/281)

 

 

مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الحاكم: " تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور وقد اختلفت أقاويل أئمتنا فيه ". وقال الذهبي: " قلت ضعفه أحمد وغيره ". وأورده في " الضعفاء " وقال: "

قال أحمد: متروك ". والحديث أورده الهيثمي هكذا في " المجمع " وقال (1 / 74) : " رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح ".

قلت: ولم أره في " مسند ابن مسعود " من " الكبير " وإن كانت النسخة وقع في أول المسند خرم ولكنه في أخبار ابن مسعود وليس في أحاديثه، فإذا كان عنده من هذا الوجه - كما يغلب على الظن - فأبو حمزة ليس من رجال الصحيح على شدة ضعفه، فلعل الهيثمي توهم أنه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري وليس به، لأنه لم يذكروا في شيوخه إبراهيم - وهو النخعي - ولا ذكروا في الرواة عنه حماد بن سلمة وإنما ذكروا ذلك في الأعور والله أعلم.

وله طريق أخرى يرويه الحسن بن عرفة في " جزئه " رقم (70 - منسوختي) من طريق قنان بن عبد الله النهمي حدثنا أبو ظبيان الجنبي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به نحوه يزيد وينقص.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه وقنان هذا فيه ضعف. وذكره بن كثير في " تفسيره " من هذا الوجه وقال (3 / 16) : " إسناد غريب وفيه من الغرائب سؤال الأنبياء عنه عليه السلام ابتداء، ثم سؤاله عنهم بعد انصرافه والمشهور في الصحاح - كما تقدم - أن جبريل كان يعلمه بهم أولا ليسلم عليهم سلام معرفة وفيه أنه اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس

 

(4/282)

 

 

ثانيا، وهم معه، وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة ".

1799 - " الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة ".

موضوع.

رواه ابن سعد في " الطبقات " (1 / 448) وابن عدي (163 / 1) عن سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعا، وقال: " سلام الطويل عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه ". قلت: وهو متروك كذا

شيخه زيد العمي، والأول شر من الآخر، فقد قال ابن حبان: " روى عن الثقات الموضوعات، كأنه كان المتعمد لها ". وقال الحاكم: " يروي أحاديث موضوعة ".

والحديث ذكره صاحب " المشكاة " وقال (4574) : " رواه حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد، وليس إسناده بذاك. هكذا في " المنتقى " ". وقال: " 4575 - وروى رزين نحوه عن أبي هريرة ". قلت: ولم أقف على إسناده عن أبي هريرة، ورزين فيما ينقله غرائب، وقوله في حديث معقل: " ليس إسناده بذاك "، فيه تساهل كبير كما لا يخفى على الخبير بهذا العلم الشريف. ثم وقفت على إسناده عن أبي هريرة في " كامل ابن عدي " (7 / 2498) وقال: " ليس بالمحفوظ ".

قلت: فيه مسلم بن حبيب أبو حبيب مؤذن مسجد بني رفاعة، ولم أعرفه: حدثنا نصر بن طريف ... وهو متروك.

 

(4/283)

 

 

1800 - " مثل الرافلة في غير أهلها، كالظلمة يوم القيامة لا نور لها ".

ضعيف.

رواه الترمذي (1 / 218) وأبو الشيخ ابن حيان في كتابه " الأمثال " (رقم 265) والخطابي في " غريب الحديث " (17 / 2) عن موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد عن ميمونة بنت سعد - وكانت خادما للنبي صلى الله عليه وسلم - مرفوعا. وقال الترمذي: " هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وهو يضعف في الحديث ". وقال الذهبي في " الضعفاء ": " مشهور، ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف، ولاسيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدا ". قال الخطابي: " الرافلة: أي المتبرجة بالزينة لغير زوجها ".

 

(4/284)

 

 

1801 - " كان يدخل الحمام، وكان يتنور ".

ضعيف جدا. رواه ابن عساكر (3 / 300 / 2) عن سليمان بن سلمة الحمصي: حدثنا بقية حدثنا سليمان بن باشرة الألهاني قال: سمعت محمد بن زياد الألهاني يقول: كان ثوبان جارا لنا وكان يدخل الحمام فقلت له: فقال: فذكره.

قلت: وهذا سند واه بمرة، سليمان بن سلمة هو الخبائري وهو متهم بالكذب، وسليمان بن باشرة لم أجد له ترجمة، ووقع في " فتاوى السيوطي " (2 / 63) : " ناشرة " بالنون. والله أعلم. والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن واثلة. وقال المناوي: " بسند ضعيف جدا بل واه بالمرة ".

 

(4/284)

 

 

1802 - " إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا ".

منكر.

أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " (1 / 198) : حدثنا أبي عن محمد بن يحيى بن حسان عن أبيه عن مسكين أبي فاطمة عن حوشب عن الحسن قال: كان أبو أمامة يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " فقال أبي: هذا منكر، الحسن عن أبي أمامة لا يجيء، ووهن أمر مسكين عندي بهذا الحديث ". وقال في مكان آخر (1 / 210) عن أبيه: " هذا حديث منكر، ثم قال: الحسن عن أبي أمامة، لا يجيء هذا إلا من مسكين ". وذكر نحو ذلك في " الجرح والتعديل " (4 / 1 / 329) في ترجمة مسكين بن عبد الله أبي فاطمة. وذكر الحافظ في " اللسان " عن الدارقطني أنه قال فيه: " ضعيف الحديث ". وسائر رواة الحديث ثقات، ومحمد بن يحيى بن حسان هو التنيسي، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: " شيخ صالح ". والحسن هو البصري وهو مدلس، ولم يصرح بسماعه من أبي أمامه، بل جزم أبو حاتم بأنه لم يسمع منه، وذلك قوله: " الحسن عن أبي أمامة لا يجيء ". إذا عرفت هذا، فقول المنذري (1 / 252) ثم الهيثمي (2 / 174) في هذا الحديث: " رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات ".

 

(4/285)

 

 

فيه ما لا يخفى، إلا أن يكون عند الطبراني من طريق آخر، وذلك مما أستبعده. والله أعلم.

ثم تبين أنه عند الطبراني (7996) من الطريق نفسه! فتأكدنا من خطئهما أو تساهلهما، كيف لا وفيه الضعيف والمدلس؟! وقد اغتر بهما المناوي، فأقرهما في " الفيض "، ونتج من وراء ذلك خطأ أفحش، وهو قوله في " التيسير "

: " إسناده صحيح "! وقلده الغماري - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " (861) !

1803 - " إن الله يبغض المؤمن لا زبر له ".

منكر.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (429) وعنه ابن عساكر (16 / 250 / 1) عن مسمع بن محمد الأشعري قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا. قال قتادة: يعني الشدة في الحق. وقال العقيلي: " مسمع بن محمد لا يعرف بالنقل ولا يتابع عليه بهذا الإسناد، ولا أحفظ هذا اللفظ إلا في حديث عياض بن حمار لمجاشعي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له "، ونقل هذا عن العقيلي الذهبي، وقال في آخره: " والزبر: العقل ". قال الحافظ: " والحديث المذكور عند مسلم ".

 

(4/286)

 

 

1804 - " إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (205 / 1) عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، طلحة بن عمرو وهو الحضرمي متروك كما في " التقريب "، وفي ترجمته أورده ابن عدي في جملة أحاديث ساقها له وقال فيها: " وعامتها مما فيه نظر ". وإن من عجائب المناوي أنه بعد أن اقتصر على تضعيف إسناده دون أن يبين وجهه، استدرك فقال: " لكن يقويه رواية الديلمي له بلفظ (فذكره نحوه، وقال:) وبيض لسنده "! ولا يخفى وجه العجب على أحد، إذ كيف يصح تقوية الضعيف بما لا سند له؟!

 

(4/286)

 

 

1805 - " إن الله يبغض ثلاثة: الغني الظلوم والشيخ الجهو ل والعائل المختال ".

ضعيف جدا.

رواه الطبراني في " الأوسط " (1 / 145 / 1) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 206) عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا. وقال الطبراني: " لم يروه عن أبي إسحاق إلا إسماعيل ". قلت: وهو صدوق، لكن السند من فوقه ضعيف جدا، الحارث وهو الأعور ضعيف متهم. وأبو إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس. والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " دون لفظة: " ثلاثة " من رواية الطبراني في الأوسط عن علي، وقال المناوي: " قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وبينه تلميذه الهيثمي، فقال: فيه الحارث الأعور وهو ضعيف ".

 

(4/287)

 

 

1806 - " إن الله يطلع في العيدين إلى الأرض، فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (15 / 451 / 2) عن محمد بن محمد بن الحسين الطوسي: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقري أنبأنا هبة الله بن موسى بن الحسين الموصلي بها حدثنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا شيبان بن فروخ عن سعيد بن سليمان الضبي عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال: " لم أجد هذا الحديث في مسند أبي يعلى، لا من رواية ابن حمدان، ولا رواية ابن المقري ". أورده في ترجمة الطوسي هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

 

(4/287)

 

 

وأبو علي الحسن بن علي هو الأهوازي، وهو كذاب، صنف كتابا في الصفات أتى فيه بموضوعات وفضائح كما قال الذهبي. وهبة الله بن موسى، قال الذهبي: " يعرف بابن قبيل لا يعرف ".

ثم ساق له حديثا تقدم بلفظ: " إذا كثرت ذنوبك ... ". قلت: فأحد هؤلاء الثلاثة هو آفة هذا الحديث، والأقرب أنه أبو علي الأهوازي، فإن بقية رجال الإسناد ثقات معروفون. والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن

عساكر هذه عن أنس. وبيض له المناوي، وكأنه لم يقف على إسناده، ولم يورده الغماري في " المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير "، مع أنه من شرطه! وجزم المناوي في " التيسير " بأن سنده ضعيف. وكأن ذلك منه بناء على القاعدة فيما تفرد به ابن عساكر، ولووقف على إسناده لأعطاه ما يستحق من النقد!

1807 - " لوأن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لخرج عمله للناس كائنا ما كان ".

ضعيف. رواه أحمد (3 / 28) وأبو يعلى في " مسنده " (2 / 521 / 404) وأبو محمد الضراب في " ذم الرياء " (1 / 280 / 2) وابن بشران في " الأمالي " (27 / 1) وأبو عمرو ابن منده في " المنتخب من الفوائد " (267 / 1 - 2) والحسن بن رشيق في " المنتقى من الأمالي " (43 / 2) وابن حبان (1942) والحاكم (4 / 314) عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي!

 

(4/288)

 

 

وليس كما قالا، فإن دراجا هذا أورده الذهبي في " الميزان "، وقال: " قال أحمد: أحاديثه مناكير، ولينه. وقال يحيى: ليس به بأس، وفي رواية: ثقة. وقال فضلك الرازي: ما هو ثقة ولا كرامة. وقال أبو حاتم: ضعيف.. إلخ ". وقال

الحافظ في " التقريب ": " صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف ". قلت: وهذا من روايته عنه، ومن ذلك تعلم أن قول الهيثمي في " المجمع " (10 / 225) : " رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن " ليس بحسن. ونقله المناوي وأقره! كما نقل تصحيح الحاكم والذهبي وأقره! ثم جمع بينهما في " التيسير "، فقال: " إسناده حسن صحيح "!! وكذلك أقر التحسين والتصحيح المذكورين المعلقون على " الجامع الكبير " (730 - 17632) !

1808 - " الغيرة من الإيمان، والمذاء من النفاق ".

ضعيف.

رواه ابن بطة في " الإبانة " (5 / 47 / 1) عن أبي مرحوم عن عمرو بن عوف قال: أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. فقال رجل لزيد: ما المذاء؟ قال: الذي لا يغار يا عراقي! ورواه البزار في " مسنده " (1490 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر: حدثنا أبو مرحوم الأرطباني حدثنا زيد بن أسلم به. وأبو مرحوم هذا اسمه عبد الرحيم بن كردم بن أرطبان ابن عم عبد الله بن عون كذا ساقه ابن أبي حاتم (2 / 2 / 339)

ومنه يتعين أن في نسخة الإبانة سقطا وتحريفا، ثم ذكر ابن أبي حاتم جماعة رووا عنه، وقال عن أبيه: " مجهول ". وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (7 / 133) ولكنه قال: " كان يخطيء "! وأما قول الهيثمي (4 / 327) :

 

(4/289)

 

 

" رواه البزار، وفيه أبو مرحوم، وثقه النسائي وغيره، وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح ". قلت: فهذا من أوهامه، فإن هذا غير الأول، واسمه عبد الرحيم بن ميمون المدني أبو مرحوم المصري، ولم يتنبه المناوي لتغايرهما، فنقل كلام الهيثمي، وتجهيل أبي حاتم لأبي مرحوم، وأقرهما! ثم تبنى - فيما يبدو - كلام الهيثمي، فاستنتج منه أن الحديث قوي، فقال في " التيسير ": " إسناده حسن "! وقلده الغماري - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " (2259) !

1809 - " الغيلان سحرة الجن ".

ضعيف.

رواه ابن وهب في " الجامع " (106) : أخبرني جرير بن حازم أن عبد الله بن عبيد بن عمير حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيلان فقال: هم سحرة الجن. قلت: وهذا سند صحيح لولا أنه مرسل. والحديث أورده في

" الجامع " من رواية ابن أبي الدنيا في " مكايد الشيطان " عن عبد الله بن عبيد بن عمير هذا مرسلا. وبيض له المناوي. وقد وصله أبو الشيخ في " العظمة " فقال (12 / 23 / 2) : حدثنا عبد الوهاب بن عصمة حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن

هراسة حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد عن جابر قال: فذكره. قلت: لكن إبراهيم هذا ضعيف جدا، وكذبه بعضهم، فلا يعتد بوصله.

 

(4/290)

 

 

1810 - " أجلوا الله يغفر لكم ".

ضعيف.

رواه أحمد (5 / 199) والبخاري في " الكنى " (ص 63 / 558) والخولاني في " تاريخ داريا " (ص 90) وأبو نعيم في " الحلية " (1 / 226) وابن عساكر (16 / 222 / 1) (19 / 75 / 1) عن عمير بن هانىء عن أبي العذراء

عن أبي الدرداء مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف لجهالة أبي العذراء هذا، فقد أورده ابن أبي حاتم (4 / 2

 

(4/290)

 

 

/ 420) وذكر له هذا الحديث، وهذا الراوي عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الذهبي في " الميزان ": " مجهول ". يعني كذا قال أبو حاتم، أي مجهول، وهذا اصطلاح منه كما نص عليه في ترجمة أبان بن حاتم (1 / 5) . وصرح بذلك الحافظ ابن حجر، فقال في " التعجيل ": " قال أبو حاتم: مجهول ".

1811 - " من أعطاه الله عز وجل حفظ كتابه، فظن أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي، فقد غمط أفضل النعم ".

ضعيف جدا.

رواه البخاري في " التاريخ الكبير " (2 / 1 / 284) : قال أحمد بن الحارث: حدثتنا ساكنة بنت الجعد الغنوية قالت: سمعت رجاء الغنوي وكانت أصيبت يده يوم الجمل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، وله ثلاث علل:

الأولى: الإرسال والجهالة. فإن رجاء الغنوي، أورده البخاري بهذا الإسناد والحديث، ولم يذكر له صحبة. وكذلك صنع ابن أبي حاتم (2 / 1 / 500) لكنه لم يسق إسناده، ولا ذكر فيه جرحا ولا تعديلا. قال الحافظ في " الإصابة ": " وأما ابن حبان فذكره في (ثقات التابعين) ، وقال: يروي المراسيل، وقال أبو عمر: لا يصح حديثه ".

الثانية: ساكنة هذه لم أجد لها ترجمة.

الثالثة: أحمد بن الحارث. قال أبو حاتم: " متروك الحديث ". وقال البخاري: " فيه نظر ".

 

(4/291)

 

 

1812 - " يا سعد! اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما ".

ضعيف جدا.

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (رقم 6640 - نسختي) : حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة حدثنا الحسن بن علي الاحتياطي حدثنا أبو عبد الله الحورخاني - رفيق إبراهيم بن أدهم -: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس

قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا "، فقام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد في آخره: " وأيما عبد نبت لحمه من السحت فالنار أولى به ". وقال: " لا يروى عن ابن جريج إلا بهذا الإسناد، تفرد به الاحتياطي ".

قلت: ولم أعرفه، ومثله شيخه أبو عبد الله، والراوي عنه محمد بن عيسى بن شيبة، وهو المصري، كما في أول حديث له في " الأوسط " (6622) . و (الحورخاني) كذا في الأصل، ولم أجدها في " أنساب السمعاني "، ولا في " لباب

ابن الأثير "، وفي " مجمع البحرين " (492) ونسخته سيئة: (الجرجاني) ولم يذكر أبو عبد الله هذا في هذه النسبة. والنسبة الأولى أقرب ما تكون إلى (الجوزجاني) لأن الفرق في النقط فقط، ولكنه لم يذكر فيها أيضا. وأما (الاحتياطي) فقد جاء في " أنساب السمعاني ": " هذه النسبة عرف بها أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن عباد.. الاحتياطي، حدث عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وغيرهم، روى عنه: الهيثم بن خلف الدوري، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وغيرهما. قال أبو أحمد بن عدي الحافظ: يسرق الحديث، منكر عن الثقات، ولا يشبه حديث أهل الصدق ".

 

(4/292)

 

 

قلت: له ترجمة مطولة في " كامل ابن عدي " (2 / 746 - 747) وهكذا وقع فيه أيضا: " الحسن بن عبد الرحمن "، وكذلك جاء في " تاريخ بغداد " (7 / 327) وغيرهما، وذكر الخطيب أن بعض الرواة سماه " الحسين "، وقد ترجم له هناك أيضا، وكذلك فعل الحافظ في " اللسان "، وقال فيه الذهبي: " ليس بثقة ". وقال في " الضعفاء ": " متهم ". قلت: فالظاهر أنه هو الراوي لهذا الحديث، وتسمية أبيه فيه بـ (علي) خطأ من ابن شيبة الراوي عنه إن كان ثقة، وإلا فلا يبعد أن يكون مقصودا منه تعمية لأمره. والله أعلم.

والحديث أشار المنذري في " الترغيب " (3 / 12) لضعفه، وقال: " رواه الطبراني في (الصغير) "! وكذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1 / 291) وقال: " وفيه من لم أعرفهم ".

قلت: ولم أره في " الروض النضير " الذي رتبت فيه " المعجم الصغير "، فلعله وقع في بعض النسخ، وعلى كل حال فعدم عزوهما الحديث لـ " المعجم الأوسط " مما يؤخذ عليهما. (تنبيه) : الزيادة التي جاءت في آخر الحديث، إنما لم ألحقها به لأنها صحيحة بشواهدها الكثيرة عن جابر وكعب بن عجرة وأبي بكر الصديق، وقد خرجها المنذري (3 / 15) .

1813 - " اجثوا على الركب، وقولوا: يا رب يا رب! ".

منكر.

رواه البخاري في " التاريخ " (3 / 2 / 457) والعقيلي في " الضعفاء " (315) وابن حبان في " الثقات " (5 / 194) والبزار (1 / 319 - 320) من طرق عن حفص بن النضر السلمي: حدثنا عامر بن خارجة عن جده سعد بن مالك: أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فقال: (فذكره) ، قال: ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم.

 

(4/293)

 

 

وقال البزار: " لا يروى إلا عن سعد، وليس له عنه إلا هذا الطريق، وعامر لا أحسبه سمع من جده شيئا ". قلت: وصله في " الأوسط " (6119 - بترقيمي) من طريق عبيد الله بن حفص: حدثنا حفص بن النضر حدثنا عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده. فزاد: (عن أبيه) وهي شاذة أومنكرة، فإني لم أعرف عبد الله. وأبو هـ هو خارجة

بن عبد الله بن سعد، انظر " تيسير الانتفاع ". وقال البخاري، ووافقه العقيلي: " عامر بن خارجة بن سعد، قال البخاري: في إسناده نظر ". يعني هذا الحديث، ولهذا قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 320) عن أبيه: " إسناده منكر ".

قلت: ومن عجائب ابن حبان أنه لما أورد هذا الرجل في " كتاب الثقات " قال: " يروي عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا منكرا في المطر، روى عنه حفص بن النضر، لا يعجبني ذكره ". قلت: ثم ذكره! وهذا من الأدلة الكثيرة على تساهله، فالرجل أحق بأن يورده في كتابه " الضعفاء "، وليس " الثقات "!

1814 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ".

ضعيف.

أخرجه الدارمي في " سننه " (1 / 57) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، فإن عبيد الله هذا من أتباع التابعين، مات سنة 136، فبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم واسطتان أو أكثر.

 

(4/294)

 

 

1815 - " من أجرى الله على يديه فرجا لمسلم، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة ".

موضوع.

رواه الخطيب (6 / 174) وابن عساكر (9 / 60 / 2) عن المنذر بن زياد الطائي: حدثنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده

 

(4/294)

 

 

مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته المنذر هذا، سمع منه عمرو بن علي الفلاس، وقال: " كان كذابا ". وقال الساجي: " يحدث بأحاديث بواطيل، وأحسبه كان ممن كان يضع الحديث ". وقال ابن قتيبة: " إن أهل الحديث مقرون

بأنه وضع غير ما حديث واحد ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخطيب فقط. وتعقبه المناوي بقوله: " وفيه المنذر بن زياد الطائي، قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك ".

ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم عند مسلم (8 / 71) : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ".

1816 - " من قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء إلى مثلها ".

موضوع.

رواه الطبراني في " الأوسط " (50 / 1 من ترتيبه) عن أحمد بن ثابت فرخويه الرازي: حدثنا العلاء بن هلال الرقي حدثنا يزيد بن زريع عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا. وقال: " لم يروه عن أيوب إلا يزيد، ولا عنه إلا العلاء، تفرد به فرخويه ". قلت: وهو كذاب. قال ابن أبي حاتم (1 / 1 / 44) : " سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطبراني يقول: كانوا لا يشكون أن فرخويه كذاب ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " قال ابن أبي حاتم: كذاب ". ومنه تعلم أن قول المناوي (4 / 518) فيه: " ضعيف ". فيه تساهل كبير، ولعله صدر منه بدون مراجعة. وإذا عرفت وضع الحديث، فمن الجهل البالغ الاستدلال به على سنية قص الظفر يوم الجمعة، كما فعل صاحب " تعاليم الإسلام " (ص 234) ، فقال تحت عنوان: " سنن الجمعة إحدى عشرة سنة ":

 

(4/295)

 

 

" (5) تقليم أظفار اليدين والرجلين يوم الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم: من قلم ... " فذكر الحديث. وقد روي الحديث عن ابن عباس مرفوعا بنحوه، وسنده ضعيف جدا كما سيأتي بيانه برقم (2021) .

1817 - " ما من عبد من أمتي صلى علي صادقا بها من قبل نفسه، إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحى عنه بها عشر سيئات ".

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8 / 373) من طريق وكيع عن سعيد بن سعيد التغلبي (الأصل: المهلبي، وهو تصحيف) عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه - وكان بدريا - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال:

" لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا سعيد عن سعيد ". قلت: وهما في عداد المجهولين، لم يوثقهما غير ابن حبان، بل اتهمهما الذهبي بروايتهما عن ابن عمر مرفوعا: " يا علي أنا أخوك في الدنيا والآخرة ". وقال: " وهذا موضوع ". والحديث

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (2 / 1 / 459) ، فقال: " قال أبو أسامة: عن سعيد بن سعيد به "، إلا أنه قال: " عن عمه أبي بردة " مكان: " عن أبيه ". فالحديث مضطرب الإسناد أيضا مع جهالته. وقد صح من حديث أنس مرفوعا نحوه دون قوله: " صادقا بها من قبل نفسه "، فانظر " المشكاة " (922) .

 

(4/296)

 

 

1818 - " أحد أبو ي بلقيس كان جنيا ".

ضعيف رواه ابن عدي (177 / 1) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعا، وقال: " لا أعلم رواه عن قتادة غير سعيد بن بشير، ولا أرى بما يروي عنه سعيد بن بشير بأسا، ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصدق ".

قلت: وفيه خلاف كبير، وفي " التقريب " أنه ضعيف. وقال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ": " وثقه شعبة، وفيه لين، قال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: " فاحش الخطأ ". وساق له في " الميزان " جملة أحاديث أنكرت عليه، هذا أحدها. وعزاه السيوطي لأبي الشيخ في " العظمة " وابن مردويه في " التفسير " وابن عساكر، واستنكره المناوي تبعا للذهبي.

 

(4/297)

 

 

1819 - " أحد ركن من أركان الجنة ".

ضعيف.

رواه أبو حفص الكتاني المقرىء في " حديثه " (132 / 2) وابن عدي (215 / 2) من طريق أبي يعلى، وهذا في " مسنده " (4 / 1812) عن عبد الله بن جعفر قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا، وقال ابن عدي: " عبد الله بن جعفر والد علي بن المدني عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه وهو مع ضعفه ممن يكتب حديثه ". وقال الذهبي في " الضعفاء ": " ضعفوه ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف، يقال: تغير حفظه بأخرة ".

 

(4/297)

 

 

ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " (5813) ، وقال المناوي في " الفيض ": " وقال الجوزجاني: واه، ثم أورد له مناكير هذا منها، وبالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه ". قلت: تعقبه السيوطي في " اللآلىء " (1 / 93) بأن عبد الله هذا لم يبلغ أمره إلى أن يحكم على حديثه بالوضع.

1820 - " إن أحدا جبل يحبنا ونحبه، وهو على ترعة من ترع الجنة، وعير على ترعة من ترع النار ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن معين في " التاريخ والعلل " (96 - 97) وابن ماجة (3115) عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مكنف: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:

الأولى: ابن مكنف هذا، قال الذهبي: " مجهول ". وقال ابن حبان: " لا يحتج به ". وقال البخاري: " في حديثه نظر ". وقول الحافظ السيوطي في " اللآلىء ": " ضعيف " فقط، قصور.

الثانية: عنعنة ابن إسحاق، فإنه مدلس. وقد مضى نحوه من حديث

أبي عبس بن جبير (1618) وسبق هناك التنبيه على صحة الجملة الأولى من الحديث.

 

(4/298)

 

 

1821 - " اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله ".

ضعيف.

روي من حديث أبي سعيد الخدري وأبي أمامة الباهلي وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وثوبان.

1 - أما حديث أبي سعيد، فيرويه عمرو بن قيس عن عطية عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه " (00 / 00) وعنه أبو نعيم في " الحلية " (10 / 281) وكذا السلمي في " طبقات الصوفية " (156) وكذا الخطيب في " التاريخ " (7 / 242) وكذا ابن الجوزي في " صفة الصفوة " (2 / 126 / 2) والبخاري في " التاريخ الكبير " (4 / 1 / 354) والترمذي (4 / 132) وابن جرير في " التفسير " (14 / 31) والعقيلي في " الضعفاء " (396) وأبو الشيخ في " الأمثال " (127) والماليني في " الأربعين الصوفية " (3 / 1) وأبو نعيم أيضا (10 / 282) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (4 / 337 / 1 - 2) من طرق عن عمرو به. وقال الترمذي: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وهو ضعيف من أجل عطية العوفي، فإنه ضعيف مدلس. وأعله العقيلي بعلة أخرى، فإنه رواه من طريق سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال: " كان يقال " فذكره، وقال: " هذا أولى ". ورواه الخطيب (3 / 191) عن العقيلي، وقال: " وهو الصواب، والأول وهم ".

2 - وأما حديث أبي أمامة، فيرويه أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عنه به. أخرجه الطبراني، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (6 / 118) وابن عدي في " الكامل "

 

(4/299)

 

 

(ق 220 / 1) وعبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " (2 / 229 / 2) والخطيب في " التاريخ " (5 / 99) وابن عبد البر في " الجامع " (1 / 196) والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (32 / 2 و127 / 2) من طرق عنه، وقال ابن عدي: " لا أعلم يرويه عن راشد بن سعد غير معاوية، وعنه أبو صالح، وأبو صالح هو عندي

مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في حديثه، في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب ".

قلت: وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال أحمد: كان متماسكا، ثم فسد. وأما ابن معين فكان حسن الرأي فيه. وقال أبو حاتم: أرى أن الأحاديث التي أنكرت عليه، مما افتعل خالد بن نجيح، وكان يصحبه، ولم يكن أبو صالح ممن يكذب، كان رجلا صالحا. وقال النسائي: ليس بثقة ". وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ". قلت: ومنه يتبين أن قول الهيثمي في " المجمع " (10 / 268) : " رواه الطبراني، وإسناده حسن ". فهو غير حسن. ومثله قول السيوطي في " اللآلىء " (2 / 330) : " فإنه بمفرده على شرط الحسن، وعبد الله بن صالح لا بأس به "!

إذ كيف يكون ابن صالح لا بأس به، وحديثه حسنا، مع كثرة غلطه، وبالغ غفلته، حتى أدخلت الأحاديث المفتعلة في كتبه، فيحدث بها وهو لا يدري!

3 - وأما حديث أبي هريرة، فيرويه أبو معاذ الصائغ عن الحسن عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ (126) وابن بشران في " مجلسين من الأمالي " (210 - 211) وابن الجوزي في " الموضوعات " (2 / 329 - 330) وقال: " لا يصح، أبو معاذ هو سليمان بن أرقم متروك ".

4 - وأما حديث ابن عمر، فيرويه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عنه.

 

(4/300)

 

 

أخرجه ابن جرير في " التفسير " (34 / 32) وأبو نعيم في

" الحلية " (4 / 94) وقال: " غريب من حديث ميمون، لم نكتبه إلا من هذا

الوجه ". قلت: وهو ضعيف جدا، قال ابن الجوزي: " الفرات، متروك ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " قال البخاري: منكر

الحديث، تركوه ". 5 - وأما حديث ثوبان، فيرويه سليمان بن سلمة: حدثنا مؤمل

بن سعيد بن يوسف: حدثنا أبو المعلى أسد بن وداعة الطائي قال: حدثني وهب بن

منبه عن طاووس عنه مرفوعا بلفظ: " احذروا فراسة المؤمن ... "، وزاد: "

وينطق بتوفيق الله ". أخرجه ابن جرير (34 / 32) وأبو الشيخ في " الأمثال " (128) ، و" طبقات الأصبهانيين " (223 - 224) وأبو نعيم في " الأربعين

الصوفية " (ق 62 / 1) و" الحلية " (4 / 81) وقال: " غريب من حديث وهب

، تفرد به مؤمل عن أسد ". قلت: وهو واه جدا، وفيه علل: الأولى: أسد بن

وداعة قال الذهبي: " من صغار التابعين، ناصبي يسب، قال ابن معين: كان هو

وأزهر الحرازي وجماعة يسبون عليا، وقال النسائي: ثقة ". الثانية: المؤمل

هذا، قال ابن أبي حاتم (4 / 1 / 375) عن أبيه: " هو منكر الحديث، وسليمان

بن سلمة منكر الحديث ". الثالثة: سليمان بن سلمة، وهو الخبائري، سمعت قول

أبي حاتم فيه آنفا. وقال أيضا:

 

(4/301)

 

 

: " متروك لا يشتغل به ". وقال ابن الجنيد: " كان

يكذب، ولا أحدث عنه ". وذكر له الذهبي حديثا موضوعا. قلت: ومن الغريب أن

السيوطي أورد هذه الطريق في جملة ما أورده متعقبا به على ابن الجوزي حكمه على

الحديث بالوضع، ثم سكت عنه، كأنه لا يعلم ما فيه من هذه العلل التي تجعله غير

صالح للاستشهاد به، لشدة ضعفه، وكذلك سائر طرقه، فقوله: إن الحديث حسن

صحيح. يعني بمجموعها، مردود عليه لما ذكرنا، وإن تبعه المناوي وغيره.

وجملة القول، أن الحديث ضعيف، لا حسن ولا موضوع، وإليه مال الحافظ السخاوي

في " المقاصد الحسنة ". والله أعلم. (تنبيه) : الحديث أورده الغماري في "

كنزه " رقم (55) الذي زعم أن كل ما فيه صحيح، والدكتور القلعجي في فهرس

" الأحاديث الصحيحة " الذي وضعه في آخر كتاب " ضعفاء العقيلي " جهلا منه بمعنى

قوله المتقدم: " هذا أولى "! وله من هذا النوع أمثلة أخرى، لعله تقدم أو

يأتي بعضها إن شاء الله تعالى.

1822 - " اجعلوا أئمتكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم، وبين الله عز وجل ".

ضعيف جدا. أخرجه الدارقطني في " سننه " (ص 197) والبيهقي (3 / 90) عن

حسين بن نصر: حدثنا سلام بن سليمان حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد عن محمد

بن واسع عن سعيد بن جبير عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره. وقال البيهقي: " إسناده ضعيف ". قلت: وفيه علل:

 

(4/302)

 

 

الأولى: عمر بن عبد الرحمن بن يزيد، لم أعرفه، ووقع عند الدارقطني (عمر) غير منسوب، فقال

عقبه: " هذا عندي عمر بن يزيد قاضي المدائن ". قلت: والمدائني قال فيه ابن

عدي (5 / 1687) : " منكر الحديث ". الثانية: سلام بن سليمان، قال الذهبي

في " الضعفاء ": " قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ". ولذا قال

الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ". الثالثة: حسين بن نصر. لا يعرف كما قال

ابن القطان. وقد روي الحديث من طريق أخرى من حديث مرثد بن أبي مرثد الغنوي

مرفوعا نحوه، وهو الآتي بعده:

1823 - " إن سركم أن تقبل صلاتكم، فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم، وبين ربكم ".

ضعف.

أخرجه الدارقطني (ص 197) وابن منده في " المعرفة " (2 / 174 / 2) والحاكم (3 / 222) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد الله بن موسى عن القاسم السامي - من ولد سامة بن لوي - عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي - وكان

بدريا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الدارقطني:

" إسناد غير ثابت، وعبد الله بن موسى ضعيف ". قلت: هو التيمي المدني، قال

الحافظ: " صدوق كثير الخطأ ". قلت: وشيخه القاسم السامي لم أجد له ترجمة.

 

(4/303)

 

 

والراوي عنه يحيى بن يعلى الأسلمي ضعيف كما في " التقريب " و" المجمع "

للهيثمي (2 / 64) وعزاه للطبراني في " الكبير " وهو عنده (20 / 328) بلفظ

: " علماؤكم " بدل: " خياركم ". قلت: وهو بهذا اللفظ منكر. وقد رواه

إسماعيل بن أبان الوراق، فقال: أخبرنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن القاسم

الشيباني عن أبي أمامة مرفوعا به دون قوله: " فإنهم ... ". فجعله من مسند أبي

أمامة، وأسقط من السند عبد الله بن موسى، وأظنه من الأسلمي الضعيف، لا من

الوراق، فإنه ثقة. وقد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا، بلفظ: " إن سركم

أن تزكوا صلاتكم، فقدموا خياركم ". أخرجه الدارقطني (ص 132) وابن عدي في

" الكامل " (ق 199 / 2) من طريق أبي الوليد خالد بن إسماعيل عن ابن جريج عن

عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به. وقال الدارقطني: " أبو الوليد ضعيف "! كذا

قال، والصواب قول ابن عدي فيه: " يضع الحديث على ثقات المسلمين ". وقد

سرقه منه بعض الكذابين، فرواه محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي قال: نبأنا أبو

عامر عمرو بن تميم بن سيار الطبري قال: نبأنا هو ذة بن خليفة البكراوي عن ابن

جريج به. أخرجه الخطيب في ترجمة الرازي هذا من " تاريخ بغداد " (2 / 51)

وقال: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ورجاله كلهم ثقات، والحمل فيه على

الرازي، وكان غير ثقة ". ثم ساق له أحاديث، وقال: " إنها باطلة ". وروى

عن أبي القاسم الطبري الحافظ

 

(4/304)

 

 

أنه كذبه. ورواه موسى بن إبراهيم، فقال

: أخبرنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به. أخرجه أبو

بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (ق 71 / 1) . وهذا

إسناد واه جدا، موسى بن إبراهيم هذا هو أبو عمران المروزي، قال الذهبي: "

كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك ". ثم ساق له من بلاياه أحاديث!

1824 - " إن الأرض لتستغفر للمصلي بالسراويل ".

منكر.

رواه أبو الشيخ في " الطبقات " (295) وعنه أبو نعيم (1 / 330)

وعنه الديلمي في " مسنده " (1 / 166 - 167) : حدثنا سعيد بن يعقوب قال:

حدثنا عمار بن يزيد القرشي البصري قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا ابن

لهيعة، عن عيسى بن طهمان عن مالك بن عتاهية قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا سند واه، وعلته ابن لهيعة فإنه ضعيف. وفي

الطريق إليه عمار بن يزيد القرشي البصري ولم أعرفه، وفي " الجرح والتعديل "

(3 / 1 / 392) : " عمار بن يزيد، روى عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، روى

سعيد بن أبي أيوب عن خالد بن يزيد عنه ". وفي " الميزان ": " عمار بن يزيد

عن موسى بن هلال، قال الدارقطني: مجهول ". وزاد في " اللسان ": " وفي

ثقات ابن حبان: عمار بن يزيد يروي المقاطيع والمراسيل. روى عنه خالد بن يزيد

المصري، فلعله هذا ".

 

(4/305)

 

 

قلت: وسواء كان هو أوغيره، فهو مجهول، ولكني

أستبعد جدا أن يكون هو القرشي البصري، لأن ابن حبان أورده في " أتباع التابعين

" (7 / 285) ، والقرشي متأخر عنه كما ترى. وسعيد بن يعقوب هو أبو عثمان

سعيد بن يعقوب بن سعيد القرشي. قال أبو الشيخ: " يحدث عن بندار ومحمد بن أبي

الوزير الواسطي والأصبهانيين ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحديث

عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1 / 162 / 1) للديلمي وحده! ورواه أبو

نعيم - أي في " المعرفة " كما في " الإصابة " - من طريق ابن لهيعة بسند آخر عن

مالك بن عتاهية. والظاهر أن ابن لهيعة اضطرب في سنده. والله أعلم.

1825 - " أملكوا العجين، فإنه أعظم للبركة ".

منكر جدا.

رواه ابن عدي (166 / 2) عن سلامة بن روح عن عقيل عن الزهري

حدثني أنس به مرفوعا، وفي لفظ له: " فإنه أحد الريعين ". وقال: "

وهذا وإن روي بغير هذا الإسناد فهو منكر جدا ". والحديث أورده السيوطي في

" الجامع " من رواية ابن عدي عن أنس: وتعقبه المناوي بقوله: " ظاهر كلام

المصنف أن ابن عدي خرجه وأقره، والأمر بخلافه، فإنه أورده في ترجمة سلامة

بن روح الأيلي، وقال: قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: منكر

الحديث ". قلت: كذا في النسخة المطبوعة، ومن الواضح أنه سقط من النسخة قوله

بعد " الأيلي ": " وقال: فهو منكر جدا " كما يدل عليه ما نقلته عن ابن عدي

. وكذا سقط بعد

 

(4/306)

 

 

قوله: " وقال " لفظة: " الذهبي "، فإنه هو القائل ذلك في

" الميزان ". وقال في " التيسير " نقلا عن ابن عدي: " حديث منكر ". وقال

الحافظ: " سلامة هذا صدوق، له أوهام ". (فائدة) : قوله: " أملكوا " معناه

أنعموا عجنه وأجيدوه.

1826 - " إذا كبر العبد سترت تكبيرته ما بين السماء والأرض من شيء ".

موضوع.

رواه الخطيب (11 / 86) وعنه ابن عساكر (6 / 222 / 2) عن إسحاق

بن نجيح الملطي عن زنكل بن علي السلمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا

. قلت: وهذا موضوع آفته إسحاق بن نجيح وضاع دجال. ومن عجائب السيوطي

وتناقضه أنه ذكر في خاتمة " اللآليء " (ص 473) أن إسحاق هذا من كبار الوضاعين

، ومع ذلك أورد حديثه هذا في " الجامع الصغير "!! بل إنه ازداد تناقضا فأورد

الحديث في كتابه " ذيل الأحاديث الموضوعة " التي استدركها على " موضوعات ابن

الجوزي "! فقال (ص 149) : " قال الذهبي في " الميزان ": إسحاق الملطي قال

أحمد: هو من أكذب الناس، وقال يحيى: معروف بالكذب، ووضع الحديث، وقال

الفلاس: كان يضع الحديث صراحا ". هذا كله يقع من السيوطي - عفا الله عنا

وعنه - ومع ذلك فلا يزال ناس يدعون العلم وحضور مجالس أهله، ينقمون علينا

انتقادنا إياه، وينشرون الرسائل العديدة في إثارة العامة علينا بالافتراء

والتقول، فالله حسيبهم، وهو المستعان. والحديث رده المناوي في " الفيض "

بقوله: " وفيه إسحاق الملطي، قال الذهبي: كذاب ". وأما في " التيسير

" فبيض له!

 

(4/307)

 

 

1827 - " إذا كثرت ذنوبك، فاسق الماء على الماء، تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح العاصف ".

منكر.

رواه الخطيب في " تاريخه " (6 / 403 - 404) : حدثنا أبو العلاء،

إسحاق بن محمد التمار في سنة ثمان وأربعمائة: حدثنا أبو الحسن هبة الله بن

موسى بن الحسن بن محمد المزني المعروف بابن قتيل - بالموصل -: حدثنا أبو يعلى

أحمد بن علي بن المثني حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا سعيد بن سليم الضبي

حدثنا أنس ابن مالك مرفوعا. قلت: أورده في ترجمة أبي العلاء هذا، وقال

: " كان لا بأس به ". وبقية رجاله ثقات، غير هبة الله بن موسى. قال الذهبي

: " لا يعرف ". ثم ساق له هذا الحديث. وتقدم له حديث آخر بلفظ: " إن الله

يطلع في العيدين ... " رقم (1806) إلا أن السند إليه واه بمرة.

 

(4/308)

 

 

1828 - " إذا كذب العبد، تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به ".

منكر.

أخرجه الترمذي (1 / 357) وابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " (ص 32) وابن عدي في " الكامل " (302 / 1) وابن حبان في " الضعفاء " (2 / 137) وأبو نعيم في " الحلية " (8 / 197) من طريق عبد الرحيم بن هارون:

حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم ... فذكره، وقال الترمذي: " حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه

إلا من هذا الوجه، تفرد به عبد الرحيم ". وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث

أخرى: " وله غير ما ذكرت، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، وإنما ذكرته،

لأحاديث رواها مناكير

 

(4/308)

 

 

عن قوم ثقات ". وقال أبو نعيم: " تفرد به عبد الرحيم

". قلت: وهو ضعيف جدا، أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال:

" كذبه الدارقطني ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف، كذبه الدارقطني "

. لكن ما ذكروه من التفرد إنما هو بالنسبة لما أحاط به علمهم، وإلا فقد أخرجه

ابن عدي أيضا في مقدمة كتابه: " الكامل " (ص 32 - طبع بغداد) من طريق سليمان

بن الربيع بن هشام النهدي: حدثنا الفضل بن عوف - عم الأحنف - حدثنا عبد العزيز

بن أبي رواد به. وقال ابن عدي: " ويروى من [غير] هذا الوجه ". قلت

: كأنه يشير إلى حديث ذاك الواهي عبد الرحيم. وأما هذا، فعلته سليمان النهدي

، تركه الدارقطني. والفضل بن عوف لم أعرفه، ولا أستبعد أن يكون وقع في

المطبوعة تصحيف أوتحريف فإنها طبعة سيئة جدا كأن محققه الفاضل لم يشرف على

تصحيح تجاربها، فقوله مثلا في الحديث: " من نتن " وقع فيها " ثم بين "! فضاع

المعنى! ونحوذلك وقع في طبعة " دار الفكر " البيروتية: " ثم نتن "! مع أنه

ذكره على الصواب في التعليق نقلا عن " الفتح الكبير "! ومن عجيب أمر ابن حبان

وجنفه أنه أورد الحديث في ترجمة عبد العزيز بن أبي رواد على أنه من مناكيره

، بل موضوعاته، فقال: " روى عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر، نسخة موضوعة لا

يحل ذكرها إلا على سبيل الاعتبار منها ... "، فذكر هذا الحديث. وقد كان

الأولى به أن يورده في ترجمة الراوي عنه: عبد الرحيم، ولكنه أتي من خطأ

 

(4/309)

 

 

آخر وقع له، وهو أنه أورد عبد الرحيم هذا في " الثقات " (8 / 413) وقال:

" يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات من كتابه، فإن فيما حدث من غير كتابه بعض

المناكير "! فمن كان هذا شأنه كيف يوثق أولا؟ ثم كيف يتهم شيخه ابن أبي رواد

بما رواه عنه، وقد وثقه جمع واحتج به مسلم؟! وقد أشار الذهبي إلى إنكاره

لهذا الصنيع منه في ترجمة عبد العزيز بقوله: " ثم أسند ابن حبان له حديثين

منكرين أحدهما لعبد الرحيم بن هارون - أحد التلفى -، والآخر لزافر بن سليمان

عنه ". قلت: وزافر هذا أورده ابن حبان في " الضعفاء " أيضا (1 / 315)

، فهذا من جنفه أيضا، لأنه لا يجوز والحالة هذه تعصيب الجناية به في الحديث

الذي أشار إليه الذهبي، ما دام أنه من رواية ضعيف عن ضعيف عنده، فالعدل في

هذه الحالة التوقف، وهذا هو الذي أعرفه من ابن حبان في كثير من " ضعفائه "،

فهذا مثلا سليمان ابن جنادة يقول فيه (1 / 329) : " روى عنه بشر بن رافع

، منكر الحديث، فلست أدري البلية في روايته منه، أومن بشر بن رافع؟ لأن

بشرا ليس بشيء في الحديث. ومعاذ الله أن نطلق الجرح على مسلم بغير علم بما

فيه، واستحقاق منه له، على أنه يجب التنكب عن روايته على كل الأحوال

". فهذا هو الصواب، أن لا تعصب جناية حديث في راوضعيف إذا كان دونه ضعيف آخر

، فكيف إذا كان الأول ثقة، أوعلى الأقل خيرا منه؟ (تنبيه) : لقد اغتر

بتحسين الترمذي وتجويده للحديث جمع، منهم المنذري في " الترغيب " (4 / 29)

، فإنه أقر الترمذي على تحسينه، وصدره بصيغة (عن) المشعرة بحسنه! وتبعه

الغماري فأورده في " كنزه " (308) ! ولعله اغتر بسكوت المناوي في " التيسير

" على قول الترمذي: " جيد غريب ".

 

(4/310)

 

 

وهذا من المناوي عجيب غريب، فإنه قال في

" الفيض " بعد أن نقل عن الدارقطني تكذيبه لعبد الرحيم، واستنكار ابن عدي

لأحاديثه: " وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه تبعا لتجويد الترمذي "!! ومن

أحاديث ذاك الواهي: " الصائم في عبادة، ما لم يغتب ".

1829 - " الصائم في عبادة، ما لم يغتب ".

منكر.

أخرجه ابن عدي (302 / 1) من طريق الحسن بن منصور حدثنا عبد الرحيم

بن هارون أبو هشام الغساني حدثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:

الأولى: عبد الرحيم هذا. وقد عرفت حاله في الحديث السابق. والأخرى: الحسن

بن منصور، قال ابن الجوزي في " العلل ": " غير معروف الحال ". نقله المناوي

في " الفيض " وأقره، وفيه نظر، فإن الحسن هذا، ويسميه بعضهم " الحسين "

، قد روى عنه جماعة من الثقات، منهم البخاري في " صحيحه "، وقال الخطيب في

" تاريخه " (8 / 11) : " وكان ثقة ". فعلة الحديث إنما هي من عبد الرحيم.

والحديث أورده السيوطي في " جامعيه " برواية الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا به

، وزاد: " مسلما، أويؤذه ". وأعله المناوي بالعلتين السابقتين، وقد

عرفت أن إحداهما هي العلة القادحة. وهو في " مختصر الديلمي " (2 / 257) .

وما نقله عن ابن الجوزي من الإعلال بالجهالة ليس في " العلل " المطبوع (2 / 50

) بل ولا له ذكر في إسناده لأنه نقله عن الدارقطني معلقا على عبد الرحيم!

وإنما أعله بالوقف على أبي العالية. والله أعلم.

 

(4/311)

 

 

ومن أحاديث الغساني: " من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه، فقد قصر علمه، ودنا عذابه

". أخرجه ابن عدي والخطيب في " تاريخه " (6 / 52) عن عبد الرحيم بن هارون

الغساني بإسناد الحديث الآنف الذكر. وهو ضعيف جدا كما سبق بيانه. والحديث

استنكره ابن عدي في جملة أحاديث ساقها لعبد الرحيم هذا، كما سبقت الإشارة إلى

ذلك قبل حديث.

1830 - " اجلدوا في قليل الخمر وكثيره، فإن أولها [حرام] ، وآخرها حرام ".

ضعيف.

أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (8 / 313) من طريق هشام بن

عمار: حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة أنه حدث عمر

بن عبد العزيز عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيء الحفظ. والوليد وهو ابن

مسلم كان يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع أماكن العنعنة.

وهشام بن عمار كان يلقن فيتلقن.

 

(4/312)

 

 

1831 - " أجيفوا أبو ابكم واكفئوا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأطفئوا سرجكم، فإنه لم يؤذن لهم بالتسور عليكم ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (5 / 262) : حدثنا أبو النضر حدثنا الفرج حدثنا لقمان

قال: سمعت أبا أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن الفرج هذا وهو ابن فضالة ضعيف، كما قال الحافظ

في " التقريب ".

 

(4/312)

 

 

وقال الذهبي في " الميزان ": " ضعيف من قبل حفظه ". وقال

في " الضعفاء ": " ضعفوه ". وقال الهيثمي في " المجمع " (8 / 111) :

" رواه أحمد، ورجاله ثقات، غير الفرج بن فضالة، وقد وثق ". قلت: ونقله

المناوي في " الفيض " عن الهيثمي، لكن لم يذكر قوله: " غير الفرج.. ". فلا

أدري أهو سهو منه، أم كذلك هو في نسخته من " المجمع "؟ وقد ترتب عليه خطأ

فاحش منه، فإنه قال عقب ذلك: " ورمز المؤلف لحسنه، غير حسن، بل حقه الرمز

لصحته ". ثم لخص ذلك في " التيسير " فقال: " وإسناده صحيح، خلافا لقول

المؤلف: حسن ". وقد عرفت أنه لا يستحق الحسن، فضلا عن الصحة، وإنما أوقعه

في هذا الخطأ، تقليده لما نقله بدون تحقيق منه. وإنما أوردت الحديث هنا

للجملة الأخيرة منه لضعف إسنادها، وعدم وجود شاهد يقويها، وإلا فما قبلها

قد جاء نحوه من حديث جابر، وهو مخرج في " الصحيحة " (رقم 37) .

1832 - " أحب الأعمال إلى الله عز وجل، تعجيل الصلاة لأول وقتها ".

ضعيف.

أخرجه الدارقطني (92) والحاكم (1 / 191) وأحمد (6 / 375) عن

الليث بن سعد: حدثنا عبد الله بن عمر بن حفص عن القاسم بن غنام عن جدته الدنيا

أم أبيه عن جدته أم فروة، وكانت ممن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الأعمال

 

(4/313)

 

 

يوما، فقال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، جدة القاسم بن غنام مجهولة، والقاسم نفسه ليس بالمشهور

. وعبد الله بن عمر هذا هو العمري المكبر وهو ضعيف، وقد توبع بلفظ: " أفضل

الأعمال الصلاة في أول وقتها ". وله شاهد من حديث ابن مسعود بسند صحيح،

ولذلك خرجته في " صحيح أبي داود " (452) و" إرواء الغليل " (1198) ، فهو

صحيح لغيره بهذا اللفظ، وأما اللفظ الأول فضعيف. والله أعلم.

1833 - " أحب الأعمال إلى الله الحب في الله، والبغض في الله ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (5 / 146) عن يزيد بن عطاء عن يزيد بن أبي زياد عن

مجاهد عن رجل عن أبي ذر قال: " خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

، فقال: أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال قائل: الصلاة والزكاة

، وقال قائل: الجهاد، قال: إن أحب.... ". وتابعه خالد بن عبد الله

: حدثنا يزيد بن أبي زياد به مختصرا بلفظ: " أفضل الأعمال ... ". وقد مضى (1310) برواية أبي داود. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسم. ويزيد بن أبي زياد عن مجاهد، هو الهاشمي مولاهم ضعيف. ويزيد بن عطاء هو

اليشكري لين الحديث. والحديث سكت عليه الحافظ في " الفتح " (1 / 40) . وقال المناوي: " قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، ويزيد بن أبي زياد، قال ابن المبارك: ارم به. وسوار العنبري، (قلت: هذا ليس في رواية أحمد) ، قال

ابن الجوزي: ليس بشيء. انتهى، وبه يعرف أن تحسين المصنف له ليس في محله ".

 

(4/314)

 

 

قلت: فالعجب من المناوي كيف عدل عن هذا النقد العلمي الصحيح، إلى متابعته

للسيوطي فيما أنكره عليه. فقال في " التيسير ": " وإسناده حسن "! ثم قلده

الغماري كعادته، فأورده في " كنزه " (79) !

1834 - " أحب العمل إلى الله تعالى الحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حل ارتحل ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (4 / 64) وابن نصر في " قيام الليل " (ص ... )

والحاكم (1 / 568) من طرق عن صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن

عباس قال: " قال رجل: يا رسول الله! أي العمل أحب إلى الله! قال: الحال

.... ". ثم أخرجه الترمذي من طريق أخرى عن صالح به نحوه، إلا أنه أرسله، فلم

يذكر فيه ابن عباس. وقال الترمذي: " وهذا عندي أصح من حديث الهيثم بن

الربيع ". قلت: قد تابعه جماعة على وصله كما أشرت إليه آنفا، فالموصول أصح

، وقد أخرجه الدارمي أيضا (2 / 469) مرسلا. وهو ضعيف على كل حال، لأن

صالحا المري ضعيف كما في " التقريب ". وفي " الضعفاء " للذهبي: " قال

النسائي وغيره: متروك ". وقال الحاكم عقب الحديث: " هو من زهاد أهل البصرة

، إلا أن الشيخين لم يخرجاه ". وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: صالح متروك ".

 

(4/315)

 

 

وذكر له الحاكم شاهدا من طريق مقدام بن داود بن تليد الرعيني: حدثنا خالد بن

نزار حدثني الليث بن سعد حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة

قال: فذكره. قال الذهبي: " لم يتكلم عليه الحاكم، وهو موضوع على سند

الشيخين، ومقدام متكلم فيه، والآفة منه ".

1835 - " أحب اللهو إلى الله عز وجل: إجراء الخيل والرمي بالنبل ولعبكم مع أزواجكم ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (297 / 2) عن سليمان بن إسحاق أبي أيوب الهاشمي

: حدثنا محمد بن الحارث الحارثي عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن

ابن عمر رفعه، وقال في ترجمته الآتي: " محمد بن الحارث عامة ما يرويه

غير محفوظ ". قلت: وشيخه محمد بن عبد الرحمن البيلماني أشد ضعفا منه فقد قال

ابن حبان: " حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلها موضوعة ". انظر الحديث

(57) . وسليمان بن إسحاق لم أجد له ترجمة. والحديث أورده في " الجامع " من

رواية ابن عدي عن ابن عمر بهذا اللفظ، لكن لم يذكر: " بالنبل، ولعبكم مع

أزواجكم "! وقال المناوي: " وإسناده ضعيف ". ولم يزد! فكأنه لم يقف على

إسناده، وإلا لأعطاه حقه من النقد، ولنبه على السقط الذي وقع في أصله: "

الجامع الصغير "، وكذلك وقع في " الجامع الكبير " (30 / 614) وقلدته في

ذلك كله اللجنة القائمة على تحقيقه!

 

(4/316)

 

 

1836 - " أحبوا العرب وبقاءهم في الإسلام وصلاحهم، فإن صلاحهم نور في الإسلام، وفسادهم ظلمة في الإسلام ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 340) قال: حدثنا أبو

محمد بن حيان، وهذا في " طبقات الأصبهانيين " (441 / 641) : حدثنا أبو زفر

الهذيل بن عبد الله الضبي حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا محمد بن عبد الصمد

حدثنا أبي عبد الصمد بن جابر عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به

. قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان: الأولى: عبد الصمد بن جابر، قال

الذهبي في " الميزان ": " ضعفه يحيى بن معين، له حديث أوحديثان ". قلت

: أحدهما هذا، والآخر: " إن هم أسلموا فهو خير لهم، وإن لم يسلموا،

فالإسلام أوسع أوعريض ". والأخرى: ابنه محمد بن عبد الصمد، قال الذهبي

أيضا: " صاحب مناكير، ولم يترك حديثه ". والحديث رواه أبو الشيخ (ابن

حيان) في " الثواب " كما في " الفتح الكبير "، وعنه الديلمي في " مسنده " (

1 / 1 / 36 - 37) عن منصور بن أبي مزاحم: حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء بن

أبي ميمونة به. بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي ". ومحمد بن الخطاب مجهول

الحال كما سبق بيانه تحت الحديث (163) .

 

(4/317)

 

 

1837 - " إن الله عز وجل إذا غضب على أمة لم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها وقصرت

أعمارها، ولم تربح تجارتها، وحبس عنها أمطارها، ولم تغزر أنهارها، وسلط عليها شرارها ".

ضعيف جدا.

رواه الديلمي في " مسنده " (1 / 224) وابن عساكر (9 / 67 / 2) وابن النجار (10 / 174 / 2) والسياق له، عن الحسين بن أبي الحجاج: حدثنا مندل

 

(4/317)

 

 

بن علي العنزي عن محمد بن طريف، وهو أبو غسان المدني عن مسمع بن

الأسود عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب مرفوعا. قلت: وهذا سند

ضعيف جدا، الأصبغ هذا متروك كما قال الحافظ. ومسمع لم أعرفه. وأبو غسان

ثقة. ومندل بن علي ضعيف. والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر بلفظ أخصر من هذا

، وعزاه المناوي للديلمي بهذا اللفظ ولم يتكلم على إسناده بشيء! كالسيوطي

نفسه في " الجامع الكبير " (184 - 4669) واللجنة القائمة على طبعه! سكتوا

عن رواية الديلمي وابن النجار، وأما رواية ابن عساكر المختصرة، فقال

السيوطي (188 - 4673) : " وفي سنده ضعيف ". وفي نسخة: " ... ضعفاء ".

قلت: وهذا أقرب إلى الصواب.

1838 - " أحبوا الفقراء وجالسوهم، وأحب العرب من قلبك وليردك عن الناس ما تعلم من قلبك ".

ضعيف.

أخرجه الحاكم (4 / 332) : أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي

حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن الحجاج بن الأسود عن

محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم فذكره، وقال: " صحيح الإسناد، إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن

الأسود ". وقال الذهبي: " حجاج ثقة ". قلت: هو كما قال الذهبي، ولكنه لم

يحم حول العلة التي أشار إليها الحاكم، وهي الانقطاع، لا نفيا، ولا إثباتا

، ولم تتبين لي، فإن الرياحي ثقة أيضا من رجال مسلم، وقد روى عن إبراهيم بن

سعد، وجويرية بن أسماء وغيرهما من هذه الطبقة، وقد رويا عن بعض التابعين

مثل نافع والزهري وصالح بن كيسان وغيرهم، وحجاج بن الأسود من طبقتهما

، فإنه روى عن التابعين أيضا مثل ثابت البناني وأبي نضرة وجابر بن زيد، فهو

ممن يمكن للرياحي أن يلقاه ويسمع منه، فلماذا شك الحاكم في سماعه منه؟ لست

أدري،

 

(4/318)

 

 

ولكن القلب لم ينشرح لصحة الحديث، فإن عليه طابع التصوف! ويمكن أن

تكون العلة من محمد بن غالب، فإنه وإن كان ثقة، فقد وهم في أحاديث كما قال

الدارقطني، على أني لم أعرف أبا بكر المروزي هذا. وأما المناوي فقال في

" فيضه ": " قال الحاكم: صحيح. وأقره الذهبي، وتبعهما المصنف، فرمز

لصحته ". قلت: فهذا خطأ على الحاكم، لأنه أعله بالانقطاع كما رأيت،

والذهبي لم يصححه. وأما السيوطي فلا قيمة لرمزه! والله أعلم. والفقرة

الوسطى منه رويت في عجز حديث موضوع كما سيأتي برقم (1865) .

1839 - " مقام أحدكم في سبيل الله ساعة، خير من عمله في أهله عمره ".

ضعيف.

ابن عساكر (19 / 32 / 2) عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي

فضالة وكانت له صحبة، قال: " اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام ندب

أبو بكر السعور (كذا الأصل تقريبا وبياض قبله، ولعله: ليالي ندب أبو بكر

الصديق) ، فقال له سهيل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره،

قال: فأنا مقيم في سبيل الله حتى أموت لا أرجع إلى مكة أبدا ". ومن هذا

الوجه رواه ابن سعد (5 / 453 و7 / 405) والحاكم أيضا (3 / 282) وسكت

عليه هو والذهبي. ومن الواضح أن الحديث من مسند سهيل بن عمرو عند ابن عساكر

كغيره، ولقد أخطأ السيوطي في " الجامع الكبير " حيث قال (2 / 206 / 1) :

" رواه ابن عساكر عن أبي سعد بن فضالة والحاكم عنه عن سهيل بن عمرو ". فأنت

ترى أنه عند ابن عساكر عن أبي سعد عن سهيل أيضا. والسند ضعيف، لأن زياد بن

ميناء قال الأزدي: " فيه لين ". وقال ابن المديني: " زياد مجهول ". وفي

صحبة أبي سعد بن أبي فضالة نظر. ويقال: أبو سعيد، ويقال: ابن فضالة.

 

(4/319)

 

 

1840 - " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة وخرجت، وحضر الشياطين، فإذا كان بينهما ولد، كان للشيطان فيه شريك ".

ضعيف.

رواه الطبراني في " الأوسط " كما في ترتيبه (167 / 2) من طريق

يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن أبي المنيب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي

سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: " لم يروه عن يحيى إلا أبو المنيب

الجرشي ولا عنه إلا عبيد الله، تفرد به يحيى ". قلت: وعبيد الله بن زحر

وأبو المنيب واسمه عبيد الله بن عبد الله ضعيفان، والأول أشدهما ضعفا. وهذا

الحديث أصل ما يقال في بعض البلاد: إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين.

 

(4/320)

 

 

1841 - " إذا أتى أحدكم باب حجرته فليسلم، فإنه يرجع قرينه الذي معه من الشيطان،

فإذا دخلتم حجركم فسلموا يخرج ساكنها من الشياطين، فإذا رحلتم فسوا على أول

حلس تضعونه على دوابكم لا يشرككم في مركبها، فإن أنتم لم تفعلوا شرككم، وإذا

أكلتم فسموا حتى لا يشرككم في طعامكم، فإنكم إن لم تفعلوا شرككم في طعامكم،

ولا تبيتوا القمامة معكم في حجركم فإنها مقعده، ولا تبيتوا معكم المنديل (

هو الذي تتمسح به المرأة والرجل، كما في الهامش) في بيوتكم فإنها مضجعه،

ولا تفترشوا الولايا التي تلي ظهو ر الدواب، ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة، ولا

تبيتوا على سطوح غير محوطة، وإذا سمعتم نباح الكلاب أونهيق الحمار فاستعيذوا

بالله، فإنه لا ينهق حمار ولا ينبح كلب حتى يراه ".

ضعيف جدا.

رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (119 / 2 - 120 / 1) عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عن أبيهما مرفوعا.

 

(4/320)

 

 

قلت: وحرام هذا،

قال الشافعي وابن معين فيه: " الرواية عن حرام حرام ". وقال مالك: " ليس

بثقة ". ذكره في " الميزان "، ثم ساق له مما أنكرت عليه أحاديث هذا أحدها.

لكن فقرة الاستعاذة صحيحة من طرق أخرى، وهي مخرجة في " التعليق على الكلم

الطيب " (113 / 164) . والتسمية على الطعام في " صحيح مسلم " (6 / 108)

والأمر بغلق الأبو اب عند الشيخين، وهو مخرج في " الإرواء " (39) .

1842 - " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه عز وجل فليقرأ ".

ضعيف جدا.

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (7 / 239) والديلمي (1 / 1 / 90) من طريق أبي القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي: حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي - بها -: حدثنا الحسن بن زيد - قال جابر

: سألت أبا يعلى عنه؟ فقال: كان رجلا حل عندنا على جهة الجهاد، وكتبنا عنه

- قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم. قلت: وهذا إسناد واه، أورده الخطيب في ترجمة جابر هذا، ولم

يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحسين بن محمد الملطي، لم أجد له ترجمة، ولم

يورده السمعاني في مادة (الملطي) ولكنه ذكر عن الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه

قال: " ليس في الملطيين ثقة "! والحسن بن زيد، الظاهر أنه الحسن بن زيد

الهاشمي، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

 

(4/321)

 

 

" ضعفه ابن معين ". وقال

الحافظ: " صدوق، يهم ". ووقع في " المناوي ": " الحسين بن زيد "،

والظاهر أنه خطأ مطبعي، فإنه وقع في " تيسيره " على الصواب. والله أعلم. قلت

: ولذلك قال الفقيه ابن عبد الهادي الحنبلي في " هداية الإنسان " (2 / 32 / 1

) : " إسناده مظلم، ولا يثبت مرفوعا ". قلت: ولا موقوفا، فإنه لم يرد إلا

من هذا الوجه الواهي!

1843 - " أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين ".

ضعيف. أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (4 / 2 / 338) والترمذي (4 / 340) من طريق يوسف بن إبراهيم أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا، وقال: " حديث غريب ". يعني: ضعيف، وعلته يوسف هذا، ضعفوه. وبه أعله

في " الفيض "، وحكى أقوال الجارحين له بعد أن نقل عن الترمذي أنه حسنه! ثم

تناقض فأقره في " التيسير "! واغتر به الغماري - كعادته - فأورده في " كنزه " (81) !

 

(4/322)

 

 

1844 - " أحب أهلي إلي فاطمة ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (4 / 350) والحاكم (2 / 417) من طريق عمر بن أبي

سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: أخبرني أسامة بن زيد قال: " كنت جالسا

إذ جاء علي والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول الله صلى

الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله علي والعباس يستأذنان، قال: أتدري ما

جاء بهما؟ قلت: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكني أدري. ائذن لهما

، فدخلا، فقالا: يا رسول الله! جئناك نسألك: أي أهلك أحب إليك؟ قال:..

" فذكره. وفيه: قالا:

 

(4/322)

 

 

ما جئناك نسألك عن أهلك (وقال الحاكم: عن فاطمة) ، قال: أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد، قالا

: ثم من؟ قال: ثم علي بن أبي طالب، فقال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك

آخرهم، قال: إن عليا قد سبقك بالهجرة ". قال الترمذي: " هذا حديث حسن،

وكان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة ". وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ورده

الذهبي بقوله: " قلت: عمر ضعيف ". وقال الحافظ: " صدوق يخطيء ". قلت:

ومما سبق تعلم أن المناوي قد خالف المنهج العلمي في هذا الحديث، فإنه أقر

الترمذي على تحسينه، والحاكم على تصحيحه!! ثم زعم في " التيسير " أن إسناده

صحيح!! واغتر به الغماري - كعادته - فأورده في " كنزه " (80) !

1845 - " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، ففعلت، فقال لي جبريل: إن الله قد

بنى جنة من لؤلؤ قصب، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب،

وجعل سقوفها من زبرجد أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ".

موضوع.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (267) : حدثنا محمد بن يوسف الضبي

قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قال: حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي قال:

حدثنا عبد النور المسمعي عن شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال

: حدثني مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا. ذكره في ترجمة عبد النور بن

عبد الله المسمعي، وقال: " كان ممن يغلوفي الرفض، لا يقيم الحديث، وليس

من أهله ". ثم ساق له هذا الحديث، ثم عقبه بقوله:

 

(4/323)

 

 

" وذكر حديثا طويلا لا

أصل له وضعه عبد النور ". ولخص الذهبي كلام العقيلي هذا بقوله: " كذاب،

وقال العقيلي: كان يغلوفي الرفض، ووضع هذا عن شعبة ... ". وتعقبه الحافظ

في " اللسان " فقال: " ولفظ العقيلي: " لا يقيم الحديث، وليس من أهله،

والحديث موضوع لا أصل له ". وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " ... وكأنه ما

اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة فإنه موضوع، ورجاله من شعبة فصاعدا رجال

الصحيح، فينظر من دون عبد النور، وأما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا

موهما أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه ". قلت: ليس فيه أي شيء، فإن كلام

العقيلي الذي نقلته من كتابه صريح في جزم العقيلي أنه - المسمعي هذا - هو الذي

وضع الحديث، واللفظ الذي حكاه الحافظ عن العقيلي، مغاير بعض الشيء لما في

نسختنا من الكتاب، فلعل ذلك من اختلاف النسخ، فإن المطبوعة بتحقيق القلعجي لم

يرد الحديث فيها، ولا كلام العقيلي المتقدم. ثم إن رجال الإسناد كلهم ثقات

معروفون من رجال " التهذيب "، غير بشر بن الوليد الهاشمي، فلعله الكندي

الفقيه صاحب أبي يوسف، فإنه من طبقته وهو ضعيف من قبل حفظه، ولكني لم أجد

من نسبه هاشميا. والله أعلم. والحديث أخرج الطبراني في " الكبير " (3 / 72

/ 1) طرفه الأول من طريق إسماعيل بن موسى السدي: أخبرنا بشر بن الوليد

الهاشمي به. وقال الهيثمي في " المجمع " (9 / 204) : " ورجاله ثقات "!

قلت: وأقره المناوي في " كتابيه " اغترارا بتوثيق ابن حبان، وغفلة منهما عن

حكم العقيلي والذهبي بوضعه، وسبقه ابن الجوزي أيضا، فأورده في " الموضوعات

" (1 / 415 - 416) من طريق العقيلي، وأقره السيوطي في " اللآلىء " (1 /

396) ، فلم يتعقبه بشيء سوى قوله: " أخرجه الطبراني ".

 

(4/324)

 

 

وهذا ليس بشيء كما ترى، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير "! ولعبد النور هذا حديث آخر زاد فيه أشياء خلافا للثقات، وسيأتي إن شاء الله تعالى.

1846 - " الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ".

ضعيف جدا. رواه السلفي في " الطيوريات " (173 / 1) وابن عبد الهادي في

" جزء أحاديث ... " (227 / 2) عن أسباط بن محمد: أخبرنا أبو رجاء الخراساني

عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد

الخدري مرفوعا. ورواه أبو موسى المديني في " اللطائف " (4 / 1) عن داود

بن المحبر: حدثنا عباد بن كثير به، إلا أنه قال: " عن أبي سعيد عن جابر بن

عبد الله "، وقال: " حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه، ورواه أبو

رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال: عن جابر وأبي سعيد رضي الله

عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ". قلت: داود متهم بالكذب، فلا عبرة

بمخالفته، وأسباط وأبو رجاء ثقتان، وإنما علة الحديث عباد بن كثير وهو

الثقفي البصري، قال الحافظ: " متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب ".

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (8 / 92) : " رواه الطبراني في " الأوسط "

، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك ". وقال الحافظ المنذري في " الترغيب

" (3 / 300) : " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الغيبة "، والطبراني في "

الأوسط "، والبيهقي، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري. ورواه

البيهقي أيضا عن رجل لم يسم عن أنس. ورواه عن سفيان بن عيينة غير مرفوع،

وهو الأشبه. والله أعلم ". وقد روي الحديث بلفظ: " إياكم والغيبة فإن

الغيبة أشد من الزنا، قيل: يا رسول الله! وكيف الغيبة أشد من

 

(4/325)

 

 

الزنا؟ قال:

الرجل يزني فيتوب، فيتوب الله عز وجل عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى

يغفر له صاحبه ". رواه الدينوري في " المجالسة " (27 / 8 / 2) والضياء في

" المنتقى من مسموعاته بمرو" (23 / 2) عن أسباط بن محمد قال: حدثنا أبو

رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله

وأبي سعيد الخدري مرفوعا. ورواه الواحدي في " تفسيره " (4 / 81 / 2) من هذا

الوجه عن جابر وحده، إلا أنه وقع فيه: " عن أبي الزبير " بدل: " أبي نضرة "

، ولعله تحريف من بعض الرواة وهكذا على الصواب أورده ابن أبي حاتم في " العلل

" (2 / 120) وقال: " فقلت لأبي: هذا الحديث منكر؟ قال: كما تقول، (

الأصل: يكون) أسأل الله العافية، يجيء عباد بن كثير البصري بمثل هذا؟! ".

والحديث عند الطبراني في " الأوسط " (4 / 485 - مجمع البحرين) والبيهقي في

" الشعب " (2 / 305 / 2) والأصبهاني في " الترغيب " (582) عن عباد به.

1847 - " افتتحت القرى بالسيف، وافتتحت المدينة بالقرآن ".

منكر.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (276) والقاضي الحسين بن محمد

الفلاكي في " فوائده " (ورقة 91 / 1 من مجموع 163) من طريق محمد بن الحسن

المخزومي: حدثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.

وقال العقيلي: " محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي قال ابن معين: ليس بثقة

، كان يسرق الحديث، وقال في موضع آخر: كان كذابا ولم يكن بشيء ". وقال

البخاري في " الضعفاء الصغير " (30) : " عنده مناكير ". وقال النسائي (27) :

 

(4/326)

 

 

" متروك الحديث ". ثم قال العقيلي: " لا يتابعه إلا من هو مثله أودونه

". وقال البزار في " مسنده ": " تفرد به ابن زبالة وكان يلين لأجله وغيره

". قال ابن رجب: " ومن الناس من اتهمه بوضعه، ومنهم من قال: وهم فيه

، هذا من كلام مالك نفسه، فجعله مرفوعا لسوء حفظه وعدم ضبطه، ومثل ذلك وقع

كثيرا لأهل الغفلة وسوء الحفظ غلطا لا تعمدا ". كذا في " هداية الإنسان "

لابن عبد الهادي (2 / 21 / 2) . ثم قال: " ومعنى هذا الكلام أن المدينة لم

يقاتل أهلها بالسيف وإنما أسلموا بمجرد سماع القرآن وتلاوته عليهم ".

1848 - " لوكان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا ".

ضعيف جدا.

رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 6 - 7) : حدثنا علي بن

حرب حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن القاسم

عن عائشة رضوان الله عليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره. قلت: وهذا سند واه جدا، آفته عبد الرحمن أبو محمد هذا، وهو عبد

الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني. قال أحمد والبخاري:

" منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".

 

(4/327)

 

 

وقال ابن حبان: "

ينفرد عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ". قلت: وهذا من تلك الأحاديث التي

لا تشبه حديث الثقات، وابنه محمد ضعيف أيضا، فأحدهما آفته. والحديث أورده

السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخرائطي، وسكت عليه المناوي! وانظر

الحديث الآتي (3889) .

1849 - " لقد أشبع سلمان علما ".

ضعيف.

رواه ابن سعد (4 / 84 - 85) بسند صحيح عن أبي صالح قال: نزل

سلمان على أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي منعه سلمان،

وإذا أراد أن يصوم منعه، فقال: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي لربي؟! فقال: إن

لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فصم وأفطر، وصل ونم، فبلغ ذلك

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره. قلت: وهذا مرسل، وبه أعله

الحافظ في " فتح الباري " (4 / 211) ، وقد روي مسندا، فقال أبو نعيم في "

الحلية " (1 / 187) : حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء حدثنا أحمد بن عمرو

البزار (كذا) : حدثنا السري بن محمد الكوفي حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا عمار

بن رزيق (الأصل: زريق) عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء: أن سلمان

دخل عليه ... فذكر القصة نحوه، لكنه خالفه في لفظ حديث الترجمة، فقال: " لقد

أوتي سلمان من العلم ". وقال أبو نعيم:

 

(4/328)

 

 

" رواه الأعمش عن ابن شمر بن عطية (كذا الأصل) عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء ". قلت: وصله الطبراني في " الأوسط

" (2 / 182 / 1 رقم 7787 - بترقيمي) من طريق الحسن بن جبلة: أخبرنا سعد بن

الصلت عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت: أتاني

سلمان الفارسي يسلم علي، وعليه عباءة قطوانية مرتديا بها، فطرحت له وسادة،

فلم يردها، ولف عباءته فجلس عليها، فقال: بحسبك ما بلغك المحل، ثم حمد

الله ساعته وكبر وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أين صاحبك

؟ يعني أبا الدرداء. فقلت: هو في المسجد، فانطلق إليه، ثم أقبلا جميعا وقد

اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقة، فقال: يا أم الدرداء اخبزي

واطبخي، ففعلنا، ثم أتينا سلمان بالطعام، فقال أبو الدرداء: كل مع أم

الدرداء فإني صائم! فقال سلمان: لا آكل حتى تأكل، فأفطر أبو الدرداء، وأكل

معه، فلما كانت الساعة التي يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم أجلسه سلمان،

فقال أبو الدرداء: أتنهاني عن عبادة ربي؟! فقال سلمان: إن لعينك عليك حقا

، وإن لأهلك نصيبا، فمنعه، حتى إذا كان وجه الصبح، قاما، فركعا ركعات،

وأوترا، ثم خرجا إلى صلاة الصبح، فذكرا أمرهما للنبي صلى الله عليه وسلم،

فقال: " ما لسلمان ثكلته أمه؟ لقد أشبع من العلم ". وقال الطبراني: " لم

يروه عن الأعمش إلا سعد بن الصلت، تفرد به الحسن بن جبلة ". قلت: لم أجد له

ترجمة. وقال الهيثمي (9 / 344) : " ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات "! كذا

قال! وشهر مختلف فيه، والظاهر من أقوال جارحيه أنه كان سيء الحفظ، وقد

ذكر له ابن عدي عدة مناكير منها: " لوكان العلم بالثريا.. ". والصحيح

المحفوظ: " لوكان الإيمان.... ". وفي رواية:

 

(4/329)

 

 

" لوكان الدين ... ".

وسيأتي حديثه المشار إليه برقم (2054) ، ثم قال ابن عدي في آخر ترجمته: "

وشهر ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولا يعتبر به ".

وبالجملة، فهذه الطريق ضعيفة، لضعف شهر، وجهالة الحسن بن جبلة، والإسناد

الذي قبله عن أبي صالح موصولا أصح منه، لولا أني لم أعرف عبد الله بن محمد بن

عطاء شيخ أبي نعيم. وشيخه أحمد بن عمرو البزاز (أظنه البزار بالراء بعد

الزاي) وهو الحافظ المشهور صاحب المسند المعروف به، وهو ثقة في حفظه شيء.

وشيخه السري بن محمد، لم أعرفه، لكني أظن أن (محمد) محرف من (يحيى)

، فهو السري بن يحيى الكوفي، فقد ذكره ابن أبي حاتم (2 / 1 / 285) فيمن روى

عن قبيصة، وقال: " وكان صدوقا ". وذكره ابن حبان في " الثقات " (8 / 302

) . ثم إن لفظ هذا الإسناد الأصح أقرب إلى الصواب من لفظ حديث الترجمة، وقريب

منه ما ذكره الحافظ في ترجمة سلمان من " الإصابة " أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال لأبي الدرداء: " سلمان أفقه منك ". ولم يذكر من أخرجه. والخلاصة، أن

الرواة اضطربوا في ضبط هذه الجملة من الحديث، فأقربها ما عند الحافظ، ثم لفظ

رواية أبي صالح المسندة، ثم لفظ حديث الترجمة، بل هو منكر عندي لما فيه من

المبالغة، ولمخالفته للألفاظ الأخرى. بل هي كلها مخالفة لرواية البخاري لهذه

القصة في " صحيحه " (1968) بنحوما تقدم، وفي آخرها قوله صلى الله عليه

وسلم لأبي الدرداء: " صدق سلمان ". فهذا مما يجعلنا نرتاب في ثبوت شيء من

الألفاظ المذكورة، وبخاصة لفظ الترجمة والله سبحانه وتعالى أعلم.

 

(4/330)

 

 

1850 - " أحب العباد إلى الله تعالى الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن شهدوا لم يعرفوا، أولئك هم أئمة الهدى، ومصابيح العلم ".

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1 / 15) من طريق شاذ بن فياض حدثنا

أبو قحذم عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: " مر عمر بمعاذ

بن جبل رضي الله عنهما، وهو يبكي، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، مسلسل

بالعلل: الأولى: الانقطاع، فإن أبا قلابة - واسمه عبد الله بن زيد الجرمي -

لم يسمع من ابن عمر، كما قال أبو زرعة. الثانية: ضعف أبي قحذم، واسمه

النضر بن معبد. أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " قال

النسائي: ليس بثقة ". الثالثة: شاذ بن فياض، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" كان البخاري يحط عليه. وقال ابن حبان: لا يشتغل بروايته ". وقال الحافظ

: " كان اسمه هلال، فغلب عليه شاذ، صدوق له أوهام وأفراد ". وللحديث طريق

أخرى عن معاذ مرفوعا به نحوه، وزاد في أوله: " إن يسير الرياء شرك ... ".

وإسناده ضعيف أيضا كما بينته في " تخريج الترغيب " (1 / 34) ومن هذا الوجه

أخرجه الطحاوي في " المشكل " (2 / 317) وأبو نعيم أيضا (1 / 5) . وسيأتي

الكلام عليه مفصلا مع تخريجه مبسطا برقم (2975) مع الرد على من صححه،

وإعادة تخريج هذا بمصادر أخرى كثيرة.

 

(4/331)

 

 

1851 - " إن الله إذا أنزل عاهة من السماء على أهل الأرض، صرفت عن عمار المساجد ".

ضعيف.

رواه ابن عدي (151 / 2) وابن عساكر (5 / 333 / 2) عن زافر بن

سليمان عن عبد الله ابن أبي صالح عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال: " وزافر

بن سليمان عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه ". قلت:

وشيخه عبد الله بن أبي صالح، وهو المدني، ضعيف أيضا، قال في " التقريب ":

" لين الحديث ". ثم إنه منقطع، فإن عبد الله هذا روى عن أبيه وسعيد بن جبير

، وعليه فهو منقطع بينه وبين أنس. ثم إن الحديث بظاهره مخالف للحديث الصحيح

: " إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم

". أخرجه البخاري (9 / 47 - نهضة) ومسلم (8 / 165) وأحمد (2 / 40) من

حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا. فهذا بعمومه يشمل عمار المساجد وغيرهم. فتأمل.

 

(4/332)

 

 

1852 - " من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (4 / 217 / 1) عن المنذر بن زياد: أخبرنا عبد

الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده مرفوعا. قلت

: وهذا موضوع آفته المنذر هذا. قال الدارقطني: " متروك ". وقال الفلاس:

" كان كذابا ".

 

(4/332)

 

 

وقال الساجي: " يحدث بأحاديث بواطيل وأحسبه ممن كان يضع

الحديث ". وذكر ابن قتيبة عن أهل الحديث أنهم مقرون بأن المنذر هذا وضع

حديثين ذكرهما. قلت: فالعجب من السيوطي كيف سود كتابه " الجامع الصغير " بهذا

الحديث من رواية ابن عساكر هذه؟! مع أنه في " الجامع الكبير " بين علته، فقال

: " رواه أبو بكر عبد الله بن حبان في " فضائل أعمال البر "، وابن عساكر،

والرافعي، عن علي، وفيه المنذر بن زياد، متروك ". وأما المناوي فقد بيض له

ولم يتكلم عليه بشيء.

1853 - " الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر ".

ضعيف.

أخرجه الدولابي في " الكنى " (2 / 107) والحاكم (3 / 343 - 344

) والديلمي (3 / 145) من طريق أبي الشيخ، وابن عساكر (19 / 21 / 1) عن

شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن أبي السنية قال: " رأيت أبي

ذر جالسا في المسجد وحده محتبيا بكساء صوف، فقال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ... " فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف، وقد سكت عليه الحاكم،

وقال الذهبي في " تلخيصه ": " قلت: لم يصح، ولا صححه الحاكم ". وزعم

المناوي في " التيسير " أنه صححه الحاكم! وأما في " الفيض "، فقال عقب قول

الذهبي: " وقال ابن حجر: سنده حسن، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر ".

وأقول: أنى له الحسن؟ وفيه ما يأتي: أولا: شريك وهو ابن عبد الله القاضي

، وهو سيء الحفظ، وقال الحافظ في " التقريب ":

 

(4/333)

 

 

" صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". قلت: فمثله لا يحسن حديثه، لاسيما مع

المخالفة التي أشار إليها ابن حجر بقوله: " لكن المحفوظ أنه موقوف ".

ثانيا: معفس بن عمران بن حطان، مجهول الحال، أورده ابن أبي حاتم (4 / 1 / 433)

وذكر أنه روى عنه ثلاثة سماهم: أحدهم أبو المحجل هذا، ولم يذكر فيه جرحا

ولا تعديلا. وأما ابن حبان فأورده في أتباع التابعين من " الثقات " (2 / 280) .

ثالثا: أبو السنية هذا لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب التراجم، ولم

يذكره الذهبي في " المقتنى في الكنى ". والله أعلم. وقد وقع تحريف كثير في

سند الحديث هنا في المصادر المذكورة التي عزونا الحديث إليها، استطعت تصحيحه

من التأمل فيها ومراجعة كتب الرجال، فهو في " الكنى " هكذا: " ... عن معفس

بن عمر بن الخطاب عن أبي السنية قال:..... ". وفي المستدرك ": " عن صدقة

بن أبي عمران بن حطان قال: ... "، وفي الديلمي: " عن السنية ". فهو مع هذا

التحريف الشديد ليس فيه " عن أبي السنية "، ولا شيء منه! وفي ابن عساكر:

" عن معفس بن عمران الشنية قال: ". وهذا تحريف شديد كما ترى، وقد صححت اسم

معفس من " الجرح والتعديل " و" كتاب الثقات " ولكنهما لم يذكرا في ترجمته

كنيته، أوأي شيء يمكن أن نصحح منه كنية شيخه أبي السنية هذا. فأضفت هذه

الزيادة من " الكنى ": " عن أبي السنية " إلى السند، نظرا لأنه زيادة على

المصدين الآخرين، ولأن معفسا هذا من أتباع التابعين كما سبق، فلابد أنه بينه

وبين أبي ذر واسطة، فلعله أبو السنية هذا. والله أعلم. وقد تقدم عن

الحافظ أن المحفوظ في هذا الحديث الوقف على أبي ذر. وقد رواه ابن عساكر (19 / 20 / 2) من طريق يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال: أنت أبو ذر؟ قال نعم: قال: فسكت وسكت، ثم قال: فذكر بنحوه. ورجاله ثقات لكنه منقطع بين

يونس بن عبيد وأبي ذر.

 

(4/334)

 

 

1854 - " مروا أبا ثابت يتعوذ، قلت: يا سيدي! والرقى صالحة؟ فقال: لا رقية إلا

في نفس، أوحمة، أولدغة ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (2 / 154) والحاكم (4 / 413) وأحمد (3 / 486

) وابن السني (380) من طريق عبد الواحد بن زياد: حدثنا عثمان بن حكيم

: حدثتني جدتي الرباب قالت: سمعت سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل قد خلت

فاغتسلت فيه فخرجت محموما، فنما ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال

: فذكره. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وفيه نظر، فإن

عثمان بن حكيم وجدته الرباب غير مشهورين بالعدالة، وهما من المقبولين عند

الحافظ في " تقريبه "، وذلك عند المتابعة، كما نص عليه في المقدمة. وقد

توبعا على الشطر الثاني منه، فانظر " المشكاة " (4557 - 4559) .

 

(4/335)

 

 

1855 - " مع كل فرحة ترحة ".

ضعيف.

رواه الخطيب في تاريخه (3 / 116) والضياء المقدسي في " جزء من

حديثه " (141 / 2) عن مسروق: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن

أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا. وقال المقدسي: " مسروق هو ابن المرزبان

، قال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي ". قلت: والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود

، فقال ابن المبارك في " الزهد " (347 / 976) : أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي

حدثنا سفيان وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به موقوفا. ثم رأيته في " معجم

أبي سعيد بن الأعرابي " (ق 126 / 2) من هذا الوجه مرفوعا، وفي آخره:

 

(4/335)

 

 

" قال أبو الفضل: هذا باطل، وكتبناه من كتابه، مرفوع ". ثم وجدته في " الزهد

" للإمام أحمد موقوفا على ابن مسعود. أخرجه (163) من طريق إسرائيل عن أبي

إسحاق به. وكذا هو موقوف في " الزهد " لوكيع (3 / 819 / 506) .

1856 - " معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، إن الله يباهي به الملائكة ".

موضوع.

رواه الحاكم في " المستدرك " (3 / 271) من طريق عبيد بن تميم

: حدثنا الأوزاعي عن عبادة بن نسي عن ابن غنم سمعت أبا عبيدة وعبادة بن

الصامت، ونحن عند أبي عبيدة يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره. وسكت عليه، وتعقبه الذهبي بقوله في " تلخيصه ": " قلت: أحسبه

موضوعا، ولا أعرف عبيدا هذا ". وقال الذهبي في " موضوعات المستدرك ":

" قلت: كأنه من وضع عبيد هذا. فالله أعلم ". وذكر نحوذلك في ترجمة عبيد من

" الميزان "، وأقره الحافظ في " اللسان ".

 

(4/336)

 

 

1857 - " ارفع إزارك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى (وفي رواية: وأنقى) ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي في " الشمائل " (1 / 211 - 212) وأحمد (5 / 364)

وابن سعد (6 / 44) والبيهقي في " شعب الإيمان " (2 / 224 / 2) عن الأشعث

بن سليم قال: سمعت عمتي تحدث عن عمها قال: " بينا أنا أمشي بالمدينة إذا

إنسان يقول: (فذكره) ، قال: فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقلت: يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء. فقال: أما لك في أسوة؟ فنظرت فإذا

إزاره إلى نصف ساقه ". قلت: وهذا إسناد ضعيف، عمة الأشعث اسمها رهم بنت

الأسود، قال الحافظ:

 

(4/336)

 

 

" لا تعرف ". وعمها اسمه عبيد بن خالد المحاربي، وهو مذكور في الصحابة. لكن للحديث شاهد قاصر من حديث الشريد بن سويد، مخرج في " الصحيحة " (1441) فراجعه.

1858 - " كان يصافح النساء وعلى يده ثوب ".

ضعيف.

أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " (3 / 24 / 1) من طريق سفيان عن

منصور عن إبراهيم مرفوعا، وعن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن

أبي حازم مرفوعا نحوه. قلت: وهذان إسنادان مرسلان. ورواه أبو داود في

" المراسيل " (ق 19 / 1) بسند صحيح عن الشعبي: " أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم حين بايع النساء أتي ببرد قطري، فوضعه على يده، وقال: لا أصافح النساء

". وسكت عنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " (4 / 169 / 140) . قلت:

وقد وقفت عليه موصولا، ولكنه واه، أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1 / 5 - من

" زوائد المعجمين ") من طريق عتاب بن حرب أبي بشر المري: أنبأنا المضاء

الخراز عن يونس بن عبيد عن الحسن عن معقب بن يسار مرفوعا: " كان يصافح النساء

من تحت الثوب ". قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عتاب هذا ضعفه الفلاس جدا.

وقال ابن حبان: " كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات على قلته

، فلا يحتج به ". والمضاء هذا أورده ابن أبي حاتم (4 / 1 / 403) بهذه

الرواية له وعنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

 

(4/337)

 

 

والحسن هو البصري، وكان مدلسا. والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (6 / 39) : " رواه الطبراني

في " الكبير " و" الأوسط "، وفيه عتاب بن حرب، وهو ضعيف "، وبيض له

المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء! لكنه قوله: " لا أصافح النساء ". صحيح

، له شواهد في " عبد الرزاق " (20685) وغيره، فانظر " الصحيحة " (529)

1859 - " أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: الفرارون

بدينهم، يبعهثم الله يوم القيامة مع عيسى ابن مريم عليهما السلام ".

ضعيف. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1 / 25) وعنه الديلمي (1 / 1 / 86) من طريق سفيان بن وكيع: حدثنا عبد الله بن رجاء عن ابن جريج عن ابن أبي

مليكة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره

. قلت: وهذا إسناد ضعيف، سفيان بن وكيع قال الذهبي عنه في " الضعفاء ": "

قال أبو زرعة: كان متهما بالكذب ". وقال الحافظ في " التقريب ": " كان

صدوقا، إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح، فلم يقبل

، فسقط حديثه ". وابن جريج مدلس، وقد عنعنه. وعبد الله بن رجاء هو المكي

أبو عمران البصري، وهو ثقة.

 

(4/338)

 

 

1860 - " الصبر والاحتساب هن عتق الرقاب، ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب ".

ضعيف جدا.

رواه الطبراني (1 / 326 / 1 - 2) عن سليمان بن سلمة الخبائري

: حدثنا بقية عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير

مرفوعا.

 

(4/338)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الخبائري وعيسى بن إبراهيم، وهو

الهاشمي متروكان، وبينهما بقية، وهو مدلس، وقد عنعنه. ثم روى الطبراني

بهذا الإسناد عن الحكم بن عمير مرفوعا بلفظ: " أحب الأعمال إلى الله عز وجل

، من أطعم مسكينا من جوع، أووضع عنه مغرما، أوكشف عنه كربا ". ضعيف جدا

، وقد سبق بيانه آنفا.

1861 - " ألا أخبركم بخياركم؟ الذين إذا رؤوا ذكر الله، أفلا أخبركم بشراركم

؟ المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت ".

ضعيف.

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (48) وأحمد في " المسند " (6 / 459) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد

مرفوعا. وهذا سند ضعيف، رجاله كلهم ثقات، غير شهر بن حوشب، وهو صدوق،

كثير الإرسال والأوهام كما في " التقريب ". وقال شيخه العراقي في " تخريج

الإحياء " (2 / 162) : " رواه أحمد من حديث أسماء بنت يزيد بسند ضعيف ".

ورواه ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن شهر كما في " الترغيب " (3 / 295) .

وروى ابن ماجة (2 / 528) الشطر الأول منه. وهذا القدر له شاهد مخرج في

" الصحيحة " (1646 و1733) . وقد اضطرب شهر في إسناده، فمرة يرويه عن أسماء

هذه، ومرة عن عبد الرحمن بن غنم بلفظ: " خيار عباد الله ... ". كما يأتي.

قال المنذري: " ورواه الطبراني من حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم،

وابن أبي الدنيا في كتاب

 

(4/339)

 

 

" الصمت " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

، وحديث عبد الرحمن أصح، وقد قيل: إن له صحبة ". ولفظ حديث ابن غنم: "

خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة

، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت ". أخرجه أحمد (4 / 227)

وابن منده في " المعرفة " (ق 27 / 1) عن ابن أبي الحسين عن شهر بن حوشب عن عبد

الرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا سند ضعيف لضعف شهر،

وبقية رجال السند ثقات رجال الستة. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مخرج في

" الروض " (1084) وفي " غاية المرام " (434) من رواية ابن أبي الدنيا في

" الصمت "، وقلت هناك في آخر تخريج هذا الحديث: " فلعل الحديث بهذا الشاهد

يصير حسنا. والله أعلم ".

1862 - " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".

ضعيف.

رواه ابن عدي (90 / 1) وأبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " (36

/ 2) وابن عساكر (4 / 322 / 2 - 14 / 124 / 1) عن الحسن بن يحيى الخشني عن

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الهروي (99 / 1) وابن حبان في " الضعفاء " (1 / 235) ، وقال في الخشني: " منكر الحديث

جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، والحديث باطل موضوع ". قلت: وهذا سند

ضعيف جدا، الحسن بن يحيى هذا متروك كما قال الدارقطني وغيره، وقد روى

أحاديث موضوعة سبق ذكر بعضها، فانظر الحديث رقم (199) . وهذا الحديث من

جملة أحاديث أوردها ابن عدي في " الكامل " (90 / 1) في ترجمة الخشني، ثم قال

: " وهي أنكر ما رأيت له، وهذا لا يعرف إلا به ". هذا كل ما جرح به ابن عدي

هذا الحديث، وهو وإن كان ليس بالأمر الهين، فهو لا

 

(4/340)

 

 

يطابق ما حكاه ابن الجوزي عنه في " الموضوعات "، فقد ساق الحديث من طريق ابن عدي، ثم قال (1 / 271) : " قال ابن عدي: موضوع، الخشني يروي عن الثقات ما لا أصل له، وإنما

يعرف نحوهذا من قول الفضيل ". فلعل ابن عدي ذكر هذا في مكان أوكتاب آخر.

والله أعلم. وقد تعقبه السيوطي بأقوال حكاها عن بعض الأئمة لا تخرج عن كون

الرجل ضعيفا لسوء حفظه، وهذا لا ينافي الضعف الشديد الذي تبين لغيرهم ممن

حكينا أقوالهم فيه وغيرهم، ولذلك فهو تعقب لا طائل تحته. ثم قال السيوطي:

" وقد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " (8 / 500 / 2) :

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن

عبيد الله بن الشخير أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثنا أحمد بن

سفيان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة به. وهذه

متابعة قوية ". قلت: لا شك في قوة هذه المتابعة، لأن الليث بن سعد إمام جليل

لا يسأل عن مثله، لكن ينبغي النظر في صحة السند إليه، ولقد بحثت عن تراجم

رجاله وأحوالهم واحدا بعد واحد، فلم أجد فيهم ما يمكن إعلال السند به إلا أن

يكون العباس بن يوسف هذا، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخه " (12 / 153 - 154)

، ثم ابن عساكر (8 / 500 / 2) وذكرا عنه رواة كثيرين، ولم يذكرا فيه جرحا

ولا تعديلا، اللهم إلا قول الخطيب: " وكان صالحا متنسكا ". وما أعتقد أن

هذه العبارة تفيد توثيق الرجل في الرواية، إذ لا تلازم بين كون الرجل صالحا

متنسكا، وبين كونه ثقة ضابطا، فكم في الصالحين من ضعفاء ومتروكين، كما هو

معروف لدى من له عناية بهذا العلم الشريف، ولهذا فإن القلب لم يطمئن لصحة هذا

السند، ولاسيما أن السيوطي نفسه قد نص في مقدمة كتابه " الجامع الكبير "، أن

كل ما عزاه للعقيلي وابن عدي والخطيب وابن عساكر، وللحكيم الترمذي في "

نوادر الأصول "، أو

 

(4/341)

 

 

للحاكم في " تاريخه "، أولابن النجار في " تاريخه "، أو

للديلمي في " مسند الفردوس " ; فهو ضعيف. وأما سائر رجال السند فثقات كلهم

، فالذين فوق العباس هذا من رجال " التهذيب " وأما ابن الشخير فترجمه الخطيب (

2 / 333) وقال: " كان صدوقا ". وأما الحسن بن علي فهو أبو محمد الجوهري

ترجمه الخطيب أيضا (7 / 393) وقال: " كتبنا عنه، وكان ثقة أمينا كثير

السماع ". وأما محمد بن عبد الباقي فترجمه ابن عساكر (15 / 293 / 1 - 295 /

1) لكن ورقتان منها بياض! وله ترجمة طيبة في " اللسان " (5 / 241 - 243) .

ثم رأيت الحديث في " ذم الكلام " للهروي (99 / 1) من طريق آخر عن ابن الشخير

به. فالعلة شيخه العباس بن يوسف الشكلي، والله أعلم. ثم الحديث أورده ابن

الجوزي من طرق أخرى واهية منها عن أبي نعيم في " الحلية " (5 / 218) عن أحمد

بن معاوية بن بكر: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد

الله بن بسر مرفوعا. وقال: " غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور ".

قلت: لكن أحمد هذا قال ابن الجوزي: " حدث بالأباطيل ". وهو أخذه عن ابن عدي

وتمام كلامه: " وكان يسرق الحديث ". ثم رواه أبو نعيم (6 / 97) وابن

عساكر (9 / 247 / 1) ويوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش والدساكر على ابن

عساكر " (9 / 1) من طريقين عن بقية بن الوليد عن - وفي " الحلية " وابن

عساكر: حدثنا - ثور عن خالد عن معاذ مرفوعا به. وكذلك رواه الطبراني في

" المعجم الكبير " (20 / 96 / 188) . وقال أبو نعيم:

 

(4/342)

 

 

" كذا رواه بقية

، فقال: عن معاذ، ورواه عيسى بن يونس عن ثور عن خالد عن عبد الله بن بسر

مثله ". يعني الرواية التي قبلها، وقد عرفت سقوطها، فلا تنهض لمعارضة هذه

الرواية ورجالها ثقات، لولا ما يخشى من تدليس بقية، ولكنه قد صرح بالتحديث

عند من ذكرنا، وكذلك رواه الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " اللآلىء " (

ص 151) وعنه رواه أبو نعيم، فإذا كان سماع بقية له من ثور محفوظا، فالسند

قوي لوسلم من الانقطاع بين خالد ومعاذ، وقد غفل عنه في " المجمع " (1 /

188) ، فأعله بضعف بقية فقط!! وعزاه في " الجامعين " لـ (طب) عن عبد الله

بن بسر، وأظنه وهما. وأما قول ابن عبد الهادي عقبه: " إسناد جيد ". فليس

بجيد بالنظر لطريقه الذي عنعن فيه بقية مع الانقطاع المشار إليه. ثم قال ابن

عبد الهادي: " وروي من طرق عديدة مرسلا عن إبراهيم بن ميسرة ومحمد بن مسلم

وابن عيينة وغيرهم ". قلت: وقد رواه اللالكائي في " شرح أصول السنة " (1 /

35 / 1) عن ابن ميسرة موقوفا عليه. ورواه ابن الأعرابي في " المعجم " (193

/ 2) عن الحسن موقوفا. لكن فيه داود بن المحبر وهو كذاب.

1863 - " احتجموا لخمس عشرة أولسبع عشرة أوتسع عشرة أوإحدى وعشرين، لا يتبيغ بكم

الدم فيقتلكم ".

ضعيف.

رواه ابن جرير في " تهذيب الآثار " (2 / 116) والبزار (3023 -

كشف الأستار) والطبراني (3 / 108 / 2) والجرجاني (286) عن يعقوب القمي

عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا.

 

(4/343)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ليث هو ابن

أبي سليم، وهو ضعيف لسوء حفظه واختلاطه. ويعقوب القمي، وهو ابن عبد الله

صدوق يهم كما في " التقريب ". وإنما يصح الحديث من رواية أنس من فعله صلى

الله عليه وسلم دون قوله: " لا يتبيغ ". وهو مخرج في " الصحيحة " (908)

ومن قوله نحوه دون: (التبيغ) ، فانظر رقم (1847) ومن حديث أبي هريرة نحوه

رقم (622) وليس فيها كلها قوله: " لخمس عشرة "، لكن جملة (التبيغ) قد

جاءت من طريق أخرى بلفظ: " إذا هاج بأحدكم الدم ... ". خرجته في " الصحيحة

" برقم (2747) . وقد رواه البزار من طريق الليث أيضا كما في " المجمع " (5

/ 93) وفاته أنه في " كبير " الطبراني فلم يعزه إليه، وقلده السيوطي في

" الجامع " فلم يعزه إلا للبزار وأبي نعيم في " الطب "! وله شاهد قاصر

، يرويه ابن ماجة، ولكنه واه، ولفظه: " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر

أوتسعة عشر أوإحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله ".

1864 - " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أوتسعة عشر أوإحدى وعشرين ولا يتبيغ

بأحدكم الدم فيقتله ".

ضعيف جدا.

قال ابن ماجة (2 / 351) : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عثمان بن

مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس بن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا كل من دون أنس ضعيف

، وبعضهم أشد ضعفا من بعض. الأول: النهاس بن قهم. قال الذهبي في " الضعفاء

": " تركه القطان، وضعفه النسائي ".

 

(4/344)

 

 

وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف

". الثاني: زكريا بن ميسرة، قال الحافظ: " مستور ". الثالث: عثمان بن مطر

، قال الذهبي: " ضعفوه ". وقال الحافظ: " ضعيف ". الرابع: سويد بن سعيد

. قال الذهبي: " قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: كذاب، وقال

النسائي: ليس بثقة. وقال البخاري: كان قد عمي فلقن ما ليس من حديثه. وقال

أبو حاتم: صدوق كثير التدليس. وقال الدارقطني: ثقة، غير أنه كبر، فربما

قرىء عليه حديث فيه النكارة فيجيزه ". وقال الحافظ: " صدوق في نفسه، إلا

أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول ". ومن هذا

البيان تعلم أن اقتصار البوصيري في " الزوائد " على إعلال الحديث بالنهاس فقط،

قصور شديد. وقوله: " رواه الشيخان وأبو داود والترمذي من حديث أنس أيضا

، كما رواه ابن ماجة خلا قوله: " يتبيغ بأحدكم " إلى آخره. ورواه البزار في

" مسنده " من حديث ابن عباس، كما رواه ابن ماجة. ورواه الحاكم في " المستدرك

" من طريق معاذ عن أنس، وقال: صحيح على شرط الشيخين ". فيه أمور:

 

(4/345)

 

 

أولا: أنه لم يخرجه الشيخان عن أنس أصلا. ثانيا: أنه عن أنس من فعله صلى الله

عليه وسلم كما سبق التنبيه عليه في الحديث الذي قبله. ثالثا: أني لم أره في

" المستدرك " إلا من فعله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ذكرت فيما قبله أنه

مخرج في " الصحيحة " (908) . والله أعلم. قلت: لكن الحديث الذي قبله

بمعناه، فينجوبه من الضعف الشديد الذي دل عليه إسناده، لكن قوله: " لخمس

عشرة " منكر، لتفرد الضعيف به كما تقدم، والله أعلم.

1865 - " سيد بنى دارا، واتخذ مأدبة، وبعث داعيا، فالسيد الجبار، والمأدبة القرآن، والدار الجنة، والداعي أنا، فأنا اسمي في القرآن محمد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد، وإنما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار جهنم، وأحبوا العرب بكل قلوبكم ".

موضوع.

رواه ابن عدي (16 / 2) عن إسحاق بن بشر الخراساني حدثنا ابن جريج

عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا، وقال: " إسحاق روى عن ابن جريج والثوري

وغيرهما ما لا يرويه غيره، وأحاديثه غير محفوظة كلها، وهي منكرة، إما

إسنادا أومتنا لا يتابعه أحد عليه ". وقال الذهبي: " تركوه، وكذبه علي بن

المديني والدارقطني، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب. قلت

: يروي العظائم عن ابن إسحاق وابن جريج والثوري ". قلت: والجملة الأخيرة

منه جاءت في الحديث المتقدم برقم (1838) .

 

(4/346)

 

 

1866 - " من لا حياء له فلا غيبة له ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عساكر (15 / 306 / 1) من طريق أبي بكر الخرائطي:

حدثنا محمد بن عبد الرحمن السراج الرقي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن شرحبيل

حدثنا الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن جريج عن

 

(4/346)

 

 

عطاء [عن] ابن عباس مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف جدا، ابن جريج مدلس

وقد عنعنه. والحكم بن يعلى، قال أبو حاتم: " متروك الحديث منكر الحديث ".

وقال أبو زرعة: " ضعيف الحديث منكر الحديث ". كما في " الجرح والتعديل " (

1 / 2 / 130 - 131) . وقال البخاري في " التاريخ الكبير ": " قال لي سليمان

بن عبد الرحمن (يعني الراوي لهذا الحديث عنه) : عنده عجائب، منكر الحديث

، ذاهب، تركت أنا حديثه ". كذا في " اللسان ". والحديث أورده السيوطي في

" الجامع " من رواية الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " وابن عساكر عن ابن عباس.

وبيض له المناوي!

1867 - " كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره

أن لا يتداوى بشيء لشيء ".

ضعيف.

أخرجه أبو داود (2 / 151) وابن ماجة (2 / 351) عن الوليد بن

مسلم: حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن أبي كبشة الأنماري مرفوعا. وهذا إسناد

حسن لولا ما فيه من الانقطاع، فإن ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان

العنسي الدمشقي. لم يذكروا لأبيه سماعا من أحد من الصحابة وقد ذكره ابن حبان

في أتباع التابعين من " الثقات " (6 / 125) وكذا قال في " التقريب ": " إنه

ثقة من السادسة ". يعني من الطبقة التي لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة. كما

صرح بذلك في المقدمة. وكأن المناوي لم يتنبه لهذه العلة، فحسن إسناده في

" التيسير "، وقد كنت أوردته في " صحيح الجامع "، فلا أدري أكان ذلك عن وهم

، أم لشاهد لا يحضرني الآن، غير جملة: (بين كتفيه) ، فلها شاهد مخرج في

" الصحيحة " (908) .

 

(4/347)

 

 

1868 - " حبك الشيء يعمي ويصم ".

ضعيف.

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (2 / 1 / 157) وأبو داود (

5130) وأحمد (5 / 194 و6 / 650) وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (

ق 28 / 1) والدولابي في " الكنى " (1 / 101) وابن عدي في " الكامل " (ق

37 / 2) والقضاعي في " مسند الشهاب " (12 / 1) وأبو بكر الكلاباذي في "

مفتاح المعاني " (ق 193 / 1) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (5 / 178 / 2

و3 / 249 / 2) وابن الجوزي في " ذم الهو ى " (ص 20) من طريق الخرائطي عن أبي

بكر بن أبي مريم عن خالد بن محمد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن

النبي صلى الله عليه وسلم.. فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل أبي بكر

هذا، فإنه كان اختلط مع سوء حفظ، وقد اختلفوا عليه في إسناده، فرواه جماعة

عنه هكذا مرفوعا، ورواه بعضهم عنه موقوفا. فقال أحمد عقب الحديث: "

وحدثناه أبو اليمان لم يرفعه ". وقال البخاري عقبه أيضا: " وقال الوليد: عن

أبي بكر عن بلال عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ". فأسقط من

السند خالد بن محمد، وهو الثقفي. وأبو بكر مع ضعفه المذكور، قد خولف في

رفعه. فرواه حريز بن عثمان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال: فذكره

موقوفا عليه. وتابعه أم الدرداء عن أبي الدرداء به. أخرجه البخاري في

" التاريخ "، فقال: " وقال سعيد بن أبي أيوب عن حميد بن مسلم سمع أم الدرداء

". وقد وصله البخاري، وعنه ابن عساكر في ترجمة حميد هذا (5 / 178 / 2)

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع ابن أبي حاتم في كتابه (1 / 2 / 229) . وفي سند الموقوف قبله بكر بن فرقد أبو أمية التميمي، ولم أجد من ترجمه.

 

(4/348)

 

 

وعلى كل حال فالموقوف أقوى من المرفوع، ولهذا قال السيوطي في "

الدرر " كأصله: " الوقف أشبه ". كما نقله المناوي في " الفيض ". نعم قد رواه

عبد الله بن هانىء مرفوعا، فقال: أخبرنا أبي أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة عن

بلال بن أبي الدرداء به مرفوع. أخرجه ابن عساكر (17 / 209 / 2) . لكن ابن

هانىء هذا قال الذهبي: " اتهم بالكذب ". وعزاه في " الجامع الكبير " (2 / 13) لابن عساكر عن أبي حنيفة عن عبد الله بن أنيس، والخرائطي في " اعتلال

القلوب " عن أبي برزة الأسلمي.

1869 - " أحد جبل يحبنا ونحبه، فإذا أحببتموه فكلوا من شجره، ولومن عضاهه ".

ضعيف.

رواه ابن شبة في " تاريخ المدينة " (1 / 84) عن سفيان بن حمزة،

والطبراني في " الأوسط " (1 / 103 / 2 - مصورة الجامعة) عن عبد العزيز بن محمد

الدراوردي عن كثير بن زيد عن عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة عن زينب بنت نبيط

عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال: " لم يروعن زينب إلا بهذا الإسناد تفرد

به الدراوردي ". قلت: وهو ثقة، لكن قد تابعه ابن حمزة كما ترى، فالعلة من

ابن تمام هذا فقد أورده ابن أبي حاتم (2 / 2 / 19) بهذه الرواية ولم يذكر

فيه جرحا، وأما الهيثمي فأعله بغيره فقال (4 / 14) : " رواه الطبراني في "

الأوسط " وفيه كثير بن زيد، وثقه أحمد وغيره، وفيه كلام ". وأقره

المناوي! وإنما العلة من شيخ كثير كما ذكرنا. ثم رواه ابن شبة عن عبد العزيز

عن ابن سمعان عن عبد الله بن محمد بن عبيد عن زينب بنت نبيط به.

 

(4/349)

 

 

وهذا إسناد

واه بمرة، عبد العزيز وهو ابن عمران المدني متروك، ومثله بل وأسوأ منه ابن

سمعان، واسمه عبد الله بن زياد اتهمه بالكذب أبو داود وغيره. وشيخه ابن

عبيد لم أعرفه. وقد تقدمت أحاديث أخرى في (أحد) وهذه أرقامها: (1618

و1819) وراجع التنبيه المذكور في آخر الكلام على الحديث الأول.

1870 - " أحذركم من سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة وفتنة في مكة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن الشام، وهي السفياني ".

ضعيف جدا.

أخرجه الحاكم (4 / 468) من طريق نعيم بن حماد: حدثنا يحيى بن

سعيد حدثنا الوليد بن عياش أخوأبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال: قال

ابن مسعود رضي الله عنه: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال: " فقال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الأمة من يدرك آخرها.

قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة الزبير، وفتنة مكة فتنة

عبد الله بن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل

هؤلاء ". وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله: " قلت: هذا

من أوابد نعيم ". أي: من غرائبه وعجائبه. قلت: هو متهم بالكذب، فالحديث

ضعيف جدا كما يشعر بذلك قول الذهبي هذا.

 

(4/350)

 

 

1871 - " احذروا البغي فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة البغي ".

ضعيف جدا.

رواه ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " (31 / 1 - 2) عن أبي

إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا.

 

(4/350)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الحارث هو

الأعور، وهو ضعيف جدا، كما تقدم مرارا. والحديث عزاه السيوطي لابن عدي

وابن النجار عن علي، وبيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء.

1872 - " احذروا كل مسكر، فإن كل مسكر حرام ".

ضعيف.

رواه ابن عساكر (8 / 42 / 1) عن شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني

عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه مرفوعا. قلت:

وهذا إسناد ضعيف: عطاء هو ابن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني قال الحافظ:

" صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس ". قلت: وقد عنعنه. وشعيب بن رزيق هو

الشامي أبو شيبة المقدسي، قال الحافظ: " صدوق يخطىء ". والحديث عزاه في "

الجامع الكبير " (93 / 675) للطبراني في " الأوسط " أيضا، وكذا في " الفتح

الكبير " ولم أره فيه بعد البحث عنه مع العلم أن في النسخة خرما لكن لم يورده

الهيثمي في " مجمع الزوائد " والله أعلم. (تنبيه) : وقع في مخطوطة (ابن

عساكر) : (منكر) في الموضعين، وعليهما حرف التضبيب (صـ) إشارة من الناسخ

إلى أنه وجدها كذلك في أصله. والشطر الثاني من الحديث صحيح من طرق مخرجة في

" الإرواء " (2373) وغيره.

 

(4/351)

 

 

1873 - " أحسنوا إذا وليتم واعفوا عما ملكتم ".

موضوع.

رواه القضاعي (60 / 1) والديلمي (1 / 1 / 25) عن إسماعيل بن

يحيى قال: أخبرنا مسعر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا.

 

(4/351)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع آفته إسماعيل بن يحيى، وهو كذاب وضاع، وعطية وهو العوفي ضعيف مدلس.

والحديث عزاه السيوطي للخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن أبي سعيد، وقال

المناوي: " وكذا رواه الديلمي وغيره، وفيه ضعف ". كذا قال، ولست أدري

إذا كان عند الخرائطي من غير طريق إسماعيل هذا، أوهو لم يتنبه له.

1874 - " من أصبح وهمه التقوى ثم أصاب فيما بين ذلك ذنبا، غفر الله له ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (15 / 320 / 1) عن أبي الحسام محمد بن عبد الواحد

ابن محمد الكسائي الطبري: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأسدي الطبري:

أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي: حدثنا أبو الحسن أحمد

بن الحسن بن أبان المصري الأيلي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبو

عامر بن يسار - بعبادان -: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس

مرفوعا. أورده في ترجمة أبي الحسام هذا وساق له هذا الحديث ولم يذكر فيه

جرحا ولا تعديلا. وآفة الحديث أحمد بن الحسن هذا، قال ابن حبان: " كذاب

دجال يضع الحديث على الثقات ". وقال الدارقطني: " حدثونا عنه وهو كذاب ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه وبيض له المناوي

في " الفيض "! وأما في " التيسير " فقال: " ضعيف "!

 

(4/352)

 

 

قلت: ومن الظاهر أنه

لم يقف على علته الموجبة الحكم عليه بالوضع كما رأيت، وإنما جرى في تضعيفه

على الجادة المعروفة فيما رواه ابن عساكر وحده!

1875 - " من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما جنى ".

ضعيف جدا.

رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " (142 / 2) : حدثنا

أبو نصر حبشون بن موسى الخلال حدثنا عبد الله بن أيوب حدثنا داود بن المحبر

حدثنا هياج بن بسطام عن إسحاق بن مرة عن أنس بن مالك مرفوعا. ورواه ابن

الأعرابي في " معجمه " (191 / 2) : أخبرنا عبد الله بن أيوب به. ومن طريق

ابن الأعرابي رواه القضاعي (36 / 1) ورواه الخطيب في " تاريخه " (3 / 325)

من طريق محمد بن مصعب عن الهياج بن بسطام به. وهذا سند ضعيف جدا، إسحاق بن

مرة، قال أبو الفتح الأزدي: " متروك الحديث ". وهياج بن بسطام متروك الحديث

أيضا كما قال أحمد وغيره. لكنه قد توبع فأخرجه الأزدي من طريق عيينة بن عبد

الرحمن عن إسحاق بن مرة به. لكن قال الحافظ في " اللسان ": " وعيينة ضعيف

جدا ".

 

(4/353)

 

 

1876 - " من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عساكر (15 / 240 / 1) عن بقية بن الوليد عن عمار بن

عبد الملك عن أبي بسطام عن أنس بن مالك مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف جدا

، عمار هذا قال الذهبي: " أتى بعجائب، قال الأزدي: متروك الحديث ". وساق

له الأزدي هذا الحديث.

 

(4/353)

 

 

وبقية مدلس وقد عنعنه. والحديث أورده السيوطي في

" الجامع " من رواية ابن عساكر عن أنس ورمز له في بعض النسخ بالضعف، وأما

المناوي فقال في " الفيض ": " إنه رمز لحسنه ". وهذا لا وجه له ألبتة.

وأما في " التيسير " فجرى على الجادة فقال: " وإسناده ضعيف "! ثم ذكر أن ابن

عساكر رواه في " تاريخه " من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن إسحاق بن مرة عن أنس

. قلت: وهذه طريق أخرى غير ما قبلها، وقد أخرجها الأزدي كما ذكرته فيما

تقدم آنفا، فلا أدري إذا كان ابن عساكر رواه من هذا الوجه أيضا أم هو سهو من

المناوي؟ .

1877 - " ما صيد من صيد، ولا قطع من شجر إلا بتضييعه التسبيح ".

موضوع.

رواه أبو نعيم (7 / 240) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري:

حدثنا مسعر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: "

غريب تفرد به القشيري ". قلت: وهو كذاب كما قال الذهبي وغيره، ومع ذلك

أورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير "! وتعقبه المناوي بقول الذهبي

المذكور، ثم قال: " وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه غير صواب ". قلت: وقد

وجدت له شاهدا من حديث أبي بكر الصديق، أخرجه ابن عساكر (6 / 149 / 2) عن

أبي علي الحسين بن جبر بن حيوة بن يعيش بن الموفق بن أبي النعمان الطائي الحمصي

- بحمص -: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النقاش أخبرنا

 

(4/354)

 

 

عبد الله

بن عبد الجبار الخبائري: أنبأنا الحكم بن عبد الله بن خطاف حدثنا الزهري عن

أبي واقد بن حبيب قال: بينا أنا عند أبي بكر إذ أتي بغراب، فلما رآه بجناحين

، حمد الله ثم قال: فذكره مرفوعا. ثم قال: " هذا حديث منكر، والحكم بن عبد

الله بن خطاف ضعيف، والخبائري ضعيف، والرجلان اللذان قبلهما حمصيان مجهولان

". قلت: الخبائري عبد الله بن عبد الجبار، لم أجد من سبق ابن عساكر إلى

تضعيفه، بل قال أبو حاتم: " ليس به بأس، صدوق ". وقال ابن وضاح: " لقيته

بحمص، وهو ثقة مأمون ". وذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " التهذيب ".

والحكم بن عبد الله بن خطاف حاله شر مما قال ابن عساكر، فقد قال فيه أبو حاتم

: " كذاب متروك الحديث، الذي رواه باطل ". وقال الدارقطني: " كان يضع

الحديث ". وقد ذكره السيوطي في " الفتاوى " (2 / 126) مع أحاديث أخرى في

معناه سكت عنها كلها! وما يصح منها شيء.

1878 - " حق كبير الإخوة على صغيرهم، كحق الوالد على ولده ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 122) عن أحمد بن محمد بن

إبراهيم: حدثنا محمد بن مشكان حدثنا عبد الرحمن بن أيوب حدثنا الوليد بن مسلم

عن الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.

 

(4/355)

 

 

أورده في ترجمة أحمد هذا،

ويكنى أبا عمرو الأبرش، وقال: " توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين

وثلاثمائة، كان أديبا فاضلا حسن المعرفة بالحديث ". قلت: ومحمد بن مشكان لم

أعرفه. وعبد الرحمن بن أيوب، لعله السكوني الذي يروي عن العطاف بن خالد،

قال الذهبي في " الضعفاء ": " ضعيف ". وقد خالفه داود بن رشيد الثقة، فقال

: حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن السائب البكري قال: سمعت سعيد بن عمرو بن

سعيد بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا مرسل

، ومحمد بن السائب البكري لم أعرفه، لكني أخشى أن يكون (البكري) محرفا من (

الكلبي) ، فإن محمد بن السائب الكلبي من هذه الطبقة، فإن يكن هو، فهو كذاب.

ثم رجعت إلى " مراسيل أبي داود " المخطوطة (ق 25 / 1) ، فرأيت الحديث قد سقط

طرف إسناده الأول، وبقي منه قوله: " حدثنا محمد بن السائب البكري عن أبيه عن

سعيد بن عمرو.. ". فزاد في السند: " عن أبيه ". فانكشفت لي علته، وتحقق

ما خشيته من التحريف، وتبين أن (البكري) مصحف من (النكري) ، فقد قال

الذهبي في " الميزان ": " السائب النكري والد محمد، لا يعرف ". وأقره

الحافظ في " التهذيب "، وصرح في " التقريب " بأنه: " مجهول ".

 

(4/356)

 

 

وأشار فيهما

إلى أنه من رجال أبي داود في " المراسيل ". ثم رجعت إلى ترجمة محمد بن السائب

النكري في " الميزان "، فإذا به يقول: " شويخ للوليد بن مسلم، قال الأزدي

: يتكلمون فيه، وقال الخطيب: هو الكلبي، وقد غلط من جعلهما اثنين ".

قلت: كأنه يشير إلى ابن حبان، فإنه أورد هذا في " الثقات " (7 / 435)

وأورد الكلبي في " الضعفاء "، انظر ما علقته عليه في كتابي الجديد " تيسير

الانتفاع ". والحديث قال العراقي في " تخريج الإحياء " (2 / 195) : " رواه

أبو الشيخ في " كتاب الثواب " من حديث أبي هريرة، ورواه أبو داود في

" المراسيل " من رواية سعيد بن عمرو بن العاص مرسلا، ووصله صاحب " مسند

الفردوس " فقال: عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده سعيد بن

العاص، وإسناده ضعيف ". قلت: ووصله البيهقي أيضا في " شعب الإيمان " كما

في " المشكاة " (4946) . ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " (2 / 87 - 88)

، فإذا هو من طريق البكري المذكور، والظاهر أن البيهقي رواه من طريقه.

1879 - " احرموا أنفسكم طيب الطعام، فإنما قوي الشيطان أن يجري في العروق بها ".

موضوع.

رواه أبو الحسن القزويني في " الأمالي " (مجموع 22 / 7 / 1) عن

أزهر بن جميل مولى بني هاشم، قال: حدثنا بزيع أبو الخليل الخفاف عن هشام بن

عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. وكذا رواه ابن الزيات في " حديثه " (1 / 2) . قلت: وكتب بعض الحفاظ على هامش نسخة " الأمالي ": " هذا حديث ضعيف واه ".

 

(4/357)

 

 

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال: المتهم به بزيع أبو الخليل،

ووافقه السيوطي في " اللآلىء " (320 / 2) ، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة

" (320 / 2) ولم يورده السيوطي في " جامعيه "، فأحسن، لأنه ظاهر البطلان

لمخالفته القرآن.

1880 - " أحسنوا إلى الماعزة، وامسحوا عنها الرغام، فإنها دابة من دواب الجنة ".

ضعيف.

رواه ابن السماك في " الفوائد " (9 / 211 / 2) عن سعيد بن محمد

الزهري: حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا. قلت:

وسعيد هذا ترجمه ابن أبي حاتم (2 / 1 / 58) وقال عن أبيه: " ليس بمشهور،

وحديثه مستقيم، إنما روى حديثا واحدا ". والشطر الثاني له طرق أخرى هو بها

قوي، لذلك أوردته في المجلد الثالث من " الصحيحة " (1128) .

 

(4/358)

 

 

1881 - " أحسنوا الأصوات في القرآن ".

ضعيف جدا.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 170 / 2) عن نعيم

بن حماد أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد أبي سعد البقال عن الضحاك عن ابن عباس

قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا

، الضحاك وهو ابن مزاحم لم يسمع من ابن عباس. وسعيد وهو ابن مرزبان العبسي

، ضعيف مدلس. ونعيم بن حماد ضعيف متهم. ويغني عن هذا الحديث قوله صلى الله

عليه وسلم: " زينوا القرآن بأصواتكم ". انظر " صحيح الجامع " (رقم 3574 -

3575) .

 

(4/358)

 

 

1882 - " أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به ".

ضعيف.

رواه الطبراني (3 / 101 / 1) عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن

طاووس عن ابن عباس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن ابن لهيعة سيء

الحفظ.

 

(4/359)

 

 

1883 - " من أعيته المكاسب فعليه بتجارة الأنبياء - يعني الغنم - إنها إذا أقبلت (كذا

الأصل) ، وإذا أدبرت أقبلت ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (17 / 156 / 1 - 2) عن إسحاق بن بشر: أنبأنا

مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: فذكره. قلت: وهذا إسناد موضوع، مقاتل - وهو ابن سليمان البلخي المفسر -

وإسحاق بن بشر كلاهما كذاب، فأحدهما آفته. والضحاك - وهو ابن مزاحم - لم

يسمع من ابن عباس.

 

(4/359)

 

 

1884 - " من أعيته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي منها ".

ضعيف.

رواه ابن عساكر (17 / 112 / 1) عن سليم بن منصور: أخبرنا أبي

أخبرنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم. قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء: الأول: ابن لهيعة

سيء الحفظ. الثاني: منصور وهو ابن عمار الواعظ، قال الذهبي في آخر ترجمته

من " الميزان " بعد أن ذكر كثيرا من النقول الجارحة: " وساق له ابن عدي

أحاديث تدل على أنه واه في الحديث ".

 

(4/359)

 

 

الثالث: سليم بن منصور، أورده الذهبي

في " الضعفاء "، وقال: " تكلم فيه بعض البغداديين ". والحديث بيض له

المناوي، فلم يتكلم على إسناده بشيء! وأما في " التيسير "، فجرى على الجادة

، فقال: " وإسناده ضعيف ".

1885 - " الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين خمسمائة عام ".

منكر بلفظ: " خمسمائة ".

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (5695 -

بترقيمي) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 305) من طريق يحيى الحماني

: حدثنا شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا

سند ضعيف، شريك وهو ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه. ومثله يحيى، وهو

ابن عبد الحميد الحماني. وقد خولف في متنه، فقال أحمد (2 / 292) : حدثنا

يزيد أنبأنا شريك بن عبد الله به، إلا أنه قال: " مائة عام ". وكذلك أخرجه

الترمذي (3 / 325) من طريق أخرى عن يزيد به، وقال: " حديث حسن ". زاد في

نسخة: " صحيح ". وهو بعيد جدا عن حال شريك في الحفظ، لكن قد جاء ما يشهد له

كما يأتي. والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (10 / 419) : " رواه الطبراني

في " الأوسط " وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف " وكذلك عزاه

السيوطي للطبراني فقط، فتعقبه المناوي بقوله: " هذا من المصنف كالصريح في أن

هذا الحديث لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه، وإلا لما عدل عنه، وأعظم

به من غفلة، فقد خرجه سلطان المحدثين البخاري

 

(4/360)

 

 

وكذا أحمد والترمذي باللفظ

المزبور. وزادوا: والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجرت أنها الجنة الأربعة

، وفوق ذلك يكون العرش ". وأقول: هذا وهم من المناوي رحمه الله تعالى، فلم

يروه البخاري والترمذي باللفظ المزبور أصلا، وإنما بلفظ: " ما بين الدرجتين

كما بين السماء والأرض "، وهذا شيء، وما في الحديث: " ... خمسمائة عام

" شيء آخر، ولاسيما أن في الرواية الأخرى: " مائة عام "، وهي أرجح كما

سبقت الإشارة إليه، وقد شرحت القول فيها في " الأحاديث الصحيحة "، فراجع رقم

(921 - 922) . ومن غفلة المناوي التي اتهم بها السيوطي - وإن كان هذا لم

ينج منها، ولا يمكن أن ينجومنها أحد إلا من عصم الله - أن السيوطي أورد

الحديث بلفظ البخاري معزوا لابن مردويه فقط! فتعقبه المناوي بقوله: " وظاهر

صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز، وإلا لما

أبعد النجعة، وهو عجب، فقد خرجه الحاكم باللفظ المزبور وقال: على شرطهما

". فذهل المناوي عن كون الحديث عند البخاري باللفظ المذكور، وأن الحاكم وهم

في استدراكه له على البخاري.

1886 - " إن في الجنة مائة درجة، لوأن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (3 / 326) وأحمد (3 / 29) وابن عساكر (6 / 29

/ 1) من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى

الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي مضعفا: " حديث غريب ". قلت:

وذلك لأن ابن لهيعة ودراجا ضعيفان، ونقل المناوي عنه في " شرحيه " أنه قال

: " حسن صحيح "! وأقره، وهو خطأ مزدوج، فإنه مع منافاته لحال إسناده

، مخالف لكل نسخ الترمذي التي وقفنا عليها، ومنها نسخة " تحفة الأحوذي " التي

منها نقلت استغرابه، وهو

 

(4/361)

 

 

كذلك في " المشكاة " (5633) واغتر بهذا الخطأ

الغماري، فأورد الحديث في " كنزه " (992) ! وعزاه في " المرقاة " (5 / 294

) لابن حبان من وجه آخر، وصححه! وهذا خطأ آخر!

1887 - " لأن يؤدب الرجل ولده، أوأحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع ".

ضعيف جدا.

أخرجه الترمذي (2 / 131 - تحفة) والحاكم (4 / 462) وأحمد

(5 / 96 و102) وعنه الطبراني في " المنتقى من حديثه " (4 / 6 / 2)

والسهمي في " تاريخ جرجان " (352 - 353) من طرق عن ناصح أبي عبد الله عن سماك

بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال

الترمذي: " حديث غريب، وناصح بن علاء الكوفي، ليس عند أهل الحديث بالقوي

، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه ". وقال عبد الله بن أحمد عقب

الحديث: " لم يخرجه أبي في " مسنده " من أجل ناصح، لأنه ضعيف الحديث،

وأملاه علي في (النوادر) ". وقال في المكان الآخر: " ما حدثني أبي عن ناصح

غير هذا الحديث ". قلت: وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت

: ناصح هالك ". وقال في " الضعفاء ": " قال ابن معين وغيره: ليس بثقة

". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ". وأورده ابن أبي حاتم في " العلل

" (2 / 240 - 241) وقال عن أبيه: " هذا حديث منكر، وناصح ضعيف الحديث ".

 

(4/362)

 

 

1888 - " من اغتيب عنده أخوه المسلم، وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله في الدنيا والآخرة، فإن استطاع نصره، فلم ينصره، أدركه الله به في الدنيا والآخر ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 68) : حدثني الحارث بن نبهان

عن أبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا

إسناد ضعيف جدا، أبان وهو ابن أبي عياش متروك، وكذلك الحارث بن نبهان.

لكن هذا قد توبع، فأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " (2 / 5 / 1) وابن عدي

في " الكامل " (ق 25 / 1 و2) والبغوي في " شرح السنة " (3 / 441 - نسخة

المكتب) ، من طرق أخرى عن أبان به. وأدخل ابن أبي الدنيا بين أبان وأنس

العلاء بن أنس، وهو رواية لابن عدي، وقال في أبان: " هو بين الأمر في

الضعف، وأرجوأنه ممن لا يتعمد الكذب، إلا أنه يشتبه عليه ويغلط، وهو إلى

الضعف أقرب منه إلى الصدق ".

 

(4/363)

 

 

1889 - " إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه ".

ضعيف جدا.

رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (730) وعنه الترمذي (

1 / 351 - بولاق) وابن أبي شيبة (8 / 584) والسمناني في " الفوائد

المنتقاة " (2 / 1) وأبو الحسن الحربي في " الفوائد المنتقاة " (4 / 2 / 2

) وابن عساكر (14 / 248 / 1 و18 / 82 / 2) عن يحيى بن عبيد الله قال: سمعت

أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول مرفوعا. وقال الترمذي: " ويحيى بن عبيد

الله ضعفه شعبة، وفي الباب عن أنس ". قلت: يحيى هذا متروك، وأفحش الحاكم

فرماه بالوضع، كما في " التقريب ".

 

(4/363)

 

 

ومن طريقه أخرجه ابن منيع بلفظ: "

المسلم مرآة المسلم، فإذا رأى به شيئا فليأخذه ". كما في " فيض القدير ".

وقد أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 30) وعنه البخاري في " المفرد " (238

) من طريق أخرى عن أبي هريرة موقوفا عليه بلفظ: " المؤمن مرآة المؤمن، إذا

رأى فيه عيبا أصلحه ". ورجاله ثقات غير سليمان بن راشد، وهو مستور كما قال

الحافظ، فهو أصح من المرفوع. (تنبيه) : من الأخطاء الفاحشة التي وقعت

لبعضهم في هذا الحديث، قول المعلق على " سنن الترمذي " (6 / 175 - طبعة حمص)

: " أخرجه البخاري ومسلم بلفظ: " المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخوالمؤمن

، يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه "، وكذلك رواه أبو داود ... ". قلت:

وفيه مؤاخذتان إحداهما أسوأ من الأخرى: الأولى: عزوه لمسلم، وهذا خطأ محض.

الأخرى: إطلاق العزوللبخاري يوهم أنه في " صحيحه "! وليس فيه، وإنما رواه

في " الأدب المفرد " (239) وإسناده حسن، وهو مخرج في " الصحيحة " (926) .

1890 - " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار ".

ضعيف جدا.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (165) عن محمد بن عبد الرحمن بن

أبي بكر الجدعاني قال: حدثنا سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة

مرفوعا، وقال: " منكر، لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ". يعني ابن مرقاع

هذا، وقال فيه: " منكر الحديث، ولا يتابع على حديثه ". والجدعاني متروك

الحديث.

 

(4/364)

 

 

وله طريق آخر رواه العقيلي أيضا (ص 6) والخطيب (7 / 203) وأبو

حزم بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية " (1 / 8 / 1) عن محمد بن حميد الرازي

قال: حدثنا أنس بن عبد الحميد قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

مرفوعا. وقال العقيلي: " هذا حديث منكر، وقد رأيت له غير حديث من هذا

النحو، فإن كان ابن حميد ضبط عنه، فليس هو ممن يحتج به ". قلت: وفي كلامه

إشارة إلى أن ابن حميد غير ضابط، وهو كما قال، ففي " التقريب ": " حافظ

ضعيف ". وأقول: بل هو متهم أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال

: " قال أبو زرعة: كذاب. وقال صالح: ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن

الشاذكوني ". وقد تقدم الحديث برقم (626) بأخصر مما هنا، فتركته لما فيه

من زيادة فائدة.

1891 - " من حمل جوانب السرير الأربع، كفر الله عنه أربعين كبيرة ".

منكر.

رواه ابن عدي في " الكامل " (ق 287 / 2) والطبراني في " الأوسط "

(79 / 1 من ترتيبه) من طريق محمد بن عقبة السدوسي: حدثنا علي بن أبي سارة:

سمعت ثابتا البناني سمعت أنس بن مالك مرفوعا. وقال: " لا يروى عن أنس

إلا بهذا الإسناد تفرد به علي ". قلت: وهو ضعيف جدا. قال البخاري: " في

حديثه نظر ". وقال أبو داود: " تركوا حديثه ".

 

(4/365)

 

 

وقال ابن حبان: " غلب على

روايته المناكير فاستحق الترك ". وساق الذهبي مما أنكر عليه هذا الحديث.

ومحمد بن عقبة السدوسي صدوق يخطىء كثيرا. قلت: لكنه قد توبع، فأخرجه أبو

يعلى (2 / 883) وابن حبان في " الضعفاء " (2 / 104) من طريقين آخرين عن

علي بن أبي سارة، فهو الآفة. وسيأتي له حديث آخر برقم (5186) . وللحديث

طريق أخرى وشاهد، أما الطريق فرواه الأزدي بسنده عن إبراهيم بن عبد الله

الكوفي عن عبد الله بن قيس عن حميد الطويل عن أنس به. ذكره ابن الجوزي في "

الموضوعات "، وقال: " لا أصل له، إبراهيم وشيخه كذابان ". وتعقبه

السيوطي في " اللآلىء " (2 / 405) ، ثم ابن عراق (386 / 2) بالطريق الأولى

، ولا وجه له لما عرفت من شدة ضعفه. وأما الشاهد فأخرجه ابن عساكر (8 / 521 / 1) من طريق تمام: حدثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي - من حفظه -:

أخبرنا أبو قصي إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري حدثني أبي وعمي قالا: أخبرنا

معروف الخياط عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به. قلت: وهذا سند مظلم، ما بين

واثلة وتمام لم أعرف أحدا منهم، غير معروف الخياط، وهو معروف بالضعف، قال

أبو حاتم: " ليس بالقوي ". وقال ابن عدي: " له أحاديث منكرة جدا وعامة ما

يرويه لا يتابع عليه ". وعم أبي قصي اسمه عبد الله بن إسحاق، وفي ترجمته

أورد ابن عساكر الحديث، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والفضل بن جعفر

التميمي يحتمل أنه أبو القاسم بن أبي المنادي أخوأبي الحسين

 

(4/366)

 

 

أحمد، فإن يكن هو

فقد ترجمه الخطيب (12 / 374) ولكنه لم ينسبه تميميا، ولم يذكر فيه جرحا

ولا تعديلا. وقد فات السيوطي هذا الشاهد فلم يورده في " اللآلىء "! مع أنه

أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر، ولم يتكلم على إسناده

المناوي، بل إنه أوهم أن الطبراني رواه عن واثلة، وإنما هو عنده عن أنس كما

سبق. ثم إنه عزاه لـ " كبير " الطبراني، ولم أره فيه، ولا عزاه إليه

الهيثمي (3 / 26) .

1892 - " أنزل الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الفاضلة ".

ضعيف.

رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 8) عن بكر بن سليمان أبي

معاذ عن أبي سليمان الفلسطيني عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ

بن جبل مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف، وله علتان: الأولى: أبو سليمان

هذا قال البخاري: " له حديث طويل منكر في القصص ". والأخرى: بكر بن سليمان

، لم أجد من ذكره.

 

(4/367)

 

 

1893 - " أنزلت علي الليلة سورة مريم، فسمها مريم ".

ضعيف.

رواه الدولابي (1 / 53) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم

الغساني عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي

الليلة جارية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. فكان يكنى بأبي مريم.

قلت: وهذا سند ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط. والحديث مما خلا منه

" الجوامع ": " الصغير "، و" الزيادة عليه "، و" الكبير "، و" الجامع

الأزهر "!

 

(4/367)

 

 

1894 - " أنزلوا الناس منازلهم ".

ضعيف.

رواه ابن عساكر (12 / 200 / 1) عن نوح بن قيس عن سلامة الكندي عن

الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب قال: جاءه رجل، فقال: يا أمير

المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت

قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك، فقال علي

: اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب: إني محتاج،

فقال علي: علي بحلة، فأتي بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:

كسوتني حلة تبلى محاسنها * * * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * * * ولست تبقى بما قد قلته بدلا

إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * * * كالغيث يحي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في زهد تواقعه * * * فكل عبد سيجزى بالذي عملا

فقال علي: علي بالدنانير! فأتي بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: فقلت

: يا أمير المؤمنين! حلة ومائة دينار؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول: فذكره. قال: وهذه منزلة هذا الرجل عندي. قلت: وهذا

إسناد واه جدا، آفته الأصبغ هذا، فإنه متروك متهم بالكذب. وسلامة الكندي

، كأنه مجهول، أورده ابن أبي حاتم من رواية نوح بن قيس هذا فقط عنه، ولم

يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والقصة تلوح عليها لوائح الوضع.

وأما الحديث المترجم له، فقد أخرجه أبو داود، وأبو الشيخ في " الأمثال " (241) عن عائشة مرفوعا، وإسناده خير من هذا، ولكن فيه علل ثلاثة بينتها في " تخريج المشكاة " رقم (4989 - التحقيق الثاني) . وأحدها الانقطاع، وبه

أعله أبو داود نفسه، وأيده المنذري في " مختصره " (4675) وحسنه السخاوي

لشواهد ذكرها، منها حديث معاذ المتقدم قبل حديث، وهو مع ضعفه البين هناك

يختلف معناه عن هذا.

وأما الحاكم فجزم في " علوم الحديث " (ص 49) بصحة الحديث! ولعل منشأ هذا

الوهم أن مسلما علقه في " مقدمة الصحيح "،وقد أشار لضعفه.

 

(4/368)

 

 

1895 - " المرء كثير بأخيه ".

ضعيف رواه القضاعي (2 / 8 / 1) عن المسيب بن واضح قال: أخبرنا سليمان بن

عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا. قلت

: وهذا سند موضوع، المسيب ضعيف، وشيخه النخعي كذبه غير واحد، وجزم ابن

عدي بأنه وضع على إسحاق هذا حديثا آخر سيأتي بلفظ: " الناس كأسنان المشط ".

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا في " الإخوان " عن سهل بن

سعد. وسكت المناوي عن إسناده، وقال: " ورواه الديلمي والقضاعي عن أنس

. قال شارحه المعامري: وهو غريب ". ثم وقفت على إسناد حديث سهل عند أبي بكر

الشيروي في " العوالي الصحاح " (211 / 2) أخرجه من طريق أبي صالح كاتب الليث

: حدثنا الحسن بن الخليل بن مرة: حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا

به في حديث. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي صالح، فإنه ضعيف من قبل حفظه

. ومثله بل شر منه الخليل بن مرة، فإنه ضعيف كما في " التقريب "، وأشار

البخاري إلى تضعيفه جدا بقوله: " فيه نظر ". وابنه الحسن بن الخليل بن مرة

لم أجد من ذكره، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن أبيه الخليل، وإنما ذكر

أخاه علي بن الخليل، ولم أجد له ترجمة أيضا.

 

(4/369)

 

 

1896 - " ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه، وبالحجر، وبما وجد من شيء، مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء ".

منكر.

رواه ابن عساكر (2 / 395 / 1) من طريق حمزة بن يوسف إجازة قال

: قال أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف: أخبرنا أبي أخبرنا إسحاق بن أبي

عمران الإستراباذي أخبرنا

 

(4/369)

 

 

حيون بن المبارك البصري - بمصر -: أخبرنا محمد بن

عبد الله الأنصاري أخبرنا أبي عن جدي عن أنس مرفوعا. وهذا سند رجال كلهم

ثقات معروفون، غير حيون هذا أورده الذهبي لهذا الحديث، وقال: " رواته ثقات

غير حيون، والخبر منكر ". والحديث المذكور هو في " تاريخ جرجان " لحمزة بن

يوسف السهمي (ص 474 رقم 1073) معلقا كما رواه عنه ابن عساكر: قال أبو أحمد

محمد بن أحمد بن الغطريف ... وفي الخط حديث آخر مخرج في " ضعيف أبي داود " (

107 - 108) والجملة الأخيرة منه تخالف أحاديث صحيحة، فانظر " صحيح الجامع "

(7984 - 7978) .

1897 - " إن في الجنة لعمدا من ياقوته، عليها غرف من زبرجد، تبص كما يبص الكوكب الدري، قلنا: من يسكنها؟ قال: المتحابون في الله عز وجل، والمتلاقون في الله، والمتباذلون في الله، أوكلمة نحوها ".

ضعيف.

رواه الحسين المروزي في زوائد " الزهد " لابن المبارك (120 / 2 من

" الكواكب " 575 رقم 1481 ط) والبزار (3592 - الكشف) وتمام في " الفوائد "

(74 / 1 - 2) عن محمد بن أبي حميد عن موسى ابن وردان عن أبي هريرة مرفوعا

. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن أبي حميد هذا، قال الحافظ في " التقريب

": " ضعيف ". وكذا قال شيخه الهيثمي في " المجمع " (10 / 278) وقد عزاه

للبزار. وأشار المنذري في " الترغيب " (4 / 49) إلى أن الحديث ضعيف.

وعزاه في " المشكاة " (5026) للبيهقي في " شعب الإيمان "، وكذا السيوطي في

" الجامع " قال: " وابن أبي الدنيا في (كتاب الإخوان) ". ورواه ليث عن

موسى بن وردان به.

 

(4/370)

 

 

قال ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 132) عن أبيه: " لا

أعلم روى ليث عن موسى بن وردان، وهذا وهم، وهذا الحديث يرويه محمد بن أبي

حميد عن موسى بن وردان، لا أعلم رواه غيره ".

1898 - " إن في الجنة نهرا يقال له: رجب، [ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل] ، من صام من رجب يوما واحدا، سقاه الله من ذلك النهر ".

باطل.

رواه أبو محمد الخلال في " فضل شهر رجب " (11 / 1) والديلمي (1

/ 2 / 281) والأصبهاني في " الترغيب " (224 / 1 - 2) عن منصور بن يزيد

الأسدي: حدثنا موسى بن عمران قال: سمعت أنس بن مالك يقول ... ، فذكره

مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف مجهول، موسى بن عمران لم أعرفه، ووقع عند

الديلمي: " موسى بن عبد الله بن يزيد ". ومنصور بن يزيد قال الذهبي: " لا

يعرف، والخبر باطل، قرأته ... ". ثم ساقه بإسناده إلى منصور به، إلا أنه

وقع فيه: " موسى بن عبد الله الأنصاري ". والله أعلم. وقد أقره الحافظ في

" اللسان ". وأما في " تبيين العجب "، فقد قال (ص 5 - 7) : " لا يتهيأ

الحكم عليه بالوضع ". قلت: ولعله يعني من جهة السند. والله أعلم.

 

(4/371)

 

 

1899 - " الدعاء جند من أجناد الله تبارك وتعالى، مجند يرد القضاء بعد أن يبرم ".

موضوع.

رواه ابن عساكر (7 / 264 / 1 و17 / 324 / 2) عن سلم بن يحيى

الحجراوي: أخبرنا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري: أخبرنا أبي عن جدي

مرفوعا. وقال:

 

(4/371)

 

 

" هذا مرسل، نمير بن أوس ليست له صحبة، وهو تابعي، وكان

قاضيا بدمشق ". قلت: وهذا إسناد تالف، نمير هذا اتهمه الذهبي بحديثين

ذكرهما له، ونقل عن أبي سعد الماليني أنه قال: " يقال: إن نميرا تفرد بهذين

الحديثين ". قال الذهبي: " وهما موضوعان، ونمير ما عرفته، وأما أبو هـ

وجده فمعروفان ". والحديثان المشار إليهما سبقا بلفظ: " أكرموا الخبز.... "

، و" اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... ". والحديث أورده السيوطي في "

الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه المرسلة، فقال المناوي: " ظاهر صنيع

المصنف أنه لم يره مسندا لأحد، وإلا لما عدل لرواية إرساله، وهو ذهو ل، فقد

رواه أبو الشيخ ثم الديلمي من حديث أبي موسى الأشعري ". قلت: ولم يتكلم على

إسنادهما لا المرسل ولا الموصول، والظاهر أن الموصول من طريق نمير أيضا،

والله أعلم. ثم تأكدت مما استظهرته حين رأيت الحديث في " مسند الديلمي " (2 /

146) من طريق أبي الشيخ عن نمير بن الوليد به عن جده عن أبي موسى.

1900 - " الخلق كلهم عيال الله، فأحب خلقه إليه، أنفعهم لعياله ".

ضعيف.

روي من حديث أنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة.

1 - أما حديث أنس، فيرويه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عنه مرفوعا. أخرجه ابن

أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 77) والمخلص في " المجلس الأول من

المجالس السبعة " (48 / 2) والسلفي في " الطيوريات " (115 / 1) وكذا

البيهقي

 

(4/372)

 

 

في " الشعب "، وأبو يعلى والبزار والطبراني والحارث بن أبي أسامة

والعسكري وغيرهم، كما في " المقاصد الحسنة ". ويوسف هذا متروك كما في "

التقريب ". وقال الذهبي في " الميزان ": " مجمع على ضعفه ... ومن مناكيره

... ". ثم ساق له أحاديث، هذا أحدها. 2 - وأما حديث ابن مسعود، فيرويه

موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عنه مرفوعا به. أخرجه ابن

عدي في " الكامل " (ق 324 / 1) وأبو نعيم في " الحلية " (2 / 102 و4 / 237

) والخطيب في " التاريخ " (6 / 334) وكذا البيهقي في " الشعب "، وقال ابن

عدي: " لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى بن عمير، وعامة ما يرويه لا يتابعه

الثقات عليه ". قلت: وقال أبو حاتم: " ذاهب الحديث، كذاب ". 3 - وأما

حديث أبي هريرة، فيرويه بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه رفعه

بلفظ: " الخلق كلهم عيال الله، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى

عياله ". أخرجه الديلمي. وبشر هذا ضعيف الحديث كما قال الحافظ في " التقريب

". وذكره الذهبي في " الضعفاء والمتروكين "، وقال: " ليس بحجة ". وقد

ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ: " خير الناس أنفعهم للناس ". وهو مخرج في

" الصحيحة " (427) .

 

(4/373)

 

 

1901 - " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار ".

ضعيف. رواه ابن ماجه (4210) وأبو يعلى في مسنده (179 / 2) والمخلص

في " الفوائد المنتقاة " (1 / 24 / 1 - 2) وأبو طاهر الأنباري في " المشيخة

" (ق 138 / 2) عن محمد بن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط عن أبي الزناد

عن أنس بن مالك مرفوعا. وكذا رواه أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن في "

نسخة أبي مسهر ... " (63 / 1) وابن أخي ميمي في " الفوائد المنتقاة " (2 /

82 / 2) والقضاعي (ق 194 / 2) والخطيب في " الموضح " (1 / 83 - 84)

وابن عساكر في " التاريخ " (9 / 90 / 1 و10 / 323 / 2) . قلت: وهذا إسناد

ضعيف جدا، الحناط هذا متروك كما في " التقريب ". والشطر الأول منه أخرجه

القضاعي (88 / 1) عن عمر بن محمد بن حفصة أبي حفص الخطيب قال: أخبرنا محمد

بن معاذ بن المستملي - بحلب - قال: أخبرنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر

مرفوعا. قلت: وعمر هذا، لا يعرف، ذكره في " الميزان " ولم يذكر فيه شيئا

سوى هذا الحديث من طريق القضاعي، وقال: " فهذا بهذا الإسناد باطل " وأقره

الحافظ في " اللسان ". قلت: ومحمد بن معاذ بن المستملي، لم أعرفه، ويحتمل

أن يكون هو محمد بن معاذ بن فهد الشعراني أبو بكر النهاوندي الحافظ، فقد كان

يقول إنه لقي جماعة من القدامة منهم القعنبي، فإن يكن هو، فهو واه كما قال

الذهبي. وله شاهد يرويه محمد بن الحسين بن حريقا البزار قال: أنبأنا الحسن

بن موسى الأشيب: حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس مرفوعا به.

 

(4/374)

 

 

أخرجه ابن شاذان

الأزجي في " الفوائد المنتقاة " (1 / 126 / 2) والخطيب في " التاريخ " (2 /

227) . قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي، قال

الحافظ: " صدوق، فيه لين ". ومحمد بن الحسين هذا لم أعرفه، وفي ترجمته

أورده الخطيب، ولم يذكر فيها شيئا سوى هذا الحديث، ومع ذلك فقد حسن العراقي

إسناده في " تخريج الإحياء " (1 / 45) ! واقتصر على تضعيف إسناد ابن ماجه!

والله أعلم. وله شاهد من حديث أبي هريرة وهو الآتي بعده: وجملة الصدقة

لها شواهد تتقوى بها، فانظر " الترغيب " (2 / 22) وجملة الصلاة تقدمت برقم

(1660) وجملة الصيام ثابتة أيضا من حديث جابر وعائشة. انظر " الترغيب " (

2 / 60) .

1902 - " إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ".

ضعيف.

رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (153 - 154) والبخاري

في " التاريخ " (1 / 1 / 272) وأبو داود (2 / 4903) وابن بشران في

" الأمالي " (143 / 2 و183 / 1) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (

376 / 2) عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعا. وقال

البخاري: " لا يصح ". قلت: ورجاله موثقون غير جد إبراهيم وهو مجهول لأنه

لم يسم.

 

(4/375)

 

 

1903 - " ملعون من ضار مسلما أوماكره ".

ضعيف.

رواه ابن عدي (265 / 1) عن عنبسة بن سعيد: حدثنا فرقد السبخي عن

مرة الطيب عن أبي بكر الصديق مرفوعا.

 

(4/375)

 

 

ورواه الترمذي (1 / 352 - بولاق)

من طريق أبي سلمة الكندي: حدثنا فرقد به، وقال: " حديث غريب ". قلت:

وعلته فرقد هذا ضعيف، قال النسائي: " ليس بثقة ". وقال البخاري: في " حديثه

مناكير " كما في الميزان، وساق له من مناكيره هذا. وأعله المناوي بأبي سلمة

الكندي أيضا، قال: قال ابن معين: " ليس بشيء ". وقال البخاري: " تركوه "

. وقد تابعه عنبسة كما ترى وهو واه كما قال الذهبي. وتابعه همام أيضا عن

فرقد به. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3 / 49) من طريق عبد العزيز بن أبان

عنه. لكن ابن أبان هذا متروك، وكذبه ابن معين وغيره، كما قال الحافظ في

" التقريب ". وتابعه غيره أيضا، فقد ساقه ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 287) بإسناده عن الهيثم بن جميل عن عثمان بن واقد عن فرقد السبخي به، وقال:

" فسمعت أبي يقول: أخطأ من قال في هذا الحديث: " عثمان بن واقد "، إنما هو

عثمان بن مقسم البري، والهيثم بن جميل لم يلق عثمان بن واقد، وعثمان بن

واقد لم يسمع من فرقد. قال: وعثمان بن مقسم البري ضعيف الحديث ".

1904 - " أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: فقال: يا رب إن فيها عبدا لم يعصك طرفة عين، قال: اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط ".

ضعيف جدا.

رواه ابن الأعرابي في " معجمه " (199 / 1) عن عبيد بن إسحاق

العطار: أخبرنا عمار بن سيف - وكان شيخ صدق - عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن

 

(4/376)

 

 

عبد الله مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عمار بن سيف أورده

الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال الدارقطني وغيره: متروك ". قلت:

وما وقع في هذا الإسناد أنه شيخ صدق، فمما لا قيمة له، لأن الظاهر أنه من قول

الراوي عنه عبيد بن إسحاق العطار، قال الذهبي أيضا في " الضعفاء ": " ضعفوه ".

1905 - " كادت النميمة أن تكون سحرا، وكاد الفقر أن يكون كفرا ".

موضوع.

رواه عفيف بن محمد الخطيب في " المنظوم والمنثور " (188 / 2) عن

محمد بن يونس القرشي: حدثنا المعلى بن الفضل الأزدي حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا

الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته

محمد بن يونس، وهو الكديمي، وهو وضاع. والمعلى بن الفضل الأزدي ويزيد

الرقاشي ضعيفان. ومن هذا الوجه أخرجه ابن لال عن أنس، كما في " فيض القدير

". والشطر الثاني منه له طرق أخرى واهية سيأتي تخريجها برقم (4080) .

 

(4/377)

 

 

1906 - " من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (1444) والترمذي (3 / 203) والحاكم (1 / 518)

وابن عساكر (16 / 232 / 1) من طريق محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد بن

 

(4/377)

 

 

سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده سعد بن أبي وقاص مرفوعا. وقال الحاكم: "

صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، فوهما بشهادة الذهبي نفسه حيث قال في ترجمة

محمد بن أبي حميد هذا: " ضعفوه ". ثم ساق له هذا الحديث. وممن ضعفه الترمذي

، فقال عقب الحديث: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد،

ويقال له أيضا: حماد بن أبي حميد، وهو إبراهيم المديني، فليس هو بالقوي

عند أهل الحديث ". وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ": " إنه ضعيف ".

ومنه تعلم أن قوله في " الفتح " (11 / 153) : " أخرجه أحمد وسنده حسن "، غير

حسن، بل هو ضعيف كما علمت. وقد أشار لهذا المنذري في " الترغيب " (1 / 244

) حيث عقب تصحيح الحاكم بقوله: " كذا قال "، ولكنه لم يسلم من التناقض أيضا

حيث صرح بتصحيح هذا السند بحديث آخر لابن أبي حميد، وهو: (من سعادة ابن آدم

ثلاث، ومن شقوة ابن آدم ثلاث: من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن

الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء

والمركب السوء) . أخرجه أحمد (رقم 1445) والحاكم (2 / 144) بإسناد الحديث

الذي قبله، وصححه الحاكم أيضا، وكذا الذهبي. وهو من أوهامهما كما سبق

بيانة. وكذلك وهم فيه المنذري والهيثمي، أما الأول فقال (3 / 68) : "

رواه أحمد بإسناد صحيح، والطبراني والبزار والحاكم وصححه ... وابن حبان في

 

(4/378)

 

 

صحيحه "، وهو نفسه قد انتقد الحاكم في تصحيحه إسناد الحديث الذي قبله،

والسند هو هو! وأما الهيثمي فقال (2 / 272) : " رواه أحمد والبزار

والطبراني في " الكبير " و" الأوسط " ورجال أحمد رجال الصحيح "! وابن أبي

حميد ليس من رجال الصحيح مطلقا. نعم لحديثه الآخر طريق أخرى هي خير من هذه،

ولكنه بلفظ: " أربع من السعادة ... "، فانظر " الصحيحة " (282) .

1907 - " من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس ".

ضعيف.

أخرجه ابن ماجه (2 / 401) وأبو حاتم ابن حبان في " روضة العقلاء

" (159 - 160) عن وكيع عن الثوري عن ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن بن

مينا عن جودان مرفوعا به. وقال أبو حاتم: " أنا خائف أن يكون ابن جريج

رحمه الله دلس هذا الخبر، فإن (كان) سمعه من العباس بن عبد الرحمن، فهو

حديث حسن ". قلت: كلا، فإن فيه عللا أخرى كما سترى: وقال المنذري (3 / 293) : " رواه أبو داود في " المراسيل "، وابن ماجه بإسنادين جيدين ". كذا

قال، وليس بجيد، لتدليس ابن جريج، وكلامه يوهم أن له طريقين وإسنادين عن

جودان وليس كذلك، ثم إن العباس بن عبد الرحمن بن مينا ليس بالمشهور، ولم

يوثقه غير ابن حبان، ولذلك قال الحافظ في " التقريب ": " مقبول ". وجودان

لم تثبت له صحبة، وقال أبو حاتم:

 

(4/379)

 

 

" جودان مجهول، وليست له صحبة ". وفي "

التقريب ": " مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ". وله

شاهد من حديث جابر أخرجه الطبراني في " الأوسط "، وفيه إبراهيم بن أعين،

وهو ضعيف كما في " المجمع " (8 / 81) . وله طريق أخرى عنه فيه متهم، وسيأتي

ذكره نحوه برقم (2039) . وقد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 315 -

316) موقوفا عليه من طريق أبي صالح كاتب الليث عن الليث عمن حدثه عن أبي

الزبير عن جابر. ثم قال المنذري: " روى عن جماعة من الصحابة، وحديث جودان

أصح، وجودان مختلف في صحبته ولم ينسب ".

1908 - " سلوا الله حوائجكم البتة في صلاة الصبح ".

ضعيف.

رواه الروياني في " مسنده " (25 / 142 / 2) : أخبرنا ابن إسحاق (

يعني محمدا) : أخبرنا محمد بن بكير أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي

أيوب عن خالد بن يزيد عن أبي رافع مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله

كلهم ثقات رجال الصحيح، غير خالد بن يزيد ولم أعرفه ويحتمل أنه الذي في "

الجرح " (1 / 2 / 356) : " خالد بن يزيد بن موهب أبو عبد الرحمن، روى عن أبي

أمامة ومعاوية، روى عنه معاوية بن صالح ". قلت: فإن يكن هو، فهو مجهول.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية أبي يعلى، وبيض له المناوي

فلم يتكلم على إسناده بشيء، وعزاه للديلمي أيضا، وليس هو في " الغرائب

الملتقطة " لابن حجر.

 

(4/380)

 

 

1909 - " المجلس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس، مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحل فيه مال من غير حق ".

ضعيف. أخرجه أبو داود (2 / 297) وأحمد (3 / 342 - 343) وأبو جعفر

الطوسي في " الأمالي " (33) واللفظ لأحمد، وهو أتم، كلاهما عن عبد الله

بن نافع عن ابن أبي ذئب عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله

مرفوعا. ورجاله ثقات رجال مسلم، غير ابن أخي جابر فقد أغفلوه ولم يوردوه لا

في " التهذيب " ولا في " الخلاصة " ولا في " التقريب " ولا في " الميزان "

في فصل: " فيمن قيل ابن أخي فلان ". والحديث قال العراقي في " التخريج " (2 / 157) : " رواه أبو داود من حديث جابر، من رواية ابن أخيه غير مسمى عنه ".

فالحديث ضعيف الإسناد لجهالة ابن أخي جابر. ومنه تعلم أن رمز السيوطي لحسنه

ليس بحسن، وإن وافقه المناوي في " التيسير "! وقد رويت الجملة الأولى منه

من حديث علي رضي الله عنه. أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (90) والقضاعي في

" مسند الشهاب " (2 / 1) والخطيب (11 / 169) من طريق حسين بن عبد الله بن

ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع. حسين

هذا كذبه مالك. وقال أبو حاتم: " متروك الحديث كذاب ". وقال أحمد: " لا

يساوي شيئا ".

 

(4/381)

 

 

وقال ابن معين: " ليس بثقة ولا مأمون ". وقال البخاري: "

منكر الحديث، ضعيف ". وقال أبو زرعة: " ليس بشيء، اضرب على حديثه ". كذا

في " الميزان "، ووالده عبد الله بن ضميرة، وجده لم أجد من ترجمهما. لكن

لها شاهد في حديث آخر سيأتي برقم (3224) ولذلك كنت حسنته في: " صحيح الجامع

" (6554) . لكن الحديث قد جاء بإسناد آخر، وفيه زيادة وهو: " المجالس

بالآمانة، ولا يحل لمؤمن أن يؤثر على مؤمن - أوقال: عن أخيه المؤمن - قبيحا

". أخرجه الخطيب (14 / 23) من طريق مسعدة بن صدقة العبدي قال: سمعت أبا عبد

الله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده علي مرفوعا به. وهذا

سند ضعيف جدا، مسعدة بن صدقة قال الدارقطني: متروك كما في " الميزان "،

وساق له حديثا بلفظ: " إذا كتبتم الحديث ... "، وقال: " حديث موضوع ". وقد

مضى ذكره تحت الحديث (1173) : " من حدث حديثا كما سمع.. ".

1910 - " لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق ".

ضعيف.

روي من حديث أبي ذر وأنس بن مالك وعقبة بن مالك وعلي بن أبي طالب.

 

(4/382)

 

 

1 - أما حديث أبي ذر، فله طريقان: الأولى: عن الماضي بن محمد عن

علي بن سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عنه قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم: فذكره. أخرجه ابن ماجه (2 / 554) . وقال البوصيري في "

الزوائد " (260 / 1) : " هذا إسناد ضعيف لضعف الماضي بن محمد الغافقي المصري

، رواه الإمام أحمد في " مسنده " من حديث أبي ذر أيضا ". قلت: لم أره في "

المسند "، ولا عزاه إليه السيوطي في " الجامع ". وعلي بن سليمان شامي مجهول

كما في " التقريب ". والأخرى: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني:

حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني به، في حديث طويل. أخرجه ابن حبان في

" صحيحه " (94) وأبو نعيم في " الحلية " (1 / 166 - 168) وقال الهيثمي في

" الموارد ": " إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وغيره: كذاب

". وتابعه إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد

به أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 8) . وإسماعيل هذا متروك كذبوه.

وأبو سليمان الفلسطيني مجهول. وظني أنه علي بن سليمان نفسه الذي في الطريق

الأولى. والله أعلم.

2 - وأما حديث أنس، فيرويه أبو حاجب الضرير: حدثنا

مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عنه مرفوعا به. أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في

" الفوائد " (19 / 2) وأبو نعيم في " الحلية " (6 / 343) والدامغاني

الفقيه في " الأحاديث والأخبار " (1 / 108 - 109) وقال:

 

(4/383)

 

 

" أبو حاجب هذا

صخر بن محمد الحاجبي ". قلت: وهو كذاب كما قال ابن طاهر. وقال الحاكم: "

روى عن مالك وغيره من الثقات أحاديث موضوعة ". وقال الدارقطني: " يضع

الحديث على مالك ونظائره من الثقات ". وقال ابن عدي: " حدث عن الثقات

بالبواطيل، فمن ذلك هذا الحديث ". وذكر أبو نعيم أنه تفرد به عن مالك.

3 - وأما حديث عقبة بن عامر، فيرويه شافع بن نافع: أخبرنا محمد بن محمد

المروزي: أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد الحاجي أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن

يزيد بن أبي حبيب عنه. أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (214 / 1)

. قلت: وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة سيء الحفظ. ومن دونه لم أجد لهم ترجمة،

ويحتمل أن يكون وقع في السند تحريف ما. والله أعلم. وأما حديث علي، ففيه

كذاب، وفي حديثه زيادات مستنكرة، فقد أفردته بالتخريج، وسيأتي إن شاء الله

تعالى برقم (5428) .

1911 - " خير ما أعطي الإنسان خلق حسن، وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة ".

ضعيف.

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (8 / 518 / 5383) ابن منده (2 / 278 / 2) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (18 / 1) عن أبي إسحاق

عن رجل من جهينة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: وهذا

إسناد ضعيف: الرجل الجهني لا يدرى أصحابي هو أم تابعي؟ وأبو إسحاق هو

السبيعي وهو مدلس مختلط.

 

(4/384)

 

 

وللشطر الأول منه شاهد من حديث أسامة بن شريك

مرفوعا بإسناد صحيح، انظر " المشكاة " (5079) . وعزاه في " المشكاة " (5078) للبيهقي في " شعب الإيمان " عن رجل من مزينة.

1912 - " من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه، ملأه الله أمنا وإيمانا ".

ضعيف.

رواه البخاري في " التاريخ " (3 / 2 / 123) والطبري في " تفسيره

" (7 / 216 / 7842) والعقيلي في " الضعفاء " (264) من طريق أحمد بسنده عن

عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة في قوله " " والكاظمين الغيظ "، قال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره في ترجمة عبد الجليل هذا، وقال: "

قال البخاري: لا يتابع عليه ". قلت: وعمه لا يعرف. ومن أوهام المناوي

قوله في " التيسير ": " وإسناده حسن "! مع أنه في " الفيض " تعقب رمز

السيوطي لحسنه بإعلال الحافظ العراقي إياه بالراوي الذي لم يسم، ثم زاد في

الوهم أنه عزاه لأبي داود، وإنما هو عنده من حديث معاذ بن أنس بلفظ آخر.

انظر " صحيح الجامع " (6398) . ثم قال العقيلي: " وقد روي من غير هذا

الطريق بإسناد صالح ". قلت: كأنه يشير إلى حديث ابن عمر: " ما من جرعة أعظم

أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ". أخرجه أحمد (2 / 128) بإسنادين عنه، أحدهما صحيح.

 

(4/385)

 

 

1913 - " لكل شيء أس، وأس الإيمان الورع، ولكل شيء فرع، وفرع الإيمان الصبر، ولكل شيء سنام، وسنام هذه الأمة عمي العباس، ولكل شيء سبط، وسبط هذه الأمة حبيباي الحسن والحسين، ولكل شيء جناح، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر، ولكل شيء مجن، ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب ".

 

(4/385)

 

 

موضوع.

رواه ابن عساكر (8 / 471 / 2) من طريق أبي بكر الخطيب بسنده عن

إبراهيم بن (الحكم بن) ظهير عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس

مرفوعا. وقال الخطيب: " الحكم بن ظهير ذاهب الحديث ". قلت: وقال صالح

جزرة: " يضع الحديث ". وقال البخاري: " متروك الحديث، تركوه ". وقال

يحيى: " كذاب ". قلت: وابنه إبراهيم ليس خيرا منه، فقد قال فيه أبو حاتم:

" كذاب ". والحديث أورده السيوطي في " ذيل الموضوعات " (ص 53) ، ثم ابن

عراق في " تنزيه الشريعة " (177 / 2) من رواية الديلمي فقط من هذه الطريق،

وأعلاه بإبراهيم هذا فقط وهو قصور. ثم إن السيوطي تناقض حيث أورد الحديث في "

الجامع الصغير " من رواية الخطيب وابن عساكر هذه! . وأما المناوي فخفي عليه

أن الحديث من رواية هذين الكذابين، فقال: " ورواه الديلمي، وفيه من لا

يعرف ". وأما في " التيسير " فقد بيض له المناوي! ثم إن إطلاق السيوطي العزو

للخطيب يشعر أنه في " تاريخه " كما نص عليه في مقدمة " الجامع الصغير "، وليس

فيه، ولعله استلزم من رواية ابن عساكر له من طريق الخطيب أنه في " تاريخه "،

وليس ذلك بلازم كما لا يخفي.

 

(4/386)

 

 

1914 - " لا يزال الرجل يذهب بنفسه، (وفي رواية: يتكبر) ، ويذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين، فيصبه ما أصابهم ".

ضعيف.

رواه الترمذي (1 / 360) وابن لال في " حديثه " (123 / 2)

والطبراني في " المعجم الكبير " (7 / 23 / 6254) والرواية الثانية له، وابن

الجوزي في " جامع المسانيد " (ق 8 / 1 - 2) عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة

بن الأكوع عن أبيه مرفوعا. وقال الترمذي: " حديث حسن غريب ". وأقره

العراقي في " تخريج الإحياء " (3 / 337) ! كذا قالا: وعمر بن راشد - وهو

اليمامي - ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " وقال الذهبي في " الضعفاء "

: " ضعفوه ". وقال في " الكاشف ": " لينه جماعة ".

 

(4/387)

 

 

1915 - " من شر الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره ".

ضعيف.

رواه ابن ماجه (3966) وأبو نعيم في " الحلية " (6 / 56)

والقضاعي (93 / 2) والحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث والتسعين من

تخريجه " (48 / 1) عن عبد الحكم بن ذكوان عن شهر عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، شهر - وهو ابن حوشب - ضعيف لسوء حفظه. وعبد الحكم

بن ذكوان قال ابن معين: " لا أعرفه ". قلت: وذكره ابن حبان في " الثقات "

، وقد روى عنه ثلاثة من الثقات. والله أعلم.

 

(4/387)

 

 

1916 - " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى أخيه قبل الله معذرته ".

ضعيف جدا.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (115) عن عبد السلام بن هاشم قال

: حدثنا خالد بن برد عن قتادة عن أنس مرفوعا. وفي رواية قال: حدثنا خالد

بن برد العجلي عن أبيه عن أنس مرفوعا. نحوه، وقال: " هذا أولى ". ذكره في

ترجمة خالد هذا، وقال: " في حديثه اضطراب ". وقال الذهبي: " مجهول،

وعنه عبد السلام بن هاشم بخبر منكر ". قلت: كأنه يشير لهذا، ثم قال في ترجمة

" عبد السلام بن هاشم ": " الأعور شيخ مقل حدث بعد المائتين، قال أبو حاتم:

ليس بالقوي، وقال عمرو بن علي الفلاس: لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه ".

ومن طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (8 / 70) دون

الفقرة الأخيرة منه. وأخرجه بتمامه البيهقي في " الشعب " كما في " المشكاة "

(5121) والحكيم الترمذي كما في " الجامع الكبير ". وأشار المنذري (4 / 3) إلى تضعيف الحديث، وعطف على رواية " الأوسط "، فقال: " وأبو يعلى ولفظه

": (من خزن لسانه ستر الله عورته، ومن كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن

اعتذر إلى الله قبل الله عذره) ثم قال عقبه:

 

(4/388)

 

 

" ورواه البيهقي مرفوعا

وموقوفا، على أنس، ولعله الصواب ". وقال الهيثمي في هذا المرفوع (10 / 298

) : " رواه أبو يعلى، وفيه الربيع بن سليمان الأزدي، وهو ضعيف ". قلت:

وفيه علة أخرى (3 / 1071) من طريق ابن أبي شيبة: أخبرنا زيد بن الحباب قال:

حدثني الربيع بن سليمان قال: حدثني أبو عمرو ومولى أنس بن مالك أنه سمع أنس

بن مالك به مرفوعا. قلت: فأبو عمرو هذا غير معروف، أورده ابن أبي حاتم (4 /

2 / 410) بهذه الرواية، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذلك أورده

الدولابي في " الكنى " (2 / 44) ولم يزد على أن ساق له هذا الحديث من طريق

أخرى عن الربيع به. (تنبيه) : وروى البيهقي في " الشعب " (2 / 73 / 2) عن

ابن عون عن عطاء البزاز عن أنس مرفوعا وموقوفا بلفظ: " لا يصيب عبد حقيقة

الإيمان حتى يخزن لسانه ". فإن كان المنذري عنى هذا بما عزاه للبيهقي فهو حديث

آخر. وعطاء هذا، قال ابن معين: " ليس بشيء ". ثم رواه من طريق أخرى مرفوعا

، وفيه عطاء بن عجلان وهو متروك. لكن له طريق آخر خير منه في " الروض " (

141) وسيأتي بيان علته في المجلد الخامس رقم (2027) .

1917 - " من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورا له ".

ضعيف.

رواه ابن خزيمة في " صحيحة " (1 / 294 / 2) والبزار (2 / 43 / 1161 - الكشف) وتمام (195 / 2) والبيهقي في " سننه " (5 / 158) عن سعيد

بن سليمان: حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الرحمن بن محيص عن عطاء عن ابن

عباس مرفوعا.

 

(4/389)

 

 

ومن هذا الوجه رواه الطبراني (3 / 121 / 1 و124 / 1)

والسهمي (166) من طريق ابن عدي: إلا أنه قال: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن.

ثم قال: " قال ابن عدي: كذا قال: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن وإنما هو عمر

". قلت: ولم أعرفه سواء كان عمر بن عبد الرحمن، أومحمد بن عبد الرحمن، أو

عبد الرحمن بن محيصن. وقال البيهقي: " تفرد به عبد الله بن المؤمل، وليس

بالقوي ". وعقب عليه المناوي بقوله في " التيسير ": " وقال الطبراني: حسن

"! كذا، ولا أدري من أين وقع له هذا التحسين؟! ورواه الدولابي (1 / 144

) من قول مجاهد. ورجاله ثقات غير شيخ الدولابي أحمد ابن فضيل أبي الحسن العكي

ولم أجد له ترجمة، ولا في " تاريخ ابن عساكر ". ويزيد بن جابر الراوي له

عن مجاهد هو يزيد بن يزيد بن جابر، وهو ثقة، ترجمه ابن حبان في " الثقات " (2 / 309) . ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي (209 / 2) من الوجه المذكور

أعلاه، لكنه قال: " ابن محيصن لم يسم "، وقال: " حديث غير محفوظ ".

ولفظه. " دخول البيت دخول في حسنة، وخروج من سيئة ". وعزاه السيوطي لابن

عدي والبيهقي في " الشعب ". ومن عجائب الأوهام قول المناوي عقبة: " وفيه

محمد بن إسماعيل البخاري، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: قدم بغداد

سنة خمسمائة، قال ابن الجوزي: كان كذابا، وفيه عبد الله بن المؤمل، قال

الذهبي: ضعفوه ". واقتصر في " التيسير " على قوله: " فيه كذاب "! قلت:

ووجه العجب أن كل طالب لهذا العلم الشريف يعلم أن اللذين عزا الحديث السيوطي

إليهما وهما ابن عدي والبيهقي لم يكونا حيين سنة (500) ! فقد مات ابن عدي (365) والبيهقي سنة (458) ، فلا أدري من أين جاء المناوي بهذا البخاري في

هذا الحديث، وهو طبعا غير البخاري الإمام.

 

(4/390)

 

 

1918 - " إن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ".

ضعيف.

رواه تمام (101 / 2) في " الفوائد " عن هشام بن عمار: حدثنا أبو

بكر مخيس بن تميم الأشجعي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة

مرفوعا. ومن هذا الوجه أخرجه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " (1 / 207 /

2) وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15 / 31 / 2) . قلت: وهذا سند ضعيف

، مخيس هذا مجهول كما في " الميزان ". وهشام بن عمار فيه ضعف. والحديث عزاه

في " المشكاة " (5118) للبيهقي في " شعب الإيمان ".

 

(4/391)

 

 

1919 - " إذا لم يبارك للعبد في ماله جعله الله في الماء والطين ".

ضعيف جدا.

رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (2 / 21 / 2) وعنه

الديلمي (1 / 1 / 148) عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن خالد الأحول عن علي

مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الأعلى هذا، قال الحافظ: "

متروك، وكذبه ابن معين ". وخالد الأحول لم أعرفه. والحديث رواه البيهقي

في " الشعب " من طريق ابن أبي المساور كما في " فيض القدير "، وقال المناوي:

" تركه أبو داود ". فقوله في " التيسير ": " إسناده ضعيف ". فيه تساهل ظاهر.

 

(4/391)

 

 

1920 - " إن الله يحب أبناء الثمانين ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عساكر (2 / 229 / 1) عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن

زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.

 

(4/391)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، عبد

الرحمن هذا هو المليكي ضعيف جدا، قال البخاري: " ذاهب الحديث ". وقال

النسائي: " متروك ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن

عساكر هذه، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء، كأنه لم يقف على سنده. وقد روي

بلفظ: " السبعين " مكان: " الثمانين "، وزيادة: " ويستحي من أبناء

الثمانين ". وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (3121) .

1921 - " إذا إنتاط غزوكم وكثرت العزائم واستحلت الغنائم، فخير أعمالكم الرباط ".

ضعيف.

رواه ابن حبان في " صحيحه " (1625) وابن أبي عاصم في " الجهاد "

(2 / 102 / 1) والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (7 / 22 / 1) والخطيب (12 / 135) عن سويد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن

خالد بن معدان عن عتبة بن الندر مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا،

سويد هذا قال ابن معين والنسائي: " ليس بثقة ". وقال البخاري: " فيه نظر

لا يحتمل ".

 

(4/392)

 

 

وقال الحافظ في " التهذيب ": " وضعفه ابن حبان جدا، وأورد له

أحاديث مناكير، ثم قال: وهو ممن أستخير الله فيه لأنه يقرب من الثقات ".

قلت: ومن طريقه رواه الطبراني أيضا في " الكبير " كما في " المجمع " (5 / 290) وقال: " وهو متروك ". وقد روي بإسناد خير من هذا ولكنه موقوف وهو

بلفظ: " يأتي على الناس زمان أفضل الجهاد الرباط، ذلك إذا اطاط (كذا) الغزو

وكثرت العزائم واستحلت الغنائم، وأفضل الجهاد يومئذ الرباط ". رواه بن أبي

شيبة في " المصنف " (7 / 153 / 2) : أخبرنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد

بن جابر قال: أخبرنا خالد بن معدان قال: سمعت أبا أمامة وجبير بن نفير

يقولان: فذكره موقوفا عليهما. قلت: وهذا إسناد صحيح، ولكنه موقوف. ولكن

هل هو في حكم المرفوع؟ ذلك ما لم يظهر لي الآن. والله أعلم. وقد روي

مرفوعا مرسلا بلفظ: " يأتي على الناس زمان يكون أفضل الجهاد فيه الرباط،

والرباط أصل الجهاد وفرعه ". رواه أبو حزام بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية "

(1 / 9 / 1) عن الحجاج بن فرافصة عن الزهري مرفوعا. قلت: وهذا مع إرساله

ضعيف، لأن الحجاج هذا قال الحافظ: " صدوق عابد يهم ". وأبو حزام نفسه لم

أجد له ترجمة.

 

(4/393)

 

 

1922 - " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه، وعن حبنا أهل البيت ".

باطل بهذا اللفظ.

أخرجه الطبراني في " الكبير " (ج 3 ورقة 112 وجه 2) :

حدثنا الهيثم بن خلف الدوري: أخبرنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم مولى بني

هاشم حدثني حسين بن الحسن الأشقر أخبرنا هشيم بن بشير عن أبي هاشم عن مجاهد عن

ابن عباس مرفوعا به. قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات غير حسين

الأشقر فضعفه الجمهور، ورماه بعضهم بالكذب، وهو شيعي غال، وروايته هذه

الزيادة في آخر الحديث مما يؤكد صدق من كذبه، وخطأ من وثقه كابن حبان وابن

معين! والهيثم بن خلف ثقة، وقد وثق شيخه أحمد هذا كما ذكر ذلك الخطيب في "

تاريخه " (5 / 119 - 120) وترجم أيضا للهيثم وقال (14 / 63) : " إنه كان

من الأثبات ". وبقية رجال السند من رجال " التهذيب ". لكن له علة أخرى وهي

عنعنة هشيم بن بشير، فإنه كان كثير التدليس كما قال الحافظ في " التقريب ".

وقد سرق بعض الكذابين هذا الحديث فركب عليه إسنادا آخر إلى ابن عباس به. رواه

عبد القاهر بن عبد السلام العباسي في " الهاشميات " (6 / 109 / 1 - 2) عن

محمد (هو بن زكريا الغلابي) : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن ابن

عباس مرفوعا. والغلابي هذا وضاع معروف. وركب له أحد المجهولين إسنادا آخر،

فجعله من مسند أبي ذر، ونقص منه السؤال عن العمر، ولفظه:

 

(4/394)

 

 

" لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين

اكتسبه، وفيما أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت. فقيل: يل رسول الله! ومن هم

؟ فأومى بيده إلى علي بن أبي طالب ". أخرجه بن عساكر (12 / 126 / 1) عن

يعقوب بن إسحاق القلوسي أخبرنا الحارث بن محمد المكفوف أخبرنا أبو بكر بن عياش

عن معروف (الأصل: حروف) بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا. قلت:

وهذا إسناد ضعيف، معروف بن خربوذ متكلم فيه، قال الذهبي: " صدوق شيعي، ضعفه

يحيى بن معين. وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه؟ وقال أبو حاتم: يكتب حديثه

. قلت: وهو مقل ". وقال في " التقريب ": " صدوق ربما وهم ". والحارث بن

محمد المكفوف لم أجد له ترجمة، فلعله هو الآفة، فإن الحديث بذكر أهل البيت

فيه منكر، وقد خالفه الثقة أسود بن عامر إسناد ومتنا، فقال: حدثنا أبو بكر

بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره دون جملة حب البيت، وقال بدلها: " وعن

جسمه فيما أبلاه ". وزاد في أوله " عن عمره فيما أفناه ". وكذلك روي عن ابن

مسعود ومعاذ، وقد خرجت أحاديثهم في " الصحيحة " (946) .

1923 - " إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يلقى الحكمة ".

ضعيف.

رواه البخاري في " التاريخ " (الكنى 27 - 28) وابن ماجه (رقم

4101) والطبراني (84 / 1 - المنتقى منه) وابن عساكر (5 / 121 و15 / 187

/ 1) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (121 / 2) عن هشام بن عمار:

حدثنا الحكم بن

 

(4/395)

 

 

هشام حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي عن أبي فروة عن أبي

خلاد وكانت له صحبة، قال: فذكره مرفوعا. ورواه أبو عبد الله بن منده في

" معرفة الصحابة " (37 / 195 / 2) عن كثير بن هشام: حدثنا الحكم بن هشام به

، وقال: " رواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام نحوه ". قلت: ورواه أبو

نعيم في " الحلية " (10 / 405) عن عبد الله بن عبد الوهاب عن أبي مسهر عن

الحكم بن هشام به. ورواه ابن عساكر (15 / 97 / 1) من طريق آخر عن الحكم بن

هشام به. قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع، فإن أبا فروة هذا اسمه يزيد بن سنان

بن يزيد الرهاوي قال الحافظ: " ضعيف من كبار السابعة ". يعني أنه لم يسمع من

أحد من الصحابة، بل هو من أتباع التابعين. ثم رأيت ابن أبي حاتم قد أورد

الحديث في " العلل " (2 / 115) كما أوردته، ثم قال: " قال أبي: حدثنا بهذا

الحديث ابن الطباع عن يحيى بن سعيد الأموي عن أبي فروة يزيد بن سنان عن أبي

مريم عن أبي خلاد ". فأدخل بينهما أبا مريم، ولم أعرفه، وهو رواية للبخاري

، وصحح الأول، وقال ابن أبي حاتم: " قلت لأبي: يصح لأبي خلاد صحبة؟ فقال

: ليس له إسناد ". قلت: وأبو خلاد هذا هو غير السائب بن خلاد، وعبد الرحمن

بن زهير، هذا لا يسمى. وله ترجمة في " الإصابة ". وللحديث شاهد من حديث

أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (7 / 317) : حدثنا

سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن طاهر ابن حرملة حدثنا جدي حرملة بن يحيى حدثنا

ابن وهب حدثنا سفيان بن عيينة: حدثني رجل

 

(4/396)

 

 

قصير من أهل مصر يقال له عمرو بن

الحارث عن ابن حجيرة عنه. وقال: " غريب بهذا الإسناد من هذا الوجه عن ابن

وهب ". قلت: وهو إسناد مركب باطل، افتعله أحمد بن طاهر فإنه كذاب كما قال

الدارقطني وتبعه الهيثمي (10 / 302) وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن جعفر

مرفوعا مختصرا بلفظ: " إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فادنوا منه فإنه يلقى

الحكمة ". ولكنه واه جدا، قال أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1607) : حدثنا

إسماعيل بن سيف البصري: حدثنا عمر بن هارون البلخي عن سفيان عن عبد الله بن

عبد الله بن جعفر عن أبيه. قال الهيثمي (10 / 286) : " رواه أبو يعلى،

وفيه عمر بن هارون البلخي وهو متروك ". قلت: وعبد الله بن عبد الله بن جعفر

لم أعرفه، ولعل في النسخة تحريفا. وإسماعيل بن سيف، وهو ضعيف يسرق الحديث

، وسيأتي له حديث آخر (2523) .

1924 - " خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله الله به عليه، كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه، فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا ".

ضعيف.

رواه ابن المبارك في " الزهد " (180 - رواية نعيم) وعنه الترمذي

(2 / 83) وكذا البغوي في " شرح السنة " (14 / 293 / 4102) وابن السني في

" عمل اليوم والليلة " (304) عن ابن ثوبان كلاهما عن المثنى بن الصباح عن

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.

 

(4/397)

 

 

وقال البغوي: " هكذا رواه الخلال

وسويد بن نصر عن ابن المبارك عن المثنى بن الصباح عن عمرو ابن شعيب عن جده -

ولم يذكرا: " عن أبيه " -، ورواه علي بن إسحاق عن المبارك عن المثنى عن عمرو

بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه ". قلت: يشير البغوي إلى إعلال الحديث بالانقطاع

والاضطراب. لكن رواية ابن السني ترجح الاتصال، لأنها توافق رواية من ذكر عن

ابن المبارك زيادة: " عن أبيه "، ومن المحتمل أن يكون الاضطراب من المثنى

نفسه، فإنه ضعيف اختلط في آخره كما في " التقريب ". ومنه تعلم أن قول

الترمذي عقبه: " حديث حسن غريب ". فهو غير حسن، على أن قوله: ".. حسن "،

لم يثبت في بعض النسخ، وهو الصواب، ولذلك كله جزم المناوي بضعف إسناده.

1925 - " من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل، وانتظار الفرج من الله عبادة ".

ضعيف جدا.

رواه أبو بكر الأزدي في " حديثه " (4 - 5) عن عبد الله بن

شبيب: أخبرنا إسحاق الفروي قال: أخبرنا سعيد بن مسلم بن بانك أنه سمع علي بن

الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن

شبيب، قال الذهبي: " واه، قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث ... ". وقال

في " الضعفاء ": " مجمع على ضعفه ". وإسحاق الفروي هو ابن محمد من شيوخ

البخاري، لكنه ضعيف من قبل حفظه، وبه أعله المناوي.

 

(4/398)

 

 

قلت: لكني وجدت له طريقا أخرى، فقال أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " (23 / 1) : أخبرنا

الملاحمي (محمد بن أحمد بن موسى البخاري) قال: حدثنا أبو إسحاق محمود بن

إسحاق المطوعي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قال: حدثنا الربيع بن روح

قال: حدثنا سلم بن سالم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، آفته سلم بن سالم وهو البلخي الزاهد، ضعفه أحمد

والنسائي، وأشار الأصم إلى تكذيبه. وفقرة الانتظار لها طرق أخرى سبق تخريجها

برقم (1573) وبعدها هذا الحديث من الطريق الأولى من مصدرين آخرين.

1926 - " يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأنبياء بأربعين خريفا ".

باطل بهذا اللفظ.

أخرجه أحمد (3 / 324) من طريق عمرو بن جابر أبي زرعة

الحضرمي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف جدا، عمرو هذا قال الذهبي

: " هالك، قال أحمد: روى عن جابر مناكير، وبلغني أنه كان يكذب، وقال

النسائي: ليس بثقة ". قلت: ومن مناكيره هذا اللفظ: " الأنبياء ". فإن

المعروف إنما هو بلفظ: " الأغنياء ". وهكذا وقع في " سنن الترمذي " (2 / 57) من هذا الوجه، فلا أدري أهو تحريف من بعض النساخ لما رآه باللفظ الأول

واستنكره عدل به إلى اللفظ الآخر، أوأن الرواية وقعت للترمذي هكذا؟ ومما

يرجح هذا أنه قال عقبة: " هذا حديث حسن ". فلوكان عنده باللفظ الأول، لما

حسنه، بل لاستنكره. والله أعلم. وقد روي باللفظ الآخر من حديث أبي الدرداء

مرفوعا بلفظ: " يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ".

 

(4/399)

 

 

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (80 / 2) من طريق ابن الخوار: حدثنا مغيرة بن زياد

حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء قال: سمعتها تروي عن أبي الدرداء

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، فذكره. أورده في ترجمة ابن

الخوار هذا واسمه حميد بن حماد، وقال: " يحدث عن الثقات بالمناكير، وهو

قليل الحديث، وبعض أحاديثه على قلته لا يتابع عليه ". وقال الحافظ في

" التقريب ": " لين الحديث ". والمغيرة بن زياد صدوق له أوهام. والمحفوظ

أن هذه المدة: " أربعين خريفا " إنما قالها صلى الله عليه وسلم في فقراء

المهاجرين، وأما فقراء المسلمين - عامة - فيدخلون الجنة قبل أغنيائهم

بخمسمائة سنة. انظر " المشكاة " (5243 - 5258) .

1927 - " من جاع واحتاج فكتمه الناس حتى يفضى به إلى الله عز وجل، فتح الله له رزق

سنة من حلال ".

منكر.

رواه تمام (29 / 1) عن إسماعيل بن رجاء: حدثنا موسى بن أعين عن

الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف،

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسماعيل بن رجاء ضعفه الدارقطني، ومن طريقه

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " والعقيلي في " الضعفاء " والطبراني في

" الأوسط " وسليم الرازي في " فوائده " والبيهقي في " شعب الإيمان "، عن أبي

هريرة. وقال ابن حبان (1 / 130) : " هذا حديث باطل، لم يحدث به الأعمش،

ولا رواه سعيد ولا حدث به أبو هريرة رضي الله عنه، ولا قاله رسول الله صلى

الله عليه وسلم، آفته إسماعيل بن رجاء الحصني ".

 

(4/400)

 

 

وتبعه ابن الجوزي، فأقره

في " الموضوعات " (2 / 152) وتعقبه السيوطي في " اللآلئ " (2 / 72) بقول

البيهقي: " ضعيف، تفرد به إسماعيل وهو ضعيف ". ورواه الخطيب في " المتفق

والمفترق "، وقال: " غريب، لم نكتبه إلا من رواية إسماعيل بن رجاء عن موسى "

. نقلته من " اللسان "، و" الجامع الكبير " (2 / 239 / 2) وذكر الأول في

ترجمة إسماعيل أن العقيلي ذكره في " الضعفاء "، وأورد له من المناكير هذا

الحديث. ولم أجد هذه الترجمة في نسخة " الضعفاء " المحفوظة في المكتبة

الظاهرية، فلعلها سقطت من الناسخ، ويحتمل أنه استدركها بعد في قصاصة ورق،

ثم سقطت القصاصة عند التجليد أوغيره. ولم ترد أيضا في النسخة المطبوعة

بتحقيق القلعجي، ولم يذكر الحديث في الفهرست، على ما فيه من أخطاء وخلط

ونقص! ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا قاصرا، وسنده ضعيف أيضا، كما سيأتي برقم

(4452) . والله أعلم.

1928 - " أثيبوا أخاكم، قالوا: وما إثابته؟ قال: تدعون الله له، فإن في الدعاء إثابة له ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 84) عن خلاد بن يحيى:

حدثنا يوسف بن ميمون الصباغ عن عطاء عن ابن عمر قال: دعي رسول الله صلى

الله عليه وسلم إلى طعام هو وأصحابه، فلما طعموا قال النبي صلى الله عليه

وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن ميمون الصباغ، قال الحافظ في

" التقريب ": " ضعيف ". وفي " الميزان " أن البخاري قال فيه: " منكر الحديث

جدا ". وله شاهد من حديث جابر مرفوعا. لكن في إسناده مدلس ورجل لم يسم.

انظر تعليقنا على الحديث (193) من " الكلم الطيب ".

 

(4/401)

 

 

1929 - " من كانت له سريرة صالحة أوسيئة، نشر الله منها رداء يعرف به ".

ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (100 / 2) والقضاعي (43 / 2) والضياء في "

المنتقى من مسموعات من مرو" (62 / 1) عن صالح بن مالك الأزدي حدثنا حفص بن

سليمان حدثنا علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عثمان بن

عفان يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا. وقال ابن عدي:

" لا يرويه عن علقمة غير حفص، وعامة حديثه غير محفوظ ". قلت: وقال الحافظ

في " التقريب ". " متروك الحديث مع إمامته في القراءة ". وصالح بن مالك

أورده ابن أبي حاتم (2 / 1 / 416) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا لكن رواه

القضاعي من طريق محمد بن بكار قال: أخبرنا حفص بن سليمان عن علقمة ابن مرثد عن

سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي به.

 

(4/402)

 

 

1930 - " شيبتني هو د وأخواتها، وما فعل بالأمم قبلي ".

ضعيف.

رواه ابن سعد (1 / 435) : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن

علي بن أبي علي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه

وسلم: أنا أكبر منك مولدا وأنت خير مني وأفضل! فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله، فيه علي بن أبي

علي وهو القرشي. قال ابن عدي: " مجهول، منكر الحديث ". والحديث صحيح دون

قوله: " وما فعل ... " وقد خرج في " الصحيحة " (955) .

 

(4/402)

 

 

1931 - " أجل، شيبتني (هو د) وأخواتها. قال أبو بكر: بأبي وأمي وما أخواتها؟ قال: (الواقعة) و (القارعة) و (سأل سائل) و (إذا الشمس كورت) (و (الحاقة)) ".

ضعيف.

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (1 / 435) وابن نصر في " قيام

الليل " (ص 58) من طريق أبي صخر أن يزيد الرقاشي حدثه قال: سمعت أنس بن

مالك يقول: " بينما أبو بكر وعمر جالسان في نحر المنبر، إذ طلع عليهما

رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض بيوت نسائه، يمسح لحيته، ويرفعها فينظر

إليها، قال أنس، وكانت لحيته أكثر شيبا من رأسه، فلما وقف عليهما سلم، قال

أنس: وكان أبو بكر رجلا رقيقا، وكان عمر رجلا شديدا، فقال أبو بكر، بأبي

وأمي لقد أسرع فيك الشيب، فرفع لحيته بيده، فنظر إليها، وترقرقت عينا أبي

بكر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره. قال أبو صخر: فأخبرت

هذا الحديث ابن قسيط، فقال: يا أحمد! ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فلم

تركت: الحاقة وما الحاقة؟ ". قلت: وهذا سند ضعيف، لأن يزيد هذا، هو ابن

أبان ضعيف كما في " التقريب ". وقد روي عنه بلفظ: " شيبتني (هو د)

وأخواتها: (الحاقة) و (الواقعة) و (عم يتساءلون) و (هل أتاك حديث

الغاشية) ". أخرجه الواحدي في " تفسيره " (2 / 35 / 2) عن محمد بن يونس:

حدثنا حاتم بن سالم القزاز حدثنا عمرو بن أبي عمرو العبدي حدثنا يزيد بن أبان

عن أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق قال: " قلت يا رسول الله! عجل إليك الشيب،

قال ... ": فذكره. قلت: وهذا إسناد هالك، محمد بن يونس الكديمي وضاع.

وحاتم بن سالم القزاز لين أيضا.

 

(4/403)

 

 

وعمرو بن أبي عمرو العبدي لم أعرفه، ويحتمل

أن يكون عمرو بن شمر، وهو متروك. راجع " الميزان ". نعم، قد صح الحديث من

رواية ابن عباس مرفوعا دون ذكر (القارعة) و (سأل سائل) و (الحاقة) .

وذكر مكانها: (هو د) و (المرسلات) و (عم يتساءلون) . وقد خرج في المصدر

السابق.

1932 - " ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة الذنوب، وذكر الموت صدقة، وذكر النار من الجهاد، وذكر القبر يقربكم من الجنة، وذكر النار يباعدكم من النار، وأفضل العبادة ترك الجهل، ورأس مال العالم ترك الكبر، وثمن الجنة

ترك الحسد، والندامة من الذنوب التوبة الصادقة ".

موضوع.

رواه الديلمي (2 / 82 / 1) من طريق أبي علي بن الأشعث: حدثنا

شريح ابن عبد الكريم حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو

الفضل في " كتاب العروس ": حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن راشد عن مكحول

عن معاذ بن جبل مرفوعا. وابن الأشعث كذبوه. كذا في " ذيل الأحاديث

الموضوعة " للسيوطي (ص 194 - 195) . قلت: ومع ذلك فقد أورده في " الجامع

الصغير " من رواية الديلمي هذه عن معاذ! ومن غرائبه أنه أورد منه طرفه الأول

الحاوي على الجمل الخمسة دون الرابعة منها، فأوهم أنه ليس عند الديلمي بهذا

التمام! ثم إن ابن الأشعث اسمه محمد بن محمد بن الأشعث، قال الدارقطني: "

آية من آيات الله، وضع ذاك الكتاب - يعني العلويات - ". وساق له ابن عدي

جملة موضوعات. وأعله المناوي بعلتين أخريين لا وزن لهما هنا، ثم اقتصر في "

التيسير " على قوله: " إسناده ضعيف "!

 

(4/404)

 

 

1933 - " الدنيا دار من لا دار له، (ومال من لا مال له) ، ولها يجمع من لا عقل له ".

ضعيف. رواه أحمد في " المسند " (6 / 71) من طريق دويد عن أبي إسحاق عن

عروة (وفي الأصل: زرعة) عن عائشة مرفوعا. وقال ابن قدامة في "

المنتخب " (10 / 1 / 2) : " هذا حديث منكر ". قلت: وأبو إسحاق الظاهر أنه

السبيعي، وهو مدلس مختلط. ودويد، وهو ابن نافع. قال الحافظ: " مقبول "

. كذا قال، وفيه نظر، فقد روى عنه جمع، منهم الليث بن سعد، ووثقه الذهلي

وغيره، وقال ابن حبان: " مستقيم الحديث ". وكذا قال الذهبي: وقد تابعه

أبو سليمان النصيبي عند ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (ق 29 / 2) ، فالعلة

السبيعي. ولذلك فإنه لم يصب من جود إسناده كالمنذري في " الترغيب " (4 / 104

) والعراقي في " التخريج " (3 / 202) وتبعهم المناوي والزرقاني، وقلدهم

الغماري كعادته في " كنزه " (1799) وكأنهم لم يقفوا على شهادة إمام السنة

بنكارته، كما تقدم. وقد أحسن صنعا الحافظ السخاوي في " المقاصد " في اقتصاره

على قوله (217 / 494) : " ورجاله ثقات "، وسبقه إلى ذلك الهيثمي في " مجمع

الزوائد " (10 / 288) ، فلم يصححاه، خلافا لفهم الزرقاني في " مختصر المقاصد

" (108 / 464) : " صحيح "! ومثل هذا الفهم الكلمة: " رجاله ثقات " خطأ

شائع مع الأسف كما نبهنا عليه في غير ما موضع.

 

(4/405)

 

 

هذا، والحديث رواه أحمد في "

الزهد " (ص 161) عن مالك بن مغول قال: قال عبد الله: فذكره موقوفا على عبد

الله، وهو ابن مسعود. ورجاله ثقات أيضا، ولكنه منقطع، مالك هذا تابع

تابعي، روى عن السبيعي ونحوه. والحديث عزاه السيوطي لأحمد والبيهقي في

" الشعب " عن عائشة. والبيهقي فيه عن ابن مسعود موقوفا. فمن أخطاء المناوي

قوله عقبه في " التيسير ": " بأسانيد صحيحة "!

1934 - " من كان موسرا لأن ينكح، فلم ينكح، فليس مني ".

ضعيف.

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (7 / 1 / 2) والطبراني في

" الأوسط " (1 / 162 / 1) والبيهقي في " السنن " (7 / 78) وفي " شعب

الإيمان " (2 / 134 / 2) والواحدي في " الوسيط " (3 / 114 / 2) عن ابن

جريج عن عمير بن مغلس عن أبي نجيح مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف وفيه علل

: الأولى: الإرسال فإن أبا نجيح هذا تابعي ثقة واسمه يسار. الثانية: ضعف

عمير بن مغلس أورده العقيلي في " الضعفاء " (ص 317) وقال: " روى عن حريز بن

عثمان عن عبد الرحمن بن جبير ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ". ثم ساق له

حديثا يأتي بلفظ: " لا ينقطع دولة ولد فلان ... ". وقال الذهبي فيه: " شامي

لا يعرف "، فقول الهيثمي (4 / 251 - 252) : " رواه الطبراني في " الأوسط "

و" الكبير " وإسناده مرسل حسن كما قال ابن معين ". فهو غير حسن، كيف وفيه

علة أخرى وهي عنعنة ابن جريج؟ لكنه قد صرح

 

(4/406)

 

 

بالتحديث عند البيهقي، فانتفت

شبهة تدليسه. وانحصرت العلة فيما تقدم، وبالأولى أعله البيهقي فقال: " هذا

مرسل ".

1935 - " الختان سنة للرجال، مكرمة للنساء ".

ضعيف.

روي من حديث أسامة الهذلي والد أبي المليح وشداد بن أوس وعبد

الله بن عباس:

1 - أما حديث أسامة الهذلي، فيرويه عباد بن العوام عن الحجاج

عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أخرجه أحمد (5 / 75) . وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن الحجاج وهو ابن

أرطاة مدلس وقد عنعنه، وقد اختلف عليه في إسناده فرواه عباد هكذا، وتابعه

حفص بن غياث عن الحجاج به. أخرجه البيهقي (8 / 325) من طريق إبراهيم بن

الحجاج عن حفص به. وقال البيهقي: " الحجاج بن أرطاة لا يحتج به ".

وخالفهما محمد بن فضيل فرواه على وجه آخر، لكن خولف إبراهيم فيه عن حفص، وهو

الآتي:

2 - وأما حديث شداد فيرويه ابن فضيل عن الحجاج بن أرطاة عن أبي المليح

عنه به. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7112) وابن عساكر في " تاريخ

دمشق " (7 / 263 / 2) وتابعه حفص بن غياث برواية عارم أبي النعمان: حدثنا

حفص بن غياث عن حجاج به. رواه الطبراني (7113) .

 

(4/407)

 

 

وخالفهم جميعا عبد الواحد

بن زياد، فقال: حدثنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب مرفوعا به. أخرجه البيهقي

وقال: " وهو منقطع ". وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 247) بعد أن

ذكره من طريق حفص وعبد الواحد: " قال أبي: الذي أتوهم أن حديث مكحول خطأ،

وقد رواه النعمان بن المنذر عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الختان سنة ... ". قلت: يعني أن الصواب مرسل. وبالجملة فالحديث من طريق

الحجاج ضعيف لعنعنته واضطرابه في إسناده، لكن قد يقويه مرسل مكحول، فإن

النعمان بن المنذر صدوق. 3 - وأما حديث ابن عباس، فيرويه الوليد بن الوليد:

أخبرنا ابن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله

عليه وسلم فذكره. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 128 / 1) أو (11590) والبيهقي (8 / 324 - 325) وقال: " هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ

موقوف ". قلت: رجاله موثقون، غير الوليد بن الوليد، وهو العنسي القلانسي

الدمشقي، قال ابن أبي حاتم: (4 / 2 / 19) : " سألت أبي عنه؟ فقال: هو

صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح ". وقال الذهبي في " الميزان ": " قال

أبو حاتم: صدوق، وقال الدارقطني وغيره: متروك ". وقال الحافظ في

" اللسان ":

 

(4/408)

 

 

" قلت: هو الوليد بن موسى، وموسى أظنه جده، فهو رجل واحد

جعلهما الذهبي اثنين ". قلت: وقال الذهبي في ابن موسى: " قال الدارقطني:

منكر الحديث. وقواه أبو حاتم. وقال غيره: متروك. ووهاه العقيلي وابن

حبان. له حديث موضوع ". قال الحافظ عقب كلام أبي حاتم المتقدم: " وقال

الحاكم: روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة. وبين الكلامين

تباين عظيم ". قلت: ولم يترجح عندي الأقرب إلى الصواب منهما، ولذلك فلم

يستقر الرأي على الاستشهاد بحديثه، ولاسيما أنه روي موقوفا، فأخرجه الطبراني

في " الكبير " (12009) من طريق خلف بن عبد الحميد: أخبرنا عبد الغفور عن أبي

هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: فذكره موقوفا عليه. ولكنه إسناد

واه جدا، عبد الغفور هذا هو أبو الصباح الأنصاري، قال ابن حبان: " كان ممن

يضع الحديث ". وقال البخاري: " تركوه ". وخلف بن عبد الحميد. لم أعرفه

، وليس هو خلف بن عبد الحميد السرخسي الذي في " الميزان "، فإن السرخسي أعلى

طبقة منه. وله طريق أخرى موقوفا أيضا خير من هذه، أخرجه الطبراني أيضا (12828) والبيهقي (8 / 325) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن

عباس به. ورجاله ثقات غير سعيد بن بشير، وهو ضعيف كما في " التقريب ".

وجملة القول: أن الحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا، والموقوف أصح، وهو معنى قول

البيهقي المتقدم:

 

(4/409)

 

 

" والمحفوظ موقوف ". (تنبيه) نقل صاحبنا الشيخ حمدي عبد

المجيد السلفي - بارك الله في جهو ده في خدمته لكتب السنة - عن الحافظ ابن

الملقن في " البدر المنير " حول هذا الحديث وطرقه منها، حديث ابن عباس هذا

الثالث المرفوع من طريق الوليد بن الوليد، عزاه للطبراني والبيهقي، لكن وقع

فيما نقله عنه: الوليد بن مسلم. فلا أدري أهكذا رآه صاحبنا في " البدر "، أم

هو أخطأ عليه؟ فليس لابن مسلم ذكر في هذا الحديث، ومن العجيب أنه عزاه إلى

نسخة الطبراني المخطوطة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بمجلدتها وورقتها

ووجهها كما تقدم مني، ولم يعزه إلى المطبوعة التي حققها هو! وكذلك ذكر

المجلد والصفحة المتقدمة لسنن البيهقي، ومع ذلك وقع هذا الخطأ منه.

والمعصوم من عصمه الله تعالى. ومما سبق تعلم أن ما في " المرقاة " (4 / 456)

: " رواه أحمد بسند حسن " غير حسن.

1936 - " سيأتي على الناس زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يقسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة، خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة، وإليهم تعود ".

ضعيف جدا.

أخرجه الديلمي في " مسنده " (107 / 1) من طريق الحاكم بسنده

عن خالد بن يزيد الأنصاري عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. قلت

: خالد هذا الظاهر أنه العمري المكي، فإنه يروي عن ابن أبي ذئب، كذبه أبو

حاتم ويحيى، وقال ابن حبان (1 / 258) : " يروي الموضوعات عن الأثبات ".

ثم رواه الديلمي من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ نحوه.

 

(4/410)

 

 

قلت: وهذا - كالذي قبله - موضوع، آفته إسماعيل هذا، وهو السكوني

القاضي، قال ابن حبان (1 / 129) : " شيخ دجال، لا يحل ذكره في الحديث إلا

على سبيل القدح فيه ". وقد وجدت له طريقا ثالثا، فقال ابن أبي الدنيا في

كتاب " العقوبات ": أخبرنا سعيد بن زنبور قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد

الله بن دكين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب رضي

الله عنه، فذكره مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه، عبد الله بن دكين مختلف فيه

، وفي ترجمته ساق الحديث الذهبي مشيرا إلى نكارته. وهذا هو الوجه عندي إن

كان قد صح رواية يزيد له عنه، فإن سعيد بن زنبور لم أجد من ترجمه. وقد خالفه

محمد بن مسلمة فقال: حدثنا يزيد بن هارون به لكنه أوقفه على علي رضي الله عنه

. أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " (19 - 20 مخطوط حلب) : حدثنا

يزيد بن هارون.. ومحمد بن مسلمة هو الواسطي صاحب يزيد بن هارون، مختلف فيه،

والأكثرون على تضعيفه، بل قال أبو محمد الخلال. " ضعيف جدا ". وقال الذهبي

: " أتي بخبر باطل اتهم به ". لكن الدينوري نفسه متهم، فراجع ترجمته في "

الميزان ". وجملة القول أن هذا الحديث بهذه الطرق الثلاث، يظل على وهائه

لشدة ضعفها، وإن كان معناه يكاد المسلم أن يلمسه، بعضه أوجله في واقع

العالم الإسلامي، والله المستعان.

 

(4/411)

 

 

1937 - " من أعان ظالما سلطه الله عليه ".

موضوع.

رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " (141 - 142) : حدثنا

أبو سعيد (هو الحسن بن علي العدوي) : أخبرنا سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي

أبو عثمان: أخبرنا حماد ابن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا. قلت

: وهذا إسناد موضوع، رجاله كلهم ثقات غير العدوي هذا وهو كذاب، فهو آفته،

قال ابن عدي: " يضع الحديث، وعامة ما حدث به - إلا القليل - موضوعات، وكنا

نتهمه بل نتيقن أنه هو الذي وضعها ". والحديث سود به السيوطي " جامعه الصغير

"! وقد عزاه لابن عساكر وحده، وقد تعقبه المناوي بأن فيه العدوي المذكور،

قال: " قال السخاوي: هو متهم بالوضع فهو آفته ". وقصر الحافظ ابن كثير

فأورده في " التفسير " (2 / 176) من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي..

إلخ، وكان الأولى به، بل الواجب عليه أن يقول: من طريق الحسن بن علي العدوي

.. إلخ، حتى يتبين للباحث حقيقة إسناده، وأن لا يحذف منه ما يدل على وضعه،

ولا يشفع له ما صنع قوله عقب الحديث: " وهذا حديث غريب ". فإنه لا يكشف به

عن وضعه لدى عامة القراء، بل وبعض الخاصة أيضا، ولذلك اغتر به مختصره

الصابوني فأورد كلام ابن كثير هذا في حاشية كتابه (1 / 619) ولم يزد! ولا

حقق في سنده، وأنى له ذلك! وكل أحاديث مختصره هكذا: ينقل كلام ابن كثير من

" تفسيره " فيجعله هو في حاشية " مختصره " موهما القراء أنه من تخريجه! فالله

المستعان.

 

(4/412)

 

 

1938 - " أكثر القبائل في الجنة مذحج ".

ضعيف.

رواه ابن وهب في " الجامع " (ص 1) عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني

عن ابن شهاب رفعه. وهذا سند مرسل ضعيف، فإن عتبة هذا ضعيف، وابن شهاب

تابعي صغير، أكثر روايته عن كبار التابعين كابن المسيب وغيره، ويروي أحيانا

عن صغار الصحابة كأنس ونحوه، فهو مرسل أومعضل.

 

(4/413)

 

 

1939 - " لا تلعنوا تبعا فإنه قد كان أسلم ".

ضعيف.

رواه ابن وهب في " الجامع " (ص 1) : حدثني ابن لهيعة أن عمرو بن

جابر الحضرمي حدثه أنه سمع سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف من أجل الحضرمي فإنه شيعي ضعيف

. وقد أخرجه أحمد في " مسنده " (5 / 340) من طريق أخرى عن ابن لهيعة به،

ولفظه: " لا تسبوا ... ". قلت: وهو بهذا اللفظ ثابت، لأن له شواهد، ذكرته

من أجلها في " الصحيحة " برقم (2427) .

 

(4/413)

 

 

1940 - " من تبرأ من ولده أتا يوم القيامة معقودا بين طرفيه ".

ضعيف.

رواه ابن وهب في " الجامع " (2) بسند صحيح عن ابن شهاب مرفوعا

. قلت: وهذا سند ضعيف لإرساله أوإعضاله. وهو مما خلت منه " الجوامع ":

" الجامع الكبير "، و" الجامع الصغير "، و" الزيادة عليه "، والجامع

الأزهر "! وكذلك الأحاديث الثلاثة التالية.

 

(4/413)

 

 

1941 - " من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يطهرهم ولا ينظر إليهم: المتبرىء من والديه رغبة عنهما، والمتبرىء من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم ".

ضعيف.

رواه ابن وهب في " الجامع " (2 - 3) عن زبان بن فائد عن سهل بن

معاذ عن أبيه مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، زبان بن فائد قال الحافظ:

" ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته ". والحديث من الأحاديث التي خلت منها "

الجوامع " كما تقدم التنبيه عليه آنفا.

 

(4/414)

 

 

1942 - " كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ".

ضعيف.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 5) وابن سعد في " الطبقات " (1

/ 51) عن ابن لهيعة عن ابن أنعم عن أخي بكر بن سوادة أنه سمع علي بن رباح

اللخمي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد

ضعيف مرسل، فابن رباح تابعي ثقة. وأخوبكر بن سوادة لم أعرفه. وابن أنعم

ضعيف، واسمه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي.

 

(4/414)

 

 

1943 - " إن مثل الأشعريين في الناس كصرار المسك ".

ضعيف.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 4) : وأخبرني سعيد بن أبي أيوب

عن شرحبيل بن شريك قال: سمعت علي بن رباح يقول: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم، فإنما

علته الإرسال.

 

(4/414)

 

 

1944 - " احفظوني في العباس، فإنه بقية آبائي، وإن عم الرجل صنوأبيه ".

ضعيف.

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (10 / 68) عن يزيد بن أبي زياد

عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد

المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد

ضعيف، يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولى عبد الله بن الحارث قال الحافظ: "

ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن ". وأخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 119) من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعا به دون قوله: " وإن عم

الرجل ... ". وإسناده ضعيف فيه من لا يعرف، ومن ضعف، كما شرحته في " الروض

النضير " رقم (289) . وكذلك أخرجه ابن عدي وغيره من حديث علي رضي الله عنه

، وإسناده ضعيف جدا، وقد روي باللفظ الآتي: (تنبيه) : قوله: " إن عم

الرجل صنوأبيه ". صحيح جاء في حديث لمسلم عن أبي هريرة، مخرج في " الإرواء " (858) .

 

(4/415)

 

 

1945 - " استوصوا بالعباس خيرا، فإنه عمي وصنوأبي ".

ضعيف جدا.

رواه ابن وهب في " الجامع " (ص 15) وابن عدي (197 / 2)

وعنه ابن عساكر (8 / 463 / 1) وابن السماك في " جزء من حديثه " (67 / 1)

وعنه ابن عساكر أيضا، عن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن جده عن علي بن

أبي طالب مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه جدا، الحسين هذا كذبه مالك وأبو

حاتم وغيرهما. وقال ابن معين:

 

(4/415)

 

 

" ليس بثقة ولا مأمون ". وله شاهد من حديث

ابن عباس أخرجه الطبراني (3 / 110 / 1) عن زيد بن الحريش: أخبرنا عبد الله

بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. ولكنه ضعيف جدا،

عبد الله بن خراش قال الحافظ: " ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب ". وزيد

بن الحريش قال ابن حبان في " الثقات " (8 / 251) : " ربما أخطأ ". وقال ابن

القطان: " مجهول الحال ".

1946 - " رحم الله والدا أعان ولده على بره، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقبل إحسانه، ويتجاوز عن إساءته ".

ضعيف.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 21) قال: بلغني عن عطاء بن أبي

رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف

لإرساله وانقطاعه. وقد روي موصولا، أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب

الصحبة " (147 / 1) عن أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة: حدثنا أبي حدثنا علي بن

موسى الرضا عن أبيه عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه مرفوعا به،

دون قوله: " قالوا ... ". وهذا إسناد واه جدا، ابن صدقة هذا أورده الذهبي،

فقال: " عن أبيه عن علي بن موسى الرضا. وتلك نسخة مكذوبة، اتهمه الدارقطني

بوضع الحديث، وما علمت للرضا شيئا يصح عنه ". وأبو هـ علي بن مهدي بن صدقة،

لم أعرفه، ولم يورده الذهبي ولا العسقلاني في كتابيهما. والحديث دون

الزيادة قال العراقي في " تخريج الإحياء " (2 / 193) :

 

(4/416)

 

 

رواه أبو الشيخ ابن

حيان في " كتاب الثواب " من حديث علي بن أبي طالب وابن عمر بسند ضعيف، ورواه

النوقاني من رواية الشعبي مرسلا ".

1947 - " إن روحي المؤمنين ليلتقيان على مسيرة يوم، وما رأى أحدهما صاحبه (قط) ".

ضعيف.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 27) وأحمد في " المسند " (2 / 175 و220) والبخاري في " الأدب المفرد " (261) من طريق دراج عن عيسى بن

هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أنه قال: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف، عيسى بن هلال الصدفي في النفس من

حديثه شيء، وقد وثقه ابن حبان، وأشار الذهبي في " الكاشف " إلى تضعيف

توثيقه بقوله: " وثق ". وقال الحافظ: " صدوق ". ودراج ضعيف، أورده

الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه

مناكير ". وبهذا أعله المناوي، ولكنه أعله بابن لهيعة أيضا، وليس بشيء

لأنه متابع عند ابن وهب والبخاري.

 

(4/417)

 

 

1948 - " لوبغى جبل على جبل، لجعل الله عز وجل الباغي منهما دكا ".

ضعيف.

رواه ابن لال عن أبي هريرة مرفوعا، كما في " الجامع الكبير " (2 / 142 / 1) وكذا في " الجامع الصغير " أيضا، لكنه ذكره بلفظ: " لوبغى

جبل على جبل، لدك الباغي منهما ". فلا أدري أي اللفظين منهما هو لفظ ابن لال

عن أبي هريرة! وأما إسناده، فلم أقف عليه، وبيض له المناوي، فلم يتكلم

عليه بشيء، ولكنه تعقب السيوطي بقوله:

 

(4/417)

 

 

" وظاهره أن المصنف لم يره مخرجا

لأشهر منه، ولا أمثل، وهو ذهو ل عجيب، فقد خرجه البخاري في " الأدب المفرد

" باللفظ المذكور عن ابن عباس، وكذا البيهقي في " الشعب " وابن حبان وابن

المبارك وابن مردويه وغيرهم، فاقتصاره على ابن لال من ضيق العطن ". قلت:

وفي هذا التعقب تحامل ظاهر على السيوطي، بل فيه إيهام فاحش، من وجوه: الأول:

أنه يوهم أن هؤلاء جميعا أخرجوه مرفوعا، وليس كذلك، فالبخاري مثلا إنما

أخرجه موقوفا كما يأتي. الثاني أنه يوهم أنهم أخرجوه كلهم عن ابن عباس، وهو

خلاف الواقع، فابن حبان أخرجه في " الضعفاء " (1 / 155) عن أنس، في ترجمة

أحمد بن محمد بن الفضل، وقال: " إنه كان يضع الحديث ". وابن مردويه رواه

عن ابن عمر كما في " المقاصد الحسنة " (ص 342 / 888) وكذا ابن عدي في "

الكامل " (12 / 1) ومنه تبين أن فيه إسماعيل بن يحيى التيمي، وهو كذاب

وضاع. وابن المبارك رواه في " الزهد " عن فطر بن خليفة عن أبي يحيى عن مجاهد

مرسلا. وكذلك ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 341) ، وقال: " اختلف

فيه على أبي يحيى القتات، ورواه الثوري وإسرائيل عن أبي يحيى القتات عن

مجاهد عن ابن عباس. فقال أبي: حديث مجاهد عن ابن عباس قوله أصح ". قلت:

وهكذا موقوفا عليه أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (588) : حدثنا أبو نعيم

قال: حدثنا فطر عن أبي يحيى سمعت مجاهدا عن ابن عباس به. وهكذا رواه البيهقي

في " الشعب ". وأما ابن مردويه فرواه من طريق فطر به مرفوعا. قلت: وأبو

يحيى القتات لين الحديث، فهو ضعيف مرفوعا وموقوفا، لكنه قد توبع على وقفه،

فقال ابن وهب في " الجامع " (ص 44) : أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن

 

(4/418)

 

 

زحر عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: فذكره. وسليمان هو الأعمش،

وابن زحر ضعيف، لكنه قد توبع، فقال علي بن حرب الطائي في " حديثه " (79 / 1)

: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش به. وتابعه الثوري عن الأعمش به.

رواه ابن مردويه. وهذا إسناد صحيح. فالصواب في الحديث الوقف. وبالله التوفيق.

1949 - " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفه ".

منكر.

رواه أحمد في " المسند " (2 / 71) وعبد بن حميد في " المنتخب من

مسنده ". (91 / 2) وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (265 و292) من طرق عن

ابن لهيعة: حدثنا أبو طعمة قال: كنت عند ابن عمر إذ جاءه رجل فقال: يا

أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر؟ فقال: فذكره مرفوعا. وخالفهم

قتيبة بن سعيد فقال: عن ابن لهيعة عن رزيق الثقفي عن عبد الرحمن بن شماسة عن

عقبة بن عامر مرفوعا. أخرجه أحمد (4 / 158) وابن منده في " المعرفة " (2 / 92 / 2) وكذا الطبراني في " الأوسط " (1 / 104 / 2) وقال: " لا يروى عن

عقبة إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن لهيعة ". قلت: وهو ضعيف لسوء حفظه، وقد

اضطرب في إسناده كما ترى، وكأن الهيثمي لم يتنبه لهذا، فإنه بعد أن ساقه من

الوجه الأول (3 / 162) وحسن إسناده، ساقه من هذا الوجه، وقال: " رواه

أحمد، والطبراني في " الأوسط "، وفيه رزيق الثقفي، ولم أجد من وثقه ولا

جرحه، وبقية رجاله ثقات "! كذا قال، وهو من تساهله المعروف، فابن لهيعة

فيه كلام كثير لسوء حفظه، واضطرابه في هذا الحديث يؤيد ذلك، ولذلك قال

البخاري في حديثه هذا كما في " الميزان "،

 

(4/419)

 

 

وأقره: " منكر ". قلت: ومنه

يعلم أن قول الحافظ المنذري عن شيخه الحافظ أبي الحسن: أنه قال: " إسناد أحمد

حسن ". فليس بحسن، لضعف ابن لهيعة، واضطرابه في إسناده، واستنكار الإمام

البخاري إياه، وإن كان العراقي حسنه أيضا كما نقله عنه المناوي، وتبعه في

" التيسير ".

1950 - " ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها: البغي والمكر والنكث، ثم قرأ "

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " وقال: " يا أيها الناس إنما بغيكم على

أنفسكم " وقرأ " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " ".

ضعيف. رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 71) وعنه الخطيب (8 / 450) عن النضر بن هشام: حدثنا مروان بن صبيح حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن

أنس بن مالك مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، مروان بن صبيح قال الذهبي في

" الميزان ": " لا أعرفه، وله خبر منكر ". ثم ساق له هذا من طريق أبي نعيم

، وقال عقبه: " النضر، قال ابن أبي حاتم: أصبهاني صدوق ". ووقع في "

اللسان ": " النضر، قال ابن أبي حاتم: مروان الأصبهاني صدوق ". وهذا خطأ

مطبعي، والصواب ما في " الميزان " كما يشهد له ما في " الجرح والتعديل " (4 / 1 / 481) ولم يورد مروان هذا أصلا. والحديث رواه أبو الشيخ أيضا وابن

مردويه معا في " التفسير " من هذا الوجه كما في " الجامع الصغير "، وقال في "

التيسير ": " إسناده ضعيف ".

 

(4/420)

 

 

1951 - " ثلاث من فعلهن فقد أجرم: من اعتقد لواء في غير حق، أوعق والديه، أومشى مع ظالم لينصره فقد أجرم، يقول الله سبحانه: " إنا من المجرمين منتقمون " ".

ضعيف.

رواه الثعلبي (3 / 89 / 1) والواحدي في " الوسيط " (3 / 203 / 2) عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبادة بن نسي عن جنادة بن

أبي أمية عن معاذ بن جبل مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير

عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ابن حمزة ابن صهيب، قال الذهبي: " واه، ضعفه

أبو حاتم وابن معين وابن المديني، وما روى عنه سوى إسماعيل بن عياش ".

ومن طريقه رواه ابن منيع " في المعجم "، وابن جرير، وابن أبي حاتم كما في

" الجامع الكبير ". والطبراني في " الكبير " (20 / 61 / 112) وبه أعله

الهيثمي في " المجمع " (7 / 90) وأقره المناوي في " الفيض "، ومن ثم جزم

بضعف إسناده في " التيسير ".

 

(4/421)

 

 

1952 - " ثلاث من كن فيه وقي شح نفسه: من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة ".

ضعيف.

رواه الطبراني (1 / 205 / 2) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن

مجمع بن يحيى عن عمه خالد بن زيد بن جارية مرفوعا. قال الهيثمي (3 / 68)

: " وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف ". قلت: وله طريق أخرى أخرجه في "

الصغير " (ص 25) عن زكريا بن يحيى الوقار: حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن

يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا. وقال:

 

(4/421)

 

 

" لم يروه عن الأوزاعي

، إلا بشر، تفرد به زكريا ". قلت: وهو ضعيف أيضا كما قال الهيثمي، بل هو

هالك فقد كذبه غير واحد. لكن تابعه عمر بن علي المقدمي عن مجمع بن يحيى بن

جارية به بلفظ: " برىء من الشح من أدى ... " الحديث. والمقدمي هذا ثقة،

ولكنه كان يدلس شديدا كما قال الحافظ، لكنه توبع كما يأتي. والحديث أورده

السيوطي باللفظ الثاني من رواية هناد وأبي يعلى والطبراني عن خالد ابن زيد بن

جارية. وعزاه الحافظ في " الإصابة " للأخيرين فقط من طريق مجمع بن يحيى به،

وقال: " إسناده حسن، لكن ذكره (يعني خالد بن زيد) البخاري وابن حبان في

التابعين ". قلت: فهذه علة أخرى في الحديث، ألا وهي الإرسال. وأما تحسين

الحافظ لإسناده، فلعله عند أبي يعلى من غير الطريقين المتقدمين عن مجمع،

وذلك ما أستبعده. والله أعلم. ثم صدق ظني حين رأيت ابن حبان قد أخرج الحديث

في " الثقات " (4 / 202) من طريق أبي يعلى - وهو شيخه - بسنده عن ابن

المبارك عن مجمع بن يحيى به لم يجاوز خالدا. وهكذا رواه هناد في " الزهد " (

2 / 514 / 1060) من طريق أخرى عن مجمع به. وقال ابن حبان: " مرسل ".

1953 - " إن الله عند لسان كل قائل، فاتقى الله امرؤ وعلم ما يقول ".

ضعيف.

رواه القضاعي (93 / 1) عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عمر

بن ذر عن أبيه مرفوعا. وهو في " الزهد " لابن المبارك " (171 / 1 - 2 من

الكواكب 575، برقم 367 - ط)

 

(4/422)

 

 

ورواه أبو نعيم في " الحلية " (8 / 352، 9 / 44) والخطيب في " تاريخه " (9 / 329) من طرق عن عمر بن ذر به. وهذا إسناد

رجاله ثقات لكنه معضل، فإن ذرا لم يسمع من أحد من الصحابة. وقد روي موصولا،

أخرجه أبو نعيم (8 / 160) من طريق وهيب بن الورد المكي عن محمد بن زهير عن

ابن عمر مرفوعا به. وقال: " غريب لم نكتبه متصلا مرفوعا إلا من حديث وهيب

". قلت: ومحمد بن زهير هذا مجهول كما قال الذهبي. ورواه ابن وهب في

" الجامع " (54) : حدثني مسلمة (يعني ابن علي) عن العدوي عن رجل عن أبيه عن

أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا به. وهذا إسناد هالك، مسلمة وهو الخشني متهم،

ومن فوقه مجاهيل.

1954 - " ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة ".

ضعيف.

رواه ابن عساكر (14 / 339 / 2) عن أحمد بن صالح بن أرسلان الفيومي

- بمكة -: حدثنا أبو الفيض ذوالنون بن إبراهيم المصري: حدثني يونس - يعني

ابن زيد - حدثني الزهري عن أنس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، أحمد بن

صالح هذا أظنه المكي، السواق ضعفه الدارقطني وغيره. لكن وقع في الرواة عن ذي

النون المصري من " اللسان ": أحمد بن صبيح الفيومي. وقع ذلك في موضعين منه،

فلا أدري هل الصواب هذا، أم ما في " التاريخ ". وابن صبيح لم أجد له ترجمة.

وذوالنون قال الدارقطني: " روى عن مالك أحاديث فيها نظر ". وقد خولف في

إسناد هذا الحديث، فقال ابن وهب في " الجامع " (ص 54) :

 

(4/423)

 

 

" وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره ".

قلت: فأرسله. ولعله الصواب. وقد رواه ابن وهب من طريق أخرى، بلفظ آخر،

يأتي بعد حديث، وهو أصح. والحديث أورده السيوطي من رواية ابن عساكر، وبيض

له المناوي، فلم يتكلم على إسناده بشيء في كل من كتابيه، فالظاهر أنه لم يقف

على إسناده.

1955 - " ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن، إلا وله جار يؤذيه ".

موضوع.

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (298 / 1) : حدثنا علي بن محمد بن

مهرويه القزويني حدثنا داود بن سليمان القزويني حدثنا علي بن موسى الرضا حدثنا

موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين

عن أبيه الحسين ابن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رفعه. قلت: وهذا إسناد

موضوع، آفته داود بن سليمان القزويني، وهو الجرجاني الغازي، قال الذهبي:

" كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال، فهو شيخ كذاب، له

نسخة موضوعة عن الرضا، رواه علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عنه ... "

ثم ذكر له بهذا الإسناد حديثين غير هذا. ولقد أبعد المناوي النجعة، فأعله

بالرضا، فقال: " وفيه علي بن موسى الرضا. قال ابن طاهر: يأتي عن آبائه

بعجائب. وقال الذهبي: الشأن في صحة الإسناد إليه "! قلت: فلم يصنع المناوي

شيئا، وإنما العلة من الراوي عن الرضا كما عرفت. والحديث في " الجامع " من

رواية الديلمي فقط! وهو أخرجه (3 / 29 / 1) من طريق ابن شاهين.

 

(4/424)

 

 

1956 - " خير ما أعطي الإنسان الخلق الحسن، وإن شر ما أعطي الإنسان الخلق السيء في

الصورة الحسنة، وما كرهت أن يعلمه الناس إذا عملته، فلا تعمله ".

ضعيف.

أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 65) : أخبرني أشهل بن حاتم عن

شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن رجل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم، وما استظهره

المناوي أنه صحابي، ليس بظاهر، كيف ولوكان كذلك لصرح أبو إسحاق - وهو

السبيعي - بذلك، بل إن عدم تصريحه بذلك يدل على أنه لم يعرف كونه صحابيا،

وإلا لم يعمه علينا إن شاء الله تعالى. وأشهل بن حاتم صدوق يخطىء كما في "

التقريب ". والحديث أورده السيوطي من رواية ابن أبي شيبة دون الشطر الثاني

منه. لكن طرفا الحديث قد ثبتا من طرق أخرى، من حديث أسامة بن شريك، والأول

إسناده صحيح وصححه ابن حبان والحاكم كما في تخريجي " للمشكاة " (5079) ،

والآخر حسن لغيره كما بينته في الكتاب الآخر (1055) .

 

(4/425)

 

 

1957 - " ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما، وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته، وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه - يعني القرآن ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (2 / 150) وأحمد (5 / 268) وابن نصر في "

الصلاة " (ق 30 / 2) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (156 / 2)

من طريق بكر بن خنيس عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن أبي أمامة

مرفوعا. وقال الترمذي:

 

(4/425)

 

 

" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبكر بن

خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك، وتركه في آخر عمره. وقد روي هذا الحديث عن

زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم ". قلت: ثم ساق

إسناده بذلك إلى جبير بن نفير مرسلا مرفوعا بالجملة الأخيرة فقط بلفظ: " إنكم

لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل ... ". وقد أورده الهيثمي في " المجمع " (2 / 250) بتمامه عن جبير بن نفير (وفي الأصل نوفل وهو تصحيف) مرسلا مرفوعا.

وقال: " رواه الطبراني في " الكبير " وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام ".

والحديث روى الجملة الأخيرة منه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 71) من طريق شيخ

أحمد فيه هاشم بن القاسم: حدثنا بكر بن خنيس به. والحديث المرسل أخرجه

الترمذي من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية عن العلاء ابن الحارث عن زيد بن

أرطاة به. وهذا مع إرساله فيه العلاء بن الحارث، وكان قد اختلط. وقد وصله

عبد الله بن صالح، فقال: حدثني معاوية بن صالح بإسناده عن جبير بن نفير عن

عقبة بن عامر الجهني مرفوعا به. أخرجه الحاكم (2 / 441) وقال: " صحيح

الإسناد ". ووافقه الذهبي. وفيه أن عبد الله بن صالح فيه ضعف، فلا يحتج به

إذا تفرد فكيف إذا خالف؟ فكيف إذا كان المخالف الحافظ الثقة ابن مهدي، فقد

أرسله كما رأيت، فأنى له الصحة؟ ولاسيما أن مداره موصولا ومرسلا على العلاء

، وقد عرفت حاله، وقد قال الإمام البخاري في " خلق أفعال العباد " (ص 91)

بعد أن ذكر الحديث معلقا: " لا يصح، لإرساله وانقطاعه ".

 

(4/426)

 

 

ثم رأيت الحاكم قد أخرجه في مكان آخر (1 / 555) وعنه البيهقي في " الأسماء " (ص 236) من طريق

سلمة بن شبيب: حدثني أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي بإسناده المتقدم

عن جبير بن نفير، فزاد: عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به. وقال " صحيح الإسناد

". ووافقه الذهبي! قلت: وهذا إن صح السند إلى سلمة بن شبيب علته العلاء بن

الحارث فقط. والله أعلم. هذا وقد كنت غفلت عن هذه العلة فأوردت الحديث في "

الصحيحة " (961) وخرجته هناك بنحومما هنا دون أن أتنبه لها، فمن وقف على

ذلك فليضرب عليه." ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا ".

1958 - " أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة والتواضع وقلة الشيء وذكر الله عز وجل ".

موضوع.

رواه تمام في " الفوائد " (رقم 2559) عن العوام بن جويرية عن

الحسن عن أنس قال فذكره موقوفا عليه. ورفعه يحيى بن يحيى: حدثنا أبو

معاوية عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس مرفوعا. أخرجه أبو عبد الرحمن

السلمي في " آداب الصحبة " (ص 22 - 23) والحاكم (4 / 311) وأخرجه

الطبراني في " المعجم الكبير " (1 / 37 / 1) وابن عدي في " الكامل " (81 / 1) وابن حبان في " الضعفاء " (2 / 196) من طريقتين آخرين عن أبي معاوية به

وقال ابن عدي: " وهذا الحديث الأصل فيه موقوف من قول أنس ". وأما الحاكم

فقال: " صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: قال ابن حبان في

العوام: يروي الموضوعات ".

 

(4/427)

 

 

والحديث أورده السيوطي في " الجامع "، فتعقبه

المناوي، فقال: " سكت المصنف عليه، فأوهم أنه لا علة فيه، وهو اغترار بقول

الحاكم: صحيح. وغفل عن تشنيع الذهبي في " التلخيص "، والمنذري والحافظ

العراقي عليه، بأن فيه العوام ابن جويرية، قال ابن حبان وغيره: يروي

الموضوعات ". ثم ذكر له هذا الحديث. اهـ. وأورده الذهبي في " الميزان " في

ترجمة العوام، وتعجب من إخراج الحاكم له. ومن ثم أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات "، وتعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته ". قلت: واغتر به ابن

عراق أيضا، فأورده في " الفصل الثاني " من " تنزيه الشريعة " (2 / 303)

ولعله سبق قلم منه، فإن هذا الفصل خاص فيما تعقب فيه ابن الجوزي كما نص في "

مقدمته "، فهو بالفصل الأول الذي خصه فيما لم يخالف فيه ابن الجوزي أولى كما

هو ظاهر. ثم إن المناوي أفسد التحقيق السابق بقوله في " التيسير ": " أسانيده

ضعيفه "! فإنه لا سند له إلا الذي فيه العوام! والحديث رواه ابن وهب في "

الجامع " (ص 71) من طريق أخرى عن الحسن أنه كان يقول: فذكره من قوله موقوفا

عليه. وقد سقط إسناده من النسخة، فلم نعرف حاله ورواه ابن المبارك في "

الزهد " (629) : أخبرنا وهيب، قال: قال عيسى بن مريم، فذكره فعاد الحديث

إلى أنه من الإسرائيليات. وهو بها أشبه.

1959 - " خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ".

ضعيف.

رواه الترمذي (2 / 4 و5) والحاكم (4 / 209) وأبو عبيد في "

الغريب " (39 / 2) عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به.

وقال الترمذي: " حديث حسن غريب "! وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه

الذهبي، وليس كما قالوا، لأن عباد بن منصور كان تغير في آخره، ثم هو مدلس

كما في " التقريب "، وقد عنعنه.

 

(4/428)

 

 

نعم، الحديث في الحجامة صحيح، وقد خرجته

في الكتاب الآخر (1053 و1054) .

1960 - " كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمح أورمحين ".

ضعيف.

رواه ابن عدي (82 / 2) عن معاوية بن هشام: حدثنا الحسن بن عمارة

عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف جدا

، الحسن هذا قال الحافظ: " متروك ". بل قال الإمام أحمد: " كان منكر الحديث

، وأحاديثه موضوعة ". والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن السني وأبي

نعيم في " الطب " عن ابن أبي أوفى. وقال شارحه المناوي: " قال ابن حجر في "

الفتح ": وسنده واه ". وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه: " لا تديموا

النظر إلى المجذومين، وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح ". وقد

خرجته في الكتاب الآخر (1064) من أجل الجملة الأولى، فإن لها إسنادا حسنا

وشواهد. وبينت هناك ضعف إسناد هذا الحديث، وقد أخرجه أيضا ابن جرير الطبري

في " تهذيب الآثار " (1 / 17 / 47) من طريق أبي فضالة، وهو الفرج بن فضالة

الذي من طريقه خرج هناك. وقد بدا لي الآن أن فيه علة أخرى لم أتنبه لها هناك

، فوجب بيانها هنا، وهي اختلاف الرواة على ابن فضالة: فمنهم من قال: عن

فاطمة بنت حسين عن حسين عن أبيه فجعله من مسند علي، وهي رواية عبد الله بن

أحمد. ومنهم من قال: عنها عن أبيها حسين بن علي، فجعله من مسند الحسين،

وهي رواية

 

(4/429)

 

 

أبي يعلى. ومنهم من قال: عنها عن أبيها حسين بن علي عن أمه فاطمة

قالت - فيما أرى - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله من مسند فاطمة

الكبرى رضي الله عنها، وهي رواية الطبري. وكلهم قالوا: " عن محمد بن عبد

الله بن عمرو بن عثمان عن أم فاطمة بنت حسين ... إلا عبد الله بن أحمد فقال:

عن عبد الله بن عمرو ... إلخ. سقط منه " محمد ابن " والصواب إثباته كما في

رواية الآخرين، ولعله سقط من حفظ ابن فضالة أوشيخه عبد الله بن عامر،

فإنهما ضعيفان كما ذكرت هناك. والصواب في الحديث أنه من رواية محمد بن عبد

الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت الحسين عن ابن عباس مرفوعا بالشطر

الأول منه. كذلك رواه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند وابن أبي الزناد عن محمد

بن عبد الله به كما تراه مخرجا في " الصحيحة " في المكان المشار إليه آنفا.

(تنبيه) : لم يتنبه المعلقان على " التهذيب " أن حديث فاطمة الكبرى هو عين

حديث علي وابنه الحسين، إلا أن الرواة اختلفوا في إسناده، فقال المعلق:

" لم أقف عليه "!

1961 - " تسحروا من آخر الليل، وكان يقول: هو الغداء المبارك ".

ضعيف.

رواه ابن عدي (170 / 2) عن سلمة بن رجاء: حدثنا الأحوص بن حكيم

عن راشد بن سعد عن عتبة بن عبد السلمي وأبي الدرداء مرفوعا. وقال: "

سلمة بن رجاء أحاديثه أفراد وغرائب ويحدث بأحاديث لا يتابع عليها ". وقال

الحافظ ابن حجر فيه: " صدوق، يغرب ". لكن الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ.

 

(4/430)

 

 

والحديث قال الهيثمي (3 / 151) : " رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه جبارة

بن مغلس وهو ضعيف ". وقد تابعه على الشطر الثاني من الحديث عبد الله بن سالم

(الأصل سلام) عن راشد عن أبي الدرداء وحده. أخرجه ابن حبان (881) من طريق

عمرو بن الحارث بن الضحاك عنه. لكن عمرو بن الحارث هذا قال الذهبي: " لا تعرف

عدالته ". وراشد بن سعد ثقة، لكن قال الحافظ: " في روايته عن أبي الدرداء

نظر ". يشير إلى أنه لم يثبت سماعه منه، فإن بين وفاتيهما أكثر من سبعين سنة

. وله شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب عن أحمد (4 / 132) بسند حسن، وآخر

من حديث العرباض عند أبي داود والنسائي وابن خزيمة (1938) وابن حبان (882) . وكنت حسنت إسناده في " المشكاة " (1997) والآن تبين لي أنه وهم، فإن

فيه مجهولا كما بينته في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ولكن هذا الشطر بمجموع

طرقه صحيح.

1962 - " كان لداود نبي الله عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله، فيقول: يا آل داود! قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء، إلا لساحر، أوعشار ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (4 / 22 و218) والطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 7 / 1 - 2) من طريق علي بن زيد عن الحسن قال: " مر عثمان بن أبي العاص

على كلاب بن أمية، وهو جالس على مجلس العاشر

 

(4/431)

 

 

بالبصرة (وفي رواية: بالأبلة) ، فقال: ما يجلسك ههنا؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان - يعني زيادا -

فقال له عثمان: ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال

: بلى، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره. قلت:

وهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: الانقطاع بين الحسن وعثمان بن أبي

العاص، فإن الحسن وهو البصري مدلس، ولم يصرح بسماعه من عثمان. والأخرى:

ضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. وبه أعله الهيثمي (3 / 88 و10 / 153) .

وأما المناوي، فمع أنه نقل هذه العلة عن الهيثمي في " الفيض "، فإنه أسقطها

في " التيسير " بقوله: " ورجاله ثقات "! فهو وهم منه أوتساهل. وقد اضطرب

في متنه المرفوع، فمرة رواه هكذا، ومرة أخرى رواه بلفظ: " ينادي مناد كل

ليلة: هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مستغفر، فيغفر له،

حتى ينفجر الفجر ". أخرجه أحمد أيضا والطبراني. فأنت ترى أنه لم يذكر فيه

الاستثناء في آخره: " إلا لساحر أوعشار ". وهذا هو الصواب لموافقته لأحاديث

النزول إلى السماء الدنيا وهي متواترة. لكن قد رواه الطبراني في " الكبير "

و" الأوسط " بسند صحيح عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ

: " إلا زانية تسعى بفرجها أوعشارا ". وهو مخرج في " الصحيحة " (1073) .

(فائدة) : قال الحافظ أبو القاسم الأصبهاني في كتابة " الحجة " (ق 42 / 2)

وقد ذكر حديث النزول الصحيح: " رواه ثلاثة وعشرون من الصحابة، سبعة عشر رجلا

، وست امرأة ". وقد خرجته في " الإرواء " عن ستة منهم، فمن شاء رجع إليه (2 / 195 - 199) .

 

(4/432)

 

 

1963 - " إن الله يدنومن خلقه، فيستغفر لمن استغفر إلا البغي بفرجها، والعشار ".

ضعيف.

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (171 / 1 - 2) عن سلمة بن سليمان:

حدثنا خليد بن دعلج عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص، فقال: ما

جاء بك؟ قال: استعملت على عشور الإبل، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل: الأولى: كلاب بن

أمية، لم أجد له ترجمة. الثانية: خليد بن دعلج ضعيف كما في " التقريب ".

الثالثة: سلمة بن سليمان وهو الموصلي الأزدي، وفي ترجمته ساقه ابن عدي،

وقال في آخرها: " ليس بذاك المعروف ". قلت: لكنه قد توبع، فقال الطبراني في

" المعجم الكبير " (9 / 44 / 8371) : حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو

الدمشقي: أخبرنا أبو الجماهر أخبرنا خليد بن دعلج به. قلت: وأبو الجماهر

اسمه محمد بن عثمان التنوخي الكفرسوسي، وهو ثقة، فبرئت عهدة سلمة من الحديث

، وتعصبت برقبة شيخه، أوشيخ شيخه. نعم قد ورد الحديث بلفظ آخر دون جملة

الدنو، وإسناده صحيح، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر (1073) ونبهت فيه على

بعض الأخطاء التي وقعت من بعض العلماء حوله، ثم مني. والله تعالى هو الموفق

والهادي.

 

(4/433)

 

 

1964 - " إن الله عز وجل يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: الميت، والحاج عنه، والمنفذ ذلك ".

ضعيف.

أخرجه البيهقي في " سننه " (5 / 180) من طريق علي بن الحسن بن أبي

عيسى: حدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى بن الطباع -: حدثنا أبو معشر عن محمد بن

المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ... وقال:

 

(4/433)

 

 

" أبو معشر هذا نجيح السندي مدني ضعيف ". قلت: وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "

لأنه ذكره من طريق ابن عدي بسنده إلى إسحاق بن إبراهيم السختياني: حدثنا إسحاق

بن بشر: حدثنا أبو معشر به، وقال: " لا يصح، إسحاق يضع ". وتعقبه

السيوطي في " اللآلىء المصنوعة " (2 / 73) ، فقال: " قلت: أخرجه البيهقي في

" سننه " واقتصر على تضعيفه، وفي " شعب الإيمان " قال: (قلت: فإن إسناده

مثل إسناده في السنن إلى علي بن الحسن، إلا أنه قال:) حدثنا إسحاق أظنه ابن

عيسى: حدثنا أبو معشر به ". قلت: والأقرب أنه إسحاق بن بشر لسببين: الأول

: أنه جاء كذلك منسوبا مقطوعا به غير مظنون في رواية ابن عدي بخلاف رواية

البيهقي، ولاسيما والقائل: " أظنه " فيما هو المتبادر هو الراوي عنه علي بن

الحسن بن أبي عيسى ولم أعرفه. والآخر: أن ابن بشر هو المشهور بالرواية عن

أبي معشر بخلاف ابن الطباع، لكن الحمل في الحديث ليس عليه بل على أبي معشر،

لأن له طريقا أخرى إليه. فقال السيوطي متمما لكلامه السابق: " وأخرجه أيضا (

يعني البيهقي في " الشعب ") من طريق ابن عدي: حدثنا المفضل بن محمد الجندي:

حدثنا سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق عن أبي معشر به، وله شاهد من حديث أنس

، لكن في إسناده جهالة كما يأتي بيانه برقم (1979) . ثم رأيت الحديث في

" طبقات الأصبهانيين " لأبي الشيخ، أخرجه (ق 72 / 1) من طريق صالح بن سهل

قال: حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي به. فهذا مما يرجح أن إسحاق الراوي عن أبي

معشر هو ابن بشر، وهو متهم، لكنه قد توبع كما تقدم، فالحديث ضعيف، وليس

بموضوع.

 

(4/434)

 

 

1965 - " يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم في البيداء، فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام، وعصائب العراق فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، يمكث تسع سنين أوسبع ".

ضعيف.

رواه أحمد (6 / 316) وأبو داود (4286) ومن طريقهما ابن عساكر

(1 / 280) من طريق هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة

مرفوعا. قلت: ورجاله كلهم ثقات غير صاحب أبي خليل، ولم يسم، فهو مجهول.

ثم أخرجه أبو داود والطبراني في " الأوسط " (9613) من طريق أبي العوام قال:

أخبرنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى

الله عليه وسلم بهذا. وقال الطبراني: " لم يروهذا الحديث عن قتادة إلا

عمران ". قلت: فسمى الرجل المجهول " عبد الله بن الحارث "، وهو ابن نوفل

المدني، وهو ثقة محتج به في الصحيحين، لكن في الطريق إليه أبو العوام، وهو

عمران بن داور القطان، وفيه ضعف من قبل حفظه، قال البخاري: " صدوق يهم ".

وقال الدارقطني: " كان كثير المخالفة والوهم ". واعتمد الحافظ في "

التقريب " قول البخاري فيه، فزيادته على الثقة مما لا تطمئن النفس لها، وقد

أخرجه من طريقه الحاكم (4 / 431) ولفظه:

 

(4/435)

 

 

" يبايع لرجل من أمتي بين الركن

والمقام كعدة أهل بدر، فيأتيه عصب العراق، وأبدال الشام، فيأتيه جيش من

الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب

فيهزمهم الله، قال: وكان يقال: إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ".

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: " أبو العوام عمران ضعفه غير واحد، وكان

خارجيا ". ثم رأيت الحديث في " موارد الظمآن " (1881) من طريق أبي يعلى (4 / 1651) عن محمد بن يزيد بن رفاعة: حدثنا وهب بن جرير حدثنا هشام بن أبي عبد

الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أم سلمة به. وهذا إسناد رجاله

ثقات رجال الشيخين غير ابن رفاعة وهو أبو هشام الرفاعي، فإنه ضعيف، وقد زاد

في السند مجاهدا، فلا يعتد بزيادته. ثم وجدت له متابعا أخرجه الطبراني في

" الأوسط " (1164) من طريق عبيد الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن مجاهد به.

وقال: " قال عبيد الله بن عمرو: فحدثت به ليثا، فقال: حدثني به مجاهد ".

وقال الطبراني: " لم يروهذا الحديث عن معمر إلا عبيد الله ". قلت: وهو

ثقة كسائر رجاله. ولكنهم قد اختلفوا في إسناده على قتادة على وجوه أربعة:

الأول: قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة. وهو رواية هشام

الدستوائي عنه. الثاني: مثله إلا أنه سمى الصاحب بـ (عبد الله بن الحارث) .

الثالث: مثله إلا أنه سماه (مجاهدا) . الرابع: مثله إلا أنه أسقط بين قتادة

ومجاهد أبا الخليل.

 

(4/436)

 

 

وهذا اختلاف شديد، فلابد من النظر والترجيح، ومن

الظاهر أن الوجوه الثلاثة الأولى متفقة على أن بين قتادة وأم سلمة واسطتين،

بخلاف الرابع فبينهما واسطة فقط، فهو بهذا الاعتبار مرجوح لمخالفته لرواية

الجماعة. ثم أمعنا النظر في الوجوه الثلاثة، فمن الواضح جدا أن الثالث منهم

ساقط الاعتبار لضعف ابن رفاعة. والوجه الثاني قريب منه لسوء حفظ عمران كما

سبق، فبقي الوجه الأول هو الراجح من بين جميع الوجوه، ولما كان مداره على

صاحب أبي الخليل غير مسمى في طريق معتبر سالم من علة كان هو العلة. والله

أعلم. وقد جاء الحديث من طرق أخرى عن أم سلمة وغيرها مختصرا ليس فيه قصة

البيعة والأبدال ولا بعث كلب إلخ، وهو مخرج في " الصحيحة " (1924) .

1966 - " الآيات بعد المائتين ".

موضوع.

رواه ابن ماجه (4057) والعقيلي في " الضعفاء " (322)

والقطيعي في " جزء الألف دينار " (35 / 1) والحاكم (4 / 428) عن محمد (هو

ابن يونس بن موسى) قال: حدثنا عون بن عمارة العنبري قال: حدثنا عبد الله بن

المثني عن ثمامة عن أنس بن مالك عن أبي قتادة مرفوعا. وقال العقيلي: "

قال البخاري: عون بن عمارة " تعرف وتنكر " ولا يعرف إلا به، وقد روي عن

ابن سيرين من قوله ". قلت: وتمام كلام البخاري بعد أن ساق الحديث: " فقد

مضى مائتان ولم يكن من الآيات شيء ". ولهذا جزم ابن القيم في " المنار " (ص 41) بوضعه، وأما الحاكم فقال: " صحيح على شرط الشيخين "! قلت: وهذا من

أوهامه الفاحشة، فإن عونا هذا مع ضعفه لم يخرج له الشيخان شيئا، وقد تعقبه

الذهبي بقوله:

 

(4/437)

 

 

" قلت: أحسبه موضوعا، وعون ضعفوه ". قال المناوي عقبة: "

وسبقه إلى الحكم بوضعه ابن الجوزي، وتعقبه المصنف فما راح ولا جاء! ".

وقال في " التيسير ": " صححه الحاكم. فأنكروا عليه وقالوا: واه جدا. بل قيل

بوضعه ".

1967 - " إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله ".

موضوع.

رواه الترمذي (2 / 297) والسهمي في " تاريخ جرجان " (60) عن

محمد بن زياد عن ابن عجلان عن أبي الزبير عن جابر قال: دعي النبي صلى الله

عليه وسلم إلى جنازة يصلي عليه فلم يصل عليه، قالوا: يا رسول الله! ما

رأيناك تركت الصلاة على أحد إلا على هذا؟ قال: فذكره. وقال الترمذي: "

حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران

ضعيف في الحديث جدا ". قلت: وهو اليشكري الطحان قال الحافظ: " كذبوه ".

وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

 

(4/438)

 

 

1968 - " يخرج الدجال على حمار أقمر، ما بين أذنيه سبعون عاما، معه سبعون ألف يهودي عليهم الطيالسة بالحضر، حتى ينزلوكوم ابن الحمراء ".

ضعيف جدا.

رواه الحسن بن رشيق العسكري في " المنتقى من الأمالي " (42 / 2) : حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا سليمان بن بلال عن محمد أبو

 

(4/438)

 

 

عقبة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف

جدا، عبد العزيز بن يحيى المدني، قال الحافظ: " متروك، كذبه إبراهيم بن

المنذر ". والحديث أورده في " المشكاة " (5493) دون قوله: " معه سبعون ألف

". وقال: " رواه البيهقي في كتاب (البعث والنشور) ". قلت: وهذه

الزيادة في " صحيح مسلم " (8 / 207) عن أنس مرفوعا بلفظ: " يتبع الدجال من

يهو د أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ". وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى

الله عليه وسلم رأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام، فسئل النبي صلى

الله عليه وسلم عن الدجال فقال: رأيته فيلمانيا أقمر هجانا ... أخرجه أحمد (1 / 374) بسند حسن. وقد جاءت الجملة الأولى في حديث آخر إسناده خير من هذا،

دون قوله: " أقمر "، ولكنه ضعيف أيضا، مع الاختلاف في بعد ما بين أذني

الحمار، وهو الحديث الآتي بعده:

1969 - " يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم، وله أربعون يوما يسيحها، اليوم منها كالسنة واليوم كالشهر واليوم كالجمعة، ثم سائر أيامه مثل أيامكم، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، يأتي الناس، فيقول: أنا ربكم وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر، يقرأه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب، يمر بكل ماء ومنهل، إلا المدينة ومكة، حرمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (3 / 367) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 31 - 32)

والحاكم (4 / 530) من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر رضي

الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال الحاكم: " صحيح

الإسناد ". ووافقه الذهبي.

 

(4/439)

 

 

قلت: أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، فهي علة

الحديث. وقد سكت عنها في " المجمع " (7 / 344) وادعى أنه رواه أحمد

بإسنادين! وإنما روى منه قوله: " مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن ".

أخرجه (3 / 327) من طريق حسين بن واقد: حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وإسناده جيد. وهذا القدر منه

صحيح، بل متواتر، جاء عن جمع من الصحابة، منهم: أنس، وبعض أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم. رواهما مسلم (8 / 193) وابن عمر عند ابن حبان (1896 -

موارد) وانظر " الفتح " (13 / 100) و" المجمع " (7 / 327 - 350) .

وقوله: " يأتي الناس.. " إلخ، ثابت في أحاديث صحيحة مشهورة.

1970 - " مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره، فبقي معلقا بخيط في آخره

، فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع ".

ضعيف.

رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (2 / 13 / 1) عن يحيى بن

سعيد: حدثنا أبو سعيد خلف بن حبيب عن أنس بن مالك رفعه. قلت: وهذا

إسناد ضعيف، يحيى بن سعيد، وهو العطار ضعيف كما قال الحافظ. وأبو سعيد خلف

بن حبيب لم أعرفه. وتابعه أبان عن أنس به. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8

/ 131) وقال: " أبان بن أبي عياش لا يصح حديثه، لأنه كان نهما بالعبادة، والحديث ليس من شأنه ".

 

(4/440)

 

 

1971 - " شرب اللبن محض الإيمان، من شربه في منامه فهو على الإسلام والفطرة، ومن تناول اللبن بيده فهو يعمل بشرائع الإسلام ".

موضوع.

رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أبي هريرة وإسناده

ظلمات فيه إبراهيم الطيان وهو متهم عن الحسين بن قاسم وهو مثله عن إسماعيل بن

أبي زياد وهو كذاب يضع الحديث.

 

(4/440)

 

 

كذا في " تنزيه الشريعة " (357 / 2) تبعا

لأصله " ذيل اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (رقم 854 -

بترقيمي) . ثم ذهل فأورده في " الجامع الصغير "! من طريق الديلمي! والعجب

من المناوي، فإنه مع إشارته في " الفيض " إلى أن في إسناده أولئك المتهمين

الثلاثة، اقتصر في " التيسير " على تضعيفه!! ومثل هذا يتكرر منه كثيرا،

وتقدمته نماذج أقربها (ص 428) .

1972 - " شعار أمتي إذا حملوا على الصراط: لا إله إلا الله ".

ضعيف.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (416) والطبراني في " الأوسط " (159 - بترقيمي) عن عبدوس بن محمد المصري عن منصور بن عمار عن ابن لهيعة عن أبي

قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا. وقال: " منصور بن عمار القاص

لا يقيم الحديث، وكان فيه تجهم من مذهب جهم ". قلت: وابن لهيعة ضعيف أيضا

. والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الشيرازي عن ابن عمرو نحوه.

وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء! ومن رواية الطبراني في " المعجم

الكبير "، وقال المناوي: وكذا " الأوسط "، وفيه من وثق على ضعفه،

وعبدوس بن محمد لا يعرف ". قلت: هذا قول الهيثمي في " المجمع " (10 / 359)

بشيء من التصرف.

 

(4/441)

 

 

1973 - " شعار المسلمين يوم القيامة على الصراط: رب سلم، رب سلم ".

ضعيف.

رواه الترمذي (2 / 70) والحاكم (2 / 375) وعبد بن حميد في

" المنتخب من المسند " (50 / 1) والحربي في " الغريب " (5 / 30 / 1) عن

عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة مرفوعا. قال الترمذي:

" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ". ومن هذا الوجه رواه

ابن عدي (234 / 1) والعقيلي في " الضعفاء " (229) وروى تضعيف عبد الرحمن

هذا، وهو أبو شيبة الواسطي عن ابن معين وأحمد، ثم قال:

 

(4/441)

 

 

" والحديث فيه

رواية من وجه لين ". قلت: كأنه يعني الذي قبله، وأما الحاكم فقال: " صحيح

على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وهو وهم منهما سببه أنه وقع في إسناده "

عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ". والقرشي هذا ثقة من رجال مسلم، لكن وصفه بذلك

في الإسناد وهم من الناسخ أوبعض الرواة، لأن الذي يروي عن النعمان بن سعد

إنما هو الأول أبو شيبة الواسطي، وهو أنصاري. ثم إن النعمان بن سعد مجهول لم

يروله مسلم أصلا، ولا أحد من الستة سوى الترمذي، وقال الذهبي: " ما روى

عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء ". قلت: فتأمل مبلغ تناقض الذهبي!

لتحرص على العلم الصحيح، وتنجومن تقليد الرجال. وخلاصة القول أن الحديث

ضعيف كالذي قبله، على الاختلاف الذي بينهما. نعم، ثبت في " صحيح مسلم " عن

حذيفة بن اليمان مرفوعا في حديث الشفاعة: " ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب

سلم سلم ... ". فهو من دعائه صلى الله عليه وسلم يومئذ.

1974 - " ردوا مذمة السائل ولوبمثل رأس الذباب ".

موضوع.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (ص 37) عن عثمان بن عبد الرحمن قال

: حدثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء عن عائشة مرفوعا. ذكره في ترجمة إسحاق بن

نجيح هذا، وروى عن ابن معين أنه قال: " كان ببغداد قوم يضعون الحديث،

كذابين منهم إسحاق بن نجيح الباهلي ". وعن أحمد أنه قال: " هو من أكذب الناس

". وعن البخاري:

 

(4/442)

 

 

" منكر الحديث ". وفي " التهذيب ": " وقال ابن الجوزي:

أجمعوا على أنه كان يضع الحديث ". وقد زعم الذهبي أن إسحاق هذا راوي الحديث

ليس هو الملطي الوضاع، فقال بعد أن ذكره من طريق العقيلي: " قلت: ما هذا

بالملطي، ذا آخر، والآفة من عثمان الوقاصي ". قلت: قد ذكر الحافظ في "

التهذيب " من شيوخه عطاء الخراساني وهذا الحديث من روايته عن عطاء كما ترى،

والظاهر أنه الخراساني، وعليه فإسحاق بن نجيح هو الملطي الوضاع، وعليه جرى

العقيلي كما سبق، وهو الأقرب إلى الصواب. والله أعلم. وعلى كل حال فإنه

إن سلم من الملطي فلن يسلم من عثمان بن عبد الرحمن وهو الوقاصي كما قال الذهبي

، وهو كذاب أيضا. فالعجب من السيوطي كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من

رواية العقيلي هذه! دون أن يذكر - كما هي عادته - كلام مخرجه في راويه!

وأعجب منه أن الحافظ العراقي سكت عنه أيضا في " المغني " (1 / 226) على خلاف

غالب عادته فيه! وقال المناوي: " قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، والمتهم

به إسحاق بن نجيح، قال أحمد: ... ". فذكر ما تقدم عنه. ومن المصائب أنه

وقع متن الحديث في " شرح المناوي " مرموزا له بالصحة! وهذا من الأمثلة

الكثيرة، على أن رموز الجامع لا يوثق بها، وقد ذكرت بعض الأمثلة الأخرى في

مقدمة كتابي " ضعيف الجامع الصغير وزيادته ".

1975 - " وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد أن لا يعذبهم ".

منكر.

رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " (4 / 1) وابن عدي (246 / 1

) والحاكم (3 / 150) عن الخليل بن عمر العبدي قال: حدثني عمر الأبح عن سعيد بن

 

(4/443)

 

 

أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا. وقال ابن عدي: " وقوله: " في أهل

بيتي " في هذا المتن منكر بهذا الإسناد ". وأما الحاكم فقال: " صحيح الإسناد

"! ورده الذهبي بقوله: " قلت: بل منكر لم يصح ". قلت: وعلته الأبح هذا

وهو عمر بن حماد بن سعيد، قال الذهبي في " الضعفاء ": " جرحه ابن حبان، وقال

أبو حاتم: ليس بالقوي ". وفي " الميزان ": " قال البخاري: منكر الحديث ".

1976 - " وعدني ربي تعالى أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، فاستزدته، فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، وما أرى بقي من أمتي شيء ".

ضعيف.

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (97 / 1) : حدثني أحمد بن

يوسف البصري أخبرنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني هشام بن

سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف لإرساله، ورجاله

موثوقون غير أحمد بن يوسف البصري فلم أعرفه. والحديث بهذه الزيادة التي في

آخره: " وما أرى بقي.. ". منكر عندي جدا، ومن أجلها أوردت الحديث هنا،

وإلا فهو دونها صحيح، مخرج في " ظلال الجنة " (588 و589) وغيره.

 

(4/444)

 

 

1977 - " إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما، فقال الرب: أخرجوهما، فأخرجا، فقال لهما: أي شيء اشتد صياحهما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا، قال: رحمتي لكما أن تنطلقا، فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار، قال: فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول الرب: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعدما أخرجتني، فيقول الرب: لك رجاؤك، فيدخلان الجنة جميعا ".

ضعيف.

رواه الترمذي (2 / 99) وابن أبي الدنيا في " حسن الظن " (2 / 192 / 1) عن رشدين قال: حدثني بن أنعم عن أبي عثمان أنه حدثه عن أبي هريرة

مرفوعا. وقال الترمذي: " إسناد هذا الحديث ضعيف، لأنه عن رشدين بن سعد،

وهو ضعيف عند أهل الحديث، عن ابن أنعم وهو الإفريقي، وهو ضعيف عندهم ".

 

(4/445)

 

 

1978 - " يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ".

موضوع.

رواه ابن ماجه (رقم 4313) والعقيلي في " الضعفاء " (ص 331)

وابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (1 / 30) ونصر المقدسي في " جزء من

حديثه " (255 / 1) وابن عساكر (9 / 391 / 1) عن عنبسة بن عبد الرحمن بن

عنبسة القرشي عن علاق بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان

مرفوعا. أورده العقيلي في ترجمة عنبسة هذا، وقال: " لا يتابع عليه ".

وروى عن البخاري أنه قال فيه: " تركوه ". قلت: وقال أبو حاتم: " كان يضع

الحديث ".

 

(4/445)

 

 

قلت: ومنه تعلم تساهل العراقي في قوله في " تخريج الإحياء " (1 / 6) : " إسناده ضعيف "! وأسوأ منه السيوطي، ثم المناوي، فإن هذا قال في " فيضه ": " رمز المصنف لحسنه، وهو عليه رد، فقد أعله ابن عدي والعقيلي

بعنبسة، ونقل عن البخاري أنهم تركوه ". ثم نكل المناوي عن هذا، فقال في "

التيسير ": " إسناده حسن "! وقلده الغماري كعادته (4579) !

1979 - " حجة للميت ثلاثة: حجة للمحجوج عنه وحجة للحاج وحجة للوصي ".

ضعيف.

قال الدارقطني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن

سليمان ابن فارس حدثنا الحسن بن العلاء البصري حدثنا مسلمة بن إبراهيم حدثنا

هشام بن سعيد عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم ... كذا في " اللآلىء المصنوعة " (2 / 73) ذكره شاهدا للحديث المتقدم (1964) بلفظ: " إن الله يدخل بالحجة الواحدة ... ". وسكت عليه. وهو سند

ضعيف، فيه من لم أجد له ترجمة، وهم كل من دون هشام بن سعيد، حاشا شيخ

الدارقطني إبراهيم بن محمد بن يحيى، فإنه ثقة، وهو أبو إسحاق المزكي

النيسابوري، انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " (6 / 168 - 169) . وابن فارس -

وهو الدلال - ترجمته في " الأنساب "، وذكر عن الأخرم أنه قال فيه: " ما

أنكرنا عليه إلا لسانه فإنه كان فاحشا ". وأما الاثنان اللذان فوقه فإني لم

أجد لهما ذكرا في كتب التراجم التي عندي. وللحديث طريق آخر غفل عنه السيوطي،

ومن الغريب أنه في " سنن البيهقي " التي نقل السيوطي نفسه عنها الحديث المشار

إليه آنفا، فسبحان من لا يسهو ولا ينسى. فأخرجه في " سننه " (5 / 180) من

طريق قتيبة بن سعيد حدثنا زاجر بن الصلت الطاحي حدثنا زياد ابن سفيان عن أبي

سلمة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجل أوصى بحجة:

" كتبت له أربع حجج: حجة للذي كتبها وحجة للذي أنفذها وحجة للذي

 

(4/446)

 

 

أخذها وحجة

للذي أمر بها ". وقال: زياد بن سفيان هذا مجهول، والإسناد ضعيف ". قلت:

والراوي عنه زاجر بن الصلت لم أجد له ترجمة.

1980 - " ثلاثة لا يسألون عن نعيم المطعم والمشرب: المفطر والمتسحر وصاحب الضيف. وثلاثة لا يلامون على سوء الخلق: المريض والصائم حتى يفطر والإمام العادل ".

موضوع.

أخرجه الديلمي في " مسنده " (2 / 35 / 2) من طريق مجاشع بن عمرو

عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. قلت:

وهذا موضوع، آفته مجاشع هذا، قال ابن حبان في " الضعفاء " (3 / 18) : "

كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات، لا يحل ذكره

في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ". والحديث ذكره السيوطي في " الجامع الكبير

" بهذا المصدر، وسكت عنه، ولا غرابة في ذلك، فإنه يسكت عن مثله في "

الجامع الصغير "، وقد تعهد في مقدمته أن يصونه عما تفرد به كذاب أووضاع!

وكذلك سكتت عنه اللجنة القائمة على التعليق عليه (2 / 11 / 1357) ! والشطر

الأول منه قد رواه وضاع آخر، لكنه قال في الثالث: " والمرابط في سبيل الله "

. وتقدم تخريجه والتعليق عليه في المجلد الثاني برقم (631) .

 

(4/447)

 

 

1981 - " من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ".

منكر بهذا السياق.

ذكره ابن هشام في " السيرة " (3 / 252) عن ابن إسحاق

، قال: فذكره هكذا معلقا بغير إسناد، والمحفوظ منه الشطر الثاني فقط من حديث

ابن عمر قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الأحزاب:

 

(4/447)

 

 

" لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ". أخرجه الشيخان والسياق للبخاري (4119)

. وفي آخره: " فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى

نأتيهم. وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه

وسلم، فلم يعنف واحدا منهم ". (تنبيه) : يحتج بعض الناس اليوم بهذا الحديث

على الدعاة من السلفيين وغيرهم الذي يدعون إلى الرجوع فيما اختلف فيه المسلمون

إلى الكتاب والسنة، يحتج أولئك على هؤلاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر

خلاف الصحابة في هذه القصة، وهي حجة داحضة واهية، لأنه ليس في الحديث إلا

أنه لم يعنف واحدا منهم، وهذا يتفق تماما مع حديث الاجتهاد المعروف، وفيه

أن من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، فكيف يعقل أن يعنف من قد أجر؟! وأما حمل

الحديث على الإقرار للخلاف فهو باطل لمخالفته للنصوص القاطعة الآمرة بالرجوع

إلى الكتاب والسنة عند التنازع والاختلاف، كقوله تعالى: " فإن تنازعتم في

شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرا

وأحسن تأويلا ". وقوله " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله

أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " الآية. وإن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس

يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام، فإذا دعوا إلى التحاكم إليه قالوا: قال عليه

الصلاة والسلام: " اختلاف أمتي رحمة "! وهو حديث ضعيف لا أصل له كما تقدم

تحقيقه في أول هذه السلسلة، وهم يقرؤون قول الله تعالى في المسلمين حقا: "

إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا

وأطعنا وأولئك هم المفلحون ". وقد بسط القول في هذه المسألة بعض الشيء،

وفي قول أحد الدعاة: نتعاون على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما

اختلفنا فيه، في تعليق لي كتبته على رسالة " كلمة سواء " لأحد المعاصرين لم

يسم نفسه! لعله يتاح لي إعادة النظر فيه وينشر.

 

(4/448)

 

 

1982 - " إن في الجنة سوقا لا شراء فيه ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا

اشتهى الرجل صورة دخلها، وفيها مجتمع الحور العين يرفعن أصواتا لم تسمع

الخلائق بمثلهن، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن الخالدات فلا نموت

، ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، فطوبى لمن كان لنا وكنا له ".

ضعيف. رواه الترمذي (2 / 90 - 93) والمروزي في " زوائد الزهد " (1487

ورقم 1487 - ط) وتمام في " الفوائد " (66 / 1) والثقفي في " الثقفيات " (4 / 29 / 1) والضياء المقدسي في " صفة الجنة " (3 / 81 / 2) عن عبد الرحمن

بن إسحاق القرشي عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعا. وقال الترمذي مضعفا:

" حديث غريب ". قلت: يعني أنه ضعيف، وعلته عبد الرحمن بن إسحاق هذا وهو

ضعيف، نقل النووي والزيلعي اتفاق العلماء على تضعيفه. وللطرف الأول منه دون

ذكر مجتمع الحور العين ... إلخ شاهد من حديث جابر بن عبد الله، ولكنه ضعيف

جدا كما بينه الهيثمي في أثناء " عقوق الوالدين " (8 / 149) وأشار المنذري

إلى تضعيف الحديثين (3 / 222 و4 / 266، 268) . وسيأتي لفظه والكلام عليه

برقم (5369) .

 

(4/449)

 

 

1983 - " سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي، التعزية بي ".

ضعيف.

رواه ابن سعد (2 / 275) وأبو يعلى (4 / 1824) والطبراني (6 /

166 / 5757) عن موسى بن يعقوب الزمعي قال: أخبرنا أبو حازم بن دينار عن سهل

بن سعد مرفوعا. قال: فكان الناس يقولون: ما هذا؟ فلما قبض رسول الله صلى

الله عليه وسلم لقي الناس بعضهم بعضا يعزي بعضهم بعضا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

(4/449)

 

 

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن يعقوب الزمعي،

وقد أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال النسائي وغيره: ليس بالقوي

". والحديث قال الهيثمي (9 / 38) : " رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما

رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي، ووثقه جماعة! ". كذا قال! وقال

الحافظ في " التقريب ": " صدوق سيء الحفظ ".

1984 - " إنما تدفن الأجساد حيث تقبض الأرواح ".

ضعيف جدا.

أخرجه ابن سعد (2 / 293) عن إبراهيم بن يزيد عن يحيى بن

بهماه مولى عثمان بن عفان قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، يحيى بن بهماه مجهول، وإبراهيم بن يزيد

، وهو الخوزي، متروك. ولعله يغني عن هذا الحديث الواهي قوله صلى الله عليه

وسلم في شهداء أحد: " ادفنوا القتلى في مصارعهم ". وهو حديث صحيح مخرج في "

أحكام الجنائز " (ص 14) .

 

(4/450)

 

 

1985 - " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وزوجاته ونعيمه وخدمه وسرره، مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وجوه يومئذ ناضرة " ".

ضعيف.

أخرجه الترمذي (3 / 334 - تحفة) والحاكم (2 / 509 - 510) وأحمد (2 / 13 و64) وأبو يعلى (3 / 1371 و4 / 1376) وأبو عبد الله القطان في

 

(4/450)

 

 

" حديثه عن الحسن بن عرفة " (ق 144 / 1 - 2) وابن الأعرابي في "

الرؤية " (254 / 1) وأبو بكر بن سلمان الفقيه في " الفوائد المنتقاة " (16

/ 2 و18 / 1) والخطيب في " الموضح " (2 / 9) من طرق عن ثوير بن أبي فاختة

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الحاكم

: " حديث مفسر في الرد على المبتدعة، وثوير، وإن لم يخرجاه، فلم ينقم عليه

غير التشيع ". وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: بل هو واهي الحديث ". وقال

الترمذي: " ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه عبيد

الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله، ولم يرفعه ". قلت

: هو عند أحمد من طريق ابن أبجر عن ثوير به مرفوعا. وثوير ضعيف كما في "

التقريب "، فلا يصح الحديث لا مرفوعا ولا موقوفا. وقد أخرجه ابن أبي الدنيا

موقوفا، والبيهقي - يعني في " البعث " - مرفوعا وزاد في لفظ له كما في "

الترغيب " (4 / 249) : " وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى الله عز وجل في وجهه

في كل يوم مرتين ".

1986 - " إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة فرسخين يتوطأه الناس ".

ضعيف.

رواه الترمذي (3 / 341 - تحفة) وأحمد (2 / 92) وابن أبي

الدنيا في " كتاب الأهو ال " (86 / 2) والخطيب (12 / 363) عن أبي العجلان

المحاربي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: فذكره مرفوعا، وكلهم قالوا:

عن أبي العجلان غير الترمذي فقال: " عن أبي المخارق "، وقال:

 

(4/451)

 

 

" إنما نعرفه

من هذا الوجه، وأبو المخارق ليس بمعروف ". وقال الذهبي: " والصواب بدله

عن أبي عجلان، لا يعرف ".

1987 - " أشقى الناس ثلاثة: عاقر ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " الحلية " (4 / 307 - 308) والواحدي في "

الوسيط " (1 / 209 / 1) وابن عساكر (14 / 157 / 1) عن محمد بن إسحاق عن

حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. قلت: وهذا

إسناد ضعيف. من أجل عنعنة ابن إسحاق. وحكيم بن جبير ضعيف كما في " التقريب "

. وفي " الفيض ": " قال الهيثمي وغيره: فيه ابن إسحاق مدلس، وحكيم بن

جبير وهو متروك ". ونقل عنه أنه قال: " سقط من الأصل: الثالث، والظاهر

أنه قاتل علي كرم الله وجهه كما ورد في خبر رواه الطبراني أيضا ". قلت: الخبر

المشار إليه صحيح، خرجته في الكتاب الآخر (1088) . ثم إن الجملة الأخيرة من

حديث الترجمة قد جاءت في حديث آخر بلفظ: " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن

آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل ". أخرجه الشيخان وغيرهما،

وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (1 / 48) .

 

(4/452)

 

 

(تنبيه) : عزاه السيوطي في "

الجامع الصغير " و" الكبير " أيضا (1 / 102) للحاكم في " المستدرك "، وحتى

الآن لم أعثر عليه فيه، ولا ذكر المناوي موضعه منه، خلافا لعادته. والله أعلم.

1988 - " إن لله ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته، ما منهم ملك يقطر دمعه من عينيه إلا وقعت ملكا قائما يصلي، وإن منهم ملائكة سجودا، منذ خلق الله السماوات والأرض، لم يرفعوا رؤسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وإن منهم ركوعا لم يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض، فلا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رؤوسهم، ونظروا إلى وجه الله قالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك ".

ضعيف.

أخرجه ابن نصر في " الصلاة " (46 / 2) عن عباد بن منصور قال:

سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال: سمعت رجلا من أصحاب رسول

الله صلى الله عليه وسلم ما بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره،

يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف

من أجل عباد بن منصور، قال الحافظ: " صدوق وكان يدلس، وتغير بآخره ".

 

(4/453)

 

 

1989 - " ليس الجهاد أن يضرب بسيفه في سبيل الله، إنما الجهاد من عال والديه، وعال ولده، فهو في جهاد، ومن عال نفسه يكفها عن الناس، فهو في جهاد ".

ضعيف.

رواه أبو نعيم في " الحلية " (6 / 300 - 301) وعنه ابن عساكر (7 / 144) عن محمد بن علان: أخبرنا أحمد بن محمد القرشي أخبرنا أحمد بن محمد العمي أخبرنا أبو روح سعيد بن دينار أخبرنا الربيع عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.

 

(4/453)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف، الربيع هو ابن صبيح، لا الربيع بن وبرة،

وإن توهم بعض الرواة أنه الربيع بن وبرة، كما قال أبو نعيم، وابن صبيح سيء

الحفظ. وسعيد هذا مجهول كما قال أبو حاتم والذهبي وغيرهما. وأحمد بن محمد

العمي لم أعرفه. وأحمد بن محمد القرشي ومحمد بن علان ترجمهما الخطيب في

تاريخه (5 / 12، 3 / 141) ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا. والحديث

أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر وحده، فتعقبه المناوي

بقوله: " قضية تصرف المصنف أن هذا لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع

لهم الرموز، وهو عجب، فقد خرجه أبو نعيم والديلمي باللفظ المزبور عن أنس

المذكور، فكان ينبغي عزوه إليهما معا ". قلت: فشغله التعقب عما هو أهم منه،

وهو بيان علله وضعفه، واقتصر في " التيسير " على قوله: " وإسناده ضعيف ".

1990 - " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، فإن كانوا في القراءة سواء. فأفقههم في

دين الله، فإن كانوا في الفقه سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السن سواء

فأصبحهم وأحسنهم وجها، فإن كانوا في الصباحة والحسن - أحسبه قال: سواء -

فأكبرهم حسبا ".

ضعيف جدا. رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (324 - 325) من

طريق الباغندي حدثنا حفص بن عمر الأيلي حدثنا أبو المقدام وابن أبي ذئب قالا:

حدثنا الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة وأبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا

إسناد واه جدا، حفص بن عمر الأيلي كذبه أبو حاتم وغيره.

 

(4/454)

 

 

وأبو المقدام متروك

، لكنه مقرون بابن أبي ذئب، فالعلة من الأيلي. والحديث منكر بهذه الزيادة:

" فأصبحهم ... "، فقد أخرجه مسلم (2 / 123) وغيره من حديث أبي مسعود البدري

مرفوعا نحوه بدون الزيادة، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (594) و" إرواء

الغليل " (494) . نعم قد رويت هذه الزيادة من طرق أخرى عن عائشة وغيرها،

خرجها السيوطي في " اللآلىء " (2 / 12) وابن عراق (2 / 103) ومع أنها

كلها معلولة، فليس فيها أيضا: " ... فأكبرهم حسبا "!

1991 - " قرأ هذه الآية: " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب "، قال: لما قالها يوسف عليه السلام، قال له جبريل عليه السلام: يا يوسف! اذكر همك، قال: " وما أبرئ نفسي " ".

منكر. أخرجه الحاكم في " تاريخه " وابن مردويه والديلمي عن أنس رضي

الله عنه مرفوعا. كذا في " الدر المنثور " (4 / 23) . وقد وقفت على إسناد

الحاكم. أخرجه من طريقه الديلمي في " مسند الفردوس " (2 / 81 / 1) بسنده عن

المؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد عن ثابت عن أنس.. قلت: وهذا إسناد ضعيف علته

المؤمل هذا، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق سيء الحفظ ". وقد أورده

الذهبي في " الميزان "، وحكى أقوال الأئمة فيه، وذكر له حديثا استنكره،

وأعتقد أن هذا الحديث من مناكيره أيضا لأنه مع ضعفه قد خالف الثقات في رفعه،

فقد رواه عفان بن مسلم وزيد بن حباب فقالا: عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن

: فذكره موقوفا عليه مقطوعا. والحسن هو البصري. أخرجه ابن جرير الطبري في "

تفسيره " (6 / 145 - شاكر) .

 

(4/455)

 

 

وأخرج نحوه عن سعيد بن جبير وأبي الهذيل نحوه

موقوفا. وهذا هو الصواب: الوقف، ورفعه باطل، فإنه مخالف لسياق القصة في

القرآن الكريم، فقد ذكر الله تعالى عن الملك أنه: " قال ما خطبكن إذ راودتن

يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء. قالت امرأة العزيز الآن حصحص

الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين. ذلك ليعلم (تعني الملك) أني لم

أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين. وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة

بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ". فقوله: " وما أبرئ نفسي " هو

من تمام كلام امرأة العزيز، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، وتبعه

ابن كثير في " تفسيره " فراجعه إن شئت.

1992 - " إن مريم سألت الله عز وجل أن يطعمها لحما ليس فيه دم، فأطعمها الجراد ".

ضعيف.

رواه العقيلي في " الضعفاء " (435) وتمام في " الفوائد " (98 / 1) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (89 / 2) وابن عساكر (19 / 267 / 2) عن حفص بن عمر أبي عمر المازني: حدثنا النضر بن عاصم أبو عباد

الهجيمي عن قتادة عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه

وسلم: أنه سئل عن الجراد؟ فقال: فذكره. وقال العقيلي: " النضر بن عاصم لا

يتابع عليه، ولا يعرف إلا به ". وقال الأزدي: " متروك الحديث ". قال

الذهبي: " وله إسناد آخر ".

 

(4/456)

 

 

قلت: ثم ساقه من طريق أبي الفضل بن عساكر عن

أبي عتبة الحمصي حدثنا بقية بن الوليد حدثنا نمير بن يزيد القيني عن أبيه:

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: فذكره مرفوعا، وزاد: فقلت: اللهم أعشه بغير

رضاع، وتابع بنيه بغير شياع. فقلت (القائل هو الذهبي) : يا أبا الفضل (

يعني ابن عساكر شيخه) : ما الشياع؟ قال: الصوت. قال الذهبي: " فهذا

الإسناد على ركاكة متنه أنظف من الأول، ويريبني فيه هذا الدعاء، فإنها ما

كانت لتدعوبأمر واقع، وما زال الجراد بلا رضاع ولا شياع! ". قال الحافظ:

" وهذا الإشكال غير مشكل لجواز أن يكون الجراد ما كان موجودا قبل "! قلت:

وحفص بن عمر المازني في الطريق الأول لم أعرفه، وفي الطريق الثاني أبو عتبة

الحمصي، واسمه أحمد بن الفرج قال الذهبي: " ضعفه محمد بن عوف الطائي، قال

ابن عدي: لا يحتج به هو وسط، وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، ونمير بن

يزيد القيني قال الذهبي: " قال الأزدي: ليس بشيء، قلت: تفرد عنه بقية ".

قلت: فهو مثل النضر بن عاصم، فلا أدري ما وجه قول الذهبي في السند أنه أنظف

من الإسناد الأول! والطريق الثاني أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " (1 / 103 / 2) من طريق عمرو بن عثمان عن بقية به. وعمرو هذا صدوق، وقد تابعه

عيسى بن المنذر عند الحربي في " الغريب " (5 / 106 / 1 - 2) فقد برئت من

الحديث عهدة أبي عتبة، وانحصرت الشبهة في بقية أوفي شيخه نمير، والله أعلم.

 

(4/457)

 

 

1993 - " لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة ".

ضعيف.

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (3 / 16) : أخبرنا محمد بن عبد الله

الأنصاري قال: حدثني أشعت قال: سئل الحسن: أيغسل الشهداء؟ قال: نعم،

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح

مرسل، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير أشعث، وهو ابن عبد الملك الحمراني،

وهو ثقة، لكنه مرسل، فإن الحسن هو البصري، ولكنه من أقوى المراسيل، لأن

مرسله قد احتج به كما ترى، فهو عنده صحيح قطعا، ولكن ذلك مما لا يحملنا على

اعتقاد صحته، لجهالة الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو

مقرر في علم المصطلح، لاسيما وهو معروف بالرواية عن الضعفاء والتدليس عنهم،

فقد حدث مرة بحديث حدثه به علي بن زيد بن جدعان، ثم لما حدث به لم يذكر أنه

تلقاه عن ابن جدعان! وكأنه لذلك قال الدارقطني: " مراسيله فيها ضعف ". نعم

، قد رواه مسندا معلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا

محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: " قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله

صلى الله عليه وسلم جنبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غسلته الملائكة

". أخرجه الحاكم (3 / 195) وقال: " صحيح الإسناد ". قلت: لكن رده الذهبي

بقوله: " قلت: معلى هالك ". وأورده في " الضعفاء "، وقال ": " قال

الدارقطني: كذاب ".

 

(4/458)

 

 

1994 - " ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين ".

ضعيف.

أخرجه ابن نصر في " الصلاة " (172 / 1) والبخاري في " التاريخ "

(3 / 1 / 264) وابن أبي الدنيا في " اليقين " (ق 2 / 1) والكلاباذي في "

مفتاح المعاني " (234 / 1) وابن عساكر (14 / 375 / 1) من طريق سعيد بن أبي

أيوب عن عبد الرحمن بن بزرج سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن بزرج،

فأورده ابن أبي حاتم (2 / 2 / 216) من رواية سعيد هذا وابن لهيعة عنه، ولم

يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع البخاري. وأما ابن حبان، فذكره في "

الثقات " (5 / 95) .

 

(4/459)

 

 

1995 - " اتقوا محاش النساء ".

ضعيف جدا.

الديلمي (1 / 1 / 45) عن عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا ابن

أبي فديك عن علي بن أبي علي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا. بيض له

الحافظ، وإسناده ضعيف، علي هذا وهو اللهبي المدني: " قال أحمد: له مناكير

. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء ". كذا في

" الميزان "، وساق له من مناكيره أحاديث هذا أحدها.

 

(4/459)

 

 

1996 - " أثبتكم على الصراط أشد حبا لأهل بيتي وأصحابي ".

موضوع.

الديلمي (1 / 1 / 84) من طريق أبي نعيم عن الحسين بن علان:

حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان حدثنا الحسين بن حمران. حدثنا القاسم بن بهرام عن

جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا.

 

(4/459)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، القاسم

بن بهرام قال الذهبي: " له عجائب عن ابن المنكدر، وهاه ابن حبان وغيره ".

والحسين بن حمران ومن دونه لم أعرفهم، لكن قال في " الفيض ": " وهو ضعيف،

وسببه أن فيه الحسين بن علان، قال في " اللسان " عن أصله كابن الجوزي: وضع

حديثا عن أحمد بن حماد ". قلت: ولم أجد هذا في " اللسان "، ولا في أصله "

الميزان "، ولا في " الموضوعات " لابن الجوزي. فالله أعلم. ثم وجدته في " (

الحسن بن علان) - " اللسان " (2 / 221) . ومن عجائبه - أعني المناوي - أنه

ينقل اتهام ابن علان بالوضع، ثم يقتصر على تضعيف الحديث كما رأيت، وكذا في

كتابه الآخر: " التيسير "! وللحديث طريق أخرى عن جعفر بن محمد به. وفيه

متهم عند ابن عدي (6 / 2303) وهو ابن الأشعت المتقدم تحت الحديث (1795)

ولم يتكلم المناوي عليها بشيء!

1997 - " اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة، قاطع الرحم وجار السوء ".

موضوع.

الديلمي (1 / 1 / 85) عن أحمد بن داود عن محمد بن مهدي البصري عن

أبيه عن أبان عن أنس مرفوعا. قلت: هذا إسناد موضوع، أبان - وهو ابن أبي

عياش - كذبه شعبة، وقال: " لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان ". وقال

ابن حبان: " روى عن أنس أكثر من ألف وخمسمائة حديث، ما لكبير شيء منها أصل

يرجع إليه " ومحمد بن مهدي، لم أعرفه. وأبو هـ مهدي، هو ابن هلال البصري،

كذبه يحيى بن سعيد، وقال ابن معين:

 

(4/460)

 

 

" يضع الحديث ". وأحمد بن داود إن كان

ابن عبد الغفار الحراني المصري، أوابن أخت عبد الرزاق، فكلاهما متهم بالكذب

. فالأول كذبه الدارقطني وغيره، وذكر له الذهبي من أكاذيبه أحاديث. والآخر

قال أحمد: كان من أكذب الناس.

1998 - " أحبكم إلى الله تعالى أقلكم طعما، وأخفكم بدنا ".

ضعيف.

الديلمي (1 / 1 / 86) عن حفص بن عمر الفقيه الزاهد: حدثنا أبو

بكر ابن عياش عن عباد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. قلت: وهذا إسناد

ضعيف، عباد هو ابن منصور الناجي ضعيف مدلس. وحفص بن عمر الفقيه الزاهد لم

أعرفه. وقد أبعد المناوي النجعة، فضعف الحديث بأبي بكر بن عياش، وهو ممن

احتج به البخاري! فقال: " ومن ثم رمز المؤلف لضعفه "! وهو خطأ مزدوج، فإن

الحديث لا يعل بمن احتج به البخاري، وبخاصة إذا كان شيخه ضعيفا، ولا يجوز

أن ينسب مثل هذا الإعلال إلى مثل السيوطي! ثم أفاد أنه رواه الحاكم في

" تاريخه "، ثم أخطأ مرة أخرى فأطلق العزوللحاكم في " تيسيره "، فأوهم أنه

في " مستدركه "!

 

(4/461)

 

 

1999 - " احذروا الشهرتين: الصوف والحمرة ".

موضوع.

الديلمي (1 / 1 / 21) عن محمد بن الحسين السلمي: أخبرنا الحسين

ابن أحمد الصفار حدثنا أحمد بن عيسى الوشا حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن

موسى حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

 

(4/461)

 

 

مرفوعا. بيض له الحافظ، وأحمد بن عيسى الوشا لم أعرفه، ويحتمل أن يكون هو

التستري المصري الحافظ، وهو كما قال الذهبي: " موثق "! مع كونه من رجال

الشيخين! لكن الراوي عنه الحسين بن أحمد الصفار، قال الحاكم: " كذاب لا

يشتغل به ". ومحمد بن الحسين السلمي هو أبو عبد الرحمن الصوفي. قال الذهبي:

" تكلموا فيه، وليس بعمدة. وفي القلب مما يتفرد به ". وقال الخطيب: "

قال لي محمد بن يوسف القطان: كان يضع الأحاديث للصوفية ". قلت: فأنا أخشى أن

يكون هذا من وضعه إن سلم من شيخه! قلت: مع كل هذه الآفات في إسناد هذا الحديث

، فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " وفي " الجامع الكبير " أيضا، وكان

فيه أقرب إلى الصواب لأنه قال: " وضعف "! فرده المناوي بقوله: " وفيه أحمد

بن الحسين الصفار، كذبوه ". كذا وقع فيه على القلب، ولم تتنبه له اللجنة

القائمة على " الجامع الكبير "، فنقلته عنه مقلوبا، والصواب " الحسين بن

أحمد الصفار "، كما سبق.

2000 - " ما امعرّ حاج قط ".

ضعيف. رواه الطبراني في " الأوسط " (1 / 110 / 2) عن شريك عن محمد بن

زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا، وقال: " لم يروه عن

ابن المنكدر إلا محمد بن زيد ". قلت: وهو محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ

وهو ثقة، لكن الراوي عنه شريك وهو

 

(4/462)

 

 

ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه، ولذلك أخرج له مسلم متابعة، فلا تغتر بقول من أطلق فقال: " ورجاله رجال الصحيح "، كالمنذري (2 / 114) والهيثمي (3 / 280) ومن قلدهما كالمناوي والغماري، فإنه ذكر الحديث في " كنزه "! ولم يتفرد به محمد بن زيد، فقد أخرجه ابن عساكر (5 / 327 / 2) من طريق محمد بن خالد بن عثمة: أخبرنا عبد الله بن محمد بن المنكدر عن أبيه به. وعبد الله بن محمد بن المنكدر لم أجد من ترجمه، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن أبيه، وإنما ذكر ابنيه يوسف والمنكدر فقط. وفي الطريق إليه جماعة لا يعرفون. وعلي بن أحمد بن زهير التميمي قال الذهبي: " ليس يوثق به "

__________

انتهى المجلد الرابع من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ".

ويليه بإذن الله تبارك وتعالى المجلد الخامس وأوله:

2001 - (احذروا الشهو ة الخفية. . .)

والله عز وجل هو المسؤول أن ييسر لي طبع بقية المجلدات، وهي تتم اثني عشر مجلداً، بل تزيد

" وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".

 

(4/463)

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

المقدمة

إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ".

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ".

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ".

أما بعد، فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدي هديُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكل مُحْدَثة بدعةٌ، وكل بدعة

ضلالةٌ، وكل ضلالة في النار.

وبعد، فإن بين يدي القارئ الكريم المجلدَ الخامسَ من كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيّئ في الأمة "،

 

(5/3)

 

 

نقدمه اليوم إلى قرائنا حاوياً- كما هي العادة- خمسمئة حديث رئيس بين ضعيف وما دونه، فضلاً عما يحويه التخريج والفوائد من أحاديث أخرى ضعيفة، وأحاديث صحيحة؛ سيقت لبيان البديل عن الحديث الضعيف، المترجَم، أو لدعم فكرة عولجت، أو ما شابه ذلك مما يضطرنا إليه التخريجُ والبحثُ والتحقيقُ، بالإضافة إلى بعض الآثار عن السلف؛ نوردها للاستئناس بها حيناً، ولغير ذلك أحياناً أخرى.

ثم إن هذا المجلد قد حوى الكثير من الأحاديث الضعيفة التي يوجد في السنة الصحيحة ما يغني عنها، وإنما خُرِّجت هنا لزيادةٍ منكرة في بعضها، أو نكارة في ألفاظها كلاً أو جزءاً، أو مخالفةِ بعضها للأحاديث الصحيحة، أو أنها تحمل في طواياها تشريعاً مُحْدثاً لا أصل له في الشريعة.. إلى غير ذلك من المخالفات التي يلحظها المتأمل في فقهها ودلالتها، ويحسبها الجاهلُ أو الغافلُ من الأحاديث الصحيحة، بل إن بعضها قد يلهج بها من يظنه بعضُ الناسِ أنه من كبار الدعاة إلى الإسلام كالحديث (2176) كما يأتي. ويمكنك أخي القارئ تتبّع أمثلة من هذا في الأحاديث ذوات الأرقام (2013 و 2016 و 2017 و 2030 و 2042 2412 و 2173 و 2766 و 2305 و 2322) وغيرها كثير وكثير جداً.

هذا، وقد تضمن الكتاب- بفضل الله- الكثير من الأبحاث والتحقيقات الحديثية والفقهية- وقد أُشيرَ إلى بعضها في هذه المقدمة-، وبعض الردود العلمية، والفوائد الكثيرة التي يجدها القارئ مبثوثة في طياته، ويمكن الاستعانة على تتبعها بواسطة فهرس المواضيع والفوائد.

 

(5/4)

 

 

فمن الأبحاث الحديثية الهامة ما جاء في تخريج الحديث (2112- اختن إبراهيم وهو ابن عشرين ومئة ... ) من بيان أن قاعدةَ تقوية الحديث بكثرة طرقه ليست على إطلاقها، وأنه لا يستطيع ة تطبيقها إلاَ أهل المعرفة المتمكَنين في هذا العلم، وهذا الحديث أوضح مثال على ذلك -لبيان فهم هذه القاعدة. ومن هذا القبيل أيضاً الحديث (2328- إن الجنة تشتاق إلى أربعة..) .

ومن الأبحاث الفقهية ما جاء تحت الحديثين (2107 و 2355) من بيان أن السنةَ التي جرى عليها عملُ السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين إعفاءُ اللحية إلا ما زاد على القبضة؛ فيُقصَ، وتأييد ذلك بنصوص عزيزة عن بعض السلف، وبيان أن إعفاءها مطلقاً هو من قبيل ما سماه الإمام الشاطبي بـ (البدع الإضافية) .

ومنها أيضاً ما جاء تحت الحديث (2176- لهم ما لنا، وعليهم ما علينا) من بيان مخالفةِ هذا الحديثِ للنصوصِ القطعية من قرآنٍ وسنةٍ صحيحة، ومع هذا فهو منتشر بين خاصة المسلمين، فضلاً عن عامَتهم، وكأنه تشريع صحيح، وبيان أنه صحَ فيمن أسلم من المشركين! فما بال كثير من الكتاب والدعاة الإسلاميين اليوم يشيعونه بين الشباب المسلم، ويتوسعون في تطبيقه توسعاً فاقَ التزامَهم بالكثير مما هو صحيح صريح؟!

لعمر الله! إن في هذا مصداقَ ما عَنْوَنَا به كتابنا هذا: " الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة "، فهذا من الأسباب التي تحملني على بيأنها، ونشرِ الوعي والمعرفةِ بها، ومثلُ هذا الحديث في أثره السيَئ في الأمة ما لا يُعد ولا يُحصى؛ كما لا يخفى، فإن بإمكان

 

(5/5)

 

 

الكثيرين أن يلمسوا هذا الأثر في حياتهم العامة والخاصة، ويعُوا مبلغَ تأثيرِ انتشارِ الأحاديثِ الضعيفةِ والموضوعةِ والعملِ بها، والله المستعان!

ومن الردودِ العلميةِ في هذا المجلد، ما يجدهُ القارىءُ تحت الأحاديث (2017 و 2150 و 2209 و،2234.. وغيرها) ، وهي تدورُ حولَ الردِّ على من صحح حديثَ نهي الرجال عن تعليم النساء الكتابةَ كالهيثمي والشوكاني والكتاني! والردَ على الدكتور القلعجي، وبيان ما وقع له من الخبط والخلط في تصحيح حديث في فضل (ابن سمية) ، والرد على الغماري في إيراده الأحاديث الضعيفة في " كنزه "!

ويجد في طياته الكثير من التحقيقات حول تراجم بعض الرجال بشكل مبسط تحت الأحاديث (2039 و 2145 و 2151 و 2164 و 2175 و 2499 و ... غيرها) ، هذا فضلاً عن التراجم المعتادة التي لا بد منها.

وللأسف! فإنك تجد في هذا المجلد الكثير من الأحاديث الموضوعة والموقوفة مما أودعه السيوطي رحمه الله في " جامعه "، وهو خلاف شرطه!

أمثال الأحاديث (2006 و 2010 و 2165 و 2192 و ... ) وغيرها كثير، وكذلك تجد العديد من الأحاديث صححها الحاكم، ووافقه الذهبي في بعضها! وفي كثير منها خالفه؛ فأصاب.

هذا وإن مما قد يحسن الإشارة إليه أن هذا المجلد حوى تخريج العديد من الأحاديث من مصادرَ عزيزة مخطوطة أمثال الأحاديث (2034

و2040 و 2059 و 2071 و 2077 و ... غيرهًا) .

وكذلك مما يحسن التنبيه إليه أنه سيمر بالقراء الكرام العزو مني كثيراً إلى " ضعيف أبي داود " بالأرقام، وربما إلى قسيمه " صحيح أبي داود "

 

(5/6)

 

 

أيضاً، فينبغي الانتباه أن المقصود بكل منهما هو أمّ " الضعيف " و " الصحيح " الذي في كل منهما بسط الكلام على أسانيدهما ورجالهما، وليس المطبوع منهما باسم " صحيح أبي داود " وضعيف أبي داود " اللذين ليس فيهما إلا الإشارة إلى مرتبتهما فقط من صحة أو ضعف، وليكن هذا قاعدة مضطردة في كل عزو يُرَدُّ إليهما في شيء من كتبي.

ومن الجدير بالذكر أخيراً أن أقول: إنه وبعد مضي السنوات الطويلة على دعوتنا إلى وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة، وإلى مبدأ (التصفية) بصورة خاصة، تصفية الإسلام من البدع والمنكرات والأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ التي حجبت نور الإسلام بعض الوقت، وبددتْ جهود

المسلمين في سُبُل عاقت مسيرتهم وتقدمهم، وجلِ الله القائل: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون "، والتي كان من وسائل تحقيق تلك الدعوة نشر " السلسلتين ": " الصحيحة " و " الضعيفة "؛ نجد أننا بدأنا نلمس انتشار الوعي بين عامة المسلمين، فضلاً عن خاصتهم، وذلك ببزوغ نزعة التحري والتثبت فيما إذا كان الحديث الذي يسمعونه أو يقرؤونه صحيحاً أم ضعيفاً، وما ذلك في ظني إلا بدايات إثمار البذور والغراس التي بذرناها وغرسناها منذ نحو نصف قرن من الزمان، ولازلنا- بحمد الله وفضله- مستمرين على هذا، مؤكدين دوماً وجوبَ الأخذ بما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك كل ما هو غير صحيح؛ مع لزوم معرفته

خشية اعتباره ديناً، فإن معرفة الصحيح من الضعيف سِكَّتان متوازيتان على خط واحد، لا تلتقيان؛ نعرف الصحيح ونلتزمه وندعو إليه، ونعرف

 

(5/7)

 

 

الضعيف فنحذره ونحذّر منه، ولله درّ حذيفة رضي الله عنه حيث قال:

كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، ورحم الله القائل:

عرفت الشر لا الشر *** لكن لتوقّيه

ومن لا يعرف الخير *** من الشر يقع فيه

أقول: هذه الصحوة، والحمد لله أصبحت ظاهرة تلمسها وتسمع عنها، فكثير من الكتّاب والمدرسين والخطباء تجدهم يعْنَون بهذا الأمر، ويحرصون على التزام ما صح من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدر إمكاهم، ناهيك عن ظهور العديد من طلاب العلم الذين أخذوا تخصصون في هذا العلم، والذين نرجو لهم الثبات والفلاح، والإخلاص في طلبهم العلم لله، ومع هذا فإن في الساحة مع الأسف بوادرَ سيئةً جداً من تسلط الكثير من الشباب على هذا العلم؛ للشهرة أو المال، وساعدهم على ذلك بعض الطابعين أو الناشرين الذين لا هَمّ لهم إلا تكثير مطبوعاتهم، وإملاء جيوبهم، ولعلي تعرّضت لهم في بعض ما كتبتُ. واَخر ما وقفتُ عليه من ذلك ما قام بطبعه ثلاثةٌ من دور النشر! بتعليق ثلاثةٍ من المحققين

- زعموا- لكتاب " الترغيب " للحافظ المنذري في أربع مجلدات كبار، كل مجلد في أكثر من سبعمئة صفحة! أتيح لي الاطلاع على كتاب الحج منه في المجلد الثاني، فأنا ذاكر للقراء الكرام بعض النماذج التي تيسر لي نقدها، وتبين أنهم مع الأسف من أولئك الشباب!

1- قالوا (ص 154) شارحين: " بجَمْع: بعرفات "! والطلاب الصغار يعرفون أن (جَمْع) : مزدلفة. (انظر " الضعيفة " 6613) .

 

(5/8)

 

 

2- (ص 115) ضعّفوا الحديث (1663) مع نقلهم عن الهيثمي أنه قال: " ورجاله رجال الصحيح "، وكذا قال المنذري، ولم يبينوا سبب التضعيف، وقد أصابوا- وكان ذلك منهم رمية من غير رام- لأنهم لا يرجعون إلى الأصول ودراسة الأسانيد، والحكم عليها بما تقتضيه القواعد العلمية لجهلهم بها، يدلك على ذلك أنهم (ص 150) حسنوا الحديث (1726) ، وقد أخطأوا مع نقلهم عن الهيثمي أنه قال أيضاً: " ورجاله

رجال الصحيح "! ويرون أمامهم قول المنذري: " رواه الطبراني بإسناد صحيح "! فما هو السبب في اختلاف موقفهم تجاه توثيق هذين الحافظين؟! نحن لا نُلزمُهم بالتقليد إن كانوا من أهل العلم والاجتهاد في هذا المجال، لكن عليهم على الأقل أن يبينوا سبب المخالفة هنا وهناك؛ وعبارتهما واحدة، أو أن يقلدوا ولا يجتهدوا، وهم بعد لما يتحصرموا!

لأنهم في كثير مما حسّنوا أخطاؤا، فانظر مثلاً الحديث الآتي (2004) ، فقد حسنوه وفيه مجهول!

3- لقد حسنوا بالشواهد- زعموا- الحديث المنكر: " غبار الدينة شفاء من الجذام "، وليس له إلا إسنادان مرسلان واهيان جداً مع اختلافهما في المتن، وقد بينت ذلك مفصلاً في " الضعيفة " برقم (3957) ، فهم مثال صالح جديد لما نبهت عليه آنفاً: أن قاعدة تقوية الحديث بكثرة الطرق ليست على إطلاقها، وأنه لا يُحْسِن تطبيقها إلا.. المتمكنون في هذا العلم. والله المستعان.

4- وعلى العكس من ذلك، فهم يضعّفون الأحاديث الصحيحة

 

(5/9)

 

 

لجهلهم بالقواعد العلمية وتطبيقها، وبأقوال العلماء المرضية وفهمها، وقصر باعهم بتتبع الطرق والشواهد والحكم عليها، ومن الأمثلة على ذلك الحديث الخرج في " الصحيحة " (3333) ، والكلام عليهم طويل الذيل جداً، وبما ذكرت من الأمثلة تحصل العبرة والذكرى لمن أراد أن يتذكر.

يضاف إلى ذلك أننا لا نزال مع الأسف نجد الكثيرين، ولا سيما خطباء المساجد، يسوقون أحاديث ضعيفة، ويستدلون بها، ويبنون عليها أحكاماً شرعية! غير آبهين ولا عابئين بمسؤولية هذا الأمر عليهم أمام ربهم، وأمام من ينصت إليهم، بل ربما يظنون أنهم يحسنون صنعاً! وإني لأعجب أشد العجب من الخطباء بصورة خاصة؛ كيف يعدّ أحدهم خطبة صلاة الجمعة، ولا يستحضر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كَذَبَ عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعدَه من النار "، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إن كَذِباً عليّ ليسَ ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذبَ عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار ".

فنقول لهؤلاء: هذا قولٌ صحيحٌ صريحٌ في التحذيرِ من التحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد التثبت، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ومما ينبغي أن يعلم أن الحديث المذكور ة " من كذب علي متعمداً ... " قد ورد مخرجاً في هذا المجلد، برقم (2030) ، لكن بزيادة: " ليضل به الناس "، وبينت هناك أنها زيادةٌ مستغربةٌ، وإسنادها ضعيف؛ في بحثٍ يحسُن الرجوع إليه.

 

(5/10)

 

 

وبهذه المناسبة وعلى سبيل العبرة، أذكر ما سمعته نهار أمس (30 رجب سنة 1416) من خطيب المسجد، وهو يحثّ الناسَ على التعاون، وقضاء حاجة المسلم، ويقرأ لهم من ورقتين أحاديثَ كتبها، أو كُتِبتْ له، وأكثرُها ضعيف لا يصحّ، وكان يعلق على بعضها من ذاكرته، ويرفع بذلك صوتَه، فذكر جملةً متداولة اليوم؛ وهي: " الدين المعاملة "، فكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونسبها إليه أكثر من مرة، بل إنه زاد في الطين بلة، فزعم أنها من مفاخر الإسلام، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حصر الإسلام في كلمتين فقط: " الدين المعاملة "! ولعله لجهله اشتبه عليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " الدين النصيحة "! ولا أصل لذلك، ولا في الأحاديث الموضوعة! والله المستعان.

ولا يفوتني أن أذكّر بما يأتي:

طال ما أقول مذكراً إخواني: إن العلم لا يقبل الجمود، أكرر ذلك في مجالسي ومحاضراتي، وفي تضاعيف بعض مؤلفاتي (1) ، وذلك مما يوجب على المسلم أن يتراجع عن خطئه عند ظهوره، وأن لا يجمد عليه، أسوة بالأئمة الذين كان للواحد منهم في بعض الرواة أكثر من قول واحد توثيقاً وتجريحاً، وفي المسألة الفقهية الواحدة أقوال عديدة، وكل ذلك معروف عند العلماء. من أجل ذلك فإنه لا يصعب علي أن أتراجع عن الخطأ إذا تبين لي، و " ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُون ". ولذلك فإني أقول:

__________

(1) انظر مقدمة الطبعة الجديدة للمجلد الأول من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ومقدمة المجلد السادس من " سلسلة الأحاديث الصحيحة ".

 

(5/11)

 

 

سيجد القراء الكرام أني نقلت إلى هذا المجلد من " السلسلة الصحيحة " الحديثين (2303- تكون إبل للشياطين..) و (2304- إن الله يبغض كل جعظري جوَّاظ ... ) ، وقد كانا فيها برقم (93) و (195) . وقد جعلتهما هنا لعلة مبينة في التخريج الآتي.

أقول هذا أداء للأمانة، ونصحاً للأمة، وبياناً لمن ألقى السمع، غير اَبه لتقول المتقوِّلين، وافتراء المفترين، أمثال من عدا علينا، وغمطنا حقنا، ولولا خشية الإطالة والإملال لبينت هذا ببعض البيان، لكن فيما عزوتُ إليه في الهامش آنفاً غُنية وكفاية.

وختاماً أقول ... لعنك أخي القارئ تعود إلى قراءة مقدمة الطبعة الأولى من المجلد الأول من هذه السلسلة، بما فيه (تمهيد في الأحاديث الضعيفة والموضوعة) ، ومقدمة المجلد الثاني منها أيضاً؛ لاستكمال الفائدة من هذا الكتاب وغيره مما هو في موضوعه، سائلاً المولى سبحأنه وتعالى أن يتقبل مني خدمتي لحديث نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأن يجعله خالصاً لوجهه، وأن يدخر لي أجره ليوم القيامة " يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم ".

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

عمان- منتصف الأحد 2 شعبان سنة (1416)

محمد ناصر الدين الألباني

 

(5/12)

 

 

2001 - " احذروا الشهو ة الخفية: الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/21) عن الفضل بن عبد الله اليشكري: حدثنا مالك بن سليمان

: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن محمد بن عجلان عن أبي صالح مولى

التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الحافظ في " مختصره ":

" قلت: ابن أبي يحيى ضعيف، و".

كذا نقلته عن خطه، لم يذكر المعطوف على ابن أبي يحيى، ولعله أراد أبا صالح

مولى التوأمة، فإنه ضعيف أيضا، لكن ابن أبي يحيى أضعف منه، فإنه متهم بالكذب.

أومالك بن سليمان، وهو الهروي؛ قال العقيلي والسليماني:

" فيه نظر ".

وضعفه الدارقطني.

والفضل بن عبد الله اليشكري شر منه. قال ابن حبان:

" يروي عن مالك بن سليمان وغيره العجائب.

لا يجوز الاحتجاج به بحال ".

 

(5/13)

 

 

2002 - " مثل بلال كمثل نحلة غدت تأكل من الحلووالمر، ثم هو حلوكله ".

ضعيف

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/147/181 - مكتبة

 

(5/13)

 

 

المعارف) ، ومن

طريقه ابن عساكر (3/233/1 و10/333 - طبع المجمع) عن عبد الله بن سليمان عن

دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم عن ابن حجيرة عن أبي هريرة رفعه.

قلت: وهذا سند ضعيف من أجل أبي السمح، فإنه صاحب مناكير، وبخاصة في روايته

عن أبي الهيثم.

وعبد الله بن سليمان - وهو الحميري - قال الحافظ:

" صدوق يخطىء ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الحكيم عن أبي هريرة. وقال

المناوي:

" ورواه عنه الطبراني باللفظ المزبور، فلوعزاه إليه كان أولى. قال الهيثمي

: وإسناده حسن اهـ. فعدول المصنف للحكيم واقتصاره عليه من ضيق العطن. وقد

ذكر المصنف عن ابن الصلاح والنووي أن الكتب المبوبة أولى بالعزوإليها

والركون لما فيها من المسانيد وغيرها، لأن المصنف على الأبو اب إنما يورد أصح

ما فيه، فيصلح الاحتجاج به ".

أقول: ليس هذا بمضطرد، فكم من أحاديث ضعيفة في الكتب المبوبة، يعلم ذلك كل

من مارس فن التخريج والتحقيق، وهذا منه.

والحديث في " مجمع الزوائد " (9/300) برواية " الأوسط "، وحسنه كما تقدم!

 

(5/14)

 

 

2003 - " من لم يدرك الغزومعي؛ فليغز في البحر، فإن غزوة البحر أفضل من غزوتين في البر، وإن شهيد البحر له أجر شهيدي البر، إن أفضل الشهداء عند الله أصحاب الوكوف، قالوا: وما أصحاب الوكوف؟ قال: قوم تكفأ بهم مراكبهم في سبيل الله ".

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة (5/314 - 315) : نا وكيع عن سعيد بن عبد العزيز، عن

علقمة بن شهاب مرسلا.

وكذا رواه ابن المبارك " في الجهاد " (196) ، ومن طريقه ابن عساكر (

11/400/1) عن سعيد به.

وسعيد هذا سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، ووثقه ابن حبان (5/212) .

وأخرجه عبد الرزاق (5/286) من طريق آخر عن علقمة مرفوعا نحوه، وفيه

عبد القدوس بن حبيب الكلاعي، وهو متهم.

وقد وصله بعض الضعفاء، فجعله من مسند واثلة بن الأسقع.

أخرجه ابن عساكر من طريق الطبراني، وهذا في " الأوسط " (2/227/2/8517

و9/161/8348 - ط) عن عمروبن الحصين: نا محمد بن عبد الله بن علاثة عن سعيد

بن عبد العزيز عن علقمة بن شهاب عن واثلة بن الأسقع مرفوعا مختصرا، دون قوله:

" فإن غزوة البحر ... ".

قال الطبراني:

 

(5/15)

 

 

" تفرد به عمروبن الحصين ".

قلت: وهو كذاب كما قال الخطيب، واتهمه غيره. وتساهل الهيثمي فقال في "

المجمع " (5/281) ، وتبعه المناوي:

" وهو ضعيف "!

أشار لضعف الحديث المنذري في " الترغيب " (2/281) .

2004 - " الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدوفصدق الله فقتل، فذلك

الذي ينظر الناس إليه هكذا: ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوة رسول الله صلى الله

عليه وسلم، أوقلنسوة عمر. والثاني رجل مؤمن لقي العدو، فكأنما يضرب ظهره

بشوك الطلح، جاءه سهم غرب، فقتله، فذاك في الدرجة الثانية. والثالث رجل

مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو، فصدق الله عز وجل حتى قتل، قال

: فذاك في الدرجة الثالثة. والرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا،

لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة ".

ضعيف

رواه الترمذي (3/8 - 9 - تحفة) وحسنه، وأحمد (رقم 146 و150) ، وأبو

يعلى (1/216 - 217/252) من طريق ابن لهيعة: سمعت عطاء بن دينار عن أبي يزيد

الخولاني أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت عمر بن الخطاب أنه سمع

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو يزيد الخولاني مجهول كما قال الحافظ في " التقريب

" تبعا للذهبي، حيث قال في " الميزان ": " لا يعرف ".

 

(5/16)

 

 

قلت: وابن لهيعة ضعيف أيضا، لكن رواه الحربي في " غريب الحديث " (5/114/2)

، وكذا البيهقي في " شعب الإيمان " (4/29/4262) من طريق ابن المبارك عن

عبد الله بن عقبة عن عطاء بن دينار به.

وابن عقبة هو عبد الله بن لهيعة نسب في هذه الرواية لجده.

وقال ابن كثير في " مسند الفاروق " (2/465 - 466) بعد أن ساق إسناد أحمد:

" وهكذا رواه علي بن المديني عن أبي داود الطيالسي عن ابن المبارك عن ابن

لهيعة به، وقال: هذا حديث مصري، وهو صالح "! !

وابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة، ومنهم عبد الله بن

المبارك، وهذا من روايته كما ترى، فعلة الحديث أبو يزيد الخولاني لجهالته،

فتحسين الشيخ أحمد شاكر لهذا الحديث تبعا للترمذي غير حسن، بل هو من تساهله،

لا سيما وقد اعترف بجهالة الخولاني هذا!

وأما تحسين المعلقين الثلاثة على الطبعة الجديدة لكتاب " الترغيب " (2/297)

فمما لا يلتفت إليه، لأنهم مجرد نقلة، بل إنهم لا يحسنون النقل عن العلماء

ولا الفهم عنهم، والكلام فيهم طويل الذيل، فانظر المقدمة.

2005 - " كفر بالله العظيم جل وعز عشرة من هذه الأمة: الغال، والساحر، والديوث،

وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ومات

ولم يحج، والساعي في الفتن، وبائع السلاح أهل الحرب، ومن نكح ذات محرم

منه ".

موضوع

رواه ابن عساكر (15/143/1) عن محمد بن خالد الدمشقي:

 

(5/17)

 

 

حدثنا مطر بن العلاء عن

حنظلة بن أبي سفيان عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعا.

أورده في ترجمة محمد بن خالد هذا، وذكر أنه الفزاري قرابة مطر بن العلاء،

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وفي طبقته من " الميزان " و" لسانه ":

" محمد بن خالد الدمشقي عن الوليد بن مسلم؛ قال أبو حاتم: كان يكذب ".

فالظاهر أنه هذا.

وشيخه مطر بن العلاء ترجمه ابن عساكر (16/295/2) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا

تعديلا، غير أنه روى عن أبي حاتم أنه قال فيه: " شيخ ".

والحديث أورده السيوطي من رواية ابن عساكر هذه، وتبعه المناوي في " الفيض "

بقوله:

" وظاهر صنيع المؤلف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر، مع أن الديلمي أخرجه

باللفظ المزبور عن البراء المذكور من هذا الوجه ".

ولم يتكلم عليه بشيء؛ تضعيفا أوتصحيحا، وكذلك فعل في " التيسير "!

2006 - " سموا أسقاطكم، فإنهم من أفراطكم ".

موضوع

رواه أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي العباس طاهر التميمي "، وابن عساكر (

12/249/2) عن هشام بن عمار قال: نا البختري بن عبيد: - قال هشام: " وذهبنا

إليه إلى (القلمون) - في موضع يقال له: (الأفاعي) " - قال: نا أبي: قال

: نا أبو هريرة مرفوعا.

قلت: والبختري هذا متهم. قال أبو نعيم والحاكم والنقاش:

 

(5/18)

 

 

" روى عن أبيه عن أبي هريرة موضوعات ".

وقال ابن حبان:

" ضعيف ذاهب لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، وليس بعدل، فقد روى عن أبيه عن

أبي هريرة نسخة فيها عجائب " كما في " التهذيب "، وهو في كتاب ابن حبان (

1/203) نحوه. وقال الأزدي:

" كذاب ساقط ".

وفي " المغني " و" التقريب ":

" متروك ".

قلت: ومع هذا كله، أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر

وحده! وبيض لإسناده المناوي، فلم يتكلم عليه بشيء!

وقد خفي هذا الحديث على ابن الملقن، فقال في " العقيقة " من كتابه الكبير "

البدر المنير ":

" غريب " كما في " خلاصته " (2/391/2711) ، ويعني أنه لا يعلم من رواه كما

نص عليه في المقدمة (1/4) . وتبعه على ذلك الحافظ ابن حجر، فقال في "

التلخيص " (4/147) :

" لم أره هكذا ".

ثم ذكر أحاديث ليس فيها الأمر بالتسمية، لا يصح أكثرها، منها حديث:

" إذا استهل الصبي صارخا سمي، وصلي عليه ... " الحديث. وهو مخرج في "

الإرواء " (6/147) تحت الحديث (1707) .

فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

 

(5/19)

 

 

2007 - " الغدووالرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله ".

موضوع

رواه الطبراني في " الكبير " (8/208/7739) ، وعنه ابن عساكر (5/64/2) : نا

الحسين التستري: نا الحسين بن أبي السري العسقلاني: حدثنا محمد بن شعيب:

حدثنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

أورده ابن عساكر في ترجمة العسقلاني هذا، وهو الحسين بن المتوكل، وروى عن

أخيه محمد بن أبي السري أنه قال:

" لا تكتبوا عن أخي، فإنه كذاب ". يعني الحسين بن أبي السري، وعن أبي عروبة

أنه قال:

" هو خال أمي، وهو كذاب ".

قلت: فهو علة الحديث، وقد ذهل عنها الهيثمي، فأعله بما ليس بعلة، فقال (

2/29) :

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه القاسم بن عبد الرحمن، وفيه اختلاف "!

وأقره المناوي، فلم يعله بغير القاسم! وسبقهما إلى ذلك المنذري (1/129) !

ثم أخرجه ابن عساكر (18/25/1) عن ابن أبي السري: نا الوليد بن مسلم عن يحيى

ابن الحارث به.

وقد رواه إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بإسناده..

فذكر حديثا غير هذا مرفوعا. ثم عقبه بقوله:

" وقال أبو أمامة: الغدووالرواح ... "، فذكره موقوفا عليه، وهو الصواب.

وإسناده حسن.

 

(5/20)

 

 

2008 - " إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه، وأمله خلفه، فلما أصاب

الذنب، جعل الله أمله بين عينيه، وأجله خلفه، فلا يزال يأمل حتى يموت ".

منكر

رواه ابن عساكر (2/324/2) عن جماعة، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن علي بن

حامد الشاشي الفقيه - نزيل هراة قدم مرو-: نا أبو الفضل منصور بن نصر بن

عبد الرحيم بن مت الكاغدي: أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي: نا

عيسى بن أحمد: نا النضر بن شميل: أنا عوف عن الحسن قال: بلغني أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون؛ أبو سعيد الشاشي فمن فوقه، أما

الكاغدي وأبو بكر الشاشي، فلم أعرف حالهما، والأول قال فيه ابن العماد في "

الشذرات ":

" مسند ما وراء النهر ".

وأما الشاشي؛ ففقيه شافعي مشهور، له ترجمة في " الشذرات " (3/375) .

والحديث رفعه منكر عندي فقد رواه الإمام أحمد في " الزهد " (ص 48) ، وابن

عساكر من طرق عن الحسن، قال: فذكره موقوفا عليه، وهو الأشبه، ولعله من

الإسرائيليات.

وأورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه، وبيض له

المناوي فلم يتكلم عليه بشيء!

 

(5/21)

 

 

2009 - " إن إبليس ليضع عرشه على البحر دونه الحجب، يتشبه بالله عز وجل، ثم يبث

جنوده، فيقول: من لفلان الآدمي؟ فيقوم اثنان، فيقول: قد أجلتكما سنة، فإن

أغويتماه وضعت عنكم التعب، وإلا صلبتكما ".

ضعيف

رواه أبو نعيم في " الحلية " (2/28 - 29) ، وابن عساكر (8/65/2) عن يحيى

ابن طلحة اليربوعي: حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد - يعني الكندي - عن عبادة

ابن نسي عن أبي ريحانة مرفوعا.

قال: فكان يقال لأبي ريحانة: لقد صلب فيك كثيرا!

قلت: وهذا سند ضعيف. يحيى بن طلحة لين الحديث كما في " التقريب ".

وحميد الكندي؛ لا يعرف إلا برواية أبي بكر بن عياش عنه.

كذلك أورده ابن أبي حاتم (1/2/232) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأما

ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات " (6/192) بهذه الرواية أيضا!

والحديث قال في " المجمع " (1/114) :

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي، ضعفه النسائي،

وذكره ابن حبان في (الثقات) (1) ".

__________

(1) ج9/262، وقال: " كان يغرب ". وخلط بينه وبين يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي - الثقة - محقق " الإحسان "، فجعلهما في فهرسه (ص 268) واحدا! وفرق بينهما في التخريج، وهو الصواب. اهـ.

 

(5/22)

 

 

(تنبيه) : أبو ريحانة اسمه (شمعون) بالشين المعجمة، وقيل بالمهملة، ولم

أره في النسخة المطبوعة من " المعجم الكبير "، ولا في " الأسماء والكنى ".

والله سبحانه وتعالى أعلم.

2010 - " ما أنعم الله تعالى على عبد من نعمة، فقال: الحمد لله؛ إلا وقد أدى شكرها

، فإن قالها الثانية؛ جدد الله له ثوابها، فإن قالها الثالثة؛ غفر الله له

ذنوبه ".

موضوع

أخرجه الحاكم (1/507 - 508) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (4/98/4402) ،

والديلمي (4/30) من طريق أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس: حدثنا محمد بن أبي

حميد عن جابر رضي الله عنه مرفوعا، وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ".

ورده الذهبي بقوله:

" قلت: ليس بصحيح؛ قال أبو زرعة: عبد الرحمن بن قيس كذاب ".

وقال في ترجمته من " الميزان ":

" كذبه ابن مهدي وأبو زرعة، وقال البخاري: ذهب حديثه، وقال أحمد: لم يكن

بشيء، وخرج له الحاكم في " المستدرك " حديثا منكرا، وصححه ".

ثم ساق هذا الحديث.

والحديث رمز له في " الجامع الصغير " بالصحة، وكأنه تبع في ذلك الحاكم،

وقد أخطأ. أقول هذا مع الشك في كون هذه الرموز من السيوطي نفسه كما تراه

مبينا في مقدمتي له " صحيح الجامع الصغير " و" ضعيف الجامع الصغير ".

 

(5/23)

 

 

وقال المنذري في " الترغيب " (2/251) متعقبا له:

" في إسناده عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني؛ واهي الحديث، وهذا

الحديث مما أنكر عليه ".

2011 - " ما أنعم الله على عبد نعمة، فحمد الله عليها؛ إلا كان ذلك أفضل من تلك

النعمة وإن عظمت ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الكبير " (7794) من طريقين عن سويد بن عبد العزيز عن ثابت

ابن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وسويد بن عبد العزيز متروك. وكذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (

10/95) .

وقال المنذري:

" رواه الطبراني، وفيه نكارة ".

قلت: لكنه قد روي بإسناد آخر خير من هذا نحوه، دون قوله: " وإن عظمت "،

ولفظه:

" ما أنعم الله على عبد نعمة، فقال: الحمد لله، إلا كان الذي أعطاه أفضل مما

أخذ ".

أخرجه ابن ماجه (2/422) ، وابن السني (رقم 350) ، والخرائطي في " فضيلة

الشكر " (1/2) ، والضياء (ق 130/2) من طريق أبي عاصم عن شبيب بن بشر، عن

أنس مرفوعا.

ولفظ الخرائطي: " إلا كان الحمد أكثر من النعمة ".

 

(5/24)

 

 

وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى.

أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، ثقة من رجال الستة، وشبيب بن بشر:

صدوق يخطىء كما في " التقريب ".

وفي " زوائد ابن ماجه ":

" إسناده حسن. شبيب بن بشر مختلف فيه ".

2012 - " ما أنعم الله على عبد نعمة في مال، أوأهل، أوولد، فقال: ما شاء الله،

لا قوة إلا بالله، فيرى فيها آفة دون الموت، وقرأ: " ولولا إذ دخلت جنتك

قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ".

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في " الشكر " (رقم 1) ، ومن طريقه البيهقي في " الشعب

" (4/124) ، والطبراني في " الصغير " (ص 122) ، وفي " الأوسط " (

1/257/1/4421 - بترقيمي) ، وابن السني (رقم 351) ، والبيهقي في " الأسماء

والصفات " (ص 161) ، والخطيب في " التاريخ " (3/199) من طريق عمر بن يونس

اليمامي: حدثنا عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس مرفوعا.

وليس عند ابن السني قوله: " ثم قرأ.. إلخ ".

وكذلك أورده السيوطي في " الجامع "، وقال:

" رواه أبو يعلى، والبيهقي في (الشعب) "، ثم رمز له بالضعف.

وقال الطبراني في " الصغير ":

" لا يروى إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو إسناد ضعيف. قال الأزدي:

 

(5/25)

 

 

" عيسى بن عون عن عبد الملك لا يصح حديثهما عن أنس ".

وقال في " المجمع " (10/140) :

" وفيه عبد الملك بن زرارة، وهو ضعيف ".

وبالراويين أعله المناوي في " فيض القدير "، ولذلك جزم بضعف إسناده في "

التيسير ".

وزاد ابن أبي الدنيا وغيره بينهما (حفص بن الفرافصة) ، وهو مجهول؛ وإن

وثقه ابن حبان (6/195) .

2013 - " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون،

فإن خرج الدجال، عصم منه ".

ضعيف جدا

أخرجه الضياء في " المختارة " (1/155) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب

المخرمي: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي: حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد

ابن خالد عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا به. وقال:

" عبد الله بن مصعب لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما ".

قلت: وكذلك لم يذكره ابن حبان في " ثقاته "، مع احتوائه لمئات الرواة

المجهولين الذين لا ذكر لهم في الكتب الأخرى! وقد ذكره المزي في شيوخ (سعيد

ابن محمد الجرمي) .

لكن إبراهيم المخرمي هذا؛ قال الدارقطني:

" ليس بثقة، حدث عن الثقات بأحاديث باطلة ".

 

(5/26)

 

 

قلت: فمثله لا يليق أن يكون من رجال " الأحاديث المختارة "! ولذلك فإني أقول:

لم يحسن الشيخ المعلق على مطبوعة " المختارة " (2/50) بسكوته عنه؛ لما فيه

من إيهامه سلامة السند من العلة القادحة.

وقد صح الحديث من طريق أخرى عن أبي سعيد نحوه دون ذكر " ثمانية أيام ". وهو

مخرج في المجلد السادس من " الصحيحة " (رقم 2651) ، وهو تحت الطبع. وسيخرج

قبل هذا إن شاء الله تعالى.

2014 - " من قرأ آية الكرسي، لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى ".

موضوع

أخرجه الخطيب (6/174) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفهري: حدثنا عبد الله

ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو: قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم.

وهذا إسناد ضعيف جدا، بل هو موضوع، وعلته محمد بن كثير هذا، فإنه متروك

كما قال الحافظ في " التقريب ".

وقال ابن عدي:

" روى أباطيل والبلاء منه ".

وشيخه ابن لهيعة سيىء الحفظ، لكن البلاء من الراوي عنه.

 

(5/27)

 

 

2015 - " ما أذن الله عز وجل في شيء أفضل من ركعتين أوأكثر، والبر يتناثر فوق رأس العبد ما كان في صلاة، وما تقرب عبد إلى الله عز وجل بأفضل مما خرج منه يعني القرآن ".

 

(5/27)

 

 

ضعيف. رواه الطبراني (1614) عن أبي بكر بن عياش عن ليث عن عيسى عن زيد ابن أرطاة عن

جبير بن نفير (1) مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف مرسل بينته في " المشكاة " (1332) ، ثم توسعت في ذلك

وفي تخريجه فيما تقدم برقم (1957) .

2016 - " سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: المستهترون في

ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافا ".

منكر جدا بهذا التمام

رواه الترمذي (2/279) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (1/390/506) عن عمر

ابن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، وقال:

" هذا حديث حسن غريب ".

وأقول: بل هو منكر جدا بهذا التمام، فقد أخرجه الحاكم (1/495) ، وأحمد (2/323) ، والخرائطي في " فضيلة الشكر " (ق 129/1) عن علي بن المبارك عن

يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال: سمعت أبا هريرة

رضي الله عنه يقول: فذكره مرفوعا بلفظ: " يهترون " دون قوله: " يضع الذكر.. ".

فهذه زيادة منكرة تفرد بها عمر بن راشد، وهو اليمامي؛ ضعيف جدا.

قال النسائي:

" ليس بثقة ".

__________

(1) الأصل: (نوفل) ، ولعله خطأ مطبعي. اهـ.

 

(5/28)

 

 

وقال أحمد:

" حديثه ضعيف ليس بمستقيم. حدث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير ".

وقد خالفه علي بن المبارك في موضعين، وهو ثقة محتج به في " الصحيحين ":

الأول: في متنه، فلم يذكر فيه هذه الزيادة.

الثاني: في إسناده، فقال: " عبد الرحمن بن يعقوب " بدل أبي سلمة.

وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة. رواه مسلم (8/63) بدون الزيادة، فأكد ذلك

نكارتها. وهو مخرج مع طريق علي بن المبارك في " الصحيحة " (1317) .

ثم رأيت الإمام البخاري قد أورد الحديث في " التاريخ " (4/2/448) من طريق علي

ابن المبارك، ثم من طريق عمر بن راشد، وقال:

" والأول أصح ".

وقد رويت الزيادة بنحوها من حديث أبي الدرداء. قال الهيثمي (10/75) :

" رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف ".

قلت: بل هو أسوأ حالا، فقد قال ابن عدي في ترجمته من " الكامل " (4/1568) :

" يحدث عن الفريابي وغيره بالأباطيل ".

ثم ساق له أحاديث، ثم قال:

 

(5/29)

 

 

" وابن أبي مريم هذا إما أن يكون مغفلا لا يدري ما يخرج من رأسه، أومتعمدا،

فإني رأيت له غير حديث - مما لم أذكره هنا - غير محفوظ ".

وله في " معجم الطبراني الأوسط " ستة أحاديث (2/227/1 - 2/2423 - 2428) .

2017 - " لا تسكنوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن المغزل وسورة النور ".

موضوع

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (2/302) ، والخطيب (14/224) ، والبيهقي في

" شعب الإيمان " (2/477 - 478/2454) من طريق محمد بن إبراهيم أبي عبد الله

الشامي: حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

مرفوعا. وقال البيهقي:

" وهو بهذا الإسناد منكر ".

قلت: وهو عندي موضوع، محمد بن إبراهيم هذا؛ قال الدارقطني:

" كذاب ".

وقال ابن عدي:

" عامة أحاديثه غير محفوظة ".

وقال ابن حبان:

" لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار، كان يضع الحديث ".

قال الذهبي في " الميزان ":

" صدق الدارقطني رحمه الله، وابن ماجه؛ فما عرفه ".

 

(5/30)

 

 

يعني: ولذلك روى عنه.

ثم ساق له أحاديث، هذا منها.

قلت: وقد تابعه من هو مثله، وهو عبد الوهاب بن الضحاك، ولعل أحدهما سرقه

من الآخر.

أخرجه الحاكم (2/396) ، ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (2453) عنه:

حدثنا شعيب بن إسحاق به. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ".

ورده الذهبي بقوله:

" بل موضوع، وآفته عبد الوهاب، قال أبو حاتم: كذاب ".

ثم رأيت في ترجمته من " الميزان " أن ابن حبان قال فيه:

" كان محمد يسرق الحديث ".

فيترجح أنه هو الذي سرقه من الكذاب الأول.

وقال المناوي في " الفيض " (3/488) :

" وخرجه البيهقي في " الشعب " عن الحاكم، ثم خرجه بإسناد آخر بنحوه وقال:

هو بهذا الإسناد منكر. قال المؤلف (السيوطي) : فعلم منه أنه بغير هذا

الإسناد غير منكر، وبه رد على ابن الجوزي دعواه وضعه ".

قلت: وهذا تعقب لا طائل تحته، لأن كلام البيهقي ليس نصا فيما ذهب إليه

السيوطي، ولوكان ما ذهب إليه صوابا، كان وجد في الحفاظ من أبدى لنا ذلك

الإسناد ليرد به على النقاد، كابن الجوزي والذهبي وغيرهم.

 

(5/31)

 

 

وتمام كلام المناوي:

" نعم، قال الحافظ ابن حجر في " الأطراف " بعد قول الحاكم: صحيح. بل

عبد الوهاب أحد رواته؛ متروك ".

قلت: فلوكان هناك لهذا الحديث إسناد خير من هذا لما سكت الحافظ، ولبينه كما

هي العادة، فذلك كله يدل على أن كلام البيهقي رحمه الله لا مفهو م له، والله

أعلم.

وللقطعة الأخيرة من الحديث شاهد بإسناد ضعيف، بلفظ:

" علموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نساءكم سورة النور ".

وسيأتي تخريجه في المجلد الثامن برقم (3879) .

ومن العجائب أن يذهل عن حال هذا الحديث جماعة من المتأخرين، ويذهبوا إلى

تصحيحه تصريحا أوتلويحا، فقد سئل عنه ابن حجر الهيتمي هل هو صحيح أوضعيف؟

فأجاب بقوله:

" هو صحيح، فقد روى الحاكم وصححه، والبيهقي عن عائشة رفعه ".

قلت: فذكره، وكأنه اغتر بتصحيح الحاكم إياه، وغفل عن تعقب الذهبي والحافظ

ابن حجر له.

وقال الإمام الشوكاني في " النيل " (8/177) عند شرح حديث الشفاء بنت

عبد الله قالت:

دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال:

" ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ ".

وهو حديث صحيح الإسناد كما سبق بيانه في الصحيحة برقم (178) .

 

(5/32)

 

 

فقال الشوكاني:

" فيه دليل على جواز تعليم النساء الكتابة، وأما حديث: " ولا تعلموهن

الكتابة.. "، فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من

تعليمها الفساد ".

أقول: هذه الخشية لا تختص بالنساء، فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضررا في

دينه وخلقه، أفينهى عن الكتابة الرجال أيضا للخشية ذاتها؟ !

ثم إن التأويل فرع التصحيح، فكأن الشوكاني توهم أن الحديث صحيح، وليس كذلك

كما علمت، فلا حاجة للتأويل إذن.

وأعجب من ذلك أن ينقل كلام الشيخين المذكورين من طبع تحت اسم كتابه: " حافظ

العصر ومحدثه.. مسند الزمان ونسابته ... " (1) ثم يقرهما على ذلك، ولا

يتعقبهما بشيء مطلقا مما يشير إلى حال الحديث وضعفه، بل وضعه، وإنما يسود

صفحات في تأويل الحديث والتوفيق بينه وبين حديث الشفاء، بل ويزيد على ذلك

بأن أورد آثارا - الله أعلم بثبوتها - عن عمر وعلي في نهي النساء عن الكتابة،

ويختم ذلك بقوله، وذلك في كتابه " التراتيب الإدارية " (1/50 - 51) :

ولله در السباعي حيث يقول:

ما للنساء وللكتا * * * بة والعمالة والخطابة

هذا لنا، ولهن منا * * * أن يبتن على جنابة!

__________

(1) وهو الشيخ عبد الحي بن محمد الكتاني، ولست أشك في شدة حفظه، وطول باعه في علم الحديث وغيره من العلوم، ولكن ظهر لي في هذا الكتاب أن عنايته كانت متوجهة إلى الحفظ دون النقد، ولذلك وقعت في كتابه هذا أحاديث كثيرة ضعيفة دون أن ينبه عليها، وليس هذا مجال ذكرها، بل إنه صحح حديثا لا يرقى إلى أن يكون ضعيفا، فراجع حديث: " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته.. ". اهـ.

 

(5/33)

 

 

2018 - " ما من صباح إلا وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من

الرجال ".

ضعيف جدا

رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (106/2) ، وابن عدي (121/1) ،

والحاكم (2/159 و4/559) ، وابن أبي الدنيا في " الإشراف في منازل الأشراف

" (119/32) عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد

الخدري مرفوعا به. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "!

ورده الذهبي في الموضعين، فقال في أحدهما:

" قلت: خارجة ضعيف ".

وقال في الموضع الآخر:

" خارجة واه ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" هو متروك، وكان يدلس عن الكذابين ".

قلت: وقد عنعنه هنا كما ترى، فالحديث ضعيف جدا.

 

(5/34)

 

 

2019 - " لأن أطعم أخا لي لقمة؛ أحب إلي من أن أتصدق على مسكين عشرة، ولأن أهب لأخ

لي عشرة؛ أحب إلي من أن أتصدق على مسلم بمائة ".

موضوع

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (1/22) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان

- مولى خزاعة - قال: أبنا عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن الوليد عن أبي

جعفر محمد بن علي عن أبيه مرفوعا.

 

(5/34)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته ابن غزوان هذا. أورده الذهبي في " الضعفاء "،

وقال:

" قال ابن عدي: هو فيمن يتهم بالوضع. وقال الدارقطني: كان يتهم بالوضع ".

وإن مما يوهنه ويؤكد تهمته؛ أنه قال على الإمام ابن المبارك ما لم يقل، فقد

قال في كتابه " الزهد " (258/748) : أخبرنا عبيد الله الوصافي ابن الوليد [

عن أبي جعفر] مرفوعا. فأعضله ولم يذكر في إسناده (عليا) ، وهو ابن الحسين

ابن علي والد (أبي جعفر) ، وقال: " درهم " مكان " عشرة " في الشطر الأول.

والوصافي ضعيف.

وعلي بن الحسين تابعي، لكن ذكره المنذري في " الترغيب " (3/50) من حديث

أبيه (الحسين بن علي) معزوا لأبي الشيخ في " الثواب " موقوفا عليه، وفي

إسناده ليث بن أبي سليم.

قلت: وهو ضعيف أيضا والزيادة بين المعقوفتين [] استدركتها من " الكواكب "

كما تقدم تحت الحديث (308) ، ومن كتاب " الإخوان " لابن أبي الدنيا (

214/175) .

وقد روي بإسنادين آخرين بلفظين مختلفين، تقدم تخريجهما برقم (307 و308) .

2020 - " اليمين الفاجرة تعقم الرحم ".

ضعيف

رواه الخطيب (7/272) ، وابن عساكر (6/113/2) عن محمد بن هارون بن منصور

المنصوري: نا سليمان بن أبي الشيخ: حدثني أبي: نا حجر

 

(5/35)

 

 

بن عبد الرحمن عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع عن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين عن أبيه عن

جده عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع؛ آفته المنصوري هذا. قال ابن عساكر:

" يضع الحديث ".

وقد سبق الكلام عليه في غير مكان، منها الحديث (808) .

ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي سود. أخرجه أحمد (5/79) ، وابن أبي عاصم في "

الآحاد والمثاني " (2/421/1214) ، والطبراني (22/381/990) ، والدولابي

في " الكنى " (1/36) بسند صحيح إلى معمر عن شيخ من بني تميم عن شيخ لهم يقال

له: أبو سود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال في " المجمع " (4/179) :

" رواه أحمد والطبراني في " الكبير "، وفيه رجل لم يسم ".

قلت: فهو علة الحديث. ولعله لذلك أعله أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (

1/216/2) بالإرسال، فقال:

" مرسل، قاله ابن المبارك عن معمر عن شيخ من بني تميم عن أبي سود ".

وأقره الذهبي في " المقتنى ".

فكأنه لم يعتد بتصريح (أبو سود) بسماعه لعدم ثبوت ذلك عنه. وقد أبدى الحافظ

في " الإصابة " وجها لذلك، فراجعه.

2021 - " من قلم أظافيره يوم الجمعة قبل الصلاة، أخرج الله منه كل داء، وأدخل مكانه

الشفاء والرحمة ".

ضعيف جدا

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/247) عن أبي داود:

 

(5/36)

 

 

حدثنا طلحة بن عمرو

عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، طلحة هذا متروك؛ متهم بالوضع.

وقد تقدم نحوه من حديث عائشة، وفي سنده كذاب (1816) .

2022 - " استعينوا على النساء بالعري ".

ضعيف جدا

رواه ابن عدي في " الكامل " (13/1 و1/313 - ط) ، والطبراني في " الأوسط " (2/223/2/8452 - بترقيمي و9/133/8283 - ط) عن إسماعيل بن عباد المزني: حدثنا

سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا، وقال ابن عدي:

" وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه عن سعيد غير إسماعيل هذا، وليس

بذلك المعروف ".

قلت: وقال الدارقطني: " متروك ".

وقال ابن حبان:

" لا يجوز الاحتجاج به بحال ".

وأعله الهيثمي (5/138) بشيخ الطبراني: موسى بن زكريا: ضعيف.

قلت: وهو مردود، فإنه متابع عند ابن عدي، والعلة ما ذكرنا.

ورواه العقيلي بلفظ آخر: " إن من النساء عيا ... "، فانظر رقم (2389) .

وأورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي بزيادة:

" فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها أعجبها الخروج ".

وليست هذه الزيادة عند ابن عدي في ترجمة إسماعيل هذا.

 

(5/37)

 

 

وروى ابن أبي شيبة في " مصنفه " (4/420) عن عمر أنه قال:

" استعينوا على النساء بالعري، إن إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها

أعجبها الخروج ".

قلت: وفيه أبو إسحاق، وهو السبيعي مدلس مختلط.

وقد روي الحديث مرفوعا من حديث مسلمة بن مخلد نحوه، وسنده ضعيف جدا أيضا،

وسيأتي تحقيق الكلام عليه في المجلد السادس برقم (2827) .

2023 - " أقل من الدين تعش حرا، وأقل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب

تضع ولدك، فإن العرق دساس ".

ضعيف جدا

رواه ابن عدي في " الكامل " (ق 298/1 و6/179 - ط) ، والقضاعي (638) ،

والبيهقي في " الشعب " (2/145/2) عن عبيد الله بن العباس بن الربيع الحارثي

- من أهل نجران - قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن

عمر قال: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا من أجل البيلماني هذا محمد بن عبد الرحمن، فإنه

متهم بالوضع، كما تقدم في الحديث (54) .

وقال البيهقي:

" في إسناده ضعف ".

وأشار المنذري (3/32) إلى ضعفه، ولوائح الوضع عليه ظاهرة.

ووجدت له طريقا أخرى عند الديلمي (1/1/54) عن القاسم بن محمد: حدثنا أبو

بلال الأشعري: حدثنا كدام بن مسعر بن كدام عن أبيه عن عبد الله بن دينار عن

ابن عمر به.

 

(5/38)

 

 

وكدام بن مسعر لم أجد من ترجمه. وأبو بلال الأشعري، والقاسم بن محمد،

وهو ابن حماد الدلال ضعفهما الدارقطني.

ثم وجدت (كداما) في " الجرح " (3/2/174) برواية يحيى بن سعيد القطان

وعبد الله بن داود الخريبي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يورده ابن

حبان في " الثقات "، وهو على شرطه!

2024 - " التاجر الجبان محروم، والتاجر الجسور مرزوق ".

موضوع

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (ق 14/2) عن علي بن الحسين بن إسماعيل: قال

: نا محمد بن الخطاب: قال: نا حجاج: قال: نا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس

مرفوعا.

قلت: وحجاج هذا لم أعرفه.

ومحمد بن الخطاب: الظاهر أنه الأزدي، كتب عنه أبو حاتم بمصر سنة (210) ،

ولم يذكر فيه ابنه في " الجرح والتعديل " (3/2/246) توثيقا ولا تجريحا.

وعلي بن الحسين بن إسماعيل: لا يمكن أن يكون هو المحاملي المترجم في " تاريخ

بغداد " (5/400) ، لأنه توفي سنة (386) ، فلم يدرك محمد بن الخطاب. والله

أعلم.

ومن هذا التخريج نعلم أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فقول العامري فيما نقله

المناوي في " الفيض ": " حسن " غير حسن، وإن قلده في " التيسير "!

ثم تبين لي أن الحجاج هو ابن المنهال، ذكره الحافظ المزي في الرواة عن حماد بن

سلمة، وهو ثقة من رجال الشيخين.

 

(5/39)

 

 

ثم نبه بعض الإخوان - جزاه الله خيرا - بأن محقق " مسند القضاعي " أعله بشيخ

القضاعي: محمد بن منصور التستري فقال:

" وهو كذاب ".

قلت: وهذا إعلال سليم من هذا المحقق الفاضل جزاه الله خيرا أيضا.

والحديث في طبعته (1/169/243) ، والذي توبع أولا، فقد ذكره الديلمي في "

الفردوس " (2/74/2448) ، ولم يورده الحافظ في " الغرائب الملتقطة "، بخلاف

" تسديد القوس "، فقد ذكره فيه (ق 103/2) ساكتا عنه كعادته. ومن الغريب أن

الحافظ السخاوي تبعه في " المقاصد الحسنة " فلم يتكلم عليه بشيء خلافا لعادته!

2025 - " بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف ".

ضعيف

رواه ابن عدي (211/2 و4/148 - ط) ، والبيهقي في " الشعب " (7/91/9588) عن

ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب: أن أبا الخير أخبره: أنه سمع عقبة بن عامر

يقول: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة، فإنه سيىء الحفظ.

والحديث عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب "، وزاد المناوي:

" والطبراني. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح؛ غير ابن لهيعة ".

قلت: في هذه الزيادة نظر من وجوه:

الأول: أن إطلاق العزوللطبراني يوهم أنه رواه في " المعجم الكبير " لأنه

 

(5/40)

 

 

القاعدة، وليس فيه، وقد عزاه إليه الحافظ أيضا في " تسديد القوس " (ق 99/2

) ، ولم يورده في " الغرائب الملتقطة "، ولا أظن أنه في المعجمين الآخرين!

الثاني: أن تعقيبه عليه بقول الهيثمي: " رجاله ... " صريح في أنه أراد

الطبراني، وهذا خطأ آخر، فإن الهيثمي إنما قال (8/175) :

" رواه أحمد، ورجاله.. " إلخ.

الثالث: أن لفظه عند أحمد مخالف، لأنه بلفظ:

" لا خير فيمن لا يضيف ".

وهو في " مسنده " (4/155) ، وبهذا اللفظ أخرجه الحربي في " إكرام الضيف " (34/54) ، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " (1/209/294) .

2026 - " بئس العبد عبد هو اه يضله، بئس العبد عبد رغب (1) يذله ".

ضعيف

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (1/10 - 11) ، والطبراني (ق 81/1 - المنتقى

منه) ، والبيهقي في " الشعب " (6/288/8182) عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد

عن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار الغطفاني مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، طلحة بن زيد؛ متروك متهم بالوضع. لكن الحديث

قطعة من حديث أخرجه الترمذي وغيره عن أسماء بنت عميس، لكن إسناده ضعيف، كما

بينته في " تخريج المشكاة " (5115 - التحقيق الثاني) .

__________

(1) الرغب: الشره والحرص على الدنيا. اهـ.

 

(5/41)

 

 

والحديث عزاه في " الجامع " للطبراني في " الكبير "، والبيهقي في " شعب

الإيمان " عن نعيم هذا.

وفي " المجمع " (10/234) :

" رواه الطبراني، وفيه طلحة بن زيد الرقي، وهو ضعيف ".

كذا قال، وهو تساهل منه، فإن حاله أسوأ كما سبق.

قال الحافظ:

" متروك. قال أحمد وعلي وأبو داود: كان يضع الحديث ".

2027 - " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الصغير " ص (200) ، وعنه الضياء في " المختارة " (ق

217/1) من طريق زهير بن عباد الرؤاسي: حدثنا داود بن هلال عن هشام بن حسان عن

محمد بن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال:

" تفرد به زهير بن عباد ".

قلت: وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الدارقطني: "

مجهول "، وفيه نظر؛ كما في " اللسان ".

ومن فوقه من الرواة ثقات؛ غير داود بن هلال، ولم أجد له توثيقا في شيء من

كتب الرجال التي عندي، حتى ولا في " ثقات ابن حبان "! ولم يذكر له ابن أبي

حاتم راويا غير (زهير) هذا، فهو في حكم المجهول.

وقد قال الهيثمي (10/302) :

" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط "، وفيه داود بن هلال، ذكره ابن

أبي حاتم ولم يذكر فيه ضعفا، وبقية رجاله رجال الصحيح ".

 

(5/42)

 

 

قلت: وهذا الإطلاق غير صحيح، لأن زهير بن عباد ليس من رجال الصحيح، ولا من

رجال أحد السنن الأربعة.

وزعم المناوي في " التيسير شرح الجامع الصغير " أن إسناده حسن، وليس بحسن،

فإن داود بن هلال لم يوثقه أحد كما تقدم، وغاية ما قال فيه الهيثمي ما سمعت:

" ولم يذكر فيه ضعفا "، وهذا ليس بتوثيق، والله أعلم.

وقد تقدم من طريق أخرى عن أنس مرفوعا نحوه تحت الحديث (1916) ، فراجعه إن

شئت.

2028 - " إذا أدخل الله الموحدين النار أماتهم فيها، فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم

ألم العذاب تلك الساعة ".

موضوع

رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/92) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح

معاني الآثار " (106/2) : حدثنا أبو الفضل الشهيد: حدثنا أبو سعيد الحسن بن

علي العدوي: حدثنا الحسن بن علي بن راشد: أنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن

عمروعن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، وآفته العدوي هذا. قال السيوطي:

" هو أحد المعروفين بالوضع ".

قلت: وقد سبقت ترجمته وبعض الأحاديث مما وضعه - قبحه الله -، فانظر الحديث

(رقم 131 و132) .

والحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير "، وعزاه للديلمي في " مسند

الفردوس "، وتعقبه المناوي، فأبعد النجعة حيث قال:

 

(5/43)

 

 

" قال الهيتمي - كذا بالتاء المثناة -: فيه الحسن بن علي بن راشد، صدوق؛ رمي

بشيء من التدليس، وأورده الذهبي في (الضعفاء) ".

قلت: وهذا يوهم أن ليس في السند من هو أولى بإعلال الحديث به من ابن راشد هذا

، وليس كذلك؛ لما عرفت من حال العدوي الكذاب!

ثم إن ما عزاه للهيتمي من ترجمة ابن راشد إنما هو كلام الحافظ ابن حجر بالحرف

الواحد في " التقريب "، فلعله سبق قلم من المؤلف، أوخطأ من الناسخ أوالطابع

. وانظر خرافة تحديث إلياس أخي الخضر أحد المجهولين بمعنى هذا الحديث ثم غاب

عنه! في " ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار (17/211 - ط) .

2029 - " يا سلمان! لا تبغضني، فتفارق دينك، قلت: كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال

: تبغض العرب فتبغضني ".

ضعيف الإسناد

أخرجه الترمذي (2/227) ، والحاكم (4/86) ، والطيالسي (ص 91 رقم 658) ،

وأحمد (5/440) ، والخطيب (9/248) من طريق شجاع بن الوليد عن قابوس بن أبي

ظبيان عن أبيه عن سلمان به. وقال الترمذي:

" حديث حسن غريب، وسمعت محمد بن إسماعيل (يعني الإمام البخاري) يقول: أبو

ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي ".

قلت: فهو منقطع، وبين وفاتي سليمان وأبي ظبيان نحوستين سنة.

وفيه علة أخرى، وهي أن قابوس بن أبي ظبيان تكلم فيه لسوء حفظه، ففي " الميزان ":

 

(5/44)

 

 

" كان ابن معين شديد الحط عليه، على أنه قد وثقه، وقال أبو حاتم: " لا يحتج

به "، وقال النسائي: " ليس بالقوي "، وقال ابن حبان: " رديء الحفظ،

ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، فربما رفع المرسل وأسند الموقوف "، وقال ابن

عدي: " أحاديثه متقاربة، وأرجوأنه لا بأس به "، وقال أحمد: ليس بذاك،

لم يكن من النقد الجيد ".

وفي " التقريب ":

" فيه لين ".

وأما الحاكم فقال بعد أن ساق الحديث:

" صحيح الإسناد ". فرده الذهبي بقوله:

" قلت: قابوس متكلم فيه ".

ثم وجدت له طريقا أخرى موصولة، ولكنها واهية جدا، يرويه أحمد بن علي بن

محمد العمي: حدثنا خالد بن عبد الرحمن: حدثنا مسعر عن أبي هاشم الرماني عن

زاذان عن سلمان قال:

مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أغرس الفسيل، فأعانني، فلم يضع لي

فسيلة إلا نبتت، وقال: فذكره.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (7/270) ، وقال:

" تفرد به العمي عن خالد عن مسعر ".

قلت: العمي هذا لم أجد له ترجمه.

وخالد بن عبد الرحمن، وهو المخزومي المكي، وهو متهم؛ قال البخاري وأبو

حاتم:

 

(5/45)

 

 

" ذاهب الحديث ". وزاد البخاري:

" رماه عمروبن علي بالوضع ".

لكنه مع ذلك قد توبع على قصة الفسيل، فهي صحيحة، فقد رواها علي بن زيد عن أبي

عثمان النهدي عن سلمان، وابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن

محمود بن لبيد عن عبد الله بن عباس قال: حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال:

كنت رجلا فارسيا.. الحديث بطوله، وفيه قصة إسلامه رضي الله عنه، وهي طويلة

جدا، وفي آخرها قصة مكاتبة سلمان وفك رقبته من الرق، وإعانة النبي

صلى الله عليه وسلم له على ذلك، ووضعه الفسيل بيده، قال سلمان:

" فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة ".

أخرجه أحمد (5/441 - 444) بطوله، وسنده جيد، وأخرجه (5/440) من الطريق

التي قبله مختصرا جدا.

2030 - " من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار، ثم قال بعد ذلك: من كذب علي

متعمدا ليضل به الناس، فليتبوأ مقعده من النار ".

ضعيف

رواه أبو نعيم في " المستخرج على مسلم " (1/9/1) ، والحاكم في " المدخل " (

ص 97 - تحقيق الدكتور ربيع) ، والطبراني في " طرق حديث: من كذب " (100/98)

، وابن عدي في " الكامل " (1/6) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (

1/96) ؛ كلهم عن محمد بن عبيد الله عن طلحة

 

(5/46)

 

 

بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن

البراء بن عازب مرفوعا، وقال أبو نعيم:

" حديث معلول، قال: والواهم فيه محمد بن عبيد الله، وهو العرزمي؛ متروك

الحديث، مجمع عليه ".

وقال الحاكم:

" وهذا الحديث واه ".

ثم رواه أبو نعيم والحاكم وابن عدي، وعبد الغني المقدسي في " العلم " (20/33/1) من طريق يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عمروبن شرحبيل

عن عبد الله مرفوعا بالشطر الثاني.

ثم أعله أبو نعيم والحاكم بأن يونس بن بكير وهم فيه في موضعين من إسناده:

أحدهما إيصاله ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غير مرفوع. ثم قال:

" المحفوظ ما رواه زهير أبو خيثمة عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمروبن

شرحبيل مرفوعا مرسلا ".

ورواه ابن عدي والطبراني، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (16/304 - ط

) ، وكذا الحافظ ابن حجر في " الأربعين العوالي " (رقم 38) عن محمد بن حميد

: حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده

مرفوعا، بالشطر الثاني، ثم قال الحافظ:

" هذا حديث غريب، تفرد به الصباح بن محارب بهذا الإسناد ".

قلت: والصباح بن محارب؛ قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق ربما خالف ".

 

(5/47)

 

 

وإنما العلة من شيخه عمر بن عبد الله، فإنه ضعيف. ومثله أبو هـ عبد الله بن

يعلى. ثم قال الحافظ:

" ورواه الدارمي عن محمد بن حميد بهذا الإسناد دون قوله: " ليضل الناس "،

وهي زيادة مستغربة، ورويت هذه الزيادة أيضا من حديث ابن مسعود وحذيفة بن

اليمان والبراء بن عازب، وفي أسانيدها مقال، وقد تعلق به بعض أهل الجهل

ممن جوز وضع الحديث في فضائل الأعمال من الكرامية وغيرهم، وقالوا: إن اللام

للتعليل، فعل هذا: إنما يدخل في الوعيد المذكور من قصد الإضلال! وهذا

التعلق باطل، فإن المندوب قسم من الأقسام الشرعية، فمن رتب على عمل ثوابا،

فقد نسب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يقولاه، وهذا من

الإضلال.

وللزيادة المذكورة على تقدير صحتها معنيان:

أحدهما: أن اللام للتأكيد، وهو كقوله تعالى: " ومن أظلم ممن افترى

على الله كذبا ليضل الناس بغير علم "، فأخبر به (1) على أن الكذب محرم مطلقا

، سواء قصد به الإضلال أم لا.

الثاني: أن اللام للعاقبة والصيرورة، أي: إن عاقبة هذا الكذب ومصيره إلى

الإضلال، ومثله " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا "، وهم لم

يلتقطوه لذلك، بل كان عاقبة أمرهم أن صار كذلك.

وأصل الحديث بدون هذه الزيادة المذكورة اتفق عليه الشيخان من رواية علي،

وأبي هريرة، وأنس، والمغيرة.

__________

(1) هذه الكلمة لم أتمكن من قراءتها جيدا، والمثبت أقرب شيء إليها. اهـ.

 

(5/48)

 

 

وأخرجه البخاري من رواية الزبير، وسلمة بن الأكوع، وابن عمروبن العاص.

وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد.

والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود.

وابن ماجه أيضا من حديث جابر، وأبي قتادة.

وأحمد من حديث عثمان، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن عمر، وواثلة بن الأسقع.

وهذه الطرق كلها على شرط الصحيح.

ورويناه بأسانيد لنا حسان يحتج بمثلها من حديث طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن

زيد، وعقبة بن عامر، وسلمان الفارسي، وعمران بن حصين، وخالد بن عرفطة،

وطارق الأشجعي، وعبد الله بن عباس، والسائب بن يزيد، وأبي قرصافة،

وعائشة.

ورويناه من طرق ضعيفة عن نحوخمسين صحابيا غير هؤلاء.

وقد جمع طرقه جماعة من الحفاظ، فمن أقدمهم إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثم أبو

بكر البزار، ثم يحيى بن محمد بن صاعد، ثم أبو القاسم الطبراني (1) ثم أبو بكر

ابن مردويه، ثم أبو القاسم بن منده، ثم محمد بن أحمد بن عبد الوهاب

النيسابوري، ثم أبو الفرج بن الجوزي، ثم يوسف بن خليل، ثم أبو علي البكري.

__________

(1) في جزء محفوظ في ظاهرية دمشق (مجموع 81/29 - 47) . ثم طبع بتحقيق الأخ علي الحلبي. اهـ.

 

(5/49)

 

 

ويجتمع من مجموع ما ذكره هؤلاء كلهم زيادة على مائة صحابي، وحكى النووي في "

شرح مسلم " أنه رواه مائتان من الصحابة ". انتهى كلام الحافظ.

قلت: فاتفاق هذه الطرق المتواترة على عدم ذكر تلك الزيادة: " ليضل به الناس "

أكبر دليل على بطلانها، مع إمكان تأويلها لوصحت فيه كما بينه الحافظ رحمه

الله تعالى.

ويشبه هذه الزيادة من حيث عدم صحتها من جهة إسنادها وإمكان تأويلها بنحوما

تقدم زيادة:

" لا يرضاها الله ورسوله " في حديث:

" من ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله.... ".

أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (42) وغيره. ورواه ابن ماجه دون الزيادة

، وهو الموافق للأحاديث التي في معناه، فانظر " الترغيب والترهيب " (1/47 -

48) .

2031 - " إن العبد ليذنب الذنب، فيدخل به الجنة، قيل: كيف؟ قال: يكون نصب عينيه

ثابتا قارا حتى يدخل به الجنة ".

ضعيف

رواه ابن المبارك في " الزهد " (163/2 من الكواكب 575 ورقم 162 طبع الهند)

أبنا المبارك بن فضالة عن الحسن مرفوعا.

ومن هذا الوجه أخرجه أحمد في " الزهد " (ص 396) .

قلت: وهذا سند ضعيف لإرساله.

والمبارك بن فضالة قال الحافظ:

 

(5/50)

 

 

" يدلس، ويسوي ".

وقد عنعنه.

2032 - " ليس مني إلا عالم أومتعلم ".

ضعيف

رواه ابن النجار في " تاريخه "، والديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر

، كذا في " الجامع الصغير ".

قال المناوي:

" وفيه مخارق بن ميسرة، قال الذهبي في " الضعفاء ": لا يعرف ".

قلت: وأصله قول العقيلي فيه وقد ساق له حديثا آخر في " الضعفاء " (4/229) :

" إسناده مجهول غير محفوظ ".

 

(5/51)

 

 

2033 - " ليس من والي أمة قلت أوكثرت لا يعدل فيها، إلا كبه الله تبارك وتعالى على

وجهه في النار ".

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (12/220 و15/234/19568) ، وأحمد (5/25)

، والطبراني (20/221 - 223) من طريق إسماعيل البصري عن ابنة معقل بن يسار عن

أبيها معقل مرفوعا.

وابنة معقل هذه لم أجد من وثقها أوضعفها، فهي مجهولة. وقد ذكرها الحافظ في

آخر " تعجيل المنفعة " (ص 565) بهذه الرواية، ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا.

 

(5/51)

 

 

وإسماعيل البصري - وفي رواية للطبراني: " الأودي " - لم أعرفه، ولم يفرده

الحافظ في " التعجيل " بترجمة، وهو على شرطه، إلا أن يكون من رجال " التهذيب

" فلم أهتد إليه، مع أن الطبراني نسبه في رواية فقال: " إسماعيل بن إبراهيم "

، فيحتمل أن يكون هو ابن علية. فالله أعلم، وهو الهادي.

(فائدة) : توهم بعض إخواننا الطلبة أن الحديث يشهد له رواية الحسن البصري عن

معقل بن يسار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله

عليه الجنة ".

أخرجه البخاري (رقم 7150 و7151) ، ومسلم (1/88 و6/9) ، والدارمي (

2/324) ، وأحمد أيضا، وصرح الحسن بما يقتضي سماعه للحديث من معقل، فزالت

شبهة تدليسه.

فأقول: وليس يخفى على من تأمل في هذا السياق أنه لا يشهد لحديث الترجمة،

لأنه مخالف له لفظا ومعنى، وإن كان يلتقي معه في الترهيب من الظلم،

والترغيب في العدل، فهذا وحده لا يكفي للشهادة، فتنبه!

2034 - " الفقهاء أمناء الرسل؛ ما لم يدخلوا في الدنيا. قيل يا رسول الله! وما

دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك، فاحذروهم على

أديانكم ".

ضعيف

رواه أبو عبد الله الضبي في " المجلس الخمسون " من " الأمالي " (مجموع

22/136/1 - 2) عن موسى بن إسماعيل: حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن

جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا.

 

(5/52)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ موسى بن إسماعيل وأبو هـ وجده لم أعرفهم،

ويظهر أنهم من أهل البيت، وأخشى أن يكون أسفل منهم متهم.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للعسكري عن علي. قال المناوي:

" ورمز لصحته "!

ولم يتعقبه بشيء! وأما في " التيسير " فقال:

" إسناده حسن "!

ورموز السيوطي لا يعتد بها؛ لأسباب ذكرتها في مقدمة " ضعيف الجامع الصغير ".

وقد ذكره الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " (300/746) من رواية العسكري

من حديث العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي مرفوعا. وقال:

" وهو ضعيف السند ".

قلت: أبو صادق عن علي مرسل كما في " التقريب ".

وقد روي الحديث عن أنس وغيره مختصرا ومطولا، وسيأتي برقم (2670 و3949) .

2035 - " الذكر نعمة من الله تعالى، فأدوا شكرها ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط

ابن شريط بسند آبائه عن جده نبيط بن شريط مرفوعا.

قال الذهبي في " الميزان ":

 

(5/53)

 

 

" أحمد بن إسحاق.... حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا، لا يحل الاحتجاج

به فإنه كذاب ".

كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (ص 201) ، ومع هذا فقد أورده أيضا

في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن نبيط بن شريط!

قال المناوي:

" ورواه عنه أيضا أبو نعيم، وعنه تلقاه الديلمي مصرحا، فإهمال المصنف الأصل

، واقتصاره على الفرع غير جيد ".

قلت: ولم أجد هذا الحديث في " نسخة نبيط بن شريط " التي عندي، وهي من رواية

أبي علي الحداد عن أبي نعيم، سماع أحمد بن أبي الفضائل الدخميس. والله سبحانه

وتعالى أعلم.

2036 - " نعم العبد الحجام، يذهب بالدم، ويخف الصلب، ويجلوالبصر ".

ضعيف

رواه الترمذي (2/5) ، وابن ماجه (3478) ، والطبراني (11893) ، والحاكم

(4/212) ، وابن الضريس في " الجزء الثالث من حديثه " (151/1) عن عباد بن

منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه محمد بن محمد بن مخلد في " حديث ابن السماك " (1/184/1)

، وابن عدي (238/2) ، وقال:

" وعباد بن منصور هو في جملة من يكتب حديثه ".

وقال الترمذي:

 

(5/54)

 

 

" حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور ".

قلت: قال الحافظ:

" صدوق، وكان يدلس، وتغير بأخرة ".

فقول الحاكم:

" صحيح الإسناد ". مردود، وإن وافقه الذهبي، فإنه من أوهامه، كيف لا،

وقد وفق للصواب في مكان آخر، أخرجه فيه الحاكم أيضا (4/410) ، فلما صححه،

رده الذهبي بقوله:

" قلت: لا ".

2037 - " من خرج في طلب العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع ".

ضعيف

رواه الترمذي (2/108) ، وابن عبد البر (1/55) ، والطبراني في " الصغير "

(76) ، وأبو نعيم في " الحلية " (10/290) ، و" أخبار أصبهان " (1/102 -

103) ، والآجري في " أخلاق العلماء " (ص 39) ، والعقيلي (2/17) ،

والضياء في " المختارة " (6/رقم 2119 و2120 و2121) من طريق خالد بن يزيد

عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعا.

وقال الترمذي:

" حديث حسن غريب ".

وقال الطبراني:

" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر وخالد بن يزيد ".

قلت: لكن إسناده ضعيف؛ خالد بن يزيد؛ قال العقيلي:

 

(5/55)

 

 

" لا يتابع على كثير من حديثه ". ثم ساق له هذا الحديث.

وقال أبو زرعة:

" لا بأس به ".

وفي " التقريب ":

" صدوق يهم ".

وشيخه أبو جعفر الرازي صدوق سيىء الحفظ.

والربيع بن أنس صدوق له أوهام، كما في " التقريب "، وقال ابن حبان في "

الثقات ":

" والناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأن في أحاديثه عنه

اضطرابا كثيرا ". وهذه منها.

فالحديث عندي ضعيف، وقد رواه بعضهم، فلم يرفعه كما قال الترمذي، ولعله

الصواب.

وقد روي بلفظ:

" طالب العلم كالغادي والرائح في سبيل الله ".

ولكنه واه جدا، وسيأتي برقم (3286) .

2038 - " نعم العطية كلمة حق تسمعها، ثم تحملها إلى أخ لك مسلم، فتعلمها إياه ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني (12421) عن عمروبن الحصين العقيلي:

 

(5/56)

 

 

نا إبراهيم بن عبد الملك

السلمي عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، عمروهذا: متروك متهم.

وقد رواه ابن المبارك في " الزهد " (1386) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن

أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره نحوه.

قلت: وهذا مرسل. وعبد الرحمن: متروك.

وأخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (3/98) من طريق صلة بن سليمان عن ابن

جريج عن الحسن بن مسلم عن مكحول عن ابن عباس به.

قلت: صلة هذا قال ابن أبي حاتم:

" قال ابن معين: كان يكذب. وقال أبي: متروك الحديث ".

وقال أبو داود:

" كذاب ".

2039 - " بروا آباءكم؛ تبركم أبناؤكم، وعفوا؛ تعف نساؤكم، ومن انتصل إليه فلم

يقبل؛ لم يرد علي الحوض يوم القيامة ".

ضعيف

رواه العقيلي في " الضعفاء " (299) ، والحاكم (4/154) ، وأبو نعيم (

6/335) ، والخطيب (6/311) عن علي بن قتيبة الرفاعي: حدثنا مالك بن أنس عن

أبي الزبير عن جابر مرفوعا. وقال العقيلي:

" ليس له أصل من حديث مالك، ولا من وجه يثبت "، وقال:

" علي بن قتيبة الرفاعي بصري يحدث عن الثقات بالبواطيل، وما لا أصل له ".

 

(5/57)

 

 

قلت: قال الدارقطني:

" كان ضعيفا ".

وقال الخليلي:

" يتفرد عن مالك بأحاديث، وليس هو بالقوي ".

وقال الذهبي متعقبا الحاكم في سكوته عليه:

" قلت: علي، قال ابن عدي: روى الأباطيل ".

وقال المناوي:

" قال ابن الجوزي: موضوع، علي بن قتيبة يروي عن الثقات البواطيل أهـ.

وتعقبه المؤلف بأن له شاهدا ".

وأورده في " الميزان " في ترجمة علي بن قتيبة الرفاعي، وقال:

" قال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك، ثم أورد له هذا الخبر ".

قلت: والشاهد المشار إليه إسناده ضعيف، وبه ينجوالحديث من الوضع الذي

ترجمه ابن الجوزي، ثم هو أتم منه، وهو الآتي بعد ثلاثة أحاديث.

وأورده المنذري في " الترغيب " (3/215) عن ابن عمر مرفوعا به دون قوله:

" ومن انتصل إليه،.... ". وقال:

" رواه الطبراني بإسناد حسن ".

وقال الهيثمي (8/138) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، ورجاله رجال الصحيح؛ غير شيخ الطبراني

 

(5/58)

 

 

أحمد؛ غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه، فلذلك لم ينسبه، والله

أعلم ".

قلت: يبدو أن أحمد هذا تلقاه عن علي بن قتيبة السابق ذكره، فقد رأيت السيوطي

قال في " اللآلىء " (2/190) :

" قال الطبراني في " الأوسط ": حدثنا أحمد: حدثنا علي: حدثنا مالك عن مالك (

كذا) عن ابن عمر.... ".

قلت: ولا يظهر أنه غير علي بن قتيبة. والله أعلم. ووقع خطأ مطبعي في

إسناده في " اللآلىء "، فليصحح.

ثم رأيت الحديث في " المعجم الأوسط " للطبراني (1/55/2/980 و2/8/1009 - ط)

قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا علي قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به.

قلت: وأحمد هذا هو ابن صالح مالكي (!) أبو عبد الله، ولم أجد له ترجمة،

وإنما لم يسمه الطبراني لأنه - كما هي عادته في هذا " المعجم " - سماه في أول

حديث ساقه له من أحاديثه، وعددها فيه نحوستة وثلاثين حديثا.

ثم تبينت أن (ابن صالح مالكي) محرف؛ صوابه (ابن داود المكي) ، وهكذا وقع

في " المعجم الصغير " في حديث آخر مخرج في " الروض " (751) ، وفي أحاديث

أخرى ساقها في " الأوسط " عقب حديث الترجمة كالحديث (1016 - ط) وقع على

الصواب (أحمد بن داود المكي) ، ومن طريقه في " الحلية "، وسيأتي تخريجه

برقم (6586) .

ثم هو ثقة كما بينه صاحبنا الشيخ حماد الأنصاري في كتابه " بلغة القاصي

 

(5/59)

 

 

والداني في تراجم شيوخ الطبراني " (39/72) ، وقد صدر حديثا، نفع الله به.

وخفي هذا التحقيق على الدكتور الطحان في تعليقه على " الأوسط "، فلم يعرف (

أحمد) هذا.

2040 - " نعم العون على الدين قوت سنة ".

ضعيف

رواه أبو علي النيسابوري في " جزء من فوائده " (70/2) عن أحمد بن محمود بن

نعيم: نا حمر بن نوح عن عبد الله بن معدان عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف.

عبد الله بن معدان كنيته أبو معدان، وهو بها أشهر، قال ابن معين:

" صالح ".

وروى عنه جماعة؛ لكن من دونه لم أعرفهما.

والحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث معاوية بن حيدة مرفوعا به،

وفيه محمد بن داود بن دينار. قال ابن عدي:

" كان يكذب ". كما في " فيض القدير ". فقوله في " التيسير ":

" إسناده ضعيف "؛ تساهل غير مرض.

ثم رأيته في " زهر الفردوس " (4/94) .

 

(5/60)

 

 

2041 - " نعم العون على الدين المرأة الصالحة ".

لا أصل له

أورده الغزالي (4/90) مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ العراقي:

 

(5/60)

 

 

" لم أجد له إسنادا ".

وتبعه الشيخ تاج الدين السبكي في " فصل جمع فيه جميع ما في " الإحياء " من

الأحاديث التي لم يجد لها إسنادا " من كتابه " طبقات الشافعية الكبرى " (4/172) .

2042 - " نعم العون على تقوى الله المال ".

ضعيف السند

قال العراقي (4/90) :

" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية محمد بن المنكدر عن

جابر، ورواه أبو القاسم البغوي من رواية ابن المنكدر مرسلا، ومن طريقه

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " هكذا مرسلا ".

قلت: وهو في " مسند الشهاب " (2/260/1317) من طريق البغوي عن عبد الرحمن بن

صالح: حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر مرسلا.

ورجال إسناده ثقات، فهو صحيح لولا أنه مرسل.

ورواه الديلمي في " المسند " (3/95) من طريق صالح بن عمروبن هشام بن أبي

كريمة عن محمد بن سوقة به، إلا أنه زاد: " عن جابر ".

ومن طريق ثوبان بن سعيد: حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سوقة به. يعني مسندا

عن جابر. لكن في إسناده عبد الله بن أحمد بن عمر بن شوذب الواسطي - شيخ ابن

لال -، ولم أعرفه. وصالح بن عمرو- في الذي قبله - لم أعرفه أيضا، ولولا

ذلك لحسنت الحديث. والله أعلم.

 

(5/61)

 

 

ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم:

" نعم المال الصالح للرجل الصالح ".

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (299) ، وأحمد (4/197 و202 - 203) ،

وابن حبان (1089) ، والبغوي في " شرح السنة " (10/91) ، وغيرهم.

وإسناده صحيح على شرط مسلم، والكلام الذي في موسى بن علي بن رباح يسير لا

ينزل حديثه عن مرتبة الصحة، ولذلك لما صححه الحاكم (2/2) على شرط مسلم؛

وافقه الذهبي.

2043 - " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه

أخوه متنصلا؛ فليقبل ذلك منه محقا كان أومبطلا، فإن لم يفعل؛ لم يرد علي

الحوض ".

ضعيف الإسناد

أخرجه الحاكم (4/154) من طريق سويد أبي حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي

هريرة مرفوعا. وقال:

" صحيح الإسناد ". وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: بل سويد ضعيف ".

والمنذري (3/293) ، فقال:

" بل سويد هذا هو ابن عبد العزيز؛ واه ".

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/48) دون الشطر الثاني منه.

وقد روي من حديث عائشة مرفوعا، ولفظه:

 

(5/62)

 

 

" عفوا؛ تعف نساؤكم، وبروا آباءكم؛ تبركم أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه

المسلم من شيء بلغه عنه، فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض ".

وهذا موضوع الإسناد. قال في " المجمع " (8/81 و139) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب ".

وقد أورده السيوطي في " الجامع " عن الطبراني، فاعترض عليه المناوي بكلام

الهيثمي هذا، ثم قال: " فكان ينبغي حذفه " يعني: من " الجامع "، حيث اشترط

في مقدمته أنه صانه مما رواه وضاع أوكذاب.

ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " (81/2) عن خالد بن يزيد

العمري عن يحيى بن عبد الله الزبيري قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير قال

: سمعت عائشة به؛ دون الشطر الثاني منه.

والزبيري هذا لم أعرفه. ثم رجعت إلى " مجمع البحرين " (5/148/7/282) فتبين

أنه ( [عبد الملك بن] يحيى بن الزبير) ، سقط من سنده (عبد الملك بن) ،

وقد وثقه ابن حبان (7/95) .

والجملة الأولى منه أخرجها أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/285) من طريق

هشام بن خالد: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا صدقة بن يزيد: حدثنا العلاء بن

عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف، صدقة بن يزيد؛ قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وضعفه غيره، ووثقه بعضهم.

والوليد بن مسلم: يدلس تدليس التسوية.

وهشام بن خالد؛ قال الذهبي:

 

(5/63)

 

 

" من ثقات الدماشقة، لكنه يروج عليه ".

وأخرجها ابن عدي (6/11) من طريق إسحاق بن نجيح الملطي عن ابن جريج عن عطاء

عن ابن عباس مرفوعا.

والملطي هذا: كذاب وضاع.

وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (1/412) :

" سألت أبي عن أحاديث رواها أبو يوسف المديني، فذكرت منها حديثا حدثنا به يوسف

(كذا) عن محمد بن المنكدر: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (فذكره) .

قال أبي: أبو يوسف هذا اسمه يعقوب، والوليد (كذا) ضعيف الحديث، وهذا

حديث باطل ".

2044 - " بل نبيا عبدا. ثلاثا ".

ضعيف

رواه البيهقي في " الزهد " (50 - 51) عن الحسن بن بشر: حدثنا سعدان بن

الوليد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال:

" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وجبريل معه على الصفا، فقال له

محمد صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق، ما أمسى لآل محمد كف سويق، ولا

شق دقيق، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفظعته، فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر الله عز وجل القيامة أن تقوم؟ فقال: لا،

ولكن هذا إسرافيل عليه السلام نزل إليك حين سمع الله كلامك، فأتاه إسرافيل،

فقال: إن الله سمع ما ذكرت، فبعثني إليك بمفاتيح الأرض، وأمرني أن أعرض

عليك: إن أحببت أن أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتا وذهبا وفضة، فعلت،

وإن شئت نبيا ملكا، وإن شئت نبيا عبدا، فأومى إليه جبريل عليه السلام: أن

تواضع لله، فقال: فذكره ".

 

(5/64)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

سعدان بن الوليد؛ لم أجد من ترجمه.

والحسن بن بشر إن كان الهمداني الكوفي، فصدوق يخطىء.

وإن كان السلمي النيسابوري الراوي عن مسلم، فهو صدوق. والأقرب أنه الأول.

والله أعلم.

2045 - " يا عائشة! لوشئت؛ لسارت معي جبال الذهب، أتاني ملك وإن حجزته لتساوي

الكعبة، فقال: إن ربك يقري عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيا ملكا،

وإن شئت نبيا عبدا، فأشار إلي جبريل ضع نفسك، فقلت: نبيا عبدا. قالت:

وكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا، ويقول: آكل كما يأكل العبد

، وأجلس كما يجلس العبد ".

ضعيف

رواه أبو يعلى (8/4920) ، وابن سعد (1/281) ، والبغوي في " شرح السنة " (3683) عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

أبو معشر، واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي؛ قال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف ".

نعم؛ الحديث صحيح دون جملة الحجزة، وبلفظ: " بل عبدا رسولا "، فقد جاء

كذلك من حديث أبي هريرة بسند صحيح، كما بينته في " الصحيحة " (1002) .

 

(5/65)

 

 

والمشيئة المذكورة في أوله لها شاهد من طريق أخرى يتقوى بها، خرجته في "

الصحيحة " أيضا برقم (2484) .

والحديث عزاه في " مختصر مشكاة المصابيح " (رقم 70) للإمام أحمد. وهو وهم!

2046 - " والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم،

ويرث دنياكم شراركم ".

ضعيف

أخرجه الترمذي (2/26) ، وابن ماجه (4043) ، وأحمد (5/389) من طريق

عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي:

" هذا حديث حسن غريب ".

قلت: الأشهلي هذا؛ قال ابن معين:

" لا أعرفه ". فلا يعتد بتوثيق ابن حبان إياه (5/14) ، وبخاصة أن الذهبي

قال في " الميزان ":

" عنه عمروبن أبي عمروفقط، له حديث منكر ".

 

(5/66)

 

 

2047 - " الناس معادن، والعرق دساس، وأدب السوء كعرق السوء ".

ضعيف

رواه ابن عدي (302/2) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (7/455/10974) ،

والخطيب (4/29 - 30) عن محمد بن سليمان بن مسمول: حدثني عبيد الله بن سلمة

ابن وهرام عن أبيه عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا، وقال ابن عدي:

 

(5/66)

 

 

" وابن مسمول هذا عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده، ولا في متنه ".

وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفه غير واحد ".

وعبيد الله بن سلمة بن وهرام؛ لا يعرف كما قال ابن المديني، ولينه أبو حاتم

كما في " الميزان " و" لسانه ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن

عباس، وأعله المناوي بابن مسمول هذا، ونقل عن ابن الجوزي أنه قال:

" حديث لا يصح ".

2048 - " كان إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك لله عز وجل، والحمد لله،

والكبرياء والعظمة لله، والخلق والأمر، والليل والنهار، وما سكن

فيهما لله عز وجل، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا، وأوسطه نجاحا، وآخره

فلاحا، يا أرحم الراحمين ".

ضعيف جدا

أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " (472/530) ، وابن السني في " عمل اليوم

والليلة " (14/36) ، والطبراني في " الدعاء " (2/928/296) ، وابن عدي في

" الكامل " (6/26) من طرق عن أبي الورقاء: حدثنا ابن أبي أوفي قال:

فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، أبو الورقاء: اسمه فائد بن عبد الرحمن الكوفي.

قال الحافظ:

" متروك، اتهموه ".

 

(5/67)

 

 

(تنبيه) : وقع هذا الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " (10/239/9326) بالسند

التالي: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن

عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال: فذكره.

وهذا إسناد جيد، ولكنه لمتن آخر لفظه:

" كان إذا أصبح قال: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص.. " الحديث.

هكذا رواه ابن أبي شيبة أيضا في مكان آخر (9/77/6591) ، وأحمد وغيره بهذا

الإسناد نفسه، وهو مخرج في " الصحيحة " (2919) ، فالظاهر أنه دخل على

الناسخ أوالطابع حديث في حديث، ولم يتنبه لهذا المعلق على " الدعاء "، فجرى

على الظاهر، وذكر ما يمكن أن يكون شاهدا لحديث الترجمة! فاقتضى التنبيه.

2049 - " قل: اللهم اعف عني، فإنك عفوتحب العفو، وأنت عفوكريم ".

ضعيف جدا

أخرجه أبو يعلى (2/300/1023) ، وابن عدي (7/227) ، والطبراني في " الأوسط

" (2/190/7906) من طريق يحيى بن ميمون: حدثنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن

أبي سعيد قال:

جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! علمني دعاء

أصيب به خيرا. قال:

" ادنه "، فدنا حتى كادت ركبته تمس ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال

: فذكره. وقال الطبراني:

" لم يروه عن علي بن زيد إلا يحيى بن ميمون ".

 

(5/68)

 

 

قلت: كلاهما ضعيف، وأحدهما أشد ضعفا من الآخر، والأول هو ابن جدعان.

والآخر هو التمار، وهو متروك كما في " التقريب "، بل قال البخاري في "

التاريخ الصغير " (207) :

" قال لي عمروبن علي: كذاب ".

وقال ابن حبان في " الضعفاء " (3/121) :

" روى ما لم يتابع عليه مما لا يشك أنها معمولة، لا تحل الرواية عنه

والاحتجاج به بحال ".

ثم تناقض فذكره في " الثقات " (7/603) . انظر " التهذيب ".

وقد صح منه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة إذا رأت ليلة القدر: " اللهم إنك

عفوتحب العفوفاعف عني ". وصححه الترمذي وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة "

(3337) .

2050 - " إن الله تبارك وتعالى يقول: إني لست على كل كلام الحكيم أقبل، ولكني أقبل

على همه وهو اه، فإن كان همه وهو اه فيما يحب الله ويرضى؛ جعلت صمته

حمدا لله ووقارا، وإن لم يتكلم ".

ضعيف جدا. رواه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (10/49/1) عن بقية: حدثني صدقة بن

عبد الله بن صهيب: حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ لأن صدقة هذا لم أجد من ترجمه، فهو من شيوخ بقية

المجهولين. وكذلك المهاجر بن حبيب لم أجد له ذكرا، وما أظنه من الصحابة،

وقد قال المناوي في " الفيض ":

 

(5/69)

 

 

" لم أره في الصحابة في (أسد الغابة) ولا في (التجريد) ".

ثم تبين لي أنه مصحف، وأن الصواب المهاصر بن حبيب؛ كذلك رواه ابن وهب في "

الجامع " (ص 51 - 52) قال: وأخبرني خالد بن حميد عمن حدثه عن المهاصر بن

حبيب يرفع الحديث قال: فذكره.

قلت: والمهاصر هذا يروي عن أبي ثعلبة الخشني وأبي سلمة بن عبد الرحمن. قال

ابن أبي حاتم (4/1/440) :

" سئل أبي عنه، فقال: لا بأس به ". وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (

5/454) و" وأتباعهم " (7/525) .

قلت: فالحديث مرسل أومعضل، مع الجهالة التي في سنده.

وخالد بن حميد هو المهري الإسكندراني. قال الحافظ:

" لا بأس به ".

2051 - " لا تضربوا الرقيق، فإنكم لا تدرون ما توافقون ".

ضعيف

رواه أبو يعلى في " مسنده " (4/1379) ، وعنه ابن عدي في " الكامل " (5/577

) ، ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (6/377/8585) ، والعقيلي في " الضعفاء

" (333) عن عكرمة بن خالد المخزومي: حدثنا أبي عن ابن عمر مرفوعا.

وقال العقيلي:

" عكرمة بن خالد؛ قال البخاري: منكر الحديث ".

وقال ابن عدي:

" وهذا الحديث لا يرويه غير عكرمة ".

 

(5/70)

 

 

وقال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف ".

وكذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (4/238 - 239) بعد أن عزاه لأبي يعلى

والطبراني.

" وهو ضعيف ".

ونقله المناوي في " الفيض "، وأقره.

2052 - " من دخل في هذا الدين، فهو عربي ".

ضعيف جدا

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/9 و2/367) من طريق سوار بن مصعب عن

غياث بن عبد الحميد عن الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا في آخر حديث أوله:

" رأيت في منامي غنما سودا تتبعها غتم عفر، فأولتها في منامي أنها العرب،

ومن تبعها من الأعاجم، ومن دخل ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، سوار بن مصعب؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال أحمد والدارقطني: متروك ".

وغياث بن عبد الحميد: مجهول كما قال العقيلي.

وأما أول الحديث، فصحيح جاء من طرق كما بينته في " الصحيحة " (1018) ،

وليس في شيء منها هذه الزيادة التي في آخره، فهي زيادة منكرة.

 

(5/71)

 

 

2053 - " إذا ابتاع أحدكم الجارية، فليكن أول ما يطعمها الحلوى، فإنها أطيب لنفسها ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/154 - 155) : حدثنا محمد بن يونس العصفري:

حدثنا رزق الله بن موسى: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي: حدثنا سعيد بن

عبد الجبار عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم

عن معاذ بن جبل مرفوعا، وقال:

" لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان ".

قلت: وهو ثقة، وكذلك سائر الرواة؛ غير محمد بن يونس العصفري، فلم أجد له

ترجمة، ولا أدري إذا كان الهيثمي وقف على ترجمته موثقا، أم اكتفى بعدم ورود

ذكره في " الميزان " كما يشير إلى ذلك أحيانا، فإنه قال في هذا الحديث (4/236) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وإسناده أقل درجاته الحسن ".

وعندي احتمال أن يكون محمد بن يونس هذا هو الكديمي الكذاب المعروف. فإنه من

هذه الطبقة. فقد روى له الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 176) حديثا آخر

عنه، وقال فيه: " حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري ". والكديمي بصري

أيضا، ولكني لم أجد من نسبه إلى " العصفر "، ولا من ذكره في شيوخ الطبراني

، وأيضا شيوخه غير شيوخ الكديمي، ومنهم (عمروبن علي) ، وهو الفسوي

الحافظ، و (مجزأة بن سفيان) كما في ترجمتهما من " تهذيب المزي "، وقد روى

له الطبراني في " الأوسط " نحوثلاثين حديثا (7/26 - 41/6040 - 6067 - طبعة

المعارف) ، فترجح عندي أنه غير الكديمي، وأنه لا بأس به إن شاء الله تعالى،

وهو مما فات الشيخ الأنصاري، فلم يذكره في شيوخ الطبراني!

 

(5/72)

 

 

ثم وجدت له متابعا قويا. فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (1/545/572 -

مطبعة المدني) : حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري: نا مسعود بن مسروق

السكري: نا عثمان بن عبد الرحمن القرشي الحراني: نا سعيد بن عبد الجبار

الزبيدي عن أبي سلمة عن عبادة بن نسي ...

وهذا إسناد رجاله كلهم مترجمون في " التهذيب "؛ غير (مسعود بن مسروق) هذا،

وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال (9/191) :

" لم أر في حديثه إلا ما يشبه حديث الثقات ".

ثم تنبهت لما كنت عنه غافلا، وهو أن علة الحديث الحقيقية، إنما هي (سعيد بن

عبد الجبار الزبيدي) ، فإنه متفق على ضعفه، بل رماه أبو أحمد الحاكم بالكذب،

وشذ ابن حبان، فذكره في " الثقات " (6/365) ! وسيأتي له حديث آخر (6108) .

2054 - " لوكان العلم معلقا بالثريا، لتناوله قوم من أبناء فارس ".

ضعيف

رواه أحمد (2/420 و422 و469) ، والحارث في " مسنده " (124/1 - زوائده) ،

والغطريف كما في " جزء منتقى منه " (45/2 - 46/1) ، وابن عدي (197/1) ،

وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/4) ، و" الحلية " (6/64) عن شهر بن

حوشب عن أبي هريرة مرفوعا.

وهكذا رواه أبو المظفر الجوهري في " العوالي الحسان " (3/1) ، والشاموخي في

" جزئه " (1/2) ، والدامغاني الفقيه في " الأحاديث والأخبار " (1/115/2)

، والسلفي في " الطيوريات " (235/1) ، وابن عساكر (8/69/2) و (14/344/1

) ، وفي رواية له:

 

(5/73)

 

 

" الدين ".

قلت: وشهر ضعيف.

لكن رواه إسحاق بن بشر في " كتاب المبتدأ " (5/122/1) عن الحسن عن أبي هريرة

به.

لكن إسحاق هذا كذاب.

ورواه البغوي في " شرح السنة " (3999) عن إسحاق الدبري: حدثنا عبد الرزاق:

أنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد الأصم عن أبي هريرة مرفوعا به، وقال:

" رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق ".

قلت: لكن عنده (7/191) بلفظ:

" لوكان الدين عند الثريا، لذهب به رجل ... ".

وكذا رواه أحمد (2/309) عن عبد الرزاق به، وهو مخرج في الكتاب الآخر (1017) .

ورواه ابن حبان في " صحيحه " (2309) ، وأبو نعيم في " الأخبار " (1/5) ،

والعقيلي في " الضعفاء " (460) عن يحيى بن أبي الحجاج المنقري: حدثنا ابن

عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: " العلم "، وقال:

" يحيى بن أبي الحجاج؛ قال يحيى: ليس بشيء ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" لين الحديث ".

وتابعه السكن بن نافع عن ابن عون به.

 

(5/74)

 

 

أخرجه أبو نعيم من طريقين عن صالح بن الأصبغ: حدثنا أحمد بن الفضل: حدثنا

السكن بن نافع به.

قلت: وهذا إسناد مظلم: السكن بن نافع وصالح بن الأصبغ؛ لم أعرفهما.

وأحمد بن الفضل؛ الظاهر أنه الذي في " الجرح والتعديل " (1/1/67) :

" أحمد بن الفضل العسقلاني أبو جعفر، ويعرف بالصائغ، روى عن بشر بن بكر

ورواد بن الجراح ويحيى بن حسان، كتبنا عنه ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال ابن حزم:

" مجهول ".

وله عنده طريق أخرى: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن جبير عن أبي هريرة

به.

ورجاله ثقات غير جبير، والظاهر أنه الذي في " الجرح " (1/1/513) :

" جبير أبو صالح، روى عن أبي هريرة، روى عنه يزيد بن أبي زياد ".

وجملة القول: إن الحديث ضعيف بهذا اللفظ: " العلم ". وإنما الصحيح فيه "

الإيمان " و" الدين "، كما بين في الكتاب الآخر. والله أعلم.

2055 - " أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها راض؛ أن لها مثل

أجر الصائم القائم في سبيل الله عز وجل؟ وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل

السماء والأرض ما أخفي لها من قرة أعين، فإذا وضعت، لم يخرج من لنها جرعة،

ولم يمص من ثديها مصة؛ إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإن أسهرها

ليلة؛

 

(5/75)

 

 

كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله عز وجل.سلامة! تدرين لمن أعني هذا؟ هذا للمتعففات الصالحات المطيعات لأزواجهن، اللواتي لا يكفرن العشير ".

موضوع. رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (70/375/6729 - ط) ، والديلمي (1/2/218) ، وابن عساكر (12/300/2) عن عمروبن سعيد الخولاني عن أنس بن مالك عن

سلامة حاضنة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت:

يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير، ولا تبشر النساء، قال: أصويحباتك

دسسنك لهذا؟ قالت: أجل، هن أمرنني، قال: فذكره. وقال الطبراني:

" لا يروى إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو حديث موضوع، لوائح الوضع عليه ظاهرة، آفته الخولاني هذا. قال

الذهبي:

" حدث بموضوعات ". ثم ساق له هذا الحديث.

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/274) من رواية الطبراني في " الأوسط

"، وقال:

" قال ابن حبان، عمروبن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس؛ لا يحل

ذكره إلا على جهة الاعتبار للخواص ".

وأقره السيوطي في " اللآلىء " (2/175) .

ومن طريق الخولاني هذا رواه ابن منده في " المعرفة " (2/329/2) ، وكذا

الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " الفيض ".

 

(5/76)

 

 

2056 - " كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاث: جر نعال السيوف، وخصف (1) الأظفار،

وكشف عن العورة. وشرب بيده على فخذه ".

موضوع

رواه الهيثم بن كليب في " المسند " (ق 10/1) ، ومن طريقه ابن عساكر (

14/320/1) عن هارون بن محمد أبي الطيب: حدثنا روح بن غطيف عن صالح بن

عبد الله عن ابن الزبير عن الزبير مرفوعا.

قلت: وهذا سند واه جدا: هارون هذا؛ قال ابن معين:

" كذاب ".

وقال الساجي:

" الغالب على حديثه الوهم ".

وروح بن غطيف؛ قال النسائي:

" متروك ".

وقال أبو حاتم:

" ليس بثقة ".

وهو صاحب حديث " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم "، وقد قال فيه البخاري

: " باطل " كما في " الميزان " و" لسانه ". وقال ابن أبي حاتم (1/2/495)

عن أبيه:

" ليس بالقوي، منكر الحديث جدا ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الشاشي وابن عساكر عن الزبير،

ولم يتعقبه المناوي إلا بقوله:

__________

(1) كذا في ابن عساكر ومتن " الجامع الصغير "، ووقع في شرحه " خضب "، وكذا في " كنز العمال " (16/36/43829) ، ومطبوعة " مسند الهيثم " (1/109/49) . اهـ

 

(5/77)

 

 

" قضية كلام المصنف أنه لم يخرجه أحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز،

والأمر بخلافه، فإن أبا نعيم والديلمي خرجاه باللفظ المزبور عن الزبير

المذكور ".

2057 - " إن الله عز وجل سائل كل راع استرعاه رعية قلت أوكثرت، حتى يسأل الزوج عن

زوجته، والوالد عن ولده، والرب عن خادمه؛ هل قام فيهم بأمر الله ".

ضعيف جدا

رواه ابن عساكر (9/221/2) عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار

عن عبد الله بن عباس مرفوعا.

قلت: هذا سند ضعيف جدا من أجل خارجة. قال الحافظ:

" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".

وقد ثبت مختصرا نحوه من حديث أنس، وهو في الكتاب الآخر.

 

(5/78)

 

 

2058 - " كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته، ومأدبة الله القرآن، فلا تهجروه ".

موضوع

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/352/2012) من طريق أبي علي إسماعيل بن

محمد الصفار: حدثنا الحسن بن مكرم: حدثنا غياث: حدثنا مطرف بن سمرة بن

جندب عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته غياث، وهو ابن إبراهيم النخعي، وهو كذاب خبيث كما

قال ابن معين وغيره، وهو الذي حدث (المهدي) بخبر: " لا سبق إلا في نصل أو

خف أوحافر "، وزاد فيه: " أوجناح "؛ إرضاء للمهدي، فلما قام

 

(5/78)

 

 

قال المهدي

: " أشهد أن قفاك قفى كذاب "؛ كما في " موضوعات ابن الجوزي " (1/42 و3/78)

وغيره.

وشيخه مطرف بن سمرة، لم أجد له ترجمة.

ثم إنه يغلب على ظني أن في الإسناد سقطا بين الحسن بن مكرم وغياث، فإن بينهما

نحوقرن من الزمان، فإن الأول مات سنة (274) ، والآخر - وإن كنت لم أقف

على سنة وفاته، فهو - كان في زمان (المهدي) ، وقد توفي سنة (169) كما في

" السير " وغيره. والحسن بن مكرم والصفار الراوي عنه وثقهما الخطيب في "

التاريخ ". والله سبحانه وتعالى أعلم.

2059 - " أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وأوثق العرى كلمة التقوى،

وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف

الحديث ذكر الله جل وعلا، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها،

وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء صلى الله عليهم، وأشرف

الموت قتل الشهداء، وأعمى الضلالة ضلالة بعد الهدى، وخير العمل ما نفع،

وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب.

واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر

المعذرة عند حضرة الموت، وشر الندامة نادمة يوم القيامة، وشر الناس من لا

يأتي الجمعة إلا نزرا، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا

اللسان الكذوب، وخير الغنا غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة

مخافة الله، وخير ما ألقي

 

(5/79)

 

 

في القلب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة

من عمل الجاهلية، والغلول من جمر (كذا) جهنم، والسكر من النار، والشعر

من إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من

الجنون، وشر الكسب كسب الربا، وشر المال أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ

بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أذرع،

والأمر إلى آخرة، وملاك الأمر فرائضه، وشر الرؤيا رؤيا الكذب، وكل ما هو

آت قريب.

سباب المسلم فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله جل وعز،

وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن تألى على الله كذبه، ومن يغفر يغفر الله له،

ومن سمع المستمع سمع الله به، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره

الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يضم يضاعفه الله، ومن

يعص الله يعذبه الله، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي

- ثلاث مرات -. أستغفر الله لي ولكم ".

ضعيف.

رواه أبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " (ق 5/2 - 6/1) من

طريقين عن عبد الله بن نافع الصائغ: أخبرني عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد

ابن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد، قال: تلقيت هذه الخطبة من

في رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتبوك قال: سمعته: يقول.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن مصعب وأبو هـ فيهما جهالة؛ كما قال

الذهبي.

 

(5/80)

 

 

وعبد الله بن نافع الصائغ، ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين، كما قال الحافظ.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الدلائل "، وابن

عساكر عن عقبة بن عامر الجهني، وأبي نصر السجزي في " الإبانة " عن أبي

الدرداء، وابن أبي شيبة في " المصنف " عن ابن مسعود موقوفا. وزاد المناوي

في تخريجه فقال:

" رواه العسكري والديلمي عن عقبة، وأبو نعيم في " الحلية "، والقضاعي في "

الشهاب " عن أبي الدرداء، قال بعض شرائحه: حسن غريب ".

وقال في " التيسير " في حديث ابن مسعود الموقوف:

" وإسناده حسن ".

قلت: وفي إسناد حديث عقبة عند الديلمي (1/2/216 - 217) عبد العزيز بن عمران

، وهو متروك. ويعقوب بن محمد الزهري وأبو أمية الطرسوسي، وهما ضعيفان.

2060 - " لا وضوء كامل لمن لم يسم الله عليه ".

لا أصل له بهذا اللفظ

كما ذكره ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " (7/2) ، قال:

" هذه الرواية غريبة ".

قلت: والثابت بدون لفظة " كامل "، وقد ذكر طرقه ابن الملقن، والزيلعي في

" نصب الراية "، وابن حجر في " التلخيص "، فمن شاء الوقوف عليها فليرجع

إليها.

 

(5/81)

 

 

وكذلك أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (ق 70/2/79/1) عن كثير بن زيد عن ربيح بن

عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده مرفوعا. وقد ذكرتها بنصها في " صحيح

أبي داود " (90) ، و" إرواء الغليل " (81) .

2061 - " من وجد عين ماله عند رجل؛ فهو أحق به، ويتبع البيع من باعه ".

منكر بهذا اللفظ

رواه أبو داود (2/108) ، والنسائي (2/233) ، والدارقطني (301) ،

والطبراني في " الكبير " (6/207/6860) عن موسى بن السائب عن قتادة عن الحسن

عن سمرة بن جندب مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات، ولكنه معنعن، قتادة والحسن مدلسان،

على أن الحسن - وهو البصري - في سماعه من سمرة خلاف مشهور، فقول الحافظ في "

الفتح " (5/49) :

" أخرجه أحمد وأبو داود، وإسناده حسن " غير حسن لوجهين:

الأول: ما عرفته من التدليس، ولهذا لما نقل صديق خان في " الروضة " (2/239

) تحسين الحافظ هذا تعقبه بقوله:

" ولكن سماع الحسن عن سمرة فيه مقال معروف ".

الثاني: أن الحديث عند أحمد (5/10) دون قوله: " ويتبع البيع من باعه "،

وقال: " مفلس " بدل: " رجل ".

رواه من طريق عمر بن إبراهيم: حدثنا قتادة به.

وعمر هذا هو العبدي، وهو صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف؛ كما قال الحافظ في

" التقريب "، فأنى لإسناده الحسن؟ !

 

(5/82)

 

 

نعم؛ الحديث صحيح بلفظ أحمد لأن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا في "

الصحيحين " وغيرهما، وقد تقدم في لفظ: " من أفلس ... "، وأما الحديث مع

الزيادة التي في آخره، فهو منكر.

وقد روي الحديث من طريق آخر عن سمرة بلفظ:

" إذا ضاع للرجل متاع ... ". وقد مضى برقم (1627) .

والحديث قال الخطابي في " المعالم " (5/184) :

" هذا في الغصوب ونحوها إذا وجد ماله المغصوب والمسروق عند رجل، كان له أن

يخاصمه فيه، ويأخذ عين ماله منه، ويرجع المأخوذ منه على من باعه إياه ".

2062 - " من زوج كريمته من فاسق؛ فقد قطع رحمها ".

موضوع

رواه ابن عدي (89/2) ، وابن حبان في " المجروحين " (1/238) عن الحسن بن

محمد البلخي: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال ابن عدي:

" هذا الحديث منكر مسندا، وإنما يروى عن الشعبي قوله، والحسن بن محمد ليس

بمعروف، منكر الحديث عن الثقات ".

وقال ابن حبان:

" يروي الموضوعات، لا يجوز الرواية عنه ".

ثم غفل فأورده في " الثقات " (8/168) !

وقال أبو سعيد النقاش:

 

(5/83)

 

 

" حدث عن حميد عن أنس أحاديث موضوعة ".

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/260) ، وأقره السيوطي في "

اللآلي المصنوعة " (2/90 - طبع الأدبية) من رواية ابن حبان (يعني في "

الضعفاء ") ، وقال:

" قال ابن حبان: الحسن يروي الموضوعات، وإنما هذا من كلام الشعبي، ورفعه

باطل. قلت: وكذا قال الذهبي ".

قلت: وتبعهما ابن عراق، فأورده في " الفصل الأول " من " تنزيه الشريعة

المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " (2/200) .

ومن الغرائب قول صاحب " مختصر المشكاة " (1098) :

" رواه ابن حبان بإسناد صحيح "!

ولا أدري من الذي سبقه إلى هذا الخطأ الفاحش، ثم قلده!

2063 - " إني لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكوزوجها ".

ضعيف جدا

رواه ابن صاعد في " الأمالي " (ق 84/1) ، والطبراني في " الأوسط " (1/170/2 و7/6/6004 - ط) عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعد الإسكاف عن عبد الله بن أبي

سليمان عن سلمة بن كهيل عن أبي عبد الله الجدلي عن أم سلمة مرفوعا، وقال

الطبراني:

" لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى ".

قلت: وهو ضعيف، كما في " التقريب ". لكن شيخه سعد الإسكاف شر منه، واسم

أبيه طريف، قال الحافظ:

 

(5/84)

 

 

" متروك، ورماه ابن حبان بالوضع ".

2064 - " إن الإسلام بدأ جذعا، ثم ثنيا، ثم رباعيا، ثد سديسا، ثم بازلا ".

ضعيف.

أخرجه أحمد (3/463 و5/52) ، وأبو يعلى (1/192) ، وابن نصر في " الصلاة "

(361) عن عوف عن علقمة بن عبد الله المزني قال: حدثني فلان أنه شهد عمر بن

الخطاب يقول لرجل من جلسائه: يا فلان، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ينعت الإسلام؟ فقال: سمعته يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير " فلان " شيخ المزني، فإنه مجهول

لم يسم. وبه أعله الهيثمي (7/279) .

 

(5/85)

 

 

2065 - " اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن إبليس طلاع ورصاد، صياد، وما هو

بشيء من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء، من فخوخه في النساء ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/45) عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن

معاذ بن جبل مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصره للديلمي "، وسعيد بن سنان؛ قال في " التقريب ":

" متروك، رماه الدارقطني وغيره بالوضع ".

وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" هالك ".

 

(5/85)

 

 

2066 - " احذروا زلة العالم، فإن زلته تكبكبه في النار ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/20) عن أبي بكر محمد بن عبيد الله بن السمين: حدثنا

الحسين بن علي بن المغيرة عن محمد بن ثابت عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي

هريرة مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصره ".

ومحمد بن ثابت ضعيف، وهو العبدي البصري. ومن دونه لم أعرفهما.

 

(5/86)

 

 

2067 - " احذروا صفر الوجوه، فإنه إن لم يكن من علة أوسهر، فإنه من غل في قلوبهم

للمسلمين ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/21) عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن مهدي عن أحمد بن محمد بن

الحسن البلخي عن رجاء بن نوح البلخي عن زيد بن الخفاف عن عمران بن حدير عن

عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

بيض له الحافظ أيضا، وكذا السخاوي في " المقاصد الحسنة " (24/34) ، ومن تلاه

من بعده، مثل العجلوني في " كشف الخفاء "؛ كلهم تتابعوا على السكوت عنه،

وأغربهم صنعا قول الزرقاني في " مختصر المقاصد " (51/32) : " وارد "، ولم

يزد! ! وليته قال: " روي "! وأما المناوي، فأعله في " فيض القدير "

بـ (زيد بن حبان) - كذا وقع عنده (حبان) -، وذكر أن ابن حبان قال: "

يخالف في حديثه "، ولم يتنبه لكونه من رواية البلخي الكذاب، ولذلك تساهل في

" التيسير "، فقال في الحديث:

" فيه ضعف "!

 

(5/86)

 

 

وهو موضوع، من دون عمران بن حدير لم أعرفهم؛ غير أحمد بن محمد بن الحسن

البلخي، فقال فيه أبو القاسم الأزهري:

" كذاب ".

وقال الخطيب: " كان يظهر النسك والصلاح، ولم يكن في الحديث ثقة ".

وقد روي من حديث أنس بنحوه، وهو موضوع أيضا كما سيأتي بيانه في المجلد

الرابع عشر إن شاء الله تعالى برقم (6576) .

2068 - " احملوا النساء على أهو ائهن ".

موضوع

رواه ابن عدي (297/2) عن محمد بن الحارث: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن

البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا. وقال:

" ومحمد بن الحارث عامة ما يرويه غير محفوظ ".

ثم قال في ترجمة شيخه ابن البيلماني (298/1) :

" وإذا روى عن ابن البيلماني محمد بن الحارث فجميعا ضعيفان، والضعف على

حديثهما بين ".

قلت: وابن البيلماني روى عن أبيه نسخة موضوعة؛ كما قال ابن حبان.

 

(5/87)

 

 

2069 - " من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية ".

لا أصل له بهذا اللفظ

كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر الحلي في " منهاج السنة

" (1/26 - 27) ، وقال الحافظ الذهبي في مختصره: " المنتقى " (ص 28) تبعا

لأصله: " المنهاج ":

 

(5/87)

 

 

" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ". كما تقدم (1/525) .

قلت: والشيعة في كتبهم يتناقلون هذا الحديث تقليدا منهم لـ (الحلي) ، لكن

بعضهم يدلس، بل يكذب على المسلمين ليضلوهم، فهذا هو المدعو: روح الله

الخميني يقول في كتابه: " كشف الأسرار " (ص 197) :

" وهناك حديث معروف لدى الشيعة وأهل السنة منقول عن النبي يقول:.. " فذكره.

وهذا الذي عزاه لأهل السنة من اختلاقه، وله من مثله الشيء الكثير، كما ترى

في المجلد العاشر من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ابتداء من (4881 - 4975) ،

فقد رأيت الذهبي ومن قبله ابن تيمية يجزمان بأنه لا أصل له.

ويشير بقوله: " هكذا " إلى أن له أصلا بلفظ:

" من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية ".

رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة " (984) .

2070 - " أكرموا المعزى، وصلوا في مراحها، وامسحوا الرغام عنها؛ فإنها من دواب

الجنة (1) ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/35) عن يزيد بن عبد الملك النوفلي. سمعت عمار بن عمارة بن

فيروز يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الحافظ:

" قلت: يزيد بن عبد الملك؛ ضعيف ".

__________

(1) الأصل في النسختين " الأرض ". اهـ

 

(5/88)

 

 

قلت: ومن طريقه رواه البزار في " مسنده " (1330) ، لكن وقع عنده " داود بن

فراهيج " مكان عمار بن عمارة بن فيروز. وقال:

" يزيد ليس بالحافظ، وأشار إلى تفرده به، وهو ضعيف ".

كذا في " زوائده " لابن حجر.

وله طريق آخر عن أبي هريرة تقدم نحوه برقم (1880) .

ورواه العقيلي في " الضعفاء " (288) عن عمر بن راشد قال: حدثني يزيد بن

عبد الملك النوفلي عن أبيه عن جده المغيرة، قال:

مررت بأبي ذر وهو في قصره بعيد (1) ، فقال: فذكره مرفوعا به دون قوله: "

أكرموا المعزى ".

قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ عمر بن راشد هذا هو المديني. قال العقيلي:

" منكر الحديث ".

وقال أبو حاتم:

" وجدت حديثه كذبا وزورا ".

وقال العقيلي:

" وأما (الصلاة في مراح الغنم) ، فقد روي بإسناد جيد، وأما: (الغنم من

دواب الجنة) ، ففيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين ".

قلت: لكن له عدة طرق بدون هذه الزيادة " أكرموا المعزى "، ولذلك أوردته في

الكتاب الآخر (1128) .

ثم رأيت الحديث في " المنتخب من المسند " لعبد بن حميد (108/2) من

__________

(1) غير مقروءة في الأصل، وأسقطها الطابع أوالمحقق القلعجي (3/159) . اهـ

 

(5/89)

 

 

طريق أخرى

عن النوفلي، فقال: حدثني خالد بن مخلد: حدثني يزيد بن عبد الملك: سمعت

عبد الرحمن بن أبي محمد يحدث عن أبي بكر بن محمد بن عمروبن حزم عن أبي سعيد

الخدري مرفوعا به.

فهذا يدل على ضعف النوفلي هذا، فإنه اضطرب في روايته، فتارة يجعله من مسند

أبي هريرة، وتارة من مسند أبي ذر، وأخرى من مسند أبي سعيد الخدري.

وللزيادة طريق آخر عن أبي هريرة بلفظ:

" أحسنوا إلى الماعزة.. "، ومضى تخريجه برقم (1880) ، وعزاه ابن القيم في

" الزاد " للنسائي في " سننه "، وما أراه إلا وهما، وقال المعلقان عليه (

4/374 - المؤسسة) :

" لم نقف عليه، ولعله في (سننه الكبرى) ".

2071 - " أخاف على أمتي بعدي ثلاثا: ضلالة الأهو اء، واتباع الشهو ات، والغفلة بعد

المعرفة ".

موضوع

رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " (ق 1/8/2) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي

: حدثنا يحيى بن بسطام: حدثنا يوسف بن خالد: حدثنا سلم بن بشير أنه سمع حبيبا

المدني يحدث أنه سمع أفلح مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، يوسف بن خالد وهو السمتي؛ كذاب.

والغلابي مثله. ولعله قد توبع، فقد عزاه الحافظ في " الإصابة " لابن منده

والحكيم الترمذي وابن شاهين، وأعله بالسمتي فقط، وقال:

" وهو متروك الحديث ".

 

(5/90)

 

 

وقد وجدت له شاهدا مرسلا بنحوه، ولفظه:

" أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهو ة

البطن والفرج ".

رواه أبو عمروالداني في " الفتن " (ق 189/1 - 2) عن علي بن معبد: حدثنا

مهاجر بن عبد الله أبو أحمد القرشي عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، رجاله ثقات؛ غير مهاجر بن عبد الله هذا فلم أجد

له ترجمة.

2072 - " اختضبوا؛ فإنه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " المعرفة " (ق1/224/2) ، وعنه الديلمي (1/1/40) عن يحيى

ابن ميمون أبي أيوب القرشي: حدثنا درهم بن زياد بن درهم عن أبيه عن جده

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته يحيى بن ميمون، قال الفلاس:

" كتبت عنه، وكان كذابا ". وقال أحمد: " خرقنا حديثه ".

وقد خرجه البزار في " مسنده " (2978 - زوائده) قال: حدثنا الحسن بن الصباح

: حدثنا يحيى بن ميمون أبو أيوب التمار: حدثنا عبد الله بن المثنى عن جده يعني

ثمامة عن أنس مرفوعا به، وقال:

" رواه يحيى، ولم يتابع عليه ".

قال الهيثمي (5/160) :

" وهو متروك ".

 

(5/91)

 

 

2073 - " أخبرني جبريل أن الله عز وجل بعثه إلى أمنا حواء حين دميت، فنادت ربها: جاء

مني دم لا أعرفه، فناداها: لأدمينك وذريتك، ولأجعلنه كفارة وطهورا ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/87 - 88) من طريق الدارقطني عن محمد بن جعفر بن [دس] عن

أبي علقمة الفروي عن يحيى بن عبد الملك الهديري عن أبيه عن جده محرز بن

عبد الله عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي "، وإسناده ضعيف، يحيى بن عبد الملك

الهديري عن أبيه عن جده محرز بن عبد الله؛ لم أعرفهم.

وأبو علقمة الفروي هو الصغير، واسمه عبد الله بن هارون بن موسى بن أبي علقمة

الكبير عبد الله بن محمد. قال الذهبي:

" منكر الحديث. قاله أبو أحمد الحاكم، وقال ابن أبي حاتم: تكلم فيه ".

والحديث عزاه في " الفتح الكبير " للدارقطني في " الأفراد " عن عمر.

 

(5/92)

 

 

2074 - " اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون، سألوني أن أسكنهم، فأسكنت

المسلمين الجلس، وأسكنت المشركين الغور ".

ضعيف جدا

رواه أبو الشيخ في " العظمة " (12/28/1) ، والطبراني في " المعجم الكبير "

(1/358/1143) عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف المزني عن أبيه عن جده عن

بلال بن الحارث، قال:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فخرج لحاجته، وكان

إذا خرج لحاجته يبعد، فأتيته بإداوة من ماء، فانطلق، فسمعت عنده خصومة رجال

ولغطا لم أسمع مثلها، فجاء، فقال: بلال؟ قلت: بلال، قال: أمعك ماء؟

قلت: نعم، قال: أصبت، فأخذه مني، فتوضأ، فقلت: يا رسول الله، سمعت عندك

خصومة رجال ولغطا

 

(5/92)

 

 

ما سمعت أحد من ألسنتهم، قال: فذكره.

قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير:

" ما الجلس وما الغور؟ قال: الجلس: القرى والجبال، والغور: ما بين

الجبال والبحار، قال كثير: ما رأينا أحد أصيب بالجلس إلا سلم، ولا أصيب

أحد بالغور إلا لم يكد يسلم ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، كثير بن عبد الله هذا متروك. وبه أعله الهيثمي

في " المجمع " (1/203) .

2075 - " أخرجوا منديل الغنر من بيوتكم، فإنه بيت الخبيث، ومجلسه ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/26) عن سعيد بن خثيم: حدثنا حرام بن عثمان عن أبي الزبير

عن جابر مرفوعا به.

قال الحافظ:

" قلت: حرام متروك ".

قلت: وسعيد بن خثيم؛ وثقه ابن معين. وقال الأزدي:

" منكر الحديث ".

وقال ابن عدي:

" مقدار ما يرويه غير محفوظ "؛ كما في " الميزان ".

 

(5/93)

 

 

2076 - " ليأتين على الناس زمان عضوض، يعض المؤمن على ما في يديه، وينسى الفضل وقد

قال الله تعالى: " ولا تنسوا الفضل بينكم "، شرار يبايعون كل مضطر، وقد

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطر، وعن بيع الغرر، فإن كان

عندك خير فعد به على أخيك، ولا تزده هلاكا على هلاكه، فإن المسلم أخوالمسلم

، لا يحزنه، ولا يحرمه ".

ضعيف جدا

رواه ابن مردويه - كما في ابن كثير - عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن

عبد الله بن عبيد عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:

الأولى: عبيد الله الوصافي، فإنه ضعيف اتفاقا، بل تركه بعضهم، فقال ابن عدي

في " الكامل " (4/1631) بعد أن ساق له أحاديث منكرة، منها طرف من حديث

الترجمة كما يأتي:

" وله غير ما ذكرت، وهو ضعيف جدا، يتبين ضعفه على حديثه ".

وقال ابن حبان في " الضعفاء " (2/63) :

" منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتى إذا استمع

المستمع سبق إلى قلبه أنه كالمتعمد لها، فاستحق الترك ".

وصرح النسائي وغيره بأنه متروك، كما تقدم تحت الحديث (1211) .

قلت: ولعله مما يدل على ضعفه أنه اضطرب في روايته سندا ومتنا، فقال محمد بن

خالد الوهبي - وهو ثقة -: حدثنا الوصافي عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن

النبي صلى الله عليه وسلم:

 

(5/94)

 

 

" أنه نهى عن بيع الغرر، وعن بيع المضطر ".

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (4/323) .

والأخرى: الانقطاع بين عبد الله بن عبيد وعلي، فإنه ابن عبيد - وهو ابن

عمير - مات سنة (113) ، ومات علي سنة (40) ، فبين وفاتيهما ثلاث وسبعون

سنة. ولذلك لم يذكروا له رواية عن علي رضي الله عنه.

وقد روي الحديث من طريق أخرى عن شيخ من بني تميم قال:

" خطبنا علي بن أبي طالب قال:.... " فذكره موقوفا عليه.

أخرجه أبو داود (3382) وغيره.

وهذا الشيخ - كما ترى - لم يسم، فهو مجهول، فيمكن أن يكون هو الواسطة بين

ابن عبيد وعلي. والله أعلم.

(تنبيه) : هذا الحديث مما أورده الشيخان الحلبيان في " مختصر تفسير ابن كثير

" زاعمين أنه صحيح! وذلك مما يدل على أنه لا علم عندهما؛ لكثرة ما يصححان من

الأحاديث الواهية بغير علم ولا كتاب منير. والله المستعان. وأما أهل

المعرفة بهذا الفن؛ فهم لا يشكون في ضعف مثل هذا الحديث، فهذا هو الشيخ

الفاضل مقبل بن هادي اليماني يقول في تخريجه على " ابن كثير " (1/513) بعد أن

تكلم على رجال إسناده بإيجاز مفيد فردا فردا:

" والحديث ضعيف من أجل الانقطاع، وضعف عبيد الله بن الوليد الوصافي ".

نعم؛ قد صح من الحديث النهي عن بيع الغرر، وهو مخرج في " الإرواء " (1294)

، و" أحاديث البيوع ".

وقوله: " المسلم أخوالمسلم ". ورد في " الصحيحين " وغيرهما عن جمع من

الصحابة، وهو مخرج في " إرواء الغليل " (1321 و2490) .

 

(5/95)

 

 

2077 - " ما من رجلين اصطرما فوق ثلاث إلا طويت عنهما صحيفة الزيادات. قلت:

يا رسول الله! وما صحيفة الزيادات؟ قال: الصلاة النافلة، وما كان من

التطوع ما لم يشاكل الفرض ".

منكر

أخرجه الدولابي في " الذرية الطاهرة " (ق 20/2) عن عمر بن أبي الحريش: حدثني

إبراهيم بن رشيد عن الحارث بن حمران عبد الله بن حسن بن حسن عن أبيه عن جده

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم. من دون عبد الله بن حسن بن حسن ثلاثتهم لم

أعرفهم، وكذا رأيته في الأصل: " الحارث بن حمران عبد الله بن حسن.. "، سقط

من بينهما الواسطة أوأداة التحديث (عن) .

ويحتمل أن يكون (حمران) محرفا من (عمران) فإن ثبت ذلك فهو (الحارث بن

عمران الجعفري المدني) ، وهو ضعيف، بل قال ابن حبان (1/225) :

" كان يضع الحديث على الثقات ".

 

(5/96)

 

 

2078 - " حدثني جبريل أن الله أهبط إلى الأرض ملكا، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى انتهى

إلى باب رجل ينادي على باب الدار، فقال الملك للرجل: ما جاء بك إلى هذه الدار

؟ فقال: أخ لي مسلم زرته في الله، قال: آلله ما جاء بك إلا ذلك؟ قال: آلله

ما جاء بي إلا ذلك، قال الملك: فإني رسول الله إليك، وهو يقريك السلام،

ويقول: وجبت لك الجنة، وأيما مسلم زار مسلما، فليس إياه يزور، بل إياي

يزور وثوابه علي الجنة ".

موضوع

أخرجه الدولابي في " الذرية الطاهرة " (ق 23/1) من طريق

 

(5/96)

 

 

حفص بن عمر الفراء عن

أبي داود المكفوف عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين بن

علي بن أبي طالب عن الحسن بن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته إما جابر - وهو ابن يزيد الجعفي - وهو ضعيف

متهم. وإما أبو داود المكفوف - وهو أبو داود الأعمى: نفيع بن الحارث - وهو

به ألصق، فإنه متروك، كذبه ابن معين.

وحفص بن عمر الفراء؛ لم أعرفه.

2079 - " يا مسلم! اضمن لي ثلاثا أضمن لك الجنة: إن أنت عملت بما افترض الله عليك؛

فأنت أعبد الناس، وإن قنعت بما رزقك؛ فأنت أغنى الناس، وإن أنت اجتنبت ما

حرم الله عليك؛ فأنت أورع الناس ".

موضوع

رواه الدولابي في " الذرية الطاهرة " (24/1 - 2) من طريق سعد الإسكاف عن

الأصبغ بن نباتة عن الحسن بن علي مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته سعد الإسكاف، وهو ابن طريف الحنظلي؛ قال الحافظ:

" متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضيا ".

والأصبغ؛ متروك أيضا.

 

(5/97)

 

 

2080 - " أحسن علاقة سوطك، فإن الله جميل يجب الجمال ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (18/366/936) ، وفي " الصحابة " من

طريق ابن جريج عن أبيه عن عثمان بن محمد بن قيس قال:

 

(5/97)

 

 

" رأى أبي في يدي سوطا لا علاقة له، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال لرجل: ... " فذكره.

قال الحافظ في ترجمة قيس هذا من " الإصابة ":

" كذا أورده أبو نعيم عن الطبراني، وتبعه أبو موسى، وظاهره أن الحديث من

رواية محمد بن قيس، إلا إن كان أطلق على الجد أبا، فيكون الحديث من رواية

عثمان عن قيس، ورأيت في نسخة قديمة بين عثمان ومحمد ضبة، فكأنه كان عن

عثمان عن محمد بن قيس عن أبيه ".

قلت: وسواء كان هذا أوذاك، فالإسناد ضعيف، عثمان هذا وأبو هـ لم أجد من

ترجمهما. ووالد ابن جريج مجهول، وقال الحافظ:

" لين ".

وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5/134) :

" رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم ".

2081 - " أحسنوا، فإن غلبتم فكتاب الله وقدره، لا تدخلوا (اللو) ؛ فإن من أدخل (

اللو) عليه، دخل عليه عمل الشيطان ".

ضعيف جدا

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (12/255) عن عمار بن نصر: حدثنا محمد بن

شعيب بن شابور قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله أن (الأصل: ابن) صفوان بن سليم

أخبره، أن عطاء بن يسار أخبره عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب مرفوعا.

قلت: هذا إسناد ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله؛ الظاهر أنه ابن أبي فروة

المدني، وهو متروك كما قال الحافظ.

 

(5/98)

 

 

2082 - " إنكم قادمون على إخوانكم، فأحسنوا لباسكم، وأصلحوا رحالكم، حتى تكونوا

كأنكم شامة في الناس، إن الله لا يحب الفحش والتفحش ".

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/379 - 380 - طبع الحلبي) ، والحاكم (4/183) ، وأحمد (

4/180) ، وكذا ابن المبارك في " الزهد " (رقم 853) ، وابن أبي شيبة (

5/345) ، والطبراني في " الكبير " (6/94/ رقم 5616) ، وابن عساكر في "

التاريخ " (3/249) من طريق هشام بن سعد عن قيس بن بشر التغلبي قال:

" كان أبي جليسا لأبي الدرداء رضي الله عنه بدمشق، وبها رجل من أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار يقال له ابن الحنظلية، وكان

متوحدا، قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، فإذا انصرف، فإنما هو تكبير

وتسبيح وتهليل، حتى يأتي أهله، فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فسلم

، فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك! فقال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ... " فذكره. والسياق للحاكم، وقال:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وهذا من عجائبه، فقد قال في ترجمة قيس

ابن بشر:

" عن أبيه، لا يعرفان "!

وانظر تعليقي على " رياض الصالحين " (ص 331 - 332/ الطبعة الأولى الشرعية) .

(تنبيه) : أورد السيوطي الحديث في " الجامع " دون طرفيه، وعزاه للحاكم وحده

، ولم أره عنده بغير اللفظ المذكور أعلاه. وهو من الأحاديث التي حذفها (

حسان) من طبعته لـ " الرياض " دون أن ينبه على ذلك، وله من مثله كثير! !

 

(5/99)

 

 

2083 - " احضروا موتاكم، ولقنوهم لا إله إلا الله، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من

الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون من ابن

آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده؛ لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة

بالسيف، والذي نفسي بيده؛ لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على

حياله ".

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/186) عن أحمد بن أبي الطيب أبي سليمان:

حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال:

" لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل ".

قلت: وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فإن أبا معاذ هذا

بصري، وهو صدوق له أوهام.

وأحمد بن أبي الطيب، قال الحافظ:

" صدوق حافظ، له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم، وما له في البخاري سوى حديث

واحد متابعة ".

 

(5/100)

 

 

2084 - " أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر ".

موضوع بلفظ (مؤنسي)

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (4/303 و5/25 - 26) ، والديلمي في " مسنده " (1/1/77 - 78 - مختصره) ، وابن عساكر في " التاريخ " (9/327) عن محمد بن يونس بن موسى عن

 

(5/100)

 

 

إسماعيل بن سنان أبي عبيدة العصفري قال: حدثنا مالك عن طلحة

ابن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا، وقال أبو نعيم:

" غريب من حديث سعيد وطلحة ومالك، لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة ".

قلت: قال ابن أبي حاتم (1/1/176) عن أبيه:

" ما بحديثه بأس ".

لكن الراوي عنه محمد بن يونس - وهو الكديمي - متهم بالوضع، فالحديث واه بمرة

، لكن يبدو أن الكديمي لم يتفرد به، فقد قال الهيثمي في " المجمع " (9/42)

وقد ساق الحديث:

" رواه عبد الله، ورجاله ثقات ".

قلت: ولا يعقل أن يكون عند عبد الله - يعني ابن الإمام أحمد - من طريق

الكديمي، ثم يخفى حاله على الهيثمي!

ثم إن الحديث لم أره في " المسند "، ولا هو في ترجمة (طلحة بن مصرف..) من

" جامع السنن والمسانيد " لابن كثير (30/272 - 275) ، وإنما رواه عبد الله

في زوائد " فضائل أبيه " (1/396/603) ، ومن طريق الكديمي أيضا. والله أعلم.

واعلم أنني إنما أوردت الحديث هنا لقوله: " مؤنسي "، وإلا فسائره صحيح

مشهور:

أما الصحبة؛ فبنص القرآن الكريم.

وأما جملة الخوخة؛ ففي حديث ابن عباس قال:

 

(5/101)

 

 

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه.. الحديث ثم قال:

" إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو

كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا كل خوخة

في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر ".

أخرجه البخاري (467) ، والنسائي في " الكبرى " (5/35/8102) ، وابن حبان (6821) ، وغيرهم ممن ذكروا في " الصحيحة " (2214) ، وعزاه المعلق على "

فضائل الصحابة للإمام أحمد " (1/71) للترمذي، وما أراه إلا وهما، وإنما

عنده حديث أبي سعيد الذي أذكره قريبا.

وأما أحاديث الصحبة؛ فكثيرة، من أصحها حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ:

" إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولوكنت متخذا خليلا.. "

الحديث نحوالذي قبله.

أخرجه الشيخان، والترمذي (3661) ؛ وصححه، والنسائي (8103) ، وابن

حبان (6822) ، وابن سعد (2/227) ، وابن أبي شيبة (12/6/11975) ، وأحمد

(3/18) .

2085 - " إني عند الله (وفي رواية: عبد الله) في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن

آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى

قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى

أمهات النبيين صلوات الله عليهم ".

 

(5/102)

 

 

ضعيف.

أخرجه أحمد (4/128) ، والبزار (كشف - 2365) ، والطبري في " تفسيره " (

رقم 2071 - 2073) ، وأبو نعيم في " الحلية " (6/89 - 90) ، والحاكم (

2/600) ، وابن عساكر (1/157) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد

عن العرباض بن سارية مرفوعا. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ".

ورده الذهبي بقوله:

" قلت: أبو بكر ضعيف ".

قلت: وقد خولف في إسناده كما يأتي.

وسعيد بن سويد، قال ابن أبي حاتم عن أبيه (2/1/240) :

" صدوق، وكان يدلس، يكثر ذاك. يعني التدليس ".

قلت: وقد عنعنه.

وتابعه معاوية بن صالح، لكنه خالفه في إسناده، فقال: عن سعيد بن سويد

الكلبي عن عبد الأعلى (وقال بعضهم: عبد الله) بن هلال السلمي عن عرباض بن

سارية به.

أخرجه ابن حبان (2093 - الموارد) ، وأحمد (4/127) ، وابن سعد في "

الطبقات " (1/149) ، والطبري، وابن عساكر.

قلت: وعبد الأعلى هذا أورده ابن أبي حاتم (3/25) من رواية ابن سويد هذا فقط

عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فالإسناد ضعيف. وذكره ابن حبان في "

الثقات " (5/128) .

 

(5/103)

 

 

وقد أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان

عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن

نفسك، فقال: " دعوة أبي إبراهيم ... " الحديث نحوه؛ دون قوله:

" وكذلك ... ". وهي رواية عبد الأعلى المتقدمة. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وإنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن

إسحاق.

نعم؛ الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة:

" وكذلك ترى ... "، فانظر حديث:

" أنا دعوة إبراهيم ... " (1546 و1925) من " الصحيحة ".

2086 - " أنا رسول من أدركت حيا، ومن يولد بعدي ".

ضعيف

رواه ابن سعد (1/191) عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قلت: وسنده صحيح، ولكنه مرسل، والحسن هو البصري، وهو سيىء الإرسال.

 

(5/104)

 

 

2087 - " إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال ".

ضعيف

رواه البغوي في " شرح السنة " (3622 و3623) عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن

أبيه عن جابر رفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من أجل يوسف هذا. قال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف ".

 

(5/104)

 

 

وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: صالح الحديث ".

ويغني عنه حديث أبي هريرة:

" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". وهو مخرج في " الصحيحة " (رقم 45) .

2088 - " اتقوا صاحب هذا الوجع: الجذام، كما يتقى السبع؛ إذا هبط واديا فاهبوا غيره ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (4/117) ، وابن عبد البر في " التمهيد " (1/52 - 53) من

طريقين عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد

قال:

" أمرني يحيى بن الحكم على (جرش) ، فقدمتها، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر

حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام: " اتقوه

كما ... "، فقلت لهم: والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم، فلما

عزلني عن (جرش) ، قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن جعفر، فقلت: يا أبا

جعفر، ما حديث حدثني به عنك أهل (جرش) [ثم حدثته الحديث] ؟ قال: فقال:

كذبوا والله، ما حدثتهم هذا، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يؤتى بالإناء فيه

الماء، فيعطيه معيقيبا، وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع، فيشرب منه، ثم

يتناوله عمر من يده، فيضع فمه موضع فمه، حتى يشرب منه، فعرفت [أنه] إنما

يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شيء من العدوى ".

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، فهو إسناد جيد، قد صرح فيه ابن إسحاق

 

(5/105)

 

 

بالتحديث

، لولا جهالة الذين حدثوا محمودا بالحديث عن عبد الله بن جعفر، وتكذيب هذا

إياهم، ومع كونه ليس صريحا بأنهم كلهم تلقوه عنهم مباشرة، ولم يأخذه بعضهم

عن بعض.

أقول هذا، لأنهم لوأخذوه عنه مباشرة؛ لم تضرهم الجهالة، لكونهم جماعة،

ومن التابعين، ولم يضرهم أيضا التكذيب المذكور، لأنه يحتمل أن عبد الله بن

جعفر بعد أن حدث بالحديث نسيه، وحفظه أولئك عنه، وله أمثلة قد ذكرت بعضها

في كتب المصطلح، وألف في ذلك الخطيب البغدادي كتابا خاصا، لا سيما

وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه استند في التكذيب على صنيع عمر، وليس فيه ما

يوجب تكذيب الحديث - لوثبت - لأمرين اثنين:

الأول: أنه موقوف، والحديث مرفوع، والترجيح في هذه الحالة للمرفوع، ولا

عكس.

والآخر: أن الموقوف يحمل على قوة التوكل والاعتماد على الله كما في حديث "

كل ثقة بالله وتوكلا على الله "، قاله للمجذوم، وأكل معه في قصعة واحدة،

وإن كان إسناده ضعيفا كما بينته فيما تقدم (1144) .

ويؤيد ما ذكرنا أنه قد صح قوله صلى الله عليه وسلم: " فر من المجذوم فرارك من

الأسد " كما بينته في " الصحيحة " (783) ، فإن لم يحمل فعل عمر على ما ذكرنا

؛ تضارب مع هذا الحديث الصحيح، فإن لم يوفق بينهما بنحوما ذكرنا، فالحجة مع

الحديث كما لا يخفى، وهو شاهد قوي في المعنى لحديث الترجمة، لولا أن فيه

زيادة في اللفظ، ألا وهو قوله:

" إذا هبط واديا، فاهبطوا غيره ".

 

(5/106)

 

 

فهذا مع ما سبق بيانه من الجهالة وغيره، هو الذي دعاني إلى إيراد الحديث في

هذا الكتاب، دون الكتاب الآخر. والله أعلم.

2089 - " احفظ ود أبيك، لا تقطعه، فيطفىء الله نورك ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (40) : حدثنا عبد الله بن صالح قال:

حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر:

" مر أعرابي في سفر، فكان أبو الأعرابي صديقا لعمر رضي الله عنه، فقال

للأعرابي (1) : ألست ابن فلان؟ قال: بلى، فأمر له ابن عمر بحمار كان يستعقب

، ونزع عمامته عن رأسه، فأعطاه، فقال بعض من معه: أما يكفيه درهمان؟ فقال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن صالح،

فهو من رجال البخاري وحده، وفيه ضعف معروف من قبل حفظه.

ومما يدلك على ذلك؛ أنه قد خالفه في إسناده ومتنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد،

فقال: حدثنا أبي والليث بن سعد جميعا عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد

عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر:

أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة

يشد بها رأسه، فبينما هو يوما على ذلك الحمار، إذ مر به أعرابي، فقال: [له

ابن عمر] : ألست ابن فلان بن فلان؟ قال: بلى، فأعطاه الحمار، وقال: اركب

هذا، والعمامة؛ قال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر الله

__________

(1) الأصل (الأعرابي) ، والتصحيح من الزيادة الآتية في حديث مسلم، وهي لأحمد، ومن رواية " الشعب " للبيهقي. اهـ.

 

(5/107)

 

 

لك:

أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك، فقال:

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" إن من البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي ". وإن أباه كان صديقا لعمر.

أخرجه مسلم (8/6) ، وأحمد (2/88 و91) ، والبخاري في " الأدب المفرد "

عقب حديث الترجمة.

فهذا هو المحفوظ من لفظ الحديث، أخطأ فيه عبد الله بن صالح، فرواه باللفظ

الأول، ولعله اشتبه عليه بما حدث به سعد بن عبادة الزرقي أن أباه قال:

" كنت جالسا في مسجد المدينة مع عمروبن عثمان، فمر بنا عبد الله بن سلام

متكئا على ابن أخيه، فنفذ عن المجلس، ثم عطف عليه، فرجع عليهم، فقال: ما

شئت عمروبن عثمان! مرتين أوثلاثا، فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم

بالحق إنه لفي كتاب الله عز وجل، مرتين -: لا تقطع من كان يصل أباك، فيطفأ

بذلك نورك ".

أخرجه البخاري في " الأدب " أيضا (42) ؛ ورجاله ثقات، إلا أن ابن عبادة هذا

لم يوثقه غير ابن حبان، فهذا أصل الحديث، أي أنه من الإسرائيليات. والله

سبحانه وتعالى أعلم.

وحديث الترجمة رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/246/2/8797 - بترقيمي)

من الوجه المذكور، وعلقه البيهقي في " الآداب " (ص 31 - 32) ، وعزاه الأخ

المعلق عليه لـ " البيهقي في (السنن) "، ولم أره فيه، فلعله خطأ مطبعي،

فإنه وصله في " الشعب " (6/200/7898) بتمامه. وقال الهيثمي (8/147) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وإسناده حسن "!

 

(5/108)

 

 

2090 - " أبو بكر مني، وأنا منه، [وأبو بكر] أخي في الدنيا والآخرة ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/78) عن عبد الرحمن بن عمروبن جبلة: حدثتنا عباسة

المجاشعية: سمعت أم حبيبة الرقاشية تحدث عن عائشة مرفوعا.

وقال الحافظ في " مختصره ":

" قلت: عبد الرحمن كذبوه ".

قلت: وقال الدارقطني:

" متروك يضع الحديث ".

 

(5/109)

 

 

2091 - " أبعد الناس من الله يوم القيامة القاضي الذي يخالف إلى غير ما يأمر به ... "

الحديث بطوله.

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/81) عن محمد بن الحسين العسقلاني عن محمد بن أحمد المقرئ

عن عبد الله بن أبان بن شداد عن أبي الدرداء هاشم بن محمد عن عمروبن بكر عن

ثور عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته عمروبن بكر، وهو السكسكي الشامي، اتفقوا

على تضعيفه، وقال ابن حبان:

" روى الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة ".

وقال الذهبي في " الميزان ":

" واه ".

 

(5/109)

 

 

ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه، ثم قال:

" قلت: أحاديثه شبه موضوعة ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" متروك ".

وأبو الدرداء هاشم بن محمد لم أجد له ترجمة كما كنت ذكرت تحت الحديث المتقدم (

197) ، وهو رواية السكسكي هذا كما في " التهذيب "، فالظاهر أنه معروف،

فينبغي أن تكون له ترجمة في " تاريخ ابن عساكر "، ولكن النسخة التي في "

الظاهرية " منه فيها خرم، فإن المجلد السابع عشر ينتهي بترجمة " هارون ابن عمر

... "، والمجلد الثامن عشر يبتدىء بترجمة " لاحق بن الحسين "!

ومن دونه لم أعرفهم.

والحديث أعله المناوي بالسكسكي هذا، فقال:

" أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال ابن عدي: له مناكير، واتهمه ابن حبان

بالوضع ".

ثم وجدت ترجمة هاشم بن محمد هذا في " ثقات ابن حبان " (9/244) برواية اثنين

آخرين عنه؛ فإن الفضل هذا متهم بالكذب.

2092 - " [يا] أيها الناس! مروا بالمعروف، وانهو اعن المنكر قبل أن تدعوا الله؛

فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه؛ فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا، ولا يقرب أجلا،

 

(5/110)

 

 

وإن الأحبار من اليهو د

والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لعنهم الله

على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/217/1389) ، ومن طريقه أبو نعيم في

" الحلية " (8/287) ، والأصبهاني في " الترغيب " (1/157/299) من طريق

إبراهيم بن إبراهيم بن دنوقا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي: حدثنا عبد الله

ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن

عمر عن أبيه مرفوعا. والسياق للأصبهاني، والزيادة للطبراني، وقال:

" تفرد به ابن دنوقا ".

قلت: وهو ثقة. كما قال الدارقطني وابن حبان، ومن فوقه ثقات؛ غير (

الرازي) هذا، فلم أجد له ترجمة، وقد ذكره المزي في الرواة عن (عبد الله بن

عبد العزيز العمري) .

وقال المنذري (3/171) :

" رواه الأصبهاني عن ابن عمر مرفوعا ".

وأشار إلى ضعفه. وقال الهيثمي (7/266) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه من لم أعرفهم ".

قلت: كلهم ثقات غير (الرازي) ، فتنبه. وقد جاء مفرقا في أحاديث، فانظر:

" ألا لا يمنعن أحدكم ... "، وهو صحيح مخرج في " الصحيحة " (168) . و" كان

من كان قبلكم من بني إسرائيل ... "، ومضى تخريجه برقم (1105) .

 

(5/111)

 

 

2093 - " خير الناس أتقاهم للرب، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن

المنكر ".

ضعيف

رواه أحمد (6/431 - 432) ، وابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر " (54/2) ، والبيهقي في " الزهد " (107/1) عن شريك عن سماك عن

عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب، قالت: قلت

: يا رسول الله! من أخير الناس؟ قال: أتقاهم للرب ... ، الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:

الأولى: زوج درة لم أعرفه.

الثانية: عبد الله بن عميرة، وهو الكوفي مجهول.

الثالثة: شريك، وهو ابن عبد الله القاضي، وهو ضعيف لسوء حفظه.

(تنبيه) : زاد أحمد في أوله: " أقرؤهم ".

 

(5/112)

 

 

2094 - " رحم الله أبا بكر؛ زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا من

ماله. رحم الله عمر؛ يقول الحق وإن كان مرا، تركه الحق وماله صديق. رحم

الله عثمان؛ تستحييه الملائكة، رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار ".

ضعيف جدا

رواه الترمذي (2/298) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 420) ، وابن أبي عاصم

في " السنة " (1232 و1246 و1286) مفرقا، وكذا الحاكم (3/72 و124 و125

) ، وأبو نعيم في " المعرفة " (1/23/2) ، وابن

 

(5/112)

 

 

عبد البر في " التمهيد " (3/37/1) ، والقاضي أبو يعلى الفراء في " الخامس من الأمالي " (29 - 30) ،

وابن عساكر (12/179/1 و13/16/1) عن المختار بن نافع عن أبي حيان التيمي عن

أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين

" (38/ الحديث 24) ، وقال:

" هذا حديث حسن صحيح (كذا الأصل) ".

كذا قال، والمختار بن نافع؛ قال النسائي وغيره:

" ليس بثقة ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال ابن حبان:

" منكر الحديث جدا ".

ثم ساق له هذا الحديث. وقال العقيلي:

" لا يعرف إلا به ".

ولذلك ضعفه الترمذي بقوله:

" حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير

الغرائب، وأبو حيان التيمي: اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، كوفي ثقة ".

وأما الحاكم فقال:

 

(5/113)

 

 

" صحيح على شرط مسلم ".

فتعقبه الذهبي في الموضع الآخر، فقال:

" كذا قال، ومختار ساقط. قال النسائي وغيره: ليس بثقة ".

ورواه ابن عساكر (11/91/1) من طريق الحاكم بإسناد آخر له عن علي بن عاصم:

نا أبو حيان التيمي عن حبة بن جون العرني قال: قال علي بن أبي طالب مرفوعا

بتمامه.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للترمذي بزيادة: " وجهز جيش العسرة،

وزاد في مسجدنا حتى وسعنا " بعد قوله: " الملائكة "، وليست هذه الزيادة عند

الترمذي، ولا عند غيرنا ممن ذكرنا، وقد عزاه في " الجامع الكبير " لأبي

نعيم أيضا في " معرفة الصحابة "، وإنما هي عند ابن عساكر من الطريق الأخرى،

التي فيها (علي بن عاصم) ، وهو الواسطي. قال الحافظ:

" صدوق يخطىء ويصر ".

2095 - " ولدت في زمن الملك العادل. يعني أنوشروان ".

باطل لا أصل له

قال البيهقي في " شعب الإيمان " (2/97/1) :

" يرويه بعض الجهال عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وتكلم في بطلانه الحليمي

رحمه الله. وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ (صاحب المستدرك) قد تكلم أيضا

في بطلان هذا الحديث، ثم رأى بعض الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم في

المنام، فحكى له ما قال أبو عبد الله، فصدقه في تكذيب هذا الحديث وإبطاله،

وقال: ما قلته قط ".

 

(5/114)

 

 

2096 - " لا تجعلوا آخر طعامكم ماء ".

لا أعرف له أصلا

وإن اشتهر في العصر الحاضر على الألسنة، وكثر السؤال عنه، ويخالفه حديث

أبي هريرة قال:

خرجت يوما من بيتي إلى المسجد، لم يخرجني إلا الجوع، فوجدت نفرا من أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالوا: يا أبا هريرة، ما أخرجك هذه الساعة؟

فقلت: ما أخرجني إلا الجوع، فقالوا: نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع، فقمنا

؛ فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بكم هذه الساعة؟

فقلنا: يا رسول الله، جاء بنا الجوع، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه

وسلم بطبق فيه تمر، فأعطى كل رجل منا تمرتين، فقال:

" كلوا هاتين التمرتين، واشربوا عليهما من الماء، فإنهما ستجزيانكم يومكم

هذا ".

قال أبو هريرة: فأكلت تمرة، وجعلت تمرة في حجرتي (1) فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة، لم رفعت هذه التمرة؟ فقلت: رفعتها لأمي

، فقال: " كلها، فإنا سنعطيك لها تمرتين "، فأكلتها فأعطاني لها تمرتين.

أخرجه ابن سعد (4/328 - 329) عن محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة.

قلت: ورجاله ثقات؛ غير هلال والد محمد، وهو ابن أبي هلال المدني؛ قال

الذهبي:

" لا يعرف ".

__________

(1) كذا الأصل بالراء، والظاهر الذي يقتضيه السياق أنه بالزاي، وهي الإزار من الوسط، وموضع التكة من السراويل. اهـ.

 

(5/115)

 

 

2097 - " من أمر بمعروف، فليكن أمره بمعروف ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/99/7603) من طريق أبي العباس بسنده عن

سلم بن ميمون الخواص عن زافر: حدثني المثنى بن الصباح عن عمروبن شعيب عن

أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء:

الأول: المثنى بن الصباح؛ قال الحافظ:

" ضعيف، اختلط بأخرة، وكان عابدا ".

الثاني: زافر، وهو ابن سليمان الإيادي؛ قال الحافظ:

" صدوق كثير الأوهام ".

الثالث: سلم هذا، شديد الضعف. قال ابن عدي:

" ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة، وهو من كبار الصوفية. قال: ولعله كان يقصد

أن يصيب فيخطئ في الإسناد والمتن، فإن الحديث لم يكن من عمله ".

وقال أبو حاتم:

" لا يكتب حديثه ".

والحديث عزاه العراقي في " تخريج الإحياء " (2/292) للبيهقي في " الشعب " من

رواية عمروبن شعيب ... وسكت عمن دونه من الضعفاء، فما أصاب.

وعزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (2/228/1) للديلمي فقط عن ابن عمرو!

وفي " الصغير " لـ " الشعب ".

 

(5/116)

 

 

وقد سبق تخريجه من رواية أبي العباس الأصم برقم (590) ، وهو شيخ شيوخ

البيهقي فيه، وقد قدر لي إعادة تخريجه هنا سهو ا؛ لأضم إليه طريقا أخرى عثرت

عليها في كتاب ابن وضاح القرطبي " البدع والنهي عنها " (ص 92) لأتكلم عليها.

أخرجه من طريق بقية قال: أنا إسحاق بن مالك الحضرمي قال: حدثني أبو نزار

القرشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد مظلم.

أبو نزار لم أعرفه.

والحضرمي، قال في " الميزان ":

" هو من شيوخ بقية، قال الأزدي: ضعيف ".

2098 - " إن الله يحب ابن عشرين إذا كان شبيه ابن الثمانين، ويبغض ابن الستين إذا

كان شبه عشرين ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/248) عن داهر بن نوح عن درست بن زياد عن علي بن الجهم عن

شداد بن أوس البصري عن عمر بن عثمان بن عفان عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه، داهر بن نوح ودرست بن زياد ضعيفان.

وعلي نب الجهم وشداد بن أوس البصري - وهو غير الصحابي - لم أجد من ترجمهما.

وعمر بن عثمان، الصواب: عمروبن عثمان، وهو ثقة.

 

(5/117)

 

 

2099 - " إذا أراد الله بقوم خيرا مد لهم في العمر، وألهمهم الشكر ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/96) عن عنبسة بن سعيد عن أشعث الحداني عن أبي يزيد عن

أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عنبسة هذا وهو القطان الواسطي أوالبصري؛ قال

الذهبي في " الضعفاء ":

" قال الفلاس: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف ".

 

(5/118)

 

 

2100 - " ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل، والمقارضة، وأخلاط الشعير بالبر للبيت

؛ لا للبيع ".

منكر

رواه ابن ماجه (2289) ، والعقيلي في " الضعفاء " (258 و276) ، وابن

عساكر في " التاريخ " (7/166/2) عن نصر بن القاسم: حدثنا عبد الرحيم بن داود

عن صالح بن صهيب عن أبيه مرفوعا، وقال العقيلي:

" عبد الرحيم بن داود: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

وقال في الموضع الآخر:

" إسناده مجهول فيه نظر ".

وقال الذهبي:

" لا يعرف، وحديثه يستنكر، تفرد عنه نصر بن قاسم ".

وقال في موطن آخر (2/251) :

" إسناد مظلم، والمتن باطل ".

 

(5/118)

 

 

قلت: ونصر مجهول أيضا كما في " التقريب ".

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/248 - 249) من طريق العقيلي،

وقال:

" موضوع ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2/152) ، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (

2/195) بإخراج ابن ماجه إياه، وقول الذهبي: " إنه حديث واه "!

قلت: وهذا تعقب هزيل لا يساوي شيئا، فابن ماجه لم يدع أن كتابه معصوم من

الموضوع، ولوادعى؛ فالواقع يخالفه، فإن فيه غير ما حديث موضوع، والذهبي

قد قال فيه أيضا: منكر. وقال: باطل. ولا منافاة بين أقواله الثلاثة، كما

لا يخفى على أهل المعرفة، فإنه يعني: ضعيف السند، باطل المتن منكره.

وقد الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام ":

" رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف ".

2101 - " اجتنبوا الكبر، فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله: اكتبوا عبدي هذا من

الجبارين ".

ضعيف جدا

رواه ابن عدي في " الكامل " (5/165) ، والديلمي (1/1/40) عن عثمان بن أبي

العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، علي بن يزيد، وهو الألهاني؛ أورده الذهبي في "

الضعفاء "، وقال:

" قال النسائي والدارقطني: متروك ".

 

(5/119)

 

 

وعثمان بن أبي عاتكة؛ قال الذهبي:

" صويلح، ضعفه النسائي وغيره ".

وذكر في " الميزان " عن الإمام أحمد أنه قال:

" لا بأس به، بليته من علي بن يزيد ".

والحديث أخرجه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق "، وعبد الغني بن سعيد في

" إيضاح الإشكال "، وابن عدي من هذا الوجه عن أبي أمامة؛ كما في " فيض

القدير ".

2102 - " احفظ ما بين لحييك وبين رجليك ".

ضعيف بهذا اللفظ

أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " (51/4/1) من طريق أبي يعلى عن إبراهيم

ابن إسحاق: حدثنا عقال بن شبة: حدثني أبي عن جدي عن أبيه أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال له: فذكره، قال: فوليت وأنا أقول: حسبي.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، عقال بن شبة ذكره ابن حبان في " الثقات " (

8/526 - 527) بروايته عن أبيه، وقال:

" روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن رواحة المزني ".

قلت: ولم يترجم لإبراهيم هذا! فهو مجهول عن مجهول.

أما أبو عقال، فهو شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية المجاشعي. قال ابن أبي حاتم

(2/1/385) :

" روى عن أبيه عن جده. روى عنه إبراهيم بن إسحاق المدني ".

 

(5/120)

 

 

كذا قال، وإنما روى إبراهيم هذا عن عقال بن شبة، وليس عن شبة نفسه؛ كما

تراه في هذا الإسناد. وعليه فقوله فيه: " عن جدي "، يعني عقال بن صعصعة،

وذكره ابن حبان أيضا في " الثقات " (5/284) .

وأبو هـ (صعصعة بن ناجية) ذكروه في الصحابة، ومنهم ابن حبان، وعلق له هذا

الحديث (3/194) .

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي يعلى وابن قانع وابن منده والضياء

عن صعصعة المجاشعي، وبيض لإسناده المناوي. وعزاه لأبي يعلى الحافظ أيضا في

" المطالب العالية " (3/191/3225) . وذلك يعني أنه في " المسند الكبير "

لأبي يعلى، ولهذا لم يقع في " المسند " المطبوع، ولم يذكره الهيثمي في "

المقصد العلي " خلافا لعادته. والله أعلم.

ورواه ابن الأعرابي في " معجمه " من هذا الوجه كما في " الإصابة " بلفظ:

" من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة ".

وهو بهذا اللفظ صحيح، له شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به، إلا

أنه قال: من يضمن ... "، والباقي مثله سواء ".

أخرجه البخاري (4/125) .

2103 - " احفظوني في أصحابي، فمن حفظني فيهم، كنت له يوم القيامة وليا وحافظا ".

ضعيف

أخرجه ابن عدي (ق 58/1 و2/158 - ط) : حدثنا جعفر بن أحمد بن بيان: حدثنا

نعيم بن حماد: حدثنا أبو معاوية الضرير عن محمد بن خالد الضبي عن عطاء بن أبي

رباح عن ابن عباس مرفوعا. وقال:

 

(5/121)

 

 

" وهذا الحديث يرويه أبو معاوية مرسلا، ولا يذكر في إسناده " عن ابن عباس "

، وغنما أوصله (!) جعفر بن بيان هذا. (قال:) وعامة أحاديثه موضوعة ".

قلت: ونعيم بن حماد متهم أيضا، ولكن جزم ابن عدي بوروده مرسلا؛ منع من

الحكم عليه بالوضع، لا سيما وقد رواه الشيرازي في " الألقاب " عن أبي سعيد

مرفوعا نحوه كما في " الجامع الكبير " (1/25/2) ، وزاد:

" ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله منه، ومن تخلى منه يوشك أن يأخذه ".

لكن قوله: " احفظوني في أصحابي " صحيح، ثبت في حديث آخر من رواية عمر

رضي الله عنه، وهو مخرج في " الصحيحة " (1116) .

2104 - " احفظوني في أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم؛ حفظه الله في الدنيا والآخرة

، ومن لم يحفظني فيهم؛ تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه، أوشك أن يأخذه ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/22) عن محمد بن القاسم عن أبي عبيدة الحداد عن عبد الله بن

عبد الرحمن عن عياض الأنصاري مرفوعا.

بيض له الحافظ في " مختصره "، وقد ذكر في ترجمة محمد بن القاسم من " الإصابة

" أنه الأسدي أحد الضعفاء، وأنه أخرجه من طريقه أيضا الطبراني وغيره. وقال

فيه في " التقريب ":

" كذبوه ".

وعبد الله بن عبد الرحمن هو الأنصاري المدني، وهو مجهول؛ وإن ذكره ابن

حبان في " الثقات ".

 

(5/122)

 

 

والحديث في " المعجم الكبير " للطبراني (17/369/1012) من طريق الأسدي

المذكور بسند آخر له عن عياض الأنصاري، وقال الهيثمي في " المجمع " (10/16) :

" رواه الطبراني، وفيه ضعفاء جدا، وقد وثقوا "!

وانظر الاستدراك الذي في آخر الذي قبله.

2105 - " أحق ما صليتم عليه أطفالكم ".

ضعيف

أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/292) ، والبيهقي في " السنن " (4/9)

عن عبد السلام بن حرب عن ليث عن عاصم عن البراء بن عازب، قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عاصم لم أعرفه.

وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف لاختلاطه.

وفي " الفيض ":

" رمز المؤلف لصحته، وهو زلل، فقد تعقبه الذهبي في " المهذب "، فقال: ليث

لين، وعاصم لا يعرف. فالصحة من أين؟ ! بل والحسن من أين؟ ! "

قلت: وقد أشار البيهقي نفسه إلى تضعيفه كما يأتي، ولعل الصواب فيه الوقف،

فقد أخرجه البيهقي بإسناد رجاله ثقات عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر الصديق

رضي الله عنه قال:

" صلوا على أطفالكم، فإنهم أحق من صليتم عليه ".

وهو منقطع بين سعيد وأبي بكر. ثم قال البيهقي:

 

(5/123)

 

 

" وقد روي هذا من وجه آخر مرفوعا ".

ثم ساقه من الوجه الأول، وقد أشار بهذا القول إلى تضعيفه، وهو ظاهر.

وفي الباب ما يغني عنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:

".. والطفل يصلى عليه ".

وهو مخرج في " أحكام الجنائز " (ص 73) .

2106 - " ما من دعاء أحب إلى الله من قول العبد: اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة ".

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (238) ، وابن عدي (ق 234/2 و4/313 - ط) ،

والخطيب (6/157) عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن سعيد بن

المسيب عن أبي هريرة مرفوعا. وقال العقيلي:

" عبد الرحمن هذا مجهول بالنقل لا يقيم الحديث. وفي هذا رواية من غير هذا

الوجه أيضا يقارب في الضعف ".

وفي " الميزان ":

" لا يعرف، وله رواية عن أبيه ".

وقال ابن عدي:

" يحدث بالمناكير "، ثم ساق له هذا الحديث، وقال:

" كأنه موضوع ".

 

(5/124)

 

 

2107 - " احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى، ولا تشبهو اباليهو د ".

ضعيف

أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/333) عن أبي جعفر المديني، قال: حدثنا

عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف. أبو جعفر هذا هو عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي

ابن المديني، وهو ضعيف كما جزم به الحافظ.

والحديث في " صحيح مسلم " (1/153) من حديث ابن عمر مرفوعا به دون قوله:

" ولا تشبهو اباليهو د "، وزاد في رواية له في أوله:

" خالفوا المشركين ".

وهي عند البخاري أيضا، وعند مسلم أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا:

" جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس ".

قال الحافظ في " الفتح " (10/296) :

" وهو المراد في حديث ابن عمر، فإنهم كانوا يقصون لحاهم، ومنهم من كان

يحلقها ".

قلت: وفيه إشارة قوية إلى أن قص اللحية - كما تفعل بعض الجماعات - هو كحلقها

من حيث التشبه، وأن ذلك لا يجوز. والسنة التي جرى عليها السلف من الصحابة

وغيرهم إعفاؤها إلا ما زاد على القبضة؛ فتقص الزيادة. وقد فصلت هذا في غير

ما موضع تفصيلا، واستدللت له استدلالا قويا يحضرني منه الآن تحت الحديث الآتي

(2355) ، والحديث (6203) .

 

(5/125)

 

 

2108 - " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينه عن

المنكر ".

ضعيف

أخرجه الترمذي (1/350) من طريق شريك عن ليث عن عكرمة عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال:

" حديث حسن غريب ".

كذا قال، وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف، وكذلك شريك - وهو ابن عبد الله

القاضي - لكن هذا قد توبع، فقال عبد الله بن الإمام أحمد في " مسند " أبيه (

1/257) : حدثني أبي: حدثنا عثمان بن محمد - وسمعته أنا من عثمان بن محمد:

حدثنا جرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة به. لكنه أدخل بين

ليث وعكرمة عبد الملك بن سعيد، وهذا، لأن جريرا - وهو ابن عبد الحميد

الضبي - أحفظ من شريك.

ومن طريق جرير رواه البزار في " مسنده " (2/401/1955 - كشف الأستار) . لكن

وقع عنده: " عبد الملك بن أبي بشير "، وهو من تخاليط (ليث) .

وعلى كل حال؛ فعلة هذا الإسناد إنما هو ليث. لكن قد روي عن جرير عن غير ليث

، فقال ابن حبان في " صحيحه " (1913) : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع:

حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن عكرمة وعن أبي بشر عن عكرمة عن ابن

عباس به.

هكذا وقع في " الموارد ": " جرير عن عكرمة "، وجرير لم يدرك عكرمة. لكن وقع

فيها بعد " وعن أبي بشر عن عكرمة "، وأبو بشر اسمه بيان بن بشر، وهو ثقة

من رجال الشيخين، وقد روى عنه جرير، وكذلك سائر الرواة ثقات رجال

 

(5/126)

 

 

البخاري؛

غير عمران بن موسى بن مجاشع، فإني لم أعرفه، وقد خالف في إسناده الإمام أحمد

وابنه عبد الله، فقد روياه عن عثمان بن محمد - وهو ابن أبي شيبة - عن جرير

عن ليث. وهذا رواه عن جرير عن عكرمة، ولعله سقط من الناسخ أوالطابع " عن

ليث " بينهما - وزاد -: - وعن جرير عن أبي بشر. فزاد شيخا آخر لجرير.

فالقلب لا يطمئن لصحة الزيادة. والله أعلم.

ثم طبع فيما بعد " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان " فإذا الحديث فيه (2/203)

هكذا: ".. عن عبد الملك بن أبي بشر عن عكرمة عن ابن عباس "، قد سقط منه أيضا

(ليث) ، وليس فيه: " وعن أبي بشر عن عكرمة ". والله أعلم.

وقد رأيته من طريق أخرى عن ابن عباس دون الزيادة، ولكن السند واه، فانظر

" الصحيحة " (2196) ، فإن الحديث مخرج فيه عن غيره دونها أيضا.

2109 - " اخضبوا لحاكم، فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن ".

موضوع

رواه ابن عدي (176/2) عن داود بن المحبر عن أبي عبيدة السعدي عن علي بن زيد

عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا، وقال:

" وأبو عبيدة السعدي هو سعيد بن زربي، وعامة أحاديثه لا يتابعه عليها أحد ".

قلت: وقال ابن معين: " ليس بشيء ".

وقال البخاري:

" عنده عجائب ".

وقال النسائي:

" ليس بثقة ". وقال ابن حبان:

" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ".

 

(5/127)

 

 

قلت: وشيخه علي بن زيد ضعف، وهو ابن جدعان، والراوي عنه داود بن المحبر

متهم بالوضع.

فقول المناوي:

" إسناده ضعيف "، فيه تساهل كبير. ثم قال:

" لكن له شواهد ".

قلت: فلتنظر هذه الشواهد هل فيها الاستبشار المذكور في الحديث، وهل هي تصلح

شاهدا، وإلا فالحديث موضوع.

2110 - " اخبر تقله، وثق بالناس رويدا ".

ضعيف

رواه أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في " جزء من فوائده " (ق 1/2) ،

والقضاعي (636) عن عبد الله بن واقد عن أبي بكر بن أبي مريم عن سعد بن

عبد الله الأغطش عن أبي الدرداء رفعه.

ورواه ابن عدي (37/2) ، وعنه القضاعي (635) ، وأبو نعيم في " الحلية " (

5/154) من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء به

؛ دون الجملة الثانية. وقال ابن عدي:

" أبو بكر بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب، وقل ما يوافقه عليه الثقات

، وأحاديثه صالحة، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولكن يكتب حديثه ".

وقال الحافظ:

" ضعيف، وكان قد سرق بيته، فاختلط ".

 

(5/128)

 

 

وقد اضطرب في إسناده، فمرة قال: عن سعد بن عبد الله الأغطش؛ وهو لين

الحديث، ومرة قال: عن عطية بن قيس؛ وهو ثقة، وهو الكلابي الشامي.

وقد خولف في رفعه، فقد رواه ابن المبارك في " الزهد " (185) : حدثنا سفيان

قال: قال أبو الدرداء: فذكره موقوفا معضلا.

2111 - " أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء ".

موضوع

أخرجه البزار (3471) ، والخطيب في " التاريخ " (11/177 - 178) ، والديلمي

في " المسند " (1/1/7) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن أبي مسلم عن

أبان بن عثمان عن أبيه عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عنبسة بن عبد الرحمن، وهو الأموي. قال

الحافظ:

" متروك، رماه أبو حاتم بالوضع ".

وعلاق بن أبي مسلم؛ مجهول.

 

(5/129)

 

 

2112 - " اختتن إبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ".

موضوع

رواه ابن عساكر (15/247/2) عن الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وإن كان يظهر للمبتدئ في هذا العلم أنه

 

(5/129)

 

 

صحيح،

وليس كذلك، لا سيما وقد خولف في رفعه، فقد رواه حماد بن زيد عن يحيى بن

سعيد به موقوفا على أبي هريرة.

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (1249) بإسناد صحيح على شرط " الصحيحين ".

وتابعه حماد بن سلمة وأبو معاوية؛ كلاهما عن يحيى به موقوفا.

أخرجه الحاكم (2/551) .

وإنما صح مرفوعا بلفظ:

" اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم ".

أخرجه البخاري (6/276 و11/74 - 75 - فتح) ، وفي " الأدب المفرد " (1244)

، ومسلم (7/97) ، وأحمد (2/322 و418) من طرق عن الأعرج عن أبي هريرة

مرفوعا به.

وتابعه عجلان عن أبي هريرة به.

أخرجه أحمد (2/435) : حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال: سمعت أبي ...

وإسناده جيد، على ما في محمد بن عجلان من ضعف يسير.

وتابعه أبو سلمة عن أبي هريرة به.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (10/383/5981) من طريق ابن إسحاق، وابن عساكر

(2/167/1) من طريق أبي أسامة؛ كلاهما عنه.

 

(5/130)

 

 

وهذا إسناد حسن، وفي أوله زيادة عند ابن عساكر، كنت قديما خرجتها في "

الصحيحة " (725) ، والآن داخلني شك في رفعها.

قلت: فهذه الطرق الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم

اختتن وهو ابن ثمانين تدل على بطلان الرواية التي نحن في صدد الكلام عليها،

فالصواب فيها الوقف، فلا داعي بعد هذا التحقيق إلى التوفيق بينها وبين الحديث

الصحيح كما فعل بعضهم، مثل الكمال بن طلحة، وقد رد عليه ابن العديم فأحسن،

وصرح بأنها ليست بصحيحة، كما تراه مشروحا في " الفتح " (11/74) .

وبعد كتابة ما تقدم بسنين طبعت بعض الكتب الحديثية، فوجدت فيها ما ينبغي

تحرير القول فيه.

أولا: أخرجه ابن حبان (8/29/6171) من طريق ابن جريج عن يحيى بن سعيد بحديث

الترجمة.

ورجاله ثقات كلهم، ولا أجد فيه مغمزا، إلا ما عرف به ابن جريج من التدليس،

وقد عنعنه. أضف إلى ذلك مخالفته للثقات الثلاثة الذين أوقفوه على أبي هريرة

كما تقدم، وهم: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وأبو معاوية.

ثم رواه (6172) من طريق الليث عن ابن عجلان عن أبيه به.

وهذا شاذ أومنكر مخالف لرواية يحيى المتقدمة عند أحمد، ويحيى هو ابن سعيد

القطان الحافظ الثقة النقاد، لكن الليث - وهو ابن سعد - هو مثله أوقريب منه

، فلا أستبعد أن يكون الخطأ من ابن عجلان نفسه. والله أعلم.

ثانيا: روى الطبراني في كتاب " الأوائل " (36/11) من طريق يعقوب بن حميد بن

كاسب: حدثنا سلمة بن رجاء عن محمد بن عمروعن أبي سلمة به مرفوعا بلفظ:

 

(5/131)

 

 

" أول من اختتن إبراهيم، وقد أتت عليه مائة وعشرون سنة، واختتن بالقدوم:

موضع بالشام ".

وبهذا الإسناد رواه ابن أبي عاصم في " الأوائل " أيضا (19) ، لكن وقع فيه:

" على رأس ثلاثين ومائة سنة ". فلا أدري أهو خطأ من الناسخ أوالطابع، أو

هكذا وقعت الرواية عنده؟ وهي على كل حال أنكر من التي قبلها، والعلة من

سلمة بن رجاء، فإنه مع مخالفته لرواية ابن إسحاق وأبي أسامة المتقدمة، فقد

قال فيه الحافظ:

" صدوق يغرب ".

على أن الراوي عنه يعقوب بن حميد، قال الحافظ:

" صدوق ربما وهم ".

فيحتمل أن يكون الوهم منه. والله أعلم.

ثالثا: روى البيهقي في " الشعب " (6/395/8639) من طريق عاصم بن علي: نا أبو

أويس: حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:

" كان إبراهيم أول من اختتن وهو ابن عشرين ... " الحديث.

ثم ساقه من طريق جعفر بن عون مثل رواية الجماعة عن يحيى بن سعيد به موقوفا،

وقال:

" هذا هو الصحيح؛ موقوف ".

قلت: وعلة هذا إما من أبي أويس - واسمه عبد الله بن عبد الله المدني - وإما

من عاصم بن علي، فالأول قال فيه الحافظ:

 

(5/132)

 

 

" صدوق يهم ".

والآخر قال فيه:

" صدوق، ربما وهم ".

ومجمل القول: إن حديث الترجمة منكر، وإن تعددت طرقه، وكثر رواته،

لمخالفتهم لمن هم أكثر عددا، وأقوى حفظا، فلا جرم أن أعرض عنه الشيخان

وأصحاب السنن وغيرهم، وهو مثال صالح من الأمثلة الكثيرة التي تؤكد أن قاعدة

تقوية الحديث بكثرة الطرق ليست على إطلاقها، وأن تطبيقها لا يتيسر أولا يجوز

إلا لمن كان على معرفة قوية بأسانيد الأحاديث ورواتها. كما يدل من جهة أخرى

على تساهل ابن حبان في " صحيحه " بإخراجه لهذا الحديث المنكر فيه، ويبدو لي

أن الهيثمي قد ذهل عن مخالفته لحديث " الصحيحين "، فإنه لم يورده في كتابه "

موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان "، إلا أن يكون سها عنه كما سها عن غيره،

وقد استدركت عليه أحاديث كثيرة - هذا أحدها - في كتابي الجديد المتعلق بتقسيم

" الموارد " إلى قسمين:

" صحيح موارد الظمآن " و" ضعيف موارد الظمآن " يسر الله لي إتمامه بمنه وكرمه

. ثم يسر الله ذلك، وهما الآن تحت الطبع.

(تنبيه) : ذكر الحافظ في " الفتح " (6/391) رواية ابن حبان المتقدمة،

وقال عقبها:

" والظاهر أنه سقط من المتن شيء، فإن هذا القدر (يعني: مائة وعشرين سنة)

، هو مقدار عمره ".

فأقول: هذا مما لا دليل عليه، وادعاء السقط يرده أنه عند غير ابن حبان كذلك

! ومن هؤلاء ما جاء في تمام قول الحافظ المذكور:

 

(5/133)

 

 

" ووقع في آخر " كتاب العقيقة " لأبي الشيخ من طريق الأوزاعي عن يحيى بن سعيد

عن سعيد بن المسيب موصولا مثله، وزاد: " وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ". فعلى

هذا يكون عاش مائتي سنة، والله أعلم ".

ولي على هذا الكلام ملاحظتان:

إحداهما: أنني أظن أن رواية أبي الشيخ عن الأوزاعي هي رواية ابن عساكر

المذكورة في صدر هذا التخريج، وإن كانت من غير طريق أبي الشيخ.

والأخرى: أن رواية ابن حبان فيها أيضا تلك الزيادة خلافا لما يشعر به كلامه،

فتنبه. وقد عرفت أنها شاذة أومنكرة.

2113 - " اختضبوا، وافرقوا، وخالفوا اليهو د ".

موضوع

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق 64/1 و2/195 - ط) عن الحارث بن عمران عن

محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أورده في ترجمة الحارث هذا؛ وهو الجعفري، وقال في آخرها:

" والضعف بين على رواياته ".

وقال ابن حبان:

" كان يضع الحديث على الثقات ".

وضعفه الآخرون.

ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " (6/76) من هذا الوجه،

وقال:

 

(5/134)

 

 

" وهذا إسناد حسن ثقات كلهم "!

وأقره عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الصغرى " (2/814) الذي اشترط فيه

الصحة! وهذا من غرائبهما، فإن (الحارث) هذا متفق على تضعيفه، فلعله اشتبه

عليهما بغيره.

وقد صح في غير ما حديث الأمر بصبغ الشعر وخضبه؛ مخالفة لأهل الكتاب، فانظر

" جلباب المرأة المسلمة " (ص 185 و187 - 188) .

وأما الأمر بفرق الشعر، فلا أعلمه إلا في هذا الحديث الموضوع. وإنما صح

الفرق من فعله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس في " الصحيحين " وغيرهما،

وهو مخرج في " الجلباب " (192 - 193) ، و" مختصر الشمائل " (36/24) ،

وعزاه في " الأحكام الصغرى " (2/813) لمسلم وحده! ومن طريقه ابن عبد البر

في " التمهيد " 0 6/69 - 71) ، لكن أعله بالإرسال. وروى عن أحمد أنه قال:

" وهذا خطأ، وإنما هو عن ابن عباس ".

وصوبه ابن عبد البر.

2114 - " أخرجوا صدقاتكم، فإن الله قد أراحكم من الجبهة، والسجة، والبجة ".

ضعيف

رواه أبو عبيد في " الغريب " (1/9) : حدثنا نعيم بن حماد عن ابن الدراوردي

المديني عن أبي حزرة القاص يعقوب بن مجاهد عن سارية الخلجي عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال: فذكره، وقال:

" وفسرها أنها كانت آلهة يعبدونها في الجاهلية ". وقال:

 

(5/135)

 

 

" وهذا خلاف ما يفيد الحديث الأول، والتفسير في الحديث، والله أعلم أيهما

المحفوظ من ذلك ".

ويعني بالحديث الأول حديث: " ليس في الجبهة ... "، وقد ذكر في الذي بعده.

ومن طريق أبي عبيد أخرجه البيهقي في (4/118) من طرق أخرى، وقال:

" أسانيد هذا الحديث ضعيفة ".

وأقول: أما هذا ففيه علتان:

الأولى: الإرسال والجهالة، فإن سارية هذا لم يروعنه غير يعقوب هذا، فهو

مجهول، وإن وثقه ابن حبان، انظر " تيسير الانتفاع ".

والأخرى: نعيم بن حماد ن فإنه ضعيف، بل اتهمه بعضهم. وأما الحديث الآخر

فيأتي الكلام عليه في التالي.

2115 - " ليس في الجبهة، ولا في النخة، ولا في الكسعة صدقة ".

ضعيف

رواه أبو عبيد في " الغريب " (2/1 - 2) : حدثناه ابن أبي مريم عن حماد بن زيد

عن كثير بن زياد الخراساني يرفعه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل، ورجاله ثقات، وقد أخرجه أبو داود في "

المراسيل " (114) عن كثير بن زياد أبي سهل عن الحسن عن النبي صلى الله عليه

وسلم، ووصله البيهقي (4/118) من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن عن

عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا. ومن طريقه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي

هريرة بلفظ:

" عفوت لكم عن صدقة الجبهة والكسعة والنخة ".

 

(5/136)

 

 

رواه بقية بن الوليد عنه بهذا اللفظ، وقال بقية:

" (الجبهة) : الخيل، و (الكسعة) : البغال والحمير، و (النخة) :

المربيات في البيوت ".

وقال البيهقي:

" سليمان بن أرقم متروك الحديث لا يحتج به، وقد اختلف عليه في إسناده ".

2116 - " أخرجوا صدقة الفطر صاعا من طعام، وكان طعامنا يومئذ البر (وفي لفظ:

الأقط) والتمر والزبيب ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (613) ، والدارقطني (ص 223) من

طريقين عن محمد بن بكر البرساني: نا عمر بن صهبان عن الزهري عن مالك بن أوس

ابن الحدثان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عمر بن صهبان ضعفه جماعة، وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال الدارقطني وغيره:

" متروك الحديث ".

ومحمد بن بكر البرساني؛ قال الحافظ:

" صدوق يخطىء ".

وقد ورد من طرق يقوي بعضها بعضا، أن البر صدقته نصف صاع، فانظر الكتاب الآخر

" أدوا صاعا من بر أوقمح بين اثنين ... " رقم (1177) .

(تنبيه) : قال الهيثمي في " المجمع " (3/81) :

 

(5/137)

 

 

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق، وهو ضعيف ".

وهذا خطأ، ولعله من الناسخ أوالطابع، فليس فيه عبد الصمد هذا.

2117 - " إذا أراد الله بقوم خيرا، أهدى إليهم هدية. قالوا: يا رسول الله، وما

تلك الهدية؟ قال: الضيف؛ ينزل برزقه، ويرحل؛ وقد غفر الله لأهل المنزل ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/95) عن أبي الشيخ معلقا عن أيوب بن علي بن الهيصم: حدثنا

زياد بن سيار عن عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم ليس فيهم موثق توثيقا معتبرا، فعزة وهي بنت عياض

بن أبي قرصافة، لم أجد لها ترجمة.

وزياد بن سيار وأيوب بن علي بن الهيصم، ترجمهما ابن أبي حاتم (1/2/534

و1/1/252) ، ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا، إلا أنه قال في أيوب:

" قال أبي: شيخ ".

و (زياد بن سيار) ذكره ابن حبان في " الثقات " (4/255) .

 

(5/138)

 

 

2118 - " إن الهل عز وجل رحيم، لا يضع رحمته إلى على رحيم، ولا يدخل الجنة إلا

رحيما. قالوا: إنا لنرحم أموالنا وأهلينا، قال: ليس بذلك، ولكن ما قال

الله عز وجل: " حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " ".

 

(5/138)

 

 

ضعيف. أخرجه أحمد في " الزهد " (393 - 394) عن أبي راشد عن أبي صالح الحنفي قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، أبو صالح الحنفي إن كان هو عبد الرحمن بن قيس

الكوفي؛ فهو تابعي ثقة، وإن كان هو سميع الزيات؛ فهو مجهول الحال، وهو من

أتباع التابعين.

وأبو راشد، لم أعرفه.

2119 - " تجد المؤمن يجتهد فيما يطيق، متلهفا على ما لا يطيق ".

ضعيف

أخرجه أحمد في " الزهد " (393) عن شريك عن عبيد الله بن الوليد عن عبد الله

ابن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا مع إرساله ضعيف، فإن عبيد الله بن الوليد - وهو الوصافي - ضعيف،

وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ.

 

(5/139)

 

 

2120 - " من اعتز بالعبيد أذله الله ".

ضعيف

رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (390) ، وعنه أبو نعيم (2/174)

، والعقيلي في " الضعفاء " (210) ، والحكيم الترمذي في " الأكياس

والمغتربين " (45 - 46) ، والقضاعي (350) عن عبد الله بن عبد الله الأموي

قال: حدثنا الحسن بن الحر أنه سمع يعقوب بن عتبة قال: سمعت سعيد بن المسيب

يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ... فذكره مرفوعا، وقال العقيلي:

" عبد الله لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به ".

وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" مجهول ".

 

(5/139)

 

 

2121 - " ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد؛ إلا أدخلهما الله الجنة [بفضل رحمته

إياهما] ، قالوا: يا رسول الله، وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قالوا:

يا رسول الله، واثنان؟ قال: واثنان، وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى

يكون أحد زواياها، وإن من أمتي لمن يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر ".

ضعيف

أخرجه أحمد (4/212 و5/312 - 313) ، والحاكم (1/71 و4/593) ، وابن ماجه

(2/588) الشطر الثاني منه عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش مرفوعا.

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! وهو من غرائبه، فإن

عبد الله بن قيس هذا - وهو النخعي - أورده في " الميزان "، وقال:

" تفرد عنه داود بن أبي هند، ولعله الذي قبله ".

والذي قبله: " عبد الله بن قيس عن ابن عباس، لا يدرى من هو، تفرد عنه أبو

إسحاق ".

ولذلك قال الحافظ في ترجمة كل منهما من " التقريب ":

" مجهول ".

وذكر في ترجمة الأول منهما من " التهذيب ":

" قال ابن المديني: مجهول، لم يروعنه غير داود، ليس إسناده بالصافي ".

قلت: ومع ذلك ذكره ابن حبان في " الثقات " (5/42) !

وللجملة الأخيرة منه شاهد من رواية الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 

(5/140)

 

 

" ليخرجن من النار بشفاعة رجل ما هو نبي أكثر من ربيعة ومضر ".

أخرجه أحمد في " الزهد " (343) بإسناد رجاله ثقات، ولكنه مرسل. ثم رواه

ابنه عبد الله (344) بإسناد آخر عن الحسن به نحوه بلفظ:

" ... رجل من أمتي.. ".

لكنه قد صح مسندا عن أبي أمامة وغيره بنحوه. وهو مخرج في " الصحيحة " (2178) .

2122 - " ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز وجل سائله عنها: ما أراد بها ".

ضعيف

أخرجه أحمد في " الزهد " (323) ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " (

2/287/1787) ، وابن أبي الدنيا في " الصمت " (253/510) عن الحسن، قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا ضعيف، لأن الحسن هو البصري، فالحديث مرسل، ورجاله ثقات. وقال

المنذري في " الترغيب " (1/77) :

" رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد ".

وإلى البيهقي وحده في " الشعب " عزاه السيوطي في " الجامع "!

وقد روي الحديث موصولا عن ابن مسعود مرفوعا، ولفظه:

" ما من عبد يخطوخطوة إلا سئل عنها ما أراد بها؟ ".

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/376 و4/107 و8/212) ،

 

(5/141)

 

 

وعنه الديلمي (4/4) معلقا عليه؛ من طريق محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي: حدثنا محمد بن

سليمان القشيري الرقي قال: سمعت ابن السماك يقول: أخبرني الأعمش عن أبي وائل

شقيق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا، وقال:

" غريب من حديث الأعمش، تفرد به ابن السماك، واسمه محمد، وهو الواعظ

الكوفي ".

قلت: وهو ابن صبيح بن السماك، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال ابن نمير: ليس بشيء ".

قلت: لكنه ذكر في " الميزان " أن ابن نمير قال مرة:

" صدوق ". وزاد في " اللسان ":

" وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: مستقيم الحديث، وكان يعظ الناس في

مجلسه. وقال الحاكم عن الدارقطني: لا بأس به ".

فالعلة من اللذين دونه، فإني لم أعرفهما، وابن بكار على شرط ابن عساكر،

ولم أره في " تاريخه ". والله أعلم.

2123 - " أفضل الصدقة حفظ اللسان ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/126) عن خصيب بن جحدر عن النعمان عن عبد الرحمن بن غنم عن

معاذ بن جبل مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته الخصيب هذا، قال الذهبي:

" كذبه شعبة، والقطان، وابن معين، وقال البخاري: كذاب استعدى عليه شعبة ".

 

(5/142)

 

 

قلت: لكن للحديث شاهد بإسناد آخر من حديث سمرة بأتم من هذا، لكن فيه تفسير (

الحفظ) بالشفاعة؛ يفك بها الأسير.. إلخ. وإسناده ضعيف، تقدم بيانه برقم (

1442) .

2124 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه ".

ضعيف

أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (ص 93 - زهر الفردوس) من طريق علي بن

عبد الحميد: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه: حدثنا القاسم بن أبي صالح:

حدثنا أزهر بن (بياض بالأصل) وأبو حاتم قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل:

حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أم سلمة قالت: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف عندي؛ فإن القاسم بن أبي صالح هذا فيه كلام، أورده

الحافظ في " اللسان "، وسمى أباه: بندار بن إسحاق بن أحمد الزرار الحذاء،

أحد الأدباء الهمداني، وقال:

" روى عن أبي حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزل وغيرهما، روى عنه إبراهيم بن

محمد بن يعقوب، وصالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال الفقيه. قال صالح:

" كان صدوقا متقنا لحديثه، وكتبه صحاح بخطه، فلما وقعت الفتنة، ذهبت عنه

كتبته، فكان يقرأ من كتب الناس، وكف بصره، وسماع المتقدمين عنه أصح.

وقال عبد الرحمن الأنماطي: " كنت أتهمه بالميل إلى التشيع ". توفي سنة ثمان

وثلاثين وثلاثمائة ".

 

(5/143)

 

 

قلت: وتوفي أبو بكر الفقيه - وهو المشهور بابن لال - سنة (398) ، فبين

وفاتيهما ستون سنة، فيحتمل أن يكون سمع منه أخيرا بعد ذهاب كتبه.

على أنه إن ثبت أنه سمعه منه قديما، ففي الطريق إليه علي بن عبد الحميد، ولم

أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر، وهو غير علي بن عبد الحميد المعني الثقة

، وعلي بن عبد الحميد جار قبيصة المجهول، وكلاهما كوفي، وغير علي بن

عبد الحميد الغضائري، فإنهم متقدمون على المترجم، وأكبرهم الغضائري، فإنه

توفي سنة (313) بحلب كما في " تذكرة الحفاظ " (2/767 - معارف الثالثة) .

ولابن لال جزء صغير من حديثه عن شيوخه ليس فيه هذا الحديث، ولا هو من رواية

ابن عبد الحميد هذا، وقد روى فيه حديثين آخرين عن شيخه القاسم (ق 116/2

و121/2) ، وهو محفوظ في ظاهرية دمشق المحروسة (مجموع 11) .

من أجل ذلك لم تطمئن النفس لتقوية الحافظ العراقي الحديث بقوله في " تخريج

الإحياء " (4/282) :

" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أم سلمة بإسناد حسن "!

لا سيما وابن سيرين لم يذكروا له رواية عن أم سلمة مطلقا، وقد ذكروا له

رواية عن جمع من الصحابة، ممن يمكنه السماع منهم، مثل كعب بن عجرة المدني؛

مات بعد الخمسين، وعائشة ماتت سنة (57) ، وأبي برزة، وهو بصري كابن

سيرين؛ مات سنة (65) ، أي بعد وفاة أم سلمة بثلاث سنين، ومع ذلك كله نفوا

سماعه من أحد من هؤلاء الثلاثة، فسماعه من أم سلمة غير ثابت في نقدي.

أضف إلى ذلك علة أخرى، ألا وهي الوقف، فقد قال أحمد في " الزهد "

 

(5/144)

 

 

(ص 306) : حدثنا أسود بن عامر: حدثنا حماد عن حبيب عن ابن سيرين، قال:.. فذكره

موقوفا، وسنده صحيح. وهذا هو الصواب أنه من قول ابن سيرين، ليس فيه ذكر

للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا أم سلمة. والله أعلم.

ثم رأيت الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال والحكم "

للماوردي قد حسن الحديث (ص 49) مقلدا في ذلك للعراقي في تجويده لإسناده، مع

أنه نقل تضعيف العجلوني إياه، وتضعيفي أنا في " ضعيف الجامع الصغير " (429)

، وهذا مما يدل القارئ على أن الدكتور لا يزيد على كونه مجرد قماش، نقال!

وسيأتي له أمثلة أخرى، فانظر مثلا الحديث (2864) .

وأما لجنة " الجامع الكبير "، فلم تزد على نقل تجويد العراقي لإسناده، نقلا

عن المناوي، ونص كلامه في " فيض القدير ":

" قال الحافظ العراقي وغيره: " إسناده جيد ". كذا جزم به في " المغني "،

ولم يرمز له المؤلف بشيء ".

وقد تبادر إلى ذهن الدكتور فؤاد أن المقصود بـ " المغني " في الفقه الحنبلي

لابن قدامة المقدسي! وبناء عليه تصرف في كلام المناوي، فقال الدكتور (ص 49) :

" وقال المناوي: إن الحافظ العراقي وغيره قرر أن إسناده جيد، وكذلك جزم به

ابن قدامة في " المغني ". فيض القدير "!

وإنما المراد به كتابه في تخريج " الإحياء " الذي تقدم النقل عنه، فإن اسمه

الكامل " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار "!

 

(5/145)

 

 

2125 - " أبي الدهر كله غدا؟ ".

موضوع

أخرجه ابن سعد (4/245) : أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا أسامة بن زيد عن

أبيه قال:

" قال جعال بن سراقة وهو يتوجه إلى أحد: يا رسول الله! إنه قيل لي: إنك

تقتل غدا، وهو يتنفس مكروبا، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره،

وقال: ... " فذكره.

قلت: وهذا موضوع مع إرساله، آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي؛ متهم بالكذب.

 

(5/146)

 

 

2126 - " إذا جاء الموت لطالب العلم، وهو على هذه الحال، مات وهو شهيد ".

ضعيف جدا

أخرجه البزار (138) ، والخطيب في " التاريخ " (9/247) عن هلال بن

عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر

قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره، وقال البزار:

" لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ".

وقال الهيثمي:

" هلال متروك ".

وبهذا الإسناد عنهما قالا - موقوفا عليهما -:

" كتاب من العلم يتعلمه الرجل أحب إلي من ألف ركعة ".

 

(5/146)

 

 

زاد الخطيب:

" وباب من العلم نعمل به أولا نعمل به؛ أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا ".

قلت: وهذا باطل، ظاهر البطلان.

2127 - " اجتنبوا دعوات المظلوم ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (4/1/139) ، وأبو يعلى في " مسنده " (1337)

عن عطية عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:.. فذكره.

زاد أبو يعلى:

وقال عطية: قال رجل من أهل خراسان: قال أبو هريرة:

" ما بينهما وبين الله حجاب ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عطية ضعيف ومدلس. وفي الباب ما يغني عنه مثل حديث

أبي هريرة مرفوعا: " ثلاث دعوات مستجابات.. "، وفيه: " دعوة المظلوم ".

وهو مخرج في " الصحيحة " (598 و1797) .

 

(5/147)

 

 

2128 - " الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب (1) ".

ضعيف

أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن عقبة بن

عامر وأبي سعيد، وقال المناوي:

" ورواه أيضا أبو يعلى، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وقال

شيخه العراقي: ضعفه ابن عدي ".

__________

(1) أي هالك. قال ابن الأثير: " أي إما سالم من الإثم، وإما غانم للأجر، وإما هالك آثم ". اهـ

 

(5/147)

 

 

قلت: وفيه أمور:

الأول: أن أبا يعلى أخرجه (1394) من طريق ابن لهيعة: نا دراج أبو السمح أن

أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم

يذكر (عقبة) في إسناده. وكذلك رواه أحمد (3/75) .

الثاني: أن ابن لهيعة قد توبع عند أبي يعلى نفسه، فقال (1062) : حدثنا أبو

كريب: نا رشدين عن عمروبن الحارث عن أبي السمح به.

ومن هذا الوجه أخرجه ابن عدي في " الكامل " (3/153) .

وعمروثقة، لكن رشدين ضعيف.

الثالث: أن إعلاله بابن لهيعة وحده يوهم أنه ليس فوقه من يعل به، وليس كذلك

؛ فإن أبا السمح ضعيف ذومناكير.

الرابع: أن لفظ أبي يعلى من الطريقين إنما هو:

" المجالس ثلاثة ... ".

وكذلك رواه ابن حبان (83 - موارد) ، وابن عدي أيضا (3/113) من طريق ابن

وهب: أخبرني عمروبن الحارث بهذا اللفظ الأخير.

فتحرر أن اللفظ المذكور أعلاه ليس لأبي يعلى، ولذلك لم يعزه إليه السيوطي،

وأن إعلاله بابن لهيعة خطأ، لأنه قد توبع عنده وعند غيره.

وأما رواية الطبراني فعلتها ممن دون ابن وهب، فقال الطبراني (17/303/837) :

حدثنا أحمد بن رشدين: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي: حدثنا ابن وهب: أخبرني

عمروبن الحارث عن دراج عن أبي القاسم عن أبي سعيد بلفظ:

 

(5/148)

 

 

" الناس.. ".

وأحمد هذا؛ هو ابن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، قال ابن عدي:

" كذبوه، وأنكرت عليه أشياء ".

قلت: وقد خالف في هذا الإسناد، فقال: " أبي القاسم " مكان " أبي الهيثم "!

وقد صح الحديث موقوفا مفسرا بلفظ:

" الناس ثلاثة أثلاث: فسالم، وغانم، وشاحب، فالسالم: الساكت، والغانم

: الذي يأمر بالخير، وينهى عن المنكر، والشاحب: الناطق بالخنا، والمعين

على الظلم ".

رواه أحمد في " الزهد " (206) ، وابن عساكر (5/211/1) من طريق البيهقي،

وهذا في " الشعب " (4/272/5072) من طريق أبي عبيد في " الغريب " (2/437) ،

وابن أبي شيبة في " المصنف " (14/22/17428) عن شيبان عن آدم بن علي قال:

سمعت أخا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. هكذا لم يرفعه.

واسم أخي بلال خالد بن رباح؛ ذكره ابن حبان في " الصحابة " (3/104) . وقد

رفعه بعض الضعفاء والمجهولين عن أبي هريرة. وسيأتي (6577) .

2129 - " من يرد الله به خيرا؛ يفقه في الدين، ويلهمه رشده ".

ضعيف بهذه الزيادة

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (161) ، وعنه الطبراني في "

الكبير " (10445) ، وأبو بكر القطيعي في جزئه

 

(5/149)

 

 

المعروف بـ " الألف دينار " من

" الفوائد " (1/5/1) ، وعنهما أبو نعيم في " الحلية " (4/107) : حدثنا

أحمد بن محمد بن أيوب: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن

عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

ومن هذا الوجه أخرجه البزار في " مسنده " (137 - زوائده) ، وقال:

" لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير أحمد بن محمد بن

أيوب، وهو الوراق صاحب المغازي. قال الذهبي:

" صدوق، لينه ابن معين، وأثنى عليه أحمد وعلي، وله ما ينكر، فمن ذلك مما

ساقه ابن عدي ... "، فذكر هذا الحديث. وليس فيه عند الطبراني:

" ويلهمه رشده ".

قلت: يعني من طريق ابن أيوب كما تقدم. وكذا أخرجه هو (8756) ، وزهير بن

حرب في " العلم " (110/3) من طريق أبي عبيدة عن عبد الله قال: فذكره موقوفا

عليه.

وإسناده منقطع، أبو عبيدة لم يسمع عن أبيه.

ففي ثبوت هذه الزيادة عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقفة عندي حتى

نجد ما يشهد لها، ويأخذ بعضدها، وأما الحديث بدونها، فصحيح قطعا؛ لوروده

في " الصحيحين " وغيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعا.

وأما ما رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (3/2) عن أبان بن أبي عياش عن

أنس بن مالك مرفوعا به.

فلا يصلح الاستشهاد به لشدة ضعفه، فإن أبان بن أبي عياش متروك متهم.

 

(5/150)

 

 

قد رواه زهير بن حرب في " كتاب العلم " (122/57) بسند صحيح عن عبيد بن عمير

موقوفا عليه من قوله.

فالصواب أن الحديث بهذه الزيادة موقوف، ولا يصح رفعه. والله أعلم.

2130 - " إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها، وتستغفر له ".

موضوع بزيادة الاستغفار

رواه البزار في " مسنده " (135 - زوائده) من طريق محمد بن عبد الملك عن

الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: محمد بن عبد الملك كذاب؛ كما قال الهيثمي.

والحديث أورده السيوطي في " الزيادة على الجامع " بهذا اللفظ من رواية البزار

عنها، وبلفظ:

" إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم " من رواية البيهقي في " شعب الإيمان "

عنها.

قلت: هو في " الشعب " (2/264/1700) بسند رجاله ثقات؛ غير (الحسين بن أبي

السري) ، وهو ضعيف.

وهذا اللفظ الثاني الخالي من زيادة " وتستغفر له " ثابت من حديث صفوان بن

عسال وغيره، فانظر كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " (رقم 67 و80) ، وفي

الأول منهما أن الاستغفار للعالم، وفي حديث ثالث (رقم 78) : " معلم الخير "

. وهذا صحيح خرجته في " الصحيحة " (3024) .

 

(5/151)

 

 

2131 - " من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد، فقولوا: فض الله فاك، (ثلاث مرات) ،

ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد، فقولوا: لا وجدتها، (ثلاث مرات) ، ومن

رأيتموه يبيع أويبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1454) ، وابن السني في " عمل اليوم

والليلة " (150) - الجملة الأولى فقط - من طريق عباد بن كثير عن يزيد بن

خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن جده ثوبان قال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عباد بن كثير، وهو الثقفي البصري؛ متروك،

ويحتمل أنه الرملي الفلسطيني، وهو نحوه في الضعف.

وقد خالفه في إسناده ومتنه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فقال: أخبرنا

يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة به؛ دون الفقرة

الأولى منه.

أخرجه الترمذي وغيره، وصححوا إسناده كما بينته في " الإرواء " (1295) .

وقال الحافظ في " الإصابة ":

" وهو المحفوظ ".

يعني أن قول عباد في إسناده: " عن أبيه عن جده ثوبان " خطأ، والصواب قول

الدراوردي: " عن أبي هريرة ".

قلت: وكذا قوله في متن الحديث: " ... فقولوا: فض الله فاك " زيادة منكرة؛

لتفرد عباد بها.

 

(5/152)

 

 

(تنبيه) : وقع في هذا الحديث أوهام لبعض العلماء:

1 - قال الحافظ في " الإصابة ": " روى ابن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد

ابن كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ... ".

قلت: فسقط من إسناده يزيد بن خصيفة شيخ عباد بن كثير، وترتب عليه خطأ آخر،

وهو:

2 - قال الحافظ: " وعباد فيه ضعف، وخالفه يزيد بن خصيفة، فقال: عن محمد

ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، أخرجه النسائي والترمذي ".

قلت: وإنما المخالف الدراوردي، لأن مدار الروايتين على ابن خصيفة كما رأيت،

ومنشأ هذا الخطأ ذلك السقط الذي سبق بيانه.

3 - وقع الحديث معزوا للترمذي والنسائي في " الفتح الكبير " (3/193) تبعا

لأصله " الزيادة على الجامع الصغير " (ق 109/1) ، وهو خطأ محض، سببه -

والله أعلم - أن السيوطي قال في أصله: " الجامع الكبير " (2/247/2) :

" رواه الطبراني في " الكبير " وابن السني وابن منده عن محمد بن عبد الرحمن

ابن ثوبان عن أبيه عن جده، والترمذي والنسائي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي

هريرة، قالوا: وهو المحفوظ ".

قلت: والترمذي والنسائي، إنما أخرجا الحديث من الوجه المذكور بدون الزيادة

التي في أوله كما سبق ذكره، وبغير هذا اللفظ.

فيبدو أن السيوطي رحمه الله لما ألف " الزيادة " نقل الحديث من " الجامع الكبير

"، ولم ينتبه أنه عند الترمذي والنسائي مختصر، وبغير لفظ الطبراني، فعزاه

إلى روايتهما عن أبي هريرة، وإنما هو من رواية الطبراني فقط عن ثوبان أبي

عبد الرحمن، وعند ابن السني الفقرة الأولى فقط، فاقتضى التنبيه.

 

(5/153)

 

 

2132 - " إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله

ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له؟

ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر ".

موضوع السند

أخرجه ابن ماجه (1/421) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " (2/561) ،

والبيهقي في " شعب الإيمان " (3/378 - 379) ، و" فضائل الأوقات " (24) من

طريق ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مجمع على ضعفه، وهو عندي موضوع؛ لأن ابن أبي سبرة رموه

بالوضع كما في " التقريب ". وقال البوصيري في " الزوائد ":

" إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة، واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي

سبرة. قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين: يضع الحديث ".

وقال ابن رجب في " لطائف المعارف " (ص 143) :

" إسناده ضعيف ".

وأشار إلى ذلك المنذري في " الترغيب " (2/81) .

 

(5/154)

 

 

2133 - " إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهم ".

ضعيف

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (ص 10) ، وعنه الخطيب في "

التاريخ " (7/111) : حدثنا بيان بن الحكم: حدثنا محمد بن

 

(5/154)

 

 

حاتم أبو جعفر عن

بشر بن الحارث: أنبأنا أبو بكر بن عياش عن ليث عن الحكم قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل.

وتابعه أحمد بن عمران الأخنسي: سمعت أبا بكر بن عياش وعبد الرحمن المحاربي

عن ليث به.

أخرجه البيهقي في " الشعب " (7/182/9927) .

و (الأخنسي) متروك.

الحكم هو ابن عتيبة، وهو تابعي ثقة، والليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف،

و (بيان بن الحكم) لا يعرف؛ كما قال الذهبي في " الميزان ". وأما قوله عقب

الحديث: " معضل "، فلا وجه له عندي، ومثله جعل الحافظ العسقلاني إياه في "

تسديد القوس " (ق /28/2) من حديث (الحكم بن عمير) ، وذلك لأمرين:

أحدهما: أنه في " الفردوس " (الحكم) . لم ينسب.

والآخر: أن (الحكم بن عمير) صحابي مترجم في " الإصابة " و" اللسان " (

2/337) ، ولم يذكروا في الرواة عنه (ليثا) ، ولا هو ممن أدرك عهد الصحابة

. والله أعلم.

(تنبيه) : عزاه السيوطي لأحمد في " الزهد "! وتبعه على ذلك المناوي،

وإنما هو لابنه عبد الله كما ذكرنا.

وقد رواه ليث عن مجاهد عن عائشة مرفوعا نحوه. وهو مخرج فيما سيأتي برقم (2695) .

 

(5/155)

 

 

2134 - " ثلاث لا يحاسب بهن العبد: ظل خص يستظل به، وكسرة يشد بها صلبه، وثوب

يواري عورته ".

ضعيف

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (ص 12) ، وعنه الديلمي (2/60)

: حدثنا بيان بن الحكم: حدثنا محمد بن

حاتم: حدثني بشر بن الحارث: حدثنا

عيسى بن يونس عن هشام عن الحسن مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف: (بيان بن الحكم) لا يعرف كما تقدم، والحسن

هو البصري، وهو كثير الإرسال.

ورواه المعافى بن عمران في " الزهد " (255/1) : حدثنا مبارك بن فضالة عن

الحسن به.

 

(5/156)

 

 

2135 - " لا خير في مال لا يرزأ منه، وجسد لا ينال منه ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد (8/149 - 150) : أخبرنا هشام بن محمد: حدثنا عبيد الله بن

الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال:

" جاء رجل من بني سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن

لي ابنة من جمالها وعقلها ما إني لأحسد الناس عليها غيرك، فهم النبي صلى الله

عليه وسلم أن يتزوجها، ثم قال: وأخرى يا رسول الله، لا والله ما أصابها

عندي مرض قط، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لنا في ابنتك،

تجيئنا تحمل خطاياها، لا خير ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فإنه مع كونه مرسلا؛ فإن هشام بن محمد، وهو

الكلبي المفسر؛ متروك كما قال الدارقطني.

وعبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف.

 

(5/156)

 

 

ثم وجدت له طريقا أخرى مسندة، فقال ابن أبي الدنيا في " الكفارات " (ق 88/2)

: حدثني حسين بن علي العجلي: حدثنا عمروبن محمد العنقزي: نا زافر بن سليمان

عن عبيد الله قال: سمعت الحسن يحدث عن أبي سعيد الخدري قال:

أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كبرت سني، وسقم

جسدي، وذهب مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، إلا أنه قال

" يبلى " بدل " ينال منه ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، زافر بن سليمان، وهو القهستاني؛ صدوق كثير الأوهام

كما في " التقريب "، ومثله العجلي، قال الحافظ:

" صدوق يخطىء كثيرا ".

2136 - " يا بني! كل الكرفس؛ فإنها بقلة الأنبياء، مفعول عنها، وهي طعام الخضر

وإلياس، والكرفس يفتح السدد، ويذكي القلب، ويورث الحفظ، ويطرد الجنون

، والجذام، والبرص، والجن ".

موضوع

أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (3/280 - الغرائب الملتقطة) من طريق محمد

ابن هشام: حدثنا الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي: حدثنا عيسى بن سليمان عن

الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن الحسن بن علي رفعه.

قلت: وهذا متن موضوع، لعله من وضع بعض المتصوفة المتزهدة، أوالأطباء

الجهلة، وإسناده مظلم، وقد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص

139) ، وبيض له فلم يتكلم عليه بشيء! فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "

فقال (2/263) :

 

(5/157)

 

 

" قلت: لم يبين علته، وفيه عيسى بن سليمان، فإن كان هو (أبو طيبة الدارمي) فقد ضعفه ابن معين، وقال: " لا أعلم أنه كان يتعمد الكذب؛ ولعله شبه

عليه "، وإن كان غيره فلا أعرفه. والوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي لا

أعرفه. والله تعالى أعلم ".

وأقول: وفيما قال نظر من وجوه:

أولا: قوله: ".. وقال: لا أعلم.. " إلخ. جعله من تمام قول ابن معين،

وهو وهم، وإنما هو من قول ابن عدي، فإنه في أول ترجمة (أبي طيبة الدارمي)

هذا روى عن ابن معين أنه قال (5/256) :

" أحمد بن أبي طيبة الجرجاني ثقة، وأبو هـ (أبو طيبة) ضعيف ".

ثم قال في آخر الترجمة (ص 258) :

" وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب.. " إلخ.

وإلى ابن عدي عزاه الذهبي في " الميزان ".

وذكره ابن حبان في " الثقات " (7/234) :

" يخطىء ".

ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.

ثانيا: هناك احتمال آخر في (عيسى بن سليمان) ، وهو أنه (القرشي الحمصي)

المترجم في " ثقات ابن حبان " (8/494) ، وقال فيه ابن أبي حاتم عن أبيه:

" شيخ حمصي، يدل حديثه على الصدق ".

 

(5/158)

 

 

قلت: ولعل الأقرب أنه هذا، بقرينة أن الراوي عنه شامي أنطاكي كما يأتي،

ومن هذه الطبقة أيضا.

ثالثا: لعل علة هذا الحديث (الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي) ، فإني لم

أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر، وأستبعد أن يكون الذي في " التاريخ "

لابن عساكر (13/892) .

" الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس أبو العباس

القساني.. ".

ثم ترجمه برواية جمع من الحفاظ عنه، وذكر وفاته سنة (326) . فهذا يعني أنه

متأخر الوفاة حتى عهد بعض طبقة الرواة عن (محمد بن هشام) ، وهذا ابن ملاس

الدمشقي، الراوي عن (الوليد الأنطاكي) ، فقد روى عنه - أعني ابن هشام هذا،

كما ذكر ابن حبان في " الثقات " (9/123) : (محمد بن المنذر بن سعيد) ،

وتوفي سنة (303) ، وروى عنه أيضا ابن أبي حاتم، وتوفي سنة (327) .

فهو غير الأنطاكي، فهو علة الحديث. والله أعلم.

(فائدة) : الكرفس: عشب يشبه البقدونس معروف في بعض البلاد كالحجاز وفلسطين

، وقد ذكر له بعض المنافع ابن القيم في " الطب " من كتابه " زاد المعاد "،

شيء منها منصوص عليه في هذا الحديث، ولم يتعرض له بذكر، ولكنه ذكر فيه

حديثا آخر بلفظ:

" من أكله ثم نام عليه؛ نام ونكهته طيبة، وينام آمنا من وجع الأضراس

والأسنان "، وقال عقبه:

" وهذا باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن البستاني منه يطيب

النكهة جدا.. ".

 

(5/159)

 

 

وهو في " ذيل الموضوعات " أيضا (ص 141) من رواية الطيوري في حديث طويل.

2137 - " لأن أتصدق بخاتمي أحب إلي من ألف درهم أهديها إلى الكعبة ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (2/300/1524 - ط) : حدثنا أحمد قال: حدثنا أحمد

ابن الحسن: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود: حدثنا أبو عوانة عن أبي العنبس

عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أحمد بن الحسن شيخ أحمد - وهو (ابن محمد بن صدقة)

حافظ ثقة - لم أعرفه.

وأبو العنبس هو العدوي الكوفي، وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة، وقال

الحافظ في " التقريب ":

" مقبول ".

وأما الهيثمي، فجعله علة الحديث، فقال (3/113) :

" وفيه أبو العنبس، وفيه كلام "!

ولا أعلم أحدا تكلم فيه، وهو خلاف ما جرى عليه من اعتداده بتوثيق ابن حبان،

وبخاصة إذا لم يخالف كما هنا. والله أعلم.

 

(5/160)

 

 

2138 - " ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة: رجل ادعى إلى غير أبيه، ورجل كذب على نبيه،

ورجل كذب على عينيه ".

ضعيف جدا

أخرجه البزار (1/116/214) ، والديلمي (2/69)

 

(5/160)

 

 

عن يحيى بن حسان: حدثنا

عبد الرزاق بن عمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: فذكره.

وقال البزار:

" لا نعلم هذا اللفظ يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرزاق

، وهو دمشقي، وقيل، وقيل فيه: أيلي ".

قال الشيخ الهيثمي: " المجمع " (1/148) :

" ضعيف، ولم يوثقه أحد ".

كذا قال: وقد أورده في " الميزان "، ولم يزد على قوله فيه:

" قال أبو حاتم: صدوق متعبد، يعد من الأبدال. وقال يزيد بن محمد: ثقة ".

ثم تبينت أنهما اثنان، كلاهما دمشقي:

الأول: وهو أبو بكر الثقفي، وهو صاحب هذا الحديث.

والآخر: العابد الصغير، وهو الذي تقدم توثيقه.

وأما الثقفي فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " أيضا ترجمه سيئة، فقال:

" قال النسائي: ليس بثقة ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال الحافظ المزي في " التهذيب " (2/415) :

" وهو من الضعفاء، ضعفه غير واحد ".

وقد ثبت الحديث بلفظ آخر، فانظر " الصحيحة " (3063) .

 

(5/161)

 

 

2139 - " بين كل أذانين صلاة؛ إلا المغرب ".

منكر

أخرجه البزار (1/334/693) : حدثنا عبد الواحد بن غياث: حدثنا حيان بن

عبيد الله: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: فذكره، وقال:

" لا نعلم رواه إلا حيان، وهو بصري مشهور ليس به بأس، ولكنه اختلط ".

وذكره ابن عدي في " الضعفاء ".

قلت: وقد صح الأمر بهاتين الركعتين، وهو مخرج في " الصحيحة " (233) .

 

(5/162)

 

 

2140 - " بين العالم والعابد سبعون درجة، بين كل درجتين مسيرة مائة سنة حضرة (1)

الفرس السريع ".

ضعيف جدا

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (290/1) وابن عدي في " الكامل " (4/134) من

طرق عن عبد الله بن محرر، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال ابن عدي:

" منكر، لا أعلمه يرويه عن الزهري إلا ابن محرر، ومحمد بن عبد الملك،

وجميعا ضعيفان ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن محرر؛ قال أحمد:

" ترك الناس حديثه ".

وقال الجوزجاني:

__________

(1) من الحضر: العدو. اهـ.

 

(5/162)

 

 

" هالك ".

وقال الدارقطني وجماعة:

" متروك ". كذا في " الميزان "، وساق له مناكير هذا أحدها.

والحديث أخرجه أبو نعيم أيضا في " أخبار أصفهان " (2/150) ، والديلمي في "

مسند الفردوس " (2/1/14 - مختصره) ؛ كلاهما معلقا عن عبد الله بن محرر به؛

دون قوله: " بين كل ... ".

وخالف الخليل بن مرة، فرواه عن مبشر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن

عوف عن أبيه مرفوعا به، إلا أنه قال:

".. ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ".

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (2/163/856) ، وعنه ابن عدي في " الكامل " (

3/60 - 61) .

و (الخليل بن مرة) مختلف فيه، وقد ضعفه جماعة، بل قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وإسناده لهذا الحديث يدل على ضعفه، فإنه خالف تلك الطرق، فجعله من مسند (عبد الرحمن بن عوف) ، وأسقط علة الحديث (عبد الله بن محرر) .

وقد روي من حديث ابن عمر بزيادة منكرة في متنه، وسيأتي الكلام عليه برقم (6578) .

2141 - " بئس القوم قوم يمشي الرجل فيهم بالتقية والكتمان ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (2/1/12) عن يحيى بن سعيد العطار:

 

(5/163)

 

 

حدثنا سوار بن مصعب عن عمرو

ابن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع بين ابن مسعود وابنه أبي عبيدة، فإنه لم يسمع منه.

الثانية: سوار بن مصعب؛ ضعيف جدا، قال في " الميزان ":

" قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك، وقال أبو داود

: ليس بثقة ".

ثم ساق من مناكيره هذا الحديث.

الثالثة: يحيى بن سعيد العطار؛ ضعفه ابن معين وغيره.

2142 - " غفر الله لزيد بن عمروورحمه، فإنه مات على دين إبراهيم ".

موضوع

أخرجه ابن سعد (3/381) : أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا موسى بن شيبة عن

خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو

ابن نفيل، فقال:

" توفي وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بخمس سنين، ولقد نزل به وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد

ابن زيد أبو الأعور، واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى عمر بن

الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن زيد بن عمرو،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، قال: فكان المسلمون بعد ذلك

اليوم لا يذكره ذاكر إلا ترحم واستغفر له. ثم يقول سعيد بن المسيب:

رحمه الله وغفر له ".

 

(5/164)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع، محمد بن عمر، وهو الواقدي؛ متهم بالكذب.

وموسى بن شيبة؛ وهو ابن عمروبن عبد الله بن كعب بن مالك؛ ليس الحديث كما

في " التقريب ".

وخارجة بن عبد الله بن كعب؛ مجهول.

2143 - " كل نادبة كاذبة، إلا نادبة حمزة ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (3/18) من طريق محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال:

" أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، فمر على بني عبد الأشهل، ونساء

الأنصار يبكين على هلكاهن، يندبنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "

لكن حمزة لا بواكي له "، قال: فدخل رجال من الأنصار على نسائهم، فقالوا:

حولن بكاءكن وندبكن على حمزة. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطال

قيامه يستمع، ثم انصرف، فقام على المنبر من الغد، فنهى عن النياحة كأشد ما

نهى عن شيء قط، وقال:..... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله فيه (ابن أبي حميد) ، أورده الذهبي

في " الضعفاء "، وقال:

" ضعفوه ".

وقال الحافظ:

" ضعيف ".

(تنبيه) : عزاه السيوطي لابن سعد عن سعد بن إبراهيم مرسلا. ولم أره في

" ابن سعد " إلا من الطريق المتقدمة، ولعله عنده من الطريق الأخرى في

 

(5/165)

 

 

القسم الذي لم يطبع من " الطبقات "، فإن في المطبوعة منه خرما في أكثر من موضع واحد.

2144 - " كان إذا اجتلى النساء أقعى وقبل ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (8/146) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " (1/264 - 265) عن

موسى بن عبيدة: حدثني عمر بن الحكم: حدثني أبو أسيد قال:

" تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من الجون، فأمرني أن آتيه بها،

فأتيته بها، فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم، ثم أتيت النبي صلى الله

عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلما

أتاها أقعى، وأهو ى ليقبلها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتلى

... فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت معاذا، فأمرني أن أردها إلى

أهلها، ففعلت ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل موسى بن عبيدة، فإنه واه.

وأشد من هذا الحديث ضعفا ما أخرجه ابن سعد أيضا (8/145 - 146) ، والحاكم (

4/37) من طريق محمد بن عمر: أخبرنا هشام بن محمد: حدثني ابن الغسيل عن حمزة

ابن أبي أسيد الساعدي عن أبيه - وكان بدريا - قال:

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية، فأرسلني، فجئت

بها، فقالت حفصة لعائشة، أوعائشة لحفصة: اخضبيها أنت، وأنا أمشطها.

ففعلن، ثم قالت لها إحداهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة

إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه، وأغلق الباب،

وأرخى الستر مد يده إليها، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال بكمه على وجهه،

فاستتر به، وقال: عذت معاذا.

 

(5/166)

 

 

(ثلاث مرات) . قال أبو أسيد: ثم خرج علي

فقال: يا أبا أسيد، ألحقها بأهلها، ومتعها برازقيتين. يعني كرباستين،

فكانت تقول: ادعوني الشقية.

قلت: سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:

" قلت: سنده واه ".

قلت: بل هو بهذا السياق موضوع، لأن هشام بن محمد؛ وهو الثعلبي متروك،

ومحمد بن عمر، وهو الواقدي؛ كذاب.

وقد خولفا في متنه، فقال البخاري (9/311) :

حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن غسيل به مختصرا، وليس فيه ذكر لحفصة

وعائشة مطلقا، ولا قول إحداهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من

المرأة ... إلخ.

وقد استغل عبد الحسين الشيعي هذه الزيادة الموضوعة فطعن بها على السيدة عائشة

رضي الله عنها، فراجع إن شئت كتابه " المراجعات " (ص 248) ، والحديث الآتي

برقم (4964) لتتيقن من موقف هذا الشيعي من أهله صلى الله عليه وسلم.

2145 - " كان يقول في سجوده إذا سجد: سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء

بنعمتك علي، هذه يداي وما جنيت على نفسي ".

ضعيف

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 76) ، والبزار (1/264/543) عن

عبيد الله بن موسى: حدثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن

مسعود قال: فذكره، وقال:

 

(5/167)

 

 

" لا نعلمه عن عبد الله إلا من هذا الوجه ".

قال الشيخ (الهيثمي) في " المجمع " (2/128) :

" رجاله ثقات ".

فتعقبه الحافظ بقوله في " مختصر الزوائد " (1/265/386) :

" قلت: بل حميد - هو ابن قيس الأعرج - منكر الحديث جدا ".

كذا قالا، وكلاهما مخطئ - وجل من لا يخطئ - فإن حميدا هذا؛ ليس هو ابن قيس

الأعرج، ولا هو بالذي يصح أن يقال فيه: " منكر الحديث جدا "، فإنه ثقة محتج

به في " الصحيحين "! وإنما هو (حميد الأعرج الكوفي) - وذاك مكي - وهو

القاص الملائي، قال فيه البخاري في " التاريخ " (1/2/354) :

" منكر الحديث ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف ".

وقال في (ابن قيس) :

" ليس به بأس ".

وقد ذكروا في ترجمة الضعيف أنه الذي يروي عنه عبيد الله بن موسى، وخلف بن

خليفة، وقد أخرج الحديث من طريق خلف هذا الحاكم (1/533 - 534) مطولا،

وابن عدي (2/273) حديث الترجمة، وقال ابن عدي:

" ولحميد عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود غير هذه الأحاديث، وهي ليست

بمستقيمة، ولا يتابع عليها ".

وقال الحاكم:

 

(5/168)

 

 

" صحيح الإسناد، إلا أن الشيخين لم يخرجا عن (حميد الأعرج الكوفي) ، إنما

أخرجا حميد بن قيس المكي ":

" وتعقب تصحيحه الذهبي، فقال في " تلخيصه ":

" قلت: حميد متروك ".

وقد روي الحديث عن عائشة مطولا من طريقين عنها؛ متن أحدهما أنكر من الآخر،

ولذلك فهما لا يصلحان للشهادة، والأخصر منهما فيه علل أربعة، وهو المذكور

آتيا، وقد سقت لفظه، وأعدت تخريجه موسعا برقم (6579) .

وله شاهد ضعيف جدا من طريق محمد بن عثيم أبي ذر الحضرمي قال: حدثني عثيم عن

عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عائشة به مطولا دون قوله:

" أبوء بنعمتك علي ".

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (8/121 - 122) .

وهذا إسناد واه جدا مسلسل بالعلل:

1 - محمد بن عثيم؛ متروك متهم.

2 - وعثيم؛ لم أعرفه سواء كان والد محمد أوغيره.

3 - وعثمان بن عطاء الخراساني؛ ضعيف.

4 - وأبو هـ عطاء الخراساني؛ فيه كلام من قبل حفظه، ولم يسمع من عائشة.

2146 - " كان إذا خطب المرأة، قال: اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة ".

موضوع.

قال ابن سعد في " الطبقات " (8/162) : أخبرنا محمد بن

 

(5/169)

 

 

عمر: حدثنا عبد الله ابن جعفر عن ابن أبي عون عن أبي بكر بن محمد بن عمروبن حزم قال: فذكره.

أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن النبي

صلى الله عليه وسلم مثله.

قلت: وهذان إسنادان مرسلان، ومحمد بن عمر؛ هو الواقدي، وهو متهم بالكذب.

2147 - " كان إذا خطب، فرد؛ لم يعد، فخطب امرأة، فقالت: استأمر أبي، فلقيت أباها

، فأذن لها، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له، فقال: قد

التحفنا لحافا غيرك ".

موضوع

قال ابن سعد (8/161) : أخبرنا محمد بن عمر: حدثني الثوري عن جابر عن مجاهد

قال: فذكره.

قلت: هذا موضوع، آفته محمد بن عمر، وقد عرفت آنفا أنه الواقدي المتهم.

وجابر هو ابن يزيد الجعفي، وهو متروك.

(تنبيه) : هكذا لفظ الحديث في المكان المشار إليه من " ابن سعد "، وقد عزاه

إليه في " الجامع " بلفظ:

" فخطب امرأة فأبت، ثم عادت، فقال: ... "، والباقي مثله سواء، فالظاهر أن

السيوطي رواه بالمعنى.

 

(5/170)

 

 

2148 - " كان إذا جلس، جلس إليه أصحابه حلقا حلقا ".

موضوع

أخرجه البزار (1/92/157) عن سعيد بن سلام: حدثنا خالد بن

 

(5/170)

 

 

ميسرة عن معاوية بن

قرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان....، وقال:

" لا نعلم رواه عن خالد إلا سعيد، وهو ليس الحديث ".

قلت: بل هو كذاب؛ كما قال أحمد، وقال البخاري:

" يذكر بوضع الحديث ".

ولذلك قال المناوي في " شرح الجامع ":

" سكوت المصنف على هذا الحديث غير جيد، فقد قال الحافظ الهيثمي (1/132)

وغيره: فيه سعيد بن سلام كذبه أحمد. أهـ ".

2149 - " بين الركن والمقام ملتزم؛ ما يدعوبه صاحب عاهة إلا برىء ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني (رقم 11873) عن شاذ بن الفياض: نا عباد بن كثير عن أيوب عن

عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عباد بن كثير؛ هو الثقفي البصري؛ متروك كما قال

الهيثمي (3/246) .

 

(5/171)

 

 

2150 - " كان إذا توضأ، فضل ماء حتى يسيله على موضع سجوده ".

ضعيف

رواه الطبراني رقم (2739) ، وابن عساكر (6/300/2) عن عبد الله بن محمد بن

سالم المفلوج: نا حسين بن زيد بن علي عن الحسن بن زيد عن أبيه عن الحسن بن

علي مرفوعا.

 

(5/171)

 

 

قلت: وهذا سند ضعيف، رجاله موثقون، لكنه معلول بالانقطاع وغيره كما يأتي.

وبهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (12/153/6782) ، إلا أنه قال: "

عن الحسين بن علي ".

وقال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (396) :

" رواه أبو جعفر الطبري في " تهذيب الآثار " قال: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري

: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سالم: حدثني حسين بن زيد بن علي عن الحسن بن زيد

ابن الحسن عن أبيه عن الحسن بن علي مرفوعا. وقال أبو جعفر:

وهذا عندنا خبر صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما لعلتين:

إحداهما: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من

هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد، وجب التثبت فيه.

والثانية: أن ذلك مما لا تعرفه العامة، وهو عمل من أعمال الطهارة، ولو

كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تجهله العامة.

كذا قال أبو جعفر في هذا، ولم أجد في " تاريخ البخاري "، ولا في " تاريخ

ابن أبي حاتم " سماعا ولا رواية لزيد بن الحسن عن أبيه، إنما ذكروا روايته عن

ابن عباس أنه تطيب بالمسك، لم يذكروا رواية عن غيره. والله أعلم.

وقال أبو أحمد الجرجاني: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب روى عن

أبيه وعكرمة أحاديث معضلة، وروايته عن أبيه أنكر مما هي عن عكرمة.

 

(5/172)

 

 

وأما البخاري وابن أبي حاتم؛ فلم يذكروا فيه أكثر من روايته عن أبيه وعكرمة

" أهـ.

قلت: ولعل قوله: " أبيه " و" عكرمة " مقحم من الناس، فإن إثباتهما في ما

تقدم من كلامه، والصواب: " ابن عباس " مكان " عكرمة ". والله أعلم.

ثم إني لأعجب أشد العجب من أسلوب الإمام الطبري في تصحيح الأحاديث في كتابه

المذكور " تهذيب الآثار "، فقد رأيت له فيه عشرات الأحاديث يصرح بصحتها عنده،

ولا يتكلم على ذلك بتوثيق، بل يتبعه بحكايته عن العلماء الآخرين تضعيفه،

وبكلامهم في إعلاله، ولا يرده، بحيث أن القارىء يميل إليهم دونه! فما

أشبهه فيه بإسلوب الرازي في رده على المعتزلة في " تفسيره "؛ يحكي شبهاتهم على

أهل السنة، ثم يعجز عن ردها!

والواقع أن النفس لم تطمئن لهذا الحديث؛ لغرابته، وشبهة الانقطاع بين زيد

ابن الحسن وأبيه، فإن هذا مات سنة (50) وزيد في (120) ، ما يبعد ثبوت

سماعه منه. وأما ابن عباس فمات (68) .

وأيضا فـ (حسين بن زيد) أورده الذهبي في " المغني "، وقال:

" قال أبو حاتم: تعرف وتنكر ".

وأيضا فـ (زيد بن الحسن) نفسه على جلالته، لم يوثقه غير ابن حبان (4/245)

، ولم يروعنه كبير ثقة!

ومنه يتبين تساهل الهيثمي بقوله في كل من رواية الطبراني وأبي يعلى (1/234) :

" وإسناده حسن "!

 

(5/173)

 

 

والله سبحانه وتعالى أعلم.

2151 - " إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة، ينظرون إلى منازلهم في الجنة ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/166) تعليقا، والديلمي في " مسند

الفردوس " (1/2/270) عن أبي مقاتل السمرقندي: حدثنا أبو سهل عن الحسن عن

أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع. آفته أبو مقاتل السمرقندي؛ قال الذهبي:

" أحد التلفى، اسمه حفص بن سلمة ".

وقال في " الأسماء ":

" وهاه قتيبة شديدا، وكذبه ابن مهدي لكونه روى عن عبيد الله عن نافع عن ابن

عمر مرفوعا: " من زار قبر أمه كان كعمرة ". وقال السليماني: حفص بن سلمة

الفزاري صاحب كتاب " العالم والمتعلم " في عداد من يضع الحديث ".

وأبو سهل؛ هو حسام بن مصك؛ قال الحافظ:

" ضعيف يكاد يترك ".

 

(5/174)

 

 

2152 - " إن أرحم ما يكون العبد إذا وضع في حفرته ".

موضوع.

رواه الديلمي (1/2/281) عن محمد بن يونس: حدثنا أحمد بن مخلد الأهوازي:

حدثنا نوح بن خالد عن يغنم بن سالم عن أنس مرفوعا. قال الحافظ في " مختصره ":

 

(5/174)

 

 

" قلت: يغنم بن سالم كذبوه ".

قلت: ونوح بن خالد لم أعرفه. ولعله وقع فيه تحريف، فقد أعله المناوي بأن

فيه نوح بن سالم، قال الذهبي: قال ابن معين: ليس بشيء.

وهو مترجم في " الجرح والتعديل " (4/1/485) ، لكن بيض فيه لشيوخه ولمن روى

عنه.

ومحمد بن يونس، وهو الكديمي؛ وضاع.

2153 - " ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي، ألا وعمالها في النار؛ إلا من

اتقى الله، وأدى الأمانة ".

ضعيف

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (ق 1/1 - عام و277 - ط) ، وعنه

أبو نعيم في " الحلية " (6/199) عن سيار: حدثنا جعفر: حدثنا حوشب عن

الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، والحسن هو البصري، وسيار هو ابن حاتم العنزي

. قال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

 

(5/175)

 

 

2154 - " جزاء الغني من الفقير النصيحة والدعاء ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (8/307) ، والطبراني (25/162/392) عن حبابة بنت عجلان

الخزاعية عن أمها عن أم حفص بنت جرير عن أم حكيم بنت وادع قالت: قلت للنبي

صلى الله عليه وسلم: ما جزاء الغني من الفقير؟ قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالمجاهيل: حبابة بنت عجلان لا تعرف هي ولا

أمها، ولا أم حفص؛ واسمها صفية؛ كما في " الميزان ".

 

(5/175)

 

 

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي يعلى والطبراني في " الكبير ".

وقال المناوي في " الفيض ":

" قال الهيثمي: فيه رواية أربع نسوة بعضهن عن بعض، وهو مما يعز وجوده أهـ.

أي: فيكون هذا من لطائف إسناده ".

قلت: هذا انشغال بما لا يهم عن المهم، وهو بيان حاله في الصحة أوالضعف!

2155 - " إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية، فإذا قتلت النفس الزكية، غضب

عليهم من في السماء ومن في الأرض، فأتى الناس المهدي، فزفوه كما تزف العروس

إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا، وتخرج الأرض نباتها،

وتمطر السماء مطرها، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ".

منكر

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (15/199) : عبد الله بن نمير قال: حدثنا

موسى الجهني قال: حدثني عمر بن قيس الماصر قال: حدثني [مجاهد قال: حدثني]

فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن المهدي.... إلخ.

قلت: وهذا متن منكر، مع كونه موقوفا، وإسناده نظيف، لا يبدو لي فيه علة

سوى الوقف، وما بين المعقوفتين زيادة من نسخة (م) كما جاء في التعليق عليه

، ولم أدر ما هذه النسخة التي أشار إليها، فإنه في أول المجلد السادس لم يذكر

إلا نسختين ليس هذه إحداهما، وصرح بأنه يرمز إلى الأولى منهما بـ (الأصل)

وإلى الأخرى بـ (النسخة) . وقد رأيته في المجلد السادس (ص 24) قد صحح

كلمة من الأصل، وقال في التعليق:

 

(5/176)

 

 

" من المحلى، وفي (الأصل) و (النسخة) : " نسل " كذا ".

ونحوه في (ص 28) .

ثم رأيته يقول (ص 61) :

" وفي (الأصل) و (م) للحسن الدين ... والتصحيح من (المحلى) .. ".

وبذلك اندفع ما ألقى في النفس أول مرة أنه لعله يعني بهذا الرمز (م) "

المحلى "، ففي النفس من صحة هذه الزيادة في النسخة المشار إليها شيء، ولعلها

النسخة التي اعتمد عليها السيوطي في " الدر المنثور " (6/58) ، فقد عزاه فيه

لابن أبي شيبة عن مجاهد ... وكذلك ذكره في " العرف الوردي في أخبار المهدي " (

ص 223 ج2) . والله سبحانه وتعالى أعلم.

و (النفس الزكية) لقب محمد بن عبد الله بن حسن الهاشمي، وقد قيل: إن أهل

بيته سموه بالمهدي (1) ، فلا يبعد أن يكون هذا الأثر من وضع بعض أتباعه

وأنصاره في قيد حياته إنذارا لأعدائه، أوبعيد وفاته، وقد قتله أبو جعفر

المنصور، لما خرج عليه بالمدينة، فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله. رحمه الله،

وعامل الظالمين بما يستحقون.

2156 - " لا تفعلي يا قيلة! إذا أردت أن تبتاعي شيئا، فاستامي به الذي تريدين،

أعطيت أومنعت، وإذا أردت أن تبيعي شيئا، فاستامي الذي تريدين، أعطيت أو

منعت ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (4/2/418) تعليقا، وابن

__________

(1) انظر ترجمته في " الأعلام " للزركلي. اهـ

 

(5/177)

 

 

ماجه (2/21) ،

وابن سعد (8/311) من طريق يعلى بن شبيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن

قيلة أم بني نمار قالت:

أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره عند المروة، فقلت:

يا رسول الله، إني امرأة أبيع وأشتري، فإذا أردت أن أبتاع الشيء، سمت به

أقل مما أريد، ثم زدت، ثم زدت حتى أبلغ الذي أريد، وإذا أردت أن أبيع الشيء

، سمت به أكثر من الذي أريد، ثم وضعت حتى أبلغ الذي أريد، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومنقطع؛ قال البوصيري في " الزوائد " (136/2) :

" قال المزي في " الأطراف ": ابن خثيم عن قيلة فيه نظر. وقال الذهبي في "

الكاشف ": قيلة أم رومان، روى عنه ابن خثيم مرسلا ".

قلت: ويعلى بن شبيب لين الحديث؛ كما في " التقريب ".

2157 - " اتقوا الله، وصلوا الأرحام، فإنه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في

الآخرة ".

ضعيف

أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (7/521/8422) : حدثنا بشر بن معاذ: حدثنا يزيد

قال: حدثنا سعيد عن قتادة " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام

إن الله كان عليكم رقيبا ": ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول

: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير بشر بن معاذ

، وهو صدوق. وسعيد هو ابن أبي عروبة. ويزيد هو ابن زريع.

 

(5/178)

 

 

2158 - " أخشى ما أخشى على أمتي كبر البطن، ومداومة النوم، والكسل، وضعف اليقين ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/88) من طريق الدارقطني عن محمد بن القاسم الأزدي عن الحسن

ابن علي بن محمد بن المغيرة عن محمد بن ثابت عن النعمان بن زائدة والنعمان بن

سالم عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته محمد بن القاسم هذا؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال أحمد والدارقطني: كذاب ". وقال الحافظ:

" كذبوه ".

وشيخه الحسن بن علي بن محمد بن المغيرة؛ لم أعرفه.

ومحمد بن ثابت؛ الظاهر أنه ابن أسلم البناني؛ ضعيف.

والنعمان بن زائدة؛ لم أعرفه.

والحديث عزاه في الجامع للدارقطني في " الأفراد "، وأعله المناوي بابن

القاسم.

 

(5/179)

 

 

2159 - " اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها سنة جميلة ".

موضوع

أخرجه الحاكم (3/351) عن يحيى بن العلاء: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن

الحارث التيمي عن أبيه عن أنس مرفوعا.

سكت عليه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: يحيى وشيخه متروكان ".

 

(5/179)

 

 

قلت: والأول أورده في " الضعفاء "، وقال:

" قال أحمد: كذاب يضع الحديث ".

2160 - " أخلص دينك، بكفك القليل من العمل ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/306) ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/323/2) ،

وأبو نعيم في " الحلية " (1/244) ، والأصبهاني في " الترغيب " (ص 30 -

مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران عن عمرو

ابن مرة عن معاذ بن جبل.

قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ عمروبن مرة لم يدرك معاذا، بين وفاتيهما مئة

سنة، وبذلك أعله البيهقي.

وعبيد الله بن زحر؛ ضعيف.

وشيخه ابن أبي عمران اسمه خالد. لكن وقع في " المستدرك ": " الوليد بن عمران

"، ولم أعرفه، ولعله تحرف على الحاكم أوأحد رواته. فقد أخرجه الديلمي في

" مسند الفردوس " (1/1/51) من طريق النضر بن عبد الجبار: حدثنا إبراهيم عن

خالد بن أبي عمران به.

وإبراهيم هذا لم أعرفه.

والحديث عزاه المنذري (1/23) للحاكم، وقال:

" وقال: صحيح الإسناد ".

ولم أر هذا التصحيح في نسخة " المستدرك " المطبوعة. ثم أشار إلى رده بقوله:

" كذا قال ".

 

(5/180)

 

 

2161 - " أخلصوا عبادة ربكم، وأقيموا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم

، وصوموا شهركم، وحجوا بيتكم، تدخلوا جنة ربكم. ويحرك يده ".

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/166) ، وابن عساكر (18/189/1 - 2) عن

صدقة بن عبد الله عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي الدرداء:

أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما عصمة هذا

الأمر، وعراه، ووثائقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد:..

فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، صدقة بن عبد الله، وهو السمين، قال الحافظ:

" ضعيف ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال أحمد والبخاري: ضعيف جدا ".

والوضين بن عطاء سيىء الحفظ.

 

(5/181)

 

 

2162 - " أدبوا (1) أولادكم على ثلاث خصال: على حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى

قراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، مع أنبيائه

وأصفيائه ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/24) عن جعفر بن محمد بن الحسين: حدثنا حسن بن الحسين:

حدثنا صالح بن [أبي] الأسود عن مخارق بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمد عن أبيه

عن علي مرفوعا.

__________

(1) الأصل " أدمنوا ". كذا في المخطوطة التي هي بخط الحافظ، وفي المصورة. اهـ

 

(5/181)

 

 

بيض له الحافظ في " مختصره "، وإسناده ضعيف جدا، فيه علل:

الأولى: مخارق بن عبد الرحمن؛ لم أجد له ترجمة. الثانية: صالح بن أبي

الأسود؛ قال الذهبي:

" واه ".

الثالثة: حسن بن الحسين، هو العرني الكوفي؛ قال أبو حاتم:

" ليس بصدوق ".

الرابعة: جعفر بن محمد بن الحسين. الظاهر أنه الذي في " الميزان ":

" جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي عن يزيد بن هارون وأبي نعيم

وغيرهما، روى عنه شريح بن عبد الكريم وغيره. قال الجوزقاني (1) في "

الأباطيل ": مجروح ".

2163 - " إن أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (10/11079) من طريق إسماعيل بن عمرو

البجلي: نا شريك عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء:

__________

(1) كذا وقع في هذا المكان وغيره من " اللسان " بالزاء، ورجح بعض المحققين أنه (الجورقاني) بالراء، ورجحه بعضهم، فانظر تفصيله في مقدمة " الأباطيل " للجورقاني بقلم محققه الأخ الفاضل عبد الرحمن الفريوائي (ص 66 - 70) . اهـ

 

(5/182)

 

 

ليث وهو ابن أبي سليم، وشريك وهو ابن عبد الله القاضي، وإسماعيل بن عمروالبجلي.

2164 - " ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة ".

ضعيف جدا

أخرجه البزار (3604 - كشف الأستار) من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون: حدثنا

سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلال - يعني العبسي - عن حذيفة قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال الحافظ ابن حجر في " زوائده " (ص 324 - المصورة) :

" إسناد حسن ".

كذا قال، وقد فتشت كتب القوم، فلم أر لمسلم بن حبيب فيها ذكرا. وقد قال

الهيثمي - وهو شيخه - في " مجمع الزوائد " (10/252) :

" ومسلم لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه، وبقية رجاله

ثقات ".

كذا قال، وسعيد بن حكيم لم يوثقه غير ابن حبان (6/361) ، ولم يروعنه كبير

أحد، وقال أبو حاتم:

" شيخ ".

وإبراهيم بن محمد بن ميمون شيعي جلد. قال الذهبي:

" روى عن علي عن عابس خبرا عجيبا ". ثم قال:

" إبراهيم بن محمد بن ميمون؛ لا أعرفه، روى حديثا موضوعا فاسمعه ".

 

(5/183)

 

 

ثم ساقه من روايته عن علي بن عابس في فضل علي رضي الله عنه. وهو إبراهيم بن

محمد نفسه كما حققه الحافظ في " اللسان "، وقال:

" ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل (يعني العراقي) الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة

".

قلت: وهذا معناه: أن حديثه ضعيف جدا، فالعجب من الحافظ كيف حسن إسناده

وهذه حاله، وشيخه سعيد بن حكيم في حكم المجهولين. والله أعلم.

وأما مسلم بن حبيب؛ فقد تبين لي أن سبب عدم معرفة الهيثمي إياه أنه وقع في

اسمه تحريف، فقد جاء في ترجمة سعيد من " الثقات ": " حبيب بن سليم "، وفي

نسخة كما أفاد محققه: " سليمان " مكان " سليم "، وفاته أن هذا هو الصواب،

وقد ذكره ابن حبان أيضا في " أتباع التابعين " (6/182) ، فقال:

" حبيب بن سليم العبسي من أهل الكوفة، روى عن بلال بن يحيى. روى عنه

عبيد الله بن موسى وأبو نعيم ".

وعلق المحقق، فقال:

" ومثله في " التاريخ الكبير "، ووقع في الأصل: - سليمان - مصحفا ".

قلت: وكذلك هو في " الجرح والتعديل " و" التهذيب " وغيره، وهو من رجال

ابن ماجه والترمذي، وحسن له، وقال الحافظ فيه:

" مقبول ".

وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف جدا، وأن تحسينه زلة عالم، ولا سيما

 

(5/184)

 

 

وقد ذكر ابن كثير في " تفسيره " (3/325 - 326) عن أبي بكر البزار أنه قال عقب

الحديث:

" لا نعرفه يروى إلا من حديث حذيفة ".

ومع ذلك كله أورده الرفاعي في " مختصره " (3/194) الذي زعم في مقدمته أنه

التزم أن لا يذكر فيه إلا الصحيح من الحديث! ومن جهله بهذا العلم ورجاله أنه

اختصر قول ابن كثير: " وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا ... إلخ بقوله:

" روى أبو بكر عن حذيفة ". فعمى على القراء مخرجه، لأن المشهور في المصنفين

بكنية أبي بكر إنما هو ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد صاحب " المصنف "، فكان

عليه أن يقول: " البزار ". رحمه الله وغفر لنا وله.

2165 - " علي عيبة علمي ".

موضوع

رواه ابن عدي (204/2) ، وعنه ابن عساكر (12/161/1) عن ضرار بن صرد: نا

يحيى بن عيسى بن يحيى الرملي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا سند تالف، ضرار هذا شيعي، قال البخاري والنسائي:

" متروك ".

وكذبه ابن معين.

ومع ذلك أورد حديثه هذا السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عدي هذه!

 

(5/185)

 

 

2166 - " إذا تزوج أحدكم، ودخل على أهله، فليضع يده على رأسها، وليقل: اللهم

بارك لي في أهلي، وبارك لأهلي في، وارزقني منها، وارزقها مني، واجمع

بيننا ما جمعت من خير، فإذا فرقت بيننا ففرق على خير ".

موضوع

رواه الرئيس الثقفي في " الفوائد " (10/7/1) عن مسلم بن عيسى بن مسلم الصفار

المؤذن: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي: حدثنا الأعمش عن شقيق عن الأسود عن

عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، وآفته الصفار هذا، فإن رجاله كلهم ثقات غيره. قال

الدارقطني:

" متروك "؛ كما في " الميزان ".

ثم ساق له هذا الحديث من طريق الثقفي. وقال في " تلخيص المستدرك " عقب حديث

في مناقب فاطمة من روايته:

" هذا من وضع مسلم بن عيسى ".

وسيأتي تخريجه في المجلد الحادي عشر برقم (5027) .

 

(5/186)

 

 

2167 - " لا وضوء لمن لم يصل علي ".

منكر

رواه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي " صلى الله عليه وسلم (61/80) ،

والطبراني في " المعجم الكبير " (6/147/5697) ، وابن حجر في " نتائج

الأفكار " (54/1) من طريقين عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد

الساعدي عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...

فذكره، ثم قال ابن حجر:

 

(5/186)

 

 

" هذا حديث غريب، ولفظ المتن أغرب، وأخرجه الطبراني، وعبد المهيمن ضعيف،

والمحفوظ عنه بهذا الإسناد: " لا صلاة إلا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر

اسم الله عليه ". أخرجه ابن ماجه، وأخرجه الطبراني عن أبي بن العباس، وهو

أخوعبد المهيمن ".

قلت: وبنحوه رواه الروياني في " مسنده " (200/2) من طريق محمد بن عمر: نا

عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن عباس بن سهل به، وزاد:

" ولا صلاة لمن لم يصل على نبي الله صلى الله عليه وسلم، ولا صلاة لمن لا

يحب الأنصار ".

وهذا إسناد واه بمرة. محمد بن عمر؛ الواقدي.

وشيخه عبد الحكيم روى عنه ابن المبارك وغيره من الثقات، ووثقه أبو حاتم

وغيره كما بينت في كتابي " تيسير الانتفاع "، وخفي حاله على بعض الحفاظ،

فقال العقيلي (3/103) :

" لا يعرف إلا بالواقدي "! وأقره الذهبي في " الميزان "! وقال:

" صويلح، قال الدارقطني: مقل؛ يعتبر به "!

قلت: وهذه الترجمة لم ترد في " لسان الحافظ "، وهي على شرطه.

وبالجملة، فآفة هذه الطريق الواقدي.

وأما ما عزاه الحافظ لابن ماجه والطبراني، فهو محفوظ - كما قال - لشواهده،

وقد حسنته في " الإرواء " (1/122/81) وغيره، لكن صنيع الحافظ يشعر بأنه

ليس عندهما حديث الترجمة، والواقع خلافه فهو عندهما بعد الفقرة الثانية،

برقم

 

(5/187)

 

 

(400) عند ابن ماجه، و (5699) عند الطبراني. وكذلك رواه الحاكم (

1/269) ، وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: عبد المهيمن واه ".

2168 - " لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب، ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين

سخط الله عليهم، ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه إلا أن يكون إناء مخمرا،

ومن شرب بيده وهو يقدر على إناء يريد التواضع؛ كتب الله له بعدد أصابعه

حسنات، وهو إناء عيسى ابن مريم عليهما السلام، إذ طرح القدح، فقال: أف،

هذا مع الدنيا ".

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3431) من طريق بقية عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله

عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال:

نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا - وهو الكرع - ونهانا

أن نغترف باليد الواحدة؛ وقال:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف. قال السندي:

" وفي الزوائد: في إسناده بقية، وهو مدلس، وقد عنعنه. وقال الدميري:

هذا حديث منكر، وزياد بن عبد الله المذكور لا يكاد يعرف ".

 

(5/188)

 

 

2169 - " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله، فقال لهم: " ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين " ".

 

(5/188)

 

 

ضعيف. رواه أحمد (3/390 - 391) ، وابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " (1/183/1

) عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه.

وابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن؛ ضعيف.

والجملة الأولى منه صحيحة، أخرجها مسلم (8/165) ، وأحمد، وغيرهما من

طريقين - أحدهما عن أبي الزبير - عن جابر. وصرح بسماعه منه في رواية لأحمد (

3/334) ، وسنده صحيح على شرطهما.

2170 - " من اقتصد أغناه الله، ومن بذر أفقره الله، ومن تواضع رفعه الله، ومن

تجبر قصمه الله) .

ضعيف

أخرجه البزار في " كشف الأستار " (4/232 - 233) ، ومن طريقه الأصبهاني في "

الترغيب " (66/2) : حدثنا عمران بن هارون البصري - وكان شيخا مستورا، وكان

عنده هذا الحديث وحده، وكان الناس ينتابونه في هذا الحديث، وكانوا يكتبون

عنه قبل أن نولد - قال: حدثنا عبد الله بن محمد القرشي: حدثنا محمد بن طلحة

ابن يحيى بن طلحة عن أبيه عن جده عن طلحة بن عبيد الله، قال:

تمشى معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو صائم، فأجهده الصوم،

فحلبنا له ناقة لنا في قعب، وصببنا عليه عسلا؛ نكرم به رسول الله صلى الله

عليه وسلم عند فطره، فلما غابت الشمس ناولناه القعب، فلما ذاقه، قال بيده،

كأنه يقول: ما هذا؟ قلنا: لبنا وعسلا، أردنا أن نكرمك به، أحسبه قال: "

أكرمك الله بما أكرمتني "، أودعوة هذا معناها، ثم قال:.. فذكره.

وقال:

 

(5/189)

 

 

لم نسمعه إلا من عمران ".

قال الحافظ في " مختصره " (ص 324/ المصورة) :

" وعمران وشيخه مجهولان ".

وكذا قال الذهبي في " الميزان ".

قلت: وغفلا عن شيخ الشيخ (محمد بن طلحة بن يحيى) ، فإنه مجهول أيضا لا يعرف

إلا بهذه الرواية، وقد أورده الحافظ في " تهذيبه " تمييزا، وقال:

" وعنه عبد الله بن محمد القرشي، قال ابن القطان: لا يعرف حاله ".

وكذا قال في " التقريب "، فهو مجهول العين كما هو ظاهر، وقد أشار الهيثمي

إلى جهالة هؤلاء الثلاثة إشارة لطيفة، فقال (10/253) :

" رواه البزار، وفيه ممن أعرفه اثنان "! يعني طلحة بن يحيى وأباه.

(تنبيه) : سقط هذا الحديث من مطبوعة " مختصر الزوائد " مع نحوخمسة أحاديث

أخرى، محلها فيها عقب الحديث (2294) ، وهو في " البحر الزخار " (3/160 -

161) .

2171 - " أمرت بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني الله تعالى أنه يحبهم. قلت: من هم يا

رسول الله؟ قال: علي، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن

الأسود الكندي ".

ضعيف

أخرجه أحمد (5/356) ، وفي " الفضائل " (2/689/1172) ، والروياني في "

مسنده " (4/2) عن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(5/190)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف. أبو ربيعة؛ اسمه عمر بن ربيعة، قال أبو حاتم:

" منكر الحديث ".

وشريك، وهو ابن عبد الله القاضي؛ ضعيف سيىء الحفظ.

2172 - " إنما الخاتم لهذه وهذه. يعني الخنصر والبنصر ".

ضعيف جدا

أخرجه الروياني في " مسنده " (23/106/1) عن الحسن بن ندبة عن محمد بن

عبيد الله عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال:

" رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقلب خاتمي في السبابة والوسطى،

فقال:.... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله الظاهر أنه العرزمي، وهو

متروك، والحسن بن ندبة لم أعرفه.

والحديث قال الهيثمي (5/153) :

" رواه الطبراني، وفيه محمد بن عبيد الله، فإن كان العرزمي؛ فهو ضعيف،

وبقية رجاله ثقات ".

وقد عارضه حديث علي رضي الله عنه:

" نهاني أن أتختم في هذه وهذه. يعني الخنصر والإبهام ".

ولكنه شاذ لا يصح، والصحيح بلفظ:

" هذه أوهذه، السبابة أوالوسطى "، هكذا على الشك رواه مسلم وغيره، كما

سيأتي تحقيق ذلك كله برقم (5499) . وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم تختم

في خنصره. رواه البخاري (5874) وغيره. انظر " الإرواء " (3/298) .

 

(5/191)

 

 

2173 - " إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع

الفحل ".

ضعيف

رواه البزار (1/71) عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" لا نعلم رفعه إلا بريدة، ولا رواه عن صالح إلا عمر ".

قلت: عمر؛ هو ابن علي المقدمي، وهو ثقة من رجال الشيخين، لكنه كان يدلس

تدليسا شديدا كما في " التقريب "، وهذا النوع من التدليس يعني أنه لوصرح

المدلس بالتحديث فذلك مما لا يفيد الاتصال، فراجع ترجمته في " التهذيب "، إلا

أن هذا ليس هو علة الحديث، وإنما هو صالح بن حيان، وبه أعله الهيثمي، فقال

(1/105) .

" رواه البزار، وفيه صالح بن حيان، وهو ضعيف، ولم يوثقه أحد ".

قلت: ولذا جزم الحافظ بضعفه في " التقريب "، وقال الذهبي في " المغني ":

" قال النسائي وغيره: متروك ".

وإنما خرجت الحديث هنا من أجل النصف الثاني منه، وإلا فأوله معروف الصحة من

حديث أبي بكرة وغيره، وهو مخرج في " غاية المرام " (257) .

 

(5/192)

 

 

2174 - " الكذب كله إثم؛ إلا ما نفع به مسلم، أودفع به عن دين ".

ضعيف

أخرجه الروياني (24/126/2) ، والبزار (2061 - كشف) عن

 

(5/192)

 

 

رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني

عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم.

هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني لم أعرفه.

وعتبة بن حميد؛ هو أبو معاوية البصري؛ صدوق له أوهام، كما في " التقريب ".

وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ هو الأفريقي؛ ضعيف.

ومثله رشدين بن سعد.

والحديث بيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء، وإنما قال:

" رمز المؤلف لحسنه "! .

ثم اغتر به وقلده، فقال في " التيسير ":

" الروياني بإسناد حسن "! !

2175 - " رأس الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولدينه،

ولأئمة المسلمين، وللمسلمين عامة ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (1/2/10) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (1095

- بتحقيقي) ، والثقفي في " الثقفيات " (5/26/1 - نسخة السفرجلاني) ،

والروياني في " مسنده " (135/1) ، والطبراني في " الأوسط " (1/106 - 107 -

معارف) عن أيوب بن سويد: حدثني أمية

 

(5/193)

 

 

بن يزيد عن أبي مصبح الحمصي عن ثوبان

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف: أيوب بن سويد ضعيف، وقال البخاري عقبه:

" يتكلمون فيه ".

قال الذهبي في " الميزان " بعد أن حكى تضعيفه عن جمع من الأئمة:

" والعجب من ابن حبان ذكره في " الثقات "، فلم يصنع جيدا، وقال: رديء

الحفظ ".

ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " (1/87) ، وقال:

" وهو ضعيف لا يحتج به ".

و (أمية بن يزيد) وهو القرشي الشامي، قال البخاري:

" قال يحيى بن حسان: هو أمية بن أبي عثمان - وذكر من فضله ".

وأورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1/302) ، وقال:

" روى عن أبي المصبح ومكحول، روى عنه أيوب بن سويد وبقية بن الوليد وابن

المبارك ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في " الثقات " (6/70) .

والمحفوظ في هذا الحديث بلفظ:

" إنما الدين النصيحة ... لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين،

وعامتهم ".

أخرجه مسلم، وغيره كالروياني (262/2) عن تميم الداري.

 

(5/194)

 

 

2176 - " لهم ما لنا، وعليهم ما علينا. يعني أهل الذمة ".

باطل لا أصل له

في شيء من كتب السنة، وإنما يذكره بعض الفقهاء المتأخرين ممن لا دراية لهم في

الحديث. قال الزيلعي في " نصب الراية، لأحاديث الهداية " (4/55) :

" قال المصنف: وأهل الذمة في المبايعات كالمسلمين، لقوله عليه السلام في ذلك

الحديث: فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم. قلت: لم أعرف

الحديث الذي أشار إليه المصنف، ولم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث معاذ، وهو

في " كتاب الزكاة "، وحديث بريدة وهو في " كتاب السير "، وليس فيها ذلك ".

وأقره الحافظ في " الدراية " (2/162) .

قلت: وقد جاء ما يشهد ببطلان الحديث، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " ليس في أهل الذمة، وإنما في الذين

أسلموا من أهل الكتاب والمشركين، كما جاء في حديث سلمان وغيره، رواه مسلم

وغيره. وهو مخرج في " الإرواء " (1247) وغيره.

وإن مما يؤكد بطلانه مخالفته لنصوص أخرى قطعية كقوله تعالى:

" أفنجعل المسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون "، وقوله صلى الله عليه

وسلم:

" لا يقتل مسلم بكافر "، وقوله:

" للمسلم على المسلم خمس: إذا لقيته فسلم عليه ... " الحديث، وقوله:

" لا تبدؤا اليهو د والنصارى بالسلام.. ".

وكل هذه الأحاديث مما اتفق العلماء على صحتها.

 

(5/195)

 

 

ومن هنا يظهر جليا صدق عنوان كتابنا هذا في الأحاديث الضعيفة: " وأثرها

السيئ في الأمة "، فطالما صرفت كثيرا منهم على مر الدهو ر والعصور عن دينهم،

لا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام والأخلاق والسلوك، وليس ذاك في العامة

فقط، بل وفي بعض الخاصة، وها هو المثال بين يديك، فإن هذا الحديث الباطل،

قد تلقاه بالقبول بعض الدعاة والكتاب الإسلاميين، وأشاعوه بين الشباب المسلم

في كتاباتهم ومحاضراتهم، وبنوا عليه من الأحكام ما لم يقل به عالم من قبل!

فهذا هو كاتبهم الكبير الشيخ محمد الغزالي يقول فيما سماه بـ " السنة النبوية.. " (ص 18) :

" وقاعدة التعامل مع مخالفينا في الدين ومشاركينا في المجتمع: لهم ما لنا

وعليهم ما علينا. فكيف يهدر دم قتيلهم؟ ! ".

وهو تابع في ذلك للأستاذ حسن البنا رحمه الله، فهو الذي أشاعه بين شباب

الأخوان وغيرهم، وهذا هو سيد قطب عفا الله عنه يقول مثله، ولكن بجرأة

بالغة على تصحيح الباطل:

" وهؤلاء لهم ما لنا وعليهم ما علينا بنص الإسلام الصحيح "! !

كذا في كتابه " السلام العالمي " (ص 135 - طبع مكتبة وهبة الثانية) .

وقد جرى على هذه الوتيرة من المخالفة للنصوص الصحيحة، اعتمادا على الأحاديث

الضعيفة غير هؤلاء كثير من الكتاب المعاصرين، لجهلهم بالسنة، وتقليدهم لبعض

الآراء المذهبية، ومن هؤلاء الأستاذ المودودي رحمه الله، وقد تقدم الرد

عليه في تسويته بين المسلم والذمي في الحقوق العامة تحت الحديث المتقدم برقم (460) .

وإن مما يحسن لفت النظر إليه أن الأحناف الذين تفردوا بهذا الحديث الباطل،

 

(5/196)

 

 

لم يأخذوا به إلا في المبايعات كما تقدم ذكره عن كتابهم " الهداية "، خلافا

لهؤلاء الكتاب الذي توسعوا في تطبيقه توسعا خالفوا به جميع العلماء. فاعتبروا

يا أولي الألباب!

بعد كتابة هذا أخبرني أحد الإخوان بأن هذا الحديث قد تقدم الكلام عليه برقم (1103) ، ولدى المقابلة وجدت هنا من الفوائد ما لم يذكر هناك، فبدا لي

الإبقاء عليه وعدم حذفه. وبالله التوفيق.

2177 - " إن أخوف ما أخاف على أمتي الهو ى وطول الأمل، فأما الهو ى؛ فيصد عن الحق،

وأما طول الأمل؛ فينسي الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلة، وهذه الآخرة قادمة،

ولكل واحدة منها بنون، فكونوا بني الآخرة، ولا تكونوا من بني الدنيا،

فإنكم اليوم في دار العمل، وأنتم غدا في دار جزاء ولا عمل ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (1/1/2) ، وأبو بكر الشافعي في "

مجلسان " (2/1 - 2) ، وعبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري في " الأحاديث

المائة " (1/21/2) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/328)

كلهم من طرق عن علي بن علي اللهبي قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن

عبد الله مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف جدا، اللهبي هذا؛ قال في " الميزان ":

" له مناكير. قاله أحمد، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك، وقال ابن معين

: ليس بشيء ".

 

(5/197)

 

 

وأورده الدارقطني في " الضعفاء والمتروكين " (ص 134/408) .

وذكر المناوي عن العراقي أنه قال: " سنده ضعيف ". وذكر أن الحاكم رواه أيضا.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " لابن عساكر والديلمي عن جابر

بتمامه، وعزى الجملة الأولى منه لابن عدي. وعزاه في " أخوف ما ... " منه

لابن النجار عنه، ولابن عساكر عن علي موقوفا، وقال:

" وفيه يحيى بن مسلمة بن قعنب، قال العقيلي: حدث بالمناكير ".

وذكره مختصرا عن علي مرفوعا بلفظ:

" إن أشد ما أتخوف عليكم.. "، وقال:

" رواه ابن النجار ".

وفاته أنه رواه من هو أعلى وأشهر منه، وهو ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "

(1/1/2) من طريق محمد بن الحسن الأزدي: حدثني اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي

حنظلة مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن على بن أبي طالب مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

1 - علي بن أبي حنظلة؛ وأبو هـ لم أجد لهما ترجمة، وقال ابن الجوزي في "

العلل المتناهية " (2/329) : " ليسا بمعروفين ".

2 - اليمان بن حذيفة؛ ذكره الدارقطني في " الضعفاء والمتروكين " (182/608)

، وذكر أنه بصري. وقال:

 

(5/198)

 

 

" وقيل: يمان أبو حذيفة ".

وقال الذهبي في " الميزان ": قلت: هو ابن المغيرة، وسيأتي، وقد اختلف في

أبيه ".

ثم قال: " يمان بن المغيرة أبو حذيفة العنزي عن عبد الكريم أبي أمية، وعنه

حجاج بن نصير، قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى: ليس حديثه بشيء ".

قلت: وهذا من رجال " التهذيب "، وقال في " التقريب ": " ضعيف ".

ولم يتعرض لذكر الذي قبله، وقد فرق بينهما الدارقطني، فذكره قبل المترجم،

والله أعلم.

3 - محمد بن الحسن الأزدي، ويقال الأسدي؛ صدوق فيه لين؛ كما في " التقريب ".

والحديث هذا قد أخرجه ابن الجوزي أيضا في " العلل " من طريق ابن أبي الدنيا

بسنده المذكور، لكن بتمامه كحديث الترجمة، وقال في كل منهما:

" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

ثم تكلم عليهما بنحوما ذكرنا.

هذا، وقد روي حديث علي الموقوف من غير طريق ابن قعنب، أخرجه ابن المبارك في

" الزهد " (86/255) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (13/281) ، وأحمد في "

الزهد " (ص 130) ، وابن أبي الدنيا أيضا في

 

(5/199)

 

 

" قصر الأمل "، وأبو نعيم في

الحلية " (1/76) من طريق مهاجر العامري، قال: قال علي بن أبي طالب به.

وعلق بعضه البخاري في " صحيحه " (81 - الرقائق /4 - باب الأمل) ، وقال

الحافظ في " الفتح " (11/236) :

" ومهاجر العامري ما عرفت حاله ".

قلت: هو معروف، وقد نسبه أبو نعيم في روايته فقال: " مهاجر بن عمير "،

ومن المحتمل أن يكون هو الذي في " التاريخ الكبير " (4/1/382) و" الجرح

والتعديل " (4/1/261) :

" مهاجر بن عميرة، روى عن علي، روى عنه عدي بن ثابت الأنصاري ".

وكذا ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (5/428) ، وساق له أثرا آخر عن

علي في ضرب الشارب وإيجاعه.

ويحتمل احتمالا كبيرا أن يكون هو الذي في " التاريخ " أيضا (4/1/381) :

" مهاجر بن شماس العامري عن عمه. روى عنه فضيل بن غزوان ".

وهذا ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " (9/179) .

وقد جزم بأنه هو ابن أبي حاتم، وأنا أنقل كلامه لما فيه من الفائدة العزيزة

التي خفيت على الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقال بعد ترجمة ابن عميرة بثلاث

تراجم:

" مهاجر بن شماس، وهو مهاجر العامري، كوفي، روى عن عمه، روى عنه فضيل بن

غزوان، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: مهاجر العامري

ثقة ".

 

(5/200)

 

 

قلت: وعلى هذا، فإسناد ابن أبي شيبة وغيره ثقات، فهو صحيح إن كان العامري

سمعه من علي، لكن قوله فيه: " قال: قال علي " صورته صورة المرسل، ويؤيده

إيراد ابن حبان للعامري في أتباع التابعين. والله أعلم.

وبالجملة؛ فالحديث لا يصح، لا مرفوعا، ولا موقوفا.

(تنبيه) : قال الماوردي في " الأمثال " (104) :

" روى اليماني عن حذيفة عن علي بن أبي حفصة عن أبيه عن علي بن أبي طالب

رضي الله عنه قال: ... "، فذكر الحديث مرفوعا.

فخرجه محققه الدكتور فؤاد باختصار نقلا عن غيره، كما هي عادته من حديث علي

وجابر، من " كنز العمال "، ثم قال: قال العراقي في " المغني ":

" وكلاهما ضعيف ".

ولم يتكلم على الخطأ الذي وقع في اسم الراوي عن علي بن أبي حفصة في " الأمثال

" كما رأيت: " اليماني عن حذيفة "! والصواب: " اليمان بن حذيفة " كما تقدم

في تخريجنا، وهذا إنما يدل على أن الدكتور ليس له فيه من التحقيق الذي نسبه

لنفسه إلا الاسم! والأدلة على هذا كثيرة، وقد ذكر بعضها في غير موضع،

وانظر مثلا الحديث (1226) .

2178 - " " إدبار النجوم ": الركعتان قبل الفجر، و" إدبار السجود ": الركعتان

بعد المغرب ".

ضعيف. أخرجه الترمذي (2/222) عن محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن

عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال:

" هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن

 

(5/201)

 

 

فضيل عن رشدين بن

كريب. وسألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن محمد ورشدين بن كريب أيهما

أوثق؟ قال: ما أقربهما! ومحمد عندي أرجح، وسألت عبد الله بن عبد الرحمن (

يعني الدارمي) عن هذا؟ فقال: ما أقربهما عندي، ورشدين بن كريب أرجحهما

عندي. والقول عندي ما قال أبو محمد (يعني الدارمي) عن هذا؟ فقال: ما

أقربهما عندي، ورشدين بن كريب أرجحهما عندي. والقول عندي ما قال أبو محمد (

يعني الدارمي) ، ورشدين أرجح من محمد وأقدم، وقد أدرك رشدين ابن عباس

ورآه ".

قلت: والصواب عندي الذي لا شك فيه عندنا أن الأرجح محمد بن فضيل، كيف لا

وهو قد احتج به الشيخان وغيرهما، وأما رشدين فمتفق على تضعيفه.

وبعد كتابة هذا تبينت أن المفاضلة المذكورة ليست بين محمد بن فضيل ورشدين،

وإنما هي بين محمد بن كريب وأخيه رشدين، وعليه فصواب العبارة:

" ... عن محمد ورشدين ابني - بالتثنية - كريب ".

ثم إن الحديث قد رواه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 29) عن عمر بن الخطاب

وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي، وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

موقوفا عليهم، فالظاهر أن رشدين وهم في رفعه، فالصواب الوقف. والله أعلم.

2179 - " ادفنوا دماءكم، وأشعاركم، وأظفاركم، لا تلعب بها السحرة ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/19) عن الحسن بن الحسين بن دوما: حدثنا أبو سعيد بن رميح

: حدثنا محمد بن عقيل: حدثني إبراهيم بن محمد بن الحسين: حدثنا أبي: حدثنا

عيسى بن موسى عن الحسن بن دينار عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر

مرفوعا.

قال الحافظ في " مختصره ":

 

(5/202)

 

 

" قلت: الحسن بن دينار وابن رميح وابن دوما "!

قلت: كذا في الأصل، وكذا هو في نسخة " مختصر الديلمي " التي هي بخط الحافظ،

ويكثر مثل هذا البياض فيه، وكأنه كان لا يستحضر بدقة حالة هؤلاء الرواة،

فيبيض لهم إلى أن يراجع، ثم عاجلته المنية، فلم يتمكن من ذلك.

والإسناد واه بمرة، فإن الحسن بن دينار؛ كذبه أحمد ويحيى وأبو خيثمة

وغيرهم.

وابن دوما؛ اتهمه الخطيب بتزوير سماعه، فقال في ترجمته (7/300) :

" كتبنا عنه، وكان كثير السماع، إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع في

أشياء لم تكن سماعه ".

وشيخه ابن رميح؛ لم أجد له ترجمة، وقد ذكره الخطيب في شيوخ ابن دوما.

2180 - " ادفنه، لا يبحث عنه كلب. يعني دم الحجامة ".

ضعيف

رواه ابن سعد (1/448) : أخبرنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله بن

المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم احتجم، ثم قال لرجل:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله؛ بل إعضاله، فإن هارون بن رئاب قد اختلف في

سماعه من أنس، فإذا لم يثبت سماعه منه ترجح الإعضال، لأن أنسا متأخر الوفاة

كما هو معروف، فإذا لم يسمع منه، فلأن لا يصح له السماع من غيره أولى.

ومحمد بن مقاتل؛ هو المروزي، وهو ثقة، وكذلك من فوقه.

 

(5/203)

 

 

2181 - " ادفنوا الأظفار والدم والشعر، فإنه ميتة ".

موضوع

رواه ابن الجوزي في " التحقيق في مسائل التعليق " (1/17/1) من طريق ابن عدي،

وهذا في " الكامل " (219/1) بسنده عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد

قال: حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال ابن الجوزي:

" قال ابن عدي: لعبد الله بن عبد العزيز أحاديث لم يتابع عليها. قال أبو حاتم

الرازي: أحاديثه منكرة، وليس محله الصدق عندي، وقال علي بن الحسين بن

الجنيد: لا يساوي فلسا، يحدث بأحاديث كذب ".

 

(5/204)

 

 

2182 - " أدمان في إناء! لا أكله ولا أحرمه ".

ضعيف

رواه الحاكم (4/122) ، والضياء في " المختارة " (131/2) عن عبد القدوس بن

محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب: حدثنا عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب

: حدثني عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس قال:

أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقعب أوقدح فيه لبن وعسل، فقال: فذكره.

وقال الضياء: " سئل البخاري عنه فأنكره ".

وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ".

ورده الذهبي بقوله: " قلت: بل منكر، ولم أر فيهم مجروحا ".

 

(5/204)

 

 

قلت: لكن يكفي أن يكون فيهم من يجهل، وهو صالح بن عبد الكبير، فقد قال

الذهبي نفسه في " الميزان ": " ما علمت له راويا غير ابن أخيه عبد القدوس بن

محمد ".

قلت: ولهذا قال الحافظ في " التقريب ": " مجهول ".

2183 - " إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم، كما يحب أن تعدلوا بين أنفسكم ".

ضعيف جدا

رواه الدارقطني في " السنن " (ص 306) عن جابر عن الشعبي عن النعمان:

" أن أمه أرادت أباه بشيرا على أن يعطي النعمان ابنه حائطا من نخل، ففعل،

فقال: من أشهد لك؟ فقالت: النبي صلى الله عليه وسلم. فأتى النبي صلى الله

عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لك ولد غيره؟ قال

: نعم، قال: فأعطيتهم كما أعطيته؟ قال: لا، قال: ليس مثلي يشهد على هذا،

إن الله تعالى ... ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، جابر - وهو ابن يزيد الجعفي - متروك.

وروي بلفظ:

" اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يساووا بينكم في البر ".

رواه تمام في " الفوائد " (46/2) عن آدم بن أبي إياس: حدثنا ورقاء عن جابر

عن الشعبي، وورقاء عن المغيرة عن الشعبي، وورقاء عن حصين عن الشعبي،

وشعبة عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير أنه كان يقول:

 

(5/205)

 

 

أراد أبي أن ينحلني شيئا، ويشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل ولدك نحلت مثله؟ قال: لا، قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: فإني لا أشهد عليه إذا، ثم قال:.. فذكره.

فلينظر لمن هذا اللفظ من بين هذه الطرق الثلاث عن الشعبي، جابر أوالمغيرة أو

مجالد، وجابر قد عرفت حاله، ومجالد، وهو ابن سعيد؛ ليس بالقوي، وأما

المغيرة؛ وهو ابن مقسم الضبي؛ فهو ثقة من رجال الشيخين، ولكنه مدلس،

فالطرق هذه معلولة.

وأما الطريق الرابع: (ورقاء عن حصين) فهو غريب، ففي الرواة ثلاثة (حصين)

كلاهم يروون عن الشعبي، أحدهم ثقة، وهو ابن عبد الرحمن السلمي، والآخران

مجهولان، ومع ذلك لم يذكروا (ورقاء) في الرواة عن أحدهم!

وعلى كل حال، فالحديث عند الشيخين من طرق عن الشعبي بألفاظ متقاربة، ليس في

شيء منها قوله: " كما يحب أن ... "، أو" كما تحبون أن ... ". والله أعلم.

2184 - " إن الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سهلا، وإلا فلا تؤذن ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " (325/2) ، وابن حبان في " الضعفاء " (1/137

) ، والدارقطني (197) عن إسحاق بن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج عن عطاء عن

ابن عباس قال:

" كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب، فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الكعبي هذا؛ قال الذهبي:

 

(5/206)

 

 

" هالك، يأتي بالمناكير عن الأثبات ... ومن مناكيره عن ابن جريج ... ".

فذكر هذا الحديث. وقال ابن حبان عقبه:

" ليس لهذا الحديث أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

2185 - " [أدبني] ربي، ونشأت في بني سعد ".

ضعيف

رواه الجرجاني (147) عن الحسن بن يحيى بن نصر بـ (طوس) : حدثنا العباس بن

عيسى العقيلي قال: حدثني محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الزبيري: حدثنا محمد

ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده، قال:

قال رجل من بني سليل: يا رسول الله أيدالك الرجل امرأته؟ قال: " نعم إذا كان

ملفجا "، فقال له أبو بكر: يا رسول الله ما قال لك، وما قلت له؟ قال له

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إنه قال: أيماطل الرجل أهله؟ فقلت له: نعم؛ إذا كان مفلسا "، فقال أبو

بكر: يا رسول الله، لقد طفت في العرب، وسمعت فصحاءهم، فما سمعت أفصح منك،

فمن أدبك؟ قال: " ربي ... " الحديث.

أورده في ترجمة الحسن بن يحيى هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا؛ إلا وصفه

بأنه كان من أهل السنة، ومن فوقه لم أعرف أحدا منهم سوى الزبيري، وهو صدوق

مترجم في " التهذيب "، ومن طريق شيخه أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " كما في

" الجامع الكبير " (1/29/1) للسيوطي، ونقل عنه المناوي أنه قال:

" سنده ضعيف ".

 

(5/207)

 

 

وروي بلفظ " أدبني ربي وأحسن تأديبي ". ولا يعرف له إسناد ثابت، لكن

المعنى صحيح، كما قال ابن تيمية في " المجموع " (18/375) .

2186 - " من أكل كراء بيوت مكة؛ أكل نارا ".

ضعيف

أخرجه الدارقطني (289) عن محمد بن أبي السري: نا المعتمر بن سليمان عن ابن

إسرائيل عن عبيد الله بن أبي زياد عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو-

رفع الحديث - قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن أبي زياد، وهو القداح، ومحمد بن أبي

السري، وهو ابن المتوكل؛ ضعيفان.

وابن إسرائيل؛ لم أعرفه.

ثم بدا لي أنه لعل الصواب (أبي إسرائيل) تحرف لفظ (أبي) إلى (ابن) على

الناسخ أوالطابع، فإن كان الأمر كذلك، فهذه علة أخرى في هذا الإسناد، فإن

أبا إسرائيل - واسمه إسماعيل بن خليفة - قال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ ".

ثم ذكر أنه من الطبقة السابعة.

قلت: وهذا مما يساعد على تقبل الاحتمال الذي ذكرته، فإن عبيد الله بن أبي

زياد من الطبقة الخامسة، والمعتمر بن سليمان من الطبقة التاسعة، فأبو

إسرائيل بينهما بإمكانه أن يروي عن عبيد الله، وأن يروي عنه المعتمر. فهذا

محتمل، والله تعالى أعلم.

وقد تابعه أبو حنيفة عن عبيد الله بلفظ آخر سيأتي برقم (4836) .

 

(5/208)

 

 

وقد روي من

طرق أخرى عن عبيد الله موقوفا، فالظاهر أنه كان يضطرب فيه، فتارة يرفعه،

وتارة يوقفه، فلا يصح لا مرفوعا ولا موقوفا، لا سيما وفي " الصحيح " ما

يخالفه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:

" وهل ترك لنا عقيل من رباع أودار؟ ". متفق عليه، وهو مخرج في " صحيح أبي

داود " رقم (1754) ، وترجم له البخاري بقوله: " باب توريث دور مكة وبيعها

وشرائها ". فراجع له " فتح الباري " (3/450 - 451) .

2187 - " من مات في هذا الوجه من حاج أومعتمر، لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له ادخل الجنة ".

منكر

رواه الدارقطني (288) عن محمد بن الحسن الهمداني: نا عائذ المكتب عن عطاء بن

أبي رباح عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الهمداني هذا؛ قال النسائي:

" متروك "، وضعفه غيره.

لكنه قد توبع، فالعلة من شيخه.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (8/79/4608) ، والعقيلي في " الضعفاء " (3/310

) ، وابن عدي في " الكامل " (5/354) من طرق أخرى عن عائذ بن نسير به، وقال

العقيلي في (عائذ) هذا:

" منكر الحديث، قال ابن معين: ليس به بأس، ولكن روى أحاديث مناكير ".

وساق له ابن عدي أحاديث أخرى، وقال:

 

(5/209)

 

 

" هذه الأحاديث غير محفوظة ".

تنبيه: (نسير) بالنون مصغرا، هكذا قيد في " التبصير "، وكذلك هو في "

الميزان " و" المغني ". ووقع في " الجرح " و" اللسان " (بشير) بالباء

الموحدة من تحت. والله أعلم.

2188 - " أدخل رجل في قبره، فأتاه ملكان، فقالا له: إنا ضاربوك ضربة، فقال لهما:

على ما تضرباني؟ فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارا، فتركاه حتى أفاق، وذهب

عنه الرعب، فقال لهما: على ما ضربتماني؟ فقالا: إنك صليت صلاة وأنت على

غير طهور، ومررت برجل مظلوم ولم تنصره ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم 13610) عن يحيى بن عبد الله

البابلتي: نا أيوب بن نهيك، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت

ابن عمر يقول: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن نهيك، ويحيى بن عبد الله البابلتي؛ كلاهما

ضعيف.

وأعله الهيثمي في " المجمع " (10/198) بالبابلتي وحده! مع أنه خير من أيوب

كما يشعر بذلك صنيع الحافظ في " اللسان "، وقد ذكر لهما حديثا آخر عن ابن عمر

، فقال في ترجمة أيوب:

" ويحيى ضعيف، لكنه لا يحتمل هذا ".

لكن للحديث شاهد بلفظ أتم منه في " الصحيحة " (2774) ، وأشرت هناك إلى هذا.

 

(5/210)

 

 

2189 - " والذي بعثني بالحق، لوقرأها موقن على جبل لزال يعني آية: " أفحسبتم أنما

خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " ".

ضعيف

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (2/163/673) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "

الموضوعات " (1/255 - 256) ، قال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

قال: حدثنا أبي بحديث حدثنا به خالد بن إبراهيم أبو محمد المؤذن قال: حدثنا

سلام بن رزين - قاضي أنطاكية - قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود

قال:

بينما أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة، إذا برجل قد صرع

، فدنوت منه، فقرأت في أذنه، فاستوى جالسا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

" ماذا قرأت في أذنه يا ابن أم عبد؟ ! "

" فقلت: فداك أبي وأمي، قرأت: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا

لا ترجعون "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

أورده العقيلي في ترجمة (سلام) هذا، وقال عقبه:

" [قال عبد الله:] قال أبي: هذا الحديث موضوع، هذا حديث الكذابين ".

قلت: كأنه يتهم به (سلاما) هذا. والراوي عنه (خالد بن إبراهيم أبو محمد

المؤذن) لم أجد له ترجمة، وكأن العقيلي يعرفه، ولذلك ذكر الحديث في ترجمة

(سلام) ، وتبعه على ذلك الذهبي في " الميزان "، والحافظ في " اللسان "،

وأقروا الإمام أحمد على حكمه على الحديث بالوضع، ولخص الذهبي كلامه في ترجمة

(سلام) من " المغني "، فقال:

" لا يعرف، وحديثه كذب "!

 

(5/211)

 

 

وهذا عجيب منهم، أما الإمام أحمد، فيمكن أن يكون عذره أنه لم يطلع على طريقه

الأخرى السالمة من الضعف الشديد، بخلاف الحفاظ المذكورين الذين جاؤوا من بعدهم

؛ كيف لم يتعقبوه بالطريق الأخرى عن ابن مسعود، كما فعل السيوطي في " اللآلي

المصنوعة " (1/247) ، فإنه تعقبه بما عند أبي يعلى في " مسنده " (8/458/5045) - ومن طريقه ابن السني في " عمله " (203/625) - قال: حدثنا داود بن رشيد

: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني

عن عبد الله: أنه قرأ في أذن مبتلى، فأفاق، فقال له رسول الله صلى الله عليه

وسلم:

" ما قرأت في أذنه؟ ".

قال: الحديث مثله (1) . وقال السيوطي عقبه:

" وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح؛ سوى ابن لهيعة وحنش، وحديثهما حسن ".

وكذا قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/294) ، وأورده في " الفصل

الثاني " الذي خصه بما تعقب فيه ابن الجوزي.

وفيما قالاه في ابن لهيعة وحنش نظر، خالفهما في أحدهما الهيثمي بقوله في "

مجمع الزوائد " (5/115) :

" رواه أبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، وبقية رجاله

رجال الصحيح ".

__________

(1) وهكذا أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/7) من طريق أخرى عن داود به. اهـ

 

(5/212)

 

 

قلت: فأشار إلى أن (حنشا) من رجال (الصحيح) أيضا، وهو الصواب، وهو ثقة

أيضا.

وأما قولهم في (ابن لهيعة) أن حديثه حسن. فهو تساهل، اللهم إلا فيما رواه

عنه أحد العبادلة، فهو كذلك أوأعلى، وقد رواه عنه أحدهم، لكنه أرسله كما

يأتي بيانه. وقد فاتهم التنبيه على أن (الوليد بن مسلم) وإن كان من رجال (

الصحيح) فإنه كان يدلس تدليس التسوية. لكنه قد توبع، فقال ابن أبي حاتم في "

التفسير " (7/4/2 - آخر سورة المؤمنون) : حدثنا بحر بن نصر الخولاني: حدثنا

ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش بن عبد الله:

أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه.. الحديث.

وهكذا عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم لكن وقع تحريف في أكثر من موضع في إسناده.

وأخرجه الخطيب في " التاريخ " (12/312 - 313) من طريق أبي عمروعفيف بن سالم

، والبغوي في " تفسيره " (5/432) من طريق بشر بن عمر قالا: أخبرنا ابن

لهيعة به.

قلت: ويلاحظ القراء معي أن هؤلاء الثلاثة: (ابن وهب) و (عفيف) و (بشر)

، وثلاثتهم ثقات، بل والأول حديثه عن ابن لهيعة صحيح - قالوا: " عن حنش بن

عبد الله أن رجلا.. "، فأرسلوه، بخلاف الوليد بن مسلم، فإنه قال: " عن حنش

عن عبد الله أنه قرأ.. "، فجعله من مسند ابن مسعود، وإن مما لا شك فيه أن

الإرسال هو الصواب؛ لاتفاق الثلاثة عليه، وقد خلط السيوطي في تخريجه للحديث

بين المرسل والمسند، فإنه ساق أولا رواية الوليد المسندة، ثم عطف عليها سائر

الروايات التي خرجها، وفيها رواية ابن وهب وعفيف بن سالم

 

(5/213)

 

 

المرسلتين، وخرج

روايتين أخريين عطفهما أيضا على الرواية المسندة، ولا أدري حالهما، لأني لم

أقف على إسنادهما، وغالب الظن أنهما مرسلتان أيضا لرواية بشر بن عمر التي لم

يذكرها السيوطي. وبناء على هذا الخلط ساق الحديث في " الدر المنثور " (5/17

) من مسند ابن مسعود معزوا لبن أبي حاتم وغيره ممن رواه مرسلا، فاقتضى

التنبيه.

والخلاصة؛ أن علة هذا الشاهد إنما هو الإرسال، وإسناده صحيح، فلا يجوز أن

يحكم على الحديث بالوضع. والله أعلم.

2190 - " أد الزكاة المفروضة، فإنها طهرة تطهرك، وآت صلة الرحم، واعرف حق السائل

، والجار، والمسكين، وابن السبيل، ولا تبذر تبذيرا ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/360) ، وأحمد (3/136) من طريق الليث بن سعد عن خالد بن

يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

" أن رجلا قال: يا رسول الله، إني ذومال كثير، وذوأهل وولد، فكيف يجب

لي أن أصنع أوأنفق؟ قال:.. " فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي.

وأقول: كلا، فإن (سعيد بن أبي هلال عن أنس) ؛ منقطع؛ كما في " التهذيب "

؛ وكان مع ذلك قد اختلط، ولهذا قال ابن حزم في " الفصل في الملل والنحل " (

2/95) : " ليس بالقوي، قد ذكره بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل ".

 

(5/214)

 

 

2191 - " إذا قرأ الرجل القرآن، وتفقه في الدين، ثم أتى باب السلطان تملقا إليه،

وطمعا لما في يده؛ خاض بقدر خطاه في نار جهنم ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/70) عن أبي الشيخ تعليقا عن إبراهيم بن رستم عن أبي بكر

الفلسطيني عن برد عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع بين مكحول ومعاذ؛ فإنه لم يسمع منه.

الثانية: أبو بكر الفلسطيني؛ لم أعرفه.

الثالثة: إبراهيم بن رستم؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال ابن عدي: منكر الحديث ".

 

(5/215)

 

 

2192 - " أد ما افترضه الله عليك تكن أعبد الناس، وازهد فيما حرم الله عليك تكن أورع

الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ".

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " (2/109 - 110) ، فقال:

" سألت أبي عن حديث رواه موسى بن سهل الرملي عن محمد بن زياد المقدسي عن يوسف

بن جوان - من أهل فلسطين - قال:

خرجنا نريد العزف (1) ، فمررت بحمص فقيل لي: ههنا رجل يحدث عن النبي صلى الله

عليه وسلم، فأتيته، فإذا هو أبو أمامة الباهلي، فسمعته يحدث عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: (فذكره) . قال أبي: هذا حديث باطل ".

__________

(1) كذا الأصل، ولم يتبين لي معناه هنا. اهـ

 

(5/215)

 

 

قلت: وعلته يوسف هذا، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/2/220) من روايته عن أبي أمامة، وعنه محمد بن زياد، ولم يذكر فيه جرحا ولا

تعديلا.

ومحمد بن زياد؛ قال في الكتاب المذكور (3/2/258) :

" سألت أبي عنه؟ فقال: أدركته، ولم يقدر لي أن أكتب عنه، قلت: ما حاله؟

قال: صالح ".

وموسى بن سهل الرملي؛ ثقة.

والحديث أورده السيوطي في " الجامعين " من رواية ابن عدي عن ابن مسعود.

قلت: وليس هذا من شرطه؛ فإنه موقوف، فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (

5/220) في ترجمة (العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي) عن أبي وائل عن عبد الله

قال: فذكره موقوفا، ولذلك رواه هناد في " الزهد " (2/501/1032) ، وعنه

الدارقطني في " العلل " (5/84 - 85/ س 729) ، والبيهقي في " الشعب " (1/218

- 219) كلهم من طريق قبيصة عن سفيان عن العلاء به. والدارقطني لما ذكره

مرفوعا من طريقه لم يسنده، وعقب عليه بقوله:

" ورفعه وهم، والصحيح من قول ابن مسعود ".

وهكذا نقله عنه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/322) وأقره. ونقله

عن ابن الجوزي المناوي في " الفيض "، ثم ذهل عن هذا في " التيسير "، فقال

عطفا على رواية ابن عدي:

" ورواه البيهقي، وإسناده ضعيف "! فأوهم أيضا أنه مرفوع! أما الضعف؛ فهو

في (العلاء) هذا، لكن وثقه جمع، واحتج به مسلم، ووثقه الذهبي

والعسقلاني، والله أعلم.

 

(5/216)

 

 

وقد جاء الحديث مرفوعا بلفظ الجملة الأخيرة، وبنحوما قبلها من حديث أبي

هريرة، وفيه زيادة جيدة، وهو مخرج في " الصحيحة " (930) .

2193 - " إذا قرأ القارىء فأخطأ، أولحن، أوكان أعجميا؛ كتبه الملك كما أنزل ".

ضعيف. رواه الديلمي (1/1/69) عن حمزة بن عمارة بن حمزة: حدثنا هشيم عن أبي بشر عن

سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حمزة هذا لم أعرفه، وهشيم، وهو ابن بشير؛ مدلس،

وقد عنعنه، وأبو بشر؛ اسمه جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري، وهو معروف من

رجال " التهذيب "، وليس بمجهول كما زعم المناوي.

 

(5/217)

 

 

2194 - " أدن العظم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ ".

ضعيف

أخرجه أبو داود (2/141 - التازية) ، وأحمد (3/401 و6/466) ، والحاكم (

4/113) ، والطبراني في " الكبير " (رقم 7333) من طريق عبد الرحمن بن معاوية

عن عثمان بن أبي سليمان عن صفوان بن أمية قال:

" كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فآخذ اللحم من العظم، فقال: " فذكره.

وقال أبو داود:

" عثمان لم يسمع من صفوان ".

قلت: ومع انقطاعه، ففيه ضعف عبد الرحمن بن معاوية، وهو ابن الحويرث؛ قال الحافظ:

 

(5/217)

 

 

" صدوق سيىء الحفظ ".

وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال مالك: ليس بثقة. وقال ابن معين وغيره: لا يحتج به ".

ثم غفل عن هذا كله من غفل، فقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! !

وللحديث طريق آخر، يرويه عبد الكريم أبو أمية عن عبد الله بن الحارث بن نوفل

قال:

" زوجني أبي في إمارة عثمان، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

، فجاء صفوان بن أمية، وهو شيخ كبير، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال:

" انهسوا اللحم نهسا، فإنه أهنأ وأمرأ، أوأشهى وأمرأ ".

قال سفيان: الشك مني.

أخرجه الترمذي (1/337) ، والدارمي (2/106) ، وأحمد (3/400 و6/464 - 465

) ، وابن سعد (5/25) ، وابن عدي (252/2) من طريق سفيان بن عيينة عنه.

وقال الترمذي:

" لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم، وقد تكلم بعض أهل العلم فيه - منهم أيوب

السختياني - من قبل حفظه ".

قلت: المعروف عن أيوب أنه اتهمه بالكذب، فقد روى مسلم في مقدمة " صحيحه " (

1/16) بإسناده الصحيح عن معمر قال:

" ما رأيت أيوب اغتاب أحدا قط إلا عبد الكريم - يعني أبا أمية - فإنه ذكره،

 

(5/218)

 

 

فقال رحمه الله: كان غير ثقة، لقد سألني عن حديث لعكرمة، ثم قال: سمعت

عكرمة! ".

ولذلك قال الذهبي في " الضعفاء ":

" كذبه أيوب السختياني، وضرب أحمد على حديثه، وهو يشبه المتروك، وقال ابن

معين: ليس بشيء. وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث ".

2195 - " إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين، فلا يقض وهو غضبان، وليسوبينهم

في النظر والمجلس والإشارة، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين فوق الآخر ".

ضعيف جدا

أخرجه أبو يعلى في " المسند " (10/264/5867) و (12/356/6924) عن إسماعيل بن

عياش عن عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار عن أم سلمة زوج

النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عباد بن كثير، وهو البصري؛ قال الحافظ:

" متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب ".

وشيخه أبو عبد الله؛ لم أعرفه، ويحتمل أنه الذي روى عنه بكر بن سوادة

المصري كما في " التهذيب "، وأما جزم المعلق على " نصب الراية " (4/74)

بذلك فلا أجد ما يرجحه، فإن ثبت؛ فهو مجهول كما قال الذهبي والعسقلاني،

وقد سماه الطبراني في رواية له (23/284/620) : (سالم أبي عبد الله) .

وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذا منها، لكنه توبع.

وقال الهيثمي (4/197) :

 

(5/219)

 

 

" رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " باختصار، وفيه عباد بن كثير الثقفي

، وهو ضعيف ".

وأخرجه الدارقطني في " السنن " (4/205) ، والبيهقي (10/135) من طريقين

آخرين عن عباد بن كثير به نحوه، وقال:

" هذا إسناد فيه ضعف ".

ثم وجدت للحديث طريقا أخرى، فقال ابن راهو يه في " مسنده " (208/1) : أخبرنا

بقية بن الوليد: حدثني أبو محمد المحرلى عن أبي بكر مولى بني تميم عن عطاء بن

يسار به.

وهذا إسناد مظلم، شيخ بقية أبو محمد المحرلى - كذا الأصل مهمل - لم أعرفه،

وكذا شيخه أبو بكر التميمي مولاهم.

وقول الزيلعي عقبه (4/74) :

" وبهذا السند والمتن رواه الطبراني في (معجمه) "؛ وهم، فإنه إنما رواه

(23/284 - 285/621 و622) من طريق عباد المذكور. وسكت الحافظ عن الحديث في

" الدراية " (2/169) ، وأعله الهيثمي (4/197) بضعف عباد.

2196 - " إن الله تصدق بإفطار الصيام على مرضى أمتي ومسافريهم، أفيحب أحدكم أن يتصدق

على أحد بصدقة ثم يظل يردها عليه؟ ! ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/226) عن الطبراني عن عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد عن

إسماعيل بن رافع عن ابن عمر:

" أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر؟ فقال: لن أفطر،

وقال: إني

 

(5/220)

 

 

أقوى على الصوم! فقال:.. " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف: إسماعيل بن رافع، هو أبو رافع المدني؛ ضعيف. وأبو

بكر بن محمد؛ مجهول؛ قاله عبد الحق في " الأحكام " كما في " اللسان " (6/349) .

وقد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (7/122 - 123) : أخبرنا موسى بن إسماعيل

قال: حدثنا محمد بن أبي بكر أبو غاضرة العنزي قال:

بينما أنا في المسجد الحرام، إذ مر شيخ معمم بعمامة بيضاء يتوكأ على عصا أراها

من عروق القثاء، فقال أهل المسجد: هذا أبو رافع المدني، فلحقته، فقلت له:

يا أبا رافع، حدثني بعض أحاديثك التي تروي، فقال: قالت عائشة: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره دون الشطر الثاني منه.

فيبدو لي أن محمد بن أبي بكر هذا هو أبو بكر بن محمد في روايته الأولى، انقلب

على بعض الرواة، ولا أدري أيهما الصواب، فإني لم أجد له ترجمة. نعم أورده

الدولابي في " الكنى " (2/77 و78 - 79) ، وساق بإسناده عن موسى بن إسماعيل

بهذا الإسناد هذه القصة، لكن متن الحديث:

" من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات "، ولم يذكر فيه شيئا من توثيق أو

تجريج، فهو في عداد المجهولين.

ورواه الفريابي في " الصيام " رقم (103) بسند جيد عن ابن عمر موقوفا مختصرا

بنحوه. وفيه قصة.

 

(5/221)

 

 

2197 - " ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم لمسلم مخرجا، فخلوا سبيله

، فإن الإمام أن يخطئ في العفوخير من أن يخطئ بالعقوبة ".

ضعيف الإسناد

أخرجه الترمذي (1/267 - طبع بولاق) ، والدارقطني في " سننه " (ص 324) ،

والحاكم (4/384 - 385) ، والخطيب (5/331) من طريق محمد بن ربيعة عن يزيد

ابن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا. وقال الترمذي:

" لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي، قال:

ويزيد بن زياد الدمشقي يضعف في الحديث ".

قلت: وهو متفق على تضعيفه، بل قال أبو حاتم:

" كأن حديثه موضوع ".

ومع ذلك، فقد كان رفيعا في الفقه والصلاح؛ كما قال ابن شاهين في " الثقات "

عن وكيع.

ومن ذلك تعلم أن قول الحاكم: " صحيح الإسناد "؛ ليس بصحيح، وقد رده الذهبي

بقوله:

" قلت: قال النسائي: يزيد بن زياد؛ شامي متروك ".

وقد ساق له الذهبي في " ميزانه " حديثين قال في أحدهما:

" سئل أبو حاتم عن هذا الحديث؟ فقال: باطل موضوع ".

ثم إن الحديث اضطرب فيه يزيد، فرواه تارة مرفوعا كما في هذه الرواية، وتارة

موقوفا. رواه الترمذي من طريق وكيع عنه نحوه، ولم يرفعه، وقال:

 

(5/222)

 

 

" ورواية وكيع أصح، وقد روي نحوهذا عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله

عليه وسلم أنهم قالوا مثل ذلك ". قال المناوي في " الفيض ":

" قال الذهبي رحمه الله: وأجود ما في الباب خبر البيهقي:

" ادرءوا الحد والقتل عن المسلمين ما استطعتم ". قال: " هذا موصول جيد ".

قلت: هو عند البيهقي في " السنن " (8/238) بسند حسن عن ابن مسعود موقوفا عليه.

2198 - " أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن. وكان يقوم دينارا ".

ضعيف

رواه الطحاوي في " شرح المعاني " (2/93) ، والطبراني (1/266/849) عن

معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، لكن معاوية بن هشام كثير الغلط؛ كما

قال الإمام أحمد، وقال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

ومن طريقه أخرجه النسائي (2/259) ، إلا أنه قال:

عن مجاهد عن عطاء ... ولفظه: عن أيمن قال:

" لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في ثمن المجن، وثمن المجن

يومئذ دينار ".

وتابعه عنده عبد الرحمن ومحمد بن يوسف عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن أيمن

قال:.. فذكره.

وتابعه علي بن صالح والحسن بن حي عن منصور به.

 

(5/223)

 

 

وخالفهم شريك فقال: عن منصور به، إلا أنه قال: أيمن بن أم أيمن يرفعه؛ قال:

" لا يقطع إلا في ثمن المجن، وثمنه يومئذ دينار ".

وشريك سيىء الحفظ.

ومن هذه الطرق يتبين أن معاوية بن هشام وشريكا أخطآ في هذا الحديث على أيمن

الحبشي، فهو إنما حكى فيه الواقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فصيراه

عنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما رواه الطبراني (850) من

طريق محمد بن مصفى: حدثنا معاوية بن حفص عن أبي عوانة عن منصور عن الحكم عن

عطاء عن أيمن الحبشي قال:

" كانت اليد تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن المجن ".

قلت: وهذا علته (محمد بن مصفى) وهو الحمصي؛ صدوق له أوهام؛ كما قال

الحافظ في " التقريب "، وهو أصح من حديث الترجمة.

على أن الحديث شاذ على كل حال، لأنه قد ثبت القطع في ربع دينار قولا وفعلا،

في " الصحيحين " وغيرهما من حديث عائشة وابن عمر، ومن شاء زيادة تحقيق في

هذا فليراجع " التنكيل " للعلامة اليماني (2/93 - 143) ، و" إرواء الغليل "

(8/60 - 62) ، و" الروض النضير " (783) .

2199 - " إذا أتى أحدكم أهله، فأراد أن يعود فليغسل فرجه ".

ضعيف

أخرجه البيهقي (7/192) من طريق ليث عن عاصم عن أبي المستهل عن عمر

رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره.

وضعفه البيهقي بقوله:

" وليث بن أبي سليم لا يحتج به ".

 

(5/224)

 

 

و (أبو المستهل) لم أجد له ترجمة؛ إلا أن يكون (الكميت بن زيد الأسدي

الكوفي) الشاعر المشهور، فهذه كنيته، له ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (

14/595 - 603) و" تاريخ الإسلام " (8/210 - 213) فإذا كان هو فلم يذكروا له

رواية عن عمر، وقد ولد بعد وفاته!

وفي " المجمع " (4/295) :

" رواه أبو يعلى في " الكبير "، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس "!

كذا قال، وليس من عادته أن يخرج لأبي يعلى في " المسند الكبير "، وإنما ذلك

في كتابه " المقصد العلي "، والحديث فيه (1/343/777) ، مشيرا إلى ذلك بحرف

(ك) كما هي عادته فيه. وقد أشار الحافظ إلى ما ذكرت أيضا في مقدمة "

المطالب العالية " (1/4) . وأيضا فقوله: " مدلس " خطأ نبهت عليه مرارا.

وعزاه في " الجامع الكبير " (1/31/1) للترمذي أيضا في " العلل "، وأطلق

العزوإليه في " الزيادة على الجامع الصغير "؛ كما في " الفتح الكبير " (1/64

) ، فلم يحسن، لأنه يوهم أنه أخرجه في " السنن "، ولذلك فقد أضعت وقتا كثيرا

في البحث عنه فيه، ولكن سدى!

2200 - " إذا أتى على العبد أربعون سنة يجب عليه أن يخاف الله تعالى ويحذره ".

موضوع

رواه الديلمي (1/89) من طريق الذراع بسنده عن إبراهيم بن محمد بن جابر عن

الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن معاوية بن أبي سفيان: حدثني علي بن أبي طالب

- وصدق علي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قلت: وهذا موضوع، لوائح الوضع عليه ظاهرة؛ آفته (الذراع) هذا، واسمه

 

(5/225)

 

 

(أحمد بن نصر بن عبد الله) قال الذهبي في " المغني ":

" شيخ بغدادي وضاع مفتر، له جزء مشهور، قال الدارقطني: دجال ".

وله ترجمة في " تاريخ بغداد " (5/184) ، وقال السيوطي في " اللألي " (

1/138) :

" الذارع كذاب ".

وإبراهيم بن محمد بن جابر؛ لم أعرفه.

2201 - " إذا أمنك الرجل على دمه، فلا تقتله ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " التاريخ " (2/1/295) ، وابن ماجه (2689) ، وأحمد (

6/394) عن عبد الله بن ميسرة أبي ليلى عن أبي عكاشة الهمداني قال: قال رفاعة

البجلي:

" دخلت على المختار بن أبي عبيد قصره، فسمعته يقول: ما قام جبريل إلا من عندي

قبل، فهممت أن أضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثناه سليمان بن صرد أن النبي

صلى الله عليه وسلم كان يقول: ... (فذكره) قال: وكان قد أمنني على دمه،

فكرهت دمه ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن ميسرة ضعيف، ويكنى بغير هذه الكنية

أيضا.

وأبو عكاشة مجهول.

وقد خالفه في إسناده ومتنه عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد قال:

كنت أقوم على رأس المختار، فلما تبينت لي كذباته، هممت - ايم الله - أن أسل

سيفي، فأضرب عنقه، حتى تذكرت حديثا حدثنيه عمروبن الحمق، قال:

 

(5/226)

 

 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" من أمن رجلا على نفسه، فقلته؛ أعطي لواء الغدر يوم القيامة ".

وأخرجه محمد وغيره بسند صحيح؛ كما بينته في الكتاب الآخر (440) .

2202 - " إذا أحب الله عبدا ابتلاه؛ ليسمع تضرعه ".

ضعيف جدا

رواه هناد في " الزهد " (1/239/405) ، وابن حبان في " الضعفاء " (3/122) ،

والديلمي (1/1/90) عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. يحيى بن عبيد الله - وهو ابن موهب التيمي -

متروك، وأبو هـ عبيد الله؛ لا يعرف.

ورواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (1/1/2) عن

موسى بن إبراهيم: نا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.

قلت: وهذا إسناد واه جدا.

موسى بن إبراهيم، وهو المروزي؛ كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره:

" متروك ".

قلت: وروي الحديث عن أبي أمامة مرفوعا بأتم من هذا، وفيه متروك أيضا، وهو

مخرج برواية جمع فيما يأتي برقم (4994) .

لكن الحديث صحيح دون قوله: " ليسمع تضرعه "، وهو مخرج في

 

(5/227)

 

 

" المشكاة " (1566) ، و" الصحيحة " (146) .

2203 - " إذا اختلف الناس، فالخير (وفي رواية: فالحق) في مضر) .

ضعيف

رواه ابن أبي شيبة (12/198) ، وعنه ابن أبي عاصم في " السنة " (ق 149/2) ،

وكذا أبو يعلى في " مسنده " (2519) : حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله

ابن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس رفعه.

وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/178/11418) من طريق ابن الأصبهاني

- وهو ثقة ثبت - عن حميد به؛ إلا أنه قال: عن عبد الله بن المؤمل عن عكرمة

عن ابن عباس به. فجعل (عكرمة) مكان عطاء. وقال:

" عبد الله بن المؤمل عامة أحاديثه الضعف عليه بين ".

قلت: هذا الاختلاف مما يدل على ضعفه، مع أن أحمد بن رَشَد (1) ساق له الذهبي خبرا

في ذكر بني العباس، وقال:

" باطل اختلقه أحمد بن رشد ".

وقال في عبد الله بن المؤمل: " ضعفوه ".

وله متابع، أخرجه تمام الرازي في " مسند المقلين " (رقم 13) عن محمد بن

الفضل عن نصر بن سيار عن عكرمة به.

__________

(1) بفتحتين كما في " التبصير ".

 

(5/228)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، محمد بن الفضل، وهو ابن عطية، كذبوه. ونصر

ابن سيار - وهو أمير خراسان - مجهول الحال في الرواية.

(تنبيه) وقع هذا الحديث في " المطالب العالية " (4/145) معزوا لأبي داود!

وهو خطأ ظاهر، فليس هو في (أبي داود) ، ولا " المطالب " من شأنه أن يعزو

لـ (السنن) ، فمن الغريب أن يخفى هذا على المعلق على " مسند أبي يعلى "

فينقله ويقره، مع أن الشيخ الأعظمي قد نبه في تعليقه على " المطالب " أنه من

تحريفات الناسخين.

2204 - " إذا اختلف الزمان، واختلفت الأهو اء، فعليك بدين الأعرابي ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/159) عن محمد بن الحارث: حدثنا ابن البيلماني عن أبيه عن

ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، المتهم به ابن البيلماني؛ واسمه محمد بن عبد الرحمن

البيلماني. ومحمد بن الحارث ضعيف أيضا، لكن الآفة من شيخه، كما سبق بيانه

برقم (54) بلفظ آخر قريب من هذا، وذكرت هناك من قال بوضعه من العلماء.

 

(5/229)

 

 

2205 - " إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط، قيل للعابد: ادخل الجنة وتنعم

بعبادتك قبل العالم، وقيل للعالم: ههنا فاشفع لمن أحببت، فإنك لا تشفع لأحد

إلا شفعت، فقام مقام الأنبياء ".

منكر

رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/158 - 159 - مختصره) عن حمزة بن

عبيد الله الثقفي: حدثنا عثمان بن موسى: حدثنا أبو عمر

 

(5/229)

 

 

القرشي - قاضي البصرة

-: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا به.

إسناده ضعيف، أبو عمر القرشي لم أعرفه، وعثمان بن موسى الظاهر أنه الذي في

" الميزان ":

" عثمان بن موسى المزني عن عطاء؛ له حديث منكر، وقد حدث عنه عبد الرحمن بن

مهدي ".

وبه أعله المناوي، وقال:

" رمز المؤلف لضعفه ".

وحمزة بن عبيد الله الثقفي، لا يعرف، والظاهر أنه الذي في " الجرح

والتعديل " (1/2/312) :

" حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي، روى عن ... ، روى عنه عبد الملك بن

أبي زهير بن عبد الرحمن ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

2206 - " إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/155) عن سعيد بن ميسرة عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، سعيد بن ميسرة قال في " الميزان ":

" قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. وقال الحاكم

: روى عن أنس موضوعات، وكذبه يحيى القطان ".

قلت: ويغني عن هذا الحديث قوله الله تبارك وتعالى: " يا أيها الذين آمنوا

إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع.. " الآية.

 

(5/230)

 

 

وقد اختلفوا في الأذان المحرم للعمل: أهو الأول أم الآخر؟ والصواب أنه الذي

يكون والإمام على المنبر، لأنه لم يكن غيره في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

، فكيف يصح حمل الآية على الأذان الذي لم يكن ولم يوجد إلا بعد وفاته صلى الله

عليه وسلم، وقد بسطت القول في ذلك في رسالتي: " الأجوبة النافعة "، فراجعها.

2207 - " إذا أذن في قرية آمنها الله من عذابه ذلك اليوم ".

ضعيف

رواه الطبراني (رقم 746) ، وفي الصغير (رقم 499) ، وفي " الأوسط " (54/2

) ، وأبو موسى المديني في " اللطائف " (40/2) عن بكر بن محمد القرشي: حدثنا

عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك مرفوعا

. وقال الطبراني:

" لم يروه عن صفوان إلا عبد الرحمن، تفرد به بكر أبو همام ".

قلت: ولم أجد من ترجمه، وشيخه عبد الرحمن بن سعد ضعيف، كما في " التقريب "

، وبه أعله الهيثمي (1/328) ، ومع ذلك سكت عن الحديث في " التلخيص "

(1/208) .

وخالفه عبد الرزاق، فقال في " المصنف " (1/481/1873) : عن صفوان بن سليم عن

محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال:

" ما أذن في قوم بليل إلا أمنوا العذاب حتى يصبحوا، ولا نهارا إلا أمنوا

العذاب حتى يمسوا ".

قلت: وهذا موقوف ضعيف؛ محمد بن يوسف لا يتابع على حديثه؛ كما قال البخاري،

وليس له رواية عن جده.

 

(5/231)

 

 

ورفعه حبان بن أغلب بن تميم عن أبيه بسنده عن معقل بن يسار مرفوعا.

أخرجه الطبراني (20/215/498) .

وحبان بن أغلب ضعيف، وأبو هـ أشد ضعفا. قال البخاري:

" منكر الحديث ".

2208 - " إذا أحب الله عبدا؛ قذف حبه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبدا؛ قذف

في قلوب الملائكة، ثم يقذفه في قلوب الآدميين ".

ضعيف جدا

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3/77) عن معمر بن سهل قال: حدثنا يوسف بن

عطية قال: حدثنا مطر الوراق عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال: فذكره، وقال:

" هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، غريب من حديث مطر وأنس

، لم نكتبه إلا من حديث معمر عن يوسف ".

قلت: ويوسف بن عطية متروك، ومطر الوراق فيه ضعف، وروايته عن أنس مرسلة؛

لم يسمع منه؛ كما قال أبو زرعة. ومعمر بن سهل لم أجد من ترجمه، فالإسناد

ضعيف جدا، مع نكارة في متنه كما يأتي.

وأما حديث أبي صالح الذي أشار إليه أبو نعيم، فهو صحيح، وهو بمعنى هذا،

لكن ليس فيه ذكر قلوب الملائكة، ومن أجل هذه الزيادة خرجته هنا، وهو من

رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

أخرجه مالك (2/953/15) ، ومسلم (8/40 - 41) ، والترمذي

 

(5/232)

 

 

(2/198) ،

وأحمد (2/267 و341 و413 و509) من طرق عنه. ولفظ الترمذي:

" إذا أحب الله عبدا، نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا، فأحبه، قال فينادي

في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: " إن الذين

آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "، وإذا أبغض الله عبدا نادى

جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الأرض

".

وإسناده هكذا: حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح.

وقال:

" حسن صحيح ".

وقد أخرج مسلم إسنادها، ولم يسق اللفظ، وذكر له الحافظ في " الفتح " (

10/386) شاهدا من حديث ثوبان عند الطبراني.

وللحديث طريق أخرى عند البخاري (6/220 و10/385 - 386 و13/387) ، وأحمد (

2/514) عن نافع عن أبي هريرة به دون قضية البغض. وهو رواية مالك.

والحديث رواه أبو مسعود الزجاج عن معمر عن سهيل بن أبي صالح به، دون ذكر

الآية وما بعدها، وزاد:

" فعند ذلك يلقى عليه القبول في الأرض، ويوضع على الماء، يشربه البر

والفاجر، فيحبه البر والفاجر، وإذا أبغض عبدا، فمثل ذلك ".

أخرجه ابن جميع في " معجمه " (327) .

 

(5/233)

 

 

قلت: ذكر الماء والبر والفاجر منكر، لعدم وروده في شيء من الطرق المشار

إليها عن سهيل، ومنها طريق معمر عند عبد الرزاق (10/450/19673) ، وعنه

أحمد (2/267) بلفظ:

" إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام، فقال: إني قد أحببت فلانا فأحبه

، فيحبه جبريل، قال: ثم ينادي في السماء، إن الله قد أحب فلانا فأحبوه،

فيحبونه. قال: ثم يضع الله له القبول في الأرض، فإذا أبغض؛ فمثل ذلك ".

قلت: وعلة تلك الزيادة أبو مسعود الزجاج واسمه عبد الرحمن بن الحسن؛ قال

أبو حاتم:

" لا يحتج به ".

2209 - " إذا اختلف الناس، كان ابن سمية مع الحق ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (10071) من طريق ضرار بن صرد: نا علي

بن هاشم عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن علقمة عن عبد الله عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، رجاله ثقات؛ غير ضرار بن صرد، أورده الذهبي في

" الضعفاء "، وقال:

" قال النسائي وغيره: متروك ".

وقد خولف في إسناده، فرواه معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عمار الدهني عن

سالم بن أبي الجعد عن عبد الله به، ولم يذكر علقمة.

أخرجه الطبراني أيضا عقبه؛ كأنه يشير إلى تخطئة ضرار في إسناده، وإلى

 

(5/234)

 

 

إعلال الحديث بالانقطاع؛ فإن سالما لم يلق ابن مسعود؛ كما قال علي بن المديني.

ورجال الإسناد الثاني موثقون من رجال مسلم.

والحديث قال الهيثمي (7/243) :

" رواه الطبراني، وفيه ضرار بن صرد، وهو ضعيف ".

وكأنه لم ينتبه للطريق الأخرى. والمعصوم من عصمه الله.

ثم وجدت لمعاوية بن هشام متابعا، أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (6/422)

من طريق أبي الجواب: حدثنا عمار بن رزيق به.

وأبو الجواب - اسمه الأحوص بن جواب الكوفي - ثقة من رجال مسلم.

وأما قول الدكتور القلعجي في تعليقه على " الدلائل ":

" أخرجه الحاكم في " المستدرك " (3: 391) من طريق أبي البختري وصححه،

ووافقه الذهبي "!

قلت: ففي هذا التخريج أمور تدل على جهل بهذا العلم، وافتئات عليه؛ أذكر

بعضها:

1 - من الواضح أن ضمير قوله: " أخرجه " إنما يعود إلى حديث عبد الله - وهو

ابن مسعود - فماذا يقول القارىء إذا كان الحديث الذي رواه الحاكم في الموضع

الذي أشار إليه الدكتور ليس من رواية ابن مسعود، وإنما هو عن حذيفة!

2 - ما فائدة قوله: " من طريق أبي البختري "، وليس له ذكر في حديث ابن مسعود

عند البيهقي، فإنه لا يقال مثله في فن التخريج إلا إذا كان الرجل في طريق

الحديث المخرج! وإلا كان الكلام لغوا، لا معنى له! ولوأنه قال: " من

حديث حذيفة "، لكان أقرب إلى الصواب، وكان مفيدا.

 

(5/235)

 

 

3 - إن تخريجه يشعر أن الحاكم رواه مرفوعا، وليس كذلك؛ فإنه أخرجه من طريق

مسلم الأعور عن حبة العرني قال:

دخلنا مع أبي مسعود الأنصاري على حذيفة أسأله عن الفتن، فقال:

دوروا مع كتاب الله حيث ما دار، وانظروا الفئة التي فيها ابن سمية، فاتبعوها

، فإنه يدور مع كتاب الله حيثما دار. فقلنا له: ومن ابن سمية؟ قال: عمار،

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:

" لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية، تشرب شربة ضياح (1) تكن آخر رزقك من

الدنيا ".

قلت: فهذا كما ترى موقوف من كلام حذيفة رضي الله عنه، وشتان بينه وبين حديث

الترجمة الذي عزاه الدكتور للحاكم! !

4 - لقد أقر الحاكم والذهبي على تصحيحهما، وهو يرى بعينه أن فوق أبي البختري

مسلم الأعور، وهو ضعيف جدا، لكن الظاهر أنه لم يعرفه، لأنه وقع في "

المستدرك ": " مسلم بن عبد الله الأعور "، وإنما هو مسلم أبو عبد الله

الأعور، واسم أبيه كيسان، وله ترجمة سيئة في " الضعفاء " للعقيلي الذي زعم

الدكتور أنه " حققه ووثقه "! ومما جاء فيه (4/154) :

" عن عمروبن علي قال: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن مسلم الأعور، وهو

مسلم أبو عبد الله، وكان شعبة وسفيان يحدثان عنه، وهو منكر الحديث جدا ".

__________

(1) بالفتح: اللبن الخائر يصب فيه الماء ثم يخلط. نهاية. والحديث قد صح نحوه من طريق أخرى، وهو مخرج في " الصحيحة " (3217) . اهـ.

 

(5/236)

 

 

ثم ذكر نحوه عن البخاري وغيره، ولذلك قال الذهبي نفسه في " الضعفاء ": "

تركوه ".

ومثل هذا التخريج وغيره يدل دلالة واضحة على أن الدكتور ليس أهلا للتخريج؛

بله التحقيق، وراجع على سبيل المثال تنبيهي في آخر الحديث المتقدم برقم (

1341) تجد فيه أنه نسب إلى الذهبي تصحيحه إياه بعد تصحيح الحاكم، والذهبي قد

رد تصحيح الحاكم في نفس الجزء والصفحة التي نسب ذلك فيها إليه! !

2210 - " إذا أدركتكم الصلاة وأنتم في مراح الغنم؛ فصلوا فيها فإنها سكينة وبركة،

وإذا أدركتكم الصلاة وأنتم في أعطان الإبل؛ فاخرجوا منها، فصلوا، فإنها جن

، من جن خلقت، ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها؟ ! ".

ضعيف جدا

أخرجه الشافعي (1/63) ، ومن طريقه البيهقي (2/449) ، والبغوي (504) :

أبنا إبراهيم بن محمد عن عبيد الله بن طلحة بن كريز عن الحسن عن عبد الله بن

مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا: الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعنه.

وإبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - متروك.

لكنه قد توبع فأخرجه أحمد (5/55) من طريق ابن إسحاق: حدثني عبيد الله بن

طلحة بن عبيد الله بن كريز به، ولفظه:

 

(5/237)

 

 

" لا تصلوا في عطن الإبل؛ فإنها من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهبابها إذا

نفرت؟ وصلوا في مراح الغنم، فإنها هي أقرب من الرحمة ".

وابن إسحاق ثقة إذا صرح بالتحديث، فبرئت عهدة إبراهيم منه، ولم يبق إلا

تدليس الحسن، وقد أخرجه أحمد (4/86 و5/54 و55 و56 و57) من طوق أخرى عن

الحسن به مختصرا بلفظ:

" صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين ".

وأخرجه ابن حبان أيضا (1702) ، وابن ماجه (769) .

وهو بهذا اللفظ صحيح، له شاهد من حديث البراء مخرج في " صحيح أبي داود " رقم

(177) .

(تنبيه) : أورد السيوطي الحديث في " الزيادة على الجامع الصغير " (62/1)

بلفظ:

" إن لم تجدوا إلا مرابض الغنم وأعطان الإبل؛ فصلوا في مرابض الغنم، ولا

تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين ". وقال:

" رواه ابن ماجه عن أبي هريرة ".

فاعلم أن حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (768) ليس فيه الجملة الأخيرة: "

فإنها خلقت من الشياطين ". وغنما هي عنده في حديث عبد الله بن مغفل كما تقدم

، وهو عنده عقب حديث أبي هريرة، فكأن السيوطي دخل عليه حديث في حديث.

 

(5/238)

 

 

2211 - " إذا ادعت الرمأة طلاق زوجها، فجاءت على ذلك بشاهد عدل، استحلف زوجها، فإن

حلف بطلت شهادة الشاهد، وإن نكل، فنكوله بمنزلة شاهد آخر، وجاز طلاقه ".

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1/628) ، وابن أبي حاتم في " العلل " (1/432) ، والخطيب

(2/45) من طريق زهير بن محمد عن ابن جريج عن عمروبن شعيب عن أبيه عن جده

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره. وقال ابن أبي حاتم:

" سألت أبي عنه؟ فقال: حديث منكر ".

قلت: وعلته زهير بن محمد، وهو الخراساني؛ ضعيف من قبل حفظه؛ كما تقدم

مرارا، فقول البوصيري في " الزوائد " (ق 127/2) :

" هذا إسناد حسن، رجاله ثقات ".

فهو مردود؛ لا سيما وفيه أيضا عنعنة ابن جريج!

 

(5/239)

 

 

2212 - " إذا ادهن أحدكم؛ فليبدأ بحاجبيه، فإنه يذهب بالصداع ".

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (171) عن بقية بن الوليد عن أبي

نبيه النميري عن خليد بن دعلج عن قتادة بن دعامة قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله مسلسل بالعلل:

الأولى: ضعف خليد بن دعلج، قال الحافظ: ضعيف.

 

(5/239)

 

 

الثانية: أبو نبيه النميري؛ لم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه من مشايخ بقية

المجهولين.

الثالثة: بقية؛ مدلس، وقد عنعنه.

وقد وصله الديلمي في " مسند الفردوس " عن قتادة عن أنس كما في " الجامع "،

قال شارحه المناوي:

" قال في الأصل (يعني الجامع الكبير) : " وسنده ضعيف "؛ لأن فيه بقية،

والكلام فيه معروف، وخليد بن دعلج ضعفه أحمد والدارقطني ثم الذهبي ".

قلت: هو في " مسند الديلمي " (1/80/2) من طريق ابن السني، فذكر أنس فيه خطأ

من بعض من دون ابن السني عنه. والله أعلم.

2213 - " إذا أخذ المؤذن في أذانه، وضع الرب يده فوق رأسه، فلا يزال كذلك حتى يفرغ

من أذانه، وإنه ليغفر له مد صوته، فإذا فرغ قال الرب عز وجل: صدقت عبدي،

وشهدت بشهادة الحق، فأبشر ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " من طريق محمد بن يعلى عن عمر بن صبح عن

مقاتل بن حيان عن زيد العمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ... فذكره.

ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 103) ، وقال:

" عمر بن صبح يضع الحديث، وزيد العمي ضعيف ".

قلت: ثم غفل السيوطي عن هذا، فأورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية

الحاكم في " التاريخ " والديلمي في " مسند الفردوس "! وقال المناوي:

 

(5/240)

 

 

" ورواه أيضا أبو الشيخ في " الثواب "، ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحا

، فلوعزاه له كان أولى. ثم إنه رمز لضعفه، وسببه أن فيه محمد بن يعلى

السلمي، ضعفه الذهبي وغيره ".

قلت: بل كان الأولى؛ بل الواجب حذفه من الكتاب، لتفرد ذاك الوضاع به،

والعجب من المناوي كيف خفي عليه حاله، ولم يتنبه لضعف زيد العمي أيضا.

وفاته هو والسيوطي أن (محمد بن يعلى) - وهو الملقب بـ (زنبور) - ضعيف

جدا، قال البخاري:

" ذاهب الحديث ".

(تنبيه) : " تاريخ أصبهان " المذكور ما أظنه إلا أنه " أخبار أصبهان "

المطبوع في (ليدن) ، ولم أجد الحديث فيه، وإنما فيه حديث آخر عن أبي هريرة

مرفوعا نحوه بلفظ:

" إذا أذن المؤذن لوقته، ولم يأخذ عليه أجرته؛ وضع الله عز وجل يده على أم

رأسه تعجبا من أذانه.. " الحديث.

أخرجه (2/336) في ترجمة (واصل بن فضلان الشيرازي) ، ولم يذكر فيه جرحا

ولا تعديلا. ولا رأيته عند غيره. وشيخه وشيخ شيخه لم أعرفهما أيضا.

نعم؛ إنما صح من الحديث جملة المغفرة، فقد جاءت في أحاديث، فانظر " المشكاة

" (667) ، و" صحيح الترغيب " (1/170/226 و227) .

2214 - " إذا أراد أحد منكم سفرا؛ فليسلم على إخوانه، فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى

دعائه خيرا ".

موضوع

رواه الطبراني في " الأوسط " (2863) ، وأبو يعلى (12/

 

(5/241)

 

 

6686) ، والسلمي في " آداب الصحبة " (151/2) عن عمروبن الحصين العقيلي: حدثنا يحيى بن العلاء

الرازي البجلي: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال الطبراني:

" لم يروه عن سهيل إلا يحيى، تفرد به عمرو".

قلت: وهو متهم بالوضع، ومثله شيخه يحيى بن العلاء، فأحدهما هو الذي افتعله.

2215 - " إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره؛ سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاءه وقدره ".

ضعيف

رواه الخطيب (14/99) ، والديلمي (1/1/100) ؛ كلاهما عن أبي نعيم، وهذا

في " أخبار أصبهان " (2/332) : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي

الورد البغدادي قدم علينا: [حدثنا] أبو سعيد محمد بن عبد الحكيم الطائفي -

بها -: حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفي: حدثنا سعيد بن سماك بن

حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. قال: وفي رواية علي: فإذا مضى [أمره

] رد إليهم عقولهم، ووقعت الندامة.

بيض له الحافظ في " مختصره ".

قلت أورده الخطيب في ترجمة لاحق هذا، وقال فيه:

" روى عن خلق لا يحصون أحاديث مناكير وأباطيل، قال أبو سعد الإدريسي: كان

كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات.... ووضع نسخا لأناس لا تعرف أساميهم في

جملة رواة الحديث، مثل طرغال، وطريال، وكركدن،

 

(5/242)

 

 

وشعبوب ... ولا نعلم

رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة، مع قلة الدراية ".

واتهمه غير ما واحد بالوضع والكذب، فهو آفة هذا الحديث.

وأعله المناوي بعلة أخرى دون هذه، فقال:

" وفيه سعيد بن سماك بن حرب؛ متروك كذاب، فكان الأولى حذفه من الكتاب. وفي

" الميزان ": خبر منكر ".

قلت: لم أر أحدا من الأئمة رماه بالكذب، وكل ما جرح به إنما هو قول أبي حاتم

فيه: " متروك الحديث ".

رواه ابنه (2/1/32) ، ولم يزد الذهبي في ترجمته عليه شيئا، وأما الحافظ

فزاد:

" وذكره ابن حبان في (الثقات) ... ".

فإلحاق التهمة بلا حق أولى؛ كما لا يخفى على أولي النهى.

وما نقله المناوي عن الذهبي من قوله: " خبر منكر "؛ إنما قاله في ترجمة راو

آخر؛ روى هذا الحديث من طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعا به. رواه القضاعي في "

مسند الشهاب " (1408) من طريق محمد بن محمد بن سعيد المؤدب: حدثنا محمد بن

محمد البصري قال: نا أحمد بن محمد الهزاني قال: نا الرياشي قال: نا الأصمعي

قال: نا أبو عمروبن العلاء عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.

وهذا سند ضعيف؛ قال الذهبي في ترجمة المؤدب:

 

(5/243)

 

 

" لا أعرفه، وأتى بخبر منكر ".

ثم ساق له هذا الحديث، ثم قال:

" فالآفة المؤدب أوشيخه ".

2216 - " نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته،

فإذا عمل المؤمن عملا؛ ثار في قلبه نور ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الكبير ": حدثنا الحسين بن إسحاق التستري: حدثنا إبراهيم

ابن المستمر العروقي: حدثنا حاتم بن عباد الجرشي: حدثنا يحيى بن قيس الكندي

عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:..

كذا وجدته في نسخة مخطوطة في المكتبة الظاهرية (مجموع 6/16/1 - 2) ناقصة من

أولها وآخرها، فلم أدر صاحبها ولا كاتبها، ينقل فيها عن " المستدرك "

و" معجم الطبراني الكبير ".

ثم طبع مجلده فرأيته فيه (6/5942) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " الحلية "

(3/255) ، وقال:

" غريب، لم نكتبه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وهذا سند ضعيف، يحيى بن قيس الكندي أورده ابن أبي حاتم (4/2/182) ،

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في " التقريب ":

" مستور ".

وحاتم بن عباد لم أجد له ترجمة، وبه فقط أعله الهيثمي (1/61 و109) ! لكنه

زاد في الموضع الثاني: " وبقية رجاله ثقات "! ونقل المناوي عن العراقي أنه

ضعفه من طريقه.

 

(5/244)

 

 

وأخرجه الخطيب في " التاريخ " (9/237) من طريق سليمان النخعي عن أبي حازم به

دون قوله: " فإذا عمل ... ".

وسليمان النخعي؛ هو ابن عمرو، وكان من أكذب الناس كما قال أحمد.

والجملة الأولى منه أخرجها البيهقي في " شعب الإيمان " (5/343 ط) قال:

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان: أنا أحمد بن عبيد الصفار عن ثابت عن أنس مرفوعا

به.

هكذا وقع إسناده في المطبوعة، وكذا في بعض المصورات. وظاهر جدا أن فيه سقطا

، وقال البيهقي عقبه:

" هذا إسناد ضعيف ".

2217 - " إن مت مت شهيدا، أوقال: من أهل الجنة. قاله لمن أوصاه إذا أخذ مضجعه أن

يقرأ سورة الحشر ".

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (712) من طريق يزيد الرقاشي عن

أنس بن مالك رضي الله عنه:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر

، وقال: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يزيد - وهو ابن أبان الرقاشي - ضعيف.

 

(5/245)

 

 

2218 - " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة، مسح على ناصيته بيمينه ".

موضوع

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 417) ، وابن عدي في

 

(5/245)

 

 

" الكامل " (ق 387/2)

، والخطيب في " التاريخ " (10/147) ، وعنه وعن غيره الديلمي في " مسند

الفردوس " (1/1/99) عن مصعب بن عبد الله النوفلي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى

التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

وقال العقيلي:

" مصعب مجهول بالنقل، حديثه - يعني هذا - غير محفوظ، ولا يتابع عليه ".

وقال ابن عدي:

" وهذا حديث منكر بهذا الإسناد، والبلاء فيه من مصعب بن عبد الله النوفلي

هذا، ولا أعلم له شيئا آخر ".

وأخرجه الخطيب (2/150) ، وعنه الديلمي من طريق أبي شاكر مسرة بن عبد الله

مولى المتوكل على الله (بإسناده) عن إبراهيم بن جعفر الأنصاري - المعروف

بالراهب - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

وقال الخطيب:

" مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث ".

وقال في ترجمته من " التاريخ " (13/271) :

" وكان غير ثقة "، ثم ساق له حديثا آخر، وقال:

" هذا كذب موضوع، وإسناده كلهم ثقات أئمة؛ سوى مسرة، والحمل عليه فيه،

على أنه ذكر سماعه من أبي زرعة بعد موته بأربع سنين! ".

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من هذين الوجهين، فتعقبه المناوي

بأن الحاكم أخرجه من طريق ابن عباس بلفظ: " إن الله.... ". قال الحاكم:

 

(5/246)

 

 

" رواته هاشميون ".

قال ابن حجر في " الأطراف ":

" إلا أن شيخ الحاكم ضعيف، وهو من الحفاظ ".

قلت: الآفة ممن فوقه من الوضاعين؛ كما سبق تحقيقه برقم (806) .

ثم وجدت له طريقا أخرى، فقال المحاملي في " الأمالي " (4/48/2) :

حدثنا عبد الله بن شبيب: قال: حدثني ذؤيب بن عمامة قال: حدثني موسى بن شيبة

الأنصاري قال: حدثني سليمان بن معقل بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن

جده عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" ما استخلف الله عز وجل خليفة حتى يمسح الله ناصيته بيمينه ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ مسلسل بالعلل!

الأولى: سليمان بن معقل هذا؛ لم أجد له ترجمة.

الثانية: موسى بن شيبة الأنصاري؛ قال أحمد:

" أحاديثه مناكير "، وقال أبو حاتم:

" صالح الحديث ".

الثالثة: ذؤيب بن عمامة؛ قال الذهبي:

" ضعيف، ولم يهدر ".

الرابعة: عبد الله بن شبيب؛ قال الذهبي:

" إخباري علامة، لكنه واه، قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث ".

قلت: فلعله هو آفة الحديث.

 

(5/247)

 

 

2219 - " إذا أديت زكاة مالك، فقد أذهبت عنك شره ".

ضعيف

أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (1/249/2) ، والحاكم (1/390) ، والخطيب في

" تاريخ بغداد " (5/106) عن عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج عن أبي الزبير

عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.. فذكره. وقال

الحاكم:

" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.

قلت أما أنه على شرط مسلم؛ فنعم، وأما أنه صحيح؛ ففيه نظر، لأن أبا الزبير

وابن جريج مدلسان، وقد عنعناه، وقد قال الذهبي في ترجمة الأول منهما:

" وفي " صحيح مسلم " عدة أحاديث لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر،

ولا هي من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء ".

ثم ذكر من ذلك أمثلة، فما بالك وهذا الحديث ليس في " صحيح مسلم "، ففي القلب

منه ما فيه؛ لا سيما وقد صح عن أبي الزبير موقوفا على جابر، فقال ابن أبي

شيبة في " المصنف " (2/186/2) :

" أبو داود الطيالسي عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به موقوفا ".

ثم وجدت للحديث شاهدا من رواية أبي هريرة بسند حسن، ومن أجله كنت أوردته في "

صحيح الترغيب " (8 - صدقات) ، فهو به قوي، وينقل إلى " الصحيحة ".

 

(5/248)

 

 

2220 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ فقهه في الدين؛ وبصره عيوب خلقه؛ وزهده في

الدنيا ".

ضعيف جدا

رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (ق 73/1) عن

موسى بن إبراهيم: نا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا.

 

(5/248)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، موسى بن إبراهيم؛ هو المروزي؛ متروك كما تقدم

مرارا.

والحديث أورده السيوطي من تخريج البيهقي في " الشعب " عن أنس، وعن محمد بن

كعب القرظي مرسلا.

قلت: لم أره في " الشعب " (7/347/10535) إلا من حديث محمد بن كعب، يرويه

عنه (موسى بن عبيدة) ، وهو ضعيف.

وأخرجه الديلمي (1/93) من حديث الأنصاري عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعا به.

والأنصاري هذا هو (محمد بن عبد الله أبو سلمة) ، قال الذهبي في " المغني ":

" قال ابن حبان: " منكر الحديث جدا ". وقال محمد بن طاهر: " هو كذاب "،

وله طامات ". ثم ساق له حديث:

" من كسح مسجدا.. ". وهذا أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (2/266) .

2221 - " إذا أراد الله بقوم خيرا؛ أكثر فقهاءهم، وقلل جهالهم، حتى إذا تكلم

العالم؛ وجد أعوانا، وإذا تكلم الجاهل قهر.

وإذا أراد الله بقوم شرا؛ أكثر جهالهم، وقلل فقهاءهم، حتى إذا تكلم الجاهل

؛ وجد أعوانا، وإذا تكلم الفقيه؛ قهر ".

ضعيف

رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (23 - 24) عن عبد الرحمن بن زياد بن

أنعم الأفريقي عن حبان بن أبي جبلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...

 

(5/249)

 

 

قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، حبان هذا تابعي ثقة، وابن أنعم ضعيف.

ورواه الديلمي عن ابن عمر، وذكر المناوي أن فيه بقية، وهو غير حجة.

2222 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ، وإذا أراد

بعبد شرا؛ نكسه ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/92) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي الزبير عن جابر

مرفوعا. قال: فقال حسان بن ثابت:

إن الصنيعة لا تكون صنيعة حتى يصاب بها طريق المصنع

قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدقت ".

قلت: وهذا إسناد واه. عثمان بن عبد الرحمن؛ إن كان القرشي الوقاصي؛ فهو

متروك متهم، وإن كان الجمحي؛ فهو ضعيف.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي عن جابر بلفظ:

" ... وإذا أراد الله بعبد شرا جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ ".

مكان قوله: " وإذا أراد بعبد شرا نكسه ".

فالظاهر أنها رواية أخرى للديلمي ذهلت عنها حين مررت بالمجلدين الأولين منه.

وقال المناوي في " شرحه ":

" ورواه عنه أيضا ابن لال، وعنه ومن طريقه عنه خرجه الديلمي، فلوعزاه له

كان أولى. ثم إن فيه خلف بن يحيى؛ قال الذهبي عن أبي حاتم: كذاب، فمن زعم

صحته فقد غلط ".

 

(5/250)

 

 

2223 - " إن لله تسعة وتسعين اسما، كلهن في القرآن، من أحصاها دخل الجنة ".

منكر جدا بزيادة " كلهن في القرآن "

أخرجه ابن جرير الطبري في " التفسير " (15/121) من طريق حماد بن عيسى بن (

الأصل: عن) عبيدة بن طفيل الجهني، قال: حدثنا ابن جريج عن عبد العزيز عن

مكحول عن عراك بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، حماد هذا ضعفه جمع، وقال الحاكم والنقاش:

" يروي عن ابن جريج وجعفر الصادق أحاديث موضوعة ".

والحديث في " الصحيحين " وغيرهما من طرق عن أبي هريرة دون هذه الزيادة

المنكرة، وقد أشرت إلى بعض طرقه عند أحمد في التعليق على " المشكاة " (2288) .

 

(5/251)

 

 

2224 - " إذا أراد اله بعبد خيرا؛ صير حوائج الناس إليه ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/95) عن يحيى بن شبيب: حدثنا حميد الطويل عن أنس

مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، يحيى بن شبيب؛ قال ابن حبان:

" لا يحتج به بحال، يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط ". وقال الخطيب:

" روى أحاديث باطلة ".

وساق له الذهبي ثلاثة أحاديث قال في أحدها:

" وهذا كذب ". وقال في آخر:

" هو مما وضعه على حميد "!

 

(5/251)

 

 

2225 - " طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الدجى، تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء ".

موضوع

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/15 - 16) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (

2/324/1) من طريق أبي معاوية عمروبن عبد الجبار السنجاري: حدثنا عبيدة بن

حسان عن عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

حدثني أبي عن جدي قال:

" شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا، فقال: ... " فذكره.

وهذا موضوع. آفته عبيدة بن حسان؛ قال ابن حبان:

" يروي الموضوعات عن الثقات ". وقال الدارقطني:

" ضعيف ".

وعمروبن عبد الجبار؛ قال ابن عدي:

" روى عن عمه مناكير ".

وعبد الحميد بن ثابت بن ثوبان؛ لم أجد له ترجمة، والظاهر أنه أخو

(عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان) الصدوق، إن لم يكن من اختلاق (ابن حسان) ،

أومن أوهامه على الأقل.

والحديث أشار المنذري في " الترغيب " (1/23) إلى تضعيفه، وعزاه للبيهقي

فقط.

 

(5/252)

 

 

2226 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ عاتبه في منامه ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/95) عن وهب بن راشد عن ضرار بن

 

(5/252)

 

 

عمروعن يزيد الرقاشي عن

أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، يزيد الرقاشي ضعيف، ومن دونه أشد ضعفا. فضرار

ابن عمرو- وهو الملطي - قال ابن معين:

" لا شيء ".

وقال الدولابي:

" فيه نظر ".

ووهب بن راشد، وهو الرقي؛ قال ابن عدي:

" ليس حديثه بالمستقيم، أحاديثه كلها فيها نظر ".

وقال الدارقطني: " متروك ".

وقال ابن حبان:

" لا يحل الاحتجاج به بحال ".

2227 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ فتح له قفل قلبه، وجعل فيه اليقين، وجعل قلبه

وعاء واعيا لما سلك فيه، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، وخليقته مستقيمة

، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/94) عن شرحبيل بن الحكم عن عامر بن نايل عن [كثير] بن

مرة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، شرحبيل وشيخه مجهولان، قال ابن خزيمة:

" أنا أبرأ من عهدتهما ".

 

(5/253)

 

 

2228 - " إذا أراد الله بقرية هلاكا؛ أظهر فيهم الزنى ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/99) عن حفص بن غياث عن داود عن الحسن عن أبي هريرة

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

الحسن؛ هو البصري، وهو مدلس، وقد عنعنه.

وداود - هو ابن أبي هند - ثقة من رجال مسلم.

وحفص بن غياث؛ هو أبو عمر النخعي القاضي، وهو ثقة من رجال الشيخين، فيه

ضعف يسير من قبل حفظه.

وتردد المناوي في حفص هذا بين أن يكون القاضي المذكور، أوالراوي عن ميمون،

فمجهول. ولا وجه لهذا التردد عندي، فإن الذي يروي عن داود إنما هو القاضي.

 

(5/254)

 

 

2229 - " إن من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره ".

ضعيف

أخرجه الطيالسي في " مسنده " (2398) ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " (

2/332/1) : حدثنا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن

النبي صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

شهر ضعيف لسوء حفظه.

 

(5/254)

 

 

وعبد الحكم بن ذكوان قال ابن معين:

" لا أعرفه ".

وقال الحافظ:

" مقبول ". يعني عند المتابعة، ولم أجد به متابعا. وقد رواه ابن ماجه

وغيره من طريق آخر بلفظ: " من شر الناس ... "، والباقي مثله. وقد تقدم (

1915) .

2230 - " مثل المؤمن كالبيت الخرب في الظاهر، فإذا دخلته وجدته مؤنقا، ومثل الفاجر

كمثل القبر المشرف المجصص يعجب من رآه، وجوفه ممتلىء نتنا ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/332/1) عن إبراهيم بن أبي يحيى: حدثنا شريك

ابن أبي نمر عن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي،

وهو متروك.

 

(5/255)

 

 

2231 - " كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع، وإن كان خيرا فهو مزلة، إلا من

رحم الله، وإن كان شرا فهو شر ".

ضعيف جدا

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/247) ، والبيهقي في " الشعب " (2/337/1)

من طريق كثير بن مروان المقدسي: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن

عمران بن حصين مرفوعا. وقال البيهقي:

 

(5/255)

 

 

" كثير بن مروان هذا غير قوي ".

قلت: بل هو واه جدا، فقد كذبه يحيى وأبو حاتم، وأسقطه أحمد وغيره.

ومضى للحديث شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة؛ إسناده ضعيف أيضا (رقم 1670) .

2232 - " أهل الجور وأعوانهم في النار ".

منكر

رواه العقيلي في " الضعفاء " (418) ، والحاكم في " المستدرك " (4/89) عن

مروان بن عبد الله بن صفوان بن حذيفة بن اليمان عن أبيه عن حذيفة مرفوعا،

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله:

" قلت: منكر "، وعمدته قول العقيلي في مروان هذا:

" مجهول بالنقل هو وأبو هـ، وحديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

 

(5/256)

 

 

2233 - " التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا ".

ضعيف

أخرجه أبو القاسم الحرفي في (عشر مجالس من " الأمالي ") (230) ، والبيهقي

في " الشعب " (2/347/2) عن بكر بن خنيس عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن

عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم - وهو ابن مسلم الهجري - لين الحديث.

وبكر بن خنيس؛ صدوق له أغلاط؛ أفرط فيه ابن حبان.

قلت: وتابعه علي بن عاصم قال: أنا الهجري به نحوه.

 

(5/256)

 

 

أخرجه أحمد (1/446) .

وعلي بن عاصم؛ ضعيف أيضا، ولهذا جزم البيهقي (10/200) بأن سنده ضعيف.

ورواه البيهقي من طريق أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا

عليه، وقال:

" وهو الصحيح، ورفعه ضعيف ".

وأخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (2/1/48) من طريق ابن منده عن بكر بن

خنيس به.

وأخرجه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (49/2) عن سعيد بن سليمان عن

منصور عن إبراهيم الهجري به.

2234 - ".. كفى بالمرء من الشح أن يقول: آخذ حقي ولا أترك منه شيئا ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/20 - 21) من طريق هلال بن العلاء بن هلال بن عمر الرقي:

حدثنا أبي العلاء بن هلال: حدثني أبي هلال بن عمر: حدثني أبي عمر بن هلال:

حدثني أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا. وقال الحاكم:

" هذا إسناد صحيح، فإن آباء هلال بن العلاء أئمة ثقات، وهلال إمام أهل

الجزيرة في عصره ". ووافقه الذهبي.

هكذا وقع في نسخة " تلخيص المستدرك " المطبوع في حاشية " المستدرك "، وهو

ينافي ما نقله المناوي عنه، فإنه بعد أن نقل عن الحاكم تصحيحه للحديث أتبعه

بقوله:

 

(5/257)

 

 

".. فرده الذهبي أن هلال بن عمر وأباه لا يعرفان، فالصحة من أين؟! ".

قلت: ولعل هذا الذي نقله المناوي عن الذهبي هو الصواب، لأنه المناسب لحال

الإسناد، فإنه مسلسل بالعلل:

الأولى: هلال بن العلاء بن هلال؛ فإنه وإن كان صدوقا كما قال أبو حاتم،

وذكره ابن حبان في " الثقات " (9/248) ، وقال النسائي: " صالح "، فقد قال

في موضع آخر:

" ليس به بأس، روى أحاديث منكرة عن أبيه، فلا أدري الريب منه أومن أبيه ".

الثانية: العلاء بن هلال عن عمر، سبق آنفا، تردد النسائي في لصق الريب في

تلك الأحاديث المنكرة بينه وبين ابنه هلال، لكن الأب يبدو أنه أصلح حالا منه

، فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان، لكن هذا عاد فذكره في " الضعفاء "

أيضا (2/184) . فالله أعلم.

الثالثة: هلال بن عمر، قال ابن أبي حاتم (4/2/78) عن أبيه:

" ضعيف الحديث ".

وأقره الذهبي في " الميزان "، و" الضعفاء "، ولم يرد له ذكر في " اللسان ".

الرابعة: عمر بن هلال، ذكره ابن حبان في " ثقاته " (7/185) من رواية ابنه

هلال المذكور قبله. فهو مجهول.

والخلاصة: أن الحديث منكر ضعيف، لتفرد هؤلاء به، لكن يظهر أن الآفة ممن دون

الهلال بن العلاء. والله أعلم.

ومع هذه العلل لم يتورع الشيخ الغماري عن إيراد الحديث في " كنزه "

 

(5/258)

 

 

(2451) ، الأمر الذي يؤكد للباحثين أنه لا يجري فيه على طريقة المحدثين في تصحيح

الأحاديث، وإنما على الاختيار الشخصي أوالذوقي الصوفي، وإلا فالمبتدئون في

هذا العلم لا يقعون في مثل هذا الخطأ!

(تنبيه) : وضعت بين يدي الحديث نقطتين.. إشارة إلى أن في أوله تتمة، ونصها

في " المستدرك ":

" كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع، وكفى.. ".

ولما كانت هذه الفقرة منه صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم

وغيره كما هو مخرج في " الصحيحة " (2025) ، لذلك لم أستحسن ذكرها في الحديث

، وقد أخرجها القضاعي في " مسنده " (1415) وحدها من هذا الوجه الواهي.

ثم رجعت إلى " مختصر استدراك الحافظ الذهبي على.. الحاكم " لابن الملقن، لعلي

أجد فيه ما نقله المناوي عن الذهبي، فلم أجد، فلا أدري أذهل ابن الملقن عنه،

أم أن نسخته من " التلخيص " هي موافقة لما في المطبوعة من الموافقة؟ والله

أعلم.

2235 - " إن لكل قوم فارسة، وإنما يعرفها الأشراف ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/418 - 419) من طريق ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان وعاصم

ابن عمر بن قتادة عن عروة بن الزبير، ومن طريق أبي علاثة حدثنا أبي:

حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال:

لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أهل البادية، وهو يتوجه إلى بدر،

لقيه بـ (الروحاء) ، فسأله القوم عن خبر الناس؟ فلم يجدوا عنده خيرا،

فقالوا له: سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أوفيكم رسول الله

؟ قالوا: نعم، قال الأعرابي: فإن

 

(5/259)

 

 

كنت رسول الله فأخبرني ما في بطن ناقتي هذه

! فقال له سلمة بن سلامة بن وقش - وكان غلاما حدثا -: لا تسأل رسول الله،

أنا أخبرك، نزوت عليها! ففي بطنها سخلة (1) منك! فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم:

" [مه، أ] فحشت على الرجل يا سلمة! ".

ثم أعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل (وفي رواية: عن سلمة) فلم

يكلمه كلمة حتى قفلوا، واستقبلهم المسلمون بـ (الروحاء) يهنئونهم، فقال

سلمة بن سلامة: يا رسول الله! ما الذي يهنئونك به، والله إن رأينا [إلا]

عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها، فـ[تبسم] رسول الله [ثم قال] :..

فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد، وإن كان مرسلا ". ووافقه الذهبي.

قلت: في ذلك نظر من وجهين:

أحدهما: أن (أبا علاثة) لم أعرفه، واسمه (محمد بن عمروبن خالد) ، ذكره

الخطيب (3/217) في شيوخ (أبي جعفر البغدادي) شيخ الحاكم في هذا الحديث،

وقال عقبه: " واللفظ له "، واسمه (محمد بن محمد بن عبد الله) ، وذكره

المزي في الرواة عن أبيه (عمروبن خالد) ، ولم أجد له ترجمة، وأبو هـ ثقة.

والآخر: أن ابن إسحاق ليس عنده حديث الترجمة، وقد ساق القصة في " السيرة "

مفرقا في موضعين (2/252 و286) ، وإنما قال: " فتبسم رسول الله صلى الله

عليه وسلم ثم قال: أي ابن أخي! أولئك الملأ ". ثم هو مرسل، فلوصح السند

إلى عروة فعلته الإرسال.

__________

(1) بفتح فسكون، هي في الأصل: الصغيرة من ولد الضأن، فاستعارها هنا للصغيرة من ولد النوق. اهـ

 

(5/260)

 

 

2236 - " كفارة الذنب الندامة ".

ضعيف

أخرجه أحمد (1/289) ، والطبراني في " الكبير " (12795) ، والقضاعي في "

مسند الشهاب " (77) ، والبيهقي في " الشعب " (5/387/7038) من طريق يحيى بن

عمروبن مالك النكري، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء عن ابن عباس

مرفوعا.

وهذا سند ضعيف. والحديث قال الحافظ العراقي (4/12) :

" رواه أحمد والطبراني والبيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس، وفيه يحيى

ابن عمروبن مالك النكري (وفي الأصل: اليشكري، وهو تصحيف) ؛ ضعيف ".

قلت: وكتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على هامش " القضاعي ":

" يحيى متهم ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه ".

قلت: وقد خالفه حماد بن زيد، فقال: عن عمروبن مالك النكري عن أبي الجوزاء

قال: فذكره موقوفا.

أخرجه البيهقي أيضا (5/388/7039) .

قلت: وهذا هو الصحيح موقوف.

والحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " (4/59) من رواية أحمد بإسناده المتقدم

، وسكت عليه لسوقه إسناده، فتوهم الحلبيان في " مختصرهما " أنه تصحيح منه له

فأورداه في كتابيهما، وقد تعهدا في المقدمة أن لا يوردا إلا الصحيح، وأنى

لهما ذلك؟ !

 

(5/261)

 

 

2237 - " صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد الحسنة كتبها له عشر

أمثالها، وإذا عمل سيئة؛ قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك، فيمسك عنه

سبع ساعات من النهار، فإن استغفر؛ لم تكتب عليه، وإن لم يستغفر؛ كتبت سيئة

واحدة ".

موضوع

رواه البيهقي في " الشعب " (5/291/7050) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح

المعاني " (45/1) ، والواحدي في " تفسيره " (4/85/1) عن بشر بن نمير عن

القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه جدا، بشر بن نمير قال الحافظ:

" متروك متهم ".

قلت: وقد تابعه جعفر بن الزبير - وهو مثله أوشر منه - عن القاسم به.

أخرجه البيهقي أيضا (5/390/7049) ، والطبراني في " الكبير " (7971) .

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/208) :

" وفيه جعفر بن الزبير. ولكنه موافق لما قبله، وليس فيه شيء زائد، غير أن

الحسنة يكتبها بعشر أمثالها، وقد دل القرآن والسنة على ذلك ".

قلت: يشير إلى حديث الطبراني أيضا من طريق أخرى عن القاسم به مختصرا بلفظ:

" إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء أوالمسيء،

فإن ندم واستغفر منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة ".

 

(5/262)

 

 

وإسناده حسن كما حققته في الكتاب الآخر (1209) ، وبالتأمل في هذا اللفظ

الثابت: يتبين أن في اللفظ الأول الواهي أشياء زائدة عليه:

أولا: أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال.

ثانيا: أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين.

ثالثا: أن زمن رفع القلم سبع ساعات، وفي هذا ست!

وقد وجدت للحديث طريقا أخرى، ولكنها واهية جدا، فلا يفرح بها، أخرجه أبو

جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " عن الحسن بن زياد قال: حدثنا محمد بن إسحاق

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.

محمد بن إسحاق - هو صاحب المغازي - ثقة مدلس، وقد عنعنه، ولكن الآفة من

الحسن بن زياد، وهو اللؤلؤي؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" كذبه ابن معين وأبو داود في حديثه ".

(تنبيه) : قال المناوي تحت هذا الحديث:

" واعلم أن للطبراني هنا ثلاث روايات: إحداها مرت في حرف الهمزة. وهذه

الثانية، وهما جيدتان. وله طريق ثالثة فيها جعفر بن الزبير، وهو كذاب كما

بسطه الحافظ الهيثمي ".

قلت: وفي هذا التعليم خطأ من وجهين:

الأول: أنه ليس للحديث طريق جيدة إلا التي أشرنا إلى حسن إسنادها.

والآخر: أن الطريق الثالثة التي فيها جعفر إنما هي بهذه الرواية.

وبالجملة، ففي كلامه تقوية الحديث المذكور أعلاه، وهو جد واه، فاقتضى

التنبيه.

 

(5/263)

 

 

2238 - " من استفتح أول نهاره بخير، وختمه بالخير، قال الله عز وجل لملائكته: لا

تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب ".

ضعيف

رواه الضياء في " المختارة " (110/2) عن الطبراني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن

عرق الحمصي: حدثنا محمد بن مصفى: حدثنا الجراح بن يحيى المؤذن: حدثنا عمر بن

عمروبن عبد الأحموسي عن عبد الله بن بسر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ لم أعرف أحدا منهم بعد الصحابي؛ غير ابن مصفى؛

قال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

وغير الأحموسي؛ قال ابن أبي حاتم (3/1/127) عن أبيه:

" لا بأس به، صالح الحديث من ثقات الحمصيين ".

وأما الحمصي؛ فهو الذي في " الميزان " و" اللسان ":

" إبراهيم بن محمد الحمصي شيخ للطبراني غير معتمد ... ".

ثم ساق له حديثا آخر أخطأ في تسمية شيخه فيه.

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/112) :

" رواه الطبراني من طريق الجراح (الأصل: الحجاج) بن يحيى المؤذن عن

 

(5/264)

 

 

عمر بن عمروبن عبد الأحموسي، والجراح بن يحيى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، لم

يرو عن عمر بن عمرو إلا الجراح بن مليح البهراني الشامي، فإن كان هو إياه؛

فهو ثقة ".

قلت: ولعل الحافظ المنذري كان يرى هذا الذي ذكره الهيثمي احتمالا، فقد قال

في " الترغيب " (1/231) :

" رواه الطبراني، وإسناده حسن إن شاء الله تعالى ".

ولم أجد ما يؤيد هذا الاحتمال، وإن كان ابن أبي حاتم ذكر في ترجمة (الجراح

ابن مليح البهراني) (1/1/524) أنه روى عنه (عمر بن عمروالأحموسي) ، فإنه

لا تلازم بين الأمرين كما هو ظاهر؛ لاختلاف النسبة، فهذا (ابن يحيى المؤذن)

، وذاك (ابن مليح البهراني) . وقد يشتركان في الرواية عن الشيخ الواحد؛

كما يقع كثيرا مما هو معروف عند الممارسين لهذا العلم الشريف.

على أنه يبقى في الحديث علة أخرى، وهي ضعف شيخ الطبراني.

وقد وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/349) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري (الأصل

: الحاجري) : حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي عن عطاء عنه.

قلت: و (الخبائري) متهم بالكذب.

2239 - " ما من حافظين يرفعان إلى الله تبارك وتعالى؛ يرى الله في أول الصحيفة خيرا، وفي آخرها خيرا؛ إلا قال الله تعالى لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة ".

 

(5/265)

 

 

ضعيف جدا.

أخرجه الترمذي (1/183) ، وأبو يعلى في " مسنده " (146/2) ، وعنه ابن

عساكر (10/441 - 442) ، وأبو طاهر المخلص في الأول من " الفوائد المنتقاة "

(2/1) ، وعنه ابن النجار (10/123/2) ، والبيهقي في " الشعب " (2/349/4)

عن مبشر بن إسماعيل عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.

وكذا رواه ابن شاذان في " المنتقى من حديثه " (5/239/1) ، وابن عدي (45/1

) ، وقال:

" لا أعلم يرويه عن الحسن غير تمام، وتمام غير ثقة ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. وقال البيهقي:

" فيه نظر ".

وبيانه: أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه.

وتمام بن نجيح؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال ابن عدي: غير ثقة ". وقال الحافظ:

" ضعيف ".

وأشار المنذري في " الترغيب " (1/234) إلى إعلاله بتمام بن نجيح.

2240 - " ما من ذي غنى إلا سيود يوم القيامة أنه كان أوتي في الدنيا قوتا ".

موضوع

رواه ابن ماجه (4140) ، وأحمد (3/117 و167) ، والثقفي في " الفوائد " (

ج3 رقم 12 - منسوختي) ، وهناد في " الزهد " (596) ، وأبو يعلى (7/303) ،

وابن عدي (7/2524) ، وأبو نعيم (10/69 - 70) ،

 

(5/266)

 

 

وابن حبان في " المجروحين

" (3/56) ، وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/131) عن أبي داود عن

أنس مرفوعا.

وقال الثقفي:

" وأبو داود هو الأعمى، واسمه نفيع بن الحارث السبيعي الكوفي ".

قلت: وهو متهم بالوضع، قال ابن معين:

" يضع، ليس بشيء ".

وقال ابن حبان:

" يروي عن الثقات الموضوعات توهما، لا يجوز الاحتجاج به ".

وقال الساجي:

" كان منكر الحديث، يكذب "، ثم ساق له هذا الحديث، وقال:

" وهذا الحديث يصحح قول قتادة فيه: إنه كان سائلا، لأن هذا حديث السؤال ".

وقال الحاكم:

" روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة ".

قلت: وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2/313) بما لا يجدي؛ بما رواه الخطيب

(4/7 - 8) في ترجمة (أحمد بن إبراهيم القطيعي) ، ولم يذكر فيه شيئا سوى

حديثه!

قال: حدثنا عباد بن العوام (بسنده) عن عبد الله مرفوعا: " ما من أحد إلا..

" الحديث نحوه. فهو مجهول، وقد خالف الحفاظ، فقال ابن أبي شيبة (13/301)

، وأحمد في " الزهد " (ص 155) : أنبأنا عباد بن العوام به. وهذا هو الصحيح

موقوف على ابن مسعود.

 

(5/267)

 

 

2241 - " خياركم كل مفتن تواب ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/364/2) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن

سعد عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ضعفوه، والنعمان بن سعد كوفي مجهول ".

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " من طريق أخرى واهية جدا، وقد

مضى برقم (96) .

وقد صح بلفظ: " إن المؤمن خلق مفتنا توابا.. " الحديث. وهو مخرج في "

الصحيحة " برقم (2276) .

 

(5/268)

 

 

2242 - " إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار ".

موضوع

رواه ابن عدي (346/1) ، والبيهقي في " الشعب " (1/364) ، والديلمي (

1/2/292 - 293) ، وابن عساكر (17/285/2) ؛ كلهم من طريق الوليد بن سلمة

الطبراني عن نضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن أنس مرفوعا، وقال ابن عدي:

" حديث غير محفوظ ".

قلت: وعلته النضر هذا؛ قال الذهبي:

" مجهول ".

 

(5/268)

 

 

وقال ابن حبان:

" لا يحتج به ".

بل آفته الوليد بن سلمة كما يأتي، وقد تفرد به كما قال الطبراني.

والحديث عزاه المنذري (2/269) للبيهقي، وأشار لضعفه، ووقع عند البيهقي

بلفظ " النحاس " مكان " الحديد "، وهو رواية لابن عدي (7/2540) ، وقد تحرف

في " كنز العمال " (1/486/4102) لفظ " النحاس " إلى " الناس "! وعزاه

السيوطي في " الجامع الكبير " (2418/7031) باللفظ الأول " الحديد " لابن عدي

، والخطيب في " المتفق والمفترق "، وابن عساكر.

وعزاه في " الصغير " للحكيم وابن عدي، وهو في " ضعيف الجامع " برقم (1964) .

وزاد المناوي في تخريجه:

" والطبراني في " الأوسط " و" الصغير "، قال الهيثمي: وفيه الوليد بن سلمة

الطبراني، وهو كذاب ".

قلت: وهو كما قال، فإعلاله به أولى، وبذلك يصير الحديث موضوعا، فمن

الغريب حقا أن المناوي - الذي يعود إليه فضل التنبيه على هذه العلة - اقتصر في

كتابه الآخر " التيسير " على قوله:

" إسناده ضعيف "!

فلا أدري أنسي أم تناسى؟ !

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بنحوه، وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (6096) .

 

(5/269)

 

 

ثم هو في " المعجم الصغير " للطبراني (رقم 42 - الروض النضير) ، وفي "

الأوسط " (2/131/1/7537 - بترقيمي) بإسنادين عن الوليد بن سلمة الطبراني به.

2243 - " إن الله ينهاكم عن التعري، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم؛ الكرام

الكاتبين، الذين لا يفارقونكم إلا عند حالتين (وفي رواية: ثلاث حالات) :

الغائط والجنابة والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء، فليستتر بثوبه أوبجذمة

حائط [أوببعيره] ".

ضعيف جدا

رواه السراج في حديثه (67/1) ، والبزار في " مسنده " (1/160/317) : حدثنا

محمد بن كرامة: حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا حفص بن سليمان المكتب عن

علقمة بن مرثد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. وقال البزار (والرواية

الأخرى والزيادة له) :

" لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وحفص لين الحديث ".

قلت: بل هو متروك الحديث مع إمامته في القراءة كما قال الحافظ. وقد خالفه

سفيان ومسعر، فقالا: عن علقمة بن مرثد عن مجاهد قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم. فأرسله بلفظ:

" أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين: الجنابة

والغائط. فإذا اغتسل أحدكم؛ فليستتر بجذم (الأصل " بجرم ") حائط، أو

ببعيره، أوليستره أخوه ".

أخرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره "؛ كما في " تفسير ابن كثير " (4/482) ،

وقال عقبه في " تاريخه " (1/51) :

 

(5/270)

 

 

" هذا مرسل، وقد وصله البزار في " مسنده " من طريق جعفر (!) بن سليمان

- وفيه كلام - عن علقمة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ... " فذكره.

قلت: كذا وقع فيه: " جعفر "، وهو خطأ مطبعي فيما أرى؛ لمخالفته لما تقدم

في إسناد السراج والبزار، وهكذا على الصواب وقع في " تفسير ابن كثير " من

رواية البزار، والعجيب أن هذا الخطأ نفسه وقع فيما نقله الهيثمي في " المجمع

" (1/268) عن البزار في كلامه الذي ذكرته آنفا، وبناء عليه قال:

" قلت: جعفر بن سليمان من رجال " الصحيح "، وكذلك بقية رجاله، والله أعلم ".

وجاء في التعليق عليه في الحاشية:

" (فائدة) : جعفر بن سليمان ليس هو الضبعي الذي أخرج له مسلم. وإنما هو حفص

ابن سليمان، وهو ضعيف بمرة، فكأنه تصحف على الشيخ كما في هامش الأصل ".

قلت: وهو من تعليقات الحافظ ابن حجر كما يغلب على الظن، وهو حق ظاهر،

وأعجب مما سبق تعقيب الشيخ الأعظمي على كلام الهيثمي المتقدم بقوله:

" قلت: ليس في إسناده جعفر، بل حفص، وحفص بن سليمان من رجال الصحيح "!

وهذا خطأ فاحش، ولعله سبق قلم، فإن حفصا هذا متروك كما تقدم، وليس من

رجال " الصحيح ". والله سبحانه وتعالى أعلم.

 

(5/271)

 

 

وقد روي الحديث مختصرا نحوه من حديث ابن عمر، وفيه ليث بن أبي سليم، وقد

ترك بسبب اختلاطه، وهو مخرج في " الإرواء " (64) ، وقد قواه بعض من

انتقدنا ممن أوتي حفظا، ولم يؤت علما، فانظر الحديث الآتي برقم (6006) .

2244 - " الإيمان [بالقدر] نظام التوحيد ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/359) عن مزاحم بن العوام عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن

المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، مزاحم بن العوام؛ لم أجد من ترجمه، وقد مضى له

حديث آخر في الإيمان بالقدر (806) .

 

(5/272)

 

 

2245 - " الإيمان بالله والعمل قرينان، لا يصلح واحد منهما إلا مع صاحبه ".

ضعيف

رواه العدني في " كتاب الإيمان " (ق 235/1) : قال: حدثنا حكام بن سلم عن ابن

سنان عن عمروبن مرة الجملي عن محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم:..

ورواه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (2/197/1527) من طريق آخر عن

حكام به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ورجاله ثقات رجال مسلم، وفي ابن سنان -

واسمه سعيد أبو سنان الشيباني - بعض الكلام من قبل حفظه.

 

(5/272)

 

 

ومحمد بن علي؛ هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ أبو جعفر الباقر.

ثم رواه ابن جرير عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد، مرسلا نحوه مختصرا.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن شاهين في " السنة " عن محمد بن علي

مرسلا.

وقد أسنده بعض التلفاء عن ابن سنان بلفظ:

2246 - " الإيمان والعمل شريكان في قرن، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه ".

موضوع

رواه الديلمي (1/2/361) عن أصرم بن حوشب: حدثنا أبو سنان: حدثنا عمروبن

مرة عن محمد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع من قبل أصرم بن حوشب، فإنه كذاب خبيث؛ كما قال يحيى

. وقال ابن حبان:

" كان يضع الحديث ".

وقد رواه غيره عن أبي سنان به، لم يتجاوز محمد بن علي؛ كما تقدم في الذي

قبله.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن شاهين في " السنة " عن علي.

والمناوي في " شرحه " للحاكم "، ولم أره في " مستدركه ". والله أعلم، ولم

يتكلم المناوي على إسناده بشيء!

ثم رأيته في" الجامع الكبير " معزوا للحاكم في " تاريخه "، فتبين خطأ أوتساهل

المناوي في إطلاق العزوإليه.

 

(5/273)

 

 

2247 - " الإيمان بالله باللسان، والتصديق له بالعمل ".

موضوع

رواه الديلمي (1/2/359) عن عيسى بن إبراهيم: حدثنا الحكم بن عبد الله عن

الزهري [عن عروة] ... عن عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته الحكم بن عبد الله، وهو الأيلي، وعيسى بن

إبراهيم، وهو ابن طهمان الهاشمي، فإنهما هالكان؛ كما قال الذهبي.

والأول؛ قال أحمد:

" أحاديثه كلها موضوعة ".

وقال السعدي وأبو حاتم:

" كذاب ".

والآخر؛ قال البخاري والنسائي:

" منكر الحديث ".

وقال أبو حاتم:

" متروك الحديث ".

والحديث عزاه السيوطي في " اللآلي " (1/36) ، للشيرازي في " الألقاب " عن

عائشة، ومنه استدركت الزيادة، وسقط منه " الحكم بن عبد الله ".

 

(5/274)

 

 

2248 - " بشر من شهد بدرا بالجنة ".

ضعيف

رواه الديلمي (2/1/17) من طريق الطبراني عن الحارث بن حصيرة عن تميم بن حذيم

عن عقبة بن حميري عن أبي بكر الصديق مرفوعا.

 

(5/274)

 

 

قلت: هذا إسناد ضعيف. من دون أبي بكر الصديق لم أعرفهم؛ غير الحارث بن حصيرة

، وهو شيعي مختلف فيه، فوثقه بعضهم، وضعفه آخرون، وقال ابن عدي:

" وهو مع ضعفه يكتب حديثه ".

والحديث عزاه السيوطي للدارقطني في " الأفراد "، وبيض به المناوي، فلم

يتكلم على إسناده بشيء.

ويغني عن الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:

" لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية ".

وهو مخرج في الصحيحة " (2160) .

2249 - " بعثت داعيا ومبلغا؛ وليس إلي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزينا؛ وليس

إليه من الضلالة شيء ".

موضوع

أخرجه الدولابي (2/157) ، والعقيلي في " الضعفاء " (ص 116) ، وابن عدي في

" الكامل " (ورقة 119/1) ، وأبو الشيخ في " التاريخ " (ص 323) ؛ وأبو

إسحاق المزكي في " الثاني من الفوائد كما في جزء منتخب منها " (53/2) ، وأبو

عثمان البجيرمي في " الفوائد " (3/13/2) واللالكائي في " السنة " (1082) ،

والجرجاني (354) ، وابن عساكر (16/71/1) ، وأبو محمد الحسن بن محمد بن

إبراهيم في " أحاديث منتقاة " (ق 145/1) ، والديلمي في " مسنده " (2/1/5)

، والسلفي في " معجم السفر " (163/1) عن خالد بن عبد الرحمن العبدي أبي

الهيثم عن سماك بن حرب عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا. وقال

العقيلي:

 

(5/275)

 

 

" خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم؛ ليس بمعروف بالنقل، وحديثه غير محفوظ،

ولا يعرف له أصل ".

ثم ساق له هذا فقط، وقال ابن عدي:

" وفي قلبي من هذا الحديث شيء، ولا أدري أسمع خالد من سماك أولقيه، أم لا

". قال:

" وخالد ليس بذاك ".

قلت: والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي حاكيا

لكلامه المذكور، فتعقبه السيوطي في " اللآلي " (1/131) بكلام ابن عدي

المذكور أيضا الذي ظاهره أن ليس في الحديث إلا الانقطاع؛ فقال السيوطي:

" وخالد الخراساني روى له أبو داود والنسائي، ووثقه ابن معين، فحينئذ ليس

في الحديث إلا الإرسال ".

قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (138/2) :

" قلت: وفرق الحافظ الدارقطني والمزي والذهبي وابن حجر بين الخراساني

والذي في هذا الإسناد، وقالوا: إن هذا هو العبدي العطار الكوفي، وقال

الدارقطني وابن حجر: إنه مجهول. والله أعلم ".

قلت: وقال الدارقطني كما في " الميزان ":

" لا أعلمه روى غير هذا الحديث الباطل ". يعني هذا.

 

(5/276)

 

 

2250 - " التوبة النصوح: الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله بندامتك عند

الحافر، ثم لا تعود إلي أبدا ".

موضوع

رواه الخطابي في " الغريب " (1/472) ، وكذا ابن أبي حاتم عن الوليد بن بكير

أبي جناب (1) عن عبد الله بن محمد العدوي عن أبي سنان البصري عن أبي قلابة عن

زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة

النصوح، فقال:

" هو الندم ... ". وقال الخطابي:

" عند الحافر: معناه عند مواقعة الذنب، لا تؤخرها فتكون مصرا ".

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته العدوي هذا؛ قال وكيع:

" يضع الحديث ".

وقال البخاري:

" منكر الحديث ".

والوليد بن بكير. قال الذهبي:

" ما رأيت من وثقه غير ابن حبان، قال أبو حاتم: شيخ ".

لكن نقل الحافظ عن الدارقطني أنه قال:

" متروك الحديث ".

فتوثيق ابن حبان مردود.

__________

(1) كذا في مسودتي، وكذلك هو في " تفسير ابن كثير " من رواية ابن أبي حاتم و" تهذيب التهذيب ". وفي " الميزان ": " أبو خباب " بالخاء المعجمة ثم باء موحدة. وكذا في " تهذيب المزي "، وهو الصواب كما في " الإكمال " و" التوضيح "، وقالا: " متروك الحديث ". اهـ

 

(5/277)

 

 

والحديث عزاه السيوطي لابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي، ولم يتكلم المناوي

على إسناده بشيء!

ورواه هناد في " الزهد " (2/453 - 454) ، وعنه الطبري في " التفسير " (

28/107) ، وابن أبي شيبة (13/279) ، والحاكم (2/495) وصححه، ووافقه

الذهبي، ورواه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/367 - هندية) عن عمر بن

الخطاب موقوفا عليه نحوه.

2251 - " يوم الثلاثاء يوم الدم، فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم ".

ضعيف

رواه أبو داود (2/151 - تازية) ، والعقيلي في " الضعفاء " (55) عن بكار بن

عبد العزيز بن أبي بكرة قال: حدثتني عمتي كيسة أن أبا بكرة كان ينهى عن

الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم الدم

ويقول: " فيه ساعة ... ".

ذكره العقيلي في ترجمة بكار هذا، وقال:

" لا يتابع عليه، وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت ".

وروى عن ابن معين أنه قال في بكار هذا:

" ليس بشيء ".

وقال في " التقريب ":

" صدوق يهم ".

قلت: وكيسة مجهولة، تفرد عنها ابن أخيها بكار بن عبد العزيز، كما في "

الميزان "، فقول الحافظ: " لا يعرف حالها " ليس بدقيق، وحقه أن يقال: " لا

تعرف "، أو: " مجهولة "، لأنها مجهولة العين، لا مجهولة الحال فقط!

 

(5/278)

 

 

2252 - " أكثروا الصلاة علي، فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم، واطلبوا لي الدرجة

الوسيلة، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم ".

ضعيف جدا

رواه ابن عساكر (17/246/1) ، عن ناشب بن عمروالشيباني: نا مقاتل بن حيان عن

أبي صالح عن الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، ناشب بن عمروالشيباني، قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال الدارقطني:

" ضعيف ".

والحديث بيض به المناوي.

 

(5/279)

 

 

2253 - " أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر، فإن صلاتكم تعرض علي ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (243 من ترتيبه) عن عبد المنعم بن بشير الأنصاري

: حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عن محمد بن كعب القرظي عن

أبي هريرة مرفوعا. وقال:

" لا يروى عن محمد عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو مودود ".

قلت: وهو ثقة، كما قال أحمد وابن معين وأبو داود وابن المديني وغيرهم،

فقول الحافظ فيه: " مقبول "؛ غير مقبول، ولعله سبق قلم منه أومن النساخ.

 

(5/279)

 

 

لكن الراوي عنه عبد المنعم بن بشير الأنصاري متهم، بل وضاع، قال الذهبي:

" جرحه ابن معين واتهمه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا ".

وقال الحاكم:

" يروي عن مالك وعبد الله بن عمر الموضوعات ".

وقال الخليلي في " الإرشاد ":

" هو وضاع على الأئمة ".

ومنه يتبين تساهل الهيثمي في اقتصاره على قوله فيه (2/169) :

" وهو ضعيف ".

والحديث عزاه في " الجامع " للبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة، وابن عدي عن

أنس، وسعيد بن منصور عن الحسن، وخالد بن معدان مرسلا.

قلت: وحديث أنس مخرج في " الصحيحة " (1407) ، من رواية ابن عدي، وليس فيه

" الليلة الزهراء واليوم الأزهر "، وإنما قال: " ليلة الجمعة، ويوم

الجمعة ".

وحديث ابن معدان المرسل لفظه:

" أكثروا الصلاة علي في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة ".

هكذا ذكره السخاوي في " القول البديع " (ص 159 - بيروت) من رواية سعيد بن

منصور في " سننه ".

ومن ذلك يتبين للقارىء تساهل السيوطي في عزوالحديث بلفظ الترجمة

 

(5/280)

 

 

لابن منصور وابن عدي!

والحديث أورده السخاوي (159) عن عمر بن الخطاب مرفوعا به، وزاد:

" فأدعولكم وأستغفر "، وقال:

" ذكره ابن بشكوال بسند ضعيف ".

ثم أورده عن ابن شهاب الزهري رفعه مرسلا دون الزيادة.

أخرجه النميري.

2254 - " إذا تجشأ أحدكم أوعطس فلا يرفعن بهما الصوت، فإن الشيطان يحب أن يرفعه بهما

الصوت ".

ضعيف

رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/1/156 - 157) ، وابن عساكر (18/189/1) ، عن أبي عتبة أحمد بن الفرج: نا بقية: نا الوضين عن يزيد بن مرثد، أدرك

ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عبادة بن الصامت، وشداد بن

أوس، وواثلة بن الأسقع قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أحمد بن الفرج قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعيف، ضعفه محمد بن عوف ".

والوضين هو ابن عطاء، قال أحمد:

" ما كان به بأس "،

ولينه غيره. قاله الذهبي في المصدر السابق. وقال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ ".

 

(5/281)

 

 

ورواه أبو داود في " مراسيله " (524) عن يزيد بن مرثد.

وأما حديث: " كف عنا جشاءك.. " فصحيح بمجموع طرقه، وقد خرجته لذلك في "

الصحيحة " (343) .

2255 - " إذا تمنى أحدكم، فلينظر ماذا يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب من أمنيته ".

ضعيف

رواه الطيالسي في " مسنده " (2341) ، وكذا أحمد (2/357 و387) ، والبخاري

في " الأدب المفرد " (794) ، والترمذي (3605) ، وحسنه، وأبو يعلى (

5907) ، وابن عدي (244/2) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (2/385/1) عن عمر

ابن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا، وقال ابن عدي:

" وهذا الحديث لا بأس به، وعمر بن أبي سلمة متماسك الحديث، لا بأس به ".

قلت: قال الذهبي في " الضعفاء ":

" ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي ".

وفي " التقريب ":

" صدوق يخطىء ".

 

(5/282)

 

 

2256 - " إذا وقعت كبيرة، أوهاجت ريح مظلمة، فعليكم بالتكبير، فإنه يجلي العجاج الأسود ".

 

(5/282)

 

 

موضوع.

رواه أبو يعلى في " المسند " (1947) ، وابن السني في " عمل اليوم " (379)

، وابن حبان في " المجروحين " (2/179) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن

زاذان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن عدي (302/1) ، وقال:

" محمد بن زاذان منكر الحديث، لا يكتب حديثه ".

قلت: الجملة الأولى منه قالها الترمذي أيضا، والأخرى قالها البخاري، فهو

شديد الضعف. لكن الراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي شر منه، فقد قال أبو

حاتم:

" متروك الحديث، كان يضع الحديث ".

وقال البخاري:

" تركوه ".

وقال الأزدي:

" كذاب ".

قلت: وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (10/138) .

2257 - " إلياس والخضر أخوان، أبو هما من الفرس، وأمهما من الروم ".

موضوع

رواه الديلمي (1/2/214) عن أحمد بن غالب: حدثنا عبد الرحمن بن محمد: حدثنا

إسحاق بن عيسى عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.

 

(5/283)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عبد الرحمن هذا أوالراوي عنه. قال الحافظ في

" اللسان ":

" عبد الرحمن بن محمد اليحمدي، ويقال التميمي؛ شيخ مجهول. روى عنه أحمد بن

محمد بن غالب المعروف بغلام خليل، وهو تالف ".

ثم ساق له حديثا آخر من طريق أحمد هذا عنه عن مالك ... وأنت ترى أنه روى هذا

الحديث عنه بواسطة إسحاق بن عيسى، وهو ثقة، فيحتمل أن يكون عبد الرحمن هذا

هو ابن محمد أبو سبرة المدني. قال الحاكم أبو أحمد:

" له مناكير ".

والحديث أشبه شيء بالإسرائيليات، وقد رواه ابن عساكر بإسناده إلى السدي من

قوله كما في " تاريخ ابن كثير " (1/330) ، وهذا يؤيد ما ذكرنا. والله أعلم.

2258 - " الهو اوالعبوا؛ فإني أكره أن يرى في دينكم غلظة ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/19) عن أبي بكر الذهبي عن محمد بن عبد السلام عن يحيى بن

يحيى عن عبد العزيز بن محمد عن عمروبن أبي عمروعن المطلب بن عبد الله

مرفوعا.

قال الحافظ:

" الذهبي اسمه............ و......... "!

كذا في الأصل بياض، وآفة هذا الإسناد عندي محمد بن عبد السلام، وهو ابن

النعمان. قال الذهبي:

 

(5/284)

 

 

" بصري، كتب عنه ابن عدي، ورماه بالكذب، وأنه يروي ما لم يسمعه ".

ويحيى بن يحيى: الظاهر أنه الغساني الواسطي، قال ابن حبان:

" لا تجوز الرواية عنه، لأنه أكثر من مخالفة الثقات فيما يرويه عن الأثبات ".

وبه أعله المناوي، وبالانقطاع. يعني: الإرسال، لأن المطلب بن عبد الله

تابعي كثير التدليس والإرسال.

ثم توقفت في كون يحيى هذا هو الغساني، بل الراجح أنه يحيى بن يحيى بن بكر

الحنظلي أبو زكريا النيسابوري الثقة الإمام، فد رأيت في ترجمته من " تهذيب

المزي " أنه روى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي.

2259 - " إن الأرض لتعج إلى ربها من الذين يلبسون الصوف رياء ".

باطل

رواه الديلمي (1/2/266) عن نوح بن عبد الرحمن: حدثنا محمد بن عبيد الهمداني

: حدثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، عباد بن منصور ضعيف. ومن دونه لم أعرفهما.

وقد أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (3/156) ، والشجري في " الأمالي " (

2/223) من طريق أبي حكيم الأزدي عن عباد به. وقال ابن حبان:

" أبو حكيم؛ شيخ يروي المناكير عن أقوام ضعاف، ويأتي عن الثقات بما لا يتابع

عليه. وعباد قد تبرأنا من عهدته ".

 

(5/285)

 

 

والحديث ذكره السيوطي من رواية الديلمي عن ابن عباس. فتعقبه المناوي بقوله:

" ورواه عنه أيضا الحاكم، وعنه ومن طريقه خرجه الديلمي مصرحا، فعزوالمصنف

الحديث للفرع، وإضرابه عن الأصل تقصير أوقصور. وفي " الميزان " ما محصوله

أنه خبر باطل، ولعله لأن فيه سهل بن عمارة، قال في " الضعفاء ":

رماه الحاكم بالكذب. وعباد بن منصور قد ضعفوه ".

قلت: ليس في مسودتي ذكر لسهل بن عمار في إسناد الديلمي، وأنا نقلته من "

مختصره " للحافظ ابن حجر، ولست أطوله الآن لأعيد النظر في إسناده، لأنه في

دار الكتب المصرية، وأنا أكتب هذا في دمشق، والذهبي إنما أبطله لرواية (

أبي حكيم الأزدي) ، ووافقه العسقلاني.

2260 - " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (8/224) عن فضيل بن مرزوق عن سفيان بن عقبة قال:

" كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوم عليه، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: فذكره، فتزوجها زيد بن حارثة، فولدت له أسامة بن زيد ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات؛ غير سفيان بن عقبة، ولم أجد له ترجمة،

وليس هو أخوقبيصة الذي روى عن الثوري كما زعم المناوي، فإنه متأخر عن هذا،

وهذا تابعي كما يدل عليه ظاهر الإسناد، ولذلك قال في

 

(5/286)

 

 

" الجامع الصغير ":

" إنه مرسل ".

2261 - " عجب ربكم من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم هذا ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/234) ، والبيهقي في " الشعب " (

2/394/2) ، والديلمي في " مسند الفردوس " (2/295 - زوائده) عن سليمان بن

داود المنقري: حدثنا ابن أبي فديك عن شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن

أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته المنقري، وهو الشاذكوني، فإنه مع حفظه اتهمه

غير واحد بالكذب بالحديث. وقال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال ابن معين: كان يكذب، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: متروك ".

ويظهر أن المناوي خفيت عليه هو ية سليمان هذا، لأنه لم ينسب في رواية البيهقي

، فأخذ يعله بمن فوقه: بشبل بن العلاء، بل وبأبيه العلاء بن عبد الرحمن، مع

أنه ثقة من رجال مسلم، فقال:

" والعلاء بن عبد الرحمن أورده أيضا (يعني الذهبي) في (الضعفاء) ".

وهذا منه عجيب، فإن الذهبي لم يقتصر فيه على مجرد إيراده إياه، بل أتبعه

بقوله: " صدوق، قال ابن عدي: ما أرى به بأسا ".

وأعله أيضا بابن أبي فديك، واسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم، فقال:

" قال ابن سعد: ليس بحجة ".

 

(5/287)

 

 

قلت: لم يجرحه غيره، وقد قال ابن معين: ثقة، والنسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في " الثقات "، واحتج به الشيخان، فمثله لا يؤثر فيه جرح من

جرحه بدون سبب مفسر جارح، ولذلك قال الذهبي في " الميزان ":

" صدوق مشهور، محتج به في الكتب الستة، قال ابن سعد وحده: ليس بحجة، ووثقه

جماعة ".

2262 - " سيد الفوارس أبو موسى ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (4/107) : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا نعيم بن

يحيى التميمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل، نعيم هذا من أتباع التابعين؛ قال ابن أبي حاتم

(4/1/462) :

" روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد والحسن بن عمروالفقيمي. روى عنه زيد

ابن حباب، وأحمد بن عبد الله بن يونس ويحيى الحماني وابنه عبيد صاحب شهاب

ابن عباد ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في " الثقات " (9/218) .

 

(5/288)

 

 

2263 - " همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية ".

موضوع

رواه الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " (ق 5/1) ، وابن عساكر (19/78/2) عن

أحمد بن القاسم بن نصر: نا محمد بن سليمان بن حبيب لوين: حدثني أبو محمد

الأطرابلسي عن أبي معمر عن الحسن قال: فذكره موقوفا عليه، ثم قال الخطيب:

 

(5/288)

 

 

" رواه محمد بن هارون بن حميد بن المجدر عن لوين، فقال: عن الحسن قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره.

قلت: ابن المجدر هذا ثقة، ولكني لم أقف على إسناده إليه هكذا مرفوعا، لا

عند ابن عساكر ولا عند غيره، وقد عزاه إليه مرفوعا السيوطي في " الجامع "،

ولا يصح عندي مرفوعا ولا موقوفا، لأن مداره على أبي محمد الأطرابلسي، وفي

ترجمته أورده ابن عساكر، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو في عداد

المجهولين. والحسن هو البصري، فهو مرسل إن صح السند إليه مرفوعا، بل إن

رفعه باطل عندي، ليس عليه نور النبوة.

2264 - " لا تسبوا السلطان، فإنه فيء الله في أرضه ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (1013) بتحقيقي، والبيهقي في " الشعب " (

2/401/2 و7372 - ط) عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الأعلى بن موسى بن

عبد الله بن قيس بن مخرمة: أن إسماعيل بن رافع مولى المزنيين أخبره: أن زيد

ابن أسلم أخبره: أن أباه أسلم أخبره:

أنه خرج إلى عمر بن الخطاب حين قدم إلى أبي عبيدة بن الجراح وهو بباب الجابية

، فقال أبو عبيدة: يا أسلم، هل استعملك عمر على مواليه وأهله؟ فقلت: لا.

قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، إسماعيل بن رافع المزني ضعيف جدا. قال الذهبي في

" المغني في الضعفاء ":

" ضعفوه جدا ".

والزمعي فيه ضعف. وشيخه ومن فوقه قال في " الميزان ":

 

(5/289)

 

 

" عبد الأعلى بن عبد الله شيخ لموسى بن يعقوب الزمعي، لا يعرف من هو. وقال

العقيلي: لا يتابع على حديثه، وشيخه إسماعيل مولى مزينة نحوه. يعني لا يعرف

".

قلت: لم يقع عند العقيلي (3/60) (إسماعيل) منسوبا إلى أبيه (رافع) ، فلم

يعرفه!

والحديث أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (4/148) من طريق الواقدي، وهو

متروك متهم.

2265 - " إياكم والدين، فإنه هم بالليل، ومذلة بالنهار ".

ضعيف جدا

رواه أبو الحسن الحربي في الثاني من " الفوائد " (169/1) : حدثنا ابن عبدة:

حدثنا أبو كامل: حدثنا الحارث بن نبهان عن يزيد بن عبد الله عن أبي أيوب - قال

: أبو كامل: لا أدري ذكره عن أنس أولا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

وهكذا رواه الحربي أيضا في " جزء فيه نسخة عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن

أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة " (161/1) .

قلت: وهذا إسناد موضوع. ابن عبدة هذا هو محمد بن عبدة بن حرب القاضي البصري

، قال الذهبي:

" قال البرقاني وغيره: هو من المتروكين، وقال ابن عدي: كذاب، حدث عمن لم

يرهم ".

قلت: لكن رواه القضاعي (958) من طريق عبد الله بن وهب، قال: نا الحارث بن

نبهان به.

 

(5/290)

 

 

فالآفة من الحارث هذا؛ فإنه متروك كما في " التقريب ".

ومن طريقه أخرجه أبو عثمان البحيري في " الفوائد " (36/1) ، والواحدي في "

الوسيط " (1/103/1) ، والديلمي في " المسند " (1/2/347) .

2266 - " أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب؛ ألبسها الله سربالا من نار، وأقامها للناس

يوم القيامة ".

منكر

رواه أبو يعلى في " مسنده " (4/1430) ، والعقيلي في " الضعفاء " (344) ،

وابن عدي (320/1) ، وابن حبان في " المجروحين " (2/186) عن عبيس بن ميمون

: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال العقيلي:

" عبيس: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن أحاديث حدثنا بها خلف بن

هشام البزار عن عبيس بن ميمون؟ فقال أبي: أحاديث عبيس أحاديث مناكير ".

ثم ساق به عبد الله أحاديث هذا منها، ثم قال:

" قال أبي: هذه كلها مناكير ". وقال البخاري:

" منكر الحديث "، ثم قال العقيلي:

" ولا يتابع عليه ".

وذكر ابن عدي نحوه، ثم قال:

" وعامة ما يرويه غير محفوظ ".

وقال ابن حبان:

" ويروي عن الثقات الموضوعات توهما لا تعمدا ".

 

(5/291)

 

 

قلت: فهو ضعيف جدا، لا ضعيف فقط كما ترجمه الحافظ في " التقريب ".

2267 - " الإيماء خيانة، ليس لنبي أن يومئ ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (2/141) من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، وفرتنا

وابن الزبعري وابن خطل، فأتاه أبو برزة، وهو متعلق بأستار الكعبة، فبقر

بطنه، وكان رجل من الأنصار قد نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فجاء عثمان

، وكان أخاه في الرضاعة، فشفع له عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ

الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم متى يومئ إليه أن يقتله،

فشفع له عثمان حتى تركه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري: هلا

وفيت بنذرك؟ فقال: يا رسول الله! وضعت يدي على قائم السيف أنتظر متى تومئ

فأقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان؛

سيئ الحفظ.

لكن الشطر الثاني منه قد جاء من طريقين آخرين أحدهما حسن كما قد بينته في

الكتاب الآخر: " الصحيحة " برقم (1723) ، والآخر مخرج في " صحيح أبي داود "

(2405) ، وفيهما القصة بنحوها.

 

(5/292)

 

 

2268 - " اليمن حسن الخلق ".

ضعيف

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (54) من طريق الخرائطي،

 

(5/292)

 

 

وهذا في " المكارم

" (ص 7 - 8 و10) بسنده عن أبي بكر بن أبي مريم قال: نا حبيب بن عبيد عن

عائشة مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف. أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، ولهذا كتب بعض المحدثين -

وأظنه ابن المحب - على هامش النسخة بحذاء الحديث: ضعيف. وضعفه العراقي في "

تخريج أحاديث الإحياء " (3/50) .

2269 - " إذا كان يوم القيامة، أتي بالوالي، فيوقف على جسر جهنم، فيأمر الله الجسر

، فينتفض انتفاضة يزول كل عظم من مكانه، ثم يأمر الله العظام [أن] ترجع إلى

أماكنها، ثم يسأله، فإن كان مطيعا، أخذ بيده، وأعطاه كفلين من رحمته،

وإن كان عاصيا، خرق به الجسر، فهو ى في جهنم مقدار سبعين خريفا ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/402/2 و383 - ط) عن حشرج بن نباتة عن هشام بن

حبيب عن بشر بن عاصم عن أبيه:

" أنه بعث إليه عمر بن الخطاب يستعمله على بعض الصدقة، فأبى أن يعمل له، قال

: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:.. " فذكره، فقال عمر: سمعت من

رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع؟ فقال: نعم، وكان سلمان الفارسي

وأبو ذر الغفاري، قال سلمان: أي والله يا عمر بن الخطاب، ومع السبعين

سبعين خريفا في واد من نار تلهب التهابا، فقال عمر بيده على جبهته: إنا لله

وإنا إليه راجعون، من يأخذها بما فيها؟ فقال سلمان: من سلت الله أنفه،

وألزق خده بالأرض.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حشرج بن نباتة، قال الحافظ:

" صدوق يهم ".

 

(5/293)

 

 

وشيخه هشام بن حبيب لم أجد له ترجمة.

وبشر بن عاصم هو ابن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي؛

ثقة.

وكذالك أبو هـ عاصم، وهو تابعي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف

يقول في الحديث: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟

والجواب - والله أعلم - أنه سقط من الراوي أوالناس قوله: " عن أبيه " للمرة

الثانية، يعني سفيان بن عبد الله، وهو صحابي معروف، وكان عامل عمر على

الطائف.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر عن بشر بن عاصم أيضا

بلفظ:

" أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئا وقف به على جسر جهنم، فيهتز به الجسر حتى

يزول كل عضو".

وبيض لإسناده المناوي والزبيدي في " الإتحاف " (7/76 - 77) !

2270 - " أيما وال ولي أمر أمتي بعدي أقيم على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته،

فإن كان عادلا؛ نجاه الله عز وجل بعدله، وإن كان جائرا؛ انتفض به الصراط

انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام، ثم

ينخرق به الصراط، فأول ما يتقي به النار أنفه وحر وجهه ".

ضعيف

رواه ابن بشران في " الأمالي " (2/12/1) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد

ابن علي بن مروان الأنصاري - بالكوفة -: حدثنا علي بن أحمد بن

 

(5/294)

 

 

عمروالجنيني:

حدثنا محمد بن منصور: حدثنا حسن بن يحيى: حدثنا عمر بن علي بن عمر: حدثني

الثقة عن أبي سهل عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري عن علي بن أبي طالب

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأن الثقة لم يسم. والراوي عنه عمر بن علي بن عمر

لم أعرفه.

وحسن بن يحيى الظاهر أنه الخشني، فإنه من هذه الطبقة. وهو صدوق كثير الغلط

كما في " التقريب ".

والراوي عنه لم أعرفه أيضا.

وأما ابن مروان الأنصاري؛ فثقة ترجم له الخطيب (5/289) ترجمة جيدة.

وأما أبو سهل؛ فهو محمد بن عمروبن عطاء أبو عبد الله المدني، وهو حسن

الحديث.

والحديث مما بيض له المناوي والزبيدي أيضا.

2271 - " الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان ".

موضوع

أخرجه ابن ماجه (رقم 65) ، وابن السماك في " حديثه " (2/88/2) ، والعقيلي

في " الضعفاء " (406) ، والدولابي في " الكنى " (2/11) ، وابن جرير

الطبري في " التهذيب " (2/196/1524 و1525) ، والآجري في " الشريعة " (ص

130 - 131) ، والبيهقي في " الشعب " (1/12) ، وأبو بكر الخبازي الطبري في

" الأمالي " (10/2) ، وأبو نعيم في " أخبار

 

(5/295)

 

 

أصبهان " (1/138) ، والخطيب (10/343 - 344 و11/47) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/128) ،

وابن عبد الهادي في " جزء أحاديث وحكايات " (329/2) ؛ كلهم من طريق أبي

الصلت الهروي: حدثنا علي نب موسى الرضا: حدثنا أبي موسى بن جعفر: حدثنا أبي

جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي

عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال العقيلي:

" موسى بن جعفر حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه إلا من جهة تقاربه، والحمل

فيه على أبي الصلت الهروي ".

قلت: اسمه عبد السلام بن صالح، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" اتهمه بالكذب غير واحد، قال أبو زرعة: لم يكن بثقة. وقال ابن عدي: متهم

. وقال غيره: رافضي ".

وفي " التقريب ":

" صدوق، له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاب ".

قلت: لم ينفرد بذلك العقيلي، بل تابعه محمد بن طاهر، فقال أيضا: " كذاب "؛

كما نقله الحافظ نفسه في " التهذيب ". وذكر فيه عن أبي الحسن - وهو

الدارقطني -:

" وهو متهم بوضعه - يعني هذا الحديث - لم يحدث به إلا من سرقه منه، فهو

الابتداء في هذا الحديث ".

وقال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (ق 3/1 - 2) :

 

(5/296)

 

 

" وعبد السلام هذا ضعيف لا يحتج به، وقد رواه عن علي بن موسى الهيثم بن

عبد الله، وهو مجهول، وداود بن سليمان القزويني وعلي بن الأزهر السرخسي

وهما ضعيفان. ورواه الحسن بن علي العدوي عن محمد بن صدقة ومحمد بن تميم -

وهما مجهولان - عن موسى بن جعفر والد علي. والحسن هو ابن علي بن زكريا بن

صالح أبو سعيد البصري، وكان يضع الحديث. ولا يتيسر هذا الحديث من وجه صحيح ".

قلت: متابعة الهيثم بن عبد الله هي من رواية العدوي أيضا، وقد أخرجها ابن

عدي في " الكامل " (ق 93/2) من طريقه عنه، وعن ابني صدقة وتميم، ثم قال:

" وهذا عن علي بن موسى الرضا قد رواه عنه أبو الصلت الهروي، وداود بن سليمان

الغازي القزويني، وعلي بن الأزهر السرخسي وغيرهم، وهؤلاء أشهر من الهيثم

ابن عبد الله الذي روى عنه العدوي؛ لأن الهيثم مجهول، وأما روايته عن محمد

ابن صدقة ومحمد بن تميم، فإنهما مجهولان، فروى عنهما [عن] موسى بن جعفر

والد الرضا، فلم أسمع به، ولم يحدث به غير العدوي، وعامة ما حدث به إلا

القليل موضوعات، بل نتيقن أنه هو الذي وضعها على أهل البيت وغيرهم ".

وأخرجه تمام في " الفوائد " (110/1) من طريق الهروي، ومن طريق العدوي عن

محمد بن صدقة به.

ومتابعة داود بن سليمان الغازي القزويني، أخرجها ابن الجوزي في " الموضوعات "

(1/128) ، وابن عبد الهادي في " جزئه " المذكور. وداود هذا كذاب؛ كما في

" الضعفاء " للذهبي.

وتابعه عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد به.

 

(5/297)

 

 

أخرجه تمام.

وعباد هذا كذاب هالك؛ كما قال الذهبي.

وتابعه عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة: نا عبد الله بن موسى بن جعفر

بن محمد: حدثني أخي علي بن موسى به.

أخرجه أبو موسى المديني في " اللطائف " (85/2) .

وابن زبالة جرحه ابن حبان وغيره.

وتابعه أحمد بن العباس الزهري: حدثنا علي بن موسى الرضا به.

أخرجه أبو بكر الطبري.

وأحمد هذا هو الصنعاني، ضعفه جدا ابن عدي عن شيخه محمد بن محمد الجهني.

وبالجملة؛ فهذه المتابعات كلها واهية جدا، فلا يزداد الحديث بها إلا وهنا،

لا سيما مع جزم الإمام الدارقطني أنهم سرقوه من المتهم بوضعه، ألا وهو الهروي

. وزعم بعض المعاصرين من المشتغلين بالحديث أن الحديث صحيح، وأن عبد السلام

ابن صالح ثقة، وإنما تكلم فيه لتشيعه؛ مردود بأن الكلام فيه إنما هو لكونه

روى أحاديث أنكرت عليه هذا أحدها، وقد صرح بذلك الخطيب البغدادي فقال:

" قلت: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت، وتكلموا فيه بغير هذا الحديث ".

ولذلك فلم يبعد ابن الجوزي عن الصواب حين حكم على الحديث بالوضع، وقد أقره

عليه السخاوي في " المقاصد " (ص 140) ، وتبعه ابن القيم في " تهذيب السنن " (8/59) .

 

(5/298)

 

 

وأخرجه الخطيب (1/255 - 256) من طريقين آخرين عن علي بن موسى الرضا به.

وفيهما من لم أعرفه. ثم رواه (9/386) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "

الموضوعات " عن عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي: حدثني أبي: حدثنا

علي بن موسى به.

وعبد الله هذا متهم. وكذا أبو هـ.

(تنبيه) : أخرجه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " (1/138) من طريق أبي علي

أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت، وزاد في آخره:

" وقال أبو علي: قال لي أحمد بن حنبل: إن قرأت هذا الإسناد على مجنون برىء

من جنونه، وما عيب هذا الحديث إلا جودة إسناده "!

قلت: وهذا لا يصح عن أحمد. أبو علي هذا مجهول، لم يزد أبو نعيم في ترجمته

على قوله:

" سكن نيسابور "! ثم ساق له هذا الحديث، وحديثا آخر منكر جدا بلفظ:

" كونوا دراة، ولا تكونوا رواة، حديث تعرفون فقهه خير من ألف تروونه ".

ساقه عن أبي علي بالسند المذكور. وقد عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " عن

ابن مسعود، ولم أره في " فهرسه "، ولا تكلم على إسناده المناوي، ولوائح

الوضع عليه لائحة.

2272 - " الإيمان (1) عفيف عن المحارم، عفيف عن المطامع ".

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/224) عن عمارة بن راشد عن محمد بن النضر

الحارثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

__________

(1) الأصل " الإمام "، والتصحيح من " الجامع ". اهـ

 

(5/299)

 

 

" هذا مما لا يعرف له طريق عن غير محمد بن النضر ".

وقال في آخر ترجمته:

" وكان محمد بن النضر وضرباؤه من المتعبدين، لم يكن من شأنهم الرواية،

كانوا إذا أوصوا إنسانا أووعظوه ذكروا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

إرسالا ".

وقد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/1/110) ، وقال:

" روى عن الأوزاعي. روى عنه عبد الله بن المبارك وأبو نصر التمار

وعبد الرحمن بن مهدي ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وعمارة بن راشد لم أعرفه، وفي كتاب ابن أبي حاتم (3/1/365) :

" عمارة بن راشد بن كنانة الليثي، ويقال ابن راشد بن مسلم، روى عن أبي هريرة

مرسل، وسمع أبا إدريس وجبير بن نفير، وروى عن زياد عن معاوية. روى عنه

عتبة بن أبي حكيم والإفريقي وعبد الله بن عيسى، قال أبي: مجهول ".

قلت: وهذا متقدم عن الأول، فلا يظهر أنه هو. والله أعلم.

2273 - " كان يكره أن يرى الرجل جهيرا، رفيع الصوت، ويحب أن يراه خفيض الصوت ".

موضوع

رواه ابن وهب في " الجامع " (55 - 56) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (

8/15/2) ، وابن عدي (320/1) ، والطبراني في " الكبير " (8/208/ رقم 7736

) عن مسلمة بن علي: حدثني يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا،

وقال ابن عدي:

 

(5/300)

 

 

" لا أعلم يرويه عن يحيى غير مسلمة ن وكل أحاديثه، أوعامتها غير محفوظة ".

قلت: وفي " الضعفاء " للذهبي:

" تركوه ".

قلت: وهو متهم كما سبق مرارا.

2274 - " كان يكره أن يرى المرأة ليس بيدها أثر الحناء والخضاب ".

ضعيف

رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " (136/1) ، والبيهقي في " سننه " (

7/311) عن أبي عقيل عن بهية، قالت: سمعت عائشة تقول: فذكرته مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، بهية لا تعرف، وأبو عقيل - اسمه يحيى بن المتوكل -

ضعيف.

 

(5/301)

 

 

2275 - " إن أفواهكم طرق القرآن، فطهروها بالسواك ".

ضعيف جدا

رواه ابن ماجه (291) موقوفا، وابن الأعرابي في " معجمه " (177/1) ،

وأبو نعيم في " الحلية " (4/296) ، وأبو أحمد الحاكم في " الكنى " (ق

212/1) عن بحر السقاء عن عثمان بن ساج عن سعيد بن جبير عن علي مرفوعا.

وقال الحاكم:

" منكر جدا، لم يدرك سعيد عليا ".

وقال أبو نعيم:

 

(5/301)

 

 

" غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من حديث بحر ".

قلت: وهو ابن كنيز السقاء. قال الذهبي:

" متفق على تركه ".

وعثمان بن ساج؛ فيه ضعف، وقال البوصيري في " الزوائد " (23/1) :

" إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين سعيد وعلي، ولضعف بحر.رواه البزار بسند جيد

لا بأس به مرفوعا، ولعل [رواية] من أوقفه أشبه، ورواه البيهقي في "

الكبرى " من طريق عبد الرحمن السلمي عن علي موقوفا ".

قلت: إسناده صحيح، ولكنه بلفظ: عن علي قال: أمرنا بالسواك، وقال:

" إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك.. " إلخ.

وهذا وإن كان ظاهره الوقف، فيمكن القول بأنه في حكم المرفوع؛ لأن قوله:

أمرنا. بالبناء للمجهو ر، ومعناه: أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقرر

في الأصول، فقوله: " وقال ... " يمكن عطفه على " الرسول صلى الله عليه وسلم

" المفهو م من الفعل المبني للمجهول. ويؤيده أن في بعض طرق الحديث زيادة في

آخره:

" قال: قلت: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم إن شاء الله تعالى ".

وقد مضى تخريجه في " الصحيحة " برقم (1213) .

2276 - " إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم؛ يؤذن المؤذن، ويلبي الملبي ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الأوسط " (25/1 - بترتيبه) : حدثنا خلف بن عبد الله الضبي

: حدثنا عمروبن الرضي بن نصر بن الرضي البصري: حدثنا

 

(5/302)

 

 

عبد الله بن عبد الملك

الذماري: حدثنا أبو الوليد الضبي عن أبي بكر الهذلي عن أبي الزبير عن جابر

مرفوعا، وقال:

" لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو واه جدا، أبو بكر الهذلي قال الحافظ:

" متروك ".

وأبو الزبير مدلس، وقد عنعنه. ومن دونهما لم أعرفه أحدا منهم.

والحديث قال الهيثمي (1/327) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه مجاهيل لم أجد من ذكرهم ".

قلت: فأين أنت من أبي بكر الهذلي المتروك؟ وتدليس أبي الزبير، الذي يمكن أن

يكون أخذه عن بعض الكذابين، فقد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (1/106) من

طريق علي (!) بن سويد عن نفيع أبي داود عن جابر به، إلا أنه لم يسقه بتمامه

، وقال بعد أن أشار إلى أن علة إسناده إلى نفيع غنما هو (ابن سويد) :

" قال أبي: ونفس الحديث كأنه موضوع ".

وأشار المنذري في " الترغيب " (1/109) إلى تضعيفه.

ثم رأيت الحديث في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم (1/338) من طريق المعلى بن

هلال: حدثنا أبو داود الدارمي عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ:

" إن المؤذنين المحتسبين يخرجون من قبورهم يوم القيامة وهو يؤذنون ".

والمعلى بن هلال، وهو ابن سويد؛ قال الحافظ:

 

(5/303)

 

 

" اتفق النقاد على تكذيبه ".

ومن طريقه ذكره ابن أبي حاتم، إلا أنه وقع له (علي بن سويد) ، وهو معلى بن

هلال بن سويد كما جزم به ابن أبي حاتم.

وأبو داود الدارمي هو نفيع، وهو كذاب، فمن المحتمل أن يكون أبو الزبير

تلقاه عنه، ثم دلسه.

وللحديث طريق آخر، رواه ابن جميع في " معجم الشيوخ " (303 - 304) من طريق

علي بن عيسى الرازي: حدثنا سعيد أبو عثمان: حدثنا ابن السماك عن سفيان الثوري

عن سليمان التيمي عن أنس مرفوعا به.

قلت: وهذا إسناد واه أيضا، ابن السماك اسمه محمد بن صبيح. قال الذهبي في "

المغني ":

" صدوق، وليس حديثه بشيء ".

وسعيد أبو عثمان، الظاهر أنه الذي أورده أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (

1/326) قال:

" سعيد بن عثمان بن عيسى الكريزي أبو عثمان من ولد عبد الله بن عامر، روى عن

حفص بن غياث، ويحيى القطان ومحمد بن جعفر - غندر - بمناكير ".

ويقال فيه: سعيد بن عيسى الكريزي، قال الدارقطني:

" ضعيف ".

انظر " الأنساب " للسمعاني، و" اللسان " للعسقلاني.

وعلي بن عيسى الرازي لم أعرفه الآن.

 

(5/304)

 

 

2277 - " إن المؤمن يؤجر في هدايته السبيل، وإماطته الأذى عن الطريق، وفي تعبيره

بلسانه عن الأعجمي، وإنه ليؤجر في إتيانه أهله، حتى إنه ليؤجر في السلعة،

فتكون في طرف الثوب، فيلتمسها، فيخطئها كفه، فيخفق لها فؤاده، فترد عليه،

فيكتب له أجرها ".

ضعيف بهذا اللفظ

أخرجه ابن نصر في " الصلاة " أو" الإيمان " (224/2) ، والبزار في " مسنده "

(1/454/957 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3473) ، والطبراني في " الأوسط "

(4/318/3554 - ط) عن منهال بن خليفة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال

: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث ما فرحنا بشيء منذ عرفنا الإسلام

فرحنا به. قال: فذكره. وقال الطبراني:

" تفرد به المنهال بن خليفة ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات؛ غير المنهال هذا، فقال ابن معين

والنسائي:

" ضعيف ".

وقال البخاري:

" فيه نظر ".

وشذ البزار فقال:

" لا نعلم رواه عن ثابت إلا المنهال، وهو ثقة "!

والشطر الأول من الحديث قد جاء مفرقا في أحاديث خرجت بعضها في المجلد الثاني

من " الصحيحة " (572 - 577) ، وفي الباب عن أبي ذر عند أحمد (5/154) ،

ورجاله ثقات.

 

(5/305)

 

 

2278 - " من نظر إلى أخيه نظر مودة ليس في قلبه عليه إحنة؛ لم ينصرف حتى يغفر به ما

تقدم من ذنبه، وما من مسلم يصافح أخاه ليس في قلب أحد منهما على أخيه إحنة؛

لم تفترق أيديهما حتى يغفر الله لهما ".

ضعيف جدا

رواه ابن عدي (189 - 190) ، والطبراني في " الأوسط " (9/118 - 119 - ط) ،

والبيهقي في " الشعب " (2/288/1 و6624 - ط) عن سوار بن مصعب عن كليب بن

وائل عن ابن عمر مرفوعا، وقال:

" سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو ضعيف كما ذكروه ".

قلت: وهو متروك كما قال النسائي وغيره.

 

(5/306)

 

 

2279 - " من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها؛ أخافه الله يوم القيامة ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/417/2 و7468 - ط) من طريق سفيان عن

عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار عن رجل من بني سليم قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن طريق إسرائيل: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع

عن عبد الله بن عمروقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من قبل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو الإفريقي،

فإنه ضعيف لسوء حفظه، والاختلاف المذكور في إسناده منه، فإن سفيان وإسرائيل

ثقتان حافظان.

وثمة اختلاف آخر عليه، فأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (5/139/

 

(5/306)

 

 

9187) عن هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن بن زياد قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم.. وذكره.

2280 - " ما من عبد يظلم رجلا مظلمة في الدنيا، لا يقتص من نفسه؛ إلا أقصه الله منه

يوم القيامة ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/420/1 و7484 - ط) عن علي بن عاصم عن أبي

هارون العبدي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبو هارون العبدي متروك، وعلي بن عاصم ضعيف.

 

(5/307)

 

 

2281 - " من قضى نسكه، وسلم المسلمون من لسانه ويده؛ غفر له ما تقدم من ذنبه ".

ضعيف

رواه ابن عدي (38/2) ، وابن عساكر (15/348/2) عن موسى بن عبيدة عن أخيه

عبد الله بن عبيدة عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

قلت: وهذا سند ضعيف، موسى بن عبيدة ضعيف، وأما أخوه عبد الله بن عبيدة

فمختلف فيه. قال الذهبي:

" وثقه غير واحد، وأما ابن عدي فقال: الضعف على حديثه بين، وقال يحيى:

ليس بشيء، وقال أحمد: لا يشتغل به، ولا بأخيه، وقال ابن حبان: لا راوي

له غير أخيه، فلا أدري البلاء من أيهما، وقال ابن معين: لم يسمع من جابر ".

 

(5/307)

 

 

ثم ساق له هذا الحديث. ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد كما في " فيض القدير ".

2282 - " من أراد أمرا، فشاور فيه، وفقه الله لأرشد الأمور ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/430/1 و7538 - ط) عن العباس بن سهل بن

أبي فديك عن عمروبن حفص عن أبي عمران الجوني عن ابن عمر عن النبي صلى الله

عليه وسلم أنه قال: فذكره. وقال:

" لا أحفظه إلا بهذا الإسناد ".

قلت: وهو مظلم، من دون الجوني لم أعرفهما.

وقد روي من حديث ابن عباس مرفوعا عند الطبراني في " الأوسط " (9/153/8329 - ط

) ، وابن حبان في " المجروحين " 0 2/280) ؛ وقال الطبراني:

" تفرد به عمروبن الحصين ".

قلت: وهو متروك، وبه أعله الهيثمي (8/96) ، ولعله (عمروبن حفص) الذي

عند البيهقي؛ تحرف اسم أبيه على الناسخ.

 

(5/308)

 

 

2283 - " مروا بالمعروف، وانهو اعن المنكر، وإن لم تنتهو اعنه ".

ضعيف جدا

رواه ابن عدي (317/2) : حدثنا محمد: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا المحاربي

عن العلاء بن المسيب عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا، وقال:

" وهذا من حديث العلاء بهذا الإسناد غير محفوظ ".

ذكره في ترجمة شيخه محمد هذا، وهو ابن أحمد بن عيسى أبو الطيب {المروزي}

وقال فيه: " يضع الحديث ".

 

(5/308)

 

 

لكن رواه ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " (54/1) ، والبيهقي في "

الشعب " (2/436/1 و7570 - ط) من طريق طلحة بن عمروعن عطاء به، وزاد: "

.. وإن لم تعملوا به كله ".

لكن طلحة هذا متروك الحديث، وأشار البيهقي إلى تضعيفه.

وروي من حديث أنس أيضا، وهو ضعيف جدا أيضا.

لكن معنى الحديث صحيح؛ خلافا لما قد يظن، وبيان ذلك في " الروض النضير " (

103) .

2284 - " خذوا على أيدي سفهائكم ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/437/2 و7577 - ط) من طريق أحمد بن عبيد: نا

إسماعيل بن الفضل البلخي: حدثنا سهل بن عثمان عن حفص عن الأعمش عن الشعبي عن

النعمان بن بشير قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أحمد بن عبيد، وهو ابن ناصح،

قال الذهبي في " الميزان " (2/662) :

" ليس بعمدة ". وقال الحافظ:

" ليس الحديث ".

والحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير "، والديلمي كما في " فيض القدير ".

والديلمي رواه من طريق الطبراني كما في " تسديد القوس " (ق 122/1) ، ولم

أره في " مجمع الزوائد ".

 

(5/309)

 

 

وإسماعيل بن الفضل البلخي، وثقه الدارقطني والخطيب في " تاريخ بغداد " (6/290 - 291) .

2285 - " أفضل الزهد في الدنيا [ذكر الموت] (1) ، وأفضل العبادة [ذكر الموت] (2) ، فمن

أثقله ذكر الموت، وجد قبره روضة من رياض الجنة ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/128) عن روح عن أبان عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبان - وهو ابن أبي عياش - متروك.

وروح الظاهر أنه ابن المسيب الكلبي. قال ابن عدي:

" أحاديثه غير محفوظة ".

وقال ابن معين:

" صويلح ".

وقال ابن حبان:

" يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحل الرواية عنه ".

وأشار الحافظ في " تسديد القوس " (ق 43/2) إلى إعلاله بـ (أبان) .

 

(5/310)

 

 

2286 - " الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نورا ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/366) عن نصر بن علي الكتاني المروزي: حدثنا النضر بن شميل

عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا.

__________

(1، 2) سقطتا من الأصل، واستدركتهما من " الفردوس " (1/357/1441) . اهـ

 

(5/310)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله موثقون؛ غير نصر بن علي الكتاني المروزي، فلم

أعرفه.

والحديث رواه ابن عساكر أيضا كما في " الجامع "، ولم يعله المناوي بغير بهز

، وليس بعلة قادحة، فإنه حسن الحديث.

2287 - " الاستغفار ممحاة للذنوب ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/367) عن عبيد بن كثير بن عبد الواحد التمار: حدثنا سفيان

ابن بشر الآمدي: حدثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي

عن أبيه سمعت حذيفة يقول: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن خراش: قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وقال أبو حاتم:

" ذاهب الحديث ".

وعبيد بن كثير؛ متروك؛ كما في " المجروحين " (2/176) و" اللسان "..

وشيخه (الآمدي) لم أعرفه.

 

(5/311)

 

 

2288 - " إذا عاد أحدكم مريضا، فلا يأكل عنده شيئا، فإنه حظه من عيادته ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/68 - الغرائب الملتقطة) عن القاسم [بن] الليث الرسعني:

حدثنا موسى بن مروان: حدثنا يحيى عن عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي

أمامة مرفوعا.

 

(5/311)

 

 

قلت: هذا إسناد ضعيف جدا - إن لم يكن موضوعا -، آفته (عثمان بن عبد الرحمن)

، وهو (الوقاصي) ، روى عن مكحول، قال الحافظ في " التقريب ":

" متروك، كذبه ابن معين ".

و (يحيى) هو ابن بشر الأسدي، ثقة.

ثم هو منقطع بين مكحول وأبي أمامة؛ فإنه لم يره كما قال أبو حاتم، على أنه

مدلس، وقد عنعنه.

والحديث بيض له الحافظ في " الغرائب "، وسكت عنه في " تسديد القوس " كعادته.

(تنبيه) كان في الأصل المصور بعض الأخطاء مثل (موسى بن وردان) ، فصححته من

ترجمة القاسم بن الليث، كما أنه كان سقط منه لفظ (ابن) فاستدركت ذلك من "

تهذيب المزي ".

2289 - " إذا ظهرت الفاحشة؛ كانت الرجفة، وإذا جار الحكام؛ قل المطر، وإذا غدر

بأهل الذمة؛ ظهر العدو".

ضعيف

رواه ابن عدي (7/248) ، والديلمي (1/1/67) عن عبد الرحمن بن إبراهيم:

حدثنا يحيى بن يزيد [عن أبيه] عن عبد الله بن عبيد الله بن عمر عن أبيه عن

جده ابن عمر مرفوعا. وقال ابن عدي:

" يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي هو ووالده ضعيف ". وقال أبو حاتم:

" منكر الحديث، لا أدري أمنه أومن أبيه؟ ".

قال الذهبي:

 

(5/312)

 

 

" قلت: وأبو هـ مجمع على ضعفه ".

ثم ساق مما أنكر عليه هذا الحديث.

2290 - " إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام، فينسئه إلى ثلاثين سنة

، وإنه ليقطع الرحمن وقد بقي من عمره ثلاثون سنة، فيغيره الله إلى ثلاثة

أيام ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/296) من طريق أبي الشيخ معلقا عن حسين بن جعفر: حدثنا

عكرمة بن إبراهيم عن زائدة بن أبي الرقاد: حدثني موسى بن الصباح: عن

عبد الله بن عمرومرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، موسى بن الصباح، لم أعرفه، ومثله عكرمة بن

إبراهيم، ويحتمل أنه الأزدي، وإن يكنه فهو ضعيف.

وزائدة بن أبي الرقاد قال في " الميزان ":

" ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث ". وتبعه العسقلاني.

وحسين بن جعفر، الظاهر أنه الحسين بن علي بن جعفر الأحمر. قال أبو حاتم:

" لا أعرفه ".

 

(5/313)

 

 

2291 - " ما عظمت نعمة الله عز وجل على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه، فمن لم يحتمل

تلك المؤنة، فقد عرض نعمة الله عز وجل للزوال ".

ضعيف

رواه ابن عدي (1/174) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (6/

 

(5/313)

 

 

119/7666) ، وابن

حبان في " المجروحين " (1/142 و2/280) ، وابن الجوزي في " العلل " (2/27)

، وأبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " (5/2) ، والخطيب

في " التاريخ " (5/181 - 182) ، والقضاعي (رقم 798 - 799) ، والبيهقي في

" الشعب " (2/450/2) و (7666 - ط) والسلفي في الحادي عشر من " المنتخبة

البغدادية " (44/1) عن محمد بن وزير الواسطي: نا أحمد بن معدان العبدي عن

ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أحمد بن معدان العبدي؛ قال الدارقطني:

" متروك ".

وقال ابن عدي:

" لا يعرف، وهذا الحديث يروى من وجوه، وكلها غير محفوظة ".

وتابعه عمروبن الحصين الكلابي: حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة عن ثور بن

يزيد به.

أخرجه البيهقي في " الشعب " (7664) ، وقال:

" وهذا كلام مشهور عن الفضيل بن عياض ".

وابن علاثة فيه ضعف، لكن عمروبن الحصين متروك متهم كما تقدم مرارا.

وقال البيهقي في كل من الطريقين:

" إسناد ضعيف ".

 

(5/314)

 

 

وللحديث شاهد من حديث عائشة نحوه. قال المنذري في " الترغيب " (3/251) :

" رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما ".

قلت: في إسناده عند ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (82/48) سعيد بن أبي

سعيد الزبيدي، قال الذهبي في " الميزان ":

" لا يعرف، وأحاديثه ساقطة ".

وأشار إلى تضعيفه، ولم يورده الهيثمي، لكن قد روي بلفظ آخر من حديث ابن عمر

وابن عباس، وهما مخرجان في الكتاب الآخر (1692) .

2292 - " لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان ".

ضعيف

رواه ابن ماجه (109) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/589/1289) ،

وعبد الله بن أحمد في زوائد " فضائل الصحابة " (1/466/757) ، والعقيلي في "

الضعفاء " (3/199) ، وابن العسكري في آخر كتاب " الكرم والجود " (114/2)

، وأبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " (91/1) ، وابن عساكر (11/100/1)

، والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (97/2) عن أبي مروان محمد بن

عثمان العثماني قال: حدثني أبي عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن

أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا. وقال العقيلي:

" عثمان بن خالد العثماني؛ الغالب على حديثه الوهم، وهذا الحديث لا يعرف إلا

به "، وقال البخاري:

 

(5/315)

 

 

" ضعيف؛ عنده مناكير ".

وقال هو وأبو حاتم:

" منكر الحديث ".

وقال النسائي:

" ليس بثقة ".

وقال الحاكم أبو عبد الله وأبو نعيم الأصبهاني:

" حدث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة ".

وقال ابن حبان:

" يروي المقلوبات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ".

وساق له هذا الحديث. وقال الحافظ:

" متروك الحديث ".

ثم رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (1/74) ، وابن أبي عاصم في "

السنة " (2/589/ رقم 1288) ، والحاكم (3/98) ، وأبو يعلى في " الكبير "،

انظر " المقصد العلي " (1778) ، والعقيلي في " الضعفاء " (3/479) عن

القاسم بن الحكم الأنصاري: حدثنا أبو عبادة الزرقي الأنصاري عن زيد بن أسلم عن

أبيه قال:

سمعت عثمان يوم حصر قال: يا طلحة أنشدك الله: أما تعلم أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال: فذكره؟ قال طلحة: اللهم نعم، فذكر حديثا طويلا. كذا قال

العقيلي، ثم عقبه بقوله:

 

(5/316)

 

 

" هذا يروى بإسناد أصلح من هذا ". ذكره في ترجمة القاسم هذا، وقال:

" قال البخاري: لم يصح حديث أبي عبادة "، يعني هذا.

وقال الذهبي:

" قال أبو حاتم: مجهول، قلت: محله الصدق ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" لين ".

ولما قال الحاكم: " صحيح الإسناد "؛ رده الذهبي بقوله:

" قلت: قاسم هذا قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: مجهول ".

رواه الترمذي (2/295) وابن عساكر عن يحيى بن يمان عن شيخ من قريش عن رجل من

الأنصار يقال [له] الحارث عن طلحة بن عبيد الله مرفوعا به. وقال الترمذي:

" حديث غريب، ليس إسناده بالقوي، وهو منقطع ".

قلت: إسناده كله علل آخذ بعضها برقاب بعض:

الأولى الانقطاع الذي أشار إليه الترمذي، وهو بين طلحة والحارث، وهو ابن

عبد الرحمن بن أبي ذباب، فإنه لم يسمع من طلحة.

الثانية: الحارث نفسه؛ صدوق يهم كما في " التقريب ".

الثالثة: جهالة الشيخ القرشي.

الرابعة: ضعف يحيى بن يمان، قال الحافظ:

 

(5/317)

 

 

" صدوق عابد، يخطىء كثيرا، وقد تغير ".

قلت: وقلبه أحد الكذابين فقال: " أبو بكر " مكان " عثمان ".

أخرجه الغطريفي في " جزئه " (ص 33 - ط) بسند له افتعله عن ابن عمر!

2293 - " لوعاش إبراهيم، لوضعت الجزية عن كل قبطي ".

موضوع

رواه ابن سعد (1/144) : أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله بن

مسلم قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمروبن حزم يحدث عمي - يعني

الزهري - قال: فذكره مرفوعا.

قلت: آفته (محمد بن عمر) ، وهو الواقدي، قال النسائي:

" كان يضع الحديث ".

 

(5/318)

 

 

2294 - " إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبني ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الصغير " (رقم 1127) ، و" الكبير " (رقم 1755) ،

و" الأوسط " (10/170 - 171 - ط) ، وعنه الخطيب (11/381) : حدثنا أبو ذر

هارون بن سليمان المصري: حدثنا يوسف بن عدي: حدثنا المحاربي عن سفيان عن أبي

الزبير عن جابر مرفوعا.

قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح؛ غير هارون بن سليمان المصري،

فلم أجد من وثقه، وليس له في " الأوسط " إلا هذا الحديث، مما يشعر أنه ليس

بمشهور، وقد توبع، فرواه الخطيب من طريق علي بن الحسين بن خلف

 

(5/318)

 

 

المخرمي: قال

: أخبرني محمد بن هارون الأنصاري: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي:

حدثنا يوسف بن عدي به.

لكن محمد بن هارون الأنصاري؛ قال الذهبي:

" كان يتهم "، فلا قيمة لهذه المتابعة. على أن علة الحديث من فوق، وهي

عنعنة أبي الزبير، فإنه كان يدلس. فقول المنذري (3/56) :

" رواه الطبراني في " الثلاثة " بإسناد جيد ".

فليس بجيد، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (4/69) :

" رواه الطبراني في الصحيح خلا شيخ الطبراني، ولم أجد من ضعفه "!

قلت:

أولا: فهل وجدت من وثقه، فإن كل من لا يعرف يصدق عليه أن يقول القائل: لم

أجد من ضعفه!

ثانيا: من الظاهر أن في عبارته سقطا من الناسخ، وقد أشار إلى ذلك ناشره

القدسي بقوله: " كذا الأصل ".

وأنا أظن أن صواب العبارة: " رواه الطبراني في [الثلاثة، ورجاله رجال] (الصحيح) خلا.. " إلخ.

هذا، وقد كنت خرجت الحديث في تعليقي على " المعجم الصغير " للطبراني المسمى

بـ " الروض النضير " (رقم 189) ، وذكرت فيه أن الحافظ العراقي عزا الحديث

لأبي داود بإسناد جيد عن عائشة، وأني لم أجده في " سنن أبي داود ".

 

(5/319)

 

 

قلت: هذا قبل أكثر من ثلاثين سنة قبل صدور بعض المؤلفات والفهارس التي تساعد

على الكشف عن الحديث، والآن أنا أكتب هذا سنة (1403) قد راجعت له بعضها،

ومنها " تحفة الأشراف " للحافظ المزي، فازداد ظني بخطأ ذلك العزو، ولعله

اشتبه عليه بحديث عائشة الآخر بلفظ:

" إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسوالحجارة واللبن ". وقد رواه مسلم

بنحوه وهو مخرج في " آداب الزفاف " (ص 112 - الطبعة القديمة) . والله أعلم.

2295 - " إذا أراد الله بعبد هو انا؛ أنفق ماله في البنيان، أوف يالماء والطين ".

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (3/21/2) ، وابن حبان في " الثقات " (

1/205) عن سلمة بن شريح عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاري عن أبيه مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " (1/149/1 - 2) ، والضياء في "

المسموعات بمرو" (8/1) ، وقال الطبراني:

" لا يروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد ".

وقال ابن حبان:

" هذا مرسل، وليس بمسند ".

يعني أرسله محمد بن بشير الأنصاري، ذكره في " ثقات التابعين " وابنه يحيى لم

أجد من ترجمه، ومثله سلمة بن شريح. بل قال الذهبي:

" مجهول ". ولذا قال الهيثمي (4/69) :

 

(5/320)

 

 

" وفيه من لم أعرفه ".

وله طريق آخر أخرجه ابن عدي (148/1) عن أبي يحيى الوقار: حدثنا العباس بن

طالب الأزدي عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعا. وقال:

" هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، والعباس بن طالب صدوق بصري لا بأس به ".

قلت: والآفة من أبي يحيى الوقار؛ فإنه كان من الكذابين الكبار كما قال صالح

جزرة، واسمه زكريا بن يحيى.

2296 - " إن العبد يدعو الله وهو يحبه، فيقول الله عز وجل: يا جبريل! اقض لعبدي هذا

حاجته وأخرها؛ فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته، وإن العبد ليدعو الله وهو

يبغضه، فيقول الله عز وجل: يا جبريل! اقض لعبدي هذا حاجته وعجلها؛ فإني

أكره أن أسمع صوته ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/233/1/8607) ، و" الدعاء " (

2/821/87) من طريق سويد بن عبد العزيز قال: نا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة

، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا. وقال:

" لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به

سويد بن عبد العزيز ".

قلت: كذا قال، ولم يتفرد سويد - على أنه ضعيف -، بل تابعه يحيى بن حمزة عن

إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة به، وزاد:

 

(5/321)

 

 

" وعن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا ".

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (2/768) . وإليه فقط عزاه السيوطي في "

الجامع الكبير "، وقال:

" وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة - متروك ".

وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (10/151) بعد ما عزاه للطبراني.

ثم عزاه السيوطي لابن النجار عن أنس من طريق ابن أبي فروة.

وجملة: " إني أحب أن أسمع صوته " قد رويت في حديث أبي أمامة بسياق آخر،

سيأتي برقم (4994) .

2297 - " إذا أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا، وإذا أردت أن يحبك الناس؛ فما كان

عندك من فضولها فانبذه إليهم ".

ضعيف

أخرجه الخطيب في " التاريخ " (7/270) وعنه ابن عساكر (2/377) عن أبي الفضل

جعفر بن محمد العسكري: حدثنا محمد بن يزيد: أخبرني موسى بن داود الضبي:

حدثني معاوية بن حفص قال: إنما سمع إبراهيم بن أدهم من منصور حديثا، فأخذ به

فساد أهل زمانه، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: حدثنا منصور عن ربعي بن

حراش قال:

" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! دلني على عمل

يحبني الله عليه، ويحبني الناس، فقال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد مرسل، ورجاله ثقات معروفون؛ غير محمد بن يزيد، فلم يتبين

لي من هو؟ ومثله أبو الفضل جعفر بن عامر العسكري، وليس هو الذي في

 

(5/322)

 

 

" ثقات ابن حبان " (8/162) : " جعفر بن عامر ... العسكري البغدادي أبو يحيى "، فإنه

يختلف عنه كنية وطبقة، فإنه ذكره في الطبقة الرابعة، مثل شيخ شيخه (موسى بن

داود الضبي) .

وفي " الميزان " آخر يدعى (جعفر بن عامر البغدادي، روى عن أحمد بن عمار أخي

هشام بن عمار بخبر كذب اتهمه به ابن الجوزي.

والحديث المشار إليه تقدم في المجلد الثاني برقم (796) ، فيحتمل أن يكون هو

هذا لقرب طبقته منه. والله أعلم.

وربعي بن حراش تابعي جليل مشهور مات سنة مائة.

ورواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (ق 13/2) عن إبراهيم فأعضله.

ورواه المفضل بن يونس عن إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد: أن رجلا جاء إلى

النبي صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه بلفظ:

" أما ما يحلك الله عليه فالزهد في الدنيا.. "، والباقي نحوه.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/41 - 42) .

ثم رواه من طريق أخرى مسندا عن مجاهد عن أنس، وأعله بوهم أحد رواته، وقال:

" رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا به مجاهدا ".

قلت: فهو بهذا اللفظ مرسل جيد، وشاهد قوي لحديث سهل بن سعد المخرج في "

الصحيحة " (944) .

 

(5/323)

 

 

2298 - " لأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلي من الدنيا وما

فيها، ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من

الدنيا وما فيها ".

ضعيف

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (7/218) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (

1/409/559) والسياق له من طريق يحيى بن عيسى الرملي: حدثنا الأعمش قال:

اختلفوا في القصص، فأتوا أنس بن مالك رضي الله عنه، فقالوا: كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص، فقال:

إنما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، ولكن قد سمعته يقول: فذكره.

أورده ابن عدي في ترجمة الرملي هذا، وروى تضعيفه عن غير واحد، وختم ترجمته

بقوله:

" وعامة رواياته مما لا يتابع عليه ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق يخطىء ".

قلت: والأعمش مدلس، وقد رواه بصيغة التعليق، فهو العلة.

وقد رواه قتادة عن أنس نحوه، لكن بلفظ:

" أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ".

أخرجه أبو داود (3667) ، والطبراني في " الدعاء " (2/1638/1878) وغيرهما

، وهو مخرج في " الصحيحة " برقم (2916) .

 

(5/324)

 

 

2299 - " ألا يستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه؛ كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه

، وهما معه بالليل والنهار؟ ! ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/462/2) عن المعارك بن عباد النصري عن أبي عباد

عن جده أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: فذكره وقال:

" إسناده ضعيف، وله شاهد ضعيف ".

قلت: بل إسناده ضعيف جدا؛ إن لم يكن موضوعا، فإن أبا عباد هذا هو عبد الله

ابن سعيد بن أبي سعيد المقبري؛ متهم بالكذب.

والمعارك بن عباد. قال الذهبي في " الميزان ":

" قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. قلت: وشيخه

عبد الله واه ".

وأما الشاهد الذي أشار إليه البيهقي، فهو الحديث الآتي:

 

(5/325)

 

 

2300 - " ألم أنهكم عن التعري؟ ! إن معكم من لا يفارقكم في نوم ولا يقظة، إلا حين

يأتي أحدكم أهله، أوحين يأتي الخلاء، ألا فاستحيوا لها فأكرموها ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/462/2) عن الحسن بن أبي جعفر: حدثنا ليث عن

محمد بن عمروعن أبيه عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ... فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ليث وهو ابن أبي سليم كان اختلط.

 

(5/325)

 

 

والحسن بن أبي جعفر ضعيف، بل قال البخاري:

" منكر الحديث ".

2301 - " من اتقى الله كل لسانه، ولم يشف غيظه ".

منكر

رواه ابن أبي الدنيا في " الورع " (166/1) : نا محمد بن بشير: نا عبد الرحمن

ابن حريز: نا أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا.

ومن طريق ابن أبي الدنيا رواه السلفي في " الأربعين البلدانية " (21/2) ،

وأبو القاسم بن عساكر في " طرق الأربعين " (56/2) ، وابن النجار في " ذيل

تاريخ بغداد " (10/57/2) .

ومن طريق محمد بن بشير أبي جعفر الزاهد رواه العقيلي في " الضعفاء " (230) ،

وقال:

" ابن حريز هذا مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، وفيه رواية من وجه آخر

نحوهذا أويقاربه في الضعف ".

وفي " الميزان ":

" لا يعرف، وعنه محمد بن بشير الزاهد مثله ".

وأقره الحافظ.

وقال ابن عساكر:

" هذا حديث غريب، وهو مشهور من قول أمير المؤمنين عمر ".

وكذا كتب على هامش " الأربعين " محمد بن أحمد بن محمد بن النجيب.

 

(5/326)

 

 

2302 - " ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام، لا يجد ريحها مختال، ولا منان بعمله،

ولا مدمن خمر ".

ضعيف جدا

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/283) والسياق له، والشجري في "

الأمالي " (1/32 و2/308) ، وابن الجوزي في " جامع المسانيد " (65/1) عن

الربيع بن بدر عن هارون بن رئاب عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، الربيع بن بدر متروك.

ولفظ الشجري: " خمسمائة عام ". وقد روي بهذا اللفظ من حديث ابن عباس نحوه،

وسيأتي برقم (3651) .

 

(5/327)

 

 

2303 - " تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين، فأما إبل الشياطين، فقد رأيتها،

يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها، فلا يعلوبعيرا منها، ويمر بأخيه قد

انقطع به، فلا يحمله. وأما بيوت الشياطين؛ فلم أرها ".

ضعيف

رواه أبو داود في " الجهاد " رقم (2568) من طريق ابن أبي فديك: حدثني

عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال: قال أبو هريرة: ... فذكره

مرفوعا به، وزاد:

" وكان سعيد يقول: لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج ".

قلت: وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن أبي

يحيى، وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ " سحبل "، وهو

ثقة، وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل، وفيه كلام يسير.

 

(5/327)

 

 

ثم تبين أن فيه انقطاعا بين سعيد وأبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في " المراسيل

" (ص 52) عن أبيه:

" سعيد لم يلق أبا هريرة "، ونقله عنه العلائي (224/246) ، وأقره.

وقد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم (93) قبل أن يتبين لي الانقطاع

المذكور، فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

2304 - " إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار

، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ".

ضعيف

رواه ابن حبان في " صحيحه " (72 - الإحسان) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن:

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي: أنبأنا عبد الرزاق: أنبأنا عبد الله بن سعيد بن

أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:..

فذكره.

قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم؛ غير شيخ ابن

حبان أحمد بن الحسن، وهو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي؛ قال

الخطيب (4/426 - 427) :

" وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا ".

وتابعه أبو بكر القطان: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به.

أخرجه البيهقي (10/194) .

ثم تبين أنه منقطع بين سعيد وأبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله، فراجعه

. وقد كان في " الصحيحة " أيضا (195) .

 

(5/328)

 

 

وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (2/44) :

" رواه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف ".

وقد وجدت له طريقا أخرى، إلا أنها واهية جدا، فلا يستشهد بها.

أخرجه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (ق 200/2) من طريق محمد بن

عبد الله بن إبراهيم بسنده عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة

به.

قلت: والمقبري هذا متروك، وابن إبراهيم هو الأشناني؛ قال الخطيب في "

التاريخ " (5/439) :

" روى عن الثقات أحاديث باطلة، وكان كذابا يضع الحديث. قال الدارقطني: كذاب

، دجال ".

لكنه تابعه ثقة عند أبي الشيخ في " الأمثال "، فالآفة من المقبري، والله أعلم.

قلت: وما أشد انطباق هذا الحديث - على ضعفه - على هؤلاء الكفار الذين لا

يهتمون لآخرتهم، مع علمهم بأمور دنياهم، كما قال تعالى فيهم: " يعلمون

ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون "، ولبعض المسلمين نصيب

كبير من هذا الوصف، الذين يقضون نهارهم في التجول في الأسواق والصياح فيها،

ويضيعون عليهم الفرائض والصلوات، " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهو ن

. الذين هم يراؤن. ويمنعون الماعون ".

 

(5/329)

 

 

2305 - " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك،

وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت غلام الغيوب.

اللهم إن كان كذا وكذا - من المر الذي يريد - لي خيرا في ديني ومعيشتي

وعاقبة أمري، [فاقدره لي، ويسره لي، وأعني عليه] ، وإلا فاصرفه عني،

واصرفني عنه، ثم قدر لي الخير أينما كان، لا حول ولا قوة إلا بالله ".

ضعيف

أخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم 1342) ، وابن حبان (686) ، والبيهقي في "

الشعب " (1/151) من طريق ابن إسحاق: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد

بن عمروبن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله

عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وإسناده حسن؛ لولا أن عيسى هذا قال ابن المديني:

" مجهول، لم يروعنه غير محمد بن إسحاق ". ولذا قال في " التقريب ":

" مقبول ".

لكن قد روى عنه جمع من الثقات ترتفع بهم الجهالة عنه، ولذلك ملت في " تيسير

الانتفاع " إلى أنه حسن الحديث ما لم يخالف؛ كما في حديث آخر له في (الصلاة)

، ذكر فيه (التورك بين السجدتين) دون (التشهد) ! وكما في هذا، فإنه زاد

في آخره (الحوقلة) مخالفا في ذلك كل أحاديث الاستخارة:

فقد أخرجه ابن حبان (685 و687) من حديث أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة

مرفوعا نحوه دون هذه الزيادة.

وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (10012) من طريق صالح بن

 

(5/330)

 

 

موسى الطلحي

عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا نحوها بدونها. لكن

الطلحي هذا متروك.

وكذلك أخرجه البخاري وغيره من حديث جابر مرفوعا، وهو مخرج في " صحيح أبي

داود " (رقم 1376) وغيره.

وقد استنكر بعضهم حديث جابر هذا، ولا وجه لذلك عندي، وهذه شواهد لحديثه

تدعمه، وتشهد لثبوته، في الوقت الذي تشهد لنكارة هذه الزيادة في حديث أبي

سعيد هذا، ولذلك خرجته هنا.

وحديث أبي هريرة عند ابن حبان (687 - الموارد) من طريق حمزة بن طلبة: حدثنا

ابن أبي فديك: حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عنه

به.

وحمزة بن طلبة ذكره ابن حبان في " ثقاته " (8/210) ، وقد توبع، فقد أخرجه

البخاري في " التاريخ الكبير " (2/2/257 - 258) قال: قال لي إبراهيم بن

المنذر: عن ابن أبي فديك به.

ورجاله ثقات رجال الصحيح؛ غير أبي المفضل هذا؛ قال ابن حبان عقب الحديث:

" اسمه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن، مستقيم الأمر في الحديث ".

وقال في " الثقات " (6/452) :

" روى عن ابن أبي فديك بنسخة مستقيمة، حدثنا بها المفضل بن محمد العطار

بأنطاكية. قال: حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال: حدثنا ابن أبي

فديك: حدثنا شبل بن العلاء عن أبيه ".

 

(5/331)

 

 

قلت: فهذه متابعة أخرى لحمزة بن طلبة، فالإسناد حسن، وهو شاهد قوي لحديث

جابر، وشاهد على نكارة الزيادة في حديث أبي سعيد الخدري، والله تعالى أعلم.

2306 - " إذا أراد الله بقوم نماء أوبقاء رزقهم العفاف والقصد، وإذا أراد الله

بقوم اقتطاعا فتح عليهم، حتى إذا فرحوا بما أوتوا ... الحديث ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/97) من طريق أبي الشيخ عن عراك بن خالد: حدثنا أبي:

حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عباد مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عراك هو ابن خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي

مالك الشامي. قال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال أبو حاتم: ليس بالقوي ".

وقال الحافظ:

" لين ".

قلت: وأبو هـ شر منه؛ قال الذهبي:

" قال النسائي: ليس بثقة ".

 

(5/332)

 

 

2307 - " إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج، أوحتى يجعل الله لك

مخرجا ".

ضعيف

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (888) ، والخرائطي في

 

(5/332)

 

 

" مكارم الأخلاق "

(2/688/735) من طريق الطيالسي - وليس هو في " مسنده " المطبوع - والبيهقي

في " الشعب " (2/68/1187) ؛ كلاهما من طريق ابن المبارك عن سعد بن سعيد

الأنصاري عن الزهري عن رجل من بلي قال:

" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، فناجى أبي دوني، قال: فقلت

لأبي: ما قال لك؟ قال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل سعد بن سعيد؛ وهو ابن قيس بن عمروالأنصاري،

قال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ ".

والحديث عزاه المناوي للطيالسي أيضا، والخرائطي، والبغوي، وابن أبي

الدنيا، والبيهقي في " الشعب "، وقال:

" رمز المؤلف لحسنه، وفيه سعد بن سعيد، ضعفه أحمد والذهبي، لكن له شواهد

كثيرة ".

قلت: ليته ذكر ولوبعضها، فإني لا أستحضر شيئا منها، فإن وجد له شاهد معتبر

نقلته إلى الكتاب الآخر، وأما الحديث الآتي فلا يصلح شاهدا لشدة ضعفه وهو:

2308 - " إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته، فإن كان خيرا فأمضه، وإن كان شرا فانته ".

موضوع

رواه ابن المبارك في " الزهد " (159/2 من " الكواكب " 575) ،

 

(5/333)

 

 

وهناد (519)

، ووكيع (16) ، وابن المبارك (14) ؛ كلهم في الزهد، والمروزي في "

زياداته " (15) : حدثنا سفيان عن خالد بن أبي كريمة قال: سمعت أبا جعفر -

قال ابن صاعد: أبو جعفر هذا يقال له: عبد الله بن مسور الهاشمي، وليس بمحمد

ابن علي - يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: بارك الله

للمسلمين فيك، فخصني منك بخاصة بخاصة خير، قال: أمستوص أنت؟ أراه قال ثلاثا

، قال: نعم، قال: اجلس، إذا أردت ... الحديث.

وهذا موضوع، آفته عبد الله بن مسور الهاشمي؛ قال الذهبي:

" ليس بثقة، قال أحمد وغيره: أحاديثه موضوعة ".

وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (3/185) :

" ضعيف جدا ".

قلت: ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/305) ، لكن جعله عن

ابن مسعود!

2309 - " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من

الرضا بقضائي، ولم تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبرياء، يا موسى! لا تضرع

إلى أهل الدنيا فأسخط عليك، ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبو اب رحمتي،

يا موسى! قل للمذنبين النادمين: أبشروا، وقل للعاملين المعجبين: اخسروا ".

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5/45 و7/127) قال: حدثنا

 

(5/334)

 

 

سليمان بن أحمد:

حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا أبو

الربيع سليمان بن داود الإسكندراني عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن

ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" غريب من حديث الثوري عن منصور عن مجاهد، لم نكتبه إلا من حديث أبي الربيع ".

قلت: وهو ثقة اتفاقا، وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخ سليمان بن

أحمد - وهو الطبراني - علي بن سعيد الرازي، فإنه مع حفظه متكلم فيه، فجاء في

" سؤالات حمزة السهمي للدارقطني " (244/348) :

" سألت الدارقطني عنه؟ فقال: ليس في حديثه بذاك، سمعت بمصر أنه كان والي

قرية، وكان يطالبهم بالخراج، فما كانوا يعطونه فيجمع الخنازير في المسجد!

فقلت: كيف هو في الحديث؟ قال: قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في

نفسي منه، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده، وقال: هو كذا وكذا،

ونفض بيده، يقول: ليس بثقة ".

ونقله الذهبي في " السير " (14/146) ، والحافظ في " اللسان "، وأقراه،

وصححت منهما بعض الأحرف. وزاد الحافظ:

" وقال ابن يونس في " تاريخه ": تكلموا فيه، وكان من المحدثين الأجلاء،

وكان يصحب السلطان، ويلي بعض العمالات ".

ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء "، وأوجز فيه الكلام - كعادته - فقال:

" قال الدارقطني: ليس بذاك، تفرد بأشياء ".

 

(5/335)

 

 

والحديث لم يورده السيوطي في " جوامعه "، ولا الهيثمي في " مجمعه "، وهو

في " فردوس الديلمي " (1/143/509) ، وليس هو في " الغرائب الملتقطة من مسند

الفردوس ".

2310 - " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني سبه الله ".

منكر

رواه ابن عساكر (12/203/1) عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق

السبيعي قال:

حججت وأنا غلام، فمررت بالمدينة، فرأيت الناس عنقا واحدا، فاتبعتهم، فأتوا

أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعتها وهي تقول: يا شبيب بن

ربيع! فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمه! فقالت: أيسب رسول الله صلى الله

عليه وسلم في ناديكم؟ فقال: إنا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا،

فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وإسماعيل بن الخليل ثقة من رجال الشيخين، وقد خولف في إسناده، فرواه

أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " (ص 52 - 53) من طريق أحمد، وهذا في

" المسند " (6/323) : حدثنا يحيى بن أبي بكر قال: حدثنا إسرائيل عن أبي

إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال:

دخلت على أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أيسب ... الحديث. دون

قوله: " ومن سبني سبه الله ".

ورواه الحاكم (3/121) بسند أحمد مثل رواية ابن عساكر، وقال:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.

قلت: وفيه نظر من وجهين:

 

(5/336)

 

 

الأول: أن أبا إسحاق السبيعي كان اختلط، لا يدري أحدث به قبل الاختلاط أن

بعده، والراجح الثاني، لأن إسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق - وهو

حفيد السبيعي إنما سمع منه متأخرا. ولعل من آثار ذلك اضطرابه في إسناده

ومتنه.

أما الإسناد؛ فظاهر مما تقدم، فإنه في رواية إسرائيل جعل بينه وبين أم سلمة

(أبا عبد الله الجدلي) ، وفي رواية إسماعيل بن الخليل صرح بأنه سمع من أم

سلمة! إلا أن يكون سقط من " التاريخ " ذكر (الجدلي) هذا.

وأما المتن؛ فقد رواه فطر بن خليفة عنه عن الجدلي عن أم سلمة موقوفا دون

الشطر الثاني منه.

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (23/322 - 323) .

وفطر هذا ثقة من رجال البخاري، وروايته هي المحفوظة، لأن لها طريقا أخرى عن

أم سلمة، وقد خرجتها في " الصحيحة " (3332) .

الثاني: أن أبا إسحاق مدلس، وقد عنعنه.

(تنبيه) : يبدو من رواية أحمد أن في رواية ابن عساكر سقطا، فإنه لم يرد فيها

ذكر لأبي عبد الله الجدلي، فالظاهر أنه سقط من الناسخ. والله أعلم.

2311 - " طلحة والزبير جاراي في الجنة ".

ضعيف

رواه الترمذي (2/302) ، والدولابي (2/70) ، والحاكم (3/365) وعبد الله

ابن أحمد في " السنة " (ص 199) ، وابن عساكر (8/280/2) عن أبي عبد الرحمن

النضر بن منصور العنزي عن عقبة بن علقمة قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه

السلام يقول: فذكره مرفوعا. وقال الترمذي:

 

(5/337)

 

 

" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".

قلت: وعلته النضر وعقبة، فإنهما ضعيفان كما في " التقريب ".

وأما الحاكم فقال:

" صحيح الإسناد ". فرده الذهبي بقوله:

" قلت: لا ".

2312 - " بئس البيت الحمام: بيت لا يستر، وماء لا يطهر ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/468/1) عن أبي جناب يحيى بن أبي حية عن عطاء

ابن أبي رباح عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره،

[قالت] وما يسر عائشة أن لها مثل أحد ذهبا، وأنها دخلت الحمام، وقالت:

لوأن امرأة أطاعت ربها، وحفظت فرجها ثم آذت زوجها بكلمة باتت الملائكة

تلعنها.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو جناب هذا ضعيف مدلس.

ثم رواه من طريق ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة: حدثني عبد الله بن جعفر: أنه

بلغه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" إن الحمام لا يستر، وماء لا يطهر ... ". وقال:

" هذا منقطع ".

 

(5/338)

 

 

2313 - " لا تدعوا صلاة الليل ولوحلب شاة ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (61/1 - من ترتيبه) عن عطية بن بقية بن الوليد:

حدثنا أبي: حدثنا جرير بن يزيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا. وقال:

 

(5/338)

 

 

" لم يروه عن ابن المنكدر غير جرير بن يزيد، تفرد به بقية ".

قلت: بقية إنما يخشى من تدليسه، وقد صرح بالتحديث، فالعلة من شيخه جرير بن

يزيد؛ قال الذهبي: " تفرد عنه بقية، لا يعتمد عليه لجهالته ".

ولم يتنبه الهيثمي لهذه العلة، فراح يعله بما لا يقدح، فقال في " المجمع " (

2/252) ، وتبعه المناوي:

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه بقية بن الوليد، وفيه كلام كثير "!

2314 - " لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا ".

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " (45/1) عن سلمة بن شبيب أنه حدث عن

عبد الله بن المبارك قال: حدثنا محمد بن النضر الحارثي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف معضل، الحارثي هذا من أتباع أتباع التابعين مع كونه

مجهولا؛ فقد قال ابن أبي حاتم (4/1/110) :

" روى عن الأوزاعي، روى عنه عبد الله بن المبارك، وأبو نصر التمار،

وعبد الرحمن بن مهدي ".

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وهو في " ثقات ابن حبان " (9/71 - 72) ،

وقال:

" ما له حديث مسند ".

 

(5/339)

 

 

2315 - " العباس مني، وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا؛ فتؤذوا أحياءنا ".

ضعيف

رواه ابن سعد في " الطبقات " (4/24) ، والنسائي (4775) ، وابن عساكر (

7/144/2 و8/460/2) عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:

أن رجلا وقع في قرابة للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه

فقالوا: لنلطمنه كما لطمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأخرجه الترمذي (2/305) ، والحاكم (3/325) من هذا الوجه الشطر الأول منه

، وقال الترمذي:

" حديث حسن صحيح غريب ".

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي! !

فوهموا؛ لأن عبد الأعلى - وهو ابن عامر - ضعفه أحمد وغيره.

ثم رواه الحاكم (3/329) من هذا الوجه بتمامه، وصححه أيضا هو والذهبي! !

وأما في " السير " فوفق للصواب حين قال (2/99) :

" إسناده ليس بقوي ".

وقال في موضع آخر (ص 102) :

 

(5/340)

 

 

" عبد الأعلى الثعلبي - لين ".

ووافقه المعلق عليه في الموضعين، ولكنه في موضع سابق حسنه، وأقر الذهبي

على موافقة الحاكم! فقال (ص 89) :

" رواه أحمد في " مسنده " (1/300) بسند حسن. ورواه ابن سعد. وصححه الحاكم

. ووافقه الذهبي "! !

قلت: ومثل هذا التناقض في المجلد الواحد، وعلى تقارب صفحات المتناقضات مما

يؤكد رأي بعض المتتبعين لها: أن التعليقات التي على هذا الكتاب وغيره باسم

الشيخ شعيب، ليست كلها بقلمه، وإنما بقلم بعض المتمرنين تحت يده، والله

سبحانه وتعالى أعلم.

ثم إن الشطر الثاني منه له شواهد من حديث المغيرة بن شعبة وغيره يتقوى بها،

وقد خرجت بعضها في " الصحيحة " (2397) و" التعليق الرغيب " (4/175)

وغيرهما.

2316 - " إذا استأجر أحدكم أجيرا فليعلمه أجره ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/164) من طريق الدارقطني عن أحمد بن محمد بن أنس عن عمروبن

محمد بن الحسن عن أبي مسعود الجرار عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله

ابن مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبو مسعود الجرار - برائين - اسمه عبد الأعلى بن

أبي المساور الزهري مولاهم، قال الحافظ:

" متروك، وكذبه ابن معين ".

والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الدارقطني في " الأفراد ".

 

(5/341)

 

 

2317 - " إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه ".

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (3747) عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:

الأولى: عنعنة أبي الزبير، فإنه كان مدلسا.

والأخرى: ضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن القاضي، قال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ ".

والحديث لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء سوى أنه قال:

" وقد رمز المؤلف لصحته "!

قلت: وفي النسخة التي طبع عليها شرحه الرمز له بالحسن! ولا يوثق بذلك كله،

انظر " التيسير "، فالسند ضعيف كما شرحنا.

 

(5/342)

 

 

2318 - " إذا استشاط السلطان، تسلط الشيطان ".

ضعيف

رواه أحمد (4/226) ، وعنه ابن عساكر (15/337/2) ، والقضاعي (113/1) عن

إبراهيم بن خالد الصنعاني قال: نا أمية بن شبل وعمرو بن عوف عن عروة بن محمد

عن أبيه عن جده عطية السعدي مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عروة بن محمد قال ابن حبان في " الثقات ":

" كان يخطىء ".

وعمرو بن عوف لم أعرفه.

 

(5/342)

 

 

وأمية بن شبل. قال الذهبي:

" له حديث منكر ".

والحديث قال المناوي:

" قال الهيثمي: رجاله ثقات، وذكره في موضع آخر، وقال: فيه من لم أعرفه.

وقد رمز المؤلف لحسنه ".

قلت: وفي متن شرح المناوي رمز له بالصحة. فلا تغتر بشيء من ذلك، فإن

التحقيق أنه ضعيف.

2319 - " إذا أراد أحدكم السلام فليقل: السلام عليكم، فإن الله هو السلام، ولا

يبدأ قبل الله بشيء ".

ضعيف جدا

رواه أبو يعلى (6574) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (229) ،

والدينوري في " المنتقى من المجالسة " (243/1) عن عبد الله بن سعيد عن جده

عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد - وهو ابن أبي سعيد المقبري -

متروك متهم.

 

(5/343)

 

 

2320 - " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا ".

ضعيف

أخرجه أبو داود (1/2) والطيالسي (519) ، والحاكم (3/465 - 466) ،

والبيهقي في " السنن " (1/93) من طريق شعبة عن أبي التياح: حدثني شيخ قال:

لما قدم عبد الله بن عباس البصرة فكان يحدث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى

أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى:

 

(5/343)

 

 

أني كنت مع رسول الله

صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول، فأتى دمثا (1) في أصل جدار، فبال

، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الذي لم يسم، وقال المنذري في " مختصره " (

1/15) :

" فيه مجهول ". مع أنه سكت أبو داود عليه، لكن قال النووي:

" وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر! ".

ومنه تعلم أن رمز السيوطي له بأنه حسن؛ غير حسن، وأما المناوي فقال:

" رمز المؤلف لحسنه، فإن أراد لشواهده فمسلم، وإن أراد لذاته فقد قال البغوي

وغيره:

" حديث ضعيف "، ووافقه الولي العراقي، فقال:

" ضعيف لجهالة راويه ".

قلت: ولم أجد له شواهد؛ بل ولا شاهدا يأخذ بعضده، فلست أدري ما هي الشواهد

التي أشار إليها المناوي، ويؤيد ما ذكرته أنه لوكان له ما يقويه لما قال

البغوي: " حديث ضعيف ".

نعم وجدت لبعضه الذي هو من فعله ما قد يشهد له على ضعفه، فانظر (كان يتبوأ..

) فيما يأتي (2459) .

قلت: وفي جزم البغوي وغيره بضعف الحديث إشارة إلى أن كون الراوي المجهول في

إسناده يرويه شعبة لا تزول به الجهالة عنه؛ خلافا لقول الكوثري:

__________

(1) الدمث: المكان السهل الوطيء اللين. اهـ

 

(5/344)

 

 

" شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في روايته، والمعترف له بزوال الجهالة وصفا

عن رجال يكونون في سند روايته "!

وقد رددت عليه في تقوله هذا على أهل الحديث، وفي غيره مبسطا في الكلام على

حديث معاذ في الاجتهاد بالرأي فيما يأتي (4858) .

2321 - " إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير ذا إلى

سرير ذا، فيلتقيان، فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا، ويقول: يا أخي

تذكر يوم كذا كنا في دار الدنيا في مجلس كذا، فدعونا الله فغفر لنا ".

ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/49) ، وعبد الغني المقدسي " الجواهر " (ق

252/1) عن إبراهيم بن أدهم قال: روى الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال أبو نعيم:

" غريب من حديث إبراهيم والربيع ".

قلت: تابعه سعيد بن عبد الله الدمشقي: حدثنا الربيع بن صبيح به.

أخرجه عباس الترقفي في " حديثه " (41/1 و53/1) ، وعنه ابن الأعرابي في "

معجمه " (182/2) ، وابن قدامة في " المتحابين في الله " (ق 111/2) من طريق

آخر كلاهما عن سعيد به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه.

والربيع بن صبيح صدوق سيىء الحفظ كما في " التقريب ".

 

(5/345)

 

 

2322 - " إذا استقرت النطفة في الرحم أربعين يوما، أوأربعين ليلة بعث إليها ملكا،

فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقال له: فيقول: يا رب ما أجله؟ فيقال له، فيقول

: يا رب ذكر أوأنثى؟ فيعلم، فيقول: يا رب شقي أوسعيد؟ فيعلم ".

ضعيف

أخرجه أحمد (3/397) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " (3/279) من طريق خصيف

عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه.

وخصيف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري؛ قال الحافظ:

" صدوق سيىء الحفظ، خلط بأخرة ".

قلت: وظاهر الحديث مع ضعف إسناده مخالف لحديث ابن مسعود مرفوعا:

" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك،

ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع

كلمات ... " الحديث. متفق عليه، وهو مخرج في " ظلال الجنة " (175) .

فهذا صريح في أن الملك إنما يرسل بعد الأربعين الثالثة. وقد يتوهم البعض أن

هذا مخالف أيضا لحديث حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول:

" إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا فصورها، وخلق

سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟

فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله؟ ... " الحديث.

 

(5/346)

 

 

أخرجه مسلم (8/45) .

فأقول: لا مخالفة بينهما لأن بعث الملك فيه إنما هو لأجل تصوير النطفة

وتخليقها، وأما الكتابة فهي فيما بعد بدليل قوله: " ثم قال: يا رب.. "،

فإن " ثم " تفيد التراخي كما هو معلوم، فيمكن تفسيره بحديث ابن مسعود، كما أن

حديث هذا يضم إليه ما أفاده حديث حذيفة من التصوير والتخليق مما لم يرد له ذكر

في حديث ابن مسعود، وبذلك تجتمع الأحاديث ولا تتعارض.

نعم في رواية عند مسلم، والطحاوي في " المشكل " (3/278) ، وأحمد (4/7)

عن حذيفة بمعنى حديث الترجمة، ولفظه:

" يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أوخمسة وأربعين ليلة

، فيقول: يا رب أشقي أوسعيد؟ فيكتبان ... " الحديث.

فهذا بظاهره يشهد للحديث، لكن لابد من فهمه على ضوء اللفظ الذي قبله وتفسيره

به، وذلك بأن يقال: إن دخول الملك بعد الأربعين من أجل التصوير والتخليق،

وأما الكتابة فبعد الأطوار الثلاثة كما سبق، ففي اللفظ اختصار يفهم من اللفظ

المتقدم ومن حديث ابن مسعود. والله تعالى أعلم.

2323 - " إذا شربتم الماء فاشربوه مصا، ولا تشربوه عبا، فإن العب يورث الكباد.

يعني داء الكبد ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/1/61) عن موسى بن إبراهيم المروزي: حدثنا موسى بن جعفر بن

محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا.

سكت عليه الحافظ في " مختصره "، وإسناده ضعيف جدا، المروزي هذا قال الذهبي

في " الميزان ":

" كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك ".

 

(5/347)

 

 

2324 - " إن الله يحب المتبذل الذي لا يبالي ما لبس ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/228/1 - 2) ، والديلمي (1/2/247) والضياء

في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد وغيره " (268/1) من طريق ابن وهب:

أخبرني ابن لهيعة عن عقيل عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة عن أبي هريرة أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وأعله البيهقي بالإرسال.

قلت: يعني الانقطاع بين يعقوب بن عتبة وأبي هريرة.

(تنبيه) : هذا الحديث مما لم يطلع عليه الحافظ العراقي، فإنه قال في تخريجه

للإحياء (4/200) :

" لم أجد له أصلا "!

 

(5/348)

 

 

2325 - " إن الله يبغض الوسخ والشعث ".

موضوع

رواه البيهقي في " الشعب " (2/234/1) ، والديلمي (1/2/245) عن عبد الرحمن

ابن خالد بن نجيح: حدثنا أبي عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن

عائشة مرفوعا.

قلت: هذا موضوع، آفته خالد بن نجيح، قال الذهبي في " الضعفاء ":

" قال أبو حاتم: كذاب ".

وابنه عبد الرحمن ضعيف جدا. قال ابن يونس:

" منكر الحديث ".

 

(5/348)

 

 

وقال الدارقطني:

" متروك الحديث ".

2326 - " نهى عن الشهرتين: رقة الثياب وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها

، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصار ".

موضوع

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/234/2) من طريق مخلد بن يزيد عن أبي نعيم عن

عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وزيد بن ثابت مرفوعا

. وقال:

" أبو نعيم هذا؛ لا نعرفه ".

قلت: هو عمر بن الصبح بن عمران التميمي العدوي أبو نعيم الخراساني، فقد ذكروا

في الرواة عنه مخلد بن يزيد هذا، وساق له الدولابي في " الكنى " (2/138 -

139) حديثا آخر من طريقه عنه مصرحا بكنيته واسمه. وسيأتي في المجلد التاسع

(4643) . فإذا عرف هذا فهو هالك، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" كذاب، اعترف بالوضع ".

ثم روى البيهقي من طريق عمروبن الحارث عن سعيد بن هارون أن النبي صلى الله

عليه وسلم نهى عن الشهرتين: أن يلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها أو

الزينة، أوالرثة التي ينظر إليه فيها. قال عمرو: بلغني أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال:

" أمر بين أمرين، وخير الأمور أوساطها ". وقال:

" هذا مرسل، وقد روي النهي عن الشهرتين من وجه آخر، بإسناد مجهول موصولا ".

 

(5/349)

 

 

يعني رواية أبي نعيم المتقدمة، وقد عرفت أنه إسناد موضوع، لا مجهول.

2327 - " لوكنت مؤمرا أحدا من غير مشورة منهم، لأمرت عليهم ابن أم عبد ".

ضعيف جدا

أخرجه الترمذي (2/312) ، وابن ماجه (137) ، وأحمد (1/95) من طريق سفيان

عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا.

وتابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به.

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (3/1/109 - أوربا) .

وتابعه أيضا منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق به.

أخرجه الترمذي، وأحمد (1/107 و108) ، والخطيب في " التاريخ " (1/148) ،

والبغوي في " شرح السنة " (4/172/1) من طريق زهير بن معاوية الجعفي عنه.

وخالفه القاسم بن معن عن منصور بن المعتمر فقال: عن أبي إسحاق عن عاصم بن

ضمرة عن علي. فجعل عاصما مكان الحارث.

أخرجه المخلص في " بعض الجزء الخامس من الفوائد الغرائب " (254/1) والحاكم (

3/318) ، وقال:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: عاصم ضعيف ".

كذا قال، والمتقرر فيه أنه حسن الحديث، وقال الحافظ: " صدوق "، والصواب

في تضعيفه الاعتماد على رواية زهير بن معاوية لأنه أوثق من القاسم بن

 

(5/350)

 

 

معن، ولموافقتها لرواية سفيان، وهو الثوري؛ فإنه أحفظهم عن أبي إسحاق، وهو

غنما رواه عنه عن الحارث، فالحديث حديثه لا دخل لعاصم فيه، وقد أشار إلى هذا

الترمذي بقوله عقبه:

" حديث غريب، إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي ".

وكذا قال البغوي، والحارث - وهو الأعور - ضعيف، بل كذبه ابن المديني

وغيره، فهو علة الحديث.

2328 - " إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وسلمان وعمار والمقداد ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الكبير " (6/263 - 264/6045) ، وأبو نعيم في " الحلية "

(1/142) ، و" أخبار أصبهان " (1/49) ، وعنه رواه ابن عساكر (17/75/1 - 2

) عن سلمة الأبرش: حدثنا عمران الطائي قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

فذكره مرفوعا، وقال أبو نعيم:

" عمران هو ابن وهب، رواه عنه أيضا إبراهيم بن المختار ".

قلت: عمران هذا، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم:

" ما أظنه سمع من أنس شيئا ".

قلت: وفي هذا الحديث صرح بسماعه منه. فالله أعلم.

وسلمة الأبرش هو ابن الفضل، قال الحافظ:

" صدوق كثير الخطأ ".

 

(5/351)

 

 

لكن تابعه إبراهيم بن المختار كما تقدم عن أبي نعيم، وهو صدوق ضعيف الحفظ كما

في " التقريب "، وقد وصله عنه أبو نعيم في " صفة الجنة " (14/1 - 2) ، وفي

" الحلية " (1/190) عن محمد بن حميد: حدثنا إبراهيم بن المختار: حدثنا

عمران بن وهب عن أنس.

ومحمد بن حميد؛ هو الرازي؛ قال في " التقريب ":

" حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه ".

ثم رواه ابن عساكر من حديث ابن عباس مرفوعا به، إلا أنه جعل مكان سلمان أبا ذر.

وفي إسناده محمد بن مصبح البزار: نا أبي. قال الذهبي:

" لا أعرفهما ".

وشيخ أبيه قيس - وهو ابن الربيع - ضعيف.

ومن حديث علي مرفوعا به، إلا أنه جعل مكان عمار أبا ذر.

وفيه نهشل بن سعيد. قال الحافظ:

" متروك، وكذبه إسحاق بن راهو يه ".

وأخرجه (7/204/2) من حديث حذيفة مرفوعا به، إلا أنه جعل مكان المقداد أبا ذر.

وفيه إسماعيل بن يحيى بن طلحة، وهو أبو يحيى التيمي، وهو كذاب مجمع على

تركه.

وبالجملة: فالحديث ضعيف، لأن طرقه كلها واهية شديدة الضعف، ليس

 

(5/352)

 

 

فيها ما يمكن أن يجبر به الضعف الذي في الطريق الأولى، مع الاختلاف في ذكر (أبي ذر) .

نعم له طريق أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ " ثلاثة " دون ذكر المقداد وأبي ذر،

وقد صححه الحاكم وغيره. وهو عندي ضعيف الإسناد كما بينته في " تخريج

المشكاة " (6225 - التحقيق الثاني) ، لكنه حسن بمجموع الطريقين. والله أعلم.

وقد ركب بعض الهلكى على هذا الحديث قصة، فقال النضر بن حميد الكندي عن سعد

الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال:

أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! إن الله يحب من أصحابك

ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود.

قال: فأتاه جبريل فقال له:

يا محمد! إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك. وعنده أنس بن مالك، فرجا أن

يكون لبعض الأنصار. قال:

فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، فهابه، فخرج فلقي أبا بكر

فقال: يا أبا بكر إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا، فأتاه

جبريل.. (فذكره كما تقدم، قال:) فهل لك أن تدخل على نبي الله صلى الله

عليه وسلم فتسأله؟ فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم، ويشمت بي قومي.

ثم لقيني عمر بن الخطاب، فقال له مثل قول أبي بكر.

 

(5/353)

 

 

قال: فلقي عليا، فقال له علي: نعم، إن كنت منهم فأحمد الله، وإن لم أكن

منهم حمدت الله. فخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:

إن أنسا حدثني أنه كان عندك آنفا، وأن جبريل أتاك فقال: يا محمد (فذكر

الحديث) قال: فمن هم يا نبي الله؟ قال:

" أنت منهم يا علي! وعمار بن ياسر - وسيشهد معك مشاهد بين فضلها، عظيم

خيرها - وسلمان، وهو منا أهل البيت، وهو ناصح/، فاتخذه لنفسك ".

أخرجه أبو يعلى (12/142 - 144) ، والبزار (3/184/2524) من طريق النضر بن

حميد الكندي عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده. وقال

البزار:

" لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا إسناد والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا

بالقويين في الحديث ".

كذا قال، وهما أسوأ حالا من ذلك، فسعد الإسكاف قال فيه ابن حبان في "

الضعفاء " (1/357) :

" كان يضع الحديث على الفور ".

2329 - " إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها

أمتي ".

منكر

رواه ابن أبي حاتم في " العلل " (2/227) ، وابن عدي (208/2) عن صدقة

الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عن سعيد بن

المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا، وقال ابن عدي:

 

(5/354)

 

 

" عبد الله بن محمد بن عقيل يكتب حديثه ".

قلت: هو حسن الحديث، والعلة ممن دونه، وقال ابن أبي حاتم:

" قال أبو زرعة، ذا حديث منكر، لا أدري كيف هو! ".

قلت: زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي. قال الحافظ:

" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن

زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر. وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه،

فكثر غلطه ".

قلت: وصدقة الدمشقي؛ هو ابن عبد الله السمين أبو معاوية، وهو ضعيف أيضا.

ولوأنه كان ثقة، لكان أبو المنذر هو العلة دونه!

2330 - " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنهما حبل الله الممدود، فمن

تمسك بهما، فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها ".

ضعيف

رواه ابن عساكر (9/323/2) من طريق الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية

العتبي: نا محمد بن نصر الفارسي: نا أبو اليمان الحكم بن نافع: نا إسماعيل

ابن عياش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي

إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو اليمان ومن فوقه ثقات معروفون؛ غير عنبسة بن

عبد الله الكلاعي، فلم أعرفه، وفي طبقته ما في " الجرح والتعديل " (3/1/400) :

" عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي، روى عن مكحول، روى عنه

 

(5/355)

 

 

إسماعيل بن عياش

و ... سمعت أبي يقول: ليس بالقوي ... ".

ومن دون أبي اليمان لم أعرفهما.

وفي " المجمع " (9/53) :

" رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم ".

قلت: لكن الطرف الأول منه صحيح - رغم أنف الهدام -، فإن له شواهد كثيرة بعضها

قوي الإسناد، وهي مخرجة في " الصحيحة " (1233) .

2331 - " إذا اشتد الحر، فاستعينوا بالحجامة؛ لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/212) من طريق محمد بن القاسم الأسدي: حدثنا الربيع بن صبيح

عن الحسن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره. وقال:

" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي، وهذا من عجائبه، فإن الأسدي هذا أورده

هو نفسه في " الضعفاء "، وقال:

" قال أحمد والدارقطني: كذاب "!

والربيع بن صبيح فيه ضعف.

والحسن وهو البصري مدلس، وقد عنعنه.

ومن الغرائب أن يخفى حال هذا الإسناد الواهي على عبد الرؤوف المناوي، فينقل

تصحيح الحاكم إياه وإقرار الذهبي له، ثم يسكت عليه! ! !

ثم وجدت للحديث طريقا آخر عن أنس، فقال ابن جرير الطبري في

 

(5/356)

 

 

" تهذيب الآثار "

(2/106/1277) : حدثني موسى بن سهل الرملي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال

: حدثنا سليمان بن حيان قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بلفظ:

" إذا هاج بأحدكم الدم، فليحتجم؛ فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله ".

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن عبد العزيز - وهو

الرملي - فمن رجال البخاري، وموسى بن سهل الرملي ثقة، ولولا ما في محمد

الرملي هذا من الكلام في حفظه لقلت: إسناده قوي، فقد قال فيه أبو زرعة:

" ليس بقوي ".

وقال أبو حاتم:

" لم يكن عندهم بالمحمود، وهو إلى الضعف ما هو ".

وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال:

" ربما خالف ".

قلت: فمثله ينبغي أن يكون حسن الحديث، ولكن القلب لم يطمئن بعد لتحسين

الحديث إلا إذا وجد له شاهد. والله أعلم.

وقد وجدت له شاهدا، ولكنه شديد الضعف أيضا كما سيأتي بيانه برقم (2363) .

لكن جملة التبيغ منه لها شاهد من حديث ابن عباس لا بأس به، لذلك أوردتها في

" الصحيحة " (2747) .

2332 - " إذا أشرع أحدكم بالرمح إلى الرجل، فكان سنانه عند ثغرة حلقه، فقال: لا إله

إلا الله، فليرفع عنه الرمح ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/71/1) ، وعنه أبو

 

(5/357)

 

 

نعيم في " الحلية

" (4/209) من طريق الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي: حدثنا سفيان الثوري عن

عبد الرحمن بن عبد الله عن قتادة عن أبي مخلد عن أبي عبيدة عن عبد الله قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال أبو نعيم:

" غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث الصلت ".

قلت: وهو مجهول كما قال العقيلي. وقال الأزدي:

" لا تقوم به حجة ".

وأبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه.

2333 - " إذا أصبح أحدكم ولم يوتر، فليوتر ".

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/303 - 304) ، وعنه البيهقي (2/478) من طريق محمد بن فليح

عن أبيه عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:

" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وليس كما قالا، وبيانه من وجوه

ثلاثة:

الأول: أن محمد بن فليح لم يخرج له مسلم شيئا.

الثاني: أنه - مع كونه من رجال البخاري - فقد تكلم فيه بعضهم، فأورده الذهبي

نفسه في " الضعفاء "، وقال:

" ثقة، قال أبو حاتم: ليس بذاك ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق يهم ".

 

(5/358)

 

 

الثالث: أن فليحا وهو ابن سليمان المدني، أورده الذهبي أيضا في " الضعفاء "

، وقال:

" له غرائب، قال النسائي وابن معين: ليس بقوي ". وقال الحافظ:

" صدوق كثير الخطأ ".

قلت: فمثله يكون حديثه ضعيفا، لا سيما إذا لم يخرجه الشيخان كهذا.

ولوصح الحديث حمل على المعذور، لقوله صلى الله عليه وسلم:

" أوتروا قبل أن تصبحوا ". رواه مسلم. وفي رواية:

" من نام عن وتره أونسيه، فليصله إذا ذكره ".

رواه أبو داود بسند صحيح كما حققته في " الإرواء " (2/153) .

2334 - " إذا أصبحت، فقل: اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحت وأصبح المللك لله، لا

شريك له. ثلاث مرات، وإذا أمسيت، فقل مثل ذلك، فإنهن يكفرن ما بينهن ".

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (63) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق

عن عبد الملك بن عمير عن أبي قرة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الرحمن هذا هو أبو شيبة الواسطي، وقد

اتفقوا على تضعيفه كما قال النووي وغيره.

وأبو قرة هذا ترجمه ابن سعد (6/148) ، وذكره ابن حبان في " الثقات "

(5/587) .

 

(5/359)

 

 

2335 - " إذا أعتقت الأمة وهي تحت العبد، فأمرها بيدها، فإن هي أقرت حتى يطأها،

فهي امرأته، لا تستطيع فراقه ".

ضعيف

أخرجه أحمد (4/65 و66 و5/378) من طريق ابن لهيعة: حدثنا عبيد الله بن أبي

جعفر عن الفضل بن الحسن بن عمروبن أمية الضمري قال سمعت رجالا من أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، فهو سيىء الحفظ.

 

(5/360)

 

 

2336 - " إذا أفصح أولادكم، فعلموهم لا إله إلا الله، ثم لا تبالوا متى ماتوا،

وإذا أثغروا فمروهم بالصلاة ".

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (417) عن أبي أمية - يعني

عبد الكريم - عن عمروبن شعيب قال: وجدت في كتاب الذي حدثه عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو أمية عبد الكريم؛ هو ابن أبي المخارق البصري،

وهو ضعيف كما في " التقريب ".

 

(5/360)

 

 

2337 - " إذا اشتريت نعلا فاستجدها، وإذا اشتريت ثوبا فاستجده، وإذا اشتريت دابة

فاستفرهها، وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها ".

ضعيف

رواه الطبراني في " الأوسط " (1/137/1) عن حاتم بن سالم: حدثنا أبو أمية بن

يعلى الثقفي: حدثنا نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال:

 

(5/360)

 

 

" لم يروه عن نافع إلا أبو أمية، تفرد به حاتم ".

قلت: وهو ضعيف.

قال أبو زرعة:

" لا أروي عنه ".

وأشار البيهقي إلى لين روايته.

وأبو أمية بن يعلى ضعيف أيضا.

ولم ينفرد به حاتم، بل تابعه الفيض بن وثيق بالنصف الأول منه.

أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا (1823 - ط) ، لكنه قال: حدثنا أبو أمية

ابن يعلى الثقفي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا.

والفيض مقارب الحال كما قال الذهبي، فالعلة من أبي أمية، ضعفه الدارقطني.

2338 - " إذا استفتح أحدكم، فليرفع يديه، وليستقبل ببطانهما القبلة، فإن الله

أمامه ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني في " الأوسط " (35/1 - من ترتيبه) : حدثنا محمود بن محمد:

حدثنا محمد بن حرب: حدثنا عمير بن عمران عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر

مرفوعا، وقال:

" لم يروه عن ابن جريج إلا عمير، تفرد بن محمد بن حرب ".

قلت: هو النشائي، وهو صدوق، لكن شيخه عمير بن عمران؛ قال ابن عدي (252/1

) :

" حدث بالبواطيل عن الثقات، وخاصة عن ابن جريج ".

 

(5/361)

 

 

2339 - " إذا أصابت أحدكم الحمى، فإن الحمى قطعة من النار، فليطفئها عنه بالماء،

فليستنقع نهرا جاريا ليستقبل جرية الماء، فيقول: بسم الله، اللهم اشف عبدك،

وصدق رسولك؛ بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، فليغتمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة

أيام، فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس، وإن لم يبرأ في خمس فسبع، فإن لم يبرأ في

سبع فتسع، فإنها لا تكاد أن تجاوز تسعا بإذن الله ".

ضعيف

رواه الترمذي (رقم 2084) ، وأحمد (5/281) ، والطبراني (رقم 1450) ،

وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (562) عن مرزوق أبي عبد الله الشامي

عن سعيد الشامي قال: سمعت ثوبان يقول: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف. سعيد هذا: هو ابن زرعة الحمصي، قال أبو حاتم،

وتبعه الذهبي:

" مجهول ".

ونحوه قول الحافظ:

" مستور ".

 

(5/362)

 

 

2340 - " إذا ابتاع أحدكم الجارية، فليكن أوما يطعمها الحلوى، فإنها أطيب لنفسها ".

ضعيف جدا

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (1/545/572) ، والطبراني في " الأوسط "

(1/155/1) ، والسياق له من طريق عثمان

 

(5/362)

 

 

بن عبد الرحمن الطرائفي: حدثنا سعيد

ابن عبد الجبار عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن

غنم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره،

وقال:

" لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان ".

قلت: وهو كما قال الحافظ:

" صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن

نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين ".

قلت: وشيخه سعيد بن عبد الجبار هو أبو عثمان، ويقال أبو عثيم بن أبي سعيد

الحمصي الزبيدي، قال الحافظ:

" ضعيف، كان جرير يكذبه ".

قلت: ومن هذا التخريج تبين لك خطأ قول الهيثمي في " المجمع " (4/236) :

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وإسناده أقل درجاته الحسن ".

ولعله ظن أن سعيد بن عبد الجبار هذا إنما هو الكرابيسي البصري، فإنه ثقة من

رجال مسلم، ولكنه وهم خالص، فإنه متأخر الطبقة عن هذا، فإنه عند الحافظ من

الطبقة العاشرة، وهذا من الثامنة، ثم هو بصري، وهذا حمصي! وشيخه أبو

سلمة كذلك، وهو ثقة، ولم تعرفه الدكتورة (سعاد) في تعليقها على " المكارم "!

وإن مما يؤكد خطأ الهيثمي أنه وقع عند الخرائطي منسوبا هكذا (سعيد بن

 

(5/363)

 

 

عبد الجبار الزبيدي) ، وهكذا ذكره السيوطي في " اللآلي " (2/239) من رواية

" المكارم ". والموفق الله.

(تنبيه) : جاء هذا الحديث في " الجامع الصغير " معزوا لابن ماجه عن معاذ بلفظ

: " إذا اشترى أحدكم ... " الحديث. وهو عزوخطأ، فليس الحديث عند ابن ماجه

مطلقا، ومن الغريب أنه ورد كذلك في متن " الجامع الصغير " المطبوع، الذي

تحته شرح المناوي، ولم يرد له ذكر أصلا في شرحه، وأما متنه المخطوط المحفوظ

في " المكتبة الظاهرية "، فلم يرد فيه مطلقا. وجاء عزوه في " الجامع الكبير

" (1/40/2) على الصواب معزوا لـ " الأوسط "، لكن بلفظ:

" إذا اشترى.... "، فالله أعلم.

وقد وجدت للحديث شاهدا من حديث عائشة مرفوعا نحوه، ولكنه واه جدا كما سيأتي

بيانه برقم (2399) .

ثم تبينت أن هذا الحديث تقدم تخريجه برقم (2053) ، ولما وجدنا أن في كل من

التخريجين فائدة ليست في التخريج الآخر؛ فقد رأينا الإبقاء عليهما.

2341 - " إذا اشترى أحدكم لحما، فليكثر مرقته، فإن لم يصب أحدكم لحما، أصاب من

مرقته؛ فإنه أحد اللحمين ".

ضعيف

رواه الترمذي (1/337) ، وابن عدي (296/2) ، والحاكم (4/130) ،

والبيهقي في " الشعب " (5/95/5920) عن محمد بن فضاء الجهضمي: حدثني أبي عن

علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه مرفوعا. وقال الترمذي:

 

(5/364)

 

 

" حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث محمد بن فضاء، - وهو

المعبر - وقد تكلم فيه سليمان بن حرب ".

قلت: وقال البيهقي:

" تفرد به محمد بن فضاء، وليس بالقوي ".

وفي " التقريب "؛ أنه ضعيف.

وأبو هـ فضاء - وهو ابن خالد البصري - مجهول.

2342 - " إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله، تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة

اليابسة ورقها ".

ضعيف

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (3/23/1) ، وعنه الخطيب في " التاريخ "

(4/56) ، والبزار (3231) ، والواحدي في " التفسير " (4/14/1) عن يحيى

الحماني: نا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي

عن أم كلثوم ابنة العباس عن العباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:

الأولى: جهالة أم كلثوم هذه، فإنهم لم يترجموها، ولذلك قال الهيثمي:

" لم أعرفها ".

الأخرى: الحماني، وهو يحيى بن عبد الحميد. قال الحافظ:

" حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث ".

والحديث عزاه السيوطي لسمويه، والطبراني في " الكبير ".

ثم رأيت الطبراني قد أخرجه (ق 49/1 - المنتقى منه) ، وكذا البيهقي

 

(5/365)

 

 

في " الشعب " (1/491/803) من طريق يحيى بن عبد الحميد وضرار بن صرد؛ قالا:

حدثنا عبد العزيز بن محمد به.

وضرار هذا قال الحافظ:

" صدوق له أوهام وخطأ ".

وأشار المنذري في " الترغيب " (4/128 و140) إلى تضعيف الحديث.

وقال المناوي في " الفيض ":

" قال المنذري والعراقي: سنده ضعيف، وبينه الهيثمي فقال: فيه أم كلثوم بنت

العباس رضي الله عنه؛ لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات ".

وأقول: كل هذه الأقوال من هؤلاء الأئمة النقاد، لم يعبأ بشيء منها الدكتور

فؤاد في تعليقه على " الأمثال " (ص 85) ، فقال:

" حسن - أخرجه البيهقي، وأبو الشيخ في " الثواب ". الترغيب والترهيب 4: 128 ".

ومع أن هذا التحسين لا وجه له من حيث الصناعة الحديثية، وإنما هو تحسين

بالهو ى، فإنه يوهم أنه من الحافظ المنذري، والواقع أنه ضعفه كما سبق. ولقد

بدا لي من تتبعي لتعليقاته على الكتاب المذكور أنه سن سنة سيئة في التعليق على

الأحاديث، ألا وهي الاعتماد على التحسين العقلي، فما أشبهه بالمعتزلة.

ويأتي له أمثلة أخرى، ولعله مضى بعض آخر منها.

2343 - " إذا أقل ارجل الطعم ملىء جوفه نورا ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/102) عن إبراهيم بن مهدي الأيلي ببغداد: حدثنا محمد بن

إبراهيم بن العلاء بن المسيب: حدثنا إسماعيل بن عياش عن برد عن مكحول عن أبي

هريرة مرفوعا.

 

(5/366)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته ابن العلاء هذا، أورده الذهبي في " الضعفاء "

، وقال:

" قال الدارقطني: كذاب ".

وإبراهيم بن مهدي؛ قال الذهبي:

" متهم بالوضع ".

2344 - " إذا التقى المسلمان، فتصافحا، وحمدا الله، واستغفرا؛ غفر لهما ".

ضعيف

رواه البخاري في " التاريخ " (2/1/396 - 397) وأبو داود (2/644 - الحلبية)

، وأبو يعلى في " مسنده " (1673) ، وعنه ابن السني في " اليوم والليلة "

(189) عن هشيم عن أبي بلج عن زيد بن أبي الشعثاء العنزي عن البراء مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، زيد بن أبي الشعثاء العنزي؛ قال الذهبي:

" روى عنه أبو بلج وحده، لا يعرف، وقيل: بينه وبين البراء رجل ".

قلت: وذكره ابن حبان على قاعدته في " الثقات " (4/248) .

وأبو بلج هذا اسمه يحيى بن سليم بن بلج، قال الحافظ:

" صدوق ربما أخطأ ".

وهشيم؛ هو ابن بشير، ثقة من رجال الشيخين، ولكنه يدلس.

وقد جاء الحديث من طرق أخرى بلفظ آخر نحوه دون قوله: " وحمدا الله

 

(5/367)

 

 

واستغفرا

"، يدل مجموعها على أن له أصلا، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر (525) .

2345 - " أنا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل إلا رفعه، ثم لا يعثر إلا رفعه، ثم لا

يعثر إلا رفعه، حتى يصيره إلى الجنة ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الصغير " (ص 175) ، وابن أبي الدنيا في " العقل وفضله

" (ص 9) من طريق محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي: حدثنا محمد بن مسلم

الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر بن عبد الله هذا لين الحديث. كما في " التقريب

"، وقد تفرد به كما قال الطبراني، وقال الهيثمي في " المجمع " (8/29) :

" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط "، وفيه محمد بن عمر بن الرومي،

وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات ".

وقال في موضع آخر (6/282) :

" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط " وإسناده حسن ". كذا قال!

ومحمد بن مسلم الطائفي، وإن أخرج له مسلم استشهادا، فما ذلك إلا لأن في

حفظه ضعفا. وأحاديث العقل ليس فيها ما يصح، بل قال ابن تيمية:

" كلها موضوعة ".

 

(5/368)

 

 

2346 - " كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره، ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (3/310/3624) من طريق عمرو، عن المطلب بن (

الأصل: عن) عبد الله، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات، غير أن عبد المطلب بن عبد الله، كان

كثير التدليس والإرسال، كما في " التقريب ".

والشطر الأول منه صحيح بلفظ:

" كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ".

رواه الشيخان. وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (برقم 1246) .

 

(5/369)

 

 

2347 - " اعتموا، خالفوا على الأمم قبلكم ".

موضوع

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/238/1 - 2) عن محمد بن يونس: حدثنا سفيان عن

ثور عن خالد بن معدان قال:

" أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب من الصدقة، فقسمها بين أصحابه، فقال:

" فذكره. وقال:

" وهذا منقطع ".

قلت: يعني أنه مرسل، لأن خالد بن معدان تابعي، لكن في الطريق إليه محمد بن

يونس وهو الكديمي؛ وهو كذاب.

(تنبيه) : قوله: " اعتموا " بكسر همزة الوصل وشد الميم؛ أي: البسوا

 

(5/369)

 

 

العمائم، وضبطه المناوي بفتح همزة القطع وكسر المثناة وضم الميم، أي صلوا

العشاء في العتمة. وتبعه على هذا الضبط جماعة منهم " الفتح الكبير "، وهو

خطأ سببه عدم الانتباه لسبب ورود الحديث، فإن ذكر الثياب فيه قرينة ظاهرة على

أن المقصود ما ذكرنا، ويؤيد ذلك أن مخرجه البيهقي أورده في " فصل في العمائم "!

2348 - " أعربوا القرآن؛ فإن من قرأ القرآن، فأعربه، فله بكل حرف عشر حسنات،

وكفارة عشر سيئات، ورفع عشر درجات ".

موضوع

رواه الطبراني في " الأوسط " (8/282 - 283/7570 - ط) من طريق نهشل عن الضحاك

عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. قال الهيثمي (7/163) :

" وفيه نهشل، وهو متروك ".

قلت: وهو ابن سعيد الورداني، قال الطيالسي وابن راهو يه:

" كذاب ".

وقال أبو سعيد النقاش:

" روى عن الضحاك الموضوعات ".

قلت: وقد روي الحديث من طرق أخرى عن ابن مسعود وغيره بألفاظ قريبة من هذا،

ويزيد بعضهم على بعض، ولا يصح شيء منها، وبعضها أشد ضعفا من بعض، وقد

سبق تخريج طائفة منها عن ابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة برقم (1344 -

1347) بلفظ: " أعربوا.. " ويأتي تخريج طائفة أخرى من حديث عمر بن الخطاب،

وابنه عبد الله، وعائشة بلفظ: " من قرأ القرآن فأعربه.. " برقم (6582 -

6584) مع فائدة في معنى (الإعراب) .

 

(5/370)

 

 

2349 - " كيف تهلك أمة أنا أولها، وعيسى آخرها، والمهدي في وسطها ".

منكر

رواه ابن عساكر (2/95/2) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي: أخبرني طاهر

ابن علي: نا علي بن هاشم: نا أبو الهيثم محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين

أبا جعفر حدثه عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا سند مظلم، أحمد هذا أورده ابن عساكر بهذا الحديث، ولم يذكر فيه

جرحا ولا تعديلا.

وطاهر بن علي؛ هو الطبراني؛ لم أعرفه.

وأبو جعفر؛ هو الخليفة العباسي المشهور، لا يعرف حاله في الرواية.

وأبو الهيثم محمد بن إبراهيم لعله محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد

ابن علي بن عبد الله بن عباس؛ ترجمه الخطيب (1/384 - 386) ، وذكر أنه روى

العلم عن جماعة، منهم عمه أبو جعفر المنصور، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

ثم تأكد لدي أنه هو حين رأيت ابن عساكر رواه في مكان آخر (14/53/2) من طريق

خالد بن يزيد القشيري: حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي به.

والحديث منكر عندي، لأن ظاهره أن بين المهدي وعيسى سنين كثيرة مع أنه صح في

غير ما حديث أنهما يلتقيان في دمشق، ويأتم عيسى بالمهدي عليهما السلام، فكيف

يقال: إن المهدي في وسطها وعيسى في آخرها؟ !

والحديث رواه ابن عساكر أيضا من طريق عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا إسماعيل بن

عياش عن صفوان بن عمروعن عبد الرحمن بن نفير عن كثير بن مرة عن عبد الله بن

عمروبن العاص مرفوعا به، دون الجملة الوسطى.

 

(5/371)

 

 

وهذا وإن كان أقرب إلى الصواب؛ فإنه ضعيف جدا، فإن عبد الوهاب قال فيه أبو

حاتم:

" كذاب ".

2350 - " إذا بدا خف المرأة بدا ساقها ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/105) عن عقبة بن الزبير: حدثنا عبد الله بن محمد القداح:

حدثنا يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم.

بيض له الحافظ في " مختصره "، وإسناده مظلم.

محمد بن فضالة، وابنه يونس، وعبد الله بن محمد القداح؛ ترجمهم ابن أبي

حاتم (4/1/55 و4/2/246 و2/2/158) ، ولم يذكر فيهم جرحا ولا تعديلا، فهم

في عداد المجهولين، وقال الذهبي في (القداح) :

" مستور، ما وثق ولا ضعف، وقل ما روى ".

وعقبة بن الزبير، لم أر من ذكره.

 

(5/372)

 

 

2351 - " نهى عن ذبيحة نصارى العرب ".

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/55) عن إبراهيم بن أدهم عن أبيه عن سعيد بن

جبير عن ابن عباس قال: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله موثقون؛ غير أدهم والد إبراهيم، واسم أبيه

منصور؛ لم أجد من ترجمه.

وللحديث طريق أخرى ابن عدي (4/249/1 و5/320 - 321

 

(5/372)

 

 

ط) ، وعنه البيهقي (9/217) عن جبارة: حدثني عبد الحميد بن بهرام: حدثني شهر بن حوشب: حدثني ابن

عباس به. وقال البيهقي:

" هذا إسناد ضعيف، وقد روي عن ابن عباس خلافه ".

ثم روى من طريق مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه

سئل عن ذبائح نصارى العرب؟ فقال: لا بأس بها، وتلا هذه الآية " ومن

يتولهم منكم فإنه منهم ".

قلت: وإسناد هذا الموقوف صحيح، وهو مما يؤكد ضعف المرفوع، وشهر بن حوشب،

وجبارة وهو ابن مغلس؛ ضعيفان، وقال ابن عدي:

" عبد الحميد هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة روايته عن شهر بن

حوشب، وشهر ضعيف جدا ".

2352 - " نهى عن ذبيحة المجوسي، وصيد كلبه وطائره ".

ضعيف

أخرجه الدارقطني في " السنن " (ص 549) من طريق شريك عن الحجاج عن القاسم بن

أبي بزة وأبي الزبير عن سليمان اليشكري عن جابر قال: فذكره.

وأخرجه البيهقي (9/245) من هذا الوجه، إلا أنه لم يذكر في إسناده أبا

الزبير، وقال:

" الحجاج بن أرطاة لا يحتج به ".

قلت: لأنه مدلس، وقد عنعنه، وشريك، وهو ابن عبد الله القاضي؛ ضعيف أيضا

لسوء حفظه.

 

(5/373)

 

 

2353 - " الشيبة نور، من خلع الشيبة، فقد خلع نور الإسلام، فإذا بلغ الرجل أربعين

سنة، وقاه الله الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص) .

موضوع

رواه العقيلي في " الضعفاء " (444) ، وابن حبان في " المجروحين " (3/82) ،

والجرجاني في " الفوائد " (131/2) ، وابن عساكر (17/456/1) عن الوليد بن

موسى الدمشقي: حدثنا عبد الرحمن بن عمروالأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن

الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره. وقال ابن حبان، وأقره ابن عساكر:

" هذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

وقال العقيلي:

" الوليد بن موسى يروي عن الأوزاعي أحاديث بواطيل لا أصول لها، ليس ممن يقيم

الحديث ".

وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/200 - 201) من طريق العقيلي،

ثم قال:

" حديث لا يصح، قال ابن حبان: ... ". فذكر كلامه، لكن وقع فيه خلل، وقد

كان من حقه أن يورده في " الموضوعات " كما فعل في حديث آخر من رواية الوليد هذا

، وسيأتي برقم (6114) .

 

(5/374)

 

 

2354 - " من شاب شيبة في سبيل الله؛ تباعدت منه جهنم مسيرة خمسمائة عام ".

ضعيف جدا

رواه ابن عساكر (11/423/2) عن المسيب بن واضح

 

(5/374)

 

 

بن سرحان: نا أبو إسحاق

الفزاري عن زائدة عن أبان عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا: أبان؛ هو ابن أبي عياش، وهو متروك.

والمسيب بن واضح ضعيف.

2355 - " خذ من لحيتك ورأسك ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/263/1 و6440 - ط) من طريق أبي مالك النخعي عن

محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:

" رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مجفل الرأس واللحية، فقال: ما شوه

أحدكم أمس (كذا الأصل) قال: وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحيته

ورأسه يقول: ... " فذكره، وقال:

" أبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي غير قوي، وقد روينا عن حسان بن عطية

عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعث

والوسخ، لم يذكر الأخذ من اللحية والرأس. والله أعلم ".

قلت: أبو مالك النخعي ضعيف جدا، وقال في " التقريب ":

" متروك ".

وحديث حسان بن عطية قد خرجته في " الصحيحة " (493) .

واعلم أنه لم يثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأخذ من اللحية

، لا قولا، كهذا، ولا فعلا كالحديث المتقدم برقم (288) .

نعم ثبت ذلك عن بعض السلف، وإليك المتيسر منها:

 

(5/375)

 

 

1 - عن مروان بن سالم المقفع قال:

" رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف ".

رواه أبو داود وغيره بسند حسن؛ كما بينته في " الإرواء " (920) ،و" صحيح

أبي داود " (2041) .

2 - عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان إذا أفطر من رمضان وهو يريد الحج، لم

يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئا حتى يحج.

وفي رواية:

أن عبد الله بن عمر كان إذا حلق في حج أوعمرة أخذ من لحيته وشاربه.

أخرجه مالك في " الموطأ " (1/353) .

وروى الخلال في " الترجل " (ص 11 - المصورة) بسند صحيح عن مجاهد قال: رأيت

ابن عمر قبض على لحيته يوم النحر، ثم قال للحجام: خذ ما تحت القبضة.

قال الباجي في " شرح الموطأ " (3/32) :

" يريد أنه كان يقص منها مع حلق رأسه، وقد استحب ذلك مالك رحمه الله، لأن

الأخذ منها على وجه لا يغير الخلقة من الجمال، والاستئصال لهما مثلة ".

3 - عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: " وليقضوا تفثهم ":

" التفث: حلق الرأس، وأخذ الشاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقص

الأظفار، والأخذ من العارضين، (وفي رواية: اللحية) ، ورمي الجمار،

والموقف بعرفة والمزدلفة ".

 

(5/376)

 

 

رواه ابن أبي شيبة (4/85) وابن جرير في " التفسير " (17/109) بسند صحيح.

4 - عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: " ثم ليقضوا تفثهم "

، فذكر نحوه بتقديم وتأخير، وفيه:

وأخذ من الشاربين واللحية ".

رواه ابن جرير أيضا، وإسناده صحيح، أوحسن على الأقل.

5 - عن مجاهد مثله بلفظ:

" وقص الشارب ... وقص اللحية ".

رواه ابن جرير بسند صحيح أيضا.

6 - عن المحاربي (وهو عبد الرحمن بن محمد) قال: سمعت رجلا يسأل ابن جريج عن

قوله: " ثم ليقضوا تفثهم "، قال:

" الأخذ من اللحية ومن الشارب ... ".

7 - في " الموطأ " أيضا أنه بلغه:

أن سالم بن عبد الله كان إذا أراد أن يحرم، دعا بالجملين، فقص شاربه وأخذ من

لحيته قبل أن يركب، وقبل أن يهل محرما.

8 - عن أبي هلال قال: حدثنا شيخ - أظنه من أهل المدينة - قال:

رأيت أبا هريرة يحفي عارضيه: يأخذ منهما. قال: ورأيته أصفر اللحية.

 

(5/377)

 

 

رواه ابن سعد في " الطبقات " (4/334) .

قلت: والشيخ المدني هذا أراه عثمان بن عبيد الله، فإن ابن سعد روى بعده

أحاديث بسنده الصحيح عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله قال:

رأيت أبا هريرة يصفر لحيته ونحن في الكتاب.

وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " (3/177) ، فالسند عندي حسن. والله أعلم.

قلت: وفي هذه الآثار الصحيحة ما يدل على أن قص اللحية، أوالأخذ منها كان

أمرا معروفا عند السلف، خلافا لظن بعض إخواننا من أهل الحديث الذين يتشددون في

الأخذ منها، متمسكين بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " وأعفوا اللحى "، غير

منتبهين لما فهموه من العموم أنه غير مراد لعدم جريان عمل السلف عليه وفيهم من

روى العموم المذكور، وهم عبد الله بن عمر، وحديثه في " الصحيحين "،

وأبو هريرة، وحديثه عن مسلم، وهما مخرجان في " جلباب المرأة المسلمة " (ص

185 - 187/ طبعة المكتبة الإسلامية) ، وابن عباس، وحديثه في " مجمع الزوائد

" (5/169) .

ومما لا شك أن راوي الحديث أعرف بالمراد منه من الذين لم يسمعوه من النبي

صلى الله عليه وسلم، وأحرص على اتباعه منهم. وهذا على فرض أن المراد بـ (الإعفاء)

 

(5/378)

 

 

التوفير والتكثير كما هو مشهور، لكن قال الباجي في " شرح الموطأ "

(7/266) نقلا عن القاضي أبي الوليد:

" ويحتمل عندي أن يريد أن تعفى اللحى من الإخفاء. لأن كثرتها أيضا ليس بمأمور

بتركه، وقد روى ابن القاسم عن مالك: لا بأس أن يؤخذ ما تطاير من اللحية وشذ

. قيل لمالك: فإذا طالت جدا؟ قال: أرى أن يؤخذ منها وتقص. وروي عن

عبد الله بن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يأخذان من اللحية ما فضل عن القبضة ".

قلت: أخرجه عنهما الخلال في " الترجل " (ص 11 - مصورة) بإسنادين صحيحين،

وروى عن الإمام أحمد أنه سئل عن الأخذ من اللحية؟ قال:

كان ابن عمر يأخذ منها ما زاد على القبضة، وكأنه ذهب إليه. قال حرب: قلت له

: ما الإعفاء؟ قال: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان هذا عنده

الإعفاء.

قلت: ومن المعلوم أن الراوي أدرى بمرويه من غيره، ولا سيما إذا كان حريصا

على السنة كابن عمر، وهو يرى نبيه صلى الله عليه وسلم - الآمر بالإعفاء -

ليلا نهارا. فتأمل.

ثم روى الخلال من طريق إسحاق قال:

" سألت أحمد عن الرجل يأخذ من عارضيه؟ قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.

قلت: حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

" احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى "؟

قال: يأخذ من طولها ومن تحت حلقه. ورأيت أبا عبد الله يأخذ من طولها ومن

تحت حلقه ".

 

(5/379)

 

 

قلت: لقد توسعت قليلا بذكر هذه النصوص عن بعض السلف والأئمة؛ لعزتها، ولظن

الكثير من الناس أنها مخالفة لعموم: " وأعفوا اللحى "، ولم يتنبهو القاعدة

أن الفرد من أفراد العموم إذا لم يجر العمل به، دليل على أنه غير مراد منه،

وما أكثر البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ (البدع الإضافية) إلا من هذا

القبيل، ومع ذلك فهي عند أهل العلم مردودة، لأنها لم تكن من عمل السلف،

وهم أتقى وأعلم من الخلف، فيرجى الانتباه لهذا فإن الأمر دقيق ومهم.

2356 - " كان يكثر القناع، ويكثر دهن رأسه، ويسرح لحيته بالماء ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/266/1) عن أبي بكر محمد بن هارون بن عيسى

الأزدي: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا بشر بن مبشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد

قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، وبشر بن مبشر؛ قال الذهبي في " الضعفاء ":

" مجهول ".

ومحمد بن هارون قال الدارقطني:

" ليس بالقوي ".

(تنبيه) عزا المناوي الحديث للترمذي أيضا في " الشمائل "، وهو وهم، فإن

الترمذي إنما أخرجه من حديث أنس بن مالك، وإسناده ضعيف أيضا كما بينته في

تخريج " المشكاة " (4445) ، ثم في " مختصر الشمائل " برقم (26) .

 

(5/380)

 

 

2357 - " كان يأمر بدفن الشعر والأظفار ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الكبير " (22/32/73) ، والبيهقي في

 

(5/380)

 

 

" الشعب " (2/269/2) من طريق محمد بن الحسن: حدثنا أبي: حدثنا قيس بن الربيع عن عبد الجبار بن

وائل عن أبيه مرفوعا، وقال البيهقي:

" هذا إسناد ضعيف، وروي من أوجه كلها ضعيفة ".

قلت: وفي هذا الإسناد ثلاث علل:

الأولى: الانقطاع؛ فإن عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه.

الثانية: ضعف قيس بن الربيع لسوء حفظه.

الثالثة: محمد بن الحسن، وهو ابن الزبير الأسدي الكوفي لقبه التل، قال

الحافظ:

" صدوق فيه لين ".

ومن الأوجه التي أشار إليها البيهقي ما أخرجه هو في " الشعب " (5/232/ رقم

6487) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " (4/2/45) ، ومن طريقه الدارقطني

في " المؤتلف والمختلف " (4/2094 - 2095) ، وابن عدي (6/208) ، والخلال

في " الترجل " (ص 20) ، والبزار (3/370/ رقم 2968 - زوائده) ، والطبراني

في " الكبير " (20/322/ رقم 762) ، و" الأوسط " (6/436/5934 - ط) عن محمد

ابن سليمان بن مسمول حدثني: عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه قال: حدثتني

ميل بنت مشرح الأشعرية أن أباها مشرح - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه

وسلم - قص أظفاره فجمعها، ثم دفنها، ثم قال:

" هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ". وقال الطبراني:

" تفرد به ابن مسمول ". وقال ابن عدي:

" عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ولا متنه ".

 

(5/381)

 

 

وأقره الذهبي في " الميزان ".

وقال الحافظ في " الإصابة " (3/421) :

" محمد بن سليمان ضعيف جدا ".

قلت: وفيه علل أخرى:

الأولى: ميل هذه لم أعرفها.

الثانية: سلمة بن وهرام؛ ضعفه أبو داود كما في " الضعفاء " للذهبي.

الثالثة: عبيد الله بن سلمة؛ لينه أبو حاتم.

ومن ذلك ما ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الحكيم عن عائشة مرفوعا بلفظ:

" كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر والظفر، والدم، والحيضة،

والسن، والعلقة، والمشيمة ".

وقال المناوي في " شرحه ":

" وظاهر صنيع المصنف أن الحكيم خرجه بسنده كعادة المحدثين، وليس كذلك، بل

قال: وعن عائشة، فساقه بدون سند كما رأيته في كتابه " النوادر "، فلينظر ".

وفي دفن دم الحجامة خاصة حديث موضوع فيه آفات سيأتي تخريجه برقم (6327) ،

وتقدم آخر برقم (713) ، وفيه دفن الشعر أيضا والأظفار.

وفي تعليق الأخ (مشهور) على كتاب " الخلافيات " (1/250 - 253) أحاديث أخرى

، وخرجها وبين عللها، فمن شاء التوسع رجع إليه، وقد أشار البيهقي إلى

تضعيفها كلها، ولذلك قال أحمد:

 

(5/382)

 

 

" يدفن الشعر والأظفار، وإن لم يفعل لم نر به بأسا ".

رواه عنه الخلال في " الترجل " (ص 19) .

2358 - " بيت لا صبيان فيه؛ لا بركة فيه، وبيت لا خل فيه؛ قفار لأهله ".

ضعيف. رواه الديلمي (2/1/13) من طريق أبي الشيخ عن عبد الله بن هارون الفروي:

حدثنا قدامة بن محمد بن حشرم عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبيه (1) عن الزهري

عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف: قدامة بن محمد بن {خشرم} ، قال الذهبي:

" تكلم فيه ابن حبان، ومشاه غيره، قال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة ".

وعبد الله بن هارون الفروي، قال الذهبي:

" له مناكير، ولم يترك، ذكره ابن عدي وطعن فيه ".

__________

(1) كذا بالأصل بتكرار " أبيه "

 

(5/383)

 

 

2359 - " من سعادة المرء حسن الخلق ".

موضوع

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (رقم 300) عن الخرائطي، وهذا في " المكارم

" (رقم 37) ، وعنه ابن عساكر (15/1038) قال: أنا أبو الحارث محمد بن مصعب

الدمشقي: نا هشام بن عمار قال: نا القاسم بن عبد الله قال: نا محمد بن

المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

 

(5/383)

 

 

قلت: وهذا سند موضوع، وآفته القاسم بن عبد الله، وهو العمري؛ قال أحمد:

" كان يكذب ويضع الحديث ".

وسائر رجال السند ثقات؛ غير أبي الحارث هذا، ترجمه ابن عساكر بروايته عن جمع

غير هشام، وعنه الخرائطي فقط، وقال: " وأظنه مات في الغربة ". ولم يذكر

فيه جرحا.

وقد توبع، فأخرجه البيهقي في " الشعب " (6/249/8039) من طريق الحسن بن

سفيان: نا هشام بن عمار به، وزاد:

" ومن شقوته سوء الخلق ".

وقال المناوي:

" قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف، وذلك لأن فيه الحسن بن سفيان، أورده

الذهبي في " ذيل الضعفاء "، وقال: قال البخاري: لم يصح حديثه عن هشام بن

عمار. قال أبو حاتم: صدوق تغير، عن القاسم بن عبد الله بن عمر العمري قال في

" الضعفاء " قال أحمد: كان يكذب ويضع، ورواه عنه الخرائطي في المكارم ".

قلت: ثم إن الحسن بن سفيان هذا ليس هو صاحب " الأربعين "، فهذا ضعيف، وذاك

حافظ ثقة.

وللحديث طريق آخر عن ابن المنكدر، يرويه إسحاق بن بشر الكاهلي: حدثنا عمار

ابن سيف عن محمد بن أبي حميد عنه بلفظ:

" من سعادة ابن آدم حسن الخلق، ومن شقاوة ابن آدم سوء الخلق ".

 

(5/384)

 

 

أخرجه الخطيب في " الموضح " (1/239 - 240) ، وقال:

" وهو إسحاق بن مقاتل الأسدي الذي روى عنه أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار ".

قلت: هو إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي الكوفي، كذبه ابن أبي شيبة

وموسى بن هارون وأبو زرعة، وقال الدارقطني:

" هو في عداد من يضع الحديث ".

وعمار بن سيف، مختلف فيه.

ومحمد بن أبي حميد هو المدني، قال الحافظ:

" ضعفوه ".

ثم إن الخرائطي رواه (39) عن شيخه المتقدم (محمد بن مصعب الدمشقي) بإسناد

آخر له عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا به دون الزيادة، وفيه عنعنة بقية بن الوليد

، عن شيخه (إسماعيل) - لم ينسب -، فهو من شيوخه المجهولين، وقول الدكتورة

المعلقة على " المكارم " أنه (إسماعيل بن أبي خالد البجلي) مجرد دعوى، بل

إني أخشى أن يكون مقحما في الإسناد، فإنه من رواية بقية عنه عن محمد بن أبي

جميلة، ففي " الجرح ":

" محمد بن أبي جميلة.. روى عنه بقية.. مجهول ". وانظر " تيسير الانتفاع ".

2360 - " الأكل بأصبع واحد أكل الشيطان، وبالاثنين أكل الجبابرة، وبالثلاثة أكل

الأنبياء ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/367) من طريق أبي أحمد الغطريفي

 

(5/385)

 

 

وهذا في " جزئه " (رقم 41) عن رشدين عن أبي حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو حفص المكي الظاهر أنه عمر بن حفص القرشي المكي،

فقد ذكر له الذهبي في ترجمته بهذا الإسناد حديثا آخر في الجهر بالبسملة، وقال:

" لا يدرى من ذا، والخبر منكر ".

ورشدين - وهو ابن سعد - ضعيف سيىء الحفظ.

2361 - " استعيذوا بالله من الرغب ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/48) عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع

ابن حبان عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

وأشار الحافظ إلى إعلاله بإسماعيل، وهو ضعيف.

 

(5/386)

 

 

2362 - " استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد، وقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين

من ياقوت، حيث يشاء من الجنة ".

موضوع

أخرجه ابن سعد (4/37) : أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم

ابن عمر بن قتادة. قال: وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر

ابن محمد بن عمروبن حزم - زاد أحدهما على صاحبه - قال:

" لما أخذ جعفر بن أبي طالب الراية جاءه الشيطان، فمناه الحياة الدنيا، وكره

له الموت، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟ ! ثم

 

(5/386)

 

 

مضى قدما حتى استشهد، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له،

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذان إسنادان موضوعان، آفتهما محمد بن عمر - وهو الواقدي - وهو متهم

بالكذب.

وشيخه الآخر مجهول كما في " الجرح والتعديل " (3/1/32) ، ومع تلك الآفة

فالإسنادان - مع ضعفهما الشديد - مرسلان! !

لكن قد صح مرفوعا طيران جعفر رضي الله عنه في الجنة مع الملائكة بجناحين. جاء

ذلك من طرق عن جمع من الصحابة بعضها صحيح؛ كما تقدم بيان ذلك في " الصحيحة " (1226) .

2363 - " استعينوا في شدة الحر بالحجامة، فإن الدم ربما تبيغ (1) بالرجل فقتله ".

موضوع

رواه الديلمي (1/25/1) عن إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار [عن أبيه] (2) :

حدثنا عبد الواحد بن صفوان: نا مجاهد: حدثنا ابن عباس قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأشار الحافظ إلى إعلاله بإسماعيل هذا، وليس بشيء، فإن إسماعيل لا بأس به

كما قال أبو حاتم على ما في " الميزان "، وقال الساجي:

" أحسبه لحقه ضعف أبيه ".

__________

(1) تبيغ الدم: ثار وهاج. اهـ.

(2) سقطت من الأصل، وإثباتها مما لابد منه، لأن عبد الواحد بن صفوان إنما يروي عنه حفص بن عمر أبو إسماعيل كما يأتي، وليس إسماعيل نفسه. اهـ

 

(5/387)

 

 

قلت: فالعلة من أبيه، وهو حفص بن عمر بن دينار الأيلي، قال أبو حاتم:

" كان شيخا كذابا ".

وقال العقيلي:

" يحدث عن الأئمة بالبواطيل ".

وعبد الواحد بن صفوان؛ قال في " الميزان ":

" عن يحيى: ليس بشيء، حدث عنه حفص بن عمر ... وروى الكوسج عن ابن معين:

صالح ".

وقد مضى للحديث طريق آخر، ولكنه شديد الضعف أيضا، إلا جملة التبيغ، فراجع

ما تقدم برقم (2331) .

2364 - " العين حق، ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم ".

ضعيف

أخرجه أحمد (2/439) ، وعنه الطبراني في " مسند الشاميين " (1/265/459) ،

وهذا عن أبي مسلم الكشي أيضا، كلاهما عن ثور بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة

مرفوعا به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي (5/107) :

" رجاله رجال الصحيح ".

قلت: لكنه منقطع، فإن مكحولا عن أبي هريرة مرسل كما في " الميزان " للذهبي.

وسكت عنه الحافظ في " الفتح " (10/200) ، ولعله لشواهد الجملة الأولى منه،

فانظر " الصحيحة " (1248 - 1251) .

وقد أبعد السيوطي النجعة، فعزا الحديث إلى الكجي فقط في " سننه "!

 

(5/388)

 

 

2365 - " لا يزال المسروق منه في تهمة ممن هو بريء منه حتى يكون أعظم جرما من السارق ".

منكر

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/302/2) من طريق أبي النضر: حدثنا أبو سهل:

حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو سهل هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث، وهو

الخراساني، ذكره الذهبي في " الميزان " لهذا الحديث، وقال:

" هذا حديث منكر، رواه عنه أبو النضر هاشم ".

قلت: وقد صح عن ابن مسعود موقوفا، عند البخاري في " الأدب المفرد " (1289)

، ولا وجه لمن استنكره؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، إلا أن يقصد مجرد

التفرد، وحينئذ فلا ضير، كما هو الشأن في حديث البخاري عن جابر في صلاة

الاستخارة، وقد سبقت الإشارة إليه تحت الحديث (2305) .

 

(5/389)

 

 

2366 - " لا ينامن أحدكم في معصفرة، فإنها محتضرة ".

موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (17/178 - 179) : حدثنا أحمد بن رشدين

المصري: حدثنا خالد بن عبد السلام الصدفي: حدثنا الفضل بن المختار عن

عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال: فذكر أحاديث مرفوعة هذا

أحدها (474) .

وهذا موضوع. آفته الفضل بن المختار، فإنه منكر الحديث، وذكر له ابن الجوزي

حديثا غير هذا في " الموضوعات "، وقد تقدم في المجلد الأول برقم (284) .

 

(5/389)

 

 

والحديث ذكره الديلمي في " مسند الفردوس " (3/198) معلقا من رواية أبي نعيم

: أخبرنا الطبراني به.

2367 - " ما شر أحدكم لوكان في بيته محمد، ومحمدان، وثلاثة ".

ضعيف

أخرجه ابن سعد (5/54) : أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال: حدثنا محمد بن

عثمان العمري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، العمري هذا وأبو هـ لم أعرفهما، والظاهر أنه مرسل.

وأما قول المناوي في أبيه:

" هو عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري المدني، نزيل

البصرة؛ قال في " التقريب ": صدوق ربما وهم ".

فلا يظهر لي صوابه، لأنهم لم يذكروا في ترجمته ابنه محمدا في الرواة عنه.

والله أعلم.

 

(5/390)

 

 

2368 - " ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة. ألا يا رب

نفس جائعة عارية في الدنيا، طاعمة ناعمة يوم القيامة. ألا يا رب مكرم لنفسه

وهو لها مهين. ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم. ألا يا رب متخوض ومتنعم

في ما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق. ألا وإن عمل النار سهلة

بسهو ة. ألا يا رب شهو ة ساعة أورثت حزنا طويلا ".

 

(5/390)

 

 

ضعيف جدا.

رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " (3 رقم 36 من نسختي) ، وابن سعد في "

الطبقات " (7/423) ، وابن الجوزي في " ذم الهو ى " (ص 38) ، والديلمي (

1/2/343) ؛ كلهم عن بقية: حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن

نفير عن أبي البجير - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال:

أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع، فوضع على بطنه حجرا، ثم قال:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، سعيد بن سنان - هو أبو مهدي الحمصي - متروك،

ورماه الدارقطني وغيره بالوضع؛ كما قال الحافظ.

2369 - " كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه ".

ضعيف

أخرجه ابن حبان (483 - الإحسان) ، وأحمد (2/365) ، وعلي بن الجعد في "

الجعديات " (1063/3072) ، وعنه ابن أبي الدنيا في " العقل وفضله " (ص 10)

، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 4) ، والدارقطني في " السنن " (

3/303/214) ، والحاكم في " المستدرك " (1/123 و2/162) ، وعنه البيهقي في

" الشعب " (2/25/1) ، وفي " السنن " (7/136 و10/195) ، والقضاعي (190)

من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة

مرفوعا. وقال الحاكم:

" صحيح على شرط مسلم ". وتعقبه الذهبي بقوله:

" الزنجي ضعيف "، فأصاب.

وفي التقريب:

 

(5/391)

 

 

" هو صدوق كثير الأوهام ".

قلت: فتحسين المعلق على " مسند أبي يعلى " (11/334) لإسناده تحسين مرفوض،

وقد أشار البيهقي إلى تضعيفه بقوله:

" هذا يعرف بمسلم بن خالد، وقد روي من وجهين آخرين ضعيفين عن أبي هريرة ".

قلت: أحدهما يرويه معدي بن سليمان عن ابن عجلان عن أبيه عنه به، وزاد زيادة

منكرة.

أخرجه أبو يعلى بتمامه (11/333/6451) ، وعنه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/197/297) ، وابن حبان في " الضعفاء " (3/41) بالزيادة فقط، وقال:

" معدي بن سليمان كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات، والملزقات عن الأثبات ".

والآخر: أخرجه الحاكم أيضا من طريق أحمد بن المقدام: حدثنا المعتمر عن

عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة به.

وعبد الله بن سعيد متروك شديد الضعف فلا يستشهد به.

2370 - " إن الناس ليحجون ويعتمرون، ويغرسون النخل بعد خروج يأجوج ومأجوج ".

ضعيف بهذا التمام

أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (941) : حدثنا روح بن عبادة:

حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 

(5/392)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فقد قال

الحاكم:

" لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس ". وكذا قال أحمد.

قلت: ويؤيده أن بعض الثقات قد ذكر بين قتادة وأبي سعيد (عبد الله بن أبي

عتبة) ، دون جملة الغرس، فهي منكرة.

رواه البخاري وغيره، وتقدم تخريجه في " الصحيحة " تحت الحديث (2430) .

2371 - " قال الله عز وجل: إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري،

وأرزق ويشكر غيري ".

ضعيف

رواه البيهقي في " الشعب " (2/11/1) عن مهنأ بن يحيى، وابن عساكر (5/350/1

) من طريق الطبراني، وهذا في " مسند الشاميين " (2/93/974) : نا خير بن

عرفة المصري: نا حيوة بن شريح الحمصي كلاهما قال: نا بقية بن الوليد: حدثني

صفوان بن عمرو: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير وشريح بن عبيد الحضرميان عن

أبي الدرداء مرفوعا.

قلت: أورده ابن عساكر في ترجمة خير بن عرفة، وذكر أنه توفي سنة ثلاث

وثمانين ومائتين وقد أسن، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وهذا إسناد رجاله ثقات، وبقية قد صرح بالتحديث، ولكنه منقطع، فإن

عبد الرحمن بن جبير وشريح بن عبيد لم يدركا أبا الدرداء، فعلة الحديث

الانقطاع.

وأما إعلال المناوي إياه بتدليس بقية، وجهالة مهنأ بن يحيى، فمردود بأن

 

(5/393)

 

 

بقية قد صرح بالتحديث في الطريقين، وأن مهنأ بن يحيى ليس مجهولا، فقد قال

الأزدي: " منكر الحديث ".

وقال الدارقطني: " ثقة نبيل ". وقال ابن حبان في " الثقات " (9/204) :

" مستقيم الحديث ".

وإنما المجهول مهنأ بن عبد الحميد. ومع ذلك فقد وثقه أبو داود.

والحديث عزاه السيوطي للحكيم الترمذي والبيهقي فقط، وزاد عليه المناوي

الحاكم، ولم أره في مستدركه "، وهو المراد عند إطلاق العزوإليه.

وذكر المناوي أيضا أن الحكيم لم يذكر له سندا، فكان اللائق عدم عزوه إليه.

ثم راجعت له " فهرس المستدرك " الذي وضعته حديثا، فلم أره فيه. ثم رأيت

السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للحاكم في " التاريخ "، فزال الإشكال

والحمد لله. وكما أخطأ المناوي في الإطلاق المذكور؛ أخطأ المعلق على "

الفردوس " (3/166) ، فأطلق العزوإلى (الترمذي) ! فأوهم أنه أبو عيسى صاحب

السنن! ! والله أعلم.

2372 - " الآخذ بالشبهات يستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والبخس بالزكاة ".

موضوع

ولوائح وضع بعض المتفقهة عليه ظاهرة. رواه الديلمي (1/2/366) من طريق أبي

الشيخ عن بشار بن قيراط: حدثنا علي بن صالح المكي عن محمد بن عمر بن علي

عن أبيه عن جده مرفوعا.

 

(5/394)

 

 

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته بشار بن قيراط؛ كذبه أبو زرعة، وقال أبو

حاتم:

" لا يحتج به ".

2373 - " من رضي من الله بالقليل من الرزق؛ رضي الله عنه بالقليل من العمل ".

ضعيف

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (300/1) ، والخطيب في " الموضح " (1/252) ،

والبيهقي في " الشعب " (2/14/1) عن إسحاق الفروي: حدثني سعيد بن مسلم بن

بانك: أنه سمع علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل إسحاق هذا، وهو ابن محمد الفروي. قال الذهبي:

" صدوق في الجملة، صاحب حديث: قال أبو حاتم: صدوق ذهب بصره فربما لقن،

وكتبه صحيحة. وقال مرة: مضطرب، وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة

لا يتابع عليها، وذكره ابن حبان في " الثقات ". وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال الدارقطني: لا يترك. وقال أيضا: ضعيف، قد روى عنه البخاري،

ويوبخونه على هذا ".

وللحديث شاهد، يرويه موسى بن إبراهيم: نا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن

أبيه عن جده مرفوعا.

أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (ق 71/1) .

وهذا إسناد ضعيف جدا، موسى بن إبراهيم - وهو المروزي - متروك.

 

(5/395)

 

 

2374 - " ما أبالي ما رددت به عني الجوع ".

ضعيف

رواه ابن أبي الدنيا في " الجوع " (9/2) من طريق ابن المبارك، وهذا في "

الزهد " (571) : أخبرنا الأوزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإعضاله.

 

(5/396)

 

 

2375 - " ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي؟ هم حملة القرآن

والأحاديث عني وعنهم [لله] وفي الله ".

موضوع

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/134) ، وعنه الديلمي (1/2/340) ،

والسهمي في " تاريخ جرجان " (330) عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن

علي بن أبي طالب مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، والآفة من عبد الغفور هذا،

وهو أبو الصباح الواسطي، قال الذهبي:

" قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث. وقال

البخاري: تركوه ".

 

(5/396)

 

 

2376 - " أيما إمام سها، فصلى باقوم وهو جنب، فقد مضت صلاتهم، ثم ليغتسل هو، ثم

ليعد صلاته، وإن صلى بغير وضوء، فمثل ذلك ".

ضعيف جدا

رواه الديلمي (1/2/354) من طريق الدارقطني، وهذا في " السنن " (1/364) عن

بقية عن عيسى بن إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن البراء بن عازب مرفوعا.

 

(5/396)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا.

بقية مدلس وقد عنعنه.

وعيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - متروك. ومثله جويبر.

والضحاك لم يلق البراء كما قال الحافظ.

2377 - " تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والقوهم بوجوه مكفهرة، والتمسوا

رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم، قالوا: يا نبي الله فمن

نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ومن يرغبكم في

الآخرة عمله ".

ضعيف

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (316/2) ، وعنه الديلمي (2/1/33) : حدثنا

علي بن الحسن بن أحمد الحراني: حدثنا أبي: حدثنا يحيى بن عبد الله الحراني:

حدثنا عمر - يعني ابن سالم الأفطس - عن أبيه عن الحسن، وعن عروة عن ابن

مسعود مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عمر بن سالم الأفطس شبه مجهول، ترجمه المزي في "

التهذيب " (2/505/2) برواية ثقتين عنه، ولم يحك توثيقه إلا عن ابن حبان.

ويحيى بن عبد الله الحراني - وهو البابلتي - ضعيف، استشهد به البخاري.

وعلي بن الحسن - هو علي بن عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني - لم أجد له

ترجمة فيما لدي من المصادر الآن، ولعله في " تاريخ ابن عساكر ".

وأبو عبد الله بن الحسن؛ قال الذهبي:

 

(5/397)

 

 

" معمر صدوق، روى عن البابلتي وعفان ... ".

والحديث عزاه السيوطي لابن شاهين في " الأفراد "، وبيض له المناوي.

2378 - " خذ الأمر بالتدبر، فإن رأيت في عاقبته خيرا، فأمضه، وإن خفت غيا فأمسك ".

ضعيف جدا

رواه البيهقي في " الشعب " (2/24/1) عن عبد الرزاق، وهذا في " مصنفه " (

11/165/20212) ، ومن طريقه ابن عدي (1/385) ، والبغوي في " شرح السنة " (

3600) ، والديلمي (2/111) عن أبان عن أنس أن رجلا قال للنبي صلى الله

عليه وسلم: أوصني، فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، أبان - وهو ابن أبي عياش - متهم، وتساهل

البيهقي فقال عقب الحديث:

" أبان بن أبي عياش ضعيف في الرواية "!

وتقدم نحوه (2308) من حديث ابن مسعود.

 

(5/398)

 

 

2379 - " العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والحلم وزيره، والصبر

أمير جنوده، والرفق والده، واللين أخوه ".

موضوع

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/25/2) عن سوار بن عبد الله العنبري: حدثنا

عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي: حدثني عبد الرحمن بن يزيد العمي عن

أبيه عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد مرسل موضوع، عبد الرحمن بن يزيد العمي لم أعرفه، وأخشى أن

يكون تحرف على الناسخ، والصواب عبد الرحيم بن زيد العمي، فإنه

 

(5/398)

 

 

معروف

بالإكثار من الرواية عن أبيه، وهو كذاب كما قال يحيى، وقال البخاري:

" تركوه ".

وأبو هـ ضعيف.

وأبو بحر البكراوي ضعيف، قال أحمد:

" طرح الناس حديثه ".

وسوار العنبري، قال الثوري:

" ليس بشيء ".

ورواه القضاعي في " مسند الشهاب " (152) من طريق محمد بن إبراهيم قال: نا

رواد بن إبراهيم قال: نا أبو يحيى عبد الحكم - هو ابن ميسرة - عن مالك عن محمد

ابن عبيد الله عن أبي الدرداء مرفوعا به، بتقديم وتأخير، وقال:

" والبر أخوه " مكان: " واللين أخوه ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبيد الله؛ إن كان العرزمي، فهو متروك،

ولم يدرك أبا الدرداء، وإن كان غيره، فلم أعرفه، وقيل عن مالك عن محمد بن

عبد الله كما يأتي.

وعبد الحكم بن ميسرة، قال أبو موسى المديني:

" لا أعرفه ".

ومن دونه لم أعرفهم. وضعفه العراقي في " تخريج الإحياء " (3/186) هو

وحديث أبي هريرة الآتي. وعزاه لأبي الشيخ في كتاب " الثواب " من حديث أنس

بسند ضعيف.

وقد أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (270) عن أبي الهيثم خالد

 

(5/399)

 

 

بن رقاد:

حدثنا أبي وعبد الحكم بن ميسرة عن مالك بن أنس عن محمد بن عبد الله عن أبي

الدرداء.

ومن دون عبد الحكم لم أعرفهم أيضا.

وقد رواه القضاعي (153) من طريق محمد بن فور بن عبد الله بن مهدي: حدثنا

معاذ بن عيسى: حدثنا عمر بن محمد الطنافسي عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن

الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الذهبي في ترجمة (ابن فور) هذا، وأقره العسقلاني:

" هذا حديث موضوع على الطنافسي، فالآفة هذا أوشيخه ".

وبعد، فإن لوائح الصنع والوضع على الحديث ظاهرة، لا سيما وقد قال شيخ

الإسلام ابن تيمية وغيره:

" أحاديث العقل كلها موضوعة ".

2380 - " الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله، وحرم حرامه

، ورجل آتاه الله مالا، فوصل به أقرباءه ورحمه، وعمل بطاعة الله، تمنى أن

يكون مثله.

ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق

حديث، وحفظ أمانة ".

ضعيف

رواه ابن عساكر (17/149/1) عن روح بن صلاح المصري: نا موسى بن علي بن رباح

عن أبيه عن عبد الله بن عمروبن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

(5/400)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأن روح بن صلاح ضعيف الحديث كما قال الدارقطني،

وضعفه غيره كما سبق تحقيقه تحت الحديث (23) .

وجملة الحسد قد صحت باختصار في " الصحيحين " وغيرهما من حديث ابن مسعود

وغيره، وهو مخرج في " الروض النضير " (8977) .

2381 - " كان إذا جاء الشتاء، دخل البيت ليلة الجمعة، وإذا جاء الصيف؛ خرج ليلة

الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا؛ حمد الله وصلى ركعتين، وكسا الخلق ".

ضعيف

رواه الخطيب (8/414) ، وعنه ابن عساكر (6/113/2) عن محمد بن الحسن بن سهل

: حدثنا عبد الله بن عامر التميمي: حدثنا الربيع الحاجب: حدثني أبو جعفر

المنصور عن أبيه عن جده عن أبي جده قال: فذكره مرفوعا.

أورداه في ترجمة الربيع هذا، وهو ابن يونس حاجب المنصور، ولم يذكرا فيه

جرحا ولا تعديلا، ومن فوقه غالبهم لا يعرف حالهم، ومن دونه لم أجد من

ترجمهم، وقد أشار إلى هذا المناوي في " الفيض " بقوله:

" وهو من رواية الربيع هذا المذكور عن الخليفة المنصور عن أبيه عن جده، وبه

عرف حال السند "!

ثم رواه الخطيب (3/196 - 197) عن خزيمة بن خازم عن الفضل بن الربيع عن المهدي

عن المنصور به دون قضية اللبس. وقال:

" غريب جدا من حديث المهدي عن آبائه، وعجيب من رواية الفضل بن

 

(5/401)

 

 

الربيع بن يونس

الحاجب عن المهدي، وعزيز من حديث خزيمة بن خازم القائد عن الفضل، لم أكتبه

إلا بهذا الإسناد ".

ثم رواه (14/434) عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: قالت لي زينب ابنة

سليمان عن أبيها (سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس) عن جدها عن ابن عباس

مرفوعا.

قلت: وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال الدارقطني:

" يضع الحديث ".

وقد روي من طريق آخر عن ابن عباس بسند فيه متروك، وآخر غير معروف، وليس

فيه جملة اللباس.

وكذلك روي من حديث عائشة، وفيه وضاع، وقد خرجتهما فيما يأتي برقم (5924) .

2382 - " إذا أصابت أحدكم مصيبة، فليقل: " إنا لله وإنا إليه راجعون "، اللهم

عندك أحتسب مصيبتي، فآجرني فيها، وأبدل لي بها خيرا منها ".

ضعيف

أخرجه أبو داود (3119) ، وابن السني (573) ، والحاكم (4/16 - 17) ،

وأحمد (6/317) من طرق عن حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة

عن أبيه عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال الحاكم:

" صحيح الإسناد، فإن ابن عمر الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث سماه

غيره سعيد بن عمر بن أبي سلمة "!

 

(5/402)

 

 

قلت: ووافقه الذهبي، فلم يصنع شيئا، لأن مجرد تسمية الراوي لا يزيل عنه

الجهالة العينية، فضلا عن جهالة الحال كما لا يخفى على أهل العلم، والذهبي

نفسه قد أورد ابن عمر هذا في " الميزان "، وقال: " لا يعرف "، لا سيما وهو

قد اضطربوا عليه في إسناده على وجوه:

الأول: ما تقدم من رواية الجماعة عنه.

الثاني: قال أحمد (6/313) : حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة بن إلا أنه

قال عن أم سلمة قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره من مسند أبي سلمة!

وتابعه روح قال: حدثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أحمد أيضا (4/27) .

الثالث: قال الترمذي (2/265) : حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا عمروبن عاصم:

حدثنا حماد بن سلمة به مثل الوجه الثاني، إلا أنه قال: " عن ثابت عن عمر بن

أبي سلمة "، لم يذكر ابن عمر في إسناده! وقال:

" حديث غريب من هذا الوجه ".

الرابع: أخرجه الخطيب في " التاريخ " (11/355) عن زهير بن العلاء: حدثنا

ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا.

لكن زهيرا هذا قال أبو حاتم:

" أحاديثه موضوعة ".

وأما ابن حبان، فذكره في " الثقات "!

ومما يرجح الوجه الثاني: أنه من حديث أم سلمة عن أبي سلمة، رواية عبد الملك

ابن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سلمة حدثها:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

 

(5/403)

 

 

" ما من مسلم يصاب بمصيبة، فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله " إنا لله ...

" " الحديث نحوه.

أخرجه ابن ماجه (1598) .

لكن عبد الملك هذا ضعيف كما قال الحافظ.

ويرجحه أيضا ما روى عمروبن أبي عمروعن المطلب عن أم سلمة قالت:

" أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد سمعت من

رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا فسررت به، قال:

" لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة، فيسترجع عند مصيبته ... " الحديث نحوه.

أخرجه أحمد (4/27 - 28) .

ورجاله ثقات، لكن المطلب هذا - وهو ابن عبد الله بن المطلب المخزومي - كثير

التدليس.

وفي " صحيح مسلم " 0 3/38) وغيره من طريق أخرى عن أم سلمة قالت: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره بنحوه. وهو أصح، وقد خرجته في "

أحكام الجنائز " (23) . والله أعلم.

2383 - " الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة، وتؤتي

الزكاة، ثم أنت مهاجر، وإن مت بالحضر ".

ضعيف

أخرجه أحمد (2/224 - 225) عن العلاء بن عبد الله بن رافع: حدثنا حنان بن

خارجة عن عبد الله بن عمروقال:

" جاء أعرابي ملوي جريء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

يا رسول الله: أخبرنا

 

(5/404)

 

 

عن الهجرة إليك أينما كنت، أولقوم خاصة، أم إلى أرض

معلومة، أم إذا مت انقطعت؟ قال: فسكت عنه يسيرا، ثم قال: أين السائل؟ قال

: ها هو ذا يا رسول الله، قال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حنان هذا قال الذهبي:

" لا يعرف، تفرد عنه العلاء بن عبد الله بن رافع، أشار ابن القطان إلى تضعيفه

للجهل بحاله ".

والحديث رواه غير أحمد أيضا، فانظر " ضعيف أبي داود " (434) .

2384 - " إذا مت أنا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان؛ فإن استطعت أن تموت فمت ".

ضعيف

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " (1/345) ، وأبو نعيم في " الحلية " (8/280)

، وابن عساكر (ص 166 / ترجمة عثمان - ط) من طريق سلم بن ميمون الخواص عن

سليمان بن حيان الأحمر أبي خالد، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم

عن سهل بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:

" غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد ".

قلت: وهو صدوق يخطىء كما قال الحافظ، واحتج به الشيخان، لكن الراوي عنه

سلم الخواص في ترجمته أورده ابن حبان وقال:

" بطل الاحتجاج به ". وأقره الذهبي في " الضعفاء ".

 

(5/405)

 

 

ومن هذا الوجه أخرجه الإسماعيلي وغيره مطولا، وسيأتي تخريجه تحت الحديث (6191) .

2385 - " إذا التقى المسلمان، فسلم أحدهما على صاحبه؛ كان أحبهما إلى الله تعالى

أحسنهما بشرا بصاحبه، ونزلت بينهمامائة رحمة، للبادي تسعون، وللمصافح عشرة ".

ضعيف جدا

رواه السهمي في " تاريخ جرجان " (360 - 361) ، والإسماعيلي في " المعجم " (

ق 38/1) ، وابن شاهين في " الترغيب " (ق 310/2) ، والخرائطي في " مكارم

الأخلاق " (2/820/909) ، والدولابي في " الكنى " (1/152) ، والديلمي (

1/1/159) من طريق أبي الشيخ معلقا، وابن قدامة في " المتحابين في الله " (

108/2) ، والضياء المقدسي في " المصافحة " (32/1) عن عمر بن عامر التمار عن

عبيد الله بن الحسن عن الجريري عن أبي عثمان عن عمر بن الخطاب مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد واه جدا، آفته عمر بن عامر التمار، وهو أبو حفص السعدي،

اتهمه الذهبي بروايته حديثا باطلا سيأتي برقم (6586) ، وقال عقبه:

" قلت: العجب من الخطيب كيف روى هذا، وعنده عدة أحاديث من نمطه، ولا يبين

سقوطها في تصانيفه؟ ! ".

وأخرجه البزار في " مسنده " (2003/ كشف الأستار عن زوائد البزار) : حدثنا

محمد بن مرزوق بن بكير: حدثنا عمر بن عمران السعدي: حدثنا عبيد الله بن الحسن

به، وقال:

" لا نعلمه إلا من هذا الوجه ولم يتابع عمر بن عمران عليه ".

 

(5/406)

 

 

قلت: كذا وقع في " زوائد البزار " للهيثمي: (عمر بن عمران) ، وكذا في أصله

" البحر الزخار " (1/437/308) ، فالظاهر أنه من أوهام شيخه (محمد بن مرزوق)

، فإنه مع كونه ثقة من شيوخ مسلم، فقد ذكر الحافظ أن له أوهاما، وإلا فهو من

أوهام البزار نفسه. وقال في " مجمع الزوائد " (8/37) :

" رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم ".

قلت: ليس فيه غير (عمر) هذا، وسائر الرجال ثقات من رجال مسلم.

ثم ذكره الهيثمي من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ:

" إن المسلمين إذا التقيا، فتصافحا وتساءلا أنزل الله بينهما مائة رحمة،

تسعة وتسعون لأبشهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما سائلة بأخيه ". وقال

الهيثمي:

" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه الحسن بن كثير بن عدي، ولم أعرفه،

وبقية رجاله رجال الصحيح ".

قلت: سيأتي تخريجه، وبيان ما في إسناده من الجهالة والاضطراب برقم (6585) .

2386 - " إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا، وتكاشرا بود ونصيحة، تناثرت خطاياهما

بينهما ".

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (191) ، وابن عدي في " الكامل "

(274/2) عن عمروبن حمزة القيسي: حدثنا المنذر بن ثعلبة عن يزيد بن عبد الله

ابن الشخير عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

 

(5/407)

 

 

" لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصافحته، فقلت: يا رسول الله هذا من

أخلاق العجم، أوهذا يكره؟ فقال: " فذكره، ولفظ ابن عدي:

" كنت أحسب أن هذا من زي العجم؟ فقال: نحن أحق بالمصافحة منهم، ما من مسلمين

التقيا، فتصافحا، إلا تساقطت ذنوبهما بينهما ".

وقال ابن عدي:

" عمروبن حمزة؛ مقدار ما يرويه غير محفوظ ".

وقال الدارقطني وغيره:

" ضعيف ".

2387 - " أكثروا من المعارف من المؤمنين، فإن لكل مؤمن شفاعة عند الله يوم القيامة ".

موضوع

رواه الديلمي (1/1/30) من طريق الحاكم عن أحمد بن خالد بن حماد: حدثنا أصرم

ابن حوشب: حدثنا إسحاق بن الجعد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم.

سكت عليه الحافظ في " الغرائب الملتقطة "! وهو عجيب، فإن أصرم بن حوشب هذا

وضاع معروف، قال الذهبي في " الميزان ":

" هالك، قال يحيى: كذاب خبيث، وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك،

وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات ".

ولذلك أورد السيوطي الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " رقم (917 - ترقيمي) .

 

(5/408)

 

 

2388 - " أصل كل داء البردة (1) ".

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (61 و1/169 - ط) عن إسماعيل بن عياش عن تمام بن

نجيح عن الحسن عن أبي الدرداء مرفوعا.

ذكره في ترجمة تمام هذا، وروى عن البخاري أنه قال فيه:

" فيه نظر "، ثم قال:

وقد روى غير حديث منكر لا أصل له ".

ورواه ابن عدي (45/1 و2/83 - ط) عن محمد بن جابر عن تمام به، إلا أنه جعله

من مسند أنس، وقال:

" لا أعلم رواه عن الحسن غير تمام بن نجيح، وعن تمام محمد بن جابر الحلبي،

وليس بالمعروف، وروي هذا الحديث عن مبشر بن إسماعيل أيضا عن تمام بن نجيح،

وهو في الجملة منكر، ولعل البلاء في هذا الحديث من محمد بن جابر الحلبي،

لأنه مجهول، ومن أجله أتي ".

قلت: كيف يصح هذا، وقد ذكرت أنه قد تابعه مبشر بن إسماعيل؟ ! وتابعه أيضا

إسماعيل بن عياش كما في رواية العقيلي؟ !

ورواه ابن عدي (320/2 و6/317 - ط) عن مسلمة بن علي عن ابن جريج عن رجل عن

ابن عباس مرفوعا، وقال:

" مسلمة هذا كل أحاديثه أوعامتها غير محفوظة ".

وأورده ابن قتيبة في " غريب الحديث " (2/225) من قول ابن مسعود، وقال:

__________

(1) التخمة. اهـ

 

(5/409)

 

 

" يرويه الأعمش عن خيثمة عنه "، وزاد:

" فقال الأعمش. سألت أعرابيا من كلب عن البردة، فقال: هي التخمة. ولست

أحفظ هذا من علمائنا. فإن كان الحرف صحيحا لم يقع فيه تغير، فالمعنى جيد حسن ".

ورواه ابن عدي (3/114 - ط) ، وابن عساكر (15/461/1 و15/916 - مصورة) عن

دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

قلت: وهذا ضعيف؛ لحال دراج، وبخاصة فيما يرويه عن أبي الهيثم، وأما ابن

عدي فقال:

" هو بهذا الإسناد باطل ".

ونسب الوهم فيه إلى شيخه (عبد الرحمن بن القاسم الكوفي) ، وقد تابعه

(عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي) عند ابن عساكر، فلا أدري هو هذا أم غيره،

وقد ترجم ابن عساكر لكل منهما. والله أعلم.

2389 - " إن من النساء عيا وعورة، فكفوا عيهن بالسكوت، وواروا عوراتهن بالبيوت ".

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (ص 29) ، وكذا ابن حبان (1/123) من طريق

زكريا بن يحيى الخزاز: حدثنا إسماعيل بن عباد قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن

أنس بن مالك مرفوعا. ذكره في ترجمة إسماعيل هذا، وقال:

" حديثه غير محفوظ ".

وفي " الميزان ":

 

(5/410)

 

 

" قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ".

وأورد له ابن حبان هذا الحديث وغيره، وقال:

" كتبنا عنه نسخة بهذا الإسناد، ولا تخلوعن المقلوب والموضوع ".

وأما زكريا بن يحيى الخزاز، فهو من رجال البخاري، قال في " التقريب ":

" صدوق له أوهام، لينه بسببها الدارقطني ".

والحديث ذكره ابن حبان أيضا (1/120 - 121) معلقا من رواية إسماعيل بن مسلم

المكي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا نحوه. وقال:

" إسماعيل هذا ضعيف، ضعفه ابن المبارك، وتركه يحيى القطان وابن معين "..

وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/143) من الوجهين، وقال:

" لا يصح.. ". ثم ضعف (الإسماعيلين) !

ورواه الشجري في " الأمالي " (1/44) بسند مظلم عن الحسن بن علي رضي الله عنه

مرفوعا.

2390 - " إن في المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة، لويعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن

تطير لهم قرعة ".

منكر

رواه الطبراني في " الأوسط " (866) : حدثنا أحمد - يعني ابن يحيى الحلواني -

: حدثنا عتيق بن يعقوب: حدثنا عبد الله ومحمد ابنا المنذر عن هشام بن عروة عن

أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فذكرته) ، وعندها

جماعة من أبناء الصحابة، فقالوا: يا أم المؤمنين، وأين هي؟ فاستعجمت عليهم

، فمكثوا عندها ساعة، ثم خرجوا وثبت عبد الله بن الزبير، فقالوا: إنها

ستخبره بذلك

 

(5/411)

 

 

المكان، فارمقوه في المسجد حتى تنظروا حيث يصلي، فخرج بعد ساعة

فصلى عند الأسطوانة التي صلى إليها ابنه عامر بن عبد الله بن الزبير، وقيل

لها: أسطوانة القرعة، قال عتيق: وهي الأسطوانة التي واسطة بين القبر

والمنبر عن يمينها إلى المنبر أسطوانتين (كذا) ، وبينها وبين المنبر

أسطوانتين (كذا) ، وبينها وبين الرحبة أسطوانتين (كذا) ، وهي واسطة بين

ذلك، وهي تسمى أسطوانة القرعة. وقال:

" لم يروه عن هشام إلا ابنا المنذر، تفرد به عتيق ".

قلت: وهو ثقة، وثقه الدارقطني وابن حبان، لكن محمد بن المنذر ضعيف جدا.

قال ابن حبان (2/259) :

" كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل

الاعتبار ".

وقال الحاكم:

" يروي عن هشام أحاديث موضوعة ".

وأما أخوه عبد الله، فلم أجد له ترجمة.

2391 - " اشتدي أزمة تنفرجي ".

موضوع

رواه القضاعي (748) ، والديلمي (1/1/116) عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن

أبيه عن جده عن علي مرفوعا.

قلت: والحسين هذا متهم بالكذب، قال الذهبي في " الميزان ":

" كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، وقال أحمد: لا

 

(5/412)

 

 

يساوي شيئا، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث

ضعيف، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، اضرب على حديثه ".

ثم ساق له أحاديث أنكرت عليه هذا أحدها.

2392 - " يقول الله عز وجل: اشتد غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/111/2228) ، و" الصغير " (رقم 718 - الروض

النضير) ، ومن طريقه الديلمي (1/1/115 - 116) عن مسعر بن الحجاج النهدي:

حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا به. وقال الطبراني:

" لم يروه عن أبي إسحاق إلا شريك تفرد به مسعر بن الحجاج ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل:

الأولى: الحارث - وهو الأعور - متهم بالكذب.

الثانية: أبو إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط.

الثالثة: شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - ضعيف الحفظ.

الرابعة: مسعر بن الحجاج النهدي كذا في المصادر المذكورة، ولم أجد له ترجمة

. وفي " الميزان " و" اللسان ":

" مسعر بن يحيى النهدي، لا أعرفه، وأتى بخبر منكر ".

ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن شريك عن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن عباس،

والظاهر أنه هو هذا. والله أعلم.

 

(5/413)

 

 

2393 - " إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/343) عن ابن لال: حدثنا إسماعيل الصفار: حدثنا محمد بن

إسحاق وعباس الدوري قالا: حدثنا يعلى بن عبيد: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن

قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، لكن أخرجه أحمد (1/5) ، وابن عدي

(1/29) من طريق زهير بن معاوية قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد به موقوفا

على أبي بكر.

وأخطأ السيوطي فعزاه في " الجامع " لأحمد وأبي الشيخ في " التوبيخ " وابن

لال في " مكارم الأخلاق " عن أبي بكر مرفوعا. وإنما رواه أحمد موقوفا كما

ذكرنا. ونقل المناوي عن العراقي أنه قال:

" وإسناده حسن ".

كذا قال: وكأنه يعني غير إسناد ابن لال هذا. ثم قال المناوي:

" وقال الدارقطني في " العلل ": الأصح وقفه. ورواه ابن عدي من عدة طرق، ثم

عول على وقفه ".

ثم رأيت البيهقي أخرجه في " الشعب " (2/47/2) عن أبي إسحاق إبراهيم بن بكر

المروزي: حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد به موقوفا.

ومن طريق محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي أبي جعفر: حدثنا أسيد بن زيد: حدثنا

جعفر الأحمر عن إسماعيل به مرفوعا.

 

(5/414)

 

 

ومن طريق ابن عدي بسنده عن هارون بن حاتم: حدثنا ابن أبي غنية الكوفي عن

إسماعيل به. وقال:

" قال أبو أحمد: لا أعلم رفعه عن إسماعيل بن أبي خالد غير ابن أبي غنية الكوفي

وجعفر الأحمر ".

وقال البيهقي عقب رواية جعفر الأحمر.

" هذا إسناد ضعيف، والصحيح أنه موقوف ".

قلت: جعفر الأحمر؛ قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق يتشيع ".

لكن الراوي عند أسيد بن زيد ضعيف؛ أفرط ابن معين فكذبه، فهو علة هذه الطريق.

وابن أبي غنية في الطريق الأخرى اسمه عبد الملك بن حميد، وهو ثقة من رجال

الشيخين، فهي متابعة قوية للرواية الأولى المرفوعة من طريق يعلى بن عبيد،

لولا أن الراوي عنه هارون بن حاتم؛ قال النسائي:

" ليس بثقة ". والله أعلم.

وبالجملة، فلم يطمئن القلب لصحة الحديث مرفوعا مع اتفاق زهير بن معاوية

وإبراهيم بن بكر المروزي على وقفه، وتابعهما علي بن عاصم عند البيهقي، فلا

جرم اتفق الحفاظ على ترجيح الموقوف كما تقدم. وجزم بوقفه أبو عبيد القاسم بن

سلام في " كتاب الإيمان " (ص 85) ، فالصحيح موقوف كما قال البيهقي.

 

(5/415)

 

 

2394 - " إن للشيطان كحلا ولعوقا، فإذا كحل الإنسان من كحله، ثقلت عيناه، وإذا

لعقه من لعوقه ذرب لسانه بالشر ".

ضعيف

رواه البزار (3035) ، وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " (ق 263/2) :

أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي: حدثنا الحسن بن

بشر البجلي: حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا.

وقال الروياني في " مسنده " (26/154/1) : نا ابن إسحاق: نا الحسن بن بشر به.

ورواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/204 - 205) عن ابن بشر.

وتابعه سعيد بن بشير عن قتادة به.

أخرجه ابن عدي (177/1) ، وقال:

" وهذا وإن كان قد رواه عن قتادة غير سعيد بن بشير، فإنه عزيز ".

وقال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون في فضل الطاعون " (34/1 - 2) بعد أن

عزاه للبزار:

" في سنده ضعف يسير، وله شاهد من حديث أنس ".

قلت: حديث أنس إسناده ضعيف جدا كما تقدم بيانه برقم (1501) .

وأما هذا، فضعيف، الحسن - وهو البصري - وقتادة كلاهما مدلس وقد عنعناه.

وفي الطريق الأولى عنه الحكم بن عبد الملك - وهو القرشي - ضعيف.

والحسن بن بشر البجلي صدوق يخطىء.

 

(5/416)

 

 

وفي الطريق الأخرى سعيد بن بشير، وهو ضعيف.

2395 - " إن الكذب يكتب كذبا؛ حتى تكتب الكذيبة كذيبة ".

ضعيف

أخرجه أحمد (6/438) ، وابن أبي الدنيا في " الصمت " (256/520) ، والبيهقي

في " الشعب " (2/49/1) من طريق يونس بن يزيد الأيلي قال: حدثنا أبو شداد عن

مجاهد عن أسماء بنت عميس قالت:

" كنت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومعي نسوة قالت: فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن، قالت فشرب منه،

ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية، فقلنا: لا تردي يد رسول الله صلى الله

عليه وسلم، خذي منه، فأخذته على حياء، فشربت منه، ثم قال: ناولي صواحبك،

فقلنا: لا نشتهيه، فقال: لا تجمعن جوعا وكذبا، قالت: فقلت: يا رسول الله

! إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه يعد ذلك كذبا؟ قال: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير أبي شداد هذا فإنه مجهول الحال لم

يوثقه أحد، وأورده ابن أبي حاتم (4/2/389) من رواية ابن جريج ويونس هذا لا

غير، وقال عن أبي زرعة: لا أعرف اسمه. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا،

ولم يذكره ابن حبان في " الثقات ".

وله طريق آخر، يرويه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (3 - 4/296) عن

أبي ليلى الكوفي عن إبراهيم بن منصور العجلي: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أسماء

بنت عميس به مختصرا دون حديث الترجمة، ولا ذكرت (عائشة) ، وإنما قالت: "

بعض نسائه "، وهذا هو الأقرب؛ لأن أسماء بنت عميس كانت في الحبشة يوم زفاف

عائشة كما قال العراقي في " تخريج الإحياء " (3/141) ، وصوب أنها أسماء بنت

يزيد كما في " المسند " وغيره من رواية شهر عنها. وهو

 

(5/417)

 

 

مخرج في " آداب الزفاف " (ص 91 - 92 / طبعة المكتبة الإسلامية) ، وليس فيه حديث الترجمة أيضا،

ولذا تركته على ضعفه بخلاف سائره، فهو حسن لغيره، وسكت العراقي عن إسناد

أبي الشيخ، وفيه من لم أعرفه.

2396 - " أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة الكذابون، والمستكبرون، والذين يكنزون

البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تحلفوا لهم، والذين إذا دعوا

إلى الله وإلى رسوله، كانوا بطأ، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره، كانوا

سراعا ".

ضعيف

رواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " (140/298) ، وابن عساكر (2/243/2) عن

سيار بن حاتم العنزي عن جعفر بن برقان: نا إبراهيم بن عمروالصنعاني عن

الوضين بن عطاء مرفوعا. وقال ابن عساكر:

" كان (جعفر) غير منسوب، ثم ألحق به " ابن برقان "، وهو وهم، لأن سيار بن

حاتم يروي عن (جعفر بن سليمان الضبعي) الكثير، وقد رواه الخرائطي في "

اعتلال القلوب "، وقال: " جعفر بن سليمان "، وإبراهيم هذا لا أعرفه،

وإنما المعروف إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني من صنعاء اليمن، ولا أعرف

لليماني رواية عن الوضين بن عطاء ".

قلت: الذي في " المساوئ " (جعفر بن برقان) ، ولعل هذا الاضطراب في نسبه (

جعفر) إنما هو من (سيار بن حاتم العنزي) فإن له أوهاما كما قال الحافظ في "

التقريب ". ثم إن ابن عمر وابن عمروكلاهما مستور كما في " التقريب "،

والوضين بن عطاء من أتباع التابعين، فالحديث معضل.

وروى الشطر الأول من الحديث القاسم السرقسطي في " غريب الحديث " (2/162/2)

بلفظ:

 

(5/418)

 

 

" أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة السقارون، وهم الكذابون ".

وسنده هكذا: نا موسى بن هارون قال: نا أبي قال: نا سيار قال: نا جعفر به.

والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للخرائطي في " مساوي الأخلاق " عن

الوضين بن عطاء. وهو مما فات على الحافظ العراقي تخريجه، فقال في " المغني "

(3/158) :

" لم أقف له على أصل "!

وتبعه التاج السبكي في " فصل قال: جمعت فيه جميع ما وقع في كتاب الإحياء من

الأحاديث التي لم أجد بها إسنادا "! انظر " الطبقات الكبرى " المجلد الرابع (

ص 145 - 182) ، والحديث في صفحة (165) .

2397 - " إذا أويت إلى فراشك، فقل: الحمد لله الذي من علي وأفضل، الحمد لله رب

العاملين، رب كل شيء، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار ".

ضعيف جدا

أخرجه البزار (3112 - زوائده) من طريق يحيى بن كثير أبي النضر: حدثنا أبو

مسعود الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم:

" كيف تقول يا أبا حمزة إذا أويت إلى فراشك؟ قال: أقول: كذا وكذا، أحسبه

قال:...... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن كثير؛ قال أبو حاتم:

" ضعيف الحديث، ذاهب الحديث جدا ".

 

(5/419)

 

 

وقال النسائي:

" ليس بثقة ".

وقال الساجي:

" ضعيف الحديث جدا، متروك الحديث، عن الثقات بأحاديث بواطيل ".

2398 - " إذا أويت إلى فراشك قل: باسمك الله وضعت جنبي، وطهر قلبي، وطيب كسبي،

واغفر ذنبي ".

ضعيف

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (703) عن محمد بن خلف العصفراني:

حدثنا بشير بن حبيب السعدي - وكان لا بأس به -: حدثنا حسين المعلم عن

عبد الله بن بريدة عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما:

" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه حمزة: ... " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من دون المعلم لم أجد من ترجمهما.

والشطر الأول من الحديث قد صح من حديث أبي هريرة وبزيادة، فانظر " الكلم

الطيب " (37 - 38/ بتخريجي) ، و" صحيح الجامع " (400) .

 

(5/420)

 

 

2399 - " من ابتاع مملوكا، فليحمد الله، وليكن أول ما يطعمه الحلو، فإنه أطيب

لنفسه ".

موضوع

رواه ابن عدي (65/2) عن الحكم بن عبد الله: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب

عن عائشة مرفوعا، وقال:

" الحكم أحاديثه كلها موضوعة، وما هو منها معروف المتن، فهو باطل، بهذا

الإسناد، وما أمليت له عن القاسم بن محمد والزهري وغيرهم كلها مما لا

يتابعه الثقات عليه، وضعفه بين على حديثه ".

 

(5/420)

 

 

قلت: وهو الأيلي، وقد كذبه أبو حاتم وغيره.

وقد مضى الحديث بإسناد خير من هذا عن معاذ بن جبل نحوه، ولكنه واه جدا،

فراجعه رقم (2340) .

والحديث عده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال: الحكم كذاب. وأقره المناوي

، وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2/239) بحديث معاذ المشار إليه!

2400 - " إذا تخوف أحدكم السلطان، فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

، كن لي جارا من شر فلان، ومن شر الإنس والجن وأتباعهم أن يفرط علي أحد

منهم، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك ".

ضعيف

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم 9795) ، وعبد الغني المقدسي في

كتابه " السنن " (ق 234/2) من طريق أبي الشيخ، كلاهما عن جنادة عن عبيد الله

ابن عمر عن عتبة بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود مرفوعا

به.

قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " (ق 40/1) :

" سنده حسن ".

كذا قال، وجنادة - وهو ابن سلم العامري - أورده الذهبي في " الميزان "،

وقال:

" ضعفه أبو زرعة، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ما أقربه أن يترك! ثم

قال: عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة، فحدث بها عن عبيد الله بن عمر ".

 

(5/421)

 

 

واقتصر في " المغني " على قول أبي زرعة، ولذلك قال فيه الحافظ نفسه في "

التقريب ":

" صدوق، له أغلاط ".

وقال المنذري في " الترغيب " (3/149) :

" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا جنادة بن سلم، وقد وثق، ورواه

الأصبهاني وغيره موقوفا على عبد الله؛ لم يرفعوه ".

ونحوه قول الهيثمي (10/137) :

" رواه الطبراني، وفيه جنادة بن سلم، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية

رجاله رجال الصحيح ".

وأقول: عتبة جد عتبة بن عبد الله بن مسعود، ليس من رجال " الصحيح "، بل لم

أر أحدا ذكره، والمعروف أن عبد الله بن عتبة إنما يروي عن عبد الله بن مسعود

مباشرة. والله أعلم.

والموقوف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/4/2

) ، وإسناده هكذا: حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة

المحلمي عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله: فذكره نحوه. إلا أن أبا

معاوية زاد فيه:

" قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم، فحدث عن عبد الله بمثله، وزاد فيه: من شر

الجن والإنس ".

قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ثمامة بن عقبة، وهو

ثقة. لكنه موقوف، إلا إنه يحتمل أن يكون في حكم المرفوع. والله أعلم.

 

(5/422)

 

 

2401 - " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد من عوز ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/1/156) من طريق الطبراني عن النضر بن شميل: حدثنا الأموي:

حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

مجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي.

والأموي، لم أعرفه، وهم جماعة ينسبون هذه النسبة فمن هو منهم؟

والحديث عزاه السيوطي للشيرازي في " الألقاب " عن ابن عباس وعلي، وقال

المناوي:

" وفيه هشيم بن بشير؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: حجة حافظ يدلس،

وهو في الزهري لين، وحكم ابن الجوزي بوضعه ".

 

(5/423)

 

 

2402 - " من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره؛ أذله الله عز وجل على

رؤوس الخلائق يوم القيامة ".

ضعيف

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (422) ، وكذا أحمد (3/487) ،

وابن الجوزي في " جامع المسانيد " (ق 5/1) عن ابن لهيعة: حدثنا موسى بن

جبير عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وابن لهيعة ضعيف، وتابعه عبد الله بن عباس الغساني: حدثني موسى بن

جبير عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

 

(5/423)

 

 

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/446/2) .

وعبد الله بن عباس الغساني؛ لم أعرفه.

وموسى بن جبير؛ لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال فيه:

" كان يخطىء ويخالف "!

وقال ابن القطان:

" لا يعرف حاله ".

2403 - " إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم رب السموات وما أظلت، والأرضين وما

أقلت، والشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط علي

أحد منهم أويبغي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك ".

ضعيف جدا

رواه الترمذي في " سننه " (3518) ، وابن عدي (67/2) عن الحكم بن ظهير

الفزاري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:

شكا خالد بن الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

يا رسول الله: ما أنام الليل من الأرق، فقال نبي الله: فذكره. وقال

الترمذي:

" ليس إسناده بالقوي، والحكم قد ترك حديثه بعض أهل الحديث ". وقال ابن عدي:

" لا يحدث به عن علقمة إلا الحكم بن ظهير. وعامة أحاديثه غير محفوظة ".

قلت: وهو متروك، واتهمه ابن معين كما في " التقريب ".

 

(5/424)

 

 

2404 - " إن اطيب الكسب كسب التجار؛ الذين إذا حدثوا؛ لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا؛

لم يخونوا، وإذا وعدوا؛ لم يخلفوا، وإذا اشتروا؛ لم يذموا، وإذا باعوا

؛ لم يطروا، وإذا كان عليهم؛ لم يمطلوا، وإذا كان لهم؛ لم يعسروا ".

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " (1/385) ، وابن عدي (ق 47 - 48) ،

والبيهقي في " الشعب " (2/54/2) عن هشام بن عبد الملك أبي التقى: حدثنا

بقية: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال ابن أبي حاتم:

" قال أبي: هذا حديث باطل، ولم يضبط أبو تقى عن بقية، وكان بقية لا يذكر

الخبر في مثل هذا ".

قلت: وأبو تقى هذا مختلف فيه، وقال الحافظ:

" صدوق ربما وهم ".

ومراد أبي حاتم بقوله: " لا يذكر الخبر ": أن بقية كان لا يصرح بالتحديث عن

ثور، وإنما يرويه بالعنعنة، وهو مدلس، فرواه أبو التقى عنه بالتحديث،

وهما منه وقلة ضبط.

وتابعه جحدر عن بقية عن ثور بن يزيد عن محمد بن سعد عن خالد بن معدان به.

أخرجه الديلمي (1/2/283) .

وجحدر لقب، واسمه أحمد بن عبد الرحمن، قال ابن عدي:

" ضعيف يسرق الحديث ".

 

(5/425)

 

 

2405 - " التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة ".

موضوع

رواه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (ص 204 - مصورة الجامعة الإسلامية)

، والديلمي (2/1/48) عن أبي جعفر محمد بن محمد بن حفص: حدثنا يحيى بن شبيب

: حدثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع. آفته يحيى بن شبيب، قال الحاكم وأبو سعيد النقاش

وأبو نعيم:

" يروي عن الثوري وغيره أحاديث موضوعات ".

وقال الخطيب:

" روى أحاديث باطلة ".

وساق له الذهبي حديثا آخر من روايته عن سفيان عن حميد عن أنس. وقال:

" وهذا كذب، وفيما وضع على حميد الطويل بإسناده.. ".

ثم ساق له حديث استغفار الملائكة يوم الجمعة لأصحاب العمائم البيض! وقد مضى

برقم (395) مع حديثين آخرين قبله!

ومحمد بن محمد بن حفص لم أعرفه الآن.

والحديث ذكره المنذري في " الترغيب " (3/28) مشيرا لضعفه، وقال:

" رواه الأصبهاني وغيره ".

 

(5/426)

 

 

2406 - " السر أفضل من العلانية، والعلانية أفضل ممن أراد الاقتداء ".

ضعيف جدا

رواه العقيلي في " الضعفاء " (290) ، ومن طريقه ابن الجوزي

 

(5/426)

 

 

في " العلل " (2/338/1377) ، والديلمي (2/119/1) عن طريق ابن جرير الطبري، عن بقية عن

عبد الملك بن مهران عن عثمان بن زائدة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. وقال:

" عثمان بن زائدة حديثه غير محفوظ، وعبد الملك بن مهران متروك ".

قلت: وبقية مدلس، وقد عنعنه.

والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند

الفردوس " فقط عن ابن عمر، وأعله المناوي ببعض هذه العلل، وبأن فيه محمد بن

الحسين السلمي الصوفي كان يضع للصوفية الأحاديث ".

قلت: لكنه ليس في طريق العقيلي هذه، فبرئت عهدته من هذا الحديث.

2407 - " السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل ".

ضعيف

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (رقم 312) عن عبد الرحمن بن قريش: حدثنا

إدريس بن موسى الهروي قال: حدثنا موسى بن ناصح قال: نا ليث بن سعد عن نافع عن

ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، إدريس بن موسى الهروي لم أجد له ترجمة.

وعبد الرحمن بن قريش ترجمه الخطيب (10/282) ، وقال:

" في حديثه غرائب أفراد، ولم أسمع فيه إلا خيرا ".

لكن قال الذهبي في " الميزان ":

" اتهمه السليماني بوضع الحديث ".

 

(5/427)

 

 

وأما موسى بن ناصح، فذكره ابن حبان في " الثقات " (9/159) ، وروى عنه جمع

من الثقات، فانظر " التيسير " و" تاريخ بغداد ".

وللحديث طريق أخرى من رواية ابن الهاد عن المطلب عن أبيه مرفوعا به.

أخرجه الخطيب (6/16 - 17) . وعزاه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (

4/315) لإبراهيم الحربي في " كتاب ذكر الموت " من هذا الوجه، وقال:

" ووالد المطلب بن عبد الله بن حنطب (الأصل: حوطب) مختلف في صحبته ".

قلت: والمطلب نفسه صدوق، لكنه كثير التدليس كما في " التقريب ".

2408 - " عثمان بن عفان وليي في الدنيا والآخرة ".

موضوع

رواه عبد الله بن أحمد في " فضائل الصحابة " (رقم 821 و868) ، وأبو يعلى في

" مسنده " (4/44/2051) ، وعنه ابن حبان في " المتروكين " (1/383) ، ومن

طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/334) ، وابن عساكر (8/261/1 - 2

و11/99/1) عن طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان عن محمد بن المنكدر عن جابر

مرفوعا.

ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم (3/97) ، إلا أنه قال: " عن عطاء الكيخاراني "

بدل: " عن محمد بن المنكدر "، وقال:

" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:

" قلت: بل ضعيف، فيه طلحة بن زيد - وهو واه - عن عبيدة بن حسان؛ شويخ مقل ".

 

(5/428)

 

 

قلت: وهذا القول في عبيدة فيه تساهل كبير، وهاك ما ذكره في ترجمته من "

الميزان ":

" قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات،

وقال الدارقطني: ضعيف ".

وقال ابن الجوزي:

" موضوع، طلحة لا يحتج به، وعبيدة يروي الموضوعات عن الثقات ".

وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (1/317) بقوله:

" قلت: الحديث أخرجه أبو نعيم في " فضائل الصحابة "، والحاكم في " المستدرك

"، وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي ... ".

ثم ذكر ما نقلته عنه آنفا.

وهذا التعقب من السيوطي لا طائل تحته، لما عرفت من حال عبيدة.

وأيضا فإن طلحة بن زيد قد قال فيه ابن المديني:

" يضع الحديث ".

فكان الصواب أن لا يورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير " وفاء بشرطه

الذي ذكره في " المقدمة ".

2409 - " إن من الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رؤوا ذكر الله ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني (رقم 10476) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: نا عمي

القاسم: نا زيد بن الحباب: نا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن

عبد الله مرفوعا.

 

(5/429)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. آفته من قبل القاسم هذا، وهو ابن محمد بن أبي

شيبة العبسي أخوالحافظين أبي بكر وعثمان، وعنه أبو زرعة وأبو حاتم، ثم

تركا حديثه. وقال الخليلي:

" ضعفوه، وتركوا حديثه ".

وابن أخيه محمد بن عثمان؛ فيه كلام.

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/78) :

" رواه الطبراني، وفيه عمروبن القاسم، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال

الصحيح ".

كذا قال، وأقره المناوي في " فيض القدير "، ولم يتنبه لأمرين:

الأول: أن عمروبن القاسم شخص لا وجود له، وإنما تحرف على الهيثمي قوله في

الإسناد: " عمي: القاسم " إلى عمروبن القاسم "!

والآخر: أن محمد بن أبي شيبة ليس من رجال الصحيح!

واعلم أن الحديث قد صح بلفظ:

" إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر.. " الحديث. وهو مخرج في " ظلال

الجنة " (1/127 - 129) . وثبت الشطر الثاني منه بلفظ:

" أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ".

وقد مضى برقم (1646 و1733) .

 

(5/430)

 

 

2410 - " إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة، فلا يبدأه بالمدحة فيقطع ظهره ".

ضعيف جدا

رواه البيهقي في " الشعب " (2/57/2) ، والديلمي (1/1/65 - 66) معلقا عن

ابن لال عن محمد بن عيسى بن حيان المدائني: حدثنا الحسن بن قتيبة: حدثنا يونس

ابن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود مرفوعا.

سكت عليه الحافظ، ومحمد بن عيسى والحسن بن قتيبة متروكان.

 

(5/431)

 

 

2411 - " إذا لقيت الحاج، فسلم عليه وصافحه، ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته،

فإنه مغفور له ".

موضوع

رواه أحمد (2/69 و128) ، وابن حبان في " المجروحين " (2/265) ، وأبو

الشيخ في " التاريخ " (ص 177) عن محمد بن الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن

ابن عمر مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته ابن البيلماني، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن

البيلماني؛ وهو متهم بوضع نسخة كما تقدم تحت الحديث (54) .

ومحمد بن الحارث ضعيف.

 

(5/431)

 

 

2412 - " أمرني جبريل أن لا أنام إلا على قراءة " حم السجدة "، و" تبارك الذي

بيده الملك " ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/2/215) عن عمر بن صالح: حدثنا مقاتل بن

 

(5/431)

 

 

حيان عن مكحول عن

علي بن أبي طالب وأنس بن مالك قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، مكحول لم يدرك عليا، ثم إنه مدلس، وقد عنعنه.

وعمر بن صالح لم أعرفه، ويحتمل أنه محرف (صبح) ، فقد ذكر المزي (عمر بن

صبح) في الرواة عن مقاتل بن حيان، وكان يضع الحديث.

2413 - " رحم الله أخي يحيى حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب

خلقنا؟ ! فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله ".

موضوع

ابن عساكر (11/44/2) عن إسحاق بن بشر: أنا ابن سمعان عن مكحول عن معاذ بن

جبل مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته ابن سمعان، واسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن

سمعان المخزومي؛ قال الحافظ:

" متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره ".

أوإسحاق بن بشر، قال الذهبي:

" تركوه، وكذبه علي بن المديني، وقال الدارقطني: كذاب متروك ".

 

(5/432)

 

 

2414 - " رحم الله امرأ (وفي رواية: رجلا) أصلح من لسانه ".

موضوع

رواه العقيلي في " الضعفاء " (338) ، وابن عدي في " الكامل " (5/251) ،

وابن بشران في " فوائد منتخبة من أحاديث أبي علي الصفار " (ق

 

(5/432)

 

 

62/2) ، وعنه

الخطيب في " الجامع " (2/24/1066) ، عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن

عبد الله الأيلي عن الزهري عن سالم عن أبيه:

أن عمر رضي الله عنه مر بقوم قد رموا رشقا، فقال: بئس ما رميتم، قال:

إنا قوم متعلمين، قال: ذنبكم في لحنكم أشد من ذنبكم في رميكم! سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال الذهبي في " الميزان "،

وتبعه الحافظ في " اللسان ":

" هذا ليس بصحيح، والحكم أيضا هالك ".

يشير إلى أن عيسى بن إبراهيم هالك أيضا، وقد نقل عن البخاري والنسائي أنهما

قالا فيه:

" منكر الحديث ". وعن أبي حاتم:

" متروك الحديث ". وقال في الحكم:

" كان يفتعل الحديث ".

وقد خالفه نوح بن عباد عن الحكم بن عبد الله الأيلي به موقوفا على عمر.

رواه الخطابي في " غريب الحديث " (1/5/1) ، ونوح هذا ترجمه ابن أبي حاتم (

4/1/484) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وقال أبو زرعة في " تاريخه " (72/1) :

" وسمعت أحمد بن حنبل يقول: الحكم بن عبد الله الأيلي أحاديثه موضوعة. قال

أبو زرعة: والحكم هذا هو الذي يحدث عنه يحيى بن حمزة تلك الأحاديث المنكرات،

وهو رجل متروك الحديث ".

وللحديث طريق أخرى عند القضاعي في " مسند الشهاب " (580) ، وأبي بكر

الأنباري في " الوقف والابتداء " (ق 6/1) عن يحيى بن هاشم الغساني قال: نا

إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال:

 

(5/433)

 

 

" مر عمر بن الخطاب ... " الحديث.

لكن يحيى هذا كذاب، وقال ابن عدي:

" كان يضع الحديث ويسرقه ".

وله شاهد من رواية عمار بن الحسن: حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعا به.

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15/189/1 و19/79/1) .

وابن هدبة كذاب أيضا.

2415 - " إذا تأهل الرجل في بلد فليصل به صلاة المقيم ".

ضعيف

رواه أحمد (1/62) ، والحميدي في " المسند " (7/2 - مخطوط، 36 مطبوع) :

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا عكرمة بن إبراهيم الباهلي: حدثنا

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبيه عن عثمان بن عفان أنه صلى بأهل

منى أربعا، فأنكر الناس عليه ذلك، فقال: إني تأهلت بأهلي لما قدمت، وإني

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

ومن هذا الوجه رواه عبد الغني المقدسي في " سننه " (62/1) ، والديلمي في "

مسنده " (1/1/156) .

قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة ابن أبي ذباب، واسمه عبد الرحمن بن الحارث بن

سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني، أورده في " التعجيل " كما جاء في هذا الإسناد

" عبد الرحمن بن أبي ذباب " من رواية ابنه عبد الله عنه. وقال:

" وكذا ذكره البخاري في " تاريخه "، وكذا ذكره ابن حبان في (الثقات) ".

 

(5/434)

 

 

ولم يزد على ذلك شيئا! ولم أره في " التاريخ الكبير " للبخاري، ولا في "

الجرح والتعديل "، ولكنه في ترجمة ابنه عبد الله، أعله بالانقطاع بين أبيه

وعثمان، فقال (2/2/94) :

" وروى عن أبيه عن عثمان رضي الله عنه مرسل ".

وعكرمة بن إبراهيم الباهلي، قال الحسيني:

" ليس بالمشهور ".

وقال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:

" لا أعرف حاله ".

وتعقبه الحافظ في " التعجيل " بقوله:

" بل هو مشهور، وحاله معروفة ".

ثم أطال في ترجمته بما خلاصته أنه معروف بالضعف عند الأئمة، وأنه كان على

قضاء الموصل، وأنه عكرمة بن إبراهيم الأزدي، وأنهم اتفقوا على أنه أزدي،

فينظر فيمن نسبه باهليا.

وناقشه في هذا الأخير العلامة أحمد شاكر، ولم يرتض أنه الأزدي، واختار أنه

غيره بدليل أنه باهلي، وهو الأقرب عندي، وسواء كان هذا أوذاك، فهو إما

مجهول، أومعروف بالضعف. والله أعلم.

2416 - " أشراف أمتي حملة القرآن، وأصحاب الليل ".

موضوع

رواه الطبراني (رقم 12612) ، والإسماعيلي في " معجمه " (1/319 - 320) ،

وابن عدي (3/358 و7/57 - 58) ، والسهمي في " تاريخ

 

(5/435)

 

 

جرجان " (177 و450)

، والبيهقي في " الشعب " (2/556/2703) ، والخطيب في " التاريخ " (4/124

و8/80) ، وابن عساكر (2/372/2 و14/371/2 9) عن سعد بن سعيد الجرجاني عن

نهشل أبي عبد الله الراسبي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه ابن عدي (174/2) ، وقال:

" سعد بن سعيد كان رجلا صالحا، حدث عن الثوري وغيره بما لا يتابع عليه، ولم

يكن ذلك تعمدا منه، بل لغفلة كانت تدخل عليه، وهكذا الصالحون ".

وفي " الميزان ":

" قال البخاري: لا يصح حديثه - يعني هذا - وشيخه نهشل هالك ".

وسيأتي لسعد هذا حديث آخر موضوع بلفظ:

" قال الله: أيها الشاب ... " رقم (6588) .

قلت: وتعصيب الجناية في هذا الحديث بنهشل أولى؛ فإنه كان كذابا كما قال أبو

داود الطيالسي وابن راهو يه، وقال ابن حبان:

" يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب ".

وقال الحاكم:

" روى عن الضحاك المعضلات ".

وقال أبو سعيد النقاش:

" روى عن الضحاك الموضوعات ".

 

(5/436)

 

 

قلت: وهذا الحديث من روايته عن الضحاك كما ترى. ومع ذلك فقد أورده السيوطي

في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني والبيهقي في " الشعب "؛ على خلاف

شرطه الذي ذكره في " المقدمة ":

" وقد صنته عما تفرد به كذاب أووضاع "!

وخفي على شارحه المناوي أن فيه نهشلا هذا، فأعل الحديث تبعا للهيثمي

بالجرجاني فقط!

وقد روي الحديث بهذا السند نحوه مطولا بلفظ آخر وأكمل، وهو:

" ثلاثة لا يكترثون للحساب، ولا يفزعهم الصيحة، ولا يحزنهم الفزع الأكبر.

1 - حامل القرآن المؤديه إلى الله بما فيه، يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يوافق

المرسلين.

2 - ومؤذن أذن سبع سنين، لا يأخذ على أذانه طمعا.

3 - وعبد مملوك أدى حق الله، وحق مواليه من نفسه ".

2417 - " ثلاثة لا يكترثون للحساب، ولا يفزعهم الصيحة، ولا يحزنهم الفزع الأكبر.

1 - حامل القرآن المؤديه إلى الله بما فيه، يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يوافق

المرسلين.

2 - ومؤذن أذن سبع سنين، لا يأخذ على أذانه طمعا.

3 - وعبد مملوك أدى حق الله، وحق مواليه من نفسه ".

موضوع بهذا السياق

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (154 - 155 - خط، 2/118 - ط) ، والبيهقي في

" الإيمان " (2/555/2702) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " (494/1000 - عالم

الكتب) بإسناد الحديث الذي قبله، وقال العقيلي عقب هذا في ترجمة (سعد بن

سعيد الجرجاني) :

" لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به ".

 

(5/437)

 

 

قلت: وإعلاله بشيخه (نهشل) أولى، لأنه كان كذابا كما ذكرت في الحديث الذي

قبله.

ثم قال العقيلي:

" فأما " من أذن سبع سنين "، فقد روي بغير هذا الإسناد، فيه لين أيضا.

والعبد المملوك، ففيه رواية صالحة الإسناد ".

قلت: يشير بهذا إلى حديث أبي هريرة مرفوعا:

" نعما لأحدهم أن يطيع الله ويؤدي حق سيده. يعني المملوك ".

رواه الشيخان وغيرهما، وصححه الترمذي، وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (3/59) .

وأما جملة المؤذن، فهو يشير إلى حديث الترمذي وغيره بلفظ:

" من أذن سبع سنين محتسبا كتب الله له براءة من النار ".

وضعفه الترمذي بقوله:

" غريب ".

وقد مضى تخريجه برقم (850) .

(تنبيه) : قول العقيلي هذا الذي فيه الإشارة إلى الحديثين، مما سقط من

النسخة المطبوعة، وأصلها مخطوطة الظاهرية كما ذكر ذلك محققها القلعجي، فلا

أدري كيف ذلك؟

2418 - " إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله الحفظة ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه ومقامه من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة، وليس عليه شاهد من الله بذنب ".

 

(5/438)

 

 

ضعيف.

رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (ق 343/2) ، والأصبهاني في

" الترغيب " (2/328/751) ، وابن عساكر في " التاريخ " (4/647) عن أبي بكر

محمد بن خشنام البلخي: حدثنا أبو صالح العباس بن زياد: حدثنا سعدان - هو

الحلبي - عن سعيد عن قتادة عن أنس مرفوعا.

وعن بكر هذا رواه ابن عساكر في المجلس الثاني والثلاثين في " التوبة " من

" الأمالي " (ق 4/1 - 2) ، وسمى سعدان يعلى بن نصر. والله أعلم.

ورواه في " التاريخ " (4/325/2) من طريق أخرى عن محمد بن خشنام هذا، وقال:

سعدان بن سعيد بن أبي العوجاء الحلبي.

وهذا إسناد ضعيف مظلم، فإن من دون سعيد - وهو ابن أبي عروبة - لم أعرف أحدا

منهم، ولذلك أشار المنذري في " الترغيب " (4/75) لضعفه، وقال:

" رواه الأصبهاني ". يعني في كتابه " الترغيب والترهيب ".

وعزاه السيوطي في " الجامع " لابن عساكر. وقيده المناوي بقوله: " في تاريخه

"؛ قال: " والحكيم في نوادره ".

ثم رأيت في " الميزان ": " سعدان بن يحيى الحلبي؛ قال الدارقطني: ليس بذاك ".

فلعله هذا، اختلف الرواة في تسمية أبيه.

2419 - " إذا تأنيت (وفي رواية: بينت) أصبت، أوكدت تصيب، وإذا استعجلت، أخطأت

، أوكدت تخطىء ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " السنن " (10/104) عن سعيد بن

 

(5/439)

 

 

سماك بن حرب عن أبيه عن

عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. قال أبو حاتم:

" سعيد بن سماك متروك الحديث ".

2420 - " إذا تثاءب أحدكم، فليضع يده على فيه، ولا يعوي؛ فإن الشيطان يضحك منه ".

موضوع بهذا اللفظ

أخرجه ابن ماجه (968) عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته عبد الله بن سعيد هذا، فإنه متهم بالكذب، وقد رواه

جمع عن أبيه سعيد المقبري وغيره عن أبي هريرة دون قوله: " ولا يعوي ". فهو

مما تفرد به عبد الله المقبري، فهو موضوع، فروى ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري

عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:

" إن الله عز وجل يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فمن عطس فحمد الله فحق على من

سمعه أن يقول: يرحمك الله، وإذا تثاءب أحدكم، فليرده ما استطاع، ولا يقل

: آه، آه، فإن أحدكم إذا فتح فاه، فإن الشيطان يضحك منه أوبه ".

أخرجه أحمد (2/428) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، والبخاري (4/165) دون

قوله " ولا يقل: آه، آه "، وكذلك أخرجه في " بدء الخلق " (2/333)

باختصار.

وأخرجه مسلم (8/226) ، وابن حبان (4/44/2354) ، وأحمد (3/37 و93 و96

) وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوحديث

 

(5/440)

 

 

الترجمة، إلا أنه قال: "

فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب "، واللفظ لأحمد. وزاد هو ومسلم والترمذي (

370) ، وابن حبان (2353) ، وصححه الترمذي في " الصلاة ".

2421 - " إذا تخففت أمتي بالخفاف ذات المناقب؛ الرجال والنساء، وخصفوا نعالهم؛

تخلى الله عنهم ".

موضوع

رواه الطبراني (3/122/2) عن عثمان بن عبد الله الشامي: نا سلمة بن سنان عن

ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته عثمان هذا، قال ابن عدي:

" دار البلاد، يروي الموضوعات عن الثقات ".

وقال الحاكم:

" حدث عن مالك والليث و ... وغيرهم بأحاديث موضوعة، والحمل فيها عليه ".

وشيخه سلمة بن سنان لم أعرفه.

 

(5/441)

 

 

2422 - " الوحدة خير من الجليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة. وإملاء الخير

خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر ".

ضعيف

رواه الدولابي (2/107) ، والقضاعي (رقم 1266) ، والخرائطي في " مكارم

الأخلاق " (1/467/475) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (19

 

(5/441)

 

 

/21/1) عن

الهيثم بن جميل قال: نا شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن ابن

الشنية قال:

رأيت أبا ذر وحده قاعدا في المسجد محتبيا بكساء صوف، فقال: فذكره مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يكفي أن فيه شريكا، وهو ابن عبد الله القاضي، وهو

ضعيف لسوء حفظه، قال الحافظ ابن حجر في " التقريب ":

" صدوق، يخطىء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء ".

فلا أدري ما وجه قوله - أعني ابن حجر في " الفتح " (11/331) -:

" سنده حسن، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر ".

فأنى له الحسن، وفيه من يخطىء كثيرا؟ ! كيف وشيخه أبو المحجل، لم أجد له

ترجمة، وذكر الدولابي عن ابن معين أن اسمه الرديني!

ومعفس بن عمران بن حطان أورده ابن أبي حاتم (4/1/433) من رواية اثنين آخرين

عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في " الثقات " (7/525) .

وابن الشنية، لم أعرفه. وقد ذكر ابن أبي حاتم في شيوخ (معفس) عبد الله بن

شيبة، فرجعت إلى قسم العبادلة من كتاب باب الثاء والسين والشين، فلم أر

فيهم من يسمى عبد الله بن الثنية، أوابن الشنية سوى واحد يدعى عبد الله بن

شيبة وهو أدني من هذه الطبقة، روى عنه أبو زرعة، والمترجم تابعي.

والحديث أخرجه الحاكم في " المستدرك " (3/343) ، وعنه البيهقي في " شعب

الإيمان " (2/72/1) من هذا الوجه، لكن وقع في إسناده تغيير،

 

(5/442)

 

 

فقال: " عن

أبي المحجل عن صدقة بن أبي عمران بن حطان (وفي البيهقي: صدقة بن أبي عمران

عن عمران بن حطان) قال: أتيت أبا ذر: ... الحديث.

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي:

" لم يصح، ولا صححه الحاكم ".

والموقوف الذي أشار إليه الحافظ أخرجه البيهقي قبيل هذا من طريق أبي عامر صالح

ابن رستم عن عبيد بن هلال عن الأحنف قال:

جلست إلى أبي ذر وهو يسبح، فأقبل علي فقال: فذكره موقوفا نحوه.

وصالح بن رستم هذا قال في " التقريب ":

" صدوق كثير الخطأ ".

ورواه الخرائطي (476) عن عباد بن عباد المهلبي: حدثنا يونس بن عبيد أن رجلا

أتى أبا ذر.

ويونس بن عبيد ثقة إن كان هو ابن عبيد، فإنهم لم يذكروه في ترجمة المهلبي،

وإنما ذكروا فيها يونس بن خباب، وهو صدوق يخطىء، ويروي عن التابعين، فإن

كان هو فالرواية معضلة، وإن كان الأول فهي مرسلة. والله أعلم.

2423 - " ما ولد في أهل بيت غلام، إلا أصبح فيهم عز لم يكن ".

منكر

رواه أبو الشيخ في " التاريخ " (248) ، وابن الأعرابي في " معجمه " (ق 35/2

) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/115) عن هاشم بن صبيح عن أبي أنس

المكي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا.

 

(5/443)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف، من دون ابن جريج مجهولان، قال البيهقي بعد أن خرجه:

" لم أكتبه إلا من حديث هاشم، وهو عند أهل العلم بالحديث منكر، وأبو أنس لا

أدري من هو؟ ".

2424 - " الصمت حكم، وقليل فاعله ".

ضعيف

رواه القضاعي (رقم 240) عن زكريا بن يحيى المنقري: حدثنا الأصمعي قال: نا

علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، زكريا بن يحيى المنقري، ذكره ابن حبان في " الثقات "

(8/255) ، وكناه بأبي يعلى البصري، وكان من جلساء الأصمعي. ووقع في "

الميزان ": المقري "، وأظنه محرفا، وقال: " ضعفه ابن يونس ". ووقعت

كنيته في " اللسان " (أبا يحيى) ، وأظنه محرفا أيضا، وعلى الصواب ذكره

المزي في الرواة عن الأصمعي.

وعلي بن مسعدة مختلف فيه، وفي " التقريب ":

" صدوق له أوهام ".

وتابعه عثمان بن سعيد الكاتب عن أنس به مرفوعا.

أخرجه ابن عدي (5/169) ، وعنه البيهقي في " الشعب " 0 2/76/2) ، وقال:

" غلط في هذا عثمان بن سعيد، والصحيح رواية ثابت ".

يعني ما أخرجه هو وابن حبان في " روضة العقلاء " (ص 43) من طريقين

 

(5/444)

 

 

عن حماد بن سلمة: حدثنا ثابت عن أنس: أن لقمان قال:

" إن الصمت من الحكم، وقليل فاعله ".

وقال البيهقي:

" هذا هو الصحيح عن أنس؛ أن لقمان قال: ... ". وأقره العراقي في " تخريج

الإحياء " (3/108 - 109) .

وكذلك أخرجه وكيع في " الزهد " (79) : حدثنا عمر بن سعد قال سمعت أنس بن

مالك يقول: فذكره موقوفا عليه.

وعمر بن سعد هذا لم أعرفه.

(تنبيه) : لقد وهم صاحب " منهاج الصالحين " في هذا الحديث وهما فاحشا، فعزاه

لابن حبان مطلقا، فأوهم أنه رواه في " صحيحه " مرفوعا، وإنما هو عنده في "

الروضة " من قول لقمان كما علمت، وكم له من مثل هذا الوهم؟ !

2425 - " إن الله ليعمر للقوم الديار، ويكثر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم

بغضا لهم، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم ".

ضعيف

رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " (ق 303/2) عن عمران بن وهب (كذا)

الرملي: حدثنا سليمان بن حيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عباس

مرفوعا.

ورواه الطبراني (رقم 12556) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (4/331) ،

وكذا الضياء في " المختارة " (284/2) عن جماعة من شيوخه قالوا: عن عمران بن

هارون الرملي به.

 

(5/445)

 

 

ومن هذا الوجه رواه أيضا تمام في " الفوائد " (277/2) ، والواحدي في "

الوسيط " (1/147 - 148) ، والحاكم (4/161) ، وقال:

" عمران الرملي من زهاد المسلمين وعبادهم، [فإن] كان حفظ الحديث، فإنه

غريب صحيح ". وكذا قال الذهبي في " تلخيصه ".

وقال في ترجمة عمران بن هارون الرملي من " الميزان ":

" صدقة أبو زرعة، ولينه ابن يونس ".

قلت: ولا منافاة بين الأمرين، فهو صدوق في نفسه، لين في حفظه، وذلك معنى

قول ابن حبان في " ثقاته ":

" يخطىء ويخالف ".

فمثله لا يحتج به عند التفرد.

وقد قال أبو نعيم:

" إنه تفرد به ".

2426 - " ألا أدلكم على أشراف أهل الجنة؟ هم علماء أمتي؛ الكواكب زينة السماء،

والعلماءزينة أمتي ".

منكر

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (172/215) من طريق يحيى بن سلام عن المثنى

ابن الصباح عن عمروبن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، المثنى بن الصباح، قال الحافظ:

" ضعيف اختلط بأخرة، وكان عابدا ".

 

(5/446)

 

 

ويحيى بن سلام، وهو البصري؛ قال الذهبي في " المغني ":

" حدث بإفريقية عن ابن أبي عروبة ومالك، ضعفه الدارقطني ".

وقد وثقه بعضهم، فانظر " اللسان ".

2427 - " الناس رجلان: عالم ومتعلم، ولا خير فيما سواهما ".

موضوع

رواه الطبراني (10461) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (1/376) عن سليمان

ابن داود الشاذكوني: نا الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله

يرفعه.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته الشاذكوني، وهو كذاب.

والربيع بن بدر متروك.

وأخرجه في " الأوسط " (8/283/7571 - ط) من طريق نهشل عن الضحاك عن أبي

الأحوص عن ابن مسعود.

قلت: ونهشل بن سعيد كذاب أيضا. انظر " مجمع الزوائد " (1/122) .

 

(5/447)

 

 

2428 - " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة؛ لم يقبل له صلاة تلك الليلة ".

منكر

أخرجه أحمد (4/125) ، والبزار (2094 - كشف) ، والعقيلي في "

الضعفاء " (ص 324) ، وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/261) ،

والبيهقي في " الشعب " (2/82/2) ، والطبراني في " الكبير " (7/335/7133)

من طريق قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني عن

شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال

العقيلي:

 

(5/447)

 

 

" لا يتابع عاصم بن مخلد عليه، ولا يعرف إلا به ".

قلت: وهو مجهول وإن وثقه ابن حبان، انظر " التيسير ".

لكنه قد توبع، فقال البيهقي:

" وكذلك رواه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث ".

قلت: وصله البغوي في " الجعديات " (2/1188/3585) ، لكن هذا إسناد واه، قزعة

هذا ضعيف كما في " التقريب ".

وعبد القدوس بن حبيب متروك، فلا تفيد متابعته.

قلت: وقد روي مرفوعا من طريق آخر عن الصنعاني عن ابن عمرو. ففي " علل ابن

أبي حاتم " (2/263) :

" سألت أبي، وذكر حديثا رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن

سليمان عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبد الله بن عمرويرفعه قال: من قرض ... (

الحديث) . قال أبي: هذا خطأ. الناس يروون هذا الحديث لا يرفعونه، يقولون:

عن عبد الله بن عمروفقط. قلت: الغلط ممن هو؟ قال: من موسى، لا أدري من

أين جاء بهذا مرفوعا "! !

قلت: موسى بن أيوب هذا هو الأنطاكي، روى عنه أبو زرعة وغيره، وهو ثقة،

وكذلك من فوقه، فيحتمل أن تكون العلة في عنعنة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس

تدليس التسوية.

قلت: وبالجملة فالحديث بهذه الطرق عن (أبي الأشعث) مما لا يساعد على الحكم

على الحديث بالوضع كما فعل ابن الجوزي في " موضوعاته " (1/261) متشبثا بجهالة

(عاصم) ، والضعف الذي في (قزعة) ، ولذلك تعقبه الحافظ في " القول المسدد

" (2 - حديث) ، فقال:

 

(5/448)

 

 

" ليس في شيء من هذا ما يقضي على الحديث بالوضع، إلا أن يكون استنكر عدم

القبول من أجل فعل المباح؛ لأن قرض الشعر مباح، فكيف يعاقب فاعله بأن لا تقبل

له صلاة؟ ! فلوعلل بهذا لكان أليق به من تعليله بـ (عاصم) و (قزعة) ".

ثم أفاض في الكلام عليهما، وفي بعضه نظر، يضيق المجال لبيانه، وفيما ذكرنا

خير وكفاية.

2429 - " إن الله قال: أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن قدرت على يده الخير، وويل

لمن قدرت على يده الشر ".

ضعيف جدا

رواه الطبراني (12/173/12797) عن أحمد بن سلم العميري: نا مالك بن يحيى بن

عمروالنكري عن أبيه عن جده عمروبن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء:

أولا: عمروبن مالك، قال الحافظ:

" صدوق له أوهام ".

ثانيا: يحيى بن عمروبن مالك. قال الحافظ:

" ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه ".

وجزم بهذا الذهبي في " الضعفاء "، فقال:

" كان حماد بن زيد يكذبه ".

ثالثا: مالك بن يحيى بن عمرو، ضعيف، قال البخاري:

" فيه نظر ".

 

(5/449)

 

 

وقال ابن حبان:

" منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد عن الثقات بما لا أصل له ".

قلت: وألان القول فيه الهيثمي، فقال في " المجمع " (8/192) ، بعد أن ذكر

عزاه للطبراني:

" وهو ضعيف ".

رابعا: أحمد بن سلم العميري؛ لم أجد له ترجمة. ويحتمل أنه (أحمد بن سالم

السقا الحلبي، فإنه من هذه الطبقة. انظر " ثقات ابن حبان " (8/42) ،

و" الجرح والتعديل " (1/1/54) .

2430 - " الغناء ينبت النفاق في القلب ".

ضعيف

رواه أبو داود (رقم 4927) ، وابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " (5/1) عن

سلام بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة، فجعلوا يلعبون، يتلعبون، يغنون

، فحل أبو وائل حبوته، وقال: سمعت عبد الله يقول: سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات؛ غير شيخ (سلام) الذي لم يسم، فهو

مجهول.

وقد رواه ابن أبي الدنيا (4/2) ، والبيهقي في " الشعب " (2/83/1 - 2)

بإسناد صحيح عن إبراهيم عن عبد الله موقوفا عليه. وهذا أصح. وقال البيهقي:

" وقد روي هذا مسندا بإسناد غير قوي ".

 

(5/450)

 

 

ثم ساقه البيهقي من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد: حدثنا إبراهيم

ابن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله هذا قال أبو حاتم وغيره:

" أحاديثه منكرة ". وقال ابن الجنيد:

" لا يساوي فلسا ".

ثم رأيت ابن القيم قال في " إغاثة اللهفان " (1/248) :

" هو صحيح عن ابن مسعود من قوله، وقد روي عنه مرفوعا ".

قلت: وقد تكلمت على الحديث في عدة مواضع من كتابي " تحريم آلات الطرب "

- وهو تحت الطبع - مؤكدا ضعفه مرفوعا، وصححته موقوفا، مع التخريج، فأغنى

عن الإطالة هنا بأكثر مما ذكرنا.

2431 - " من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا وكرامة، فهو عاشرهم في النار ".

ضعيف

رواه أحمد (4/134) ، وأبو يعلى (1439) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (

1/325 و2/363) ، والبيهقي في " الشعب " (2/88/1) ، وابن عساكر (8/65/1)

عن أبي بكر بن عياش عن حميد الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير حميد الكندي؛ قال ابن أبي حاتم (

1/2/232) :

" شامي روى عن عبادة بن نسي. روى عنه أبو بكر بن عياش ".

 

(5/451)

 

 

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وفي طبقته حميد بن مهران الخياط الكندي، وهو ثقة بصري.

2432 - " إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا، فينجوالعالم منها بعلمه ".

ضعيف

رواه أبو نعيم في " الحلية " (8/41) ، والقضاعي (رقم 1056) ، وابن عساكر

(2/186/2) ، وابن النجار (10/167/1) عن عطية بن بقية بن الوليد قال: نا

أبي: حدثني إبراهيم بن أدهم قال: نا أبو إسحاق الهمداني عن عمارة بن غزية

الأنصاري عن أبي هريرة مرفوعا. وقال أبو نعيم:

" غريب من حديث أبي إسحاق الهمداني وإبراهيم بن أدهم، لم نكتبه إلا من حديث

عطية عن أبيه بقية ".

قلت: وعطية هذا غير مشهور بالثقة أورده ابن حبان فقط في " الثقات "، وقال:

" يخطىء ويغرب، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة ".

 

(5/452)

 

 

2433 - " إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن - وإن ذنبه مثل أحد - فما تدعه وعليه

من ذلك مثقال حبة من خردل ".

ضعيف

رواه أحمد (5/198) ، وابن أبي الدنيا في " الكفارات " (69/2 و85/2) ،

وابن عساكر (3/91/1) عن ابن لهيعة: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل

ابن أنس الجهني عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء

 

(5/452)

 

 

مرفوعا. وقال ابن عساكر:

(سهل بن معاذ) على القلب. واستصوبه الحافظ في " التعجيل "، ومعاذ هذا لا

يعرف.

ثم رواه أحمد (5/199) ، والطبراني في " الأوسط " (4/99/3143 - ط) عن ابن

لهيعة: حدثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن أبي الدرداء.

ثم رواه هو (1/370/635) ، وابن عساكر - والزيادة له - من طريق إبراهيم بن

هشام بن يحيى بن يحيى الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز [عن يزيد بن أبي

حبيب] عن معاذ بن سهل بن أنس عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء.

قلت: وابن لهيعة وزبان ضعيفان. وإبراهيم بن هشام كذبه أبو زرعة وأبو حاتم.

وخالفهم الليث بن سعد، فقال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب وغيره قالا: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره نحوه.

أخرجه ابن أبي الدنيا.

قلت: فرجع الحديث إلى أنه من مرسل يزيد بن أبي حبيب وغيره، فإن رجاله كلهم

ثقات.

ولا يقويه ما رواه أبو يعلى في " مسنده " (11/6150) ، وعنه ابن عدي (ق

204/2) : حدثنا سويد بن سعيد: نا ضمام عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به نحوه.

أقول: لا يقويه؛ لأن سويد بن سعيد كان عمر، وعمي، فربما لقن مما ليس من

حديثه، وإن كان صادقا في نفسه، ولذلك ضعفه البخاري وغيره جدا.

فقال البخاري:

 

(5/453)

 

 

" فيه نظر، عمي فتلقن ما ليس من حديثه ".

قلت: فأخشى أن يكون هذا الحديث مما تلقنه. لا سيما وقد كذبه ابن معين.

وقال أحمد:

" متروك الحديث ".

ومن ذلك تعلم تساهل الحافظ المنذري (4/153) ، ثم الهيثمي (2/301) في

قولهما:

" رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات "! !

2434 - " إن لقيتم عاشرا، فاقتلوه ".

ضعيف

رواه أحمد (4/234) ، والحربي في " غريب الحديث " (5/32/1) ، والبخاري في

" التاريخ " (4/1/302) ، والروياني في " مسنده " (ق 251/1) عن ابن لهيعة

عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن حسان عن مخيس بن ظبيان [عن رجل من بني

جذام] عن مالك بن عتاهية مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف.

الجذامي لم يسم فهو مجهول، ومثله في الجهالة الراوي عنه مخيس بن ظبيان،

وكذا عبد الرحمن بن حسان، وقد سقط من " التاريخ "، أوأن الرواية هكذا وقعت

فيه، وقد وقع في إسناد الحديث اضطراب بينه الحافظ في ترجمة (مالك بن

العتاهية) من الإصابة، فلعل منه هذا السقوط، وعلى كل حال فمدار ذلك كله على

ابن لهيعة، وهو مشهور بالضعف.

 

(5/454)

 

 

2435 - " خمس هن قواصم الظهر: عقوق الوالدين، والمرأة يأتمنها زوجها تخونه،

والإمام يطيعه الناس ويعصي الله عز وجل، ورجل وعد عن نفسه خيرا فأخلف،

واعتراض المرء في أنساب الناس ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/60/1) عن محمد بن جعفر الأنباري: حدثنا

محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي: حدثنا أبي: حدثنا الحارث بن النعمان:

حدثنا أبو زرعة الحجري عن سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن

أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبو زرعة الحجري اسمه وهب الله بن راشد المصري؛ قال

الذهبي في " الميزان ":

" غمزه سعيد بن أبي مريم وغيره، قال أبو حاتم: محله الصدق. وفضل ابن وارة

عليه عنبسه بن خالد ".

وفي " اللسان " أنه توفي سنة (211) .

والحارث بن النعمان هو أبو النضر البزاز، ويقال الأكفاني؛ ترجمه الخطيب (8/207 - 208) ، وذكر أنه روى عن جماعة منهم سميه الحارث بن النعمان بن أخت

سعيد بن جبير. وعنه جمع، منهم أبو العوام أحمد بن يزيد الرياحي، ولم يذكر

فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي:

" صدوق ".

وأحمد بن يزيد؛ وثقه الخطيب (5/227) ، وترجم لابنه محمد ترجمة جيدة (1/372) ، ونقل عن عبد الله بن أحمد والدارقطني أنه: صدوق.

 

(5/455)

 

 

ومحمد بن جعفر الأنباري أورده الخطيب (2/134) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا

توثيقا.

(تنبيه) : ذهل المناوي عن الفرق بين الحارثين، فتوهم أنه المتقدم منهما طبقة

، فأعل الحديث به، فقال:

" وفيه الحارث بن النعمان؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال أبو حاتم:

غير قوي ".

قلت: وهذا إنما هو ابن أخت سعيد بن جبير، وهو تابعي صغير. فأنى لهذا أن

يروي عن أبي زرعة الحجري الذي توفي سنة (211) كما تقدم؟ !

ورواه محمد بن يونس: نا عبد الله بن يزيد المقرىء: نا سعيد بن أبي أيوب:

أخبرني عمر بن عبد الله عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا.

أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " (ق 61/1 - 2) .

ومحمد بن يونس - هو الكديمي - متهم بالكذب.

2436 - " إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أمرتكم، فضيعتم ما عهدت إليكم فيه،

ورفعتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي، وأضع أنسابكم، أين المتقون؟ إن أكرمكم

عند الله أتقاكم ".

ضعيف جدا

رواه الحاكم (2/463) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (2/89/1) ، والواحدي في

" تفسيره " (4/82/2) عن محمد بن الحسن المخزومي: حدثتني أم سلمة بنت العلاء

ابن عبد الرحمن عن أبيها عن جدها عن أبي هريرة مرفوعا. وقال الحاكم:

 

(5/456)

 

 

" حديث عال غريب الإسناد والمتن ".

وتعقبه الذهبي بقوله:

" قلت: المخزومي ابن زبالة ساقط ".

قلت: وأم سلمة هذه لم أجد من ذكرها.

ثم ساق له الحاكم شاهدا من طريق طلحة بن عمروعن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة

به نحوه موقوفا، وقال البيهقي:

" هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف ".

قلت: ومع وقفه فلا يصلح للشهادة؛ لأن طلحة بن عمرومتروك شديد الضعف.

2437 - " إن أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، ورب مصل لا خير

فيه ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/106/2) عن حكيم بن نافع: حدثنا يحيى بن سعيد

عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: فذكره، وقال:

" تفرد حكيم بن نافع بإسناده هذا، وقد روي من وجه آخر عن ثابت عن أنس مرفوعا ".

قلت: حكيم هذا ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم.

وأخرجه ابن عساكر (17/361/1) عن أبي حازم عامر بن يحيى الغوثي: نا واصل بن

عبد الله السلامي عمن حدثه به مرفوعا، وفيه زيادة.

قلت: وهذا إسناد مظلم، لم أعرف أحدا منهم.

 

(5/457)

 

 

2438 - " إذا تسارعتم إلى الخير، فامشوا حفاة، فإن المحتفي يضاعف أجره على المنتعل ".

موضوع

أخرجه الطبراني في " الأوسط " (5/104/4195) ، وعنه الخطيب في " تاريخ بغداد

" (11/378) من طريق سليمان بن عيسى السجزي: حدثنا سفيان الثوري عن ليث عن

طاووس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا موضوع، آفته السجزي، قال الذهبي:

" هالك، قال الجوزجاني: كذاب مصرح، وقال أبو حاتم: كذاب. وقال ابن عدي:

يضع الحديث ".

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/217) من طريق الخطيب، وقال:

" موضوع، سليمان كذاب يضع ".

وأقره السيوطي في " اللآلي " (1/194) ، ومع ذلك سود به " الجامع الصغير ".

 

(5/458)

 

 

2439 - " إذا تصدقت بصدقة، فأمضها ".

ضعيف

أخرجه أحمد (2/173) عن رشدين: حدثني عمروبن الحارث أن توبة بن نمر حدثه أن

أبا [عفير] عريف بن سريع حدثه:

" أن رجلا سأل ابن عمروبن العاص، فقال: يتيم كان في حجري،

 

(5/458)

 

 

تصدقت عليه

بجارية، ثم مات، وأنا وارثه؟ فقال له عبد الله بن عمر: سأخبرك بما

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:

حمل عمر بن الخطاب على فرس في سبيل الله، ثم وجد صاحبه قد أوقفه يبيعه، فأراد

أن يشتريه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عنه، وقال: ... الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عريف بن سريع أبو عفير، لم يوثقه غير ابن حبان،

ولم يروعنه غير توبة بن نمير، فهو علة الحديث، وليست هي (رشدين) كما

ادعى الهيثمي (4/166) ، فإنه قد تابعه ابن وهب: أخبرني عمروبه.

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/2/156) .

2440 - " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/161/7620) : حدثنا يحيى بن

عبد الباقي الأذني قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال: حدثنا سعيد بن روح قال

: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال:

" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفيه يلبسهما، فلبس أحدهما، ثم جاء غراب

، فاحتمل الآخر، فرمى به، فخرجت منه حية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: " فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، شرحبيل بن مسلم، قال الحافظ:

" صدوق، فيه لين ".

وسعيد بن روح؛ لم أجد له ترجمة، ولعل الحافظ العراقي أشار إليه بقوله في "

تخريج الإحياء " (2/259) :

 

(5/459)

 

 

" رواه الطبراني، وفيه من لا يعرف ".

لكنه لم يتفرد به، فقد أورد الحديث الهيثمي في " المجمع " (5/140) ، وقال:

" رواه الطبراني، وفيه هاشم بن عمرو، ولم أعرفه، إلا أن ابن حبان ذكر في "

الثقات ": هاشم بن عمروفي طبقته، والظاهر أنه هو، إلا أنه لم يذكر روايته

عن إسماعيل بن عياش، وشيخ إسماعيل في هذا الحديث شامي، فرواته ثقات، وهو

صحيح إن شاء الله ".

كذا قال: وقد عرفت ما في شيخ إسماعيل من اللين الذي يمنع من الحكم على الحديث

بالحسن. فضلا عن الصحة.

ثم بدا لي أنه ليس في إسناد الطبراني (هاشم بن عمرو) ، وإنما هو عنده في

حديث آخر قبيل هذا (7619) ، فالظاهر أنه انتقل بصره إليه عند الكتابة!

2441 - " ما أتقاه ما أتقاه ما أتقاه! راعي غنم على رأس جبل، يقيم فيها الصلاة ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الكبير " (8/197/7707) عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر

عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، من أجل عفير هذا، فإنه ضعيف جدا كما تقدم تحت

الحديث (293) عن الهيثمي، ونقل المناوي عنه في تخريجه لهذا الحديث أنه قال:

" وهو مجمع على ضعفه ". قال المناوي: " ومنه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه ".

 

(5/460)

 

 

2442 - " إن لكل أمة سياحة، وإن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن لكل

أمه رهبانية، ورهبانية أمتي الرباط في نحور العدو".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني برقم (7708) بإسناد الذي قبله.

لكن جملة " إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " (قد جاءت من حديث أبي أمامة

رضي الله عنه، وهي مخرجة في " المشكاة " (724) ، و" صحيح أبي داود " (

1247) ، والجملة الأخرى رويت في أحاديث بلفظ " الجهاد "، وهو مخرج في "

الصحيحة " (555) .

 

(5/461)

 

 

2443 - " عليكم بالتواضع، فإن التواضع في القلب، ولا يؤذين مسلم مسلما، فلرب

متضاعف في أطمار، لوأقسم على الله عز وجل لأبره ".

موضوع

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم 7768) من طريق محمد بن سعيد عن

عروة بن رويم عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.

قلت: وهذا موضوع، آفته محمد بن سعيد هذا، وهو المصلوب في الزندقة، وهو

كذاب معروف بوضع الحديث، وبه أعله المناوي نقلا عن الهيثمي.

 

(5/461)

 

 

2444 - " ثلاثة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، رجل حيث توجه علم أن الله معه، ورجل

دعته امرأة إلى نفسها، فتركها من خشية [الله] ، ورجل أحب لجلال الله ".

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في " الكبير " (رقم 7935) ، والديلمي

 

(5/461)

 

 

(2/62) عن بشر بن

نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

قلت: وهذا إسناد واه بمرة، بشر بن نمير؛ قال الحافظ:

" متروك، متهم ".

ويشهد للفقرة الثانية والثالثة حديث " الصحيحين " بلفظ:

" سبعة يظلهم الله تحت ظله.. " الحديث، وفيه: " ... ورجلان تحابا في الله

، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني

أخاف الله.. ". وهو مخرج في " الإرواء " (887) .

2445 - " من صلى العشاء في جماعة، فقد أخذ بحظه من ليلة القدر ".

موضوع

أخرجه الطبراني في " الكبير " (رقم 7745) من طريق سليمان بن سلمة قال: حدثنا

بقية عن مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته مسلمة بن علي، وهو الخشني، متهم بالوضع،

كما سبق تحت الحديث (141) .

ومثله سليمان بن سلمة، وهو الخبائري.

وبقية مدلس، وقد عنعنه.

والحديث قال الهيثمي (1/40) :

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف "! !

 

(5/462)

 

 

2446 - " ست من جاء بواحدة منهن، جاء وله عهد يوم القيامة، تقول كل واحدة منهن: قد

كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة

الرحم ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الكبير " (رقم 7993) عن عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن

بكير قال: حدثنا يحيى بن أبي حية عن أبي العالية قال: سمعت أبا أمامة

يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن أبي حية، قال الحافظ:

" ضعفوه لكثرة تدليسه ".

وقال الهيثمي في " المجمع " (1/46) ، وتبعه المناوي في " الفيض ":

" رواه الطبراني في " الكبير "، وفي إسناده يونس بن أبي حثمة (وفي المناوي

: خيثمة) ، ولم أر أحدا ذكره "!

قلت: إنما هو يونس بن بكير، تحرف على الهيثمي أوعلى ناسخ نسخته من " الكبير ".

ويؤيد ما ذكرت أن يونس بن بكير قد ذكر في شيوخ عبيد بن يعيش. وقد أخرجه أبو

جعفر الطوسي في " الأمالي " (ص 6) عن يونس بن بكير به.

 

(5/463)

 

 

2447 - " إن أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة، فسلوهما الله عز وجل ".

ضعيف

أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/106/2) عن كثير بن يحيى: حدثني قزعة: حدثنا

داود بن أبي هند قال:

لقيت شيخا بأيلة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: فذكره.

 

(5/463)

 

 

قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:

1 - جهالة الشيخ الأيلي، فإنه لم يسم.

2 و3 - ضعف قزعة، وهو ابن سويد الباهلي، وكثير بن يحيى، وهو صاحب البصري.

2448 - " من وقي شر لقلقه، وقبقبه، وذبذبه، فقد وقي الشر كله، أما (لقلقه)

فاللسان، (وقبقبه) فالفم، و (ذبذبه) فالفرج ".

ضعيف جدا

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (4/361/5409) من طريق أبي شجاع أحمد بن

مخلد الصيدلاني: حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات: حدثنا عبد الحكم عن أنس

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال البيهقي:

" وفي إسناده ضعف ".

قلت: وعلته عبد الحكم هذا، وهو ابن عبد الله ويقال: ابن زياد القسملي

البصري، متفق على ضعفه، بل قال ابن حبان في " الضعفاء " (2/143) :

" كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه، ولا أعلم له معه مشافهة، لا يحل

كتابة حديثه إلا على جهة التعجب ".

وإبراهيم بن سليمان الزيات - وهو البلخي - مختلف فيه، فقال ابن عدي (1/265) :

" ليس بالقوي ".

وذكره ابن حبان في " الثقات " (8/67 - 68) ، وقال:

" مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، وهو الذي يروي عن عبد الحكم عن أنس

بصحيفة، لم ندخله في أتباع التابعين؛ لأن عبد الحكم لا شيء ".

 

(5/464)

 

 

وأما الصيدلاني فلم أعرفه.

والحديث أورده الغزالي في " الإحياء " (3/109) باللفظ المذكور أعلاه، فقال

الحافظ العراقي في " تخريجه ":

" أخرجه أبو منصور الديلمي من حديث أنس بسند ضعيف بلفظ: (فقد وجبت له الجنة) ".

قلت: ففاته أنه عند البيهقي، وبلفظ " الإحياء "!

ومن تناقضات السيوطي أنه عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي لكن بلفظ "

الإحياء " الذي عند الديلمي! وأما في " الجامع الكبير " فأورده بلفظ البيهقي

الذي أعلاه. ولم يتنبه لذلك كله المناوي في " فيض القدير "، ولا في "

التيسير ". والله هو الموفق.

ثم إن في ترجمة ابن حبان لعبد الحكم القسملي المتقدمة والراوي عنه ما يدل أنه

ضعيف جدا عنده، وهو ما يفيده قول البخاري فيه في " التاريخ الكبير " (3/2/129) :

" منكر الحديث ".

ولا أدري لم لم يذكر الحافظ في " التهذيب " هذا النص من الإمام البخاري في

ترجمة عبد الحكم هذا، فإنه مهم جدا كما لا يخفى على العلماء.

ثم إن الحديث علقه ابن حزم في جملة ما علق من الأحاديث الواهية في كتابه " طوق

الحمامة " (ص 123) بلفظ حديث الترجمة، ولكنه قال:

" فقد وقى شر الدنيا بحذافيرها ".

ولم أقف عليه بهذا اللفظ.

 

(5/465)

 

 

ويغني عن هذا الحديث من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم:

" من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة ".

رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما، وهو مخرج في " الصحيحة " (510) ، وأما

الزبيدي في " شرح الإحياء " (7/450) فجعله شاهدا للحديث، وليس بجيد، لأنه

شاهد قاصر، ولا سيما من الناحية اللفظية. كما هو ظاهر.

2449 - " إذا عاهة نزلت من السماء، صرفت عن عمار المساجد ".

منكر

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/159) عن زافر بن سليمان عن عبد الله

ابن أبي صالح عن أنس بن مالك مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، زافر بن سليمان مختلف فيه، ويبدو من مجموع ما قيل

فيه أنه صدوق في نفسه ضعيف في حفظه، يعتبر به، وذكر به في " الميزان "

حديثين مما أنكر عليه، هذا أحدهما.

 

(5/466)

 

 

2450 - " إن الأنبياء ليتكاثرون بأمتهم وبكثرتهم، وإني لأرجوأن أكون أكثرهم،

ولقد أعطي موسى بن عمران خصلات لم يعطهن نبي، إنه مكث يناجي ربه أربعين يوما

، ولا ينبغي لمتناجين أن يتناجيا أطول من مناجاتهما ".

ضعيف

رواه ابن حبان في ترجمة جبير بن نفير بن عامر الحضرمي من كتابه " الثقات " (4/111) : حدثنا العباس بن الخليل بن جابر الطائي أبو الخليل بحمص من كتابه:

حدثنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة

 

(5/466)

 

 

الحضرمي: حدثنا أبي عن نصر بن

علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة بن عائذ حدثني جبير بن نفير عن عوف بن مالك

مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، العباس هذا قال أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (

4/330/2034) :

" فيه نظر ".

ونصر بن خزيمة، أورده ابن أبي حاتم (4/1/473) برواية سليمان بن عبد الحميد

الحمصي عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأبو هـ خزيمة لم أجد من ذكره.

ولطرفه الأول شواهد بنحوه، ولذلك خرجته في " الصحيحة " (1589) .

2451 - " أتاني جبريل عليه السلام، فقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم "، فجهر فيها ".

موضوع

أخرجه الدارقطني في " السنن " 0 1/307/18) ، ونظام الملك في " جزء فيه مجلسان

من أماليه " (ق 11/2) من طريق محمد بن الحسن أبي بكر المقريء: حدثنا محمد بن

الفضل الطبري: حدثنا هارون البزاز: حدثنا الفضل بن دكين: حدثنا خالد بن

إلياس عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قلت: وهذا إسناد تالف، والمتهم به (خالد بن إلياس) ، فإنه متروك؛ كما

قال الحافظ تبعا للحفاظ المتقدمين، بل قال ابن حبان في " المجروحين " (1/279) :

" يروي الموضوعات عن الثقات، حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع لها ".

 

(5/467)

 

 

قلت: ولا يصح في الجهر بالبسملة حديث، وكل ما ورد في الباب لا يصح إسناده،

وفي الصحيح خلاف ذلك، فراجع: " نصب الراية " وغيرها.

2452 - " قم فصل، فإن في الصلاة شفاء ".

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2/345) ، وأحمد (2/390 و403) من طريق ذواد بن علبة عن

ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال:

هجر النبي صلى الله عليه وسلم فهجرت، فصليت، ثم جلست، فالتفت إلى النبي

صلى الله عليه وسلم فقال: أشكمت (وفي المسند: أشكنب) درر؟ قلت: نعم يا

رسول الله، قال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن ليثا هو ابن أبي سليم وهو ضعيف، وكذا الراوي

عنه ذواد بن علبة، وقد خولف، فقال الذهبي في ترجمته من " الميزان ":

" والأصح ما رواه المحاربي عن ليث عن مجاهد مرسلا، ومعناه اشتكى بطنك؟ ".

نعم تابعه من لا تساوي روايته فلسا.

فرواه ابن عدي (343/1) عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا مجاشع بن عمروعن ليث

عن مجاهد عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه مضطجعا ... الحديث

مثله. وقال:

" هذا إنما يعرف بذواد بن علبة عن ليث مسندا، ورواه عبد السلام بن حرب وغيره

عن ليث موقوفا عن أبي هريرة أن أبا هريرة قال لمجاهد: اشنكب دردر ".

قلت: مجاشع بن عمرومتهم بالكذب، ومثله عثمان بن عبد الرحمن، وهو الوقاصي.

 

(5/468)

 

 

وللحديث شاهد ولكنه ضعيف جدا، فلا يأخذ الحديث به قوة.

رواه ابن عدي (8/1) عن إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك: حدثنا

شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء قال:

رآني رسول الله وأنا نائم مضطجع على بطني، فضربني برجله، فقال اشكمت ورد،

يعني تشتكي بطنك؟ قلت: نعم، قال: فذكره، وقال:

" وإبراهيم بن البراء هذا أحاديثه كلها مناكير موضوعة، ومن اعتبر حديثه على

أنه ضعيف جدا، وهو متروك الحديث ".

وقد أشار إلى ضعف الحديث الطبري في " تفسيره " (2/13/851) ، فقال:

" روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى أبا هريرة ... ".

2453 - " لست من دَدٍ (1) ولا دد مني ".

ضعيف

رواه البخاري في " الأدب المفرد " (785) ، والدولابي (1/179) ، والبزار (

2402 - كشف) ، والعقيلي في " الضعفاء " (467) ، والطبراني في " الأوسط " (

ص 310 - حرم) ، والدارقطني في " الأفراد " (رقم 37 ج2) عن يحيى بن محمد بن

قيس أبي زكير عن عمروبن أبي عمروعن أنس مرفوعا، وقال:

" يحيى بن محمد بن قيس لا يتابع على حديثه، وتابعه على هذا من هو دونه ".

قلت: وهو منكر الحديث كما سبق بيانه في الحديث (229) .

وقد تابعه عمر بن الصلت البصري عند ابن عساكر (11/51/1) ، ولم أعرفه.

__________

(1) الدد: اللهو واللعب. اهـ.

 

(5/469)

 

 

وفي " العلل " (2/266) :

" سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو زكير (فذكره) ؟ فقالا:

هكذا رواه أبو زكير، ورواه الدراوردي عن عمروعن المطلب بن عبد الله عن

معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي زرعة: أيهما عندك

أشبه؟ قال: الله أعلم، ثم تفكر ساعة، فقال: حديث الدراوردي أشبه. وسألت

أبي؟ فقال: حديث معاوية أشبه ".

قلت: وعلته عنعنة المطلب بن عبد الله، فإنه كان كثير التدليس والإرسال،

كما قال الحافظ في " التقريب ".

ورواه الإسماعيلي في " معجمه " (1/341/23) بسند مجهول عن ابن جريج عن أبي

الزبير عن جابر. وابن جريج وأبو الزبير مدلسان.

2454 - " كان يكتحل بالإثمد قبل أن ينام كل ليلة ".

ضعيف

رواه أصحاب السنن، والطبراني (11888) عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن

عباس مرفوعا.

قلت: وإسناده ضعيف، رجاله ثقات، غير أن عباد بن منصور كان يدلس، وقد تغير

بأخرة. وهو مخرج في " إرواء الغليل " (1/119/76) .

 

(5/470)

 

 

2455 - " كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة ".

ضعيف

رواه ابن سعد (1/451) ، وابن خزيمة (1766) ، وأبو الشيخ في " أخلاف النبي

" (ص 100) ، والبيهقي في " السنن " (3/247 و280) ،

 

(5/470)

 

 

والأصبهاني في "

الترغيب " (51/2) عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، حجاج هو ابن أرطاة: مدلس، وقد عنعنه.

وفي رواية للبيهقي من هذا الوجه:

" كان له برد يلبسها في العيدين والجمعة ".

وفي أخرى لابن سعد عن حجاج عن أبي جعفر محمد بن علي مرفوعا مرسلا بلفظ:

" كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر، ويعتم يوم العيدين ".

وأخرجه الشافعي في " الأم " (1/206) ، - ومن طريقه البيهقي - وأبو الشيخ

عن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن جده:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برد حبرة في كل عيد.

وجعفر هذا هو ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فيكون

جده علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فيكون مرسلا أيضا، لكن إبراهيم شيخ

الشافعي - وهو ابن محمد بن أبي يحيى المدني - متروك.

وقد ثبت الحديث من حديث ابن عباس دون ذكر العيدين، وقد خرجته في الكتاب

الآخر رقم (1279) .

2456 - " كان يكثر دهن رأسه ويسرح لحيته بالماء ".

ضعيف جدا

رواه عباس الدوري في " كتاب التاريخ والعلل لابن معين "

 

(5/471)

 

 

(6/2) ، ومن طريقه

البيهقي في " الشعب " (5/226/6463) قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان

الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا. وقال:

" لم نسمع هذا الحديث من إنسان غير قبيصة ".

قلت: وهو ابن عقبة السوائي الكوفي، وهو ثقة.

ورواه ابن سعد (1/484) عنه، فقال: أخبرنا قبيصة بن عقبة به.

وقد تابعه ابن كثير: حدثنا سفيان به.

أخرجه البيهقي أيضا.

وتابعه وكيع عن الربيع بن صبيح به.

أخرجه الترمذي في " الشمائل " (1/100 - بالشرح) ، وأبو الشيخ في " الأخلاق "

(ص 149) ، والبيهقي.

قلت: فعلة الحديث يزيد الرقاشي، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:

" قال النسائي وغيره: متروك ".

2457 - " كان يلبس قميصا فوق الكعبين، مستوى الكمين بأطراف أصابعه ".

ضعيف جدا

رواه ابن الأعرابي في " المعجم " (21/2) : نا الحسن بن عفان [هو ابن علي بن

عفان] : نا معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا.

رواه أبو الشيخ في " الأخلاق " (ص 90 - 91) ، وأبو نعيم في " أخبار

 

(5/472)

 

 

أصبهان "

(2/347) عن الحسن بن علي: حدثنا معاوية بن هشام به، إلا أنهما زادا في

السند: عن علي بن صالح عن مسلم عن مجاهد به.

وهكذا أخرجه الحاكم (4/195) من طريق المعافى بن عمران عن علي بن صالح بن حي

عن مسلم الملائي عن مجاهد به نحوه، وقال:

" صحيح الإسناد ".

ورده الذهبي بقوله:

" قلت: مسلم تالف ".

قلت: وهو ابن كيسان البراد الأعور.

وقال في " الضعفاء ":

" تركوه ".

وأما الحافظ، فقال:

" ضعيف ".

وقد روي عنه بلفظ آخر، وهو:

" كان يلبس قميصا قصير الكمين والطول ".

2458 - " كان يلبس قميصا قصير الكمين والطول ".

ضعيف

رواه ابن سعد (1/459) ، وابن ماجه (3577) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من

المسند " (71/1) ، وأبو الشيخ في " الأخلاق " (91) ، والطبراني في "

الكبير " (رقم 11136) ، والخطيب في " الجامع " (1/153/199) عن الحسن بن

صالح عن مسلم الملائي عن مجاهد عن ابن عباس رفعه.

 

(5/473)

 

 

وخالفه خالد بن عبد الله، فقال: عن مسلم الأعور عن أنس قال: فذكره مرفوعا

بلفظ:

" كان قميصه قطنا، قصير الطول، قصير الكمين ".

أخرجه ابن سعد (1/458) ، والبيهقي في " الشعب " (6168) .

والأعور متروك؛ كما تقدم في الحديث الذي قبله.

وأخرج أبو داود (4027) ، وعنه البيهقي في " الشعب " (5/154/6167) ،

والترمذي (3/63 - تحفة) ، وفي " الشمائل " (ص 134) ، وعنه البغوي في "

شرح السنة " (12/7/3072) ، والنسائي في " الكبرى " (5/481/9665) من طريق

بديل بن ميسرة عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية قالت:

" كان كم يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ ".

وقال الترمذي:

" حديث حسن غريب ".

قلت: وشهر ضعيف لسوء حفظه، قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق، كثير الإرسال والأوهام ".

قلت: وهذا الحديث مما يؤكد ذلك، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في " التواضع

والخمول " (رقم 155) ، وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (

ص 102 - النهضة) ، وعنه البغوي (رقم 3073) بلفظ:

" أسفل من الرسغ "!

فزاد: " أسفل "!

 

(5/474)

 

 

وهذا يدل على عدم حفظه وضبطه.

ولا يصح تقويته بما رواه محمد بن ثعلبة بن سواء: حدثنا عمي محمد بن سواء:

حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ (شهر بن حوشب) المختصر.

أخرجه البزار (3/362/2946) ، وأبو الشيخ أيضا (ص 91) ، والبيهقي أيضا (

6169) ، وقال البزار:

" لا نعرفه عن أنس إلا بهذا الإسناد ".

قلت: ورجاله ثقات؛ غير محمد بن ثعلبة فلم يوثقه أحد، بل قال أبو حاتم:

" أدركته، ولم أكتب عنه "!

لكن روى عنه أبو زرعة، فلعله لذلك قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق ".

قلت: فإن سلم منه فالعلة من عنعنة قتادة، فإنه رمي بالتدليس، وشهر من شيوخه

، فيمكن أن يكون قد دلسه.

وقد خفيت هذه العلة على الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله، فجعل حديث قتادة

هذا شاهدا - في كتابه " تنبيه القاري " (17 - 18) - لحديث شهر! ولا غرابة

في ذلك، فإنه ليس من رجال هذا المجال، ولا معرفة لديه بالعلل، وبخاصة ما

كان منها من العلل الخفية كهذه، وكل ما صنعه في هذا الذي سماه شاهدا؛ أنه

وثق رجاله اعتمادا على " التقريب "، وعلى قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " 0

5/121) :

" رجاله ثقات "!

 

(5/475)

 

 

ثم رأيت في " كامل ابن عدي " (2/314) في ترجمة الحسن بن صالح بن حي بن مسلم

ابن حيان بسنده عنه عن مسلم عن مجاهد عن ابن عمر قال: فذكر حديث الترجمة دون

لفظ " الطول ".

ومسلم هذا - هو ابن كيسان الأعور - وهو متروك، وقد روى عنه بزيادة: "

بأطراف أصابعه "، لكن جعله من مسند ابن عباس! وتقدم تخريجه، وهو الذي قبله.

(تنبيه) : أورد حديث الترجمة الدكتور محمد عبد العزيز عمروفي كتابه " اللباس

والزينة " (ص 308) ، وقال:

" أخرجه الحاكم وابن حبان، وصححاه، فيض القدير (5/246) ، ونسبه السيوطي

لابن عساكر، ورمز لضعفه ".

فأقول: فيه أمور:

أولا: لا يوجد في الصفحة المذكورة من المجلد المذكور التخريج المزبور!

ثانيا: ولم يخرجه ابن حبان في " صحيحه "، ولذلك ليس له ذكر في " إحسان

الأمير الفارسي " ولا في " زوائد الهيثمي ".

ثالثا: سكت عن تصحيح الحاكم، وقد تعقبه الذهبي بذاك المتروك، وهذا السكوت

من الأدلة الكثيرة على أنه لم يعط أحاديث كتابه حقها من البحث والتحقيق، فهو

كغيره في هذا الميدان؛ حواش قماش.

رابعا: قوله: " ورمز لضعفه " يشعر بأنه لا يدري أنه لا يعتد برموز السيوطي

في " الجامع الصغير " لأسباب كنت بينتها في مقدمتي على " ضعيف الجامع الصغير "

، وهو مطبوع، فليراجعها من شاء.

 

(5/476)

 

 

2459 - " كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله ".

ضعيف

رواه ابن عدي (178/1 و3/378 - ط) عن يزيد بن سنان: حدثنا أبو عاصم: حدثنا

سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عبيد عن أبيه مرفوعا،

وقال:

" سعيد بن زيد أخوحماد بن زيد، ليس له متن منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي

في جملة من ينسب إلى الصدق ".

ورواه ابن سعد (1/383) : أخبرنا مسلم بن إبراهيم: أخبرنا سعيد بن زيد به.

ورواه ابن منده في " المعرفة " (2/37/2) عن سعيد به، إلا أنه قال:

" يحيى بن عبيد الجهضمي ".

ثم رواه ابن عدي (243/2 و5/31 - ط) عن عمر بن هارون عن الأوزاعي عن يحيى بن

أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعا، وقال:

" لا أعلم رواه عن الأوزاعي غير عمر بن هارون ".

قلت: وهو متروك متهم.

ومن الوجه الأول رواه الطبراني في " الأوسط " (4/69/3088 - ط) ، لكنه قال:

".. عن أبيه عن أبي هريرة ". وقال الهيثمي في " المجمع " (1/204) :

" ويحيى بن عبيد عن أبيه لم أر من ذكرهما، وبقية رجاله موثقون ".

كذا قال، وهما من رجال " التهذيب "، فيحيى بن عبيد - وهو مولى السائب بن

أبي السائب المخزومي - وثقه النسائي وابن حبان.

وعبيد ذكره ابن حبان في " الثقات " (5/139) ، لكن قال الذهبي في " الميزان ":

" ما روى عنه سوى ابنه يحيى ". ولذا قال الحافظ في " التقريب ":

" مقبول ".

لكنه في " الإصابة " أفاد أنه ليس هو راوي هذا الحديث، وإنما (عبيد بن رحى)

بمهملتين مصغرا (الجهضمي) . وهكذا هو في رواية ابن سعد كما تقدم. وحكى

الحافظ عن بعضهم أن له صحبة، وعن أبي زرعة أنه مرسل كما يأتي، ثم ذكر له هذا

الحديث، ولكنه لم يذكر ما يدل على ثبوت صحبته، لا سيما وهو عند الطبراني من

روايته عن أبي هريرة. والله أعلم.

قلت: وخالفهم أيضا أبو زرعة، فقال في هذا الحديث:

" هذا مرسل ".

كما في " علل ابن أبي حاتم " (رقم 87) . وأشار البغوي في " شرح السنة " (

1/375) إلى تضعيف الحديث.

2460 - " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".

منكر

قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (2/6) :

" رواه البيهقي في " الزهد " من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف ".

وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " (4/114 - رقم 33) : بعد أن حكى

كلام البيهقي فيه:

" وهو من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أبي سليم،

والثلاثة ضعفاء، وأورده النسائي في " الكنى " من قول إبراهيم بن أبي عبلة

أحد التابعين من أهل الشام ".

قلت: عيسى بن إبراهيم هو البركي، وقد قال فيه الحافظ في " التقريب ":

" صدوق ربما وهم "، فإطلاقه الضعف عليه - كما سبق - ليس بجيد.

وهذا هو الذي اعتمده الحافظ؛ أنه من قول إبراهيم هذا، فقد قال السيوطي في "

الدرر " (ص 170) :

" قال الحافظ ابن حجر في " تسديد القوس ": هو مشهور على الألسنة، وهو من

كلام إبراهيم بن أبي عبلة في " الكنى " للنسائي ".

ثم تعقبه السيوطي بحديث جابر الآتي من رواية الخطيب، ولوتعقبه برواية

البيهقي السابقة لكان أولى؛ لخلوها من متهم، بخلاف رواية الخطيب ففيها كذاب!

كما يأتي قريبا بلفظ:

" قدمتم خير مقدم.. ".

ونقل الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي " (ق 110/1) عن

شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال:

" لا أصل له ". وأقره.

وقال في مكان آخر (202/1) :

" رواه البيهقي وضعف إسناده، وقال غيره: لا أصل له ".

وأما قول الخفاجي في " حاشيته على البيضاوي " 

" وفي سنده ضعف مغتفر في مثله ".

فغير مستقيم؛ لأن ظاهره أنه حسن، وكيف ذلك وفي سنده ثلاثة ضعفاء، وقد

اتفق من تكلم فيه على ضعفه؟ !

ثم بعد سنين، وقفت على الحديث في " الزهد " للبيهقي (42/1) ، فإذا هو بلفظ:

" قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد

هو اه ".

وكذلك رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " (13/83/1) من طريق عيسى

ابن إبراهيم البركي قال: نا يحيى بن يعلى قال: نا ليث عن عطاء عن جابر قال:

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم عراة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

قلت: وهذا سند ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لاختلاطه، ويحيى بن

يعلى؛ الظاهر أنه الأسلمي، وهو ضعيف أيضا، وبقية رجاله ثقات.

والحديث رواه الخطيب أيضا في " تاريخه " (13/523 - 524) من طريق الحسن بن

هاشم عن يحيى بن أبي العلاء، قال: حدثنا ليث به.

والحسن بن هاشم؛ لم أجد له ترجمة.

ويحيى بن أبي العلاء لعله يحيى بن العلاء الكذاب، ولكن يغلب على الظن أنه

يحيى بن يعلى المذكور في سند أبي بكر الشافعي والبيهقي، تحرف اسم أبيه على

ناسخ " التاريخ "، فإنه المذكور في الرواة عن ليث. ويؤيده أن السيوطي أورد

الحديث في " الدرر " (ص 170) من رواية الخطيب متعقبا به على الحافظ ابن حجر

جزمه بأن الحديث من قول إبراهيم بن أبي عبلة، فلوكان في سند الخطيب الوضاع

المذكور؛ لما تعقب به السيوطي إن شاء الله تعالى.

ثم رأيته على الصواب في " ذم الهو ى " لابن الجوزي (ص 39) من طريق الخطيب،

بدلالة أحد الإخوان جزاه الله خيرا.

والحديث قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوي " (11/197) :

" لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم

وأفعاله، وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان.. ".

ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على أنه من أفضل الأعمال، فكأنه

رحمه الله يشير بذلك إلى استنكار تسميته بالجهاد الأصغر.

2461 - " إن ورك المؤمن اليسرى لفي الجنة، وذلك أنه لا تتم له صلاة حتى يتورك عليها ".

موضوع

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (7/126) من طريق هارون بن هارون أبي عبد الله

التيمي: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث عن أبي هريرة مرفوعا به.

أورده في ترجمة (هارون) هذا، وقال:

" أحاديثه عن الأعرج وغيره مما لا يتابعه الثقات عليه ".

وروى نحوه عن البخاري. وفي رواية قال:

" ليس بذاك ".

وقال ابن حبان في " المجروحين " (3/94) :

" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه

إلا على سبيل الاعتبار؛ لأهل الصناعة فقط ".

قلت: وسيأتي له حديث آخر موضوع برقم (6589) .

2462 - " إن الله اختار لكم من الكلام أربعا ليس القرآن، وهن من القرآن: سبحان الله

، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ".

ضعيف

أخرجه الطبراني في " الكبير " (ق 51/2 مجموع 6) ، والبزار (3071) من طريق

إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي

الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، معاوية بن يحيى - وهو الصدفي - ضعيف كما قال الحافظ

. لكن قد صح بلفظ: " أحب الكلام إلى الله أربع.. " فذكرها، رواه مسلم وغيره

من حديث سمرة بن جندب، وهو مخرج في " الإرواء " (1177) .

2463 - " إن للشيطان مصالي وفخوخا، وإن مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله،

والفخر بأعطاء الله، والكبر على عباد الله، واتباع الهو ى في غير ذات الله ".

ضعيف

رواه الديلمي (1/291) ، وابن عساكر في " مدح التواضع " (93/1 - 2) عن

إسماعيل بن عياش: حدثني يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قال: سمعت

النعمان بن بشير يقول على المنبر: إن للشيطان ... الحديث.

هكذا وقع عند ابن عساكر موقوفا لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي

" الديلمي " مرفوعا. وقد أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر، يعني

مرفوعا فلعله سقط رفعه من الأصل الذي نقلته منه، وهو مخطوط محفوظ في ظاهرية

دمشق.

ثم وجدته في " فضيلة الشكر " للخرائطي (ق 135/1) من هذا الوجه موقوفا أيضا،

ومن طريق الخرائطي رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (17/297/1) موقوفا.

ومن طريق غيره مرفوعا.

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (رقم 553) موقوفا أيضا، وكذا في "

التاريخ الكبير " (4/2/321) في ترجمة يزيد بن أيهم - وهو شامي -، ولم يذكر

فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع ابن أبي حاتم (4/2/252) ، ولم يوثقه غير

ابن حبان (7/618) ، لكن روى عنه ثقتان آخران، وقال الحافظ في " التقريب ":

" مقبول ".

وبالجملة، فالحديث ضعيف مرفوعا، ويحتمل التحسين موقوفا. والله أعلم.

ثم رأيت الحافظ الفسوي قد أخرجه مرفوعا أيضا في " المعرفة والتاريخ " (2/446

) قال حدثنا أبو اليمان: حدثنا إسماعيل بن عياش به. وعزاه إليه الحافظ ابن

كثير في " البداية " (8/245) بسنده، وسكت عليه.

2464 - " الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبائل الشيطان ".

ضعيف

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (55 و116) عن عبد الله بن نافع الصائغ قال

: نا عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد

قال:

تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، سمعته يقول:

وذكره في خطبة طويلة.

قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبد الله هذا قال الذهبي:

روى عن أبه عن جده خطبة منكرة، وفيه جهالة ".

وقال الحافظ في " اللسان ":

" وقد جهل ابن القطان عبد الله بن مصعب وأباه ".

قلت: ولهذا كتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على هامش النسخة بجنب

الحديث:

" ضعيف منكر ".

ثم روى بهذا السند مرفوعا:

" الخمر جماع الإثم ".

وهذا القدر رواه الدارقطني أيضا في " السنن " (4/247) من الوجه المذكور.

قلت: وهو وحديث الترجمة قطعة من حديث زيد بن خالد الطويل في " خطبة النبي

صلى الله عليه وسلم " في (تبوك) ، وقد سبق تخريجها بتمامها برقم (2059) .

وقد أخرجها البيهقي في " الدلائل " (5/241 - 242) من طريق أخرى من حديث عقبة

ابن عامر، وفيه (عبد العزيز بن عمران) ، وهو ابن أبي ثابت الزهري، وهو

متروك.

2465 - " الأكل في السوق دناءة ".

ضعيف

رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (155/1) ، والعسكري في " مسند

أبي هريرة " (69/2) ، وابن عدي (290/2) ، والخطيب في " التاريخ " (3/163

و7/283) عن محمد بن الفرات التميمي: حدثني سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن

الأنصاري عن أبي هريرة مرفوعا به، وقال ابن عدي:

" محمد بن الفرات، الضعف بين على ما يرويه ".

وقال الحافظ في " التقريب ":

" كذبوه ".

وله طريق أخرى عند الخطيب (10/125) عن عبد الله بن محمد بن خرمان الصفار:

حدثنا أبو بشر الهيثم بن سهل: حدثنا مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عنه.

أورده في ترجمة الصفار هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والهيثم ضعفه الدارقطني وغيره.

وله شاهد ولكنه واه جدا، فقال أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (35/2) : نا

عبد الله بن إسحاق الخصيب: نا لوين: نا بقية: حدثني عمر بن موسى: حدثني

القاسم مولى بن يزيد (1) عن أبي أمامة مرفوعا به.

ورواه الطبراني (8/297 - 298) ، وابن عدي (240/2) عن لوين به، وقال:

" عمر بن موسى الوجيهي يضع الحديث ".

ومن طريقه رواه ابن عساكر أيضا في " التاريخ " (13/182/1) .

ثم رواه ابن عدي (44 - 45) عن سويد بن سعيد: حدثنا بقية عن جعفر بن الزبير

عن القاسم عن أبي أمامة.

ومن هذا الوجه عن بقية: حدثني من سمع القاسم به، وعن سويد قال: حدثت بقية

، وكتبه عني عن محمد بن الفرات عن سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن الأنصاري عن

أبي هريرة به.

قلت: وجعفر بن الزبير متهم بالكذب.

__________

(1) كذا في الأصل. اهـ

2466 - " الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين ".

ضعيف

أخرجه الخطيب في " تاريخه " (12/11) : أخبرني علي بن أحمد الرزاز: حدثني

عثمان بن أحمد الدقاق: أخبرنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي:

حدثنا علي بن عيسى الكوفي - كاتب عكرمة القاضي -: حدثنا خلاد بن عيسى العبدي

عن ثابت عن أنس مرفوعا. قال المناوي:

" إسناده ضعيف ".

قلت: وذلك لضعف يعقوب بن إسحاق هذا. ترجمه الخطيب (14/290) وقال:

" قال الدارقطني: هو ضعيف، وقال ابن المنادي: كتبنا عنه في حياة جدي، ثم

ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة

وتوقيف متواتر، فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن وعدة من أهل الحديث ".

وبقية رجال الإسناد موثقون.

والجملة الأولى من الحديث رويت بإسناد آخر عن أنس في حديث له، يأتي برقم (

3631) ، وضعفه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/255 - 256/8061) .

ورواها الطبراني في " الأوسط " (7/381/6740) بسند ضعيف عن ابن عمر، وقال

أبو حاتم في " العلل " (2/284) :

" حديث باطل ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فهرس كتاب اعلام الموقعين لابن القيم

إعلام الموقعين/فهرس الجزء الأول [[إعلام الموقعين/الجزء الأول#نوعا التلقي عنه ﷺ|نوعا التلقي عنه ﷺ]] إخراج المتعصب عن زمرة العلماء فصل حفاظ ال...